-->

رواية أباطرة العشق ( عشق من نار ) ( عندما تعشق الفرسان ) الجزء الرابع عشر

 

 مكبلة انا باصفاد شخص لم اراه الا ثلاث مرات فقط .. الاولى كانت فى عتمة الليل فلم ارى منه الا نور عينيه التى قد ميزتها منذ النظره الاولى .. المره الثانيه جمعنا فيها القدر بصدفته العجيبه التى القت بى بجوار قلبه تحديدا مع تلاقي عينانا طويلا حتى ارتعدت شوقا .. الثالثه فترك هو اتساع المكان كله ليأت ويصف بجانبى ويحرقنى بنظرات تملأنى حتى الان .. ثلاث مرات كافيه ان اغرق بشخص ! .. ثلاث نظرات كافيه ان تؤسر قلبي بتلك الاستحواذيه! .. تالله حصل وتالله اصبحت متيمه بثلاث نظرات فقط .. -



توجه فوهة السلاح على صدره متتابعه بنظراتها ناريه التى  تحرق كل ما تقع عليه مواصله حديثها بغضب
- لا .. حتى الشهاده كمان خساره فيك .. اللي زيك يموت ومنترحموش عليه ..
رمقها سليم بنظرات لم تخل من الصدمه .. فهو لا يتوقع ابدا انها تأتى الي هنا وتكون بهذا الجبروت التى يجعلها تطيح بروحه فى الحال .. ابتسم لها بثبات قائلا
- طيب اتفضل اقتيلينى انا قدامك .. فكرك هخاف يعنى !
تحرك اصابعها بخفه وهى تحكم قبضتها على الزيناد قائله
- لو كنت فاكر ان رجاله العتامنه ناموا على عارهم .. فحريمهم بياكلوا الزلط والحال المايل ماعيعجبهمش ..

فرد سليم ذراعيه قائلا بتحدٍ
- وانا قدامك اهووو .. مش همانعك .. يلا
اتسعت عيون كوثر وانتصبت وقفتها اكثر ممسكه بسلاحها بقوة وهو ترسل اليه نظرات حارقه من الحقد فبدالها سليم بنفس ذات النظره ولكنها تحمل جيوشا من التحد .. وما هى الا ثوانى معدودة ضغطت كوثر على الزيناد تتابعته صوت صراخ وجد من الداخل التى وقعت ارضا كقطعه  القماش الملقاه ..
- سليم ...

- كنت متأكد انك هتكلمينى .. اصل قلبى عمره ما كدب عليا ..
وضع النقيب  يوسف  ساقيه فوق المكتب وهو يتحدث بثقه عارمه اثارت غضب ورد مردفه
- بقولك اي اتعدل معايا والا هقفل ومش هتلاقي منى معلومه مفيده ..
ضحك يوسف بمرح قائلا بثقه: بقي النقيب يوسف جيه اللي يقوله اتعدل ومايعرفش يرد عليه ! طيب ياستى عموما خدى راحتك بس لحد المهمه دى ماتخلص .. وبعدها اخلص انا بطريقتى ..

زفرت ورد باختناق: ممكن تسمعنى للاخر وبلاش مقاطعه ..
- احممم دانا سامعك بقلبي والله .. عمرك شوفتى حد  بيسمع حد بقلبه .. دانا شكلى هشوف العجب معاك..
- اوووووووووووووووووف .. بعدهالك عاد؟!
- بعدهالى ! هى حصلت ! .. خلاص خلاص سكتت متتعصبيش وتحرقى فى دمك عشانى انا حبيت اطرى المكالمه بس !
- لا ياخويا مش طالبه استظراف واللي بينا شغل وربنا يمرقها على خير الخطه السوده دى .. كان مالى انا بشورتك المهببه دى !
- سوده ! قصدك البدله عاوزاها سوده ! مش كده ..!

قبضت ورد على كفها بنفاذ صبر واتلتزمت صمتها قليلا مما اثار استغرابه مردفا
- انت سكتتى ليه ! اوعى يكون كلامى مش عاجبك
- مستنياك تخلص ظُرف !
- احمم والله انت بتفهمى وعندك نظر .. عموما انا خلصت هاتى اللي عندك بقي !

- اسمعنى .. طلع عندك حق لما قولتلى ان عمى ناوي على عمليه كبيره مع ادهم وكمان مش ناسى ولاد الهواري وهيرجع حقه منهم .. بس هو مركز حاليا فى الشغل كان بيقول ان العيون مداره من عليه دلوق وحديت كده كتير .. المهم انه متفق على 40 طن بودره هيدخلوا عن طريق اسوان ..
- اووووووووووبس ! ماقالش امتى ياورد !
- لا ماقالش بس انا هفضل وراه لحد مااعرف ماتقلقش .. انا حبيت اقولك بس عشان تعمل حسابك هتبدأ منين !
- ياباشا كل حاجه معمول حسابها ومدروس انت بس هاتيلنا طرف الخيط وهتلاقينى جبت البوكس وجيت كريت عمك وكل الجيش اللي وراه .. ادينى بس طرف الخيط يااحلى ورده شافتها عينيا ..
زفرت ورد باختناق وسرعان ما اغلقت الخط بدون استئذان مردفه باقتضاب
- ماله دا .. هو رمى جتت وخلاص !

##فلاش باك ..
- ما قولنا جايين نعاين الله! .. بلاش مقاطعه ..
اردف يوسف جملته ردا على ساميه ام ادهم التى تدخلت سريعا اثر احتشاد رجال الشرطه .. ثم اعطى الامر لرجاله
- فتش يابنى !
ورد معارضه: يفتش اى وبأى حق يفتش اصلا .. انت معاك اذن نيابه !
رمقها يوسف بنظره حانقه ثم ارسل نظره اخرى لساميه مردفا
- ممكن كوبايه ميه ياخالتى !

نظرت له ساميه بسخط وانستكار على طريقه كلامه مغادره من امامه: خاالتك !
طافت عينى يوسف فى المنزل سريعا قائلا لورد بسرعه
- فين اوضة وجد ..
اشارت له ورد بنفاذ صبر لاعلى: اهو عندك فوق اتفضل ..
- لا ماانت هتتفضلى معايا ..

زفرت باختناق حتى سبقت خطاه لغرفه وجد .. ففوجئت به يمسكها من ساعدها يدفعها للداخل كاتما بيده صوت صراخها وفى نفس الحال اخرج الكارنيه لديه امام عينيها المتسعتين بذهول وانفاسها التى يكتمها بيده قائلا بحذر
- النقيب يوسف هلال من قسم مكافحه المخدرات .. اهدى انا جاي هنا عشانك وعاوزك تساعدينى ..
اصدرت ورد انينا مكتوما وهى تحاول التخلص من انقاضه المفاجئ عليها قائلا بحذر وهى يمد انظاره للخارج
- اسمعينى هما كلمتين .. اختك واهلك كلهم فى خطر وعمك وابن عمك مش ناويه على خير انا عاوزك تساعدينى وخصوصا لو عرفتى ان دا له علاقه بمعرفة قاتل ابوكى الحقيقي بدل مااحنا بنجرى ورا خيط ملهوش اثر ..

ارتفعت انفاسها وهى تستمع له بخوف وقلق احتل عينياها فدنى منها يوسف خطوه هامسا لها
- ورد .. انت الوحيده اللي هتقدرى تنقذي اخواتك وامك من شر حيدر واللى وراه ..
#بااااااااااااااك

تنهدت ورد بكلل وخوف: يارب عديها على خير .. انت عارف ماليش غيرك .
نفس عميق اخده سليم وهو يسحب السلاح من يد كوثر الذي انقض عليها محمد من الخلف وخيب هدفها حيث مرت الرصاصه بجوار سليم حتى استقرت فى الحائط خلفه .. فاردف سليم بتوعد
- وانا اقول بتك طالع قلبها قوي لمين !
اطمئن قلب وجد الذي انخلع من مكانه عندما سمعت صوته لازال بقوته فى الخارج .. ارتدى عبائتها سريعا ثم خرجت وعلامات الذهول تملاها قائله بفزع
- امى ! انت هنا ؟!

جحظت لها كوثر بكره: ايوه يابت بطنى .. كوثر اللى ما عرفتش تربي ! وجايه تقطم رقبتك ..
اقتربت وجد منها ودموع وجعها تسيل بحرقه:
- لييه وانا كنت عملت ايه .. فين الحرام اللي يغضب ربنا اللي عملته ؟!
- تسلمى نفسك لكلب زي دا وتقولى اي ذنبى .. ورحمة ابوكى ياوجد ماههنيكى بيه .. وهقتلك وهقتله حتى لو هاخد اعدام فيكم ..
حضن سليم وجد قاصدا ان يثير غضبها  فاردف بتوعد
- دى مرتى واللي يرشها بالميه هرشه بالنار .. حتى لو كنت انت احسنلك ترضي بالمقسوم وتفرحيلها والا عظيم يمين تلاته مااخلى فيكم واحد عايش ياعتامنه لو دوستوا لمرتى على طرف ..

ثم ربت على كتف وجد التى ترتعش فى حضنه وترتعد اشتياقا لامها التى تحمل سلاحا تريد قتلها .. واصل سليم كلامه
- بعد اللي عملتيه انا المفروض ماطلعكيش منه اهنه .. بس اكراما لبتك هطلع متربي معاكى وهسيبك تمشي .. ولو حابه تقعدى مع بتك كمان على راسي .. بس لو زعلتيها ودينى ماهرحمك ..
ظلت كوثر ترمقهم بنظرات تحمل شظايا الغضب حتى زفرت باختناق قائله
- ميشرفنيش اقعد فى بيت كله قتالين قتله وخطافين نسوان .. انا جايه احذرك ياسليم انى انا اللي هرجع شرف العتامنه من اللي جابتلنا العار وخلت سيرتنا على كل لسان !

ثم استدارت لتدفع محمد بعيدا وهى تقول بصوت عال وهى تخترق صفوف الخفر الذين احتشدوا اثر ضرب النار:
- ياويلكم منى ياهواره .. لسه التقيل جاي !
ضم سليم وجد التى انهارت فى حضنه اكثر فلم تكف عن صراخها بل ابتعدت عنه تهذى بكلمات غير مفهومه ممزوجه بدموع قلبها قائله وهى تلهث
- ليييه ليييه ياسليم مش مكتوبلنا نفرح .. ليه ربنا ياخد منى ابويا وسندى فى الدنيا .. ليه امى تعاملنى بالقسوة دي .. ليييه الدنيا مش عاوزانا سوا .. ليييييه ليييه ياسليم انا عملت ايه قووول لى..

قرب منها سليم ليحتضنها ويبث الامان بجوفها ولكنها دفعته بعيدا وارتفع صوت صراخها اكثر
- انا متمنتش غيرك من الدنيا .. هي بتعمل فيا كده ليييه .. واقفه فى طريق فرحتى ليه .. انا عاوزه ابوياا ياسليم .. ابويا وحشنى قووى .. هو سابنى فى الدنيا ومشي وساب وجد من غير سند .. مكنش ينفع يمشي ويسيبنى دلوقت .. انا عاوزه ابويااا ياسليم ..

ثم تشبثت فى ذراعه وهى تلتقط انفاسها بصعوبه وتجهش بالبكاء
- هو كان مفهمنى انى اتعب واعافر هوصل لكن مقاليش انى هدفع التمن غالى قوى وهو قلبى ووجعه بطول العمر .. انا مكنتش عاوزه حاجه غير حبك ياسليم .. والله كنت عاوزه حاجه غيرك .. ابويا قبل مايموت كلمك وقالك تخلى بالك على وجد ياسليم .. بس وجد مابقيتش عاوزه الدنيا ياسليم يلاونمشي منها ونسيبهالهم  .. انا كرهتها كلها طمع ودم وانانيه .. انا خلاص مش قادره اتحمل تانى .. س لي م ..

ظلت تثرثر امامه بكلمات نابعه من جوف الحزن حتى تقطعت حروفها وانخفضت انفاسها تتدريجا حتى سقطت مغشي عليها فى حضنه .. صرخ سليم فى محمد الذي يراقبها بذهول ووجع يقرضه قائلا
- الحقنى يااامحمد ..
ركض محمد نحوها ليتحسس نبضها قائلا بلهفه:
- هروح اجيبلها حقنه مهدئه بسرعه .. وديها جوه بس ..

حملها سليم وبجوفه الآلم لم تنته ولم تكف عن الاحتراق بداخله .. استجمع شتات قواه بعناء وهو يحملها ويتجه بها صوب غرفته يتأمل جسدها الذي ينتفض كالطير الذبيح الذي يغوص فى بحر دماء بحلاوة روح .. وضعها فوق السرير بلطف جالسا بجوارها واخذها الي صدرها بحنان ام ويربت على كتفها جاهرا
- اهدى ياوجد .. انا جمبك .. اهدى والنبى عشان خاطر سليم .. اهدى .

ركضت نورا وعماد وصفوة  لاسفل فالتقوا جميعا فنادى عماد على احد الخفر
- حد فيكم ضرب نار .. صوت ضرب النار دا جاي منين !
ركضت عفاف وثرثا على عماد بلهف: حصل ايه ياولدى وضرب النار دا لييه ..
الخفير قائلا: دي الست ام وجد جات وقالتلنا عاوزه  اشوف بتى وكانت عتبكى فدخلناها واتفاجئنا انها معاها سلاح وضربت على سي سلييم ..
ندبت عفاف بصراخ: ولددددى .. بت العتامنه هتجيب اجله ..

اما عن ماجده التى تراقبهم من اعلى انخلع قلبها من جوفها على سليم .. فالفتت باهتمام لسؤال عماد
- وسليم جراله حاااجه .. انطق !
الخفير: لا ما لولا الدكتور محمد ربنا بعته فى الوقت المناسب كان هيجراله .. بس ست وجد عيانه قوى ..
سمعا نورا وصفوة لجمله الخفير الاخيره ثم نظرا لبعضهم سريعا فجذبت نورا اختها وركضت نحو بيت سليم .. اردفت عفاف بلا اهتمام
- هى فى داهيه المهم ولدى .. ولدى تحصلوش حاجه .. اااه يامرك ياعفاف .. سبتنى لحالى لييه ياعادل !

اما عن ثريا فأكتفت ان ترضي فضولها ثم رمقتهم بنظره اخيره
- يلا .. ولسه هتشووفوا دم من ورا العتامنه ياهوارة .. مش جبتوا راس الحيه لحد بيتنا ..
نظرت لها ماجده من اعلى بسخط واضح فاردفت لنفسها بسخريه: شوف مين بيتكلم !
ركضت عفاف وعماد صوب منزل سليم الذي يقطن به .. اما عن نورا وصفوة اخترقوا منزله فوجدوها فى حاله لا تسر لهم .. ترتعد وترتجف فى حضن سليم الذي لم يتحمل ان يراها فى تلك الحاله .. جلست صفوة محاوله اخذها منه كى تفحصها
- سليم سيبها طيب انا هشوف مالها ..

لازال يحتضنها بكل ما اوتي من حب مع دمعه خدعته وفرت من طرف عينه قائلا بخوف
- صفوة .. هى هتبقي كويسه !
ساعدت نورا صفوة التى تستخدم ذراعا واحدا فى اعتدال وجد فاخيرا تخلى عنها سليم وبسطها على الفراش بلطف .. شرعت صفوه فى فحصها ثم دخل محمد الذي يأخذ انفاسه بصعوبه اثر ركضه قائلا
- جبتلها حقنه مهدئه ياصفوة ...
جذبت صفوة الحقنه من محمد مشيره لنورا
- ارفعى الكم ..

اعطت صفوة الحقنه لوجد التى اثرها هدأ كل ما بوجد تدريجيا حتى قبضتها القويه على كف سليم ضعفت تتدريجا فغاصت فى سبات عميق ودموعها لازالت تفر هاربه من بين جفنيها .. التفت سليم لصفوة بلهفه
- هتبقى كويسه مش كده !
اومأت صفوة ايجابا بخفوت وهى تمد الحقنه الفارغه لنورا: ااه ياسليم خليك جمبها ساعتين تلاته وهتفوق .. انهيار عصبي مستحملتوش فاغمى عليها ..
وقفت عفاف بجواره وبداخلها مزيج من الغضب الخوف: سلليم عاوزاك .. قوم معاي ..
كان سليم يمد الغطاء برفق فوق وجد ف رد على امه بلا اهميه
- بعدين ياما .. مش هسيب مرتى ..

شرعت عفاف ان تتحدث ولكن تدخل محمد ريعا يضغط على كفها قائلا بهمس
- خلاص ياما .. تعالى نسيب سليم دلوق .. خلي مرته ترتاح ..
تصمرت مكانها وهى تشيعه بنظرات حانقه فجذبها محمد برفق قائلا
- يلا يااما .. -ثم جهر بصوته قليلا -  اي حاجه رنلى ياسليم ..

تسللوا جميعهم واحد تلو الاخر ببطء فلم يستشعر سليم وجودهم لانه كان مغيبا تحت ستار خوفه وقلقه عليها .. تحرك ليقفل انوار الغرفه بلطف ويتأكد من قفل باب المنزل ثم عاد اليها ليبسط جسده بجوارها برفق ممسكا بكفها فطبع قبله رقيقه قائلا
- انا جمبك متخافيش .. عمري ما هسيبك .. يلا عاد قومى كملى خناقك معايا زى ما كنت بتقولى !

- انت مالك يابت حالك متشقلب اكده لييه ! حابسه نفسك فى الاوضه وماشاء الله تبارك الله السجاده والمصحف مش مفارقين ايدك ..
اردفت ثريا جملته وهى تقتحم غرفة ابنتها الجالسه فوق سجاده الصلاه تناجى ربها وترتل بعض الايات القرانيه بخشوع .. فتجاهلت كلمات ثريا قليلا حتى انتهت من قراءه صفحه القران ثم قفل المصحف ووضعته على المنضده برفق قائله بتأفف
- ودى حاجه مزعلاكى فى ايه يااما ! ما تطلعينلى من راسك وهرتاح كلنا ..
قبضت ثريا على ذراعها وهى ترجها بقوة بعدما دنت لمستواها قائله
- مضيتى سليم يابت !

دفعت ماجده ذراع امها بقوة لتجيبها
- مش همضي حد .. ووث سليم خد بشقاه وتعبه وهو اللي طفح المر مع جدي .. ولو جينا نفكروا بالعقل احنا ملناش غير التلت فى ورث جدنا اللي هو عيال عمنا مشاركينا فيه ! يبقي باى حق عاوزانا ناخد حاجه مش ملكنا .. اسف ياما انا مش هطاوعك فى حاجه !
تبدلت ملامح ثريا ليركض بها الغضب: انت ضربتى فى نفوخك ولا اي يابت انت .. فوقى وشوفى بت العتامنه عامله زي الحيه عتلف على جوزك كيف ! وانت ياخايبه هتطلعى من المولد بلا حمص ..

وثبت ماجده قائمه محاوله تمالك جيوش غضبها .. فاردفت بيأس
- سيق وقولتلك خلى كل واحد فى حاله يااما ..
ثم سكتت قليلا وهو تجلس فوق الفراش وتعقد ساقيها بخفه
- الا هو انت كنت فين امبارح صح ! الغريب انك مافكرتيش تروحى تبصى على يسر ! خير هى يسر مش اختنا ولا ايه !
وقفت ثريا بتثاقل وهى تستند على المنضده محاوله استيعاب صاعق كلماتها الذى ارعدها
- ان ت .. انت قصدك اي يابت انت ومالك عتتلونى كيف الحييه اكده ! ماتتكلمى عدل !

- احم انت اللي مال وشك اتغير كده ليه .. انا عفكرك بس تسالى على يسر مش اكتر... والنبى ياما خدى الباب فى يدك واقفلى النور عاوزه اريح راسي شويه ..
شيعتها ثريا ببعض النظرات المدججه بالغضب وانفاس مختنقه مردفه بقلق مكتوم
- طيب يابت بطنى ! طيب .. ابقي ماتجيش بكره تبكيلى ..
اردفت جملتها ثم غادرت هاربه من نظرات ابنتها التى تحرقها .. ثنت ماجده ساقيها لتستند عليهم بذقنها قائله بألم
- لازم اعرف مين اللي متجوزاها ! واي اللي يخليكى متجوزه والا كانت متأكده من موت ابويا !

نادى عماد على صفوة التى تسير امامهم متجهه نحو شقتها قائلا
- صفوة .. عاوز اتكلم معاكى !
توقفت صفوة باستغراب حتى اقتربت منها نورا وعماد
- خير ياعماد فى حاجه !
اطرق عماد قائلا بضيق: مجدى طلقك ..
ضحكه ساخره ارتسمت على وجهها عكس ما يخفيه جوفها .. فعقدت ساعديها بكبرياء
- ااااه طلع  عاقل وخاف على نفسه احسن يتحبس ..
عماد بعدم تصديق: لا مستحيل مجدى يعمل كده عشان خايف يتحبس .. انت اكيد فاهمه غلط ..
ارتسمت ضحكه ماكره على ثغرها مردفه
- ااهو خاف عندك اي كلمه .. اى اوامر تانيه !

نورا باستغراب: انت بتتكلمى كده ليه ! ماتتكلم عدل !
تجاهلت صفوة تحذيرات اختها فوجهت حديثها لعماد
- بكره نروح المحكمه نخلص موضوع الدعوى اللي رفعتها امى .. عشان نخلص وافوق لشغلى وحياتى اللي اتعطلوا بسبب البيه .. بعد اذنكم ..
استدارت صفوه امامهم خافيه نيرانها المكبوته فخشت ان تنكشف اشعه حزنها وشوقها له امام اعينهم .. فالعشاق لديهم القدرة ان يقرأوا عيون غيرهم ببراعه .. بادل عماد نورا بنظره تعجب مردفا.

- 6 سنين وكيل نيابه ومن خبرتى اختك مش ناويه تعديها .. وشكل موضوع الطلاق ده واجعها قوى ..
نورا بعدم تصديق: هاااهاا لالا يبقي ماتعرفش صفوة .. وقعت منك دي يامعالى المستشار ..
غمز لها بطرف عينه: هتشووووفى ..

دخل محمد شقته وبداخله جيوش من الغضب محاولا تمالكها وهو يشعل نور الغرفه التى تنام بها يسر
- قوليلي كلتى اي امبارح يايسر ..
نهضت من فراشها بتكاسل وصوت كله نوم: فى اي يامحمد ! مالك ..
القى التحليل على الفراش بقوة مردفا
- قوليلي كلتى ايه الصبح قبل ما يحصل اللي حصل
هزت كتفيها بتلقائيه مردفه: شربت لبن .. امى جابتلى لبن ! لييه
ضحك محمد ساخرا وهو يضرب كف على الاخر: ااااه امكككك .. قولتيلى !

نظرت له بقلق: فى اي يامحمد مالك !
جلس على طرف الفراش وهو يضرب كف على الاخر ثم ارتسم ابتسامه ساخره
- ابدا .. امك بس قتلت ابننا يايسر ..
يسر بصدمه: مستحيل طبعا !
وقف محمد بجيوش غضبه قائلا
- مش هعديهالها .. وهنزل اطرق البيت فوق راسها .. هى حصلت تقتل ابنى ..

فزعت يسر خلفه كالهائم على وجهه بدون مقصد حتى ثنيت ساقها فاتخل توازنها فسقطت ارضا صراخه بالم: الحقنى يامحمد ..
ركض محمد عليها متلهفاا وهو يرفعها من الارض
- مش قادره يامحمد .. ضهرى هيموتنى .. عاوزه اروح مستشفى

- هااا ياادهم ناوى على ايه !
نفث ادهم دخان سيجارته وهو يستند على سيارته
- هبدا اللعب مع الكبار ..
حسن بتركيز: ايوه اللي همما ميين ؟!
شد نفس اخر من السيجاره ثم نفث دخانها حتى انعقد كالسحابه فوق قائلا
- بيت الهوارى .. وبيت الخياط حق ولد عمى فايز لازما يرجع .. والعتامنه حيدر بيه عتمان .. عاوزين خطه متخرش الميه نوقعهم فى بعض .. فكر معاي اكده !
حسن بمكر تعالب: يبقي تسمع ابو على هيقولك ايه ..
- اشجينى !

شد حسن السيجاره من يده لياخذ منها نفس اخر قائلا
- انت ترمى لكل كلب فيهم عضمه تلهيه لحد ماتضربهم كلهم على قفاااهم عشان ماتتعبش ومحدش فيهم تقوملهم قومه بعد اكده !
ادهم باهتمام: ازاى !
حسن بمكر: هع هقولك على اول ضربه ...

مر على غيابها عدة ساعات سرقها النوم منه .. ظل جالسا بجوارها يتأملها ويتوسل لها ان تفيق فقلبه اصبح هرمًا بغيابها .. يكره ساعات غيابها كما تكره الاسماك تكدر مياؤها .. يجلس معها فى ظلام دامس يفيض بوجع قلبه بكلمات وذكريات تضاجع قلبه حتى انجبت حديثا يخلقه مع روحها التى تملأه قائلا بحزن بالغ:
- من 5 سنين لما طلعتى الاولى على الدفعه ساعتها كنتى بتنططى قدام عيونى زي المجنونه .. روحنا المكان اللي كان بيشهد على كل لحظه عشانها سوا .. لقيتك جريتى عليا وحضنتنى حضن لسه ريحته فى قلبى لحد دلوق .. كان له طعم مش قادر انساه .. كل اول حاجه منك ليها بصمه مش مفارقه قلبى .. ساعتها اتعلقتى برقبتى زي الطفله اللي ماصدقت لقيت امها .. ممنعتش نفسي انى اضمك واتمسك بيك زي ماانت متبته بالظبط والف بيكى فى المكان كله .. وقتها كل حاجه جوايا شدتنى ليك حتى عيونك كانوا مغرين قوى انى احضنهم بطريقتى ..

فاكره وقتها عملتى ايه .. هااها انا هقولك معلش بحب كلامى عنك وياريته كل كلامى .. بعدتى عنى وقوليلى انك لازم تروحى .. وجريت معرفتش اوقفك واختفيتى لحد ما كنت هتجنن عليك .. اكتر من شهر ونص مش عارف اوصلك .. لحد ما لقيتنى واقف قدام عربيه ابوكى اللي كان بيدينى فوق دماغى .. قولتلو  عمى عاوز اتكلم معاك
وقتها كان مشغول وبيتكلم فى التليفون اللي اتعمد يخلصه بسرعه ويبصلى ويقول لى  هو انت تانى .. يابنى هو انا مش قولتلك معنديش بنات للجواز !
عاندت قدامه وقولتله: لا عندك واسمها وجد كمان وانا مش هتجوز غيرها .. انت مش عاوز تجوزهانى ليه .. اكمنها دكتوره وانا مش دكتور زيها ! بس الاستاذ سالم قدوتنا عمره ما يفكر فى الفروق دي ..

اتحرك عشان يفتح باب عربيته لقيتنى وقفت قدامه زي عيل صغير متشعبط فى لعبه وهياخدهاا يعنى هياخدها .. لقيته بص لى كده وقال لى  وانت عتحب وجد
قولتلو من غير تفكير: انا مش عتنفس غير وجد ..
قالى: وهى ! رايداك !
ساعتها سكتت مكنتش عارف اقوله ايه .. بس اللي فهمته انه عملى اختبار سريع من بتوعه ومستنينى هنجح فيه ولا لا .. رديت عليه بسرعه وقولتله  هو مش كفايه انى حاببها ورايدها وهشيلها فى عيني ! يبقي اكيد هى كمان لما تعرفنى هتحبنى.

بص لى كده وكنت متأكد انه كاشفنى وبحور عليه ف راح قال لى كلمتين مش ناسيهم
- اتجدعن واثبت نفسك بعيد عن فلوس جدك وابوك واثبتلى انك راجل رايد بتى صوح وساعتها مش همانع اديك حته من قلبي ... سليييييم مش عاوز حبك لوجد يأثر على مستقبلك وشغلك ..
وقتها كنت طاير من الفرحه عاوز اشق الارض والجبل واحفر فيهم عشان اثبتله انا بحبك قد ايه .. وقتها رديت عليه رد كان هياكلنى فيها بس لحقت نفسي واختفيت من قدامه بسرعه البرق
- تأثر على مستقبلى وشغلى ايه بس ياعمى .. دى مأثره عليا انا شخصياا !

ثم فاق سليم من شروده وعلى ثغره ابتسامه باهته ليطبع قبله رقيقه على جبهتها قائلا
- تعرفى ان ابوكى كلمنى قبل وفاته ب 3 ايام وطلب يقابلنى ساعتها كنا اتكشفنا قدامه خلاص .. وقتها قعد وعزمنى على احلى كوبايه قهوة شربتها فى حياتى وقال لى انا جايبك هنا عشان نقرا انا وانت فاتحتك على وجد ... كانت قهوة بنكهة حب حاربت عشانه سنين ولسه بحارب ..

بسط جسده بقربها وهو يتوسل لها
- يلا عااد ياوجد كفاياكى نوم وقومى .. اومال كيف قولتيلى انك جيشي اللي هحارب بيه عمرى كله ! مش قد كلامك عتقوليه لييه ..
طرقت صفوة الباب بهدوء فنهض سليم بتكاسل ليفتح لها الباب فسألته بقلق
- هى عامله اى دلوقت !
سليم بيأس: مفاقتش ياصفوة .. اروح اوديها مستشفى طيب !
صفوة بسرعه وهى تدلف الغرفه: ان شاء الله مش مستاهله ياسليم !
شرعت صفوة فى فحصها تحت انظار سليم التى تتأجح فوق اوتار القلق قائلا
- هاا نبضها كويس..!

ابتسمت صفوه لتطمئنه: ماتقلقش دى نايمه بس .. وساعه بالكتير وهتلاقيها فاقت .. هقوم انا هخلى حد من البنات فى القصر يجيبلها اكل .. وانت متسبهاش .
سليم بامتنان: تعبتك ياصفوة وانت فى الحاله دي !
- ماتقولش كده ياسليم احنا اهل واخوات بردو .. الف سلامه عليها .. اول ماتفوق حاول تخرجها من كل حاجه ممكن تزعلها  .. ماشيه انا بقا هى احسن دلوقت ..
خرجت صفوة من منزل سليم وهى تحترق من جوفها قلقا على مجدي حتى اُرسلت لها رساله اخرى
-  خليكى كده متجاهله رسايلى.. عموما البيه بتاعك اللي راح يدور عليا فى مصر انا لسه فى قنا ومحاصرك زي ضلك ياصفوة.

بث الرعب فى جوفها مما جعلها تلتفت يمينا ويسارا بفزع حتى ركضت الي القصر الكبير لتختبىء به وتقضي ليلتها التى تلاحقها اشباحها بدون شفقه ..
شرعت وجد ان تستفيق بتكاسل وببطء شديد كأن فوق جفنيها جبلان لا يريدان ان ينفصلا .. اتسعت ابتسامه سليم متلهفا
- وجد انا جمبك ياقلبى .. احسن دلوقت ..
حاولت استيعاب ما مرت به صباحا ولكن دون جدوى فالتفت اليه قائله
- هو حصل ايه ياسليم وانا نايمه كده ليه ..

ابتسم سليم ممازحا وهو يحمد ربه على سلامتها قائلا بمزاح
- بركات القميص الفيروزى ياستى ! عشان نتلم بعد كده .
ابتسمت بخفوت محاوله تذكر ما يحكى عنه الا ان مقتطفات من الصباح تلحق ذاكرتها قائله
- سليم هى امى جات هنا صح .. ولا انا كنت بحلم ..
قبل اناملها بشوق قائلا: ينفع تنسي كل حاجه وماتفتكريش غيري .. انا زى القرد قدامك اهو !
ابتسمت بهدوء ثم اردفت بصوت كله نوم قائله
- حلمت حلم حلو اوى على فكره ..

- احم اييه كنا بنكمل الموضوع اياها اللي مكملش بتاع الحمام ولا قصدك الموضوع التانى بتاع القميص الفيروزى ؟!
اتسعت ابتسامتها اثر مزاحه اللا متناهى قائله بحزن مكبوت
- حلمت انك قاعد ما ابويا وبتقروا فاتحتى ؟!
اقتضبت ملامح سليم قائلا بمزاح:
- ودى حاجه حلوة انى قاعد مع ابوكي ياوجد ! مبسوطه انت يعنى .. وهقرا كمان فاتحتى على مراتى ! انت مجنونه .. دانا كنت اروح فيكم فى داهيه .. خلاص يانجم انت اتكلبشت ومابقاش فى مفر منى .. وبذمتك حد يحلم بقرايه الفاتحه وانا اللي دماغى راحت لحته تالته خالص ..

ابتسمت بتعب مصدره صوت ضاحك قائلا: والله انت مشكله ..
داعب وجنتها بحنان قائلا: قلقتينى عليكى جدا .. جالك قلب تعملى فى سليم كده يامفتريه !
- وانا عملت ايه ..
- ولا ايه حاجه كنت حابه تعرفى غلاوتك عندى .. يلا قومى عاد ليكى كتير نايمه وبصراحه وحشتينى جدا .. مممممم قوي يعنى ...
استندت علي ذراعه كى تنهض بتعب وتكاسل شديد  فشعرت بدوران فى راسها متذكره شيئا ما
- سليم هى امى كانت عاوزه تقتلك صح ؟!

زفر سليم بغضب مكتوم محاولا اخفائه فاردف: انسي ياوجد .. كأنه محصلش حاجه وامك معذورة بردو .. انا لو عندى بنت زي القمر كده زيك واتجوزت من ورايا هدفنها .. ولا ايه ..
ثم ضمها الي صدره بحب بالغ قائلا
- ربنا يقوينى واعوضك عن كل حاجه خسرتيها عشانى ياوجد ...

مر يوم طويل على الجميع كل منهم يحترق بنار اخرى بجوفه ..حتى ازحت الشمس ستائر الليل لتشرق اشعتها حامله بين ثناياها احداثا اخرى ..
تقف صفوة امام المراة بعدما انتهت من ارتداء ملابسها .. رنت على عماد لتخبره بأنها جاهزه للذهاب معه الي المحكمه ..
اما عن وجد التى قضت ليلها فى حضن سليم الذى ظل يداعبها بحديثه طوال الليل الى ان خلدت على صدره فى سبات نومها حيث ملجاها ومامنها  الوحيد والاوحد..

وصل عماد بصحبة رجاله الى مكتب العميد فؤاد ابو الحمد والد ياسر قائلا بنبرته القويه للسكرتيره
- اللى مشغلك موجود جوه !
ارتعدت الموظفه من فوق مكتبها عندما رات احتشاد من رجال اقوياء البنيه خلف مجدى ونبرة صوته التى تحمل جيوش مدججه بالغضب قائله برعب
- هديله خبر ..
رمقها مجد بنظره غاضبه
- لا ارتاحى انت .. هديله انا الخبر بنفسى
هجم مجدى ورجاله على مكتب العميد فؤاد الذي اصابه الرعب فى مقتل قائلا بثرثره وهو يمسك بيده الهاتف ليطلب الامن
- انتو مين سمحلكم تتدخلوا ..

مجدى بتحد وهو يتحرك من بين رجاله ليجلس امامه قائلا ببرود
- من غير ما حد يسمح .. احم انا اللي سمحت لنفسي .. ولدك فيين ..!
ترك العميد الهاتف من يده بصدمه مردفا
- ولدى ؟! ياسر .. انت عاوز منه ايه
مجدى بقوه وحزم: ابدا .. تصفيه حساااب ..

يقف ادهم امام وكيل النيابه قائلا بشر مكتوم
- انا عاوز اشهد فى قضيه حيدر عتمان ..
وكيل النيابه باهتمام: جاي تشهد على عمك ! دي شكلها هتحلو اووي !
اومئ ادهم ايجابا: لا انا جاي اقول شهادتى من غير ما عمى يعرف .. اعتبرونى فاعل خير فى القضيه دي ..
وكيل النيابه: وخير ايه اللي عندك يا فاعل الخير !
اخذ ادهم نفسا عميقا ثم اردف بحقد
- عمى هو اللي خطف وجد من جوزها وكان بيعذبها .. وانا ضميري مش مطاوعنى اسكت كل دا .. ولازما حق بت عمى يرجع ..

وكيل النيابه باستغراب: يعنى هى متجوزتش من وراكم وعمك مكنش يعرف انها متجوزه !
- كيف ياابيه اذا كان هو بنفسه اللي بعتى اقف مع خالها وهو بيشهد على العقد .. عمى غلط ولازمًا ياخد جزاته ..ولو سالت خدم القصر كلهم هيأكدوا كلامى .. اهم حاجه انا مش عاوز عمى يعرف انى جيت اهنه واعترفت بأقوالى

على ناحيه اخرى تجلس صفوة امام وكيل النائب العام الذي يستجوبها قائلا بعدما تاكد من هويتها
- هاا يادكتورة صفوة ايه رايك فى البلاغ اللي قدمته المدعيه ثريا الهواري على جوزك البيشمهندس مجدى الهوارى ..
هزت رأسها نفيا بعد تردد مردفه: حصل .. وانا مستعده للطب الشرعى يثبت كلامى ..
ذهل عماد الجالس امامها كالذي انصب عليه اناء ثلج قائلا
- صفوووة !

اشار له وكيل النيابه بكف قائلا: لو سمحت
واصلت صفوة حديثها وشظايا الشر تنبعث من عينيها
- حصل .. اتجوزته غصب عنى .. ودا ممنعهوش كل يوم اهانه وضرب وووووو واخرهم اغتصاب .. انا عاوزه حقى يرجع !
عماد بضجر فزمجرت رياح غضبه للكاتب: استنى يابنى انت بتكتب اييه .. صفوووة انت اتجننتى ..
النائب العام بحزم: استاذ عماد خلينا نشوف شغلنا والا هضطر اخرجك برا التحقيق !

- مالك يامحمد ياولدى .. داخل بسّمك ونارك اكده ليييه !
فزعت عفاف من مجلسها اثر دخول محمد الذى ركل الباب بكل قوته وهو ينادى على ثريا بصوت جمهورى قووووي ..
محمد هتف: يااثريا ... تعالى انزلي جييه الوقت اللى تنكشفى فيه قصاد الكل وتبان حقيقتك ..
دلفت ثريا مختاله وهى تتمايل يمينا ويسارا  فوقفت فى منتصف السلم
- مالك طايح فى الكل اكده ! ماتهدا على نفسك مالك .. ؟!

قطع محمد خطاوي الارض غضبا وهو يصعد اليها جاهرا
- بتك من امبارح محجوزه فى المستشفي بتموت بسبب اللى انتى هببتيه !
تقاسم الغضب معالم وجهها محاوله اخفاء قلقها الذي بلغ ذروته
- بتى مالها يامحمد ! عملت فيها اي ؟!

محمد باستنكار: لا انا معملتش انت اللى عملتى لما سقطيها .. وشوفى بقي حطيتى لها ايه فى اللبن قبل ماتشربه ... انت قتلتى ولدى قبل ما يجى ياثريا ..
ندبت عفاف على وجنتيها اثر حديث محمد المدجج بنيران الذهول الذى احتشد الجميع عليه .. زاحت ثريا محمد من امامها صارخه
- اى الجنان دا ! وسع كده .. انت اكيد بتخرف .. انا سخنت اللبن اللى بعتته امك وهحط اي لبتى انت اتخبلت ...

واصلت عفاف حديثها بذهول عندما رمقها محمد بتساؤل
- حطيتى ايه فى اللبن يااما ..
بدا على وجهها الارتباك وهى تردف
- هحطلها ايه ياولدى .. انا كنت جايباه وجايه قابلت وجد طالعه لصفوة وصممت تاخده منى عشان رجلى وجعانى .. وبس دا كل اللى حصل ..
قهقهت ثريا بمكر لان مخططاها اكتمل كما تريد قائله وهى تضرب كف على الاخر
- روح شوف مين اللى سقط مرتك .. مين الحيه اللى دخلت علينا وعاوزه تبخ سمها فى وش الكل .. مين اللى زايحها عمها عليكم ياهوارة لحد ماهتجيب راسكم فى الطين ...

التهبت عيون محمد بنيران الغضب وهو يكور قبضته بغل
- وجد !
تتابع ماجده الحديث من اعلى ففرت دمعه هاربه من طرف عينيها قائله بذهول
- وكمان سقطتى يسر ! وبتجبيها فوجد ؟!

صوت منخفض اشبه بالهمس تصحى على الحانه
- احنا هنقضيها نوم ولا ايه ياوجد مش كفايه يلا ..
تنفست بارتياح وهى تحضنه اكثر قائله
- يابنى ما تسيبنى نايمه .. انت عاوز تصحينى ليه !
- احمم عيونك وحشونى .. حرام يعنى .
رفعت عيناها اليه مستنده بذقنها على حواجز صدره قائله بحب
- صباح الخير ياحبيبي !

- وهو في خير اكتر من انى اصحى على العيون دي .. وبعدين سيبك انت هو الانهيار  العصبي بيخلى الواحد قمر كده !
ابتسمت له بحزن مكتوم: تعبتك معايا امبارح .. مش كده ؟!
- وهو انا عايش غير عشان اتعبالك .. انت تعبك ليا راحتى ياوجد ..
ثم انحنى على اذنها هامسا
- يلا قوومى عاد عشان نعوض امبارح اللي اضرب دا .. عشان عاملك مفاجاه حلوة اووى ..
- ايه هى بقي .. قول لى !

سليم وهو يبتسلمها بحب قائلا: قومى بس وسليم هيعيشك يومين بره الدنيا يلا ..
صوت طرق شديد على الباب فزعت له وجد التى اصبح لديها فوبيا من اي طارق قائله بخوف
- سليم .. مين اللي جايلنا ؟!
نهضت سليم كى يرتدى ال تى شيرت  سريعا: دى اكيد صفوة جايه تطمن عليك .. او حد من البنات جايب فطور .. مش هتأخر عليك ..
ذهب سليم كى يفتح الباب وتركها ترتعد من القلق الذى هجم على قلبها فجأه وكانت الصدمه هنا بمجرد ما فتح الباب وجد احتشاد كبير من العساكر
- خير .. عاوزين اى ؟!
اردف الظابط قائلا: الدكتورة وجد متقدم فيها بلاغ من النقابه ومطلوب القبض عليها لتحقيق معاها
سليم بفزع: ايييييييييييه !

الى ذلك الشخص الذي لم يفشل يومًا فى شق بسمتى من احجار الحزن .. الى من يسكننى للحد الذى لم استطع التميز بما يملانى فهل هو لى ام تبعه .. الى العيون التى تربكنى كثيرا والى الصوت المفعم بحياه لا اريد الابتعاد عنها ابدا .. الي اول كلمه منه اربكتنى  اصيله يام العيال  حقًا فاننى لا اريد ان اكون امًا الا لك ثم لاولادك وحدك .. الى كل الصدف التى اتت بى في حين اعلن قلبى راية نسياك كأنها تخبرنى بقوة لا يوجد مفر منه الا اليه .. الى قلبى الذي لا ينادى الا عليك .. عد , تلله اسلاك الغياب حاده تهلك .. -

- انا ممكن القى تفسير للجنان اللي حصل جوه دا !

نهر عماد صفوة التى سبقت خطاه بمجرد خروجها من المحكمه .. فاستدارت اليه قائلا بغل
- اخوك غلط ياعماد ولازم يتربي .. ويعرف حجم الكارثه اللي عملها ..

ضغط عماد على شفته بنفاذ صبر وعيون جحظت من موضعها ليردف
- وانت هتكونى مبسوطه لما تدخلى ابن عمك السجن !

التوى ثغرها بضحكه ساخره: هاااا .. وهو معملش حساب للصله دى ليه وهو بيرتكب جريمته .. انا ومجدي مابقناش ننفع لبعض خلاص ياعماد

رمقها عماد بنظرات عدم تصديق مما جعلتها تخفض انظارها ارضا خشية من ان ينكشف امرها امامه خافيه انظارها خلف نظارتها السوداء التى ترتديها .. فاردف عماد بشك
- متأكده! اومال انا ليه شايف حاجه تانى .. حاجه رافضه كل كلمه انت بتقوليها !

- محدش له الحق يشوف غير تصرفات .. اما اللي جوايا دا خليه ليا لوحدى .. انا واخوك بقينا خطين سكه حديد لو اتقابلوا ضحاياهم هتزيد ..

دنى منها عماد خطوه عامدا اطاله النظر بعينها .. فخرج صوته ممزوجا مع نسمات الهواء البارده
- افشل حرب يخوضها الانسان مع نفسه انه يتظاهر بالقوة مع ان كل حاجه جواه بتنهار ..

- على كلٍ حتى لو كلامك صح .. محدش هيعرف الفرق بين الاتنين .

زفر عماد باختناق وهو يضرب كف فوق الاخر: لله الامر من قبل ومن بعد ..

ثم اشار اليها نحو السياره قائلا
- اتفضلى يابت عمى...

صعد الاثنين السياره فتعمدت صفوة تجنب اي حديث معه شاغله علقها بالهاتف تتصفح مواقع التواصل الاجتماعى حتى سقطت عينى عماد على اول اسم فى قائمه البحث  مجدى الهوارى
فاطلق ضحكه ساخره ليردف فى سره
- المجنون اللي يحاول يفهم واحده ست ..

تأهب عماد لتحرك بالسياره فأتاه هاتف سليم ذو النبره المرتعده
- عماد .. الحق ادهم قدم الفيديو للنقابه والنقابه مقدمه بلاغ فى وجد .. تعالى بسرعه

عماد بفزع وهو يدور مقود السياره سريعا: جاااي جااي اهو ياسليم متخليش وجد تقول اي حاجه لحد مااجى ..

صفوة باهتمام: فى اييه .. وجد حصلها حاجه !

- هاااا ابنك هتقولنا مكانه فين بالذوق ولا نخلى الرجاله يطربقوا العياده دى بالمستشفى باللي فيها ..

اردف مجدى جملته وهو يبسط ساقه فوق المنضده الصغيره الموضوعه امام المكتب بين المقعدين المجاورين ..
- قولت اييه .. هتقولى ولدك فين ولا اتصرف انا !

جلس ابو ياسر بذهول على القوة التى يتحدث بها مجدى قائلا
- انا عارفك .. انت جوز الدكتوره صفوة ..

 

- ايوووووه ... هى الدكتوره صفوة .. وابنك لعب بديله وداسلها على طرف .. فأنا لازم اقطعله رجله اللي فكرت تقرب بس من الدكتورة صفوه الهوارى ..

- احم .. مجدى بيه .. احنا ممكن نحل الموضوع ودى طيب ! وصفوة زي بنتى ومايرضنيش ابدا ان ياسر يزعلها ..

اقتضبت ملامح مجدى بنفاذ صبر وثب قائما وهو يستند على عكازه
- يعنى مش هتقول هو فين .. تمام ! انا كده عملت اللي عليا عشان لما ابعتهولك متكسر متلاقوهش قطع غيار ابقي ماتلومش غير نفسك .. يلاا ياارجاله !

غادر مجدى بصحبة رجاله مكتب الدكتور فؤاد فتح الله الذي عاود الاتصال بابنه سريعا فور خروجهم ..

- انت يااحيوان .. هببت ايه مش انا قولتلك ابعد عن سكة الست صفوة !

اطرق ياسر بغضب مردفا: بحبها .. بحبها وانت عارف كده كويس ومش هسيبها غير لما تسمعنى ..

والده بامتعاض وهو يضرب سطح المكتب بقوه ليهتز كل ما فوقه
- انت اتجنيت هى عافيه ! يعني اللي خلقها مخلقش غيرها ! انت فينك دلوقت عشان جوزها المجنون ده ناويلك على نيه هباب ..

صمت والده قليلا فاردف بغضب
- قناااااا ! انت لسه عندك بتعمل ايه .. سيب كل حاجه وامشي من عندك .. اسمع كلامى ياياسر جوزها باينله مش سهل وراجل قادر ومحدش يقدر يوقفه ..

يجلس مجدى فى سيارته يحترق غضبا وهو يستمع لحديث فؤاد مع ابنه نتيحه المكرفون الذي وضعه تحت سطح مكتبه .. كور قبضه يده بغضب عارم يطيح بكل ما يقابله .. كالرياح التى سقطت على جبل ترابي اطاحت به دون رحمه .. ضرب على باب السياره بقوة عدة مرات حتى اثار فضول رجال الحرس .. فاقترب احد رجاله ومدير اعماله
- مجدى بيه حصل حاجه احنا اتفقنا مع الممرضه اللي فوق وشكلهم الناس دول وراهم مصيبه !

قاوم مجدى شحنات غضبه القويه فاردف بشر يتوهج من عينيه
- هو فعلا كبير .. اطلع بينا على البيت هاخد كام حاجه وهنرجع قنا ..

- يابيشمهندس الشركه فيها حسابات كتير متلغبطه ووووو
مجدى مقاطعا: مش عاوز اسمع اي حاجه دلوقت .. اخلص من الحوار دا الاول وبعدين نفوق للشركه ..

 

- اي رايك يادكتوره فاللي شوفتيه ؟!
اردف وكيل النيابه سؤاله بعدما شاهدت وجد الفيديو الذى يعد دليل ادانتها وهى تصنع بعض المواد المخدره .. فارسلت وجد نظره لعماد بخوف .. فاردفت بتردد

- مش صح ؟!

اطرق عماد قائلا: انا مش لاقي مبرر كاف لوجودها هنا لحد دلوقت .. اولا التسجيلات دى من غير اذن نيابه يعنى مالهاش اي لازمه .. ثانيا وحتى ولو القانون غير قواعده وبقى ياخد بأدله وتسجيلات من غير اذن .. هو القانون كمان منع الحنه من البلد ؟!

استدارت وجد بذهول الي عماد اثر كلماته .. فاعتدل وكيل النيابه قائلا
- حنه ايه حضرتك .. في ايه يااستاذ ..ماتخلى كلامك منطقى !

- وهو المنظقى انك تفتح تحقيق بمجرد تسجيل .. بس انا هكمل معاك للاخر عشان القضيه دي تتقفل والتسجيلات دى تبقي كارت محروق ..

ثم جذب الحاسوب وشغل الفيديو من جديد فبدا ب وجد وهى تقف خلف منصه خشبيه وبيدها جوارب بلاستكيه وتقوم بمزوج خليط باللون  الاخضر المقارب للسواد  ..ثم قدم عماد الفيديو 10 ث ايضا لتضع عده مواد اخري .. حتى انتهى الفيديو الذي لم تتجاوز مدته 40 ث ..

فواصل عماد حديثه وهو يقف بجوار وجد قائلا
- الموضوع بما فيه حضرتك ان اللي مقدم الفيديو دا ناقص يعني فى جزء مفقود من الفيديو دا لو كان كامل يعني وفعلا موكلتى بتستغل وظيفتها فى تحضير مواد مخدره .. يعني عشان التحقيق يتفتح صح نجيب الفيديو من اوله .. ونشوف مين اللي كان معاها من البدايه وطلع فى الكاميرا ونسأله اذا كانت فعلا بتجهز مواد مخدره او لا .. ثانيا عندك مكتوب الوقت بالتاريخ بالدقيقه وفى نفس الوقت دا كان فى فرح واحده من البلد وطلبت من الدكتوره وجد تعملها حنه ثابته متخرجش بسهوله عشان ترسم بها وشغل عرايس ملهوش دخل فى قضيتنا .. واسم ومكان العروسه عند حضرتك ثابت فى الاوراق ..

وكيل النيابه: الكلام دا صح يادكتوره !

نظرت وجد لعماد بخوف ثم اومأت راسها ايجابا: أأه ااه حصل

صمت وكيل النائب العام لبرهه ثم اردف بضيق
- اثبت يابنى اللي قاله .. عندك اقوال تانيه يادكتوره !

- اكتب يابنى امرنا نحن وكيل النائب العام ___ بالا وجه لاقامه الدعوى واخلاء سبيل المدعى عليه بضمان محل اقامتها .. تعالى وقعى يادكتوره ..

 

- مصيبه ياعمى .. الحق
اردف ادهم جملته وهو يتظاهر بالخوف الشديد ويغلق باب الغرفه خلفه .. فوقف حيدر متعجبا
- مالك ! حصل اييه؟!
- مصيبه يااعمى .. كام واحده من الخدم استدعتهم النيابه وخدت اقولهم واعترفوا انك كنت خاطف وجد وبتعذبها وبتضربها .. وطلعوا امر بالقبضه عليك ..

حيدر باستغراب: ووه وه ! كيف اكده ! ومين له مصلحه فى الحديت دا .. ادهم انا قولتلك خلصلى الموضوع ده بااى تمن !

قرب ادهم منه وهو يتظاهر بالخوف عليه
- ياعمى مافيش وقت انت لازمًا تهرب من اهنه ! يلا قبل ما الحكومه تطب علينا وياخدوك ..

وقف حيدر مذهولا تائها عاجزا عن التفكير فاردف باندهاش
- ومين له مصلحه فى كده ! والخدم دول فينهم دلوق انا هشرب من دمهم ..

- ياعمى مافيش وقت لكل الكلام دا .. انا اللي فهمته وعرفته ان فى واحده جات اهنه واتكلمت مع واحد من الخفر وعطته فلوس وهو اللي وصلها للبنات .. وماتقلقش الخفير انا عرفته وحابسه فى المخزن .. المهم انت تمشي !

حيدر بفضول: مين دي .. مين اللي ليها مصلحه تدخلنى السجن

قفل ادهم الشنطه الصغير بعدما فرغ كل ما بالخزنه من اموال ووضعهم فيها قائلا
- وفى غيرهم الهوارة ياعمى .. ثريا الهواري هى اللي عملت اكده ؟! تفتكر اي مصلحتها من حاجه زي دى ! ماترسينى يااعمى ؟!المراه دى عاوزه منك ايييه ؟

لم يجب حيدر الا ان قطع حديثهم صوت سيارات الشرطه ففزع حيدر قائلا
- هنعملوا ايه يااادهم ..

ادهم بمكر وهو يتظاهر بالخوف: عامل حسابى وهخرجك من اهنه .. تعالى بس معاي ..

 

خرجت وجد بصحبه عماد من غرفة التحقيق .. فركض نحوها سليم ثم تابعته صفوة ليحضن زوجته التى انهارت بين ذراعيه
- كنت هتحبس ياسليم .. انا معملتش حاجه والله ..

ربت سليم على ظهرها ليطمئنها: خلاص ياوجد اهدى ..

ثم رفع سليم انظاره الي عماد قائلا بخوف
- عملت اي ياعماد .. هتروح معانا مش كده ؟!

شرع عماد بالتحرك ثم تحركوا خلفه جميعهم بفضول .. فاردف عماد بحذر
- عملت انت وصفوة زي ماقولتلك واتفقوا مع الناس ..

صفوة: ماتقلقش احنا ظبطنا كل حاجه ..
عماد زفر بارتياح ثم قال: تمام .. هى هتروح معاكم والقضيه خلاص شبه اتقفلت .. بس اللي فهمته ان وكيل النيابه تبع حد وعاوز يلبسها فى تهمه والسلام بس على مين !

سليم باهتمام: يعني ايه ياعماد .. وجد فى حاجه هتضرها

- ياسليم انا قولتلك من الاول التسجيل زى عدمه ملهوش لازمه .. وجيه فى مصلحه وجد انه مش كامل لان ادهم حذف المقطع اللي كان موجود فيه وهو اهم جزء وهى بتركب .. وده اللي نفع وجد .. متقلقش حوار عبيط معرفوش يظبطوه ..

ثم فتح باب السياره ووقف لثوان مردفا
- بس اللي فهمته ان الموضوع مش هيعدى .. وبيدوروا ورا وجد !

صعد سليم ووجد بالمقعد الخلفى .. اما عن صفوة فجلست بجوار عماد الذي اكمل حديثه قائلا
- وطبعا الفضل كله للنقيب حمزه انه قدر يوصلنا نسخه من الفيديو ويبعتهالنا والا وجد كانت ممكن هتتحبس لحد مااوصل لحل واثبت كلامى .. المهم عدى خلاص ولا كأن فيه حاجه ..

احتضن سليم وجد وطبع على جبهتها قُبله خفيفه وظل يربت على كتفها كى تهدأ .. فاردفت وجد بتوسل
- سليم .. والنبى مش هقدر اروح البيت .. نروح اي مكان بس البيت لا ؟!

سليم باستغراب: ليه ياوجد .. ماله البيت حد زعلك
- سليم عشان خاطرى والنبى مش هقدر اروح البيت نروح ايه مكان هنا نعدى حتى الليله دى بس ..

فنظر عماد لاخيه فالمراه مردفا: خلاص ياسليم هوصلكم لفندق قريب هنا وهبعت حد ياجيبلك العربيه .. وهروح انا وصفوة عشان يومنا كان طويل .. ولا ايه !

اقتضب ملامح صفوة لاسلوب عماد الذي لكمها بنظراته الحاده .. فتعجب سليم قائلا
- صحيح موضوع مجدى اتقفل ولا لسه ..

ضحك عماد ساخرا وهو يلف بمقود السياره ليردف ببرود
- لا دا اتفتح وكبر والنيابه طلعت امر بالقبض على اخوك .. وده عشان بنت عمك اثبتت كل كلمه قالتها امها فى المحضر ..

سليم بذهول: صفوة انت عملتى كده ! هتسجنى مجدي ؟!

استجمعت صفوة شتات قواها مردفه بتحد: هو اللي جابه لنفسه .. لو سمحتو دى حاجه تخصنا وانا اللي اتوجعت وانا اللي من حقى اتنازل اوى لا !

قطع باقى جملة صفوة وجيوش غضب سليم صوت رنين هاتف عماد الذي تعمد ان يشغل مكبر الصوت فيصدر صوت مجدي قائلا
- عماد اسمعنى كويس .. عاوزك تعمل اتصالاتك وتدورلى على واحد اسمه ياسر فؤاد فتح الله .. فى كل الفنادق واى مكان ممكن يكون فيه لازم تلاقيه من تحت الارض ياعماد ..

نظرت صفوة لعماد بتردد .. فاطرق عماد قائلا
- خير يامجدي .. ماله الشخص دا وعملك ايه ..

- لا ياعماد ده عمل اللي صفوة وبيساومها على رساله الماستر وانا انا لازم اخدلها حقها منه .. عماد عاوزك تقلبلى قنا عليه وانا جاي بكره ..

ثم صمت لبرهه فاردف بنبره خوف واضحه: عماد هى صفوة كويسه مش كده .. معلش ابقي خلى نورا تروح تقعد معاها وكمان متخلهاش تقعد فى الشقه لوحدها قولها تروح اوضتها فى القصر .. عماد انت ساكت ليه .

فرمق عماد صفوة بنظره ناريه فاردف بضيق
- مجدى اسمعنى .. صفوة ماتنازلتش عن المحضر وراحت اكدت كل كلمه اتقالت .. انا بقولك بس لانهم طلعوا امر بالقبض عليك ..

تغيرت نبرة مجدي على الفور لتصبح اكثر غضبا .. اكثر احتراقا مردفا بزفير عال
- كنت متأكد انها هتعمل كده .. عموما اللي يريحها متنساش انت بس اللي قولتهولك ..

قفل مجدى المكالمه حتى اصبحت صفوة محاصره بانظار الجميع التى تلتهمها .. فقاومت مشاعرها قدر المستطاع كى تمنع دموعها من الهرب ولكن بدون جدوى .. فرت عبراتها هاربه بصوت مكتوم حتى عماد لم يلاحظه .. وصل عماد امام فندق ذو الطراز الحديث قائلا

- هتنزلوا ياسليم ..
اشارت اليه وجد برجاء فاومئ سليم ايجابا بعدما ربت على كف وجد قائلا
- تمام ياعماد .. واحنا هنيجى بكره مش هنتاخر بس وجد تغير جو وتكون الناس رجعت لعقلها وعرفت تحط علقها فى راسها .. سلام يابت عمى ..

جذب سليم وجد بلطف ثم قفل باب السيارة بقوة متجها نحو بوابه الفندق تحت انظار عماد التى تتوق بنيران الغضب .. فدار برأسه للخلف ليرجع بسيارته .. فاردفت صفوة بغضب
- ممكن تقول لاخوك ملهوش دعوة بيا !

تجاهل عماد حديثها فاكتفى بارسال نظره لها ناريه ارعبتها اكثر .. فارتدت ثوب الصمت متسلحه بعنادها التى تردد صدى صوته بجوفها
- عامل نفسه خايف عليا قوى .. طيب يامجدى اما وريتك ..

 

دخل سليم ووجد الفندق فالتفت اليها سليم قائلا
- روحى اقعدى هناك وانا هحجز اوضه واجيلك ..
ذهبت بصمت مكان ما اشاراليه .. هو اتجه الى الاستقبال لينهى الاجراءات اللازمه بحجز الغرفه ثم ذهب اليها قائلا بثغر مبتسم
- تتعشي هنا ولا فوق ..

اجابته بوجه شاحب: لا ياسليم ... عاوزه انام تعبانه ..
- خلاص يبقي فوق يلا تعالى معايا

قامت وجد بتعب شديد يتقاسم ملامح وجهها فاستندت علي ذراعه قائله
- سليم انا دايخه اوى بجد مش قادره ..
ضمها اليه بحنان قائلا: معلش استحملى .. ده عشان بس مكلتيش حاجه طول النهار ..

وصل سليم الي الاستقبال لياخذ مفاتيح الغرفه ولازالت وجد تستند على ذراعه بارهاق شديد حتى شعرت باختناق صدرها متشبثه فى ذراعه اكثر فلاحظ سليم تشبثها به قائلا بخوف
- وجد جرى ايه !

على حده اتى شخص اخر من خلفهم يطلب من موظف الاستقبال
- مفاتيح 411 لو سمحت ..
الموظف بامتنان: اتفضل يادكتور ياسر ..

تحرك ياسر ليقف بجوار سليم ووجد امام المصعد وهو ينظر لسليم الذي يمازح وجدانته بلطف
- اجمدى طيب .. ولا اشيلك ومش هيهمنى حد فى قنا كلها ..

فُتح باب المصعد فدخل ياسر اولا ثم سليم ووجد .. ففضول ياسر سحبه ليتدخل فى الامر قائلا
- هى مراتك تعبانه ؟! انا دكتور ممكن اساعدها لو فى اي مشكله
سليم برسميه: متشكر لحضرتك .. هى هتبقي كويسه دلوقت .. ولا ايه ياوجد !

اخرج ياسر الكارت لديه ويمده لسليم قائلا
- دا الكارت بتاعى لو تعبت او اي حاجه كلمنى انا فى غرفة 411 ..

اخذ سليم الكارت من يده دون ما يلتفت لقراءه الاسم .. فشكره بامتنان حتى فتح باب المصعد امام الطابق المراد .. فانحنى سليم ليحمل زوجته التى لم تتحمل الوقوف على قدميها اكثر تحت انظار ياسر الذي يراقبهم بنظرات حقد ومكر قائلا فى سره
- عقبال ماتتدلعى عليا كده ياصفوة ..

 

فى بيت قديم بمنطقه نائيه عن النجع صفت سياره ادهم امامه قائلا لعمه
- بيت مين دا ياعمى !

بدت على حيدر معالم الارتباك قائلا
- بيت قديم كنت باجى اروق فيه راسى .. المهم هنعملوا اي الحكومه اللي قالبه البلد دى عليا !

ادهم التفت ايه متظاهرا بالاهتمام: حلها عندى .. المهم دلوق تاخد حقك من ثريا وتعرف هى عملت كده ليه واى مصلحتها انها تتفق مع الخدم يقولوا عليك كده ؟!

حيدر بتوعد: كله بحسابه .. وشكل يوم الحساب قرب ؟!

اعتلت ملامح ادهم ضحكه انتصار ليردف بمكر
- هو صحيح قرب .. يلا ياعمى انزل وانا هلحق ارجع القصر ..

دلف حيدر من السياره ممسكا بشطنته الممتلئه بالاموال .. فدلف ادهم خلفه قائلا بخداع
- عمى استنى كنت عاوز اتكلم معاك بخصوص الشغل الجديد .. عارف انه مش وقته بس انت عارف الشغل ما يعرفش خصوصيات ..

حيدر متأففا: اخلص ياادهم حصل ايه ؟!

سحبه ادهم من كتفه قاصدا ان يبعده عن مكان البيت قائلا بصوت منخفض
- انا عندي خطة هنأمن بيها دخول البضاعه .. فتح لى ودانك وقول لى ابدا فيها ولا لا ..

 

انتهت وجد من تناول طعامها بعد اصرار سليم الذي ارغمها على ذلك .. فبعدت راسها عنه قائله
- والله ما قادره ياسليم .. معلش كفايه .. كل انت من الصبح بتاكلنى وماكلتش ..

- انت عندك شك انك اهم من روحى .. يعني انا مش فارق معايا اكل ماكلش .. المهم انك تكونى بخير ..

مسكت كفه لتطبع قبله طويله بداخله فجعله يبتسم اليها فجذبها على الفور ليجلسها على ساقه بحب قائلا
- مش عاوز اشوفك ضعيفه تانى .. انت من ضهر سالم عتمان وتربيه سليم الهواري .. عاوزك جبل ولا اقوى عاصفه تأثر فيكى ..

نظرت له بحب مردفه: سليم انا متقويه بيك .. وبحمد ربنا عليك فى كل دقيقه وكل اذمه بلاقي فيها راسي على كتفك وسانده ومطمنه ..

- انت عارفه ياوجد ان اهم حاجه ممكن يقدمها الانسان للي بيحبه انه يطمنه .. كفايه يحسسه بالامان .. الامان هو بذرة الحب اللي بتطرح حياه رطبه زي مابنتمناها .. لو مفيش امان فى اي علاقه انسي انه الحب دا يكمل ..

سندت برأسها على كتفه قائله بشكر: وانت امانى وحمايتى فى الدنيا ياسليم .. انا حقيقي مش عارفه المركب ماشيه بينا على فين بس مش مهم ولا فارق طالما هكون معاك .. اى حاجه تهون طالما انت جمبى ..

ربت على شعرها بحنان ثم همس لها بشوق قائلا
- سليم موحشكيش ياوجد !

اطلقت ضحكه خافته فى حضنه وهى لاازالت مستنده براسها على كتفه وهو يحتويها كما تحتوى الام صغارها .. فقالت
- انا مافيش حاجه بتوحشنى غير سليم ..

حملها برفق ليتجه بها نحو المرحاض قائلا بمزاح
- طيب اى رايك بحمام دافى كده من يد سليم يفوقك ليا .. عشان عاوزك مصحصالى الليله دى ..

رفعت عيناها اليه وهى تستند بكفها على صدره قائله بغمز
- واشمعنا بالذات الليله دي !
ركل باب المرحاض بساقه وانزلها برفق قائلا
- مزاجى ياستى ! اي هتعترضي !

 

- سليم ومراته فين ياعماد .. !
اقترب محمد من عماد الذي دلف من باب القصر بصحبة صفوة التى تود ان تختفى من امامهم .. فاطرق عماد قائلا
- انت متعرفش اللي حصل ! مش مراته ست وجد هانم خدعتنا كلنا وقتلت ابنى !

اقتضبت ملامح عماد ساخرا: ازاي دا ! انت مستوعب بتقول ايه ؟!

صفوة باختناق: والله من الاول ما كنت مرتاحالها اهو موتت ابن اختنا .. يلا خليها تتبسط وخليكم مصدقينها ..

رمقها عماد بنظره ساخطه جعلتها تبتلع ما بفمها من كلمات حتى اردفت بتوتر
- انتو حرين بقي انا راحه انام ...

كرر محمد سؤال: سليم ومرته فين ياعماد ؟
عماد بتافف: انت يابنى ماتعرفش ترج دماغك قبل ما تتكلم ! وجد اى علاقتها بقتل ابنك واى مصلحتها اصلا

- امك قالت انها اصرت تاخد اللبن منها وهى طالعه تشوف صفوة ؟!ومرتى شربتى اللبن من هنا واللي جرى ليها من هنا ...

زفر عماد باختناق فاقتربت منه نورا لتتشبث بكفه وتهدا روعه .. فوجه عماد سؤاله لامه
- وجد خدت منك اللبن صح ياما

عفاف بتلقائيه:فيش غيرها الغريبه اللي دخلت وسطينا وعماله تبخ سمها علينا واحد واحد ..

اقترب عماد من امه ويبدو عليه الارهاق: ومادام انت عارفه كده عطتيها ليه اللبن ..

ضربت عفاف كف على الاخر ثم تشبث بركبتها: كبر السن ياولدى .. مكنتش قادره امشي على رجليا ..

- يعني خدتهم عشان تعمل فيك معروف .. تقومى تلبسيها جريمه زي دى ..!

جهر محمد باغتياظ وهو يقترب من اخيه: انت بتدافع عنها ليه ومالك عتتكلم اكده ليه ! انت تعرفها ! تعرف سمها ؟!

بنفس النبره الغاضبه رد عليه عماد: انت اي اللي جرى لراسك ايه ! انا بتكلم بالمنطق والعقل .. هى وجد كانت تعرف ان مرتك حامل ! وجد رجلها عتبت بره البيت عشان تجيب برشامه حتى ! واحده صاحيه الصبح راحه تطمن على بت عمك هتاخد في يدها برشام اجهاض !تقدر تقول لى مين عمل التحليل دا لمرتك ! مادام وجد هى اللي عامله كده هتروح تحلل لمرتك ؟! انت مخك راح فيين ؟! متخليش لسانك سابق -ثم اشار الي راسه - ده ياولد ابوي ..

تدخلت ثريا سريعا لترمى شرارة غضبها فى حقل نيرانهم العارمه
- ماتشوفى ولدك ياعفاف واقف يدافع عن بت العتامنه كيف ..

رمقها عماد ساخطا ثم اردف قائلا بتمويه
- فتح عينك زين ياخوي .. وبلاش كلام حريم يجيبك ويوديك ..

التفت محمد لثريا قائلا
- كل دقيقه بكدب نفسي انك انت اللي وراياه مع انها واضحه زي الشمس .. ولحد دلوق بدعى انك متكونيش انت اللي وراها عشان ياويلك منى لو اتاكدت ياثريا ..

- لا يامحمد .. امى ملهاش دخل .. انا اللي حطيت الحبوب ليسر فى اللبن ..

اردفت ماجده جملتها وهى تقف فى منتصف السلم وترسل نظرات ناريه لامها التى تود ان تلتهمها بشظايا شرها .. التفتوا جميعا لجملة ماجده التى ضاجعت ذهول الجميع فانجبت الف سؤال براسهم ...

 

تجلس وجد على المقعد الخشبي امام المراه مرتديه منامتها القطنه وسليم خلفها يصفف شعرها قائلا
- هااا حلو كده ولا المه ؟!

ابتسمت له بالمراه قائله: الشكل اللي تحب تشوفنى بيه اعمله ..

ارسل لها قبله فى الهواء قائلا بحب: انا بحبك كلك على بعضك كده من ايام الضفرتين ..

ضحكا الاثنين معا .. فواصل سليم طوى شعرها وبعدما انتهى مسكها من كفها ليساعدها تقف امامه قائلا بشوق وهو يقترب منها
- احسن دلوقت ؟!

اومأت راسها ايجابا وهى تعانقه: انا احسن عشان شايفاك وماليه قلبى وعيونى منك ؟!

ضمها سليم اليه قائلا: مش هسمح لا حاجه تبعدنى عنك مهما حصل ..

ابتعدت عنه قليلا لتطيل النظر بعيناه قائلا بحب
- سليم اللى بيحب بجد مابيبعدش ولو بعد بيرجع حتى ولو بعد سنين .. لان قلبه هيكون مليان بحنينه لل بيحبه متعلق من رقبته .. دايما هيلاقي نفسه عند حبيبه ..

كانت ترتل جملتها وهو ترجع خطوات للخلف حتى تعمد سليم ان يبسط جسدها برفق فى منتصف الفراش ممتدا بجانبها قائلا
- وانا دايما بقولهالك ياوجد .. انت الارض اللي منها وليها هعود ..

- ربنا يخليك ليا ياحبيبي ويبارك فى حبنا ويكون ثمرته دسته عيال كده يجننوك زي ماانت جننتى فيك ؟!

ضحك سليم بصوت مسموع وهو يستمع لها باهتمام شديد فرد عليها قائلا بغمز
- لو على دسته انا مستعد .. شد حيلك انت بس معايا ..

ضربته على كتفه برفق قائله
- بس اسكت اخوك عماد دا طلع دماغ متكلفه .. ده خلى وكيل النيابه يخرس مايعرفش يقول كلمتين ..

- دا واحد 4 سنين الاول على دفعته مستنيه يكون ايه .. هو من ناحيه دماغ .. فهو دماغ عاليه متكيفه ..

تبدلت ملامح وجهها عندما تذكرت ما مرت به .. فلاحظ سليم تغير وجهها المفاجئ فداعب انفها برفق قائلا
- سرحتى مني روحتى فين ؟!
- فيك .. ليا مين اغلى منك ..
- سيبك انت بس اى الحلاوة دى .. يابتى انت هتبطلى تحلوى امتى ..
عانقته بخفه قاصده ان تملا عيونه بابتسامتها الجميله
- طول ماانا شيفاك قدامى لازم احلو ..

لم يجيبها تلك المره بالكلام بل لجا الى الفعل فهو خير رد لاضفاء براكين شوقه .. طبع بعض قبلاته على معالم وجهها ليزهرها حبا .. كانت تذوب بقربه شيئا فشئيا وتقربه منها اكثر الا ان صدر صوت رنين هاتفه .. فابتعد عنها سليم قائلا
- وبعدين ! دول مستقصدينى والله !

ضحكت بصوت عال قائله: طيب شوف مين وهو انا هطير يعني

نهض سليم ليخرج هاتفه من ملابسه قائلا
- المشكله مش فيكى خالص .. المشكله فى الخبر اللي جاي مع المكالمه .. استر يارب .

خرج سليم هاتفه ثم سقط كارت ياسر ارضا مما ثار فضول سليم ان ينحنى ويقرأه بتمعن مردفا
- ياسر فؤاد فتح الله !

قال أحدهم في وصف أمه: كانت ترتب كل شيءٍ للمستقبل، تفكر دائمًا في القادم، وأكاد أجزم أنها لو عرفت بموعد موتها، ستجهز المنزل للعزاء قبل أن تذهب.
ربنا يحفظ امهاتنا جميعا...

عانقته بخفه قاصده ان تملا عيونه بابتسامتها الجميله
- طول ماانا شيفاك قدامى لازم احلو ..
لم يجيبها تلك المره بالكلام بل لجا الى الفعل فهو خير ردا لاطفاء براكين شوقه .. طبع بعض قبلاته على معالم وجهها ليزهرها حبا .. كانت تذوب بقربه شيئا فشئيا وتقربه منها اكثر الا ان صدر صوت رنين هاتفه .. فابتعد عنها سليم قائلا
- وبعدين ! دول مستقصدينى والله !

ضحكت بصوت عال قائله: طيب شوف مين وهو انا هطير يعني .
نهض سليم ليخرج هاتفه من ملابسه قائلا
- المشكله مش فيكى خالص .. المشكله فى الخبر اللي جاي مع  المكالمه .. استر يارب .
خرج سليم هاتفه ثم سقط كارت ياسر ارضا مما ثار فضول سليم ان ينحنى ويقرأه بتمعن مردفا
- ياسر فؤاد فتح الله !

شرد سليم طويلا فى الاسم يتذكر اين سمعه من قبل .. عاود ليقرأه مره اخرى حتى توقف صوت رنين الهاتف مما اثار فضول وجد التى اعتدلت من جلستها وتحركت ببطء لتقف امامه قائله باستغراب
- سليم .. فى حاجه ياحبيبي ..!
فاق سليم من شروده ليرتسم ابتسامه هادئه: لا ياحبيبي مافيش بس ...
نظرت لهاتفه الذي رن مره اخري قائله
- ده النقيب حمزه .. شوفه عاوز ايه ..

وضع سليم الكاجت الشتوى والكارت فوق التسريحه ثم رد على اتصال حمزه قائلا
- اجدع ظابط فى الداخليه والله .. حقيقي مش عارف اودى جمايلك فين .
دنت وجد سليم لتداعب شفتيه باناملها فرمقها بنظره تحذيريه مردفا
- هااا .. لا ياباشا معاك خير .. سامعك
ابتسمت له وجد ونظرت له بعيون ضيقه فاقترب منه لتطبع عدة قبلات متتاليه على صدره العارى وهى تكتم صوت ضحكها اثر نظرات سليم لها معاودا الرد عليه قائلا
- مش فاهم ! قصدك ايه ياحمزه !
النقيب حمزه: اى اللي مش فاهمه ! انت مش معايا ولا ايه ..
لم تكف وجد عن تصرفاتها الجنونيه وهى تداعب صدره باناملها برفق مما اثار جنونه فرد قائلا
- حمزه بص الصبح هكلمك اخلع دلوقت !
- طيب ياسليم .. بس ضروري هااا !
القى سليم الهاتف من يده وهو يقترب منها بعدما ركضت امامه كطفله متدلله .. فاردف قائلا
- بتجرى ليييه .. دانت مخلتنيش افهم الراجل بيقول ايه ..

وقفت فوق الكرسي قائله بمزاح
- فاكر رخامه الغدا عند عفاف كنت بردها بس عشان تعرف انى مابسبش حقى !
دنى منها سليم وهو ينظر لها لاعلى بعيون ضيقه كانه يتنوى لها على فعل شيء
- مممممم بقي كده ! طيب هتنزلى ولا اتصرف انا ..
ضحكت بصوت طفولى واضعه ذراعيها على خصرها بتحد
- لا الوقفه عجبانى هنا ..

عض سليم على شفته السفليه بتوعد .. فسرعان ما انقض على ركبتيها وثناهما فاختل توازنها لتسقط بين ذراعيه صارخه بصوت عال .. حملها  وعلى ثغره ابتسامه انتصار واسعه ليدور بجسده ويضعها  فوق الاريكه الكبيره ويجلس بجوارها منحنى بجزئه العلوى فوقها قائلا
- مش هنبطل حركات العيال دى !
تعمدت ان تتدلل امامه قائله بصوت هادى
- وانا عملت حاجه يعنى ياسلومى ..
رفع حاجبه باستغراب: اي سلومى دى ! مش عجبانى غيريها ..

وضعت سبابتها فوق ثغرها متظاهره بالتفكير
- ممممم اقولك ايه طيب ..
انحنى سليم ليضع قبله خفيفه على اناملها واخرى على انفها وظفر كلتا عينياها بشهد شفتيه .. حتى وجنتيها انشق منهما ورد اثر قبلاته العطره عليه .. ابتعد عنها قليلا
- هاا نغير سلومى دى .. مفهوم !
زمت شفتيها لتصدر صوتا نافيا متدللا
- تؤؤؤ .. انا اقول اللي انا عاوزاه على فكره ..

رفع حاجبه مستنكرا: ياقلبك الجامد ! انت بتقولى كده وانت تحت رحمتى ..
وضعت ساق فوق الاخرى وهى تأخذ شهيقا عميقا مردفه بتحد
- ولا هتقدر تعمل ايه حاجه ..
التفت لينظر الي قدمها التى اصبحت قرب وجهه ملطخه بالون الوردى فلم يمنع نفسه من طبع قبله شوق جعلتها تنفجر ضاحكه فسرعان ما بعدتها عنها قائله
- ياعم انت بغير الله !
غمز لها بطرف عينيه قبل ما ينقض على همس شفتيها الاتى لم يكفيا عن الضحك
- بتغيرى ؟!

شرع سليم فى تقبيلها باشهى انواع العشق .. فطوقت عنقه بحب ذائبه فى سحر قربه .. غارقا هو فى بحر عشقها .. ابتعد عنها قليلا وهو يرجع خصيلات شعرها خلف اذنها فابتسمت له ضاحكه ناظره له بعيون لامعه بشغف الحب .. عاد سليم ليواصل عمله ويوزع همسات حبه فوق اراضيها وكل ما بها يخدر وينتشي لحبه .. حتى تسلل ذراعه لساقيها والاخر وضع فى منتصف ظهرها ليحملها بين يده وهو يتروى بكل ما بها ويمتلىء منها حتى فاض شوقه ووجدانه ..

ثريا بذهول اثر جملة ابنتها المفاجئه وهى تشيعها بنظرات ناريه .. فدلفت ماجده خطوتين مكرره جملتها
- اااه يامحمد انا اللي اجهضت يسر .. وده عشان سبت نفسي لشيطانى وغيرت منها .. كلكم مبسوطين الا انا .. كتير بحلم يكونلى طفل من سليم بس ربنا مش كاتبلى .. معرفتش ارضا معرفتش اشوف حد فرحان بالفرحه اللي نفسى فيها وبتمناها ..
ثم ذرفت دمعه من طرف عينيها: انا اسفه يامحمد .. انا انسانه انانيه مابتحبش غير نفسها موتت ابن اختها بايدها .. انا اللي زيي ماينفعش يكون اخت ولا خاله ولا يعيش اصلا .. اانا مستعده لاي عقاب يامحمد حتى ولو هتطردنى من البيت .. انا حبيت اريح ضميري قدام ربنا يمكن حاجه تغفر لى ..

نظر محمد لعماد بصدمه بلغت ذروتها .. تراجعت ثريا خطوتين للخلف محاوله استيعاب اكذوبة ابنتها .. دنت نورا من ماجده تنهرها بقوة
- انت عملت كده فعلا ! قتلتى ابن اختك ؟!
انفجرت ماجده فى البكاء خافضه انظارها بعيدا عن نظراتهم التى لا تحمل الا لهيب
- انا قولت اللي عندي .. بعد اذنكم ..
نادى عليها محمد بصوت قوى ارتعدت له الجدران قائلا
- استنى هنا ! انت واعيه لكلامك ! انت عارفه انت جايه تعتذرى عن ايه .. عن ابنى اللي انت حرمتيه من الحياه ولا من اختك المرميه فى المستشفى !

اجهشت بالبكاء وهى تتراجع للخلف بعدما رمقت امها بنظره ساخطه
- مكنش قصدى  .. مكنتش اعرف ان كل دا هيحصل ولا حد هيعرف انى اجهضتها .. سامحنى يامحمد ..
قبض محمد على كفه بقوة وهو يشيعها بنظرات حاره تحرق كل مابيها محاولا تمالك غضبه فاردف جملة اخيره قبل ذهابه
- انت اللي زيك الكلام خساره فيها ... وانا مش مسامح على اللي عملتيه ياماجده .. مش مسامح ..
ركضت ماجده الي اعلى سريعا وهى تنحر باكيه ويعلو صوت بكاؤها شيئا فشيئا .. التفت عماد الي نورا قائلا
- يلا يانورا نروح بيتنا ..

نظرت له نورا بعدم فهم فكرر عماد جملته بنبره اقوى ودخان الغضب ينبعث من فمه
- نورا قولت يلا على بيتنا ..
ركضت عفاف صوب عماد متشبثه بكفه
- اهدى ياولدى .. اهدى .. مافيش حاجه مستاهله ده قدر ربنا ..
زمجرت رياح غضب عماد هاتفا
- واحد راحت تثبت التهمه على اخويا وهتحبسه والتانيه قتلت ابن اخونا .. داحنا لو يهود هنرحم بعض اكتر من كده .. يلاااااا يانورا ..

اردف عماد جملته الاخيره وهو يغادر مجلسهم فركضت نورا خلفه وهو ترتعد .. اما عن صفوة فركضت سريعا على غرفتها لتختبئ خلف جدرانها من حراره انظارهم ... التفت عفاف لثريا التى لم تتفوه بكلمه .. فهتفت بلوم
- مبسوطه دلوق ! فرحانه وبناتك عيهدوا البيت فوق روسنا ! نار شرك هديت ! بناتك عملوا اللي انت عاوزاه .. روحى ياثريا منك لله انت وبناتك .. حسبي الله ونعم الوكيل فيك ذرعتى فيهم الشر لحد ما ملكهم ...

- طيب ياعماد اهدى والنبى .. مابحبش اشوفك فى الحاله دي ..
يجوب عماد فى صاله شقته ذهابا وايابا وهو يهتف بكلمات غير مفهومه .. فزفر باختناق وهو يجلس على المقعد مرددفا
- انا مش عارف اعمل ايه ! وايه المصايب دى القاها منين ولا منين بس ..
نورا بهدوء: طيب عصبيتك دى مش هتحل اي حاجه .. اهدى ونفكر بعقل طيب .

جهر عماد باختناق: عقل ايه يانورا واحنا بقينا ناكل فى بعض .. القتل والسجن عندنا بقي سهل .. من يوم ما الهوارى مات وكل واحد ماشي بدماغه وكيفه لحد ماهيودونا فى داهيه .. محدش بقا له كبير .. كل واحد كبير نفسه وماشي براسه لحد ماهيغرقنا كلنا ...
نهضت نورا من مجلسها لتقترب منه وتجلس على فخذه بلطف .. فلمست خده بكفها وهى تردف بحكمه
-  انا فاهمه والله وعارفه ان الحمل تقيل عليك .. بس انا قولتلك مابحبش اشوفك كده مش المفروض تسمع الكلام ولا انا كمان مابقاش ليا كلمه فى البيت ده ..

تراجع عماد برأسه للخلف وهو ياخذ نفسا عميقا بعيون منغلقه كأنه يفضل الظلمه عن العتمة التى تقع عليها عيونه .. ظلت نورا تتأمله طويلا فشيء ما يدعى بالشوق جذبها من ياقتها بلطف نحو شفتيه تحديدا ولاول مره تتجاوز قلبها وتسير وراء هواها .. شرعت نورا فى تقبيل ثغره بلطف ما انساه كل اوجاعه .. كانت دوما جروحه تطيب بقربها .. فتح عماد عينيه بتثاقل كأنه يرفض عبث العالم مفضلا عالم اخر وهو الظلام وهى فقط .. سقطت عيناه على جزيره عينيها التى تشبه قرص الشمس اللامع ويحدها من الطرفين شطى نجاته .. فظل يرمقها بذهول كالاعمى الذي عاد اليه بصره للتو .. لاحظت نورا تجمد اعضائه فاطرقت بخجل وهى تبتعد عنه
- كنت عاوزاك تهدي بس مش اكتر ..

جذبها عماد بقوة اليه كى لا تهرب منه مجددا .. فارتمت بداخل حضنه اثر انجذابه لها هامسا بشغف
- اتطورنا كتير على فكره !
حاولت التخلص من قبضته بعدما احمر وجهها بدماء الخجل فاكمل عماد حديثه
- وكده احلى حاجه ..
نظرت له طويلا وهى تبلل حلقها وتقاوم ركض قلبها الذي يود ان يستكين عنده واليه كأن بين ذراعيه هدفها وغايتها الوحيده .. ابتسم عماد بحب على ارتجاف ملامحها بنسيم الخجل فاردف
- ما احنا كنا حلوين ..

اطرقت نورا بخجل وهى تبعد عيناها عنه مردفه
- كنت واحشنى جدا على فكره
حاوط عماد خصرها بشوق وباليد الاخري يفك رابطه عنقه وهو يلتهمها بعيناه شوقا
- ما انت كمان وحشتينى جدا .. ووووو
لم يكمل عماد جملته ولكنه حملها بين ذراعيه كأب يحمل طفلته قائلا بغمز
- المواضيع دى ماتتحلش هنا ..
رفعت حاجبها مستنكره وهى تطوق عنقه بذراعها .. فاردف عماد سريعا
- هقولك جوه مستعجليش ...

 

- ثريا عاوز اقابلك ...
تلك الرساله النصيبه التى اضاءت لها شاشه هاتف ثريا فجعلتها تنهض من فراشها .. فعاودت الاتصال به
- حيدر .. فى جديد حصل ؟!
اتكئ حيدر على فراشه بمكر تعالب: وحشتينى ياقلب حيدر .. اي مالك خايفه ليه ؟!
تردد ثريا فاردفت: مش هينفع البيت هنا مش مظبوط وكله بيشك فيا .. بلاش نتقابل والنبى .
زمجرت رياح صوته قائلا: بكره تيجى فى البيت ايااه ياثريا والا هجيلك انا وما حد هيقدر يوقفنى  ..
بد الخوف بصوتها يتراكض .. فاجابت بتردد
- بس اشمعنا البيت ده ! هو احنا مش كنا بطلنا نروح لهناك ..
قهقهه حيدر بتوعد: وحشتنى شقاوة البيت قولنا نرجع الزمان ولا ايه ياسووسو..
زفرت ثريا بخوف وقلق بد يتأرجح على حِدق عينيها: هحاول ياحيدر .. هحاول ...
حيدر بصيغه امره: اسمها هتيجى ياثريا .. اسمها هتيجي ..
ثم قفل انهى المكالمه معها بدون مقدمات مما اثار خوفها اكثر .. فعنده امسك بسلاحه ونيران الشر تلتهب وتحترق قائلا بتوعد
- نهايتك قربت ياثريا ولازماً سرنا يدفن معاكى ...

- ماجده ممكن تردى طيب !
رساله ادهم ال 12 التى تتجاهلها ماجده فى كل مره وهى تنزف الما من عيناها ناظره للسماء
-يارب خليك معايا لحد ما اظهر الحق يارب واعرف ابويا فين !
عاود ادهم الاتصال بماجده كثيرا وفى كل مره تنهى الاتصال بدون رد الا ان نفذ صبرها فردت اخيرا متأففه
- افندم .. هو انا مش قولت مش عاوزه اعرفك تانى ؟!
ادهم متلهفا: ماجده استنى اسمعينى وافهمينى للاخر .. انا محتاجلك قووى .. ماجده متسبينيش ...
زفرت باختناق وهى تجوب الغرفه: يابنى ادم افهم انا مش عاوزه اعرفك تانى .. كان يوم اسود يوم مااعرفتك ...
ادهم برجاء: ياماجده اسمعينى بس وبعدين قولى اللي عاوزاه ..
- اخلص ...

- ماجده انا شكلى حبيتك ! انا مش عارف انساكى .. ماجده انا بحبك ..
زفرت باختناق وانفاسها المتصاعده بصعوبه
- انا غلطانه انى رديت على واحد زيك ..
- ماجده ... انت تعرفى امك متجوزه مين !
صعق قلبها سؤاله فجعلها تتجمد مكانها فجاه قائله
- اييه !
رجع ادهم بظهره للخلف قائلا
- امك متجوزه عمى حيدر ..

لثوان عادت ماجده بالذاكره للخلف وصوت موظف الاستقبال تحديدا دى مراة حيدر بيه .. فاقت ماجده من شرودها على صوت ادهم الذي يتكئ بظهره للخلف داخل سيارته
- ماجده انت معايا ! عمى حيدر ناوى على الشر وكل بعقل امك الحلاوة وعاوز يخرب عليكم كلكم وياخد كل املاك الهوارى ويبقي هو كبير البلد .. ماجده احنا بيتلعب بينا لعبه كبيره قووى لازم نفوقلها ونكشف الاعيبهم القذره .. ماجده انت هتساعدينى مش كده ؟!
صدمت ماجده اثر حده كلماته فجحظت عيناها بعدم تصديق حتى سقط الهاتف من قبضه يداها قائله بذهول
- اكيد لا .. فى حاجه غلط .. امى مستحيل تعمل كده ؟!

 

- خليك متجاهله رسايلى براحتك يادكتورة صفوة .. بس احب اقولك ان كلها ساعات ومش هتكونى غير فى حضن ياسر حبيبك .. اللي محبتيش غيره ..
جملة من عدة احرف كانت كافيه ان ترعب كل اعضائها حتى اصبحت تهذي كمن فقد عقله .. مسكت هاتفها وفتحت اسم مجدى واوشكت ان تضغط على زر الاتصال ولكنها سرعان مافاقت من سطو اشتياقها وهى تلقى الهاتف بعيدا .. لتركض صوب النوافذ وتقفلها جيدا وهى ترتعد وركضت ايضا صوب الباب لتتأكد من انغلاقه واضعه كفها فوق صدرها وانفاسها المتصاعده برعب لتجثو على ركبتيها خلف الباب ببكاء مكتوم
- انت فين بس يامجدى .. غبى غبى انا مكنتش عاوزاه يسيبنى ويطلقنى .. كنت عاوزاه يضربنى يموتنى ويقول لى ماتقوليش كده تانى .. انا عاوزاه جمبى مش عاوزاه بعيد .. يارب انا مسمحاه على كل حاجه .. يارب يرجعلى تانى انا بحبه .. معرفش امتى وازاى بس انا محتاجاه جمبى .. انا اول مره احس انى خايفه كده ..

 

يلملم مجدى باقى اغراضه واوراقه من غرفة المكتب ويجري بعض الاتصالات باحثا عن ياسر.. قفل حقيبته الشخصيه ثم مسكها وباليد الاخر مستندا على عكازه .. فخرج من المكتب ناظرا لاعلى يتذكر بعض المواقف بينه وبين صفوة ..
- ياباشا انت القهوة اللى تلمس شفايفك بتدخل في غيبوبة اصلا .. اعذريها بقي ..
شقت ذاكرته صورتها وهى ضاحكه ثم صورة اخري لها وهى تقف خلف النافذة تراقبه اثناء مغادرته .. ومقف اخر بينهم
- حاسه بايه معايا !
تنحنحت بخفوت وهى تبلل حلقها عدة مرات ثم اردفت بعد طويلا من الوقت قائله
- مطمنة ...

- طيب حلو علي الاقل سلكت طريق واحد لقلبك .. عقبال الباقى ..
قادته ساقيه الي غرفتها بأمر من قلبه .. فدخلها وظل يتأمل ملابسها .. كتبها .. ادوات التجميل لديها .. وصوت حوارهم الاخير يتردد فى اذانه فيداعب قلبه بمنتهى الاجرام
- انت لسه مأمن ان في حب !
- طول ما الحياة مستمرة الحب موجود ...
- اشمعنا انا يامجدى ..
اخذ نفسا عميقا وهو يمد انامله ليلمس خيوط شعرها المنسدله قائلا بحب
- عيونك السبب، عيونك مجرمين اول مابصيتِ لى وقعت على جدور رقبتى يابت الهواري ...  
وقف مجدى فى منتصف الغرفه حتى وجد ورقه بيضاء مطويه وملقاه ارضا .. انحنى بصعوبه ليتناولها ولكنه اتاه صوت نداء مدير اعماله قائلا بصوت عال
- مجدى بيه .. يابيشمهندس ...
وضع مجدى الورقه فى سترته سريعا ثم خرج له قائلا
- خير يافتحى ..
نظر له فتحى لاعلى: احنا عرفنا ياسر فتح الله فين

 

صباحا
استيقظت وجد قبل سليم فانتهت من اخذ حمامها الدافء واجرت مكالمه للاستقبال تطلب منهم فطار معين وتورته صغيره .. فعيد ميلاد سليم بعد يومين ارادت ان تحتفل معه قبلها .. ثم عادت للمرحاض مره اخرى وهى تزفر باختناق
- اووووف يعني ماقدرتش اقوله نشترى لبس ياسليم ..
ثم ربطت حرام منامتها القطنيه القصيره التى تصل لفوق ركبتيها وخرجت من باب المرحاض لتقف مستنده على الحائط تتأمل ملامحه وهو غائصا فى سباته .. عقدت ذراعيها وهى تتبسم
- انا كنت متأكده ان اخرة الصبر دا حضنك ونور عينيك .. كنت دايما تقول لى ربنا محطش الحب دا كله فى قلوبنا علشان نسمح للناس مخلوقه زينا تدمره .. دا نبينا محمد بيفرح لما يلاقى اتنين بيحبوا بعض متجوزين
ثم اخذت نفسا طويلا قائله: الف حمد وشكر ليك يارب .. انا طلبت منك ليله واحده معاه فى حلالك جمبه .. كرمتنى اكتر ماتمنيت .. ربنا يحفظك ليا ياحبيبي زي ماجمعنا ..

استيقظ سليم من نومه وهو ينظر لها بعيون ضيق حتى جحظت تدريجا عندما سقطت على ساقيها الذي فشلت قطعت القماش التى ترتديها فى سترها قائلا
- ياصباح العسل .. واقفه بعيد ليه ؟!
ابتسمت بحب وهى تتدلل امامه: بتفرج عليك .. اي فى مانع ؟!
- مممم طيب اى طالع حلو ؟
- انت فى كل الاوقات قمر ..
نهض سليم من فراشه كأنه اخذ قدرا كافيا من قهوته وهى كلامها المحرك له اولا واخيرا .. ظل يتأملها بعيون لامعه ببحور الحب قائلا
- نمتى كويس ؟!
- انا منمتش كويس غير فى حضنك ياسليم ؟! انا اكتشفت انى كل اللي فات من عمرى فى بعدك مكنش نوم دا كان هدنه كده بينى وبين الحياة عشان اصالح قلبى عليها .. احم وخلاص صالحتها ..

ارتشف بعض المياه ثم وضع الكاس مكانه وهو ينظر لها باعجاب  وهو يقترب ناحيتها
- ما احنا قولنا ياصباح العسل ..
داعبت كلماته ثغرها فشقت بسمه واسعه .. فازاحت وجد شعرها المنسدل جنبا لتتمايل قليلا فى وقفتها قائله
- صباح كل يوم ماشوفش فيه غير عيونك ياروح قلبي ..
قرب سليم منها ليسرق قبلة سريعه من ثغرها قائلا بسعاده بالغه
- مزاجك باين عليه حلو ..
اومأت ايجابا فاطرقت قائله
- مممم هو حلو جدا .. مزاج بنكهه وجودك جمبى وفى حضنى ..

قهقهه سليم بضحكه عاليه تزيح كل ستائر الحزن مردفا
- يابت متاخدنيش فى دوكه كده .. استنى افوقلك طيب ..
ثم نصب عوده امامها يداعب ذقنها بانامله: هتفضلى تبصيلى كده كتير !
سندت كفيها على صدره بخفه قائله:
- عاوزه اقولك حاجه !
رفع حاجبه باهتمام منتظرا ما ستقوله مع اصداره انينا مكتوما .. فواصلت وجد حديثها.

- عاوزه اقولك انك كنت فى حياتى زي نجوم السما بعيده بس منوره حياتى كلها .. كنت كل يوم افقد الامل فى انك تكون ليا .. تعرف ماكانش يعدى يوم غير لما امسك قلبي وانادى بكل وجعى للسما باسمك واقول ياربنا انا مش عاوزه غيره ليا يارب معجزه تكون نهايتها حضنه وعينيه .. كان قلبي بينزف غياب كل ليله وحصلت المعجزه وبقي يطرح ورد كل ليله .. عارف ياسليم انا كنت بسال نفسي من شويه ياترى لو اتجوزت حد غيرك كنت هعمل ايه .. ولا قلبى هقنعه بكده ازاى .. هو انا ازاي كنت هتسحمل نفس راجل غيرك معايا .. هو انا كنت هعمل ايه لو مكنتش انت معايا .. هو انا كان ممكن اعيش لذة الحب اللي مطيرانى دي مع حد غيرك .. انا محتاجه عمر فوق عمرى عشان اشكر ربنا انه استجاب .. اشكره انه محرمش قلبى من لذة قربك ..

كان يستمع لها باهتمام بالغ وهو يداعب وجنتها بلطف .. فحرك يديه ليفك حزام منامتها وهو يقول
- انت فى قلبى عامله زى الدبوس المغروس اللى مش عارف امد ايدي فأى جزء بالظبط عشان اخرجه .. حبك اتغرس لحد ما بقي جزء منى مايتصالحش غير بحضنك ..
انتهى سليم من فك رباط خصرها .. فتح ثوبها ولف الرباط حول خصره وهو يربطه خلف ظهره .. ظلت تراقبه بذهول
- انت بتعمل ايه ..!
غمز لها بطرف عينه ثم انتهى من عقد الحزام حولهما وهو يرجع شعرها للخلف قائلا
- الكلام الحلو ده لازم يترد عليه بطريقتى ..

نظرت لها بذهول مع بسمه لم تفارق ثغرها فرجعت للخلف تلتصق بالحائط ولم تعلم ان بعدها عنه يزيده اقترابا .. فوضع مقدمة قدميها فوقه قدميها هاتفا بتحد
- مافيش مفر ...
عانقته بحب وهى ترتل: ومين قالك انى عاوز افر .. انا خلاص لقيت مكانى ومش هسيبه ..
شرع بارتوائه منها حد التشبع وما هى الي بحيره عذبه يرتوى منها التائه فى قلب الصحراء اكثر من ثلاثين عاما .. فماذا سيكون اللقاء الا غوصا فى الاعماق حد التشبع .. استكان اليها وبها وزرع من جفاف الانتظار بساتين ورد حتى اصبحت مخموره به وبقربه لا تريد سواه .. فهى به تحيا وبه تزهر وبه تكون .. وهو لم يجد ملاذا لشوقه غير فى مشاتلها التى تحتويه بكل مااوتيت من عطور الشوق ..

تقف ثريا امام منزل كلاسيكى ترمقه بنظرات متارجحه خائفه .. شريط سنيمائى من الذكريات يمر امام عينيها حتى انتهى بصوت رصاصه ارعدتها وجعلت تفيق من شرودها .. تقدمت خطوة الى الامام لتخطو قدمها عتبة المنزل حتى طرقت الباب الخشبي وبعد قليل فتح لها حيدر وبيده كأس الخمر ليردف وهو يتمايل
- كنت متأكد انك هتيجى .. وده عشان انت بتحبينى ياثريا وماتقدريش تستغنى عنى !
رمقته ثريا بنظرات خائفه على هيئته المرعبه قائلا
- انت مالك .. انت تقلت فى الشرب ياحيدر !

جذبها وهو يهذي بكلمات غير مفهومه قائلا وهو يتمايل
- عاوز اتكلم معاك ..
- خلصنى وقول في ايه .. واعتبرها اخر مره هشوفك فيها ؟!
قهقهه حيدر وهو يخرج من جيبه ساعه فضيه ويتمايل ويهذي بكلام غير مفهوم
- طول ما دى معايا مافيش مفر ياثريا ...

اتسعت حدقة عينيها بذهول وهى تحاول ان تخطف الساعه من يده ولكنه سريعا ما ابتعد عنها وهو يقول
- اتعصبتى ! ساعة ناصر .. ناصر جوزك ياثريا اللي قتلتيه بيدك ! فاكره قتلتيه كيف !
اعتدل ادهم وحسن الجالسان خلف شاشه الحاسوب يشاهدون حيدر وثريا الذي اشتد حوارهم .. فنظر حسن بفخر لادهم قائلا
- مش قولتلك عمك ده وراه حوار كبير .. اسمع اسمع ...

طرق النادل غرفة سليم .. ففتح واخذ منه الطعام وفوجئ بوجود قطعه مستديره من الحلوى  تورته  تتوسط الاطباق .. فرفع حاجبه لوجد الجالسه فى منتصف مخدعها تترقب دخله قائلا
- ممم وانا اقول مزاجك حلو ليييه ..
وثبت قائمه لتعانقه: كل سنه وانت حبيبي ياسليم ..
ضمها اليه بحب قائلا: هو مش لسه باقى يومين بردو ؟!
- عادى حبيت احتفل بيه واحنا هنا .. فيها حاجه دي ..

- لا دي احلى حاجه فى كل حاجه !
جذبته من يديه ليقفا امام الطاوله قائله
- هشغل انا الشمع وانت تتمنى امنيه عاوزها تتحقق السنه دى ؟!
شرع سليم بتنفذ ما امرته به وجد حتى انتهى من تمنى امنيته فقربها اليه اكثر وانحنى ليطفىء الشمع .. فاستدارت اليه قائله
- اتمنيت ايييه ..
نظر اليها بعيون ضيقه ثم اردف قائلا: اتمنيت امنيتين ..
- ايوووه اي هما بقي ؟!

- ممممممم انت تكونى معايا العمر كله وبنوته شبهك تخطف قلبى زي ما امها عملت ..
حضنته بحب وهى تهمس له: ربنا يديمك فى حياتى نعمه ياسليم .. وينور حياتنا بولاد شبههك ويغلبونى زيك  ..
قطع صفواهم صوت رنين هاتف سليم فابتعد عنها قائلا
- هرد وارجعلك ...
وقف سليم امام النافذه يتحدث فى الهاتف
- ايوه ياحمزه .. خيرر قلقتينى ..

حمزه باهتمام وبصيغه امره: سليم لازم تتنازل عن المحضر اللي قدمته فى حيدر عم مرتك ..
رمق وجد بنظره خاطفه ثم رد عليه قائلا
- لييه ياحمزه .. حصل ايه ..
- سليم .. عشان نوقع حيدر لازم نديله حريته يتحرك براحته وخصوصا بعد ما ادهم جيه وبلغ عنه ووقف مع وجد الدنيا اتقلبت ومابقتش فى مصلحتنا .. واحنا مش هنستفيد حاجه بسجنه ياسليم ...
زفر سليم بعدم فهم فاردف باهتمام: حمزه ساعه وهقابلك عشان مش فاهم حاجه واى اللي قلب ادهم على عمه دول كانوا روح واحده !

يقف امام المراه يشاهد صورها بكل شر .. ويكبرها ويطبع بعض القبلات الحاره على شاشه الهاتف التى تخفى خلفها صور صفوة .. فرفع نظر ياسر  الي المراه قائلا بتوعد
- الليله ياصفوة هصلح غلطه خمس سنين .. الليل مش هتمشي من هنا غير وانت معااايا ...

 

تااابع ◄