-->

رواية أباطرة العشق ( عشق من نار ) الجزء السابع

 

 

 في نهاية المطاف؛ ستكون غايتك الوحيدة، أن تجد روحًا تُشبهك أكثر ممّا تحبّك .. روحٌ تكن لك وطنًا بعد اعوام من الغربة والتنقل بين البشر، روحٌ تجذبك من ياقتك لتلقي بك في احضانها



زفرت وجد بقوة واستدارت بجسدها لتلمس اقدامها الارض ملتفه بمنامه قطنيه وشعرها الطويل مُنسدل خلف ظهرها مع بروز ساقيها الممتلئه قليلا الملطخه باللون الوردي من اسفل تبدو كأميرات العصر العثمان .. انحنت امال علي الاريكه لتقول لها
- هدومك دول !

- ااااه .. يارب نخلص ..

تناولتهم آمال وسارت امامها حتى وصلت للغرفه التى اغلقت بابها جيدا لتقول لها
- نامى هنا .. وهجيب الحاجات اجيلك

قبل ان تنتظر منها ردا تركتها وغادرت من الباب الخلفي الموجود بجانب غرفتها .. لملمت شعرها جنبا ثم بسطت وجد جسدها بكلل مردده
- صبرنى يارب على الغُلب دا ..

هتف علي خاطر قلبها طيف سليم فاغمضت عينيها متنهده بأمل لتردد
- يارب انا محتاجه معجزه منك عشان تجمعنا سوا .. طول عمرك شاهد انى محبتش ولا عاوزه غيره يارب .. كل مااقول هانت بنبعد اكتر حقيقي كان نفسي في يوم زي دا وانا بجهزله عشان اكون ملكه وحلاله،، ااااه ياسليم ياوجع قلبي علي الحب اللي انتهى قبل مايبتدى ..

هربت دمعه من عينيها المنغلقتين فخدشت وجنتها متنهدة بألم
- يارب ماتكتب علي مخلوق حرقة ووجع قلبي دلوقتى ...

وصلت آمال عند سليم بحذر لتقول له
- مرتك جوه .. بس ماقولتليش انت هتعمل ايه .

فكر سليم لبرهه ثم اردف سريعا
- هاخدها ونمشي .. بس قوليلى ازاي اطلع من هنا من غير ما الامن يشوفونى !

طافت عينى امال بحيرة لتقول
- زي مادخلوك هنا وخالفوا الاوامر .. اكيد هيخرجوك ويقولوا انك مدخلتش اصلا .. كله بالفلوس ياباشا ..

تنحنح سليم بحماس ثم قال لها بنبرة امره
- تروحى ترجعى الكاميرات وتمسحى لحظة دخول مراتى واللي معاها اصلا .. وكمان امسحى اسمها من الكشف ..

فكرة امال قليلا لتقول
- تمام سهله دى انا ممكن افرمدت اليوم كله وافصل السلك وبكده محدش هيعرف حاجه ...

تأهب سليم للذهاب فاوقفته منادية
- باقى حقي ياباشا ..

ادخل سليم يده في جيبه ليخرج بعض النقود قائلا
- حلال عليك.. يلا نفذي ..
اومأت رأسها ايجابا بفرح وهى تعد مااعطاها اياه قائلة
- انا قافله عليها الاوضة عشان متخرجش ولا حد يخش عليها ..

- زين ما عملتى ...

انصرفت امال كى تكمل مهمتها .. وعلي حدا غادر سليم متجها نحو الباب الخلفى الموارب للغرفة التى تخفي بين ثناياها نبض قلبه تحرك بخطاوى سريعه محلقة في سماء الحب حتى وصل اليه .. زاح الباب برفق ثم استدار ليغلقه بحرص شديدٍ متقدما بخطوات متباطئه حتى وصل الي مجلسها ولوهلة تجمد في موضعه يبلل حلقه فجف لعُابه بمجرد ما رأها نائمة امام عينيه وشعرها المنسدل جنبا ومظاهر جمال جسدها التى تتلألأ امامه كالجواهر المكنونه .. استند علي الجدار جنبا عاقدا ساعديه كى يتأملها بحب وشوق ..

بينما هى كانت غائصة في بحر حبه مستعيدة ذكريات رسمته معه وله منذ ان اتولد حبه داخل رحم قلبها، تغنجت بخفه فوق _الشازلونج_ ولوهلة اخرى شعرت بشبح وجوده خيم فوق قلبها ليفيح بعطر ياسمين جعل كل حواسها تنتشي من شدة الشوق فارتسمت بسمة خفيفه علي ثغرها قائله
- انت هتتجننى ياوجد .. وسليم ايه هيجيبه هنا .. طريقنا بقي مسدود ..

تقدم سليم نحو الحوريه المتمددة فوق _الشازلونج_ بهدوء ليمرر ابهامه علي وجنتيها قائلا بتوعد مصطنع
- يومك معايا مطين .. اضحكى زين !

فزعت من مكانها وهى تشهق بصوت عال كشهقة الولاده تكاد ان تكون سحبت اوكسجين الغرفة كله لتقول بصدمة
- يخربيتك ... سلييييم !
تفتنها بنظرات تحمل بين طياتها جيوش مسلحة بالشوق ليقول بهيام
- يخربيت ابوكى انت .. اي الحلاوة دى .. !

شهقة اخري انفجرت من بين شفتيها وهى تتراجع للخلف عندما وجدت نفسها امامه شبه مجردة من ملابسها محاوله تغطية اي شيء منها لتقول بصدمه
- انت دخلت هنا ازاى !

عض سليم علي شفته السفليه بتوعد
- ابدا زي ما هاخدك واخرج دلوقت !

- انت اتجننت ! تاخدنى فيييييين ؟!

-مش عامله فيها عروسه ياروح امك .. واهو عريسك وصل ..

التفت حولها بارتباك لتردف
- سللليم امشى والنبي .. مراة عمى بره وهتحصل مصيبه ..

معالم وجه سليم تحولت فجاة لريأكشن ( حمدى الوزير ) قائلا
- هو فعلا هتحصل مصيبه لو مشهلتيش .. وخرجتى معاي ..

- انت اتجننت لاطبعا .. سليم لو بتحبنى اخرج وامشي والنبي احنا خلاص ماننفعش لبعض ..
كور يده بنفاذ صبر ليقول
- والله ياوجد لو ماغيرتى لبسك ومشيتى معايا بالذوق .. متلوميش غير نفسك على اللي هيحصل ..

تناولت المفرش الابيض الذي فوق الفراش والتفت به لتقول له برجاء
- وغلاوتى عندك ياسليم امشي .. يانهار اسود انت عرفت مكانى منين بس !

دنى منها اكثر ليقول متأففا
- اقسم بالله ياوجد انا ماعندى ياما ارحمينى بملايتك دى هلفحك على كتفى وامشي .. ولا هيهمنى حد ..

بللت حلقها قائله
- طب هنروح فين طيييب!

- هنطلع من هنا علي اسكندريه يلا ..

اتسعت عيونها بصدمه لتردف بخوف
- ياسليم انت متعرفش حاجه .. انا لو جيت معاك الدنيا هتطربق علينا وادهم مش هيرحمنا ..

هقهقه بسخريه
- اتنيلى هو عاوز اللي يلحقه دلوق .. يلا ياوجد مافيش وقت .
ثم دنى منها اكثر حتى ارتطم ظهرها بالحائط وضربات قلبها تتصاعد وتهبط امامها بقلق لترمقه بشوق يقرضها من الداخل، عبث في خصيلات شعرها بحب وهو يتفتنها باسهم نظراته التى تخترق روحها فتجذبها اليه اكثر ليردد بهدوء
- طول ما سليم الهواري في ضهرك اتسندى واتكى براحتك واتاكدى انك مسنودة علي صخرة مش هتميل مهما زاد الحمل عليها ..

تشبثت في كفه برجاء وهى ترمقه بعيون متوسله فابتسم لها ليدنو منها اكثر واضعا مشطا قدميه فوق قدميها كحركته المعتاده كى يضمن عدم فرارها من حصاره مستغلا اكبر قدر ممكن للاقتراب منها قائلا بحب
- العمر مابقاش في بقيه يا وجد .. هاخدك ونمشوا ومش هترجعى البلد دى غير وانت مراة سليم الهواري وفي حمايته ..

للحظه فقدت زمام السيطرة علي جيوش عاطفتها بداخلها فارتمت في احضانه لتعانقه بدفء فقدته طويلا .. وهو الاخر نسي بين ذراعيها الزمان والمكان فكان تأثير وجودها اقوى من ان يتذكر اسمه حتى التهمها بداخله بكل قوته .. للحظات مسروقه بقيا الاثنين جسم واحد بروحٍ واحده بنفس واحد بدقة قلب واحده، كل واحد منهما يروى روحه من تربة الثانى، فاحت منهما رائحة ياسمين القرب التى نبتت من الفراغات التى نسيا ان يملؤها بجسدهم، اخدا الاثنين نفسًا طووووويلًا في انٍ واحد مردده بضعف
- لو تعرف كنت متلهفه لحضنك دا اد ايه !

كان يلمس ظهرها بكفه بطريقه كافيه ان تزرع مشاتل ورد في روحها، كان صامتا صامدا يتنفس رائحتها فكانت تستشعر نفسه الخارج من جوفه الذي يرتطم بجدار عنقها كانه يهمس لها بحرارته ( تعبت في بعدى عنك )، ونفس اخر غيره قبل ان يدخل جوفه يرتطم بجدار عنقها مرة ثانية كى يختلط بعبق رائحتها قبل مايسكن صدره، كأنه يعلم بوجوده المؤقت بجوفه فأراد ان يطبع اثرها علي رئته فتظل انفاسه مليئه بها ومنها .

جذبها من خصرها بذراعه الذي يحاصرها ليقول لها بحماس
- يلا البسي بسرعه خلينا نمشيى ..

- يعنى خلاص !

- لو هتقدري تعيشى دقيقه تانيه في بعدى .. ارجعى قصركم ..

تبسمت بحب لتقول
- مابقتش عاوزه حاجه غيرك اصلا .._ثم شعرت بالحرج فجاة لتنهره _ سليم اطلع بره ..

- والله مايحصل .. قاعد علي قلبك لحد ماتخرجى رجلى علي رجلك .. انت مش مضمونه

ضربت الارض بقدميها
- ياسليم هغير ماينفعش والله ..
غمز لها بطرف عينه قائلا
- الليله كله دا هيبقي بتاعى وملكى بس، متتكسفيش يلا انجزى ..

- والله ماينفع .. بقولك اطلع من مكان ماجيت..
- انت هتستهبلى ياوجد !

- انت اللي بتستهبل ياسليم .. واطلع بقي ..

رمقها سريعا ثم قال ممازحا
- بالملايه اللف دى شبه الممسوكين ف شقة .. هستناكى بره متتاخريش ..

دقت طبول قلبها بفرح ثم استدارت لتبدل ثيابها سريعا حتى تناست العالم بأكمله لم تتذكر الا وجودها معه وبقربه مغرده في سماء العشق، فاستدارت لتبدل ملابسه وبعد عدة دقائق اخترق اذانها صوت طرق علي الباب الاخر .. ففزعت من موضعها ململه باخر شتاتها بعجلٍ، فركضت نحو وجوده واقفا بظهره امام الغربه لتقول بجسد مرتجف
- والنبي ياسليم امشي .. احب علي يدك وسيبنى مراة عمى هاااا ...

وقبل ماتكمل جملتها انحنى سليم فجاة لينقض علي ساقيها ويحملها على كتفه بنفاذ صبر .. حاولت فك حصاره عليها ولكن قبضة شوقه لها كانت اقوى من اي محاولة، اتجه بها جانب السور مختبئا خلف الاشجار كى يقترب من البوابة الكبيره ولم يخل من ثرثرته المزعجه وحركه ساقيها الطفوليه التى تضرب في بطنه ولكنه تجاهل تماما فضجيج قلبه طغى على بدنه .. اردفت وجد صارخه
- ياسليم نزلنى والله ماينفع كده ! يخربيك ..
- اكتمى ياوجد ..

وصل سليم بالقرب من باب البوابه فانزلها برفق قائلا لها بنبره توعديه وهو يلتقط انفاسه بسرعة
- استنى هنا ولو اتحركتى هخلى ايامك سوده ..

نظرة له باستنكار
- اصلا مش عاوزه اجى معاك .. هو بالعافيه .

عض علي شفته السفليه وعيون متسعة ليقول لها
- انا عاوزك يبقي تكتمى ومسمعش نفسك ..

استندت وجد على السور باستسلام تراقب سليم الذي تقدم نحو الامن ليتهامس معهم بعيدا عن الانظار لعدة دقائق اتجه شخص من رجال الامن الى السيارة التى تصف امام البوابه قائلا
- والنبي عجلة لقدام بس عشان الزباين ياسطا ..

بوادر نجاح المهمه ظهرت فاخرج سليم بعض النقود من سترته وهو يسلم علي الرجال بامتنان
- متشكرين يارجااااله ..

ثم استدار ليشير لها كى تأتى، وبمجرد ما اقتربت منه انقض علي كفها ليحسبها خلفه بحذر راكضا نحو سيارته ..

 

" ياباشا لقينا الفرش دا في الاوضة اللي فوق دى !"
اردف العسكري جملته وهو يقف امام النقيب حمزه ليعطيه ما وجده في غرفة ادهم .. فاتجه حمزه بفظاظه قائلا

- صاحب الاوضة يتفضل معانا بسكات ..
.اتسعت عيون الجميع بذهول وصدمه بينما ورد ارتسم علي ثغرها ابتسامة انتصار عجيب .. بينما ادهم وحيدر تبادلوا الانظار لبعضهم بعدم استيعاب فاردف ادهم قائلا بشك
- انا ماعرفش حاجه عن اللى في ايدك دا ياباشا !

رفع حمزه حاجبه مستنكرا
- هنشووف الموضوع دا في القسم .. هاتوه يابنى ...

اقترب منه حيدر بخبث ليسحبه من معصمه
- قسم ايه يابيه بس .. وبعدين العمليه مش مستاهله .. شكلك منقول جديد هنا .. هو حضرتك اسمك ايه الاول !

سحب حمزه ذراعه بفظاظه من يد حيدر قائلا
- حمزه معتز .. لو مكنتش سمعت عن مأمورياتى في سينا ووجه بحري .. يبقي اكيد سمعت عن خالى وحمايا حمزه باشا الخياط ..

رمقه حيدر بعيون مضيقه مليئه بالذهول ليقول
- وه وه وه وانا اقول العظمه دى قابلتها فين قبل اكده ... داحنا طلعنا قرايب خالك حمزه خيره علي الكل ..

نصب النقيب حمزه عوده يشموخ قائلا
- وده ايه علاقته بكلامنا .. يافندم انا جايه اقبض علي متهم في حوذته ممنوعات ..

- اباااى عليك عاد .. دا لزوم المزاج واكده هى الحكومه مانعه الواحد يعمل مزاج .. !

- افهم ايه من كلامك يافندم ..

- بقولك ايه ياحضرة الظابط خد عساكرك وفرش الحشيش دهون واتكل علي الله ولا من شاف ولا من دري واعتبره عربون محبه مابينا هيفتح في وشك طاقة القدر .. قولت ايه !

احمرت عينى حمزه بغضب محاولا تمالك اعصابه وفجاة اخرج سلاحه من وراء ظهره ليشد اجزاءه بحده قائلا
- وكمان رشوة لموظف عام اثناء تأديه مهامه .. تعالي يابنى خدهمممم .. شكلنا لقينا حاجه نتسلى عليها النهارده ..

التفت حمزه خلفه ليجد غفر حيدر مصوبين اسلحتهم نحوه بثبات .. فتبسم حيدر قائلا
- نزلوا سلاحكم يارجاله البيه ضيف عندنا بردك !

انصرف حمزه نحو باقى رجاله وهو ياخذ الكلبشات من يد العسكري بتوعد ويقيد بها كفى ادهم الذي جهر قائلا
- ماتتصرف يااعمى ..

اتكئ حيدر علي عكازه وهو يرتب عباءته التى فوق اكتافه قائلا
- شكل الباشا حابب اللعب مع الكبار .. روح ياادهم وانا هحصلك ..

رمقه حمزه بنظرات شرانيه وهو يتحرك بصحبة ادهم نحو البوكس مشيرا للعساكر
- ركبه من ورا ...

جميعهم يراقبون الموقف بذهول وصمت .. فندبت كوثر على وجنتيه بحرقة
- يامري .. جوز بتى يبقي رد سجون ؟!
بينما ورد التى تحركت لتراقبهم من اعلى غرفتها بفرحه عارمه ثم ارسلت رساله نصيه لسليم
- ( كله تمام ياباشا ) ...

 

" يابت ماتخشي تستعجلى مراة ولدى جوه "
اردفت ساميه التى طال انتظارها بالخارج جملتها لاحدى العاملات بالصالون .. فاجابتها السيده
- مافيش جوه غير عروستين ...مراة ولدك مين فيهم ؟!

ساميه بسرعه: وجد ... اللي جات معاى من شويه ..

ذهبت السيده لكي تفحص المكان منادية علي وجد لكن دون جدوى .. فذهبت لتبحث عنها في الغرف وجميع اماكن الصالون ولم تجدها .. بعد عدة دقائق عادت السيده لساميه قائله باسف
- مافيش حد جوه بالاسم دا ياهانم .

اتسعت عيون ساميه بغضب فزمجرت رياح صوتها بقوة
- اي الكلام ده .. مراة ولدى ليها تلات ساعات جووه كيف يعنى مش موجودة .. دانا هدويكم في داااهيه كلكمممم ...

- ياهانم اهدى بس الصالون قدامك وتقدري تدوري بنفسك .. جوه مافيش حد بالاسم دا ..

دفعتها ساميه عن طريقها بكل قوة لتجوب غرف المركز بحركات عشوائيه وجنون ودخان الغضب يتصاعد من عينيها ..

ابتسامه واسعه ارتسمت علي ثغر سليم عندما قرأ رسالة ورد ..فاردفت وجد الجالسه بجواره بضيق
- لا والنبي .. طالما مش قادر تستغنى عن السنيورة بتاعتك جيت لعندى ليييه ..

- عشان السنيوره بتاعتى اهى جمبي ومافيش اغلى ولا احلى منها ..

زفرت باختناق
- بس ياسليم والله ما رايقالك .. قلبي وجعنى قوى وحاسه ان جبل فوقه ..

فرمل بسيارته فجاة مما جعل جسدها يندفع للامام
- تفردى بوز امك دا عشان انا اصلا عاوز افجر خزنه السلاح دا في راسك .. راحه تتجوزى ياختى لا ومين ! يازين مااختري .. ادهم ياوجد ..

اتكئت للخلف لتقول بفرحه
- مانت لحقتنى اهو وعملت زي نجوم السنيما وخطط بقي وخدتنى من قلب قنا ..

- واخدك من خشم الاسد ولا هيهمنى ..
- هو انا ازاي طاوعتك وجيت معاك .. !
استدار نحوها بجسده قائلا
- اصل القلب بيحتل العقل فوجود حبيبه .. فمتستغربش حتى ولو كنت طلبت منك حاجات تانيه وقتها مكنتش هتقدري تتكلمى .. سليم بس ولد ناس ومتربي ..

عقدت حاجبيها باستغراب
- قصدك ايه ياولد هواره ! مش مرتاحه لكلامك ؟! ..

شرع سليم ليقود سيارته مرة اخري ليقول متبسما
- هو انت مقولتليش ليه انك حلوة قوى اكده قبل كده ! كنت استعجلت بالموضوع .

- مش فاهمة ! عاوز توصل لايه ؟!

- مخك تخين وهتتعبينى .. اسكتى .
اشارت اليه وجد بسبابتها
- اقولك اي انت من اولها هتتامر عليا ؟!

- واتأمر علي عيلتك كلها واكمتى لحد مانوصلوا ..

بللت حلقها وتراجعت للخلف لتقول
- احنا خلاص يعنوا هنتجوزوا ؟!

غمز لها بطرف عينه قائلا
- هو انت مش جهزتى خلاص .. شايلة هم ايه .. عاوزه تروحى صالونات تانى ولا ايه ؟!
ضربته بقوة علي كتفه بغل
- انت قليل ادب على فكره ..
- انا عديم الادب معاك اصلا .. امحى كلمة ادب دى من سجلنا طول مااحنا سوا ..

رمقته بنظرات حب فالتفت سليم نحوها قائلا
- افتحى الصندوق دا هتلاقي خط فيه .. كلمى منه عمك حيدر وقوليلوا انهم عاوزين دكاترة كتير في القاهره عشان ضحايا الثورة حاليا وانك طلعتى مع استف من المستشفي ومكنش ف وقت تقوليله واقفلى ... بس الاول ظبطيها مع حد من صحابك في المستشفي بقى ..

نظرت له بإعجاب وانبهار
- انت مش معقول ..

ارسل لها قبله في الهواء
- لاجل عيون الحلو نعمل اي حاجه

" محمد .. انت هتفضل مكشر كده كتير "
اردفت يسر جملتها بصوت مهزوز وهى تجلس بالقرب منه بندم .. ابتعد محمد عنها غاضبا
- مش عاوز اسمع صوتك .

انخرطت الدموع من عينيها بحزن
- لا احنا عمرنا ماكنا كده .. من امتى بتمنعنى اتكلم حتى واحنا زعلانين من بعض !

- سبب واحد مقنع يبرر جريمتك دى ... مش عاوزه تخلفى منى ليه يايسر !

وقفت امامه تتمسك بكفوفه برجاء
- محمد افهمنى ...

ابتعد عنها غاضبا
- هتقوليلى خايفه من امك تعرف .. هو انا شاقطك من بيت الطلبه ! انتى مراتى قدام ربنا والدنيا كلها ..

فاض البكاء من عيونها لتقول
- انت مش فاهم حاجه يامحمد .. عشان خاطري اعذرنى ..

- وطالما عاوزه حاجه زي دى مخدتيش رايي ليه ... مين عطاكى الحق انك تحرمينى من الفرحه دى .. دانا بعد الايام اللي هتقوليلى فيها انك حامل .. حقيقي مش قادر اغفرلك عملتك المهببه دى ...

- انت اول مرة تقسي عليا كده ليه ؟!

- وانت اول مرة تكونى انانيه ومتفكريش غير في نفسك ليه ؟!

- محمد محصلش حاجه لكل دا .!

صرخ محمد بوجهها بنفاذ صبر
- انتِ مش عارفه اضرار الزفت دا ايه .. بتموتى نفسك بالحبوب دى لييييه، اعرفي الاول اضرارها وفوايدها وبعدين خديها .. كان في الف طريقه غير الهبل دا ..

- انا روحت الصيدليه وهما عاطونى دا .. وانا معرفش والله انها مضرة ..

- خلاص بقي يايسر مش طايق اسمع كلمه .. وابعدى عن وشي الساعه دى ..

انفجرت في البكاء امامه واصبح صوتها ممزوجا بنبره القهر
- انا اسف يا محمد .. متزعلش منى..

- اسفه علي ايه بقي .. خلى امك تنفعك ..
اردف محمد جملته الاخيرة وهو يفتح باب شقته ليتركها في بحور ندمها ..

" الحقنى يا حيدر وجد اختفت من المركز كله وووو "
اردفت ساميه جملتها وهى تخرج من باب الصالون بانفعال .. فنهرها حيدر قائلا
- بت اخوى نزلت مصر كييف من غير ماتقولك ..

ضربت صدرها بكفها لتقول بصدمه
- يالهوى ! مين قالك اكده .. يادى الفضيحه ام جلاجل ..

تنهد حيدر بغضب
- سيبك من وجد دلوق .. انا اتاكدت انها سافرت ف شغل يومين ومعاوده .. المصيبه في ولدك ادهم الحكومه خدته .

شهقت بصوت مرتفع وهو تدلف داخل السيارة
- ولدددى ... ياليله غبرة .. اتصرف ياحيدر ادهم مستحيل يبات ليله واحده في الحبس ..

حيدر: ادينى عفكر بس مافيش حاجه بيدى دلوق .. النهار له عينين .. تعالى نشوف هنحل الورطه دى كيف ..

قفلت ساميه الخط معه مردده بصوت منخفض
- طيب ياوجد اما سودت ايامك مابقاش انا ساميه ...

 

" نزلوا يابنى في الحبس منا مانشوف حواره ايه الصبح "

اردف حمزه جملته بعد ما وصل القسم بصحبة ادهم الذي غلت الدماء بعروقه قائلا
- انت بلى بتعمله دا تحايل على القانون ..

اقترب منه حمزة
- وانت جاى تعلمنى شغلى !

- مايمنعش طالما مش عارف تأديه ..
مط حمزة شفته ساخرا
- شكلك ناوى نشرفنا هنا كتير .. ياريت تحافظ علي لسانك ومتعكش نفسك اكتر مانت غاطس في الوحل ..

ثم اشار للعسكري برأسه عندما سمع رنين هاتفه
- خده تحت ياعكسري ...

ثم اتجه نحو مكتبه بخطوات ثابته قائلا
- طبعا لو حلفتلك انى مطحون شغل مش هتصدقينى ؟!

عشق بعدم تصديق
- شغل بردو ! مش مرتحالك ..

فتح له العسكري باب مكتبه فدلف حمزه الغرفه قائلا
- يابت خفى شك بقي ..

- ياحبيبي طول ما الرجل بعيد عن مراته فهو دايما محل شك واتهام ..

ضحك حمزه بصوت عال وهو يجلس فوق مكتبه بشموخ
- طيب والله انا مظلوم وليا ٤ شهور طالع عينى ..

- بجد ! خلاص سيب الشغل وتعالى اقعد جمبي وانت مش هتندم والله ..

- انتِ ست مشجعه علي الفشل جددا .. وبعدين مكفاكيش الحكم اللي حكمه عليا حمزه الخياط ولا ايه ! سبينى اشم نفسي شويه بقي ..

- بقي كده ! عموما اللي مابيجبهوش الشوق بيجيبه الندم ياحلو .

- والله انت اللى حلو وسكر وواخد العقل والقلب ..

اطلقت ضحكه عاليه لتقول بدلال
- حمزه تعالى بقي بجد عشان والله حاسه نفسي هولد ..

قطب حمزه حاجبيه بشك
- هنستهبل ! ولادة اي دى من الشهر السادس ..

- انت مش مصدقنى ولا اييه ! بس بس اصلا انا غلطانه هكلم حمزه باشا الخياط يحكم عليك بحكم مؤبد جمبى بقي .. مش زي المرة اللي فاتت كان حكم معلق بشرط ..

ضحك حمزه بصوت مرتفع فاردفت ممازحا
- اي العيلة المفترية دى .. انت ابوكى حكم عليا متحركش من القصر غير لما يتاكد ان احفاده جايين في السكه لولا انه فك اسري ..

- مالكش دعوة بابويا .. الله .! .. بابى يقول اللي يعجبه ..

- ممممم طيب ياستى .. المهم خلى بالك علي نفسك وانا جاى قريب ..

- ياريت والله ياميزو عشان انت متتصورش وحشتني اد ايه .. وبعدين حوار خميس وجمعه دا معصبنى دانا لو شقة مفروشه هتقعد فيها اكتر من كده ..
- ماشي يالمضه .. هانت وهجيبك هنا معايا ..اظبط اموري بس ..

" صباح يوم جديد "
( في الفيلا الخاصة بمجدى عادل الهواري )
بعدما انهى مجدى حمامه وارتدى ملابسه الرسميه الخاصه بالشغل عبارة عن بدلة سوداء كامله .. فوضع اخر نفحات عطره المميز خارجا من غرفته .. وفي نفس اللحظه خرجت صفوة حامله مجموعه من الكتب فوق ذراعها ومتأهبة للذهاب اوقفها قائلا
- على فين العزم .. انت لحفتى ترتاحى من السفر

قفلت باب غرفتها بتأفف
- رايحه الجامعه اقدم على رساله الماستر وكمان عاوزه اشتري حاجات ..

اجابها بفظاظه
- تمام تعالى اوصلك ..
هزت رأسها نفيا بعناد
- هطلب اوبر .. ملكش دعوة بيا ..
تحرك بثبات امامها قائلا بحزم
- هستناكى في العربيه .. وبعد كده تعملى حسابك طالما خارجه يبقي تصحى بدري شويه تجهزيلى القهوة والفطار بتاعى .. ومش عاوز جدال ..

رمقته بسخريه وعدم اهتمام
- هاتلك فلبينيه ولا ست لولا بتاعت وطلعنى من دماغك والنبي ..

دلف مجدى علي درجات السلم وبيده هاتفه ومفاتيحه بشموخ
- مواعيدى هنا بالدقيقه لازم تتقبلى كده .. يلا مش عاوز عطلة ..

- قولت هطلب اوبر ... ومتنازله عن خدماتك.

- صفوة ... هوصلك والضهر هبعتلك السواق ياخدك يلا .
تاففت باختناق مردده
- مصمم يحشر منخيره في حياتى ..

" علي شط اسكندريه "

صفت سيارة سليم امام الشاطئ .. فهبط منها ليقف فوق صخوره متنفسا بارتباح .. تبعته وجد بفرحه وهى تقف بجانبه
- بتفكر في ايه ..

- فيكِ .. مين غيرك شغال بالى وقلبي ..
وضعت الطرحه على كتفيها وعقدت ذراعيها امام صدرها
- سليم .. احنا صح ؟!

- حتى ولو غلط المهم اننا سوا .. واظن مافيش ابهج من كده ..
ذرفت دمعه من عينيها
- كام نفسي ابويا يكون عايش ويسلمنى ليك قدام الناس كلها ..

- ربنا يرحمه يا وجد .. انا معاك وجمبك ومش هسيبك ابدا ..

حضنته من الخلف بحب قائله له
- ربنا مايحرمنى منك ياسليم ..

رفع كفها لثغره ليقبله بدفء
- خالك كامل جاى دلوقتي عشان نروح نكتب كتابنا ياعروسه ..

استدارت بجسدها امامه قائله
- نعم ! خالى كامل ؟! انت بتكلمه !

" طنط هو محمد خرج "
اردف يسر جملتها وهى تجوب بانظارها في انحاء القصر باحثه عنه .. فاردفت عفاف قائله
- انتوا اتخانقتوا ولا ايه ..

انعقدت ملامح يسر لتقول
- حاجه زي كده ياعمتى .. هو بات ف اوضته صح .

- ااه صح .. بس خد في وشه وخرج ع طول .
فركت كفيها بحيره لتقول
- امى صحيت !

- ااه وقاعده مع ماجدة اختك فوق ..

" في الغرفه "
- يعنى هو من امبارح مجاش ! ياختى مصلحه وزعلانه ليه انت ..

- خايفه يكون جراله حاجه ياما. .

ثريا بتمنى
- ياختى يارب .. اهو نستريح من واحد عقبال الباقي يارب ..

ماجده بتلقائيه: انا هروح اسال جدي .. اكيد عارف مطرحه ..

نهرتها ثريا بقوة: ما تهمدى يابت .. قلقانه عليه قوى يااختى !

 

" اكتب يابنى .. امرنا نحن النقيب (...) حبس المتهم ادهم فؤاد عتمان لمده اربعه ايام على ذمة القضيه حين يحال الى النيابه العامه "

اردف حمزة جملته بشموخ وعناد في وجه ادهم الذي خرج من مكتبه يشتعل بنيران الغضب .. فوجد عمه بالخارج قائلا له
- شوفلى محامى .. اتصرف ..
حيدر همس في اذانه
- تقلقش هطلعك منها الليله .. لقينا حد يشيلها لحد مانشوف مين ورا الملعوب دا .

- اتصرف ياعمى بسرعه .. في كلاب سايبه عاوزه تتربي .

- اطمن عمك في ضهرك ..

شد ادهم ذراعه من يد العسكري قائلا
- ماتستني ياعم .. _ثم وجه حديثه لعمه_ وجد عينك متنزلش من عليها ..

- وجد في مصر يا ادهم .. سافرت شغل ..

زمجر غاضبا
- كيييف يعنى ومين سمحلها ... دانا هطربقها فوق راسها ..

جذبه العسكري رغم عنه نحو زنزانه القسم ومازال يجمهر بصوت مرتفع يحمل براكين متوهجه من جوفه ..

 

" بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكم في خير "
اخر جملة اردفها المأذون بعدها رفع المنديل الابيض فارحا حينما انتهى من مراسم الزواج .. فقبض كامل علي كف سليم الممسك بها قائلا
- الف مبرووووك ياهواري ..
قام سليم ليحتضنه فارحا وهو يترقب زوجته بعنايه ولم يتحرك بؤبؤ عينيه عنها مرددا
- يباركلنا فيك ياازينه ..

ربت كامله علي ظهره ثم ابتعد عنه ليحتضن بنت اخته قائلا
- لولا ان سالم كان موصينى عليك مستحيل كنت اوافق علي حاجه زي دى ..

احتضنت خاله بامتنان قائله
- حبيبي والله ياخالى .. كده غبت وقولت عدولى ..

تنهد بكلل
- وجودى مابقاش نافع وسط العتامنه ..

تدخل سليم ممازحا
- اي ياعم انت ! انت مالك ارتحت قوى كده في حضنها دى مرتى علي فكرة ...

ضحكوا جميعا حتى ابتعد كامل عنها ولكنه مازال ممسكا بكفها ليقربه من سليم
- احنا اسفين ياعم اهى حقك وحلالك معاك ..

احمرت وجنتيها بخجل وهى تنظر له بعيون متأرجحه حتى اقترب منها سليم وطبع قبله خفيفه على جبهتها ومن بعدها حضنها بين ذراعيه متنهدا بارتياح ليهمس في اذانها
- غلبتينى يابت الايييه ! واخيرا ..

لم تجد مفر امامها سوى احتضانه ودفث وجهها بصدره قائله
- واخيرا ياولد الهواري حب سنين اتلون بماذون وبيت صغير هيتقفل علينا ...
ضغط علي خصرها بقوة ليرفع اقدامها من فوق الارض ويحلق بها في سماء عشقه بحب .. اطلقت صرخه منتشيه وهو يدور بها فارحا فاردف قائلا
- اجوزت اللي بحبها يااجدعااااااااان ..

 

" بعد الظهر "
انتهت صفوة من اعمالها سريعا .. فخرجت من بوابة الجامعه بخطوات بطيئه وهى تعبث في هاتفها كى تطلب _اوبر_ واذن بشخصٍ طويل القامه لديه لحيه خفيفه وسيما بقدرٍ عال يمسك كفها ليوقفها قائلا
- مصدقتش ودانى لما سمعت انك في المكتبه ..

بعدت كفها عنه بعصبيه مردفه
- ياسر ! انت اتجننت ازاي تمسك ايدى كده ..

- صفوة .. مش عاوز مناهده كتير وتعالى نتكلم في مكان احسن من هنا ..
- ومين قالك انى طايقاك ولا عاوزه اتكلم معاك اصلا !
القت صفوة كلماتها على اذان ياسر ثم تحركت متاهبة للمغادرة فلحق بها سريعا واقفا امامها كى يعيق طريقها قائلا
- خمس سنين رافضة تسمعينى .. المرة دى مش هسيبك ..

جزت على اسنانها بنفاذ صبر قائله بغضب مكتوم
- ابعد عن وشي يادكتور ...

قبض ياسر على معصمها بقوة حتى غرزت اصابعه بذراعها ليقفها امامه
- مش هبعد غير لما تسمعينى .. انا بحبك ياصفوة ..
بمجرد ما انهى جملته لطمته صفوة على وجنته بكل قوتها قائله بنبره تهديديه
- القلم دا عشان تفكر وتمسك حاجه مش من ملكك ..

احتشد جمهور من الناس والامن على فعل صفوة الذي لفت الانظار .. فالمعيد ياسر فتح الله يُصفع في منتصف البوابه من احدى طلباته .. زمجرت رياح غضب ياسر لتتسع عينيه ككورتين ملتهبتين وبدون تفكير رافعا كفه كى يرد لها ما فعلته ولكنه فوجئ بقبضة حديديه قيدت كفه من الخلف وصوت جمهوري قوى اجش مرددا
- انت متعرفش ان اللي يفكر يمد يده على مراة مجدى عادل الهواري يدفن مكانه في الحال !

قاومتك بكُل ما أوتيت بعشقي للقهوة ولم اُعلم انها ستستغل عشقى لها لتجذبنى إليك .. اصبح كُل شيء بداخلى يُحارب لاجلك ضدى ويفتك سيفك بى وبفكرة نسيانك .. كأن جيوشك احتلت ارض النسيان .. ووحدك تربعت فوق عرش قلبي .. عن اي عدل تُحدثنى !

- خمس سنين رافضة تسمعينى .. المرة دى مش هسيبك ..

جزت على اسنانها بنفاذ صبر قائله بغضب مكتوم
- ابعد عن وشي يادكتور ...

قبض ياسر على معصمها بقوة حتى غرزت اصابعه بذراعها ليقفها امامه
- مش هبعد غير لما تسمعينى .. انا بحبك ياصفوة ..
بمجرد ما انهى جملته لطمته صفوة على وجنته بكل قوتها قائله بنبره تهديديه
- القلم دا عشان تفكر وتمسك حاجه مش ملكك ..

احتشد جمهور من الناس والامن على فعل صفوة الذي لفت الانظار .. فالمعيد ياسر فتح الله يُصفع في منتصف البوابه من احدى طلباته .. زمجرت رياح غضب ياسر لتتسع عينيه ككورتين ملتهبتين وبدون تفكير رافعا كفه كى يرد لها ما فعلته ولكنه فوجئ بقبضة حديديه قيدت كفه من الخلف وصوت جمهوري قوى اجش مرددا
- انت متعرفش ان اللي يفكر يمد يده على مراة مجدى عادل الهواري يدفن مكانه في الحال !

ازداد عدد المارة اكثر واكثر كالحلقه المنعقدة حولهم، تراجعت صفوة خطوتين للخلف منتظرة الملحمة التى ستنشب بينهما، التفت ياسر ومازال كف عالقه بقبضة مجدى الحديديه ليقول
- انت مين عشان تتجرأ وتمسكنى بالطريقة دى ..

القى مجدى ذراعه بقوة ليقترب من صفوة ويقف امامها قائلا بشموخ
- وانت مين عشان تفكر ترفع ايدك دى عليها !
انتفضت كل معالم وجه ياسر غضبا وشعره بضعفه امام مجدى فاستدار سريعا نحو الامن الواقف وسط العامه ليقول لهم
- انتوا يابهايم واقفين تتفرجوا ! خدووهم جوه على مكتب رئيس الجامعه ..

تقدمت صفوة بعدم تفكير وهى تتأهب لتردف من بين شفتيها شيئا ولكن ذراع مجدى نُصب امامه كالسد .. فرمقها بنظرة تحذيريه جعل دماء جسدها تتجمد .. فاردف مجدى قائلا بثقه
- ومن امتى رئيس الجامعه بيكون مسئول عن الخناقات اللى بره الجامعه .. عموما لو عاوز تشتكى وتاخد حقك اللي خايف انه يضيع في قسم تقدر تعمل فيه محضر .. مش رئيس جامعه !

ثم تقدم منه خطوتين بثبات وهو يربت على صدره قائلا
- اللي واقفه ورا دى مراتى وحط تحتها مليون خط، وفكرة انك حاولت بس تضايقها هتدفع تمنها غالى اوى ..

احترقت دماء الغل بداخل ياسر ليتراجع للخلف مردفا بسذاجه
- اااه هى اتجوزتك ! انت بقى الحمار اللى حامل اسفار مايعرفش عن ماضيها حاجه .. عموما مراتك دى محبتش في حياتها كلها ادى ..
لم يكاد يكمل جملته فلكمه مجدى بكل قوته حتى فقد ياسر اتزانه وهو يتراجع للخلف متألما .. ركضت صفوة نحو مجدى لتتشبث بكفه راجيه
- تعالى نمشي كفايه فضايح ..
احتشد رجال الامن حول ياسر الذي ثار مفزوعا يود الانتقام من الذي بعثر هيبته اشلاء وهو يهتف بكلام غير مفهوم، قرب مجدى منه مراوغا ليقول بتهديد
- المرة الجايه هتكون في قلبك وتديك تذكرة لفوووق اوى ..

سحبته صفوة بصعوبه من مكانه مفرقة صفوف المتحشدين قائله بنفاذ صبر
- خلاص بقي كفااااايه .. عاجبك الفضايح دى

سار مجدى خلفها وهو ينظر للخلف متوعدا لياسر، فاستمرت صفوة في التشبث بكفه حتى وصلت لسيارته المصفوفه قائله بعتاب
- انت كان ايه اللى جابك هنا .. مش قولت هتبعت السواق ..

ضرب مجدى على مقدمه سيارته بقبضة يده القوية قائلا
- انتِ تخرسي خالص .. مش عاوز اسمع كلمه منك ..

- انت عاوز ايه منى ! فضحتنى وضيعت مستقبلى ياخى ابوه عميد الكليه وهو المشرف على الرساله بتاعتى ..

نظر اليها بعيون متسعه تكاد ان تحرقها ليقول
- انت معندكيش دم ! هو دا كل اللى هامك بس ولا خايفه على كرامه حبيب القلب ..

بللت حلقها بارتباك حتى تراجعت للخلف بضعف لتقول باستسلام
- انا مش هرد عليك ولا محتاحه ابررلك حاجه .. وقول زي ماتقول بقي مايهمنيش اصلا ..

حاول مجدى تمالك غضبه بصعوبه بالغه حتى زفر بقوة وهو يقبض على معصمها ويدخلها سيارته بقسوه اوجاعتها حتى دفع الباب بكل قوته واخد نيران غضبه معه ليركب بجوارها ويشرع في قياده سيارته متوعدا

" في فندق بالاسكندرية "

تقف ( وجد ك امام شرفة الغرفة التى حجزها سليم لها تُراقب امواج البحر المُتراطمه وسيول شعرها يداعبها هواء الاسكندريه كأنه يقدم لها اعتذاراته عن وحشية عالم ملييء بشياطين الانس قبل الجن، فتحت بيبان صدرها متخذة نفسا عميقا متبسمة بأمل لتردف
- ربنا يستر من اللى جاى يا سليم .

تفتنت ارجاء الغرفه بنظرات استكشافيه، ثم توقفت لوهلة امام المرآه تصفف شعرها برفق لتلملمه على كتفها الايمن بدلال وهى تتبسم لنفسها بصورتها المنعكسه التى تعكس ملامح شوقها له .. فاطلقت ضحكة انتصار لتقول لنفسها
- والله مجنون ياسليم .. بس بعينك اللى في بالك دا هيحصل ..

تحركت نحو المرحاض كى تتحرر من اثرا قيود البعد اخيرا تاركه للمياه مهمه محوه من اجزاء جسدها، دلفت كى تفتح مياه الصنبور تملأ حوض السباحه وواضعه بعض السوائل المخصصه للاستحمام بالمياه لتطفو فقاقيعه حامله بفحواها روائح عطره ..

تقدمت كى تغلق الباب وتهم في نزع ملابسها وهو ترتل بعض اغان الحب ببهجه ودلال ..

اما عن سليم فعاد اخيرا بعد جولته التى استغرقت اكثر من ساعتين في اسواق اسكندريه ليشري لها ابهج انواع الملابسه لهما، فدلف بجلبابه الفضفاض ساحه الفندق المتسعة الذي يتميز بالفخامه مقتربا من موظف الاستقبال قائلا
- هات مفاتيح الاوضه يابنى ؟!

ابتسم موظف الاستقبال بترحيب ليردد
- اتفضل يافندم مفاتيح اوضة حضرتك اهى جمب الانسة زى ما طلبت ..

انعقدت ملامح سليم باستغراب
- لا استنى كده وحياة ابوك .. انا لو كنت طاوعتها في الهبل اللى هى قالته قدامك فلازم البعيد يكون عنده بعد نظر ..

هز الموظف رأسه بعدم فهم ولازالت بسمته تعلو ثغره قائلا
- لا مش فاهم حضرتك يافندم !

زفر سليم بضيق قائلا
- انا لما جيت احجز غرفه عندكم الانسه اللي كانت معايا مش اعترضت وقالت لا غرفتين .. فروحت انا غمزتلك بعينى وقولتلك اللي تأمر بيه الاستاذة يحصل ..

اومئ الموظف رأسه ايجابا
- حصل سعتك ..

- حلو قوى وبعد ما مشت مش طلعتلك القسيمه اللى المأذون عطهالنا عشان تتاكد انها مرتى وتشوفلنا اوضه عرايسي كده تليق بينا ..

- ااه يافندم ماهى اللي الانسه موجوده فيها فوق ..
ارتفعت نبرة صوت سليم قليلا ليقول
- عليك نور .. هات بقى مفتاح الاوضة اللي فيها الانسه ..

تراجع الموظف للخلف متسائلا
- ليه يافندم !

اجابه سليم بنفاذ صبر قائلا بغل
- عشان عاوز اشطب كلمة انسة دى من البطاقه بتاعتها .. يااعم ماتنجز وتجيب المفتاح ..

- ماينفعش يافندم صدقنى دا سيستم الاوتيل وماينفعش اديك مفتاح اى اوضة !

- اللهم طولك ياروح .. يابنى متضربش الليله سايق عليك النبى ..

" بس باجدى انا قلقانه قوى على سليم .. وهو قافل محموله ومش بيرد "
اردف ماجده جملتها بخوف وعلى وهى تجلس بجوار جدها بحديقة القصر، فهتف الجد قائلا
- والله يابتى انا كمان هتجنن عليه .. في مصالح كتير متوقفه على وجوده ..

- طيب والعمل .. انا خايفه يكون حصله حاااجه !
- بعتت الرجاله يدوروا عليه وربك يجيب العواقب سليمه .. تقلقيش هو سليم عشوائى هبابه يختفى فجاة ويظهر فجاة ..

- يعنى اطمن ياجدى .. !

- ربك يحلها ياماجده من عنده ..

" بس حرارتك ارتفعت فجاة ولازم تكشف "
اردفت نورا جملتها وهى ترفع كفها من فوق جبهة عماد التى اشتعلت بالحرارة فجعلته رااقدا في فراشه يرتعش من شدة البروده ..

اردف عماد بصوت مهزوز
- متقلقيش هبيقي كويس كمان شويه ..

- طيب قوم اشرب comtrex، هتخخف معاك البرد .. ماهو برد مكنش ينفع تستحمى وتخرج كده على طول ..

نهض عماد بتثاقل كى يتناول العلاج ثم عاد ليبسط جسده مره اخري قائلا
- اقفلى النور بس ومتقلقيش ..

رمقته بعيون يتلألأ بها دمع الهلع والخوف .. فمرضه المفاجئ كان كافيا ليعتصر قلبها الما تمنت ان ينتقل بها كل وجع ولم يبقي له سقم يمسه .. خرجت من غرفته بهدوء لتجلس في صالة شقتها محاولة الانشغال بالكتب الذي اتت بها من مكتبته

نزلت صفوة من سيارته بخطوات سريعه كى تختبئ من اسهم اتهاماته التى تحرقها .. فلحق بها مزمجرا
- لسه متكلمناش عشان تهربي ..

وقفت متأففه
- انا مابهربش .. انا معنديش كلام اقوله ..

- انت ملكيش عين تتكلمى اصلا. ..

اردفت بوجهه بقوة
- ما عاش ولا كان اللى يكسر عينى يابيشمهندس .. وطالما خدت عنى صورة انى وحشه وبنت مش ولابد يبقي تبروزها بقا وتشبع بيها وملكش دعوه بيا خالص انا حرة ..

- شكلك مصممه تخلينى اندم تانى وامد ايدى عليك ياهانم ..

- انت مالك طالع فيها اوى كده ! انت جايبنى مش شقة مفروشه للمعامله بتاعتك دى ..

جز على اسنانه بنفاذ صبر وهو يركل باب فيلاته بقدمه
- لا وكمان بتبجحى .. !

- يوووه انت عاوز تتخانق وخلاص !

عقد مجدى ذراعيه متوعدا
- في ايه بينك وبين الزفت دا يخليه يقولى جملة زي دى .. منا مش مغفل وهتختم على ففايا ياهانم ..
شرعت صفوة للرحيل
- وانت مصمم تحملنى ذنب حاجه انا ماليش فيها ..

اقترب منها بحده وهو يقبض على معصمها ليديرها بجسدها كله امامها
- قولت فى ايه بينك وبين الزفت دا !

تأوهت امامه من شده الوجع ودموع عينيها تنخرط على وجنتيها لتقول
- بيننا كل حاجه بتدور في بالك دلوقتى .. شوف يعنى انا منفعكش بالمرة .. وسيبنى في حالى بقى يابنى ادم وارحمنى .. طلقنى يامجدى انا منفعكش ...

تجمدت الدماء بعروقه محاولا استيعاب جليد كلماتها ليرمقها بعيون متسعه ثابتة، كل جيوش كبريائه تقودها للفتك بها في الحال مُدافعا عن عرضه الذي دنسه سُمها وايضا بداخله جيش ثانى مسلحا بالحب يقاوم الاخر كى يفتك بها ايضا ولكنه فتك مُستلذ يُقام على ساحة صدره ..

 

" في الفندق "

تقف امام المراة بارتياح وهى تجفف شعرها المبلل بفرحه وتتأمل جمالها المُشع من المراة .. بصدر مبهج متسع محب للحياة .. فاغمضت عينيها متنهدة بشوق وثغر متبسم وهى تقول لنفسها متعجبه
- هو الواد غطس مقبش ليييه .. !

فخرج سليم من وراء الستار ليدنو منها بخفه ويلف ذراعيه حول خصرها ليجذبها إليه .. فشهقت مفزوعه وهى تفتح عينيها لتقول بجسد مرتعش من شدة الرجفه
- انت دخلت هنا ازاي !

استند بذقنه علي كتفها وهو يستنشق عبيرها باشتياق .. فحاولت الهروب من قبضته ولكنه سريعا ما قيد كفيها بذراعه وهو يجذبها إليه اكثر قائلا بهيام
- وحشتينى قوووى ياوجد ..

بللت حلقها الجاف لتردف بنبرة منتفضه
- سليم .. امشي احنا اتفقنا على ايه !
لازال يمرر انفاسه علي عنقها بوله فاردف قائلا بخفوت
- اتفقنا انى عمري ما هسيبك ابدا مهما حصل ..

ابتل الجزء العلوى لجلبابه من شعرها الغزير الذي ينسدل فوق ظهرها خافيا معالم جمالها .. تراجع سليم بصدره قليلا ليزيحه جنبا ويفرغ لنفسه المساحه الكامله كى ينفرد بها .. تنغجت بين ذراعيه بدلال مردفه
- سليم ..

طبع قُبلة العشق على عنقها مردفا
- قلب سليم وعقل سليم وكيان سليم كله بين ايدكِ .. اؤمري بس وسليم ينفذ .

تحركت بدلال وانسيابيه لتوسع حلقة قبضته عليها مما يعطيها المساحه الكافيه لتدور بجسدها واقفة امامه واضعه كفيها فوق صدره قائله برجاء
- ربنا وحده عالم انا حلمت واتمنيت اليوم دا قد ايه، انا مش عارفه طاوعتك ازاي ومتاكده انى مش هقدر اقاومك اكتر من كده .. فبلاش نستعجل حاجه نندم عليها بعدين ..

داعب انفها بحب وهو يحكم قبضته عليها اكثر مردفا
- الندم الحقيقي انى اسيبك بعد ما لقيتك ..

نظرات الحب المتوهجه من عينيهم مع كل نظرة مغريه ان يلتهمها عشقا .. فلم يتحمل سليم بعدها عنه اكثر من ذلك .. فغلت فى عروقه دماء القرب والتلذذ حتى اطلقت عينيها المضيئه اشعه الحياه وخفق قلبها بامتزاج انفسهم معا حتى استشعر رجفة جسدها بين ذراعيه ليحتوي همس شوق شفتيها في لهفة شفتيه، ليذوب فى سحرها وسحر حبها اكثر، فلم تجد ملجئا للهرب منه إلا اليه .. فقدت زمام السيطرة على براكين العشق المدفونه طويلا فمجرد ما دنى من سطحها انفجرت من حممها البركانيه ابخرة عطرة متتابعة بنيران لهفة لابد من انطفاؤها بمصدر ارتوائها الوحيد، لم يبق امامها سوى ان تعانقه سابحه معه في عالمهم الذي اقام فوق سُحب العشق، فغرقت به وبحبه اصبحت تتشبث به اكثر فاكثر تخشي فكرة البعد بعدما تذوقت شهد القرب، ظل يلتهمها بكُل ما اوتي من وله يريد ان يفتك بحواجز صدره لتتسرب إليه ويستكين بها، قُرعت طبول قلبهم سويا وتراقصت اشواق العشق فوق اوتارها وسُكرا سويا بلذة التملك المرغوب الذي وضعتهم تحت تأثيرها .. فانحنى ليحملها بين ذراعيه، خُدرت من ملاذ شهده حتى عانقته اكثر وهى هائمه حالمه بكل كيانها حتى ذابت في حضنه الدافى، فضمها الى صدره بقوة ليعوضها عما اصابها من سنين البعد، فمهما طال ليل البعد لابد من شروق الشمس لتدفء قلوب العشاق باشعة القرب .. أخذها معه واليه في عالمه ليفرغ كل شحنات الاشتياق بها فتغيب عقلها وترك الساحة فارغه مخيمه بوله القلب الذي لا يقبل بارضه إلا الغزو الفاتن ليخترق حواجر روحه ليشحنه بروح الحياه ..

اوشك سليم ان يظفر بقربها الابدى ولكن صوت جرس باب غرفتهم حول كل لحظاتهم التى مررت عليهما رمادا متناثرا .. ففاقت وجد من غيبوبة عشقه مرتجفه قائله
- الحق الباب ياسليم ...

ابتعد عنها مزمجرا بغضب محاولا اتخاذ انفاسه بتثاقل وقطرات العرق تتصبب من جبهته رغم بروده الغرفة لينظر لها معاتبا
- نبرتى فيها !

" محمد انت اتاخرت ليه "
ركضت يسر نحو محمد الذي دلف من باب القصر متهالك ويبدو عليه الارهاق والتعب، فاكملت يسر جملتها باستغراب
- انت مابتردش عليا ليه ..

تعمد محمد ان يبتعد عنها وهو ينادى علي امه قائلا
- الغدا ياما عشان واقع من الجوع ..

ركضت نحوه يسر متعجبه لتمسك بذراعه بصدمه
- محمد .. انت مابتردش ليه ومتجاهلنى ليه ..

تأفف بضيق قائلا
- يسر .. انا مش طايق نفسي ولا قادر اتكلم اطلعى من دماغى ..

- لا يامحمد مش هسكت انت من امتى كنت كده معايا ..

زفر بضيق مختنق ليقول بصوت عال
- يسررر .. حلى عن سمايا مش طايقك ..

خرجت ثريا على زمجرة صوت محمد قائله
- اااه اظهر على حقيقتك ياولد عفاف واشخط وانطري في بتى براحتك ..

ثم وجهت كلامها ليسر معاتبه
- شايفه المحروس بتاعك ياختى ! فيييين جدهم يتفرج على عيال ولده عيعملوا ايه .

رمقها محمد بحده قائلا
- انت بالذات تسكى خالص ولولا بتك وغلاوتها عندى كان هيبقالى معاكى تصرف تانى !

دلف مختاله من فوق درجات السلم قائله
- ايييه كمان على صوتك وقول ...

تشبثت يسر بكفه راجيه لتهمس له
- محمد اهدى والنبي ..

تجاهل محمد حديثها لينهر ثريا بقوة قائلا
- المهم بتك عندك اهى اشبعى بيها يمكن ترتاحى ..

يسر بصدمه: محمد انت بتقول اييه ..

لم يلتفت اليه فهو يخشي ان تهزمه عيناها قائلا بحده مصطنعه
- اللى عندى قولته .. خلى امك تنفعك ياهانمممم

عفاف تتدخلت سريعا
- جري اي ياولدى ماتخذي الشيطااان ...
محمد بحده
- كل اللي غلط لازم يدفع تمن غلطه ياما .. انا طالع اوضتى وهاتيلى الوكل فوق ..

رمقت يسر امها بعتاب ثم انصرفت راكضه صوب شقتها لتنفجر في بكاؤها بقهر،، اما عن ثريا فاشتعلت نيران الحقد بجوفها متيقنه ان ابنتها ستحال الي ماتريده وتتمناه ..

 

( امام بوابة القسم )
" لازم اعرف مين ورا العمله المهببه دى ياعمى "
اردف ادهم جملته بعدما قضي ليله كامله خلف اسوار السجن بنبره توعديه فتوقف حيدر قائلا بثقه
- زين اننا لقينا حد من رجالتنا يشيلها قبل القضية ماتتحول علي النيابه ..

زفر ادهم مزمجرا بقوة
- شوف انا عقول ايه وانت عتقول ايه .. انا متأكد ان اللعبه دى بفعل فاعل .. انا عمري ما دخلت الصنف دا البيت ..

رمقه حيدر بعدم تصديق
- وماله .. متشغلش راسك المهم انك خرجت منها ..

- انت مش مصدقنى اياك ..

تحرك حيدر بشموخ وخلفه المحامى الذي استدار نحوه ليشمر بامتنان
- متشكرين يامتررر .. تعبناك معانا ..

- احنا تحت امرك ياحيدر باشا في اي وقت ..

بينما ادهم صمت قليلا برغم من مراجل الغضب التى تقاد بداخله مردفا باهتمام وهو يصعد السيارة بجوار عمه
- طيب ما تيجى نربط الخيوط ببعضها .. كبسه الحكومه المفاجئه دى وعرفوا منين ان في حشيش واشمعنا مالقيوش غير في اوضتى ! يعنى انا المقصود .. طيب اشمعنا دا حصل النهارده اول ما اتذاع في البلد انى هتجوز وجد بت عمى .. مش عارف ليه شامم ريحة ولد الهواري في الموضوع ..

شرع السائق بالتحرك بينما حيدر اتكىء للحلف متحمحما
- خف اوهام ياادهم وركز عندنا شغل كتير ..

زفر ادهم بنفاذ صبر محاولة التزام الصمت لفتره ولكن السنة فضوله لم تصمت فاردف قائلا
- انت سمحت لوجد تسافر كيف وفرحنا بعد بكرة

- مسمحتش ياادهم .. دى خرجت مع امك فجالها تليفون من المستشفى انهم عاوزينها ضروري فاضطرت تمشي من غير ما تقول لحد واصل ..

- نعممم وهى من ميته لما تسافر مش عتقول ..
- ادهم انا اتاكدت بنفسي خصوصا ان مصر مقلوبه ياولدى ثروات ومظاهرات ربنا يلطف بينا ..

سكت ادهم لبرهه محاولا استيعاب كلماته فاردف مغموض قائلا
- هما في المستشفى وصولوا لوجد كيف وهى معهاش محمول !

قضب عمه حاجبيه باستغراب قائلا
- قصدك اييه ..

- محمول وجد معاي ياعمى .. يبقي كيف عرفت انهم عاوزينها !

عايشة في حبك أنا أجمل يومين إحساس .. وإن قولت أنا بعشقك دا مش كلام وخلاص .. انت الحياة كلها أجمل سنين عشتها .. مش عايزة غيرك ليا أنا من وسط كل الناس

" هنا بقي ياستى هتاكلى احلى سمك في مصر كلها "

اردف سليم الجالس امام شط اسكندريه مع حبيبته يتناولان الغداء، فقضبت وجد عاجبيها مستنكره
- ياسلاااام وانت جيت هنا مع مين يااستاذ !

ارتشف سليم كأس العصير متنحنحا
- احممم اي وجد هو من اولها شك ولا ايه ..

القت مابيدها بهدوء لتقول
- سليييييم .. اعترف .

نهض سليم من مقعده المقابل لها ليجلس بجوارها بثغر متبسم ممسكًا بكفها ليقبله عدة مرات متتاليه
- ليا عشرة سنين متكلبش بيكِ وجايه تشُكى دلوقت ..

ابتهجت ملامحها ولمعت عينيها لتقول بانتصار وثقه
- منا عارفه طبعا وواثقه في نفسى جدا مش فيك عشان كلكم صنف واطى اصلا .. مممم وبعدين وهو في حد يكون معاه العسل دا كله ويبص برا تبقي فراغة عين ..

تراجع سليم للخلف قليلا يراقبها باعجاب ثم تنحنح ليغمز لها بطرف عينه قائلا بخبث
- يالهووى علي التواضع ياخلق ! وبعدين بلاش الفشخرة الزياده دى انا لسه مدوقتش العسل عشان اعرف اذا كان اسود ولا ابيض !

ضربته بقبضة كفها بغل
- بس عشان انا مبقوقه منك اصلا ..

مرر انامله فوق وجنتيها ليداعب ملامحها قائلا بحب
- اخس عليكِ يادودو وانا عملت ايه !

نظرت له بعيون ضيقه باستنكار لتردف
- لا والنبي اسبقوهم بالصوت ! انت ازاي تدخل اوضتى اصلا هو دا اتفاقنا ياسليم !

ارتفعت ضحكته قائلا بفظاظه
- انت متعرفش انا عملت ايه عشان يدونى المفتاح ولا البصمه .. لولا انى اقنعتهم انى عاملك مفاجئه واسكندريه كلها شافت القسيمه .. شوفتى بتعب ازاي عشانك ياجميل !

- ياخير ماعملت ياخويا !
زاح خصيلة من شعرها المتطاير التى تخفى جزء من وجهها ووضعها خلف اذانها مردفا
- سيبك انتِ .. حلاوتك فاللبس الابيض، اومال لما تلبسي حاجه من اللي جبتهملك فوق هتعملى ايه في قلبى يابت العتامنه !

وقع اسم ( العتامنه ) على اذانها كجمرة من نار مما جعلها تلتفت بجسدها ناظرة للبحر محاوله اخفاء ملامحها المنخطفه التى شحبت بمجرد سماعها الاسم متنهدة باختناق، لاحظ سليم تغيرها المفاجئ فوضع كفه على ظهرها ليمرره بخفه طمئنتها وهو يهمس لها
- قولتلك طول ما انا جمبك متخافيش !

التفتت اليه قائله بتساؤل
- سليم .. احنا استعجلنا ... ؟

هز رأسه نفيا ليقول لها باندفاع
- احنا اتاخرنا .. واتاخرنا قوى ياوجد ..

مسكت كفه بامتنان لتنظر له بعيون لامعه
- خايفه احسن الدنيا متحبناش سوا ..
نظر لها بعيون ضيقه يجيب ممازحا
- وانا برضو حسيت كده .. دا حتى بتاع الفندق حبكت يعنى يجيب الغدا وانا غارق في حبك !

احمرت وجنتها خجلا لتلتف نحو الطاوله مصطنعه الانشغال بتناول الطعام لتقول بارتباك خافت
- كنت هتودينى ف داهيه .. جيه ف وقته والله .

رفع حاجبه قائلا بتعجب
- بتقولى اي يا وجد !

تنحنحت سريعا
- الاكل هيبرد ياسليم ..
تجاهل كذبتها ليلتفت بحماس بادئا في تناول الطعام قائلا بمرح
- دانا هاكل سمك وجمبري للصبح .. عريس بقي ومحتاج كميه فسفور لازم يتغذي وانا ف عرض اي حاجه تزق معانا في الليله دى ...

وصل ادهم بصحبة عمه الى القصر وبداخله نيران مشتعله مردفا بصوت عشوائى جمهوري ليقول

- اللي حصل دا انا واثق ومتاكد انه بفعل فاااااعل،، وكمان انا مش هسكت ومش هعديها وهعرف مين ورا العَمله المهببه دى ومش هرررررحمه ..

ركضت امه عليه لتحتضنه بلهفه
- ولدى ... حمد لله على سلامتك ياقلب امك .. نورت بيتك .

ركضت كوثر نحوه متلهفه
- نورت ياجوز بتى ياغالى .. ربنا يحميك ياحبيبى

ابعدها ادهم عن طريقه بقوة قائلا
- بتك فين ياكوثر ..
تراجعت كوثر للخلف قائله بارتباك
- ما هى قالت لعمها انها في شغل مستعجل ..

قهقهه ادهم ساخررا وهو يصفق
- لا عال .. وانتوا اغبيه وصدقتوا ! وجد كيف تمشي وهى معاك ياما؟!

ساميه بفزع: والله ياولدى غفلتنا كلنا ومكنتش اعرف ..

زمجرَ بقوة قائلا بغضب
- بتك هربت ياكوثر هانم ومحدش فينا يعرفلها طريق !

ندبت كوثر علي وجنتيها بذهول وهى تقترب من حيدر مطأطأ الراس لتسائله بقلق
- وجد مش في شغل ياحيدر ! انطق بتى فين .

اكمل ادهم زمجرته بعنف
- احنا لسه راجعين من المستشفى وكل الكلام اللى قالته وجد كدب .. الست هانم بتستغفلنا كلنا وخلت راسنا في الطين ..

تدخل ( زين ) اخيها الصغير ليقول بتمرد
- اتكلم عدل عن اختى ياادهم انا عقولك اهو ..
اطلق ضحكة ساخره
- هاهاها .. اختك كسرتنا كلنا يازين باشا وقتلها على يدى ..

رمقته ورد من اعلى بقلب متراقص فوق اوتار الخوف الى ان رفع ادهم انظاره لها قائلا
- سامعانى ياورد ... اختك لو مظهرتش الليله قتلها على يدى ..

تحرك ادهم متأهبًا للذهاب فاوقفه نداء امه المتلهف
- رايح فين ياولدى ...

- رايح الحق المصيبه ياما قبل ما راسنا تتحط في الطين .. هقلب عليها الدنيا ومش هرجع غير بيها ..

بللت حلقها عدة مرات وهى تراقبه بعيون سابحه في بحور الفزع والقلق .. فتراجعت للخلف لتحتمى باسوار غرفتها مردده بهمس من خلف اصابعها المرتعشه الموضوعه فوق ثغرها
- هتعملى ايه ياورد في المصيبه دى !

" يامحمد انا جبتلك الاكل بنفسي افتح "
اردفت يسر جملتها وهى تقف على اعتاب غرفة محمد الذي احكم غلقها جيدا متجاهلا تواجدها بالخلف حتى رق له قلبه ولم يتحمل عصيانه اكثر من ذلك .. فقام متأففا ليفتحه قائلا
- هو انا مش قولتلك مش عاوز اشوفك !

ذرفت دمعه من عينيها متوسله
- محمد انا عارفه طبعك وعارفه انك لما بتتعصب بتقفل على نفسك وتبعد عن الكل .. بس انا مش هقدر استحمل بعدك لحد ما تهدى ..
التقط عدة انفاس متتاليه وهو يرمقها بحده
- يسر .. انا متجنبك لانى مش عاوز ازعلك منى اكتر .. فلوسمحتى ابعدى عنى الفترة دى ..

- يعنى انت مش هتسامحنى .. محمد بلاش قسوتك دى والنبي ..

اغمض عينيه لبرهه مطلقا زفيرا قويا ليقول
- اللى عملتيه مايتغفرش ولا ينفع اسامحك عليه .. انت وجعتينى .. عارفه بتصرفك دا معناه ايه انك مش واثقه فيا ولا مأمنه على نفسك معايا ودايما خايفه ومرعوبه، والحب اللي يسكنه خوف والقلق بلاش منه احسن ..

وضعت مابيدها من طعام فوق المنضدة الموضوع بجوار غرفته لتدنو منه بحنيه ممرره كفها على وجنته
- تعالى نروح بيتنا ونتكلم .. انت وحشتنى اوى وانا مش مستحمله اشوفك كده ..

بلع محمد غصة احزانه وهو يراقبها بقلب يخفق حنينًا لها، فأكملت يسر جملته متوسله
- والله ما هعمل حاجه تزعلك تانى .. يلا بقي .. طب اقولك بلاش نروح بيتنا تعالى نتكلم جوه وتسمعى يمكن تعذرنى ..

تنهد محمد باشفاق و رق وشرعت شفتيه ان تتحرك لينطق بحنين لها ولكن قطع حديثهم قدوم ثريا قائله بغضب
- انت يابت معندكيش كرامه ليه ! مش قالك خليكى عند امك راميه نفسك عليه ليه .. سبيه لوحده حقَ الراجل عامل زي القرش البرانى يلفف يلفف ويرجع لمكانه ..

التهبت عيون محمد بنيران الغضب مما جعله يتراجع للخلف بصمت مكبوت فجره في صوت الباب الذي دفعه بكل قوته مما جعل زوجته ترتعد من مكانها .

انخرطت عينى يسر بالبكاء وهى ترمق امها بنظرات معاتبه، فاعتلى ثغر ثريا ضحكة انتصار جعلتها تختال في مشيتها امام ابنتها مردفه
- بلا هَم وغم .. فكك منه يابت واسمعى كلام امك ..

استدارت يسر نحو باب غرفته لتطرق برجاء وهى تضرب الارض بساقيها قائله
- محمددددد .. افتح بقى .

يسير بصحبتها وهو يحاوطها بذراعه لتلتصق به اكتر على شاطئ اسكندريه يتأملان غروب الشمس سانده رأسها على صدره سارحه في كلمات الاغنيه التى يستمعان لها بسماعه لاسلكيه واحده .. لتذوبهم في بعضهم اكثر واكثر .. بعدها عنه قليلا ليزيل السماعه من اذانها قائلا بحماس وهو يجذبها من كفها

- تعالى نطلع فوق الصخور ..
ركض بها فوق صخور شط اسكندريه وهما يمرحان سويا، فكانت مرتديه فستانًا ابيضًا طويلًا الى قدميها وفوقه جاكت جينز ازرق قصير ويحاوط رقبتها شال بأبهج الالون، بينما عن سليم فكان مرتديا قميصا باللون الابيض ايضا وتحته (شورت) جينز يصل لركبتيه .. فركضا سويا فوق مشاتل الحب ليصلا الى مكانٍ خاليٍ من عيون الخلق مكتفيين باحتواء البحر لمهما ولحن امواجه .. يتدللان فوق صخور البعد كأنهم يريدان ان يحطموها بعطر قرب الممزوج ..

وصل بها فوق صخرة عالية وهو يتمسك بكفها جيدا حتى وصلت اليه فارحه مرتميه بين ذراعيه، اكتفى سليم باحتضانها متنهدا بارتياح تابعته صرخه عاليه وهو يقول
- ما الحب اهو طعمه حلووو قووى ياجدعان .. اومال بيبعدونا عنه ليه !

لفت ذراعيها حول خصره لتتأمل معه امواج البحر المتراطمه بالصخور كأنها تلقي عليهم قطرات ندى مشبعه بعشاق اسكندريه باكملها .. فاردفت بين احضانه قائله بهمس وهى تتمايل على لحن دقات قلبه

= انت عرفت ازاى انك بتحبنى ؟! ممم قصدى يعنى اكتشفت حبك ليا في قلبك ازاي وكيف وأمته !
مرر كفها فوق خصرها مداعبا ليردف بتنهيده قويه
- كنت بحلم بيكِ من زمان .. طيفك كان محاوطنى حتى من قبل ما اشوفك .. واول ما قابلتك بشعرك المنكوش وعشوائيتك قولت بسس ياض ياسليم اخيرا ايدك لمسك حلم السنين .. اخيرا بعد سنين متعلق بوهم وصلت للواقع .

تعبث باناملها في ازارار قميصه مداعبه لتقول
= الحب مافهوش وصول ولا محطه اخيره .. الحب ذهاب دائم من غير عودة يا سليم باشا ..

ادلف انظاره إليه بامتعاضٍ
- يعنى ايه ياست وجد !

ابتعدت عنه قليلا وهى تقول له بحب
- يعنى سليم الهواري ممكن يسمحلى ارقص معاه في الجو الجميل دا !

- ياسيدى سليم الهواري من ايدك دى لايدك دى .. ممكن يعلق جناحات ويطير ويرفرف بيهم ويعدى على كل بيت يحكيلهم هو عشقك وحُبك عمله فيه ايييه ..

عضت على شفتها السفليه وخفق قلبها لكلماته .. فانحنت قليلا لتتسلل كفها بداخل جيب بنطاله بتلقائيه كمن ينزع شيئا من جيبه، فاول مرة تستشعر معه بمذاق الحريه والتملك، جسدان يعيشان بروح واحده وكلما اشتاق نص للاخر جذبه من ياقة قميصه ليرتوى منه، اخرجت هاتفه بوجه وُذع كل ورود الحب عليه فاحتفظ بلونه الوردى الفائح بياسمين العشق .. فتصفحته بخفه مردفه باستغراب ممزوجا مع صوت هواء البحر
- انت مطير فونك ليه ..

مد كفه ليلملم شعرها الذي يداعبه الهواء وكأنه يغير عليه من مروره فوق خيوطه الحريريه قائلا بمزاح
- اللى خلى صاحب الفون طاير .. مجتش عليه يعنى !

اتسعت شفتيها بابتسامه حب لحقها صوت ( عمرو دياب ) المنبعث من هاتفه قائلا
" وماله لو ليلة توهنا بعيد، وسيبنا كل الناس!'

انحنت لتضع الهاتف ارضا ثم اقتربت منه منتظرة انبساط كفوف لها،، تقدم سليم بانسيابيه محطما كل خيالاتها ليجذبها اليه من خصرها بقوة مما جعلها تشهق بصوت تابعته ضحكة شوق .. وضعت كفوفها على كتفيه مستنده براسها علي جدار صدره تاركه نفسها لامواج الحب بدون اي مقاومه .. ظلا يتمايلان سويا على كلمات عمرو وهو يكمل غناؤه لهما

" أنا يا حبيبي حاسس بحب جديد، ماليني دا الاحساس
وانا هنا جنبي أغلى الناس، جنبي احلى الناس "

اغمضت عينيها غارقه في اعماق عشقها له .. فاحتصنها سليم اكثر هامسا في اذانها مع تكرار نفس الكوبليه السابق بنبره اكثر اشتياق خارجه من اعماق قلب عمرو:
- هو انا اذا كنت عايش في بعدك .. ! ياحلاوة دقة قلبي في حضنك ياوجد !

لم تكاد ان تحرك ثغرها لتجيبه فصرخ (عمرو دياب) مناديا بقوة مما جعل سليم يرفع جسدها محلقا بها في سماء العشق متشبثه به بقوة
" حبيبى ليله تعالى ننسى فيها اللى راح .. تعالى جوا حضنى وارتاح
دى ليلة تسوى كل الحياه .. ومالى غيرك .. ولولا حبك هعيش لمين .. حبيبى جاية اجمل سنين .. وكل مادا تحلى الحياه "

صرخت في حضنه مستلذه بعطر قربه ثم حررت ذراعيها فاتحه صدرها لعشقٍ ليس له نهايه ولازال يديرها ويتأملها وهى تحلق في سماء حبه ويلحق بهم شعرها الذي يعاند الريح ويجوب حولهما ناسجا خيوط حب تكبلهم للابد .. انزلها سليم برفق مبتعدا عنها قليلا ليمسك كفها عندما انتهت الموسيقي ليكمل عمرو وصف مشاعرهم قائلا
" حبيبي المس ايديا عشان اصدق اللى أنا فيه .. ياما كان نفسى اقابلك بقالى زمان، خلاص وهحلم ليه "

كانوا يتحركان كفرشات الحب فبعدها سليم عنها بعنف ثم عاد ليلتصق بها بالقدر نفسه من العنف وشعرها المنسدل يرتمى على كتفه، فقبل ان يبتعد عنها من جديد لا احد منهما يفلت يد الاخر ف لحظه من اللحظات ولا اعينهم تنحدر للحظه عن بعضهم كأن للعشق كلبشات قيدت حركه اجسادهم ببعضهما .. اقترب منها مجددا ليكمل في رقصة سلو وهو يحاوطها بذراع واحد ويلوح لها حبا بالاخر:
" مانا هنا جنبي أغلى الناس، جنبي احلى الناس
حبيبى ليله .. تعالى ننسى فيها اللى راح .. تعالى جوا حضنى وارتاح .. دى ليلة تسوى كل الحياه .. ومالى غيرك .. ولولا حبك هعيش لمين .. حبيبى جاية اجمل سنين .. وكل مادا تحلى الحياه "

انتهى عمرو من غناؤه ولكنه كان شرارة حب في اعماقهم اشعلت براكين مدفونة طويلا .. لازالت عالقه به، لازال متشيث به كطفل عثر على امه بعد سنوات من التوهان استكملا تمايلهما في احضان بعضهما علي صوت دقات طبول امواج البحر هائمان ببعضهم كمن ارتشف من كأس الحب حتى فقد عقله ..

"إنك ذلك النوع النادر من الأشخاص، الذي يشارك الدرب، فيتربع علي عرش القلبك فينمو ويتورق، يخضر فيّ ويكبر. يتسلق بسلاسة وهدوء، ويوجه روحى نحو الشمس، رغم انطفاءاته .. الشخص الصديق، الأذن المصغية، والكتف
الصلب إلى الأبد، رغم التعب دائما يبدو في اعظم قواه "

تنهدت نورا بتنهيدة شوق بعد ما انتهت من كتابه ما يتشاجر بقلبها فلم يهدأ إلا بعدما تخلصت منه فى صورة حبر منثور على الاوراق، استدارات براسها وجدت عماد مُقبل نحوها في ممر الشقه الموصل بين الصاله والغرفة، فتركت ما بيدها مردفه بلهفه
- قومت لييييه ! انت لسه تعبان ..

قرب منها ليجلس على اقرب مقعد قائلا بتثاقل
- ياستى شويه برد ومجرد ما ادفيت وخدت البرشامه راحوا لحالهم ..

تنحنحت بخفوت لتردف
- بس جسمك عرق ماكنش ينفع تخرج في المكيف .. هقفله عشان البرد مايردش عليك ..
استند برأسه للخلف قائلا بعتب
- مالهوش لزوم انا كويس ..

نهضت سريعا وبدون تفكير وهى تمسك ريموت التكيف قائله بنبرة عتاب
- انت بتعاند نفسك ولا بتعاند التعب ! انا اول مرة اشوف كده ..

ابتسم رغم عنه قائلا
- كلنا بنعاند في بعض حتى الحياة بتعاندنا ومصممه اننا نكون فيها لحد دلوقت .. كأنها مستحليه وجعنا ..

التفت إليه بملامح غاضبه لتقول
- ايه الياس دا ! حصل ايه لده كله يعنى !

تنهد بوجع قائلا بتثاقل وحواجر صدره ترتفع امامه
- يأس ! بالعكس الدنيا كانت عقاب لآدم وحواء لانهم عصوا ربنا .. انك تشوفها على حقيقتها دا أمل انك مسيرك في يوم هتتحررى .

جلست بجواره بخفه مردفه بثغر متبسم
- وانت اي اللى مضايقك ! دى سنة الحياة ومهما طال العمر مسيرنا هنتحرر .

ابتسم بحزن قائلا
- اللى مضايقنى ان ربنا لما عقاب ادم وحواء نزلهم على الارض سوا .. فحتى ولو كانت الحياة جحيم المهم انهم مع بعض هيخلوها جنة ..

- للدرجه دى بعدها واجعك .. !

- اااااه واكتر ما تتخيلى .. حاجه اشبه بطلوع الروح .

مُضغ قلبها بين حدة كلماته، فهو شخصٌ محصصنٌ جيدا بطيف الحب الذي لم يترك ثغرة واحده كى يتسرب منها حبها إليه .. فركت كفيها محاوله اخفاء حزنها لتقول
- هعملك كوباية لمون ..

قبل ان يحرك عماد ثغره ليتحدث التفتوا جميعا لصوت قوى جمهوري يهتف من الخلف جعلهم ينتفضون من مكانهم ..

نورا بقلق: خير يارب .. فى ايه ..

" ياسلييييسيم ياهواري اطلعلى .. لو راجل واجهنى يلاااا انا مستنيك اهو .. مرتى فينها يااسليم .. "
اردف ادهم الذي اقتحم قصر الهوارة بمجرد ما فتحوا الغفر ابوابها، فجهر بصوته الاجش مكررا كلماته كثيرا، يركضون الغفر من بعيد كى يصلوا إليه، اما عن اهل البيت فجميعهم احتشدوا من مختلف الانحاء على مصدر الصوت، خرج راجح الهواري مستندا على عكازه قائلا بهيبه
- عاوز ايه ياولد العتامنه ..

اقترب ادهم منه بجراءه
- عاوز مرتى اللى حفيدك خطفها ... مرتى فين ياهوارة احسن اقلبهالكم مجزره ..

تقدم محمد خلف جده بقوة ليقف امامه ويدفعه للخلف قائلا
- ماتحترم نفسك .. انت ازاي متهجم علي بيوتنا في وقت زي دا ..

دفعه ادهم بعيدا عنه بقوة
- اخوك خد وجد مرتى وراح على فين !

اردف عماد الذي جمع كل شتات قوته مستندا علي عكازه تمرده
- وطى صوتك ياجدع انت .. وبعدين روح دور على مرتك بعيد عن اهنه ..

توسط ادهم ساحة بهو قصرهم مزمجرا
- اقسم بالله لو كان له علاقه بغيبة مرتى هجيبلك راسه تحت رجليك ياراجح ياهواري ..

حاوطوا الغفر ادهم من كل الجهات مصوبين اسلحتهم نحوه، رمقهم ادهم بحده قائلا
- فكركم انى هخاف تبقوا غلطانين، احنا اللي لينا التار ومسيرنا هناخده بدل الراس اربعه ..

اتسعت عيون الناس بينما هلع قلب ماجده بجوفها عندما ظنت ان اختفاء سليم يرتبط باختفاء وجد .. فتراجعت للخلف منتفضة، اما عن راجح الهواري تناول سلاح من احد الغفر بقوة ليصوبه نحو قلب ادهم قائلا بتهديد
- انت جاي تتهجم على بيتى وكمان جاى تتبلى علينا بغيبة حريمكم .. رجالة الهواري ماعيخطفوش حريم، وانت دلوق واقف قدامى يعنى لو قتلتك مش هاخد فيك يوم .. امشي روح مطرح ما جيت ياولد العتامنه واقصر شرنا ..

ارتفعت صوت انفاس ادهم بغضب ليقترب منه ببطء قائلا
- وعلى ايه ! وعهد الله راس حفيدك ماحد هيطيرها غيري ياهوارة ..

انقض عليه محمد كما ينقض الاسد على فرائسه مما جعل يسر تنتفض من مكانها صراخه باسمه، زمجرت رياح غضب محمد من ثغره قائلا
- انت جاى بيتنا تهددنا ! ماتتكلم علي قدك دانا ادفنك مطرحك ..

تدخل عماد بحكمه ليبعد محمد الممسك بياقه ادهم قائلا
- ابعد يامحمد .. الظاهر في سوء تفاهم ..

ثم التفت نحو ادهم قائلا بحده
- وانت اتفضل امشي من هنا ولو فكرت تعتب هنا تانى هيكونلى معاك تصرف تانى ..

القى ادهم عليهم اخر نظراته التوعديه التى تحمل بين ثناياها حقد ونيران تلتهم قنا بأكملها متجها نحو سيارته تاركهم في حيرتهم ..

اقتربا الاخوات من الجد بتأفف فاردف محمد
- مالك ياجدى ساكت ليه !

اردف الجد باختناق: سليم مظهرش من الصبح وبت العتامنه مش لاقينها .. ياخوفى ليكون عملها ..

تبادلوا الانظار للحظات ثم اردف عماد قائلا
- سليم مايعملهاش ياهواري !

تدخلت ماجده في حديثهم بعيون متورمة من كثره البكاء
- لا سليم يعملها .. تقدر تفسر غيابه من امبارح دا معناه ايييه ؟!

يقف سليم امام المصعد فتعمد ان يلف ذراعه حول خصرها كى يضغط على ( الزر) مما جعلها ترتمى على ذراعه بخفه فنصبت عودها سريعا لتضربه على كتفه بعتاب

- بطل حركاتك دى .
ضغط سليم على شفتيه متوعدا
- فكرك انى بتلكك يعنى .. تؤ غلطانه ياروحى انا لو عاوز اعمل اي حاجه هعملها ولا هيهمنى حد ..

نظرت إليه بعيون ضيقة ساخره تحمل بين ثناياها تحدى
- اتكلم على قدك .. ومين قالك انى هسمحلك تعمل كده اصلا ..

اقترب منها وهو يرمقها بعيون كصقر فتراجعت للخلف لتضع حدا له بكفوفها
- خلاص ياسليم .. بهزر والله .

ابتسم ابتسامه ثقه
- مش قد الكلام متقولهوش بنظرة واحده بترجعى لورا ..

بمجرد ما انتهى سليم من قول جملته فُتح باب المصعد على مصرعيه، فدفعها برفق للداخل قائلا
- ادخلى ياختى .. لما اشوف اخرتك اييييه !

ضحكت بصوت عال وثغر متبسم ووجهه يشع ضياء حب كافيا ان ينير مدينه مظلمه باكملها، ترقب سليم قفل باب المصعد بفارغ الصبر لينقض عليها كالجائع الذي عثر على طعامه للتو ملتهما همس شفتيها فلم يعطى لها مجالا للاعتراض للمقاومه للعناد، شعرت انها بين جبلين انطبقا على جسدها فارتطم ظهرها بقوة بجدار المصعد عاجزه فلم تجد ملجأ من المقاومه والعناد ولابد من الاستسلام لرياحهما لعل تكون هى الملجا، ضجيج قلب سليم كان اقوى من ان ينتيه لمكان وزمان تواجده حتى ارتطم حواجر صدره بجسدها الضعيف ليقضي على جيوش تمردها فتناست معه دُنياها رافعا القلب راية الخضوع .. ظل يرتشف من شهد شفتيها حتى وصل المصعد الى الطابق المقصود، بعدته عنها بكل قوتها مرتبه ملابسها التى بعثرهما ناتج لمساته العشوائيه التى دبت في روحها الحياه ملتقطه انفاسها بصعوبه، تنهد سليم ببسمة رضا وهو يفترسها بعيناه مما جعلها تخفض انظارها خجلا بعيدا عنه، مسك كفها وسحبها خلفه خارجا من باب المصعد وهى تسير خلفه ومازالت تحت تأثيره تختلس بين كل لحظه والاخري الالف من النظرات اليه .. وصلا الاثنين امام غرفتها .. فالتفت سليم اليها
- هاتى البصمه بتاعة الباب ..

لم تفيق وجد من سحر قربه مردفه بتنهيده
- هااا

لاح امام عينيها قائلا
- وجد انت معايا .. !

هزت رأسها نفيا لتقوم بهيام
- المشكله انى مش غير معاك ..
استند بكفه على الحائط يراقب ملامحها المرتجفه قائلا
- طب هاتي يلا مش هننام قدام الباب يعنى ..

ابتعدت عنه سريعا مقاومه ضجيج قلبها
- سليم روح اوضتك ..

نظر لها بعيون ضيقه تحمل بين طياتها استغراب
- بت ! بطلى دلع ..

- بطل انت قلة ادب وروح اوضتك .. سليم انت وعدتنى حرام عليك اللى بتعمله فيا !

اردف بحنان
- غصب عنى .. حبى ليك اقوى من اي وعود .. عاوز تبعيدنى عنك بعد مابقيتى ملكى ..

نظرت له بعيون متوسله وهى تمسك كفه بحنان
- لا ياسليم ..

نظر على كفها العالق بكفه
- لا ايه ياوجد !

- عاوزاك تبقي جوزى قدام العالم كله .. ربنا وحده يعلم انا بحاربنى كيف .. بس لا عشان خاطري ياسليم .. عاوزه البس الابيض وافرح زيي زي كل البنات .

وضع كفه على وجنتها بحب واطمئنان قائلا
- مع انك بتدبحينى بسكينة بارده .. لكن دا حقك ومسير الدنيا تضحكلنا ياوجد ..

وقفت علي طراطيف اصابعها وحضنته بحب ودموع عينيها تنخرط على وجنتيها قائله
- وجد مش هتكون غير ليك ياسليم ..

ربت على ظهرها بحنان
- وسليم مش هيكون غير ليها ..

تشبثت اصابعها بظهر قميصه بقوة مما جعل سليم يردف ممازحا
- طب هتفضلى متشعلقه كده كتير هغير رايي ومحدش هيهمنى ..

ضربته بقوة وهى لازالت عالقه بسماء حبه هامسه في اذانه
- بس سيبنى اشبع من حضنك وبطل كلام ..

تحرك بها نحو غرفته قائلا بمزاح
- والله طاوعينى انتِ بس وانا اخليكِ تغرقي بره وجوه في بحور حب سليم ..

ابتعدت عنه سريعا مقاومه جاذبية قلبها له لتقول
- انا غلطانه يلا امشي كده روح اوضتك !

غمز لها بطرف عينه وهو يستدير بجسده يراقب الفتاه الاجنبيه التى مرت بجانبه تبرز معالم جسدها الخلاب ببراعه قائلا
- ترضيهالى ! ادخل واسيب القمر دا لوحده ..

زمجرت رياح غضبها قائله
- سليممممم خش يلا قدامى ..

اطلق سليم صفيرا قويا وهو لازال يتأمل الفتاه قائلا
- انت ولا ترحمى ولا تخلى رحمة ربنا تنزل .. يعنى ولا معاكى ولا مع غيرك اي الافتري دا ...

- سليممممم اتللللمممممم ! وامشي يلا من قدامى قولت ..
دفعته وجد نحو غرفته بقوة ونيران الغيره تشتعل بجوفها فنجح سليم في اثاره غيرتها وسرعان ما نظر لها قائلا
- مايملاش عينى وقلبي غيرك ياعسل انت !

- ايوة اضحك عليا .. سليم خش نام يلا ومتخرجش غير لما اخبط عليك فااهم .. مش هعرف احكم ولا ايييه !

- ياباشا انت حكمت ونفذ حكم المؤبد خلاص ..

تجلس في حديقه فيلاته تتصفح هاتفها بصمت تام، فمر مجدى من امامها دون ان يلتفت متجاهلا تواجدها تماما .. فدخل الي منزله ليقوم باعداد قهوته ..

الفضول اصاب صفوة في مقتل فسارت خلفه مقتحمه باب الفيلا محاوله لفت نظره، فهى دائما من تتمرد، تعاند تتجاهل فلم يخلق بعد من يراها شفافا ليس له وجود ..

دخلت المطبخ وجدت مجدى يعد لنفسه كوبا من القهوة فتعمدت ان تصنع لنفسها كوب من العصير وكل منهما ملتزم صمته تماما ..

لم يلتفت مجدى إليها نهائيا واكمل ما كان يصنعه وهو يردد بعض الاغانى غير المفهومه ويبدو عليه انه بمزاجٍ جيدٍ للغايه مما اشعل النيران اكثر في جسدها فزفرت بضيق متعمد افلات كأس العصير من بين كفها ليتناثر فتاته فوق سطح الأرض فظنت بذلك انها تلفت انظاره ولكنه أيضا لم يلتفت ولم يرق له جفن الفضول، انتهى من كوب قهوته فاخذه بهدوء منسحبا امام عينيها كأنها غير موجوده امامه ..

نيران التمرد والكرامة اندلعت بداخلها لتضرب الارض بساقيها وهى تنظر للكوب المفتت ارضا لتقول
- اووف ومين هيلم الازاز دا ! طيب ياسي مجدى انا وانت والزمن طوويل ...

" اوووف ياسليم قافل محمولك ليه بس .. اتصرف ازاي انا ياربى ! "
اردف ورد جملتها بخوف يقرضها من الداخل فتهديدات ادهم ارعبتها .. اقتحمت امها الغرفه عليها قائله بحدة
- انت عارفه اختك فين يابت ؟!

اخفت ورد هاتفه بحرص تحت الوساده لتردف بارتباك
- ماهى قالتلكم في مصر راحت عشان شغل !

قفلت امها الباب بقوة وهى تقترب منها بنظرات ارعبتها قائله
- انت مسمعتيش ادهم قال ايه ... اختك معهاش محمول اصلا .. يعنى هربت وحطت راسنا في الطين ..

فزعت ورد من مجلسها قائلا بجسد يرتعد من الداخل
- ادهم دا كداب عاوز يتبلى على اختى .. واثبتلك كدبه ان وجد كانت واخده محمولى من اليوم اللى ادهم خد فيه تليفونها .. يعنى ادهم بيه عاوز يخلق مشاكل والسلام ..

رمقتها امها بعين ضيقه محاوله استيعاب كلامها لتقول لها
- بت كلامك ده صُح !

- انا لسه مكلمه وجد من محمول زين اخوى وهى ماعرفتش تكلمنى عشان عندها شغل كتير وقالتلى الصبح هكلمك تكون خلصت النبطشيه .

كوثر بفرح
- صح يابت ! يعنى اختك ماهربتش !

- وهى هتهرب ليه ياما .. لو كانت عاوزه كانت عملتها من زمان ..

تنهدت كوثر بارتياح لتغادر غرفة ابنتها سريعا بينما ورد وضعت كفها لتمسك قلبها الذي اوشك على الانخلاع ...

 

تجوب غرفتها ذهابا وايابا بنيران شوق تأكلها، ارتشفت كوب المياه للمرة الالف لتبلل حلقها الجاف من كثرة الشوق، قلبها يؤلمها من الداخل .. اقتربت من فراشها واضعه الوساده فوق اذانها كى لا تصل لها اصوات قلبها المزعجه التى لا تنادى الا عليه ولكن بدون فائده، تقلبت في فراشها كثيرا حتى نهضت مزفرة بقوة وعيون اوشكت على البكاء قائله
- مالك بس ياوجد ! الحب بيعاقبنى ولا ايه ! صبرنى يارب

فنهضت لتقف في (بلكونه) الغرفه متخذه عدة انفاس متتاليه وهى تنظر للسماء مقاومه جيوش الحب التى تقودها صوبه متعجبه على حاله الحب فهو لا يطرق ابواب القلوب بل يخلعها .. ظنت انها واقعة فيه .. ولكن الحقيقه ان المُحب ليس واقعًا .. المُحب دائمًا غارق في اعماق حبيبه .

التفت سريعا بخطى يتسابق مع ضربات قلبها تاركه غرفتها لتذهب بكل جيوش حبها وحنينها إليه واقفه امام باب غرفته لتطرق باب الحب بقبضه الاشتياق .. فتح سليم الباب وهو عاري الصدر متعجبا ليردف بلهفه
- وجددد! في حاجه ؟!

نظرت له كثيرا محاولة استجماع ما ستقوله كى توصل له كيف تشتاق اليه .. ظل سليم يتأملها بعنايه فاستطاعت آيضاً بنظره له من عيناها ان تحي الف عرق ممتد الى قلبه وتجعله ينبض لها وتنير قلباً قد ذبل من زمان ..!

بللت حلقها قائله بارتباك ورجفة قلب
-مشيت ورا قلبي لقيتنى واقفه علي بابك .. انا مش قادرة انام من غيرك، سليم عاوزه انام الليله في حضنك ...

 

 

تااابع ◄