-->

رواية لقد كنت لعبة في يده الجزء الأول


 انتى طالق...
قالها ايهاب بحسم
فتحت سالى عيناها البنيتان ظنت ان تلك الكلمات البغيضه تتردد فى الاجواء مجددا
انه نفسه ذاك الحلم الذى يؤرق مضجعها مرارا وتكرارا منذ ان طلقت من زوجها قبيل ليله زفافهم بثلاثه ايام فقط منذ عام مضى
لاتزال تشعر سالى بنفس الغصة التى شعرت بها بعد طلاقها.


رفعت سالى جسدها بصعوبه واتكأت فى جلستها فى سريرها تحاول استجماع ذاتها.

ثم قامت من سريرها واغتسلت واتجهت الى غرفه والدتها التى كانت تجلس بمفردها تقرأ القرآن.
سالى: صباح الخير يا ماما
مجيده(الام): صباح الخير يا لولو صاحيه بدرى النهارده يعنى
سالى: ااه اصلى نازله اشوف شغلانه كده لقيت اعلانها ادعيلى
مجيده: ربنا يوفقك يابنتى فى مستشفى قريبه مننا ؟
سالى: هه. لاء مش مستشفى المرادى
مجيده: امال ايه مستوصف؟

سالى: شركه ..
مجيده: ايه؟ شركه؟ والشركه دى كبيره يعينوا فيها دكاتره اسنان يعنى؟
ابتلعت سالى ريقها وقالت: لاء ماهما مش عايزين دكاتره هما عايزين سكرتيره
مجيده: سكرتيره! ايه يابنتى الكلام اللى بتقوليه ده؟ ومالك انتى ومال الشغلانه دى؟

سالى: ماهو يا ماما مش احسن من قعدتى وبعدين السكرتيره بتعمل ايه انا مابعرفش اعمله والمرتب اعلى من مرتبى فى الحكومه ولا اربع مرات
مجيده: لااااا. فين ابوكى يسمع تعالى تعالى يا محسن شوف بنتك الدكتوره عايزه تشتغل فين هوه طلع فوق السطوح تلاقيه ...
الصوبات اكلت عقله زى ماعقلك خلاص راح .اخر تعبى فيكى تشتغلى سكرتيره
دخل محسن الغرفه ليجد زوجته غاضبه فيما تقف ابنتهما وتبدو عليها علامات لنفاذ الصبر وقله الحيله.

محسن: صباح الخير يا لولو ايه مالك مطلعه صوت ماما ليه على الصبح كده؟
مجيده: انت جيت ؟ تعالى شوف بنتك الدكتوره عايزه تشتغل ايه؟
محسن: براحه براحه يا مجيده ضغطك هيعلى تانى
سالى: يا ماما حصل ايه لده كله
مجيده: حصل ايه؟ انتى مش حاسه بالوكسه اللى انتى فيها عايزه توكسى روحك بزياده
احمر وجهه سالى على الفور وترقرقت الدموع فى مقلتيها فرمق محسن زوجته بنظره غاضبه ثم قال: تعالى.. تعالى ..يا لولو احكيلى بره عبال ما ماما تهدى ولا اقولك روحى اعمليلها كوبايه كركديه.

سالى: حاضر يابابا
انطلقت سالى الى المطبخ فيما قال محسن: ايه يا مجيده كل شويه تبكتى فى البنت كده حرام عليكى مش كفايه كسره نفسها؟ حصل ايه احكيلى ووطى صوتك من فضلك
مجيده: ماهو من حسره قلبى عليها وهيا ولا على بالها صاحيه وعايزه تروح تقدم على وظيفه سكرتيره ينفع بذمتك؟ بنتك الدكتوره تشتغل سكرتيره ايه بنشحت ولا مش لاقيين نأكلها
اشار لها محسن لتصمت وقال: ان شالله فراشه حتى...احنا مصدقنا تخرج وتشوف الدنيا ولا عاجبك الحابسه اللى هيا فيها دى ولا عايزه دور الاكتئاب يرجعلها من جديد وماله تخرج وتحتك بالناس وتنسى شويه الهم اللى انتى معيشاهولها ليل ويا نهار.

مجيده: يعنى انت شايف كده؟
محسن: ااه سيبها تخرج وبدال ماتقفليها فى وشها ادعيلها وياعالم يقبلوها ولا لاء
عادت سالى بعد قليل ومعها كوب من الكركديه: اتفضلى يا ماما
محسن: الشركه دى فين يا لولو
سالى: ثوانى يابابا اجيبلك الاعلان بتاعهم واجى
احضرت سالى الجريده فقرأ محسن الاعلان وقال: ياااه دى بعيده يابنتى دى تقريبا بره اسكندريه
سالى: ماهو انا عرفت يابابا انهم عندهم اتوبيسات بتنقل الموظفين
محسن: طيب ومواعيدهم ايه؟
سالى: من 7 ل

مجيده: يااااااااااه كل ده
محسن: مش كتير يا سالى تعب عليكى يابنتى
سالى: ولا كتير ولا حاجه يابابا وبعدين المرتب حلو يستاهل ثم انى كنت بخلص شغلى فى الحكومه الساعه اتنين عبال ما ارجع فى المواصلات كنت برجع على تلاته ونص .الشغل ده ازيد بساعه ونص بس وبأضعاف المرتب ومش هغلب فى المواصلات
محسن: ماشى ماشى يا سالى هتروحى امتى
سالى: يادوب ااقوم البس عشان اعرف اوصل على ميعاد المقابله
محسن: ماشى يا حبيبتى وخدى بالك من السكه وخدى العربيه على الله ماتقلش بأصلها فى المشوار الكبير ده
سالى: ربنا يستر
ابدلت سالى ثيابها بثياب رسميه انيقه وضعت قليلا من الكحل والماسكرا ومرطب شفاه لامع ثم ذهبت لتقبيل والدتها وقالت: ادعيلى يا ماما
نظرت لها مجيده: هقولك ايه . ربنا يوفقك يا بنتى ويجبر بخاطرك
ابتسمت سالى واتجهت الى اعلى السلم الدخلى الذى بدوره يصلها بسطح المنزل وقالت بصوت عال نسبيا: مع السلامه يا بابا.انا نازله مش عاوز حاجه وانا راجعه ؟
قال محسن: عسليه من عند عمك ابراهيم
سمعته زوجته من غرفتها فاعترضت فى الحال وقالت: السكر يا محسن
اشار محسن لابنته بصمت بأصبعه رافضا وقال بهمس قرأته سالى من شفتيه: واحده بس
ضحكت سالى وهزت رأسها وخرج

اتجهت سالى الى الشارع ورفعت الغطاء عن سياره والدها القديمه فيات 128 ذات لون احمر بحاجه ماسه لاعاده طلائه منذ اصابه الاهمال الناتج عن قله استعمال صاحبها بعد تقاعده لدى بلوغه الستون عاما من عمله كمهندس زراعي
وكانت سالى المستخدمه الوحيده للسياره القديمه على فترات متباعده لقله خروجها بعد تقديمها لاجازه طويله المدى من عملها الحكومى
ركبت سالى السياره قائله: بسم الله ربنا يستر وتقومى بسرعه يا زوبه
وفى الحال استجابت لها "زوبه" ودارت بصوت محرك مدوى فقالت سالى: الله عليكى يا بطه توكلنا على الله
بعد مضى نصف ساعه كانت سالى تسير بالسياره بسرعه معتدله على الرغم انها خارج حدود الاسكندريه بقليل تمر بجوارها السيارات المسرعه بكثره الا سيارتها
ظلت سالى تسير بها بهدوء لخوفها ان يصيب السياره عطل ما.

سالى: انا محترمه نفسى وماشيه على 70 اعملى انتى بأصلك ووصلينى منغير بهدله
سمعت سالى زمورا مدويا لاحدى السيارات الفارهه
فقطبت سالى جبينها وقالت بغضب رافضه تحويل وجهتها: خد شمالى ما السكه فاضيه
ارتفع زامور السياره الفارهه خلفها اكثر واكثر ولم تبالى سالى فلم يجد سائق السياره الفارهه حلا سوى تغيير اتجاهه الى الناحيه الاخرى
فسار وابطأ من سرعته واشار لها بحركه بذيئه من اصبع يده
اتسعت عينا سالى بدهشه مستنكره وقالت بغيظ: قليل الادب فعلا
لم تنتبه سالى انها تجازوت مدخل جانبى يؤدى الى الشركه فأوقفت السياره على بعد عده امتار ونظرت فى المرآه بيأس وقالت: وبعدين...منك لله ادينى فوت المدخل هرجع لوره وربنا يستر.

ما ان همت سالى بالرجوع حتى تصاعدت اصوات السائقين خلفها بالسباب والاعتراض فاضطرت سالى للمضى قدما عده امتار اخرى حتى وجدت فتحه واسعه للرجوع للخلف فعادت سالى ادراجها
وصلت سالى متأخره للشركه حاولت هندمه ملابسها بسرعه وهى تلعن داخلها سوء حظها
اتجهت سالى الى مكتب الاستقبال فطالعتها موظفه بشوشه فقالت لها: صباح الخير
موظفه الاستقبال: صباح النور
سالى: كنت جايه بخصوص اعلان السكرتيره من فضلك
نظرت لها موظفه الاستقبال مستنكره وقالت: اتأخرتى اووى الميعاد كان من نص ساعه
سالى: معلش السكه بقى واول مره اجى.

موظفه الاستقبال: لحسن حظك اخر واحده لسه ماشيه من شويه صغيرين تقدرى تتفضلى الدور التانى مكتب الاستاذ اسامه
تحركت سالى مسرعه باتجاه الدرج وقالت: متشكره اووى
موظفه الاستقبال: على فين خدى الاسانسير اسهل
اومأت لها سالى شاكره لها مرت دقيقه واحده حتى وصلت سالى للطابق الثانى كانت الشركه تتميز بالفخامه وهذا ما لاحظته سالى على الفور ادارت سالى بصرها بين الابواب حتى رأت موظفه تسير على هواده فأستوقفتها سالى: من فضلك مكتب الاستاذ اسامه فين؟

الموظفه: تانى باب على شمالك
سالى: شكرا
اتجهت اليه سالى وطرقته سمعت مجيبا يقول: ادخل
دخلت سالى لتجد رجلا فى اوخر الثلاثينات ذو هيئه محترمه انيقه يجلس يتحدث فى الهاتف ويبدو عليه الانشغال الشديد فوقفت سالى شاعره بحرج
انهى الرجل حديثه فى الهاتف ورفع انظاره باستفسار: افندم؟
سالى: استاذ اسامه؟
الرجل: ايوه.خير

سالى: انا آسفه انى جيت متأخر كنت جايه بخصوص المقابله لوظيفه السكرتيره
رفع اسامه حاجبه بدهشه مستنكره وقال: حضرتك عارفه انك متأخره يجى ساعه الا ربع تفتكرى ده مؤشر كويس؟
سالى: انا بكرر اسفى بس فعلا تهت وانا جايه انا اصلى اول مره اجى فى الطريق ده
اشار لها اسامه قائلا: طيب اتفضلى واقفه ليه

سالى: ميرسى
اسامه: طيب ياترى جيبتى ال سى فى معاكى ولا تاه هوه راخر
ابتسمت سالى وقالت: لاء جيبته اتفضل حضرتك
اخذه اسامه منه وطالعه بسرعه حتى رفع حاجبيه دهشه: دكتوره اسنان؟!
ابتلعت سالى ريقها وقالت: فى اعتراض؟
اسامه: لا ابدا يا دكتوره بس اظن الاعلان كان واضح احنا طالبين سكرتيره
سالى: فعلا الاعلان كان واضح مطلوب سكرتيره حسنه المظهر تجيد الانجليزيه والكومبيوتر .وانا بجيد الاتنين زائد فرنساوى كمان ومش مكتوب ان مطلوب تكون خريجه كليه معينه.

هز اسامه رأسه وابتسم: ايوه بس حضرتك دكتوره اللى يخليكى تقبلى بمهنه متواضعه كده
سالى: ماكدبش على حضرتك المرتب... ضعف مرتبى فى الحكومه غير انى تقريبا مابشتغلش كل اللى يجيلى العياده مش بيقتنع بحجمى وكأن دكتور السنان ده لازم يكون العملاق الاخضر
ضحك اسامه من قلبه فقد كانت سالى رشيقه ضئيله الحجم نوعا ما وقال: والله ما انا عارف اقولك ايه يا دكتوره يعنى انتى ماعندكيش مشكله تدخلى العملا وتطلبيلهم شاى وقهوه ونقولك روحى ودى وجيبى...
زم اسامه شفتيه واستطرد فى استنكار: صعب برضه.

هزت سالى رأسها نافيه وقالت: مش صعب ولا حاجه ده شغل وقصاده انا باخد اجر وحضرتك ليك بالكفاءه اللى هيتم بيها الشغل مش بمشاعرى تجاه واجباتى واللى اؤكد لحضرتك انها عاديه جدا بالمناسبه . وبعدين هيا السكرتيره دى مش بنى آدمه زينا وحضرتك النهارده محتاجلها فى شركتك
اقتنع اسامه فى الحال خاصه عند ذكر سالى حاجته لسكرتيره فى اقرب وقت حيث كان غير راضيا عمن تقدمن من قبلها وقال باستسلام: طيب هنعمل اختبار صغير عند مدام هدى فى مكتبها ونشوف.

اومأت سالى مبتسمه: متشكره اووى وان شاء الله اكون عند حسن ظنك
قام اسامه من مجلسه وقال: انا هاجى معاكى... واستبقها الى الباب
عندها فتح الباب ودخل رجل طويل لم تتبين سالى ملامحه ولم يراها فقد كانت تقف خلف اسامه الذى كان طويلا نوعا ما
قال الرجل: وبعدين يا اسامه الورق ده كله لسه ما اطبعش وماتبعتش كل دى جوابات متعطله
اخذ منه اسامه الاوراق وقال: طيب يا جاسر هنعمل ايه اصبر علينا كام يوم
جاسر: لحد امتى.

التفت اسامه الى سالى وقال: بلاها مدام هدى اتفضلى اطبعى الورق ده وهنشوف لو عملتيه صح اعتبرى نفسك اتعينتى خلاص
انتبه ساعتها جاسر الى سالى ونظر اليها مطولا وقال بسخريه: انا عايز الورق يتطبع بسرعه مش على سرعه 70
رفعت سالى انظارها وتذكرته سالى على الفور انه نفسه ذاك الرجل الذى تجاوزها صباحا وقالت: متشكره جدا على ذوق حضرتك
جاسر: العفو على ايه... على العطله اللى على الصبح
سالى: انا بسببك انت انا اللى اتعطلت وجيت متأخره كمان
اسامه: صلو على النبى يا جماعه فيه ايه ماتفهمونى
اخذ جاسر الاوراق من اسامه بنفاذ صبر وقال: يالا يا شاطره ماعندناش تعينات.

شعرت سالى بالاهانه واحمر وجهها بشده وقالت: طيب عن اذنكم
غادرت سالى الغرفه مسرعه فيما اعترض اسامه بعدما غادرت: ايه اللى انت عملته ده ؟دى عاشر واحده تمشيها حتى من قبل مانشوف مدى كفاءتها
جاسر بنفاذ صبر: اااووووه .الشغلانه دى عايزه واحده قلبها حامى مش بتاعه لكاعه
اسامه: اللكاعه لما تبقى فى الشغل لكن بره الشغل مالناش فيه
اتجه جاسر الى المكتب وجلس قباله واخذ ال سى فى الخاص بسالى وقرأه سريعا ثم قال متهكما: كفاءه! دى خريجه اسنان بتاعه خلع وحشو ايش فهمها فى السكرتاريه.

رد اسامه ساخرا: ااه.. فعلا ...اصعب مش كده
نظر له جاسر ممتعضا لاويا شفتيه: خلاص ..خلاص اعمل اللى انت شايفه لو من هنا لبكره ماحدش مناسب جه يبقى خلى شئون العاملين يتصل بيها
اسامه: اعمل فيك ايه يا اخى على طول كده رد فعلك.. صد رد ..دلوقتى ممكن تفتكر اننا خلاص مش قدامنا غيرها بعد ما كانت الكوره فى ملعبنا بقت فى ملعبها
جاسر: ياسلام! خلاص يعنى... ممكن بكره واحده تانيه تيجى وتكون احسن كمان.

اسامه: بقالنا اسبوع حاطين الاعلان وانا اللى بقابل اللى بيجوا وحضرتك بس فالح ترفض مش عارف انا بس مستحملك عشان ما انت خاطر اخويا الكبير
جاسر: ماشى ياعم كمل جميلك وعين سكرتيره فى اقرب فرصه الشغل متعطل انا رايح مكتبى... فين زياد؟ ماجاش لحد دلوقتى؟
اسامه: لسه مجاش
جاسر: خليه مش فالح غير فى الجرى وره البنات اهوه كان المفروض يجى النهارده بدرى عشان يحضر روحه للاجتماع
غادر جاسر مكتب اسامه فجأه كما دخل.
عادت سالى الى بيتها وهى تشعر بالاحباط والغضب الشديد وما ان دخلت حتى لاحظت امها وجهها المكفهر
مجيده: مالك ياسالى؟
سالى: ابدا ماقبلونيش
قالت مجيده وهى تشعر براحه كبيره: احسن برضه... يابنتى انتى دكتوره انتى مش عارفه قيمه نفسك
سالى: خلاص يا ماما بقى خلاص.

اتجهت سالى الى غرفتها فقاطعتها امها: على فين
سالى: داخله اغير وانام
مجيده: لاء غيرى بس ماتناميش اختك وجوزها جايين النهارده على الغدا تعالى ساعدينى لحسن انتى عارفه جوز اختك
امتعضت سالى فى الحال وقالت: اوف بصى يا ماما انا ححضر معاكى لكن مش هقعد معاكو هدخل اوضتى واقفل عليا عبال ماينزل هبقى اطلع
مجيده: ماينفعش عيب اختك تزعل وبعدين عشان تاخدى بالك من الولاد شويه وتريحيها الحمل تاعبها
سالى: حد قالها تحمل رابع... كل ده عشان عايز ولد .راجل متخلف
مجيده: عيب يابنتى ماتغلطيش كل واحد وعقله بقى ربنا يقوم اختك بالسلامه.

سالى: وهيا سرمين هتلاحق على ايه ولا ايه؟
مجيده: ادعيلها ياحبيبتى عقبال مافرح بعدلك انتى كمان
سالى: طيب هدخل اغير واجى وراكى ومن فضلك يا ماما لو سمحتى ماتجيبيش قدامهم سيره الوظيفه بتاعه النهارده
مجيده: حاااااااااااضر شوفتى انا بسمع كلامك ازاى عايزاكى انتى كمان تسمعى كلامى
سالى: فى ايه يا ماما هوا انا عصيتك يوم
مجيده: ربنا يهديكى ويكتبلك الخير.

مضت ساعتان حتى رن جرس الباب معلنا عن وصول سيرين (الاخت الكبرى )وزوجها معتصم والبنات الثلاث ندى وهبه وايمان
كانت سالى تعشق الصغار كثيرا وما ان وصلو حتى اصطحبتهم الى غرفتها كى تلاعبهم وتمضى معهم بعض الوقت تشعر انها عادت كطفله مره اخرى بصحبتهم بدلا من الملل الذى يرافقها من احاديث الكبار والخاصه بفشل زيجتها قبل ان تكتمل والدعاء المستمر لها "بالستر" مما يشعرها فى كثير من الاحيان انها لاترتدى مايكفى من الملابس !

حان موعد الغداء توجهت سالى الى المطبخ لمساعده امها والتى كانت تتحدث مع سيرين اختها
مجيده: روحتى للدكتوره ياسيرين
سيرين: ااه ياماما بس ماعرفتش تشوف ولد ولا بنت
مجيده: ليه بقى ما انتى بقيتى فى الخامس
سيرين: اللى حصل خايفه اووى لا تكون بنت ياماما
سالى: ياسلاااام ايه الكلام الفارغ اللى انتى بتقوليه ده غيرك مش طايل ضفر عيل بدال ماتحمدى ربنا
سيرين: حمداه ...حمداه والله ياسالى بس اعمل ايه فى معتصم

سالى: وهوه مش عارف ان جنس المولود ده منه هوه ايش حال متعلم ساب ايه للجهله
مجيده: وطى صوتك احسن يسمعك وبعدين ما انتى عارفه انه من الصعيد ...خدى الاطباق وديهم على السفره يالا مش عايزين نأخر الغدا ابوكى مش حمل رغى معتصم فى السياسه
سيرين:ااه الله يكرمك ياسالى بابا خلقه بيديق ربنا يهديهم الاتنين
سالى: حاضر ..حاضر
اعدت سالى السفره بمفردها وماهى الا دقائق حتى جلست العائله بأجمعها لتناول الغداء حينها بادر معتصم سالى بالسؤال: ازيك يا سالى مختفيه يعنى
رفعت سالى انظارها بدهشه فلم تكن لها علاقه وديه بمعتصم وقلما يتحدثون: انا الحمد لله
معتصم: ايه مافيش جديد؟

سالى: جديد! جديد ايه
معتصم: يعنى... عريس
سيرين: معتصم اصله عنده عريس لسالى
مجيده: بجد! بجد يامعتصم
امتعضت سالى على الفور فلاحظ والدها عبوسها فقال: ما انت قاعد معايا بقالك ساعه ماجبتش سيره يامعتصم
معتصم: ماهو ياعمى رأى العروسه برضه يهمنا
محسن: وانا رأى ايه... فى البلاالاا
سيرين: لاء يا بابا العفو معتصم مايقصدش

مجيده: الله يامحسن ليه كده اكيد كان عايز يفرحنا كلنا .قولى يامعتصم انت تعرفه كويس
معتصم: زميلى فى الشغل عنده شقه وعربيه وراجل مقتدر مرتبه قدى مرتين
سيرين: ااه يا ماما ومعتصم بيشكر فى اخلاقه وتفكيره اووى
قالت سالى بسخريه: لااا وكمان تفكيره عاجب معتصم ده يبقى لقطه
استشف معتصم لهجتها الساخره فقال بحده: راجل ...مش احسن من الندل اللى سابك قبل فرحكو ب3 ايام
احمرت وجنتا سالى على الفور ودفعت طبقها جانبا وقامت واتجهت الى غرفتها

محسن: اسمع يامعتصم يابنى عندك عريس وماله اهلا وسهلا يدخل البيت من بابه يتقدم ونشوفه لكن تلقيح كلام على بنتى انا ماسمحلكش
مجيده: هدى خلقك يا محسن معتصم خايف عليها برضه
معتصم: يعلم ربنا انى بخاف عليها زى اختى بالظبط ياطنط
سيرين: انا هقوم اشوف سالى

محسن: خليكى قاعده كملى اكلك هيا لما تهدى هتطلع ومافيش داعى نقعد نفكرها كل شويه باللى حصل
قالت سيرين بأسف: فعلا يابابا هيا مالهاش ذنب منه لله الهى لايكسب
انتهت زياره الاخت وغادرت برفقه زوجها واطفالهم فيما جلست سالى فى غرفتها وحيده تطالع كتابها المفضل بعنوان "لاتحزن" لطالما ظل هذا الكتاب رفيقها فى اشد ايامها قسوه.

فبين سطوره يحمل اسمى معانى الصبر والامل
وتحمل لها صفحاته كلمات تهدىء من روعها وقلقها من حاضرها المؤسف
سمعت طرقا خفيفا على الباب فقالت: ادخل
محسن: ممكن ادخل ؟
سالى: ياخبر يا بابا اتفضل طبعا
محسن: قومتى ليه من على الغدا
سالى: يعنى يا بابا عاجبك معتصم وتلقيح الكلام اللى بيرميه ده
محسن: لاء مش عاجبنى طبعا لكن كمان ماعجبنيش تصرفك
سالى: يعنى كنت اهزئه يا بابا؟
محسن: لاء طبعا انا مقولتش كده ...
تنهد الاب واكمل:انتى كتير بتقلقينى عليكى ياسالى

سالى: ليه بس يابابا يعنى عشان قاعده منغير جواز انا لسه عندى 27 سنه ماعجزتش يعنى
محسن: لاء انا مقولتش كده.رد فعلك اللى بيقلقنى يابنتى عايز اموت وانا مطمن انك بتعرفى تتصرفى صح وتدافعى عن روحك مش تهربى اللى انتى عملتيه النهارده ده اسمه هروب
سالى: انا ماهربتش يابابا انا انسحبت وفيه فرق ...انسحبت عشان ماما اول مابتسمع كلمه عريس ...خلاص اى حاجه تانيه بتتمحى حتى موافقتى او رفضى سيان عندها
واختى بتحب جوزها على الرغم من سخافته ومش هتطيق كلمه عليه وهتيجى فى صفه ضدى
محسن: وانا يا سالى؟

سالى: ربنا يخليك ليا بابا انت الوحيد اللى فاهمنى بس زى ما انا غاليه عندك سيرين كمان غاليه عندك ومش هترجعها بيتها مع جوزها وهو زعلان منك ولا منى يبقى اجيب العيب فيا انا اهون
محسن: يا ابو البنات ياعتبه للاندال صح يابنتى صح
سالى: بعد الشر عليك يابابا ومعتصم برضه مش ندل هوه تفكيره دقه قديمه شويه بس قلبه طيب كلامه دبش بس طيب هنقول ايه
محسن: طيب ...حيث انه طيب ايه رأيك اخليه يجيب العريس تتعرفى عليه؟
سالى: هه؟مش عارفه يا بابا طيب مش تسأل عنه اكتر قبل مايجى.

محسن: مش مهم انى اسأل عنه دلوقتى السؤال ده مفروغ منه بس لازم اعرف ان كان فيه قبول من ناحيتك ولا لاء
سالى: اسأل على ظروفه الاول كويس يابابا وبعدين نشوف اسمه سنه مركزه الاجتماعى وربنا يسهل
محسن: انما ماقولتليش عملتى ايه النهارده فى الشركه ؟
ابتسمت سالى ابتسامه ساخره: ماتقبلتش حتى مش نافعه اكون سكرتيره
محسن: ماتزعليش ياستى خسارتهم هما وكويس دا حتى المشوار بعيد اووى زوبه عملت معاكى ايه
سالى: لا والله كانت بنت حلال ههههه
محسن: طيب كويس جبتيلى العسليه ؟

سالى: اخ... اسفه يابابا نسيت خالص والله
محسن: كده طيب انا هطلع احسن منك وهقسم معاكى باكو الشيكولاته العظيم ده
قام محسن بتقسيم الحلوى مع ابنته فيما فتح الباب فجأه ودخلت مجيده وذعرت لدى رؤيتها للشيكولاته التى هم زوجها بالتهامها
مجيده: هيييييييييه كده برضه يا محسن مش خايف على السكر وانتى يادكتوره مش عيب عليكى
بدا محسن مذنبا كالاطفال وقال بنبره مستكينه: خلااص خلااص يا مجيده دى حته صغيره
سالى: يا ماما ماهو حرام يمنع نفسه خاالص برضه
محسن: اهيه قالتلك

مجيده: ااه يانى منكم انتم الاتنين على طول عاملين حزب عليا قوم قوم كلم معتصم على التليفون عايزك بخصوص العريس
اتجه محسن الى الهاتف فيما توجهت مجيده بالحديث الى سالى: والله فيه الخير انه يهتم ويعبرك بعد قله ادبك النهارده الضهر معاه
سالى: انا يا ماما؟ انا قليله الادب برضه
مجيده: واللى عملتيه معاه ده يبقى اسمه ايه كتر خيره الراجل انه فاكرك وعايز مصلحتك
صمتت سالى ولم تجيب فهى تعلم جيدا انه لا فائده من الجدال مع امها
عاد محسن بعد قليل وما ان دخل حتى بادرته مجيده بالسؤال: هاه اتفقت معاه على ميعاد
محسن: لاء

تهللت اسارير سالى فيما قالت مجيده بعصبيه: لاء ليه؟
محسن: معتصم ده شكله اتخبط فى نافوخه الراجل عنده 45 سنه وقال ايه بيقولو اصله كان بيجوز اخواته ما يجوزهم وانا مالى يروح يشوف اللى من سنه
مجيده: وماله يا محسن مش يجى ونشوفه مش ممكن شكله مايديش سنه
محسن: كلام ايه ده يا مجيده ليه هيا بنتى كانت بايره ولا كانت بايره دى لسه عندها 27 سنه ودكتوره كمان
مجيده: فرحان اووى انها دكتوره ماكنت ماعندكش مانع تشتغل حتى فراشه خليها خليها قاعده جنبك ااه يانى منكم انتم الاتنين ربنا يلطف بيا منكم
سالى: كده برضه يا ماما ؟
خرجت مجيده كما دخلت فيما اعطى محسن قطعه من الشيكولاته لابنته قائلا: خدى خدى ولا يهمك بكره تروق ما انتى عرفاها
ابتسمت سالى وتناولت الحلوى من والدها

مر يومان وفى الصباح سمعت جرس الهاتف فهمت بالنهوض للرد الا ان والدتها قد استبقتها وردت
وبعد قليل قالت مجيده بصوت مرتفع: سالى يا سالى
سالى: ايوه يا ماما
قالت مجيده بنبره غير راضيه: الشركه اللى كنتى روحتيها بيتصلو وعايزينك تروحى النهارده فى اقرب وقت
تهلل وجهه سالى وقالت: بجد يا ماما؟
مجيده: فرحانه اووى ايوه بجد هقولك ايه غاويه فقر
سالى: بقولك المرتب اد كده تقوليلى فقر يا ماما

اشارت لها مجيده بيديها بحركه غير مباليه وذهبت الى غرفتها وانصرفت سالى الى غرفتها هى الاخرى وبدلت ملابسها سريعا وارتدت طقما رمادى اللون مكون من جاكيت قصير وتنوره طويله وبلوزه بيضاء ذات كشكشه بسيطه بطولها وطرحه ذات لون نبيتى جذاب
خرجت بعدها سالى وصعدت درجات قليله من السلم الداخلى وقالت: بابا ...بابا
محسن: ايوه يا لولو
سالى: الشركه اتصلو بيا وعايزنى اروح انا خارجه مش عاوز حاجه
محسن: هاتى اللى قولتلك عليه المره اللى فاتت واوعى تنسى المرادى
سالى: ههههههه حاضر يا بابا من عينيا
محسن: يسلمو عنيكى يا حبيبه بابا

انطلقت سالى الى الشركه ولم تهتم بالاسراع فى طريقها دخلت سالى لشركه بعد مرور ساعه زمنيه واستقبلتها الموظفه البشوشه من جديد
سالى: صباح الخير انا سالى اتصلو بيا النهارده الصبح عشان اجى
الموظفه: ااه سالى محسن مش كده طيب اطلعى بقى الدور التانى بس المره دى مكتب شئون العاملين عند مدام هدى
سالى: متشكره اووى
اتجهت سالى الى المصعد فتح الباب فهمت سالى بالصعود فباغتها صوت رجولى من ورائها استطاعت سالى تميزه انه المدعو جاسروهو يقول: الاسانسير ده لكبار الزوار
استدارت سالى وشعرت بالخجل ممزوجا بالحنق فاعترض شابا كان برفقه جاسر قائلا: والآنسه اول مره اشوفها واكيد من كبار كبار الزوار كمان اتفضلى اتفضلى حضرتك ليدز فيرست

اشار لها الشاب بالصعود فركبت سالى على مضض شاعره بالحرج من نظرات الشاب المتفحصه لها
الشاب: انا اسمى زياد شريك اساسى هنا فى الشركه وحضرتك
سالى: سالى محسن كنت مقدمه على وظيفه سكرتيره هنا
زياد: ياااااااه ده الشركه كلها تنور
ردت سالى بخجل: ميرسى
استرقت سالى نظره جانبيه الى جاسر الذى كان يقف وعلى وجهه علامات الاستياء وما ان وصل المصعد للدور الثانى حتى غادرته سريعا
فباغتها زياد قائلا بعدما استوقف المصعد: انتى رايحه مكتب مدام هدى مش كده ؟
سالى: ااه
زياد: طيب المكتب هتلاقيه اخر الطرقه اللى قدامك دى والشركه نورت والله
سالى: ميرسى
انصرفت سالى فيما قال جاسر بنفاذ صبر: خلاص خلصت حضرتك كل موظفه تجيلنا جديد لازم تقابلها بالموشح ده الشركه نورت ولو كنا عرفنا كنا فرشنا الارض ورد
زياد بتصميم: ااه طبعا ..لازم الموظفين يحبوا يجوا الشغل عشان يشتغلو صح وبنفس.

غادر جاسر المصعد واتجه الى مكتبه ولم يهتم بالرد على اخيه الصغير الذى اتجه بدوره للطابق الثانى من جديد ليطارد سالى مرددا فى داخله " سالى ...السكرتيره ...ياخلاصى عليها ...عصفوره خالص "
طرق زياد مكتب مدام هدى ودخل ليجد مدام هدى جالسه تتابع احد الملفات فى اهتمام فيما كانت سالى منكبه على الكيبورد وتتحرك اصابعها برشاقه مترجمه احدى الخطابات بمهاره
زياد: صباح الخير على احلى مدام هدى فى الكون ..هاه اخبارنا ايه
ابتسمت مدام هدى بسعاده: صباح النور يا استاذ زياد خير ايه اللى فكرك بينا ؟

زياد: وانا اقدر انساكم يا مدام هدى ياعسل نظر الى سالى مستفهما وقال: ايه رأيك يا هدى فى سكرتيرتنا الجديده؟
رفعت سالى انظارها وابتسمت ابتسامه صغيره وردت هدى: لاا عال العال الصراحه ماشاء الله نمسك الخشب انا حضرت العقد عشان يمضيه الاستاذ اسامه اول ما جى
زياد: لاا وليه تستنى اسامه هاتى انا امضيه ولا مانفعش
هدى: العفو بس حضرتك عارف ان التعينات بتكون من اختصاص الاستاذ اسامه وبعدين فى الاول والاخر شغلها تقريبا كله هيبقى معاه
خاطب زياد سالى: شوفتى هيا مصممه تستنى اسامه لكن عن نفسى انا مستعد امضى بروحى قبل عنيا كمان
احمرت وجنتا سالى على الفور فيما ابتسم زياد فى خبث واستطرد بجديه: طيب يالا على مكتبك بقى سالى صح
سالى: ايوه.

هدى: انا كنت لسه هوريها نظام الشغل
زيادج: لا خليكى انتى خلصى اللى كنتى بتعمليه انا هوريها كل حاجه
نظرت سالى الى مدام هدى مستنجده والتى ابتسمت الاخرى بمكر قائله: وماله ماهما الموظفين الجداد الحلوين بالذات لازملهم معامله ملكيه. اتفضلى يا آنسه سالى مع استاذ زياد هوه هيوريكى نظام الشغل
انصرفت سالى شاعره بالتخبط والخوف من تلميحات مدام هدى ولكن لم يكن بيديها حيله
دخل زياد مكتب صغير يقع فى نهايه الممر الطويل وفتح لها الباب بحركه مسرحيه وقال: تاتاتاااااا مكتبك ياقمر هاه ايه رأيك
نظرت له سالى وذعرت لطريقه خطابه وقالت فى اعتراض: استاذ زياد من فضلك مافيش داعى لطريقه الحوار بالشكل ده انا هنا جايه اشتغل وحابه ان ماسبش انطباع عند اى حد بعكس كده

ابتسم زياد وقال: ما انا عارف انك جايه تشتغلى واحنا هنا من زمان وبندور على سكرتيره.. بس ده لزوم الترحيب اول يوم وبنحب ندلع الموظفين عندنا عشان يجوا تانى
سالى:اطمن حضرتك منغير حاجه انا ان شاء الله ناويه اجى تانى ثم قالت بنبره اكثر حسما: والشغل شغل
اتخذ زياد وضعيه اكثر جديه وعقد حاجبيه بعزم وقال بصوت خشن: صح الشغل شغل اسيبك بقى عشان تشتغلى
نظرت له سالى متوسله وقالت: طيب حضرتك مش هتقولى اعمل ايه.

ضاقت عينا زياد وقال: ماقولنا كده من الاول .بصى يا ستى انتى كل يوم الصبح حيجلك جوابات ومرسلات تبدأى توزيعها فى ملفات حسب نوعيتها واللى محتاج يترجم تترجميه اما حكايه المواعيد دى من اختصاص قسم الاستقبال بس وطبعا فى الاجتماعات حتحضرى وتكتبى الملاحظات
واهم حاجه بقى ... تيجيلى كل يوم مكتبى فى الدور اللى فوقيكى تصبحى عليا وتجيبلى الاوراق الخاصه بيا وتسلمهانى يدا بيد
نظرت له سالى ولم تدرك ان كان يمزح ام لا وقالت: وانا هلف على مكاتب الموظفين واحد واحد اديله الورق بتاعه
زياد: لاا موظفين مين مافيش غيرى انا وبس.

نظرت له سالى غير مصدقه عندها ضحك زياد وقال: واخواتى اسامه وجاسر
اظن انتى قابلتى اسامه قبل كده وجاسر اللى كان فى الاسانسير الصبح
سالى: انا فعلا قابلتهم الاتنين قبل كده والاستاذ جاسر المره اللى فاتت مشانى وقالى معندناش شغل
زياد: معقول !...لا بجد مالوش حق اكيد ماكنش فى وعيه ههههههه
ابتسمت سالى بخفه وهزت رأسها فعلى الرغم من علمها ان زياد قد تخطى الكثير والكثير من الخطوط الحمراء التى وضعتها لنفسها لدى تعاملها مع الرجال وخاصه الاغراب.

الا انها لم تتمكن من ايقافه فقد كان سلس سهل المعشر عكس اخوه جاسر تماما
قاطع حبل افكارها صوت طرق على الباب فقال زياد: ادخل
مدام هدى: انا جيت اطمن على سالى هاه يا سالى عرفتى نظام الشغل
نظرت لها سالى وهى تشعر بالحنق منها وقالت: يعنى نوعا ما
زياد: طيب انا هطلع مكتبى واللى مش فاهماه اظن مدام هدى هتقولك عليه .سلام
غادر زياد فيما قالت مدام هدى بخبث: غريبه امال كنتم بترغوا كل ده فى ايه وانتى لسه ماعرفتيش النظام
قالت سالى: بصراحه انا كنت متوقعه ان اللى هيفهمنى الشغل سكرتيره زيي مش صاحب الشغل فماحبتش اكتر فى الاسئله
مدام هدى: ااااااه قولتيلى طيب بصى يا ستى عشان تعرفى نظامنا.

امضت مدام هدى قرابه النصف ساعه فى شرح متطلبات عمل سالى والتى عند انتهاء حديث مدام هدى لها شعرت بالعجز وقالت: انا كنت فاكره ان الشغل ابسط من كده الصراحه
مدام هدى: امال انتى فاكره المرتب كبير اووى كده ليه انتى هنا ممكن تكونى بالاسم سكرتيره استاذ اسامه لكن تعاملك مع كل الشركا
سالى: يعنى انا سكرتيره التلاته مش كده؟
هدى: ههههههه ااه الثلاثه يشتغلونها ههههه بصى جاسر بيه ومش بيحب يتعامل مع سكرتاريه بيدى اوامره دايركت
وزياد بطلو يجبلو سكرتيره من زمان واظنك عرفتى السبب
فاضل الاستاذ اسامه وهو بياخد الاوامر من جاسر بيه ويوزعها على بقيه الموظفين عشان كده لازم يكون فيه سكرتيره
سالى: ربنا يسهل.

هدى: اهم حاجه الانضباط والتزام فى المواعيد اكتر حاجه جاسر بيه بيكرهها ان الموظفين يتأخروا او مايخلصوش اشغالهم لحسن الحظ احنا مالناش احتكاك بيه اووى هنا فى الاداره لكن ده برضه رئيس مجلس الاداره يعنى اهم واحد فى الشركه معظم تعاملنا المباشر مع استاذ اسامه زى مافهمتك وهوه راجل ذوق وجنتل اووى
سالى: ااه انا فعلا حسيته كده طيب هبتدى بقى اخلص الاوراق دى
هدى: ربنا معاكى واما تخلصيها اضربى الجرس هيجيلك الساعى وخليهم يجيبهم عندى بس اى جوابات محتاجه ترجمه خلصيها الاول وطلعيها بنفسك لجاسربيه فوق ويستحسن تبتدى بيهم الاول.

امتعضت سالى عند سماعها ذاك الارشاد الاخير فلم تكن راغبه بالتعامل مع المدعو جاسر وقالت: هوه لازم انا مش ينفع الساعى
ردت هدى مستنكره: لاء طبعا ده رئيس مجلس الاداره يعنى لو فيه توجيهات مش هيبعتها مع ساعى زى ماقولتلك بيدى اوامره دايركت ليكى انتى وجها لوجه
سالى: طيب خلاص هبتدى اترجم الجوابات فورا
هدى: ربنا معاكى انصرفت هدى وعكفت سالى على الخطابات استغرقت قرابه الساعه ثم خرجت من مكتبها حامله الاوراق فى يدها وتوجهت للطابق العلوى ... فتح باب المصعد فخرجت سالى التفت يمينا ويسارا لاحظت سريعا وجود مكتب مدير مجلس الاداره على يسارها فاتجهت اليه بخطى رشيقه طرقت الباب بخفه فسمعت صوت جاسر يقول بقوه "ادخل".

دخلت سالى ولاحظت على الفور اتساع الغرفه الكبير تكاد تبلغ مساحته قرابه نصف مسكنها تقدمت بخطى واثقه الى مكتب جاسر المصنوع من خشب الابنوس الفاخر
قالت سالى وهى تضع الاوراق على سطح المكتب الانيق: الخطابات الى ترجمتها
رد جاسر بنبره غير راضيه: وفين الدوسيه؟
سالى: افندم؟
قال جاسر بنفاذ صبر: الملف ولا تمسكى الورق بأيدك كده وتطلعى بيه لحد هنا . الاوراق دى بتحتوى على معلومات مهمه وسريه وانتى مؤتمنه عليها يبقى لما تتحركى بيها تحطيها فى ملف مش تمسكيها فى ايدك كده
شعرت سالى بالحرج وقالت: انا اسفه مش هيتكرر تانى.

طالع جاسر الاوراق وتصفحها بسرعه وقال: بعد كده تغيرى الخط ده خلى الحجم اكبر من كده
هزت سالى رأسها وقالت: حاضر
جاسر: اتفضلى دلوقتى على مكتبك بعد ساعه تيجى عشان تاخدى الرد على الخطابات دى
سالى: حاضر انصرفت سالى فى هدوء شاعره بالراحه لدى مغادراتها مكتب جاسر العبوس وما ان اغلقت الباب حتى رأت اسامه يتقدم امامها قائلا: صباح الخير يا دكتوره
ابتسمت سالى بلطف وقالت: صباح النور يا استاذ اسامه
اسامه: هاه اخبار الشغل ايه
سالى: الحمد لله كويس عن اذنك.

اسامه: اتفضلى
دخل اسامه مكتب اخيه دون ان يطرق الباب قائلا: السلام عليكم يا جاسر
جاسر: وعليكم السلام اخبارك ايه؟اتأخرت يعنى
اسامه: ميمى كان عندها تطعيم النهارده
جاسر: بالشفا يارب
اسامه: عقبال ما سليم الصغير يرجع بالسلامه وتنشغل تانى بيه
ظهرت معالم الاسى على محيا جاسر لدى ذكر اخيه اسم ابنه الوحيد: يارب يا اسامه
هز اسامه رأسه اسفا: معلش يا جاسر مكنش قصدى ااقلب عليك المواجع
جاسر: ليه هوه فكرك انى نسيت
اسامه: لاء طبعا تنسى ازاى مافيش اخبار عنه طيب؟ المحامى ماعندوش جديد؟.

جاسر: لاء اخر حاجه قالهالى ان عنده اخبار ان سهيله استقرت فى كاليفورنيا بس لسه مش متأكد اول ما يتأكد هيرفع دعوى بالحضانه
اسامه: يارب على الخير وان شاء الله نسمع اخبار حلوه قريب
ثم حاول اسامه تغيير مجرى الحديث فقال: شفت سالى وهيا خارجه من عندك هاه ايه رأيك فيها
جاسر: مش بطاله بس جيبالى الورق النهارده من غير ماتحطه فى ملف
اسامه: معلش الحاجات دى بسيطه بكره تتعود المهم انت نبهتها
جاسر: ااه طبعا

.اسامه: زياد جه معاك الصبح
جاسر: ااه هتلاقيه فى مكتبه ان ماكنش راح يعاكسها
اسامه: يعاكس مين سالى ؟ ...هوه لحق يشوفها! ...الواد ده مش بيرحم... ههههه ربنا يهديه
جاسر: انا من الاول ماكنتش مرتاح لتعينها قولتلك نجيب راجل
اسامه: يا جاسر صنف الرجاله اللى بيشتغلو سكرتير ده انقرض والستات اللى كبار فى السن ماكنوش عارفين حتى انجليزى المهم الشغل يمشى واظن البنت محترمه وهتوقف اخوك عند حده
همهم جاسر: اما نشوف ...

تاااابع ◄