رواية اغتصاب طفلة الفصل الأول


 تقدمت بخطوات هادئه لتجلس علي الشزلونج ناظره الي طبيبها الجالس علي الكرسي الذي بجانبها مباشرة فيبدأ حديثه كاسرآ موجة الصمت فيقول ...)

الطبيب:أتكلمي يا وسام

وسام:أتكلم اقول ايه يادكتور
الطبيب: قولي اي حاجه تخرجك عن صمتك ده ... حيرتيني في امرك ... طب احكيلي عن السبب اللي وصلتك للحالة دى
وسام:عايزني اتكلم يا دكتور
الطبيب: اكيد طبعآ
وسام: بس ياتري عندك طاقه تسمع
الطبيب: ده واجبي
وسام:للأسف يا دكتور ... انا بقالي 10 سنين كاتمه في قلبي وساكته عشان بدور علي حد يسمعني لانه عايز يسمعني ... انا مش عايزه حد يسمعني لان ده واجب عليه
الطبيب: بس انتي عارفه يا وسام اني مش بتعامل معاكى كطبيب
(فنظرت وسام اليه ثم تنهدت طويلآ قائله ).

وسام: عارفه يا اسلام ...بس تفتكر لو أنا اتكلمت مشكلتي هتتحل
اسلام: لازم تتكلمي عشان اعرف مشكلتك ونحلها
وسام: ماشى يا أسلام ... هحكيلك حكايه فات عليها 10 سنين ... وقتها كان عمري 13 سنه ... طالبه في اولي أعدادي ... والدي مدرس ... ووالدتي ست بيت
((تنهدت طويلا ثم تستطحت علي الشيزلونج لتبدأ حديثها و ...)).

(كنت بحب الدراسه جدآ ... كان عندي احلام كتير ... يوم ورا يوم كان بيعدي عليا كنت بتعلم من مدرسيني وافهم منهم ... وبحكم اني بنت زميلهم كانوا بيحبوني ... كانوا قريبين مني وكأني بنت ليهم ومحستش في يوم اني محتاجه للدروس الخصوصيه ... انا كنت متفوقه علي زمايلي كلهم خلصت امتحانات سنه اولي وظهرت النتيجه واكتشفت ان درجاتي في مادة الانجليزي مش كويسه اوي ... روحت ل بابا وطلبت منه اني اروح درس خصوصي بهدف اني اخلي لغتي افضل ... بابا وافق وقالي اختاري المدرس اللي تحبي تروحيله ... روحت المدرسة وسألت البنات بيروحوا دروس فين ...

كلهم اجمعوا علي مستر نبيل ... مستر نبيل هو الاستاذ اللي بيدرسلنا الانجليزي في المدرسه ... هو مش كبير في السن بس بالنسبه لينا هو اصغر مدرس بيدرسلنا ... كلنا كنا بنحب حصته ...هو في التلاتينات من عمره ... شاب يعني ... كانت كل البنات بتروح عنده درس ... حبيت الفكره جدآ لان هو اصلآ استاذ كويس وبيشرح حلو وبطريقه سهله ... بس مكناش بنلحق نفهم منه حاجه ... هنلحق ازاي اذا كان هو بيضيع نص الحصه في الضحك والهزار مع البنات ... اتفقت مع البنات وقولت ل بابا وبابا وافق بسرعه بما انه زميله واكيد هيحافظ له علي بنته وهيعاملني زي بنته ... مرت الايام وبقي مستويا كل يوم افضل من اللي قابله ... لحد ما جه يوم قبل امتحانات سنه تانيه بفتره قليله... اشاء ربنا اني اتعب ... جالي دور برد بقيت اغيب عن المدرسه وعن الدرس ...وفي يوم اتصل بيا مستر نبيل عشان يسأل عليه شرحتله اني كنت تعبانه ولسه يادوب بدأت اتحرك واني هروح المدرسه بكره والدرس ... لقيته بيقولي ان خلاص معتش وقت علي الامتحانات وان حصة النهارده هتبقي للمراجعه ... قولتله اني خلاص هحاول اروح ... طلب مني اقول لمامتي ان ممكن حصة النهارده تكون ساعتين او تلاته لانها مراجعه علي دروس السنه كلها ... وفعلآ عملت كده ... روحت وضربت الجرس و فتحلي الباب ... سلمت عليه كالعاده وروحت جهة السلم علي طول ندهلي و...)

نبيل: وسام
وسام: ايوه يا مستر
نبيل:هناخد الدرس النهارده في الشقه هنا
(بصيتله باستغراب جدآ طبعآ ... دي اول مره ... معروف ان الشقه في الدور التاني ده مخصص للدروس وان المستر عايش في الدور الاول مع الابله شيرين وبنته ... لقيته بيقولي ...)
نبيل: اصل التكيف فوق بايظ والجو حر جدآ فقولت ناخد الدرس هنا علي ما اصلحه
وسام: ان شاء الله خير
(ورجعت تاني ووقفت قدام باب شقته فدخل قدامي ووصلني لحد اوضه الجلوس بصيت حواليه مالقتش اي حد ... حتي هو اختفي ... ندهت عليه و ...)
وسام: مستر نبيل ... انت فين
نبيل: انا في المطبخ بجيبلك كوباية عصير
وسام: لا شكرآ مش عايزه
نبيل:ده عصير برتقال عشان البرد اللي عندك.

وسام: طب لو سمحت يا مستر هما البنات لسه ماجوش ليه
نبيل: ممكن يكونوا في الطريق
وسام: طب والميس شيرين ولوجين بنت حضرتك فين
نبيل: في مشوار وزمانهم علي وصول
وسام: ايه ده يعني احنا هنا لوحدنا
(لقيته داخل علي الصالون وشايل صينيه عليه كوباية العصير وبيقول ...)
نبيل: وفيها يعني
وسام: لالالا فيها كتير ... ماينفعش طبعآ انا هخرج برا اكلم البنات اشوفم فين
نبيل: طب استني ... اشربي العصير ده عشان تفوقي شويه
وسام: لا انا كويسه.

((هبت وسام واقفه واتجهت نحو الباب ولكن نبيل وقف بينها وبين الباب فتنظر له بتعجبت وسام من فعله هذا و ...))
نبيل: مش هسيبك تخرجي الا لما تشربيه
وسام: حاضر هشربه
(( فأخذت وسام الكوب وارتشفت من القليل ولكنه ارغما علي احتساء البقيه حتي افرغ الكوب مما كان يحوي فنظرت له وقالت ...))
وسام: ممكن اخرج بقي
(( قالت وسام جملتها هذه لتشعر بعدها بالدوار فتضع يدها علي رأسها فينظر لها ويبتسم فتقول ...))
وسام: هو فيه ايه
(( امسك نبيل يدها ليأخذها الي الداخل فيضع الكوب جانبآ ثم يأخذ وسام متجهآ الي احدي الغرف و ...))
وسام: انت واخدني مواديني فين ... انا تعبانه اوي ... حاسه وكأن جسمي مشلول ... هو فيه ايه ... رد عليه
((في هذه اللحظه كانا قد وصلا الي الغرفه المقصوده ... اجل هي ذاتها ... غرفة النوم قذفها بطول ذراعه لترتمي علي الفراش ... فتحاول ان ترفع نفسا ولكن هيهات فقوة المخدر الذي دسه لها في العصير كانت كفيله ان تفقدها قوتها كلها فيقول ...))
نبيل:عايزه تعرفي فيه ايه ... انا هقولك في ايه ... فيه انك عجباني ... وداخله دماغي اوي كمان ... جمالك ... ورقتك ...شقاوتك ... شكلك وانتي ورده وسط اصحابك.

((بدأت وسام تتمتم ببعض الكلمات تحت تأثير المخدر و ...))
وسام:حرام عليك انت عايز مني ايه ... سيبني اروح
نبيل: هو انا خططت لليوم ده عشان اسيبك تروحي في الاخر ... مستحيل
وسام: ابوس رجلك ارحمني ... اعتبرني بنتك
((اقترب منها نبيل ممسكآ يدها ليجلسها علي الفراش فقد خارت قواها تمامآ فيقول ...))
نبيل:وسام حبيبتي ... انتي مش بنتي ... انتي ورده فتحت قدام عيوني ... بقالي سنتين من يوم ما جيتي المدرسه عندنا وانا كل يوم بحلم اني اشم عطرك ... قبل كده كنت بشوفك كل فين وفين لما كنت باجي ازور ابوكي ... لما بقيتي تحت عيني ... دخلتي قلبي ... بقيت كل يوم احلم بيكي ... انك معايا وفي حضني ... عارفه انا عملت ايه عشان نبقي سوا ... انا لما عرفت انك جايه اتصلت بالبنات كلهم وعطيتهم اجازه النهارده ... عملت مشكله مع مراتي وخليتها تمشي ...حطيتلك مخدر في العصير ... كل ده عشان بحبك وعاوزك.

((عادت وسام من شرودها مع الموقف فتقول دامعه حيث كان جسدها يرتجف وقلبها يدق بقوه هائله ... كان من ينظر الي حالتا يشفق عليها و ...))
وسام: كنت بسمع كلامه وانا في حاله من الصدمه ... تصور يا أسلام مكنتش قادره اتكلم ... صوتي كان رافض يطلع ... حاولت اصرخ ... اعيط ... اقوله حرااااام ... مقدرتش ... كان جوايا بركان عاوز ينفجر ... روحي كانت بتتسحب مني ... حسيت بيه وهو بيقربلي ...مكنتش قادره افتح عيوني ... جسمي كان زي مايكون مشلول ...غمضت عيني ... كانت كل حاجه حواليه بتقتلني ... ضلمة المكان ... الهدوء ... صوت انفاسه ... لمسة ايده ... قربه مني ... ايوه ... ايوه فاكره اول لمسه من ايده لجسمي ... بدأ بوشي ... مد ايده علي رقبتي ... بدأ يفك زراير بلوزتي ... لسه فاكره لما همسلي في وداني وقالي هتبقي ملكي...

كانت اخر كلمه اسمعها ... كان جوايا غضب ووجع يملا الكون اهات ... صوت غضبي كان مكتوم جوايا... غبت عن الوعي تمامآ ... روحت في دنيا تانيه ...وكأني برفض اني اعيش الموقف ده ... فوقت بعد وقت ... مش فاكره قد ايه ... ممكن دقايق ... ممكن ساعات ... بصيت حواليه لقيتني في اوضه غريبه عني ... بصيت علي نفسي لقيتني عريانه ... اتصدمت من اللي شوفته ... شديت ملاية السرير سترت بيا نفسي ... بصيت علي الارض لقيت هدومي مرميه ... وقفت علي رجلي بصعوبه كبيره ... بحاول افهم ايه اللي حصل ... مش قادره استوعب .. بعد لحظات واخيرآ بعد كام محاوله قدرت اقف علي رجلي ... مسكت هدومي شيلت الملايه من علي جسمي وحطيتها علي السرير ... وفي اللحظه دي بس...

اتصدمت بجد ... ظهرلي اللي يثبت اني فقدت اعز ما املك ... ايوه هي دي ... هي دي البقعه اللي بتظهر بعد كل مشهد اغتصاب ... البنت اللي في الفيلم بتقعد تصوت وتصرخ بسببها ...هو دا الموقف اللي بعده كل واحده بتقعد تقول انها فقدت شرفها ...اسئله كتير خطرت علي بالي ... مشاعر كتير خلتني يكون جوايا 100 صوت بيصرخوا ... ماما ... ايوه ماما ... هو ده الشرف اللي ديمآ بتتكلم عنه ...في اللحظه دي سمعت صوت ماما وهي بتحذرنا... ديمآ كانت بتقول ... اوعوا يابنات تسمحوا لاي ولد يقربلكم ... ماما ديمآ بتتباهى بينا وبشرفنا وبعفتنا وبتقول ان لو واحده فينا فرطت في شرفها تدبحا باديها احسن من الفضيحه ...بابا ممكن يستحمل اي حاجه في الدنيا الا الفضيحه بين الناس ...الناس... الناس هتقابل الي في الشارع وتشاور عليهم ويقولوا هما دول اهل البنت اللي فرطت في شرفها ...افكار كتير جت في بالي وانا قاعده علي الارض وحاضنه الملايه وببكي ... حياتي كلا اتمثلت في حته من الملايه دي ...خدت نفس طويل واتنهدت بوجع وانا بقوم من علي الارض ولبست هدومي وخرجت من الاوضه وانا بجر الملايه ورايه ... لقيته قاعد قدام التلفزيون والابتسامه الصفره ماليه وشه ... نزلت دمعه من عيوني قهر ووجع من اللي حصلي ...لقيته بيقولي ...)

فلاااااااش
نبيل:هههههههه كل واحد فينا احتفظ بذكري للوقت الجميل ده
(بصيتله وانا مش فاهمه يقصد ايه فشاورلي علي شاشة العرض الكبيره اللي كان قاعد قدامها وبيستمتع باللي بيتفرج عليه و دي كانت صدمه تانيه فوق كل الضربات اللي عماله اخدها علي دماغي من ساعة ما دخلت البيت ده ... لقيته وبكل بجاحه صور كل حاجه حصلت بيني وبينه ... يالله ايه ده ...انسان وقح وحقير لأبعد الحدود ...ازاي فيه انسان كده ... وقفت قدام الشاشه مبرقه وكأني بتابع جريمة قتل ...ايوه جريمة قتل ...انسان مايعرفش عن اي حاجه عن الانسانيه كان بينهش في جسمي زي الديابه اللي اصطادت فريسه ...شوفت كل حاجه قدام عينيه بس برده كنت زي المشلوله ولتاني مره بعيش نفس الكسره ... نفس الوجع ...رجعت لورا خطوتين ... حاسه وكأن المشهد حقيقي قدامي فعلآ ... فجآه لقيته واقف ورايا ...اتخبطت فيه ... ضحك ضحكه عمري في يوم ما هنساها ...ضحكه كلها شر ...ضحكة انتصار...انا مش فاهمه هو غرضه ايه بالضحكه دي .. بيستفزني ...بيقهرني .. بيجرحني ...
...لكنه هزم كل توقعاتي لما بدأ يتكلم لأنه قال ...)

نبيل: ايه رأيك في التجربه دي ... حلوه صح ... بس بصراحه معجبتنيش اوي ... عارفه ليه ... لأنك كنتي مغيبه ...ما عشتيش معايا اللحظه ... ماحسيتيش بجمال الحاله ... بس ملحوقه انتي واخده اذن لمدة ساعتين او تلاته ... فات منهم ساعتين ... تعالي نعيش التالته سوا
((ما ان انهي نبيل كلماته حتي مد يده علي كتفيها وكاد ان يضمها اليه لتستوقفه صفعه قويه من يدها الصغيرتين ليضحك بجنون قائلآ ...))
نبيل: اول طريق القرب لمسه ... حتي لو قلم
وسام: انت احقر انسان شوفته في حياتي ... انت ازاي كدا ... انت دمرت حياتي
نبيل: ايوه انا احقر انسان ... انا احقر من كده بدرجات ... انا ممكن اعمل اي حاجه ... اي حاجه عشان تبقي ملكي ... عارفه ؟ لو كنتي اكبر من كده شويه كنت اتجوزتك ...بس الفرق بيني وبينك كبير ... وانتي لسه صغيره ... عشان كده شوهت مستقبلك ... عشان مش هقدر اشوفك في يوم مع حد تاني ... مش هقدر اعرف انك في يوم حبيتي واتخطبتي واتجوزتي ... ما هو لو ما بقتيش ليه مش هتبقي لحد تاني
وسام: مش ممكن انت انسان مريض
نبيل: بيكي ... مريض بيكي يا وسام
((شعرت وسام انها تقف امام انسان مريض فعلآ ... ظلت تنظر له من اسفل قدميه الي اخمد راسه ثم هزت رأسها بأسي وحملت حقيبتها لتضع فيها الملآه بأسي وسارت متجهه الي باب الخروج عازمه الهروب من كل شئ ... ولكنها تستدير له قبل ان تفتح الباب وتقول ...)
وسام: عارف ... انت مش اكتر من نقطه سودا في حياتي
(( ثم تركته وخرجت من المنزل لتسير بين الناس بخطوات متثاقله ...))

 

بااااااااك
وسام: مشيت وسط الناس وكأني ...انا فعلآ تايهه ... مش عارفه انا رايحه فين اوجايه منين ... الدنيا كانت بتلف بيا ... شايفه الدنيا كلها جايه عليا ... حاسه عيونهم معرياني ... شايفين جوا هدومي ...انا خايفه ... خايفه منهم كلهم ...فضلت الف في الشوارع بفكر في اهلي واللي ممكن يحصلهم لو عرفوا اللي جرالي ... انا فعلآ خايفه
((صمتت وسام لتعود من شرودها وهي مطبقة العينين رافضه ان تفتحهما كي لا تري واقعها تظن انها مازالت آسيرة لذلك الموقف الذي مزقها الى بضعة أشلاء مبعثره ... وضعت يدها علي قلبها الذي زادت نبضاته بشكل ملحوظ فنظر لها أسلام وجدها تتصبب عرقآ و كأنها عائده من ساحة قتال ولكن صدمته مما كان يستمع اليه جعلته يتألم بدلآ عنها لينتفض من مكانه حين يراها في هذا الموقف الذي قد يؤدي بحياتها ... كانت رجفة جسدها تغني عن اي تعبير عما تعانيه فأمسك بيدها وهو يتحدث قائلآ ...)

أسلام:اهدي ... اهدي يا وسام ... أنتي في أمان ماتخافيش ... انا جمبك
((فتحت وسام عيونها لتري اسلام يقف بجانبها والقلق يبدو عليه فرفعت جسدها عن الشزلونج في محاوله ان تقف علي قدمها ولكن خانتها قوتها لتجلس باكيه لتقول ...))
وسام:معتش قادره اكمل يا اسلام ... سامحنى
اسلام: انا اللي اسف يا وسام ... غصبت عليكي انك تتكلمي
وسام: أنا عايزه أروح أوضتى
اسلام: طب تعالي وانا اواديكي
وسام: لأ انا هتمشي في الجنينه شويه
اسلام: طب اجي اتمشي معاكي
وسام: معلش يا أسلام سيبني لوحدي
(سارت وسام بضعة خطوات تجاه الباب فأوقفها اسلام قائلآ ...)
اسلام:وسام
(اجابته دون ان تستدير له قائله...)
وسام:نعم
اسلام:اعتبر ده هروب
وسام:تقدر تقول ان معنديش قوه اواجهك
اسلام:بس انا دلوقتي ملجئك الوحيد
(خرجت وسام وتركته خلفها ليذهب هو بدوره ليقف امام النافذه التي تطل علي الحديقه حيث تجلس الفتايات والسيدات ذوات الاعمار المختلفه وبعد بضعة لحظات ظهرت وسام في الباحه وظلت تسير في الأرجاء لبعض الوقت ثم توجهت الي غرفتها فتسطحت علي فراشها لتغمض عينيها بقهر سائلة الله ان يمنحها بعض الهدوء والسكينه كي تنعم بساعات نوم ...
اما هنا وبعد ان دلف وسام الي غرفتها توجهه اسلام الي مكتبه ليجلس عليه ويخرج من احد ادراجه ملف عليه مكتوب في اول صفحاته ...(رقم الحاله 531 وسام السيد احمد ) ...بدأ اسلام قراءة الملف صفحه تلو الأخري حتي أنتهى من قرائته لينزع نظارته الطبيه واضعآ اياها علي المكتب ليتمتم قائلآ ...)
اسلام:فيه حاجه غلط ... وانا لازم أكتشفها
(فنظر الي ساعته ليدرك ان ساعات عمله قد انتهت فحمل اغراضه من علي المكتب ليترك الغرفه فيلتقي بزميل له و...)
اسلام: كنت عارف انك هتيجي متأخر يا شوقى
شوقى:معلش بقي ياصاحبي كنت مسافر من امبارح ومطبق ولسه يادوب جاي
اسلام:اوعي تكون جاي تنام في المكتب
شوقي:لا يا جدع انت بتقول ايه انا مصحصح اهو
اسلام:ايوه يا صاحبي الله يرضى عليك صحصح عشان دي مركز للأمراض النفسيه والمرضى عايزين مراقبه ... هما صحيح مش مجانين بس عندهم اضطربات ممكن توصلهم لمحاولة الأنتحار او انهم يأذوا نفسهم


شوقي مانقلقش ياجدع
اسلام:طب يلا سلام
(ثم ترك اسلام المشفى بعد ان اطمئن ان وسام نائمه بغرفتها اما شوقي فقد توجه الي المكتب ليتسطح علي الشيزلونج أملآ في نومه هنيئه ... كانت وسام نائمه والأرهاق يبدو عليها كانت كل تفاصيل وجهها توحي بأنها لم تنعم بالراحه منذ زمن بعيد ... او بالأحري هناك ما يشغل ذهنها ويجعلها فريسه للألم والحزن ... وفي حين انها نائمه بدأ تتسلل الي مخيلتها بعض احداث الماضى ... رأت نفسها بفستان زفاف و تبكى ... شاب يسلمها لرجل آخر ... يدها ملطخه بالدماء ... وسكين انغرزت في جسد أحدهم...
لتستيقظ من غفوتا الاصغيره تلك ليعلو صوت صراخها في الأرجاء لتذهب أليها الممرضه وتحاول تهدئتها مرارآ وتكرارآ ولكن دون فائده لتذهب الي مكتب الطبيب لتدق عليه عدة مرات فيستيقظ شوقى وهو يتأفأف ويأذن لها بالدخول و...)
الممرضه:الحقنا يادكتور
شوقي:خير يارب هو احنا لحقنا
الممرضه المريضه رقم 531 عندها انهيار عصبي
شوقي:أدوها حقنه تهديها
الممرضه للأسف مش قادرها اسيطر عليها
(ليتكلم شوقي بصوت عالي نسبيآ )
شوقي:يعني ايه مش قادره تسيطري عليها ... اتفضلي هاتيها علي غرفة جلسات الكهربا
(ثم خرج شوقي من المكتب ليتجه الي غرفة العلاج بالجلسات الكهربائيه لتتبعه تلك الممرضه ومعها واحدة اخري يجرون ويام معهم وهي مقيدة اليدين وتحاول جاهده ان تفلت من بين اياديهم ولكن قوتهم اكبر بكثير من ألامها ... دلفا الي تلك الغرفه المظلمه والتي صورتها السينما المصريه أنها بمثابة كابوس مفزع لكل مريض نفسى ... ولكن حقيقة الامر مختلفه تمامآ ... اجل فقد يهدأ المريض بعد تعرضه لتلك الجلسات التي يجب ان يتعرض لها بعد تخدير كلي كي لا يشعر بأي ألام فتلك الجلسات تنشط خلايا العقل ومن ضمن تلك الخلايا الذاكره فتجعل المريض ينسى ذكرياته المؤلمه ولو لبعض الوقت كي يهدأ ويقضي ليلته بسلام ... أمر شوقي الممرضات ان يتعاونا ليغرزا أبرة المخدر في ذراع وسام ليضعوها علي الفراش فتستسلم لهم كليآ فتشرع كل واحدة منهم ان تضع لها محتويات الجهاز ليبدأ شوقي في تسديد الصدمات واحده تلو الأخري دون اي حركه منها ولا مقاومه ... لينهي عمله تاركآ اياها في تلك الغرفه لتحملها الممرضتان أخذين اياها الي غرفتها فيضعاها علي فراشها لتغمض عيناها بهدوء عازمة الهروب الي عالم اخر بعيد عن كل ما يحيط بها ... أنقضت تلك الليله بسلام لينير صباح يوم جديد حاملآ معه احداث جديده فتستيقظ وسام بعد غفوه طويله بفضل فقدان الذاكره المؤقت الذي حصلت عليه بعد جلسة الكهرباء التي تعرضت لها ... فبدلت ثيابها و خرجت من غرفتها متوجهه للحديقه فجلست علي كرسي في زاويه لتأتي أليها فتاه قائله ...)


الفتاه:وسام
وسام:تعالي ياسمر
سمر:أنا خايفه اوي يا وسام
وسام:من ايه ياحبيبتي
سمر:خايفه اخرج من هنا
وسام:بس انتي بقيتي كويسه واتحدد معاد خروجك خلاص
سمر:بس انا بفكر اثبت عكس اللي الدكاتره شايفينه
وسام: وانتي هتعرفي تخدعي الدكاتره
سمر: دي لعبتي
وسام:وانتي ليه مش عايزه تخرجي من هنا يا سمر
سمر:اخرج لمين بره ... لجوز امي اللي هو أصلآ دخلني هنا بأيده مع انه متأكد اني سليمه ...
وسام:معقول ... جوز امك هو اللي دخلك هنا ... طب وايه رد فعل والدتك
سمر:تحبي تسمعي حكايتي
وسام:أكيد طبعآ
سمر: انا كنت صحفيه قبل ما اجي هنا وجوز امي عبدالمجيد محفوظ
وسام:معقول ... سيادة النائب ويعمل كده فيكي
وسام:هحكيلك ياستي
انا وبابا ماشيين في طريقين عكس بعض تمامآ ... هو سياسي من الدرجه الاولي وانا انسانه ... مابحبش اشوف الغلط ولا الظلم كنت ديمآ بعترض علي اسلوب حياته وطرقه اللي مش سليمه لحد ما قامت الثوره ونزلت زيي زي اي صحفي بيغطي الخبر

 

#فلااااااش
((كان المكان يعج بالبشر يرددون الهتافات ورجال الشرطه يحاولون قدر الأمكان ردعهم لتشن حرب بين الجبهتين اطلاق الرصاص مع قنابل مسيله للدموع وضرب ... وهي كانت في احدي زوايا الساحه تصور احداث الوضع الراهن لتقذف تجاهها احدي تلك القنابل فتكاد ان تختنق فتخرج من بين الضباب وهي تسعل بشده متحاول فتح عينيها ولكنها لا تستطيع ليأتي رجلآ بجانبها ويكاد ان يضربها بالعصا علي رأسها في وسط تلك الحرب العنيفه فوقف شاب ما بينها وبين ذلك الرجل لتقع العصا عليه هو فيرتمي علي الارض وهو ينزف من رأسه فابدأ هي في فتح عيناها تدريجيآ فتجد ذلك الشاب امامها فتحاول حمله ولن تستطيع فيستند عليها حتي يصلا الي سيارتها وتأخذه الي المشفي لتتم مداواة جرحه ...))
سمر:انا بجد مش عارفه اشكر حضرتك ازاي ... الشاب:لا ابدآ مفيش داعي للشكر
سمر:لا ازااااي .. انت انقذت حياتي يا استاذ...؟
الشاب: طارق ... وبعدين دي حاجه بسيطه وهخرج حالآ أهو
سمر:طب كده يبقي من حقي اوصلك
طارق:ان كان ده ماشى
((ثم نهض طارق من علي الفراش لتمد له يدها فيستند عليها ويخرجا من المشفى ليستقلا السياره ليملي عليها عنوانه ... وبعد ان وصلا الي وجهتهم ليخرج طارق من السياره
طارق: شكرآ علي التوصيله
((نظرت سمر له بأمتنان وقالت ...)
سمر مفيش داعي للشكر لولا وجودك كان ممكن زمانى في العالم الأخر دلوقتي
طارق: ههههههه لا مش للدرجه دي
سمر: انا بتكلم جد علي فكره
طارق: خلاص يبقي انتي مديونه ليا بخدمه
لتخرج سمر بطاقه من حقيبتها ((وتعطيها له ...))

سمر:في اي وقت تحتاج لأي شئ كلمني بدون تردد
طارق: اوكي ... مع السلامه
سمر: في رعاية الله وحفظه
(( لتترك طارق يصعد الي منزله وتعود هي أدراجها وبعد يومان وكل منهم يمارس حياته بطبيعيه ... رن هاتفها برقم غريب فأجابته...)
سمر: السلام عليكم
المتصل: وعليكم السلام
سمر: ايوه مين معايا
المتصل: انا طارق
((لتبتسم سمر عند سماع اسمه لتزين ابتسامتها تفاصيل وجهها ...)
سمر: اهلآ يا طارق
طارق: عامل ايه
سمر: الحمدلله بخير وانت
طارق: الحمدلله بخير
سمر: والجرح اخباره ايه
طارق: الحمد لله بخير
((لتنطلق ضحكه من سمر بسبب طريقة طارق في الحديث فيسمعها طارق ...)
سمر:ههههه
طارق: الحمدلله بخير
سمر: ايه ده انت علقت
((لم تنتظر سمر ان يجيب طارق عليها لتفاجئ بأحدهم يقتحم الغرفه عليه وكان شاب ما يدعي فؤاد فتصرخ به قائله ...)
سمر: ايه الاسلوب الهمجي ده ...مش تخبط قبل ماتدخل
فؤاد: انتي بتكلمي مين
سمر: وانت مالك ...بتسألني بصفتك أيه
فؤاد: انت كلها ايام وتعرفي انا بتدخل بصفتي ايه
سمر: طب يلا غور بره
((وقف للحظات ينظر لها فأشارت له بالخروج فرج لتذهب ي الي الباب لتحكم اغلاقه فتذكرت ان هناك من ينتظرها علي الهاتف ...)
سمر: طارق ... انت لسه هنا
طارق: اظن كده
سمر: وافسرها ازاي دي شبح ولا ايه
طارق: هو انتي كنتي بتزعقي مع مين
سمر: دا فؤاد ابن جوز امي
طارق: وارنبنا في منور انور
سمر: هههههه لأ مش للدرجه دي يعني ... لما والدي اتوفي ماما اتجوزت واحد وهو كمان كان متجوز واحده بس طلقها وعنده ابن منها
طارق: اهااااا
سمر: اهو ده عملي الاسود
طارق: للدرج هدي
سمر: ابوه عايز يجوزني ليه بالعافيه والحاجه والدتي طبعآ موافقه وبتنفذ كل كلامه
طارق: وانتي مش طيقاهم كدا ليه
سمر: عبدالمجيد محفوظ وابنه فؤاد دول عصابه
طارق عبدالمجيد محفوظ وفؤاد ... اوعي يكون اللي في بالي
سمر: هو بغباوته
طارق: وليه بتقولي انهم عصابه
سمر: طبعآ عصابه واحد فيهم اتجوز امي والتاني عاوز يتجوزني عشان املاكنا
طارق: دا انتي غنيه بقي
سمر: فوق ما تتصور
طارق: طب وانتي ناويه تعملي ايه
سمر: فجر فيهم قنبله
طارق: قصدك ايه
سمر: صحفيه وقنبله ... يبقي خبر من العيار التقيل يليهم يلفوا جوالين نفسهم كام شهر كده ... قولي صحيح انت بتشتغل ايه
طارق: صحفي برده ... بس في جريده معارضه
سمر: عشان كده كنت في الثوره بتهتف مع الهتيفه
طارق: عشان مطالبي زي مطالب اي مواطن لازم اقف في وسطهم واتكلم بلسانهم
سمر:بس ده خطر
طارق: الخطر بيحاوط الانسان لمدة 24 ساعه في اليوم ولكن ارادة الله تمنعه
سمر: هو انت ينفع تساعدني في موضوع فؤاد ده بما انك بتكتب في جريده معارضه
طارق: طبعآ دي فرصه بالنسبه لي
سمر: طب هنتقابل امتي
طارق: في اي وقت
سمر: يبقي بكره نتفق
طارق: تمام يلا تصبحي علي خير
سمر: وانت من أهله

((خلد كل منهم الي النوم في انتظار موعد الغد ليأتي صباح اليوم التالي ليلتقيا بعد ان اتفقا علي المكان والزمان لتسلمه الاوراق والمستندات التي يستطيع من خلال نشرها مساعدتها ... لتمر الايام وهم يلتقيان كل يوم ويقضيان وقتهما في تجميع الادله والمستندات لكشف جرائم هذا الثنائي المكون من فؤاد وعبد المجيد وفي حين كانا يبحثان عن سبق صحفى عظيم وجدا بعضهما ويوم بعد يوم كان الحب يتسلل الي قلوبهم ليقعا اسيرا الحب بل باتت علاقتهم اقوي من اي شئ ))
(( لتعود سمر من شرودها فتنظر لوسام قائله ...)
سمر: حبينا بعض لدرجة اننا مابقيناش نقدر نعيش من غير بعض لحظه لحد ما في يوم طارق راح يتقدم لي و ...)

 تاااابع ◄

أحدث أقدم

نموذج الاتصال