-->

رواية أشواك الحب الفصل الرابع

 

 فى الجامعه
تجلس منه مع توتا على احد طاولة المكتبه، نظرت منه الى توتا قائله: قوليلى صحيح عامله ايه فى موضوع المستشفى ده؟
لم تفهم توتا السؤال قائله: عمله ايه ازى يعنى عامله دكتوره.
ضحكت منه قائله: حلوه دى وجديده، يا بنتى اقصد مبسوطه متدايقه عجبك مش عجبك كده يعنى.
ابتسمت توتا قائله: اه فهمت؛ بصراحه استفدت كتير جدا، لما بتكلم مع المرضى بفهم حاجات مش بلاقيها فى الكتب.



منه: طب متقوليلى على الحاجات دى مش احنا اصحاب.
ضحكت توتا قائله: يعنى انا هعزهم عليكى.
ضحكت منه وقالت: هو انا مينفعش اجى معاكى انا كمان؟
فكرت توتا وقالت: مش عارفه تعالى ونسال دكتوره رانيا ومعتقدش انها هترفض.
تعجبت منه قائله: طب وليه منسالش دكتور معتز؟
ابتسمت توتا قائله: لانه مسافر يا نصحه.
زاد تعجب منه قائله: وانت عرفتى منين انه سافر؟
توتا: هو قال فى المستشفى.

نظرت اليها منه قائله: هو ايه، قالك وشمعنا بقا، اه ده فى حاجات بتحصل وانا معرفش بقا.
توتا برفض: ايه حيلك حيلك، مفيش لا حاجات ولا محتاجات، ده كان بيبلغ دكتوره رانيا، وانا كنت معها فعرفت بالصدفه.
لم تصدقها منه قائله: طيب يا ستى ماشى هعديها، انما هو ايه اللى مسفره دلوقتى، والامتحانات على الابواب؟
توتا: قال مرات اخوه تعبانه وهيسافر عشانها وبعدين احنا اللى هنمتحن مش هو.

منه: صحيح عندك حق المهم رايحه النهارده نروح سوى؟
توتا: اه هروح بعد المحاضرات بس خليكى اسالها الاول وبعدين تيجى.
منه: فكره افضل بردو بدل ما يبقا فيها احراج.
قامت وقفت توتا قائله: طب يلا عشان نلحق المحاضره.
قامت وتحركت معها وذهبتا الى المحاضره.

فى شركه فهمى
دخل تامر الى مكتب فهمى وجلس معه قائلا: ازيك ياعمى؟
فهمى: الحمد لله تمام انت عامل ايه ورباب والولاد عاملين ايه؟

تامر: الحمد لله كلهم بخير، كنت عايز اعرف حصل ايه؟
فهمى: روحت زى ما اتفقنا وبدات اتكلم معاه لقيته اقفل فى الكلام وعمل زعلان.
فكر تامر قائلا: اه يا يبقا حب يجيب من الاخر.
فهمى: المهم ان كده الخطه باظت هنعمل ايه؟
اخذ تامر نفس وزفره قائلا: كنت خايف من كده وعملت حسابى، فى واحد حبيبى شغال هناك وهو بيجمع شوية بلاوى للاخ ده بس هيمسك دليل ونبدأ نلاعبه بيه.
فهمى: وانت خلاك تعرف ان له بلاوى؟

تامر: لانه اطرد من شركتين قبل كده بسب بلاوى بس هو مكنش بيسيب دليل يتمسك عليه فصاحب الشركه بيكتفى بفضحه وطرده، وبكده بيقدر ينصب على غيره.
فهمى: طب ماهو كده اكيد عامل حسابه، ومش هتعرف تمسك عليه حاجه.
تامر: لاء المره دى هو كان مطمن، عشان والد باهر كان تعبان من فتره، وهو اللى كان
بيدير الشركه لوحده، وهو طبعا عارف ان باهر ده عبيط، وهعرف يلعب بيه، فاكيد هنعرف نمسك عليه اخطاء.

شعر فهمى بالقلق من كلامه قائلا: يعنى كده ممكن دى كمان متنفعش.
فهم تامر مايقصده فهمى فقال له مطمانا: لاء فى اخطاء الشخص اللى هناك اكدلى بس هو ببحاول يجيب دليل قوى.
لم يطمأن فهمى من الكلام قائلا: ماشى ربنا يعديها على خير.
تامر: متقلقش يا عمى بامر الله هتتحل وليها حلول تانيه متخفش.
هز راسه بالموافقه قام تامر وقف قائلا: طب استاذن انا عشان عندى شغل.
تركه وخرج وجلس فهى يفكر فى الامر.

فى شقة عمار
ظل عمار مكانه لبعض الوقت، لا يعرف ماذا يفعل، اقترب من الباب سمع صوت بكأها شعر بالالم الشديد، فكر ان يدق الباب، لكنه يعلم انها لن تفتح له، فهى عندما تكون غاضبه تبتعد كى لا تضره دون قصد، رفع يده وقربها من الباب ليدق عليها، لكن لم يستطع ظل مكانه كأنه تجمد، ابتلع ريقه وقال بكلمات متقطعه: ايثار ااااا، ايتار اااااا.

زاد الالم والندم بداخله، فلم يستطع ان ينطق حتى كلمات الاعتذار، فخرج مسرعا ونزل ظل يجوب الطرقات، حتى عاد الى العماره مره اخرى، ركب سيارته وظل جالسا بها، راى ايثار تمسك بيدها مؤمن احضرته من الروضه، وراى كم السعاده والفرح على وجهه، وفى كلماته وهو يحكى لها ما حدث، شعر بالضأله امامها، كيف له ان ينسى انه طفل ككل الاطفال، ويحتاج الى ان يلعب مع الاطفال، كان يرها تبتسم ولكن عينيها مليئه بالحزن والكسره، ظل مكانه لبعض الوقت حتى تعب، فصعد الى شقته دخل وجدها تعد الطعام بالمطبخ، ووجد مؤمن يلعب بغرفته، دخل المطبخ ووقف بالقرب منها قائلا: انا اسف، عارف ان كل كلام الاعتذار اللى فى الدنيا مش هيكفى، ومستعد لاى شئ يرضيكى.

ابتلعت ايثار غصه فى حلقها، واخذت نفس وزفرته وهى تقبض على يدها من شدة مابها من الم، وقالت دون ان تلتفت له: ابعد عنى يا عمار انت نهيت كل شئ بينا خلاص.
تالم عمار من كمية الوجع فى صوتها، اخذ نفس وفره وقال مترجيا: انا عارف انى جرحتك، بس صدقينى مقصدتش المعنى ده، انا كنت خايف على ابنى زى اى اب.
ايثار بالم: خايف عليه، ولا خايف منه؟

صدم السؤال عمار فكيف فهمت هذا، وهل حقا هو خائف منه، فأجاب مترداا: لاء طبعا مش ممكن اخاف من ابنى، وحتى لو خفت فى لحظه فخوفى عليه غلب فى النهايه، لانه ابنى وحته منى، زى ماانت حبيبتى وعمرى ومقدرش ابعد عنك او اسيبك.
كانت كلماته تقطع قلب ايثار، ولم تستطع ان تلتفت له واخرجت الكلمات من داخلها كأنها تخرج سكين من قلبها: ارجوك يا عمار انا مش عايزه اتكلم دلوقتى ممكن تسبنى شويه.

اغمضت عينها وكانت تخرج انفسها كانها تخرج نارا من جوفها، فشعر عمار بما بداخلها من الم ووجع، وان كلامه لن يجدى نفعا، وضع يده على كتفها قائلا: خلاص طلما ده طلبك، مش هتكلم معاكى لحد ما تهدى.

فتحت ايثار عينها فور لمسة يده كتفها، لكنها لم تتحرك وظلت مكانها، بعد ان يأس ان تنظر اليه تركها، وذهب الى غرفة مؤمن وجلس ينظر اليه ويشاهده وهو يلعب، انتبه له مؤمن فنظر اليه بسعاده واسرع اليه قائلا: بابا حبيبى وحشتنى خالص.

احتضنه عمار بسعاده فهو كان مشتقا اليه، بدأ مؤمن يحكى له مغامراته فى الروضه، وكيف اصبح له اصدقاء جدد، كان يرى السعاده التى هو بها، ويلوم نفسه كيف يفكر ان يحرمه من كل هذا، واذا بصوت ايثار من الداخل تقول: يلا الغدا جاهز.

تعجب لما تنادى، فحمل مؤمن وخرج وجدها وضعت الطعام على الطاوله، نظر لها لكنها نظرت بعيدا عنه، تنهد وجلس بعد ان اجلس مؤمن بجواره، جلست بجوار مؤمن تناولو الطعام دون ان ينطق اى منهم كلمه، كان مؤمن فقط هو من يتحدث، انتهى مؤمن من الطعام وعاد مسرعا الى غرفة الالعاب، قامت ايثار بعده دخلت المطبخ، ظل هو مكانه للحظات، فكر ان يحمل الاطباق ويساعدها كاعادته، لكنه تذكر انها لاتريد الحديث معه، فقام ودخل الى غرفة مؤمن، كانت هى تراقبهم من بعيد، حتى تعبت ودخلت استلقت على السرير فغلبها النوم من التعب، دخل عمار يطمأن عليها عندما تاخرت ولم تخرج من الغرفه، وجدها نائمه دون غطاء، فاقترب منها على اطراف اصابعه، ووضع عليها الغطاء وقبلها فى جبينها وقال هامسا: اسف عارف انى جرحتك ووجعت قلبك، بس ربنا يعلم انى مقصدتش، خوفى على ابنى غطى على عقلى مختش بالى بقول ايه، والكلمه دى زى ماوجعتك وجعتنى وجرحتنى لانك جزء منى وروحى، انا بجد اسف.

ظل ينظر لوجهها لبعض الوقت، ويتأمل ملامحه الحزينه، اخذنفس وزفره بألم وخرج، فتحت ايثار عينها وتساقطت منها الدموع تنهدت واغمضت عينها.

عند نادين
عاد مصطفى من الخارج وكان يبدو عليه السعاده، ابتسمت نادين قائله: يظهر ان ربنا وفقك؟
مصطفى فى سعاده: الحمد لله لقيت محل فى مكان حلو كتير، وروحت مكتب هيعملى دراسة جدوى بكره.
نادين: طب الحمد لله هدخل اغرف الاكل على ما تغير هدومك.
مصطفى: انا عارف انك لسه متضايق من سفرنا، وانا هحاول محسسكيش ابدا انك لوحدك، هكون ديما معاكى.
ابتسمت نادين قائله: حبيبى كفايا انك تكون جنبى ومعايا.

نظر لها مصطفى بحب قائلا: ايه رايك بكره تيجى معايا وانا رايح نودى ايثار مدرسه ونجيب دراسة جدوى وتشوفى محل.
هزت نادين راسها بالموافقه مع ابتسامه خفيفه، ودخلت وضعت الطعام وغير هو ملابسه، وجلسو معا تناولو الطعام هم وايثار، وفى اليوم التالى فى الصباح.

خرجو جميعا معا، اوصلو ايثار الى المدرسه الجديده، واحضرو الدراسه من المكتب وعادو الى المنزل، وبعد ان قرأ مصطفى الدراسه قال فرحا: الدراسه تأكد ان المكان ممتاز.
نادين: الحمد لله كده يبقا تبدأ على بركة الله.
مصطفى: هتصل بصاحب المحل اتفق معاه واروح اقابله ونبدأ.

امسك الهاتف واتصل به وحدد معه موعد، ونزل للقائه، كانت نادين تعلم، انه بعد فتح المحل لن يكن لديها امل بالعوده لمصر، ولكنها كانت تشجعه فهى لن تكن عقبه فى طريق نجاحه، وبعد عدت ساعات عاد وجلس معها قائلا: اتفقت معاه خلاص وهستلم محل منه بكره وهبدأ تجهيز فيه، وخلال اتنين اسبوع هيكون جاهز عشان افتح.
ترددت نادين قائلة: بس مقلقه عشان موضوع الخمره.

مصطفى: مش فى قلق اصلا فى كتير محال دلوقتى اعمل عنده ممنوع كحل عشان شغب.
نادين: طلما انت مطمن يبقا خير ان شاء الله.
مصطفى: ان شاء الله مش تخاف حبيبى، هظبط كل حاجات وانزل اجيب ايثار من مدرسه.
هزت راسها بالموافقه وقام لتجهيز اوراقه وتظبيط حسابته.

فى الجامعه
انهت توتا المحاضره وخرجت، لتذهب الى المكتبه كعادتها، اذا بمعتز يقف امامها قائلا: ازيك يا دكتوره تسنيم؟

نظرت اليه تسنيم بتفاجأ قائله: اهلا يا دكتور حمد الله على السلامه حضرتك جيت امتى؟
ابتسم معتز قائلا: جيت من ساعه تقريبا.
ردت توتا بعفويه دون تفكير: طب ليه ماروحتش على بيت حضرتك ترتاح.
زادت ابتسامه معتز قائلا: مش عارف لقيت نفسى جاى على هنا، تقريبا الجامعه وحشتنى، (تلجلج) وكمان عندى سكشن ومش عايز اعطل الطلبه اكتر من كده، خصوصا الامتحانات على الابواب.

ارتبكت توتا من كلماته ونظراته التى مليئه بالاشتياق، الذى لا تفهم سببه، لاحظ هو ايضا عليها الارتباك فاكمل قائلا: الامتحانات قربت، بلاش تروحى المستشفى الفتره دى، انا مش هقبل اقل من امتياز.
زاد ارتباك توتا وهزت راسها بالموافقه قائله: حاضر، اكيد حضرتك عارف انى السناتين اللى فاتو جبت امتياز، وان شاء الله مش هقل.
نظر لها بثقه قائلا: انا متأكد طبعا، بس قولت ااكد عليكى، عن اذنك عشان متاخرش على السكشن.

هزت راسها بالوافقه، تركها وذهب، ظلت مكانها وهى لا تفهم مابها، ولما نظرته تسبب لها كل هذا الاحراج، ذهبت الى المكتبه وهى شارده، راتها منه قائله: هاه روحتى فين انت يا انسه.
وطرقعت بيدها امام وجهها، فانتبهت لها توتا قائله: منه مختش بالى انك موجوده اصلا.
منه: اه يا ستى ماانتى سرحانه ومش معنا، قوليلى سرحانه فى ايه كده.
توتا متهربه: ولا حاجه، ده جزء مهم فى المحاضره بحاول افهمه.

لم تقتنع منه فغيرت الكلام قائله: طب يلا بينا نلحق نراجع قبل المحاضره.
توتا: عندك حق يلا.
منة بتذكر: صحيح سالتلى دكتوره رانيا عشان اجى معاكى المستشفى؟
توتا: اه سالتها وقالت تيجى مفيش مشكله بس الدكتور معتز قالى بلاش اروح الفتره الجايه عشان الامتحانات.
نظرت اليها منه بمكر قائله: اه دكتور معتز اتاريكى كنتى سرحانه، الا هو جه امتى؟

ارتبكت توتا من سؤال منه وقال: لسه جاى، بس عنده سكشن عشان كده جه على الجامعه، يلا قومى نروح نلحق المحاضره.
وقامت مسرعه متهربه من نظراتها اتجة الى قاعة المحاضرات، ضحكت منه ولحقت بها.

فى شقة عمار.

مر يومان وهما على نفس الحال كان عمار يلاحظ نظراتها له وانها بدأت تتغير وتتحول من غضب لعتاب فقرر ان يشاكسها كبدايه كانت هى تجلس بالغرفه مع مؤمن وهو يجلس على الطاوله يشاهدها من بعيد امسك هاتفه وشغل اغنية عمرو دياب (وماله لو ليلى تُهنا بعيد وسبنا كل الناس انا يا حبيبى حاسس بحب جديد مالينى ده الاحساس )سمعت صوت الاغنيه وبدأت تتذكر اول مره شغلها وهم معا بالسياره وتذكرت ماحدث بعدها ابتسمت ابتسامه حزينه واخذت نفس وزفرته ونظرت نظره سريعه باتجاه عمار وادارة وجهها الى الجه الاخرى كان هو ينظر اليها وينتظر ان تنظر اليه فابتسم وغير الاغنيه ل( ده لو اتساب لا ده انا يجنى تعب اعصاب ) اغمضت ايثار عينها وتساقطت منها الدموع فهى تفهم قصده لكن المها شديد تحركت خرجت لتذهب الى غرفتها فاعترض طريقها ووقف امامها وهو يحوطها بيده فنظرت اليه والدموع تملاء عينها قائله بكل ما بها من وجع: مش خايف للوحش يقتلك؟

كانت نظراتها تحرقه فاجاب وهو ينظر لعينها وكانه يخاطب قلبها: عمرى ما شوفتك كده ولا عمرى هشوفك كده انا لما قولتها قصدت الناس هى اللى ممكن تقول عليه كده خوفى عليه غلب عقلى معرفش قولت كده ازى وانت اكتر واحده عارفنى وكان المفروض تفهمينى مش تزعلى منى وتخصامينى.
ابتلعت ريقها وقالت بالم: جايز لو قولت كلمه تانيه يمكن كنت فاهمتك لكن الكلمه دى بتوحعنى بتقتلنى وانت عارف ده يبقا كان لازم تخلى بالك من كلامك.

وضع عمار يدها على وجنتيها ومسح دموعها بيده قائلا: اسف بجد اسف كلمه خرجت منى بدون تفكير ومقصدتهاش.
كانت ترى بعينيه صدق كلامه ومشاعره وشعرت بحبه وحنينه وشوقه لها من لمسة يده لوجهها فابتسمت وقالت: خلاص مش زعلانه بس اوعى تقولها تانى لانها بتوجعنى قوى.
نظر لها عمار معاتبا: وانت كمان اوعى تقولى كلمة طلقنى دى تانى فاهمه اياكى تفكرى فيها حتى لولا الحاله اللى كنتى فيها كنت زعلت منك وخصامتك بجد.

ابتسمت ايثار: حاضر يا احلى حاجه فى عمرى كله اوعى تجرحنى تانى جرحك بيقتلنى.
قرب عمار وجهه من وجهها قائلا: انا اللى كنت ميت فى بعدك عنى اوعى تبعدى تانى.
ايثار بحب: بس انا مبعدتش انا كنت معاك فى نفس البيت.
هز عمار راسه رفضا وهمس قائلا: لما متبقيش فى حضنى يبقا بعد لما تبقى قدام عينى ومش قادر اقرب منك يبقا بعد انت النفس اللى بيحينى والدم اللى بيجرى فى شرينى.

ايثار بخجل: وحشنى كلامك الحلو ده كان لازم نزعل يعنى عشان تقوله.
عمار بعشق: مكنتش بقوله بلسانى بس اكيد كنتى بتشوفيه فى عيونى.
هزت ايثار راسها بالموافقه واذا بصوت مؤمن من خلفهم قائلا: انتو بتعملو ايه وسيابنى لوحدى ليه؟ العب مع مين انا يعنى؟
وكان يقف ويضع يده فى خصره ضحك الاثنان واقترب منه عمار واحتضنه وحمله قائلا: كنا بنحضرلك مقلب كبير قد كده.

وقبله فى وجنته عبس مؤمن قائلا: لاء مش عايز مقلب مش بحبهم.
اقتربت منه ايثارقائله: امال عايز ايه؟
مؤمن بفرح: تيجو تلعبو معايا.
عمار: يلا بينا هنلعب سوى.
حمل مؤمن بيد وامسك يد ايثار باليد الاخرى ودخلو معا الى غرفة مؤمن ليلعبو معا.

فى فيلا بدران
دخل معتز وهو يحمل صحبة زهور قائلا: السلام عليكم وحشتينى ياست الكل.
تهلل وجه مديحه فرحا برؤية معتز قائله: حمدالله على السلامه يا حبيبى جيت امتى؟
احتضنها معتز وقبل يدها قائلا: جيت من حوالى ساعتين، بس كان عندى سكشن فى الجامعه، روحت على هناك وجبت عشان اشوفك.
مديحه: ربنا مايحرمنى منك ابدا يا حبيبى، قولى وعد عامله ايه دلوقتى؟

معتز: الحمد لله احسن هى هتاخد فترة علاج وبعدها ترجع بامر الله.
مديحه: يعنى فعلا اللى قولتوه، فى التليفون ان الحاله بسيطه؟
ابتسم معتز قائلا: ايوه وانا هضحك عليكى ليه بس، اطمنى مفيش حاجه تقلق، بس هو الدكتور كان لازم يطمن، عشان حالتها نادره.
مديحه: الحمد لله كنت خايفه يكون اخوك بيطمنى وخلاص.
معتز: متقلقيش خالص، هو مازن رجع من الشغل ولا لسه؟ وفين محمد وضحى؟

مديحه: مازن مع معتصم فى المكتب بظبطو شوية حسابات، ومحمد وضحى فى اوضتهم بيذاكرو ومعاهم بسنت بتساعدهم.
معتز: طب هدخل لمازن فى اوضة المكتب وبعدين اروح للاولاد.
قبلها فى جبينها وذهب الى غرفة المكتب، دخل سلم عليهم قائلا: وحشتونى جدا.
معتصم: انت كمان وحشتنا انما ايه السرعه دى؟

معتز: خلصت الشغل اللى كنت مسافر عشانه، واطمنت ان المركز اللى سافرت له ناديه كويس، ومش هتحتاج عمليات تانى بامر الله، وخلصتلك كمان موضوع المركز بتاعك وظبتلك معاه.
مازن: بجد وهنسافر له امتى؟ اصل انت عارف انا عندى شغل.
معتز: ده هتحدده انت ومراتك، هى اكيد هتبقا فاهمه.
هز مازن راسه بفهم قائلا: ايوه فاهم مفيش مشكله هكلمها ونحدد سوى معاد بس هنخليها لما فادى يرجع عشان الشركه.

معتز: براحتك الوقت اللى يناسبك بس عموما فادى ان شاء الله اسبوعين بالكتير ويرجع.
مازن: طب خلاص كده تمام ويارب يكون بفايده ومنلفش على الفاضى زى كل مره.
معتز: متلقلقش انا ورتهم كل الورق شرحتلهم الحاله كلها وان شاء الله خير.
مازن: ان شاء الله يلا احنا خلصنا شغل زمانهم حضرو الغدا نتغدى وتطمن الولاد على امهم.
خرج الثلاثه من المكتب وجلسو مع الجميع فى البهو.

فى شركة فهمى
اتى تامر ودخل جلس معهم قائلا: السلام عليكم.
ابتسم فهمى قائلا: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته اهلا بالمحامى الهمام برافو عليك.
تامر: الحمد لله فضل ربنا، صاحبى اللى قولتلك عليه جمع شوية ادله وكلمنى، اخدتهم منه وكلمت واحد وكيل نيابه صاحبى، وعرفت منه ايه الاجرأت الصح اللى تتعمل، ونفذت فورا وادينا خلصنا منه واكيد باهر هيرتبك ومش هيعرف يفكر.

فهمى: لولا انه ولد مغرور ومتعجرف، كنت وقفت جانبه وساعدته فى ادارة الشركه، عشان شقا ابوه ميضعش.
تامر: للاسف هيفهم ده غلط، وبعدين ماهو اللى عملنا ده مساعده ليه اصلا، قبل ما يكون مساعده لنا.
فهمى: انا فاهم بس هو كده هيبدأ يلعب لوحده.
تامر مطمأمنا: ماهو ده اللى مطمنى، تفتكر اللى زى ده هيفكر فى ايه يعنى؟!
فهمى: فى دى عندك حق.
رن هاتف فهمى فنظر به قائلا: ده فارس هشوف عايز ايه.

اجاب عليه: ايوه يافارس ياحبيبى.
فارس: ايوه يا بابا معلش لو عطلتك عن الشغل بس باهر اتصل بيا عايز يجى يقابلنى.
فهمى متعجبا: عايز ياقبلك ليه؟!
فارس: بيقول موضوع خاص عموما انا اديته معاد بكره بس قولت اعرفك.
فهمى: تمام شوف عايز ايه ونبقا نتفق سوى هنعمل ايه.
فارس: تمام.
انهى فارس معه المكالمه ونظر الى عمار وايثار قائلا: انا مش فاهم البنى ادم ده جاى عايز ايه؟

عمار: بكره تعرف متشغلش بالك بيه ده شخص تافه اصلا.
فارس: بس انا عاوز اخوفه واخليه ميجيش هنا تانى خايف يضايق يوسف وانت عارف هو حساس قد ايه.
عمار: اه فعلا ممكن يحاول يستفزه عشان شهد فضلتو عليه.
ايثار: خلاص لما يجى هاجى انا ليك المكتب وهو بيشوفنى يترعب لوحده هيخاف يجى هنا تانى.
تعجب فارس قائلا: طب وبخاف منك ليه اساسا؟!

ضحكت ايثار قائله: اصل لما قدمت عشان اشتغل فى الشركه بتاعتهم فضل يتريق عليا وعلى لبسى لحد ما نرفزنى جامد محستش بنفسى الا وانا برفع الكرسى وكسرت بيه المكتب بتاعه اصله كان ازاز.
ضحك عمار قائلا: اه صح هو اتكسر عشان ازاز(وغمز لها ).
فغمزت له هى الاخرى بضحك ضحك فارس قائلا: اكيد شكله ساعتها كان مسخره.
عمار ضاحكا: واى مسخره هو ده راجل اصلا.

فارس ضاحكا: لاء والمصيبه كان عايز يتجوز اختى شوفت الهنا اللى انا فيه.
عمار مازحا: اه دى كانت هتبقا فضيحه.
نظرت ايثار فى ساعتها قائله: طب اسبكم تكملو هزار براحتكم واروح اجيب مؤمن من الحضانه.
عمار: استنى هاجى معاكى مفيش شغل مهم وعقابا ليه هسيبه وامشى.
ضحك فارس قائلا: اه انت بتلكك بقا ماشى ياعم نعديهالك.
ضحكو جميعا خرج عمار وايثار ركبو سيارة عمار، وتحركو بها.

نظر عمار ل ايثار قائلا: ايه رأيك اشغل اغنيه لعمرو بقالى كتير مسمعتس ليه اغانى.
ضحكت ايثار قائله: اه فعلا (ضحك عمار) بلاش احسن حتى الاغانى حرام.
عمار مازحا: وهو احنا ماشين على الصراط المستقيم قوى ما احنا بنى ادمين ونغلط ونتوب.
ضحكت ايثار: اه بس احنا على طريق يعنى ممكن منلحقش نتوب ولا انت ناسى عملت فينا ايه الاغانى زمان.
فصحك عمار قائلا: احسن بلاش عمرو هشغل اغنيه دينيه كويس كده.

هزت راسها بالموافقه وهى تضحك وشغل احد اغانى سامى يوسف وهم فى وسط الطريق انفجر ايطار السياره فنزل عمار لايصالحه ونزلت ايثار لمساعدته فتح عمار حقيبة السياره ونظر بها وتافف قائلا: اخ نسين الكوريك اتسرق من العربيه ومجبتش لسه واحد هرفع العربيه ازى دلوقتى.
ضحكت ايثار قائله: مش مشكله اصلا ارفعهالك انا.

نظر اليها ايثار قائلا: لاء طبعا ولو حد شافك انا اخاف عليكى نشوف تكس او نتصل بالشركه تبعت لنا عربيه احسن.
نظرت يمينا ويسرا قائله: الدنيا هاديه ومحدش هياخد باله هرفعهالك بسرعه ومتخفش ياسيدى محدش هيلحق ياخد باله.
عمار رافضا: لاء طبعا حتى لو هنخدها مشى.
ابتسمت ايثار قائله: تصدق فكره نتمشى بقلنا كتير متمشيناش والمكان مش بعيد.
عمار: يلا هكلم الشركه تبعت سواق لنا على الحضانه.

طلب عمار السياره وسارى معا وهى تمسك فى ذراعه وهم يتحدثان بسعاده وحب واثناء سيرهم رأت ايثار صخره كبيره تهتز وقد تقع تصيب احد الماره فقالت: استنى يا عمار هشيل الصخره دى ابعدها عن الطريق لحسن تعور حد.
عمار متعجبا: دى فعلا بتتحرك (نظر مدققا ) اه فى تحتها صخره تانيه صغيره تقريبا وقعت عليها عشان كده بتتحرك.
ايثار: بص راقب المكان كده على مااشلها ابعدها بسرعه.

عمار: طب ما اسعدك فيها يبان كأن الامر طبيعى.
ايثار بعأجاب: تصدق فكره يلا بينا.
اقترب معا من الصخره وكادت تقع فوق عمار فحملتها ايثار مسرعه بيد واحده وقذفتها بعيدا كأنها تقذف كره سله قائله: الحمد لله ربنا ستر اتخضيت عليك.
ابتسم عمار وهو ينظر لها: مش قولتلك ملاكى الحارس.
ابتسمت ايثار بخجل: ياعمرى كله.

اكملا سيرهم وهم يتحدثون حتى وصلو للروضه وجدو السياره تنتظرهم احضرت ايثار مؤمن وركبو السياره كان بالو يراقبهم من بعيد وهو فى حالة زهول من ماراى اسرع الى سوزى واخبرها بكل ما راى وقفت سوزى قائله: صح كده البنت دى اكيد مش طبيعيه من اول مره شوفتها وانا حاسه انها وحش مش انسانه( اخرجت بعض النقود من جيبها وقدمتها لبالو ) خد دول حلال عليك وروح كمل مراقبتها اوعى تغيب عن عينك لحظه انت فاهم.

اخذ بالو النقود ونظر بهم فرحا: عنيا يا ست الكل وكل ماعرف حاجه جديده هاجى اقولك جرى.
خرج بالو وامسكت الهاتف واتصلت بالمحامى قائله: ايوه يا عادل عايزه منك خدمه.
المحامى بضجر: اطلبى يا ستى.
تضايقت سوزى من طريقته فى الكلام قائله: متخفش كله بثمنه مفيش حاجه بلاش.
نفخ عادل زهقا: ماشى قولى.
سوزى بمكر: عايزه كل المعلومات عن ايثار وعيلتها ابوها امها عيلة ابوها عيلة امها.

تعجب عادل قائلا: وده هتستفادى منه ايه؟
سوزى بصوت يملاءه الحقد: هات انت بس المعلومات وانا هقولك هعمل بيهم ايه.
عادل: ماشى هدور واجبلك المعلومات اللى عايزها.
انهت المكالمه ونظرت بنظرات مليئه بالحقد قائله: اخيرا هتقعى تحت ايدى يا ايثار ووقتها محدش هيرحمك منى.

فى الشركه عند فارس
دخل باهر ونظر الى فارس بنظرات تفاخر وعظمه، وجلس امامه متفاخراً: لك الشرف اننا اتقبلنا تانى.
نظر اليه فارس مسنكرا لكلاماته التافه، فهو ليس سوى شخص تافه وحقير فقال له متحديا: عايز ايه يا باهر وايه اللى جابك؟
ضحك باهر فى تفاخر: انا جاى اعرض عليكم انى انقذ شركة ابوك، اللى اختك انسببت فى خربها.

شعر فارس بالغضب لذكره اخته، لكنه تمالك نفسه وقبض على يده وقال ساخرا: انت اللى هتنقذها طب انقذ نفسك الاول.
تضايق باهر من استهزاء فارس بكلامه، لكنه لا يريد ان يغضبه
فتظاهر بالهدوء قائلا: اسمع يا فارس انا مش جاى اتخانق معاك، هقولك عرضى وانت واختك حرين، تضيعو الشركه بقا او تحافظو عليها.
دق الباب ودخلت ايثار قائله: اسفه على المقاطعه بس الورق ده مهم.

دخلت ايثار وضعت الورق على مكتب فارس، عندما راها باهر قال بتأفف: هى البنت دى لسه بتشتغل هنا، انتو ازى تخلو الاشكال دى عندكم
ثار فارس وقام فى غضب، اشارة له ايثار بأن يهدأ، ونظرة الى باهر بنظرة غضب ارعبته وزلزلته، فشعر انه يرى نارا تخرج من عينها تكاد تحرقه، فحاول الكلام لكن الكلام لم يخرج من خوفه، ولم يستطع ان ينطق فقالت ايثار بازدراء وتحدى: اللى زيك خساره فيه حتى الشتيمه.

التصق باهر بكرسيه وهو ينظر لها باعين زائغه خائف منها، فنظرة له باحتقار وخرجت، ولكن من غضبها خلعت الباب فى يدها واوقعته ارضا، زاد فزع باهر وانتفض واقفا، وخرج يجرى وهو يقول هبقا اجلكم مره تانيه، اوه سوفاج همج وحوش يا مامممممممىىىىى.

كاد فارس يقع على الارض من الضحك، على منظره وهو يجرى كالابله، خائفا من نظرات ايثار، اتا عمار وقد راى كل ماحدث اقترب من فارس وهو يضحك هو الاخر: ايه ده هو ده بنى ادم اصلا ده ايه الشئ ده؟
فارس بضحك: مش عارف عصبنى ونرفزنى جدا، بس بصراحه منظره وهو عامل زى الفار المبلول فطسنى من الضحك.
عمار وهو يضحك: انت بتقول فيها، ده كل اللى فى المكتب فطس على منظره وهو خارح بجرى مرعوب.

فارس بجديه: ربنا يستر شكله ناوى يعمل مشاكل.
ضحك عمار وقال: ايوه هيعمل مشاكل فى قاع الهامور زى اسبونشبوب.
ضحك فارس مره اخرى قائلا: تعال نقعد فى مكتبك على ما حد يجى يصلح الباب ده.
ضحك عمار وقال: معلش بقا ايثار قالتلى انها مكنتش تقصد، هى كانت عايزه تخوفه فزادت منها شويه.
فارس مازحا: معذوره بصراحه الشئ ده ينرفز بلد.
دخلا الاثنان الى مكتب عمار.

اما باهر خرج من المكتب وجلس بسيارته لبعض الوقت يستجمع نفسه، اتى اليه احد حراسه كان ارسله ليوسف، الذى اتى معه، عندما راه يوسف تذكره، وتضايق منه ونظر اليه بأشمازاز قائلا: انت معطلنى عن شغلى قول اللى عندك وخلص.
تضايق باهر من حدة يوسف، وتنحنح ونظر اليه بتفحص قائلا: اسمع يا يوسف انا مفيش بنى وبينك اى خصومه، ايه مزعلك منى بس؟
تافف يوسف قائلا: فعلا مفيش بينى وبينك اى حاجه اصلا، خلص عشان مش فاضى.

ابتسم باهر بسماجه قائلا: انا جيبلك عرض هيكسبك كتير، وهيغير حياتك كلها.
نظر اليه يوسف بأزدراء ولم يجيب، فهو يعلم انه كان يريد ان يتزوج شهد قبله فاكمل باهر قائلا: هدفعلك مية مليون جنيه، مقابل انك تسيب الشركه هنا وتيجى تشتغل عندى، (غضب يوسف ونظر اليه بنظراة تحذيريه) اسمع بس متتضايقش كده انا عارف انك اتجوزت شهد طمعان فيها، وفى فلوسها وانا...

لم يتمالك يوسف نفسه اكثر من ذلك ولكمه فى وجهه بكل ما لديه من قوه، وصرخ به قائلا: اياك تجيب سيرتها تانى على لسانك، ياكلب ياحقير، ولو شوفتك قدامى تانى هموتك.

هجم عليه حراس باهر الذين يقفون خلفه، وبدأو فى ضربه، فاسرع حرس الشركه اليه لنجدته، واتصل احدهم بفارس لياتى، عندما راى باهر الحرس قادمون امرهم بترك يوسف، وركب السياره هو وحرسه، وتحرك مسرعا، وقع يوسف على الارض من اثر الضرب، اقترب منه احد رجال الامن قائلا: انت سليم يا استاذ يوسف؟
يوسف بغضب والم: ايوه انا كويس كويس.
احد رجال الامن: فارس بيه جاى احنا اتصلنا بيه واكيد هيطلب البوليس.

نفخ يوسف فى غضب: ملوش لزوم الموضوع خلص خلاص.
وقف يوسف ونفض ثيابه من العفار، اتى فارس مهرولا تفحصه قائلا: انت سليم يا يوسف مين اللى اتعرضلك؟
نفخ يوسف غاضبا: مفيش حاجه، ده حيوان ميستهلش حتى التفكير فيه انا ماشى.
حاول فارس ان يتحدث اليه، لكن يوسف كان غاضب جدا واسرع الى سيارتها اخذها وذهب، نظر فارس الى عامل الامن وقال بحده: مين اللى ضرب يوسف ونرفزه كده؟

احد العمال: ده واحد كان عندكم فوق، بعت واحد من الحرس بتوعه ونده للاستاذ يوسف، وكان بيكلمه وفجأه استاذ يوسف ضربه، وبعدين هجم عليه الحرس بتوع الراجل، ونزلو فيه ضرب، فجرينا عليه نلحقه، واتصلنا بحضرتك، بس اول ما قربنا منهم، ركبو عرباتهم وجريو.
فارس غاضبا: متعرفش اسمه ايه؟
احد الحراس: باهر بيه سمعتهم بيندهوله.
زاد غضب فارس وقبض على يده وزمجر غاضبا: الكلب ده لازم يتعلم الادب .
وصعد الى مكتبه...
عند يوسف.

ظل يوسف يلف بالسياره لبعض الوقت حتى هدأ غضبه، وعاد الى المنزل، كان راسه مشوش بسب كلام باهر فهل الجميع يفكر به هكذا هو يعلم ان فارس وفهمى يعلمان صدق مشاعره ولكن كلام باهر يبدو للوهله الاولى انه حقيقه ظل يراقبها وهى تعد الطعام وهى كانت ببيت ابيها مدلله لديها من يخدمها لاحظت شهد انه مهموم وحزين ويحاول الابتعاد عنها منذ عودته فجلست الى جواره ربطت على كتفه قائله: مالك يا يوسف فى ايه يا حبيبى شكلك زعلان ومتضايق وشايل الهم؟

نظر اليها يوسف وعندما رات اثار الضرب على وجهه فزعت قائله: سلامتك حبيبى ايه اللى عمل فيك كده؟
ابتسم يوسف بحزن قائلا: مفيش حاجه ده انا اتقعبلت وانا ماشى ووقعت على الارض.
شهد بحزن: طب ليه مقولتيش اجبلك تلج عشان وشك ميورمش وكمان قاعد بعيد عشان مخدش بالى هو انا ليا مين غيرك اخد بالى منه.
امسك يوسف يدها قائلا: يعنى انت سعيده معايا؟ يعنى انا مظلمتكيش واستغليت حبك ليا.

ابتسمت شهد قائله: حبيبى ايه الكلام الفاضى ده انا مش بس سعيده انا اسعد ست فى الدنيا عشان ربنا رزقنى بيك.
ارحته كلمتها بعض الشئ ولكن مازلت كلمات باهر تطن فى اذونه فنظر لها قائلا: يعنى انت مش ندمانه انك اتجوزتينى يعنى كان عندك اللى بيخدموكى...

قاطعته شهد قائله: عمرى ماندمت ولا عمرى هندم وبعدين ايه لازمته الكلام ده انا عندى الشقه دى اجمل من الف فيلا كفيا ان انت فيها معيا وكمان ولادنا معنا حبيبى انت عندى بالدنيا كلها.
ابستم يوسف قائلا: ياااه ريحتى قلبى كنت خايف تكونى متضياقه ومش بتقولى.
شعرت شهد بالقلق من كلامه فقالت: يوسف فى ايه؟ ايه اللى حصل خلاك تقول كده احنا بقلنا خمس سنين مع بعض ايه اللى جد؟

شعر يوسف انه اوقع نفسه فى ورطه فهى لن تسكت الا اذا اخبرها فقرر ان يتكلم ولا يخبرها بكل ما حدث قائلا: ابدا مفيش بس شوفت باهر اللى كان عايز يتجوزك قبلى وخفت انك تكونى ندمانه انك سبتى العز اللى كنتى فيه.
غضبت شهد عندما ذكره قائله: سيرة الشئ ده بتعصبنى هو انت مفكر ان ده راجل اصلا هو ده فى واحده ممكن تندم انها سابته وبعدين متقارنش نفسك بيه ابدا ومين قال ان بتنا ده مش بيت عز؟! هو احنا نقصنا حاجه.

يوسف: حبيبتى انا عارف اننا مش ناقصنا حاجه ولو انت ناقصك حاجه انا اجبهالك من عيونى بس كنت بطمن انك مش محتاجه حاجه او ناقصك حاجه.
امسكت ذراعه ووضعت راسها على كتفه قائله: طول ماانت جنبى تبقا كل الدنيا عندى.
وضع يده على وجنتها قائلا: وانت كل دنيتى (بدأ يشمشم ) فى ريحة شياط.
انتفضت شهد قائله: ياخبر الاكل اتحرق.
وجرت مسرعه لتلحق مابقى منه ضحك يوسف عليها ولحق بها ليساعدها.

فى شقة سوزى
اتى اليها عادل المحامى قائلا: انا جبتلك المعلومات اللى طلبتيها كلها ولو انى مش فاهم هتعملى بيها ايه؟!
نظرت اليه سوزى بمكر: هاتهم انت بس وانا هقولك سمعنى كل اللى عرفتو عنها.

امسك عادل ورقه وبدأ يقرا منها: بصى يا ستى هى اتولدت وعاشت فى اسكندريه لكن ابوها من مصر واما استغربت سبب سفره ودورت وراه عرفت انه سافر هربان من اللى قتله عشان قتل ابنه فى الاول كنت فاكرها قضية قتل عاديه بس لما دورت كويس عرفت ان ابوها كان عنده قوه خارقه وان قتل صاحبه منغير قصد هما كانو بيتخانقو سوى زى اى اثنين اصحاب وطبعا لانه عنده قوه غير عاديه لما خبطه خبطه خفيفه مات فى ساعتها وعرفت ان ابوها كان واخدها من عمه اللى مات بردو بسببها.

اتسعت ابتسامة سوزى بمكر قائله: كده شكى فى محله وهى ورثت القوه من ابوها وكده خلاص وقعت تحت ايدى.
عادل بعدم فهم: يعنى انت هتعملى ايه بالمعلومات دى مش فاهم.
قبضت يدها بخبث قائله: هتعرف لوحدك المهم دلوقتى عايزه منك اسم صاحفى بيتباع بالفلوس او بمعنى اصح ينشر اللى انا عايزه مقابل فلوس.
عادل: ماشى خلال يومين هبعتهولك.

اعطته سوزى بعض النقود وذهب امسكت الهاتف واتصلت بالو قائله: ايوه يا بالو اسمع عايزك وانت بتراقب ايثار تعرفلى الايام اللى بتجيب الولد لوحدها وعايزه كام راجل من اللى احجام ضخمه دول يبقو جاهزين فى اى وقت اطلبهم منك.
بالو: ماشى يا ست استبينا كله هيبقا تمام.
انهت المكالمه معه وقامت هى وهى تشعر بفخر وسعاده تخطط للامر فى عقلها.

فى منزل مازن
جلست بسنت الى جوار مازن قائله: ليه اصريت نيجى نبات هنا النهارده؟
ابتسم مازن قائلا: عشان عايز اتكلم معاكى فى موضوع برحتنا .
ابتسمت بسنت قائله: ماشى ياعم اتكلم.
مازن: معتز شاف لنا مركز كبير فى المانيا عشان الخلفه.
توترت بسنت قائله: بس انا خايفه نرجع منغير فايده زى كل مره.
امسك مازن يدها مطمأن لها: حبيبتى انا مش فارق معايا انا بعمل ده عشانك انت لو مش عايزه بلاش.

بسنت: مش موضوع بلاش انا خايفه اننا نعيش الامل من جديد وبعدين يضيع.
مازن: حبيبتى انا مش عايز غير سعادتك انت اى شئ تانى مش مهم.
بسنت بخوف: يعنى مش هتسبنى وتدور على واحده تانيه عشان تكون اب؟
ابتسم مازن: وكان ايه اللى مناعنى لحد دلوقتى؟ هاه مفكرتيش؛ انا بحبك يا بسنت، ومحبتش حد قبلك ومعتقدش انى ممكن احب غيرك يمكن مبعرفش اقول كلام حلو مبعرفش اعبر عن مشاعرى بالكلام بس الحقيقه انى بحبك انت وبس.

تنهدت بسنت بسعاده وارتمت بين احضانه قائله: وانا عمرى ماحبيت ولا هحب حد غيرك انا كان خوفى انك تسبنى وتعمل زى بابا وتتجوز عشان الخلفه.
امسك وجنيتيها بيديه قائلا: اللى عمله ابوى وابوكى كان غلطة عمرهم وندمو عليها بعد كده وانا مش ممكن اعمل زيهم لانى مش عايز اخلف اولاد يعيشو تعبانين بسبب سوء اختيار منى يمكن يكون الكلام مؤلم لنا بس هو الحقيقه.

اخذت نفس وزفرته قائله: فعلا حقيقه مؤلمه خلاص اول لما ترجع وعد وفادى نحدد معاد ونسافر احنا وان شاء الله المره دى ربنا يرضينا.
ابتسم مازن: بامر الله.
رن هاتفه فابتسم واشار بيده قائلا: لازم ارد ممكن يكن مهم.
فهزت راسها بالموافقه اخذ الهاتف وابتعد ليجيب ظلت هى مكانها تفكر فى كلامه للحظات ودخلت الحمام.

فى شركة فارس
ارسل فارس ليوسف وجلس امامه على المكتب قام فارس وجلس بالكرسى المقابل له قائلا: ايه اللى حصل بينك وبين باهر امبارح خلاك تمشى زعلان متضايق؟
غضب يوسف قائلا: ده تافه حقير قال جاى يعرض يدفعلى فلوس مقابل انى اروح اشتغل عنده، وجاب سيرة شهد فمطقتش وضربته.
جز فارس على اسنانه قائله: الزباله ماله ومال اختى يعنى اروح اقتله دلوقتى واخلص.

نظر اليه يوسف بغضب وحميه: لو قرب من هنا تانى انا اللى هقتله اللى يقرب من بيتى ادمره.
تضايق فارس لانه ازاد غضبه بلا من ان يهدأه وباهر هذا لا يستحق ان يضيع زوج اخته لاجله ففكر فى تهداة الامر قائلا: انما واضح انك ضربته امبارح وعلمته الادب.
يوسف بضيق: هو فعلا ضربته بس مش الضرب اللى يستحقه، الكلاب اللى معاه هجمو عليا واتكترو لولا الامن جه كنت انا اللى هتروق.
فكر فارس قائلا: اسمع انا هعمله محضر و...

قاطعه يوسف قائلا: ايه الكلام الفاضى ده هو انا صغير قدامك هو مش هيفكر يكلمنى تانى اصلا هو صحيح معاه رجلته بس البوكس اللى ادتهوله هيخليه يخاف.
تذكر فارس رعبه وفزعه من ايثار قائلا: اظن انا كمان انه مش هيفكر يقرب من هنا تانى معلش يا صاحبى لما قولت جاب سيرة اختى عقلى طار منى.
ابتسم يوسف قائلا: ولا يهمك انا فاهمك(وقف يوسف) طب همشى انا عشان الشغل.
قام فارس هو الاخر ربط على كتفه قائلا: ماشى ياعم تمام.

هز يوسف راسه بالموافقه وخرج من المكتب امسك فارس هاتفه واتصل بوالده لحظات واجاب قائلا: اهلا يافارس فى حاجه؟
فارس: ايوه اتكلمت مع يوسف وعرفت منه الاهبل اللى اسمه باهر ده كان عايز منه ايه.
فهمى: كان عايز ايه؟
فارس: بيعرض عليه فلوس مقابل انه يروح يشتغل عنده .
ضحك فهمى قائلا: ده تافه وخايب كمان عموما كبر دماغك منه اللى كان بيخطط له وقع وهو ده اخره مش هيعمل حاجه تانى.

فارس: طب تمام بس انا قولت اعرفك اللى حصل.
فهمى: كويس انك قولتلى كده هو كده يعبط يعنى مش عارف يعمل ايه شويه وهو اللى هيزهق ويسيب الشغل كله مش المشروع بس اللى زى ده اصلا مش بتاع شغل.
فارس: صح فعلا طب عشان معطلكش بقا سلام.
انهى معه المكالمه ووضع الهاتف ونظر بعض الاوراق امامه.

فى شقة ايثار
اتصلت ايثار بنادين على الانترنت مكالمة فيديو اجابت نادين بسعاده قائله: ايثار حبيبتى وحشتينى جدا.
فرحت ايثار برؤيتها: انت كمان وحشتينى جدا كلمتك امبارح مردتيش ليه؟
نادين: معلش كنا بنجهز لافتتاح المحل بتاعنا هنا والتليفون فصل منى ومختش بالى الا لما رجعت البيت.
ابتسمت ايثار بحزن: انتو خلاص خلصتو وهتفتتحو المحل؟

تنهدت نادين وابتسمت بحزن: ايوه الحمد لله هو كان قايل التجهيزات هتاخد اسبوعين وفعلا خلصت فى المعاد بالظبط.
ايثار: على خير ان شاء الله اعملى لنا بث مباشر من هناك عشان نبقا معاكم.
نادين: بامر الله هسيبك بقا عشان اروح اجهز عشان نروح المحل سلام.
ايثار: سلام هستنا البث.

هزت نادين راسها وانهت المكالمه تنهدت ايثار ووضعت الهاتف وهى حزينه فهى اقرب صديقها لها قامت نظرت على مؤمن وهو يلعب بغرفته وخرجت قائله: عمار هروح اشوف توتا وارجع.
اجبها عمار من الداخل: طب ياحبيبتى سلميلى عليها.
خرجت ايثار رنت جرس شقة توتا رنه واحده وفتحت ودخلت.

وجدت تجلس على مكتبها والكتاب امامها ولكنها شارده لدرجة انها لما تشعر بها عن دخولها ابتسمت ايثار وخبطت على مكتبها باصبعها خبطه رقيقه افاقت توتا من شرودها ونظرت اليها بابتسامه قائله: ابله ايثار ايه ده جيتى امتى مختش بالى؟!
اتسعت ابتسامه ايثار ونظرة لها قائله: ياترى بقا ايه اللى شاغل الجميل كده؟
ارتبكت توتا وقالت متهربه: هيكون ايه يعنى المذاكره طبعا انت عارفه خلاص باقى اسبوعين واخلص.

فهمت ايثار ان هناك ماتخفيه عنها ولكنها لم ترد ان تتحدث معها عنه كى لا تشغلها عن مذاكرتها ربطت على كتفها قائله: وانا عارفه انك قدها عايزين امتياز زى كل سنه.
ابتسمت توتا وتذكرت كلام معتز فتنهدت قائله وكأن الكلام له هو: اكيد ان شاء الله مش هخزلك يا ابله.
ايثار بسعاده: طب هسيبك بقا عشان معطلكيش.

توتا: ماشى يا ابله اه صحيح اخر يوم امتحانات هبقا ارجع على المستشفى يعنى امر على المرضى وانسق المواعيد اللى هروح فيها فى الاجازه ان شاء الله.
فهمت ايثار ان مايشغلها له علاقه بالمستشفى فابتسمت وقالت: بامر الله حبيبتى.
تركتها وعادت الى شقتها وهى على شبه يقين ان قلب توتا قد وجد من يشغله.

فى فيلا بدران
عاد وعد وفادى من السفر استقبلهم الجميع بفرح وسعاده جلسو معا فى البهو.

نظرت اليها مديحه بسعاده : حمدالله على السلامه يا بنتى ايوه كده وشك منور.
فادى: الحمد لله يا ماما كنا فين ده هى كان المفروض تقعد اسبوعين كمان بس هى اصرت ترجع عشان العيال وحشونا قوى.
عبست مديحه قائله: ليه كده يا بنتى كنتى كملتى علاجك احسن.
ابتسمت وعد قائله: اللى باقى بسيط وممكن اكمله هنا فى البيت وبعدين معانا دكتور معتز هيتابع الحاله مش كده ولا ايه؟

وكانت تنظر الى معتز الذى يجلس بجوار مديحه ابتسم معتز قائلا: اكيد طبعا انا اقدر اتاخر انا اصلا متابع الحاله مع الدكتور الالمانى من ساعت ماسفرته وعشان كده قبل ينزلكم مصر وخصوصا ان اهم مرحله فى العلاج عدت على خير ومحتجناش لجراحه.
مديحه: الحمد لله وحشتونى جدا ياولاد مش عارفه هعمل ايه لما ترجعو فيلتكم.
ابتسمت وعد قائله: والله يا ماما انا بفكر منرجعش اصلا بس لو ده مش هيضايقك.

فرحت مديحه جدا قائله: يضايقنى ده ايه انا منا عنى تفضلو كلكو جنبى اصلا.
فادى: والله فكره اخواتى فلتهم جنب فلتنا نفتحهم على بعض ونشترى الفيلا اللى فى الجنب التانى ونعيش كلنا هنا.
عجب مازن بالفكره قائلا: فكره جميله وانا معاك فيها وهنبدأ فيها فورا.
معتصم: اهو ده احلى قرار اخدتوه نرجع تانى كلنا مع بعض وحشتنى لمتنا الحلوه دى تانى.
فادى: خلاص اتفقنا.

مديحه: يلا اطلعو ارتاحو وغيرو هدمكم على ما نحضر الغدا.
فادى بأرهاق: بصراحه فعلا محتاج ارتاح جدا.
اخذ فادى وعد وصعدا الى غرفتهم اشار مازن لاخوته ليدخلو غرفة المكتب فاستاذنو منهم ودخلو المكتب واغلقو الباب نفخ مازن بغضب قائلا: ناديه باعته تقول بيعو الشقه بتاعتى وهتولى شقه تانيه فى منطقه تانيه وانقولى فرشى وحاجتى عشان ترجع على المكان الجديد.
تعجب معتصم قائلا: وده ليه بقا ان شاء الله؟!

معتز بضجر: يعنى انت مش فاهم؟!
زاد تعجب معتصم قائلا: وهو يعنى لو كنت فهمت هسال ليه؟!
مازن بغضب وهو يجز على اسنانه: مش عايزه حد يعرف سنها الحقيقي عشان تقول انها لسه نوغه.
معتز: وطبعا ممنوع علينا اننا نقول اننا ولادها او حتى نروح نزورها.

سكت الثلاثه وكأن اصابهم سهم فكيف لها ان تفعل هذا والى متى سيتحملو افعالها تلك فهى لاتنوى ان تعيش وحدها وستجلب لهم متاعب اخرى ظل الثلاثه صامتين لا يجدو مايقولو فلاهم يستطيعو ردعها ولاهم يستطعيو تركها قطع الصمت معتز قائلا: بقولكم ايه اعملو لها اللى عايزاه ومحدش يحاول يقرب منها فتره لحد ماربنا يحلها من عنده.
مازن بغضب: تمام بس الشقه هجبها باسمى ومفيش مناقشه فى الموضوع ده.

سكت الاثنان ولم يتحدث اى منهم ارد معتز ان يغير الموضوع قائلا: وانت ناوى تسافر امتى؟
مازن: هتفق مع بسنت النهارده ونحدد معاد.
دق الباب واتى احد العاملين اخبرهم ان الطعام قد اعد والجميع ينتظرهم فخرجو ليتناولو الطعام.

عند نادين
عادا مصطفى ونادين من المطعم وهو فى حالة غضب شديد جلست نادين على الاريكه وظل هو يتحرك فى المكان من شدة الغضب وهو يقول: انا مش فاهم هما ايه مزعلهم انى دخلت اسلام؟ هما مالهم هما ليه زعلانين؟
نادين محاوله تهدأته: اهدى واقعد اكيد فى حاجه فاهمنها غلط.
نظر اليها مصطفى بغضب: لاء مش فى حاجه غلط هما متضايقون مش فاهم ليه؟

نادين تفهم مايغضبهم ولكنها تخاف أن تخبره وتشعر بحيره فقالت بتردد: مصطفى ده الطبيعى والمفروض انك تبقا متوقع ده اصلا.
تعجب من كلامها قائلا: ليه اتوقع ده مش فاهم.
اخذت نادين نفس وزفرته قائله: يعنى مش عارف ان فى هنا حرب على الاسلام؟
صدم مصطفى من الكلام قائلا: بس انا واحد منهم اصلا هما بيحاربو المسلم اللى جاى من بره مش اللى منهم.

نادين: لاء طبعا هما بيحابو اى مسلم وبس وانا كنت مفكره انك فاهم ده ومتوقعه وعشان كده جيت عشت فى مصر.
صمت لبعض الوقت فهو فعلا كان متوقع ان يجد بعض الصعوبات اخذ نفس وزفره قائلا: انا فعلا كنت خايف يكون الموضوع صعب بس مش للدرجة انهم يحاربونى.
نادين: بس هما لسه مبدأوش يحاربوك ده كل ده تسخين.

نظرلها متعجبا: تسخين يعنى ايه؟! دول بخوفو زباين انهم يجو مطعم وكمان بيطلعو عليه اشاعات بقالنا اسبوعين بس مش عارفين اشتغل اصلا بطريقه دى هنفلس ونقفل.
نظرت اليه قائله: وهو ده اللى هما عاوزينه اصلا انك تفلس وتمشى.
قبض على يده بغضب قائلا: لكن انا مش أستسلم بسهوله مش اسمح لهم بانهم يكسبو عليا.
ربطت نادين على كتفه قائله: وانا معاك فى اى حاجه هتعملها.

ابتسم وامسك يدها قبلها ونظر بالساعه قائلا: معاد ايثار هروح جبها من مدرسه.
هزت راسها بالموافقة وهى تبتسم خرج وظلت هى مكانها تفكر فى الامر فهى تعلم ان هذه حرب شرسه وليست كما هو يتوقع لكنها سلمت امرها لله فهى تعلم انه هو معينها.

فى شركة فارس
دخلت ايثار مكتب فارس وقالت: انا همشى يا دوب كده الحق اجيب مؤمن من الحضانه.
عمار عابسا: معلش بقا الشغل النهارده كتير ومش هينفع اروح معاكى.
ابتسمت ايثار قائله: متقلقش عليا انا هاخد عربيتى وامشى متنساش تبعت العربيه لتوتا عشان تاخدها من المستشفى اول ما ارن عليك.
عمار: هو النهارده اخر يوم امتحانات.
ايثار: الحمد لله هتريح لها شويه من شدة الاعصاب عن اذنكم انا بقا.

تركتهم وخرجت ركبت سيارتها واحضرت مؤمن من الروضه وهى فى طريق العوده الى المنزل وجدت طفل صغير ملقا على الارض بعرض الطريق فنزلت من السياره قائله: مؤمن خليك فى العربيه هنزل اشوف ماله ده ونمشى على طول (واكملت فى عقلها ) وربنا يستر وميكنش وراه حاجه.
ابستم مؤمن قائلا بطفوليه: حاضر يا ماما.

نزلت ايثار واقتربت من الطفل فنظر لها وابتسم بمكر واذا ببعض الرجال الضخام يحوطونها هى والسياره وقفت مكانها تنظر لهم قائله بتهديد: عايزين ايه ابعدو احسن لكم.
ضحك احدهم وقال بصوت اجش هازئا منها: هتعملى ايه يعنى هههههه فاكره نفسك جامده.
قال اخر: سبها اهو نتسلى شويه ههههه.

كانت تنظر لهم بغضب شديد وتحاول ان تسيطر على نفسها كى لا تظهر قوتها فتح احدهم السياره وامسك مؤمن قائلا: حلو قوى الامور ده استسلمى والا هنموتهلك.
زاد غضب ايثار قائله: سيبو وانا مش هقاوم سيبو الولد.

رفعه الرجل لاعلى ليهددها به فركله مؤمن فى وجهه بقوه اوقعه ارضا ووقع هو عليه هجمت ايثار عليهم ولكمة كل منهم لكمه اوقعته ارضا وهجم مؤمن هو الاخر وضرب احدهم بين فخذيه صرخ من الالم ووقع فى الارض وفى لحظات قضت ايثار علي بقيتهم واوقعتهم جميعا على الارض حملت مؤمن واسرعت الى السياره ركبتها وتحركت بها مسرعه الى منزلها كان احد الصحافين يقف مختبأ يصور كل ماحدث وبعد ان ذهبت اقترب من الرجال وهم على الارض وكلهم مصابون وصور الرجل الذى ضربه مؤمن وهو يتلوى فى الارض من الالم واسرع الى سوزى وارها الفيديو قائلا: دى وحش هى وابنها ايه ده لا يمكن يكون طفل ده.

ابتسمت سوزى بمكر قائله: بالظبط ده وحش او كأن فضائى لكن مش ممكن يكون انسان ومش لازم يعش وسط الناس عادى.
اكمل الصحفى وهو ينظر بمكر: ايوه فاهم هنشره على كل مواقع الانترنت وهو بيضرب الراجل وهعمل شوية تحبيش كده عشان يبان كانه وحش فعلا والكل يترعب منه.

ضحكت سوزى بخبث: وهو ده اللى عايزاه خليه حديث الكل عايز الفيديو يلف كل الدنيا( اخرجت بعض النقود ) خد دول وليك اكتر منهم بعد ما الموضوع يشعلل وكمان عايزاه يطلع فى التليفزيون والجرايد.
اخذ الصحفى النقود قائلا : انت تأمرى هخليه فضيحة الموسم.
خرج الصحفى وجلست هى تشاهد الفيديو وتضحك وتتخيل الامر وتنظر بتشفى وحقد.

فى المستشفى
وقف معتز يتحدث فى الهاتف قائلا: ايوه يا مازن يعنى اخر كلام قاله الدكتور ايه؟
مازن: بيقول حالة بسنت كويسه جدا واخر عمليه عملتها نجحت ومبقاش عندها مشاكل اصلا.
تعجب معتز: طب امال ايه المشكله دلوقتى؟
مازن: هو قال باقى تحليل واحد هو اللى هيبين ومقالش ايه التحليل حتى سالته هل عندى انا مشكله قال لاء بالعكس الحاله كويسه جدا.
معتز: طب الحمد لله خلاص يعنى كده هترجعو قريب.

مازن: ماهو ده اللى مش فاهمه وعايزك تكلمهم تفهم منهم عاملين التحاليل دى ليه؟
معتز: متقلقش ممكن يكون اطمأنان مش اكتر وعموما هتصل بيهم واسالهم.
مازن: ياريت عشان لو مفيش حاجه نعملها نرجع مصر.
معتز: تمام حاضر هعرفلك واكلمك سلام.
انهى معه المكالمه ودخل العنبر القريب منه كانت به رانيا وتوتا تتحدثان اقترب منهم قائلا: ازيك يا دكتوره تسنيم.

التفت الاثنتين ونظرتا له ابتسمت توتا قائله: الحمد لله يا دكتور معتز.
معتز: عملتى ايه فى الامتحان النهاردة؟
توتا بخجل : الحمد لله كان سهل.
معتز: هزعل قوى لو قليتى عن امتياز.
زاد خجل توتا ونظرت للاسفل قائله: ان شاء الله مش هيقل.
ابتسمت رانيا قائله: الدكتوره توتا هتبقا من اشطر الدكاتره والوحيده اللى جت بعد الامتحانات وناويه تيجى حتى فى الاجازه.
نظر معتز لتوتا مبتسما: هو توتا ده اسم الدلع بتاعك؟

ارتبكت توتا من نظراته قائله: اه كل اصحابى بينادونى بيه.
شعرت رانيا من نظرات معتز انه يضمر مشاعر لتوتا وشعرت بخجلها الشديد وارتباكها فقالت لتخف من التوتر: حددت لها مواعيد عشان تيجى طول الفتره الجايه صحيح فى حاله من الحالات اللى كنت بتاعها من الدكتوى الالمانى جايلك النهارده وعايزك.
معتز متذكرا: اه فعلا ده فى معاد زياره النهارده عن اذنكم انا.

تركهم معتز وذهب ظلت توتا مكانها وهى شارده خبطتها رانيا على كتفها بخفه مازحه: اللى واخد عقلك.
توتا متنبها: هاه الامتحانان مخلتش فيا عقل اصلا.
ضحكت رانيا قائله: طب يلا بينا عشان نشوف المرضى.
توتا: يلا.
تحركتا معا فى المكان.

فى شقه فى برج سكنى.

دخلت ناديه وقد عادت الى شكلها وهى شابه فى الثلاثين من عمرها تفقدت الشقه وشاهدت كل الغرف فهى ثلاث غرف تطل على حديقه جميله وبهو كبير مفروشه بفرشها الذى كان فى شقتها دخلت الى غرفة نومها ونظرت بالمرأه وبدأت تتحسس وجها ورقبتها وتنظر الى جسدها قائله: ايوه كده رجعت شباب تانى هو صحيح مش زى ماكنت عايزه بس على الاقل احسن من الاول كتير (تفحصت شعرها)بس شعرى عايز اهتمام وجسمى كمان محتاج يخس شويه هنزل بكره للسنتر اللى شوفته قريب هنا وانا جايه اخليهم يظبتولى شعرى واروح الچم اظبت جسمى واشوف بقا النادى اللى هروحه بس لازم كمان اجيب لبس جديد.

امسكت الهاتف واتصلت بمعتز لحظات واجاب: ايوه فى حاجه ناقصه فى الشقه؟
ناديه: عايزه اوراق الشقه الجديده.
معتز: الشقه باسم مازن لما يجى من السفر يبقا يجبلك الاوراق.
ناديه بغضب: ومجبتوهاش باسمى ليه؟
معتز: عشان معناش توكيل منك.
ناديه: خلاص لما يرجع يتنازلى عنها وباقى كام من ثمن شقتى؟
معتز: مبعنهاش عشان التوكيل بعيها انت بمعرفتك.

ناديه: طيب ماشى محدش منكم يجى هنا مش عايزه حد يعرف ان عندى اولاد عجول زيكم.
معتز: متشكر ومتخفيش محدش هيجيلك اصلا.
انهت المكالمه معه واتصلت ببواب العماره القديمه طلبت مه ان يكلم احد السماسره لبيع الشقه وغيرت ملابسها وارتدت ملابس شبابى لاتناسب سنها واخذت حقيبة يد شبابيه وخرجت ذهبت لمركز التجميل.

فى فيلا بدران
كان معتز يجلس فى غرفته شاردا دخلت عليه مديحه بعد ان دقت الباب لكنه لم يشعر بها فابتسمت قائله: ياترى سرحان فى ايه؟
انتبه معتز لوجودها قائلا: اسف مختش بالى وانت داخله كنت سرحان شويه.
اقتربت منه مديحه ومسحت على شعره قائله: وياترى مين اللى بتفكر فيها.
ابتسم معتز: حاله عندى بس شاغله دماغى شويه.
هزت مديحه رأسها قائله: اها حاله طب ماتقولى يمكن اقدر اساعدك؟

تنهد قائلا: هى حاله غريبه شويه ومشكلتها انها شاغله تفكري قوى يعنى بكون بتفرج على فيديو لعمليه قلب مفتوح القى صورتها طالعه من جوى الجرح او مثلا اكون براجع حاجه فى التشريح على الهيكل العظمى بتاعى الاقى صورتها فى قفصه الصدرى وانا بكتب علاج لمريض كتبت اسمها بدل العلاج.
ضحكت مديحه قائله: لاء دى حاله مصتعصيه ولازم تشوف دكتور يحلهالك.
ضحك قائلا: يعنى باب النجار مخلع.

ربطت مديحه على كتفه قائله: لو زادت عليك الحاله دى روح لدكتور القلوب يعالجهالك.
تعجب معتز: دكتور القلوب ده يبقا مين؟
مديحه بسعاده: المأذون يا حبيبى.
ضحك معتز فقد فهمت قصده تركته وخرجت وعاد هو لشروده رن هاتفه فافاق ونظر به وجده مازن فرد عليه قائلا: ايوم مازن.

مازن بتوتر وقلق: اسمع اتصل بالدكتور دلوقتى وافهم منه ايه اللى نتيجة التحاليل عشان هو قالى كلام مش فهمه حتى طلبت منه مايقولش حاجه لبسنت لحد لما افهم.
معتز: طب اهدى وانا هكلمه حالا واكلمك.
مازن: طب انا هخرج بره المستشفى عشان اعرف اكلمك براحتى.
معتز: طب ماشى تمام.
انهى مازن معه المكالمه ودخل الغرفه لبسنت وقال: انا هنزل اشترى شوية حاجات عايزه حاجه اجبهالك معايا.

بسنت: لاء مش محتاجه حاجه شكرا ياحبيبى بس متتاخرش.
هز مازن راسه بالموافقه وخرج ظل يسير لبعض الوقت حتى رن هاتفه فنظر به وجده معتز فأجاب قائلا: ايوه يا معتز فهمت ايه الموضوع.
معتز بحزن: ايوه فهمت اهدى كده واسمعنى.
اخبره ما قاله له الطبيب
مازن مصدوما: يعنى خلاص مفيش اى امل مفيش اى حل نهائى؟
معتز: للاسف مفيش غير الحل اللى قالهولك الدكتور.

مازن رافضا: لاء ده مستحيل لازم فى حلول تانيه انا هلف على كل المراكز اللى هنا واوريهم التحاليل والاشعات واكيد هلاقى حل.
معتز متالما: ملوش لزوم اعتقد كلهم هيقولو نفس الكلام.
مازن: لاء اكيد هلاقى حل.
انهى معتز المكالمه ووضع الهاتف وجلس حزينا على حال اخيه.

فى شقة عمار
عاد عمار من الشركه كان مؤمن نائم تعجب عمار قائلا: غريبه مكنش بينام قبل مارجع لازم لعب كتير فى الحضانه.
فكرت ايثار تخبره بما حدث ولكنها خافت من يقلقه ذلك فقررت عدم اخباره ابتسمت قائله: هو يظهر كده فعلا تحب تتغدى؟
عمار: هدخل اخد شور على ما تخلصى.
ايثار: حاضر صحيح بعت العربيه لتوتا؟
عمار: اه اول مابعتى الرساله بتعها انما شايفك كده فيكى حاجه غريبه من ساعت ماجيت فى ايه؟

توترت ايثار قائله: ابدا مفيش حاجه بس انت عارف توتا بنت صغيره وخايفه عليها لحد يحاول يضحك على عقلها.
عمار: توتا بنت عاقله وميتخفش عليها انت نسيتى انها هى اللى جمعتنا ببعض.
ابتسمت ايثار: لاء منستش بس خايفه عليها ايه يعنى مخفش.
اقترب منها عمار وضمها اليه ونظر الى عينها قائلا: لاء خافى براحتك خالص.
ضحكت ايثار بدلع: اخاف عليها ولا اخاف منك.
همس فى اذنها قائلا: معقوله تخافى من حبيبك ده كلام.

قاطعهم صوت مؤمن قائلا: ماما انا جعان.
فتركها عمار وهو يقول بضيق: روحى اكلى ابنك وانا هروح استحمى.
مؤمن: مش هتاكل معنا يابابا.
فابتسم قائلا: طلما حبيبى امر يبقا هاكل معاكم.
مؤمن فرحا تملاه الحماسه: هيه وانا هحكيلك على المغامره بتعاتى النهارده.
ضحك عمار قائلا: هاخد حمام بسرعه وارجع عشان شكلك عندك مغامرات جامده جدا.

قفذ مؤمن فرحا ودخل عمار الحمام كانت ايثار تراقبهم بخوف ان يخبر مؤمن عمار بما حدث ولما اطمأنت اخذته وخرجت الى البهو وقالت له بصوت خفيض: مؤمن ممكن متقولش لبابا على الحرميه اللى طلعو لينا فى الطريق.
مؤمن: ليه؟
ايثار: عشان هو بيحبك خالص وبيخاف عليك فمش عايزين نخوفه اكتر.
مؤمن بعبوس: كنت عايز احكيله ازى ضربت الراجل بس خلاص مدام ده هيخلى يخاف عليا خلاص مش هقوله.

قبلته ايثار قائله: حبيب ماما العسل روح العب على ما تحضر الاكل.
دخل يلعب بالغرفه ودخلت هى الى المطبخ.

فى المستشفى بالمانيا
عاد مازن الى المستشفى ولكنه نسى ان يشترى شئ عندما راته بسنت تعجبت قائله: انت مجبتش حاجه ليه؟
تنبه مازن انه لم يحضر شئ فتهرب قائلا: ملقتش حاجه عجبتنى.
كان يبدو عليه التوتر رغم محاولته ان يدريه فقالت: مالك شكلك متضايق فى حاجه الدكتور قالهالك ضايقتك.
مازن متهربا: مفيش اى حاجه لسه نتبجة التحاليل هتبان بكره باليل حتى كنت هحجز تذاكر اجلتها.
بسنت: امال مالك شكلك متوتر وقلقان.

مازن: ابدا اصل فى مشروع مهم جدا كلمنى عنه فادى وهو اللى شاغل تفكيرى شويه.
هزت راسها دون كلام وهى تشعر بالضجر فكيف له ان يفكر فى العمل فى وقت هكذا ظل على حاله حتى اتى موعد النوم تصنع النوم وظل يتقلب طوال الليل وكانت هى تشعر به وبقلقه لكنها لم تبدى له الامر فى الصباح لم يتناول افطاره جيدا واستعد للخروج قائلا: انا خارج هشوف الحاجات اللى مجبتهاش امبارح.

وخرج مسرعا دون ان تجيبه اخذ التحاليل والاشعات وذهب بها الى عدد من مراكز الانجاب فى المنطقه اما بسنت ظلت بغرفتها اتى اليها الطبيب وكان يريد التحدث اليها مما اثار قلقها وشعرت ان هناك امرا يدريه عنها.
فى شركة فارس
اتى عمار وايثار الى الشركه صعدا معا الى المكتب كان الكل ينظر لهم نظرات غريبه كانت ايثار تلاحظ نظراتهم لكنها لم تفهم سببها لم تعطى الامر اهتماما واثناء ماهم يناقشون بعض الاشياء مع فارس اتى اليه اتصال هاتفى من والده قائلا: فارس فى فيديو هبعتهولك دلوقتى شوفه ولو عندك تفسير قولى عشان الزفت باهر جانى ورهولى وعمال يقول كلام عبيط كده بس قولت اكيد هلاقى عندك تفسير.

فارس متعجبا: ابعته وانا هشوفه وارد عليك.
فهمى: طب انا هقفل دلوقتى وابقا اكلمك بعد شويه تكون شوفته براحتك.
انهى فارس المكالمه ونظر على الرسائل فوجد فيديو مرسل من والده فتحه وبدأ يشاهده صدم فارس قائلا: ايه ده مش ممكن مش دى ايثار.
انتبه له عمار عندما سمعه ينطق اسم ايثار ونظر اليه قائلا: مالها ايثار فى ايه؟

انتبة ايثار هى الاخرى ونظرت له وللصدمه التى وبها وبدا عليها القلق الشديد كان فارس يشاهد الفيديو بانتباه وقال: ايه ده كمان مش ده مؤمن ايوه هو ده حصل ازى وامتى ده؟
قام عمار وقفا: فى ايه يا فارس ماله مؤمن فى ايه؟

اخذ فارس نفس وزفره واعاد الفيديو من اوله واعطا الهاتف لعمار بدأ عمار يشاهد الفيديو اقتربت منه ايثار لترى ماذا هناك وعندما شاهدة الفيديو ورات نفسها هى ومؤمن وهم يضربون الرجال الذين هاجموهم صدمت واغمضت عينها وقبضت على يدها وفتحتهم مره اخرى ووضعت يدها على فمها نظر اليها عمار بغضب قائلا: ايه ده حصل امتى وازى ومقولتليش ليه؟

تلجلجت ايثار وتلعثمت ولم تجد ماتقول ونظرت الى الاسفل تنحنح فارس قائلا: طب خلى العتاب ده بعدين وحد يجوبنى الفيديو صح؟
نظر لها عمار بغضب وادار وجهه الى الجه الاخرى اخذت ايثار نفس وزفرته قائله: ايوه ناس طلعو علينا امبارح واحنا مروحين وحاولو يسرقونا فضربناهم.
فارس مصدوما: يعنى مؤمن عنده قوة زيك.
جز عمار على اسنانه قائلا: ايوه عنده بس انا مش فاهم هما ناشرين الفيديو ليه؟ وكمان ايه اللى وداه لوالدك؟

نفخ فارس قائلا: الزفت اللى اسمه باهر هو اللى وداه لبابا.
ايثار متعجبه: ووصله ازى؟ وليه منشور على النت؟
فارس: واضح ان فى حد ورى الناس اللى طلعو عليكم واعتقد الكلب اللى اسمه باهر ده هو اللى وراهم.
زاد غضب عمار قائلا: مش عارف افكر دلوقتى ممكن نهدى ونفكر.
فكرت ايثار قائله: معتقدش ان الفيديو ده هيضر فى حاجه لانه سواء انا او مؤمن كنا بندافع عن نفسنا.
فارس: كلام مظبوط اقعدو واهدو كده ونفكر بهدوء.

جلس عمار وايثار انهيا العمل الذى كان يراجعانه مع فارس
وعادا الى مكتبهم جلس كل منهم على مكتبه كان عمار غاضب جدا كانت نظراته لها مليئه باللوم والعتاب وكانت ايثار تشعر بالندم الشديد لم تتحمل ايثار نظراته اكثر فقامت اكتربت من مكتبه وقالت بندم واسف: انا اسفه يا عمار انى مقولتش لك بس خوفت ازعلك واضايقك.
لم يرفع عمار نظره من على مكتبه قائلا: خايف على زعلى ولا خايفه اقولك قعدى مؤمن من الحضانه؟

اخذت ايثار نفس وزفرته فقد فهم مايدور بداخلها فقالت بحزن وندم: ايوه خفت تحرم الولد من الحضانه وخفت كمان تزعل منى تانى وانا مكنتش عايزه اقلقك علينا ومش معقول كل يوم هتيجى توصلنا بالعربيه وتسيب شغلك.
تفهم عمار كلامها وشعر بصدقه فهو ايضا راى كم فرحة مؤمن بالحضانه ولا يريد ان يحزنه فقام ووقف امامها قائلا: ايثار بصيلى هنا.

رفعت ايثار عينها ونظرت اليه اكمل: حبيبتى انى اخاف عليكم ده حب يعنى المفروض ماتخفيش منه ولا تخبى عنى حاجه زى دى يعنى كان حلو منظرى قدام فارس وانا مش عارف مراتى حصل لها ايه؟
زاد ندم ايثار قائله: بجد اسفه متخيلتش ان ممكن حد يعرف اصلا بس اوعدك ان دى اخر مره ومش هتتكرر تانى.
نظر عمار الى عينها قائلا: وانا متاكد ان العيون دى مش هتخبى عليا حاجه تانى.

واقترب منها وقبلها فى وجنتها بحب والتف ليقبلها فى وجنتها الاخرى فدق فارس الباب قائلا: عمار اسمع بقولك.
وقبل ان يفتح فارس الباب ويدخل كان عمار جلس على مكتبه وجلست ايثار بالكرسى امامه دخل فارس ووضع بعض الورق على المكتب وبدأ يناقشه به.

فى المستشفى عند بسنت
اتى اليها الطبيب بعد ان ذهب مازن ونظر اليها قائلا: سيده بسنت انا طبيب ومهنتى تحتم على اخبارك حقيقه الامر.
نظرت اليه بسنت بقلق قائله: قل ماتريد.
الطبيب: زوجك طلب منا الا نخبرك وقال انه سيخبرك هو ولكن واجبى ان اخبرك الحقيقه انكى انت وزجك لايمكنكم الانجاب معا ابدا.
لم تفهم بسنت ماقاله الطبيب فقالت: ماذا هلا وضحت لم افهم ماذا تقصد؟

الطبيب: التحاليل والكشف اثبت انك قادره على الانجاب وزوجك ايضا.
قاطعته بسنت قائله: بس الدكاتره فى مصر...
الطبيب: تحدثى الانجلزيه كى افهم.
تنبهت بسنت انها تكلمت بالعربيه فقالت: اعتذر اقول ان الاطباء بمصر قالو ان لدى مشكله فى الانجاب واخذت علاجات وقمت ببعض الجراحات.
الطبيب: هذا صحيح كان لديك مشكله وتم علاجها وشفيتى تماما واصبحتى قادره على الانجاب.

فرحت بسنت ولكنها فهمت من كلام الطبيب ان هناك امر اخر فانتظرت لتسمع باقى كلامه اكمل الطبيب: وزوجك ايضا ليس لديه مشكله فى الانجاب المشكله فيكم انتم معا.
لم تفهم بسنت وقالت بكلمات متقطعه: مشكلتنا، معا، كيف، ذلك؟!
الطبيب: هى حاله طبيه معروفه عدم توافق كميا الجسم بين الزوجين ولا يمكنكم ان تنجبا معا بمعنى ان كل منكم يجب ان يترك الاخر لينجب.

تجمدت بسنت مكانها من الصدمه وفهمت سبب حالة مازن الغريبه التى هو عليها ولم تجد ما تقوله فهى مخيره بين من تحب وبين ان تكون ام
الطبيب: كان واجب على ان اخبرك بالامر وساذهب الان.
ابتلعت بسنت ريقها وتكلمت بصوت مبحوح: رجاء لاتخبر زوجى انك اخبرتنى.
الطبيب بعدم فهم: كما تريدين.

تركها الطبيب وخرج وانفجرت هى فى البكاء فعقلها توقف عن التفكير فهى لاتفهم لما اخفى مازن عنها الامر وما الذى يفكر به هل هو فى حيره مثلها ام ان لديه حسابت اخرى.

فى فيلا بدران
استعد معتز للذهاب الى المستشفى وقبل ان يخرج رن هاتفه فنظر به فوجده مازن فرد عليه قائلا: ايوه يامازن عملت ايه؟
مازن بألم شديد: للاسف كل المراكز اللى روحتها اكدو الكلام.
معتز: معلش ياحبيبى مش عارف اقولك ايه بس ربنا يهون عليك انت وبسنت.

تنهد مازن قائلا: اهى بسنت دى كمان اللى انا مش عارف اقولها ازى واقولها ايه حلمها اللى بتتمناه عشان تحققه لازم تبعد عنى الفكره نفسها بتوجع قلبى اااااه ااااااه.
تعجب معتز من كمية الالم بصوته قائلا: مكنتش متخيل انك بتحبها قوى كده؟!
مازن بحرقه: ولا انا كنت متخيل انى بحبها كده بس اول ماعرفت انها هتبعد عنى عقلى طار وقلبى مش متحمل الوجع ومش قادر حتى اقول لها.

اخذ معتز نفس وزفره قائلا: بس لازم تعرفها عشان ده قرار لازم تاخدوه سوى.
مازن بالم: مش قادر اقولها ومش عارف اصلا اقولها ايه هأجل الكلام فى الموضوع لما نرجع مصر اكون اخدت قرارى مش عايز حد يعرف لحد ماافكر كويس.
معتز: حاضر متخفش.
انهى معه المكالمه وجلس حزينا يفكر به وبحاله الذى وصل اليه وبعد بعض الوقت خرج وجد مديحه تنتظره فى البهو قائله: صباح الخير يا حبيبى .
ابتسم معتز: صباح الخير يا ست الكل.

قبل يدها وراسها واكمل: ايه اللى مصحيكى بدرى كده؟
ابتسمت مديحه قائله: قلقانه على اخوك مازن كلمته امبارح اطمن عليه ماردش عليا وكلمت بسنت قلقتنى عليه اكتر وخايفه اكلمه دلوقتى يكون نايم.
قبل يدها مره اخرى قائلا: ربنا مايحرمنا منك ابدا متقلقيش عليه هما خلاص هيحجزو ويجو خلال ايام.
مديحه بقلق: هما الدكتره قالو مفيش اى امل؟

تردد معتز قائلا: مش عارف بصراحه لما يجى نفهم منه بس هو قالى انهم خلصو خلاص وهيجو خلال ايام.
زاد قلقل مديحه قائله: متعرفش ازى هو انت مش بتكلم المركز وتتابع الحاله.
معتز متهربا: لاء طبعا انا جراح مليش فى موضوع الخلفه ده وعموما لما يجى هو هيطمنا عن اذنك عشان متاخرش على المستشفى.
مديحه: طب مش هتفطر قبل ماتخرج؟
معتز: شربت شاى بالبن واكلت سندوتش وبعدين متقلقيش عليا.

قبل يدها مره اخرى وخرج مسرعا ركب سيارته وذهب الى المستشفى.

فى المستشفى
كانت توتا تقف فى احد العنابر تتابع حالات المرضى، لاحظت فتاه تقف عند الباب متردده وقلقه، ويبدو من شكلها وهيئتها انها من اطفال الشوارع، ترتدى بنطال وقميص رجالى، وتربط راسها بطرحه صغيره، وملابسها فى حاله رثه جدا، اقتربت منها توتا قائله: ايوه يا انسه عايزه حاجه؟
تلفتت الفتاه يمينا ويسرا وقالت متعجبه: انت بتكلمينى انا يا ست الدكتوره؟
توتا: ايوه مش انت جايه عايزه تسالى عن حاجه؟

فركت الفتاه فى راسها وقالت بعد تردد: اصل انا عايزه اسال عن حاجه بس محرجه يعنى.
ابتسمت توتا قائله: اسالى وانا هجوبك، بس قوليلى الاول اسمك ايه؟
ابتسمت الفتاه قائله: ربنا يخليكى يا ست الكل انا اسمى سمر بشتغل بياعه فى الاشارت ببيع ورد وفل.
توتا: عاشت الاسامى يا سمر قوليلى ايه اللى بتشتكى منه؟

تنحنحت سمر وفركت فى راسها ظهر عليها الارتباك الشديد والخجل وتلعثمت قائله: اص، اصل الموضوح محرج حبتين ومش عارفه اقوله ازى يعنى؟
فهمت توتا ان الامر له علاقه بامور نسائيه ولهذا ارتبكت، فقالت: طب شكل الموضوع كبير تعالى نقعد هناك كده لوحدنا واتكلمى براحتك.
سمر: ماشى يا ست الدكتوره.

تحركتا حتى وقفتا فى مكان خالى بعيد بعض الشئ، لكن سمر ظلت مرتبكه وتتلفط يمينا ويسرا بخوف، فقالت توتا: متخفيش انت هنا فى امان وقولى اللى عايزه ومحدش هيعرف حاجه؟
اخذت سمر نفس وزفرته وفركت فى راسها قائله: اصل بصراحه يا ست الدكتوره انا ليا واحده صاحبتى، هى مش صاحبتى قوى يعنى، اصل هى بت شمال لمؤخذه.
توتا: اه الموضوع عنها يعنى؟
سمر: لاء بس هى لفتت نظرى لحاجات مكنتش عارفه، فقولت اجى اسال حد فى المستشفى.

لم تفهم توتا قائله: طب ممكن تقوليلى هى لفتت نظرك لايه عشان افهم انت عايزه ايه.
سمر بحيره وارتباك : ماهو يا ست الدكتوره انا مش عارفه اقولهالك ازى دى او اجبهالك منين؟
تضايقت توتا قائله: قوليها زى ما تقوليها وانا هفهم ممكن بقا تتكلمى.

فكرت سمر قائله: اصل هى بتقول انى مساح (وكانت تشير بيدها على صدرها ) وبعدين بتقولى ان الستات بتجلهم حاجه كل شهر وانا لمؤخذه مش بيجينى حاجه وكمان بتقول ان صوتى مدى على رجالى شويه .
فهمت توتا فابتسمت قائله: اه فهمت تقصدى ايه طب قوليلى يا سمر انت عندك كام سنه؟
سمر: عندى ١٨ سنه؟
توتا: هى مامتك مش عايشه معاكى يا سمر؟

سمر: لاء انا امى ماتت وانا صغيره، والجيران ودونى ملجأ، بس انا هربت، عشان مديرة الملجأ كانت بتضربنا جامد، ومن وقتها وانا عايشه فى الشارع، واحد راجل غلبان قعدنى جنبه، فى عشه صغيره، وعلمنى ازى اعمل اعقاد الفل والورد، واقف ابعها، والحمد لله بتُرزق.
تاثرت بها توتا جدا ورات بها نفسها، تنهدت قائله: طب تعالى معايا هوديكى للدكتور عشان يعملك التحاليل والفحوصات اللازمه.

ترددت سمر قائله: اصل معلش يعنى انا معنديش فلوس ومش...
قاطعتها توتا قائله: محدش طلب منك حاجه كل حاجه هنا مجانى.
سمر: يعنى هنا صحيح فى علاج مجانى للغلابه؟
ابتسمت توتا قائله: ايوه يا ستى يالا بقا نروح للدكتور.
تحركتا الاثنتين وذهبتا الى غرفة دكتور معتز.

فى مكتب عمار
نظر فارس لعمار قائلا: هتعل ايه فى موضوع الفيديو؟
عمار: ولا حاجه ده فيديو تافه وانا مش فاهم اللى نشرو نشرو ليه اصلا.
فارس: وهو ده اللى قلقنى منشور ليه؟ وبعدين يعنى مش جايب الحراميه واضحين والهجوم عليهم من نصه،
مش مركز على الموقف من اوله جايب ضرب ايثار ومؤمن للحرميه بس وكانه عايز يجبهم هما اللى وحشين.
عمار: متكبرش الموضوع وسيبك منه اصلا.

فارس: انا شايفه كبير اصلا ده منشور على كل صفحات الفيس.
عمار: بقولك ايه سيبك منه وكبر دماغك خلينا فى شغلنا.
كانت ايثار تستمع اليهم وشعرت بالقلق وبدأت تفكر لما قد يصور احد فيديو كاهذا امسكت هاتفها وبحثت عنه وبدأت تشاهده ولاحظت فعلا ان من صوره ركز على ضربها لهم هى ومؤمن وكانه يلقى عليهم بالوم. تنبهت للساعه ان موعد مؤمن قد حان فقامت وقفت قائله: هنزل اخد مؤمن من الحضانه.

نظر اليها عمار قائلا: استنى هاجى معاكى.
اردت ان ترفض لكنها خافت من غضبه فسكتت انهى العمل الذى يقوم مع فارس وقام دخل فارس مكتبه ونزلا الاثنان وركبا السياره ترددت ايثار قائله: عمار فارس عنده حق الفيديو ده مش بسيط وراه حاجه.
عمار: اكيد بس لازم نتجاهله عشان يموت لو ادناله اهميه هيكبر لكن لو طنشناه هينتهى لوحده فهمتى.
زاد قلق ايثار قائله: بس مين اللى يعرف انى عندى قوه ومؤمن كمان وصورنا قاصد.

عمار: معتقدش انه كان يعرف اصلا اظن وقت ماكنتو بتضربوهم حد صوركم من اى بلكونه واتفاجاء برد فعلك انت مؤمن وعشان كده نشره وكل ماحد يشوفه ينشره لنفس السبب.
هزت ايثار راسها بالموافقه دون كلام فهى لم تقتنع بهذا الكلام احضرت مؤمن من الحضانه واوصلهم عمار الى المنزل وعاد هو الى الشركه دخل الى مكتب فارس وجلس امامه قائلا: ورينى الفيديو تانى.
تعجب فارس قائلا: انت مش قولت مش مهم؟!

عمار: ده كان قدام ايثار عشان متحسش بقلق هى ومؤمن لكن احنا لازم نعرف مين اللى عمل كده وعرف منين بقوة ايثار.
جلب فارس الفيديو واعطاه الهاتف قائلا: اهو شوفو تانى بس معتقدش ان حد يعرف غيرنا.
عمار وهو يشاهد الفيديو بانتباه: لاء اللى مصور ده عارف وقاصد كمان ده بيركز على الاصابات اللى عملها مؤمن كمان بالزات.
امسك فارس ذقنه قائلا: بس انا نفسى مكنتش اعرف بموضوع قوة مؤمن ده اللى صور عرفه منين؟

فكر عمار قائلا: دى مش ممكن تكون صدفه لانه قاصد ايثار مش مؤمن لولا انى متاكد ان مرات ابوها ماتت كنت شكيت فيها بس انا كده متلخبط ومش عارف اعمل ايه.
فارس: ولا انا عموما هنحاول نعرف اى حاجه ونوصل للى عمل كده.
اخذ عمار نفس وزفره غاضبا: ربنا
يستر عموما انا هتابع واشوف يمكن زى ماقولت ل ايثار واحد شفهم وصورهم ويعدى الموضوع.
فارس: يمكن.
اكملا عملهم وعاد كل واحد الى منزله.

فى المستشفى عند توتا
وقفت سمر عند الباب، ودخلت توتا الى معتز اقتربت من المكتب قائله: دكتور عندك وقت معايا حاله وكنت عايزه اسالك ايه الاجرأت لها.
ابتسم معتز قائلا: اكيد اتفضلى قوليلى الحاله.
ونظر ناحية سمر ورأى منظر ملابسها وشكلها واومأ براسه قائلا: هى دى الحاله؟
توتا: ايوه انا شاكه انها تعديل مسار (قالت الاسم بالانجليزيه ).

فقام وقف معتز واقترب من توتا قائلا فى تعجب: انت كشفتى عليها يعنى ولا عرفتى ازى؟
شعرت توتا بحرج شديد قائله: هى حكت المشكله وانا فهمت.
تنحنح معتز قائلا: اه تمام طب اندهيها عشان اسألها بعض الاسئله عشان افهم الحاله بالظبط.
اشارت لها توتا فاقتربت منهم ووقفت امامهم، نظر لها معتز قائلا: انت سنك كام؟
سمر: تمنتاشر سنه.
معتز: قوليلى عرفتى منين ان عندك مشكله؟

نظرت سمر الى الاسفل بخجل وفركت فى راسها قائله: ما انا شرحت للست الدكتوره هو لازم اقول تانى.
ابتسمت توتا قائله: معلش يا سمر لازم الدكتور يعرف عشان هو اللى هيعالجك.
سمر برفض: بس انت يا دكتوره قولتى ان محدش هيعرف حاجه؟
معتز: متقلقيش محدش هيعرف بس لازم تقوليلى عشان انا هبقا الدكتور المسؤل عن حالتك وهى هتبقا معاكى بردو.

سمر: طب طلما هتبقا معايا انا هقولك يا دكتور، اصل البت صاحبتى قالتلى ان عندى مشكله ازى وصلت للسن ده ولسه مساح وكمان مش بيجنى الحاجه اللى بتيجى للبنات كل شهر، وكمان بتقولى صوتك مش زى صوت البنات هو رفيع صحيح بس مدى على رجالى .
سكت معتز للحظات ونظر الى توتا قائلا: يعنى ايه مساح؟
فاحمر وجه توتا خجلا وتلجلجت قائله: تقصد، تقصد يعنى ( حاولت ان تشير بيدها ناحية صدرها كما فعلت سمر لكن الخجل منعها ).

فقالت سمر وهى تشير على صدرها: مساح يا دكتور مساح.
ففهم معتز وشعر بخجل شديد من سؤاله الذى تسبب فى احراج توتا، اخذ نفس وزفره وتنحنح قائلا: اه فهمت، طب معندكيش مشاكل تانيه بتشكى منها فى الغدد يعنى.
لم تفهم سمر قائله: غدد يعنى ايه لمؤخذه يا دكتور دى حاجه بتتاكل؟
ابتسمت توتا قائله: هو يقصد يعنى بتحسى بوجع فى اماكن معينه؟
سمر: لاء مفيش.

معتز: طب ظهر فى جسمك شعر فى منطقة الصدر او الرجلين زى بتاع الرجاله كده؟
فركت سمر فى راسه وترددت قائله: بصراحه اه، بس لمؤخذه متقولش لحد، لحسن البت موزا لو عرفت هتفضحنى.
معتز: مين موزه دى؟
سمر: دى البت الشمال اللى قولت للدكتوره عليها اصل هى اللى قالتلى على الحاجات دى.
معتز متعجبا: وايه علاقتك بالبت دى وشمال ازى يعنى؟

سمر: يا دكتور شمال يعنى شغاله لمؤخذه وبعدين هى بتيجى تستخبى عندى فى الايام اللى مش بتشتغل فيهم، عشان العيال بيقرفوها ومحدش بيقرب من العشه بتاعتى.
فهم معتز قائلا: طيب انت هتعملى حبة تحاليل واشعات كده وبعدين هقولك عندك ايه تمام.
سمر فى قلق: هو الموضوع كبير يا دكتور؟
معتز: مش هقدر احدد الا بعد التحاليل، وانا هقولهم يقعدوكى هنا فى اوضه مخصوصه ليكى.
سمر: ربنا يخليك يا دكتور يارب.

توتا: طب انا هاخدها اوديها للمعمل واروح معها للاشاعه.
معتز: طب انا كمان هاجى معاكم عشان عايز اشوف الاشعات بنفسى
تحركو جميعا ووصلو معمل التحاليل وقفا الاثنان على الباب ودخلت سمر الى غرفة العينه، نظر معتز الى توتا قائلا: انما انا شايفك مهتمه بيها قوى انت تعرفيها؟
تنهدت توتا قائله: لاء دى اول مره اشوفها، بس شوفت فيها نفسى، وحسيت ان لولا ظهور ابله ايثار فى حياتى كان زمانى زيها.

صدم معتز قائلا: زيها ازى هو كنتى راجل وقلبتى؟
ضحكت توتا ووضعت يدها على صغرها قائله: لاء انا مقصدش كده انا بنت كامله الانوثه.
فضحك معتز: اه فعلا كاملة الانوثه ده واضح جدا انما تقصدى ايه بزيها؟
شعرت توتا بالخجل كيف قالت هذه الكلمه وتلعثمت بالكلام قائله: اقصد، من ناحية اليتم يعنى كان ممكن ابقا فى الشارع ببيع ورد وفل.

ونظرت بعيد وامتلاءت عيونها بالدموع، ابتسم معتز قائلا: اسف انى ضايقتك واتسببت فى الدموع دى بس انت حساسه قوى.
ابتلعت توتا ريقها قائله: لما شوفت سمر معرفش ليه تخيلت نفسى مكانها وافتكرت لما جدتى ماتت والجيران كانو عايزين ودونى ملجاء، احساس مؤلم قوى انك تبقا ملكش حد ووحيد فى الدنيا.
تاثر معتز بكلامها جدا وشعر بان اعجابه بها يزيد كل يوم اكثر، فابسم قائلا: معلش الوحده شئ وحش بس على الاقل عندك حد قريب.

توتا بابتسامه حزينه: الحمد لله.
خرجت سمر من غرفة العينه وذهبت معهم الى غرفة الاشاعه.

فى شقة يوسف
كان يوسف يجلس فى البهو يراجع بعض الاورق اتت اليه شهد جلست الى جواره قائله: بتعمل ايه؟
ابتسم يوسف قائلا: براجع شويه اوراق شغل يعنى.
شهد بدلع: وخلصت ولا لسه؟
ضحك يوسف: خلاص حتى لو مخلصتش اسيبه عشان خاطرك.
ضحكت شهد: بجد خلاص مش هعطلك.
يوسف مزاحا: بجد طب يلا امشى من هنا شطبنا.
عبست شهد قائله: بقا كده طب ماشى ابقا شوف مين اللى هيعبرك.

وقامت لتتركه وتذهب فامسك ذراعها وقام همس فى اذنها: وتقدرى تسيبى حبيبك اهون عليكى.
ضحكت بدلال: لاء متهونش يلا تعالى كل معنا كيكه حلوه قوى.
ضحك قائلا: انت احلى من اى كيكه حبيبة قلبى ياناس.
واذا برومى قادمه اليهم تقول: ماما، ماما مش دى ابله ايثار وده ابنها مؤمن؟
نظرت اليها شهد بتعجب: ايثار فين ياحبيبتى؟
قدمت لها الهاتف: هنا فى الفيديو بتضرب ناس وفى واحد بيقول عليهم وحوش وهيموتو الناس.

فزعت شهد من الكلام هى ويوسف وقالت: ايه الكلام الفاضى ده هاتى الفيديو ورينى.

اخذت منها الهاتف وجلست على الاريكه هى ويوسف واعدو الفيديو من البدايه وراو مشهد الضرب وبعدهااتى رجل وبدأ يتحدث قائلا: ايه دول مش ممكن يكونو بنى ادمين ابدا دول اكيد وحوش دول لازم يتعزلو عن العالم الراجل جاله ارتجاج من خبطة عيل والتانى حياته انتهت والدكاتره بيقولو حتى لو عاش هيبقا عاجز تماما حرام كده دول مش ممكن حد يعيش معاهم دول وحوش وحوش ولازم الدوله تاخد اجراء معاهم وان مخدتش يبقا احنا لازم نبعد عنهم.

اوقفت شهد الفيديو ونظرت الى يوسف قائله: ايه الكلام ده وحوش ايه وكلام فاضى ايه؟
غضب يوسف قائلا: انا هتصل بعمار اساله واعرفه ولازم ياخد اجراء مع الراجل ده.
امسك هاتفه من على الطاوله وطلب عمار رن هاتف عمار تعجب من اتصال يوسف واجاب قائلا: السلام عليكم اهلا يا يوسف.
يوسف غاضبا: وعليكم السلام انت شوفت الفيديو اللى نازل على النت ده؟

فهم عمار انه قد راى الفيديو فأخذ الهاتف وابتعد عن ايثار ومؤمن قائلا: ايوه شوفته واتكلمت مع فارس هنشوف مين اللى عمل كده انما انت زعلان ليه كده الموضوع بسيط؟
يوسف وقد زاد غضبه: بسيط ازى الراجل بيقول على مراتك وابنك وحوش وانت تقول بسيط؟!
غضب عمار قائلا: مين الحيوان اللى قال كده ابعت الفيديو حالا واضح ان الفيديو اللى شوفته غير اللى عندك.

يوسف: هبعتهولك حالا بس لازم تسكت الحيوان ده ازى يقول على طفل صغير كده؟!
عمار غاضبا: ابعته حالا لما اشوف.
انهى معه المكالمه وارسل يوسف الفيديو فور تحميله فتحه وشاهده عمار وجن جنونه فخرج مسرعا كى لا تشعر ايثار ومؤمن بشئ ركب سيارته واتصل بفارس لحظات واجاب قائلا: اهلا يا عمار.
اجاب غاضبا: انا عايز اعرف مين اللى نشر الفيديو ده ومين اللى صوره ومين اللى وراه؟

تفاجأ فارس من غضب عمار قائلا: اهدى بس وفهمنى فى ايه هو فى حاجه جدت؟
عمار وهو يجز على اسنانه: لقيت واحد كلب طالع بيعلق على الفيديو وبيتكلم بطريقه وحشه عليهم وبهيج الناس عليهم.
غضب فارس قائلا: ايه الكلام الفاضى ده يعنى هما اللى اتهجمو عليهم وكمان بيهيجو الناس عليهم.
عمار: اسمع هبعتلك الفيديو دلوقتى وشوفه واقولى ازى نعرف الكلاب دول؟

فكر فارس قائلا: تامر محامى وهو اللى ممكن يجيب كل حاجه عنهم ابعت الفيديو انا هكلمه.
عمار: حالا هبعتهولك بس خليه ينجز الموضوع لو طول هيبقا مشكله.
انهى معه المكالمه وارسل له الفيديو راه فارس وزاد غضبه جدا كلم تامر وارسل له الفيديو طلب منه تامر ان ينتظر عليه لليوم التالى كى يستطيع احضار كل المعلومات اخبر فارس عمار بالامر الذى كد يجن ولكن لم يكن بيده حيله غير الانتظار.

عند نادين
دخل نادين تمسك ايثار بيدها ومصطفى يحمل عبدالله دخلت ايثار غرفتها لتغير ملابسها ووضع مصطفى عبدالله فى الغرفه فهو نائم وخرج الى نادين وكان يبدو عليه الغضب قالت نادين: مصطفى انت اللى غلطان مكنش لازم تزعق وانت عارف اصلا انه جاى يستفزك.
مصطفى بغضب: مش قدرت اتحمل حركات بتاعه يعنى هو اتريق على اكل ويطلب حاجات مش موجود وكمان يجى يتريق على لبسك مش ممكن اتحمل اكتر.

نادين: حبيبى عشان كده قولتلك خلينى انا فى البيت.
مصطفى: انا مش اطمن عليكى وانت فى بيت وحدك وانت معايا انا كده اطمن.
فكرت نادين قائله: خلاص هبقا اقعد جوى فى المطبخ ومش هخرج.
مصطفي رافضا: هو ده اللى هما عاوزه وانا مش نفذه بصى حبيبتى انا قولت مش استسلم بس هحاول امسك اعصابى هدخل جوى اغير واجى.
هزت راسها بالموافقه وظلت مكانها اتت ايثار وقالت: ماما هى كلمه(بالفرنسيه) غريبه اطوار وحشه؟

تعجبت نادين قائله: ليه بتسالى ياحبيبتى؟
ايثار: اصل اصحابى بيقولهالى فى المدرسه من ساعت ماروحت والميس لما سمعتهم زعقت لهم وخلتهم اعتذرولى بس انا مش فاهمه ليه بسمع بابا بيقولهالك كتير وهى فعلا وحشه؟
تنبهت نادين للامر ولم تعرف بماذا تجيبها كان مصطفى هو الاخر فى الداخل وسمع الحوار شعر ان الامور كلها اصبحت معقده اكثر.

فى فيلا بدران
عاد مازن وبسنت من المانيا احضرهم معتز من المطار وكان يبدو عليهم الارهاق الشديد والتعب كان الكل ينتظرهم فى البهو دخلا سلما عليهم وجلسو معهم مديحه بسعاده: حمدالله على السلامه ياولاد نورتو مصر.
بسنت بابتسامه مرهقه: منوره بيكى.
لاحظت مديحه على وجههم التعب الشديد والحزن فقالت: هو ايه فى حاجه حصلت زعلتكو هناك ياولاد؟

تصنع مازن الابتسامه قائلا: لا ابدا بالعكس الدكاتره قالو الحاله كويسه جدا والحمد لله ومبقاش فى مشاكل.
فرحت مديحه: طب الحمد لله امال شكلكم زعلان ليه خضتونى؟!
مازن: تعبانين جدا منمناش اول ما الدكاتره قالو الحاله تمام رجعنا مرضتش نقعد اكتر من كده فمانمناش وانت عارفه بقا ارهاق السفر.

شعرت مديحه انهم يخفون شئ وظنت انهم قد تشاجرو فى الطريق فلم تثقل عليهم فى الاسئله وربطت على كتف بسنت قائله: طب اطلعو ارتاحو ولما تصحو نقعد مع بعض ونتكلم.
قام مازن واقفا هو وبسنت وقال: عن اذنكم هنروح فيلتنا نرتاح ونجيلكم على باليل ان شاء الله.
خرجا الاثنان وقف فادى هو الاخر قائلا: عن اذنكم انا كمان عشان اروح الشركه.
وقف معتز هو الاخر قائلا: خدنى معاك اروح المستشفى.

خرجا الاثنان نظرت وعد الى مديحه قائله: شكلهم فى حاجه مزعلاهم.
هزت مديحه راسها قائله: فعلا شكلهم ميطمنش بس اعتقد ان بسنت وغيرتها المحنونه اكيد اتخنقت معاه.
رودينا: بس واضح ان الموضوع مش بسيط زى كل مره.
مديحه: الافضل نعمل نفسنا مش فاهمين حاجه ونسبهم يحلو مشاكلهم مع بعض.
وعد: عندك حق عن اذنكم هطلع اخد العلاج عشان فاضل كام يوم واخلص الكورس واقدر ارجع لشغلى تانى.

مديحه: بس اوعى تجهدى نفسك تانى عشان خاطر عيالك.
ابتسمت وعد قائله: خلاص اتعلمت الدرس ومش هعمل كده تانى.
مديحه: ربنا يباركلك فيهم يالا اطلعى خدى علاجك وانت كمان يا رودينا روحى نامى انا عارفه الحمل فى اوله بينيم وانا كمان هطلع ارتاح فى اوضتى.
قامو جميعا عند الباب خرج فادى ومعتز وقفا امام سيارة فادى ونظرا على مازن وبسنت وهم يدخلان فيلتهم وقال فادى حزينا: مش فاهم مالهم دول بس شكلهم متخنقين زى عادتهم.

معتز متهربا: اه شكلهم كده طب هروح انا اركب عربيتى.
فادى: متيجى معايا هوصلك زى زمان والسواق يودى هالك هناك.
معتز: يلا والله وحشنى الركوب معاك.
ركبا معا وتحركو بالسياره اما مازن وبسنت دخلا الفيلا وصعدا الى غرفتهم وكان مازن يتهرب من الكلام مع بسنت وكانت هى تشعر بذلك نظر لها مازن قائلا: هدخل اخد حمام عشان حاسس انى تعبان ومحتاج انام.
بسنت: طيب انا كمان هغير وانام.

تركها ودخل الحمام وقفت هى تنظر عليها وعقلها يمتلئ بالظنون فهى لا تعرف ماذا ينوى هل سيتحجج ويتركها ام سيبقيها؟وهل ستتحول يوم الى مديحه اخرى؟

 

تاااابع ◄