-->

رواية أشواك الحب الفصل الثالث

 

 فى المستشفى عند توتا
كانت توتا تقف فى احد العنابر تتحدث مع المرضى، اتى معتز اقترب منها قائلا للفت انتباهها فهى لم تره : دكتوره تسنيم.
نظرت اليه تنسيم واجابت قائله: ايوه يا دكتور مع حضرتك.
معتز: اتفضلى معايا هعرف على دكتوره هنا من الاداره..



فهزت راسها بالموافقه، تحرك وهى خلفه، دخلو الى عنبر اخر مجاور للذى كانت به، اشار الى العنبر قائلا: ده عنبر العيون المجانى(اشار على رانيا ) واللى هناك دى دكتوره رانيا من افضل الداكتره هنا فى القسم.
نظرت توتا الى المكان منبهره قالت: معقول ده القسم المجانى المكان جميل جدا ونظيف وفى رعايه واهتمام زى باقى الاقسام..

راتهم رانيا واقتربت منهم واستمعت لكلام توتا فابتسمت واجابت قائله: هو يعنى عشان مجانى لازم يبقا مش نظيف احنا مش بنفرق فى الرعايه الكل واحد وبعدين دول اهم لانهم باب لنا للجنه.
ابتسمت توتا قائله: مقصدتش طبعا بس ده اللى ديما بشوفه.
ابتسم معتز قائلا: لانهم بيشوفهم من منظور مختلف المهم اعرفك على دكتوره رانيا (ونظر ل رانيا) واعرفك على الدكتوره تسنيم من افضل الطلبه عندنا فى الكليه..

رانيا: اهلا بيكى الدكتور معتز عنده نظريه ان الدكتور لازم يتدرب من بدرى والا ميبقاش دكتور صح.
توتا: انا كمان مع الرأى ده الطب
عشان نفهمه لازم نمارسه اكتر ما نذاكره.
رانيا: يبقا اهلا بيكى معنا.
معتز: طب عن اذنكم انا عشان عندى عمليات انا جيت بس اعرفكم ببعض وارجع اكمل.
توتا: شكرا جدا لحضرتك.
معتز: انا مش عايز شكر عايز احس ان كنت صح فى اختيارك هو ده شكرى الحقيقي..

شعرت توتا بالاحرج ولم تجد ما ترد به فضحكت رانيا قائله: يا دكتور ده كلام بردو انت بتشجعها ولا بتخوفها (نظرت الى توتا) معلش يا دكتوره هما الدكاتره كده عملين شويه
شعر معتز بالحرج وتنحنح قائلا: انا مقصدتش حاجه وعموما انا همشى احسن عن اذنكم.
وتحرك مسرعا نظرت رانيا الى توتا قائله: متضايقيش هو عملى شويه بس طيب جدا.
ابتسمت توتا قائله: انا متضيقتش من كلامه هو عنده حق..

رانيا: طب يلا معايا بقا هعرفك المكان وهوديكى للادره واعلمهم بوجودك كمتطوعه فى القسم المجانى.
تعجبت توتا قائله: القسم المجانى بس؟
ابتسمت رانيا قائله: ايوه طبعا بس هتبقى تحت اشراف الدكاتره التانين متقلقيش مش اول طالبه يجبها معتز جاب قبل كده خمسه بس كانو كلهم شباب انت اول بنت يجبها.
هزت توتا راسها بالموافقه دون كلام وتحركت معها لتتعرف على المكان..

فى شقة عمار
اخذ عمار نفس وزفره فقد تاكد انه لن يستطيع تغير رايه، ولكن ما كان يشغله هى ايثار، ماذا ستفعل وهذا الامر سيحزنها كثيرا، ففكر ان يحاول اقناعه بتأجيل السفر لفتره، وبعدها يثنيه عنها، ولكنه يشعر ان الهذا الامر ليس سهلا ففكر قائلا: طب ماتاجل السفر شويه فتره يمكن الامور تتحل؟
مصطفى: للاسف ده مش ينفع خلاص انا بفكر فى قرار ده من فتره كبير ومش ارجع عنه..

عمار مراوغا: ما انا مبقولش ترجع عنه اجل بس فتره كده يمكن نقدر نحل المشاكل حتى عشان لما تسافر تبقا مطمن.
مصطفى: انت مش فاهم وانا مش يعرف يفهمك دى حاجه صعب كتير.
صمت عمار للحظات ثم قال: خلاص يا صاحبى طلما انت شايف ان ده اللى فى مصلحتك اعمله، واحنا بردو معاك ولو احتجت اى حاجه متتردتش احنا صحيح بنا سفر بس عمرنا مانتأخر عنك احنا اهلك مش بس اصحابك..

ابتسم مصطفى وقال: انت فعلت اهلى واكتر حاجه اوجعنى هى انى ابعد عنكم لكن اكيد اجى زوركم وانتو كمان اجى زورونى.
ابتسم عمار قائلا: اكيد طبعا..

اما ايثار بعد ان قدمت لهم الشاى، عادت الى نادين جلست بجوارها ربطت على كتفها وابتسمت قائله: انت شايله الهم كده ليه، حبيبتى انت صحيح هتسافرى لكن مكانك فى القلب ومش صحيح ان البعيد عن العين بعيد عن القلب، مهما بعدت بينا المسافات، هنفضل ديما مع بعض، وبعدين النت موجود، والتليفون موجود، وهنبقا ديما مع بعض صوت وصوره كمان، متشيليش الهم كده..

ابتسمت نادين فهى تعلم انها تتألم مثلها، فتنهدت قائله: خايفه قوى انا عمرى ما عشت بره.
ابتسمت ايثار قائله: حبيبتى احنا ديما بنقول يارب، وربنا هو اللى نجاكى من مكيده كانت معموله كويس قوى زمان، ومش بس كده ده سخرلك انسان ابعد مايكون عن الاسلام وجعلك سبب فى اسلامه، تفتكرى بعد كده ممكن ربنا يتخلا عناك، خلى املك فى ربنا كبير وتوكلى على الله وهو خير معين..

نظرت اليها نادين وقد اراحها كلامها معها، وملأ قلبها بالطمأنينه، فابتسمت قائله: بجد انت ونعم الصديقه ربنا يديمك نعمه فى حياتى.
ضحكت ابثار قائله: وما يحرمنى منك ابدا يارب.
اتت ايثار الصغيره ووجهها عابس جدا ويبدو عليها الغضب، فقلقلت ايثار قائله: مالك يا حبيبتى هو مؤمن زعلك؟
ايثار بعبوث: ايوه مصر نلعب اللعبه اللى بنلعبها سوى عندنا ولما رفضت كسر القطر بتاعه وقعد بعيد ومش راضى يكلمنى..

اطمأنت ايثار وابتسمت قائله: معلش متزعليش انا هروح اكلمه وازعأله كمان.
ايثار الصغيره: لاء خلاص متزعلقهوش بس انا مش زعلانه.
قبلتها ايثار قائله: حبيبتى العسل والسكر كمان.
ايثار الصغيره وهى تحتضنها: وانا كمان بحبك قوى يا ابله ايثار.
اتى مؤمن من الداخل هو الاخر ووجهه عابس جلس بعيد وهو ينظر بعيدا عنهم وهو يربع يديه، ابتسمت نادين وذهبت اليه قائله: ايه ده ياخبر ايه الزعل ده كله..

نظر لها مؤمن بوجه عابس طفولى قائلا: انا زعلانه منكم كلكم.
ابتسمت نادين قائله: يا خبر وهو حد يقدر على زعل القمر ده؟
مؤمن: يعنى ايثار مش راضيه تلعب معايا وانتو كمان اللى بتصلحوها.
اقتربت منه ايثار الكبيره قائله: يعنى انت تتخانق معها وتزعلها وكمان زعلان اننا بنصالحها.
مؤمن: طب هى ليه مش راضيه تلعب معايا؟
قالت ايثار الصغيره: عشان اللعبه اللى عايزها مش هتنفع هنا..

مؤمن: يعنى لما اروح عندكم هتلعبى معايا؟
اقتربت منه ايثار الصغيره: ايوه بس هنا مش هينفع.
مؤمن بفرح: هيه هيه خلاص انا مش زعلان.
ايثار الصغيره: وانا كمان مش زعلانه.
خرج مصطفى وعمار من الداخل نظر مصطفى الى نادين قائلا: يلا بينا.
سلمت نادين على ايثار قائله: هبقا اكلمك فى التليفون سلام.
ايثار: ماشى ونتفق اخر يوم ليكى فى مصر نقضيه مع بعض..

سلم عمار على مصطفى وايثار الصغيره، واوصلوهم حتى باب الشقه، وعاد عمار الى غرفته ودخل مؤمن يلعب هو الاخر، رن هاتف عمار فنظر به واجاب، وخرج الى مؤمن ابتسم فى سعاده قائلا: مؤمن حبيبى عاملك مفجأه هاتفرحك قوى.
قفذ مؤمن قائلا: هيه الله مفجأه يلا انا مستنى اهو.
ضحك عمار قائلا: طب غمض عينك يالا..

اغمض مؤمن عينه بحماس شديد ليرى المفاجأه، فتح عمار باب الشقه وكان اسر قد اتى، اشار له عمار بان يدخل دون اصدار صوت واقترب من مؤمن قائلا: ازيك يا مؤمن.
فتح مؤمن عينه بعدم تصديق وهو يقول بسعاده : اسر حبيبى وحشتنى قوى هياااااااا
واحتضنه بفرح وسعاده، وبالدله اسر الحضن وهو سعيد ويقول: حبيبى يامؤمن وحشتنى جدا جدا.
مؤمن بعبوس: طب ليه سبتنى لوحدى انا زعلان منك..

ونظر الى الجه الاخرى، فضحك اسر قائلا: وادينى جيت اهو يعنى خلاص مفيش زعل بقا.
ضحك مؤمن وعاد واحتضنه قائلا: خلاص مفيش زعل انا بحبك خالص خالص.
ضحك عمار قائلا: ايه ياعم يعنى هو وحشك احنا لاء.
اسرع اسر واحتضن عمار قائلا: ازى بقا انت وحشتنى جدا يابابا (واحتضن ايثار ) وانت كمان وحشتينى جدا يا ابله كلكو وحشتونى وعشان كده جيت لكم جرى.
صدم مؤمن قائلا: ايه جيت جرى من اسكندريه ده كده رجلك توجعك..

فضحكو جميعا وربط اسر على ظهره قائلا: اقصد بسرعه.
عمار: يلا يا حبيبى ادخل استريح من الطريق.
اكملت ايثار: وانا هدخل احضرلك الغدا اكيد زمانك جوعت.
مؤمن: وانا هروح احضر كل اللعب عشان نلعب مع بعض.
عمار رافضا: لاء هو النهارده هيستريح وبكره يلعب معاك برحته.
مؤمن: طيب ماشى امرى لله استنا لبكره.
اسر: ولا يهمك بكره هنلعب لحد مانزهق من اللعب.
قفذ مؤمن عدة قفذات فرحا وهو يقول: هيه هيه بكره هنلعب هيه هيه..

دخل اسر الى الحمام وعاد عمار الى غرفته ويبدو عليه القلق الشديد..

فى فيلا بدارن
دخل معتز الى غرفة المكتب كان اخوته ينتظرونه فنظر لهم قائلا: اسف على التاخير بس عديت على ناديه قبل ما ارجع.
فادى: مفيش داعى للاعتذار احنا فاهمين بس انا كان لازم اتكلم معاكم قبل ما اسافر وانظم الامور .
معتصم متعجبا: تسافر فين وليه؟!
تنهد فادى فى حزن قائلا: وعد تعبانه قوى الدكتور قال لازم نسافر المانيا نطمن..

مازن: الف سلامه عليه ملكش دعوه بالشغل احنا كلنا مكانك اهم حاجه تطمن على مراتك.
فادى: انا عارف بس الشركه داخله على شغل كبير ومينفعش اسبكم منغير حتى ما اظبت معاكم الدنيا.
معتصم: ربنا يطمنك عليها قول اللى عايزه واحنا معاك.
فادى: هاجى بكره ان شاء الله الشركه ولحد ما اسافر انا وهى ومحدش يفتح معها سيرة الكلام ده هى لسه ماتعرفش انا هعرفها قبل السفر بيوم..

معتز: انا خلصت الاجرات بتاعت المستشفى فى المانيا وحجزت لكم تذاكر سفر على يوم الاربع الجاى تمام كده؟
فادى: تمام تكون هى فاقت ونقدر نسافر.
معتصم: ربنا يشفيهالك وترجعو بالسلامه ان شاء الله.
مازن: طب ظبت ورقكم البسبور بتاعك وبتاعها؟
فادى: اه كنا لسه مجددانهم من فتره متقلقش.
معتز: وانا هاحصلكم بعد يوم او اثنين.
فادى: طب كله كده تمام هطلع لها انا قولتها هطمن منكم على الشغل..

معتز: اطلع عشان متضايقش من القاعده لوحدها.
تركهم فادى وصعد الى وعد، نظر لهم معتز قائلا: خدت من ناديه اسم المركز اللى عايزه تسافر له مركز كويس بس غالى جدا.
مازن فى حده: فهمتها ان دى اخر مره هندفع لها ولا لاء؟
معتز: بصراحه لاء كنت هقول لها وبعدين خفت من ربنا هى بردو امنا وده حقها.
معتصم: انا كمان معاك فى ده حتى لو هى وحشه ماينفعش نعمل كده..

اخذ مازن نفس وزفره: ماشى امرنا لله بدل ما تروح تفضحنا، المهم المبلغ هيتقسم علينا احنا الثلاثه زى العاده.
معتصم: تمام اتفقنا.
معتز: تمام هحجز لها واخلص كل الاجرأت.
خرجا الثلاثه من المكتب ..

فى شقة عمار
خرجت ايثار دون اصدار اى صوت ودقت باب شقة توتا، لحظات وفتحت لها وابتسمت قائله: صباح الخير يا ابله ايثار.
ايثار: صباح الخير مرضتش افتح بالمفتاح خفت تكونى نايمه.
دخلت ايثار واغلقت توتا الباب قائله: نايمه ايه بس انا عندى محاضرات بعد ساعه يادوب البس وانزل عشان متأخرش.
ايثار: طب فطرتى؟
توتا: ايوه عملت سندوتشات وشربتهم مع كوبية شاى بلبن..

ايثار: فى وقت اتكلم معاكى ولا هتعملى زى امبارح ومش هتتكلمى؟
ابتسمت توتا قائله: كنت راجعه تعبانه جدا ومكنتش هبقا مركزه لكن دلوقتى انا مصحصحه اهو ونتكلم براحتنا.
ابتسمت ايثار قائله: طب يالا احكى بقا ايه حكايت الدكتور معتز ده..

ضحكت توتا قائله: مفيش حكايه ولا حاجه انا كنت مستغربه زيك لحد لما اتكلمت مع الدكتوره رانيا فى المستشفى فهمت انه بيعمل ده مع كل الطلبه المتفوقين وانت عارفه انا جبت امتياز السناتين اللى فاتو.
اخذ ايثار نفس وزفرته قائله: بس كده وامال ايه حكاية الكتاب وليه اتخانق معاكى عليه لما هو دكتور طيب كده..

ابتسمت توتا فى خجل قائله: بصراحه يا ابله انا اللى كنت قليلة الزوق معاه هو قال ان الكتاب بتاعه وانا وعندت ومرضتش اديهوله.
ضحكت ايثار قائله: اه طلعتى قليلة الزوق ماشى يا ستى طب وهتروحى المستشفى دى بقا كل قد ايه؟ هترجعى كل مره متاخره كده؟.

فكرت توتا وقالت: لاء هو مش كل يوم عشان فى ايام هيكون فيها محاضرات كتير فمش هينفع وانا اتفقت مع الدكتوره رانيا انى هروح فى الايام اللى عندى فيها وقت فاضى بس، والرجوع متاخر ده هيكون عادى.
ايثار: تمام يبقا كل ما هتروحى المستشفى تتصلى عشان ابعت العربيه تاخدك عشان ابقا مطمنه عليكى.
توتا رافضه: يا ابله انا مش حابه موضوع العربيه ده وانت عارفه يعنى لزومه ايه؟.

عبست ايثار قائله : توتا انت اختى الصغيره وطبيعى انى اخاف عليكى وبعدين انت امبارح راجعه الساعه عشره باليل وانا كنت هتجنن عليكى من القلق ودماغى قعدت تودى وتجيب، لكن لما هتجيبك العربيه هبقا مطمنه ولا انت مش معتبرانى اختك؟
توتا: لا طبعا يا ابله هو انا ليا حد غيرك بس مش عايزه حد ياخد فاكره عنى غلط انت اكيد فاهمه قصدى..

ايثار: انا فاهمه وعشان كده سكت لما اصريتى تروحى الكليه مواصلات، لكن دلوقتى الموضوع اختلف، بقيتى تيجى متاخره ولا انت عايزه تقلقينى كل يوم عليكى؟
استسلمت توتا قائله: طب ماشى بس ايام المستشفى بس.
ايثار: ماشى يا ستى بس ابقا مطمنه عليكى.
احتضنتها توتا وقبلتها فى وجنتها قائله: حبيبتى يا ابله ربنا ما يحرمنى منك ابدا يارب..

احتضنتها ايثار وقبلتها هى الاخرى قائله: ولا منك ابدا ياقمر، يلا هسيبك بقا عشان تلبسى، هتروحى المستشفى النهارده؟
توتا: لاء النهارده عندنا محاضرات لحد الساعه سته والوقت ومش هينفع بكره بقا.
ايثار: طب تمام اما تخلصى كلمينى طمنينى عليكى ماشى.
ابتسمت توتا قائله: ماشى.
خرجت ايثار وعادت الى شقتها، واكملت توتا لبسها وذهبت الى الجامعه..

فى فيلا نادين
كانت تجلس تحمل عبدالله وتلاعبه ودخل مصطفى قائلا: السلام عليكم.
ابتسمت نادين قائله: وعليكم السلام اهلا حبيبى جاى تاخد حاجه وراجع تانى؟
جلس مصطفى الى جوارها قائلا: لاء انا سلمت شغل لواحد عشان هو يديره ولحد ما اسافر اتابعه واتأكد انه يشتغل كويس.
ابتلعت نادين ريقها قائله: هو انت خلاص حجزت للسفر؟.

مصطفى: لاء هروك احجز دلوقتى بس قولت اسألك الاول على المعاد اللى نسافر فيه عشان تكون جهزت حجاتك.
نادين بحزن: هبدأ النهارده بامر الله اجهز كل حاجه بس ايثار هنعمل ايه فى مدراستها؟
مصطفى: متقلقيش انا ظبط كل حاجه فى فرنسا، فى مدارس انا يعرفه وهقدم لها اول ما نروح، وهعمل لها هنا اجازه من مدرسه.
نادين متعجبه: اجازه ليه؟
مصطفى: حبيبى انا اعمل احطياتى عشان كل احتمال ممكن..

نادين: انا بس خايفه على ايثار لمتعرفش تتاقلم هناك.
مصطفى: مش تخافى احنا معها، وهى اتكلم فرنسيه كويس يعنى مش فى مشكله.
تنهدت نادين ولم تتكلم ابتسم مصطفى وقال: مش تاخفى حبيبى انا معاكى.
ابتسمت نادين وهزت راسها بالموافقه فاكمل مصطفى: طب هروح احجز تذاكر السفر فى رحله بعد اتنين يوم ورحله تانى بعد خمسه يوم.
نادين: خلينا فى اللى بعد خمسه يوم عشان اكون خلصت..

ابتسم مصطفى: تمام خلاص انا روح احجز واشترى شويه حاجات وانا جاى، وبكره نروح اشترى لبس تقيل عشان جو هناك برد.
هزت نادين رأسها بالموافقه دون كلام، قبلها مصطفى فى جبينها وخرج، ظلت نادين مكانها وهى تشعر بالهم والحزن وتفكر فى الامر جيدا..

فى فيلا فهمى
خرج فارس من غرفته متجها ناحية الدرج، سمع صوت والده يخرج من غرفته هو الاخر، فوقف ينتظره وابتسم قائلا: صباح الخير يا بابا.
ابتسم فهمى نزلا معا قائلا: صباح الخير يا حبيبى.
فارس: اخبار الواد السيس ده ايه عملك اى مشاكل؟
فهمى: لحد دلوقتى لاء وده اللى قالقنى لان اللى زيه ميسكتش كده.
فكر قائلا: متقلقش بامر الله هنعرف ايه اللى وراه.
فهمى: انا مش قلقان بس مش عايز مشاكل..

فارس: ان شاء الله مش هيحصل مشاكل.
خرجا الاثنان من الفيلا ركب كل منهم سيارته وتحرك بها، وصل فارس الشركه، فتح الحاسب الخاص به وجد اتصال صوت وصوره من عمار، فتح الاتصال قائلا: صباح الخير يا صاحبى.
عمار مازحا: صباح الخير على الناس اللى جايه متاخره.
ضحك فارس قائلا: متاخر ده ايه خلى غيرك يتكلم.
عمار: اتلم مش ناقصاك هى.
فارس: عامل ايه دلوقتى؟
عمار: الحمد لله تمام..

فارس: طب الحمد لله صحيح عملت ايه فى موضوع بابا ولا اه صح هتعمل وانت تعبان.
عمار: لاء متقلقش زبط الدنيا على بكره ان شاء الله هعرفلك الدنيا ماشيه ازى متقلقش.
فارس: تمام خيلنا بقا فى شغلنا.
ظلا يتحدثان لبعض الوقت، حتى انهى عمار مع فارس المكالمه وقام ليرى الاولاد وهم يلعبون، جلس بالقرب منهم على طرف السرير، امسك مؤمن الكره قائلا: اسر يالا نلعب كوره انت تقف جون..

انتفض عمار ووقف قائلا: لاء كوره لاء العبو حاجه تانيه.
اسر متعجبا: ليه يا بابا انا بحب العب كوره ده انا داخل فى فريق المدرسه...
قاطعه عمار قائلا: مش عايز مناهده كتير العبو لعبه هاديه بلاش تنطيط.
اسر بعبوس: حاضر تعالى نلعب بالقطار يا مؤمن.
عبس مؤمن قائلا: القطر اتكسر منى امبارح.
نفخ عمار قائلا: كسرت القطار ده انا جايبه اغلى نوع عشان ميتكسرش.
مؤمن: ماهى ايثار هى اللى زعلتنى امبارح فكسرته..

غضب عمار قائلا: ايه الكلام ده يعنى هى تزعلك تكسر القطار كده ماينفعش يا مؤمن.
مؤمن بخجل وهو ينظر الى الاسفل: انا اسف يا بابا هصلحه ويبقا جديد بس انت متزعلش.
ابتسم عمار قائلا: خلاص مش زعلان متصلحش حاجه هبقا اجبلك واحد جديد، وانت كمان يا اسر هجبلك اللعبه اللى تختارها.
ابتسم اسر قائلا: انا مش عايز لعب انا كبرت خلاص على اللعب.
ضحك عمار قائلا: طب يا عم الكبير شوف اللى انت عايزه ونجيبه..

اسر: دلوقتى مش عايز حاجه عايز العب مع مؤمن بس.
احتضنه مؤمن قائلا: وانا كمان عايز العب معاك.
اخذ عمار نفس وزفره قائلا: يلا تعالو نروح الملاهى.
قفذ مؤمن فرحا: هيه هيه هنروح الملاهى هيه.
اسر: بس انت تعبان يا بابا؟
مسح عمار على شعره قائلا: لاء مش تعبان يلا روح البس وانت يا مؤمن تعالى عشان ماما تلبسك وتلبس.
اسر: سيبو معايا وانا البسو انا بعرف وكنت....

قاطعه عمار قائلا بحزم: لاء روح انت البس امه اللى هتلبسه خليك فى نفسك.
واخذ مؤمن من يده وتحرك نحو غرفتهم تضايق اسر لكن لم يعطى الامر الكثير من الاهتمام،
ودخل لتغير ملابسه، اتت ايثار الى عمار قائله: نخرج ازى وانت تعبان انت بتهرج.
عمار: لاء مبهرجش بس اسر جاى يومين وماشى وانا عايز افسحه فى ايه دى؟!
ايثار: طب خليك انت وانا هروح افسحهم انا..

رفض عمار قائلا: بلاش كلام بقا ويلا البسى ولبسى الواد عشان نلحق نتفسح ولو قلقانه ياستى ابقى سوقى انت.
تعجبت ايثار فهو يتصرف بغرابه لكنها فضلت السكوت حتى تفهم ما سبب هذه التصرفات، نزلو جميعا وذهبو الى الملاهى وكان عمار يراقبهم مراقبه شديده، حتى انه ضيق الخناق عليهم وهم يلعبون، حتى انهم ملو الالعاب وطلبو العوده الى المنزل..

في فيلا بدران
دخل فادى لوالدته فى غرفتها وجلس الى جورها وابتسم، مسحت على راسه قائله: مالك يا حبيبى شايل هم الدنيا ليه كده؟
اخذ نفس وزفره قائلا: تعب وعد ده يا ماما تعبنى قوى، ومش عارف اقولها ازى، ولازم تعرف عشان نبدأ نجهز للسفر.
ربطت مديحه على كتفه قائله: بص يا بنى متشلش هم ربنا كريم وعنده الفرج وزى ما نجها المره اللى فاتت قادر ينجيها تانى..

هز رأسه بالموافقه دون كلام لكن قلبه كان يمتلاء بالقلق والخوف، قام وقف قائلا: طب هسيبك وارجع لها وربنا يساعدنى واقدر اقول لها.
ابتسمت مديحه وربطت على كتفه دون كلام، خرج وعاد الى غرفته وجد وعد تجلس على الكرسى، نظر لها وابتسم قائلا: وشك ورد النهارده وشيفك احسن كتير.
ابتسمت وعد قائله: الحمد لله فضل ربنا عليا.
اخذ نفس وزفره وابتلع ريقه وابتسم وتنحنح قائلا: ايه رايك نسافر بره نغير جو شويه..

زادت ابتسامتها قائله: وياسلام لو تكون المانيا اهو بالمره نعمل شوية فحوصات نطمن على صحتك مش ده اللى عايز تقوله.
تعجب فادى وابتسم قائلا: انت بتقرى افكارى ولا ايه؟!
اخذت وعد نفس وزفرته وقالت بكلمات يملأها الحزن والالم: حبيبى انا دكتوره، ومن اول ما بدأ التعب وانا فهمت ان فى مشكله، واتأكدت لما الدكتور اصر انى انزل الجنين، انا مؤمنه وراضيه بقضاء الله، ومطمنه عشان انت معايا..

قبلها فى جبينها وابتسم قائلا: ربنا يباركلى فيكى حبيبتى ونعيش مع بعض لحد مانجوز محمد وضحى.
ضحكت وعد وقالت بمزاح وهى تقلد كبار السن: ونبقا انا وانت عواجيز وبنسند على بعض.
ضحك فادى وقلد كبار السن هو الاخر قائلا: ايوه اسندينى يا بنتى رجلى مش شيلانى اه يا ركبى.
اكملت وعد بنفس الطريقه: اه يا مفصلى يانى بقولك هات طقم الشنان من عندك..

ضحك الاثنان وامسك فادى يدها وقبلها قائلا: طب يالا بقا عشان نستعد ونجهز للسفر.
هزت وعد راسها مع ابتسامه حزينه، وقامت ونزلت معه، وكان كل منهم يخفى القلق الذى بداخله عن الاخر..

فى شقة سوزى
اتى طلعت بالو الى سوزى، خرجت اليه قائله: اهلا ها قولى عملت ايه؟
طلعت: بصراحه يا ست من ساعت ماروحت اراقب الست اللى ادتينى عنونها دى، وانا وقاعد لا بهش ولا بنش، دى منزلتش الا مرتين مره راحت المستشفى، والتانيه اتفسحت مع جوزها وعيلها.
سوزى: بص انت راقبهم وانا هدفعلك، ايه اللى مضايقك؟
بالو: تمام انتِ حره طب فى اوامر تانيه؟
سوزى: اه تعرف مخبرين فى الاقسام؟.

بالو ساخرا: اه طبعا كلهم حبيبى.
سوزى: طب تعرف مخبرين فى مدينة الشروق؟
بالو متفاخرا: كل حبابي هناك اءمرى.
سوزى: فيهم حد قديم شويه؟
بالو: اه لمؤخذه الواد عنتر هناك من عشر سنين.
سوزى: طب هقولك عنوان فيلا هناك حصل فيها حادثه من زمان عايزه كل معلوماته عن الحادثه دى؟
بالو: بس كده قولى العنوان وانا هسالو ولو يعرف هجبهولك تسأليه اللى انت عايزاه.
ابتسمت سوازى قائله: ماشى بس ينفع دلوقتى؟.

بالو: ماشى يا ست هاتى العنوان وهكلمه ولو يعرف ساعة زمن واجبهولك واساليه.
سوزى: طب وليه يجى اساله بالتليفون ولو يعرف يقولى بالتليفون وابقا راضيه انت براحتك.
ابتسم بالو واعجبته الفكره فهى فى مصلحته قائلا: وماله يا ست بس لمؤخذه معيش رصيد لو امكن يعنى تليفون..

نفخت سوزى فى ضجر واحضرت هاتف صغير من الداخل واعتطه له، اخذه واتصل به واخبره العنوان وتذكر الحادث، فطلبت سوزى ان تكلمه وتساله، فاعطها الهاتف فقالت: قولى يا اسمك ايه انت ايه اللى حصل بالظبط فى الحادثه دى؟
المخبر: اسمى مصلحى يا ست هانم، والحادثه دى انا فاكرها كويس لانها كانت غريبه شويه.
سوزى: احكيلى كل اللى تعرفه عنها..

مصلحى: انا فاكر الحادثه دى فى عصابه هجمت على المكان واقتحمت الفيلا، بس الغريب انها مسرقتش حاجه بس ضربت الراجل اللى جوه هو الست اللى كانت معاه، ومحدش عرف هما مين، ماهو راجل حمار، يعنى
ساكن فى منطقه زى دى، ومش حاطت كاميرات تصور المكان، ولا فى بيوت قريبه منه، ومحدش شاف حاجه.
سوزى: بس معرفتوش ازى اقتحمو الفيلا؟.

مصلحى: محدش عرف حاجه، حتى سكان المنطقه، سألنهم يكون حد شاف البلدوزر، اللى كسرو بيه الباب، محدش شافه حتى الظابط كان هيتجنن من الموضوع.
سوزى: يعنى محدش يعرف حاجه؟
مصلحى: ولا اى حاجه والرجل اللى انصاب معرفش ينطق ويقول حاجه، والست اللى معاه اتجننت راخره.
غضبت سوزى من كلامه قائله: طب خلاص مع السلامه ( نظرت الى بالو ) خلاص كمل مراقبه وهاتلى كل تحركاتها..

واخرجت بعض النقود واعتطها له اخذها وذهب وجلست هى تفكر محاوله فهم الامر..

فى شقة عمار
استيقظت ايثار واعدت افطار، وبعض الحلوه، فهى تشعر ان الاطفال غاضبون من تصرفات عمار، الغير مفهوم سببها، استيقظ الجميع وتجمعو على الطاوله وبدأو فى تناول الطعام، كانت ايثار تلاطفهم وتمازحهم، وعمار هو الاخر يضحك معهم، قام اسر ومؤمن للعب فى الغرفه فلحق بهم عمار قائلا: متيجى يا اسر نلعب سوى فيفا؟
فرح اسر قائلا: بقالنا كتير ملعبناش مع بعض يلا.
عمار: يلا عشان اغلبك زى زمان..

اسر متحديا: لاء انا بقيت شاطر فيها قوى ومش هتغلبنى .
ضحك عمار قائلا: يلا وبطل لماضه.
فرح مؤمن وقال: وانا كمان هاجى اتفرج عليكم.
ابتسمت ايثار قائله: لاء تعالى انت معايا هغيرلك الاول بهدلت هدومك وانت بتاكل وبعدين تعالى.
مؤمن بعبوث: طيب بس اوعو تخلصو المتش قبل ما اجى..

ضحكو جميعا ودخل اسر وعمار جلسا يلعبان، غيرت ايثار لمؤمن واتى مسرعا هو الاخر وجلس بجوار اسر، فامسكه عمار من ذراعه واجلسه الى جواره، انتهى المتش وقال مؤمن: العب انا بقا مع اسر.
عمار مازحا: اسكت هيغلبك يا عبيط.
اسر: لاء هخلى يغلبنى انا عايز العب معاه شويه.
فاعطاه عمار ذراع اللعبه لمؤمن وظل جالسا بينهم، تضايق اسر وشعر انه خائف على مؤمن منه، .

زاد الامر عندما تركهم عمار لدقيقتين ليدخل الحمام، عاد وجدهم يمسكون ايدى بعضهم فصرخ بهم وعنفهم بشده قائلا: اسر كفايا لعب كده قوم وانت يا مؤمن تعالى هنا.
نظر اسر الى عمار ودمعت عيناه واسرع الى غرفته انفجر فى البكاء وجمع حقيبته وخرج نظر الى والده قائلا: بابا انا عايز ارجع اسكندريه.
اسرعت اليه ايثار واحتضنته محاولاة تهدئته قائله: اسر حبيبى ايه بس اللى زعلك عايز تمشى ليه وكمان بتعيط..

اسر ببكاء: عايز امشى يا ابله ارجوكى سبينى امشى.
ايثار: طب قولى بس مين زعلك وبتعيط ليه؟
اسر ببكاء: عايز امشى وخلاص ارجوكى سبينى امشى.
نظرت الى عمار قائله: عمار تعالى شوف ايه زعله متخليهوش يمشى زعلان.
ظل عمار مكانه ينظر عليه بالم وحصره ولم ينطق بكلمه، اتى مؤمن وامسك اسر من ذراعه ليمنعه من الذهاب فامسكت ايثار يد مؤمن قائله: مؤمن متمسكش ايد اخوك كده، هو هيقعد اكيد..

خرج عمار عن صمته قائلا: العربيه هتيجلك بعد ربع ساعه ادخل اوضتك وافضل فيها لحد ما تيجى العربيه، وانت يا ايثار سكتى مؤمن.
نظرت اليه ايثار بصدمه وزاد بكاء اسر ودخل الى غرفته، ووقع مؤمن فى الارض منهارا من البكاء، حملته ايثار ودخلت به غرفة الالعاب، ظلت تحتضنه حتى هدأ ونام، واتت العربيه وذهب بها اسر، دخلت ايثار الى عمار ونظرت اليه بغضب قائله: ايه اللى عملته ده زعلت الولدين ليه عايز تفرق بينهم؟.

نظر اليها عمار وعينيه مليئه بالدموع وقال لها بصوت متألم وحزين: يعنى منتيش عارفه ليه؟!
نظرت اليه ايثار فى صدمه وقالت بكلمات متقطعه: تقصد، ايه؟!
نظر اليه عمار فى غصب قائلا: ....
فى شقة يوسف
خرجت شهد تجرى من غرفة النوم، وهى مفزوعه وترتعش قائله: الحقنى يا يوسف تعبان فى اوضة النوم يوسف الحقنى.
كان يوسف يجلس فى البهو يراجع بعض الاوراق، فزع من صوت صراخ شهد واسرع اليها قائلا: تعبان ازى يعنى ازى دخل اوضة النوم جه منين؟!
شهد بفزع وهى تمسك بيوسف: موت التعبان يا يوسف انا مش هدخل الاوضه الا لما تموته.
صرخ يوسف قائلا: عنك مادخلتى المهم التعبان هو اللى يخرج..

شهد: انت بتزعقلى ليه دلوقتى ادخل موت التعبان وبعدين ابقا زعق.
يوسف: اموته بأيه انا يعنى.
تلفت يمينا ويسرا يبحث عن شئ يقتله به، واذا بابنته رومى تحضر عصا وتعطيها له قائله: خد دى يا بابا عصاية المكنسه اضربو بيها..

اخذ منها يوسف العصا وامسكها بيديه الاثنان ووجهها للامام، كأنه يمسك بندقيه، وتحرك بخطوات بطيئه وهو يبحث عن الثعبان بعينه فى ارجاء الغرفه، اقترب من السرير ونظر عليه وحوله ولكنه لم يجد شئ، فوضع العصا فى الارض واسند عليها بذراعه، وهو ينظر ناحية شهد قائلا: بتهزرى يا شهد مش هتبطلى مقالبك دى.
اقتربت شهد من الغرفه، ونظرت بها فى كل الاتجاهات، ولم تجد شئ: انا مبعملش مقلب انا شوفت التعبان بعينى هو راح فين..

اخذ يوسف نفس وزفره ورفع حاجب وانزل الاخر ونظر لها قائلا: تعبان هيدخل الشقه ازى يعنى وهيدخل منين هو احنا عايشين فى الصحرا اوعى يا شيخه كده عطلتينى على الفاضى.
غضبت شهد قائله: انت مش مصدقنى يعنى هكون بكدب عليك ليه يعنى انا شوفته بعينى ده راح فين انا مش هقعد فى الشقه دى الا لما تخرج الثعبان.
يوسف: بطلى حركات بقا مفيش تعبان ولا حاجه..

وتركها وعاد للبهو يكمل مراجعة الاوراق، واذا برومى تصرخ هى الاخرى وتقول: الحق يا بابا التعبان فى اوضة مهند.
قفز يوسف من مكانه وامسك العصا ودخل الى غرفة مهند يبحث عن الثعبان قائلا: هو فين؟فين التعبان ودخل منين؟!.

اشارت رومى على تحت سرير اخيها، نظر يوسف فرأى ذيله يتحرك، اسرع وضرب عليه بالعصا، فتحرك وخرج الثعبان من الجه الاخرى، اسرع يوسف وضربه بالعصا على راسه، وظل يضربه ولكنه لم يتحرك، فنظر اليه يوسف ودقق به النظر واقترب منه وامسكه وبدى على وجهه الغضب الشديد قائلا: شااااااهد انت يا هانم انت بتصتعبطى مقالب تانى بردو..

نظرت اليه شهد فى تحدى قائله: مقالب ايه يعنى انا كنت مفزوعه وتقولى مقلب تلاقيك انت اللى عمله.
لاحظ يوسف ان رومى تقف تراقبهم وتضحك يدها على صغرها محاولة ان تدارى ضحكاتها، فتطاير من عينه الشرر واقترب منها قائلا وهو يشير لها بالثعبان: انت يابنت اعمل فيكى ايه اااااااععععع.
اسرعت رومى تجرى لتختبأ منه فى غرفتها وهى تقول: سماح بقا يا بابا ده تعبان لعبه سماح خلاص.
اغلقت باب الغرفه ووقفت خلفه.

اسرع ليلحق بها محاولا فتح الباب وهو يقول: تعالى يابنت شهد هكسر عضمك دلوقتى تعالى هوريكى انا تعملى فيا كده هوريكى يا بنت شهد.
كانت شهد تقف وتشاهدهم وتضحك فاسرعت تحاول منع يوسف قائله: خلاص بقا يايوسف معلش اهى على الاقل خدت حقك وفزعتنى انا كمان.
نظر اليها يوسف قائلا: ماهو كله منك ومن عمايلك ماهى بنتك وبتقلدك.
ضحكت شهد قائله: معلش بقا عشان خاطرى سامحها بقا..

اخذ يوسف نفس وزفره قائلا: يعنى هلاقيها منك ولا من بنتك حرام عليكو عايزين تموتوتنى.
اقتربت منه شهد وهو تضحك وقالت فى دلع: بعد الشر عنك واحنا لينا غيرك.
نظر اليها يوسف قائلا: اه فعلا ملكوش غيرى تعملو فيه مقالب من دى.
شهد بضحك: ماهو عشان بنحبك بنهزر معاك (بعبوس مصطنع ودلع) وبعدين صحيح ايه بنت شهد اللى انت ماسك فيها دى هى مش بنتك انت كمان ولا ايه..

يوسف وهو يضحك: لاء ياختى بنتك وبتعمل زيك والله انا صعبان عليا الواد الغلبان اللى جوه ده ذنبه ايه بس ان تكون دى اخته ودى امه ده هيطلع عينه.
ضحكت شهد فتحت رومى باب الغرفه فتحه صغيره وقالت: متخفش يا بابا انا عامله حسابه فى مقلب ولا اتنين.
واغلقت الباب بسرعه نظر عليها يوسف وضحك قائلا: يا بنت الللل ماشى ماشى يا بنت شهد بس اما تخرجى..

رومى من خلف الباب: خلاص بقا يا بابا سماح المره دى وبعدين انا مرضتش اجيب فار وجبت ثعبان بسيطه يعنى.
ضحكت شهد قائله: عجبك كده؟
نظر اليه يوسف: عجبك انت بنتك وتريقتها عليا.
رومى من الداخل: انت حبيبى يا بابا وعمرى ما اتريق عليك بس انا عارفه انك مش هتخاف من التعبان لكن هتخاف من الفار.
وضعت شهد يدها على صغرها من الضحك قائله: اسكتى بقا انت كل ما تيجى تكحليها تعميها..

ضحك يوسف هو الاخر قائلا: ما انا مش هخلص من البنت ولا امها ماشى يا شهد انت وبنتك.
وتركهم وعاد الى البهو وجلس على الاريكه، جلست شهد الى جواره قائله: خلاص مش زعلان؟
ابتسم يوسف: لاء مش زعلان اتعودت على مقالبك فمجتش من بنتك.
اتت رومى ووقفت على بعد مسافه قائله: خلاص يا بابا يعنى مش هتضربنى.
نظر اليها يوسف قائلا: لاء خلاص ( القى عليها الثعبان اللعبه فهو فى يده من وقتها ) خدى التعبان بتاعك..

فصرخت رومى واوقعته ارضا وهى تقفذ قائله: ايه ده يا بابا انت بتحذفنى بالتعبان اااااع
ضحك عليها هو وشهد، اسرعت هى الى غرفتها وهى تبرطم ببعض الكلام غير المفهوم، نظرت اليه شهد ووضعت يدها على كتفه قائله: خدت حقك خلاص اهو متزعلش بقا.
يوسف وهو يضحك: وانا عمرى ما بزعل منكم سواء انت او بنتك اللى طلعت فى المقدر جديد.
ضحكت شهد قائله: طب هروح اشوفها لتكون اتخضت بجد..

يوسف: وبصى على مهند بالمره ليكون صحى من الدوشه.
هزت راسها بالموافقه وذهبت اليهم..

فى شقة عمار
دخلت ايثار الى عمار ونظرت اليه بغضب قائله: ايه اللى عملته ده زعلت الولدين ليه عايز تفرق بينهم؟
نظر اليها عمار وعينيه مليئه بالدموع وقال لها بصوت متألم وحزين: يعنى منيش عارفه ليه؟!
نظرت اليه ايثار فى صدمه وقالت بكلمات متقطعه: تقصد، ايه؟!
نظر اليه عمار فى غضب قائلا: اقصد اللى فهمتيه واللى كان المفروض تقولى عليها من اول ما عرفتى..

ابتلعت ايثار ريقها واخذت نفس وزفرته قائله بكلمات حزينه مكسوره: اقول ايه؟! ان باباك كان عنده حق وانك كان لازم تبعد عنى، اقول انى ظلمتك لما اتجوزتك، انى حبى ليك هو الجريمه اللى ارتكبتها فى حقك..

اقترب منها عمار ووضع يده على وجنتيها ونظر الى عينها قائلا: ايه اللى بتقوليه ده ظلمتينى، وجريمه ياريت كل الظلم كده، حبيبتى اوعى تقولى كده تانى انا بسألك عشان المفروض اعرف، عشان اقدر اتعامل معاه صح منغير ما ارده..

امتلاءت عيون ايثار بالدموع ونظرت الى عينه قائله: مقدرتش مقدرتش اول ما عرفت انى حامل كنت هطير من السعاده، اخيرا هكون ام ومن الانسان اللى بحبه، يعنى حلم جميل واتحقق اخيرا، فى لحظه حسيت بقلبى اتملى رعب وخوف افتكرت ان الجينات الوراثيه ممكن يكون من الام زى الاب، افتكرت ان ابنى ممكن يملك نفس قوتى، خفت يعيش نفس اللى عشته ويتعذب زى، دورت على كل الابحاث العلميه عن الخوارق، بس للاسف ملقتش حاجه تطمن قلبى، بالعكس اتأكدت ان ممكن ابنى ياخد منى نفس القوه، كل اللى كان فى دماغى انى ازى اعرف هيكون عنده القوه دى ولا لاء، لقيت بحث لدكتوره امريكيه، وعرفت اوصل لها عن طريق النت وكلمتها وحكيت لها، وللاسف قالت ان فى احتمال، وسالتها اعرف ازى ومنين، قالتلى ان فى الحمل مش ممكن اعرف، لكن هتقولى على اختبارت بعد الولاده اعملها له كل فتره، وعشان كده اخدت اجازه، ولما لقيتك معترضتش على الاجازه، او حتى سالت عن سببها فكرتك فاهم، بس مش عايز تجرحنى، وبقيت اعمل الاختبارت له كل يوم لحد من ثلاث شهور، عرفت ان عنده القوه فعلا، وبدات احسها فى تصرافاته ولمحتلك اكتر من مره، لما كنت بقولك السرير تعبان، وانت معلقتش ومردتش فهمت انك فاهم وبردو بتدارى، بس متخيلتش انه ممكن يضرك او يازيك، عشان كده كنت هتجنن من ساعت اللى حصل، وكنت عايزه اسالك هو اللى اتسبب فى ده؟.

اخذ عمار نفس وزفره قائلا: للاسف ايوه وعشان كده كان لازم ابعد اسر، حتى لو هيكرهنى ويزعل منى، وفهمت انت ليه بعدتيه.
ايثار: انا مبعدتوش هى جت صدفه مكنتش اقصد ابعده.
تعجب عمار قائلا: ازى يعنى مش فاهم؟.

تنهدت ايثار قائله: سهيله قالت لاسر انك رميتها وسبت ابوك وعمك عشانى، وان الحب عندك اهم شئ فى الدنيا، وان لو زعلنى او زعلت ابنى ممكن يرميك انت كمان، فكان لازم اقوله ان الكلام ده غلط، ومحبتش اشوه صورتها قدامه عشان ميتكسرش من جواه، كفايا انه اصلا متضايق من تصرافتها وافعلها ازود بده كمان، فقولت له انك عملت ده عشان صاحبك، وصديق عمرك فارس، كان محتاجك معاه فى الشغل، والشركه وقتها كانت مش محتاجاكك، فانت قولت لباباك وهو وافق، خصوصا ان حصل مشاكل بينك وبين سهيله، ومكنتش عايز المشاكل تكتر عن كده، واخترت انكم تبعدو وانتو لسه فى بينكن ود، وانى اضتريت اسافر القاهره عشان ابعد عن مرات ابويا وعميلها، واننا اتقبلنا هنا بالصدفه، وحتى متجوزناش الا بعد كذا سنه..

عمار: امال هو سافر لصاحبه ليه؟
ايثار: لما قولتله ان من الرجوله ان الصاحب يقف جنب صاحبه فى محنته، وميتخلاش عنه، وقتها صاحبه باباها مات ففكر انه عشان يبقا راجل يعمل زى ابوه، ويقف جنب صاحبه، وقرر انه يسافر يكون جنبه فى محنته، وانا حسيت ان ربنا هو اللى اراد كده، على ما اعرف اعود مؤمن ان ازى يسيطر على قوته.
ابتسم عمار قائلا: اسف انى ظلمتك، بس ليه مقولتليش الكلام ده؟.

ايثار: مرضتش كفايا انك اصلا متضايق من سهيله هزود المشاكل، بس انت دلوقتى زعلت اسر ومشيته زعلان.
عمار: متقلقيش انا هتصل بيه واصالحه وارضيه كمان.
ايثار: اسفه انى مقولتش لك من الاول، بس مكنتش حابه اتكلم فى الموضوع نفسه، انت عارف هو بيسببلى حساسيه قد ايه.
ابتسم عمار: انا اللى اسف كان لازم من اول ما فهمت، اكلمك واقولك الحقيقه.
احتضنها عمار وقبلها فى جبينها وقال: هنزل اتمشى شويه مخنوق وعايز اشم هوا..

هزت ايثار راسها بالموافقه وتركها وخرج..

فى فيلا بدران
اتت بسنت وجدت وعد تجلس مع مديحه فجلست معهم قائله: عامله ايه دلوقتى يا وعد؟
ابتسمت وعد قائله: الحمد لله بخير بنجهز عشان نسافر الدكتور قال لازم اسافر عشان يطمن.
بسنت: ان شاء الله تطمنى وترجعى بالف سلامه.
مديحه: ويعنى مكنش ينفع تعملو التحاليل دى هنا بدل ما تسافرى وانت تعبانه كده.
وعد: الافضل نروح هناك نطمن وبعدين انا مطمنه على الاولاد عشان هما معاكى..

بسنت: وانا كمان هاجى كل يوم اقعد معاهم اهو اتسلى بدل الزهق اللى انا فيه.
وعد: طب ماترجعى شغلك تانى.
بسنت: اعصابى بتتعب فى الشغل وكمان، الراجل اللى اشترى نصيب اخويا عامل مشاكل وبيضايقنى، ومازن مش هيسكتله، وانا مش عايزه خناقه كل شويه فى الشركه.
وعد مازحه: اه ياعم على الغيره اتارى الحب مولع فى الدره..

ضحكت بسنت قائله: تصدقى اول مره اخد بالى من ده، انا اصلا كل مشكلتى مع مازن، انى مش بحس بحبه، وديما بحس انه بعيد عنى، وده بيعذبنى.
وعد: غلطانه عارفه ايه مشكلة مازن؟
بسنت: نفسى اعرف اصلا؟
وعد: ماماته هى سبب كل اللى هو فيه، مازن جواه جرح مش عارف يلتأم بسبب اللى عملته فيه امه.
تعجبت بسنت قائله: بعد كل السنين دى لسه مجروح؟!.

وعد: الجرح اللى مش بيطيب جرح الام لانها مش بس رمز الحب والحنان، لاء دى كمان اول حب فى حياته، متخيله انه جواه احساس انها مش بتحبه مش خايفه عليه، انت اكيد فاهمه ده
تنهدت بسنت قائله: ايوه فاهمه بس خلاص نسيتها واعتبرتها مش موجوده اصلا، هو ليه معملش كده؟
وعد: مش سهل عليه، لانه كان شايفها اعظم ام فى الدنيا، وفجاءه اكتشف انها متستهالش كلمة ام اصلا..

بسنت: فعلا انا من الاول كنت عارفه انى مش فارقه مع امى، طب والحل ايه؟
وعد: بصى هو مفيش حل، طول ماهى عايشه للاسف هتفضل عامله زى جرح بيطلع صديد كل شويه، وانت عليكى تحتويه لما يكون موجوع.
بسنت: وانا مين يحتوينى انا كمان موجوعه زيه؟
ابتسمت مديحه قائله: كل واحد فيكم بيحتوى التانى، وهتلاقو نفسكم مع بعض بقيتو الامان لبعض، وكل واحد فيكم مش بيرتاح الا وهو مع التانى ومسك ايده..

وعد: فعلا انا بحس انكو بتكملو بعض، ورغم الخلافات اللى بينكم بحس ان كل واحد منكم بيستمد قوته من التانى.
ابتسمت بسنت قائله: واحنا الاثنين بنستمد قوتنا منكم، ومن حبكم لنا ووجدكم معنا.
مديحه: ده صحيح يا بنتى الاهل عزوه.
وعد: بس الاهل مش لازم يكونو من دمك، يكفى انهم يكن حبهم لك حقيقي وصادق.
بسنت بسعاده: وده اكتر شئ بحبه فيكم..

عند عمار
ظل عمار يلف فى الطرقات لعدات ساعات، محاولا تهدأة نفسه، فهو بداخله قلق وخوف من الامر، لكنه لم يرد ان يظهر خوفه ل ايثار، نظر بهاتفه واتصل باسر لحظات واجاب تنهد عمار قائلا: انت لسه بتعيط يا اسر لسه زعلان منى؟
اسر ببكاء: انا مش فاهم هو انت خايف على مؤمن منى
ابتسم عمار قائلا: لاء طبعا ياحبيبى انا عارف انك اكتر واحد تخاف عليه وتحميه انا خايف عليك انت..

هدا اسر بعض الشئ وتعجب قائلا: خايف عليا من ايه؟
اخذ عمار نفس وزفره قائلا: ياحبيبى انت لسه صغير وفى حاجات عقلك لسه مايفهمهاش وانا مقدرش اعرض حياتك للخطر فالافضل انك تبعد دلوقتى.
اسر: طب ليه مقولتليش مكنتش جيت احسن؟
عمار: كنت واحشنى ونفسى اشوفك ما انت ابنى وبحبك.
اسر بسعاده: وانا كمان بحبك قوى يا بابا وكنت زعلان عشان كنت فاكر انك مش بتحبنى زى ماما ماقالت..

عمار: امك دى ربنا يهديها ازى يعنى محبكش وانت ابنى وحته منى انت اول فرحتى يا اسر وعشان تتاكد انى مش ناسيك وانى مش بنسا حاجه بتقولها، السواق هيجيلك دلوقتى بالتليفون اللى كان نفسك فيه اللى حكيتلى عنه المره اللى فاتت لما جيت.
اسر بفرح شديد: بجد يا بابا انت لسه فاكره؟
عمار: اكيد طبعا هتلاقى السواق جايلك بيه دلوقتى اوعى تفكر انى ممكن ابدى عليك اى حد انت ابنى وامتدادى من بعدى..

اسر: انا بحبك قوى يابابا وعمرى ماهزعل منك تانى وديما هفهم ان في حاجه هى اللى خلتك تعمل الشئ اللى زعلنى غصب عنك.
عمار: ربنا يباركلى فيك يا بنى.
وانها عمار معه المكالمه، وذهب الى احد محال الالعاب واشترى لعبه جديده لمؤمن وعاد الى المنزل..

فى فيلا فهمى
دخل فارس الى فهمى قائلا: فاضى شويه يا بابا؟
فهمى: ايوه تعالى ننزل تحت نتكلم ونشرب القهوه.
فارس: يلا بينا.
نزلا الاثنان معا الى غرفة المكتب وجلسا الى جوارا بعضهم قال فارس: عمار كلمنى وعرف مين اللى ورا الواد اللى اسمه باهر ده.
فهمى: مين حد نعرفه؟.

فارس: معرفش ان كنت تعرفه ولا لاء، بس هو شخص معندوش زمه ولا ضمير، حاول يدخل معنا مره فى مشروع، بس دراسة الجدوى كانت اى كلام، ولما وجهنا بده زعل واتخانق وعمل لنا شوية قلق وقتها بس الحمد لله تخطينا الامر بسرعه.
فهمى: قولى اسمه ممكن اعرفه.
فارس: بهنسى راجل فى الخمسين بس حاجه فظيعه.
فهمى: بهنسى قولتلى ده انا اعرفه كويس، ده راجل نابه ازرق وطلما هو اللى ورا الواد ده يبقا كده الموضوع مش سهل..

فارس: انا ليا راى تانى.
فهمى: قول.
فارس: ده راجل كل اللى يهمه الفلوس ولو طمعته هيبيع باهر من اول محطه.
فهمى: لاء مش بالسهوله دى باهر لعبه فى ايده، واكيد هو مظبط اموره، عشان يعرف ياخد منه كل حاجه.
فارس: طب ما نكشفه له.
فهمى: وده بقا هيبقا ازى؟
امسك فارس ذقنه بيده وفكر قائلا: جوز رباب محامى شاطر جدا وبيعرف الالعيب بتاعت الناس اللى زى دى، كلمه وعرفه وهو اكيد هيساعك..

ابتسم فهمى قائلا: تصدق فكره هو فعلا محامى شاطر قوى وكمان هياخف على الشركه عشان هى شركة مراته، هكلم عمك واتفق معاه.
فارس: وادى القهوه جت اهيه نشربها بقا بمزاج.
وضعت الدادا القهوه وخرجت اخذ كل منهم كوبه وبدأ يشربه.
...
فى منزل عمار
كانت ايثار تقف فى المطبخ تعد الطعام، رن هاتفها فنظرت به وجدتها سهيله، نفخت بضجر واجابت قائله: ايوه يا سهيله خير فى حاجه؟.

سهيله فى غضب: فى حاجات ازى تزعلو ابنى وترجعو معيط؟ انت مفكره انى هسكت، لاء يا حبيبتى ده ابنى وماسمحسش لحد يزعله......
ابعدت ايثار الهاتف عن اذنها وتركتها تقول كل ما تريد وبعد ان انتهت، قربت الهاتف من اذنها مره اخرى قائله: خلصتى الهرى بتاعك وكلامك الفاضى.
غضبت سهيله: انا بقول كلام فاضى انا هعرفك مين اللى كلامه فاضى.
ايثار: طب اسمعى الكلمتين اللى هقولهم دول عشان مش هقولهم تانى..

شعرت سهيله بالتهديد فى كلام ايثار فابتلعت ريقها وصمتت، اكملت ايثار قائله: ايوه كده اعقلى وحكمى عقلك، بتهيألى مش هيبقا كويس لما ابنك يعرف انك متجوزه فى السر وراجل متجوز كمان.
صدمت سهيله وبدا عليها التوتر وقالت بكلمات متقطعه وصوت مبحوح: انت جبتى الكلام ده منين؟
ايثار: من مطرح ما جبته المهم انه صحيح، والاهم انه جواز كده عشان مزاجك، وبتهيألى مش من مصلحتك ان اسر يعرف.
سهيله بغضب: وايه المطلوب منى؟.

ايثار: مش مطلوب حاجه بس بلاش كلام يكره الولد فى ابوه، وخصوصا انك عارفه انه كلام كدب.
زاد غضب سهيله وانهت المكالمه، ووضعت الهاتف بغضب وهى تجز على اسنانها وتقول: ماشى يا ايثار مسيرك تقعى تحت ايدى، ووقتها محدش هيعرف يطلعك.
وكانت نظرتها مليئه بالحقد والغل، اما ايثار انهت المكالمه ووضعت الهاتف، واذا بصوت عمار من خلفها قائلا: وانت عرفتى الكلام ده منين وازى؟
نظرت له ايثار قائله: انت سمعت؟!.

عمار: ايوه سمعت صوتك وانت بتقولى سهيله فجيت وسمعت كل كلامك.
اخذت ايثار نفس وزفرته قائله: المحامى بتاعى اللى فى اسكندريه هو اللى قالى، عرف من المحامى اللى عملهم العقد، وعرف من الشركه انه كل كام يوم يروح لها ساعتين لما يبقا اسر مش موجود.
غضب عمار قائلا: هى مش هتبطل الا لما تعمل لنا فضيحه، الله يسامحك يا عمى ايه البلوه اللى سبتها لنا دى، وانت كمان لما عرفتى مقولتيش ليه؟.

ايثار: محبتش اضايقك ازعلك خصوصا انه موضوع مش مهم.
عمار: مش مهم ازى يعنى ويبقا ايه حال اسر لما يعرف، انا هسافر لها دلوقتى وانهى المزله دى.
ايثار: ولما تقولك انت مالك يبقا كويس وكمان لو روحت الولد هيعرف وكده هتضره هو مش هى.
نفخ عمار فى غضب قائلا: طب والحل نسكت على كده يعنى؟
ايثار: هى مش صغيره عشان تتحكم فيها ولا ليك حكم عليها يعنى هتعمل مشكله على الفاضى..

تذكر عمار انه عندما حاول ان يكلمها قبل ان يتزوج ايثار، ردت عليه بطريقه سيئه، ففضل الصمت، ربطت ايثار على كتفه قائله: هى نفسها مش هتحاول تخلى حد يعرف لان مش فى مصلحتها، فسيبها وهو كده كده فتره وهيسبها عشان هيخاف لمراته تعرف.
هز عمار راسه بالموافقه قائلا: عندك حق السكوت فى الحلات دى احسن بدل ما تتحدنا وتعمل لنا فضيحه..

تركها وخرج من المطبخ واكملت هى اعداد الطعام، فى المساء جلست ايثار الى جوار عمار قائله: عمار كنت عايزه استاذن منك فى حاجه؟
عمار: اقولى يا حبيبتى؟
ايثار: نادين هتسافر يوم الخميس الجاى وكنت عايزه نتجمع انا وهى ومرام ونقضى اليوم ده مع بعض.
عمار: وماله حبيبتى انا هكون رجعت للشغل وابقى اعدى اجيبك وانا راجع.
ايثار: ترجع الشغل ازى مش الدكتور قال ترتاح؟!.

عمار: انا حاسس انى كويس وبعدين منا هريح بكره وبعده ولو لقيت نفسى لسه تعبان مش هرجع.
ابتسمت ايثار بحزن وهزت راسها بالموافقه..

عند نادين
اتت ايثار الى منزل نادين، جلست معها فى البهو واتت مرام هى الاخرى، جلسن الثلاثه فى صمت، كل منهم تنظر الى المكان وتتذكر ذكراياتهم معا، فهن عشن فيها ايام جميله، نظرن الثلاثه الى المطبخ وتذكرن عندما كن يعدن الحلوى وينثرن الدقيق على بعضهن، فقطعت ايثار الصمت قائله: ايه رايكو ندخل المطبخ نعمل حلويات ونلعب بالدقيق زى زمان.
ابتسمت نادين قائله: فكره حلوه نودع بيها بعض..

امتلاءت عيونهن بالدموع ولم تستطع اى منهن التحرك، فقامت ايثار اخذت نفس وزفرته قائله: بقولك ايه انت وهى يالا قومو احنا مش جاين عشان نعيط، خلى العياط بعدين، يلا على المطبخ، نعمل احلى حلويات، ونلعب بالدقيق ونهزر ونضحك..

وقفتا الاثنين واخذت كل منهم نفس وزفرته، وتحركن جميعا ناحية المطبخ واعددن الحلوى، ولعبن بالدقيق، وكن يمزحن ويحاولن عدم البكاء، حتى انتهين وخرجن من المطبخ، نظرت كل منهن للاخرى، ولم تستطع وبدأن فى البكاء، احتضنتهم نادين قائله وهى تبكى: متعيطوش بقا انا هسافر بس هبقا معاكم على النت مش ده كلامكم وانتو هتنسونى؟.

ايثار وهى تبكى: لاء طبعا، بس اتعودنا نشوفك ونقعد معاكى، ونشكيلك همنا، وانت كمان تشكيلنا همك، بعدك وجعنا قوى.
مرام وهى تبكى: ده وجعنا وانت لسه هنا، امال لما تسافرى هنعمل ايه؟
نادين وهى تحاول منع نفسها من البكاء: امال فين وعدكم انى لو احتجتكم طياره وهتبقو عندى.
مسحت ايثار دموعها وقالت: ماهو اكيد طبعا بس احنا طول الوقت بنحس اننا اخوات رغم اننا مش قرايب حتى بس فعلا اللى بينا اقوى من الدم..

مسحت مرام دموعها هى الاخرى وقالت: فعلا اللى بينا اقوى من الدم، واقوى كمان من البعد، مهما بعدنا هنفضل مع بعض، لان قلوبنا مع بعض.
ابتسمت نادين وقالت: يلا اضحكو عايزه ديما افتكر ضحكتكم، ويفضل صوتها فى ودانى.
ابتسمت كل منهم واخرجت هاتفها وقالت ايثار: يلا نتصور مع بعض مره بفونى ومره بفون مرام.
نادين مازحه: ايوه يلا نعمل بوز البطه..

ومدت شفتيها للامام فضحكن جميعا وفعلن مثلها، وتصورن عدت صور معا، وظللن معا حتى المساء اتى عمار لاخذ ايثار فنظرت اليهم قائله: انا همشى بقا اول ماتوصلى ابعتليى رساله طمنينى عليكى وانا هكلمك بكره اطمن عليكى قبل ما تمشى..

ابتسمت نادين قائله: اكيد طبعا احتضنتها وسلمت عليها ونادت مؤمن وخرجت ركبت السياره مع عمار، وعاد بهم الى المنزل وكانت ايثار تبكى طوال الطريق، دخلو الشقه اتجه مؤمن الى غرفة الالعاب، ودخلت ايثار الى غرفتها ودخل خلفها عمار، جلس الى جوارها ربط على كتفها قائلا: حبيبتى بطلى عايط بقا هى مسافره وليكى عليا يا ستى كل فتره نروح نزورهم ونقعد معاهم شويه..

مسحت ايثار دموعها وقالت بعدم تصديق: بجد يا عمار هتخدنا نروح نزورهم كل فتره.
ابتسم عمار: ايوه بجد منها فسحه ومنها تزورى صاحبتك بس بلاش دموع بقا انت عارفه مش بتحمل دموعك.
ابتسمت ايثار قائله: ربنا ما يحرمنى منك ابدا يارب.
وضع يده على وجنتها قائلا: ولا منك يا عمرى.
دخل مؤمن من الباب قائلا: ماما انا جعان ايه مش هتاكلينى ولا ايه؟
ضحكا الاثنان وقامت ايثار قائله: يا خبر انا اقدر حالا الاكل هيبقا جاهز..

ودخلت المطبخ وعاد مؤمن الى غرفة الالعاب.
اما مرام ظلت مع نادين لبعض الوقت بعد ذهاب ايثار، حتى اتى سامح واخذها، وعادا معا الى منزل والدها، حاول سامح تهداتها طوال الطريق لكن دون فائده، كانت تعلم ان سفر نادين سفر دائم، وانها عليها ان تعتاد على بعدها فقط، وان حتى السفر اليها سيكون صعب فى ظل مرض والدتها، وهى تعلم الامر قد يطول..

فى فيلا بدران
وقفت وعد تودع الجميع، وهى ترسم على وجهها بسمه مصطنعه، تدارى بها ما بداخلها من خوف والم، تمسك فى يدها طفليها وتحتضنهم، اخذت نفس وزفرته قائله: اسبكم بقا ومش هوصيكى يا ماما على اولادى خلى بالك منهم.
ابتسمت مديحه: بتوصينى على مين دول نور عينى، اهتمى بس انت بصحتك عشان ترجعى لهم بالسلامه.
بسنت معاتبه: وهوده محتاج توصيه يا وعد احنا عايزنك انت بس تهتمى بصحتك وترجعى بالسلامه..

نظرت لها رودينا قائله: ده كلام ياوعد دول ولادنا وصيهم هما علينا.
ضحك الجميع، كانت وعد تنظر لهم كانها تودعهم الوداع الاخير، تحركت وخرجت هى وفادى، ركبا السياره وكان معهم معتز، اصر على توصيلهم للمطار، وبعد ان وصلو نزلا الاثنان من السياره سلم عليه فادى قائلا: ارجع انت بقا واحنا هنبقا نكلمكم نطمنكم بالتليفون.
معتز: حاضر وانا يومين ثلاثه وهحصلكم على المانيا بس هخلص حبة حاجات واجيلكم..

وعد: مش لازم خليك عشان متعطلش نفسك.
معتز: مفيش عطله ولا حاجه يالا عشان تلحقو الطياره، وفى عربيه هتيجى من المستشفى تاخدكم من المطار..

هز فادى راسه بالموافقه دون كلام، ودخلا ساحة المطار وسافرا الى هناك، وفور وصلولهم المستشفى بدأت الفحص والتحاليل، كان فادى يشعر بالم وعد ويحاول تخفيفه لكن كل الكلام لم ينفع معها، ففضل الصمت، اتى الطبيب اليهم فى غرفتها ونظر اليهم قائلا ( باللغه الالمانيه): ارى انكى متوتره يا دكتوره وهذا خطاء، انت طبيبه وتعرفى هذا..

ابتلعت وعد ريقها وقالت: الامر ليس بيدى ولكن ما اعرفه ان الحاله الوحيده التى لم تمت من هذا المرض عندما عاد اليها لم تبقا كثيرا.
الطبيب متعجبا: هذا ليس صحيحا ولا اظن انها قد عاد.
وعد: لا داعى للكذب على انا طبيبه وافهم ولست خائفه من الموت ولكن...
قاطعها الطبيب قائلا: لا تضخمى الامر حالتك بسيطه ولا ارى داعى لهذا الخوف ارجوكى اهدأى.
اخذت وعد نفس وزفرته وهزت راسها بالموافقه قائله: ساحاول..

الطبيب: سيد فادى هل يمكن ان تاتى معى اريد التحدث معك قليلا فى الخارج.
هز فادى راسه بالموافقه وخرج معه فهذا الامر لا يبشر بالخير، اما وعد زاد خوفها ورعبها فهى منذ ان فهمت حالتها وهى فى حاله من الرعب والخوف، فهى تفكر فى اولادها وكيف سيعيشو دون ام مثلها هى واختها، وامتلاءت راسها بالكثير من الظنون.
وقف فادى هو والطبيب على بعد مسافه من الغرفه، نظر اليه الطبيب قائلا: ....
فى شركة فهمى
اتى تامر وجلس مع فهمى ومحمود وقال: السلام عليكم اسف جدا على التاخير بس غصب عنى.
فهمى: مفيش تاخير ولا حاجه بس قولنا وصلت لايه؟.

تامر: لاء انا عارف انى اتاخرت، بس غصب عنى، شركة عباد الرحمان اللى انا مدير الشؤن القانونيه بتاعها، صاحبتها سافرت، وكنا بنعمل شوية اجرأت، عشان الشركه تمشى منغير اى مشاكل، وكمان لازم اجمع كل المعلومات عن الشخص اللى اتكلمنا عنه، ولقيته راجل عقر وعارف هو بيعمل ايه كويس، مش سايب حاجه تتمسك عليه، بس انا بردو هفتش واره واكيد هلاقى حاجه..

جز فهمى على اسنانه قائلا: يعنى الكلب ده مش هنعرف نوقفه عند حده ولا ايه؟
محمود: يبقا نفض الشراكه معاهم ونخلص.
نفخ فهمى بغضب: ماهو ده اللى هو عوزه، عشان يخرب بيتنا، انت عارف فى شرط جزائى كبير، ده غير الفضيحه اللى هتتفضحها الشركه.
اكمل تامر: غير بقا التأليف اللى هيألفها هو على الشركه، عشان يزود الموضوع، الافضل اننا نلاعبه زى مابيلاعبنا.
نظر اليه فهمى متسالا: ازى يعنى؟.

تامر: هقولكم انا فى دماغى فكره، اللى اسمه باهر ده اصلا اهبل، لو عرفنا نوقع بينه وبين الراجل ده، الحكايه كلها هتخلص.
نظر اليه فهمى مستفهما: ودول هنوقع بينهم ازى؟
ابتسم تامر قائلا: حضرتك هتروح تعرض عليه انك تشتريه، وان مصلحته معاك وان باهر هيبيعه فى اى لحظه، وهتعرض عليه مقابل كبير.
اكمل محمود: اه وبعد ما نتفق معها نكشفه قدام باهر.
اكمل فهمى: لعبه قديمه ومكشوفه ومعتقدش انها هتنفع اصلا..

اتسعت ابتسامه تامر وقال بدهاء: بالظبط هو مش هيوافق، وبالعكس هيحاول يكسب بنط علينا عند باهر، احنا بقا هنلعب على باهر، وهنكدب كل ده، وهنخلى باهر يفقد الثقه فيه، ووقتها بقا يبدا اللعب.
فهمى: انا مش فاهم ازى هنعمل ده.
تامر: حضرتك لما تتكلم معها تتكلم بالمتغطى وبكلام له معنياين بتهيألى حضرتك فهمتنى كده.
اشار فهمى باصبعه قائلا: اه كده فهمتك تقصد يعنى البسه هو فى الحيط..

تامر: بالظبط، هو متوقع اننا نحاول نشتريه، وعامل حسابه يستغل ده لنفسه، احنا بقا هنلعب بيهم الاثنين بس اهم حاجه يا عمى تخلى كلامك تلميح ومفيش كلمه واحده تتمسك عليك.
فهمى: بسيطه خلى ده عليا انا خليك انت بعيد يا محمود.
تامر: مظبوط كده، عمى محمود هيبقا كانه ميعرفش اى حاجه.
محمود: طب ايه الفايده من ده؟
تامر: عشان نسبله حاجه يتلهمى فيها ويفكر انه هيوجعنا بيها.
محمود: اه فهمت فكره حلوه..

تامر: تمام كده يبقا اتفقنا عم فهمى هيلاعبه على الهادى خالص، التاخير مش هيضرنا فى حاجه، كل ما نتاخر يكون الشغل اللى بنا وبينهم خلص.
ابتسم فهمى متفهما: تمام كده نبدأ على بركة الله.
تامر: على بركة الله هقولك بقا ياعمى على كل المعلومات اللى جمعتها عنه واكيد هتفيدك.
ظل معهم تامر لبعض الوقت وذهب..

فى المستشفى
كانت توتا تقف فى العنبر تتابع المرضى وتسألهم، واتت اليها رانيا سلمت عليها وقالت: اهلا بالدكتوره الهمامه.
توتا: اهلا بحضرتك انما دى تريقه بقا ولا ايه؟!
رانيا: لاء طبعا، بس فعلا انت الوحيده من كل اللى جابهم معتز، منتظمه وبتيجى كتير، كلهم اللى بيجى مره فى الاسبوع، او مره فى الشهر، اوكل ما يهفه مزاجه.
توتا متعجبه: طب ليه قبل من الاول؟.

ابتسمت رانيا قائله: بيبقا مفكر ان فيها فلوس، وفى منهم بيبقا جاى بس عشان يحجز شغل بعد ما يخلص دراسه.
هزت توتا راسه مستنكره: مش فاهمين، انا استفدت كتير جدا من كلامى مع المرضى، بفهم حاجات مش مكتوبه فى الكتب.
رانيا: بالظبط هو ده المطلوب من تدريبك هنا، انك تتعلمى صح، لان الطب مهنا عملى، ماينفعش الدارسه نظرى.
توتا: وانا نفسى ابقا دكتوره شاطره عشان اكسر القاعده..

ضحكت رانيا قائله: لاء اوعى تكسرى القعده، طب واحنا نقعد فين؟!
ضحكت توتا قائله: هنقعد على قلبهم، بجد فعلا يا دكتوره، انا نفسى اثبت للكل ان فى داكتره ستات شاطرين، واننا قد المسؤليه.
رانيا مازحه: اه وندخل بقا فى حقوق المرأه، والكلام الكبير ده.
ضحكت توتا قائله: ده مش كلام كبير، ده كلام فاضى، المرأه ليها حقوق ادهالها الاسلام، غير كده يبقا ملوش لازوم وضحك على الذقون..

ضحكت رانيا قائله: قلة عقل بعيد عنك، ماهو فى ناس كتير مش فاهمه اللى بتقوليه ده، وبيصدقو الشعرات الرنانه والكلام الفاضى ده.
توتا: الحمد لله على نعمة العقل.
رانيا: قوليلى انت ناويه تتخصصى ف ايه؟
توتا: لسه مش عارفه، هشوف طول فتره التدريب، لحد ما اوصل لسنة التخصص، ايه اكتر قسم لقيت فيه نفسى وهدخله.
رانيا: صح كده شكلك هتبقى دكتوره شاطره جدا كمان وهتكسر كل القواعد..

ضحكتا الاثناتان اتى اليهم معتز وقال: ازيك يا دكتوره يارنيا؟
نظرت اليه رانيا بأهتمام: اهلا يا دكتور اخبار وعد ايه وصلو ولا لسه؟
معتز: الحمد لله وصلو ودخلو المستشفى وبداو الفحص فادى كلمنا اول ماوصلو المستشفى.
رانيا: طب مكلمتش الدكتور تعرف منه ايه الاخبار؟
معتز: لما اروح بامر الله عشان اطمن عليهم(موجها الكلام لتوتا)ياترى استفدى من مجيك هنا يا دكتوره تسنيم؟.

ابتسمت توتا قائله: لسه كنت بقول للدكتوره رانيا انى استفدت كتير متشكره جدا لحضرتك.
ابتسم معتز قائلا: انا اللى متشكر انك كنتى على قد ثقتى فيكى واتنبأ ليكى بمستقبل كبير .
زادت ابتسامة توتا قائله: ربنا يقدرنى واكون اهل للثقه دى.
معتز بثقه: وده ظنى فيكى، عن اذنكم.
رانيا: انت هتسافر امتى لهم؟
معتز: بعد يومين بامر الله بس هخلص اخر عمليتين مع الدكتور الالمانى واسافر معه.
توتا بحرج: هو حضرتك هتسافر فين؟.

ابتسم معتز ولمعت عيناه فرحا لاهتمامها به وسؤالها قائلا: هسافر المانيا عشان دكتوره وعد مرات اخويا وصاحبة المستشفى تعبانه.
شعرت توتا بخجل شديد من سؤالها الغير مبرر ونظرت الى الاسفل قائله: ترجع بالسلامه ان شاء الله انا متقبلتش معها بس مفيش حد هنا الا وجاب سيرتها بكل خير.
رانيا: امين يارب ده انا قلبى وجعنى عليها جدا، ولولا ان مش هينفع اسيب المستشفى انا كمان كنت روحت معها..

معتز: لاء خليكى انت هنا عشان الاولاد كمان حالتهم صعبه من الصبح كل شويه اكلمهم والاقيهم بيعيطو.
رانيا: يزيد اخد الاولاد وداهم يقعدو معاهم اكيد هيخففو عنهم شويه.
معتز: ان شاء الله عن اذنكم.
تركهم وذهب وبقيت توتا مع رانيا..

عند وعد بالمانيا
وقف فادى هو والطبيب على بعد مسافه من الغرفه، نظر اليه الطبيب قائلا: ماهذه الحاله التى عليها زوجتك كيف وصلت الى هذه الحاله؟!
صدم فادى ولم يجد ما يقول اخذ نفس وزفره وقال وكأن الكلام لايرديد ان يخرج من بين شفتيه: هى حالتها اتاخرت قوى كده؟!
لم يفهم الطبيب ماقاله فادى فاستفهم قائلا: هلا تكلمت بالانجلزيه؟
تمالك فادى نفسه وقال: هل سأت حالتها الى هذه الدرجه؟.

فهم الطبيب من طريقة فادى انه قد فهمه خطأ فوضح قائلا: حالة زوجتك الطبيه جيده وكل ما تحتاجه هى فترة علاج او جراحه ولكن انا اتحدث عن حالتها النفسيه.
فادى بعدم فهم: اتقصد انها بخير وحالتها جيده وان كل مابها وهم نفسى؟
الطبيب: ليس بالضبط، حالتها مستقره نوعا ما، والوهم يشكل خطوره عليها، وان لم تغير هذه الحاله النفسيه، لن ابدأ معها العلاج، سأذهب الان واعود اليك فى الصباح..

وتركه وذهب ظل فادى مكانه غير مصدق لما سمع، اخذ نفس وزفره وكأن الحياة قد عادت اليه، ودخل مسرعا الى الغرفه واتجه الى القبله وخرا ساجدا لله، وقفت وعد وهى تنظر له فى ذهول لاتفهم ماحدث، قام واسرع اليها واحتضنها قائلا: الحمد لله الدكتور طمنى وقالى الحاله بسيطه انا كنت هموت من القلق عليكى.
نظرت اليه وعد بعدم تصديق: قائله انت بتتكلم بجد؟! مش معقول! طب وكان بيقولك ايه بره؟.

ابتسم فادى قائلا: زعلان من حالتك النفسيه وقال انها لو متحسنتش مش هيبدأ العلاج.
وضعت وعد يدها على صغرها وقالت: بجد ده حقيقي اللهم لك الحمد اللهم لك الحمد.
وخرت ساجده لله حتى انها لم تلاحظ انها سجدت عكس اتجاه القبله، قامت وجدت فادى يضحك ويقول: انت بتعملى ايه يا مجنونه بتسجدى عكس اتجاه القبله..

فانتبهت انها تقف عكس اتجاه القلبه، فالتفت وسجدت مره اخرى وقامت ونظرت له قائله: مخدتش بالى من فرحتى يااااااه هم وانزاح، انما صحيح امال التعب اللى عندى ده ايه؟
فادى: الدكتور قال ان الحاله بيسطه وهتحتاج جراحه او فترة علاج.
ابتسمت وعد: الحمد لله انا كنت مرعوبه، اول مره احس بالخوف كده، يمكن محسش بالخوف كده المره الاولى، عموما الحمد لله..

فادى: يلا نامى وارتاحى عشان الدكتور يجى يلاقكى فايقه ويبدأ العلاج.
وعد: حاضر بس كلمهم فى مصر الاول طمنهم وكمان نطمن على الولاد.
هز فادى راسه بالموافقه واخرج هاتفه واتصل بهم..

عند نادين.

خرجت نادين من منزلها، ركبت السياره وهى تحمل عبدالله، واعينها معلقه بالفيلا، فبها كل ذكريات حياتها، حاولت الابتسام لتدرى مابها من الم، لكن دموعها المنهره فضحتها، كانت تتنهد وكانها طائر مذبوح، يخرج اخر نفاسه قبل ان يستسلم، كان مصطفى يراقبها ويتألك لاجلها، فهو يأمل انها ساعات وينتهى المها، كانت صامته طوال الطريق لم تنطق بكلمه، حتى ركبو الطائره وشعرت ان ايثار خائفه، فكلمتها وداعبتها حتى هدأت، وصلو فرنسا كان يبدو على مصطفى الشوق والحنين للمكان ، ابتسمت نادين لرؤيتها الحنين فى عينيه وقالت: مكنتش متخيله انك مشتاق لها قوى كده..

كان مصطفى يجوب المكان بنظره كأنه يعانقه، ويستنشق الهواء كانه يملاء صدره بعطره، اجبها باللغه الفرنسيه دون ان يلاحظ قائلا: كم اشتقت لها فقد عشت عمرى كله بها، بها ذكرياتى طفولتى ولحظاتى وسعات ضعفى وقوتى، انها وطنى وبلدتى.
ضحكت نادين قائله ( بالفرنسيه): اتقول الشعر بها ايضا سأغار منها هكذا.
نظر مصطفى الى عينها وقال: الم اقل الشعر بكى قبلها فهى حبيبتى اما انت معشوقتى..

احمرت وجنتها خجلا ونظرت الى الاسفل، تحركو جميعا وصلو الى شقته ومكان لقأهم الاول، نظر كلمنهم للاخر وكأنه يسترجع الذكريات، اشار مصطفى الى الغرفه التى كانت تنام بها قائلا: دى اوضه بتاع ايثار هى تنام فيها.
لفت نظر نادين ان الشقه نظيفه ومجهزه لهم فقالت: انما الشقه نظيفه وجاهزه لنا ازى؟
ابتسم مصطفى قائلا: حبيبتى انا عامل حساب كل حاجات احنا مش نيجى هنا منغير تجهيز..

هزت نادين راسها دون كلام دخل مع ايثار الى غرفتها، ووضع لها حقيبتها قائلا: دى اوضتك رص حاجاتك زى ماتحب.
ايثار بارهاق: حاضر هستريح بس من الطريق وارتب كل الحاجات.
مصطفى: طب ريح انت وانا هاجى ارص معاك.
ايثار: شكرا يا احلى بابا.
احتضنها وخرج وجد نادين تضع عبدالله على السرير لترتيب الاشياء، فاقترب منها قائلا: انا يساعدك ونعمل كل حاجه مع بعض..

ابتسمت نادين قائله: تسلم حبيبى يارب انا هعمل شويه ويريح شويه.
مصطفى: احنا هناخد اول يومين نروح كل اماكن كان نفسى اروحها انا وانت وبعدين ابدأ شغل.
نادين: حبيبى اللى يعجبك انا معاك فيه..

وقاما بترتيب اغرضهم، ونزل هو اشترى بعض الاطعمه، وملاء المبرد بالطعام، ومرا اليومان وزارو معا بعض الاماكن الجميله بفرنسا، وفى اليوم الثالث فى الصباح استقيظ واستعد للخروج ونظر الى نادين التى كانت تجلس على طرف السرير قائلا: هروح اشوف محل فى مكان كويس عشان اعمل مطعم.
نادين: ربنا يوفقك حبيبى يارب بس اتروى ومستعجلش..

ابتسم مصطفى قائلا: مش تخافى حبيبتى انا هروح لمكتب عشان اعملى دراسه جدوى، وبكره ان شاء الله نروح مدرسه ل ايثار عشان تكمل دراسه ومش يضيع عليها سنه.
قبلها فى وجنتها وخرج، ما ان اغلق الباب الا وتلاشت البسمه من على وجهها، فهى تدارى مابها من ألم وحزن، على ترك كل احبابها وكل ذكريتها وعمرها، تنهدت بألم وقامت تطمأن على ايثار.

فى شقة عمار.

استيقظت ايثار بعد ان ذهب عمار الى الشركه، استعدت وجهزت مؤمن وذهبت به الى الحضانه، فهو اول يوم له هناك، ورغم خوفها من دخوله اليها، الا انها قررت واخذته وذهبت، اعجبها المكان للوهله الاولى فهى فيلا بحديقه مملوءه بالالعب والمراجيح والزحاليق، رات الفرح فى عين مؤمن الذى بدأ بالقفز فور رؤيتها، فأرحها هذا، دخلت ل صاحبة الدار، وعرفتها على المدرسه المسؤله عن اطفال الروضه الجدد، فهى شابه ثلاثنيه، وبدأت تتحدث معها قائله: اتشرفت بحضرتك يا ابله ولاء..

ابتسمت ولاء قائله: اهلا بيكى وبالولد الامور ده ربنا يباركلك فيه، شوفى حضرتك الفتره الجايه هتبقا فترة اختبار لو استريح معنا فى المكان ومجتش اى شكوى منه، هيكمل معنا ان شاء الله.
شعرت ايثار بالقلق من كلامها لكنها ابتسمت لتدريه عنها قائله: ان شاء يستريح معاكم وميحصلش اى مشاكل.
ولاء: الباص بياخد الاولاد الصبح هيعدى ياخده ولا حد هيجبه؟
ايثار: الصبح بامر الله الاتوبيس ياخده وانا هاجى اخده بعد الشغل..

ولاء: تمام اتفقنا سبيه وامشى دلوقتى، واحنا معنا رقم التليفون لو حصل اى شئ هتصل بيكى.
ابتسمت ايثار بقلق وهزت راسها بالموافقه وخرجت، ذهبت الى الشركه دخلت الى غرفة عمار لم تجده، فتحت الباب الفاصل بينه وبين فارس وجدته يجلس معه انتفض عمار عندما راها قائلا: ايه ده فى حاجه حصلت؟
ابتسمت ايثار وقالت: اهدى مفيش حاجه انا مش قايلالك انى هرجع الشغل..

عمار بتذكر: اه صحيح كنت نسيت (نظر يمينا ويسرا ) امال فين مؤمن؟
ايثار: وديته الحضانه وجيت وكل يوم هيجى الاتوبيس ياخده.
فرح فارس قائلا: اهلا بيكى معانا من تانى انا اصلا فرحت جدا لما عرفت انك هترجعى مكانك مستنيكى اصلا.
ابتسمت ايثار قائله: انا كمان وحشنى الشغل جدا، .

كان عمار ينظر لها بنظرات غضب واستفهام، لم تفهمها ايثار ولم تعرف سببها، حاول ان يدريها عن فارس فتحرك نحو مكتبه قائلا: ايثار تعالى على مكتبى عايزك فى حاجه مهمه.
ودخل اللى المكتب مسرعا، اشارت لفارس الذى كان متعجبا من موقفه الغير مفهوم، وذهبت خلفه مسرعه دخلت التف ونظر اليها غاضبا: انتى بتستعبطى ازى تودى مؤمن حضانه هو ينفع اصلا؟!.

صعقت ايثار من شدة غضبه، ولكنها كانت متفهمه سببه فأجابت فى هدوء: ايوه طبعا ينفع انا سالت الدكتوره وهى اللى نصحتنى بيه.
زاد غضب عمار من هدوأها قائلا: دكتورة ايه وزفت ايه انا وانت فهمنى ان ابنك ماينفعش يختلط باطفال ولا انا هخاف على ابنى ومش هخاف على ولاد الناس.
نظرت اليه ايثار بحده قائله: لاء طبعا هخاف عليهم بس لازم يعيش وسط الناس احنا مش هنعزله عن العالم..

عمار غاضبا: لاء طبعا نعزله عشان ميأزيش حد، ولا انت مش عارفه ده؟!
ايثار بنفاز صبر: عمار انا فهمه اللى بتقوله كويس، وعارفه انا بعمل ايه، ده ابنى واكيد هخاف عليه.
ازداد غضب عمار اكثر ضرب بقبضته الحائط بقوه قائلا: تروحى حالا تجيبى الولد من الحضانه وتنسى الموضوع ده نهائى ومتفتحيش الموضوع ده تانى مفهوم..

غضبت ايثار من طريقته وغضبه الزائد عن الحد، ونظرت اليه بنظرة عتاب ولوم ولم تجيبه، وخرجت من المكتب، شعر عمار بندم شديد على طريقته الحاده معها، واحس بالخجل من نفسه فصوته كان عال جدا ومؤكد فارس سمعه، بدأ يلوم نفسه ويفكر كيف سيبرر ما فعل لفارس، ولكن الامر الذى اهمه اكثر كيف سيراضى ايثار بعد ان اغضبها بهذه الطريقه.

فى المانيا.

دخل معتز غرفة ناديه ونظر لها قائلا: كلمت الدكاتره وقالو انهم هيبدأو معاكى علاج من بكره تكون ظهرت نتيجة التحاليل والاشعات اللى عملوهالك.
ناديه: ماشى وسالتهم هرجع زى الاول؟
نظر لها معتز بضيق قائلا: ايوه هترجعى بس الدكتور بيقولك تنسى عمليات التجميل بعدها لفتره طويله لان جلد وشك هيبقا منهك جدا من كتر العمليات اللى عملتيها وبيحذرك انك تحاولى تعملى اى شئ تانى..

ناديه بضيق: طيب طيب خلاص فهمت انكو مش عايزين تدفعو تانى.
غضب معتز من كلامها قائلا: وهو فرض علينا اصلا ندفع فلوس عشان كلام فاضى؟! وبعدين محدش اجبرنا ندفعلك، يعنى لو مش عايزين ندفع مكناش دفعنا اصلا، وعموما اسالى اى حد من الدكاتره لما يجليك بعد شويه، عن اذنك انا عندى مشوار وهبقا اجيلك تانى بالليل.
تاففت ناديه قائله: تيجى متجيش مش مهم المهم انى هرجع زى الاول..

زاد غضب معتز وخرج من الغرفه وهو يكاد يشتعل غضبا، ذهب الى المستشفى التى بها وعد، ودخل لطبيبها وساله عن الحاله، واطمأن منه، وذهب الى غرفتها دق الباب ودخل، فرح به فادى وقام سلم عليه قائلا: انت جيت بردو يا بنى ماقولتلك متعطلش نفسك الموضوع بسيط..

ابتسم معتز قائلا: اولا بقا مفيش حاجه اهم منك انت ودكتوره وعد، ثانيا انا جاى شغل(امسك بيأة قميصه متفاخرا بمزاح) حالة وعد حاله مهمه واى دكتور شاطر زى لازم يهتم بيها.
ضحكو جميعا، قال فادى مازحا: ماشى ياعم الدكتور وياترى فى ثالثا ولا خلاص؟
معتز بابتسامه حزينه: ايوه فى ناديه جايه تعمل عمليه عشان ترجع حلوه وشباب.
تضايق فادى قائلا: هى بردو لسه متغيرتش حتى بعد اللى حصل لها متعظتش..

معتز: لا اتعظت ولا هتتعظ مش دى المشكله اللى خايف منها الفضايح اللى بتعملها بعد كده.
وعد: معلش هى امكم ولازم تصبرو عليها واكيد الايام هتغيرها.
معتز بياس: معتقدش بس هى امنا ولازم نبقا معها المهم سيبك الدكتور طمنى جدا على حالتك.
وعد: الحمد لله كرم من ربنا بس قالى لازم اخد فترة العلاج كلها هنا كنت عايزه ارجع مصر.
معتز: لاء هنا افضل عشان ممكن تختاجى جراحه بعد العلاج.
فادى: انت هتفضل هنا كام يوم؟.

معتز: هما ثلاث ايام بس عشان الجامعه الامتحانات خلاص قربت ومينفعش اسيب الطلبه دلوقتى.
فادى: كتر خيرك اصلا انك جيت ده حاجه كبيره قوى عندى.
وعد: وعندى انا كمان نردهالك كده يوم مانفرح بيك.
معتز مشاكسا: طب ومنتوش
فراحنين من دلوقتى ليه انا نفسى فرحان.
ضحكت قائله: عجبك كلامك اخوك ده؟
فادى ضاحكا: ماهو عنده حق هو فرحان بنفسه كده لزومه ايه تدبسوه فى جوازه عشان تفرحو انتو..

فتحت وعد فمها واغلقته بشهقه قائله: بقا كده يعنى انت اتدبست ماشى.
ضحك معتز قائلا: البس يا معلم شكلك كده وقعت ومحدش هيسمى عليك.
فادى مازحا: وماله لما اقع فى حب حبيبة قلبى وعمرى كله خلينى واقع كده على طول.
ونظر الى وعد بحب فاحمرت وجنتيها وعضت على شفتيها من الخجل، فتنحنح معتز قائلا: انا شكلى بقا وحش قوى كده، طب استخبى تحت السرير ولا اعمل ايه..

زاد خجل وعد فضحك فادى قائلا: ياض انت اخويا يعنى حته منى يعنى تخلى عندك دم وتخرج من سكات.
فضحك معتز قائلا: بقا كده طب ماشى ياعم هنيالك ياسيدى ربنا يوعدنا بواحده تحبنى زى ما الدكتوره بتحبك.
ربط فادى على كتفه قائلا: ده يبقا احلى يوم ونعملك احلى فرح وتبقا احلى عريس فى الدنيا كمان.
معتز: بس الاقيها بس واوعدك انت اول واحد احكيله عنها.
فادى: وانا مستنى.
وعد: متخلهوش يستنا كتير..

معتز مازحا: شكلكو عايزين تخلصو منى، بس ولو قاعد على قلبكم ومش ماشى.
ضحكو جميعا وظل معتز معهم لبعض الوقت وعاد الى ناديه
،
فى فيلا بدارن
فى البهو تجلس مديحه ومعها رودينا وبسنت، وحولهم احمد يلعب، نظرت مديحه لرودينا وابتسمت قائله: ايه بنتى مال الحمل المره دى تعبك ليه كده؟ ده انت المره الاولى، كنتى بتروحى الجامعه وبتذاكرى ومعتبتيش كده؟.

ابتسمت رودينا قائله: مش عارفه يا طنط بس هو تقريبا الحمل المره دى مش ثابت وهو ده اللى تعبنى.
مديحه: ربنا يتمهولك على خير يارب.
بسنت: وتجيبى لنا بنوته عسل زيك كده عشان انا بحب البنات.
ضحكت رودينا: انا كمان بحب البنات وبحب اقعد اسرح شعرهم كان عندى عروسه وانا صغيره كنت اقعد اسرح لها واعملها تسريحات..

ضحكت بسنت قائله: انا كمان كان عندى مجمومه من العاريس وكنت اعمل كأنى فى مركز تجميل وانا المديره بقا وايه ههه.
رودينا مازحه: الله طب مش كونتى تقوليلى كنت وديت عروستى عندك وموجعتش قلبى فى تسريح شعرها.
ضحكت مديحه هى الاخرى قائله: ياااه يا بنات فكروتنى بزمان وانا صغيره كنت بردو بحب اسرح للعاريس وكان حلمى اخلف بنت عشان اسرح لها شعرها..

نظرت بسنت ل ريناد مازحه: يالا ياستى زباينك كتير متشليش هم تسريح شعرالبنوته اللى هتجبيها.
ضحكت رودينا وقالت: المشكله بقا لو بعد كله طلعت قرعه.
ضحكو جميعا ربطت مديحه على ظهرهم قائله: ربنا مايحرمكو من بعض ابدا ويديم بنكم الود والمحبه.
رودينا: امين يارب.
بسنت: يارب ويفرحنى ويرزقنى بطفل ينور عليا حياتى.
مديحه: ان شاء الله يا بنتى ده ربنا مفيش اكرم منه بس انا عايزكى تشغلى وقتك عشان نفسيتك متتعبش..

تنهدت بسنت قائله: طب اعمل ايه مش هينفع ارجع الشركه مع مازن غيرتى بتعمل مشاكل.
مديحه: طب وشركتك؟
بسنت: الله يسامحها ماما زهقت اخويا لحد ما باع نصيبه لواحد بصباص وبتاع ستات ولما اشتغلت معها مازن كان يهولع فيه وفى الشركه.
رودينا مازحه: اه ياعم على الغيره ياعم.
ضحكت بسنت قائله: تصدقى صح فعلا مازن مكنش يطيقه ولما كنت اقوله انت غيران يقولى اغير من ايه ده حيوان، زى مايكون عيب انه يغير عليا..

ضحكت مديحه قائله: لاء هى بس كرامته اللى بتبقا وجعاه انه يقارن نفسه باى راجل تانى فميحبش يقول انه غيران.
بسنت: تعرفى يا طنط انا بفكر فعلا ارجع للشغل تانى لانى زهقت من القعده فى البيت، يمكن اللى مهون عليا الفتره دى، اننا مع بعض ديما والولاد ولعبهم معنا، مش عارفه هعمل ايه بعد ما وعد ترجع.
رودينا مازحه: انا عن نفسى هتسلبط وافضل قاعده هنا مع طنط.
ضحكت بسنت وقالت: تصدقى فكره انا كمان هتصلبت وافضل هنا..

ضحكت مديحه قائله: يا حبيبى ربنا يخليكو ديما معايا وحوليا انا بفرح بلمتكم دى معايا ربنا مايحرمنى منكم ابدا.
احتضنتها الاثنتين هن يقلن: ولا يحرمنا منك ابدا.

عند عمار
خرج عمار من مكتبه بعد ان هدأ قليلا، وعندما راه فارس نظر اليه قائلا: هى ايثار مشيت؟
تنحنح عمار قائلا: اه اصلنا شدينا مع بعض شويه.
فارس: ليه كده ياعمار دى كانت جايه فرحانه واحنا محتاجنها فى الشغل؟.

عمار بضيق: اللى حصل بقا المهم يالا نكمل شغلنا.
فارس: انت بتهرج لاء طبعا روح لها صالحها والشغل مش هيطير متسبهاش زعلانه.
فكر عمار ان يخرج ولكن تردد قائلا: لاء نخلص شغل الاول وبعدين هبقا اصالحها.
فارس: يعنى تسبها زعلانه الوقت ده كله وهى مش غلطانه حتى.
عمار: لاء هى غلطانه اصلا وعشان كده انا هسبها شويه وبعدين سيبك انا عارف بعمل ايه يلا نكمل شغلنا..

شعر فارس انه يكابر ففضل السكوت، وجلسا معا يكملان العمل، لكن عمار كان شارد طوال الوقت لم يستطع التركيز، حتى اخطأ خطاء كبير، فقال فارس: بقولك ايه كده ماينفعش ده شغل كبير والغلطه فيه تضيع كل اللى بنيناه اتفضل روح لمراتك تصالحها تكمل خناق انت حر لكن كده ماينفعش..

شعر عمار بالحرج الشديد، كيف له ان يخطأ فى شئ كهذا، فقام وخرج مسرعا دون اى كلام، ظل يلف بسيارته لبعض الوقت، وعاد الى المنزل لكنه لم يجد ايثار، فكر ان يتصل بها ولكن باى وجه يتحدث اليها، وايضا لايريد التراجع عن موقفه، واذا بها تفتح الباب وتدخل دون مؤمن، تفاجاءة بوجوده فظلت مكانها، نظر اليها قائلا بحده: امال فين مؤمن مش قولتلك روحى هاتيه؟
اخذت نفس وزفرته ونظرت اليه بنظرات غاضبه: روح انت هاته..

تفاجاء عمار من ردها فهو لم يعتاد منها ذلك، وشعر انه اغضبها اكثر من اللزوم، فحاول ان يتكلم بهدوء: يعنى ايه اروح اجيبه؟! اتكلمى كويس يا ايثار.
ابتلعت غصه فى حلقها وقالت: انا اللى اتكلم كويس واللى انت عملته كان كويس، لما تفرج عليا الناس فى الشركه ده كويس؟ لما تتعامل معايا على انى بشتغل عندك ده كويس؟ قولى انت ايه الكويس؟.

كان صوتها ملئ بالقهر والحزن، تألم عمار من كلمها وشعر انه اخطأ، لكنه لا يريد التراجع امامها كبريأه يمنعه، فقال بنبره اهدأ قليلا: وهو اللى انت عملتيه ده اللى ينفع يعنى تودى الواد حضانه، وانت عارفه انه مينفعش انه يتعامل مع اطفال..

زاد الم ايثار من كلامه فقالت: ليه مش طفل زيهم؟! وانا قولتلك، الدكتوره قالت انه محتاج يخرج ويتعامل مع الاطفال، هو انت فاكر انى مش هخاف على الاطفال التانين مهم ولاد ناس بردو.
عمار بحده: كلام الدكتوره ده هناك عندهم لكن هنا لاء ابنك مختلف عن اى طفل ومهما وصفتى للدكتوره مش هيبقا زى ما تشوف وانت اكيد فاهمه ده..

تنهدت ايثار بالم فهى تراه سيعيش مثلما عاشت وحيد: انا اكتر واحده فاهمه وحاسه بيه وعمرى ماهضره ده ابنى واخاف عليه اكتر من نفسى.
جز عمار على اسنانه ونفخ فى حده قائلا: وابنى انا كمان وخايف عليه.
نظرت اليه ايثار بكل مابها من الم قائله: خايف عليه من ايه وليه؟
زاد غضب عمار قائلا: يعنى هتبقى مبسوطه لما لو ضرب عيل وموته هتفرحى لما العيال يقوله عليه وحش..

صعقت ايثار من الكلمه ولم تحملها قدمها وتهاوت على الكرسى كان بجوارها واشارت بيدها على نفسها قائله بكلمات مكسوره: ابنى انا وحش.
وامتلاءت عينها بالدموع واغمضت عينها واطبقت على يدها من شدة الالم بداخلها، .

تنبه عمار للكلمه فور خروجها من فمه، ووضع يده على جبينه فهو يعرف ان ايثار عانت كثيرا من هذه الكلمه، كيف تخرج منه على طفلها، تلجلجا فى الكلام ولم يستطع ان ينطق، وزاد الامر سوء عندما تهاوت، حاول الاقتراب منها، فاشارت بيدها ان يبتعد حتى دون ان تنظر له، ظل واقفا مكانه وكانه اوقع جبل فوق راسه، وظلت ايثار هى الاخرى مكانها، خناتها دموعها وانهمرت منها رغما عنها، لم يتحمل عمار قائلا بندم شديد: ايثار انا اسف معرفش ازى طلعت منى الكلمه منغير قصد ولا تفكير..

اجابت ايثار بحسره وبكاء: لانها شعور موجود جواك وكنت بتحاول تداريه، لكن خرج خلاص.
تالم عمار من كلامها الذى ندمه على كلماته القاسيه فقال: لاء ايثار لاء اوعى تفكرى كده انا عمرى ماشوفتك وحش انت ملاكى الحارس ازى تقولى كده وتفكرى كده ايثار ارجوكى.
قاطعته قائله بكسره ووجع وبكاء: طلقنى يا عمار.
خرجت الكلمه من بين شفتيها بصعوبه فهو حب عمرها، وهو الشخص الوحيد الذى وجدت به امانها، لكن كلمته كسرت قلبها، .

وقعت الكلمه على اذنها كأنها صاعقه اصابته قائلا برفض: ايه انت بتقولى ايه اطلقك يعنى ايه؟!
ازاددت ايثار فى البكاء وقالت: ملهاش معنى تانى ابعد الوحوش عن حياتك وعيش مرتاح مش انا وابنى وحوش ابعدهم عنك.
اقترب منها عمار حاول ان يمسك ذراعها، فقامت من على الكرسى وابتعدت عنه مسرعه : متقربش منى تانى اللى بينى وبينك انت قتلته بكلامك..

راى بعينها كم من الالم والكسره شلت لسانه عن الكلام، فكلمته لها كسرتها وانهكت مابها من قوه، فالحقيقه انها رغم قوتها هذه الا انها كانت تحتمى به فهو امانها الحقيقي، ظل ينظر لها بنظرات ترجى، لعل العيون تقول ما لم يستطع ان ينطقه لسانه، لكنها تركته ودخلت الى غرفتها، واغلقت الباب ووقعت على السرير، وانفجرت فى بالبكاء، ظل هو مكانه لا يعرف ماذا يفعل..

 

تاااابع ◄