رواية أشواك الحب الفصل الثانى
فى الجامعه
بعد ان انتهى معتز خرج الطلاب، كان هو يراقبها وعندما تحركت لتخرح من القاعه نادها، فتصنعت انها لم تسمعه، فنادها مره اخرى وقد تضايق، من تجاهلها له فى المره الاولى، فتوقفت مكانه وهى تشعر بالقلق والخوف، فهى لاتعرف ماذا يريد منها، كان معتز ينظر لها ويبدو عليه الغضب من تصرفها، اخذت توتا نفس وزفرته وقفت بالقرب من مكتبه قائله: ايوه يا دكتور فى حاجه؟.
معتز وهو يحاول ان يقلل من غضبه: انا مش ندهت عليكى؟
توترت قائله: اسفه مسمعتش حضرتك.
معتز: ماشى (قدم اليها الكتاب ) اتفضلى الكتاب اهو.
نظرت اليه توتا فى تعجب: هو حضرتك مش قولت انه كتابك؟
ابتسم قائلا: ايوه هو كتابى، بس خلاص خلصت اللى كنت عايزه منه، وعارف ان فيه ابحاث مهمه، عشان كده قولت اديهولك..
شعرت توتا بالحرج الشديد منه، فهى تعاملت معه بطريقه سيئه، فتحنحت: انا اسفه انى كلمتك بطريقه مش كويسه، بس مكنش قصدى.
معتز: انا كمان اتكلمت بحده شويه، متزعليش منى، ولو محتاجه اى مساعده متتردديش، انا زى اخوكم الكبير.
زاد حرجها قائله: حضرتك زوق جدا متشكره ليك.
اخذت الكتاب بارتباك شديد، وتحركت نحو الباب فنادها قائلا: يا انسه.
فالتفت ونظرت اليه: فى حاجه يا دكتور؟.
معتز: لما تخلصى الكتاب سلميه للمكتبه انا مبلغهم انك هتسلميه لهم.
هزت توتا راسها بالموافقه، وهى تبتسم بخجل وتوتر، وخرجت مسرعه الى المكتبه، ابتسم معتز من خجلها اخذ حقيبته وخرج، جلست توتا فى المكتبه، اتت اليها احدى زميلتها، فتاه قمحية اللون ترتدى قميص (بلوزه) طويل على بنطال واسع، وحجاب صغير يدارى رقبتها، جلست امامها قائله: معلش اتاخرت عليكى كنت بجيب سندوتشات من المطعم..
توتا: متاخرتيش ولا حاجه، يلا نراجع قبل المحاضره الجايه يا منه.
نظرت اليها بتعجب: صحيح قوليلى الدكتور معتز كان بينادى عليكى ليه سمعته وانا على الباب؟!
نظرت توتا الى الكتاب وفكرت قائله: كان بيدينى الكتاب.
نظرت منه الى الكتاب قائله باندهاش: الله! مش ده الكتاب اللى اتخانق معاكى عليه؟!
ارتبكت قائله: اه هو عايزه ايه بقا؟!
ضحكت منه قائله: يعنى طلع طيب ومحترم وانت اللى ظنانه..
توتا فى ضجر: مخلاص بقا انت كمان يلا قومى عشان نلحق المحاضره بلاش رغى.
واخذت الكتاب فى يدها وقامت مسرعه، لحقت بها منه وهى تضحك عليها.
فى منزل عمار
عاد عمار الى المنزل اقتربت منه ايثار قائله: حمدالله على السلامه، جيت بدرى النهارده؟!
عمار: خلصنا المقابله، ومفيش شغل مهم فارس اصر انى اروح.
ابتسمت ايثار قائله: احسن بردو اهو ترتاح عشان صوباعك التعبان ده..
ضحك عمار ووضع يده السلميه على كتفها قائلا: مش قوى يعنى الموضوع بسيط (وقبلها فى وجنتها) امال مؤمن فين مش سامع له صوت يعنى؟!
ايثار: بيلعب باللعب بتاعته فى اوضه اسر.
اتا مؤمن وهو يقول بعبوس: يا ماما تعالى بقا انا زهقت من اللعب لوحدى.
وعندما راى عمار اسرع وجرى عليها بفرح قائلا: بابا حبيبى هاهاها..
جلس عمار على ركبته، وفتح ذراعه السليمه ليحتضنه، ارتمى مؤمن فى حضنه، فقال عمار مازحا: اى كده خبطنى يا مؤمن اه بطنى اه.
وكان يضع يده المصابه على بطنه، ويغمض عينه ويتصنع الالم، عبس وجه مؤمن جدا وبدأ فى البكاء قائلا: معلش يا بابا انا مقصدتس مش تزحل منى.
فتح عمار عينه وضحك قائلا: ازعل من حبيبى مؤمن ده كلام بردو..
وضمه اليه وقبله، قبله مؤمن هو الاخر بفرح قائلا: انا بحبك قوى يا بابا تحالى العب معايا سويه.
عمار: حاضر يا حبيب بابا روح استنانى فى اوضة اللعب على ما اغير هدومى.
تحرك مؤمن نحو الغرفه وهو يجرى سعيدا: هيه هيه....
ظل عمار مكانه يتابعه، وتتلاشى الابتسامه من على وجهه تدريجيا، وتبدلت بحزن وألم تنهد بحصره، وجز على اسنانه وابتلع ريقه واخذ نفس وزفره، وإذا بإيثار تنظر عليه متعجبه، من نظارته التى لم تفهمها، فقام وابتسم قائلا: يلا تعالى ساعدينى عشان اغير لحسن مؤمن يزعل..
فابتسمت وهزت راسها بالموافقه دون كلام، دخلت معه غير ملابسه وذهب الى الغرفه وجلس يلعب مع مؤمن، رن هاتفه فقام ليجيب فهو يضعه على الطاوله فى البهو، اجاب بسعاده قائلا: اسر حبيبى ازيك عامل ايه يا حبيبى؟
اسر: انا الحمد لله وحشتنى قوى يا بابا انت ومؤمن وابله ايثار.
عمار: وانت كمان وحشتنى قوى يا حبيبى عامل ايه فى مدرستك.
اسر: انت عارفنى يا بابا ديما بطلع الاول.
عمار: حبيبى طول عمرك شاطر..
اسر: بابا ممكن تبعت العربيه ليا يوم الاربع عشان اجى اقعد معاكم خميس وجمعه وسبت.
تغير وجه عمار وسكت للحظات وقال: اه طبعا يا حبيبى اكيد ده مؤمن هيفرح قوى
اسر: خلاص متقولوش خليها مفاجاءه بقا.
عمار: ماشى خليها مفاجاءه يوم الاربع ان شاء الله هبعتلك العربيه من بدرى مع السلامه حبيبى.
وضع الهاتف على الطاوله وجلس يفكر ويبدو عليه الهم، اقتربت منه ايثار قائله: فى حاجه حصلت مالك متضايق ليه؟.
نظر اليها عمار وتصنع البسمه قائلا: متضايق من ايه؟!مش متضايق ولا حاجه، اخبار الاكل ايه؟
تعجبت ايثار من رده وتهربه من الامر قائله: جاهز هغرف اهو.
وتركته وذهبت الى المطبخ وقد امتلاءت راسها بالافكار والظنون.
فى المستشفى عند وعد
اتت مديحه دقت الباب ودخلت، قام فادى سلم عليها قائلا: اهلا يا ماما تعبتى نفسك وجيتى ليه بس؟
ابتسمت مديحه : هتعب لحد اعز من وعد دى بنتى..
اقتربت من سرير وعد، وعندما راتها تضايقت فشكلها مريض جدا، يبدو عليها الاعياء الشديد وجسدها نحل جدا، حاولت ان تدارى الامر بابتسامه مصطنعه: سلامتك يا حبيبتى الف سلامه.
وعد بصوت ضعيف: الله يسلمك، انا الحمد لله بقيت احسن.
مديحه: ربنا يسلمك من كل شر.
فادى: الدكتور بيقول انها محتاجه راحه وتتغذى كويس.
وعد: انا باكل كويس هما بس اليومين اللى فاتو مشاكل الحمل الطبيعيه.
مديحه: بس بردو كان لازم ترتاحى..
فادى: متقلقيش بعد ما نطلع هتاخد فتره ترتاح فيها خالص.
وعد: انا كويسه اصلا بس انت اللى بتاخف عليا زياده.
مديحه: الله ان مكنش يخاف عليكى يعنى هياخف على مين ده انت روحه.
فادى: اه فعلا يا ماما هى روحى وقلبى وعقلى كمان، بقولك خليكى جنبها، على ما اروح للدكتور اسأله على التحاليل عن اذنك.
تركهم فادى وذهب الى الطبيب دخل مكتبه قائلا: السلام عليكم، ايوه يا دكتور انت كنت بعتلى..
الطبيب: اهلا استاذ فادى اتفضل، نتيجة التحاليل طلعت وانا شايف ان الافضل اننا ننزل الجنين.
جلس فادى على الكرسى امام المكتب: ليه هى التحاليل قالت ايه؟!
الطبيب: حالة ضعف وهزال شديد، وكمان انا خايف يكون التعب القديم رجع لها تانى، خصوصا انه اختفى لوحده منغير علاج.
صدم فادى قائلا: ايه هو ممكن يرجع تانى؟!.
الطبيب: مش عارف ده مرض نادر، وللاسف كل اللى اتصابو بيه ماتو بسرعه، محدش نجا الا الدكتوره، وحالة الضعف دى مقلقه جدا وانا شايف انها تنزل الحمل وتعمل فحص كامل وتطمن.
فادى: خلاص شوف ايه المطلوب واعمله المهم هى صحه وعد.
الطبيب: خلاص ساعه كده وهابعت لها الممرضات ياخدوها لاوضة العمليات.
فادى: حاضر بس بلاش تجيب لها سيرة التعب القديم دلوقتى بعد اما تفوق من العمليه ان شاء الله.
الطبيب: تمام كده ..
خرج فادى وقف امام الباب لا يعرف ماذا يفعل، يشعر ان العالم ينهار فوق راسه، ظل مكانه للحظات يحاول ان يفكر ماذا سيخبرها، واذا بمعتز يناديه قائلا: فادى مالك هو الدكتور قالك ايه؟
نظر اليه فادى: مش عارف اقولك ايه بس انت دكتور وممكن تساعدنى.
شعر معتز بالقلق : اكيد لو اقدر اساعد فى شئ مش هتاخر.
ابتلع فادى ريقه: هقولك كل حاجه..
وقص عليه الامر من بدايته فاجاب معتز: طب اسمع هاتلى كل المعلومات عن المرض ده، وانا هدور على كل الابحاث اللى اتكتبت عنه، واسال فى اكبر مستشفيات بره.
فادى: كل الورق عند الدكتور جوه، خدهم منه بس اوعى تجيب سيره قدام اى حد، مش عايز حد يعرف.
معتز: ماتقلقش روح انت قولها على موضوع الاجهاض، وانا هشوف الموضوع ده، وبعدين هجلكم على الاوضه.
فادى: بامر الله.
فى فيلا فهمى.
عاد فارس وصعد الى غرفته، ابتسم قائلا: السلام عليكم حبيبة قلبى الكبيره والصغيره.
ريناد بصوت خفيض: وعليكم السلام وطى صوتك عشان البنت نايمه.
فهز راسه دون كلام ودخل الى الحمام، اخذ حمام وغير ملابسه وخرج، وجدها تجلس على احد الكراسى فى الجه الاخرى من الغرفه، فذهب اليها وجلس بالكرسى الى جوارها: مال الجميل سرحان فى ايه؟
كانت هى شارده لدرجة انها لم تسمعه، فطرقع بيده امام وجهها قائلا: هاه روحتى فين؟!.
فانتبهت اليه : هروح فين مفيش سرحت شويه بس.
نظر الى عينها وقال مازحا: وياترى بقا سرحتى فى مين؟!
فابتسمت : ده سؤال ولا اجابه اعتقد مش حتاج الاجابه، بس انا بقا عايزه اعرف انت بتحبنى بجد؟!.
تعجب من سؤالها: يعنى بقالنا مع بعض ست سنين وبتسالى ايه يعنى مش حاسه بحبى ليكى؟!
نظرت الى عينه معاتبه: ماهو ده اللى زعلنى بقالنا ست سنين واكتشف انك مخبى عليا حاجه زى دى يبقا لازم اسال..
نظر لها متعجبا: مخبى ايه؟! انا عمرى ما خبيت عليكى حاجه!
نظرت اليه باستنكار: وموضوع الخيمه مقلتوش ليا ليه؟!
هز راسه متعجبا: خيمة ايه!؟ (متذكرا ) اه افتكرت؛ ده موضوع قديم ومحكتش عنه لانه مش مهم.
غضبت وتكلمت بحده وكأنها تنذره: احكيلى وانا اللى احدد ان كان مهم ولا لاء، مش اكتشف بالصدفه.
تضايق من طريقتها فى الكلام ونظرات التحذير: ايه الطريقه دى اللى بتتكلمى بيها؟! هى دى الطريقه اللى تكلمى بيها جوزك؟!.
ونظر اليها بغضب شديد وخرج من الغرفه، تضايقت ريناد من نفسها، كيف لها ان تكلمه بهذه الطريقه، وشعرت انها اغضبته، فهذه هى المراه الاولى التى ترفع صوتها عليه، وتحتد عليه، ولاول مره تراه غاضب هكذا، لكنه تشعر بالالم لإخفاؤه هذا الامر عنها، وخائفه من ان يكون رؤية الخيمه احيا الذكريات فى قلبه، ويكتشف انه مازال يحبها، بدأت الظنون والغيره تلعب بعقلها فظلت مكانه لاتعرف ماذا تفعل..
خرج فارس من الغرفه ونزل الدرج، وجد والدته تجلس فى البهو، فتصنع الابتسامه كى لا ترى غضبه، نظرت اليه والدته قائله: فارس، انت جيت امتى؟
جلس الى جوارها قائلا: بقالى شويه بس ملقتش حد فى الهول فطلعت فوق.
ايمان: اصلى كنت فى اوضتى بصلى.
فارس: تقبل الله يا ست الكل، (مازحا) افتكرتينى كده بدعوه ولا اثنين؟ ولا خلاص نسيتنى وبتدعى للعيال بس؟!.
ضحكت قائله: يا حبيبى انت الاصل، ادعليك وادعيلهم هو انا عندى اعز منكم.
قبل يدها قائلا: ربنا يبارك فى عمرك يارب.
ايمان: طب يا بكاش، (بتذكر ) الا صحيح؛ هو انت مكنتش حكيت لمراتك عن موضوع الخيمه ده؟
نظر لها متعحبا: وبتسالى ليه؟
ايمان: اصلها سالتنى عنها الصبح، وسالت اختك شهد.
قال فى عقله: ده الموضوع شغلها بجد، ايه خيابة العقول دى.
ايمان: مالك سرحت فى ايه؟.
فارس متنبها: مسرحتش ولا حاجه، بصى سيبك كبرى دماغك دى هيافة ستات.
نظرت اليه بضيق: لاء يا بنى، ده حب، الست لما تحب جوزها تخاف عليه حتى من الماضى، وده ميزعلكش بالعكس يفرحك، خدها بالهدواه وطمن قلبها.
فارس متضايقا: ماشى حاضر (مازحا ) مش عارف حماة ايه دى اللى بتحامى لمرات ابنها.
ضحكت ٩ قائله: من امتى وانا بعمل عليها حماه؟! وبعدين دى حبيبتى وبنتى اللى مخلفتهاش، واسكت بقا بدل ما اعصيها عليك..
فنظر لها ضاحكا: بقا كده، طب ايه رايك بقا، انا اللى هعصى عليكى جوزك، وورينى هتعملى ايه؟!
ضربته على كتفه مازحه: يا واد جتك ايه، روح كده قال تعصيه عليا قال، كان غيرك اشطر.
فضحك قائلا: ماشى يا ستى ربنا يهنى سعيد بسعيده، انا طالع اوضتى ولما الغدا يجهز اندهولنا.
وتركها وصعد الى غرفته، وجلس على طرف السرير، يفكر فى الامر ويتذكر كلام والدته، لكنه غاضبا من حدة ريناد وطريقتها معه فى الكلام.
....
فى منزل عمار
دخلت ايثار على عمار بغرفة النوم، وجدته شاردا فتعجبت قائله: مالك يا عمار يا حبيبى ايه اللى شغلك كده؟!
عمار: هاه مفيش ده مشروع جديد فى الشغل متشغليش بالك انت.
ايثار: طب بالمناسبه دى بقا انا كنت بفكر ارجع الشغل تانى ( مازحه ) عندكم ليا شغل ولا اشوف شركه تانيه؟
اخذ نفس وزفره وابتسم ابتسامه مصطنعه: شغل ايه اللى ترجعيه؟!.
نظرت اليه متعجبه: شغلى انت نسيت ولا ايه؟! احنا مش اتفقنا لما خلفت مؤمن انى اقعد ولما احب ارجع ارجع؟!
عمار: انا عارف وفاكر مش ناسى، وفاكر كمان انك انت اللى طلبتى تقعدى، بس مؤمن لسه صغير ومحتاجك معاه.
ايثار: انا كمان اول مفكرت فى الموضوع خفت عليه، بس بعد كده قولت، ان كده كده عاجلا او اجلا ده هيحصل، وبعدين سالت ايه افضل سن لدخول الطفل الحضانه، فقالو عند ثلث سنين..
بدى على وجهه الضيق رغم ومحاولته ان يدرايه فقالت: متقلقش انا سالت ولقيت حضانه كويسه جدا وقريبه كمان.
نظر اليها غاضبا: يعنى انت قررتى ونفذتى مع نفسك وبتبلغينى بقرارك؟
نظرت اليه معاتبه: انت تعرف انى ممكن اعمل كده؟! تعرف عن حبيبتك كده؟!
زال الغضب عن وجهه وابتسم قائلا: لاء طبعا انا عارف حبيبتى كويس، بس انت اللى قولتى انك سالتى.
ابتسمت قائله: سألت نادين، وهى قالتلى على حضانه اللى كانت فيها ايثار..
نظر اليها قلقا: ايوه بس انا خايف ميتأقلمش مع المكان او يتضايق.
ايثار: وانا كمان خايفه بس لازم نسيبه يتعلم(مازحه) ولا انت ناوى تقعده فى البيت؟!
فضحك قائلا: اقعدو فى البيت ده ايه!؟ ده حتى البنات مبقتش تقعد.
ايثار بسعاده: الله ضحكتك حلوه قوى وكانت وحشانى متكشرش تانى.
امسك ذقنها قائلا: انت اللى حلوه قوى وانا بحبك قوى..
ونظر الى عينها ووضع يده على خدها، قاطعهم صوت مؤمن اتى من البهو قائلا: ماما ماما انت روحتى فين؟ كده تسبينى لوحدى؟!
نظر اليه الاثنين وهم يضحكان، على شكله وهو عابس بطريقه طفوليه جميله، اقترب منه وحمله وقبله قائلا: متزعلش ابدا حبيب بابا وتعالى انا هاجى معاك وسيبك منها.
احتضنه مؤمن قائلا: حبيبى يا بابا تعالى انت العب معايا.
ضحكت قائله: بقا كده طب خليك ينفعك بقا..
فغمز لها قائلا: هو حد يقدر يستغنا عنك يا قمر انت هنلعب شويه كده بس على ما يجى معاد النوم.
ضحكت قائله: ماشى وانا هاروح اشطب المطبخ واجى العب معاكو.
عمار مازحا: مش هنلعبك معنا.
مؤمن عابسا: ايوه متلعبهاش عشان هى سابتنى لوحدى احسن.
ايثار: بقا كده ماشى يا مؤمن انا بقا اللى مش هلعب معاك.
تركتهم وذهبت الى المطبخ، ضحك عمار ودخل هو ومؤمن الى غرفة الالعاب.
فى المستشفى بغرفة وعد.
دخل فادى الغرفه وجلس الى جوار والدته، نظرت اليه قائله: عملت ايه عند الدكتور؟
فادى مترددا: هو شايف اننا ننزل الجنين وتاخد فترة راحه من الشغل.
وعد بحزن: طب ما ينفعش نخليه وارتاح بردو.
فادى: الدكتور قال الافضل انه ينزل لان جسمك ضعيف جدا.
بدات تتصاقت الدموع من عيون وعد قائله: طب مفيش اى حل تانى انا كنت فرحانه قوى بالحمل ده؟.
مسح دموعها وابتسم قائلا: ان شاء الله ربنا يعوضنا بغيره، انا عارف انك مؤمنه وهتحتسبى وتصبرى.
تنهدت قائله: الحمد لله وطول ما انت جنبى ومعايا كل شئ يهون.
مديحه: ربنا ما يحرمكو ابدا من بعض.
وعد: ولا يحرمنا منك ولا من دعواتك لينا.
دق الباب ودخل معتز قائلا: ست الكل ايه خلاكى تتعبى نفسك وتيجى مااحنا كلنا معها.
مديحه: مقدرتش يا بنى، كنت قلقانه عليها..
معتز: ربنا ما يحرمنا منك ابدا طول عمرك حنينه على الكل .
دق الباب ودخلت ممرتضان قالت احداهم: بعد اذنكم الرجاله تخرج بره عشان نجهز الدكتوره للعمليه.
فادى: يلا يا معتز تعالى نقف بره.
خرج معتز وفادى وقفا بعيدا عن باب الغرفه بمسافه نظر فادى لمعتز بقلق قائلا: شوفت الورق؟
معتز: ايوه وهبدأ اسال فى اكبر مراكز المانيا وفى بحث كنت قراته عن الموضوع ده، هرجعه تانى وافهم ايه اللى معروف عن الحاله..
فادى: يعنى هو ممكن فعلا يكون المرض رجع تانى؟
معتز: محدش يقدر يحكم الا بعد التحاليل، وعشان كده الدكتور فضل تنزيل الجنين عشان نعمل كل الفحوصات منغير قلق.
فادى: ربنا معنا هو اللى خفف المها ووجعها المره الاولى قادر يخففه تانى ويشفيها.
معتز: متقلقش والافضل بعد الاجهاض بفتره تاخدها وتسافر على المانيا وتعمل الفحص هناك.
فادى: خلاص شوف انت الموضوع ده وجهزله على ما تعمل العمليه وتفوق..
معتز: تمام يبقا اتفقنا.
فادى: شكلهم خلصو وخارجين بيها.
اقتربت الممرضات منهم وهى معهم على السرير النقال، اسرع فادى اليها وامسك يدها وابتسم قائلا: متخفيش انا معاكى وهفضل معاكى لحد باب اوضة العمليات مش هسيبك.
امسكت مديحه يدها الاخرى قائله: كلنا معاكى يا بنتى وربنا فوق الكل هو اللى بيحميكى ويحرسك..
اخذت نفس وزفرته وابتسمت لهم دون كلام، تحركت الممرضات بالسرير وذهبتا بها الى غرفة العمليات وفادى ممسك يدها ويسير بجوار السرير هو ومديحه ومعتز، حتى دخلت غرفة العمليات، دخل معتز معها وظلا هم بالخارج حتى خرجت من العمليه وعادو بها الى غرفتها، وظلو الى جوارها بعض الوقت الى ان قال فادى: ماما حبيبتى روحى انت كفايه عليكى كده، علشان الولاد ولما يسمحو لنا بالخروج هنيجى على عندك عشان تبقى مطمنه..
مديحه بأرهاق: حاضر يا حبيبى اهو كمان عشان اطمن على الولاد.
خرجت مديحه ونزلت ركبت السياره وعادت الى المنزل.
فى غرفة فارس
ظل فارس جالسا على سريره، يقلب فى الهاتف محاولا تهداة نفسه، دق الباب كانت الدادا تخبرهم ان الطعام قد اعد، اخذ نفس وزفره ووقف: هنزل اتغدى يلا تعالى..
كانت ريناد هى الاخرى مازلت تشعر بالغضب، ورغم شعورها بالاستياء من طريقتها فى الكلام معه، الا انا قلبها يرفض ان تسامحه، قبل معرفة القصه كامله، اسندت ظهرها الى مسند الكرسى قائله: انزل لوحدك انا مش جعانه شكرا.
تضايق من عنادها وخرج مسرعا ونزل لتناول الطعام مع والديه، جلس على الطاوله فنظر له والده قائلا: امال فين ريناد منزلتش معاك ليه؟
فارس وهو يتصنع الابتسامه: مش جعانه وقالت هتبقا تاكل لما تجوع..
تضايقت ايمان قائله: طب وده كلام دى بترضع يعنى محتاجه غذا.
ابتسم فارس قائلا: متقلقيش عليها هى بتتغذى كويس مش مره هى اللى هتتعبها يعنى.
ايمان: بس...
قاطعها فهمى قائلا: لا بس وتس اسكتى بقا دماغى مصدعه.
فارس: سلامتك يا بابا فى حاجه مضيقاك؟
فهمى متضايقا: شوية مشاكل فى الشغل كده ربنا يعديها على خير.
فارس: مشاكل ايه خير قولى يمكن اقدر اساعدك.
فهمى: فاكر باهر اللى جه يخطب شهد قبل جوازها من يوسف بفتره؟.
تذكره فارس وبدى على وجهه الاشمأزاز قائلا: ياساتر ده بنى ادم رزل ايه اللى فكرك بيه؟!
فهمى: ابوه راجل محترم، بعد اللى حصل هنا، فضل باقى على الشغل معنا، المشكله ان الراجل تعبان جدا، وابنه دلوقتى جاى يمسك الشغل مكانه، وبدأها بدايه زفت خنقنى من اولها.
فارس بتعجب: بس هو الشئ ده يفهم حاجه فى شغل الشركه اصلا؟!.
فهمى: كلامه اللى قاله النهارده، بيقول انه فاهم، وعارف كل حاجه عن الشغل، بس مريحنيش حسيت انه ناوى على الغدر.
فارس: يبقا الافضل انك تحرص منه، وانا هحاول اعرفلك أرار الموضوع ده.
فهمى: مش عايزك تعطل نفسك، وانا عارف ان عندكو شغل كتير الفتره دى فى الشركه.
فارس: مفيش عطله ولا حاجه، وبعدين يعنى انا مفروس من الواد ده من يومها، ونفسى افش غلى فيه، وانت اللى منعتنى وقتها، وجه وقتها متقلقش انت بس..
فهمى: طب خلاص تمام.
فارس: تمام، انا خلصت اكل، هروح العب مع سيف شويه فى اوضته، وحشنى اللعب معاه.
فهمى: تصدق انا كمان وحشنى اللعب معاه، اشرب قهوتى واجى العب معاكو.
ايمان: بلاش النهارده شكلك تعبان، اطلع ارتاح وبكره تلعب معاه.
فارس: ماما عندها حق ارتاح النهارده.
فهمى: انا فعلا تعبان ومخنوق، خلاص بلاش لعب، هشرب القهوه، واطلع ارتاح فى الاوضه شويه.
فارس: طب عن اذنكم انا..
تركهم فارس وذهب الى غرفة الالعاب الخاصه بسيف، فهى غرفته القديمه التى كان ينام بها قبل زواجه.
فى فيلا نادين
جلس مصطفى بجوار نادين على طرف السرير ونظر لها قائلا: مش اشتاقتي لايام فرنسا؟
ابتسمت بسعاده قائله: شكلك كده وحشتك.
ضحك قائلا: هى فعلا وحشتنى كتير، وكنت بفكر نسافر ونعيش هناك.
نادين بسعاده: فكره جميله ونزور المكان اللى كنا مستاخبين فيه.
مصطفى: اكيد طبعا هنزوره..
نادين: بس خلينا فى اجازة نص السنه عشان دارسة ايثار، نقضى اسبوعين الاجازه هناك.
شعر انها لم تسمع ما قاله جيدا، فابتسم قائلا: حبيبتى انا عايز نروح نعيش هناك، مش نسافر زياره ونرجع.
تلاشت البسمه من على وجهها، ونظرت له قائله : تقصد، نقعد فتره اطول مش كده؟.
فهم ان الامر صعب عليها، وانها لم تستوعب ما قال فاخذ نفس وزفره قائلا: حبيبتى انا عايز ارجع فرنسا، تعبت من الحياه بمصر، مش يقدر خلاص بقالى فتره تعبت ومش عارف اتعود ..
توقفت الكلمات عل شفتيها، ولم تجد ما تقوله، فهى تشعر به وبحالته تلك، منذ فتره، ولكنها كانت تهرب منها، على امل ان يتغير الامر، ولكن كلامه لها حسم الامر، فنظرت الى الاسفل ولم تنطق، امسك ذقنها ورفع راسها حتى التقت عيانهم قائلا: حبيبتى مش عايز اشوف النظرة اللى فى عنيك دى، انا معاكى وطول ما احنا مع بعض كل صعب يهون..
ابتلعت ريقها وقالت بكلمات مهزوزه: عمرى ما تخيلت انى اسيب مصر، واعيش فى مكان تانى، خايفه مقدرش اتأقلم هناك، وحياتنا تتلغبط ( واكملت فى عقلها ) واخسرك.
ابتسم ووضع يده على وجنتها قائلا: انا وثيق فيكى حبيبتى، ومتاكد انك تقدرى.
حاولت ان تبتسم لكنها لم تستطع قائله: طب ادينى فرصه كام يوم ادبر امورى هنا.
ابتسم قائلا: معاكى وقت اللى تحتاجيه مش استعجلك..
فهزت راسها بالموافقه دون كلام، فضمها اليه فاغمضت عينها، تحاول ان تمنع دموعها من النزول، ولكنها لم تستطع وتساقطت منها رغما عنها، فمسحتها بسرعه قبل ان يرها، وابتعدت عنه وهربت منه مسرعه وهى تقول: هروح الحمام..
فهم انها تهرب منه، فهى من ربكتها ذهبت الى الغرفه المجاوره، ولم تذهب الى الحمام، فلحق بها وامسكها وكانت تبكى بحرقه فضمها اليه وربط على ظهرها قائلا: انت بتخبى دموعك عنى؟! ان مكنتش انا اللى امسح دموعك مين يمسحها، حبيبتى انا مش هجبرك على حاجه، لو مش عايزه نسافر خلاص، مش نسافر بس بلاش الدموع دى، مش اقدر شوفها اوجعنى دموعك..
نادين وهى تحاول ان تتوقف عن البكاء: انا اسفه مش قادره، فكرة انى ابعد عن هنا صعبه عليا، مستحملتش دموعى غلبتنى، اسفه حبيبى هى فتره بس وان شاء الله كل شئ يتحل.
مسح دموعها بيديه قائلا: بامر الله بلاش دموع.
ونظر الى عينها فهزت راسها وعينيها مليئه بالدموع، ابتلعت ريقها وهى تحاول عدم البكاء قائله: حاضر مش هعيط تانى..
اتى صوت بكاء عبدالله من الداخل، فاسرعا الاثنان اليه، حملته نادين وجلست على السرير تحاول اسكاته، ظل مصطفى يراقبها وهى تحاول منع دموعها من النزول، ولكنها تغلبها وتنزل رغما عنها، وفهم ان الامر اصعب بكثير مما توقع، ولكنه لن يتراجع عنه.
فى شقة ناديه
دخل معتز وجد ناديه تجلس على احد الكراسى، فى البهو تنتظره، فتعجب قائلا: خير يا ماما فى حاجه؟!.
نظرت اليه بغضب قائله: قولتلك مية مره متقولش يا ماما، (اشارت عليه بيدها)انا ام كل ده؟
تضايق قائلا: ما طول عمرنا بنقولك يا ماما ايه اللى اتغير؟
ناديه: الاول كنتو اطفال لكن دلوقتى بيقتو شحوطا ومخلفين كمان عايز الناس تعرف انى جده.
معتز: طب وهى دى حاجه تزعل؟!
نفخة فى زهق قائله: يوه قفل على الحوار ده وبلاش مناقشه كتير، قولى يا ناديه يا نونا اللى يعجبك بس بلاش ماما دى تمام.
معتز: تمام..
ناديه: عايزك تحجزلى اسافر الاسبوع الجاى المانيا، كلمت مركز تجميل وهسافر هيعملى عمليه يظبتلى وشى ويرجعنى شابه صغيره كمان.
معتز بغضب: انت مزهقتيش كل شويه تروحى لدكتور ويضحك عليكى، واخرتها عايزه تسافرى بره كمان.
نظرت اليه بحده قائله: مش من حقك تزعق ولا مديحه علمتك قلة الادب، انا اطلب اللى عاوزه وانت تنفذ مفهوم..
زاد غضبه من كلامها عن مديحه، لكنه حاول تهداة نفسه فهى فى النهايه والدته، فقال وهو يجز على اسنانه: اسف مقدرش احجزلك حاجه، كلمى مازن، هو اللى مسؤل عن الحسابات، انا زى زيك باخد مرتب كل شهر.
نظرت اليه بغضب: ومتكلموش انت ليه؟
اخذ نفس وزفره قائلا: عشان هو ابنك، كلميه انت وطلبى اللى انت عاوزه، لان فلوسك كلها خلصت، والسفر لالمانيا هيتكلف كتير، فهو اللى يقدر يقرر ان كان ينفع ولا لاء..
اشحات وجهها بعيدا عنه وقد زاد غضبها: خلاص غور مش عايزه منك حاجه ومتجيش هنا تانى فاهم.
معتز: حاضر انا ماشى كنت جاى اطمن عليكى واشوف لو محتاجه حاجه بس.
ناديه: مش عايزه منك حاجه يا كلب مديحه يلا غور مش عايزك اصلا ياترنى مخلفتك اصلا..
غضب جدا من كلامها، وشعر انه لو بقى لانفجر بها، فخرج مسرعا، امسكت الهاتف واتصلت برقم مازن، لكنه لم يجيب عليها، فأعادت الاتصال به لكنه لم يجيب، فاتصلت بمعتصم الذى اجابها قائلا: ايوه يا ماما فى حاجه؟
غضبت قائله: يوه ماما وقرف .
تذكر قائلا: اسف يا ناديه نسيت.
ناديه: حصل خير كلم اخوك الزفت مازن قوله يحجزلى عشان اسافر المانيا عشان اتعالج هناك.
معتصم بضيق: تانى انت مزهقتيش من العمليات دى؟!.
ناديه: لاء مزهقتش خلص عايزه حجز فاسرع وقت مفهوم.
معتصم: هكلمه واشوف وارد عليكى.
ناديه: بسرعه عشان الحجز ميروحش عليا يلا باى.
انها معها المكالمه ووضع الهاتف وهو يقول فى عقله: بكره ابقى اتكلم مع مازن اشوف هيقول ايه؟ وربنا يستر ويوافق بدل ما تعمل لنا فضايح..
فى شركة فارس
كان يجلس فارس وعمار ويوسف يناقشو بعض الاشياء الخاصه بالشركه، وبعد ان انتهو وقف يوسف قائلا: تمام كده هظبط الباقى مع الموظفين.
فارس: تمام صحيح كل سنه وانت طيب عيد ميلادك بكره صح.
يوسف: وانت طيب، اضحكك البنت رومى العسل امبارح ال جايه تقول هات يا بابا مية جنيه عشان اجبلك هدية عيد ميلادك.
ضحك الاثنان وقال فارس: رومى دى عسل زى امها بالظبط..
يوسف ضاحكا: انت هتقولى دى عليها مقالب تفطس من الضحك، ومستقصدانى كل سنه فى عيد ميلادى لازم تجهزلى مقلب جديد.
فارس مازحا: يعنى استعد بقا يا بطل للمقلب الجاى بكره.
يوسف وهو يضحك: مستعد يا سيدى، دى لسه اصلا من يومين حبسانى مع الفار فى المطبخ.
ضحك فارس قائلا: ياخبر، لاء وانت اصلا بتخاف من الفأران وعملت ايه؟
يوسف وهو يضحك: هعمل ايه يعنى قعدت ازعق لحد لما الفار خاف وهرب..
فارس ضاحكا: المهم انه خرج من الشقه ومحصلش اصابات.
يوسف: ماشى ما انت اخوها عموما مرضودلك هخليها تعمل فيك مقلب يوم عيد ميلادك.
فارس مازحا: لاء يا عم خلاص دى مهتصدق اصلا.
يوسف ضاحكا: خفت دلوقتى ماشى يا عم عموما انا ماشى سلام.
خرج يوسف ونظر فارس لعمار قائلا: بقولك فى موضوع كده عايز اخد رايك فيه؟
عمار: قول يا صاحبى..
فارس: فى واد سيس كده، كان طلب الجواز من شهد قبل يوسف، واحنا رفضنا، الواد ابوه له شغل مع بابا، والراجل ابوه دلوقتى تعبان، والواد هو اللى بيدير الشغل مكانه، وبصراحه بابا مقلق منه.
عمار: واضح ان موضوع الرفض ده مأثرش على العلاقه بين ابوه وعم فهمى، يعنى الموضوع خلص، انت قلقان من ايه؟.
فارس: انت مش فاهم، الواد قل ادبه على شهد وقتها، واحنا هزقنا وطردنا، حتى كانت ايثار موجوده يومها وهزقته هى كمان، ابوه لم الدور عشان ميخسرش شغله مع بابا، لكن الواد عايز ينتقم ودلوقتى جتله الفرصه.
عمار: كلام جميل، بس واد زى ده اخره يعمل ايه؟
فارس: ان جيت للحق اخرى يضربنا بعصاية الاوستيك.
ضحك عمار قائلا: امال قلقانين ليه بقا؟.
فارس: انا حاسس ان فى حد هو اللى ماشى الواد ده وبيلاعب بابا بيه، وهى دى المشكله.
عمار: كده فعلا تبقا مشكله لان اللى وراه ده احنا منعرفش دماغه شكلها ايه؟ بس دى بسيطه سبلى الموضوع ده يومين كده وانا هجبلك كل حاجه عنه.
فارس: تمام يا صاحبى انا عارف انك قدها.
عمار: بقولك انا مش هاجى الخميس الجاى، اسر جاى يقضى يومين معنا، وعايز اقعد معاه من اول اليوم..
فارس: واحشنى قوى الواد ده ابقا هاته وتعالى عندنا البيت عشان اشوفه.
عمار: هشوف ان شاء الله، صحيح ايثار عايزه ترجع الشغل.
فارس: ياريت الشغل الفتره الجايه كتير ومحتاجنها معنا.
عمار: طب تمام اسيبك اروح مكتبى اخلص شوية حجات.
فارس: وانا كمان عندى شغل هخلصه.
تركه وذهب عمار الى مكتبه..
فى الجامعه
انتهت المحاضره، وقبل ان تخرج توتا من القاعه، نادها معتز فاقتربت من المكتب قائله: افندم يا دكتور.
معتز: معلش كنت عايز اسالك هو انت خلصتى الكتاب؟
تعجبت توتا من السؤال قائله: لاء لسه فاضل جزء صغير، وكنت هسلمه للمكتبه زى ما حضرتك قولت.
معتز بحرج: طب هو معاكى دلوقتى؟
توتا: ايوه يا فندم معايا كنت هقراء اخر جزء واسلمه.
معتز: طب معلش ابقى هاتيه ليا فيه بحث مهم هراجع عليه تانى..
مدت يدها بالكتاب له قائله: اتفضل حضرتك، شوف اللى انت عاوزه منه.
اخذه معتز قائلا: طب انت بتقعدى فين بين المحاضرات اوديهولك؟
توتا: بقعد فى المكتبه، هو اصلا معنديش محاضرات تانى النهارده، بس هقعد فى المكتبه، عشان هدور على كتاب عن الجزء اللى شرحته النهارده.
معتز: طب هخلص واجبهولك هناك شكرا ليكى.
هزت راسها مع ابتسامه خفيفه، وخرجت وجدت صديقتها منه تنتظر اليها قائله: هو ايه الحكايه بالظبط؟!.
نظرت اليها توتا مستنكره: حكاية ايه؟! مفيش حكيات.
منه مازحه: اهيه مره خدى الكتاب مره هاتى الكتاب، ده فى حاجه بقا ورا الكتاب.
نظرت اليه توتا بعبوس قائله: مبحبش الهزار البايخ ده ولمى الدور ويلا نروح المكتبه.
تنهدت منه قائله: طيب ماشى انا اصلا هروح مفيش محاضرات تانى.
توتا: مش هتقعدى تذاكرى معايا؟
منه: لاء مش هينفع ماما تعبانه شويه هروح اقعد معها اساعدها.
توتا: الف سلامه عليها وابقى سلملى عليها..
منه: تسلملى يارب سلام انا بقا.
تركتها منه وذهبت، ودخلت هى الى المكتبه، اخذت كتاب وجلست تقرا به، اتى معتز واقترب من طاولتها وقدم لها الكتاب قائلا: اتفضلى شكرا ليكى راجعت اللى كنت عايزه.
نظرت اليه توتا قائله: الشكر لحضرتك على زوقك..
معتز: ده واجبى انت طالبه مجتهده، (اشار بيده) الكتاب اللى بتقرى فيه ده مش هيفيدك قوى، ده تعريفات بس، خدى من المجموعه اللى على الرف الاخير هيفيدوكى جدا، وفيهم معلومات اكتر وبتفاصيل اكتر.
ارتبكت توتا قائله: هو فعلا مفدنيش بحاجه شكرا ليك.
معتز: عن اذنك..
تركها معتز وتحرك نحو الباب، ثم تذكر شئ يجب ان يخبر به امينة المكتبه فعاد مرة اخرى، نظر تجاه طاولة توتا فوجدها تقف بجوار الكتب التى اشار عليها بها، فابتسم لانه تاكد ان نظرته بها صحيحه، اخبر امينة المكتبه بما ارد، وذهب الى المستشفى، دق باب غرفة وعد فخرج له فادى قائلا: معلش اصل وعد بتغير هدومها.
معتز: وسبتها لوحدها ليه ادخل لها وانا بقا...
قاطعه فادى: معها رانيا جوى؛المهم قولى عملت ايه؟.
معتز: انا دورت فى كل الابحاث الل لقتها، وهسال الدكتور الالمانى اللى انا شغال معاه دلوقتى، هو عالج حالة نادره كتير.
فادى: طب شوف وقولى احنا هنمشى خلاص.
معتز: اتصلت بالسواق؟
فادى: يزيد مصر هو اللى يوصلنا هو ورنيا، هتغير هدومها بس ونلم حاجتنا ونمشى.
معتز: انا كمان هخلص واحصلكم، همشى عشان عندى عمليه.
فادى: طب روح شوف شغلك انت انا هدخل لهم جوا.
تركه معتز ودخل هو الغرفه..
فى فيلا نادين.
استيقظت نادين وهى تشعر بالم شديد فى راسها، فهى لم تنم طوال اليل، لم تتخيل يوما انها تعيش فى بلد اخرى، وايضا لاتستطيع ان ترفض فهو ترك كل شئ لاجلها، فتحت عينها بالم شديد امسكت راسها من الالم ونظرت على سرير عبدالله، لكنها لم تجده به، فجلست فزعه وتذكرت ايضا انها لم تيقظ ايثار للمدرسه، فقامت وذهبت الى غرفتها وهى تمسك راسها، وتتحرك بعدم اتزان، لم تجدها بغرفتها وسمعت صوت مصطفى، فتحركت نحو الغرفه المجاوره، وجدته بها يلاعب عبدالله، نظر اليها حزن عليها فهو كان يشعر بها طوال اليل، رغم محاولتها تصنع النوم، ابتسمت له لتدارى مابها من الم قائله: انت مروحتش المحل ليه؟.
قام وقف الى جوارها قائلا: حسيت انت تعبان، مرضتش اسيبك لوحدك.
ابتسمت قائله: انا مش تعبانه ولا حاجه ده صداع بس.
عبس مصطفى قائلا: كل سواد ده تحت عينك وتقول كويس، امال التعبان ازى؟
نادين: متقلقش هشرب فنجان قهوه والصداع هيروح وابقا كويسه.
مصطفى: طب اقعد مع عبدو وانا اعملك، ارتاحى انت.
نادين: خليك انت معاه انا هعملها..
ابتسم مصطفى ووضع اصبعه على شفتيها قائلا: اسكت بقا انت تعبان ارتاح عشان مش يزيد عليك تعب.
حاولت ان تتكلم فامسكها من ذراعيها واجلسها بجوار الطفل، وتركها ونزل الى المطبخ،
اعدلها افطار وكوب الهوه واحضرهم لها بالغرفه، وضعهم امامها قائلا: افطر اول وبعدين اشرب قهوه عشان مش اتعب.
نظرت اليه بسعاده قائله: انت جميل قوى وانا بحبك قوى..
ضحك مصطفى قائلا: ايوه اعرف انى جميل ومهما كان حبك، مش زى حبى ليك يا نور حياتى.
نادين فى سعاده: ربنا ما يحرمنى منك ابدا بس مش هاكل الا لما تاكل معايا.
ابتسم مصطفى قائلا: بس كده تمام يلا.
جلس الى جوارها واطعمها بيده ويمازحها حتى انتهت من الطعام، اخذت كوب القهوه وارتشفت منه رشفه وقالت: احلى قهوه اللى بتعملهالى كنت محتجها بجد.
ضحك مصطفى قائلا: لازم اعمل قهوه كويس والا مطعم اقفل..
ضحكت نادين وقالت: تصدق صح، انما صحيح هى ايثار كل ده نايمه؟
نظر لها مصطفى وابتسم: ايثار ده جميل زى ماما بالظبط، صحي لبس وجهز حجات مدرسه، وانا عملت 2 سندوتش له وركب الباص.
ضحكت نادين قائله: حبيبى اسمها سندوتشات مش 2سانوتش .
مصطفى محاولا نطقها: ساندوشين، صعبه كتير 2ساندوتش اسهل.
ضحكت نادين قائله: خلاص 2 ساندوتش ربنا ما يحرمنى منك ابدا..
ضمها اليه مصطفى قائلا: ولا منك ابدا حبيبى، ايه رايك اول ما ترجع ايثار نروح مدينة ملاهى نتفسح النهارده؟
فهمت نادين انه يحاول ان يخفف عنها مابها من الم بابتسمت وهزت راسها بالموافقه.
فقام مصطفى قائلا: هكلمهم فى مطعم اطمن على شغل واجى اكمل لعب معاكم.
ذهب الى الغرفه الاخرى ونظرت هى الى عبدالله وهو يلعب وتنهدت قائله: قادر ربنا يحلها من عنده.
وبدأت تلعب معه كى تتوقف عن التفكير فى الامر..
فى منزل فارس
استيقظت ريناد وذهبت الى غرفة سيف، وجدت الدادا ترتبها فقالت: صباح الخير يا دادا .
دادا: صباح الخير يا بنتى.
ريناد: عملتى لسيف سندوتشات الصبح وهو ماشى على المدرسه؟
دادا: ايوه ده حتى فارس كان معاه وهو اللى وصله المدرسه بعربيته وهو رايح الشركه.
ريناد فى عقلها: يظهر انه نام معاه هنا لانى اتاخرت فى النوم وهو مكنش جه الاوضه.
دادا: سيف بيفكرنى بابوه وهو صغير شبه بالظبط فى كل حاجه..
ابتسمت ريناد: فعلا هو شبه(بمكر) ده حتى مرديش يغيرله الاوضه، واضح انها مهمه عنده قوى.
دادا: اه هو فارس بيحب حجات وبيحتفظ بيهم.
فكرت ريناد وقالت: هو لما اتجوز ايثار كان بينام معها هنا فى الاوضه دى صح؟
دادا: اه يا بنتى هى قاعدة اسبوع واحد بس كانت مستنيه صاحبتها لما تيجى من الصفر.
ريناد: هو اتحوزها ازى؟
ابتسمت دادا وقالت: انا عارفه احنا جينا لقيناه جيبها فى البيت وبيقول انها مراته ومعرفش حاجه تانيه..
ريناد: يعنى مجتش قبلها مشوفتيهاش قبلها خالص؟
دادا: هو يا بنتى الموضوع جه فجأه كده، هما كانو مسافرين يصيفو، وهو كان هنا لوحده وانا بروح باليل، ده حتى وقتها ابوه زعل واتخانق وطرده، بس الدنيا هديت بعد كده عملو خطوبه، وهى بعد الخطوبه على طول مشيت، وكانت بتيجى كل اسبوع، بس بصراحه كانو بيتخاقو كتير جدا.
ريناد: وكانو بيتخانقو ليه متعرفيش؟.
دادا: فارس كان بيغير عليها جدا، كنت اسمع فهمى بيه وهو بيقوله خف من الغيره شويه، انما سبحان الله اتغير خالص على ايدك..
شعرت ريناد بغضب شديد، فتحركت فى ارجاء الغرفه، كى لا تلاحظ الدادا عليها الغضب، وكانت تفتح يدها وتغلقها وهى لم يعد عندها شك فى انه مازل يحب ايثار، وكانت تفكر وتقول فى عقلها: طب لما انت بتحبها اتجوزتنى ليه هاه؟! افهم؛ ده احنا من يوم ما اتجوزنا عمرى ماحسيت حتى بالغيره دى، ماشى يا فارس ماشى لنا كلام مع بعض لما ترجع..
وعادت الى غرفتها وظلت بها وهى تكاد تشتعل من الغضب، عاد فارس من الشركه وصعد الى غرفته، وجد ريناد تجلس فى الغرفه ويبدو عليها الغضب، فغضب هو الاخر القى التحيه ودخل الحمام دون انتظار الرد،
وخرج غير ملابسه وتركها ونزل الى الاسفل جلس مع والدته، مما زاد غضبها جدا، بعد الغداء صعد الى الغرفه وجدها ماتزال غاضبه، فاقترب منها قائلا: ممكن افهم بقا انت مبوزه ليه وزعلانه؟.
قامت وقفت ونظرت اليه وقالت بحده: عايزه اعرف لما انت بتحب ايثار اتجوزتنى ليه؟(ببكاء ) ليه تعلقنى بيك وتخلينى احبك وانت مش بتحبنى؟
هز فارس راسه ونظر اليها معاتبا: يعنى بقالنا مع بعض سبع سنين ومش حاسه ان كنت بحبك ولا لاء؟
فنظرت الى الجه الاخرى وهى تحاول منع نفسها من البكاء قائله: لما انت بتحبنى مقولتليش ليه على حكيتك مع ايثار ليه تخبى عليا؟.
ابتسم فارس من غيرتها قائلا: يا مجنونه ايثار ايه دى اللى حبيتها دى كانت مجرد لعبه مش اكتر.
واقترب منها ليحتضنها فابعدته عنها ودفعته بغضب قائله: انت هتضحك عليا متقربش منى.
غضب فارس ونظر اليها فى غضب قائلا: انت بتزعقيلى تانى متاخدينى المين بالمره ولا عشان مهنش عليا زعلك وجيت اكلمك، انا غلطان اصلا.
وتركها وخرج جلس فى غرفة سيف حاول تهدأت نفسه باللعب معه..
فى شقة سوزى
اتى عادل وجلس فى البهو واتت اليه سوزى وجلست قائله: اهلا يا عادل ها ايه الاخبار؟
قدم لها عادل ورقه قائلا: اتفضلى ده رقم واحد اسمه طلعت بالو، كلميه هيجيلك اتفقى معاه ده واد مضمون، وعندك فى الورقه عنوان نادين وايثار صاحبتها.
سوزى: طب معلومات القضيه عرفت تجبلى اي حاجه؟
عادل: مفيش اى حاجه فى المحضر، واضح انهم واصلين قوى قفلو المحضر كويس، وتحريات النيابه مفهاش حاجه مفيده..
عبست سوزى قائله: يعنى معرفناش دخلو ازى ولا اى معلومه مفيده.
عادل: ماهو الزفت سليم؛مكنش حاطت اى كاميرات فى جنينة الفيلا.
نظرت اليه فى غضب قائله: لولا سليم ده كان زمانى فى مستشفى المجانين اتكلم عنه بطريقه احسن من كده.
عادل ساخرا: حاضر سليم باشا افندى.
وقام وتركها وخرج واغلق الباب خلفه بقوه، نظرت عليه بأعين مهتزه وحركات متوتره: ماشى ما انت زيهم كلكم خونه عموما انا خدت منك اللى عايزه..
امسكت الهاتف وطلبت الرقم الذى اعطاه لها، لحظات واجاب قائلا: الو مين عايزنى؟
زاد توتر سوزى من صوته الاجش اخذت نفس وزفرته وقالت بصوت مهتز: انت، طلعت بالو؟
ضحك بالو قائلا: الله ايه الصوت الحلو ده اءمرى بالو؟
هدأت قليلا وقالت: عايزه منك خدمه شغل يعنى وهدفعلك اللى تقول عليه؟
بالو: يا سلام واحنا فى ديك الساعه لما نخدم صاحبة الصوت الحلو ده.
سوزى: هقولك على عنوانى وتعالى انا جيالك من طرف عادل المحامى..
بالو: عادل باشا ده حبيبنا وطلما هو اللى ادكى رقمى يبقا كل طلباتك تتنفذ قولى العنوان وساعه واكون عندك.
اعطته سوزى العنوان واتى اليها وطلبت منه مرقبة ايثار واخبرها بكل تحركتها..
فى شقة عمار
ذهبت ايثار للاطمانان على توتا، وتركت مؤمن مع عمار، كانا يلاعبان معا فى غرفة الالعاب، امسك مؤمن الكره وقذفها ل عمار، تفادها عمار ممازحا له، لكنه فزع من قوة ارتطام الكره بالحائط، ابتسم محاولا ان يدارى فزعه عنه، اسرع اليه مؤمن قائلا: انت اتخضيت كده ليه يا بابا؟
ضحك عمار ليدرى مابه من قلق وقال: اتخضيت ده ايه انا بعمل عليك حركه عشان اكسب الدور..
ضحك مؤمن قائلا: لاء مش هتكسب هجيب الكره واحدفها المره الجايه واجيب جون تانى.
اتسعت ابتسامة عمار وقال: لاء خلاص بلاش نلعب كوره وهات القطر لما نركبه ونمشيه ايه رايك.
مؤمن بسعاده: هيه هيه انا بحب العب بالقطر.
اسرع مؤمن واحضر القطار وبدأا تركيبه معا، عادت ايثار ونظرت اليهم قائله: الله بتركبو القطر انا عايزه اركب عليه كل الحيونات الصغيره..
مؤمن رافضا: لاء مش هركبهم دى حيونات مقرفه وانا شوفتهم فى الفيلم بيعملو ببيبى على نفسهم يع مقرفين.
ضحك عليه الاثنين وقال عمار: معلش يا حبيبى اصل معندهمش حمام فى الغابه.
مؤمن مستنكرا: ازى يعنى معندهمش حمام؟! انا لما اكبر هبقا مهندس زى بابا، واعمل لهم حمام كبير، عشان ميعملوش بيبي تانى ابدا.
فرح عمار وقال: حبيبى انت يا مؤمن يا عسل.
ايثار فى سعاده: حبيب ماما السكر هات حضن كبير..
اتى مؤمن مسرعا وحضنها بسعاده، واسرع وحضن عمار بقوه، فتالم عمار وجز على اسنانه، ومسح على راسه وخرج من الغرفه كى لا تلاحظه ايثار، لكنها قلقت من خروجه المفاجاء، فلحقت به فتصنع الكلام فى الهاتف، فعادت لمؤمن ودخل هو غرفته واخرج علبة المسكن واخذ حبتين لتهدا الالم،
وظل بالغرفه واستلقى على السرير، اتت اليه ايثار بعد بعض الوقت، جلست بجواره ومسحت على شعره قائله: ايه يا حبيبى هو صباعك تعبك؟.
فتذكر عمار اصبعه فأجاب: اه شد عليا الوجع فيه شويه فاخدت حباية مسكن.
ايثار: سلامتك يا حبيبى هدخل اعملك كوبايه شاى بنعناع...
قاطعها قائلا: لاء مش عايز انا هريح شويه كده وابقى صاحينى عشان اصلى..
شعرت ايثار انه يدارى عنها المه، فهزت راسها بالموافقه وخرجت دون كلام، جلست بكرسى بغرفة مؤمن وهى شارده، تفكر فى الامر وايضا قلقت على نادين فهى لم تتصل بها منذ الصباح، ولم ترد على مكالمتها، وارسلت لها على الوتس انها مشغوله، ولن تستطيع ان تتحدث معها، وهى كانت تريد ان تتحدث اليها، فى بعض الامور التى تقلقها وتشغل بالها، اخذت نفس وزفرته قائله: بكره اروح ازورها واتكلم معها، مؤمن نام اهو انيمه هنا حتى على سرير اسر، على ما ادخل اطمن على عمار، شكله كان تعبان قوى..
وضعت مؤمن على سرير اسر ووضعت عليه الغطاء، ودخلت الى عمار اقتربت منه ببطئ وجدته يتصبب عرقا، فوضعت يدها تتحسس راسه فوجدت حرارته مرتفعه ففزعت، حاولت ان تيقظه لكنه لم يستجب لها فامسكت الهاتف واتصلت بالطبيب وطلبت منه الحضور بسرعه، وضعت له كماده مياه بارده على راسه حتى اتى الطبيب، فحصه ونظر لها قائلا: هو ايه اللى حصل؟.
ايثار: اخد مسكن عشان صوباعه كان تعبه شويه ونام جيت اقرب منه لقيته سخن وزى ما انت شايفه كده وحاولت اصاحيه مصحيش .
الطبيب: انا شاكك ان فى كسر تانى فى جسمه، لانى وانا بقرب من ضلوعه انتفض، فالافضل اننا ننقلوه على المستشفى دلوقتى.
ايثار: ماشى العربيه تحت انا (تذكرت انها لا تستطيع حمله امام الطبيب ) هنده للبواب يجى يشيله معنا.
الطبيب: لاء انا هطلب عربية اسعاف عشان لازم يتشال صح عشان ميحصلش مضاعفات ..
ايثار: اطلب وانا هودى الولد عند اختى وارجع استنى على ما العربيه تيجى..
فى فيلا بدارن
دخل فادى ووعد تستند على ذراعه، اقتربت منهم مديحه قائله: حمدالله على السلامه يا بنتى.
وعد بصوت ضعيف: الله يسلمك معلش تعبينك معنا ديما.
مديحه معاتبه: ازعل منك كده انتى بنتى طول عمرى كنت اتمنى يكون عندى بنت وربنا اكرمنى بيك انت وبسنت ورودى.
ابتسمت وعد قائله: ربنا يبارك لنا فى عمرك يا رب..
فادى مازحا: ايوه عماله تسلمى عليها ونساينى انا بس انا بقا مش نسيكى ( اخرج باقة زهور كان مخبأها خلف وعد )احلى صحبة ورد لاحلى ام فى الدنيا.
اتسعت ابتسامت مديحه قائله: ديما كده فاكرنى.
وعد: هو حد يقدر ينساكى انت امنا كلنا.
سمع الاولاد صوت فادى خرجو مسرعين قائلين: ماما حبيبتى حمدالله على السلامه وحشتينا جدا.
اقتربا منها ليحتضنها فاشار لهم فادى قائلا: خليكو من بعيد عشان ماما تعبانه شويه..
محمد: هحضنها براحه خالص.
ضحى: مش هنتعبها خالص يا بابا.
ابتسمت وعد وقالت بصوت متعب: سبهم هما كمان وحشانى جدا حبيبى ونور عينى.
اقتربا الاثنين واحتضنها بلطف، احتضنتهم هى الاخرى قائله: وحشتونى جدا يا حبيبى.
مديحه: احنا جهزنا لكم الاوضه اللى فوق عشان تنامو فيها والولاد هيفضلو هنا مع عمهم.
وعد: وليه بس كده مش عايزه اعمل لخبطه لحد.
مديحه: مفيش لخبطه ولا حاجه ده معتز فرحان جدا عشان هيبقا مع الاولاد..
واذا بصوت معتصم من خلفهم قائلا: وانا كمان جاى اقعد معاكم زهقت من رودى وكل شويه زهانه من القعده لوحدها، فقولت اجبها تبقا معاكم.
زادت سعادة مديحه قائله: حبيبتى رودى وتزهقى ليه خليكى معنا نونس بعض.
رودينا: حبيبتى انت يا طنط لولا انى خايف احمد يعمل دوشه كنت جيت من زمان
مديحه معاتبه: دوشه ايه بس احمد ده عسل يعمل اللى هو عايزه واوعى تقول كده تانى ..
مازن مازحا: بقولك ايه انت ومراتك ماتعدى بقا خلينا ندخل عامل زحمه فى المكان.
بسنت: معلش اتاخرت عليكى يا طنط بس مازن اتصل قالى انه جاى فاستنيته.
مديحه: يا ولاد هنا بيتكم تجيو وقت ماتحبو وتمشو وقت متحبو يعنى مفيش تاخير ولا حاجه.
فادى وهو يتجه ناحية الدرج هو ووعد: معلش يا جماعه هطلع وعد ترتاح وانزل لكم.
مديحه: خليك معها متسبهاش لوحدها اخوتك معايا اهم وهنطلع لكم الاكل فوق هى محتاجه غذا..
وعد بتعب: معلش يا جماعه بس مش قادره حاسه انى دايخه شويه.
مازن: اطلع يلا يافادى ملكش دعوه بينا.
عند اول الدرج حمل فادى وعد وصعد بها السلم، فالتف الجميع واعطوهم ظهرهم وتظاهرو بالحديث كى لاتشعر وعد بالحرج، دخل ووضعها على السرير وجلس الى جوارها، اتت اليهم مديحه قائله: ارتاحو شويه ولو عايزه تاخدى حمام الدادا جابتلك لبس من عندك هناك موجود فى الدولاب وانت كمان يا فادى لبسك فى الدولاب..
ابتسم فادى قائلا: ربنا يبارلك لنا فيكى يارب احنا فعلا محتاجين ناخد حمام ونغير ونرتاح متبعتيش اكل لما نصحى هناكل.
مديحه: طب ياحبيبى والف سلامه عليكى يا وعد.
وعد بابتسامه: مش عارفه اشكرك ازى على تعبك ده معايا.
مديحه: لولا انك تعبانه كنت زعلت منك على الكلام ده يلا ارتاحو وبلاش كلام فاضى.
تركتهم ونزلت وجدت معتز قد اتى هو الاخر، فابتسمت قائله: طلما معتز جه نحط الغدا بقا.
معتز: ايه ده انتو مستنينى؟.
مازن مازحا: لاء طبعا نستنا مين ياعم احنا لسه جاين اصلا.
ضحك معتز قائلا: طب ماشى يا ابيه انت الكبير بردو.
معتصم مازحا: اه قصف جبه يا باشا.
ضحك مازن قائلا: بتقصف جبهة مين يا بنى انت هو يقدر.
معتز ضاحكا: لبست انت فى الحيط يا معتصم.
مديحه: طب هزرو براحتكم هروح انا اقولهم يحطو الغدا.
رودينا: طب على ما يحطو الغدا هدخل الاوضه جوه لحسن حاسه ان بطنى قلبت.
بسنت: تعالى اسندى عليا..
دخلت بسنت ورودينا الى الغرفه ومديحه الى المطبخ، فقال معتز بصوت خافيض: تعالو ندخل المكتب عايزكو فى كلمتين.
فدخلو الثلاثه المكتب واغلق الباب ونظر لهم قائلا: ناديه عايزه تسافر المانيا عشان...
قاطعه مازن قائلا: مفيش صفر قولها تنسا مش كل شويه ندفع فلوس على الفاضى.
معتز: قولتلها كده زعقت وقالت لازم ندفع.
مازن: مش هندفع هتعمل ايه يعنى؟.
معتصم: زى ماعملت المره اللى فاتت انت ناسى الفضيحه اللى كانت هتعملها لولا بسنت لحقتها فى اخر لحظه ولمينا الموضوع.
مازن وهو يجز على اسنانه ويقبض على يده من الغضب: لاء مش ناسى بس هى هتفضل تبتزنا لحد امتى؟
معتصم: وهنعمل ايه يعنى عندك حل؟
لمعت اعين مازن بنظرة شر قائلا: ايوه عندى نحجر عليها ونحبسها فى اى مستشفى مجنانين.
نظر الاثنان له بزهول....
فى منزل فارس
اتت سيارة الاسعاف واخذت فارس وذهبت معه ايثار، وقامو فى المستشفى بعمل اشعات له، خرج الطبيب اقتربت منه ايثار قائله: اخبار الاشعه ايه وهو فاق ولا لسه؟
الطبيب: اديته حقنه هتفوقه ونزلت حرارته كمان، هاخده على اوضة الجبس عشان احتمال نعمله جبيره حولين صدره بس لما اتكلم معاه وافهم منه ايه اللى حصل وحصل ازى..
دخل الطبيب الى الغرفه، وقفت ايثار مكانها دون كلام، امتلاء قلبها بالرعب هل تكون هى من اصابته دون قصد، حاولت ان تتذكر كل شئ لكن دون فائده لم تجد اى شئ، ظلت تعاتب نفسها وتلومها حتى رن هاتف عمار فوجدته فارس فاجابت قائله: اهلا يا فارس؟
تعجب فارس قائلا: ايثار عامله ايه مال صوتك وفين عمار؟
ايثار بصوت مبحوح وهى تحاول منع دموعها من النزول: عمار تعبان واحنا فى المستشفى..
فارس فازعا: ايه ماله بعد الشر عنه انا جاى حالا انتو فى مستشفى ايه؟
اعتطه العنوان وانها المكالمه وذهب الى غرفته، غير ملابسه مسرعا ليخرج فاقتربت منه ريناد قائله: انت رايح فين دلوقتى؟
نظر اليها فارس غاضبا: ملكيش دعوه.
وتركها وخرج جلست على السرير تبكى، دق باب الغرفه وفتحت ايمان ودخلت، وجدتها تبكى فجلست الى جوارها، وربطت على ظهرها قائله: فى ايه يا بنتى بس بتعيطى ليه؟.
ريناد وهى تبكى: فارس مرضيش يحكيلى حكايته مع ايثار، وانا مش فاهمه هو بيحبها ولا لاء.
ابتسمت ايمان قائله: يا عبيطه هو عمره ماحب ايثار اصلا.
ريناد مستنكره: ازى يعنى امال اتجوزها وعمل مشكله مع عمى عشانها ليه؟
ضحكت ايمان قائله: انت جبتى الكلام ده منين؟
ريناد: من دادا هى الوحيده اللى حكتلى كل حاجه.
تنهدت ايمان قائله: طب يا ستى انا هحكيلك كل اللى حصل من اول ما تقبلو لحد ما اطلقو..
نظرت اليها ريناد بانتباه قائله: اتفضلى قولى انا سمعاكى.
قصت عليها ايمان كل ما حدث نظرت اليها ريناد فى زهول قائله: يعنى هو مكنش بيحبها ولا حاجه والموضوع كله كان لعبه؟
ايمان: ايوه.
فكرت ريناد قائله: امال كان بيتخانق معها كتير ليه؟
ايمان: بيدافع عن ملكيته لها مش اكتر.
تشوش عقل ريناد قائله: طب ليه مش بيغير عليا زيها؟!.
تنهدت ايمان قائله: لانه اتعلم الدرس كويس وفهمه، اول ما خطبك، كان كل ما يجى من عندكم، يبقا هيتجنن من ابن عمك وعايز يولع فيه، ويقول هروح اتخانق معاه واضربه، وقتها جبتله الخيمه وفكرته بيه وقولتله ان لو ريناد مش فارقه معاك اعمل معها زى ما عملت مع ايثار وهتوصل لنفس النتيجه، فسكت وهدى، وقرر انه يتمالك اعصابه، ويستيتر على غيرته، عشان ميخصرش حبيبته، فهمتى بقا..
شعرت ريناد بالندم قائله: يعنى انا كده ظلمته وزعلته.
ربطت ايمان على ظهرها قائله: فارس بيحبك واللى بيحب بيسامح بس انت وشاطرتك بقا تصالحيه.
قبلتها ريناد فى وجنتها قائله: شكرا ليكى يا طنط انت امى التانيه ربنا يباركلى فيكى.
ضحكت ايمان وقالت: ويهديكى وتحافظى على جوزك وبيتك هسيبك اروح لعمك.
تركتها وخرجت وقفت ريناد وهى تقول لنفسها: ياااااه
كبوس وانزاح بس انا بوظت الدنيا، بس فارس بيحبنى واكيد هيسامحنى..
فى المستشفى عند عمار
دخل فارس الى ايثار التى كانت تقف فى حاله صعبه سالها قائلا: عمار عامل ايه دلوقتى؟
ايثار بالم شديد: مش عارفه الدكتور دخل له ولسه مخرجش معرفش ايه اللى حصل.
فارس: طب هدخل كده اسال يمكن اعرف حاجه..
فهزت راسها بالموافقه دون كلام، سال فارس الممرضات عنه فاخبروه انه مع الطبيب، فطلب منها تذهب لهم وتسال متى سيخرج، دخلت الممرضه ودقت عليهم الباب فقال الطبيب: محدش يدخل نص ساعه ونخرج ومحدش يخبط تانى.
ونظر الى عمار وقال: ممكن تفهمنى ايه اللى حصل بالظبط؟
نظر اليه عمار وتردد للحظات واجاب: مش عارف اقولك ايه بس...
لاحظ الطبيب الارتباك على عمار قائلا: يظهر ان الموضوع وراه سر..
هز عمار راسه بالموافقه وابتلع ريقه وقرر ان يتحدث...
فى فيلا بدران
فى غرفة المكتب كان يتحدث الاخوه الثلاثه
معتصم: وهنعمل ايه يعنى عندك حل؟
لمعت اعين مازن بنظرة شر قائلا: ايوه عندى نحجر عليها ونحبسها فى اى مستشفى مجنانين.
نظر الاثنان له بزهول قال معتصم مستنكرا: ايه الكلام الفاضى ده.
نظر اليه معتز غاضبا: وده بقا فى انه شرع ان شاء الله؟!
نظر لهم مازن متحديا: فى شرع ناديه ماهو ده تعليمها وتربيتها..
نظر له معتز بنظرة ثقه قائلا: بس احنا تربية ماما مديحه وهى امنا.
تجمدت الكلمات على شفتى مازن، ولم يجد ما يقول فهو محق، فهو دئما فى صراع داخلى بين ما اكتسبه من مديحه وما ورثه من ناديه، ربط معتصم على كتفه قائلا: حتى لو هى ازتنا احنا بردو هنبرها عشان ربنا مش كده ولا ايه؟.
هز مازن راسه بالموافقه دون كلام، ظل الثلاثه صامتين للحظات، وكأن كل منهم يعرف انها لاتستحق حتى هذا البر، فهى عاقتهم جميعا بافعالها، اخذ معتز نفس وزفره قائلا: انا هبقا اشوف المكان اللى عايزه تروحه واسال عنه واتاكد منه ولو كويس هحجزلها وتسافر ولو وحش هشوف مكان تانى طلما هندفع فلوس يبقا نشوف مكان صح عشان مندفعش تانى.
معتصم وهو يشعر بالخزى منها ومن تصرفاتها قائلا: تمام احسن بردو..
اخذ مازن نفس وزفره وتافف قائلا: انا زهقت منها ومن عاميلها، والصح اننا منعالجهاش اصلا، لان التشوه الحقيقي مش فى شكلها، ده جوها وده ملوش علاج.
صمت الاثنان ولم يجدا ما يقولانه، وطأطأ كلمنهم راسه الى الاسفل، وكانه لمس جرح ينذف بداخلهم، جرح لم يستطيعا غلقه.
اكمل مازن بكلمات تقطر الما قائلا: ياريتها كانت ماتت، على الاقل كنا قدرنا نترحم عليها لكن للاسف، كل لحظه بتعيش فيها بسبب لنا العذاب..
ابتلع معتز خصة فى حلقه قائلا: سامحها يا مازن هى مهما كان....
قاطعه مازن بصوت يكسوه الغضب ويحمل بداخله اهات الالم: اسامحها، على ايه ولا ايه ولا ايه، دانا صدقت كذبها كله وكذبت عقلى، كنت مستعد اخسر عشانها اخويا وامى الست اللى ربتنى، واخسر اخرتى (بسخريه ممتزجه ببكاء ) وفى الاخر سابتنى اضيع، ومهنش عليها حتى تكلف خاطرها وتسال عنى، وكانى كلب ولا يسوى، حاولت اكرها معرفتش معرفتش للاسف ماما مديحه زرعت جويا الحب، ومعرفتش اكرها، معرفتش، معرفتش..
وظل يردد وهو يبكى، تساقطت الدموع من اعين معتصم قائلا: محدش قالك اكرها هى امنا سواء رضينا او لاء.
تنحنح معتز ومسح دموعه قائلا: كفايا بقا ملوش لزوم اى كلام، اهدو كده عشان نخرج لهم، ومحدش يحس بحاجه.
معتصم: معاك حق الموضوع مش مستاهل.
مازن: عندك حق متستهالش يلا بينا.
اخذ نفس وزفره وكانه يخرج ما بدخله من الم وخرج من المكتب ولحق به اخوته..
عند عمار فى المستشفى
امام الغرفه التى بها عمار، تنتظر ايثار فى حاله صعبه من القلق، تتحرك فى المكان ذهبا وإيابا، حاول فارس تهدأتها لكن دون فائده، فظل واقفا يتابعا وينتظر خروجه، فتح باب الغرفه اخيرا، وخرج عمار مستندا على الطبيب، اسرعا الاثنان اليه اسنده فارس من الجه الاخرى قائلا: حمدالله على السلامه يا بطل ايه ياعم اللى حصل كده تخضنا عليك..
ايثار وهى تمسك بيده بلهفه: عمار حبيبى طمنى عليك انت كويس فى حاجه تعباك، طمنى حبيبى.
ابتسم عمار قائلا: اهدى ياحبيبتى انا بخير الحمد لله الموضوع بسيط انا اهو قدامك كويس.
ايثار: بجد انت بخير انا هموت من القلق عليك.
الطبيب: طب ممكن ندخل الاوضه وبعدين تتكلمو براحتكم، هو اصر يخرج على رجله عشان يطمنكم بس لازم يرتاح..
افسحت ايثار الطريق، وسارت الى جوارهم حتى وصلو الى الغرفه ودخلوها، اجلسوه على السرير برفق، ونظر اليهم الطبيب قائلا: لازم ياخد اسبوع راحه عشان الشرخ اللى فى ضلعه يلتأم، وانا لفيتله عليه رباط ضاغط، يتفك باليل قبل النوم ويتلف تانى الصبح، كل يوم، ده لحماية الضلع انا كنت عايز اعمله بدلة جبس، بس هو رفض، وانا كنت عايزه اعملهوله حمايه مش اكتر ..
صدمت ايثار قائله: حمايه من ايه، شرخ فى ضلعه وده من ايه؟ وهو الشرخ يخليه يفقد الوعى؟
نظر الطبيب الى عمار وكانه يتهمه قائلا: هو اللى عمل كده فى نفسه الشرخ ملوش دعوه وانا عايز احمى الشرخ انه يزيد.
شعر فارس ان هناك شئ غامض فى كلام الطبيب فقال: انا فاهم ان الرباط لحماية الشرخ، لكن انت موضحتش هو السبب فى ايه؟.
الطبيب: افهمكم، الاستاذ عمار لما حس ان التعب زاد عليه، راح مع نفسه للاجزخانه، وطلب منها مسكن قوى وفيه مخدر، عشان يعرف ينام، والصيدلى ادله فعلا نوع شديد، وفيه نسبة مخدر عاليا، بس مفهوش خافض للحراره.
ايثار: يعنى هو كان نايم عادى.
الطبيب: ايوه السخونيه كانت بسيطه، واكيد لاحظتى ده، لما نزلت من الكامدات قبل حتى ما تنقوله المستشفى بس نومه هو اللى قالقنى.
فارس: الحمد لله يعنى الاصابه بسيطه..
الطبيب: اه بسيطه وانا هكتبله العلاج ويقدر يروح، هبعتلكم الروشته مع حد من التمريض، وفى رباط ضاغط عن اذنكم.
خرج الطبيب نظر فارس الى عمار قائلا: ايه اللى حصل انت كنت كويس الصبح؟
اخذ عمار نفسه وزفره قائلا: مفيش ده موتسكل خبطنى بعد ما ركنت العربيه قبل ما اطلع الشقه.
تعجبت ايثار قائله: ومطلعتش من الباب الداخلى للجراج ليه خرجت بره؟
اكمل فارس قائلا: وبعدين ازى شرخ بسيط وانت بتقول موتسكل خبطك؟.
تضايق عمار وقال متهربا: اصله مخبطنيش قوى، خبطه بسيطه، وكان ماشى بالراحه، وبعدين انتو هتحققو معايا، خلاص بقا..
فهم فارس انه يدرى شئ، ولا يريد التحدث عنه، وتذكر ان ايثار تملك قوه خارقه، فقد تكون اصابته دون قصد، وهو لايريد احرجها امامه، فتفهم الامر وسكت، اما ايثار زاد الشك فى داخلها، وشعرت ان الامر به شئ يخفيه عنها عمار، اتت احدى الممرضات واعطتهم الروشته، انهيا الاجرات وخرجو من المستشفى اوصلهم فارس وعاد الى منزله، دخلا شقتهم واستراح عمار على السرير، جلست ايثار الى جواره مسحت على شعره قائله: الف سلامه عليك يا حبيبى فزعتنى عليك..
ابتسم عمار: اسف يا حبيبتى متخيلتش ان المسكن هيعمل كده.
ترددت للحظات وقالت: بس هو فعلا متسكل ولا اكون انا خ...
قاطعها عمار قائلا: ايه الكلام ده؟! معقول حبيبتى تفكرى كده! لاء طبعا، احنا بقلنا مع بعض اربع سنين، يعنى ده مش ممكن.
ايثار فى حيره: طب امال ده حصل ازى موتسكل ايه اللى خبطك ده، وليه معملتش محضر؟.
اخذ عمار نفس وزفره، وكانه يعطى نفسه فرصه، ليفكر فى رد مقنع وتنحنح قائلا: هو متسكل بس كان لسه بيطلع، فالخبطه كانت بسيطه يعنى، ومتخيلتش انها ممكن تعمل حاجه اصلا، عشان كده حتى مفتكرتش اقولك.
لم تقتنع ايثار وزاد الشك داخلها ولكنها فضلت السكوت حتى تتاكد من الامر فابتسمت قائله: طب هروح اجيب مؤمن من توتا واحضرلك عشا..
ابتسم عمار قائلا: لاء مش جعان هاتى بس مؤمن وتعالى لما اجوع هقولك، انما انت اول مره تسبيه مع توتا مكنتيش بتسبيه مع حد حتى مردتيش تجبيله دادا؟
ترددت ايثار قائله: اصله كان نايم ومكنش ينفع اخده معايا.
عمار: طب تمام روحى هاتيه قبل ما يصحى ويعيط.
هزت راسها بالموافقه دون كلام وذهبت احضرت مؤمن..
فى شقة يوسف
جلس يوسف فى البهو، يطالع مواقع التواصل الاجتماعى على هاتفه، وفجأه انقطع النور، فتلفت يمينا ويسرا وابتسم قائلا لنفسه بصوت خافت: شكلهم كده هيبدؤ الحفله..
اضاء كشاف هاتفه وظل مكانه ينتظر ان يظهر اى منهم، لكن لم يسمع اى صوت، فشعر بالقلق فقام تحرك بحذر، واذا بشخص ملثم يمسك ابنته فى يد وابنه الطفل الرضيع، ملفوف بكفرته لايظهر منه شئ فى اليد الاخرى، وباليد التى يحمل بها الرضيع يضع مسدس فى راس البنت قائلا بصوت اجش: عايز فلوس والا هقتل ولادك اتحرك بسرعه.
فزع يوسف قائلا بصراخ: سيب ولادى انا معيش اى فلوس سيب الولاد..
الملثم: لاء مش هسبهم الا لما تجيب كل الفلوس اللى معاك.
يوسف غاضبا: انت مبتفهمش بقولك معيش فلوس، وفين امك يا رومى؟
الملثم بنبرة تهديد: هات اى حاجه والا هضرب نار على بنتك وهرمى الواد ده فى الارض.
زاد غضب يوسف وصرخ به قائلا: سيب ولادى والا انا اللى هقتلك انت فاهم.
الملثم فى غضب: انت شكلك مش خايف على ولادك انا بقا هثبتلك انى جد..
امسك ذراع رومى وابعدها قليلا وقذف الطفل فى الهواء، اسرع يوسف لالتقاطه، وامسك به قبل ان يسقط فتح الكافيرته ونظر بها، اضاء النور مره اخرى فاغمض عينه من شدته وفتحه مره اخرى ونظر على الطفل لم يجد سوى ورقه ملونه، مكتوب بها مقلب مقلب بوو بوو، وشهد تقف ومعها رومى ينظرون له من بعيد وهما تضحكان قالت رومى: عملنا فيك مقلب اءءه..
القى يوسف اللفه من يده ونظر لهم بغضب وصرخ بهم قائلا: فى حد يهزر كده الموضوع كده زاد قوى يا شهد..
شعرتا الاثنتين بالخجل ونظرتا الى الاسفل، وقبل ان تتنطق باى كلمه تركهم ودخل الى غرفته، شعرت شهد بالحزن فقد اغضبته بدلا من تسعده فى حفل ميلاده، فاشارت لرومى ان تبقى مكانها ودخلت له الغرفه، كان يجلس على طرف السرير، فاقتربت منه ووقفت امامه فى خجل قائله: انا اسفه كنت عايزه اعمل جو مختلف فى عيد ميلادك بس يظهر الموضوع زاد منى شويه..
اخذ يوسف نفس وزفره قائلا: الهزار له حدود يا شهد وانت كده اتخطيتى كل الحدود، افرضى انى كنت ضربتك كان هيبقا حلو.
زاد خجل شهد وجلست الى جواره قائله: اسفه والله متوقعتش انها هتدخل عليك قوى كده.
نظر اليها يوسف نظرات ساخره: ومين قالك انها دخلت عليا اصلا انا عارف انك شهد من الاول.
تفاجات شهد وفتحت فمها ونظرت اليه بتعجب قائله: ايه ازى يعنى امال بتزعق ليه بقا؟!.
قرب وجهه من وجهها قائلا: لان ده مش مقلب، كل المقالب اللى فاتت مقالب عاديه، لكن ده مينفعش، وحبيت افهمك ده بشكل عملى.
زادت دهشة شهد وقالت: يعنى انت عارف من الاول وكنت بتضحك عليا.
ضحك يوسف قائلا: يعنى بعقلك الفسفس ده، هصدق ان فى خاطف جاى يخطف ويقتل وهو لابس بجامه ستان فوشيا، وبعدين ده صوت خاطف ولا صوت عفريت..
فتحت شهد فامها واخذت نفس وعبست بوجهها وضيقت عينها وقالت له: بقا كده يعنى انت ضحكت عليا وعملت انت المقلب.
ضحك يوسف ساخرا منها: اه ضحكت عليكى وشربتى انت المقلب، عشان تحرمى وتبطلى مقالب رخمه زيك.
خبطت شهد على كتفه بقبضتها عددت خبطات خفيفيه معاتبه له بدلع: بقا كده انا رخمه يعنى بزمتك مش بتحب المقالب بتاعتى؟.
ضحك يوسف ونظر الى عينها قائلا: لاء انا بحبك انت وبعشقك كمان بس بلاش مقالب لحسن كده هتجيبى اجلى.
ضحكت شهد قائله: بعد الشر عنك ربنا ما يحرمنى منك ابدا يارب.
همس يوسف فى اذنها قائلا: ان شاء الله ولامنك يا منك يا روح قلبى ( مازحا ) بس بلاش المقالب دى تانى هاه مش عايزه عيال تانى قولى نشوف طريقه لكن بلاش مقالب تقطع الخلف.
ضحكت شهد قائله: بعد الشر عنك ياعمرى..
ضحك هو الاخر نادت عليهم رومى وهى تقف على باب الغرفه تضع يدها فى خصرها قائله: يعنى قاعدين تضحكو هنا وسايبنى قاعده استناكو بره عشان نقطع التورته؟
ضحك الاثنان وقاما اليها وقبلها كل منهم من احدى وجنتيها وذهبو الى البهو، احضرت شهد التورته واحتفلو بعيد ميلاد يوسف.
فيلا بدران فى غرفه فادى
اتت مديحه ومعها معتز يحمل سنيه طعام، دقت الباب قائله: فادى حبيبى انا ماما عايزه اطمن على وعد..
اسرع فادى وفتح الباب قائلا: اهلا يا ماما اتفضلى(ونظر الى معتز قائلا ) ايه ده وتعبه نفسك ليه.
ابتسمت مديحه قائله: مفيش تعب ولا حاجه ياحبيبى ده معتز لما شافنى طالعه بيها اصر يشلها ويطلع بيها.
معتز مازحا: انتو هتفضلو ترغو كده انا دراعى وجعنى خد السنيه وبعدين ارغى.
وقدمه ناحيته اخذها فادى وهو يضحك: ماشى يا سيدى طب متزوقش بس..
دخل هو بالسنيه وهم خلفه، وضعها على طاوله صغيره بالغرفه، كانت وعد تجلس على السرير، وتسند ظهرها على وساده صغيره، وتضع الغطاء على جسدها، والحجاب على شعرها، اقتربت منها مديحه وجلست الى جوارها، اما معتز وقف بجوار الباب ونظر الى فادى قائلا: طب هنزل انا اطمنت عليكو خلاص.
فادى: استنى عايزه اسالك على حاجه مهمه، فى الشغل.
معتز: طب تعالى نتكلم بره عشان مندوشهمش..
خرجا الاثنان واغلق فادى الباب ووقف بالقرب من غرفة مديحه، نظر الى معتز قائلا: ها عملت ايه؟
معتز: الدكتور الالمانى قال ان الافضل انها تسافر بسرعه ولما قولتله انها لسه عامله عمليه قال ترتاح اسبوع وتسافرو.
اخذ فادى نفس وزفره قائلا: خلاص احجز لنا واعمل كل الاجرات وانا همهد لهاواعارفها الفتره الجايه.
معتز: تمام انا كمان هحصلكم بس هظبط امورى واحصلكم.
فادى: هما الولاد فين؟.
معتز: معتصم واخدهم بيذاكر لهم وانا كنت معاه بس طلعت اطلع السنيه.
فادى: طب استنا هدخل اقول لهم وانزل معاك اشوفهم.
هز راسه بالموافقه وتحرك دخل فادى نظر لهم قائلا: ماما ياريت تخليها تاكل وانا هنزل اشوف الولاد.
مديحه: طب يا حبيبى.
خرج فادى واغلق الباب نظرت مديحه لوعد قائله: يعنى يا بنتى تسيبى نفسك لما توصلى لكده ده انت دكتوره وعارفه اهميه الغذا..
وعد: انا باكل كويس بس يظهر انى تعبت نفسى فى الشغل زياده بس صعبان عليا الحمل اللى نزل كنت فرحانه بيه قوى.
مديحه: معلش يا بنتى بكره ربنا يعوض عليكى بس لازم تاخدى بالك من صحتك.
وعد: مش عارفه حاسه ان التعب ده زى ما يكون حصل معايا قبل كده.
مديحه: اكيد فى الحمل اللى فات ويمكن عشان السن اعرف ان الحمل بعد الثلاثين بيكون متعب شويه..
وعد بتهرب: اه صح ممكن بردو. ( واكملت فى عقلها ) ولا ممكن يكون، معقوله ربنا يستر بقا.
اخذت نفس وزفرته، قربت لها مديحه سنية الطعام قائله: يلا بقا كلى الاكل ده انا اللى عملاه بايدى لكى مخصوص.
ابتسمت وعد قائله: حاضر.
وبدات تناول الطعام ببطئ شديد فهى لاتريد ان تضايق مديحه ولكن ليس لديها شهيه للطعام..
فى الجامعه
انتهت المحاضره وقف معتز يضع جهاز الحاسب الخاص به فى حقيبته، واتت اليه بعض الطالبات وقفن يسالنه بعض الاسئله، كانت توتا تتابعهم من بعيد حتى انتهو جميعا وذهبن، اقتربت من مكتبه خبطت على المكتب خبطه خفيفيه فنظر لها قائلا: اهلا دكتوره تسنيم عايزه تسألى عن حاجه؟.
ابتسمت ونظرة له باحرج قائله: هو الحقيقه لاء، انا كنت عايزه اشكرك على الكتاب، خلصته ورجعته المكتبه خلاص، وكمان شكرا على النصيحه الكتب اللى قولت عليها فادتنى جدا.
ابتسم معتز قائلا: اولا ده واجبى ناحيتك كطالبه، ثانيا بقا انت طالبه مجتهده وانا بحب النوع ده من الطلاب.
ارتبكت جدا توتا وتلعثمت قائله: اتمنى انى اكون عند حسن ظنك..
لاحظ معتز ارتباكها فاتسعت ابتسامته قائلا: انا متاكد بس الماده اللى فى الكتب دى عشان تفهميها كويس لازم يكون فى دراسه عملى.
توتا: اه فعلا بس معتقدش فى مستشفى هترضى تشغل طالبه لسه فى تانيه.
معتز: لاء فى المستشفى اللى بشتغل فيها لو تحبى.
تلجلجت توتا فى الكلام قائله: هو حضرتك شغال فى مستشفى.
ضحك معتز قائلا: اصل انا دكتور.
ضحكت توتا من سؤالها السازج وزاد حرجها قائله: انا عارفه اقصد يعنى....
معتز: انا فاهم قصدك لو تحبى شوفِ الوقت الفاضى عندك وتنورينا فى المستشفى.
توتا براتباك شديد: اكيد ده شرف ليا، انا فاضيه النهارده معنديش محاضرات تانى قولى عنونها وانا هاجى لحضرتك هناك.
فكر معتز قائلا: انا رايح هناك دلوقتى لو معندكيش مانع تعالى معايا.
صدمت توتا ولم تجد ماتقول، ففهم وابتسم قائلا: متخفيش السواق هيبقا معنا يعنى مش هنبقا لوحدنا فى العربيه..
ابتسمت توتا باحراج قائله: معلش خليها مره تانيه.
معتز: اللى يريحك (اخرج كرت من جيبه واعطاه لها) ده الكارت بتاعى وفيه عنوان المستشفى وانا هسبلهم خبر فى الاستقبال، لما تيجى يطلعوكى الاوضه بتاعتى .
هزت توتا راسها بالموافقه قائله: تمام عن اذن حضرتك.
تركته وذهبت الى منه التى كانت تنتظرها عند الباب، نظرت اليها منه قائله: خلاص خلاصتو موضوع الكتاب؟.
كانت توتا شارده ولم تسمع سؤال منه، فطرقعت منه باصابعها امام وجهها قائله: ايه روحتى فين؟
تنبهت توتا قائله: هاه مروحتش ولا حاجه بس الدكتور معتز عرض انى اروح اتضرب فى المستشفى اللى بيشتغل فيها.
تعجبت منه قائله: وهو ده ينفع اصلا؟!
اخذت توتا نفس وزفرته قائله: ماهو ده اللى محيرنى بس عموما ادينى هروح وكل حاجه اكيد هتبان.
منه: صح اكيد كله هيبان يلا بينا عشان مش عايزه اتاخر..
توتا: طب ممكن تساعدينى وتقوليلى اروح العنوان بتاع المستشفى ازى.
فكرت منه : ماشى يا ستى يلا اهو كله بثوابه.
ضحكت توتا : بقا كده ماشى بس خليكى فاكره.
ضحكت منه: لاء متخفيش مش هنسا ورينى العنوان يالا عشان منتاخرش.
توتا: استنى هكلم ابله ايثار واقول لها الاول..
اخرجت توتا الهاتف واتصلت بايثار واخبرتها، وتحركت هى ومنه، اخبرتها منه بالطريق للمستشفى، وصلت توتا المستشفى ودخلت الاستقبال قدمت لهم الكارت وسألتهم قائله: كنت عايزه الدكتور معتز بعد اذنك.
امسك الموظف الكارت ونظر به قائلا: اه هو سايب خبر ان فى دكتوره جايه اتفضلى مع الممرضه هطلعك الاوضه ليه.
تحركت توتا وذهبت مع الممرضه..
فى شقة عمار
استيقظت ايثار اعدت الافطار وجلست بجوار عمار، نادت عليه بصوت منخفض : عمار حبيبى اصحى يلا عمار.
استيقظ عمار فتح عينه ونظر لها وابتسم: صباح الخير حبيبتى هى الساعه كام؟
ابتسمت ايثار: الساعه عشره يلا قوم حضرتلك الفطار.
نظر لسنية الطعام التى بجوارها وابتسم: ايه الدلع ده هفطر على السرير.
اتسعت ابتسامتها : مش الدكتور قال ترتاح يلا هفطرك بايدى كمان..
وضع يده على وجنتها: حبيبتى وروح قلبى كمان امال فين مؤمن مش شايفه يعنى؟
احضرت سنية الطعام وضعتها على قدمه فهى بارجل صغيره، وبدات تطعه بيدها قائله: فطرته وقعدته يلعب فى اوضة اللعب، عشان ميزعكش.
عمار: مؤمن ده عسل مبيزعكش حد، اه صحيح هتيلى اللاب عشان اتفقت مع فارس هتابع الشغل من البيت لحد لما الدكتور يسمحلى بالخروج.
ايثار: حاضر يا حبيبى..
رن هاتف ايثار نظرت به وجدتها توتا اجابتها ولم تطل معها فى الكلام وبعد انتهت نظرت الى عمار قائله: دى توتا بتطمن عليك وتقولى انها هتروح تضرب.
ابتسم قائلا: توتا دى بنت جدعه ربنا يكرمها ويصلح لها الحال.
ايثار: اللهم امين.
عمار متذكر: اه يا خبر انا نسيت خالص هاتيلى التليفون عشان اكلم السواق يروح يجيب اسر النهارده.
تعجبت قائله: هو اسر هيجى مقولتليش يعنى؟!.
ابتسم قائلا: كنت عامله مفجأه لمؤمن هيقضى معنا يومين.
نظرت اليه بعبوث مصطنع : كده يعنى متقوليش طب ده كلام، (ابتسمت) عموما ملحوقه اكلم توتا وهى جايه تجبلى معها الحاجه عشان اعملو الحلويات اللى بيحبها.
ابتسم قائلا: بجد انا مستغربك ولما انت بتحبيه كده مشتيه ليه؟.
عبس وجهها قائله: انت برضو مصر انى مشيته وهمشيه ليه يعنى انت عارف انا بحبه قد ايه، وعارف اللى حصل وقتها، والمفروض تبقا فاهم قصدى مش تتهمنى انى قصدت امشيه، هروح اعملك الشاى خد علاجك.
تركته ودخلت الى المطبخ لتعد الشاى، اخذ نفس وزفره قائلا لنفسه بصوت خافت: ما انا عشان عارفك كويس وفاهمك فهمت انك قاصده تمشيه..
اكمل طعامه واخذ دواءه وابعد السنيه قليلا، ودخل الحمام اخذ حمام وخرج، وضعت له الرباط الضاغط وارتدى قميصه ( تيشرت )، وجلس يتابع العمل مع فارس على الحاسب، ودخلت ايثار لتتابع مؤمن، رن هاتفه فاجابت على نادين قائله: اهلا يا نادين صباح الخير.
نادين: صباح الخير حبيبتى عامله ايه ومؤمن عامل ايه؟
ايثار بابتسامه: كلنا بخير الحمد لله انما قوليلى كنتى فين امبارح؟.
تنهدت قائله: يعنى مصطفى كان قاعد وخرجنا نتفسح شويه.
تعجبت من نبرة الحزن فى صوتها قائله: ليه حاسه من صوتك ان فى حاجه مضايقاكى.
نادين: فاضيه شويه تيجى نقعد مع بعض محتاجه اتكلم معاكى؟
تنهدت قائله: للاسف مش هينفع عمار تعبان شويه وقاعد فى البيت ومش هينفع اسيبه واخرج.
نادين: الف سلامه عليه لما يرجع مصطفى نيجى نطمن عليه.
ايثار: ده بيتك تنورى فى اى وقت ونتكلم واعرف ايه اللى مضايقك..
انهت معها المكالمه ووضعت الهاتف واخذت نفس وزفرته قائله فى عقلها: شكلك عندك مشكله كبيره باين من صوتك وانا اللى كنت عايزه اشتكيلك من همى يلا الحمد لله ربنا يصلح لك الحال يارب، اما اكلم توتا اقولها تجيب الحاجه، امسكت الهاتف وطلبت رقم توتا لحظات واجابت قائله: ابله ايثار عمو عمار عامل ايه؟.
ايثار: الحمد لله احسن كتير هبعتلك على الوتس شوية حاجات هاتيها معاكى وانت جايه عشان اسر جاى وعايزه اعمله الحلويات اللى بيحبها.
فرحت قائله: بجد فرحتينى جدا حاضر هجبهوملك
ايثار: معلش لما كلمتينى كنت قاعده مع عمار ومعرفتش اتكلم معاكى براحتى، وصلتى المستشفى ولا لسه؟
توتا: اه وصلت وطلعت اوضه الدكتور معتز بس انت اتصلتى فاستاذنت منه انى اخرج ارد عليكى.
ايثار: مش هو ده الدكتور بتاع خناقة الكتاب؟.
توتا: ايوه هو.
تعجبت قائله: غريبه عموما خلى بالك من نفسك كويس، ولما تخلصى تطمنينى عليكى.
توتا: حاضر متقلقيش انت بس.
انهت توتا المكالمه معها وتحركت نحو معتز الذى كان يقف عند باب الغرفه ينتظرها قائله: اسف انى عطلتك بس كان لازم ارد عشان متقلقش عليا.
ابتسم قائلا: مفيش اى مشكله مش دى والدتك لازم تطمنيها..
نظرت الى الاسفل بحزن قائله: لاء هى زى اختى وهى اللى مربيانى انا يتيمه الاب والام ومليش حد غيرها يمكن مش من دمى ولا من اهلى بس هى ليا كل حاجه فى الدنيا بتحبنى وبتخاف عليا، بتهيألى لو كان عندى اخت مكانتش هتخاف عليا كده.
ابتسم قائلا: فعلا سعات بنقابل ناس في حيتنا بيبقو اكتر من الاهل، يلا تعالى هدخلك بعض الاقسام واعرفك على بعض الحالات.
دخل امامها وهو متاثر بكلامها ويشعر بالحزن لاجلها..
فى فيلا فهمى
دخل فارس الى غرفته، اتجه الى الحمام مباشرة، دون اى كلام، اخذ حمام وغير ملابسه وخرج، اتجه ناحية الباب ليخرج فنادة عليه ريناد قائله: فارس ممكن كلمه؟
توقف مكانه واخذ نفس وزفره بغضب قائلا دون ان يلتفت لها: عايزه ايه؟ لسه فى خناق تانى ناويه تكملى؟ واتهمات تتهمينى بيها؟.
اقتربت منه وقالت وصوتها ملئ بالندم: انا اسفه مقصدتش ازعلك بس الغيره طيرت عقلى، وكنت حاسه ان قلبى هيقف، مجرد فكرتك انك بتحب واحده تانيه...
لم تاثر به كلماتها، فقاطعها قائلا: قولتلك مفيش تانيه ولا تالته ملوش لزوم الكلام عن اذنك.
وهم ليخرج فاحتضنته من الخلف قائله: طب بصلى حتى وانت بتكلمنى للدرجه دى زعلان..
اخذ نفس وزفره غاضبا: هو ده كده ميبقاش ضحك عليا ولا هو لما اعمله انا بس، ولا دى اصلا كانت اول مره اعملها.
وضعت راسها على ظهره وقالت: حبيبى انا بجد اسفه فكرت انك مخبى عليا حاجه زى دى جننتنى مكنتش عارفه انا بعمل ايه ولا بتصرف ازى.
تضايق فارس من كلامها فنفخ قائلا: وياترى ايه بقا اللى اتغير وخلاكى تحنى عليا وتكلمينى؟.
شعرت ريناد ان لا فائده من احتضانها له فتركته وظلت مكانها وقالت: مامتك حكتلى كل حاجه وفهمت انى كنت غلطانه بس انت المفروض تعذرنى وتحس بيا.
حن قلب فارس ولم يتحمل ان يبقا غاضبا منها اكثر من ذلك، والتف ونظر لها قائلا: انا حاسس بيكى وبحبك، وعمرى ما حبيت حد غيرك، وان كنت مبحسسكيش بغيرتى، ده عشان مبيهنش عليا زعلك، ولا بستحمل اشوف دمعه فى عيونك..
ابتسمت ريناد ونظرت الى عينه قائله: يعنى انت بتحبنى بجد وبتغير عليا؟
ضمها اليه واخذ نفس كانه يستنشق رائحتها قائلا: انا مش بس بحبك انا بعشقك كمان، ومفيش بنت فى الدنيا كلها تملى قلبى ولا عينى غيرك انت وبس.
ريناد وهى تتمسك به بقوه قائله: وانا عمرى ما حبيت ولا هحب حد غيرك، وقلبى كان هيقف من مجرد فكره انك ممكن تكون مش بتحبنى..
امسك وجنتيها بيديه وقرب وجهه من وجهها وابتسم قائلا: يا عبيطه بقا حته خيمه تخليكى تشكى فى حبى ده اسمه كلام.
فضحكت قائله: سميها حب بجنون، منا قلبى بيك مفتون، وانت عندى كل الكون.
ضحك فارس قائلا: الله ده حبيبتى بقت شاعره كمان.
نظرت اليه ريناد بحب وعشق قائله: حبك علمنى اهيم فيك واقول اشعار..
ابتسم قائلا: انا كمان بقيت شاعر(مازحا)، شاعر بجوع رهيب مفطرتش من الصبح ومش قادر خلاص، وبعدين مينفعش خالص الحب على معده فاضيه مش كده بزمتك؟!
ضحكت قائله: ياخبر مكنتش اعرف ان الجوع استبد بك لهذه الدرجه، يلا ننزل نتغدى زمانهم مستناينا هجيب رؤا وننزل.
ضحك قائلا: يلا بدل ما اكلك انت وبنتك يلا، قال استبد قال ..
احضرت رؤا ونزلا الاثنان معا وهم يضحكان، وعندما راتهم ايمان فهمت انهم تصالحا ففرحت وارتاح قلبها، فهى كانت حزينه لان بينهم خصام وزعل..
فى شقة عمار
اتت نادين هى ومصطفى، لزيارة ايثار والاطمانان على عمار، جلس مصطفى مع عمار بغرفته، وجلست نادين وايثار فى البهو مع الاطفال، نظرت نادين الى ايثار قائله: الف سلامه عليه هو ايه اللى حصل؟
ابتسمت ايثار قائله: الحمد لله موتسكل خبطه بس الحمد لله جت بسيطه.
نادين بصدمه: متسكل ازى يعنى وهو جوا العربيه يعنى؟
تنهدت ايثار قائله: لاء بعد ما نزل من العربيه كان لسه بيطلع فكانت خبطه بسيطه ربنا كريم..
اطمانت نادين قائله: يعنى الحمد لله اصابه بسيطه.
ايثاروهى تنظر لها فى قلق: الحمد لله انما انا حاسه ان فى حاجه مضايقاكى وشكلك تعبان.
ابتلعت نادين ريقها وقالت بعد تردد: مفيش بس اصل مصطفى عايزنا نسافر فرنسا.
ابتسمت قائله: وهو ده اللى مزعلك سافرو ياستى اتفسحو براحتكم، بس كده مش هتعرفو تسافرو قبل نص السنه عشان مدرسة ايثار.
تنهدت نادين وقالت: لاء هو مش عايز نروح زياره عايز نعيش هناك ونسيب مصر نهائى..
صدمت ايثار بالكلام ولم تعرف ماذا تجيب، ظلت صامته للحظات ثم قامت قائله: هروح اعمل شاى.
ودخلت المطبخ وقفت لبعض الوقت فى حالة توهان لاتعرف ماذا تفعل، وظلت نادين مكانها هى الاخرى لم تستطع ان تقوم خلفها فهى فى حيره لاتستطيع ان ترفض السفر معه ولا تستطيع تركه، تمالكت ايثار نفسها وجمعت شتتاتها واعدت الشاى، ودخلت ادخلت سنيه الى عمار ومصطفى قائله: اتفضلو الشاى.
قام مصطفى اخذ منها السنيه قائلا: شكرا..
عادت ايثار الى نادين وجلس مكانه قدم كوب لعمار، اخذها وابتسم قائلا: تسلم ايدك قولى الشغل عامل ايه معاك؟
مصطفى: زهقت مش يقدر خلاص عايز يرجع فرنسا.
زالت الابتسامه من على وجه عمار فهو يعرف ارتباط ايثار بنادين وكيف سيؤثر هذا عليها، تنحنح قائلا: ونادين رايها ايه؟
تنهد مصطفى وابتسم ابتسامه حزينه قائلا: نادين بيحب انا ومش يزعلنى بس انا مش عايز اغصبه على حاجه، وده كتير مضايقنى..
نفخ عمار بضيق قائلا: هو اصلا الموضوع مش سهل شركة نادين والمحل بتاعك هتعملو فيهم ايه؟
مصطفى: كل دى امور ساهل مش فيها مشكله سامح شخص امين هيدير شركة نادين، ومطعم مش يقفل انا مسك واحد شخص مدير وهو كتير امين، وكل فتره اجى اطمن ونزوركم.
شعر عمار انه استعد بالفعل وانه قد اخذ القرار فعلا، ففكر قائلا: بس هو ايه اللى مضايقك من مصر؟.
ظهر على وجه مصطفى الضيق قائلا: حاجات كتير الناس كتير مش عنده ضمير، اعمل شبطه كتير معايا، غير حراميه وحركات خايب اعملها وانا تعبت من خناق، كنت مفكر انى هرتاح بس الناس وحشين كتير، وانا خلاص مش عندى صبر لازم امشى.
هز عمار راسه بضيق قائلا: انت غلطان اللى بتتكلم عليه ده موجود فى كل مكان وهتلاقى اكتر منه فى فرنسا..
مصطفى رافضا: لاء انت مش يعرف فرنسا مش فيها ده انا كنت هناك مشوفتش حاجه من دى، عشان كده قررت ارجع هناك، انا عارف ان ده يزعلكم خصوصا ايثار هى حب نادين كتير بس مش فى حل تانى خلاص..
اخذ عمار نفس وزفره فقد تاكد انه لن يستطيع تغير رايه، ولكن ما كان يشغله هى ايثار، ماذا ستفعل وهذا الامر سيحزنها كثيرا، ففكر ان يحاول اقناعه بتأجيل السفر لفتره، وبعدها يثنيه عنها، ولكنه يشعر ان الهذا الامر ليس سهلا ففكر قائلا: طب ماتاجل السفر شويه فتره يمكن الامور تتحل؟
مصطفى: ....
تاااابع ◄ أشواك الحب