-->

رواية لست مميزاً الفصل الرابع عشر والاخير

 

 عند سامح
دخل سامح المستشفى وهو يحمل مرام ويصرخ فزعا: حد يلحقنى بسرع.
اسرع اليه بعض الممرضات ومعهم سرير نقال، وضعها عليه ودخلن بها بسرعه، وهو يسير خلفهن، ادخلها غرفة الاستقبال واتى الطبيب، نظر الى سامح الذى يبدو عليه الفزع الشديد قائلا: اهدى يا استاذ وقولى فى ايه ايه اللى حصل؟



سامح فزعا: اتكعبلت وقعت على السلم، وبعدين قعد تصرخ من ظهرها وبطنها، وبعدين غابت عن الوعى، طمنى عليها الله يخليك انا هموت من القلق.
الطبيب: متقلقش هدخل اكشف عليها، واعمل اشاعه واطمنك،
بس روح انت اعمل اجراءت الدخول.
تحرك سامح بسرعه وقام بكل الاجراءت وعاد، دخل الغرفه كان الطبيب قد انهى الفحص، فنظر له قائلا: اطمن لحد دلوقت الحاله كويسه بس هناخدها هنعمل لها صونار.

سامح فزعا: ليه صونار ليه هى فيها ايه طمنى ارجوك؟
الطبيب: شكلكو لسه عرسان عموما هى فى الغالب حامل وانا عايز اطمن على الجنين.
تجمد سامح مصدوما: حامل بجد مش مصدق بس هى مقالتليش.
الطبيب: ممكن تكون متعرفش وعموما نعمل الاول الصونار عشان نتاكد.
سامح: هى اهم تقوم بالسلامه عندى اهم من اى حاجه.
ابتسم الطبيب: ان شاء الله تطمن عليها.

اخذتها الممرضات بالسرير النقال الى غرفة الموجات الصوتيه، كان سامح معهم يسير بجوار السرير، اتى الطبيب وبعد ان انتهى نظر الى سامح قائلا: الحمد لله الجنين كويس محصلوش حاجه وهننقلها للاوضه دلوقتى عشان نعلق لها محاليل وشويه وهتفوق، هى بس من اثر الخضه وكمان واضح انها ضعيفه.
سامح: الحمد لله المهم انها بخير دى هتفرح قوى لما تعرف.

نقلوها الى غرفه اخرى وتم تعليق بعض المحاليل لها جلس سامح على الكرسى بجوار السرير وهو يمسك يدها ويبكى وهو مبتسم، فتحت مرام عينها ونظرت اليه قائله: اه انا فين يا سامح؟
ابتسم سامح ونظر لها متلهفا: الحمد لله انت فى المستشفى ربنا نجاكى ليا، كنت هموت لو جرى لك حاجه.
مرام: بعد الشر عنك ده انا كنت هموت عشان خايفه لاخسرك وتضيع منى.

سامح: ايه الكلام ده بقى يعنى انت اللى كنتى زعلانه ومش بتكلمينى وانا قولتلك انى كنت مضطر...
قاطعته قائله: خلاص يا سامح مش لازم تبرر، انا لما عرفت ان الموضوع له علاقه بسليم، عقلى وقف ومعرفتش افكر غير فى انك خدعتنى وكدبت عليا تانى، لكن لهفتك عليا ودموعك اللى شوفتها دى، خلتنى انسى اي حاجه، واتاكد من مشاعرك وصدق كلامك.
تنهد سامح مبتسما: معقوله انا افكر فى ست غيرك، انت عندى بكل ستات الدنيا، انت عندى بالدنيا وما فيه.

مرام: عارف انا كنت زعلانه ليه؟ عشان حبيتك قوى وكنت هتجنن عشان هخسرك.
قبلها سامح فى جبينها قائلا: تخسرنى ده ايه دا انا لزقه امريكانى، ولا عمرى هفك منك، وكمان ولى العهد جاى، يعنى مش هتعرفى تخلصى منى ابدا.
لم تصدق مرام قائله: بجد انا حامل يا اه الحمد لله ربنا كريم.
سامح: ايوه مبروك يا حبيبتى هتجبيلى بنوته قمر زيك.
مرام: هو لحق الصونار بين.

سامح: لاء ما بينش بس انا نفسى فى بنت شبهك حته منك.
مرام فى سعاده: انا راضيه باللى يجبه ربنا طلما حته منك خلاص هو ده اللى يهمنى.
قبلها سامح فى وجنتها قائلا: ربنا ما يحرمنى منك ابدا.
وظلا فى المستشفى حتى انتهى المحلول وعادا الى المنزل

عند فارس وايثار
وصلا الى العماره التى بها شقتها فنظرت اليه ايثار متلجلجه: انت جايبنا هنا ليه؟
تنهد فارس قائلا: مش دى العماره اللى فيها شقتك اللى اشتريتها وخبتيها عليا.
زاد ارتباك ايثار ونظرت الى الاسفل من الخجل ولم تجد ما تقول.
فارس: ممكن نطلع نقعد نتكلم فيها اهو حتى نبقى براحتنا.
نظرت اليه ايثار قائله: انت ليه بتصعبها يا فارس؟
فارس: بصعبها عشان عايز ابقى معاكى على راحتى.

فكرت ايثار انه قد يثور ويتشاجر معها فالافضل ان يكونو بمكان مغلق فتنهدت قائله: ماشي يا فارس يلا.
ونزلت من السياره، اخذ نفس وزفره ونزل هو الاخر، وصعدا معا وفتحت الباب ودخلا الشقه اغلق فارس الباب، وبدأ يلف بها يتفحصها وعاد اليها قائلا: شقه جميله رغم انها صغيره، ممكن بقى تقولى ليه مقولتليش عنها؟

اخذت نفس وزفرته قائله: يعنى وقت ما جبتها ملحقتش اقعد فيها، عم نادين تعب ورجعت اعيش معها، وملحقتش اقولك وبعدها نسيتها، ومفتكرتهاش الا لما لقيت نادين هتتجوز، فقولت اكمل فرشها، لكن انت عرفتها امتى؟
فارس: من يومين شوفتك ماشيه وشايله حجات، م واستغربت انك شرياهم اصلا، فمشيت وراكى لقيتك جايه هنا، سالت البواب عرفت، بصراحه اتضايقت وعشان كده قررت اتكلم معاكى.

ايثار: انا كمان عايزه اتكلم معاك.
فارس: قولى انا سامعك.
ترددت للحظات قائله: فارس انا عارفه ان المفروض نحدد معاد الجواز بس...
قاطعها فارس قائلا: بس انت مش عايزه تكملى معايا صح.
ونظر الى عينها فنظرت الى الاسفل ولم تجيب، اقترب فارس منها وضمها اليه قائلا: انا عارف انى مقدرتش اكسب حبك، معرفتش اخليكى تثقى فيا، انا اسف اننا وصلنا لده.

ابتلعت ايثار ريقها قائله: انا اسفه بجد انت انسان جميل، وانا كنت اتمنى يكون عندى اخ زيك.
وضع يديه على وجنتيها ونظر لها قائلا: ومين قال ان معندكيش امال انا ايه (تنهد)عمار علمنى درس عمرى ما هنسا، لما لقا ان مفيش فايده انك ترجعى له، قالى ان مكنتش هتبقا حبيبتى هتبقا اختى، ولو ضايقتها انا اللى هقفلك، وقتها مفهمتش واتضايقت، لكن بعد كده فهمت انه بيحبك قوى، وان مش مهم عندو تبقى بتاعته، قد مامهم عنده تبقى سعيده.

امتلاءت عيون ايثار بالدموع ولم تستطع ان تتكلم، ابتسم فارس قائلا: اسف انى اتسببت فى دموعك دى، اسف انى وجعت قلبك، بجد اسف.
واحتضنها مره اخرى ومسح دموعها بيديه، وقبلها فى جبينها وابتلع ريقه قائلا: يلا ننزل عشان منتاخرش.
ايثار: نتاخر على ايه؟
فارس: هنروح للمأذون(تنهد) مبقاش ينفع تفضلى على زمتى تانى.

نظرت اليه مصدومه فهى كانت متوقعه ان يغضب منها ويتشاجر معها، فهم فارس نظرتها فابتسم قائلا: ما انا قولتلك انى اتعلمت الدرس، فهمت انى وقت ما هحب، هكون لها اخوها وابوها وحبيبها وصاحبها، هفكر فاللى يسعدها ويفرحها، هفكر فيها قبل ما افكر فى نفسى.
ظلت ايثار صامته تنظر له دون كلام، فضحك فارس قائلا: يلا اتحركى معايا بدل ما ارجع فى كلامى واخدك على اوضة النوم جوى.
فجذبها من ذراعها متجها نحو الباب ثم توقف ونظر لها قائلا: انما انا عايز اسالك انتى ازى بالقوه دى، وبشدك بتمشى معايا كده؟

ايثار: لانى عمرى مارفضتك وعمرى ما شوفتك وحش، بالعكس كنت بتمنى تتغير لكن انت اتاخرت قوى.
فارس: انا اسف انى مفهمتش الا متاخر يلا بينا.
واخذها ونزلا ذهبا للمأذون وانهيا الامر، وبعد ان خرجا اوصلها الى باب فيلا نادين ونظر لها قائلا: خلى بالك فى عده من الناحيه الشرعيه.
ابتسمت ايثار قائله: عارفه بس ليا عندك طلب، ممكن متقولتش لحد لغاية ما يتم جواز نادين؟
فارس: بس كده بسيطه حاضر.

دخلت الى الفيلا وتحرك هو بالسياره، وقف بالقرب من شقتها ونظر اليها وقال فى عقله: انا مخسرتكيش بالعكس انا دلوقتى بس كسبتك، كنتى الاول ملكى بس قلبك مع غيرى، لكن دلوقتى انت بقيتى اختى، مش عارف جويا احساس ملغبط مش فاهمه، مش قادر احدده انا زعلان ولا فرحان، ندمان على احلام بنتها وضاعت، ومش ندمات لانها مكنتش مبنيه صح، وفرحان عشان مخسرتهاش بالعكس، اول مره احس انها معايا باختيارها، كفايا انى لما هشوفها بعد كده عنيها هتضحكلى، وهتبقى فرحانه لانها شافت اخوها.
تنهد وعاد الى منزله

عند ايثار ونادين
دخلت ايثار الفيلا وجدت نادين قد عادت، اقتربت منها وجلست الى جوارها، نظرت لها نادين قائله: عملتى ايه مع فارس؟
ايثار: خلاص نهينا الموضوع.
نادين: اتفقتو على ايه؟
ايثار: الطلاق.
احتضنتها نادين قائله: انا عارفه انها لحظات صعبه بس هتعدى.
ايثار: اللى مستغرباه موقف فارس، ¥ حاسه انى اول مره اشوفه او اعرفه.
نادين: انت غيرتيه يا ايثار خلتيه فهم معنى الحب الحقيقي، وفهم مشاعره صح.
ايثار: هو قال كده بردو.
نادين: وناويه على ايه؟

تنهدت ايثار قائله: هقولك بس مش دلوقتى افرح بيكى الاول وبعدين هنفذ على طول.
نادين: خلى بالك فى عده عشان انتو تعتبرو متجوزين مش مخطوبين.
ايثار: انا عارفه متقليقيش، انا اخاف ربنا ومش هعمل حاجه تغضبه.
نادين: طب يلا تعالى بقا افرجك على فستان الفرح اللى جبته.

صعدتا معا و أرتها الفستان، ومرت الايام بسرعه وقبل موعد الزفاف بيوم، ذهبت ايثار الى شركة فارس، كانت شهد غير موجوده، فدقت باب غرفة فارس ودخلت، لكنه كان غير موجود، ففتح عمار الباب الفاصل بينهم، كان يظن انه فارس، وعندما راها اسرع اليها، وقف على بعد خطوتين منها قائلا: اهلا يا ايثار انت عايزه فارس؟

ايثار متردده: ايوه بس نسيت اتصل قبل ما اجى، هو مش موجود؟
عمار: لاء عنده شغل فى الموقع وهيجى على هنا لو حابه اقعدى استنيه.
كان عمار سعيد برؤيتها ويتمنى ان تبقى فهو لا يرها الا من بعيد.
تنحنحت ايثار قائله: لاء خلاص همشى بس...
ولم تكمل فقال عمار: بس ايه عايزه تقولى حاجه؟

ايثار متردده: ايوه انا روحت اسكندريه من اسبوع تقريبا، وقابلت سهيله وطلبت منى اوصلك رساله.
تضايق عمار ونفخ فور سماع اسمها قائلا: رسالة ايه دى اللى عايزكى توصلهالى.
استجمعت ايثار قوتها وقالت: عايزك تسامحها انها كدبت قدامى وقالت انها لسه مراتك.
نظر عمار الى عينها قائلا: صدقيتنى بقا انى مكدبتش عليكى؟صدقتى انى كنت صادق فى كل كلمه قولتهالك؟
تنحنحت ايثار ونظرت بعيدا: ايوه صدقتك بس خلاص ملوش لزوم الكلام عن ده دلوقتى، المهم هتسامحها؟

نفخ عمار غاضبا: لاء طبعا عمرى ما هسامحها، لانها كانت السبب انى اتحرمت منك، ومقلتلكيش هى عملت كده ليه؟
ايثار: كانت مفكره انك مش ناوى طلقها رسمى، وكانت عارفه انك كده هطلقها فورا.
عمار: غبيه طول عمرها غبيه وعمرى ما هسامحها، ومطلبتش منك انك تسامحيها انت كمان؟
ونظر الى عينها فتهربت من النظر اليه ونظرت بعيد، فقال: يبقى طلبت منك وانت قولتى لها ايه سامحتيها؟
سكتت ايثار ولم تجيب ونظرت بعيدا عنه، فتضايق قائلا: بصيلى هنا وردى وعليا قولتى لها ايه؟

اغمضت ايثار عينها ولم تستطع ان تنظر، وتحركت نحاية الباب لتخرج فامسك ذرعها قائلا: مش هتخرجى الا لما تردى عليا.
اخذت نفس وزفرته ولفت ونظرت اليه قائله فى غضب: قولتها مش هسامحها ولا عمرى هسامحها( امتلاءت عينها بالدموع ) وعمرى ما هنسا اللى عملته ابدا.

وتركته وخرجت مسرعه وهى تبكى، تنهد عمار واخذ نفس وزفره كانه يخرج نار من جوفه قائلا: كان نفسى اخدك فى حضنى وامسح دموعك بس مقدرشى، قلبى موجوع عشان مشيتى وانتى زعلانه، بس اتاكد انك لسه بتحبينى وقلبك معايا اه اه اه.
واغمض عينه وابتلع غصه فى حلقه، وتساقطت الدموع من عينه وعاد الى مكتبه جلس ووضع راسه على يده، خرجت ايثار ظلت تلف فى الطرقات لبعض الوقت، وذهبت الى شقتها بقيت بها لبعض الوقت، وذهبت الى فيلا نادين، عندما راتها نادين قالت لها معاتبه: ايه كده تسبينى فى وقت زى ده؟ يعنى مش كفايا مرام مش عارفه تيجى بسبب الحمل؟

اقتربت منها ايثار وضعت يدها على ظهرها وقبلتها فى وجنتها قائله: معلش كنت بظبط حجات فى الشقه عشان خالص النهارده اخر يوم ليا معاكى.
نادين حزينه: انا لو عليا متمشيش ابدا بس.
قاطعتها ايثار قائله: مبسش بلاش كلام بقا، ويلا نكمل التجهيزات، عشان انا هعملك مفجأه فى اوضة النوم، ومش عايزكى تقربى منها لحد بكره بعد الحفله مفهوم.

ابتسمت نادين قائله: مفهوم معلش هما كام يوم وهنرجع الشركه واشوفك كل يوم.
تنهدت ايثار وامتلاءت عينيها بالدموع قائله: صح هنتقابل كل يوم مش حكايه يعنى.
خافت ان تلاحظ نادين دموعها فابتسمت قائله: يلا تعالى فوق هجهزلك حمام مغربى انما ايه، علمتهولى واحده من زماليى ايام المدرسه.
ضحكت نادين وصعدتا الاثنتان معا، ظلتا معا وفى اليوم التالى قبل موعد حفل افتتاح المطعم، اتى مارك لاخذ نادين وانبهر بجمالها، احتضنها ولف بها وقبلها فى جبينها قائلا: انت رائعه فى اى زى وقد حليت هذا الفستان بارتداءك ايها.
نظرت نادين الى الاسفل من الخجل، فاقترب من اذنها وهمس قائلا: احبك واعشقك يا نور حياتى وهداية قلبى.

مد يده لها فوضعت يدها بيده وتحركا معا، فتح لها باب السياره الخلفى وجلس الى جوارها وتحركت بهم، اتى فارس بسيارته وقف امام الباب ورن الهاتف ل ايثار، فردت عليه قائله: اهلا يا فارس اسفه انى اتصلت بيك، بس كنت بجهز شوية حجات ل نادين، ومركبتش معاهم العربيه ممكن توصلنى للمطعم بتاعهم؟
ضحك فارس قائلا: انت عبيطه يا ايثار فى واحده تسال اخوها سؤال زى ده، انزلى يلا مستنيكى.

انهت المكالمه واغلقت غرفة نادين ونزلت، وجدت فارس ينتظرها فتح لها باب السياره وركبت الى جواره، وتحرك بالسياره، وصلا معا الحفل كان الجميع موجود، وكان احتفال جميل وبعده اخذ مارك نادين وعادا الى الفيلا، فتح مارك الباب وتفاجاء بالزهور المنثوره على الارض بشكل جميل، ومكتوب بها مرحبا بكم فى عالمكم الخاص، وسهم من الزينه المضيئه يشير الى الاعلى، مكتوب عليه الى جنتكم على الارض، فرحت بها جدا نادين، وضعت يدها على صغرها من السعاده، ونظر مارك الى نادين قائلا: ايثار صديقتك صديقه رائعه.

نادين فى سعاده: فعلا هى اروع صديقه بعتهالى ربنا.
اقترب منها مارك وحملها قائلا: لن تلمسى الارض ساحملك حتى غرفتنا.
وصعد بها الى باب الغرفه، فتحها انبهرت نادين من منظر الغرفه، المزينه بالزهور والقلب بالزهور الحمراء على السرير، وبلونات الهليم المكتوب عليها اتمنى لك السعاده طول العمر، امتلاءت عيون نادين بالدموع وهى تقول: مش عارفه اقول ايه، اجمل مفجاءه من انسانه جميله زيها.

احتضنها مارك ومسح دموعها بيديه قائلا: انت ايضا صديقه رائعه وزوجه جميله.
ونظر الى عينها واكمل: انها ليلتنا الاولى معا، واخبرنى شيخى ان افضل ما نبدأ به حياتنا هى صلاة ركعتين شكر لله.
نادين: صح هذا صحيح.
مارك: هيا نتوضاء ونصلى.

فى شركة نادين
عادت نادين الى الشركه بعد اسبوع من زواجها، دخلت الشركه هى ومارك اتى الكل وهنأها، كانت سعيده جدا دخلت الى مكتبها وذهب هو الى مكتبه، لكنها لم تجد ايثار تعجبت جدا فليس من عادتها التاخر، اتصلت على هاتفها، اذا به يرن على مكتبها، وتحته ورقه وظرف مغلق، تعجبت نادين وامسكت الورقه قائله: ايه ده هى ايثار سابيا تليفونها هنا ليه؟! وكمان ايه الورقه دى؟!

نظرت بها وجدتها خطاب من ايثار، بدأت تقرأ كأنها تسمعه بصوت ايثار: نادين حبيبتى واختى مش بس صاحبتى، اسفه كان لازم امشى، خلاص مبقتش قادره اتحمل بعدى عن عمار، ومش هينفع اتجوزه وعم صفوت رافض، التليفون ده اديه لعمار فيه راساله منى له، والجواب لفارس وانا هبقى اتصل بيكى، اطمنك عليا من فتره للتانيه، اه التوكيل ده عشان تأجرى الشقه، وتحطى اجارها كل شهر فى الحساب اللى فى ده، اختك وحبيبتك ايثار ارجوكى متزعليش منى ومتعيطيش.

انهمرت الدموع من عين نادين قائله: ليه كده يا ايثار ليه انا مصدقت افرح توجعى قلبى عليكى ليه؟
وظلت تبكى لبعض الوقت حتى رن هاتف ايثار، فنظرت به وتعجب لان عمار يتصل فاجابت قائله وهى تبكى: السلام عليكم
فزع عمار من بكاءها قائلا: مين معايا مش ده تليفون ايثار؟
نادين وهى تبكى: ايوه بس هى سابته ومشيت.

فزع عمار وقفا: سابته وراحت فين وليه انا مش فاهم حاجه؟
نادين: ولا انا، لقيتها سيبه جواب لفارس والتليفون ليك قالت ان فيها رساله منها ليك.
عمار غاضبا: المجنونه ازى تهرب وتهرب ليه ومن ايه؟
نادين وهى تبكى: بتقول انها مش هتقدر تقاوم حبك تانى، وانها متقدرش تتحوزك ووالدك رافض، واضح انها كانت عامله حساب كل حاجه.
عمار رافضا: لاء ايثار متعملش كده متسبنيش لا وليه انا جايلك حالا.

انها المكالمه واذا بفارس يفتح الباب الفاصل بينهم قائلا: مالك فى ايه بتزعق لمين فى التليفون؟
اقترب منه وامسكه من ملابسه قائلا فى غضب شديد: عملت ايه لايثار خلتها هربت رد عليا انطق.
لم يفهم فارس قائلا: معملتش حاجه انا طلقتها من اسبوعين تقريبا، ومن ساعت فرح نادين مشوفتهاش، فهمنى ايه اللى حصل.
عمار غاضبا: ومقولتليش ليه انك طلقتها هاه؟
فارس: هى اللى طلبت كده قالت متكلمش الا بعد فرح نادين.

تركه عمار وهو يصرخ: هربت منى انا؟! طب ليه انا مش فاهم؟! انا هروح دلوقتى لنادين وافهم منها يمكن يكون عندها تفسير.
وتركه وخرج مسرعا خرج فارس خلفه، لحق به عند باب السياره قائلا: مش هتسوق وانت بحالتك دى اركب وانا هسوق يلا بسرعه يمكن نلحقها.
قذف له عمار المفتاح دون كلام وركب بجواره، تحرك فارس بسرعه وصلا الى شركة نادين، صعدا الى مكتبها ودخلا لها، وجدها تبكى اقترب عمار من المكتب قائلا: ايه اللى حصل انا مش فاهم ايثار راحت فين؟

نادين وهى تبكى: معرفش مقالتش، مش فاهمه هى عملت كده ليه؟ادى الجواب اللى سابته وقالت اديلك التليفون ده وسايبه الحواب ده لفارس.
اسرع عمار امسك الهاتف وفتحه وجد رساله صوتيه شغلها: عمار انا اسفه مكنش ممكن افضل، كنت عارفه انك مش هتسبنى، وانا مقدرش ارد جميل عم صفوت، انى اخدك منه اسفه بجد مكنتش حبه اوجع قلبك، بس فعلا مقدرتش اتحمل فكرة انى اجرح حد اعتبرته زى ابويا، هتحمل وجعى فى بعدك، ولا انى اتحمل نظرة الم فى عينه اب على ابنه اسفه بجد، التليفون ده هديه ليك وفى رساله ليك، بس ابقى اسمعها لوحدك.

امسك عمار الهاتف وانهمرت الدموع من عينه، وهو يضع يده على شعره قائلا: ليه كده يا ايثار حرام عليكى، متعبتيش من البعد بس انا مش هتسلسم وهدور عليكى فى كل مكان، واكيد هلاقكى.
مسح دموعه ووضع الهاتف فى جيب سترته، وخرج مسرعا اخذ فارس الخطاب من نادين، ولحق به قائلا: اسف هروح الحقه.

خرج الاثنان وركبا السياره وتحركت بهم، كانت ايثار تقف على بعد مسافه وهى مختبئه وتبكى وتقول: اسفه يا عمار بس بجد مش هقدر اكون سبب فى حزن عم صفوت، ويمكن يكون عنده حق واكون فعلا وحش وازيك، وانا متحملش مجرد الفكره دى اصلا، عارفه انك هتزهق وتنسانى وتعيش حياتك.
وتحركت بسرعه واختفت تماما، ظل فارس وعمار يبحثا عنها حتى المساء، وعندما يأسا عاد كل منهم الى منزله، دخل فارس وجد والديه ينتظرانه وهم فى حالة قلق شديد، اسرعا اليه قائلين
فهمى قلقا: انت كنت فين يا بنى ومش بترد على تلفونك ليه؟

ايمان قلقه: مالك ياحبيبى شكلك عامل كده ليه؟
فارس وهو ينظر الى الاسفل فى حزن وانكسار: ايثار هربت وسابت جواب ليا ورساله لعمار، وفضلنا ندور عليها طول النهار وملقنهاش.
فهمى فزعا: ايه يعنى ايه مراتك تهرب وليه؟
ايمان: وليه تسيب رساله لعمار؟وايه دخل عمار اصلا.
تنهد فارس قائلا: انا طلقت ايثار من اسبوعين.
ايمان فزعه: ايه ليه كده يا بنى؟
فهمى: ومقولتلناش ليه؟

اخذ فارس نفس وزفره قائلا: ممكن تقعدو وهحكى لكم كل حاجه عشان تفهمو.
دخل الثلاثه وجلسو على الاريكه، وقص عليهم فارس كل ما حدث، من اول لقاء بين ايثار وعمار.
نظر اليه فهمى وهو يشعر بالخزى قائلا: يا خساره يا فارس كنت فكرك اعقل من كده، ليه كده يابنى.
ايمان حزينه: يعنى انت عرفت ان صاحبك بيحبها، وبدل ما تساعده يرجعها تعمل كده؟

كان فارس يشعر بالخجل من نفسه نظر الى الاسفل قائلا: انا عارف انى غلط خصوصا انى محبتهاش فعلا، لانى مزعلتش عليه زيه، انا شوفته بيتوجع ويتألم بطريقه صعبه، صعب عليا قوى، وحسيت بذنب رهيب، ومش عارف اعمل ايه عشان اكفر عن ذنبى.
فهمى حزينا: يعنى محستش باى وجع لما راحت منك؟
فارس: لاء حسيت بس وجع من نوع تانى، اتعودت عليها على وجدها، على كلامى معها مش عارف، كنت حابب احساسى انها بتاعتى، مش حب بالمعنى اللى شوفته فى عين عمار.

ايمان: حب امتلاك حبيت امتلاك ليها، ولانك كنت عايز تمتلكها فعلا، كنت بتقول لها كلام حلو وتحسسها انك بتعشقها، وجعت قلبها وقلبك وقلب صاحبك، ليه يا بنى كده؟
فارس: فعلا انا مش عارف كنت بعمل كده ليه؟!بس المهم انى فوقت خلاص واتعلمت الدرس كويس (تنهد ) عن اذنكم هطلع ارتاح من الصبح مقعدتش.
فهمى: طب اطلع ارتاح يا بنى ونكمل كلام بكره.

صعد وتركهم نظر فهمى ل ايمان قائلا: كنت حاسس من زمان ان حبه لها حب امتلاك، ووجهت نظره لده اكتر من مره.
ايمان: مسكينه مقدرتش تفرق بين الاصحاب واختارت البعد.
فهمى: بنت طيبه بس ظروفها وحشه.
ايمان: فعلا عندك حق وهى كمان غلطت، لما قبلت الاتفاق بتاع فارس، كان غلط منها.

فهمى: محدش قال انها ملاك هى انسانه، واكيد فكرت انها لما تتجوز هتنسى عمار، وفارس طيب بس معرفش يحبها صح.
فهمى: صح عندك حق يلا نطلع فوق، عشان تعبان وعايز انام.

صعدا الاثنان الى غرفتهم، كان فارس هو الاخر فى غرفته، يجلس على طرف السرير، وينظر على الرساله التى تركتها له ايثار، فتحها وبدأ يقرأ ما بها كانه يسمعها بصوت ايثار: اسفه يا فارس انى علقتك بيا، ومعرفتش احبك مش هلوم عليك، انت انسان جميل وكنت اتمنى يكونلى اخ زيك، بس الحمد لله، متشكره ليكى على مساعدتك ليا، ووقفك جنبى واتمنى انك تسامحنى ومتزعلش منى، واشكرلى مامتك وباباك وقولهم انى كنت سعيده جدا بوجودى وستطهم، وان اكتر شئ وجعنى هو خسارتهم، لانهم فعلا اجمل اسره شوفتها وامنتيت ابقى واحده منها، بس النصيب بقى.

انهى فارس الخطاب وابتسم ابتسامه حزينه قائلا: متشكر ليكى لانك علمتينى درس عمرى ماهنسا، واتمنى انك انت اللى تسامحينى.
وضع الخطاب واستلقى على السرير، وتذكر عمار فامسك الهاتف واتصل به، لحظات واجاب عمار قائلا: عرفت حاجه عنها؟
فارس: لاء ومعتقدش انك هتلاقيها لانها هى اللى مش عايزه ترجع، اصبر يا صاحبى ومسير الايام هتجبهالك تانى.
تنهد عمار قائلا: غصب عنى يا صاحبى، قلبى وجعنى فراقها تعبنى، مش فاهم ليه عملت كده؟
فارس: هى مش قالت سيبالك رساله، اكيد هتلاقى فيها الحواب على سؤالك.

تذكر عمار الهتف وضع يده على جيب سترته، واخرج الهاتف ونظر بها وانهى المكالمه مع فارس، وفتح الهاتف وبحث فيه وجد فيديو مسجل قام بتشغيله وبدأ يشاهده، كانت ايثار تنظر اليه مبتسمه وتقول: حبيبى عمار اول مره تسمعها منى مش كده؟! وعدتك مره زمان انى اقولهالك، وعشان كده سبتلك الفيديو ده، اسفه مش هقدر اكمل حياتى معاك، لان باباك رافض وانا مقدرش اتحمل انى اكون سبب فى غضبه عليك...،

اسفه مره تانيه لانى وجعتك وعذبتك (امتلاءت عينها بالدموع) كنت اتمنى فعلا انى اكمل حياتى معاك، بس للاسف مفيش نصيب متحولش تدور عليا، مش هتلاقينى انسانى وعيش حياتك، (نزلت دموعها رغما عنها) حب واتجوز وخلف وانسى ايثار اللى لغبطت حياتك، بس قبل ما انهى هقولك بحبك بحبك قوى، وعمرى ما هنساك.

وانتهى الفيديو، احتضن عمار الهاتف وهو يبكى قائلا: وانا بحبك قوى وعمرى ما هحب غيرك، ولا هيكون فى حياتى واحده غيرك، هقفل قلبى عليكى يا حب عمرى كله، وحلمى اللى ضاع منى، هستنا ترجعيلى لو حتى لاخر يوم فى حياتى.
وبالفعل لم يبحث عنها مره اخرى، واستاجر شقتها ليكن فى مكان به رائحتها، وبعد مرور عام توفى عمه، وذهب ليحضر الدفنه والجنازه، وفى المساء جلس مع والده يتحدثان.

صفوت: مش ناوى ترجع بقا تعيش معايا يا بنى؟
تنهد عمار قائلا: معلش يا بابا مش هينفع خلاص، انا ظبت حياتى على العيشه هناك، وانت هنا معاك اسر وسهيله بردو.
صفوت: ميغنوش عنك يا بنى.
عمار: خلاص هاجى كل اسبوت اقضى معاك الجمعه والسبت، بس انت متبقاش زعلان.
صفوت: ربنا يصلحلك حالك يا بنى، ويرزقك ببنت الحلال اللى تريح بالك.

تنهد عمار وقلبه يحترق قائلا: بعد ايثار مفيش واحده هتدخل حياتى، خلاص مش عايز غيرها.
صفوت: ليه كده يا بنى ياريت تفكر تانى.
عمار: سيبك من الموضوع ده، وخلى بالك من صحتك وخلى حد يساعدك فى شغل الشركه.
صفوت: ناوى على كده وربنا يعمل اللى فيه الخير.
تاكد صفوت ان الكلام لن يجدى نفعا، فقرر السكوت وتركه للايام هى من ستدواى جرحه، ويجد من تحتويه وتجعله ينسى ايثار.

فى شركة فارس
كان عمار يجلس على مكتبه، ودخل فارس سعيدا وضع له دعوة زفاف قائلا: اتفضل يا استاذ دعوه، مع ان المفروض انت متاخدش دعوه، انت صاحب الفرح اصلا.
ابتسم عمار قائلا: ماشى يا سيدى وانا اللى هزفك كمان، ده انت اعز اصحابى انما مقولتليش اتعرفت عليها امتى وازى؟

فارس: فى فرح شهد اصلها صاحبتها، خطفت قلبى من اول نظره، لقيت نفسى بدور عليها، ورحنا خطبنها، بس انت كنت وقتها فى عزا عمك ومحضرتش معنا، واخير باباها وافق اننا نتمم الجواز بعد عذاب، اصلها بنته الوحيده ومش عايزها تبعد عنه.
عمار: ربنا يتملك على خير بس اوعى تزعلها وتتخانق معها.
فارس: لاء انا اتعلمت الدرس كويس خلاص، ومش ممكن اقع فى الغلطه دى تانى.
عمار: مش هتعزم نادين وجوزها؟

فارس: هعدى عليهم فى المطعم بعد شويه، اودى لهم الدعوه، بس هخلص الشغل اللى عندى، وامشى على طول.
عمار: ماشى يا سيدى ابقى اجى معاكى، اسلم على جوزها بحب اتكلم معاه اسلوبه فى العربى لذيذ قوى.
فارس: ماشى يا سيدى خلص انت بس الشغل اللى عندك، وبعدين انا هارف انت رايح عشان حبيبتك.
ابتسم عمارقائلا: ماشى يا سيدى هخلص.

ذهب فارس وجلس على مكتبه، نظر عمار فى كارت الدعوه قائلا: ايه ده يا بنى ده مش بتاعك، ده بتاع رباب بنت عمك وتامر.
قام فارس وامسك الدعوه قائلا: معلش اتلخبط اصلهم هيتجوزو معنا فى نفس اليوم، اهو تامر ده اللى اتعجبت له، من ساعت ما شافها فى كتاب نادين، وهو هيتجنن عليها، وساق على ابوها طوب الارض عشان يوافق، وكان هيتتجن لما عرف ان جيلها عريس، ومبقاش مصدق لما عمى محسن وافق عليه.
عمار: عشان حبها بجد واللى بيحب بجد بيكون مستعد يعمل اى حاجه عشان حبيه.

فارس: عندك حق فعلا لما حبيت ريناد، فهمت قد ايه انت موجوع بتتالم معلش يا صاحبى.
تنهد عمار قائلا: انا اتعودت على الوجع ده خلاص.
دق الباب ودخل يوسف قائلا: ا ايه اللى جابك يا عريس.
فارس: عشان مجيش بعد الجواز، انت فاكرنى عبيط، قولى شهد عامله ايه؟ ماما كانت بتقول انها تعبانه؟
يوسف: الحمد لله احسن معلش اول حمل بقا، وتعبانه بتصعب عليا قوى.
فارس مبتسما: يا بنى انشف شويه فى ايه.

يوسف: يا بنى دى اختك، وبعدين انا بحبها وهفضل كده عندك مانع.
فارس: بالعكس انا اللى لما اتجوز هعمل زيك.
يوسف: طب ماشى ياسيدى خد بقا الورق ده امضيه.
فارس: ماشى همضيه وانزل انا وعمار ونرجع تانى تمام.
يوسف: تمام هو اصلا مفيش حاجه مهمه، ممكن مترجعش تانى.
فارس: خلاص ماشى.

خرج يوسف ومضى فارس الاوراق، وخرج هو عمار وذهبا الى المطعم، كانت نادين تجلس وتحمل على قدمها طفله صغيره، ومرام الى جوارها، تحمل هى الاخرى طفل اكبر بقليل، اقتربا الاثنان منهم والقى التحيه قائلين: السلام عليكم.
نادين: وعليكم السلام اهلا يا فارس اهلا يا عمار.
عمار: ممكن تدينى ايثار اشلها شويه؟

نادين: اكيد طبعا بس خلى بالك عشان لسه واكله وومكن تغرقك.
اخذها عمار قائلا: حبيبية قلبى ايثار تعمل اللى عايزه.
فارس: صحيح امال مارك يوه اقصد مصطفى فين؟
نادين: جوه مع الطباخين بيعلمهم شوية حجات لو عايزه ادخله جوه.
فارس: اه عايزه يعمل لنا الحلويات بتاعت جوازى، وكمان دى دعوه لكم عشان تحضرو.
نادين: مش هو نفس فرح تامر ورباب اكيد هنيجى.

دخل فارس ل مصطفى فى الداخل وقال عمار: مفيش اى اخبار عن ايثار متصلتش بيكى؟
نادين: انت لسه عندك امل ترجع بعد سانتين من اختفاءها؟
عمار: انا متاكد انها هترجع قلبها هيرجعها تانى.
نادين: ان شاء الله ( واكملت فى عقلها ) مش عارفه لحد امتى هتفضلى منشفه دماغك يا ايثار ربنا يهديكى.
اتى فارس واعطى عمار ايثار لنادين، وذهبا الاثنان نظرت مرام ل نادين قائله: هى هتفضل معذباه لحد امتى؟

تنهدت نادين: مش عارفه مفهاش فايده، منشفه دماغها خالص ومش راضيه تيجى، بتكلمنى بس فى التليفون، خايفه اعرف مكانها واقوله.
مرام: مجنونه بتحبه كل الحب ده وتسيبه؟
نادين: خوفها عليه غلب على حبها، الله يسامحه عم صفوت هو السبب، معرفش قالها ايه اخر مره فى اسكندريه، زودت اصرارها واتمسكت بالهروب.
مرام: جهزت كل حاجه ومشيت منغير حتى ما تقولك.

نادين: بكره الايام تعقلها، اعملى حسابك هنتغدى النهارده سوى مصطفى مأكد عليا.
مرام: لسه الناس متعودتش على اسمه الجديد.
نادين: فعلا فى كتير بتلغبط، هو مكنش هيغيره، لكن لما خلفنا ايثار وراح يكتبها، الكل بقا مستغرب وحس انه هيسبب لها مشكله باسمه، فقرر يغيره.
اتى مصطفى من الداخل قبل ايثار قائلا بلغه عربيه مكسره: حبيبة بابا وحشتنى جدا، يلا انا خلصت هنروح نسبق سامح وهو هيحصلنا.
نادين: طب ماشى يلا بينا.
قامو جميعا وذهبو الى فيلا نادين.

فى مكتب عمار
بعد فرح فارس باسبوع، كان عمار يجلس على مكتبه، ورن هاتفه كان رقم والده، فاجاب قائلا: ايوه يا بابا اءمرنى يا حبيب قلبى.
اجابت سهيله وهى تبكى: تعالى بسرعه يا عمار عم صفوت تعبان قوى.
فزع عمار من صوت سهيله انهى المكالمه واخبر فارس وسافر لوالده فورا.
عند صفوت فى اسكندريه
وصل عمار اسكندريه ودخل فيلته، وصعد لوالده وكان مفزوعا عليه، دخل له الغرفه وجده مستلقى على السرير، فاقترب منه قائلا: الف سلامه عليك يا بابا مالك؟
صفوت بصوت مريض: الحمد لله يا بنى انى شوفتك قبل ما اموت.
عمار: بعد الشر عنك ان شاء الله تخف وتبقى كويس.
صفوت: انا عايز اقولك كلمتين اسمعهم منى يا بنى.
عمار: ارتاح دلوقتى ونتكلم براحتنا بعدين.

صفوت: لاء لازم تسمعنى الاول عشان الكلام اللى عندى مهم.
عمار: اتفضل هسمعك حاضر.
صفوت: انا عارف انك زعلان منى، عشان اتسببت انك خسرت ايثار، بس لازم تعرف انى خايف عليك، عارف ابو ايثار مين اللى قتله؟
عمار: لاء انت قولت وقتها اتقيدت ضد مجهول.
صفوت: ده اللى فهمته ل ايثار وقتها، خفت عليه من الصدمه، ابوها اتقتل فى تار يا بنى.
عمار مصدوما: تار ازى؟

صفوت: زمان ابو عمك ابرهيم لما عرف بقوته خاف عليه من الناس، وعزل من المنطقه اللى كان فيها، وعلم ابراهيم انه يخبى قوته عن الناس كلها، لان كان له عم عنده نفس القوه زمان، والبلطجيه استغلو وشغلو معاهم ومات مقتول، وكان خايف على ابنه من نفس المصير، ففكر انه يفهمه انه معندوش قوه خارقه ولا حاجه، وانه بس عنده قوه زياده عن الطبيعى، وكان ديما ينبه عليه انه ميلمسش حد من زميله ولا يهزر مع حد منهم بالايد، لحد ما وصل خمستاشر سنه، فى الوقت ده اتصاحب على زميل له وكان جارهم فى السكن، وزى اى اتنين اصحاب ممكن يتخانقو...،

بس الولد التانى كان غبى مرضيش يسيبه وكل ما يطنشه وميرضاش يمد ايده عليه، يرجع ويضربه لحد لما ضربه بالالم، فانترفز عليه وضربه بكس، بس طبعا عشان قوته مات فى لحظتها، جرى بيه على المستشفى بس كان خلاص الامر انتهى، اتقبض عليه وقته وراح ابوه وقال على موضوع القوه ده، وعملولو فحص وفعلا طلع عنده ما يعادل قوة خمسين راجل، وقالو انها هتزيد مع الوقت، واتحسبت قتل خطأ، لكن ابو الولد مقتنعش واصر انه ياخد طاره منه، فابوه اخده وهرب بيه على اسكندريه، ولحسن حظه كان لسه مخلص ثانويه عامه، فقدم فى جامعة اسكندريه ودرس فيها، وابوه مات بعد فتره، واتعرفت انا عليه بعدها بفتره، وكان ناسى الموضوع اصلا لحد لما طلق مراته اللى اتجزها بعد ما ام ايثار ماتت بفتره..،

فحبت تنتقم منه، فبعتت ل ابو الولد اللى كان قتله، وادتهم اسم الشركه، وجم راقبو واتاكدو انه هو، وجه الراجل وقتله هو وولاده، واتمسك اثنين منهم واعترفو، بس وقتها خفت اعرف ايثار، عشان متحولش تنتقم وتضيع حياتها هى كمان، ومكنش ممكن اقول لحد ابدا، لكن لما لقيتك مصر عليها كان لازم اقولك.

تنهد عمار قائلا: انا فاهم سبب خوفك لما شوفت مدى قوتها عرفت انت ليه خفت عليا، بس كمان عمرها ماتأزى حد بتحبه.
صفوت: انا عارف يا بنى وندمت انى قولت لها، صعبت عليا قوى وقتها وقلبى وجعنى عليها، ولما عرفت انها هربت عشان متتجوزكش، زعلت اكتر انى اتكلمت بس كان خلاص الوقت فات، ياريت يا بنى لو رجعتلك فى يوم تطلب منها تسامحنى.

امتلاء عيون عمار بالدموع قائلا: مسكينه اتريها هربت ومش عايزه تعرفنى مكانها، ليه كده يا بابا انت دبحتها، ليه حرام عليك؟!
صفوت: انا اسف يابنى متوقعتش انها بتحبك قوى كده، وده اللى وجعنى قوى حسيت انى ظلمتها، ربنا قادر يرجعهالك تانى وتسامحنى.
ابتلع عمار ريقه بصعوبه واخذ نفس وزفره متالما: يارب يا بابا انا منغيرها تعبان قوى مش عارف اعيش، اللى مصبرنى على بعدها الرساله اللى سبتهالى.
صفوت: مش هتتحمل تبعد عنك كتير قلبها هيرجعها لك، المهم يا بنى انا عايزك تخلى بالك من بنت عمك وابنك.
عمار: ربنا يديك الصحه يا بابا وبعدين هى مش متجوزه دلوقتى؟

صفوت: لاء يا بنى طلقتها من الكلب اللى كانت متجوزاه، ضربها مرتين وهى حامل ويصقطها.
عمار: ايه الحيوان ده؟! وهى ايه اللى خلاه على زمته لما ضربها اول مره مسبتوش ليه مستنيه لما يموتها؟
صفوت: لاء يابنى كانت بتحاجى على بيتها ومش عايزه تطلق.
عمار مستنكرا: سهيله! عموما ربنا يصلح لها حالها، عموما انا هفضل معاك لحد لما تخف، كلمت فارس وهو معترضش ولا حاجه.
صفوت: ربنا يبارك فيكى يا حبيبى.
ظل معه لعدات ايام ونفذ امر الله وتوفى والده، وبقى فى الاسكندريه حتى انتهت فترة العزاء، ووكل شخص مأتمن على ادراة الشركه، فهو لن يرجع لها مره اخرى، وعاد الى القاهره.

فى شركة فارس
دخل عمار المكتب كان فارس يجلس على مكتبه، فقام دخل له قائلا: البقاء الله معلش يا صاحبى ربنا يصبرك.
عمار حزينا: الحمد لله قدر الله وماشاء فعل متشكر ليك ياصاحبى على مجيك اسكندريه ووقفوك معيا.
فارس: عيب كده احنا اخوات، وان مكنتش اقف معاك فى شدتك اقف مع مين، انما قولى عملت ايه فى الشركه؟
عمار: مسكتها لواحد كان بابا مشغله معاه، هو شاب صغير بس محترم جدا ويخاف ربنا.
فارس: بس بردو خليك ديما وراه عشان المال السايب يعلم السرقه.

عمار: متخفش انا هبقى اروح لهم كتير، عشان اسر وكمان سهيله بقت لوحدها هى ملهاش غيرى دلوقتى.
فارس: بس هتروح ازى الموضوع هيبقا صعب.
عمار: لا صعب ولا حاجه سبها على الله المهم قولى ايه اخبار الشغل؟
فارس: سامح اللى بيدير شركة نادين انت عارفه.
عمار: ايوه عارفه ماله؟

فارس: بعت عايز يعمل معنا شراكه فى مشروع كبير، وانا شايف انها فرصه كويسه لنا.
عمار: طب ويوسف رايه ايه؟
فارس: بيقول مشروع حلو ودراسة الجدوى حلوه عجبته جدا.
عمار: يبقى على البركه اتفقنا.

فى منزل نادين
تجرى مرام خلف ابنها لتلحق به وهو يضحك، وتشاهدهم نادين وتضحك هى الاخرى، اقتربت منهم وجلست على الارض على ركبتها وفتحت يدها قائله: مين حبيب خالتو تعالى تعالى يا ميزو تعال تعالى.
اتى اليه واحتضنها قائلا بطريق طفوليه: خلتو حبيبتى.

قبلته نادين وحملته واقتربت من مرام قائله: مزعلاك فى ايه الست دى قولى بس.
ميزو عابسا: حايزه تلبسنى الجسمه عسان نووح ييضكى دده؟
فضحكت نادين قائله: يعنى مش عايز تروح مع ماما؟
فهز راسه بالموافقه فاحتضنته قائله: حبيبي انت يا ميزو.
مرام وهى تضحك: عجبك كده الواد هيموتنى بسبب شقوته دى.
نادين ضاحه: ده عسل ربنا يباركلك فيه متقوليش عليه كده.
مرام: يلا يا مازن روح العب باللعب بتعتك.

مازن وهو يترك نادين ويجرى فرحا: هااااااةةة.
ضحكت الاثتنين وجلستا تحتسي الشاى وتتحدثان
نادين: بصراحه من ساعت ما سامح مسك الشغل فى الشركه وانا مبسوطه ومرتاحه.
مرام: بصراحه كنت خايفه لما قولتى الفكره، خاصة انى المدرين اللى شغالين معاكى فظاع، خصوصا انهم اصحاب اسهم.
نادين: ماهو عشان كده خليته يشتغل معنا فتره الاول، وبصراحه هو شاطر قوى عرف كل حاجه بسرعه، وكمان مسك عليهم اخطاء خلتهم معرفوش يعترضو او حتى يتكلمو.

مرام: بصراحه اللى ساعده فى ده مصطفى، هو اللى كان جمع عليهم الحجات دى، وهو نفذ الفكره بتاعته بس.
نادين: ما انا لقيتك عايزه تسافرى وتسبينى، قولت لاء مفهاش كلام، وبعدين انا مش عايزه اشتغل، ومصطفى اصلا مش حابب الشغل فى الشركه، هو عايز يتفرغ للمطعم.

مرام: بصراحه حليتى مشكلة السفر، كنت متضايقه قوى من الموضوع ده، بس مكنتش عايزه ازعله.
تنهدت نادين فى حزن: ماهو بعد ما مشيت ايثار ورافضت انها ترجع تانى، او حتى تعرفنى مكانه مكنش ممكن اقبل فكرة سفرك.
مرام: انا كمان مش حابه الفكره، خصوصا انى اختى رجعت من هناك، هروح انا اعمل ايه؟
انتفضت نادين قائله: صوت ايثار بتعيط اما نطلع لها، وخلى الدادا تخلى بالها من مازن وهو بيلعب.

مرام: هروح ابص عليهم واحصلك اطلعى انت لها.
وظلا معا لبعض الوقت حتى اتى سامح واخذهم، وبعدها عاد مصطفى كانت نادين بالغرفه تضع ايثار فى السرير، اقترب منها وقبلها فى وجنتها قائلا: حبيبتى وحشتينى كتير.
نادين وهو تتكلم بصوت خافت: واطى صوتك لحسن تصحى عشان اعرف احضرلك العشا.
مصطفى وهو يهمس فى اذنها: انا جبت معايا عشا يلا نروح نتعشا بسرعه.

حوط خصرها بيده وتحركا معا، الى الغرفه المجاوره، وجدت الطعام معد على الطاوله، فابتسمت نادين قائله: معقول وكمان رصيته على الطربيظه؟
مصطفى: يعنى انت تعبانه طول اليوم مع ايثار حبيبت بابا، وانا اجى كمان اتعبك حبيبتى.
نادين: ربنا ما يحرمنى منك ابدا يا حبيبى.

مصطفى مازحا: ايه رايك نشغل زومبا واحنا بناكل.
ضحكت نادين: فكرتنى بوقت مكنا مستخبين من سليم.
مصطفى: انها اجمل ايام حياتى احب هذه الايام جدا.
نادين: رغم انها كانت ايام صعبه بس ليها ذكريات عمرها ماتتنسى.
مصطفى: ايه رايك ناخد اجازه ونقضيها هناك، ونفتكر كل الايام دى.
نادين: اكيد طبعا بس استنى لما ايثار تكبر شويه.
مصطفى: يبقى اتفقنا.

فى مكتب عمار
رن هاتف عمار فنظر به فوجده رقم ابنه اسر، فاجاب قائلا: ايوه يا حبيبى.
سهيله فى حرج: انا مش اسر انا سهيله بس اسر تعبان ومش عارفه اعمل ايه؟ ممكن تيجى بسرعه تشوفه؟
شعر عمار من صوتها وطريقتها فى الكلام، ان الولد سليم وانها تتحجج به ليذهب اليها، فرد قائلا: هتصل بالدكتور اخليه يجيلك حالا عشان يكشف عليه ويطمنك.

سهيله غاضبه: لاء طبعا ما ينفعش يجى وانا فى البيت لوحدى.
عمار: خلاص هخلى يبعتلك الممرضه بتاعته، تاخدك انت والولد ويكشف عليه وترجعكو تانى.
زاد غضب سهيله قائله: لاء خلاص انا هتصرف.
وانهت المكالمه كان فارس يسمعه فنظر له قائلا: هى بردو اتصلت تانى؟

عمار عابسا: اه يا سيدى كل شويه تتصل بحجه شكل، وبصراحه زهقت بروح لهم كل جمعه وسبت، ومفيش فايده مفكره انى ممكن ارجعها.
فارس: غبيه سيبك منها هتيأس مع الوقت.
عمار: كبر دماغك انا عارف بس بتضايق، خايف الولد يتعب بجد وانا مروحلوش ويزعل.
فارس: ربنا يستر.

وفى يوم الجمعه وهو بالاسكندريه اوصل اسر الى الباب، وتحرك ليذهب واذا بصوت صراخ ياتى من الفيلا فاسرع الى الداخل، فوجد سهيله تجرى عليه وتحاول ان ترتمى بين ذراعيه وهى تصرخ: الحقنى الحقنى فى حرامى وانا خايفه.

فابعدها عنه ونظر اليها بازدراء، فهى ترتدى ملابس بيت تجسم كل جسدها، وتضع بعض مساحيق التجميل، وتفوح منها رائحه البرفان وشعرها مفرود، ففهم انها تتصنع لتوقع به، فنظر لها بنظره جعلتها تفهم انه فهم قصدها، فشعرت بالخجل ونادت على الدادا لتاخذ اسر، ارد عمار ان يخرج فنادته قائله: استنى عايزه اتكلم معاك.

وقف عمار مكانه فقد قرر ان ينهى الامر تماما، اعطها ظهره وعندما تاكد من دخول اسر مع الدادا، اخذ نفس وزفره قائلا وهو يجز على اسنانه: عايزه ايه يا سهيله؟
استجمعت شجاعتها قائله: نرجع لبعض عشان اس...
قاطعه عمار غاضبا: هو احنا كنا اتجوزنا قبل كده عشان نرجع؟
صدمت سهيله قائله: تقصد ايه؟

عمار غاضبا: انت مش قولتى ل بابا ان جوزنا باطل، عشان انت كنتى رافضه من الاول، جايه دلوقتى تقولى نرجع ليه؟
تلجلجت سهيله قائله: كنت فاهمه غلط وخلص فهمت وعايز اصلح غلطى.
عمار مستنكرا: اسف الوقت فات من زمان، اللى بينى وبينك هو اسر وبس.
سهيله غاضبه: بس انا من حقى تدينى فرصه تانيه؟

عمار فى غضب اكبر: يعنى وانت مراتى رفصتى تدي نفسك فرصه، وتكلمينى وجايه دلوقتى تقولى اديكى فرصه، وبعدين انا اديتك فرص كتير، وصبرت عليكى كتير بس يظهر انك نسيتى.
سهيله: منستش بس انا غلط مفيش حد بيغلط يعنى، وبعدين انت ليه مش عايز تسامحنى؟
عمار ودون ان ينظر لها: عارفه ليه سهيله، لانك قطعتى كل الحبال اللى بينى وبينك، مسبتيش مكان فى قلبى ليكى، كل ما افتكر اللى كنتى بتعمليه معايا، بقرف منك وبحس انى كنت غبي، انى بحاول ارضيكى.

سهيله غاضبه: عشان كده باصص النحايه التانيه ومش عايز تبص عليا، على فكره انا كنت معزوره، لما اسمع ابوك بيتفق مع ابويا ان فلوسكم ترجع عن طريق جوزنا، يبقى من حقى افكر انك طمعان، ولما لقيتك عمال تحايل فيا وتراضينى لازم يتاكد ظنى.

عمار: اولا باصص النحايه التانيه عشان سيتك مش لبس حاجه عدله، وكمان كان ممكن ببساطه تسالينى، لكن انت بنيتى على افطرضات واوهام فى دماغك، ولو سمحتى بلاش تفتحى الحوار ده تانى.
وتركها وذهب عاد الى القاهره، لم يبيت هذا اليوم فى الاسكندريه، ياست سهيله من رجوعها له، وعلمت انه لا امل لها فقررت ان تنسا الامر.

فى مكتب فارس
دخل عمار وجلس على الكرسى امامه قائلا: اسمع انا قررت اعمل فرع تانى للشركه.
فارس: ايه الجنان ده وليه كده وهتعمله فين؟
عمار: هنا بردو فى القاهره مش بعيد، بس بدل ما انا شغال معاك هنا هعمل فرع لوحدى.
فارس: طب ايه رايك نشترى البيت اللى جنب الشركه ونوسع الشركه وتفضل هنا؟
فكر عمار قائلا: هى فكره بردو.

فارس: يبقى اتفقنا هكلم مدير الشؤن القانونيه، واخليه يشوف الموضوع ويخلص الاوراق كلها.
عمار: تمام بس الموضوع ده هياخد وقت، وممكن نضطر ننقل شغلنا بره؟
فارس: مفهاش مشكله هتتظبط متقلقش يعنى.
وفى خلال خمس شهور تم تكبير المبنى، وعادو الى الشركه مره اخرى، وبعد اسبوع من العمل اتت فتاه طلبت ان تقابل عمار قائله: لو سامحتى يا انسه ممكن اقابل استاذ عمار؟

موظفة الاستقبال: اقوله مين يا فندم؟وفى معاد سابق؟
الفتاه: قوليلو تسنيم عبد الحميد ومفيش معاد سابق.
الموظفه: طب هدخل اقوله عن اذنك.
دخلت الموظفه اخبرته فتعجب قائلا: تسنيم مين انا معرفش حد بالاسم ده بس داخليها.

خرجت الموظفه اخبرتها ودخلت له اقتربت من المكتب نظر لها وهو يشبه عليها قائلا: انا شوفتك قبل كده حاسس انى اعرفك؟
تسنيم مبتسمه: ايوه طبعا معقوله تنسانى يا عمو عمار؟
صدم عمار للحظات قائلا: انت توتا صح توتا اللى كانت جارة ايثار.
قام من على مكتبه وتحرك مسرعا ووقف بالقرب منها قائلا: يا اه ياتوتا لكى وحشه وفكرتينى بايام جميله.
توتا: طب ومفكرتكش بحد بتحبه؟

تنهد عمار قائلا: وهو انا نسيتها اصلا عشان افتكره، دى جوى قلبى وعقلى ومش بنساها لحظه واحده.
تسنيم: ولا هى كمان مسيتكش لحظه واحد دى كل...
قاطعه متلهفا: انت تعرفى مكانه؟
تسنيم: ايوه طبعا انا عايشه معاها.
عمار غير مصدقا: بجد طب هى فين ودينى لها انا هموت واشوفها واحشانى قوى.

تسنيم: بص هى كل يوم بتيجى تقف بعربيتها هنا وتبص عليك من بعيد، دى الفتره اللى كنتو بتجددو فيها الشركه نفسيتها تعبت جدا، بسبب انها مبقتش تشوفك وكانت هتموت، عشان كده لما رجعت قررت انى اجى واقولك، مع انى عارفه انها هتزعل منى بس مش مشكله هبقا اصالحها.
عمار: طب يلا ودينى لها مش هيجنى بال اصبر.
تسنيم: اسمع انت هتستنها لما تقف بالعربيه، وتركب جنبها تفاجأها.
عمار: وهركب عربيتها ازى.

اخرجت مفتاح من حقيبتها وقدمته له قائله: ده المفتاح الاستبن بتاع العربيه، اخدته من دولابها وهروح دلوقتى عادى، واول ما تنزل هرن عليك.
عمار: وانا هستنا رنتك على احر من الجمر.
تسنيم: بس بالله عليك يا عمو عمار متخليهاش تعيط تانى، انا مش قادره استحمل منظرها وهى بتدبل كده، انا عملت ده من ورها عشان عارفه انها مش هتوافق، بس الفتره اللى فاتت كانت حالتها صعبه جدا، وخفت عليها يجرى لها حاجه.

تنهد عمار: هى هربت منى عشان عارفه انها لو شافتنى مش هتقدر تبعد عنى، وعارفه انى مش هسبها تمشى.
تسنيم: ده رقمى اول ما تنزل هرن عليك، وانت انزل استخبى وفاجأها واركب جنبها.
عمار مبتسما: هعد السعات والدقايق لحد لما ترنى عليا، انا مستنى اللحظه دى من سنين طويله.

خرجت تسنيم وتركته، جلس هو غير مصدق انه اخيرا سيجد ايثار ويرها، كان ينظر الى الهاتف كل دقيقه ينتظر ان يرن، وكلما رن يهرع اليه، وعندما يجد شخصا اخر يحزن، حتى رنت عليه نزل مسرعا، اختباء حتى راى السياره وهى تقف، وتذكر انه كان يرها كل يوم، تقف فى نفس المكان، فاقترب من السياره وفتحها وركب فى الكرسى الامامى، كانت ايثار تجلس فى السياره وصدمت عندما ركب الى جوارها قائله: عمار انت عرفت انى انا منين وازى؟

نظر اليها فى شوق وحب، وهو يتمنى يضمها اليه ويخبئها فى قلبه، كى لا تضيع منه ابدا، لم تتحمل ايثار نظراته، فهى الاخرى تتالم من فرقه، وتتمنى ان تبقى معه باقية حياتها، فنظرت الى الاسفل لتهرب منه فقال: لاء متبعديش عينك عنى، بصيلى هنا، وحشتينى ووحشونى عنيكى اللى دوبنى فيهم.
تلجلجت ايثار قائله: متبصليش كده انا مش...
قاطعها قائلا: مش ايه ها.
ايثار: مش... مش مستحمله.

وبدأت فى البكاء فلم يتحمل بكاءها قائلا: بس ارجوكى كفايا، انا من يوم ما سبتينى وانا موجوع وتعبان، لا انا عايش ولا مش عايش، مستنى اللحظه اللى القيقى فيها، عشان نعوض كل اللى ضاع من عمرنا، انا عارف انت مشيتى ليه بابا حكالى، وخلاص هو نفسه فهم وندم على تفكيره، عيزا تعذبينا تانى؟! ارجوكى كفيا انا قلبى تعب، ومبقاش فيه يتحمل بعد تانى.

ايثار وهى تبكى: بس انا خايفه يكون عنده حق واكون سبب فى...
قاطعها قائلا: تكونى سبب فى سعادتى تكونى سبب فى هنايا، تكون سبب فى رد روحى ليا.
اغمضت ايثار عينها وابتلعت ريقها، واخذ نفس وزفرته ونظرت اليه قائله: يعنى مش خايف منى وشايف انى وحش؟
فنظر الى عينها وابتسم قائلا: وحش (تنهد ) اه انت ملاك ربنا بعته ليا، وبعدين هما مش الملايكه بيبقى عندهم قدرات خارقه عن البشر، يعنى انت فعلا ملاك.

نظرت هى الاخرى الى عينه، وشعرت انها بعالم اخر، لم تتحمل النظر له اكثر، وشعرت انها ماعدت تتحمل بعده عنها فتنهدت قائله: يعنى مش هتيجى يوم وتندم؟
تنهد عمار قائله: انا هندم لو سبتك تضيعى منى تانى، هندم لو بعدتى عنى تانى، هندم لو مخدتكيش وهربت دلوقتى من العالم كله.
فابتسمت وهى تبكى وتنظر الى عينه قائله: وحشتنى قوى...

ثم اغمضت عينها ونظرت الى الجه الاخرى، فابتسم عمار قائلا: يلا اتحركى؟
اخذت نفس وزفرته قائله: اتحرك ازى يعنى؟
عمار مبتسما: ماشى العربيه يعنى يلا بينا على المأذون.
نظرت اليه فى صدمه قائله: مأذون ايه وليه؟
عمار مازحا: عايز اروح العب معاه دور طاوله يلا اتحركى.
لم تفهم ايثار ماذا يقصد قائله: ايوه هنعمل ايه عند المأذون؟

نفخ قائلا: يعنى انا وانتى بنحب بعض، واخيرا اتجمعنا بعد السنين دى كلها، هنعمل ايه عند المأذون مثلا هاه... (وسكت للحظات ) يلا هتجوزك دلوقتى حالا.
ايثار فى صدمه: دلوقتى حالا ازى يعنى مينفعش؟
عمار: لاء ينفع ماهو انا مش بعد السنين دى كلها هسيبك تمشى، انت هتتجوزينى ودلوقتى حالا، يلا قولى وريا زوجتك نفسى.
ايثار رافضه: ايه ده ايه اللى بتقوله ده لا طبعا انت بتهرج.
ابتسم عمار قائلا: خلاص بسيطه هخطفك يلا عشان اخطفك.
فابتسمت قائله: انت بتهرج ايه اللى بتقوله ده؟

اخذ عمار نفس وزفره قائلا: لا مش بهرج بس مش هسيبك الا وانت مراتى، مفهوم انا مصدقت لقيتك، ومش هقدر افضل ماسك نفسى عنك كتير، وانا مش عايز ابدأ حياتى معاكى بحاجه حرام، فيلا بقا كفايا كلام ونروح نتجوز.
ايثار: طب نستنى لما نقو...
قاطعها قائلا: هوسسسس يلا انزلى وتعالى مكانى ياما تسوقى بسرعه انا عارف مكتب مأذون قريب.
ايثار: بس فى اجراءت وحجات و...

قاطعها: مفيش اي حاجه هتنمعنى انك تبقى مراتى، يلا انا خلاص مش قادر، حرام عليكى ايه متعبتيش من العذاب ده؟ ولا لسه عايزه تعذبينى تانى؟
لم تستطع ايثار ان تتحدث ونظرت الى الاسفل، فقال: كفايا عناد بقا يلا اتحركى، والا بجد هخطفك انا مستبيع خلاص.
ابتسمت ايثار قائله: ايه مستبيع دى انت متخيل انى ممكن ازيك؟

تنهد عمار قائلا: يعنى لو فضلتى كده هاخدك فى حضنى، ومش هتقدرى تقومى، يعنى يرضيكى نبدأ حياتى بذنب؟
فابتسمت ايثار قائله: لاء طبعا ميرضنيش حاضر هتحرك.
وتحركت بالسياره ووصلا عند المأذون، وصعدا له وطلب منه عمار عقد القران
الماذون: اتفضلو طيب عشان نبدأ الاجراءات.

جلسا الاثنين امام المكتب
المأذون: بطايأكم لو سامحتم وحالة كل واحد الاجتماعيه.
اخرج كل منهم بطاقته ووضعها له وقال عمار: احنا مطلقين انا وهى.
المأذون: يبقى عايز قسيمة الطلاق بتاعتها.
ايثار: بس انا معيش قسيمه ماخدتهاش اصلا.
المأذون: تروحى بكره الصبح السجل ان شاء الله...
قاطعه عمار: مش هستنا لبكره هجبلك القسيمه دلوقتى، ابدأ فى اجراءتك وانا هجبهالك حالا.
المأذون: تمام طلما هتجبها هبدأ.

قام واخرج الهاتف من جيبه فقالت ايثار: انت هتعمل ايه؟
اشار لها ان تصبر وابتعد عنهم قليلا، واتصل بفارس لحظات واجاب قائلا: عمار انت فين يا بنى سبت الشغل فجأه ورحوت فين؟
عمار سعيدا: لاقيت ايثار اخيرا.
صدم فارس قائلا: بجد لقيتها فين وازى؟
عمار سعيدا: مش مهم هبقا اقولك بعدين، المهم دلوقتى هات قسيمة الطلاق بتاعتكو، وتعالى عند المأذون، عشان مش هسبها الا وهى مراتى، عشان متفكرش تهرب منى تانى.

ضحك فارس قائلا: مجنون هجبهالك منين دلوقتى دى فى البيت.
عمارة: روح هاتها من البيت بقولك ايه يا اما تجبها وتيجى، يا اما هبات هنا عند المأذون لحد الصبح، انا مش ماشى الا وهى معايا.
ضحك فارس قائلا: انت اتجننت يا بنى، ما كنت بعقلك ماشى خليك عندك، وانا نص ساعه وهكون عندك.
وانهى معه المكالمه وخرج مسرعا عاد الى المنزل، وعندما راته ايمان تعجبت قائله: فارس ايه اللى جابك دلوقتى؟ ومجبتش مراتك وابنك من عند حماك ليه؟

فارس سعيدا: عمار اخيرا لقا ايثار، ومش راضى سيبها الا لما يكتب الكتاب عليها، وعايز قسيمة الطلاق بتاعتنا فجيت اخدها.
ايمان بعدم تصديق: بجد معقول ياه المجنونه دى وحشتنى قوى لقاه فين؟
فارس: معرفش انا هطلع اجيب القسيمه، بدل ما الاقيه جاي ياخدها من هنا، اصله اتجنن خلاص.
ايمان: طب اطلع هاتها وتعالى.
صعد فارس الدرج بسرعه احضرها ونزل وجد والدته تنتظره قائله: بقولك ايه استنى عشان عايزه اعمل لها مفجاءه.
فارس سعيد: انت اجمل ام فى الدنيا.

وقبلها وخرجا معا، كان عمار ينتظر الى نار، يلف فى ارجاء المكتب ذهبا وايبا، وايثار تتابعه فقامت اقتربت منه قائله: بص خلاص نمشى دلوقتى ونيجى بكره، متخفش مش هسيبك تانى خلاص.
عمار رافضا: بصى مش همشى من هنا، الا وانت مراتى هى قفلت معايا خلاص انت فاهمه.
ايثار: طب بص شوف اى ضمان يعجبك، وانا هعمله بس مينفعش كده شكلنا بقا وحش قدام المأذون.
عمار رافضا: ايثار انا مش ماشى ان شاالله يجوزنا شفوى، ونكمل الاجراءت بكره.

ايثار رافضه: ايه الكلام ده مينفعش كده؟
واذا بصوت ياتى من خلفه قائلا: ايه الكلام الفاضى ده هى ملهاش اهل ولا ايه؟!
نظر الاثنان اذا به فهمى والد فارس، نظر اليه الاثنين فى زهول فاقترب منهم قائلا: انت ازى تسمحيله يعمل كده؟ انا مسمحلوش انت بنتى، ولو عايز يتجوزك يبقى يخطبك منى، مش كده ولا ايه؟
امتلاءت عينها بالدموع وابتسمت قائله: اكيد طبعا ده شرف ليا.

اتت ايمان من خلف فهمى قائله: اوعى انت وهو عشان اشوف البنت دى وملص لها ودنها.
واقتربت منها واحتضنتها، فاحتضنتها ايثار هى الاخرى وهى تبكى قائله: انا اسفه مكنش قصدى ازعلك بس...
قاطعتها قائله: بس ايه هو ده وقت عياط، بس كفايا بقا عمك فهمى هو والى امرك، ولو عايزه تتجوزى الواد ده، هيجوزك ليه اما بقا لو مش عايزه.
قاطعها عمار قائلا: هى موافقه انا عارف، بصو انا مستنى بقالى كتير، ويتجوزوهالى دلوقتى يا اخطفها.

فضحك الجميع
فمهى مبتسما: يلا يا سيدى نكتب كتاب المجنون ده، بدل ما يعمل لنا مصيبه (وموجه الكلام الى ايثار ) عجبك كده جننتى الواد كان عاقل ده وكان رزين.
فضحك الجميع واقتربو من مكتب المأذون وعقد لهم القران، قام عمار امسك يد ايثار وجذبها اليه وضمها الى صدره قائلا: اخيرا بقيتى مراتى.
شعرت ايثار بخجل شديد من كل الموجودين، وهمست فى اذنه قائله: عيب كده كلهم واقفين.

فاشار لهم عمار قائلا: اقعدو يا جماعه عشان احضنها براحتى.
فضحكو على كلامه وقال فهمى: فى ايه يا عمار ما كنت بعقلك يا بنى.
فتركها عمار ولكن لم يترك يدها قائلا: معلش انا اسف بس هى فعلا طايرت عقلى، ومصدقت لقيتها.
واذا بصوت نادين من عند الباب يقول: وطيرت عقلى انا كمان، يعنى كده يا ايثار تسبينى كل الوقت ده؟
نظرت اليها ايثار وامتلاءت عينها بالدموع واسرعت اليها واحتضنتها قائله: وحشتينى قوى انا اسفه سامحينى.
نادين وهى تحتضنها وتبكى: هسامحك بس بشرط متعمليش كده تانى انت فاهمه.

فابتسمت وهى تبكى وتهز راسها قائله: ايوه فاهمه خلاص مش هبعد عنكو تانى، انا اصلا منغيركم مكنتش عايشه.
فبكى الجميع فاذا بشهد من خلفهم تقول مازحه: ايه ده ايه النادله دى انتو بتعيطو منغيرى؟
فتعالت ضحكات الجميع، واقتربت منها واحتضنتها وهى تقول: وحشتينى يا مجنونه فى حد يبقى عنده ناس بتحبه كده ويسبهم ويهرب.
فارس: مجنونه بقا تقولى ايه؟

فنظرت اليهم جميعا فى سعاده ممزوجه بالكباء قائله: مكنتش اعرف انكم بتحبونى كده، ولا انى انا كمان بحب اوى كده، انتو عليتى اللى كرمنى بيها ربنا.
شهد مازحه وهى تبكى: انت ايه نكديه مصره تعيطى بردو مفيش فايده.
فضحكت وهى تبكى فاحتضنتها شهد ونادين، واقتربت منهم ايمان واحتضنتهم هى الاخرى، قائله: ربنا يديم اللمه الحلوه دى يارب.
فهمى سعيدا: يلا بينا بقا عشان معطلين الراجل عن شغله.

فارس مازحا: اه والله تصدق انا نسيت اصلا اننا فى مكتب المأذون.
ايمان: يلا بس لازم تيجى تتغدى معنا عشان اعرفك ريناد مرات فارس هتحبيها قوى.
عمار: لاء النهارده هى هتبقى معايا انا، وبعدين تبقى تروح المكان اللى يعجبها، انا مصدقت لقيتها.
ايمان مازحه: طب ما انت هتبقى معها، وهو ينفع تيجى منغيرك.
ايثار فى خجل: اكيد طبعا مش هروح اى مكان منغيره.
فارس مازحا: اه ياعم هنيالك.

فضحك عمار قائلا: انت هتقر عليا ولا ايه، انا مصدقت لقيتها ومش هسبها تانى ابدا.
فهمى: يلا ننزل وتعالو عندنا على الفيلا نتكلم فى باقى الاجراءت.
عمار: اجراءت ايه خلاص هى بقت مراتى مفيش اجراءت تانى؟
فهمى: لاء طبعا دى عروسه ولازم يتعمل لها فرح.

تنهد عمار قائلا وهو ينظر الى عين ايثار: بس كده احلى فرح فى الدنيا، ده فرح حبيبتى عمرى كله ايثار.
فهمى: طب يلا بينا وكمان عشان اعرفها على احفادى انا بقيت جدو دلوقتى.
فارس: طب اسبأكو انا اروح اجيب ريناد والولد واجى.
نزلو جميعا وذهبو الى فيلا فهمى، واتصلت نادين بمصطفى واتى اليهم، واتت ايضا مرام وسامح، وجلسو جميعا فى البهو، كانت ايثار لاول مره تشعر ان لها اسره حقيقيه، وعائله لطلما حلمت بها.

فهمى: ايه رايك يا عمار نعمل الفرح الخميس اللى بعد الجاى؟
عمار: معنديش مانع حتى عشان نكون اشترينا الشقه اللى هنتجوز فيها وفرشنها.
فهمى: طب مدام كده ناجلها شويه؟
عمار: لاء خلاص هو ده معاد مناسب مش هاخر كويس اصلا انى وفقت بيه.
فضحك فهمى قائلا: خلاص يا سيدى ماشى.
ايثار: بس انا ليا طلب ممكن تتحقوهولى.
فهمى: طلب ايه؟

ايثار: انا كان نفسى احضر فرح شهد وفارس، فلو ممكن الفرح ده يكون فرح جماعى، وكلهم يلبسو عرسان.
شهد: انا اول واحده موافقه وهنزل دلوقتى اجيب فستان فرح كمان.
فضحك الجميع
ايمان سعيده: فكره حلوه قوى بس انا بقترح كمان نجيب رباب وريم.
ايثار سعيده: اكيد طبعا هما كمان اخواتى.

فهمى: يبقا خلاص اتفقنا، هنحجز القاعه، ونجهز كلنا على معاد الفرح، فى حد عايز يقول حاجه حد معترض.
ايمان ضاحكه: محدش يقدر يعترض دى لو طلبت انا وانت نلبس عرسان هنفذ.
فهمى مازحا: ده انتى بتتلكى بقا.
وبقيو معا لبعض الوقت، وفى المساء ذهب كل منهم الى بيته خرج عمار مع ايثار وركبا سيارتها، وقاد هو السياره حتى وصلو الى باب العماره التى بها شقتها، فتعجبت ايثار قائله: انت جايبنا هنا ليه؟

عمار: مش شقتك هنا فى العماره دى؟هنطلع نقعد فيها شويه.
ايثار متعجبه: دى متاجره مش هينفع؟!
ابتسم عمار ونظر الى عينها قائلا: انت مش واثقه فيا ولا ايه؟
فابتسمت ايثار قائله: اكيد طبعا واثقه فيك.
عمار: يبقى خلاص هتطلعى معايا؟

هزت راسها بالموافقه ونزلت من السياره، وضع يده حول خصرها وهو يضع يدها حول خصره، وهويمسك بها وصعدا معا، فتح باب الشقه ودخلا معا، وهى فى حالة زهول فابتسم قائلا: انا اللى اجرت الشقه، عشان ابقى فى مكان فيه ريحتك.
فظت تنظر له دون كلام، اغلق الباب ودخلا معا الى غرفة النوم، واشار على هاتفها السرير قائلا: شايفه التليفون بتاعك حاطه ديما جنبى، اقعد اسمع صوتك واشوف صورتك، واحلم انك معايا وفى حضنى، وجعتى قلبى قوى.
ايثار: اسفه بس كنت خايفه عليك لما عم صفوت قالى ان بابا قت...

وضع يده على شفتيها قائلا: هوس اسكتى بابا فكر غلط، لو كانت القوه دى ممكن تضر حد، كانت ضرت مرات باباكى اللى ازتك مش كده؟
ابتسمت ايثار وهزت راسها بالموافقه، فنظر الى عينها واقترب منها وشعر انه لن يستطيع ان يتمالك نفسه اكثر، فابتعد قليلا وتنحنح قائلا: ايه رايك نشترى الشقه اللى جنب دى، هى معروضه للبيع ونتجوز فيها ونقعد توتا هنا.

ايثار متنبه: يا خبر توتا انا نسيتها خالص، لكن انت شوفت توتا فين وعرفت منين انها معايا.
فنظر لها واشار بيده ففهمت قائله: اه! توتا هى اللى قالتلك بقا كده ماشى يا توتا.
نظر عمار لعينها قائلا: بزمتك ده انا هديها جايزه وهعيش طول عمرى شايل لها جميلها ده.
ابتسمت ايثار قائله: وانا كمان عمرى ما هنسا ده.

نظر لها عمار للحظات ثم تنحنح قائلا: بصى يا ستى الشقه اللى جنبنى كبيره هناخدها ونفرشها، ومعلش هجيب ابنى اسر يعيش معنا، لان سهيله اتجوزت مش عايز اسيبه معها اكتر من كده.
ابتسمت ايثار قائله: اسر ده حته منك.
عمار: ربنا ما يحرمنى منك ابدا.
وظل ينظر الى عينها لبعض الوقت فتنحنحت قائله: انا لازم اروح دلوقتى، عشان توتا سيبها لوحدها من بدرى.

عمار: متقلقيش عليها كلمتها واطمنت عليها، وطمنتها عليكى وفرحت قوى.
ايثار: بس بردو لازم اروح، وخلاص كلها اسبوعين ونبقا مع بعض على طول.
تنهد عمارقائلا: مش عايز اسيبك تمشى خايف يطلع حلم واصحى منه.
ايثار: لاء مش حلم ده لو حلم انا اموت، انا تعبت قوى وانا بعيده عنك يا عمار، ومش هبعد تانى ابدا.
ابتسم عمار قائلا: انا اصلا مكنتش عايش فى بعدك، هعد الساعات والدقائق لحد ما تبقى معايا على طول.

وضمها عليه واغمض عينيه، وهو يتمنى ان يمر الوقت بسرعه، وتاتى الى بيته وتبقى معه الى الابد، كانت ايثار هى الاخرى لا تريد ان تتركه وتذهب.
فتح عمار عينه تنهد قائلا: امرى لله هنزل اوصلك، واعملى حسابك الفتره الجايه، هننزل كل يوم نشترى الحجات، ونستعد للفرح.
فهزت راسها بالموافقه وخرجا معا، ومرت الايام بسرعه وفى يوم الزفاف، ارتدى كل زوج منهم لبس الزفاف، ودخلو القاعه ووقفو كل زوج فى مكان ومقابل له زوج اخر، حتى اكتملت حلقه بهم وبدأ اغنية عمرو دياب (انت بنسبالى جنه اتفتح باباها ورزقنى اسبابها )
ورقصو جميعا معا فى حفل جميل فرحو بيه جميعا وبعد ذهب كلا منهم الى عشه السعيد.
تمت
 أرجوا أن تكون نالت إعجابكم

 

النهاية ◄