-->

رواية أشواك الحب الفصل الخامس

 

 عند نادين
خرج مصطفى من الغرفه، اقترب من ايثار وجلس الى جوارها قائلا: زعلان ليه حبيب بابا؟
ايثار ببعض العبوس: كنت بسال ماما ايه معنى(بالفرنسيه) غريبه الاطوار.



ابتسم مصطفى قائلا: بص حبيب بابا، لما ماما جت هنا فرنسا اول مره، كان هى مختلف عن الناس اللى هنا، فالناس اعتبرته غريبة اطوار وانا كمان كنت فاكر زيهم، لكن لما اتعاملت معاه لقيته هو صح وهما اللى غلط، ولقيت ان عشان اكون انا كمان صح لازم ابقا زيه، حتى لو قالو عليا غريب اطوار.
ايثار: فهمت يعنى انا عشان صح هما قالو عليا كده، الميس كمان قالتلى كده.
مصطفى متعجبا: قالك كده ازى؟

ايثار: لما خلتهم يجو يعتزرولى، انا مكنتش فاهمه هما بيعتزرولى ليه، بس انا عملت انى كنت زعلانه، بس طنشتهم عشان مش هاممنى كلامهم، عشان انا صح، فهى قالتلى انت بنت شاطره وهى مبسوطه منى، لانى اعقل منهم.
سعد مصطفى جدا بكلامها قائلا: فعلا انت بنت ذكي كتير، وكلام اولاد دول مش مهم، طول ما انت اعرف انك صح.

قبلها بسعاده وقبلتها نادين ايضا دخلت الى غرفتها، نظر مصطفى الى نادين قائلا: ايثار طلع اشطر منى، تعرف الصح انى اعمل مش واخد بالى منهم وانى مش شايفهم ومهما يعمل مش هعصب عليهم عشان انا صح.
ضحكت نادين قائله: ديما اولادنا بيكونو مصدر الهام لنا، وان شاء الله المره دى هتنجح وتحقق كل اللى بتحلم بيه.
وضع مصطفى يديه على كتفها قائلا: حبيبتى ده حلمنا احنا اتنين، مش حلمى انا وحدى، مش كده ولا ايه؟

ونظر لها فابتسمت وهزت راسها بالموافقه، فحتى لو لم يكن حلمها فهو حلمه، وهى ستساعده لانه كل حياتها.

فى المستشفى
ارسل معتز احد لطلب توتا فذهبت اليه فى غرفته، دقت الباب ودخلت قائله: السلام عليكم فى حاجه يا دكتور؟
نظر لها معتز وابتسم قائلا: وعليكم السلام اتفضلى عايز اسالك عن حاجه.
جلست فى الكرسى امام المكتب
معتز: عايز اسألك ايه اللى خلاكى تشخصى حاله سمر على انه تصحيح؟
شعرت توتا بالقلق قائله: اللى هى وصفته، وكمان لاحظت تفاحة ادم فى رقبتها، وصوتها فيه خشونه شويه.

ابتسم معتز قائلا: كلام جميل، بس فى الحلات اللى زى دى الافضل انك متشخصيش قبل التحاليل، لان لو طلع فى غلط ممكن تتسببى فى مشكله كبيره.
تضايقت توتا وشعرت بالخجل قائله: انا اسفه، بس انا اتعمدت اقول الاسم بالانجليزى، عشان هى متفهمش حاجه، بس معلش هو تشخيصى غلط؟
معتز: لاء بالعكس تشخصيك صح انا مبسوط جدا، (بتردد)بس عايز اسالك هو انت كل شخص بتشوفيه بتفحصيه كده بنظرك؟

شعرت توتا باحراج شديد واجابت قائله: لاء طبعا مش كل شخص، بس من الحجات اللى اتعلمنها ان فى التشخيص، لازم اركز كويس فى حالة المريض، وان ممكن شئ بسيط يكشف حاجه مش باينه.
ابتسم معتز قائلا: تمام كلام صح واضح انى اخترت صح وانك فعلا دكتوره شاطره.
توتا: طب هو ايه اللى هيتم فى حالة سمر.

معتز: بداية هى ولد مش بنت لازم تتعملى معها على هذا الاساس، الاشعات اكدت ده، واول ماتخلص كل التحاليل، هبدأ اجرات العمليه من ورق وعلاج.
توتا: طب هى عرفت؟
عبس معتز قائلا: تقصدى عرف، بعتله دكتوره نفسيه هتبدأ تجهيزه نفسيا، وكمان بتعله لبس رجالى وحرجت عليه يكلم حد، عشان يبقا من الكل فاهم انه راجل.
تعجبت توتا قائله: بس ده مش سابق للاوان؟
معتز: لاء ده الافضل وانت اتعملى معاه على انه راجل مش بنت.

توتا: تمام حاضر يادكتور عن اذن حضرتك.
قامت توتا لتخرج من الغرفه فندها قائلا: استنى لحظه يا دكتوره.
وقفت توتا مكانها فاقترب منها قائلا: فى حاجه مهمه نسيتيها فى التشخيص.
توتا بأهتمام: حاجة ايه؟
اشار بيده على عينها قائلا: العنين لازم ديما تركزى فى العين لان فى امراض كتير بتبان من العين.
نظر معتز الى عينها واكمل: مش معقول انت عنيكى حلوه قوى اول مره اخد بالى.

ارتبكت توتا وشعرت بخجل شديد وحرج، نظرت له بعبوس وخرجت مسرعه، فلحق بها واوقفها قائلا: دكتوره تسنيم لوسحتى بعد اذنك.
فتوقفت والتفت اليه دون كلام فاكمل: انا اسف مقصدتش معاكسه انا كنت بشرح وقولت ده منغير قصد اسف.
وكان يبدو عليه الاحراج الشديد فهزت توتا راسها مع ابتسامه مرتبكه قائله: خلاص محصلش حاجه عن اذنك.

تركته وذهبت مسرعه، ظل هو واقفا مكانه يأنب نفسه لما قال لها ذلك، فهذا احرجه هو ايضا ليست هى وحدها اخذ نفس وزفره وعاد الى غرفته.

فى مكتب فارس
دخل عمار واقترب من فارس، الذى كان يقف بجوار المكتب، وهمس فى اذنه قائلا: تامر عمل ايه معرفتش انام من التفكير فى الموضوع؟
فارس بصوت خفيض: لسه مكلمنى وقال هيجى بعد شويه ومعاه كل المعلومات.
عمار: طب اول مايجى ابعتلى رساله اجيلك تمام.
فارس: تمام.

عاد عمار الى مكتبه وهو ينتظر مجئ تامر على احر من الجمر، فهو يريد ان يعرف من وراء هذا الفيديو، اتت اليه الرساله فقام وقف قائلا: ايثار انا رايح لفارس عشان جايله تامر بخصوص حاجات تبع شركة باباه.
نظرت اليه ايثار قائله: تمام انا هخلص الورق ده واروح الحسابات اظبط معاهم شوية شغل وارجع.

هز عمار راسه بالموافقه مع ابتسامه خفيفه، ودخل الى مكتب فارس جلس بالكرسى امام تامر بجاور المكتب ونظر له قائلا بصوت خفيض: عرفت مين اللى نشره وليه؟

اخذ تامر نفس وزفره قائلا: ايوه عرفت ليا اصحابى فى ليهم فى المواقع الالكترونيه دى، دخلو عرفو ان اللى نشره واحد صحفى، روحلته وادلته قرشين حلوين وعرفت منه ان اللى بعتتله الفيديو واحده اسمها سوزى، وهو نشره عادى مكنش يقصد منه حاجه، وانه ملوش دعوه بالفيديو التانى اللى نزل.
عمار: يعنى ايه ملوش دعوه؟
فارس: ومين سوزى دى؟

تامر: هو بيقول كده بس اللى متاكد منه انه كداب، بيخلى مسؤليته عشان يمسك عليه غلطه، ولما سالت ودورت عرفت سوزى دى اللى كانت صاحبة سليم.

تعجب الاثنان ونظر كل منهم للاخر وقال عمار متعجبا: طب وهى عرفت منين موضوع القوه بتاعت مؤمن؟
فارس: وهى عايزه منا ايه؟
تامر: اللى فهمتو من كلام الصحفى ان اللى صور مكنش قاصد وجت معاه صدفه، وان ممكن يكون قاصد الام، وهو نشره عادى ومتخيلش حد يستغله كده.
زاد تعجب عمار قائلا: وهى عرفت بقوة ايثار منين بردو؟!
فكر تامر قائلا: هى قوة ايثار ورثها عن حد؟
عمار: ايوه عن والدها.

تامر: طب هو والدها اتعرف انه عنده قوه ولا لاء؟
فكر عمار قائلا: كده فهمت هى دورت فى الملفات القديمه وربطت الامور ببعض فاستنجت ان عندها قوه.
فارس مستنكرا: بس ده ميخلهاش تبقا متاكده وتبعت مصور.
عمار مأكدا على كلام فارس: فعلا كلام صح.
فكر تامر قائلا: قولى ياعمار هى ايثار ممكن تستعمل قوتها دى فى اى ظرف؟

تذكر عمار قائلا: فى الطبيعى لاء بس من فتره واحنا ماشين كان هيقع عليا حجر كبير وهى حدفته بعيد بس المكان كان فاضى.
فارس: تبقا هى بتراقكبم من فتره.
تامر مؤكدا: ده اكيد لانها عارفه موعيدكم كلها ومظبتا الخطه عليها.
عمار غاضبا: يعنى الواحد يروح يقتلها دى واخلص منها خالص.
تامر: اهدى خالص الموضوع مش محتاج اى نرفزه ولا عصبيه.
عمار بحده: امال اعمل ايه اسبهم يدمرو حيات ابنى؟

تامر: تلاعبهم زى ما بيلعبوك، وبعدين السوشل مديا عايزه تلعبها بنفس سلاحها.
لم يفهم عمار قائلا: يعنى نعمل ايه؟
تامر: هخلى اصحابى بتوع السوشل مديا يردو عل الفيديوهات دى بفيديوهات تانيه، ويفتحو حوار ويوضحو قوى جزء هجوم العصابه اللى فى الاول، ويتكلمو ان الولد بيدافع عن امه وانه بطل، ويبقا فيديو قصاد فيديو ومع الوقت هيموت الموضوع يتنسى.
فارس: اه نحارابهم بنفس سلاحهم يعنى.

تامر: بالظبط وسيبو سوزى دى عليا انا هشوف لها حل ان شاء الله.
عمار: تمام.
تامر: طب عن اذنكم انا عشان عندى شغل وهبقا اقولكم النتايج اول باول نتابع مع بعض اللى بيحصل.
تركهم وذهب قبض عمار على يده قائلا: انا مش فاهم الكلبه دى بتعمل كده ليه؟
فارس: اكيد عايزه تنتقم من ايثار عشان موتت سليم.
عمار: ودى طلعت اصلا من مستشفى المجانين ازى؟
فارس: هسال تامر واخليه يعرف كل حاجه عن الموضوع ده.

عمار: هتابع الميديا واشوف اتمنى الموضوع ده ينفع.
فارس: متقلش هى المديا كده بتاخد لها شويه وتسكت متقلقش.
قام عمار وقف قائلا: طب هروح اشوف شغلى سلام.
وعاد الى مكتبه.

عند ناديه
دخلت ناديه النادى وهى ترتدى ملابس رياضيه(ترنج )، وذهبت الى مدرب التنس قائله: هاى.
نظر اليها مدرب التنس: اهلا يا فندم اءمرى.
ناديه: كنت عايزه اتضرب على التنس ممكن.
المدرب وهو يتفحصها بنظره: اكيد طبعا هو حضرتك جديده معنا هنا مش كده؟
ناديه: ايوه ده اول يوم ليا واشتركت فى اللعبه .
المدرب: طب اتفضلى هقولك موعيد التدريب واختارى الايام اللى تناسبك.
ناديه: اوك.

المدرب: وفى تدريب هيبتدى دلوقتى تحبى تنضمى للمجموعه؟
ناديه: نو انا عايزه ابقا لوحدى اعملى موعيد لوحدى.
المدرب: تمام اتفضلى استريحى على ما التدريب يخلص معاهم وابدأ معاكى.
جلست على احد الطاولات تشاهدهم، اتى شاب ثلاثينى يرتدى قميص وبنطال، على احدث طراز، ويبدو عليه الثراء، جلس امامها قائلا: تسمحلى اقعد معاكى؟
نظرت اليه ناديه وابتسمت قائله: اتفضل.

نظر اليها الشاب بنظرات متفحصه ومد يده لها قائلا: زين الدين عثمان ابن واحد من اكبر رجال الاعمال فى مصر اكيد سمعتى عنه.
ابتسمت ناديه وكانها تعرف الاسم جيدا قائله: اه طبعا اكيد سمعت عنه اهلا بيك اسمى نانا.
ومدت يدها سلمت عليه فامسكها وقبلها وهو ينظر لها قائلا: اتشرفت بيكى انما انا اول مره اشوفك هنا فى النادى.
ناديه: اه ده اول يوم ليا هنا وكنت جايه عشان اتضرب على التنس بس مستنيه المدرب لما يخلص.

زين: ايه ده معقول تستنى وانا موجود اتفضلى وانا ادربك.
ناديه: هو انت مدرب هنا؟
زين: يعنى بحب اخدم حبابيى فى النادى عمل تطوعى لو مش حابه خلاص.
ناديه: لاء ابدا انا بس استغربت ان شاب زيك يدرب هنا يعنى؟
ضحك زين قائلا: دى حاجه كده للتسليه مش شغل بالمعنى، هروح للمدرب اقوله وارجعلك نروح الملعب التانى نتدرب هناك عن اذنك.
ناديه: اتفضل.

تركها وذهب تحدث الى المدرب وعاد اليها وذهبا معا الى الملعب الاخر وبدأ يدربها وبعد نصف ساعه خارت قوها وبدأت تلهث واشارة له ليتوقف فاتى اليها قائلا: مالك انت شاكلك تعبان ليه كده احنا لسه مبدأناش؟
كانت تتنفس بصعوبه ولم تستطع ان تجيب للحظات حتى استاطعت ان تتحدث بصوت متقطع قائله: اصلى، كنت، تعابنه واول، يوم أخرج النهاردة.
امسك ذراعها قائلا: طب تعالى اتسندى عليا نقعد ترتاحى وتشربى حاجه وبعدين نكمل.

فهزت راسها دون كلام واستندت عليه حتى اجلسها على الطاوله مره اخرى، وطلب من النادل عصير، بدأت تشعر بأرتياح قائله: الحمد لله نفسى هدى واتحسنت شكرا ليك انا غلط انى فكرت اتدرب وانا لسه قايمه من دور تعب زى ده.
ابتسم زين قائلا: ولا يهمك الواحد لما ييبقا لسه قايم من تعب بيبقا نفسه يعمل كل حاجه تحبى اوصلك للبيت او اتصل بحد من اهلك؟

ابتسمت وقالت بأعين زائغه: لاء ملوش لزوم انا كويسه هشرب العصير واروح، هاخد تاكس من بره.
زين رافضا: لاء طبعا لايمكن انا هوصلك اشربى العصير الجرسون جابه اهو وبعدين نمشى.

وضع النادل كوب العصير اخرج زين بعض النقود واعطاه له، شربت هى العصير وتحركا معا اوصله الى منزلها بسيارته، شكرته وصعدت الى شقتها، دخلت ارتمت على سريرها وامسكت مفاصلها وهى تتالم وتتاوه قائله: اه رجلى مش قادره مفصلى هو فى ايه انا عمرى ماحصل معايا كده، هروح بكره للدكتور بتاعى اسأله اه يا ركبى اه مش قادره حتى انقلها من مكانها اه.

فى المستشفى
اتت طبيبه الى توتا ونادتها قائله: دكتوره تسنيم ممكن لحظه؟
التفتت لها توتا قائله: اتفضلى هو حضرتك دكتوره هنا؟
ابتسمت قائله: انا الدكتوره هايدى دكتوره نفسيه وانا اللى دكتور معتز طلب منى اتابع حالة سامر وكنت محتاجه مساعدتك.
تعجبت توتا قائله: مساعدتى فى ايه؟
هايدى: مش عارفه اتواصل معاه يعنى ممكن تيجى معايا نكلمه سوى؟

ابتسمت توتا قائله: اكيد طبعا انا كنت هعدى عليه قبل ما امشى لكن لو تحبى نروح دلوقتى؟
هايدى: تمام يالا بينا.
ذهبت معها الى غرفة سامر دقا الباب ودخلتا، عندما راها سامر فرح بها قائلا: الست الدكتوره مستنايكى من بدرى مجتيش ليه؟
ابتسمت توتا قائله: معلش بقا كنت بمر على العيانين وجيتلك اهو وكمان الدكتوره هايدى معايا.
فرقت سمر فى راسها قائله: ماهى الست الدكتوره دى جتلى امبارح.

وسكتت وكأنها تريد ان تقول شئ لكنها خجلت منهم ابتسمت توتا وفهمت قائله: قوليلى يا سمر انت الافضل بالنسبه ليكى انك تكونى ولد ولا بنت؟
ضحكت سمر قائله: طب وهو انا من حقى اختار ده بتاع ربنا الدكتوره دى ( اشارة على هايدى ) قعدت امبارح بردو تقولى تحبى تبيقى راجل وانا مفهمتش منها حاجه.
عبست هايدى قائله: هو انا بتكلم هروغليفى يعنى ولا ايه؟

حاولت توتا ان تدارى ابتسامتها قائله: مش هروغليفى ولا حاجه بس الموضوع ببساطه انها مش متخيله اللى تقصديه بصى يا سمر الحاجات اللى بتشتكى منها معنها انك ممكن تكونى راجل فتحبى تبقى راجل.
فتحت سمر فاها من الصدمه ونظرت لهم بزهول قائله: هو ده ممكن؟!
ضحكت توتا قائله: شوفتى بقا ممكن.
ابتعلت سمر ريقها وقالت: بس هرجع ازى اعيش وسط الناس اللى كنت معاهم مش هينفع.

توتا: طب وايه اللى يرجعك لهم اصلا هو حد يعرف انك جايه هنا؟
سمر: لاء دى واحده هى اللى قالتلى على المستشفى وقولت اجى اجرب حظى.
هايدى: يبقا كده اتحلت تروح منطقه تانيه تعيش فيها.
فكرت سمر قائله: بس هشتغل ايه واعيش منين؟
توتا: دى مش مشكله خالص هنشوفلك شغلانه وسكن كمان ياعم.
سمر متعجبه: هى المستشفى بتوظف العينين كمان؟

ابتسمت توتا قائله: لاء طبعا انا ليا قريب عنده شركه هقوله يشغلك فيها والسكن اى شقه ايجار ومدمت هتشتغل يعنى هتعرف تدفع الايجار.
سمر: اه كده فهمت تسلملى يا ست الدكتوره انا كده فهمت ليه دكتور معتز جابلى اللبس ده؟
هايدى: يعنى هتعمل العمليه وتبقا راجل؟
سمر: بس ده مفهوش خطر عليا؟
توتا: بالعكس الخطر انك متعملهاش لان انت اصلا راجل بس حصل عندك لغبطه.

لم تفهم سمر وظلت تنظر لهم بعدم فهم فقالت هايدى: انت مش قولت ان عندك فى جسمك شعر زى الرجاله، وصوتك تخين ومستغرب الحاجات دى؟
سمر: اه يعنى انا اصلا راجل مش بنت بس ليه الحاجات بتاعت الرجاله مش عندى؟
هايدى: لاء عندك بس بسبب لغبطه حصلت فى هرموناتك استخبت جوى جسمك واحنا هنطلعها بس.
سمر: يعنى هبقا راجل بجد وحق وحقيقي وهقدر اتجوز؟
هايدى: انت لو معملتش العمليه مش هتقدر تتجوز ابدا.

سمر: خلاص طلما كده ماشى انا موافق هنعملها امتى؟
توتا: هتاخد فتره علاج عشان نظبط شوية حاجات ونعملها لك بامر الله، بس انت طول الفتره دى هتلبس لبس رجاله، وتحلق زى الرجاله واى حد يكلمك تتعامل على انك راجل تمام.
سمر: تمام طب واسمى هيبقا ايه؟
ابتسمت توتا قائله: سامر ايه رايك؟
سمر متعجبه ؛ هو غريب بس حلو طلما انت اللى اخترتيه ياست الدكتوره.

هايدى: طب بص بقا فى مقص جوا هتقص شعرك وهبعتلك حلاق يحلقلك شعرك ويخليه زى الرجاله واستحمى وغير لبسك ده.
سمر: حاضر تعرفى انكو هتعملو فيا جميل ده انا شعرى ليفه ومش بعرف اسرحه وعشان كده بلبس الطرحه عشان لما قصيته اتريقو عليا.
قامت توتا وسمر وقالت: طب هنسيبك بقا دلوقتى تستحمى وتغير براحتك.
هايدى: وهبعتلك الحلاق بعد شويه.
سمر: ماشى يا ست الدكتوره.

تركها وخرجت الاثنتين وبعد ان ابتعدتا قليلا نظرت هايدى لها قائله: بكره نتقابل هنا بردو عايزكى معايا عشان اتكلم معاه شويه تانى تمام.
ابتسمت توتا قائله: تمام.
وذهبت كل منهم الى عملها.

فى منزل عمار
كانت ايثار تجلس مع مؤمن وهو يلعب رن هاتفها نظرت به وجدتها سهيله اخذت نفس وزفرته واجابت قائله: اهلا يا سهيله خير فى حاجه؟
سهيله بحقد وغل: اهلا يا ام الوحش.
غضبت ايثار من ردها قائله: اتكلمى عدل على الاقل عشان ابنك.
سهيله: ماهو ده عشان ابنى اللى كسرتو بخاطره عشان الوحش بتاعكو ومشيتو زعلان ويكون فى علمك دى اخر مره اسر هيجى عندكو، ودلوقتى بقا مفيش محكمه هتسمحلكو انكو تاخدو.

خرجت ايثار من غرفة مؤمن وزاد غضبها قائله: اسمعينى كويس لو قولتى كلمة وحش دى تانى على ابنى، هتلاقى صورك انت والبيه بتاعك مغرقه النت، وفضيحتك هتبقا بجلاجل، واياكى تفكرى تبعدى الولاد عن بعض، او تكرهيهم فى بعض، والا هيبقا عليا وعلى اعدائى، وانت متعرفيش هتشوفى ايه؟
فزعت سهيله من صوتها وشعرت انها لن تسكت لها فاثرت السلامه قائله: ماشى يا ايثار.

وانهت المكالمه معها كانت ايثار تشتعل غضبا حتى انها اقبضت يدها على الهاتف فجعلته قطع صغيره كان عمار قد سمع صوتها وخرج وظل يستمع الى الحوار بينهم اقترب من ايثار ربط على كتفها قائلا: حبيبتى متزعليش نفسك هى اصلا شخصيه زباله متستهلش انك تنرفزى نفسك عشانها.
ايثار بغضب: انا اتضيقت عشان كلامها ده اكيد هيتقال من غيرها.

فهم عمار انها قد شاهدت الفيديو وعلمت مابه فقال مطمأنان لها: متقلقيش احنا اخدنا اجرأت وعرفنا مين اللى عمل كده وهنتصرف معاه.
نظرت اليه بغضب قائله: اه منا عارفه وشوفت الفيديو المضاد، وعرفت ليه كنت متضايق امبارح، ومعرفتش تنام طول الليل.

راى عمار من نظرتها كلام كثير اكثر مما قالته وفهم سبب غضبها الحقيقي فاقترب منها اكثر وابتسم قائلا: حبيبتى انا كل همى فى حياتى هى حمايتك انت وابنى، يعنى لما الاقى حاجه زى كده لازم اتصرف، صحيح دريت عنك انا بعمل ايه، بس لانى عارف انك موجوعه ومش مستحمله وجع تانى كنت عارف انك هتعرفى وتشوفى الفيديو الثانى بس مكنش ينفع احملك فوق همك ولا اقولك الا لما اعرف كل حاجه واحل المشكله.

نظرت اليه بعبوس قائله: وياترى بقا عرفت مين اللى عمل كده؟
نفخ قائلا: ايوه عرفت ياستى فاكره سوزى اللى كنتى ضربتيها فى بيت سليم؟
تعجبت قائله: اه فاكرها بس دى مش دخلت مستشفى المجانين، خرجت امتى وازى؟
اخذ نفس وزفره: اهى خرجت ياستى، وهى اللى عملت كده عشان تنتقم منك ومكنتش تقصد مؤمن هى عرفت بالصدفه واحنا هنعرف ازى نسكتها متقلقيش.

نظرت اليه ايثار معاتبه: وعشان كده كنت عمال تتكلم انت وفارس الصبح وفاكر انى مش واخده بالى.
ابتسم عمار قائلا: لاء كنت عارف انك واخده بالك كويس كمان بس لازم اتصرف واحلها وانت لازم تفهمى وتقدرى.
فهزت راسها بالموافقه دون كلام فامسك يدها التى بها الهاتف وقال مازحا: ذنبه ايه التليفون الغلبان ده تعملى فيه كده؟

فنظرت اليه وابتسمت قائله: ذنبه انى سمعت صوتها فيه بس على فكره لازم تكلم اسر وتفهمه الحقيقه عشان هى متلعبش بدماغه.
ابتسم عمار قائلا: حبيبتى متقلقيش اسر ابنى وانا عارف هعمل معاه ايه.
ايثار مشاكسه: لاء ياحبيبى ده ابنى انا كمان انا اللى مربياه وكمان اسمه شبه اسمى تقدر تنكر دى.
ضحك قائلا: هو انا اقدر حبيتى انت ياناس مقدرش اتكلم خلاص، بس مش الافضل اننا نقعد مؤمن من الحضانه عشان محدش من زمايله يكلمه؟

ايثار: فكرت فى ده ولما سالت الدكتوره اللى بتابع معها قالت مقعدوش واسيبه عشان ميخفش من قوته وتتحول لعقده عنده.
راى فى عينها دمعه تختبأ فهذا يذكرها بما حدث معها فارد ان يغير الامر: خلاص ياستى يبقا كلامها يمشى المره دى، انما اعملى حسابك المره الجايه لاممكن ينزل ابدا.
ضحكت ايثار: خلاص يا حنفى.

ضحك هو الاخر وراو مؤمن ينظر لهم ظنو انه سمعهم فنظرو له فى قلق وخوف، فعبس قائلا: انا بقا هتخانق معاكم انتو الاثنين عشان سايبنى لوحدى وقعدين تلعبو هنا.
ضحك الاثنان واقتربا منه وحمله عمار وقبله قائلا: حبيبى انت يامؤمن يلا تعالى نلعب متش واغلبك.
مؤمن: انا اللى هغلبك انا بلعب حلو جدا اسر علمنى.
ايثار: طب يلا بسرعه ورونى وانا اللى هحكم بنكم.

تحركو جميعا الى غرفة الالعاب وجلسو بالقرب من الحاسب وبدأو اللعب.

فى فيلا بدران
دخل معتز وكان الوقت متاخر دخل الى غرفته اخذ حمام وغير ملابسه دق الباب ودخلت مديحه قائله: ممكن ادخل اتكلم معاك شويه؟
معتز: انت متستاذنيش تدخلى على طول يا ماما دى اوضتك انت.
ابتسمت مديحه قائله: لاء لازم اسالك مش يمكن تعبان وعايز تنام طمنى عليك عامل ايه دلوقتى؟
لم يفهم قائلا: انا تمام مفيش حاجه هو حد قالك انى تعبان؟
مديحه: طب والحاله اللى كانت تعباك وشغاله بالك اخبرها ايه؟

فضحك قائلا: اه انتى بتسألى على الحاله لاء اطمنى اعتقد انى خلاص قربت اشخص المرض صح وهوجد له العلاج المظبوط كمان.
وغمز لها فضحكت وغمزت هى الاخرى قائله: ربنا يسعد قلبك يا حبيبى وافرح بيك كده وانت عريس واشيل عيالك.
رفع يده بحماس: امين.
ضحكت مره اخرى وقامت لتخرج قائله: طب اسيبك بقا ترتاح بس كنت عايزه اسالك على مازن ومراته شكلهم مش عجبنى مش عارفه مالهم من ساعت ماجم وهما ساكتين خالص وعلى طول سرحانين.

قال متهربا: مش عارف اكيد هما هيقولك.
فهمت انه لايريد ان يتحدث عن الامر فهزت راسها وخرجت وقد زاد قلقها عليهم ولكنها لاتريد ان تتطفل عليهم.

فى فيلا فهمى
دخل فهمى الى غرفة فارس كانت ريناد فى الاسفل مع والدته جلس معه قائلا: قولى يابنى ايه موضوع ايثار وابنها ده؟
فارس: دى واحده عايزه تنتقم من ايثار وعرفت ان عندها قوة غير عاديه فعملت الفيديو ده عشان تفضحها بيه
فهمى: تفضحها ازى دى حاجه حلوه مش وحشه؟
فارس: ماهى مجبتش فى الفيديو انها وحش هى وابنها.
فهمى: طب وانتو عملتو ايه؟

فارس: هنلاعبهم بنفس سلاحهم واعتقد الموضوع مسالة وقت وتنتهى مش اكتر.
فكر فهى قائلا : هو ده سبب انك سبت ايثار؟
ابتسم فارس قائلا: لاء انا اكتشفت انى محبتهاش اصلا انا كنت متمسك بيها زى الطفل لما يتمسك بلعبها وكنت عايز ارضى غرورى انى اخدت حاجه من عمار، زى ما هو اخد منى البنت بتاعت الجامعه زمان.
فهمى: حماس شباب والحمد لله انك مخسرتش صاحبك وضيعت منك شريك زيه.

ابتسم قائلا: الحمد لله كلامك وقتها فوقنى وخلانى افكر صح واخد القرار السليم ربنا ما يحرمنى منك ابدا.
وقبله فى جبينه قبله هو الاخر فى خده قائلا: ويباركلى فيك يا بنى اسيبك بقا.
وتركه وخرج جلس فارس يتذكر ماحدث وهو يقول لنفسه: الحمد لله فعلا كنت هخسر كتير.

عند ايثار
تركت عمار ومؤمن يلعبان
ودخلت المطبخ تعد كوبين شاى، رن هاتفها نظرت به وجدته مدرسة مؤمن فى الحضانه فتعجبت واجابت قائله: اهلا بحضرتك يا ميس فى حاجه؟
الميس: اهلا بيكى انا متصلاه بيكى لسببين الاول لاحظت ان مؤمن كل ما يتنرفز يطلع حاجه من شنطتة ويكسرها، ولما سألتو قالى انك انت اللى قولتيله كده عشان ميضربش حد.

اخذت نفس وزفرته وشعرت بحرج شديد قائله: هو ده فعلا حقيقي للانى لقيته بيتنرفز قوى فخوفت يضر حد من زمياله.
الميس: اه فهمت هو فى الاول انا مكنتش فاهمه قاصدك، لكن بعد الفيديو اللى انتشر وضحت الصوره قدامى، بس حضرتك غلطانه، وعموما انا بطلته العاده دى واعتقد انك اكيد اختى بالك؟
ايثار: ايوه فعلا اخدت بالى بقا كل ما بيتضايق يروح يقعد فى جنب لوحده.

الميس: الموضوع التانى موضوع القوه حضرتك كان لازم تقوليلى قبل ماتجيبى الولد عشان اعرف انا بتعامل معه ازى.
تضياقت قائله: تفتكرى حضرتك كاام لو ماكنى كنتى هتقولى؟
تنحنحت قائله: ماشى عندك حق فى دى بس على الاقل لما اتنشر الفيديو كنتى قولتلى.
ايثار: حضرتك انا الموضوع ده بالنسبه ليا حساس جدا ومبحش اتكلم عنه بس انت معاكى حق.

الميس: تمام عموما انا كلمت كل زميله لما كلموه على الفيديو والموضوع ومفيش اى مشكله.
تنهدت بالم: هو حد من زمايله اتكلم عنه وقالو ايه؟
الميس: ايوه بس كان كلام عادى متقلقيش منه واحنا تدركنا الموضوع، ومؤمن ولد ذكى وجميل ومخلاش حد منهم يزعل منه وهما اللى متمسكين بيه وانا كمان.
ابتسمت قائله: انا متشكره ليكى جدا وبعتذر عن انى مقولتش من الاول.
الميس: ولا يهمك الموضوع بسيط.

انهت معها المكالمه وهى تشعر بالضيق، اعدت الشاى واخذته وعادت الى عمار ومؤمن.

عند سوزى
مر خمس ايام ولم يعد الفيديو مؤثر مما اثار غضب سوزى فاتصلت بالصحفى وطلبت منه الحضور وطلبت من بالو ان يحضر ايضا حضر الصحفى اولا وجلس معها نظرت اليه قائله: ممكن افهم الفيديو نام ليه؟ وايه الفيديوهات اللى شغاله دى وبتحارب فيه؟

الصحفى: ياست الكل انا عملت اللى عليا ونشرته فى كل مواقع التواصل الاجتماعى مسبتش ده محقق اعلى مشاهدات لحد دلوقتى بس هما فهمو اللعبه كويس ولعبوها صح نزلو فيديو مضاد ليه وده طبيعى.
سوزى: وانت سبتهم ينزلو ليه ممنعتهمش؟
الصحفى: محدش يقدر يمنعهم من دى النشر مفتوح للكل محدش يقدر يقول لاء.
فكرت قائله: يعنى هما فهمو اللعبه طب اجهز انت عشان هخليك تصور فيديوهات تانى بس ركز كويس على الولد فاهمنى.

الصحفى: فاهمك بس خلى بالك لو بعتى ناس تضربهم تانى ده مش هينفع هتبقا مفقوسه قوى وانا مش هدخل فى لعبه خايبه.
نظرت اليه بعبوس قائله: انا مش عبيطه وفاهمه انا بعمل ايه كويس متقلقش روح انت دلوقتى واستنى منى تليفون.
الصحفى: تمام ياست الكل.
خرج الصحفى وبعد بعض الوقت اتى بالو وقف امامها قائلا: أءمرى ياست الكل بعتيلى ليه؟
سوزى: اسمع يابالو عيزاك تراقب الحضانه اللى فيها ابن ايثار الولد الوحش.

بالو: اه بس ليه لمؤخذه مش فاهم؟
سوزى: هنعمل فيديوهات تانى بس المهم راقبهم وهاتلى كل تحركتهم بيحرو فين بيخرجو امتى وكده يعنى فاهمنى.
بالو: طبعا فاهم تمام ياست الكل.
قفذقت له بعض النقود اخذها وخرج جلست هى تخطت وتفكر ماذا ستفعل.

فى فيلا بدران
فى غرفة مديحه
استجمعت بسنت شجاعتها وذهبت الى مديحه فى غرفتها فهى الوحيده التى تستطيع ان تفهمها دخلت جلست بجوارها على طرف السرير ربطت مديحه على ظهرها قائله: مالك يا بنتى فيكى ايه من ساعت مارجعتى من المانيا انت ومازن وانت وهو فيكو حاجه مظبوطه وحالكم مقلوب؟
ارتمت بسنت فى حضنها قائله بصوت حزين مكسور: موجوعه قوى ياماما مديحه قلبى وجعنى قوى مش عارفه اعمل ايه؟مش قادره اخد قرارى.

وانفجرت فى البكاء احتضنتها مديحه قائله: ايه بس اللى حصل يابنتى قولى.
مسحت بسنت دموعها وقالت: ازى استحملتى تشوفى حبيبك فى حضن غيرك؟! وازى وفقتى انه يتجوز غيرك عشان الخلفه قلبك طوعك ازى؟
تنهدت مديحه تنهيده مليئه بالالم والوجع فهو جرح بداخلها لم يندمل رغم مرور كل هذا الوقت ابتلعت غصه فى حلقها وقالت: مكنتش اقدر اعمل غير كده.

بسنت ببكاء وحيره: انا مش عارفه اعمل ايه؟ مش قادره اخد قرار؟ قلبى معاه وبحبه وحلمى انى اكون ام عشان يتحقق لازم ابعد عنه وكمان خايفه بعد سنين يشتاق للخلفه فيجبلى ضره تكسرنى وتوجع قلبى واكون انا خلصت اااااااه
اااااااااه اااااااااه قلبى بيوجعنى قوى مش قادره.
تألمت مديحه وامتلاءت عينها بالدموع قائله: فهمينى يا بنتى بس هو الدكتور قال ايه مخليكى عامله كده؟

اغمضمت بسنت عينها وفتحتهم وهى تبكى وقصت عليها ماقالوه لها الطبيب انهمرت الدموع من عيون مديحه قائله: يعنى عليكى يابنتى ده ايه اللى انت فيه ده مش عارفه اقولك ايه يا بنتى قرارك صعب جدا بس مقدرش اساعدك فيه لازم قلبك هو اللى يقرر اااااه ومقدرش اقولك خليكى جنبه ومتكنيش ام ومقدرش اقوله سبيه بس انت بس اللى تقدرى تاخدى القرار ده.
بسنت وهى تبكى: طب لو انتى مكانى كنتى هتختارى ايه؟هتختارى حبيبك ولا امومتك؟

اغمضت مديحه عينها وفتحتهم مره اخرى من الالم قائله: مش عارفه اقولك ايه بس انت بنتى ومصلحتك قبل كل شئ اللى انت شيفاه مصلحه ليكى اعمليه محدش غيرك يقدر يقرر ولا حد يقدر ينصحك ربنا يهديكى للقرار الصح.
تنهدت بسنت وكانها تخرج نار من جوفها ووضعت يدها على قلبها قائله: مش عارفه ولا قادره افكر اااااااه ااااااااه.

اغمضت عينها والدموه تنهر منها دون توقف ومديحه هى الاخرى تبكى فهى لاتعرف ماذا تفعل لها ظلت معها لبعض الوقت وعادت الى غرفتها تحاول ان تأخذ قرارها اتى مازن وكانت حالته هو الاخر سيئه جدا دخل غرفة مديحه وجلس الى جوارها ونظر لها بعيون ممتلئه بالدموع قائلا: نفسى اترمى فى حضنك واعيط نفسى ارجع طفل صغير كل همه لعبه نفسى قلبى يخف وجعه ويهدى.

ربطت مديحه على ظهره وفتحت ذراعه له قائله: تعالى ياحبيبى ارمى حمولك عليا واكيد ربنا عنده الحل.
ارتمى مازن فى حضنها وانفجر فى البكاء وتاوه قائلا: ااااااه ااااااه اااااااه قلبى وجعنى قوى مش قادر كان فيه نار مش قادر اخد قرار لا انا اقدر اسبها ولا قادر افضل معها دلوقتى بس فهمت بابا كان حاسس بأيه دلوقتى بس عذرته بس انت ليه قبلتى ده ليه اتحملتى ده؟!

بكت مديحه من وجعها عليه ووجعها على نفسها قائله: مكنش عندى اختيار يا بنى وهو كان عارف ده كان عارف انى مقدرش اسيبه وانى مليش حد غيره هو كان اهلى وحبيبى هو كان كل شئ فى دنيتى مكنتش املك الاختيار.
صدم مازن من ردها ابتلع ريقه وقال بكلمات متقطعه: يعنى بابا، استغل حبك ليه، وهو عارف، انك مش هتقدرى ترفضى.

مديحه ببكاء: للاسف ايوه خوفه كان اقوى من حبه خلاه جرحنى وجعنى هو فاق لده وحس بيه بس بعد فوات الاوان انا سامحته لانى حبيته بس قلبى لسه موجوع وجعه لا بيهدى ولا بيروح.

نظر مازن لها متاملا الالم فى كلماتها وعينها وشعر بقدر مابها من الم وتخيل انها بسنت حبيبته تخيل انه بعد موته بأعوام بظل كم هذا الوجع منه بقلبها تنهد تنهيدة وجع والم بقدر حبه لها وقال: يبقا القرار الصح انى اسبها مش اخيرها متشكر ليكى لانك خليتينى افهم واشوف الصوره صح واسف انى وجعتك وانى ظلمتك فى وقت من الاوقات انت الام الحقيقه ليا الام اللى تخاف على ولادها وتحبهم وتخاف حتى انها تجرح صورة ابوهم فى عنيهم رغم ان ده ممكن يجرحها هى.

ضمته مديحه لصدرها قائله: انت ابنى حتى لو مخلفتكش كفايا انك ابن محمد وكمان انا اللى ربيتك وحبك فى قلبى ميقلش عن حب فادى اواى حد من اخواتك وبسنت كمان بنتى زيكم.
فهم مازن ما لم تقوله بلسانها ولكنها اجابته على سؤاله الذى ارق نومه منذ عرف بهذا الامر واخذ قراره.
مسح دموعها بيده وقبل جبينها قائلا: متشكر ليكى وبحمد ربنا انه رزقنا بيكى ربنا يديمك نعمه فى حياتنا.

احتضنته مديحه قائله: ويدمكم نعمه فى حياتى ويباركلى فيكم.
تركها مازن وخرج وارتمت هى على سريرها تبكى فقد فتح جرحها هو وبسنت.

عند ناديه
كانت تجلس فى النادى واتى اليها زين جلس بالكرسى امامها قائلا: عامله ايه دلوقتى؟
نظرت اليه وابتسمت قائله: الحمد لله كويسه بس قولت اريح الايام اللى فاتت عشان اقدر اتدرب.
زين: طب مبلاش تنس العبى حاجه تانيه.
ناديه: ممكن هى فكره بردو.
زين: ايه رايك تجربى جولف لعبه هاديه ومفهاش حركه كتير.
شعرت ناديه بالاحراج لكنها وجدتها فكره جيده فتنهدت قائله: اجرب اكيد فى ملعب جلف هنا.

زين: اه ملعب جميل وقت ماتحبى ابعتيلى وانا اساعدك فيها.
تعجبت قائله: انت بتدرب ده كمان ولا ايه؟
ابتسم قائلا: لاء بس انت مش اى حد دى حاجه اسبشيال ليكى.
فكرت قائله: بس انت متعرفنيش اصلا احنا لسه متعرفين المره اللى فاتت.
ابتسم قائلا: بس فى ناس بتدخل القلب من اول نظره وانتِ منهم.
عبست قائله: لاء كده بقا يبقا الكلام مش حلو اسمع انا مش بتاعت الكلام ده فلو سمحت...

قاطعها قائلا: انت فهمتى ايه؟! انا اقصد انك من الناس اللى الواحد يرتاح لهم بسرعه ويبقو زى اهله مقصدش حاجه وحشه وعموما لو كلامى ضايقك امشى ومش هكلمك تانى.
وقام وقف فابتسمت قائله: انا مقصدتش كده اتفضل انت شاكلك محترم ومؤدب انا بس حبيت اوضح عشان ماتفهمش الموضوع غلط.
جلس وابتسم قائلا: اكيد مش هفمهك غلط ايه رايك طلما انت جديده هنا هفرجك على النادى واعرفك كل الاماكن فيه.

ابتسمت قائله: اوكيه نشرب العصير ونقوم.
اتى النادل ووضع لهم العصير وبعد ان شربا تحركا معا وارها النادى كله وكانت هى سعيده جدا واتفقت معه على ان تقابله كلما اتت الى النادى.

عند مازن
استيقظ مازن واستعد للذهاب الى الشركه وقبل ان يخرج استيقظت بسنت فنادت عليه قائله: مازن ممكن دقيقه لو سمحت؟
اخذ نفس وزفره والتف لها قائلا: ايوه يا بسنت؟

قامت اقتربت منه وبدأت تفرك كفيها فى بعض وتنحنحت محاولة ان تتحدث ولكنها لم تستطع فقال: عارف اللى عايزه تقوليه ( فنظرت اليه متعجبه ) فاكمل: عارف ان الدكتور قالك الحقيقه وعرفتى انا ليه متضايق وزعلان من وقتها وفاهم انك عايزه تسالى ايه اللى نواى عليه بس فعلا مش عارف؟! مش قادر اسيبك ولا قادر احرمك من امومتك...

قاطعته قائله: وانا كمان مش عايزه ابعد عنك ولا اسيبك انت كل شئ ليا فى الدنيا اهلى وعيلتى وحبيبى وجوزى وابنى واخويا ومش عايزه حاجه تانيه من الدنيا.
نظر الى عينها والى كم الحب الذى يملاءها امسك راسها وقبلها فى حبينها قائلا: وانا عمرى ماحبيت ولا هحب غيرك بس القرار ده لازم افكر فيه كويس قوى قبل ما اخده.

ظل ينظر لعينها لبعض الوقت وتنهد وخرج ذهب ليركب سيارته فراى فادى وهو يركب سيارته ومعه اولاده ليوصلهم الى مدرستهم ظل يراقبهم وهم يمزحون معه ويضحكون ولاحظ وعد التى تقف فى النافذه تراقبهم من بعيد بحب وحنان وراى بسنت هى الاخرى وهى تقف فى نافذتها تراقب، وقد امتلاءت عينها بالحنين والشوق للاطفال، ذهب الى الشركه وظل طوال اليوم يفكر فى الامر، وفى المساء عاد على فلة والده وراى بسنت وهى تلعب مع الاطفال ورأى كمية السعاده التى فى عينها والحب للاطفال وشعر هو الاخر بالرغبه فى ان يكون اب ونظر الى مديحه وتذكر المها وهى تتحدث معه، فهم ان عليه اخذ قراره دون ان يظلم بسنت، حتى لو كان هذا على حساب نفسه.

...
فى المستشفى
دخلت توتا احد العنابر اتت اليها هايدى قائله: ازيك يا دكتوره.
توتا: اهلا يا دكتوره.
هايدى: عندك وقت تيجى معايا؟
توتا: حاجه بخصوص سامر.
ابتسمت: ايوه انت بتعرفى توصليلو السؤال افضل منى، بيحسسنى انى بتكلم هندى.
ضحكت: معلش بقا بس الايام اللى فاتت بدأ يفهم كلامك ويتجاوب معاكى.
هايدى: ده فعلا بس لما بيبقا فى اسئله بفضل انك تبقى معايا يالا بينا.

هزت راسها بالموافقه مع ابتسامه وذهبت معها، وصلتا غرفة سامر، دقت الباب ودخلتا ابتسم لرؤيتها قائلا: اهلا ست الدكتوره اتفضلى.
ابتسمت توتا: اهلا بيك يا سامر.
نظرت اليه وهو يرتدى الملابس الرجالى واصبح شكله مثل الرجال تماما اكملت: بسم الله ماشاء الله عليك اللبس لايق عليك.
سامر: ربنا يخليكى ياست الدكتوره.
هايدى: مبسوط باللبس ده ولا فى حاجه منه مضايقك؟

فرك فى راسه قائلا: اه مبسوط بس ليه مطلعليش ذقن زى الرجاله لمؤخذه؟
ابتسمت هايدى: انت اصلا ليه عايز يطلعلك ذقن غاوى تحلق؟
ابتسم متعجبا: طب وهو فى راجل منغير ذقن؟
نظرت هايدى الى توتا لتجيب فابتسمت قائله: ده عادى لسه قدامك فتره وهتطلع.
سامر: يعنى دى مش محتاجه علاج؟
توتا: معتقدش بس لو هى محتاجه علاج هتاخده متقلقش.
سامر: هى العمليه هتتعمل امتى؟

هايدى: لازم تاخد فترة تجهيز وكمان احنا بنجهز ورقك والاجرات القانونيه، وصحيح لازمنا اى ورق اثبات شخصيه ليك؟
سامر: ماهو الدكتور معتز سألنى وقولتله معنديش انا هربت من الملجاء ومعتقدش ان ورقى لسه عندهم اصلا.
هايدى: خلاص هنتصرف مش مشكله هسالك شويه اساله مهمه لازم تجوابنى عليها واللى مش هتفهمه هتشرحو لك الدكتوره ( واشارت على توتا ).
سامر: ماشى يا ست الدكتوره.

وبعد ان انتهيا من كل الاسئله خرجتا الاثناتان وهما تضحكان، واذا بمعتز امامهم وينظر لتوتا فى غضب، تجمدت الاثنات مكانهم وتلاشت البسمه من على وجههن، نظرت توتا الى الاسفل نظر معتز الى هايدى قائلا: ايه اخبار سامر؟
هايدى: تمام الخطواط ماشيه معاه كويس، وهو كان بيسال على معاد العمليه؟
معتز: قربت بس يخلص العلاج بتاعه.
توتا بتردد: انا ممكن اسأل سؤال؟
نظر اليها معتز بعبوس: اتفضلى.

تنحنحت: هو ازى هيعمل العمليه وهو ملوش اى ورق؟
معتز: هنعتبره صاقت قيد وانا كلمت محامى وهنشوف ايه الاجراءت القانونيه فى الموضوع ده.
هايدى: طب تمام عند اذنك عشان الف على باقى الحالات.
معتز: اتفضلى.
ونظر الى توتا بنظرة لوم وعتاب وتركهم وذهب، نظرت هايدى لتوتا قائله: هو ماله زعلان قوى كده ليه؟ هو احنا عملنا حاجه؟
توتا بضيق: انا عارفه دكتور غريب، ومش فاهمه انا ايه اللى منزفزه اوى كده؟!

هايدى: سيبك انا هروح اشوف شغلى سلام.
تركتها وذهبت تحركت توتا وهى شارده لا تفهم سبب غضبه، واذا به يقف امامها مره اخرى محذرا: انا مش قولتلك بلاش هزار وضحك مع سامر ده ولازم تتعملى معاه على انه راجل من بنت؟
فزعت من كلامه وغضبه قائله: ايوه قولت وانا فعلا بتعامل معاه كراجل والضحك ده بيبقا مش مقصود هو بيفهم غلط.

شعر معتز انه اخطاء وان غضبه ليس فى محله قائلا: بس انا كل ما اشوفكم خارجين من عنده الاقيكم قاعدين تضحكو؟
توتا: ده حقيقي هو مش بيفهم كلام دكتوره هايدى وتبقا ردوده مضحكه شويه مش اكتر.

زاد غضب معتز وشعر انه لو تكلم معها سيزيد الامر سوء فسكت، وهز راسه بالموافقه وتحرك من امامها، ذهب الى غرفته وهو يشعر بالسوء لا يعلم لما هو غاضب كل هذا الغضب، ولما لا يطيق حديثها مع هذا الشاب، نفخ فى غضب قائلا لنفسه: اعقل كده يا معتز واهدى كده مينفعش.
نفخ مره اخرى وخرج من الغرفه .

فى شقة يوسف
جلس يوسف يراجع بعض الاوراق فى البهو، اتت اليه شهد قائله: متعرفش عمار عمل ايه فى موضوع الفيديو بتاع مؤمن؟

يوسف: نزل فيديو مضاد ليه انت مشوفتيهوش؟
شهد: شوفته بس هو هيسكت على كده لازم يشوف مين اللى عمل كده ويرفع عليه قضيه.
يوسف: معرفش صراحه مبحش اسال عن حياتهم الخاصه.
شهد: طب ماشى انا كنت بس عايزه اطمن عليهم، واضح انك مشغول وانا عطلتك.
ابتسم: ولا يهمك ياحبيبتى انتِ اهم عندى من اى حاجه.
ربطت على كتفه وقامت: طب اروح اشوف الاكل.
مازحها: اه بدل ما يتحرق ومنعرفش ناكل.

عقدت حاجبيها وضحكت: بقا كده ماشى بس خليك فاكر.
ضاحكا: وهو انا اقدر انسى حبيبى ياناس.
ضحكت وتركته عاد الى الاوراق، رن هاتفه فنظر به وجد رقم غريب فاجاب: السلام عليكم.
الهاتف: هاى انا عارف انك مش متوقع اتصالى تانى بس لازم تسمعنى.
شعر انه يعرف هذا الصوت لكنه متعب ان يكون هو: انت مين اصلا؟
الهاتف: معقول معرفتش صوتى ده انا صوتى مميز جدا انا باهر المنسترلى.

غضب يوسف وجز على اسنانه محاولا الا يرفع صوته: انت لك عين تتصل بيا؟
باهر: اسمعنى كويس انا بتكلم عشان مصلحتك انت اللى هتكسب بدل ما انت شغال عند اخو مراتك هتبقا مدير الشركه بتاعتى كلها.
نفخ يوسف: انت غبى ومبتفهمش انا اصلا مدير فى الشركه مش شغال عنده واياك تتصل عليا تانى.
باهر: انا عارف انك متضايق من كلامى عموما فكر براحتك.

زاد غضب يوسف واغلق الخط فى وجهه ووضع الهاتف بغضب: كائن غريب لا بيفهم ولا هيفهم، يا ستير يارب، ده مستحمل نفسه ازى اصلا؟!
وظل ينفخ لبعض الوقت حتى هدأ وعاد الى مراجعة الاوراق.

فى فيلا بدران
بعد ان تناولو الغداء معا جلسو يتحدثون ويمزحون، كان مازن يراقب بسنت وهى تلعب مع الاطفال ويرى كم السعادة على وجهها، اتى اليه احمد قائلا: حامو حامو تاحلى العب معايا عسان ابله بسنت بتلعب مع محمد وضحى ومطنسانى.

ونظر اليه بوجه طفولى عابس ضحك مازن قائلا: يا خارشى انا اقدر اقول لاء يالا تحالى حبيب عمو.

احتضنه مازن وهو يضحك وبدأ يلعب معه، وشعر بسعاده وتخيل كم ستكون سعادته لو ان هذا هو ابنه، وفكر هذه خاطره مرت به فى لحظه، قد يستطيع فى هذا السن التحكم بها والسيطره عليها، ولكن سياتى عليه وقت لا يستطيع وتذكر والده فهو رغم ان كان لديه ابن ولكنه احتاج لاكثر، ونظر الى بسنت هى الاخرى، وتوقع انها تحمل نفس الافكار ولديها نفس الصراع الذى بداخله، قطع تفكيره صوت ضحكاتهم فاندمج معهم وقد اخذ قراره، نظر معتصم الى معتز قائلا: بقولك يا دكتور.

معتز مازحا: قول يا سيدى عايز ايه؟
ضحك معتصم: ماشى بقولك عايزينك فى الشركه يوم عشان تظبيط شوية حسابات.
فادى: تصدق كنت هنسا اقوله كويس انك افتكرت.
وعد: ده انا كنت هرجع بكره المستشفى وقولت تبقا معايا.
معتز متفاخر: بقيت راجل مهم كل الناس عايزينى.
ضحكو جميعا واكمل: انا اصلا لو روحتلهم هروح نص ساعه وارجع متقلقيش وبعدين انت محتاجنى فى ايه ما حبيبتك رانيا هناك.

رودينا: حبيبتى رونى العسل وحشانى كتير الشغل واخده مننا خالص.
وعد: خلاص هرجع واخف عنها شويه.
مديحه: لاء يا بنتى بلاش لاتتعبى تانى.
ابتسمت وعد : متخفيش يا ماما مش هتعب نفسى زياده.
فادى: متلقيش ياست الكل هى هتاخد بالها بعد كده احنا عايزنها.
اسرع محمد وضحى واحتضنها قائلين: ايوه يا ماما احنا بنحبك خالص.
وعد بسعاده: وانا كمان بحبكم جدا حبيبى ونور عيونى.

وظلو معا حتى موعد النوع ذهب كل منهم لينام، دخل فادى غرفة معتز وجلس معه قائلا: مالك ياعم ملاحظ الايام دى انك سرحان على طول؟
تنهد قائلا: مش عارف عندى مشاعر متلخبطه ومش فاهمها.
نظر اليه فادى مستفهما: مشاعر ايه بالظبط؟
عاد الى الخلف اسند ظهره على الكرسى وامسك ذقنه قائلا: مش عارف متلخبط يعنى واحد معمليش اى حاجه بس مش طايق اشوفه، او بالاوضح لما بيكلم واحده معينه ببقا هتجنن.

ابتسم فادى ورفع حاجبيه وانزلهم قائلا: امممم البنت دى لما بتشوفها بتبقا فرحان قوى ونفسك تفضل تتكلم معها فى اى حاجه؟
معتز: فعلا ده حقيقى.
تنهد فادى: وبتفكر فيها كتير وبتلقيها تنط فى دماغك فى اوقات غريبه ومش فاهم ليه؟
ضحك معتز: ايوه بتطلعى حتى فى الاشاعه.
ضحك فادى: ولما بتشوفها بتتكلم مع الشخص ده او اى راجل تانى بتبقا هتتجن صح.
معتز: فعلا ببقا مش طايق عايز اروح امسكها من ايدها وابعدها عنه.

وضع قدم على قدم قائلا: شوف يا دكتور بصفتى بروفسير فى الحب يؤسفنى اقولك ان سيتك وقعت لشوشتك فى حب الانسه دى، ولازم تشوف حل والا هتبقا حالتك وحشه جدا.
ضحك معتز قائلا: طب يا بروفسير مش تقولى ايه هو الحل ولا انت بتقولى فين المرض منغير ماتوصف الدوى.
نظر اليه فادى وتجهم وجهه قائلا: مرض يا بنى خليت الحب مرض.
ضحك معتز: اه احلى مرض ده ولا ايه.

ضحك الاثنان قام فادى قائلا: طب همشى انا بقا وسيبك مع حب الدكاتره بتاعك ده.
ضحك معتز قائلا: على اساس انك مش متجوز دكتوره يعنى.
ضحك هو الاخر قائلا: ماشى ياعم هبقا اقولها عليك.
تركه وخرج وجلس معتز يفكر فى الامر.

عند نادين
وقف مصطفى فى المحل، وجلست نادين على احد الكراسى، فى ركن بعيد عن الطاولت لكنها تره المكان كله،.

ظلت تتابعه وهو يتعامل بهدوء مع كل من ياتى وكيف انه لم يستفز هذه المره، حتى انهم هم من استفزو وثارو وخرجو وهم غاصبون، فى نهاية اليوم عادو الى المنزل بعد ان احضرو ايثار من المدرسه، دخلو جميعا وهم سعداء ويمزحون.
مصطفى بسعاده: انا مبسوط كتير عشان عرفت ازى امسك اعصابى ومش اتنرفز.
ربطت نادين على كتفه: حبيبى ديما شاطر ونجاح فى كل حاجه.
امسكها بيده وضمها اليه قائلا: حبيبى ربنا ما يحرمنى منك ابدا.

ايثار فى سعاده: وانا كمان فرحانه جدا يا بابا عشان انت مبسوط وفرحان.
احتضنها هى الاخرى قائلا: انت احلى حاجه ربنا ادها ليا حبيب بابا انت.
احتضنته هى الاخرى: انا كمان بحبك حالص يا بابا.
نادين: كفايا حب بقا ويلا نغير ونحضر الغدا زمانك جعانه.
ايثار بسعاده وهى تجرى الى غرفتها: حاضر يا ماما.

دخلت نادين هى ومصطفى لتغير ملابسهم، وضعت عبدالله على سريره واقتربت من مصطفى وقالت بصوت خفيض: مدرسة ايثار اتصلت بيا وعايزنى اروح لها وبتقول موضوع مهم.
تعجب قائلا: مش قالت عن ايه؟
نادين: لاء مقالتش وده اللى مخوفنى.
مصطفى: هى جايب درجات كتير حلو فى امتحان.
نادين: هى قالت موضوع خاص.
مصطفى: خلاص بكره اعرف بلاش فكر كتير، يالا عشان اعمل اكل.

هزت راسها بالموافقه وخرجا معا اعدا الطعام وتناولوه، وفى اليوم التالى ذهبت نادين الى المدرسه وعادت غاضبه جدا، لاحظ عليها مصطفى الغضب ولكن لم يسالها فى المحل، وفى المساء بعد ان عادو ودخلا غرفتهم نظر لها قائلا: مالك حبيبى من الصبح وانت متضايق وزعلان فى ايه حصل مع مدرس؟

نظرت اليه بغضب وهى تجز على اسنانها: المدرسه الغبيه قال فاكره ان بنتك عندها ميول للشذوذ عشان مش بتصاحب الا بنات، ولما فاهمتها انها مش بتحب ان الصوبيان يحضنوها او يمسكو ايدها، اتهمتنا بالتخلف وان احنا السبب عشان دينا بيحرم ده، ولما قولتلها ان احنا مقولناش لها حاجه قالت انكو زرعتو ده فيها وهى طفله فخلاص مبقتش تعرف تغيره.

ابتسم قائلا: وده يزعلك فى ايه؟ اولا انت عارف ان بنتنا مش تكون شاذ، يبقا خلاص مش مهم كلامه، ثانيا انا مبسوط ان احنا ربينا بنتنا كويس واللى زرعنا فيها فضل جوها، وهو ده اللى زعلها، انها حتى لو حاولت تغيره مش تقدر لانه اصبح جزء منها.
نظرت اليه بتعجب فهى لم ترى الصوره هكذا فابتسمت قائله: بجد حبيبى ربنا ما يحرمنى منك ابدا ريحتنى بكلامك جدا وبدل ما كنت زعلانه حسين براحه.

احتضنها بحب قائلا: وانا بيحب انت كتير عشان انت غيرت انا ومنغيرك كنت بقيت حاجه تانى مش حلو.
ابتسمت قائله: حبيبى ديما حلو ربنا يفرحنا بيهم ويبارك لنا فيهم.
رن هاتف مصطفى فاجاب(بالفرنسيه) قائلا: الو من معى؟
الهاتف: سيد مصطفى الحق بنا محلك يحترق.
فزع مصطفى قائلا: ماذا من انت وكيف حدث ذلك؟
الهاتف: انا احد الجيران بالمحلات المجاوره تعالى بسرعه اتصلت بالمطافى وستأتى بعد قليل.

انهى مصطفى المكالمه وتحرك ليخرج فقالت نادين: انت رايح فين فى ايه؟
تلجلج وفكر ان لايخبرها فتقلق فقال: فى مشكله حصل هروح اشوفه اجى مش افتح لحد نهائى فاهم.
وخرج مسرعا دون ان ينتظر ردها عليه خرجت خلفه من الغرفه واغلقت الباب جيدا، وهى فى حاله قلق وتوتر شديد لا تعرف ماذا حدث، وخائفه ايضا ان يكون احد يحاول استدراجه لامر اخر .

عند فارس فى الشركه.

دخلا عمار وايثار الى مكتب فارس ومعهم بعض الورق وضعوه وبدأو يراجعوه معا، نظر فارس لعمار قائلا: اعمل حسابك بكره فى شغل كتير.
عمار: متقلقش انا اصلا موريش حاجه بكره حتى الحضانه بتاعت مؤمن عندهم رحله وهيرجعو بالليل والباص هيجبهم.
فارس: طب تمام.
فى موعد خروج مؤمن قامت ايثار قائله: طب هنزل انا اروح اخد مؤمن.
عمار: استنى هاجى معاكى احنا خلصنا شغل اصلا.

فارس: وانا كمان هروح هاعدى اخد يوسف ونمشى سوى معزومين عندنا.
ضحك عمار: اه ياعم يعنى النهارده عندكو الفرفشه كلها البت بنته دمها زى العسل وهتقعد مع ابنك يعنى ولا مسرح مصر.
ضحك فارس: فى دى بقا عندك حق وبتدخل معاهم شهد سعات والدنيا تهيص.
ضحكو وخرجو جميعا مر فارس على يوسف وخرجو معا، دخلا الفيلا معا استقبلهم الاطفال فرحين واحتضنوهم بسعاده
سيف فرحا: هيا بابا حبيبى جه تحالى عسان تلحب معايا .

رومى بفرح: بابا حبيبى تعالى انت كمان عشان نلعب.
ضحكت ايمان: يا ولاد سيبوهم يرتاحو الاول وبعدين هيلعبو معاكو لحد لما تزهقو.
حمل فارس سيف ودخل قبل يدها وجلس الى جوارها قائلا: يالا حبيبى اسمع كلام تيتا روح دلوقتى هستريح شويه ونلعب سوى.
عبس بوجهه قائلا: ايوه اضحك عليا وقولى كده واقعد اكلم مع عمو يوسف ومش تلعب معايا.

امسكت رومى يده قائله: سيبك منهم هما تعبانين من الشغل احنا هنلعب سوى وهعلمك مقالب حلوه قوى تعملها فيهم تعالى.
ضحك يوسف: الحق امسك ابنك لحسن انت اللى هتلبس فى الحيط.
ضحكت ايمان قائله: ايه ده هى بتعمل فيك مقالب؟
عقد حابيه وعبس بمزاح: اه والله يا طنط دول هرينى هى وبنتك واحده تحبسنى مع الفار والتانيه جايبه تعبان لعبه.
ضحك الاثنان
فارس: لاء انت كده حالتك صعبه انا لازم اروح الحق الواد صحيح.

ايمان: طول عمرها شهد تحب الهزار ومبتطلش مقالب.
اتى فهمى من الاعلى سلم على يوسف قائلا: معلش كنت لسه جاى وبغير هدومى.
يوسف: هو انا غريب ياعمى براحتك.
اتت شهد وريناد من الاعلى وجلستا معهم ابتسم فارس قائلا: يرضيك يا بابا اللى بتعمله بنتك فى الراجل الغلبان ده؟
فهمى بعدم فهم: عملت ايه اختك يا فارس؟
فارس بضحك: كل شويه تعمل فى مقلب لاء وايه بنتها كمان استلمت منها الورديه.

ضحك فهى: يا شيخ حرام عليك خضتنى، دى مقالب شهد دى كلها عسل زيها.
ايمان بضحك: ماهى ياما عملت مقالب فينا وهى صغيره.
اكمل فارس: اه وكانت كل ما تسمع عن مقلب جديد لازم تجربه فينا.
ضحك يوسف قائلا: طب الحمد لله انها معرفتش مقالب جديده لحد دلوقتى كله قديم.
عبست شهد بمزاح: انا الحق عليا اللى مش عايزه ابقا زوجه تقليديه وبهرج واضحك معاك هعمل زى الستات النكاديه بقا وسعاتها هتقول يارتنى ماقولت.

ايمان مازحه: ولا تعرفى هتبوظ منك وتقلب بضحك برده.
ريناد بضحك: ده بقا فعلا انت متعرفيش تكملى جد للاخر ابدا.
اتا احد العمال قائلا: الغدا جاهز .
قام فهمى قائلا: تعالو نكمل اكل بقا على السفره.
دخلو جميعا تناولو الطعام وبعدها قام فهمى ويوسف اتجاها الى المكتب قائلا: ابعتولنا القهوه هناك على ماتخلصو اكل براحتكم.
فارس: وانا هطلع اغير هدومى واحصلكم.
دخل يوسف وفهمى الى المكتب.

نظر فهمى الى يوسف: بقولك يت يوسف عرفت ان باهر الزفت ده جالك وكان عايزك تشتغل معاه وانك ضربته.
نفخ يوسف فى غضب: فعلا انسان سمج وثقيل حاجه تقرف.
فهمى: احكيلى ايه اللى حصل؟
قص عليه يوسف كل ما حدث اتى العامل بالقهوه وضعها وخرج، قابله فارس قائلا: اعملى انا كمان فنجان.
هز العامل راسه وذهب دخل وجلس معهم، وظلو معا لبعض الوقت وخرجو جلسو مع الجميع وفى المساء اخذ يوسف شهد وعاد الى منزله.

عند مازن.

قرر مازن ان ينهى الامر واتخذ قراره ارسل الى بسنت انه ينتظرها فى فيلتهم وانه قد اعد لها مفاجاءه ذهبت بسنت الى هناك وهى فى حيره من امرها وجدته قد فرش الارض بالزهور ورسم بها سهما الى الاعلى فصدعت مع السهم الذى اوصلها الى غرفت نومهم وجدت فستان سهره جميل موضوع على السرير وبجواره ورقه مكتوب فيها: البسى الفستان وشغلى المزيكا اللى بنحبها على ما اجيلك.

ابتسمت بسنت من كل هذه الرقه فهى تمنت كثيرا ان يفعل لها ذلك ولكنها تعجبت من اختياره للوقت دخلت غيرت ملابسها وارتدت الفستان وسرحت شعرها وظبط زينتها وتعطرت بعطره المفضل لديها وشغلت الموسيقى المفضله لديهم وجلست على طرف السرير تنتظره لحظات واتى وهو يرتدى بذله جميله كانت قد اشترتها له فى عيد ميلاده اقترب منها ومد يده لها قائلا: تسمح الجميله اميرة القلوب بالرقصه دى.

قامت ووضعت يدها فى يدها ووقفت امامه لف يده حول خصرها وضمها اليه ولفت يدها الاخرى حول رقبته ونظرت الى عينها فهى متعجبه منه فلطلما طلبت منه ان يرقصو معا لكنه كان يرفض نظر هو الاخر لعينها وابتلع ريقه وابتسم قائلا: تعرفى انى كنت غبى كان لازم اسمع كلامك ونرقص مع بعض من زمان.
ابتسمت قائله: طب ما احنا فيها كل يوم نرقص مع بعض ونسهر ونعوض كل اللى فاتنا.

تنهد قائلا: ياريت كان ينفع انا حبيت اخر ليله لينا مع بعض تكون اجمل ليالى عمرنا.
توقفت بسنت عن الرقص وتلاشت البسمه من على وجهها قائله: انت بتقول ايه اخر ليله ازى يعنى مش فاهمه.
حاول الابتسام لكن لم يستطع قائلا: انا مقدرش احرمك تكونى ام ولا اقدر استغل حبك
(تساقطت الدموع من عينه )انا بحبك لدرجة ان ساعدتك عندى اهم من وجدك جنبى هتحمل بعدك وانك تكونى لغيرى ولا انى احرمك تكونى ام.

تساقطت الدموع من عين بسنت فهى كانت دوما تتمنى ان تتاكد من صدق مشاعره وتعلم مدى حبه لها لم تتخيل يوم ان معرفتها ستكون بهذه الطريقه فقالت دون تردد: بس انا مش موفقه مش عايزه اكون ام مش عايزه ابعد عنك انا بحبك ومش عايزه حاجه تانيه غيرك من الدنيا.
مسح دموعها بيده قائلا: وانا مش عايز اشوف دموعك تانى عايزك تبقى سعيده وبعدين مااحنا هنفضل اصحاب.

هزت راسها برفض: لاء لاء انا مش هسيبك لاء مش ممكن بعد الحب ده كله نسيب بعض لاء.

امسك وجنتيها وهو ينظر الى عينها: ولا انا عايز اسيبك ولا كان ممكن يوم افكر انى ابعد عنك انت الانسانه الوحيده اللى حبيتها وعمرى ما هحب غيرك بس خلاص مبقاش ينفع انا اخدت قرارى ومش هتراجع عنه مش هسمح لنفسى انى اظلمك عشان بحبك مش هجرحك واستغل حبك بكل الحب اللى حبتهولك وكل الاحلام الجميله اللى حلمنها سوى وكل لحظه حلوه عشنها سوى عشان بحبك اكتر من نفسى (اخرج الكلمه بصعوبه ) انت طالق.

ابتعد عنها وخرج مسرعا ظلت هى مكانها مصدومه من كلامه انتبهت لخروجه فلحقت به لكنه كان خرج من الفيلا ظلت مكانها تلف حول نفسها وهى تنظر الى الزهور المنثورن فى الارض وتتذكر كل ذكرياتهم معا وتبكى لم تتحملها قدمها ووقعت على الارض وانفجرت فى البكاء كان مازن هو الاخر يقف امام باب الفيلا يبكى عليها فهو ماكان ليتركها الا لانه يعشقها لا يحبها فقط جلس بجوار الباب وضع الكرفساء يبكى وهو يسمع صوت بكاءها من الداخل ولا يعرف ماذا يفعل ايدخل يهدأها ام يبقا ويثبت على موقفه وبقى على هذا الوضع لساعه وعندما تاكد من انها لاتهدأ بل تزيد فى البكاء اتصل بمديحه طلب منها ان تاتى لها بسرعه فهمت مديحه من صوته ماحدث فاحضرت معها فادى دخلت هى لبسنت التى ارتمت فى حضنها فور رؤيتها كانت حالة مازن سيئه فاخذه فادى وذهبا الى الفيلا.


عند سوزى
اتى اليها بالو وقال فرحا: فى رحله عندهم بكره يا ست الكل.
سوزى: وعرفت ازى؟
بالو: الابله كانت بتتكلم مع امهاتهم وهما خاجين.
نظر بمكر وخبث: خد الفلوس ( اخرجت من جيبها مجمومعه من النقود ) دى وشوف اربع عيال من ولاد البلطجيه اللى تبعك واشترى لهم لبس نضيف قوى وخدهم هناك على الجنينه وساعات ما اديلك الاشاره، خليهم يستفزو الولد الوحش ويخلو يضربهم وكل علاجهم عليا.

فكر قائلا: بس العيال لو عرفو انهم هيضربو وحش هيخافو ومش هيرضو اصلا يجو.
نفخت بحنق: انت غبى وتقولهم ليه خليهم على عماهم بس اهم حاجه يلبسو كويس عشان محدش يشك فى حاجه فاهم.
بالو تمام يا ست الكل فاهم.
سوزى: ولما تيجى هديلك مبلغ تانى بس تعمل اللى طلبته صح.
خبط على رقبته: راقبتى يا ست متخفيش انا بالو بردو مش اى حد .
سوزى: اول ما توصل الجنينه بالولاد كلمنى عشان اخلى المصور يصوهم من الاول.

بالو: تمام هكلمك وانت اول لما تاكديلى انه موجود هتبدأ .
ابتسمت: تمام.
تركها وذهب اتصلت بالصحفى لحظات واجاب قائلا: اهلا بست الهوانم اءمرى.
سوزى: بص بكره عايزك تصور فيديو زى اللى فات بس ايه المره دى عايزه يقلب الدنيا فاهمنى وحلوتك هتبقا كبيره قوى.
الصحفى: معلش لو بلطجيه زى المره اللى...
قاطعته: انا قولتلك المره اللى فاتت انا عامله خطه تانيه هتصوره هو بيضرب اطفال صغيرين.

ابتسم: اهو كده الشغل كده تمام، امتى ده؟
سوزى: بكره هيكونو فى جنينه وعايزك بقا تصوره وتتفنن فى الفيديو.
الصحفى: وحقى هاخده ازى؟
زمتت شفتيها بضيق: عادى عليا قبل ما تروح هتاخد جزء وبعد ما الفيديو يتنشر هتاخد الباقى ومش هنختلف اللى هتطلبه هتاخده.
الصحفى: تمام.
انهت معه المكالمه ونظرت بابتسامه انتصار وتشفى وهى تتخيل كيف ستتدمر حياتهم بعد هذا الفيديو.

عند بسنت ومازن
ظلت بسنت تبكى لبعض الوقت وتحاول مديحه تهدأتها وهى تبكى هى الاخرى، توقفت فجأه وهى تنهنه بشهقان وكلام متقطع: خلاص مش، هعيط، هسكت، بطلى عياط، انتِ كمان.
مسحت مديحها دموع بسنت بيدها قائله وهى تبكى: معلش يا بنتى كله اسمه ونصيب وربنا قادر يبرد قلبك.

بسنت بكلمات متقطه وسط الشهقات: انا عارفه، ومع الوقت، ههدى، بس قلبى وجعنى، هو كل دنيتى مليش غيره، لولا انى متاكده من حبه، كنت قولت انه مصدق، اتأكدت دلوقتى (عادت للبكاء ) بعد ما سابنى.
ربطت مديحه على كتفها: ياحبيبتى هو عمل كده من حبه فيكى.
ببكاء شديد: من الحب ما قتل، سمعتها كتير زمان دلوقتى بس فاهمتها وحسيت بمعنها.

عضت مديحه على شفتها السفلى من الالم والبكاء وتنهدت قائله: معلش يا بنتى مع الوقت هتتعودى متزعليش منه هو عمل كده عشان بيحبك.
تنهدت بالم وتاوهت قائله: اه اه اه هو ده اللى وجعنى انى متاكده من حبه اه اه قلبى، مش قادر يتحمل مش عارفه هصبر ازى، واكمل اه اه ليه بنحب؟ الحب ده وحش قوى بيوجع اكتر ما بيسعد، اه اه.

وازدادت فى البكاء احتضنتها مديحه قائله: معلش يابنتى تعالى نقوم نطلع فوق اتوضى وصلى وادعى ربنا يخفف المك يالا قومى معايا.
هزت راسها بالموافقه وهى تنته من البكاء، قامت معها وصعدتا الى الاعلى دخلت توضأت وخرجت تصلى، جلست مديحه على السرير وهى تبكى عليها وعلى مازن، فقلبها يكاد ينفطر عليهم ولا تعرف ماذا تفعل.

اخذ فادى مازن وعادا الى الفيلا وهو فى حاله سيئه جدا، كان حاول تهدأته قائلا: اهدى يا مازن اهدى يا حبيبى بلاش كده انت عملت اللى انت شايفه صح.

مازن ببكاء وهو يقبض على يده: متخيلتش انى هتوجع قوى كده، متخيلتش انى اصلا بحبها كل الحب ده، من لحظة ما عرفت من الدكتور وانا هتجن ومش قادر، بس مش هربطها جنبى واضيع عمرها مش هعمل مديحه تانيه تفضل تتعذب طول عمرها، معرفش ازى بابا قلبه طوعه يعمل؟ كده الفكره وجعتنى قوى، فرقها اهون بكتير من نظرة وجع فى عين ماما مديحه، اه اه اه.

تأثر فادى وانهمرت الدموع من عينه وابتلع غصة فى حلقه: طب تعالى قوم اتوضى وصلى وادعى ربنا هو اللى بايده يخفف عنك.
قام معه وهو يتحرك كانه طفل صغير اضاع طريقه ولم يعد يرى امامه من شدة مابه من وجع، دخل غرفته القديمه توضأ وصلى وجلس يدعى ويطلب من الله ان يخفف المه.

عند نادين.

ظلت نادين فى حالة قلق شديده، لاتعرف ماذا كادت تجن وهو لايرد على الهاتف، مر ثلاث ساعات وهى هذه الحاله تذهب من الغرفه الى البهو وتعود فى حالة توتر وقلق، فكرت ان تنزل تبحث عنه لكن هو اكد عليها عدم فتح الباب لاحد فكيف تخرج، كادا عقله ينفجر من التفكير وقلبه يقف من الخوف، ولا تعرف ماذا تفعل، حتى رن هاتفها وجدته رقمه اجابت بلهفه: ايوه يامصطفى طمنى عليك؟

مصطفى: الحمد لله بخير مش اقلق حصل مشكله صغير فى محل، حبه وارجع مش اقلق عليا، مضطر اقفل انا اكلمت بس عشان اعرف انك قلقان مع السلامه.
قال كلامه وانهى المكالمه ممازاد قلقها، ولكن اتصاله بها اوقف الظنون فى راسها، اتت اليها ايثار قائله: هو بابا هيجى امتى؟ واتاخر ليه كده؟
ابتسمت لتدارى مابها من قلق قائله: معلش يا حبيبتى عنده شغل هيخلصه ويرجع.
ايثار: طب يعنى مش هشوفه قبل ما انام؟

مسحت على راسها: معلش نامى انت وهتشوفيه بكره اول ما تصحى ان شاء الله.
ايثار: طب هدخل اقعد مع عبدالله شويه.
نادين: هو نايم فسبيه وبكره ابقى العبى معاه.
ايثار: حاضر ياماما تصبحى على خير.
تركتها وذهبت الى غرفتها، ظلت هى مكانها فى قلق حتى اتا فى وقت متاخر من الليل، هرعت اليه فزعت من شكل ملابسه الرماد يكسوها ويبدو عليه الارهاق والحزن الشديد، اقتربت منه بفزع: حبيبى مالك ايه اللى حصل وعمل فيك كده؟

دخل ارتمى على احد الكراسى ونفخ قائلا بحزن وانهزام: ولعو فى محل وكل حاجه اتحرق، هما عايزين امشى خلاص انا هيمشى اقعد هنا انا زهق مش اقدر اتحمل اكتر من كده.
اقتربت منه واختضنته وربطت على ظهرهه قائله: معلش يا حبيبى كل حاجه تتعوض المهم انك بخير، وبعدين احنا منهزمناش احنا خسرنا جوله بس، وهنكمل مش هننهزم ابدا طول ما احنا مع بعض هنحقق كل احلمنا مش انت قولت كده.

احتضنها وازاد فى البكاء: انا تعب بجد مش ممكن كده هناك اسرقنى لحد مازهق منهم هربت جيت هنا جاربونى ليه هو مش حد عايز انا خلاص ليه كل ده عشان ايه؟
بكت هى الاخرى وربطت على ظهره: حبيبى ده ابتلاء ولازم نصبر عشان ربنا يكرمنا وبعدين طلما احنا مع بعض مش مهم اى حاجه مش كده ولا ايه؟
وبدات تقرأ بعض الايات القرأنيه، بدأ يهدأ ودخلا معا الى الغرفه قائله: ادخل يالا خدلك دش وغير هدومك.

ارتمى على السرير وهو يبكى ظلت الى جواره تقرأ له القران وتهدأه.

عند ناديه
دخلت ناديه النادى وهى تبحث بعينها عن زين، واذا به يظهر امامها مبتسما: بتدورى على حد؟
ابتسمت: لاء ابدا بتمشى عادى.
زين: مزهقتش احنا لفينا النادى كله امبارح؟
ناديه: انا جديده فى المكان فملحقش امل منه.
امسك يدها وجذبها قائلا: طب تعالى معايا هنقعد فى مكان هادى وجميل.

تضايقت من امساكه ليدها لكنها لم تبدى لها خوفا من ان يقول عليها متخلفه، اخذها الى حمام السباحه وكان خالى من المتدربين ومنظره رائع ابتسمت قائله: الله المنظر جميل والجو هنا هادى مجبتنيش هنا امبارح ليه؟
زين: كان فى تدريب للرجاله وخفت تتصايقى يعنى كلهم بيبقو بالميوه.
تنحنحت: تمام مفيش مشكله كويس ان مفيش تدريب النهارده.
نظر الى عينها: النهارده يوم العشاق.

تنحنحت بخجل: اوه ياخبر طب خلاص نقعد شويه ونمشى.
زين: هو صحيح احنا مش عشاق بس بيقنا اصحاب يعنى مفهاش حاجه.
فكرت: اه فعلا اصحاب اوك طب يلا انده الجرسون واطلب لنا عصير فرش.
زين: عصير ايه انا هطلب غدا انا متغدتش لسه.
ناديه: اوك ماشى بس هدفع حسابى نمشى نظام انجليزى.
زين: اوك اللى يريحك مش بتفرق معايا الحاجات دى.

نادى على النادل وطلب منه الطعام وتناولاه معا وبعدها نظر لها قائلا: بمناسبة اننا بقينا اصحاب ايه رايك نروح سينما؟
ناديه: خليها المره الجايه انا فعلا بقالى كتير مروحتش سينما مش ليا مزاج النهارده.
ابتسم قائلا: اوك اللى يرحيك تعالى نتمشى بقا نهضم الاكل ونروح الكافيه نشرب لاتيه بيعملوه هناك هايل.
قامت بسعاده: اوكيه يايلا بينا.

قام هو الاخر وضع يده على كتفها وقربها منه، تضايقت ولكن لم تبدى له، بدأ يلعب فى شعرها ووضع يده على خدها فنظرت اليه قائله: فى ايه ماتلم ايدك ميمفعش كده؟
فبشرتها قد تتضرر من لمسته وحذرها الطبيب بعد اخر عملية تجميل انها لن تستطيع عمل عمليات اخرى
زين متعجبا ببراءه: ايه فى ايه انا عملت حاجه ضايقتك؟
تحرجت ناديه فهى لن تستطيع اخباره بالحقيقه فتصنعت رفضها: ايدك جت على خدى ومش بحب كده.

زين ببراءه: ايه المشكله مش احنا اصحاب انت بتضايقى من حاجات غريبه قوى عموما انا اسف.
وقبلها فى خدها واكمل: مش هعمل كده تانى.
تفاجأة منه ولكنها اخذت نفس وزفرته فقد فهمت انه يعتبر هذا شئ عادى بينه وبين اصدقاؤه، ولم ترد ان تكن اقل منهم فتحججت: اصل بشرتى حساسه قوى واى لمسه بتلتهب.
تاثر وبدى عليه الضيق: اوه اسف خالص مش هلمسها تانى نهائى (وقبلها فى خدها) ساحمينى بقا.

تنحنحت: خلاص سامحتك يلا نروح الكافيه.
تحرك معها وجلسا معا فى الكافيه نظر لها: ايه رايك فى الكافيه ده بقا؟
نظرت الى المكان منبهره به فهو على التراظ الفرعونى والطاولات على اشكال فرعونيه هى والكراسى: واو جميل وتطرازه رائع كل مره نيجى النادى لازم نيجى هنا.
زين: اكيد طبعا من غير كلام، بكره اول ماتيجى نقعد فيه شويه ونروح السينما وطلما بقينا اصحاب هفسحك كل يوم فى مكان.

فكرت قائله: بلاش كل يوم خليها كل يومين او ثلاثه سعات بيبقا مزاجى مش تمام.
فهى تعلم ان صحتها لا تتحمل هذا وهى لاتريده ان يعلم سنها الحقيقي.
زين بعبوس: اوك طلما انت عايزه كده.
وبقيا معا لبعض الوقت واوصلها لمنزلها.

عند بسنت ومديحه.

ظلت مديحه معها حتى الصباح، لم يتحمل قلبها كل هذا الوجع والالم، يكاد عقلها ينفجر من القلق على مازن وتريد ان تطمأن عليه، ولا تستطيع تركها وهى على هذا الحال، وشعرت ان قدمها لم تعد تتحملها وجسدها يهوى منها، فهى شاهدت قصة حبهم من بدايتها ولا تتحمل فراقهم، ولم يعد سنها كالسابق يتحمل كل هذا الالم، شعرت انها قد تقع منها وتسبب لها التعب هى لا تريد ان تحملها هم فوق ماهى فيه، فخرجت فى الفجر وتركتها بعد ان نامت من كثره البكاء، ذهبت الى الفيلا دخلت غرفة مازن وجدته نائم والدموع تنزل من عينه مسحتها بيدها، ودموعها تنهمر لاتسطيع تحمل حالهم هذا، خرجت وهى تجرجر نفسها فلم تعد تتحمل الالم الذى بداخلها، دخلت غرفتها جلست على طرف سريرها وازدادت فى البكاء وهى تكلم محمد الذى تخيلته امامها: شايف يا محمد ابنك تعبان وانا مش قادره اسعده، قلبه موجوع وقلبى انا كمان موجوع معاه اه اه يا محمد سبتنى ليه مخدتنيش معاك ليه، نفسى انام فى حضنك وارتاح مبلقيش الراحه الا فيه.

اقترب منها وضمها قائلا: تعالى فى حضنى ونامى زى زمان انا كمان من زمان ونفسى تيجى فى حضنى من تانى.
جلس الى جوارها واحتضنها وناما الاثنان اغمضت عينها واختفى فهو فى خيالها فقط ظلت نائمه وهى تتصبب عرقا، دخل فادى الغرفه ليرها قد عادت من عند بسنت ام لا، فوجدها نائمه اقترب منها امسك يدها يقبلها فوجدها بارده كالثلج، فهزها بقوه قائلا بفزع: ماما ماما قومى رُدى عليا ماما اصحى ماما ماما.

بدأ يصرخ بهستريا: ماما ماما ردى اصحى.
سمع كل من بالمنزل الصوت اسرعو اليه اقترب منه معتز وبدأ يفحصها وبدأ يصرخ فى هستريا: لاء متروحيش منا لاء اطلب الاسعاف بسرعه او اقولك يالا معايا نشالها نروح بيها المستشفى بسرعه.
كان مازن قد استيقظ هو الاخر وصعد، حملها فادى ونزلا بها اسرع مازن وشغل السياره، وكان معتز يسير خلفه لحق بهم معتصم وهم جميعا فى حالة هستريا وفزع.

عند نادين.

استيقظ مصطفى فتح عينه ونظر الى نادين التى تجلس جواره ابتسمت: عامل ايه دلوقتى يا حبيبى؟
اخذ نفس وزفره: الحمد لله احسن كتير.
مسحت على شعره: طب قوم خد حمام على ما احضر الفطار.
هز راسه بالموافقه وقام نظر على سرير عبدالله قائلا: امال عبدالله فين؟
نادين: بيلعب بالالعاب بتاعته بره انا كنت جايه اطمن عليك لقيتك صحيت.

هز راسه دون كلام ودخل الحمام، ذهبت الى المطبخ اعدت الافطار واحضرته وضعته على السرير، خرج هو وارتدى ملابسه وجلس امام الطعام: اقعدى كلى معايا مش اكل لوحدى.
ابتسمت وجلست الى جواره: قررت هتعمل ايه؟
مصطفى: هروح قسم اشوف هما عملو ايه؟

نادين: وكمان شوف بتوع جمعيات المتهضين واتصل بيهم ودخلهم فى الموضوع، لازم نكبر الموضوع جدا عشان يخافو يعملو كده تانى، وكمان كل مليلم هندفعه فى تصليح المحل تسجله عشان لما نعرف مين اللى عمل كده ناخد منه الفلوس كلها.
نظر اليها متعجبا: مش توقعت انك قول كده امبارح كنت فاكر انك بتهدينى وبس، لكن كنتى فكرى فعلا فى موضوع.

ابتسمت: انا محبش اتهزم انا فعلا نفسى ارجع مصر ونعيش هناك بس مش واحنا مهزومين، لاء واحنا راجعين رافعين راسنا فوق حققنا.
امسك يدها وقبلها: حبيبى انت اكبر نعمه ربنا ادها لى.
زادت ابتسامتها: وربنا ما يحرمنى منك ابدا.
مصطفى: وايثار عمل ايه مع مدرس بتاعه؟
نادين: بنتك هى اللى عملت المدرسه راحت تكلمها وتقولها ان اللى هى بتعمله غلط وانها لازم يكون لها اصحاب صبيان زى ملها بنات وان دى ميول غلط...

قاطعها غاضبا: ازى تقول كلام زى دى لبنت صغير هى مش افهم ولا ايه؟
ابتسمت: ماتقلقش بنتك ردت عليها رد فرحنى وعرفنى ان كل حاجه بنعلمها لولادنا وهما صغيرين بتتزرع جواهم.
مصطفى بفضول: هى قال ايه؟

زادت ابتسامتها من السعاده: قالت لها انا ملكه والملكه محدش يقدر يتعامل معها الا اللى تختارهم هى بس، ولما الابله اتضايقت وقالت لها ده غرور مش حلو قالت لها لاء الولاد بيفكرو انى طلما قبلت ابقا صاحبته يبقا من حقه يحضنى ويبوسنى وده مينفعش عشان البنت فى الاسلام حاجه كبيره وليها قيمتها ومينفعش اى حد يلمسها ولا يقرب منها الا الحاشيه بتاعتها زى الملكه بتاعت اى دوله.
تعجب مصطفى: وهى جاب كلام ده منين؟

ضحكت: زمان اقول ما دخلت المدرسه كانت بتيجى تقولى كل البنات ليها اصحاب ولاد وانا مليش وكى ما اصاحب ولد بيمسك ايدى وانا بتضايق من ده، فقولتها عشان انت ملكه وحكيت لها قصه الشيخ اللى ساله الراجل البرطانى ليه المراه فى الاسلام ممنوع يسلم عليها الا المحارم، فهو رد عليه وقاله ان الملكه عندكم فى حد بيسلم عليها، قاله لاء طبعا فقاله المرأه عندنا فى الاسلام ملكه وميسلمش عليها الا الحاشيه بتاعتها بس اللى هما محارمها،.

فهى من وقتها وهى فكرها وحفظها.
تهلل وجهه فرحا: معقول بنتك دى عبقرى بس ميس بتاعه مش قال حاجه.
نادين: ايثار بتقولى سكتت خالص وملقيتش حاجه ترد عليها بيها.
وضع يده على وجنتها: بس انا مش متعجب لان دى بنت نادين حبيبى اللى كل يوم اتعلم منه حاجه جديد.
وضمها اليه تنهدت قائله: حبيبى ربنا يدمك نعمه فى حياتى يارب.
اكملا طعامهما وخرج بعدها وكله همه وحماس.

فى المستشفى.

دخل فادى وهو يحمل والدته ويبكى ويناديها: ماما ردى عليا ماما حبيبتى ارجوكى ماما ماما.

حاول احد اخوته مساعدته فى حملها لكنه رفض كانو جميعا معتز عن يمينه ومازن ومعتصم عن شماله، اسرع معتز واحضر سرير نقال، وضعها فادى عليه اسرع التمريض يجرى اليهم، دخلو بها الى اسرع معتز الى الاستقبال وطلب منهم استعاء طبيب فى المنادى الالى، وبالفعل استعدو الطبيب وحضر اليهم مسرعا، فحصها قائلا: هى لسه عايشه بس حالتها صعبه جدا لازم تدخل العنايه المركزه حالا، بس الاول هنعمل اشاعه عشان لو محتاجه استره نعملها .

معتز بحده وعصبيه: اى شئ محتاجه يتعمل بسرعه دى امى ارجوك يا دكتور.
نظر لهم الطبيب ولحالة الانهيار التى عليها قائلا: طب يا دكتور معلش اهدى شويه وهديهم كده غلط، مينفعش كده.
معتز بحده: محدش هيهدى الا لما نطمن عليها اسرع ارجوك.

شعر الطبيب ان لا فائده من الكلام فتحرك مسرعا، وكانو هم خلفه حتى دخل غرفة الانعاش دخل معه معتز وبقى الباقى بالخارج امام الباب، جلس مازن فى الارض منهارً: انا السبب اللى زعلتها قولولها تفوق وانا هعمل اللى هى عايزه فوقى ارجوكى متسبيناش ماما متسيبناش ارجوكى.
جلس فادى الى جواره وهو يبكى: يارب متبعدهاش عنا يارب انا معرفش اعيش من غيرها هى النور اللى فى حياتى.

وقف معتصم واسند ظهره للحائط وظل يدعى وهو يبكى: يارب قومها بالسلامه يارب رجعها لنا تانى يارب.
اتت وعد التى لحقت بهم بسياره اخرى هى وريناد التى اصرت تاتى رغم تعبها بسبب الحمل، اقتربت وعد من فادى واحتضنته قائله: حبيبى هتخف ان شاء الله وتبقا كويسه ربنا عالم اننا منعرفش نعيش من غيرها وان شاء الله مش هيوجع قلبنا عليها.
فادى وهو يبكى: يارب يارب.

وقفت ريناد بجوار معتصم وربطت على ظهره: معتصم اهدى يا حبيبى ان شاء الله هتبقا بخير
بقو على هذا الحال حتى خرج معتز من الداخل قام فادى ومازن واسرعو اليه.
فادى بلهفه وبكاء: هاه عامله ايه فاقت ولا لسه كلمتك هاه رد عليا.
معتز ببكاء: حالتها صعبه قوى قلبها مقدرش يتحمل الوجع والالم لولا ستر ربنا كانت راحت خالص.
ازداد فادى فى البكاء: يا حبيبتى يا ماما قلبك مبقاش مستحمل اتحمل كتير.

معتز ببكاء: السن له حكم وهى سنها كبر.
انهار مازن: انا السبب انا اللى تعبتها ماما ارجوكى فوقى وانا مش هزعلك تانى ارجوكى.
ووقع فى الارض وجسى على ركبته ببكاءشديد، واذا ب بسنت
تاتى وهى تلهث وتبكى ورات مازن وهو يقع على الارض، اسرعت اليه واحتضنته وهى تصرخ: مازن ماما مالها حصل لها ايه؟

مازن وهو يبكى: ماما تعبانه قوى وانا السبب، انا اللى تعبتها مكنتش اعرف انها بتحبنى قوى، كده متخيلتش انها ممكن تزعل عشانى كده.
بسنت ببكاء: اه ياحبيبتى يا ماما اه اوعى تسبينا.
خرج الطبيب من الداخل قائلا: يا جماعه ماينفعش كده لو سمحتو فى مرضى وناس تعبانه والدوشه دى عامله لهم ازعاج.
معتز فى الم وحزن: معلش غصب عنهم يا دكتور ماما غاليه علينا قوى.
الطبيب: انا مقدر حزنكم عشنها لكن اللى حصل ماينفعش.

اتت رانيا مسرعه هى ويزيد كانا يبكان اقتربت نظر لهم يزيد قائلا: معقوله يا فادى معقول الست المؤمنه التقيه ولادها يعملو كده تفتكرو لو قامت دلوقت هيبقا ايه احساسها
نظر اليه فادى اخذ نفس وزفره عدت مرات، محاولا تهدأة نفسه وقام واقفا وضع يده على كتف يزيد قائلا: عندك حق يا صاحبى بس غصب عنى مش قادر مش متخيل شكلها على دراعى وانا شايله كان عامل ازى .

تالم يزيد فهو يعلم كم الفراق صعب ومؤلم لكنها لم تفراقهم بعد، ربط على كتفه: انا عارف انه صعب وصعب جدا كمان، بس احنا لازم نكون اقوى عشان لما تخف بالسلامه كده بالسلامه وتشفكو تفرح بيكم لكن تفكتكرو لو قامت دلوقتى وشافتكم كده
ده هيرضيها؟وبعدين هو احنا لما نزعل نعيط ولا ندعى مش ده اللى اتعلمنا؟

اغمض فادى عينه واخذ نفس وزفره بالم ووجع: عندك حق يا صاحبى يلا يا مازن وانت يا معتصم روح مراتك عشان متتعبش، وشوف شغلك انت يا معتز وانا هنزل الجامع معاد الصلاه قرب حتى قلبى يهدى شويه.
مازن ببكاء: وانا كمان هاجى معاك محتاج اصلى اكيد ده هيهدينى قلبى موجوع قوى احساسى انى السبب تعبنى قوى، وانت يا بسنت روحى معاهم خليكى مع رودينا لحد لما نرجع نطمنكم عليها.

بسنت ببكاء ورفض: لاء مش همشى لازم اطمن عليها مش همشى الا وهى معايا وخارجا على رجليها ان شالله اقعد مية سنه.
اقترب منها مازن مترجيا: عشان خاطرى لو لسه ليا خاطر عندك روحى عشان ابقا مطمن عليكى، وابقى تعالى تانى.

كان يبكى فدموعه لم تتوقف لحظه، هزت راسها الموافقه وهى تبكى هى الاخرى، اردت رودينا ان ترفض لكنها متعبه ولم تكن قدمها تحملها، اخذهم معتصم واوصلهم الى المنزل، وعاد الى اخوته وجلس معهم فى المسجد
ظلت وعد الى جوارها بقيت معها رانيا لبعض الوقت وذهبت لترى المرضى.

فى شركة فارس وعمار
دخل فارس مكتب عمار قائلا: الاجتماع بتاع شركة بدران اتلغى.
نظر اليه عمار: ليه فى حاجه حصلت؟

فارس: اتصل بيا يزيد شركهم فى الشركه وقال انهم ولدتهم تعبانه قوى ومحدش منهم هيقدر يجى.
عمار: طب خلاص نخلص احنا الشغل.
فارس: يزيد هيبقا هو معنا وهيتابع كل حاجه.
ايثار: طب مش المفروض نروح نزورها ونطمن عليها.
فكر فارس: بتهيالى انها فكره كويسه وهتبقا لفته حلوه.
عمار: خلاص كده طلما الاحتماع اتلغى هنخلص بدرى نروح لهم اتصل واسال على معاد الزياره ونروح.
فارس: هات نراجع الورق بتاعنا.

اخذ الكرسى بجوار المكتب وجلس بحوار عمار وبدأا يطالعا بعض الاوراق اماهم.
امسكت ايثار الهاتف واتصلت بمدرسةمؤمن لحظات واجابت: اهلا بيحضرتك يا مدام ايثار طبعا عايزه تطمنى على مؤمن.
ايثار: ايوه ياريت.
ولاء: هبعتلك على الوتس مجموعه من صور الرحله فى بعض الاماكن وكل شويه هبعتلك صور المكان الجديد اللى هنروحه تمام.
ايثار: تمام وانا بردو هتصل اطمن عليه.

انهمت معها المكالمه وهى قلقه عليه فقال عمار: المدرسه قالتلك هما فين دلوقتى؟
ايثار: هتبعتلى صوره عشان اطمن ونسيت اسالها هما فين هى كانت قايله هيروحو ثلاث اماكن بس مقالتش الترتيب ايه الاول .
عمار: طب تمام لما تبعت الصور ابعتهالى عشان اشوفها انا كمان.
لحظات واتتها بعض الرسائل فتحتهم ونظرت بهم وبدى عليها التعجب، واتصلت بالمدرسه قائله: ايوه حضرتك باعتها صور ولد تانى غير مؤمن.

ولاء: ازى مش انت مامت مؤمن محمود؟
ايثار: لاء انا مامة مؤمن عمار.
ولاء: اسفه معلش اتلخبط هقفل معاكى وابعتلك الصور فورا بعتذر لحضرتك.
انهت معها المكالمه وبحثت عن صور مؤمن على هاتفها وارسلتها، ونظرت على المؤمن الذى كان يلعب مع بعض اصدقاؤه، واذا برجل يتشاجر مع احد مشرفات الرحله، فاسرع كل المشرفين اليها وبقيت ولاء فقط مع الاطفال، جمعتهم واجلستهم بالقرب منها قائله: محدش يتحرك من هنا فاهمين.

اجاب الاطفال: فاهمين يا ميس.

اشتد الشجار وضرب الشخص المشرفه وكانت ولاء تتابع ما يحدث وهى تجلس بجوار الاطفال، ذهب احد الموجدين ونادى على امن الحديقه ليحل المشكله، زاد الشجار اكثر واحتدت المشكله مما شغل ولاء عن الاطفال فهم جالسون فى صمت بعضهم خائف والبعض الاخر يتابع مايحدث، كان مؤمن ممن يتابع بصمت، قذفه احد الاطفال يقف من بعيد بحجر فى كتفه فتضايق ونظر له بغضب ولم يتحرك من مكانه، فقذفه بحجر اخر فى راسه، فوضع يده على راسه من الالم وخاف الاطفال واسرعو ناحية المدرسه، فانتبهت لهم وامسكتهم، واذا بثلاث من الاطفال الضخام يهجمون على مؤمن لضربه قضرب الاول بقبضته على صدره عدتت خبطات فوقع على الارض صارخا: اه اه اه ضلوعى اتكسرو اه الحقونى اه.

وحاول اخر ضربه على راسه بيده فامسك يده حاول الاخر جذبها منه بقوه وضربه باليد الاخرى، فثنى يده فكسرت وصرخ قائلا: اه اه اه ايدى اتكسرت اه ايدى اتكسرت.
قذف عليه الطفل الثالث حجاره وهو يصرخ: وحش ابعد عنى وحش هيموتنى.

كانت المدرسه قد اوقفت الاطفال جانبا، واسرعت اليه ابعدته وهى تهداه فهو يبكى خائفا، اوقفته بجوار زملاؤه ونظرت الى الاطفال المصابين ونادت على مشرفين الرحله، فالمشاجره انتهت وهم يقفون غاضبون، اسرعو اليها امسكو الاطفال وذهبو بهم الى الحافله، واتصلت هى بالاسعاف،.

كان الصحفى يصور كل شئ، وبعد ان انتهى تحرك مسرعا ذهب الى سوزى وارها الفيديو، نظرت له بسعاده وخبث قائله: ده بقا اوعى تنشره من اوله انشر النص التانى بس وحبشه.
الصحفى: متقلقيش هظبط الدنيا بس ايدك على اللى اتفقنا عليه؟ وخلى بالك بالو هو كمان هياخد منك فلوس عشان المدرسين كانو مشددين جامد على العيال، وهو اللى حل المشكله دى.
سوزى: متقلقش سيب بالو عليا وخد المبلغ اللى انفقنا عليه.

اخرجت بعض النقود من جيبها واعطتها له، اخذها وخرج جلست هى وضعت قدم على قدم وهى تضحك وتتخيل ما سيحدث بعد نشر الفيديو.

عند ايثار وعمار
رن هاتف ايثار نظرت به وجدته مدرسة مؤمن اجابت قائله: اهلا يا ميس خير فى حاجه؟
ولاء: معلش الرحله خلصت بدرى وهنروح دلوقتى.
ايثار: خلاص تمام انا هكون فى البيت خلال نص ساعه.
ولاء: تمام.

انهت ايثار المكالمه ونظرت الى عمار: عمار معلش انا همشى دلوقتى عشان خلصو الرحله بدرى ولازم اروح.
عمار: ماشى احنا كمان خلصنا وهناجل باقى الشغل لبكره عشان نروح نشوف والدة فادى هوصلك وارجع.
ايثار: طب ما تخليك بدل المشوره.
عمار: بلاش رغى بقا يالا عشام متتاخريش.
هزت راسها دون كلام وقامت معه، اوصلها الى المنزل وعاد هو الى فارس، قبل ان تصعد الدرج رن هاتفها وجدتها المدرسه فأجابت: ايوه انا وصلت البيت اهو.

ولاء: طب احنا كمان تحت البيت بالباص.
خرجت ايثار مسرعه وجدت الحافله فاقتربت منها نزل مؤمن عابسا فجلست على ركبه ونصف واحتضنته قائله: مالك زعلان ليه يا حبيبى؟
واذا بالمدرسه من خلفه قائله: ممكن كلمتين بعد اذنك.
نظرت اليها والى مؤمن وشعرت ان هناك امر مهم فقالت: مؤمن ممكن تفضل فى الاتوبيس على ما اخلص كلام مع الميس.

هزمؤمن راسه بالموافقه وصعد الى الحافله، نظرت المدرسه الى ايثار: مش عارف ابدأ منين بس للاسف حصل مشكله ومؤمن ضرب ولدين وحالتهم خطر.
وضعت ايثار يدها على صغرها من الصدمه: حصل ازى مؤمن مش ممكن يضرب حد من زمايله.
ولاء: هما فعلا مش زمايله، هما ولدين كانو فى الجنينه وهجمو عليه وحاولو يضربوه فهو دافع عن نفسه وضربهم بس اصابتهم خطيره واتنقلو للمستشفى.

غضبت قائله: طب وحضرتك كنتى فين والمشرفين اللى فى الرحله؟ ازى تسيبو ولاد تانين يضايقوه؟
تحنحت بحرج شديد: كنا موجودين بس حصل مشكله مع مشرفه، وكلهم راحو يساعدوها وانا كنت لوحدى بالاطفال
زاد غضب ايثار من التبرير الغير مقنع قائله: يعنى ايه حصل مشكله مع مشرفه فيسبو الاولاد كلهم معاكى ده كلام
ولاء بحرج: مش عارفه اقولك ايه بس فى حد اتخانق مع المشرفه وضربها وكانت مشكله كبيره غصب عنهم يعنى.

جزت على اسنانها: طب والولدين اللى انصابو حالتهم عامله ايه؟
تنهدت قائله: واحد منهم عملولو عمليه فى ذراعه لان الكسر مضاعف، والثانى هيتم تجبيس القفص الصدرى كله اتكسر اكتر من ضلع عنده.
شعرت ايثار بزيادة غضبها فقالت فى تعجل: ماشى تمام اندهيلى مؤمن ومعلش هقعده من الحضانه يومين عشان نفسيته متتأثرش باللى حصل.
ولاء: افضل بردو.

جزت ايثار على اسنانها تحركت المدرسه من امامها فقد رات الغضب فى عينها، نزل مؤمن اخذتها وصعدت الى شقتها مسرعه، دخلت هى ومؤمن الذى كان مازل عابسا جدا، فاقتربت منه ومسحت على راسه قائله: معلش يا حبيبى متزعلش وقولى ايه اللى حصل؟
قص عليها مؤمن كل ما حدث زاد غضبها قائله: يعنى انت مضربتهمش الا لما هما ضربوك؟
مؤمن: ايوه بس انا مقصدش اضربهم جامد انا كنت ببعدهم عنى بس انا مش وحش زى مابيقولو عليا.

صعقت ايثار من الكلمه: ايه وحش مين قال عليك كده؟
مؤمن بعبوس شديد: هما قالو عاليا وحش عشان ضربتهم والولد الثالث اللى كان معاهم وهو بيجرى كان بيقول عليا وحش.
احتضنته وربطت على ظهرها وهى تتذكر كل ماحدث معها وتتخيل ان هذا ما سيحدث مع ابنها كاد عقلها يجن فماذا تفعل هل تتركه ليعيش مأستها وتعيشها معه مره اخرى.

 

تاااابع ◄