-->

رواية أشواك الحب الفصل السادس

 

 

 عند نادين
عاد مصطفى وكان يبدو عليه الارهاق الشديد، القى التحيه ودخل، اقتربت منه نادين وردت التحيه ابتسم قائلا: معلش حبيبى سيبتك وحدك النهارده.
ربطت على كتفه ووضعت راسها على كتفه: ولا يهمك حبيبى المهم انك رجعت بالسلامه قولى عملت ايه؟
مصطفى: المعمل جنائى اثبت ان فى شبه جنائى واخده كاميرا فى شارع قريب من محل وكاميرا فى محل حنبنا وهيشوفو من فيلم مين عمل كده، ورحت لشركة تأمين وهما هيجددو محل كله.

نادين بتذكر: تصدق صح كنت ناسيه خالص اننا مأمنين عليه.
ابتسم: وانا كمان كنت ناسى بس لما كلمت حقوقين سألونى عن تأمين فافتكرته، وحقوقين قالو هيقلبو الدنيا ومش هيسكت على اللى حصل معنا ده، بس واحد منهم قالى ان موضعى كتير صعب عشان مسلم، بس قال هيساعدنى بردو.
ابتسمت: حبيبى انا عارفه ده وعشان كده قولتلك كلم حقوقين لان ليهم هنا اهميه وممكن يساعدونا.

عبس قائلا: بس كده فتره دى مش يقدر ياخدك معايا وده مزعل انا كتير.
تنهدت: بس انا مش متضايقه ولا حاجه وبعدين يعنى هتسيب شغلك وتقعد جنبى.
مصطفى: لاء بس انت لازم اخرج صاحب ناس مش افضل كده فى بيت.
قالت وهى تتحرك ناحية المطبخ متهربه: انا مش متضايقه ولا زعلانه هروح اعمل الاكل.

تركته وذهبت لكى لا يرى الحزن فى عينها فهى تشعر بالوحده منذ اتت الى فرنسا لم تستطع الاندماج فيها، لم تجد من تصاحبه وكل اصدقاء مصطفى القدامى ابتعدو عنه بعد اسلامه، فاغلبهم ملحد او متعصب لدينه، حتى عمال المحل لم تستطع الاندماج معهم فهم يتعاملون معها كمديره، لحق بها وهى تعد الطعام وقف خلفها قبلها فى وجنتها قائلا: ايه رايك تيجى بكره نخرج بعد ارجع من محل ونحاول نتعرف على ناس جديد؟

فكرت قائله: هى فكره بردو بس ده مش هيعطلك؟
ابتسم: لاء مش يعطلنى فى حفله كنت معزوم في بكره ايه رايك نروح مع بعض انا مكنتش هيروح اصلا.
ترددت: مش عارفه بس انا مليش فى جو الحفلات ده انت عارف وكمان عبدالله صغير مش هينفع اسيبه مع ايثار.
اخذ نفس وزفره فى ضجر: صحيح نسيت حاكيه دى عموما خلاص نروح نتفسح، بس انا كنت عايزك اتعرف على ناس احنا مش هنعيش وحدنا.

اغمضت عينها وفتحتها قائله: حبيبى ما احنا من ساعت ما جينا ومتعرفتش على حد ومحصلش حاجه ايه جد بس؟
مصطفى: جد انك قافل على نفسك وده غلط انا كنت مستنى محل اشتغل وافضى لكن كده مش انفع انت فتره ازهق.
تنهدت: لاء متخفش مش هزهق ولا حاجه وبعدين متهتمش بيا خليك فى شغلك.
نظر اليها رافضا: ايه كلام ده لاء طبعا انت اهم حاجه فى حياتى ولازم اساعدك عشان اتعرف على ناس.

تنهدت: حاضر خلاص اللى يعجبك ( واكملت فى عقلها ) انا اصلا زهقت من دلوقتى الحياه هنا بارده مفهاش احساس معرفش انت كنت عايش ازى هنا قبل كده؟
شعر مصطفى انها تخفى مشاعرها عنه، فجذبها من ذراعها ولف وجهها اليه ونظر الى عينها: انت متضايق ومش عايز تقول صح؟

حاولت التهرب من النظر اليه كى لا يرى الاجابه فى عينها، ونظرت الى الجه الاخرى، فامسك ذقنها وجعل وجهها مقابل له: حبيبى ان مكنتش قول لى انا اقول لمين مش انا حبيبك؟
ابتسمت وابتلعت ريقها: ايوه طبعا وهو انا ليك غيرك فى الدنيا بس انا مش عايزه احرمك من وجودك فى المكان اللى بتحبه وعايزه، ومش عارفه اتعود على الحياه هنا، بس متقلقش هتعود ان شاء الله.

ظل ينظر الى عينها ويرى كم بها من حزن تحاول اخفاءه، فابتسم ووضع يده على وجنتها قائلا: حبيبى هنحاول تانى مع بعض وان مش عرفنا هنرجع مصر عشان مش عاوز شوف حزن فى عينك، وانا عارف انك اعمل كل اللى اقدر عليه.
ابتسمت وهزت راسها بالموافقه وتحركا الاثنان معا ووضعا الطعام.

عند سوزى
اتى بالو وكان غاضبا جدا، اتت اليه سوزى قائله: ايه فى ايه مالك زعلان قوى ليه كده انا مديالك فلوس للولاد ديه وبزياده كمان.
بالو صارخا بها: لا يا حلوه مكنتش متخيل ان الواد هيعمل فيهم كده، وبعدين دى دخل فيها بوليس ومستقبل العيال ضاع.
جلست ووضعت قدم على قدم قائله: هما كان ليهم مستقبل اصلا، من الاخر عايز ايه؟

كانت ترتدى فستان قصير نظر على قدمها بشهوه وظل يتفحصها بنظره قائلا: هاه عايز حق العيال دى، انا ظبتلك الدنيا وحتى مقولتش للعيال على قوة الواد عشان ميخفوش بس حفظتهم انهم يقولو عليه وحش، وبعدين دول عيال يعنى البوليس لو قررهم هيعترفو ويقولو كل حاجه.
فكرت قائله: خلاص هدخل اجبلك فلوس بس تهربهم متخليش البوليس يعرف مكانهم.
ابتسم: ماشى تمام.

قامت ودخلت الى الغرفه ظل يتابعها بنظره ويتفحص جسدها بنظرات مليئه بالطمع حتى اختفت، نظر الى الشقه متفحصا ايها حتى سمع صوت خطوتها فوقف مكانه ونظر الى الاسفل، اعتطه النقود قائله: خد بس متجيش تانى ده اخر مبلغ هدفعه وبعدين خلاص مش هحتاجك تانى.
ضحك ساخر وقال بصوت خافت: بس شكلى انا اللى هحتاجك (رفع صوته ) ماشى ياقمر بالاذن انا.

تركها وخرج وهو يتلفت يمينا ويسرا كانه يبحث عن شئ، نظرت اليه بغضب وفور خروجه نفخت قائله: غور كتك القرف انا اصلا حتى لو الفيديو ده منفعش خلاص مش هدفع فلوس ليك تانى هشوف سكه تانيه، بعد بصاتك المقرفه دى مش هدخلك هنا تانى.
ودخلت الى غرفتها وهى عابسه وتشعر بالقرف.

فى المستشفى
مرت توتا على العنابر كعادتها لكنها لم تجد رانيا فهى عادة تقابلها بهم، تعجبت من غيابها وانتظرت ان تاتى، وعندما تاخرت اكثر سالت عنها احد الممرضات قائله: لو سمتحى هى دكتوره رانيا فين مجتش النهارده ولا ايه؟
الممرضه: لاء جات بس هتلاقيها فى العنايه المركزه اصل والدة دكتور معتز تعبانه قوى، وهى كانت هناك هى ودكتوره وعد.

حزنت جدا قائله: ياخبر ده كده اكيد حالتهم صعبه قوى طب شكرا هروح اطمن عليهم.
تركتها وذهبت الى العنايه المركزه، وجدت دكتور معتز يقف امام الباب فى حاله سيئه اقتربت منه قائله: دكتور معتز، دكتور معتز حضرتك بخير.
نظر اليها باكيا: ايوه بخير بس ماما تعبانه قوى.
توتا بحزن: الف سلامه عليها ان شاء الله هتقوم بالسلامه اللى بيعمل كل الخير اللى حضرتك بتعمله اكيد ربنا هيقف جنبه ويقومها بالسلامه.

معتز باكيا: انا على يقين من ده بس مش قادر اتحمل تعبها وانا دكتور ومش قادر اساعدها.
نزلت الدموع من عينها: يا دكتور احنا اسباب وبس لكن الشفا بأيد ربنا مش ده اللى انت بتعلمهولنا يا دكتور؟
ابتسم والدموع تنهمر من عينه: عندك حق والمكان اللى لازم اكون فيه مش هنا، لازم اساعد كل محتاج عشان ربنا ياخد بيدها ويقومها بالسلامه، متشكر ليكى عمرى ماهنسا دعمك ليا ولا كلامك ده.

توتا: ملوش لزوم الكلام يا دكتور حضرتك استاذى وده اقل شئ اقدمه ليك.
تنهد بالم: بردو متشكر عن اذنك اروح اشوف شغلى وانت كمان.
هزت راسها بالموافقه وعادت الى العنابر مره اخرى، وبعد عدت ساعات ذهبت الى هناك لتطمان على والدته، فقابلت عمار وفارس، نظر اليها عمار متعجبا: توتا بتعملى ايه هنا؟
نظرت اليه مبتسمه: بتدرب هنا ماهى دى المستشفى اللى باجى فيها.

عمار: طب كويس دى مستشفى كبيره اعملى حسابك تروحى معايا بدل ما تروحى لوحدك.
توتا: بامر الله انما انتو جاين ليه؟
عمار: والدة شريك لنا تعبانه فجينا نزورها موجوده فى العنايه المركزه.
توتا: انا راحه العنايه بردو اسال على والدة الدكتور بتعنا.
دخلو معا حتى وصلو الى العنايه، كان فادى واخوته يقفون عند الباب، اقتربو منهم قائلين
فارس: السلام عليكم الف سلامه على والدتك يا استاذ فادى.

فادى بحزن: وعليكم السلام اهلا بيكم الله يسلمك.
عمار: ربنا يقومهالكم بالسلامه.
فادى: يارب كلنا بندعى وربنا عنده الفرج.
خرج معتز من الداخل اسرع اليه فادى قائلا: هاه عامله ايه؟
تنهد قائلا: زى ماهى على حاله اعتقد ممكن تفوق على بكره.
توتا: الف سلامه عليه يا دكتور.
نظر لها: الله يسلمك متشكر يا دكتوره تسنيم.
فارس: طب احنا هنمشى ونبقا نيجى تانى ان شاء الله نطمن عليها.

فادى: متشكر ليكم جدا مجيتكم كبيره قوى عندى.
عمار: انتو ناس محترمين واحنا اتشرفنا بالشغل معاكم وده اقل واجب.
فادى: ربنا يديم بنا المعروف.
نظر عمار الى توتا: تعالى انت كمان معيا بدل ماتروحى لوحدك.
معتز متعجبا: هو حضرتك تعرفها؟
عمار: دى زى اختى الصغيره وانا مراتى اولياء امورها.
توتا بحرج: ده يبقا جوز ابله ايثار اللى كنت قولتلك عليها يا دكتور، انا هروح اجيب حاجتى عشان امشى معاهم عن اذنكم.

تركتهم وذهبت لتحضر حقيبتها، نظر معتز الى عمار: الدكتوره من افضل الطلبه عندى وبتنبأ لها بمستقبل كبير.
عمار: توتا دى بالنسبه ليا بنتى مش اختى بس، عن اذنكم احنا وهكلمها تنزل لنا على تحت.
سلما عليهم وخرجا الاثنان واتت اليهم توتا وعادو كل واحد الى منزله.
خرج الطبيب من الداخل نظر لهم قائلا: الافضل انكم تمشو دلوقتى وتيجو الصبح.
مازن رافضا: انا مش هتحرك من هنا الا وهى معايا.

الطبيب: يا استاذ وجودك لا هيقدم ولا ياخر والافضل...
قاطعه مازن باصرار: انا مش همشى الا لما تكلمنى واطمن عليها.
الطبيب: انتو حرين بس مش هينفع تفضلو هنا كده.
معتز: خلاص هنقعد فى الاوضه اللى جنب العنايه فاضيه كنت مخليها عشان انقلها فيها بس خُفت عليها من النقل.
الطبيب: تمام بس القعده دى كده مش حلوه وكمان اللى داخل واللى خارج يسال ليه دول قاعدين.
تنهد معتز متفهما: خلاص تمام هخليهم يدخلو الاوضه جوه.

تركهم الطبيب وذهب وامسك معتز وفادى بمازن وادخلها معهم الاوضه، جلس على الاريكه وهو فى حاله سيئه، واذا بالباب يدق وتدخل بسنت قائله ببكاء: هى عامله ايه دلوقت؟
نظر اليها مازن حزينا: زى ما هى معتز بيقول ممكن تفوق بكره.
ازدادت فى البكاء قام مازن واحتضنها: خلاص كفايا عياط هتبقا كويسه ان شاء الله.
بسنت بنهنها: انا السبب انا اللى وجعت قلبها بكلامى حملتها فوق حملها خلاص مش عايزه ابقا ام بس هى تفضل.

مازن ببكاء: مش انت انا اللى زعلتها لما سبتك بس لانى بحبك وخايف تندمى حبيت اسبلك حورية الاختيار مضغطش عليكى.
تمسكت به قائله: وانا مش عايزه غيرك انا محبتش ولا هحب غيرك اصلا بس خوفت ارفض تكون نفسك تكون اب واكون انا اللى بضغط عليك.
فادى متاثرا: انا مش فاهم بس انتو بتعملو ايه كل واحد فيكم بيحب التانى لزومه ايه اللى عملتو ده.
مازن: خلاص يا فادى لو هى موافقه انا رجعتها لعصمتى.

بسنت: ايوه طبعا موفقه وعمرى ما هسيبك ابدا.
مازن: ولا انا مقدرتش ابعد اصلا انت حب عمرى كله.
فادى: يا بنى انت من ساعت ما حضنتها وهى كده رجعت لعصمتك منغير ما تتكلم اصلا.
نظر اليه الاثنين وقال مازن: ده حقيقي؟

فادى: ايوه طبعا الست فى خلال فترة العده لو جوزها لمسها تبقا رجعت لعصمته، وعشان كده فى الشرع متخرجش من شقتها عشان يكون فى مجال لده، لكن اللى بيكون طلاق ملهوش روجوع بس هى اللى متقعدش، والاصح ان هو اللى يمشى مش هى.
بسنت: منغير ما ياخد موافقتها حتى؟
فادى: الحاله الوحيده اللى لازم موفقتها فيها الطلاق على الابراء والخلع طبعا.

دق الباب مره اخرى دخل معتصم ومعه طعام قائلا: جايب لكم اكل، وعد قالتى ان محدش منكم اكل، وهى روحت اصلا عشان تعمله وتبعته، وبطمنك وبتقولك انها اكلت والصبح هتيجى بعد ما تودى الولاد المدرسه.
فادى: محدش له نفس ياكل اصلا.
معتصم: لازم تاكلو عشان تقدرو تقفو على رجليكو ولا عايزين ماما تفوق تلقيكو تعبانين.
فادى: حاضر يا سيدى هناكل سبت مراتك وهى تعبانه وجيت ليه؟

معتصم: معرفتش اقعد اطمنت عليها وجيت مش معرف اقعد هناك وهى تعبانه هنا.
وضع لهم الطعام وجلسو جميعا يحاولون تناوله وقلب كل منهم حزين.

فى منزل عمار
عاد عمار الى شقته وجد ايثار تجلس بغرفتها، اقترب منها والقى التحيه وقال: ايه مال الجميل قاعد لوحده ليه؟
انتبهت الى وجوده فردت السلام وقالت: حبيبى معلش مختش بالى اصل مؤمن اتغدى ونام كان تعبان من اللعب فى الرحله هحضرلك الغدا حالا.
عمار: كنت عايز اشوفه ويحكيلى عمل ايه عموما مش مشكله بكره بأذن الله هدخل اخد حمام على ماتخلصى.

هزت راسها دون كلام وذهبت الى المطبخ وضعت الطعام اتى عمار وتناولاه سويا، كان يلاحظ عليها الشرود رغم ابتسامتها المصطنعه التى تحاول ان تُدرى بها توترها وقلقها، انتها من الطعام وقامت وضعت الاوانى فى المطبخ، امسك يدها فور خروجها قائلا: مالك يا حبيبتى فى ايه شكلك زعلانه؟

ابتلعت ريقها وقصت عليه ماحدث وانفجرت فى البكاء وهى تقول: كل اللى بحارب عشانه ضاع ابنى هيعيش اللى عيشته الناس بيقولو عليه وحش ليه وحش عشان بيدافع عن نفسه المفروض ينضرب ويسكت انا مكنش المفروض اتجوز اصلا اللى زي لا لها انها تحب ولا تتجوز ذنبه ايه الطفله يتعذب بسبب امه ذنبه ايه؟

احتضنها عمار وربط على ظهرها: اهدى حبيبتى بلاش الكلام ده دول هما اللى وحوش ازى يقول على طفل زى مؤمن كده؟ وبعدين انت ملاكى الحارس ازى تقولى متحبيش وانا اروح فين انا لو محبتكيش عمرى مكنت هحب عايزنى اعيش تعيس؟ اهدى بقا يلا لازم تبقى هاديه عشان نعرف نفكر صح.
ايثار ببكاء محاولة تهداة نفسها: نفكر فى ايه احنا نمشى من هنا ونروح اى مكان تانى محدش يعرفنا فيه مش هسمح لحد انه يدمر حياة ابنى.

مسح عمار دموعها بيده قائلا: ولا انا هسمح لحد يدمر مستقبله وكمان مش ههرب بيه هعلمه يواجه الناس والحياه.
ابتسمت بحزن: يعنى مش ندمان عشان اتجوزت وحش و...
قاطعها ووضع صباعه على شفتيها: هوس متقوليش كده لو قولتى كده تانى انا اللى هزعل منك معقول ياناس القمر ده حد يقول عليه كده؟
ابتسمت غى خجل قبلها فى جبينها قائلا: يلا نلم الاكل وندخل ننام عندنا شغل كتير بكره.

ايثار: انا مش هاجى بكره عشان مؤمن مش هيروح الحضانه فهقعد معاه.
فكر قائلا: خلاص هاتيه معاكى المكتب يقعد جنبنا واحنا بنشتغل.
كانت تعرف انه يحاول مواستها فقالت: لاء بلاش خلينا فى البيت هما يومين وهيعدو.
ابتسم: خلاص اللى يريحك يالا نشيل الاكل.
حملا معا الاونى ووضعها فى المطبخ، كان عمار يبتسم ويمازحها وبداخله بركان من غضب ولكن لايريد ان يزيد الامر سوء.

وفى الصباح ذهب الى الشركه دخل مكتب فارس وهو غاضب جدا، فزع فارس منه قائلا: ايه يا بنى مالك داخل بزعبيبك كده؟
عمار غاضب: الفيديو الزفت اللى عملته الكلبه اللى اسمها سوزى اتسبب ان اولاد فى الرحله ضايقو الولد وقالو عليه وحش.
صدم فارس: انت بتقول ايه وهو عامل ايه دلوقتى؟ حبيبى يا مؤمن.

عمار غاضبا: كان نايم فضل يعيط لحد مانام والصبح مردتش اصحيه وخرجت عشان ايثار متخدش بالها وتضايق حالتها كانت وحشه قوى امبارح وبالعافيه على ما هدتها.
فارس: بس انت لازم تعرف اهل الولاد اللى عملو كده وتروح لهم.
عمار: ايثار قالت انهم فى المستشفى حاليا هكلم الحضانه واعرف مستشفى ايه واشوف اهليهم واكلمهم.

اتصل عمار وسأل المدرسه وبعد ان انهى المكالمه نظر الى فارس متعجبا: المُدرسه قالت انهم اطفال شوارع ومعرفوش لهم اهل وقالو انهم هيحطوهم فى ملجاء لما حالتهم تتحسن شويه.
تعجب فارس: طب وهما اطفال الشوارع ايه اللى دخلهم المكان ده؟
اكمل عمار: وكمان لابسين لبس نضيف ومتعرفش انهم اولاد شوارع الا فى المستشفى لما دورو على اهلهم.
فارس: الموضوع كده مش طبيعى لازم وراه حد، عموما شويه وكل حاجه هتبان.

نفخ عمار غاضبا: ربنا يصبرنا على ماتبان.
فارس: طب نحاول نخلص الشغل وربنا يفرجها من عنده.
هز عمار راسه بالموافقه دون كلام وبدأ معه العمل وهو شارد ومتوتر.

عند نادين
استيقظ مصطفى اوصل ايثار الى المدرسه وعاد وجد نادين تعد الافطار، فدخل لها المطبخ قائلا: اخرج انت انا اعمل فطار.
ابتسمت قائله: هو انت مش هتروح تشوف المحل؟
ابتسم: لاء مش روح هبقا اعدى كل يوم اشوف اخبار وارجع.
نادين: طب خلاص نعمل الفطار سوى نفتكر ايام زمان.
ضحك واقترب منها وجذبها اليه ونظر الى عينها قائلا: وحشانى كتير حبيبى.

اتى صوت عبدالله من الداخل يبكى، فنظرت اليه مبتسمه ورفعت حاجبيها وكتفايها، فتركها: روح شوفه وانا اعمل فطار.
ذهبت احضرته من الداخل واتت وقفت الى جوره وهو يعد الطعام، وتناولو معا وبعدها قام قائلا: يالا البس نخرج اتفسح وهوديك جاليه اسلامى هنا.
فرحت قائله: اوكيه هدخل البس والبس عبدالله حالا.

دخلت غيرت ملابسه وملابس عبدالله وخرجو معا وظلو حتى اتى موعد ايثار احضروها من المدرسه وعادو، كان يبدو عليها الغضب فاقترب منها قائلا: مالك حبيب بابا انت زعلان ليه؟
ايثار بضجر: انا زهقت من الناس هنا مش بحبهم انا بحب مصر ونفسى ارجع هناك تانى احنا هنرجع امتا؟
كانت نادين فى الداخل ولم تسمعها، تنهد قائلا: انت قولت كلام ده لماما؟

ايثار بعبوس: اه كتير وكل مره كانت تقولى اننا هنعيش هنا خلاص وان انت عايز كده واحنا عشان بنحبك لازم نساعدك عشان تكون مبسوط، بس انا مش مبسوطه، الاولاد فى المدرسه كلهم رخمين والمدرسين كمان، انا مش بحب البلد دى انا عايزه ارجع مصر.
فكر مصطفى قائلا: بس دى بلد بتاع انا وانت ابنى يعنى لازم حبها حتى لو مش عيش فيها.
نظرت اليه بخبث اطفالى: يعنى انا لو حبيتها هنرجع مصر؟

ضحك من سزاجتها قائلا: اكيد طبعا حبيبى بس انت ايه مزعلك؟
ايثار بضجر: مش عارفه الاقى اصحاب البنات بيرخمو عليا والصبيان كل شويه عايز يبوسنى ويحضنى وانا مش بحب ده وكل شويه اتخانق مع واحد منهم والميس تزعقلى.
فهم لما كانت تقول عليها انها تميل الى الشذوذ وفكر قائلا: طب اسمع احنا نفكر سوى فى حل لمشكله دى ومن دلوقتى انا صاحب انت هنا ماشى.
ايثار بسعاده: ماشى يابابا يا حبيبى يا احلى اب فى الدنيا بحالها.

احتضنها بسعاده ودخلت غرفتها تغير ملابسها ونظر هو عليها وفكر فى كلامها، وشعر ان الامر اصعب مما توقع بكثير.
...
فى المستشفى
ظلو جميعا فى الغرفه جالسين حتى نامو فى اماكنهم من التعب، بسنت الى جوار مازن تستند عليه، وفادى ومعتز ومعتصم على السرير، كل منهم يسند على الاخر، استيقظو لصلاة الفجر وبعدها دخل معتز نظر على مديحه، امسك يدها وقبلها قائلا: يالا يا ماما اصحى بقا كلنا تعبانين منغيرك مش عارفين نعيش.

استيقظت مديحه وفتحت عينها ونظرت له وابتسمت، فظن انه يتخيل تنهد بالم وضعت يدها على راسه ومسحت على شعره، ازالت قناع التنفس من على وجهها قائله بصوت: سلامتك ياحبيبى بعد الشر عنك.
فرح معتز قائلا: انت صحيتى يا حبيبتى كده تخضينا عليكى.
مديحه ببسمه: الحمد لله ياحبيبى هو ايه اللى حصل انا دخلت نمت لقيت نفسى هنا؟
معتز بسعاده: تعبتى شويه بس الحمد لله كنا هنموت عليكى من الخضه.

مديحه: بعد الشر عنك حبيى مازن عامل ايه قلبى وجعنى عليه قوى.
معتز: هخرج اندهولك حالا هو واخوتى.
هزت راسها بالموافقه خرج مسرعا فتح الباب ودخل لهم قائلا: قمو بسرعه ماما فاقت وبتسال عنك ياسى مازن.
قامو جميعا مسرعين دخلو لها وقفو حول السرير، امسك فادى يدها وقبلها، وقبلها فى خدها قائلا: حمدالله على سلامتك ياست الكل الحمد لله.
ابتسمت: الحمد لله ياحبيبى.

قبل مازن يدها وهو يبكى قائلا: سامحينى مش هزعلك تانى انا اسف بس اوعى تسبينا تانى.
ابتسمت: حبيبى انا مش زعلانه منك انا زعلانه عليك قلبى وجعنى عشان مش قادره اخفف عنك ولا عن بسنت.
اجابتها بسنت التى تقف عند طرف السرير بالقرب من مازن: الف سلامه عليكى ومتقلقيش علينا طول ما انت معنا احنا بخير.
اقتربت من مازن فاحتصنها قائلا: رجعتها خلاص مقدرتش ابعد عنها اكتر من كده.

زادت بسمتها قائله: الحمد لله ياحبيبى حافظو على بعض واكيد ربنا شيالكم عنده الخير.
اقترب معتصم قائلا: هو انا هفضل مستنى كتير كده حد منكم يوسع عايز ابوس ايدها واكلمها ولا واقع من قعر القفه.
ضحكو جميعا وترك له فادى مكان بجواره نظر لها قائلا: الف سلامه عليكى ياست الكل اللى دنيا منغيرك ملهاش اى لزمه اوعى تخضينا عليكى تانى.
قبل يدها وجبينها ابتسمت وقالت: وربنا يباركلى فيكم يارب ومايحرمنى منكم ابدا.

واذا بالطبيب من خلفهم قائلا: يعنى ينفع الكلام ده يا دكتور معتز كده غلط عليها هى لو سمحتو اخرجو بره عشان هفحصها تانى دلوقتى.
شعر معتز بالحرج قائلا: معلش يادكتور انا اسف بس هما كان لازم يطمنو عليها.
الطبيب: طب ماشى بس لازم يخرجو دلوقتى عشان نشوف شغلنا.
خرجو جميعا بعد ان قبلوها وقبلو يدها، بقى معتز فقط مع الطبيب، دخلو الى الغرفه نظر فادى الى معتصم قائلا: روح انت دلوقتى اطمن على مراتك وطمنهم هناك.

معتصم: طب ماتيجى انت كمان عشان تطمن على الاولاد؟
فادى: لاء مش هامشى انا قاعد جنبها لحد لما تخرج من المستشفى زى ما دخلت على ايدى مش هخرج الا وهى فى ايدى.
معتصم: طب تعالى انت يا مازن عشان حتى تروح بسنت.
مازن: لاء انا مش همشى الا لما تخرج خد بسنت معاك روحها لكن انا هستنا.
بسنت: لاء انا مش همشى انا قاعده معاك مش هسيبك تانى.
فادى: يعنى ده وقت حب انتِ كمان.

ضحكو جميعا كان فادى عينه على الباب فقد تركه مفتوحا ليرى الطبيب عندما يخرج، فرأه هو معتز اسرع اليهم ولحق به الباقين.
فادى فى قلق: ها يا دكتور عامله ايه؟
الطبيب: احنا هناخدها نعمل لها اسطره فى القلب، وهنرجعها لكم هنا على الاوضه، بس لازم تفضل هنا كام بعد العمليه دى، عشان نطمن عليها، وبعدها بفتره هتجوبها تانى نعمل لها فحص تانى عشان نطمن.
فادى: خلاص ماشى يا دكتور.

تركهم الطبيب وذهب اتت وعد قائله: ها ماما عامله ايه دلوقتى؟
فادى: الحمد لله احسن بس هيعملو لها استره.
وعد: طب خد الاكل ده عملته وجبته لكم اكيد ماكلتوش وانا هدخل لها اطمن عليها.
فادى: والولاد فين؟
وعد: راحو المدرسه مكنوش عايزين يرحو وبيعيطو من امبارح بس انا رفضت وقولتهم لما تفوق هوديكم لها.
فادى: خلاص بالليل يبقا معتصم يجبهم.
هزت راسها بالموافقه واسرعت لتدخل الى مديحه لرؤيتها.

فى شركه فارس
كان فارس يجلس على مكتبه يطالع بعض الاوراق، رن هاتفه نظر به وجدها شهد فابتسم واجاب: حبيبى اللى وحشانى كتير عامله يا شهوده؟
ابتسمت قائله: الحمد لله تسلملى يارب هو عمار جنبك؟
تعجب من سؤالها قائلا: وبتسالى ليه على عمار؟
شهد فى غضب: هبعتلك فيديو دلوقتى لازم تشوفه حسبى الله ونعم الوكيل ايه السفاله دى لازم تشوفو حل للموضوع ده الولد كده هيتعقد حرام عليهم.

تجهم وجهها: ايه هو فى ايه الفيديو ومتعرفيش مين اللى مشيره؟
جزت على اسنانها: نفس الراجل اللى كان بيتكلم المره اللى فاتت وعمال يشتم تانى وجايب فيديو واضح جدا انه متقطع والناس داخلين فى التعليقات عماله تطبله وتشتم فى الولد.
فزع فارس قائلا: ايه طب ابعتيه حالا وانا هشوف فيه حل بسرعه قبل ما عمار ياخد باله هو فى مكتبه.
شهد وهى ترسله من على هاتفه: بعتهولك خلاص اقفل عشان يحمل.
فارس: تمام.

انها معها المكالمه وفتح الهاتف وانتظر تحميل الفيديو، ظل يخبط بأصابعه على المكتب من القلق حتى اكتمل تحميل الفيديو وبدأ يشاهده، كان به نفس الرجل الذى كان يتحدث فى الفيديو السابق يتحدث ويقول: لاء مش ممكن ده مش طفل ده وحش واحنا مش ممكن نسيبه عايش وسطينا ده لازم يتنفى ويبعد من هنا احنا مش هنستنا لما يقتل حد تانى، المره اللى فاتت دمر حياة اثنين رجاله، والمره دى طفلين حرام ده مش بنى ادم ده اكيد كإن فضائى ارحمونا بقا وابعدوه عنا حرام ولا هتستنوا لما يقتل حد تانى.

وظل يكرر الكلام وهو يعيد تشغيل الفيدو لمؤمن وهو يضرب الاطفال الاول فى صدره عدة خبطات والثانى يجذبه من ذراعه ويكسره له، خرج عمار على صوت الفيديو واسرع اليه واخذ الهاتف من فارس واعاده من اوله هاج وثار قائلا: انا عايز اعرف مين الكلب ده لو شوفته هموته باديا الحقير الحيوان هو فاكر نفسه ايه.
فارس محاولا تهدأته: طب اهدى عشان نعرف نفكر اهدى وانا هكلم تامر دلوقتى يشوف مين ده وبعدين نتصرف.

زمجر غاضبا: وهاتلى عنونان سوزى الكلب ده هروح اقتلها بايدى عايزين يدمور حياة ابنى اه.
وخبط على المكتب بقبضته بكل ما اوتى من قوه، ارسل فارس الفيديو ل تامر وكلمه واخبره بالامر وانتظر منه الرد كاد عقل عمار يطير ولم يهدأ فهو لا يريد ان يعيش ابنه ما عاشته ايثار.

عند ايثار
كانت ايثار تجلس تتحدث مع نادين على الحاسب وتضحكان، رن هاتفها فوجدته اسر فرحت جدا قائله: نادين حبيبتى معلش ده اسر هرد عليه وارجعلك.
نادين: لاء خلاص روحى انتِ وهبقا اكلمك بكره سلام.
انهت معها وفتحت المكالمه بسعاده: اسر حبيبى وحاشنى جدا كده متكلمنيش طول الفتره ولا تسال عليا انا مؤمن؟

اسر عابسا: معلش يا ابله ايثار اصلى كنت زعلان من اللى حصل، وكمان شوفت الفيديو اللى نزل وزعلت منكم انكم مقولتوليش وخبتو عليا.
ايثار: اسر حبيبى انت صغير واحنا خفنا عليك ده بس كل الموضوع.
اسر: انا مش صغير وبدل ما تضحكو عليا وتمشونى كان المفروض تقوليلى مش اعرف من النت زى اى احد غريب.
ايثار: انا اسفه خالص ياحبيبى محبتش ازعلك واقلقك على اخوك انا عارفه انك بتحبه قوى.

قاطعها: ايوه بحبه جدا كمان وزعلت لانى كان لازم ابقا عارف عشان حتى على الاقل اعرف ارد على زمايلى لما يشوفو الفيديو ويسألونى اخوك فعلا كده ولا لاء.
ايثار: طب متزعلش انا اسفه مره تانيه.
اسر بغضب: لاء انا زعلان ومش هتصل بيكى تانى.

وانها المكالمه لم تلحق ايثار ان تجيب حاولت الاتصال به لكن الهاتف اغلق نهائى حزنت جدا ولم تعرف ماذا تفعل هل تتصل بعمار وتخبره فقد يثور ويغضب ويذهب الى هناك ويسبب المشاكل وهم فى غنى عنها فى هذا الوقت.
فى شركة فارس
ظل فارس وعمار ينتظران رد تامر، وعمار فى حالة صعبه، يذهب الى غرفته ويعود، مرت بضع دقائق لكنها كانت بالنسبه له كاعوام، رن هاتف فارس اسرع اليه عمار ونظر اليه، اشار فارس انه تامر فاجاب مسرعا: هاه عملت ايه؟

تامر: عرفت اللى نشر الفيديو هو نفس الراجل اللى اخد الفيديو بعد ما الصحفى نشره وعمال ينشره فى كل المواقع ويسخن الناس عليه، وكلمت الصحفى بس قال انه ميعرفش حاجه، بس حسيت من كلامه ان وراه حاجه فانا هفضل وراه لحد ما اعرف واجبلكم قراره.
فارس: بسرعه الفيديو كده بينتشر ومش هنعرف نلم الموضوع، وكمان عملت ايه فى موضوع سوزى؟

تامر: كلمت المحامى بتاعها وهو هيخلصنا منها بس طالب مبلغ كبير وعشان كده قولت العبه شويه.
نفخ فارس: طب شوف موضوع الفيديو دلوقت وبعدين نخلص معه.
تامر: تمام هروح للصحفى دلوقتى واتكلم معاه واجبلكم رد وان شاء الله احلها.

انهى معه المكالمه ونظر الى عمار الذى كان يتابع المكالمه بهتمام وفهم الامر كله، ظل يخبط على المكتب بقيضه يده لايعرف ماذا يقول او يفعل هل سيبقا هكذا ينتظر، قام واقف قائلا: هنزل مش قادر افضل قاعد كده هتجن.
وتحرك مسرعا نحو الباب لم ينتظر رد فارس الذى لحق به قائلا: طب استنى هاجى معاك.

نزلا الاثنان ركبا السياره ظلا يلفا بها لبعض الوقت وعادا الى المكتب، اتصل بهم تامر واخبرهم انه قادم اليهم، جلسا ينتظرنانه وهم على نار.

عند نادين ومصطفى
وقفت نادين فى المطبخ تعد الطعام، اتى اليها مصطفى قائلا: انا هينزل يروح محل يشوف اخبار ايه ومش اتاخر.
هزت راسها بالموافقه قائله: وانا هعمل الاكل على ما ترجع.
قذف لها قبله فى الهواء وخرج، اعدت هى الطعام وجلست مع عبدالله الذى كان يلعب بالالعاب، عاد مصطفى سعيدا: الحمد لله عملو شغل كتير فى محل وخلال ايام اخلص وارجع تانى.

ابتسمت: الحمد لله كلم بقا الحقوقين واتفق معاهم عشان يحضرو الافتتاح ويصوره.
مصطفى: ان شاء الله، هدخل غير هدومى وارجع.
هزت راسها دون كلام فقد راى بعينها ما لم تقوله فرغم تظاهرها بالسعاده الا انها حزينه فهى تريد ان تعود الى مصر، غير ملابسه وجلس قائلا: انت ليه مش العب مع عبدالله زى اول؟
تنبهت للامر فهى لم تكن تدركه فرأسها مليئ بالهموم: مش عارفه مفيش سبب معين.

نظر اليها قائلا: هو انت ليه وافقت تيجى معايا فرنسا؟
تنهدت: عشان انت عايز كده وانا مش عايزه ازعلك.
مصطفى: بس انت لو قولت لاء انا مكنتش اسافر.
ترددت قائله: بس انا بحبك ومكنتش عايزك تعيش فى بلد غصب عنك، وخصوصا انك سبتها وجيت مصر عشانى.

كان يجلس على بعد مسافه منها، جلس الى جوارها وامسك يدها ووضع يده الاخرى على ظهرها وقربها اليه: تعرف انا اكتشفت انى مش ليا حد غيرك فى دنيا، انا مش عندى بابا وماما هما مات وانا شاب، كان عندى خمتاشر سنه وعشت وحدى كل الوقت ده، كان ليا اصحاب بس مش كتير ومش كنا اصحاب بمعنى حقيقي، تعرفى ان فى مصر انا عندى اصحاب، عمار يتصل ويسال عليا كل شويه.
ابتسمت: بجد مقولتليش يعنى؟

مصطفى: مش جه مناسبه، بس انا حبيتهم كتير هو وفارس رغم مش كنا اتقابل كتير عشان بتاعهم وشغل بتاعى بس كنت بحس انهم حبونى بجد.
نادين: هما فعلا بيحبوك وعمار كان زعلان لما عرف اننا هنسافر.

مصطفى: كنت مفكر انه زعلان عشان ايثار مش تبعد عنك، بس لما لقيتو اتصل بيا واسأل عليا حسيت انه يحبنى بجد، تعرفى بعد ما روحت مصر اتصلت بواحد من اصحابى استنيت انه يتصل بعدها متصلش ولا حتى افتكرنى لما رجعت دلوقتى رغم اننا اتقابلنا.

سكتت نادين وتنهدت بالم ضمها اليه اكثر فقد فهم ما تركته فى مصر، ليس المكان وليس الوطن هى الارض التى تولد بها، ولكن هو المكان الذى تجد به من يحبك ويتحتويك، فهذا هو الوطن الحقيقى وهو ايضا يفتقده الان، يفتقد الصحبه الذى كان يجدها هناك، ويصعب عليه ايجادها.

فى المستشفى
عادت مديحه من العمليه وادخلوها الغرفه بناء على طلبهم ودخل معها معتز هو واخوته، وظلو الى جوارها حتى فاقت وفتحت عينها بدأت تنظر عليهم، فهم كانو نائمون حولها من شدة التعب، لم ترد ان تيقظ اى منهم ابتسمت واغمضت عينها مره اخرى، استيقظ معتز وقبل يدها، فمسحت على راسها فاقترب منها قائلا: ماما انت صاحيه؟
فتحت عينها وقالت بصوت ضعيف: ايوه ياحبيبى صحيت من شويه.
استيقظ الجميع واقتربو منها.

فادى قلقاً: عامله ايه دلوقتى؟
ابتسمت بتعب: الحمد لله يا حبيبى.
مازن: حاسه باى وجع؟
مديحه: متقلقوش عليا انا كويسه.
معتز: ممكن تبعدو كده افحصها.
ابتعدو قليلا وفحصها وابتسم قائلا: الحمد لله عايزك ترتاحى خالص ومتتكلميش عشان متتعبيش.

هزت راسها بالموافقه وظل هم بعيد عنها، اتت رانيا للاطمانان عليها، دقت الباب وفتحت ودخلت، اقتربت منها قائله: الف سلامه عليكى يا طنط انا جايه اطمن عليكى معلش معرفتش اجى من بدرى كان عندى عمليه.
مديحه بصوت ضعيف: تسلميلى يا حبيبتى كفايا انك سبتى شغلك وجيتى.
رانيا: حضرتك غاليه عندنا جدا ويزيد كان هيجى بس مقدرش يسيب الشغل بس هيجى باليل بعد الشغل يطمن عليكى.

مديحه: وليه يتعب نفسه بس خليه وانت طمنيه وخلاص.
رانيا مازحه: يا طنط دى فرصه عشان يوصلنى تفتكرى اضيعها.
ابتسمت مديحه بتعب: اللى يسمعك يفكر انه مبيجيش يخدك كل يوم اصلا.
ضحكت رانيا وغمزت لها قائله: كده وكده يا طنط هو فعلا لولا مش هينفع يسيب الشركه كان جه كل شويه يتصل يطمن عليكى.
فادى: فعلا كل شويه يكلمنى يزيد واحد منا مش غريب اصلا.

رانيا: ده العشم بردو اسبكو انا عشان شغلى وكمان الدكتوره وعد عايزنك فوق ابقى اطلعى لهم، وانت كمان يا دكتور معتز كذا حد سأل عليك.
معتز: هطمن على ماما واطلع اشوف الحلات اللى عندى.
هزت راسها بالموافقه قائله: طب عن اذنكم انا.
وتركتهم وذهبت.

فى شركة فارس
وصل تامر ودخل لهم المكتب كانا الاثنان ينتظران ماسيقوله بترقب تحنح قائلا: اتكلمت مع الصحفى هو قال انه ملوش دعوه وانه هيحاول يحبلى الفيديو بس طبعا كله بحسابه.
فارس: اللى عايزه هندفعه بس يخلص الموضوع.
تامر: ممكن تحكيلى اللى حصل بالظبط فى الحادثه بتاعت الولد.
عمار بنفاذ صبر: هو ده وقت حكى ورغى احنا على اعصابنا من ساعت ما اتصلت.

تامر: انا مقدر اللى انت فيه بس فى خيوط فى ايدى لازم اربطها ببعضها عشان تبقا الصوره واضحه.
اخذ عمار نفس وزفره عدت مرات حتى هدأ بعض الشئ وقص عليه ما حدث فى الرحله، فكر تامر قائلا: كده وضحت واعتقد شكى فى محله.
عمار: هى ايه اللى وضحت وشكك فى ايه؟
تامر: الموضوع متجهز له من الاول والخناقه اللى فى الجنينه مفتعله عشان يتصور الفيديو.

جز عمار على اسنانه: متوقع انها مفتعله وفاهم انها الزفته سوزى انا عايز حل للمشكله.
تامر: بس المره دى اللى نشر الفيديو مش الصحفى وده اللى لفت نظرى وكده ربطت الخيوط ببعض، ووصلت ان الصحفى لعب بسوزى عشان مصلحته.
فارس متعجبا: مصلحته فى ايه مش فاهم؟
عمار: هيطلب منا احنا الفلوس مقابل الفيديو.
تامر: معنى كده انه هو اللى صور الفيديو.
فارس: وعشان كده نشر الفيديو الاولانى كامل.

تامر: ايوه بالظبط هو كان عارف ان الفيديو الاولانى اى حد يقدر ينسفه، بمجرد التركيز، وحس ان سوزى هتخسره، فقرر يلعب على الحصان الكسبان، ويقول انه ملوش دعوه والشخص التانى تبعه اصلا بس اهبل بينفذ اللى يقول عليه وخلاص.
فارس: او متفق معه على كده.

تامر: انا دلوقتى اتفقت معاه انه هيجبلى الفيديو كامل وننشره ويبقا فيديو قصاد فيديو، وفى الوقت نفسه هروح الجنينه واشوف الكاميرات اللى هناك، واشوف الناس اللى افتعلو الخناقه مع مشرفين الدار، وهحاول اجيب اذن من النيابه باخذ الفيديو اللى صورته كاميرات الجنينه، وده هيبقا افضل بس هفضل الاعب المصور.

عمار: اعتقد الفيديو بتاع الجنينه هيثبت ان القصه كلها مفبركه ومعموله مقصوده عشان يبنو الولد بالصوره دى مش اكتر.
فارس: ده هيبن ان الطفل ده وقع ضحيه لعبه قذره ويفضحهم هما.
تامر: وممكن بالضغط على اللى افتعلو الخناقه نعرف كل حاجه ونقدر كمان نحبس سوزى .
عمار: يعنى فيديو الجنيه ده هيجيب كل خيوط القضيه ونقدر نوقع الكلبه دى كمان، ولا الحوجه للمحامى بتاعها.

تامر: بالظبط بس احنا هنمشى فى موضوع الميديا عادى عشان نقلبها قضية رأى عام.
عمار: تقصد ان احنا هنلعب على كل المحاور مع بعض.
تامر: بالظبط نسجد الصحفى ونعشمه، ونحاول نجيب الفيديو من الجنينه، وكمان هروح للعيال فى المستشفى واحاول اقررهم يمكن اعرف منهم حاجه.
فارس: طب كده تمام بس موضوع المديا هنكبره ازى؟

تامر: فكرت ان احنا هنكبر الموضوع باننا هنشوف برنامج من البرامج المشهوره ونطلع فيه نتكلم عن المشكله ونعرض الفيديوهات كلها ونوضح اللعبه اللى اتعملت عشان تدمير الولد وهنوضح قذراتهم.
عمار: بس انا خايف على الولد من ده؟
تامر: بالعكس انت كده هتخلى الكل يشوف الصوره واضحه وابنك هيبقا بطل خارق.
عمار: وانت هتبدأ فى الاجرأت دى امتى؟

تامر: انا بدأت فعلا وقدمت طلب للنيابه، عشان اخد فيديوهات الجنينه الاصليه، بس كنت عايز اعرف منكم كل التفاصيل الاول، عشان مسبش صغره، بس عايزك تجيب فيديو للولد فى الحضانه، وهنبدأ نشغل الميدا على الفيدهات زى المره اللى فاتت، ولو له اخ يطلع يتكلم عنه ولو تعرف تصور له فيديو وانت بتلعب معاه انت واخوه كده يعنى.
فكر عمار: تمام هخلى مامته تكلم الحضانه وتجيب منها فيديوهات، هشوف اصور فيديوهات معاه.

فارس: وممكن كمان تصور له فيديو وهو عندنا وبيلعب مع الاولاد عندنا.
تامر: تمام وهكلم اصاحبى بتوع المديا، وننشر الفيديوهات ونبدأ الحمله ضدهم، وان شاء الله الموضوع يخلص على طول.
اخذ عمار نفس وزفره قائلا: تمام اتفقنا هشوف انا موضوع الفيديوهات.
قام تامر قائلا: انا هخلص موضوع النيابه بامر الله وهبقا اكلمكم اقولكم الاخبار، وعشان اوصلك بأصاحبى بتوع الميدا عشان تنسق معاهم.
عمار: تمام.

فارس: انا هشوف ايه افضل برنامج نطلع نتكلم فيه.
تركهم تامر وجلس الاثنان كل منهم يفكر فى الامر.

فى المستشفى عند توتا
دخلت توتا الى غرفة سامر تطمأن عليه، عندما رأها تهلل وجه فرحا قائلا: اهلا يا ست الدكتوره.
توتا: اهلا بيك قولى عامل ايه دلوقتى؟
سامر: الحمد لله الدكتور معتز قالى انه خلاص حدد معاد العمليه وهعملها قريب بس اخلص باقى التحاليل.
توتا: طب تمام اول ما تقوم بالسلامه ان شاء الله، وتخلص الاوارق اللى هتعملها هيكون الشغل جاهز والسكن كمان بامر الله.

فرح قائلا: ربنا يكرمك يا ست الدكتوره يارب.
توتا: همشى انا بقا.
سامر: مع السلامه يا ست الدكتوره.
خرجت من الغرفه واذا بمعتز امامها، فانتفضت وتلجلجت وتجمدت مكانها، فنظر لها غاضبا: انت كنتى بتعملى ايه جوى؟
ابتلعت ريقها فهى لا تفهم سبب غضبه: كنت بطمن على سامر وكمان بقوله ان الشعل والسكن هيجهز بعد العمليه.
شعر انها خائفه منه فخفف غضبه قائلا: هو قالك اننا حددنا معاد العمليه خلاص؟

هزت راسها بالموافقه ولم تتحدث فاكمل: موضوع الشغل والسكن ده انا خلاصته له فمتقلقيش ومتتعبيش نفسك انتِ ماشى.
شعرت فى نبرة صوته بالهدوء فهدأت هى الاخرى قائله: اللى يعجبك مفيش مشكله انا او حضرتك واحد المهم انه يشتغل ويلاقى سكن.
نظر الى عينها مبتسماً: عندك حق انا انتِ مفيش فرق واحد يعنى.

ارتبكت وتلجلجت قائله: اه طبعا ( متهربه ) هى والدت حضرتك عامله ايه كنت عايزه اجى اطمن عليها بس اتكسفت عشان اخوات حضرتك فى الاوضه.
اتسعت ابتسامته وهو ينظر الى عينها قائلا: طب وايه اللى يكسفك منهم دول هيحبوكى جدا وماما كمان اكيد لما تشوفك هتحبك.
زاد ارتباكها من نظراته وتحركت وهى تقول: طب عن اذن حضرتك.
تلاشت البسمه من على وجهه وقال بصيق: انت كنتى عند سامر فى الاوضه لوحدك؟

هزت راسها بالموافقه وهى خائفه: ماهو الباب كان مفتوح.
فابتسم قائلا: طب خلاص متتخضيش كده انا اسف مش عارف متخلبط ليه بس يمكن تعب ماما هو السبب.
اخذت نفس وزفرته قائله: اكيد معلش ربنا يشفيهالك ان شاء الله عن اذنك.
وتركته وذهبت وهى متعجبه من نظراته ولا تفهم سبب ارتباكها امامه، ظل هو واقف ينظر اليه وقلبه يخف ويتمنى ان يخبرها بكل ما داخله من مشاعر نحوها.

فى شقة عمار
عاد عمار الى المنزل فهو لم يستطع ان يركز فى العمل، وجد ايثار تقف فى المطبخ تعد الطعام، القى التحيه ودخل غير ملابسه وخرج، جلس يفكر فى الامر لاحظت ايثار عليه التوتر والقلق فظنت ان اسر كلمه قبلها، ففكرت ان تتحدث معه ومؤكد ستعرف ان كان اتصل ام لا، جلست الى جواره قائله: انما انت كنت قايل عندك شغل كتير جيت بدرى يعنى.
اخذنفس وزفره قائلا: حصل موضوع كده وكان لازم ارجع البيت.

شكت ايثار فى الامر اكثر فقالت: موضوع ايه؟
تردد للحظات وقص عليها كل ما حدث وما قاله تامر، فهمت ايثار هذا الفيديو هو ما راه اسر ولهذا كان غاضب، اغمضت عينها ووضعت رأسها على كفيها وهى تنفخ فى غضب: هما الناس دول عايزين منا ايه مالهم ومال ابنى حسبيى الله ونعم الوكيل ليه كده ده طفل عايزين يدمرو حياته ليه؟

ربط عمار على كتفها قائلا: مش وقت الكلام ده لازم نتصرف ونشوف الفيديوهات اللى قال عليها المحامى على ما يشوف هو اجرأته القانونيه.
رفعت راسها وابتلعت ريقها قائله: طب هكلم انا المدرسه بتاعت مؤمن واطلب منها فيديوهات له وهو فى الحضانه مع زمياله.
عمار: وانا هكلم اسر يجى يقعد معنا اخر كام يوم من الاجازه ونصورهم مع بعض.

سكتت لم تعرف ماذا تقول او كيف تخبره بالامر ولكن يجب ان تخبره، اخذت نفس وزفرته وزمتت شفتيها قائله: هو اسر اتصل بيا الصبح وزعلان وقال مش هيكلمنى تانى وانا معرفتش اتصل اقولك ايه فقولت لما ترجع.
صدم عمار ونظر لها قائلا: اسر معقول سهيله تكون قدرت تاسيه عليا وعلى اخوه.

قبض على يده بانكسار فهذا اخر شئ توقعه ان يحدث، لاول يشعر انه مهزوم فكيف سيحل هذا الامر، خبط بقبضته قائلا: بس انا مش هسكت انا هروح اقتلها سهيله دى واخلص.
امسكت ايثار يده محاوله تهدأته قائله: ده مش هيحلها انت كده هتعقد الامور اكتر.
نفخ قائلا: عندك حق بس هنعمل ايه دلوقتى؟
ايثار: هنهدى ونفكر بعقل هو مهما كان طفل واكيد هيفهم اننا مكناش نقصد نزعله اهدى يا حبيبى وربنا اكيد عنده الفرج.

قام وقف قائلا: طب روحى كلمى المدرسه وانا هروح اشوف مؤمن.
هزت راسها بالموافقه وامسكت الهاتف وطلبت المدرسه لكنها لم ترد فانتظرت قليلا لتعيد الاتصال، اتى عمار قائلا: ايه مردتش عليكى؟
ايثار: ايوه شويه كده واتصل تانى ممكن تكون مشغوله ولا حاجه، هقوم احط الاكل وانده لمؤمن عشان ياكل.

هز راسه بالموافقه قامت وضعت الطعام واحضر مؤمن كان عابس ويبدو عليه الحزن، مسح على راسه قائلا: ايه يا حبيبى مالك زعلان ليه كده؟
مؤمن بعبوس: هما ليه العيال اللى فى الجنينه قالو عاليا وحش هو انا وحش يا بابا؟
جلس على ركبته واحتضنه قائلا: ايه الكلام ده يا حبيبى اللى قالو كده هما اللى وحوش اوعى تزعل من كلامهم لاء يا حبيبى.

مؤمن بحزن اكبر: بس اصحابى فى الحضانه قالولى مره انت وحش وقال ان فى واحد طالع فى النت بيقول انى وحش وانا زعلت منهم وخاصمتهم بس الابله زعقت لهم وقالتلهم ميقولش كده تانى، وانا مكنتش عايز اضرب الولاد هما اللى ضروبنى الاول ومش عايزين يسكتو اعمل ايه.
عمار: حبيبى انت كنت بتدافع عن نفسك وده مش غلط هما اللى غلطانين مش انت فمتزعلش ويالا تعالى عشان ناكل.

مؤمن بعبوس اكثر: انا مش عايز اكل انا هروح اقعد فى اوضتى وانا ساكت.
عمار: لاء لازم تاكل وبعدين انا مش هاكل الا لما تاكل معايا.
هز مؤمن راسه بعبوس وتحرك معه جلسا الاثنان على الطاوله،.

كانت ايثار تشاهدهم وقلبها يكاد ينفطر على ولدها وهى لا تعرف ماذا تفعل، اقتربت وجلست هى الاخرى، بداو يطعموه هم الاثنين ويمثل كلمنهم انه ياكل، حتى قام مؤمن وتركهم دخل الى غرفته، وقام عمار دخل الى غرفته هو الاخر فهو يشعر ان الدنيا كلها قد وقعت على راسه، ظلت ايثار مكانها رن هاتفها كانت المدرسه اجابت قائله: اهلا يا ميس.

ولاء: معلش معرفتش ارد عليك وقت ما اتصلتى عشان كان معايا ناس، انا كنت هتصل بيكى اصلا فى ناس جت تتخانق معنا بعد الفيديو اللى انتشر ومش عارفه اقولك ايه بصراحه.
تنهدت ايثار بحزن: متقوليش حاجه احنا عرفنا مين اللى عمل كده وهنرفع عليه قضيه وهننشر فيديوهات مضاده متقلقيش.
ولاء: ان شاء الله على خير.
ايثار: كنت عايزه منك فيديوهات لمؤمن وهو فى الحضانه وبيلعب مع زمايله.

ولاء: هراجع اللاب واشوف ايه اللى موجود وابعته وهبعتلك اخر فيديو صورانه قبل الخناقه امبارح.
ايثار: تمام متشكره ليكى بس الفتره دى مش هجيب مؤمن منعا للمشاكل.
ولاء: ده افضل بردو لان الفيديو عامل قلق وكتير من الاهلى سألنى عنه.
انهت معها ايثار المكامله وهى حزينه فالامر يتفاقم اكثر ويزداد سوء، خرج عمار فور سماعه المكالمه وربط على ظهرها قائلا: ان شاء الله تتحل من عند ربنا.

هزت راسها بالموافقه دون كلام، رفعت الاطباق محاولاةً اشغال انفسها باى شئ، كان عمار يراقبها حزيناً فالامر ليس سهل،
رن جرس الباب تعجب عمار من سيأتى دون ان يتصل، وقام ليفتح فكانت المفجاءه.

فى المستشفى
دخل معتز الغرفه عند مديحه واقترب منها قبل يدها قائلا: الجميل عامل ايه دلوقتى؟
ابتسمت قائله: هو فى اجمل منك انت واخوتك اتعلمت البكش من فادى.
قبل فادي يدها قائلا: حبيبتى انت اجمل ست فى الدنيا وده مش بكش ولا حاجه.
مازن: فى ده بقا فادى عنده حق، انت اجمل ست فى الكون انتِ اللى عملتينا المعنى الحقيقي للحب.
ضحكت بتعب: بلاش الكلام لمرتك تغير وتقول بتحب عليا.

ضحكت بسنت: وانا موفقه انه يحب وانا كمان بحبك اكتر منه.
مديحه: انا اللى بحبكم جدا وبحمد ربنا انه بعتكم ليا عشان تملوها بهجه وسعاده ربنا يدمكم نعمه فى حياتى.
قبل فادى يدها: ويديمك نعمه فى حياتنا.
قبلتها بسنت فى جبينها: ولا يحرمنا ابدا منك.
قبل مازن يدها الاخرى: وتفضل ديما تنورى لنا الطريق.
معتز مبتسما: حبيبتى يا ست الكل انت منغيرك احنا منعرفش نعيش.
مديحه فى سعاده: انا اللى منغيركم معرفش اعيش.

رن هاتف بسنت نظرت به وجدته رقم المحامى الخاص بوالدتها فتعجبت، واشارت انها ستخرج تجيب فى الخارج، نظرت مديحه لمازن قائله: هى ماله اتضايقت ليه كده من المتصل.
مازن: مش عارف مختش بالى مين اللى طلبها عموما دلوقتى هنعرف.
عادت من خارج الغرفه ويبدو عليها التوتر وعدم الاتزان، اقترب منها مازن قائلا: مالك فى حاجه حصلت مين اللى كلمك؟

جلست على الاريكه بصدمه قائله: المحامى بتاع ماما كلمنى وقالى انها ماتت وهى بره البلد وفى مشكله فى انها ترجع.
جلس مازن الى جوارها وضع يده على ظهرها وامسك يدها وضمها اليه قائلا: معلش يا حبيبتى متزعليش هكلم المحامى بتاعنا واخليه يشوف ايه معطل الورق ويخلصه.

امتلاءت عينها بالدموع قائله: متخيلتش ابدا انها ممكن تموت قبل ماتفتكرنى او حتى تتصل بيا ده ماما نبيله الله يرحمها كانت بتكلمنى كل يوم، كان نفسى حتى تفتكرنى فى اخر ايامها تفتكر ان لها اولاد.
ابتلع مازن خصه فى حلقه قائلا: بعد كل ده كان لسه عندك امل هى اصلا لسه فاكره ان عندها ولاد موتها ده راحه على الاقل هتقدرى تترحمى عليها منغير ماتتوجعى انها موجوده ومش موجوده.

اخذ نفس وزفره وكان كأنه يتحدث عن نفسه وما فى قلبه، لا يتحدث عن والدتها، تصاقطت الدموع من عين بسنت لاتعرف هل هى دموع حزن عليها، ام على انها تذكرتها من الاساس.
سكت الجميع فلم يجد احد منهم ما يقوله، حتى قالت مديحه: مازن خد مراتك روحها هى محتاجه ترتاح وترتب امورها.
مسحت بسنت دموعها قائله: لاء انا مش...

قاطعتها قائله: لاء انت تعبانه وكلكو تعبانين وانا حاسه بيكم وتعبانا على تعبكم، يعنى مديحه تيجى تقعد لحد معاد رجوع العيال من المدراس وتمشى وانت قاعده انت وهما من ساعت ماجيت، انا مش هرتاح وانتو تعبانين يالا يا مازن خدها وروح انت كمان محتاج ترتاح.
مازن: حاضر هاخدها اروحها وارجع لك تانى.
مديحه: طب وده ينفع تسيب مراتك فى وقت زى ده، ينفع كده يعنى.
سكت مازن ولم يجيب قاما الاثنان وقربا منها قبلها قائلين.

مازن: انا همشى واسيبك بس عشان متزعليش انما الصبح اول ما اصحى هجيلك.
بسنت: وانا كمان هاجى معاه انا مليش ام بعد ماما نبيله غيرك، الست اللى ماتت دى ليها عليا حق انها شالتنى فى بطنها وعشان كده هاجبها وادفنها هنا لكن عمرى ماحسيت منها انها امى اصلا.
مديحه: لاء يا بنتى متقوليش كده ادعيلها واترحمى عليها هى بردو امك.

تنهدت بسنت وهزت راسها بالموافقه دون كلام وخرجت هى ومازن، وصلا الى فلتهم فتحا الباب ونظرا على الورد المنثور على الارض، ونظر كل منهم للاخر وتمسك به اكثر كانه يرفض ماحدث فى هذا اليوم، صعدا معا الى الغرفه، فهى كما هى لم يتغير فيها شئ وفستنها ملقا على السرير، نظر لها مازن قائلا: اسف انى اتسببت فى وجعك وجرحك بس ده لانى بحبك اكتر حتى من نفسى وحبيتش احولك لمديحه تانيه.

ابتسمت بسنت: وانا مش زعلانه بالعكس انا فرحانه لانى اتاكد من حبك ليا اللى كان نفسى اتاكد منه، وكمان انا عمرى ماهعرف ابقا حتى نص مديحه لانها عندها فى قلبها حب مشوفتش حد عند الحب ده، وكمان انت مش عاصم ولا محمد انت مازن اللى حبيته وحبنى وكان مستعد يتعذب بس عشان يسعدنى.
نظر الى عينها قائلا: انا فعلا بحبك حب متخيلتش اصلا انه موجود جويا يا امرأةً علمتنى كيف احب.

بسنت بسعاده: انت عمرى وانت بنسبه ليا الحب كله وعمرى بيك وليك.
ضمها اليها قائلا: يالا ادخلى خدى حمام عشان تنامى شكلك تعبان جدا.
بسنت: وانت كمان محتاج ترتاح.
مازن: مش حاسس انى هعرف انام ولا ارتاح وماما لسه فى المستشفى.
بسنت: طب خلاص خد حمام وغير هدومك وخلى جنبى لحد ما انام وبعدين امشى.

هز راسه بالموافقه دخلت اخذت حمام وخرجت، ودخل هو الاخر رتبت المكان حتى خرج وجدها قد احضرت لها ملابس بيت وخروج قائله: البس البجاما وخليك جنبى لحد ما انام وبعدين ابقا البس حضرتلك لبس للخروج اهو.
مازن: حاضر يا ستى يالا نامى وانا هقعد جنبك.
بسنت: لاء انا عايزه انام فى حضنك النهارده خايف يكون حلم واصحى منه.

ابتسم مازن واستلقى على السرير وفرد ذراعه فاقتربت منه فأخذها فى حضنه وظل ينظر لها حتى غلبه النعاس وهى الاخرى غلبها النعاس ونامت.

عند سوزى
دق الباب وكانت العامله غير موجوده، فنظرت من العدسه لترى من على الباب فوجدته بالو تعجبت قائله: ايوه يا بالو عايز حاجه؟ انا مبعتلكش.
بالو: افتحى يا قمر عايزك فى كلمتين مهمين؟
سوزى: كلمتين ايه؟
بالو: اصل معرفتش اهرب العيال واعترفو عليكى.
ففزعت وفتحت الباب فدخل ورد الباب خلف نظرت له قائله: وهما العيال دول عرفونى منين؟
باالو وهو ينظر لها بنظرات متفحصه: انا قولتلهم عليكى طبعا.

شعرت بالقلق من نظراته التى اصبحت مريبه فصرخت به: انت بتبصلى كده ليه احترم نفسك.
ضحك ساخر: ومحترمتيهاش انت ليه فتحالى بقميص نوم تبقى عايزه ايه هاه.
ابتلعت ريقها فى رعب وهى تحاول ان تغطى جسدها بروب القميص قائله: انا فى بيتى يعنى البس اللى انا عايزه انت تحترم نفسك.
امسك ذقنه وهو يحرك ذقنه ويعض على شفته السفلى ويكاد يخترق جسدها بنظراته المتفحصه لها قائلا: منا هحترمها هحترمها على الاخر.

جذبها من ذرعها حتى اصبحت فى حضنه وهى تحاول ان تبتعد والافلات منه، لكنه اقوى منها لم تستطع فبدأت تصرخ، فوضع يده على فمها وامسك راسها بيده الاخرى، فبدأت تزوم برعب وفزع وتحاول ضربه بيدها، دخل اثنين من الرجال الضخام واغلقو الباب، اقتربو منها وحوطها وضع احدهم سكين فى جنبها قرب بالو وجهه من وجهها قائلا: بصى ياحلو احنا عزمنا نفسنا عليكى اليله دى فياتوفقى ويبقا برضاكى، ياما ترفضى وتزيد المتعه.

وضحك بشر هو والرجلين، فزادت الخوف والرعب وهزت برأسها بالموافقها وهى تزوم، رفع يده من على وجهها وامسكها من شعرها بقوه فقالت مترجيه: انا هاجى معاك اهو سيب شعرى حرام عليك.
هز راسها بقوه وضحك ساخرا: انا عنيف شويه ( نظر الى الرجلين ) هدخل بيها الاوضه اللى هناك واستنو دوركم.

ضحك الاثنان وغمزا له، دخل غرفة النوم واغلق الباب، اسرع الاثنان ودخلا الى الغرف الاخرى وجمعا ما بها وقلبا باقى الشقه لم يتركا مكان الا وبحثو اخذو مابه من شئ ثمين، خرج بالو من الغرفه وهو يمسك بها من شعرها وهى تبكى وتنتحب ووجهها به اكثر من موقع ازرق من الضرب، قذفها الى احد والرجلين قائلا: خدها الاوضه التانيه يالا روح.

ضحك الرجل واخذها هو الاخر من شعرها ودخل بها الغرفه واغلق الباب، دخل بالو والرجل الاخر الى غرفة النوم واخذو كل ما بها من نقود وقلبوها رأساً على عقب، نظر الرجل الى بالو قائلا: مش خايف تبلغ عنا لما نمشى.
ضحك قائلا: ماتبلغ وهو احنا بيهمنا سيلك منها.
ضحك الرجل هو الاخر: عندك حق بس الافضل انها تسكت خالص.
ضحك بالو: تسكت براحتك انت الاخير ويحقلك اللى انت عايزه.

ضحك الاثنان وخرجا من غرفة النوم، خرج الثالث من الغرفه واشار للراجل الثانى بالدخول، فغمز له ودخل واغلق الباب اكملو هم تفتيش الشقه واخذ اى شئ يجدوه يستطيعو حمله، خرج الثالث قائلا: يالا بينا خلاص.
بالو: دى سكتت خالص ملهاش حس يعنى؟
ضحك قائلا: ماقولتك هسكتها خالص.

ضحكو جميعا وخرجو مسرعين وتركو الباب مفتوحا، وبعد عدت ساعات اتت العامله فزعت عندما وجدت الباب مفتوح والشقه مبعثره، ودخلت تبحث عنها وجدتها ملاقاه على الارض عاريه تماما والدم يغطي كل جسدها، فبدأت فى الصراخ حتى تجمع الجيران وابلغو الشرطه.

فى شقة عمار
رن جرس الباب تعجب عمار من سيأتى دون ان يتصل، وقام فتح الباب تفاجاء هو وايثار باسر قد اتى اسرع اليه واحتضنه قائلا: اسر حبيبى جيت ازى؟
اسر وهو يحتضنه: جيت فى القطر.
عمار متعجبا: طب ليه مكلمتنيش ابعتلك العربيه؟
نظر اسر الى ايثار: انا اسف على الكلام اللى قولته فى التليفون بس كان لازم اعمل كده عشان ماما تسبنى اخرج من البيت.
عمار غاضبا: هى كانت حبساك فى البيت ولا ايه؟

اسر: هى خايفه عليا بس انا فهمتها انى رايح اتفسح مع صاحبى وركبت القطر وجيت على هنا.
اقتربت منه ايثار واحتضنته قائله: اهلا بيك يا حبيبى فى اى وقت ده بيتك بس كنت اتصلت حتى لما جيت القاهره عشان نروح نجيبك من المحطه.
اسر: انا كان لازم اجى من زمان عشان اكون مع اخوى فى الوقت ده هو محتاجنى جنبه.
نظر الاثنان كلمنهم للاخر وابتسم عمار قائلا: هو انت شوفت الفيديو اللى نزل على النت؟

اسر غاضبا: ايوه شوفته وفهمت انت كنت خايف عليا من ايه، وزعلت منك يا بابا لانك كان لازم تقولى انا مبقتش صغير وهفهم واعرف اتعامل مع اخويا مش هخاف منه.
شعر عمار بالحرج قائلا: معلش يا حبيبى مكنتش اعرف انك كبرت قوى كده.
اسر: انا جيت عشان ابقا مع اخويا لان هو ده الوقت اللى لازم اكون معاه فيه واللى هيتكلم كله واحده عليه انا اللى هقفله، عشان انا راجل (نظر الى ايثار) مش كده يا ابله ايثار.

ابتسمت ايثار واحتضنته: حبيبى انت احسن راجل كمان.
اسر: امال فين مؤمن؟
نظرت اليه ايثار فى حزن: بيلعب جوى فى اوضة اللعب.
خرج مؤمن من الدخل قائلا: انا سامع صوت اسر هو جه؟
ابتسم اسر قائلا: ايوه انا جيت عشانك ومش هسيبك تانى خلاص.
اسرع اليه مؤمن واحتضنه قائلا: هاه حبيبى يا اسر انا بحبك خالص.
احتضنه اسر وهو يقول: وانا كمان بحبك قوى ومش هسيبك تانى ابدا.

مؤمن بفرح: انا فرحان خالص عشان انت جيت يالا نلعب سوى.
ايثار: مؤمن حبيبى سيبو يغير ويستريح من المشوار الاول وبعدين هليعب معاك.
مؤمن: حاضر انا هقعد استنى طلما هو جه انا مش زعلان خلاص.
اسر: وانا مش هسيبك خلاص.
احتضنهم عمار قائلا: حبيبى ربنا يبارك فيكم يارب.

نظر اسر الى مؤمن قائلا: هدخل اخد شاور واغير هدومى واجى العب معاك ( ونظر الى عمار ) بابا ممكن تكلم ماما وتعرفه انى جيت هنا وانى مش هرجع عندها تانى خلاص.
عمار: هو انت ليه كدبت عليه اصلا.
اسر: من ساعت ماشافت الفيديو وهى حبسانى واخده تليفونى ومنعانى اكلمك او اكلم ابله ايثار.
جز عمار على اسنانه من الغضب قائلا: ماشى يا حبيبى ادخل خد حمامك وانا هكلمها يالا.

دخل اسر الى الحمام خبط عمار بقبضته على الحائط قائلا: الحقيره متوقعتش انها توصل بيها لكده.
ربطت ايثار على كتفه قائله: خلاص متزعلش وانا هكلمها وانهى معها الموضوع وانت خلى المحامى يخلص اجراءت الحضانه وانقل ورقه لهنا عشان المدارس خلاص هتفتح.
عمار: افضل برضو عشان لو كلمتها هشتمها هدخل اقعد مع مؤمن على ما تخلصى المكالمه عشان مش عايز اتنرفز عليها.

تركها وذهبت اتصلت بسهيله التى اجابتها بشماته قائله: ايه ده ام الوحش بتكلمنى بنفسها؟

وضحكت بسخريه منها، ابتسمت ايثار وانتظرت حتى تنتهى وقالت: اسر ابنى اللى ربته كويس جاه يبقا مع اخوه فى محنته وانت بقا خليكى كده على نار، واه على فكره هننقل ورقه ونرجعه يعيش معنا اه ما احنا معنا الحضانه بتاعته من زمان بس احنا اللى كانا سيبنو ليكى بمزجنا (بتهديد ) ولو عرفت انك حاولتى او حتى قربتى من مؤمن هيكون ردى وحش قوى وربنا يكفيك رد الوحوش.

واغلقت الخط فى وجهها، فزعت سهيله من طريقتها وسكتت لا تعرف ماذا تفعل.

عند مازن وبسنت
استيقظ مازن فتح عينه ونظر حوله وجد بسنت متعلقه به وكانها خائفه ان يبتعد، ابتسم وقبلها فى جبينها ففتحت عينها ونظرت اليه قائله: صباح الخير.
ابتسم قائلا: صباح الورد يظهر ان راحة عليا نومه ومقومتش والفجر اذن.
بسنت: معلش ما انت كنت تعبان من ساعت مماما تعبت وانت قاعد هناك.
مازن: طب سيبنى بقا عشان اقوام اتوضى واصلى عشان اروح لهم المستشفى.

انتبهت بسنت ليدها التى تحوطه بها وخجلت قائله: معلش مقصدتش.
فكت يدها عنه فقام قائلا: متخفيش خلاص مش هفكر حتى انى ابعد تانى.
دخل الحمام توضاء وخرج افترش المصليه فقالت بسنت: استنانى هتوضى ونصلى سوى جماعه.
فهز راسه بالموافقه وصل السنه حتى عادت وانتظرها حتى صلتها هى اخرى وصل بها جماعه، نظر اليه قائلا: هلبس وانزل اروح لهم المستشفى.
بسنت: هاجى معاك بس نفطر الاول عشان انت مأكلتش حاجه من امبارح.

مازن: خليكى انت عشان ترتاحى وكمان روحى رودينا شوفيها عامله ايه وخليكى معها النهارده.
بسنت: لاء انا عايزه اجى معاك اطمن على ماما.
مازن: خلاص تيجى معايا وبعدين ترجعى مع معتصم، وكمان عشان تكلمى المحامى وتشوفى ايه اللى لازم فى اجرات استلام الجثه والدفن.
بسنت: طب ماشى نفطر وبعدين نروح نطمن وابقا ارجع تمام كده.
ابتسم: تمام يالا بينا ننزل.

غيرا ملابسهم ونزلا معا وقفت تعد الافطار وهو يشاهدها قائلا: معلش بقا حبيبك ملوش فى المطبخ فهقف اتفرج بس.
ضحكت: حبيبى ولا يهمك المهم انك معايا.
اعدت الافطار تناوله معا، وبعدها بدأ يعد بعض الشطائر فتعجبت قائله: انت بتعمل ايه؟
مازن: شوية سندوتشات لاخواتى فى المستشفى يعنى اسبهم منغير اكل.

شعرت بسنت بالخجل من نفسها كيف لم تفكر فى ذلك، واعدت معه هى الاخرى بعض الشطائر، وخرجا معا ذهبا الى المستشفى، دقا الباب ودخلا كان معتز وفادى نائمين كل منهم على اريكه، ومديحه فى سريرها وضعا الشطائر على الطاوله وخرجا مره اخرى، نظر لها مازن قائلا: تعالى اروحك وارجع لهم.
بسنت: شويه وهتيجى وعد بالعربيه ابقا اروح فيها وخلاص.
مازن: ماشى خلينا هنا لحد لما يصحو.
جلسا الاثنان ينتظران استيقاظهم.

فى فيلا فهمى
خرج فارس من غرفته لذهب الى الشركه، وعند اول الدرج سمع صوت والده يناديه: فارس استنى ننزل سوى.
انتظر فارس اتى والده امسك ذراعه ونزل معه مازحا: يلا ننزل انجچيه زى زمان.
ضحك فهمى: وماله ياسيدى يلا تعالى ( نزلا الدرج ) قولى صحيح عمار عمل ايه فى الفيديو بتاع ابنه؟
فارس عابسا: مش عارف الموضوع اتعقد اكتر والدنيا اتلغبط وتنشر فيديو تانى اقوى من الاولانى.

تنهد حزينا: يعنى عليك يا عمار وايثار كمان اكيد حالتها صعبه بقولك ايه بعد ما ترجع من الشغل نبقا نروح نزورهم اهو نخفف عنهم شويه.
فارس: فكره بردو قولى الواد اللى اسمه باهر ده عمل حاجه تانى؟
فهمى متهربا: سيبك منه ده واد تافه اصلا وخساره حتى التفكير فيه.
تعجب فارس من كلامه لكن لم يعطى الامر اهتماما وركب كل منهم سيارته وذهب الى شركته،.

دخل فارس مكتبه وبدأ العمل، دخل عمار من الباب الفاصل بين المكتبين قائلا: بقولك اتصل بشركة بدران شوف مين منهم موجود عشان فى حاجات مهمه فى الشغل.
فارس بتذكر: احنا كان المفروض نروح تانى نزور والدتهم نسينا خالص.
عمار: مش مشكله نبقا نعدى النهارده بعد الشغل.
فارس: تمام قولى جهزت الفيديوهات اللى طلبها تامر؟

عمار: الحمد لله المُدرسه بعتت لنا كام فيديو ليه هو ومجموعه من زميله وهما بيلعبو، وانا صورت له كام فيديو وهو بيلعب هو اسر وتصلت بيه الصبح قالى هيجى على الظهر كده ياخد الفيديوهات ويقول لنا على اخر التطوارت.
فارس فرحا: ايه ده هو اسر جه امتى؟
ابتسم عمار قائلا: متخيلتش ان كلام ايثار ياثر فيه لدرجة انه يجى لوحده من اسكندريه.
فارس متعجبا: كلام ايه انا مش فاهم حاجه جه لوحده ازى؟

تنهد عمار: افهمك اسر اصلا مشى عشان يقف جنب صاحبه عشان ايثار لما سالها ليه بابا ساب عمه وابوه وجه هنا القاهره قالت له انه انى جيت عشانك عشان اقف جنبك فى مشروعك ونكبره سوى وان الراجل الصح هو اللى يقف جنب صاحبه فى محنته، ولما عرف بموضوع مؤمن جه عشان يبقا مع اخوه لان الاخ اولى انك تقف جنبه اكتر من الصديق فهمت.
ضحك فارس متجبا: انت بتتكلم بجد ابنك ( اشار بيده ) اللى قد كده هو اللى عمل كده؟!

عمار: ايوه ياسيدى .
فارس: بس تعرف يازين ماربت ايثار وزين ما اخترت يا صاحبى هى دى الام الصح.
تنهد قائلا: عارف يا بنى مع انى كنت زعلان منها الاول لكن بعد اللى حصل ده حسيت الضأله قدمها قوى ومش عارف اقولك مؤمن نفسيته اتغيرت ازى بعد ما كان زعلان متضايق بقا فرحام وبيلعب.
فارس: بس مبتقلش عليهم لما بيلعبو سوى؟
عمار: الاول كنت بقلك لحد امبارح فهمت ان من الاول انا اللى كنت غلطان لما خوفت منه اتضريت.

لم يفهم فارس قائلا: تقصد ايه؟
عمار: فاكر لما اتصبت كان هو اللى صابنى بس لما بصيت عليه وهو بيلعب مع اسر لقيته بيحضنو يلعبو منغير اى خوف، افتكرت كلام الدكتور لما قالى انك ممكن تكون انت اللى عوجت ايدى غلط، وفهمت انى فى المرتين انا الغلطان لما مسكته صباعى ميلته غلط ولما حضنى كنت ببعد عنه فهو بيقرب اكتر فمنغير قصد شدنى جامد فهمت.
فارس: فهمت ربنا يبارلك فيهم.
عمار: ويباركلك فى ولادك.

فارس: اقعد نراجع الورق ونشوف شغلنا على ما يجى تامر.
جلس عمار واكملا عملهم.

فى المستشفى
اتت رانيا ووعد ورأتا مازن وهو يجلس هو وبسنت عند باب الغرفه، فاقتربت منه، نظرت اليهم وعد قائله: ايه ده انتو قاعدين كده ليه؟
نظرت اليها بسنت: اصلهم نايمين فمرضناش نزعجهم.
رنيا: طب تعالو ندخل المفروض يصحو عشان معاد العلاج بتاع طنط مديحه بعد عشر دقائق.
دق مازن الباب ودخلو وجدوهم مستيقظين ويجلسون حول مديحه، اقتربا منهم وقال مازن: احنا قاعدين من بدرى بره ومرضناش نصحيكم.

مديحه: احنا صحينا اهو تعالو قولولى عملتو ايه فى موضوع دفن مامتك يا بسنت؟
بسنت: هنتصل بالمحامى يشوف ايه المطلوب ويعمله وان كانت الحكايه محتاجه فلوس هدفع.
مديحه: هو ده الصح يا بنتى هى مهما كان امك وده حقها.
عبست بسنت قائله: اه فعلا امى.
معتز: وسعو بقا كده عشان اديها العلاج بتاعها، واكشف عليها.

فادى: حاضر يا عم الدكتور اتفضل، وانت يا مازن خد مراتك روحو للمحامى خلصو موضوع الاجراءت مش هينفع الاتصال بالتليفون.
بسنت: مش محتاج مرواح المحامى هيشوف ايه المشكله ويحاول يحلها بس هى غالبا فلوس وعشان كده كلمنى.
مازن: الافضل بردو نروح عشان يخلص يالا بينا.

كانت بسنت لا تريد فهى لاتريد ان تتذكرها من الاساس فهى سبب تعبها طوال حياتها، لكنها استسلمت وخرجت معه، انهى معتز الفحص قائلا: الحمد لله كده تمام ماشين صح.
مديحه: يعنى ينفع اخرج النهارده؟
معتز: خليها بكره هيجى بعد الظهر الدكتور اللى عملك القسطره وياكد معاد الخروج.
مديحه: طب ماشى بس عشان زهقت وعايزه اروح وكمان عشان تعبكم معايا.
فادى: احنا اصلا مش تعبانين طلما اتحسنتى يبقا كله تمام.

مديحه: طب وشغلكم اللى سيبينو ده؟
فادى: مش سايبنو ولا حاجه معتصم مع يزيد وبعدين هروح النهارده ابص عليه وارجع بس ملكيش دعوه بينا المهم صحتك انتِ، وانت ياستى معتز خليها لحد ما تطمن خالص متخرجاهاش وخلاص احنا مش تعبانين.
وعد: وكمان هجيب الاولاد النهادره عشان هيموتو ويجو وريناد كمان هتيحى معاهم.
مديحه: لاء بلاش لتتعب خلى حملها يتم على خير.
رانيا: متقلقيش عليها يا طنط هى هتبقا زى الفل متخفيش.

مديحه: طب ماشى بس متقعدش كتير.
رانيا: خلاص تمام، عن اذنكم انا هروح عشان اشوف المرضى بتوعى.
مديحه: وانت ياوعد مش هتروحى تشوفى المرضى بتوعك انتِ كل يوم تيجى تفضلى معايا كده لحد معاد مداري ولادك؟
وعد: لاء خلاص طلما اطمنت هلف على المرضى واجى اقعد معاكى.
فادى: طب لفى وتعالى عشان ابقا اروح الشركه عشان معتز كمان عنده شغل ومش هيفضل قاعد.
وعد: تمام حاضر.

خرجو جميعا وتركو معها فادى ومعتز الذى خرج بعدهم بقليل.
..
فى شركة فارس
اتى تامر القى التحيه وجلس معهم قائلا: الموضوع طلع مش سهل والفيديوهات بتاعت الجنينه مستفدتش منها حاجه، الصحفى مختار مكان بعيد عن الكاميرات والفيديو مش واضح وحتى لو عملنا زوم مش باين مين ضرب مين.
نفخ عمار قائلا: طب والحل هتعمل ايه؟

تامر: انا استفدت حاجه من الفيديو بتاع الجنينه وهى انى اثبت ان الخناقه اللى مع المشرفه مفتعله، وكمان الاولاد اللى ضربوهم هربو من المستشفى قبل مايتم علاجهم حتى، وده يأكد انها الحكايه مدبره، وانهم خافو انهم يعترفو على اللى اتفق معاهم.
فارس: يعنى معنى كده اننا مش هتعرف نثبت التهمه على سوزى؟
تامر: بالعكس هنعرف نثبتها من صور اللى افتعلو الخناقه، لانهم ظهرو فى الفيديوهات التى اتخدت من شقة سوزى.

عمار: وانت اخدت فيديوهات من شقة سوزى ازى؟
تامر: وانا فى النيابه عرفت ان فى جريمة قتل حصلت لوحده ست، ومن العنوان والوصف اتأكدت انها سوزى، فاتكلمت مع وكيل النيابه وفهمت منه ان ثلاثه دخلو شقتها واعتدو عليها وسرقوها وقتلوها.
فارس مصدوما: اغتصبوها وقتلوها؟!

تامر: ايوه منهم واحد كان بيتردد عليها قبل كده خبط وهى فتحت لهم، ولما دخلو هددوها ياتوافق لهم يا اما هيقتلوها، فوفقت وللاسف بردو قتلوها بس بعد ما بهدلوها على الاخر الفيديوهات جايبه كل اللى حصل.
عمار: طب جابو الفيديوهات دى منين؟

تامر: وكيل النيابه قال انها عندها كاميرات فى الشقه كلها وكانت بتصور كل اللى بيحصل معها، ده حتى كان عمال يتريق على لبسها مفيش مره كانت لبسه عدل، كله عريات وقصير وقمصان نوم ايه اخر شخلعه، حتى يوم الحادثه فتحت للمجرم واللى معاه بقميص نوم، مبين اكتر من اللى مخبيه.
فارس: هى طبعا غلطانه بس ده ميدهموش الحق يعملو فيها كده.
تامر: الفيديوهات بتقول انهم كانو داخلين نواين على ده من الاول.

عمار: بس ايه السرعه دى طلعو الفيديوهات بالسرعه دى؟
تامر: هى موصله الكاميرات بلابتوب، وتقريبا حطته تحت الكرسى بعد ما قفلته لما الجرس رن، وعشان كده الحرميه ماخدوش بالهم منه، وده كرم من ربنا فرجت وكيل النيابه صور اللى افتعلو الخناقه، وكان واحد منهم من اللى سرقوها، وده كده ممكن يربط القضيتين ببعض وعموما انا كده ماشى فى الاجرأت القانونيه كويس جدا والفيديوهان دى جات فى صالحنا.

فارس: طب ما تدور فى الفيديوهات دى اكيد هتلاقى مقابله ليها مع المجرم اللى اتفقت معاه او مع الصحفى.
تامر: فكرت فى ده بس للاسف بتمسح كل يومين ومكنش فى الا اخر يومين بس، عموما كده بردو كويس، جبتلى الفيديوهات عشان نبدا ننزلها، وكمان عايزكم تشوفو موضوع البرنامج اللى هتطلعو فيه.
عمار: الفيديوهات جاهزه معايا على فلاشه هديهالك، والبرنامج هشوف حد عارف فى البرامج انا مليش فى التلفزيون وايثار زى.

تامر: طب ماشى خلاص الفتره اللى جايه هننشر الفيديوهات ونبدأ حرب المديا، والصحفى هكلمه النهارده واخد منه الفيديو الاصلى وننزله هو كمان.
عمار: تمام وربنا يصلح الحال.
قام تامر قائلا: طب همشى انا بقا عن اذنكم.
عمار: متشكر ليك على تعبك معنا جميلك ده عمرى ماهنساه.
تامر: عيب كده احنا اهل وملوش لزوم الكلام ده.
فارس: طول عمرك جدع يا تامر.

هز راسه بالموافقه دون كلام، فهو يشعر بالذنب لانه هو من اعاد سليم من فرنسا ولولاه ما كان حدث كل ذلك، فما يفعله هو تكفير عن ذنبه الذى يشعر به كحمل ثقيل على اكتافه، تركهم وخرج نظر فارس لعمار قائلا: كده بتهيألى نص المهمه خلص.
اخذ عمار نفس وزفره قائلا: مش هرتاح الا لما الموضوع يخلص خالص واطمن على مؤمن.
ربط على كتفه قائلا: ان شاء الله كله يبقا تمام يالا بقا نكمل الشغل.

عمار: هو يوسف فين مجاش ليه النهارده؟
فارس: مش عارف بقاله كام يوم كده بيتأخر عن مواعيده واتصل النهارده وقال انه مش جاى خالص.
عمار: لعل المانع خير خلينا فى شغلنا.
عادو الى العمل ولم يعطو امر يوسف اهتمام كبير.

فى فيلا بدران
دخلت مديحه وهم جميعا حولها، استقبلها الاطفال بالسعاده والفرح واسرعو اليه يحتضونها ويسلمو عليها،
محمد بسعاده: حبيبتى تيتا حمدالله على السلامه.
ضحى بفرح: وحشتينا جدا يا تيتا يارب ماتتعبى تانى ابدا عشان متبعديش عنا تانى.
احمد بعبوس: هو ايه ده كلكو احضنوها وانا لاء انا عايز احضنها انا كمان وسحو كده تيتا دى حبيبتى انا وبس.

ضحكو جميعا واحتضنته مديحه وقبلته: انت كمان حبيبى وانا بحبك خالص خالص وبحبكو كلكو انت احفادى وحبايب قلبى.
فادى: نورتى بيتك يا ست الكل.
اقتربت منها رودينا واحتضنتها قائله: البيت كان وحش جدا منغيرك وكل يوم يقوله هتطلع النهارده افرح واستنا وبعدين الدكتور يأجل ابقا هتجن ومش قادره اجيلك بس الحمد رجعتى بيتك بالسلامه.

مديحه: تسلملى يا حبيبتى انا مش عايزه اتعبك مش كفايا جوزك ما بين المستشفى والشركه والبيت.
معتصم: ومين قال انى تعبان طلما رجعتى بالسلامه كل التعب راح الحمد لله.
مديحه: انا تعبتكم كلكم فى الكام يوم دول جامد.
مازن: مفيش تعب ولا حاجه ادخلى بس وارتاحى وطول ما انت معنا احنا مش تعبانين.
مديحه بسعاده: ربنا يباركلى فيكم وما يحرمنى منكم ابدا، معلش هطلع اوضتى وحشتنى قوى.

فادى مازحا: هى بردو ولا صورة بابا اللى حطاه جنبك فى الدرج.
تنهدت مديحه: الاوضه وصاحب الاوضه وحشونى فيها ريحته بحس انه معايا فيه هو ده اللى صبرنى على فراقه الوقت ده كله.
تنهد معتز قائلا: يعنى على الحب والحبيبه.

ضحكو جميعا وساعدها هو وفادى وصعدت الى غرفتها، استلقت على السرير ونظرت الى الغرفه بشوق وحنين، تركها وخرجا اغمضت عينها وتخليت انها ترى محمد وتتحدث معه، نظر فادى الى معتز وهم على الدرج قائلا: وانت اخبار الحب عامل معاك ايه؟
تنهد معتز: تعبنى قوى ومش قادر خلاص بجاول امسك نفسى تخلص بس الترم ده بس بصراحه صعب انا كان مالى ومال وجع القلب ده بس.

ضحك فادى مازحا: يعنى على الرجاله لما تتبهدل، وعلى راى اسماعيل ياسين الحب بهدله.
ضحك معتز قائلا: انتم السابقون يا حبيبى.
ضحك الاثنان ونزلا الى الاسفل جلسو معهم بعض الوقت وكل منهم ذهب الى غرفته لينام، حتى مازن هو وبسنت لم يعودا الى فلتهم.

فى المستشفى
بدات الدراسه مره اخرى واصبحت توتا لا تاتى المستشفى كثيرا كالسابق، فكانت كلما اتت تذهب للاطمانان على سامر خصوصا بعد اجرأه الجراحه، وكان قد مل من البقاء فى غرفته فوقف فى الخارج وراته توتا تحدثت معه لبعض الوقت، راهم معتز من بعيد اقترب منهم وقد بدا عليه الغضب، نظر الى سامر قائلا: سامر روح اوضتك انت دلوقتى .

راى سامر الغضب فى وجه وصوت معتز ففضل الدخول دون كلام اشار براسه قائلا: عن اذنك ياست الدكتوره.
تضايقت توتا هى الاخرى من طريقة معتز الغربيه والتى لا تفهم سببها، ولكنها دارت غضبها عن سامر وابتسمت وهزت راسها دون كلام دخل سامر الى العنبر، ونظرت توتا الى معتز بغضب فاخذ نفس وزفره قائلا: تعالى معايا عايزك فى مكتبى.

زاد غضبها وقبل ان تنطق تحرك مسرعا نحو المكتب، فتاففت ولحقت به، دخل المكتب وهى خلفه، اغلق الباب والتف لها، فنظرت اليها بغضب شديد قائله: ايه الطريقه دى اللى بتكلم بيها سامر مش هتبقا انت والدنيا عليه حرام عليك.
اخذ معتز نفس وزفره قائلا: بغير عليكى منه مش طايق يتكلم معاكى، وبعدين انت عارفه انه راجل يعنى المفروض يكون فى حدود للتعامل معاه.

كانت توتا فى حالة صدمه من رده الغريب تلعثمت فى الكلام قائله: بت، تبغير عليا، يعنى ايه؟

نظر معتز الى عينها وقال: يعنى بحبك وبغير عليكى، انا دكتور ولقيت كل اعراض الحب عندى، بفكر فيكى ديما وببقا سعيد جدا وانا معاكى، وبعد السعات عشان اقابلك، بحلم بيكى وباللحظه اللى نبقا فيها مع بعض، دى كلها اعراض حب ومش طايق اشوف الشخص ده معاكى بغير منه معرفش ليه؟ بس اللى متاكد منه انى مش بطيق اى راجل يكلمك مش هو بس.
ظلت توتا تنظر له فى صدمه وزهول لاتعرف بماذا تجيب.

فهو يعترف لها بحبه وفى الوقت نفسه يشخصه على انه مرض، لا تفهم اتفرح بكلامه ام تغضب، اتفرح لانها هى الاخرى تبادله نفس المشاعر ام ماذا تفعل، قطع تفكيرها صوته وهو يقول: عارف ان كلامى غريب بس هى دى الحقيقه انا بحبك وكنت ماجل الكلام فى الموضوع ده لما السنه تخلص عشان معطلكيش عن الدارسه بس بصراحه مش طايق الغيره جننتنى.

تنحنحنت توتا وحركت شفتيها واشارت بيدها لكن لم يخرج منها الكلام، فابتلعت ريقها واخذت نفس وزفرته وقالت بصوت مبحوح: يعنى انت تقصد ايه انا مش عارفه؟
فضحك معتز قائلا: اقصد بحبك ولا عشان قولت ده تشخيص الحاله؟
فابتسمت توتا وهزت راسها بالموافقه، ابتسم معتز قائلا: طب ممكن تقوليلى هل نفس الحاله عندك ولا انا لوحدى؟
انا دكتور واقدر اساعدك واشخص الحاله.

زادت ابتسامه توتا ونظرت الى الاسفل بخجل ولم تستطع ان تتكلم.
تنهد معتز قائلا: افهم من كده ان حالتك زى حالتى.
فزاد خجلها واحمرت وجنتها وعضت على شفتيها ولم تستطع النظر له، فضحك معتز وقال: طب انا عندى علاج المرض ده.
فنظرت اليه بترقب فقال: اننا نتجوز علاج الحاله دى الجواز قولتى ايه؟

وكان ينظر لها ينتظر ردها زاد خجلها جدا وارتبكت ولم تستطع ان تنطق وخرجت مسرعه، فرح معتز جدا فقد فهم ردها فكر ان يلحق بها لكنه خاف ان لا يستطيع السيطره على نفسه ويحاول مسك يده او فعل شئ يجعلها تغضب منه، وهو ايضا لايريد ان يبدأ علاقته معها بشئ يغضب الله، فظل مكانه.

عند مصطفى ونادين
اوصل مصطفى ايثار المدرسه وعاد الى نادين قائلا: حبيبى يلا اجهز عشان روح شوف محل خلاص خلص توضيب.
نادين: حاضر اظبت بس شويه حاجات والبس على طول، انما بسم الله ماشاء الله عليهم خلصو بسرعه.
مصطفى: دى شركه حبيبى عشان كده خلص بسرعه، هنجهز ونعمل افتتاح كبير مره تانى.
نادين: ان شاء الله محدش يضيقك المره دى البوليس قبض عليهم خلاص ربنا يبعد عنا امثالهم.

مصطفى: انا هبعت دعوه لكل حقوقى واهليهم احضر، وكمان بفكر اعمل اكلات من بلاد غربى مشهور كتير.
نادين: فكره حلوه خلى الافتتاح ده فى حاجات ومفاجات كتير عشان الكل يجى.
مصطفى: واعمل لهم كمان عروض واطباق مجانى.
ابتسمت قائله: اكيد ان شاء الله المره دى هيبقا من اكبر المطاعم وهنحقق نجاح كبير.
اقترب منها وضمها اليه قائلا: يعنى انت عايز محل اكبر وانجح مش خايف لا مش ارجع مصر تانى؟

نادين: حبيبى انا يهمنى تكون ناجح فى اى مكان وانا هكون ديما معاك فيه، ومش هقبل ابدا انك تنهزم او تضعف.
قبلها فى وجنتها: طب يالا ادخل اجهز عشان يهمنى زوقك كتير حبيبى.
تحركت مسرعه وهى تقول: حالا يا حبيبى هلبس عبدالله والبس.
ابتسم وقال فى عقله: وانا هحضرلك احلى مفجأه اول مانخلص الافتتاح بتاع محل.

وظل ينتظرها حتى خرجت وهى تحمل عبدالله اخذه منها وخرجا معا، رات المحل واعجبها جدا الديكورات الجديده قائله: روعه بجد متخيلتش انهم هيعملوها بالجمال ده.
مصطفى: فعلا خلو حلو كتير.
نادين: وكده بقا شكله عربى اسلامى وبمنظر تحفه.
مصطفى: وغيرت كمان عمال عشان كنت حاسس انهم مش حابب شغل.
نادين: وانا ممكن اساعدك امسك الحسابات.
مصطفى: لاء انا وانت نشرف عليهم بس مش اعمل حاجه.

تعجبت فهو يحب ان يكن كل شى بيده فقالت: انما انت مابتحبش كده غريبه يعنى؟!
مصطفى: ولا غريب ولا حاجه تغير انا يحب يعمل تغير فى مشكله دى؟!
نادين: برحتك غير زى ما انت عايز.
وظلا معا بالمحل يخطتان لبعض الامور حتى موعد عودة ايثار ذهبا احضرها وعادا الى المنزل.

عند ناديه
مر اسبوعان وناديه تلتقى بزين كثيرا ويذهبان معا الى اكثر من مكان، وفى هذا اليوم ذهبا معا الى السينما معا لكنها طلبت ان تخرج بعد نصف الفيلم بسبب ما فعله وجعلها تغضب من نفسها لانها تجاوبت معه، فهى مازل بداخلها بعض الاخلاق والوقار الذى راته فى بيت محمد بدران،.

ركبا الاثنان السياره اوصلها الى منزلها دون ان تنطق كلمه واحده، فهى فى صراع داخلى بين رفض ماحدث فبعد هذا العمر كيف تفعل ذلك، وهى تريد ان تتمتع بحياتها دون اى قيود، افاقت من شرودها على صوت زين قائلا بندم: انا اسف عارف انك زعلانه من اللى حصل فى السينما بس غصب عنى معرفش ازى حبيتك، فجأه لقتينى مش شايف غيرك فى الدنيا، (وضع يديه على كتفايها) انا بحبك بحبك قوى انت بقيتى دنيتى كلها، مقدرش اعيش منغيرك.

ونظر الى عينها فلم تستطع مقاومته فاقترب منها وكاد يقبلها، ارتجف جسدها شوقا ورغبة فى ان يقبلها، فابتعد عنها ونزل من السياره وقف بالخارج وهو غاضب من نفسه، فتحت عينها واخذت نفس وزفرته وابتلعت ريقها وعضت على شفتيها، اخذت نفس وزفرته عدت مرات حتى شعرت انها هدأت واستطاعت تمالك نفسها، ونزلت من السياره نظرت تجاجه فنظر لها قائلا: انا اسف انا هبعد عشان معرضكيش للموقف ده تانى سامحينى لانى حبيتك حتى اكتر من نفسى.

وركب سيارته وتحرك بها مسرعا، كانت تقف فى حالة عدم تصديق كيف حدث ذلك هل ممكن أبعد هذا العمر تجد الحب الذى طلما حلمت به، صعدت الى شقتها ونظرت الى مرأتها فكانت ترى نفسها عادت فتاة صغيره بضفائر، كأنها فى السادسه عشر، وجدت فتاه احلامها واخذها على حصانه الابيض وطار بها الى السماء، استلقت على سريرها واغمضت عينها ولمست شفتيها وضحكت وطارت فى عالم الاحلام تحلم وتبنى جسور على الرمال، دون ان تحسب حساب الامواج العاليه التى قد تأتى فى اى لحظه تهدم كل جسورها.

تاااابع ◄