-->

رواية أشواك الحب الفصل السابع

 

 فى شركة بدران
دخل فادى مكتب يزيد لكنه لم ينتبه له، كان يضع سمعات فى اذنه ويشاهد فيديو على النت، اقترب فادى من المكتب وطرق عليه طرقتين، فانتبه يزيد ونظر له اوقف الفيديو قائلا: اهلا يا فادى معلش مختش بالى وانت داخل.


نظر اليه متعجبا: اول مره اشوفك مندمج قوى مع النت كده؟
تنهد قائلا: ده فيديو لطفل صغير عنده تلت سنين مسكين بيتعرض للتمنر لمجرد انه يملك قوه خارقه.

نظر اليه بعدم فهم: ازى عنده قوه خارقه وبيتعرض للتنمر؟!
يزيد: واحد عمال ينشرله فيديوهات، ويتكلم عليه بطريقه وحشه، ويقول انه وحش ومش لازم يعيش بين الناس عادى، وان طفل زى ده غير مدرك لقوته دى، ووجوده خطر على زميله انه ممكن يقتل راجل ضخم فمابالك بقا بالاطفال.
فادى مستنكرا: ايه الكلام الفاضى ده وفين اهل الولد ده وساكتين ليه؟
يزيد: اهله مش ساكتين نزلو فيديوهات مضده ليه بس عجبنى انهم بيردو بذكاء.

فادى: وليه مبلغوش عنه وحبسوه؟
يزيد: اكيد عملو حاجه زى دى، بس الفيديو نزل وانتشر، وبدل مابقا واحد بس هو اللى بيتكلم، بقا ناس كتير تتكلم واللى يقول الراجل عنده حق ده وحش، واللى يدافع ويقول حرام عليكو ده مجرد طفل، وللاسف اللى زعلان عليه الطفل اكيد نفسيته هتتعب ومش هيعرف يتعامل مع الناس.

فادى غاضبا: ايه الناس اللى معندهاش رحمه دى، هما باى حق اصلا يتكلمو وينشرو فيديوهات للولد، اهله يبلغه مباحث الانترنت توقفه فورا .
يزيد: اعتقد انهم عملو كده لان اللى نشر اول فيديو واتكلم فيه مبقاش بظهر من فتره، بس للاسف فى غيره اتكلمو وعملو فيديوهات تانيه، وجايبن صور للولد وهو بيضرب اطفال وناس كبار.
فادى: ازى وجابو الفيديوهات منين مش المفروض ان الفيديو اتحذف؟

يزيد: ماهو لو فيديو اتحذف بس موجود عندك متحمل خلاص تقدر تنشره تانى وطبعا تعدل فيه شويه عشان ميخدوش بالهم انه نفس الفيديو اللى اتحذف .
فادى: ده كده حد قاصد فعلا يدمر الولد مش مجرد فيديو انتشر وخلاص.
يزيد: بالظبط انا متابع اخباره اول باول وكنت بتفرج على فيديو له وهو بيلعب مع اخوه، وفيديوهات تانيه وهو بيلعب مع زمياله فى الحضانه.
فادى: ممكن تفرجنى على الفيديوهات اللى بقوله انه ضرب فيها الناس دى.

يزيد: اكيد انا محمل كل الفيديوهات عندى.
قلب فى هاتفه وشغل فيديو واعطاه لفادى الذى تابعه بأهتمام، واثناء ماهو يتشاهد قال: الولد زى ما اكون شوفته قبل كده او اعرفه شكله مش غريب عليا.
يزيد: مش عارف عندى نفس الاحساس.
فادى: اسم الولد مؤمن عمار، يكون ابن عمار شريك فارس.
يزيد: تصدق صح ممكن يكون هو الولد شبه جدا .
فادى: طب اسمع مفيش فيديو ليه مع حد من اهله؟

يزيد: اول فيديو اتنشر له كان ينقذ امه من حراميه وتقريبا هى كمان عندها نفس القوه.
فادى: طب خلاص سيب الموضوع عليا وانا هعرف ان كان هو فعلا فلازم نقف معاهم ونساعدهم.

يزيد: ايدى على كتفك انا من اول ماشوفت الفيديو وانا بحاول اساعدهم لان الولد صعبان عليا بزعل على الاطفال اللى بتتعرض لتنمر بفتكر نفسى وانا صغير، عمرى مانيست الكلام ولا التريقه اللى كنت بسمعها من اللى حاوليه، ورغم ان الموضوع عدى عليه سنين بس لسه بيوجعنى من جويا تفتكر طفل زى ده حياته هتبقا ازى؟

ابتسم فادى: بس انت كمان قدرت تخليهم كلهم يحترموك غصب عنهم وبعد ماكانو بيتريقو عليك بقو هما اللى بيلجأو اليك ولا انت نسيت.
ابتسم يزيد: ايه ده انت لسه فاكر متخيلتش انك هتفتكر اصلا.
ابتسم قائلا: انسى ازى يابنى ده انت وقتها علمتنى درس عمرى ما نسيته ولو كان الولد ده فعلا ابن عمار يبقا لازم نروح لهم ونقف جنبهم، بصراحه مجيهم لزيارتنا وماما تعبانه كبرهم قوى فى نظرى.

يزيد: فعلا لما قولتلى انهم جولكم اكتر من مره احترمتهم جدا كانو مهتمين فعلا مش مجرد تادية واجب، غير اصلا ان المشكله دى من قبل تعبها.
فادى: ده سبب ادعى اننا لازم نساعدهم اكتر هشوف انا الموضوع ده واتأكد منه.
يزيد: انت كنت جاى فى حاجه مهمه فى الشغل؟
فادى: تصدق كلامك عن الموضوع ده نسانى انا جيالك اصلا عشان شغل.
ابتسم قائلا: ماشى يا عم ادينى فكرتك اهو عد الجمايل بقا.

ضحك فادى: هعد ايه ولا ايه ياعم انت جميالك ملهاش اول من اخر من يوم ماعرفتك وانت بقيت واحد من العيله اصلا مش مجرد صديق.
عبس يزيد: ولما انا واحد من العيله ايه جمايل دى هو فى بين الاهل جمايل انا بضحك معاك وانت عارف.
ضحك فادى: وانا بنكشك عارف انك هتكشر كده وتضايق.
ضحك قائلا: يعنى انت قاصد تزعلنى ماشى يا صاحبى خليك فاكر بقا.

ضحك الاثنان واكملا عملهم وبعدها عاد فادى الى مكتبه وتاكد من ان هذا الطفل هو ابن عمار وقرر انه سيذهب له ويساعده.

عند مصطفى ونادين
دخل مصطفى الغرفه وجد نادين تجلس على طرف السرير حزينه وشارده، فوضع يده على كتفها فانتبهت له ونظرت اليه قائله: اهلا يا حبيبى عايز حاجه؟
جلس الى جورها وحوطها بيدها وضمها اليه بيده الاخرى قائلا: قاعد لوحدك سرحان فى ايه؟
ابتسمت: صعبان عليا ايثار ومرام والظروف اللى هما فيها وانا بعيد عنهم مش قادره ابقا معاهم.

تنهد وقربه منه اكثر: معلش حبيبى انا اسف كتير انا سبب ده بس مش عايزك ازعل انت مش كلمتهم.
هزت راسها بالموافقه قائله: ايوه كلمتهم وعزيت مرام وعرفتها انه غصب عنى مقدرتش انزل، وايثار كمان والظروف اللى هى فيها كان المفروض ابقا معاه.
قبلها فى وجنتها قائلا: مش تزعل حبيبى احنا نعمل الافتتاح، ونروح لهم واقعد معاهم وبعدين ارجع عشان امتحان ايثار.
فرحت نادين جدا قائله: حبيبى ربنا ما يحرمنى منك ابدا يارب.

مصطفى: ولا منك حبيبى بس مش قولهم خليها مفاجأه.
فكرت قائله: تصدق فكره هتفرحهم قوى.
قبلها مره اخرى فى وجنتها قائلا: المهم انت تبقا سعيد مش حب اشوف انت زعلان، خلى عنيك اضحك هى وقلبك.
نظرت اليه بسعاده: حبيبى طول ما انت معايا انا ديما سعيده انا اجمل هديه ربنا ادهالى.
ضحك مازحا: انا هديه اما انت ايه؟ عارف من غيرك كان زمان.

انا واحد تانى خالص حبيبى انت اكبر نعمه فى حياة انا، يالا تعالى انا حضرت اكل عشان ناكل مع بعض.
وضعت راسها على كتفه قائله: ربنا يباركلى فيك يا عمرى كله.
مصطفى مازحا: يالا انت ضيع وقت واكل ابرد.
ضحكت وقامت معه وجلسا يتناولا الطعام هم واولادهم.

فى شقة عمار
جلس عمار يلعب مع اسر ومؤمن وهو سعيد نظر الى اسر قائلا: مبسوط فى المدرسه الجديده؟
اسر: اه حلوه وبدأ يبقا ليا اصحاب.

مؤمن: وانا امتى هروح المدرسه معاه؟
ضحك عمار: لسه بدرى انت لسه فى الحضانه لما تخلصها الاول.
مؤمن عابسا: هو انا هفضل فيها كتير ما كفايا كده اتعلمت اكتب الف وبه وكمان وان وتو وفى حروف تانيه بس مش فاكره دلوقتى.
ضحك عمار قائلا: يعنى هما كام حرف ونسيتهم كمان لما تفضل حافظهم هندخلك المدرسه.
مؤمن بفرح: بجد يعنى لو فضلت فاكرهم هتودينى المدرسه؟
احتضنه عمار: ايوه طبعا بس لازم تخلص الحضانه كلها.

اسر: متخفش بتخلص بسرعه وبعدين مش انت بتحب الحضانه بتاعتك؟
مؤمن: اه بحبها عشان الميس بتاعتى طيبه خالص وبتحبنى.
اسر: انا كمان كنت بحب الحضانه جدا.
عمار: طب العبو انتو مع بعض هروح اشوف ماما خلصت المطبخ ولا لسه.
تركهم وذهب الى اليها وجدها تقف فى المطبخ تعد بعض الحلوى فابتسم قائلا: اه ياعم من ساعت ماجه اسر وانت مظبتنا حلويات لكن قبلها كنتِ مظنشانا صح.
ضحكت: انت هتغير منه ولا ايه؟

اقترب منها وجذبها اليه قائلا: انا بغير عليكى من هدومك اصلا بس خايف كتر الحلويات تتخنا ومنلقيش هدوم على مقسنا.
عبست قائله: اتكلم عن نفسك انا عودى جميل ومهما اكل مش بتخن.
نظر الى عينها قائلا: وهو انا اتجننت من شويه ماهو عودك ده اللى جننى.
ايثار بسعاده: حبيبى انت يا ميرو.
تجهم وجهه قائلا: ايه ميرو دى متدلعنيش كده انا حمش قوى .
ضحكت قائله: عنيا يا نور عنيا انا اقدر انت سيد الرجاله كلهم.

ضحك وضمها اليه قائلا: ربنا يدمكو نعمه فى حياتى.
ايثار: ولا يحرمنا منك ابدا.
عمار: صحيح كنت عايز اسالك مش ملاحظه ان سهيله سكتت المره دى؟!
ايثار: ايوه ملاحظه طبعا اول ماكلمتها اتخنقت وزعلت وقالت انها هترفع قضيه وحاجات من ديه قولتلها اعلى ما فى خياك اركبيه، توقعت انها هتعمل مشاكل كتير.
عمار: وانا كمان وعشان كده سالتك الموضوع عدا ومعملتش مشاكل.

ايثار: انا كمان استغربت وبعت اسال هناك زاد تعجبى لما عرفت انها اطلقت من اللى كانت متجوزه، بس سمعت اسر بيكلمها وعرفت هى هديت ليه؟
عمار: هديت ليه؟
ابسمت قائله: لقيته بيقولها انا عارف انك عايزه تتجوزى وكانتِ رافضه عشانى، انا هعيش هنا عشان اسيبك تعيشى حياتك انت كمان، وانا مش هزعل بالعكس هفرح ليكى وهبقا اجى ازورك كل فتره.

ابتسم عمار فرحا بعقل ابنه الذى جعله يتفخر بها قائلا: الولد ده راجل بجد متخيلتش انه هيعمل كده، عرفتى تربى يا ايثار.
اتسعت ابتسامتها: طالع لابوه انا معملتش حاجه اصلا ربنا يفرحنا بيه واشوف مؤمن زيه كده.
عمار: صحيح اتقفت مع برنامج منى الشذلى هنطلع معها نتكلم عن قوة مؤمن وهنعرض الفيديوهات الاصليه.
ايثار: كويس البرنامج ده عامل مشاهدات عاليه، طب والقضيه عملت ايه؟

عمار: المحامى قالى انه خلاص وقف الفيديو من كل انواع السوشال مديا وتم القبض على الولد اللى عمال يحرابنا وينزل فيديوهات كل شويه بس معترفش مين اللى صور الفيديوهات عموما هى وقت الموضوع يخلص.
ايثار: بامر الله بس انا مبسوطه ان ابنى قدرت يتخطى الموضوع ويعيش عادى وبقا كل اصاحبه بيحبو اكتر والميس بتاعته متمسكه بيه جدا فى الحضانه.
عمار: موقفها ده بصراحه موقف نبيل جدا ست محترمه جدا ربنا يبارك لها.

عبست ايثار قائله: بقولك ايه ملكش دعوه بالستات اه قال ست محترمه قال.
ضحك عمار وضمها اليه قائلا: حبيبتى انا مفيش ست فى حياتى كلها غيرك ولا يمكن واحده تملى عينى غيرك، يا غياره انت.
ضحكت: ماانا عارفه بس حبيت اوضح بس.
ضحك اكثر قائلا: طب هاتى الحلويات وتعالى نروح للولاد.
ايثار بسعاده: ماشى يالا.
تحركا معا ومعهم الحلوى وهم يضحكان.

فى فيلا بدران.

دخل فادى الى معتز غرفته وجده جالس على مكتبه شارد، جلس على طرف السرير قائلا: فى ايه عم الحبيب سرحان فى ايه؟
اخذ نفس وزفره قائلا: متضايق قوى اتنرفزت على ولد غلبان وحاسس بالذنب قوى.
فادى: خلاص روح راضيه مهيش شغلانه يعنى، بس مش هو ده اللى شغلك فى حاجه تانيه؟
معتز: بصراحه ايوه الولد انا عارف هرضيه ازى انما تسنيم هى المشكله خايف ومقلق مش عارف ردها هيكون ايه؟

تعجب فادى قائلا: ردها على ايه انت اعترفت لها بمشاعرك؟
ابتسم قائلا: بصراحه اه قولتلها وحسيت انها بتحبنى هى كمان بس مردتش عليا سابتنى ومشيت.
فادى: انت قولتلها انك بتحبها وبس ولا طلبتها للجواز؟
معتز: يعنى اه قولتها انى عايز اتجوزها وشها احمر واتكسفت وجريت من قدامى.
ضحك: ايوه ياعم طب ما كده خلاص امال ايه المشكله.
معتز: ايوه اعمل ايه بعد كده مش عارف.

فادى: مش عارف ايه بنى روح اسألها عن رايها، انما قولى هتتجوزها فين؟
معتز: ايه فين دى هتجوزها هنا انت متخيل انى ممكن ابعد عن ماما انا قاعد لكم هنا.
ضحك فادى: يا بنى انا بتكلم عليها هى يعنى هتقبل بحاجه زى دى ولا لاء.
تجهم وجهه قائلا: مفكرتش اصلا فى الموضوع ده بس معتقدش انها هترفض.
فادى: عموما اسالها بردو ولو كده نشتريلك فيلا...
قاطعه: لاء طبعا انا هعيش هنا مش عايز حاجه تفرقنا عايز نفضل مع بعض.

فادى: فراق ايه بس يا بنى انا اقصد اننا نشترى الفيلا اللى جنبنا دى ونفتحها على فيلتنا ونعيش كلنا مع بعض.
معتز: طب ماتفتحها على فيلة معتصم ومازن او ابنى دور فوق ونعمل اسنسير داخلى عشان ماما متطلعش وتنزل.
فادى: تصدق فكره هشوف الموضوع ده ان كان ينفع نعمله، المهم صحيح ماما هتعمل الكشف اللى قال عليه الدكتور امتى؟
معتز: كمان يومين كده.

فادى: طب تمام همشى انا بقا اروح اقعد معها شويه حوشنى الرغى معها بقالى فتره مشغول من ساعت ما رحعت الشغل.
معتز: معلش فترة وتعدى، بقولك فى واحد عندى فى المستشفى ملوش شغل كنت عايزك تشغله فى الشركه وتشترى شقه وتأجرهاله.
فادى: ده شخص مهم عندك بقا.
معتز: مش بالظبط بس هو ملوش اى حد وظروفه وحشه كان ييتعالج فى المستشفى وانا وعدته.
فادى: تمام خلاص هاته واحنا هنشغله وندبرله كل حاجه ولا يهمك.

قام فادى وقفا قال معتز: استنى هاجى معاك انا اصلا زهقان ومش عارف اركز.
ضحك فادى: اللى واخده عقلك ياسيدى.
معتز: اسكت بقا لحسن امبارح اتلغبط وكتبت اسمها بدل المسكن وشكل كان وحش قوى.
ضحك فادى: لاء ده انت حالتك صعبه قوى.
ضحك هو الاخر وخرجا الاثنان معا وهم يضحكان ويمزحان.

فى المستشفى
دخل معتز غرفة سامر قام واقفا ونظر الى الاسفل دون كلام، اقترب منه معتز قائلا: ازيك يا سامر عامل ايه دلوقتى.

سامر: الحمد لله يا دكتور اهو عايش.
معتز: انا عارف انك زعلان عشان كلمتك المره اللى فاتت باسلوب وحش معلش متزعلش منى عندى ضغط شغل.
سامر: ربنا يعينك يا دكتور وانا مش زعلان ولاحاجه مش كتر خيرك علاجتنى على حساب المستشفى هطمع فى ايه تانى.
ربط معتز على كتفه: كلامك بيقول انك زعلان بص يا سامر انا مش عايزك تزعل منى انا مكنش قصدى وبعدين المستشفر هى اللى علجتك مش انا.

سامر: برضو كتر خيرك لولاك انت وست الدكتوره كان زمانى لسه فى الشارع لنا راجل ولا ست.
معتز: ده فضل ربنا اشكره هو، وبعدين انا خلصت ظبتلك موضوع الشغل والسكن والمحامى خلص ورقك خلاص انت بتعرف تقرى وتكتب مش كده؟
فرك فى راسه قائلا: يعنى على قدى كده مش قوى.
معتز: هيعملو لك امتحان محو اميه وتاخد شاهده لو حابب تكلم تعليمك وانت بتشتغل انت حر.
فكر قائلا: هو لمؤخذه انا هشتغل ايه يعنى؟

معتز: هتشتغل امن فى الشركه يعنى شغلانه مش محتاجه حاجه بس لازم تبقا بتعرف تقراى وتكتب.
فرح قائلا: رضا يا دكتور دى شغلانه حلوه قوى بس موضوع السكن يعنى.
معتز: الشركه هاجرلك شقه هتقعد فيها وممكن تتجوز فيها كمان.
فرك فى راسه: لمؤخذه يا دكتور هو انا هعرف اتجوز وكده يعنى بصراحه اكسفت اسال .
ابتسم معتز قائلا: حقك تسال ايوه طبعا تقدر واكيد انت هتحس ده مع الوقت وممكن تكون حسيت من دلوقتى.

نظر للاسفل من الخجل قائلا: صراحه يعنى هو حسيت بس مش عارف هو انا كده صح ولا ايه يعنى .
تحرج معتز قائلا: اه فهمت قصدك هبعتلك دكتور يفهمك انا مش هعرف (اكمل فى عقله ) ازى فاتتنى دى اكيد هايدى هتتكسف تقوله.
سامر: ماشى يا دكتور انما معلش عندى سؤال لمؤخذه؟
معتز: اسال ياسامر؟
سامر: هى ست الدكتوره هى اللى قالت انها هتشغلنى يعنى.
معتز: هى هتفرق معاك يعنى؟

سامر: لاء طبعا بس هو سؤال جه فى بالى وقولت اسال بس.
معتز: وانا هجوبك انا او هى احنا واحد مش هتفرق يعنى.
ابتسم سامر: فهمت يا دكتور ممكن لما تتجوزو تعزمونى فى الفرح.
ابتسم: اكيد طبعا ياسامر هو ده سؤال، همشى بقا وابعتلك الدكتور اللى هيفهمك كل اللى عايز تفهمه واسأله عن اى حاجه بدون خجل.
هز راسه بالموافقه دون كلام، خرج معتز قابل توتا كانت اتيه الى سامر فابتسم لها قائلا: ازيك يا دكتوره.

نظرت اليه بخجل شديد: الله يسلمك يا دكتور.
ابتسم من خجلها قائلا: ممكن اتكلم معاكى شويه؟
هزت راسها بالموافقه
معتز: طب تعالى نقعد فى المكتب ونتكلم براحتنا.
تحرك وهى الى جواره دخلا المكتب على الكرسى امام المكتب وهى فى الكرسى امامه نظر لها قائلا: كنت عايز اعرف رأيك فى الطلب اللى طلبته منك قولتى ايه؟

احمر وجهها خجلا وتصببت عرقا وابتلعت ريقها قائله: انا مش عارفه اقول ايه هو بس يعنى انا لسه فى تانيه وقدامى كتير على ما اخلص.
ابتسم معتز : طب منا عارف وبعدين متقلقيش انا هساعدك يعنى هيبقا عندك مدرس خصوصى.
ضحكت فى خجل قائله: طب خلاص ادينى فرصه اكلم ابله ايثار بس عندهم مشكله دلوقتى ومش هينفع اتكلم معها.
ابتسم معتز: المهم انك موافقه.
زاد خجلها وفتحت فمها وحضت على شفتيها وهزت راسها بالموافقه.

فرح معتز: خلاص هستنا تحددلى معاهم معاد.
ابتسمت بخجل وقامت وقفت قائله: طب عن اذنك انا بقا عشان اكمل لف على العنابر.
معتز: اتفضل واه صحيح بلاش تروحى سامر انا اطنت عليه وهو مستنى دكتور عشان هيسال عن حاجات خاصه بدل ما يفكرك انت وتتكسفى.
فهمت توتا ما يقصده وخجلت ولم تتحدث وخرجت مسرعه، ضحك هو فرحا على خجلها وخرج هو الاخر.

عند ناديه.

مر يومان وهى تعيش فى الحلم وتنتظر اتصال زين بها، لكنه لم يتصل او يسال، فتذكرت انه كان حزينا لانه احزنها، وقال انه سيبتعد كى لا يضايقها مره اخرى، فاتصلت به ولكنه هاتفه مغلق، انتظرت لبعض والوقت وعادت الاتصال لكن مغلق، لاتعرف ما الامر ابعد ان طارت بالاحلام وبنت الجسور يختفى هكذا، فارسلت له رساله لكنه لايجيب، ذهبت الى النادى وسألت عنه قالو انه لاياتى، شعرت بخيبة امل ظلت تنظر لبعض الوقت حتى ملت وعادت الى المنزل، وظلت على هذا الحال حتى مر اسبوع هى وتنتظره وتكاد تجن عليه، واثناء ماهى تبحث عنه فى النادى تذكرت انها لم تسال فى الكافيه الذى اخذها له بالنادى، فذهبت الى هناك لتسأل عنه، وما ان اقتربت من الكافيه الا ورأت ظهرها فسعدت واقتربت ببطأ لتفاجأه سمعته يتحدث مع صديق له، كانا يجلسان فى احد الاركان فلم يلاحظها، لفت انتباهها الحديث فوقت تستمع اليهم.

صديقه: ايه يابنى فينك بقالك فتره مش بتيجى وقبلها كنت داير مع الحيزبونه اللى كانت معاك ايه حكايتك؟
ضحك زين قائلا: معلش ده شغل على تقيل بحب اسوى الطبخه على الهادى خالص.
تلاشت البسمه من على وجهها فهو لم يغضب من كلام صديقه عنها بهذه الطريقه.
اكمل صديقه: طبخة ايه يابنى هى القرشانه دى حيلتها حاجه دى بتيجى بتكس معندهاش حتى عربيه؟
ضحك زين بخبث: هى ماورهاش لكن والدها وراهم ووراهم كتير كمان.

لم يفهم قائلا: طب وهتاخد من ولادها ازى انا مش فاهم؟
زادت ضحكاته بشر: اصل النغه مفكرانى اهبل ومصدق عمليات التجميل والشعر العيره اللى مركبه، ومفكر انها لسه صغننه، وعايشه فى قصة حب ايه بقا كانها بنوته لسه بضفاير، لاء وايه انا عايش الدور قوى ومحساسها انى مش شايف بنات غيرها، ومثل عليها البرأه على الاخر.
ضحك قائلا: براة مين ياعم ده انت مبتعتقش اللى تعدى من جنبك مبتسلمش.

ضحك متفاخرا: ياحبيبى ماهم البنات والستات التافه بيحبو كده وهما اللى بيجرو على انا واللى زى.
فرك فى ذقنه قائلا: اه طبعا والواحده منهم تعمل نفسها مش عايزه واول متقرب منها تدوب فى ايدك من اول أطه.
ضحك زين متفاخرا: وحياتك دى ديبه منغير حاجه بس انا قولت لو قولت لها نعيش سوى هترفض وتقولى لاء فسبتها بعد ما شوقتها وسبتها على نار واول لما اشوفها هجرى عليها واحضنها وادوبها.

ضحك قائلا: اه منك انت، وبعدين تاخد الصور وتساوم ولادها عليها صح.
امسك يأة قميصه متفاخرا: اه طبعا وبعدين مش صوره لبوسه لاء صور تانيه ماهى مش هتقدر تبعد واخوك جاهز ومستعد يعنى حتى لو هى مره واحده هيبقا خلاص متصور.
ضحك متفاخرا: يا صاحبى يا جامد خدنى معاك فى زوريقك اهو استنفع بقرشين كده.

كادت ناديه تقع من هول ما سمعت، تعرق جبينها وشعرت بثقل قدمها ولسانها، تحركت وهى تجر نفسها جرا، وهى تشعر ان الدنيا اظلمت عليها والجو اصبح ساخنا وكأنها فى فرن، وصلت عند باب النادى ولم تتحمل اكثر وقعت فاقده للوعى، اسرع اليها حرس البوابه وحملوها لعيادة النادى، فحصها قائلا: دى عندها جلطه لازم تروح المستشفى حالا والا الجلطه مش هتدوب.
احد الحراس: احنا منعرفهاش دور فى شنطتها يمكن تلاقى حاجه تفيدك.

بحث الطبيب فى حقيبتها فلم يجد سوى كارت به اسم معتز فطلبه الطبيب لحظات واحاب قائلة: ايوه يافندم.
الطبيب: معلش فى ست اغمى عليها هنا فى النادى وملقناش معها اى ورق غير كارت خاص بيك يافندم فقولنا يمكن تعرفها.
معتز: اسمها ايه طيب؟
الطبيب: معرفش هى جديده فى النادى ومحدش عارفها.
اتى على باله انها قد تكون ناديه فقال: طب واوصفهالى وقولى حالتها ايه؟

الطبيب: هى ست كبيره بس بس لبسه لبس شبابى وعامله شعرها وحالتها عندها مبدأ جلطه.
زاد شك معتز انها هى ناديه قائلا: طب عموما هبعت عربية اسعاف حالا مجهزه ومتشكر ليك.
انهى المكالمه وانتظر حتى اتت سيارة الاسعاف حملتها وخرجت بها، فور وصولها اتى معتز فحصها وتأكد انها ناديه فأدخلها وقام بكل ما يلزم لعلاجها.

فى شركة فارس.

دخل عمار مكتبه ويبدو عليه القلق فاقترببت ايثار قائله: ايه مالك فى حاجه حصلت فى المدرسه؟
عمار: لاء مفيش بس حصل حاجه غريبه مش فاهمها.
ايثار فى قلق: حصل ايه؟
عمار متحيرا: هو ممكن يوسف يقعد مع باهر ده ويتكلمو؟
ايثار: لاء طبعا ما انت عارف انه مش بيطيقه عشان موضوع شهد.

عمار: ماهو ده اللى مجننى وانا رايح المدرسه بتاعت اسر عشان اشوف عايزين ايه، شوفته قاعد معه فى مطعم قريب هنا، فى الاول مصدقتش بصيت تانى واتاكدت لقيته هو فى الاول اتخضيت وخوفت يتخانق معاه، بس لما فكرت لقيت ان باهر ده لايمكن يصحى بدرى كده الا اذا كان جاى يقابله واستغربت جدا ايه اللى بينه وبينه.
ايثار متعجبه: ده فعلا موضوع غريب بس الافضل انك تساله وهو اكيد عنده تفسير.

عمار: هو ممكن يوسف يخونا او يغدر بينا انا عمرى ما اشك فيه ابدا يوسف بالزات محل ثقه وده اللى مجننى.
ايثار: استنى لما تكلمه واكيد هيبان.
عمار: ما انا كنت هروح اكلمه بس بعد معادنا مع الاستاذ فادى.
ايثار: مش فاهمه هما طالبين معاد وجاين ليه؟
عمار: اكيد حاجه بخصوص الشغل يالا نروح مكتب فارس هما على وصول.

تحركا الاثنان ودخلا مكتب فارس جلسا امام المكتب، دق الباب ودخل فادى ويزيد القا التحيه وجلسا، ابتسم فارس قائلا: اهلا بيكم فى مكتبنا.
فادى: اهلا بيك انا عارف انكو مستغربين من زيرتنا دى بس انتو من ساعت ما اتعملنا معاكم واحنا بقينا عيله واحده وزيارتكم لوالدتى فى المستشفى، كانت دليل على ده.
عمار: والدتك زى والدتنا بالظبط وده اقل واجب.
فادى: انا عارف وعشان كده جيتلكم اول معرفت من يزيد بموضوع مؤمن.

نظر له الثلاثه بترقب وانتظارا ما سيقول، لاحظ يزيد نظراتهم فقال: انا متابع الموضوع من اوله ولو اعرف انه ابنك يا عمار كنت جيت من وقتها.
فادى: احنا معاكم فى اى حاجه هتعملوها ومش هنسمح لحد يقول كلمه عليه.
يزيد: فى برنامج لكاتب القصص بتاعت القوى الخارقه بيستضيف كل اللى يملكو قوه حقيقيه اسمه اسم البرنامج (Stan Lee superhuman )
اسمه ستان لي سوبر هيومنز.

فادى: وانا تصلت بيه واتفقت معاه ان مؤمن يطلع معاه ويستضيفه كطفل معجزه وهيعرض الفيديو اللى انقذ فيه والدته وانه ازى ضرب رجاله كبار وانقذها منهم.
تفاجأ الثلاثه من كلامه وتهلل وجههم سعادة فهم تعرفو عليه من فتره صغيره لكن اهتمامه يعنى لهم الكثير، قال عمار: احنا طبعا سعداء جدا بكلامك ده ومها قلنا مش هيوفى حقك عليه بس احنا فعلا اتفقنا مع برنامج هنا فى مصر وهنعرض فيه كل الفيديوهات.

فادى: خلاص ندمج البرنامجين مع بعض واى مصاريف سفر او اى شئ عليا.
فارس: احنا مبنتكلمش على الفلوس بس مش عايزين نكبر الموضوع اكتر من كده.
يزيد: بالعكس كده افضل خليه الولد يحس انه بطل وميهتمش باى كلام يتقال ياخد ثقه فى نفسه وميسمحش لحد انه يفكر يتنمر عليه حتى.
ابتسم عمار ممتنا: انا مش عارف اقول ايه بس بصراحه موقفكم ده عمرى ما هنساه ابدا.
فادى: اوعى تقول كده مؤمن ده ابنى.

يزيد: خلاص كلمو انتو البرنامج المصرى، وفادى يكلم البرنامج اللى بره وننسق معاهم ويتعمل البرنامج.
فارس: انا هعمله دعايه فى مل مكان واخليه ينزل على كل المواقع.
عمار: ياجماعه انا مش عارف اقولكم ايه انا بجد حاسس انكو اكتر من اهل بس مش عارف خايف ده يضر الولد.
ايثار: هكلم الدكتوره اللى متابعه معاها واشوف هتقولى ايه واعتقد انه مش هيضر فى حاجه.

قام فادى قائلا: عموما فكرو براحتكم بس احنا هنمشى عشان عندنا شغل.
وقف يزيد قائلا: ولو عايز نصيحتى دى فرصه هايله للولد.
فارس: وده راى انا كمان فكر براحتك يا عمار واحنا كلنا معاك.
سلما عليهم وخرجا، وظل الثلاثه واقفين غير مصدقين هل يوجد بالدنيا مثل هذا، مازل الخير بالدنيا ولن ينتهى ابدا.

عند ناديه.

فاقت ناديه ونظرت حولها وجدت نفسها فى غرفه غريبه، حاولت تذكر ماحدث شعرت بألم شديد بدات تتاوه، وتذكرت كل ما حدث رويدا رويدا وتمنت ان يكن حلما وماتزال فى المستسفى بعد عملية التجميل، اتى لها معتز ابتسم قائلا: عامله ايه دلوقتى؟
ناديه بصوت ضعيف: كويسه بس قولى هو ايه اللى حصل؟

معتز: اتصل بيا دكتور من النادى اللى كنتى فيه وقال ان جالك جلطه بس الحمد لله دوبنها يومين ثلاثه وهتقدرى تخرجى بس هتحتاجى ترتاحى فطره.
هزت راسها دون كلام وبحثت فى الغرفه بعينها قائله: هما اخوتك ميعرفوش انى تعبانه؟
معتز: خوفت اقولهم ويجو يزوركى تزعلى فقولت لما تفوقى هسالك الاول.
لم تجد ما تقوله فهزت راسها دون كلام، أبتسم قائلا: هقول لهم النهارده ونجيلك بكره ان شاء الله.
تنهدت قائله: طيب.

معتز: طب محتاجه حاجه عشان مضطر امشى عندى عمليه.
هزت راسها بالرفض خرج هو وتركها، كانت تشعر بالضيق فهى وحدها ولا تستطيع ان تلوم عليهم فهى من ابعدتهم من البدايه، نظرت بالغرفه فهى غرفه فخمه لكنها بارده مثل قلبها البارد، تذكرت ما فعله زين وجزت على اسنانها وتوعدته قائله: بس لما اخرجلك يا زين بقا بتلعب بيا وهو انا باين على شكلى السن صحيح ولا هو عرف منين.

وشردت قليلا فى كل ماحدث، افاقها صوت الممرضه وهى تناديه: طنط اتفضلى عشان تاكلى انت احسن النهارده.
نظرت اليه بغضب وكانت ستعنفها ولكنها ظنت ان معتز اخبرها انها والدته، ابتسمت قائله: طب سبيه شويه لما يجى الدكتور معتز ابقا اكل معاه.
الممرضه: هو مش هيقدر يجى غير باليل عنده عمليات كتير، وهو طلب منى انى اخلى بالى منك لحد ما يرجع يظهر انه بيعزك قوى، هو حضرتك صاحبة ماماته؟

غصبت ناديه من سؤالها فهذا يعنى انها لاتعرف انها والدة معتز كيف علمت سنها فقالت بحنق: طب روحى دلوقتى ولما اجوع هندهلك.
الممرضه لم تفهم سبب غضبها وخرجت وهى مستأه، قامت ناديه تحاملت على نفسها ونظرت فى المرأه، فكيف بعد كل هذا العذاب والجرحات مازل يبدو عليها السن، وضعت يدها على وجنتها تتحسسها لكنها لم ترى اى شئ سوى نفسها وغرورها وقالت لنفسها: بنت غبيه بس يمكن عشان هى بنوته صغيره قوى.

وعادت الى سريرها فالممرضه بالفعل صغيره السن جدا.
فى شركة فارس
ذهب عمار الى مكتب يوسف ودخل وجلس على الكرسى امامه قائلا: ممكن اتكلم معاك شويه؟
ابتسم يوسف قائلا: اكيد طبعا.
نظر اليه قائلا: بتهيألى انك عارف انا جاى ليه؟
اخذ نفس وزفره قائلا: عارف ولو مكنتش جيت كنت زعلت منك جدا.
نظر اليه عمار متعجبا ينتظر ما سيقوله اكمل يوسف: شوف يا سيدى انت جاى تسألنى ايه اللى قعدنى مع باهر الزفت ده فى المطعم صح؟

هز عمار راسه قائلا: بالظبط انا لو حد قالى عمرى ما كنت هصدق.
يوسف: وده العشم يا صاحبى انا هفهمك الموضوع كله، باهر كان جه هنا وطلب انى اشتغل معاه.
عمار: فاكر كويس وفاكر كمان انك ضربته.

يوسف: بس هو متهدش اتصل بيا بعدها ولما قفلت السكه فى وشه وهزقته فضل يبعتلى على الوتس، فقولت احكى لعمى فهمى وهو يمكن يقولى اعمل معاه ايه، وكنا رايحين يومها هناك بالصدفه، وحكيت له كل اللى حصل وهو لقاه فرصه ليه انه يلعب بيه لحد لما يخلص المشروع اللى بينهم.
عمار مستفهما: ازى يعنى مش فاهم؟

يوسف: انا لما حكيت لعم فهمى قالى ديه فرصته، باهر ده اهبل ومفكر انه لما يشغلنى عنده يبقا كده انتقم لكرامته، قال يعنى انها لما رفضتو مخدتش واحد احسن دى ملقيتش الا واحد بيشتغل عندى.
عمار مستنكرا: ايه التفكير الخايب ده كده فعلا هو اهبل.

يوسف: ماهو مكنتش فاهم هو عايز يشغلنى عنده ليه ولما قالى كده فهمت، هو قالى انى مش هشتغل عنده ان هشتغله، بمعنى انى هقوله انى موافق واهاوده لحد لما المشروع اللى بينهم يخلص واخلع منه، بدل مايروح يدور على حد تانى يفكرله، ويعمل لهم مشكله تانى وهى الحكايه كلها شهرين، وعشان كده كل ما يطلب اقابله اخليه يجلي من النجمه واصحيه بدرى ازنبه يعنى، عشان هو اللى يهرب من المقابله ويفضل ياجل لحد ما الفتره تخلص.

ضحك عمار قائلا: هى فكره بس افرض رخم واصر انك تشتغل؟
يوسف: ماهو احنا عاملين حسابنا لو ده حصل همضى عقد عم فهمى مجهزه مش هيخليه يقدر يفتح بقه معايا بكلمه ولمدة شهرين بالظبط وطبعا هو الصبح بيبقا نايم على روحه فمش هياخد باله من حاجه، واحنا مظبطين مع المحامى بتاعه يعنى كله تمام.
قام عمار وقف قائلا: تمام يا صاحبى اسيبك عشان الشغل سلام
يوسف: ماشى يا سيدى سلام.

تركه عمار وعاد الى مكتبه سعيد وقص على ايثار كل ما حدث.

فى فيلا بدران
بعد ان تناولو الطعام معا صعدا فادى ووعد الى غرفتهم ومعهم مديحه فهى لاتزال متعبه، واخذ معتز اخوته الى المكتب وتحدث اليهم قائلا: كنت عايزكم فى موضوع مهم.
مازن: موضوع ايه؟
اخذ نفس و فره قائلا: ناديه جالها جلطه ودخلت المستشفى.
نظر الاثنان اليه بترقب دون اى تعقيب، فاكمل: والحمد لله دوبنها وبقت كويسه بس هى سألت عليكم.
معتصم: وايه المطلوب؟

معتز: انا عارف ان عندكو حق فى اى شئ تعملو بس هى امكنا بردو وطلما سالت تروحو تزروها.
سكت الاثنان تافف مازن قائلا: خلاص بكره بعد ما نوصل ماما المستشفى نبقا نعدى عليها.
معتصم: هى محتاجه فلوس؟
معتز: ايه السؤال الغريب ده هى مش بتفتكرنا غير لما تحتاج فلوس.
نظر اليه الاثنان بنظرات استنكاريه فهذه هى الحقيقه، تجهم وجهه ونظر بعيدا قائلا: يمكن الجلطه عقلتها ولا حاجه.

ضحك مازن ساخرا: يارجل جلطة ايه دى اللى تغير ناديه قول كلام غيرده.
ابتسم الاثنان ابتسامه حزن فهى الحقيقه المؤلمه، تنهد معتز: المهم انكم هتيجو تمام عن اذنكم انا بقا.
مازن: احنا خارجين معاك هنروح ننام عشان عندنا شغل كتير وطبعا هنسيبه فى معاد كشف ماما ومش عايزين نتاخر جامد.
معتز: بىاحتكو انتو اللى مصرين تيجو بس موضوع ناديه لازم اصلا تيجو.
معتصم: خلاص يالا بينا.

خرج الثلاثه من الغرفه وذهب كل منهم الى غرفته فهم منذ رجوع مديحه المنزل وهم معها ولم يتركوها، اتى فادى الى معتز وجلس معه قائلا: قولى اخبار الحبيب بتعنا ايه؟
معتز: سالتها وهى هتاخد معاد من اختها وجوزها بس عندهم مشكله هتخلص وبعدين تتفق على معاد.
فادى: على خير ان شاء الله قولى هى مين حد نعرفه؟

معتز: فاكر الدكتوره اللى جت سألت على ماما وهى تعبانه وكان فى ناس جاين شركاء لكم فى الشركه وقالو انها قربتهم.
فادى: اه طبعا فاكر.
معتز: هى دى.
فادى: شكلها بنت مؤدبه وكمان شركتنا دول لو اهلها تبقا من عيله محترمه جدا، تصدق صح هما عندهم فعلا مشكله بس حاجه بسيطه وقربت تخلص كمان ابتسط ياعم.
معتز فرحا: بجد طب الله يطمنك.
فادى: خلاص باعم سيب الموضوع عليا بس قولى هى اخت مرات مين فيهم؟

تحرج معتز قائلا: بصراحه هى يتيمه واللى متكفلا بيها واحده اسمها ايثار.
ابتسم قائلا: متتكسفش ولا اشوف الخجل فى عنيك كده تانى كونها بنت بتيمه وقدرت تدخل طب ده فى حد ذاته شهاده لها وتفتخر وانت بتتكلم عنها.
فرح معتز قائلا: ربنا ما يحرمنى منك ابدا يا فادى ديما تكون ونعم الاخ ليا.
قام وقف ربط على كتفه قاىلا: ماشى يا سيدى بس قولى فكرت هوتحوز فين؟
معتز: هنا طبعا هيكون فين يعنى؟

فادى: يابنى لازم تكون هى موافقه ولا عشان بنت يتيمه يعنى.
معتز غاضبا: لاء طبعا عشان انا مش هبعد عن ماما ابدا فاللى مش هتقبل تعيش معايا هنا متلزمنيش حتى لو قلبى هيتكسر.
ابتسم فادى قاىلا: متكبرش الموضوع كده خلاص ياعم اللى يعجبك.
تركه وخرج وهو فرح برده الذى جعله يشعر بمادى حبه لمديحه.

فى شقة عمار
عاد عمار وايثار الى المنزل دخلت لتعد لهم الطعام، لحق بها عمار قائلا: استنى متعمليش حاجه هجيب لهم بيتزا.

ابتسمت قائله: خلاص تمام هيفرحو جدا.
امسك هاتفه واتصل وطلب الطعام، نظر لها قائلا: خلاص عملت الاوردر انما قولى ايه رايك فى موضوع البرنامج الامريكى ده؟
تنهدت قائله: مش عارفه مش حابه اكبر الموضوع اوى كفاية البرنامج اللى هنا فى مصر حاسه اننا كده ممكن نشتت الولد خايفه عليه من الموضوع ده.
عمار: وانا كمان شايف كده خلاص بكره هروح لهم واكلمهم واشكرهم.

ايثار: بصراحه موقفهم ده فرحنى جدا خلانى احس ان الدنيا لسه فيها متتخيلش فرحت بكلامهم ده قد ايه حسيت ان الدنيا لسه فيها خير.
امسك عمار ذقنها قاىلا: طبعا الدنيا فيها خير وانت تكبر دليل على ده ولا نسيتى توتا.
ابتسمت لانه محق وتذكرتها قاىله: على ما يجى الاكل هروح اشوفها واقولها تيجى.
عمار: لو مرضيتش عشان المذاكره انا عامل حسابها فى بتزايه.
نظرت اليه بسعاده: حبيبى ربنا ما يحرمنى منك ابدا يارب.

عمار: ولا منك باقمر.
تركته وذهبت الى شقة توتا دخلت الى غرفتها وجدتها تذاكر فخبط على المكتب قاىله: هو انا كل مااجى ماتخديش بالك كده مش خايفه اكون حرامى.
ضحكت قائله: يبقا عندى اثنين ملاك حارس وحد يقرب منى، مش عمو عمار ديما بيقول كده.
ضحكت قاىله: ماشى يا بكاشه انت قولى عامله ايه؟
توتا: تمام الحمد لله المذاكره واخدها حقها على الاخر والترم ده صعب جدا.

ايثار: ربنا يقوى حبيبتى يارب عموما احنا جايبن بتزا تحبى تيجى تاكلى معنا ولا نجبلك بتاعتك هنا.
توتا متحرجه: وليه بس التعب ده؟
ايثار: بقولك ايه هاتى من الاخر وخلصى.
زاد حرجها قائله: اصل بصراحه عندى مذاكره كتير ومش هينفع اسيبها.
ايثار: خلاص هحبلك بتاعتك هنا.
توتا: ربنا ما بحرمنى منك ابدا ( ترددت ) بصراحه فى موضوع عايزه اكلمك فيه
ايثار: موضوع ايه قولى؟

ابتلعت ريقها قاىله: فكرها الدكتور معتز بتاع الكتاب.
ابتسمت ايثار قائله: ماله؟
توتا بخجل: عاوز يجى يخطبنى منك بس انا قولتله يستنى لما نخلص موضوع مؤمن.
ايثار: لاء يا ستى ملكيش دعوه بموضوع مؤمن حددى معاه معاد وانا هقابله انا وعمار.
توتا بفرح: بجد ربنا يخليكى ليا يارب.
ضحكت قائله: اه قولى بقا كده فى ناس قلبها حب ورء.
ضحكت بخجل: متكيفنيش بقا يا ابله .

اقتربت منها واحتضنتها فى حنان قائله: ده بوم المنى لما اشوفك عروسه وافرح بيك يا قمر انت.
احتضنتها هى الاخرى بسعاده قائله: عمرى ما هنسا ابدا اللى عملتيه معايا.
ايثار بعبوس: اباكى اسمعك تقولى كده تانى انت اختى حتى لو امى وابويا مخلفوكيش انت سامعه.
امتلاءت عينها بالدموع قائله: انا لو لى اخت مكنتش هتعمل كده.
مسحت ايثار دموعها: هزعل منك بجد احنا مفيش بنا الكلام ده مفهوم.

هزت راسها بالموافقه مع ابتسامه خفيفه
قالت ايثار: قوليلى بقا اسمه ايه وامكانياته ايه؟
توتا: معرفش امكانياته ايه هو دكتور فى الجامعه وشغال فى المستشفى بتاعت مرات اخوه بس عمو عمار ممكن يكون عارفه عشان كان واقف مع شركاته فى الشغل.
ايثار: خلاص هساله عنه وربنا يتمم على خير هسيبك بقا تكملى مذاكره.
وتركتها وعادت الى شقتها، قصت على عمار الامر ففرح جدا وقال: هو تقريبا اخوهم.

ايثار: لو كده يبقا تقدر تسال عنه وتعرف عنه كل حاجه عشان نطمن منجوزهاش جوازه والسلام.
عمار: اكيد طبعا منغير كلام بكره هسال واعرف كل حاجه واقولك.
رن جرس الباب فاشار قاىلا: ده اكيد بتاع الديلفري هروح اخد منه الحاجه.
تركها زفتح الباب اخذ منه الطعام وحاسبه ودخل به نادت على مؤمن واسر وفرحو بها جدا، واخذت واحده أعطتها لتوتا.

فى المستشفى.

دخل الطبيب ل ناديه وبعد ان فحصها نظر اليها قائلا: حالة المخ تمام والاعصاب ومفيش اثر للجلطه الحمد لله.
ناديه: طب هخرج امتى؟
الطبيب: يومين بس كده مش فاهم اثر الخبطه دى مهديش ليه؟
ناديه: خبطة ايه انا متخبطش.
الطبيب: امال الحمار اللى فى وشك ده من ايه؟
ناديه: مش عارفه هو بقاله كام يوم كده بس انا بداريه بالكريم.
فكر قائلا: طب قوليلى انت اخر عملية تجميل كان فيها زرع جلد؟

ناديه: مش فاكره اسال دكتور معتز هو اللى متابع الحاله من الاول.
الطبيب: طب عندك اى مكان تانى احمر زيه؟
ناديه: فى رجلى من فوق (واشارت على فخذها ) هنا.
الطبيب: طب ممكن اشوفه.
ناديه: ماشى.
كشفت عن فخذها اتسعت عين الطبيب فزعا وقال: انت ازى سيبها كده؟
ناديه: فكرتها حسيسه وهتروح.
الطبيب: انا هروح دلوقتى امعتز اتكلم وهناجل الخروج شويه لما نطمن.
ناديه بضجر: بس انا زهقت وعايزه امشى.

الطبيب: معلش لازم اطمن ولو زهقانه ممكن تتحركى فى المكان ولو فى حد من اهلك ممكن يجى يقعد معاكى عن اذنك.
تركها وخرج، تضايقت هى وقفت بزهق نظرت من النافذه فهى تطل على حديقه تابعه للمستشفى، نظرت اليها باعجاب قائله: الله جميله قوى والمنظر من هنا تحفه.

كانت فى الطابق الثانى رات شاب يسند والدته ويمازحها وهى تجر قدمها، ففهمت انها مصابه وهو يحاول الترفيه عنها، وتذكرت اولادها ولوهله تمنت لو انهم معها، وتخيلت انها مكان هذه السيده تسند على احدهم والاخر يسير بجوارها والثلاث امامهم يمزحون ويضحكون معها، واذا بها ترى سياره تتوقف وتنزل منها مديحه وحولها ابناءها وفادى وزوجاتهم ينزلون من السيارت الاخرى، يسيرون حولها يمازحونها ويتسابقون على من يسندها، امتلاء قلبها حسره وندم فهى كانت تحلم بذلك من لحظات وها هى تراه من ابناؤها ولكن مع ام غيرها، شعرت فى هذه اللحظه بعظم ما اضاعته منها وكيف انها لوكانت بقيت معهم كانت حصلت ولو على جزء صغير من هذا، ظلت تتابعهم وتشاهدهم وهم يدخلون معها وكميه القلق والخوف عليها وهى تسير على قدمها، يبدو عليها الارهاق لكنها سليمه وجهها مضئ كأنها شابه فى الثلاثين من عمرها رغم بعض علامات السن عليه، لكن التفافهم حولها ووجودهم معها جعلها تبدو اصغر بكثير، تجمدت مكانها فقد اضاعت السعاده الحقيقه لبعض اشياء تافه، افاقت نفسها رافضه وهى تقول لتقنع نفسها انها لم تخسر شئ: لاء لاء انا مخسرتش حاجه انا لسه قدامى عمر طويل هعيش واتمتع وان كان زين نصاب اكيد هلاقى غيره وهو اللى يعوضنى عن كل حاجه ايوه طبعا اه اكيد.

عادت الى سريرها جلست وهى تحاول اقناع نفسها انها لم تخسر وماضاع منها ليس بالمهم، بدد كل ذلك طرق الباب الذى فرحت به فهى تظنهم اولادها اتو اليها مسرعين زادت دقات قلبها فرحا ولكنها هداتها وابتسمت ابتسامه هادئه وقالت: ادخل.

فتح الباب ودخلت احدى الممرضات تلاشت البسمه من على وجهها فهذا ليس ماكنت تتمناه، لكنها حاولت تتصنع ان الامر ليس مهما لها ولكن قلبها يعتصر الما فاولادها بدلا من السؤال عنها ورعايتها يىعون ام اخرى لم تنجبهم ولكنها لا تملك حتى حق الكلام او الرفض فهى من فعلت هذا بنفسها تنحنحت قائله: ايوه فى حاجه؟
الممرضه: ايوه هاخد عينه عشان الدكتور طالب تحليل.
ناديه: اه وماله.

اقتربت الممرضه واخذت العينه قالت ناديه: هو دكتور معتز لسه مجاش؟
الممرضه: لسه جاى اصل والدته تعبانه شويه وهو جايبها هو واخواته عشان يكشفو عليها.
ناديه: هى عندها ايه؟
الممرضه: كان عندها مشكله فى القلب واتعلجت الحمد لله ربنا يبارك لهم فيها ويبارك لها فيهم كانو هيمتو عشانها ومرضيوش يمشو من المستشفى الا لما خرجت.
غضبت ناديه فهم لم يسالو عنها حتى وقالت: طب يالا غورى.

وظلت مكانه وهى غاضبه جدا تكاد تنفجر، حتى دق باب العرفه فاجابت قائله: ايوه مين؟
كان معتصم ومازن يقفان بالباب اجبها قائلين
مازن: ايوه ده احنا مازن ومعتصم.
معتصم: جاين نطمن عليكى.
فرحت لمجيأهم لها وكادت تجيبهم بسرعه ان يدخلا، ولكن سرعان ما عادت لكبرها قائله: ايه اللى جابكم عايزين ايه؟
فتح مازن ودخل قائلا: معتقدش ان ينفع نفضل واقفين على الباب.
معتصم: ندخل يعنى ولا بلاش؟

كادت تقوم لتحضنهم ولكنها تذكرت اهتمامهم بمديحه وغلبت عليها غيرتها قائله: وهو انا فارقه معاكم اصلا.
كاد مازن ينفجر بها لولا ان امسك به معتصم وقال: اكيد طبعا بس معتز مقلناش غير امبارح باليل والصبح بركون عندنا شغل.
زاد غضب ناديه فقد رأت اهتمامهم بمديحه وهى تراهم وكأنهم مجبرين، نفخت قائله: متشكره لكم قوى مش اطمنتو خلاص يالا مع السلامه عشان عاوزه انام.

هز مازن راسه بضحر وخرج ابتسم معتصم لها ابتسامه باهته وخرج واغلق الباب خلفه، وذهبا الاثنام الى غرفة مديحه هم يتلومون على انفسهم انهم ذهبو اليها، ظلت هى بعدها بغرفتها تحاول ان تهدأ نفسها فقد زاد غضبها جدا.

عند فارس وعمار
دخل فارس مكتب عمار قائلا: بقولكم ايه الشغل الباقى نكمله بكره.
تعجب عمار قاىلا: اشمعنا يعنى؟
فارس: النهارده عيد ميلاد سيف وعاملين حفله صغيره كده وكنا عايزنكم تيجو معنا.

عمار: بس كده ده اسر ونؤمن هيفرحو جدا هى الحفله هتبقا الساعه كام؟
فارس: على خمسه كده وعشان كده قولت اروح بدرى اساعدهم شويه.
عمار: خلاص احنا على الساعه خمسه هنكوم عندكم ياعم وكل سنه وهو طيب.
ايثار: كل سنه وهو طيب وبخير.
فارس: وانتو طيبين هنستناكم على معاد الحفله اوعو تتاخرو.
عمار: هو احنا نقدر نتاخر على استاذ سيف ده حبيب قلبى.
فارس: ماشى ياعم اسبكم انا بقا سلام.

تركهم وخرج. فكر عمار قائلا: ايه رايك بقا ناخد الولاد نفسحهم النهارده ونتغدى بره ونطلع على العيد ميلاد.
فكرت قائله: فكره بس نفسحهم الاول ونجيب الهديه وبعدين نروح نلبس ونتشيك ونروح العيد ميلاد.
ضحك قائلا: انتِ صح تمام كلامك يا فندم.
نظرت اليه بعبوس مصطنع: ماشى نعديهالك يالا بينا.

ضحك الاثنان وخرجا معا ذهبا الى مدرسة اسر اخذها واحضرا مؤمن من حضانته وتناولو الطعام فى احد المطاعم واشترو هديه وهادو الى المنزل غيرو ملابسهم ارتدى مؤمن واسر بلدتين يشبهان بعضهم وكانا فى غاية الجمال خرج عمار وراهم فرح بهم قاىلا: ايه الشياكه دى لاء كده مينفعش ايه القمرين دول.
ضحكت ايثار قائله: طالعين لبابهم وانا بقا اللى مش هخليكو تخرجو كده مش نعرف نمشى من معاكسة البنات.

ضحكو جميعا وخرجو معا وهم يمزحون، وصلو الى فيلا فهمى اسرع سيف واحتضن مؤمن واسر ودخل عمار الى المكتب فكل الرجال متجمعين هناك، واتت ايمان واحتضنت وايثار قائله: ايثار حبيبتى وحشانى جدا فينك مين زمان ياهرابه كل الفتره دى متجيش ومتساليش.
ابتسمت ايثار فى خجل: معلش بقا انت عارفه مؤمن كان صغير وكنت بخاف اخرج بيه ليتعب.

ضحكت قاىله: طلما عشان مؤمن حبيب تيتا يبقا خلاص سماح المره ده تعالى يالا مستنيكم عشان مستنيكم مزنبين الرجاله فى المكتب عشان نعرف نرص الحاجه براحتنا.
دخلت ايثار معها وسلمت على الباقيات ووقفت معهم تعد الحلوى وهم يمزحون ويضحكون، انتهو من التجهيز ونادو للرجال واضاو الشموع وبعد ان اطفاها سيف وصفق له الجميع انقطع نور تماما فزع الجميع ونظر كل منهم للاخر.

وكل واحد منهم امسك ابناؤه اسرع فارس للبحث عن سبب المشكله واذا باشياء تتحرك فى المكان وتطير كانها اشباح، وصدا صوت بخرج من كل مكان بصوت ضحكات كان عفريت فى المكان يقول: كل سنه وانت طيب يا سيف احنا الاشباح جاين نحتفل معاك بعيد ميلادك هاهاهاهاهاهاهاه.
وفجأة اضاء النور مره اخرى وسموعو ضوى رصاصه فى الهواء وانفجار الاوراق الامعه وشهد تضحك هى ورومى وتقولان: مقلب مقلب بو بو هاهاها.

نظر لهم الجمبع فى زهول فقد ارتعبو جميعا ونظرو لهم بتعجب من ما فعلو وهم مصدومين، شعر يوسف ان الجمبع لم يستوعب الامر بعد فقال: شايف ياعمى عشان تعذرنى اهى بنتك هى والزأرده دى معيشنى فى الفزع ده على طول، شوفتو الهنا اللى انا فيه.
افجر الجميع فى الضحك من طريقه يوسف وكلامه قال فهمى مازحا: تصدق يا بنى عندك حق لو تحب ترجعها وادفعلك الفرق معنديش مانع.

عبست شهد قاىلا: ايه ده يا بابا هو انا ثلاجه ولا بتوجاز.
فارس مازحا: لاء ديب فريرز
ضحكو جميعا، عبست ايمان قائله: يرجعها ده ايه وانا ذنبى ايه يعنى.
زادت ضحكاتهم جميعا، اقترب منها يوسف وامسكها قائلا: هو انا اقدر استغنى عنها ياعمى ده حبيبتى وروح قلبى كمان.
فارس: احنا غلطانين اشبع بيها ياعم وانت يابت اوعى تبطلى مقالب ولاه اقولك هاجى اعمل معاكى مقالب انا كمان.
ضحكو جميعا واكملو الحفل.

فى فيلا بدران.

عادو جميعا من المستفشى وهم فرحون فالطبيب اكد ان حالة مديحه تحسنت جدا، وفى المساء عاد مازن الى فيلته لينام بها فقد اخبرته مديحه ان بسنت تنظره هناك وقد اعدت له مفاجأه، فتح الباب ودخل وجد سهم بالزهور مرسوم على الارض يشير الى الاعلى تذكر اخر ليله لهم فى الفيلا وصعد الى الاعلى، فتح باب الغرفه وجد بسنت تنظره وترتدى فستنان سهره بالون الاخضر الهادئ شديد الجميل وقد تزينت فى ابهى صوره، نظر لها بانبهار قائلا: ايه ده احنا عندنا مناسبه النهارده ولا ايه؟

اقتربت منه قائله: حبيبى انت احلى مناسبه فى عمرى قولت لازم اول يوم لنا هنا يكون مختلف نرفص ونسهر للصبح.
اقترب منها قائلا: دى كده تبقا احلى مناسبه دى ولا ايه؟
ضحكت بسعاده: بصراحه كمان عرفت معلومه فرحتنى جدا.
مازن: معلومة ايه؟
بسنت: لقيت بحث على النت بيقول ان فى علاج جديد للحاله بتعاتنا واحنا فى المستشفى سالت عنه وعرفت ان ممكن نجربه وان شاء الله يكون عندنا اولاد.

اخذ نفس وزفره قائلا: نسبة نجاحه ضعيفه جدا ومش عايز اتعبك ونخش فى امل ونخرج منه تانى.
عبست قائله: يعنى انت كنت عارف بقا.
مازن: ايوه كنت عارف مش معقول هعذبك على امل واحد او اثنين فى الميه.
بسنت: حبيبى انا راضيه اتحمل عشانك اى حاجه وبعدين انا عشمى فى وجه الله كبير.
نظر اليها للحظات وقال: خلاص اللى يريحك حبيبتى انا معاكى فيه.

احتضنته بسعاده قائله: ربنا ما يحرمنى منك ابدا هشغل المزيكا بقا ونرقص للصبح .
هز راسه بالموافقه وتحركت لتشغل الموسقيى رن هاتفها نفخت بضيق ونظرت به وتعجبت انها مكالمه من خارج البلاد ففكرت انه قد يكون اخوها فاجابت قاىله: ايوه مين معايا؟
اجاب الهاتف: ايوه انا حسام وحشتينى جدا.
امتلاءت عيونها بالدموع قاىله: انت كمان وحشتنى جدا هترحع امتى؟
حسام: نفسى ارجع بس خايف من مشاكل امك ومش عايز حد بعرنى تانى.

ابتلعت ريقها وابتسمت بحزن: هى ماتت خلاص ارجع بقا واحنا كلنا هنبقا معاك.
سكت ولم يجيب فهو بين ان يفرح لنهاية المشاكل لهم وحزين لفراقها فهى امه، اشار لها مازن ان تعطيه الهاتف فاعتطته له قال: حسام ارجع ومش بسنت اللى هتبقا جنبك كلنا معاك يعنى هيبقا لك اخوات جداد ولا انت مش عايز.

انهمرت الدموع من عينه: اكيد طبعا عايز ومدام هى خلاص مش هترجع تانى هاجى وارجع وستكم تانى لمتكم الجميله وحشتنى وحبكم لبعض ووقفكم جنب بعض ديما كنت احب اشوفكم عشانه.
ابتسم مازن: طب يالا ارجع بقا وبلاش غلبه احجز بسرعه وقولنا على معاد الطياره واحنا هنيجى نقابلك فى المطار.
حسام: ان شاء الله.
انهى معه المكالمه ونظر لبسنت واحتضنها قاىلا: يلا يا ستى ابصطى اخوكى هيرجع اهو كمان يعنى الفرحه مش هتساعك.

بسنت: فعلا وعشان كده هكلم ماما مديحه وافرحها هى كمان.
امسكت الهاتف واتصلت بها اخبرتها، فرحت جدا بالخبر وفرح فادى ومعتز كانو يجلسون الى جوارها، انهت المكالمه ونظرت الى فادى قاىله: يااه فحت قوى انه هيرجع كده نفسيتها هتتحسن كتير.
معتز: اكيد طبعا وانا كمان كنت جاى افرحك واقولك انى قررت اتجوز.
فادى: اه يا ستى عم الحبيب ده خلاص طب ومحدش سما عليه.
ضحكت مديحه: ربنا يسعد قلبك حبيبى يارب.

معتز: مستنى منها تحددلى معاد مع اختها وهروح اقبلها هى وجوزها واطلب ايدها.
فادى: وانا هاجى معاك ياسيدى.
مديحه: ايوه طبعا بس قولى اسمها ايه احكيلى عنها يعنى.
معتز بحماس: هى اجمل بنت ممكن تشوفيها قلبك يتفتح لها فورا ملاك نازل من السما.
ضحكت قائله: اكيد طبعا طلما خطفت قلب حبيبى العاقل يبقا اكيد هتخطف قلبى انا كمان.
فادى: دى بنت مكافحه رغم ظروفها الصعبه الا انها درست ودخلت طب كمان.

معتز: ومن اشطر الطلاب عندى كمان يا ماما.
مديحه: هى ايه ظروفها الصعبه دى يعنى؟
معتز: هى يتيمه واللى هخطبها منها دى هى اللى متوليه امورها لانها ملهاش اى حد.
تاثرت مديحه قاىله: حبيبيتى يا بنتى اكيد يا حبيبى هتدخل قلبى، على بركة الله وهنعملك اجمل فرح.
معتز: مش مهم فرح ولا غيره المهم اتجوزها واخلص بقا.
ضحك الاثنان وقال فادى: ايه يا بنى ده انت واقع على الاخر.

ضحك معتز قاىلا: مش نقطة واقع بس تعبت كل شويه افكر فيها واتلغبط بسببها عايز اخلص بقا واركز فى شغلى .
ضحك فادى: وانا اللى ظلملتك.
مديحه ضاحكه : ياواد متكسفوش بقا انت مالك وماله.
ضحك معتز قاىلا: ايوه قوليله مصر يتريق عليا ويقولى حب دكتاره.
صحكت مديحه قائله: فديه بقا بصراحه عنده حق واحد بيشوف حبيبته فى الهيكل العظمى وبكتب اسمها فى الروسته بدل العلاج يبقا حب دكتره ولا لاء.

رفع معتز حاجبيه قاىلا: تشخيص سليم هشغلك معايا بعد كده.
ضحكت هى الاخرى وتنهدت قاىله: ربنا يفرح قلبك يا حبيبى.
قام الاثنان قائلين
فادى: طب هنسببك ترتاحى.
معتز: ايوه عسان متتعبيش تانى واستعدى بقا للفرح.
وغمز لها بعينه فصحكت وصحكو هم ايضا وخرجو الاثنان من الغرفه، امسكت صورة محمد ونظرت لها قائله: شايف يا محمد ابنك الصغير كبر وبقا عريس افرح يالا.

وضمت الصوره الى صدرها واستلقت على سريرها واغمضت عينها بسعاده.

فى المستشفى
ذهب معتز لالطبيب المعالج لناديه فقد ارسل اليه جلس معه قاىلا: خير بعتلى ليه وليه مش عايز تخرجها؟
الطبيب: اولا قولى هما زرعو لها جلد صناعى فى المستشفى الالمانى؟
معتز: ايوه فعلا ده اللى حصل لان الجلد كان متبهدل قوى مفيش جلد من جسمها ينفع عشان اخدو قبل كده فى عمليات سابقه.

نفخ قائلا: يبقا اللى شاكك فيه ممكن يطلع صح عموما نتيجه التحليل هتيحى بعد شويه.
معتز: انت شاكك فى ايه؟
الطبيب: شاكك ان جسمها رفض الجلد ده وعمل تسمم لها.
فزع معتز قاىلا ,: ده لو كده يبقا لازم يتشال فورا.
الطبيب: بالظبط نتيجة التحليل هتيجى بس اعتقد الافضل انها تروح المستسفى الالمانى تعملها هناك.
معتز: هكلهمه واتفق معاهم بس انا هسيبك عشان عندى عمليه واول ما اخلص هرجعلك.

الطبيب: تمام انما عندى سؤال شيافك مهتم بيها وبترعيها بنفسك وواضح سافرت معها هى تقربلك؟
تلجلج معتز قائلا: ...

تاااابع◄