-->

رواية أسمى معاني الغرام الفصل العشرون والاخير

 

 

 نظر عاصم لهم بتفكير وهو يقول في عقله: المرض بيجمع الناس حتي المتخصمين بيصتلحو والله فكره فاتتني ديه ازي يعني لو كانت نبيله عرفت وقت مكنت تعبان كان زمانها رجعت بس محلوله.
كان مازن يشعر بالحرج من جلوس بسنت الي جواره ولكن لا يعرف ماذا يفعل فلو قام من جوارها احرجها نظر اليه بحرج قائلا: متشكر ليكي علي اهتمامك متوفعتش ده بصراحه.



بسنت بخجل: صحيح انا بتضايق من اسلوبك مش معناه اني مكنش معاك في شدتك.
وكانت تريد ان تقول شئ ولكنها سكتت.
مديحه: يلا نروح نطمن علي ناديه ونشوفها فاقت ولا لسه.
معتصم: يلا بينا.

قامو جميعا وخرجو كانت بسنت ومازن اخر من خرج فنظرت بسنت الي مازن وقالت: ممكن اسالك سؤال كنت عايزه اساله بس اتكسفت اساله قدام اخواتك.
مازن بحرج: اكيد تعالي نقف علي جنب واسالي.
فدخلت بسنت الي الغرفه مره اخري فتوقف مازن مكانه للحظه في تعجب من دخولها الغرفه للتحدث معه وحدهم ثم تنحنح ودخل الغرفه وترك الباب مفتوح واقترب منها قائلا: اتفضلي قولي اللي عايزاه.
بسنت بتردد: هو انت سامحت ماماتك علي اللي عملته فيك؟
مازن بتعجب من سؤالها: سامحتها او ماسمحتهاش هي امي وده حقها عليا ولازم اعمله.

بسنت بضيق: انا عرفت من بابا واحنا في الطريق اللي عملته مامتك بس عايزه اقولك ان امي زيها بس الفرق ان امي متجوزتش لكن سابتنا ومشيت (بدأت الدموع تتساقط من عينها) حاولت كتير اسامحها بس مقدرتش وكمان مقدرتش اسامح بابا حتي طنط نبيله بعدت عنا والدنيا فضيت من حوليا فجاءه حسيت اني وحيده مفيش الا بابا وبقيت اطلب منه طلبات اوفر عشان بس احس باهتمامه مش عارفه ليه حسيت اني عايزه اقولك الكلام ده بس استغربت من انك قاعد مع مامتك وبترعيها كمان.

نظر اليها مازن بتاثر لحالها وبكاءها واقترب منها وربط علي كتفها قائلا: متزعليش منها هي امك بردو يلا امسحي دموعك واهدي ويلا عشان نخرج نطمن علي امي.
فهزت راسها وهي تمسح دموعها وخرجا معا ذهبا الي غرفة العنايه كان الجميع يقف امام الباب خرج الطبيب من الداخل فساله معتصم قائلا: ماما اخبرها هتخرج من العنايه ولا لسه؟

الطبيب: مدام ناديه حالتها اتحسنت كتير والاشاعات والفحصوات كلها طمنتنا عليها وبدأت تفوق وهتتنقل الاوضه بعد شويه عشان هي محتاجاكم معاه لما تفوق وتكتشف انها فاقدت بصرها وان الموضوع هياخد وقت.
معتز: متقلقش احنا هنفضل معاه ومش هنسبها.
الطبيب: طب تمام اتفضلو دلوقتي علي الاوضه وانا هبدأ اجراءت نقلها الاوضه.

تركهم الطبيب قال يزيد: طب عن اذنكم انا هشوف رانيا واعرف حماتي هتخرج هي كمان ولا لسه.
وتركهم هو الاخر وعادو هم ينتظروها في الغرفه
فادي: طب عن اذنكم انا هروح الشركه.
وعد: انا كمان هخرج عشان عندي عمليه بعد شويه عن اذنكم يا جماعه.

خرجا فادي ووعد معا دخلت هي الي غرفة الاطباء لرتداء البلطو وذهب هو الي الشركه قام عاصم هو الاخر قائلا: طب عن اذنكم انا كمان عشان شغلي ويلا يا بسنت انتي وحسام يلا بينا.
مازن: متشكر جدا لزيارتكم يا عمي وشكرا ليكي انت كمان يا بسنت انت وحسام.
بسنت: مفيش داعي للشكر انا هروح الشركه هحاول انفذ كل الحاجات اللي علمتهالي واخلي بالي من المشروع لحد لما ترجع.
مازن بابسامه: كده افضل بردو عشان الشغل مايقفش.

خرج عاصم واولاده ولحظات واتت الممرضات معهم ناديه علي سرير نقال وضعوها في الغرفه وخرجو التف ابناءها الثلاثه حول السرير ينظرون لها بحزن واسف علي حالها اقتربت مديحه هي الاخري وشعرت بالاسف الشديد عليها فوجهها مغطي كله بالشاش وحتي عينها وهناك اكثر من جبس وجبيره في يديها وقدمها ظلت واقفه صامته بدأت ناديه تتحدث قائله: اه اه عضمي كله بيوجعني اه انا فين وايه الضلمه دي.

اقترب منها معتز قائلا: انت هنا في المستشفي يا ماما.
ناديه بضيق والم: مستشفي ايه وليه اه (بتذكر) افتكرت الستات البهايم دول اكيد الحيوان شهاب هو اللي بعتهم اه.
معتصم: شهاب مين ده؟
ناديه بغضب والم: ده الكلب اللي كنت متجوزه حيوان ومحدش غيرن يعمل كده عشان متخاظ مني عشان سبتو هتجوز اللي احسن منه اه.
نزلت الكلامات عليهم كالصاعقه فهي لم تكتفي بزواجها المره الاولي بل ستتزوج مره اخري
مازن بغضب: انت اطلقتي وعايزه تتجوزي تاني؟

ناديه بغضب والم: وانت مالك انت انا حره في حياتي وانتو اصلا ايه اللي جابكم هنا انتو مش سيبتوني ورحتو لمديحه خليها تنفعكم يلا غرو من هنا وسيبوني.
معتز بالم: نسيبك ازي وانت في الحاله دي؟
ناديه باستكبار: حالة ايه دي شوية كدمات وكسور شويه وهتخف وابقي كويسه انا عايزه تليفوني عشان اكلم صاحبتي.

كان الهاتف معهم اخذوه هو وحقيبتها من زوجة البواب امسك معتز الهاتف قائلا: ممكن ترتاحي دلوقتي وبعدين تبقي تتصلي بصاحبتك دي.
ناديه بضيق: يوه خلص مش عايزه رغي وبعدين اطلب النمره واخرجو بره بلاش الزحمه دي.
معتصم: زحمة ايه احنا ولادك يا امي ايه مش عايزنا نمشي يعني؟
كانت مديحه قد خرجت من الغرفه وتقف علي الباب فهي لم ترد ان تسبب لهم الحرج.

ناديه بتفكير: عايزين تفضلو خليكو مش مشكله بس محدش يتدخل في حياتي مفهوم.
معتز: عايزه تكلمي مين؟
ناديه ببعض التفكير: اطلب ميمي وحط الفون علي ودني.
امسك الهاتف بحث حتي وجد رقهما فطلبه ووضع الهاتف بالقرب من وجهها لحظات واجابت عليها قائله: ايوه يا ناديه انت فين اختفيتي ليه كده؟
ناديه بالم: معلش حصل ليا مشكله وانا في المستشفي ممكن تجيني عايزاكي.

ميمي بخضه: مستشفي ليه حصل ايه؟
ناديه: تعالي انت بس وانا هفمك كل حاجه.
ميمي: طيب قولي اسم المستشفي وانا مسافة السكه وجايه.
ناديه: معتز قولها اسم المستشفي وعنونها.
وضع معتز الهاتف علي اذنه واخبرها باسم المستشفي وعنونها وانهي المكالمه.

ناديه بالم: شوف حد من التمريض يجي يديني مسكن عضمي كله بيوجعني انا مش فاهمه ايه البهايم اللي كانو بيضربوني دول وايه الغل اللي كانو بيضربو بيه ده بس انا مش هسيب الكلب ده وهاخد حقي منه.
معتز: حاضر بس هو ليه عمل كده؟
ناديه بتفاخر: عشان خليتو يطلقني والجذمه علي رقبته كان مفكر انه هينصب عليا.
معتز: وانت فعلا كنت هتتجوزي واحد تاني؟

ناديه بزهق والم: بطل رغي بقي وشوف حد يجي يديني مسكن وبقولك ايه انت واخواتك متصدعونيش بالاسئله دي.
معتز بغضب وهو يجز علي اسنانه: ماشي هخرج اهو.
خرج من باب الغرفه وجد معتصم ومازن يقفان مع مديحه وهي تحتضنهم وتربط علي ظهرهم فاقترب منهم قائلا: هتعملو ايه هتمشو.
مازن بحيره: مش عارف نمشي دلوقتي هي واضح انها فاكره الموضوع بسيط.

معتصم: انا راي تمشو دلوقتي وانا هفضل معها وبعد كده نبقي نبدل سوي لان موضوعها هيطول هي لسه متعرفش حاجه وفاكره الموضوع سهل وشويه وهترجع تاني لحياتها.
معتز: كلام مظبوط نسبها دلوقتي ونبقي نعمل اتفاق كل واحد فينا يجي معها يوم.
معتصم: انا متبرع الاسبوع ده كله ابقي معها.
مازن وهو ينظر له بسخريه: متبرع ياواد يا متبرع ماشي يا سيدي خليك معها ماشي بس ابقي عد الجمايل.

شعرت مديحه ان هناك امر ما لكنه تصنعت عدم الفهم قائله: طب طلما انت هتقعد خليك واحنا نمشي معلش انا مردتش اتكلم لما لقيتها متضيقه كده.
مازن: معلش يا ماما هي لسه السكينه سرقها ومش داريه باللي هيحصل.
معتز:خلاص روح انت وصل ماما وروح علي الشركه ساعد فادي وانا ومعتصم هنفضل معها بس هسبكم دلوقتي اروح اشوف حد من التمريض يديها مسكن عن اذنكم.

تركهم وذهب للبحث عن الممرضه.
مازن: يلا يا ماما واصلك انا واروح علي الشركه.
مديحه: ماشي يا حبيبي وانت يا معتصم خلي بالك منها معلش هي بردو امك.
معتصم: حاضر.

ذهبو هم ايضا ظل معتصم مكانه يبحث بنظره عن رودينا يريد ان يعرف هل اتت ام لا حتي راها هي ووالدها مع يزيد يدخلو الي الغرفه المجاوره لهم ففهم ان هذه ستكون غرفة والدتها ففرح وذهب الي غرفة والدته دخل الغرفه وجدها تصرخ بالممرضه قائله: اديني اي مسكن انا تعبانه.
الممرضه: ما انا بقول لحضرتك انك واخده اكتر من نوع ماينعش اديكي حاجه تاني.
ناديه بزهق: وانا هفضل اتوجع كده يعني؟

الممرضه: طب انا هروح للدكتور واساله عن اذنك.
وتركتهم وذهبت نظر لها معتز قائلا: يا امي كتر المسكنات مش حلو الافضل...
قاطعته قائله: طيب طيب بطل رغي لما تيجي صاحبتي ميمي ابقي سبنا لوحدنا انت واخوك هو مازن مشي مش سامعه صوته؟
معتز بضيق: ايوه مشي انت مش قولتي كده.
ناديه: طيب المهم دلوقتي اسال الدكتور الشاش اللي علي وشي وعيني ده هيتشال امتي زهقت من الضلمه دي.

معتز بتردد: ده مش... لسه اسبوع علي الاقل.
ناديه: هي دلقت ايه علي وشي كان بيوجعني قوي وبعدين مدرتش بالدنيا.
معتز بتردد: مية نار.
ناديه بخضه: ايه يعني وشي اتشوه وبقي شكلي وحش؟

معتز: لاء الحمد لله الدكتور قال التاثير بتاعها كان ضعيف عشان كانت مخففه جدا وهو عملك عمليه شالت اغلب الاثار ولو بقي شئ ممكن يتعالج بعد كده.
ناديه بتفكير: طب كويس بدل ما كنت خسرت كل حاجه المهم دلوقتي لما تيجي ميمي متنساش زي ما قولتلك.
معتز: حاضر مش ناسي.

كان معتصم يجلس علي الاريكه شارد يفكر في رودينا يتمني ان يذهب اليها لحظات واتت ميمي دقت الباب ودخلت قائله: دي اوضة ناديه؟
نظر معتصم ومعتز لها باستغراب من ملابسها التي لا تتناسب مع سنها فهي ترتدي بنطال جنس اسكيني وبلوزه كت وتضع الكثير من المساحيق التي لم تداري سنها الواضح عليها.

معتز: ايوه مين حضرتك.
ميمي: انا ميمي فين ناديه.
ناديه: ايوه يا ميمي انا هنا تعالي.
تحرتكت ميمي ناحية السرير صعقت من منظرها وهي مربطه بالشاش والجبس في في يديها وقدميها قائله: ايه ده مين اللي عمل فيكي كده.
معتز: طب عن اذنكم احنا هنخرج ونسبكم.
ناديه: طيب ما تدخلوش الا لما اندهلكم.

خرجا الاثنان دون كلام اقتربت منها ميمي قائله: مقولتيش ايه اللي حصل ومين اللي عمل فيكي كده؟
ناديه بغيظ: مفيش غير الكلب شهاب بس مش هسيبه وهعرف ازي اادبه المهم دلوقتي عدلي كان خلاص اخر مره دي هيطلبني للجواز وانا مش عايزه اخسره بس مش عارف اعمل ايه.
ميمي: طب ما تقوليله هيحصل ايه يعني؟

ناديه: ما انا هقوله بس مش دلوقتي عشان ولادي هنا معايا ولو شافهم هيعرف اني كدبت عليه فهستنا اسبوع كده لحد لما اتحسن شويه وبعدين اقوله عشان كمان ينتقملي من الكلب شهاب.
ميمي بمكر: طب اسمعي انا هقوله انك في المستشفي قاعده بابنك عشان عيان عشان تكبري في نظره اكتر.

ناديه: متبقيش هبله ما هو هيعرف الحقيقه وهيبقي شكلي وحش قوليله سافرت وخلاص ولما يعرف الحقيقه هبقي اقوله اني خفت عليه فمرضتش اقوله.
ميمي: طيب ماشي عايزه حاجه تاني عشان مش بطيق جو المستشفيات ده انت عارفه.
ناديه: لاء خلاص وانت خارجه قولي لولادي يدخلو.
ميمي: ماشي سلام مش هاجي تاني هبقي اتصل بيكي اطمن عليكي.

خرجت ميمي وطلبت من اولادها الدخلول لها فدخل معتز اما معتصم ذهب الي غرفة والدة رودينا دق الباب ودخل بعد ان سمحو له
معتصم بحرج: السلام عليكم انا اخو فادي جوز وعد صاحبة رانيا.
والد رودينا: اهلا يا بني اتفضل.
دخل معتصم جلس باحد الكراسي قائلا: هي طنط عامله ايه دلوقتي؟

والد رودينا: الحمد لله يا بني اتحسنت وفاقت بس هي دلوقتي نايمه.
معتصم: انا موجود هنا في الاوضه اللي جنبكم لو احتاجتكو اي حاحه اندهولي.
والد رودينا: متشكرين يا بني شكلك انسان محترم.
معتصم: طب عن اذنكم ولو سمحت لي ابقي اجي اطمن عليها تاني.
والد رودينا: وماله يا بني تشرف في اي وقت.

كانت رودينا تنظر له بديق وغضب ولاحظ هو ذلك ولهذا خرج بسرعه وقف في الرده امام الباب واذا بمعتز خارج من الغرفه فاقترب منه معتصم قائلا: ايه في حاجه حصلت؟
معتز: مش مستملحه الوجع هروح للدكتور يجي يشوف اي حل.
معتصم: طب هدخل انا افضل معها.

احضر معتز الطبيب وبعد اسرار منها اضطر يعطيها منوم كي تنام ولا تشعر بالالم وفي المساء عاد معتز الي المنزل وظل معتصم كان يقف امام باب غرفة والدته ينتظر ان تخرج رودينا من غرفتة والدتها خرجت رودينا لتحضر طعام لهم فاسرع اليها قائلا: انسه رودينا ممكن كلمه؟
فنظرت اليه بضيق: ايوه عايز ايه؟
معتصم بحزن: كنت عايز اطمن علي والدتك عامله ايه دلوقتي؟

رودينا بحرج: كويسه الحمد لله عن اذنك بقي عشان هروح اشتري حاجات.
معتصم: انا طلبت ليا اكل وطلبتكم معايا.
رودينا بغضب: احنا مش عايزين منك حاجه ومنقبلش ناخد حاجه من حد منعرفوش.
معتصم بضيق واحراج: انا جايلهم عشان يزيد مقدرش اعرف ان حماته تعبانه ومساعدهمش بحاجه بسيطه زي دي اتفضلي واي حاجه تعوزها انا موجود يزيد زي اخويا وده اقل واجب.

شعرت رودينا بالخجل من تصرفها ولم تجد ماتقوله فظلت صامته
معتصم: عن اذنك هدخل عند امي ولو احتاجتو حاجه قوليلي.
تركها وذهب ظلت مكانها للحظات لاتعرف ماذا تفعل فعادت الي الغرقه وعندما راها والدها سالها: ايه يابنتي رجعتي ليه روحي هاتي اكل؟
رودينا بخجل: معتصم قالي هيجيب لنا اكل عشان يزيد صاحبه وبيقول ان ده اقل واجب يعمله معاه.
والد رودينا: ايه الكلام الفاضي ده لاء طبعا احنا منعرفوش ومش هناخد منه حاجه.

دق باب الغرفه دخل معتصم بعد ان اذنو له قائلا:السلام عليكم معلش يا عمي ده حاجه بسيطه كده لكم.
والد رودينا: وانت تجيب لنا اكل بمناسبة ايه؟
معتصم باحراج: يزيد صاحبي وصاحب افضال علينا ودي اقل حاجه اقدر اقدمها له.
والد رودينا: طب يا بني انا هقبل الاكل منك المره دي بس متجبش حاجه تاني من غير ما تقول ماشي.
معتصم: حاضر يا عمي عن اذنكم.

خرج معتصم وهو وسعيد لان هذا سيقربه منها وبقي في غرفة والدته يخرج ويدخل حتي الصباح اتي معتز اليه ومعه طعام
معتز: خد يا عم ماما بعتالك فطار.
معتصم: خلي ليك انا هروح استحمي واغير هدومي وانام شويه واجي تاني باليل.
معتز: هي عامله ايه دلوقتي.
معتصم: الدكتور قال مفعول المخدر هيروح بعد ساعه ولازم تفوق شويه تاكل وقال انه هيشوف لها مسكن قوي عشام متحتاجش للمنوم بس مش عارف ده هينفع ولا لاء.

معتز: خلاص روح انت السواق لسه تحت قولتله يستني شويه عشان لو هتروح.
معتصم: طب عن اذنك بقي عشان انا تعبان.
خرج معتصم واذا بوالد رودينا يخرج هو ورودينا فسلم عليهم قائلا: اهلا يا عمي انت مروح؟
والد رودينا: ايوه يا بني هروح اغير هدومي وارجع تاني.
معتصم: طب ما تيجي معايا عربيه بالسواق اوصلك.

والد رودينا: مش عايز اتعبك يا بني انا هاخد تاكس.
معتصم: لاء طبعا حضرتك هتيجي معايا بالعربيه حضرتك زي والدي.
والد رودينا: خلاص يا بني ماشي خليكي انت بقي يا رودينا مع مامتك وانا هبقي اجي باليل.
رودينا: حاضر يا بابا.

دخلت رودينا الي الغرفه مره اخري واخذ معتصم والدها معه واوصله واتفق معه ان يمر عليه في المساء ياخذه معه ومر اسبوع علي هذا الحال وتوتضت علاقة معتصم بوالد رودينا وتغيرت معاملة رودينا له اتي وقت فك الاربطه من علي وجه ناديه واتي الثلاثه ليكونو معاها و كان الكل خائف ومترقب لردة فعلها دخل الطبيب وبدأ في فك الاربطه
ناديه: هو الجبس ده هيتفك امتي عايز اعرف هخرج امتي من المستشفي.
الطبيب بتردد: لاء حضرتك هتفضلي معانا شويه
لسه ليك علاج تاني.

ناديه: طب خلص فك الرباط زهقت من الضلمه واتخنقت منها انا مش عارفه العميان دول طيقين نفسهم ازي.
نظر الثلاثه الي بعض ولم يجدو ما يقولو انتهي الطبيب من فك الرباط قائلا: الحمد لله اثر مية النار قل جدا واللي باقي بعمليه كمان يروح خالص.
اخذن ناديه نفس وزفرته بقرف قائله: طب والرباط اللي علي عيني ده مفكتهوش ليه انا لسه مش شايفه حاجه خلصني بقي.
الطبيب بحرج: هو الحقيقه اني فكته.

ناديه بتعجب وقلق: امال ليه انا مش شايفه ولا احنا باليل؟
الطبيب بتردد: الحقيقه ان عندك مشكله في عينك وهتاخدي علي ما تقدري تشوفي.
ناديه بعدم فهم: يعني ايه انا بقيت عاميه؟
الطبيب: مش بالظبط هي فتره...

ناديه بصراخ وغضب: لاء لاء انا مش ممكن ابقي عاميه انا لازم اشوف الكلام ده ما ينفعش انت حمار مابتفهمش هاتلي دكتور تاني اكبر دكتور في المستشفي انا مش هعيش عاميه مش هفضل كده لاء لاء لاء لااااااااااااااء.

وظلت تصرخ وقامت تتحرك وتتعثر وتتالم من الكسور التي بجسدها اسرع اليها معتصم ومازن حاولو الامساك بها وتهدأتها ولكن دون فائده فظلت تصرخ وتحاول الحركه فاضتر الطبيب اعطاءها حقنه مهدأه كي تنام هداتها الحقنه ونامت ووضعوها علي السرير وغطوها وخرج الطبيب وجلس الثلاثه ينظر كل منهم للاخر دون كلام حتي قطع الكلام معتز قائلا: معتقدش انكم متافجائن وكنتو متوقعين ان ده اللي يحصل واكتر منه كمان.

معتصم بحزن: متخيلتش انه هيقون الفظاعه دي.
مازن بحزن: ولا انا بس مش عارف هتعمل ايه لما تصحي.
معتز بتردد: ممكن تعمل نفس الشئ وممكن يبقي اكتر وممكن تاخد فتره علي ما تبدأ تتاقلم وتقبل بالامر الواقع.
مازن بضيق: طيب انا هروح الشركه دلوقتي عشان عندي شغل مهم وهرجع باليل.

معتصم: وانا خروح اوصل عمي ابو رودينا للبيت عشان خلاص هي هتخرج دلوقتي ويزيد عنده اجتماع ومش هيعرف يجي.
معتز: خلاص انا هفضل معها لحد ماتفوق وربنا يستر بقا.
معتصم: انا هوصلهم وارجعلك.
قام معتصم ومازن خرجا الاثنان معا ذهب مازن الي الشركه وذهب معتصم مع والد رودينا واصلهم للمنزل وصعد معهم وبعد ان دخلو الشقه قال معتصم: عن اذنكم انا اطمنت انكم وصلتو بالسلامه.

والد رودينا: ادخل يا بني ارتاح واتغدي معنا.
معتصم: معلش خليها مره تانيه ان شاء الله.
والد رودينا: مع السلامه يابني.
معتصم بتذكر: هي رودينا خلصت تقديم الجامعه ولا لسه؟
ردت رودينا من خلف والدها: لاء لسه انا قدمت في التنسيق وجالي هندسة القاهره وجه تعب ماما معرفتش حاجه.

معتصم بسعاده: جامعه القاهره معايا يعني هندسه زي عموما هاتي رقمك وانا هجهزلك كل حاجه واعرف معاد التقديم امتي واعرفك.
والد رودينا: متشكرين يا بني مش عايزين نتعبك.
معتصم بابتسامه: تعبك راحه يا عمي.
احضرت رودينا ورقه واعتطها لمعتصم قائله: ده الرقم بتاعي.

اخذها معتصم وذهب وهو سعيد عاد الي المستشفي جلس مع معتز وبعد ان ذهب مفعول المهداء استيقظت ناديه فتحت عينها لكن الظلام لا ينتهي اغلقتها فتحتها مره اخري لكن دون فائده فصرخت وهي تحاول ان تقوم من مكانها
فاسرع اليها معتصم وهو يحاول تهدأتها قائلا: اهدي يا امي هتخفي وتبقي كويسه وتهشوفي تاني متخفيش.

ناديه بصراخ: لاء مش هبقي عاميه لاء شوفلي كل الدكاتره سافروني بره لاء مش هبقي عاميه لاء لاااااااء
معتصم: طب اهدي وهنحبلك كل اللي انت عايزاه
ناديه بصراخ: لاء انت بتضحك عليا وهترميني انت مش بتحبني انت واخواتك زي ابوك لاء انت كداب لاء لاء
وظلت تصرخ فخرح بسرعه معتز ونادي للطبيب اعطاها مهداء واستمر الوضع علي هذا الحال لعدة ايام.
مرت عدت ايام علي ناديه وحالته تسوء اكثر فاكثر فذهب معتز للدكتور مصطفي يتحدث اليه ويساله دخل له المكتب وجلس امامه
مصطفي: اهلا بدكتور المستقبل.
معتز: اهلا بحضرتك معلش اناجاي بخصوص حالة امي نفسيتها كل يوم في النزول ومفيش فايده هي هتفضل علي المهدأت لغاية امتي؟
مصطفي: للاسف حالته والدتك من الحالات الصعبه وهتعاني فتره وده مصعب اننا نسفرها بره.

معتز: طب والحل هنسبها كده؟
مصطفي: انا هقول لرانيا تبدأ في علاجها وتاهلها نفسيا لوضعها الجديد خصوصا ان حالة عصب العين صعبه جدا لان العصب تقريبا اتدمر تماما.
معتز بحزن: يعني ممكن ميكنش في فايده تعمل عمليه زي فادي.
مصطفي: فادي كان العصب متضرر بس سليم وعشان كده كان في امل انه يخف واما حالة والدتك العصب متدمر وده هيصعب الامر جدا.
معتز بحزن: طب احنا نقدو نساعد في شئ في حالتها النفسيه دي؟

مصطفي: بصراحه مقدرش افيدك قوي انا هخلي دكتوره رانيا تكلم دكتور نفساني يكون معها لان الحاله اصعب من ان رانيا تعالجها لوحدها.
معتز: شكرا لحضرتك.
خرج معتز عاد الي اخبر اخوته بما حدث كله
مازن: طب كده يبقي نرجع نقسمها ورديات كل واحد يجي يوم عشان مانتعطلش عن شغلنا ولا درستنا.
معتصم: صح كده.

اتفقا الثلاثه وقسمو الايام بينهم وكان هذا اليوم من نصيب معتز فخرج مازن ومعتصم وهم في الممر اذا ببسنت تجري هي وحسام خلف ترلي يحمل عاصم ويدخل به الي احد الغرف اسرعا اليهم
مازن بقلق: في ايه ماله عمي عاصم؟
بسنت ببكاء: معرفش بيشتكي من صدره فجينا علي هنا بسرعه والدكتور قال هيتحجز كام يوم.

مازن بحزن: متقلقيش ان شاء الله يبقي كويس متخفيش عليه يلا ندخل نشوف الدكتور يقول ايه.
دخلو جميعا وكان الطبيب يتحدث اليه وسكت عند دخولهم فتعجبو
مازن بتعجب: ها يا دكتور ايه الاخبار؟
الطبيب: هو محتاج يومين ثلاثه هنحجزه نعمل اشعات وتحليل نطمن عليه عن اذنكم.
خرج الطبيب اقترب مازن من السرير الذي ينام عليه عاصم قائلا: الف سلامه عليك يا عمي.

عاصم بمسكنه: الله يسلمك يا بني ممكن تكلم مدام مديحه تطلب نبيله تيجي عشان نفسي اشوفها قبل ما اموت انا حاسس اني تعبان قوي بس بسرعه يا بني لحسن مش قادر.
شعر مازن بالتصنع في كلامه لكن لم يبدي الامر وقال: حاضر يا عمي هخرج اكلمها وارجع عن اذنك.
خرج مازن الي الخارج اتصل بمديحه واخبرها بما حدث وطلب منها ان تطلب منها ان تاتي كان يقف وظهره للغرفه التف ليعود للغرفه وجد بسنت خلفه تنتظره فنظر لها بتعجب قائلا: في حاجه يا بسنت؟

بسنت بتردد: هو بابا فعلا عيان ولا بيعمل كده عشان يرجع طنط نبيله؟
مازن بتعجب وحيره: مش عارفه معلش ليه بتقولي لها طنط مش ماما؟
بسنت بحرج: ماما كانت بترفض وبتزعق لنا وديما كانت تقول لنا انها بتكرهنا عشان اخدنا مكان ابنها اللي مات رغم اني ساعات كنت احس انها طيبه.
مازن بابتسامه حزينه: طب ليه مصدقتبش احساسك وصدقتي كلامها؟
بسنت بعفويه: لانها امي.

رنت الكلمه في اذن فادي وتذكر انه فعل نفس الشئ بل اكبر منه عندما صدق ان اخوه فادي سرقهم رغم ان كل ما يره يثبت العكس لاحظت بسنت شرود مازن فابتسمت وقالت: كلامي فكرك بنفسك صح؟
نظر لها مازن بتفاجاء انها تعلم ثم نظر في الارض ولم يتكلم فقالت هي: عارف اول ما اعتملت معاك كنت بشوفك رخم جدا وغلس.
فابتسم مازن قائلا: طب ودلوقتي؟

بسنت بحزن: لما عرفت من بابا ظروفك فهمت ليه كنت رخم حسيت بيك لاني عشت نفس احساسك والمك.
تلاشت البسمه من علي وجه مازن واخذ نفس وزفره قائلا: تعرفي احنا الاثنين متشابهين في حاجات كتير.
بسنت:فعلا عندك حق.
مازن بتفكير: ايه رايك لما تشوفي طنط نبيله تجربي تقولي لها يا ماما اكيد ده هيفرح قلبها.
بسنت بتفكير: مش عارفه هجرب.

عادا الاثنان الي الغرفه اقترب مازن من سرير عاصم قائلا: انا كلمت ماما واعتقد انها هتكلمه بس اسمحلي انا عشان الشغل عن اذنك.
عاصم بمسكنه: اتفضل يا بني.
معتصم: معلش تسمحلي انا كمان يا عمي.

فهز راسه بالوافقه خرجا الاثنان وذهبا الي الشركه وبعد بعض الوقت اتت نبيله وهي مخضوضه علي عاصم دقت الباب ودخلت الغرفه نظرت اليه لكنها شعرت انه بخير ويتصنع المرض ففهمت الامر اقتربت من السرير ووقف الي جواره
نبيله بتردد: الف سلامه عليك يا عاصم.
عاصم بمسكنه: الحمد لله انك جيتي كنت خايف لحسن متجيش ومشوفكيش قبل ما اموت.

مد عاصم يده ليمسك يد نبيله فابعدتها وابتعدت قليلا وشعرت بالحرج فظن انها خجلت من وجود ابناؤه فغمز لهم ليخروجو
عصام: عن اذنكم دقيقه تعالي معايا يا بسنت.
وخرجا دون انتظار ردهم
عاصم بمسكنه: ممكن تقربي مني وتقعدي جنبي يا نبيله؟
نبيله بتفكير: اسفه يا عاصم ماينفعش.
عاصم بضيق: انت لسه مراتي ولا نسيتي؟

نبيله بضيق: عاصم ممكن نتكلم بصراحه ونجيب من الاخر ولا هنقعد نلف وندور علي بعض؟
تضايق ففهم انها تفهم لعبته فاعتدل في جلسته واشار الي الكرسي خلفها قائلا: هاتي الكرسي واقعدي نتكلم.
جذبت الكرسي وجلست عليه قائله: قول اللي عندك يا عاصم.
عاصم بشوق: وحشتيني ونفسي ترحعيلي ليه مش راضيه تريحيني.

نبيله بضيق: انت السبب انا ضحيت بكل شئ عشانك اتحملت انك تتجوز عشان الخلفه رغم ان سبب اني مخلفتش غير ماجد كان انت ومع ذلك قبلت وفي الاخر جيت عليا وبقيت تصدقها وتكدبني وتغلط فيا وده عمري ما هسامح فيه يا عاصم.
عاصم بندم: انا عارف اني غلطت بس انت كمان ممكن تسامحيني وتعذريني.
نبيله بغضب: ايوه عذرتك زمان وكانت النتيجه ماخدتش الا الالم والحسره معلش يا عاصم خلي اللي باقي من احترام بينا يفضل موجود بلاش تضيع اخر شئ موجود بينا.

عاصم بضيق: مش قادر انت عارفه اني بحبك وكمان متنسيش انك لسه مراتي وده حقي.
قامت نبيله وقفت قائله: انت كمان متنساش ان ده طلبك لما طلبت الطلاق وقولتلك يا طلقني يا هخلعك قولتي انك متنازل عن كل حقوقك الشرعيه بس متطلقنيش ولا نسيت وعموما لو هتطلبها يبقي نطلق.
عاصم بغضب: انت ليه بقيتي قاسيه كده عمرك ما كنتي كده؟

نبيله والدموع تنزل من عينيها: كتر الظلم يولد القسوه وانت ظلمتني بكل الطرق مخلتش لك شئ اشفعلك بيه عندي.
شعر عاصم بالالم في صوتها وكلامها فلم يجد ما يقول مسحت نبيله دموعها قائله: عن اذنك لازم امشي دلوقتي.
وخرجت مسرعه راتها بسنت فاقرتبت منها قائله: ماشيه ليه يا ماما نبيله؟

فرحت جدا نبيله بالكلمه التي نزلت علي قلبها بردته وقالت بسعاده: الله حلوه قوي كلمت ماما منك يا حبيبي ممكن تقوليها تاني.
فقالت بسنت بابتسامه: حاضر يا ماما نبيله.
امتلاءت عيون نبيله بالدموع واحتضنتها قائله: يااه يا حبيبتي لو تعرفي الكلمه دي وحشتني قد ايه ياريت تبقي تقولهالي تاني.
بسنت ببكاء: مكنتش اعرف انها هتفرحك قوي كده؟

نبيله بسعاده: انا ربيتك وانت صغيره وكنت بتمني يكون عندي بنت زيك تحبني واحبها.
بسنت بابتسامه حزينه: خلاص من هنا ورايح هقولك يا ماما وهاجي ازورك كتير.
نبيله بسعاده: بجد هستناكي بس اوعي تتاخري عليا.
وظلت تحتضن كل منهم الاخري بشوق وحنين وبعدها تركتها نبيله وذهبت دخلت بسنت الي غرفة والدها وجدته يقف ويستعد للذهاب
بسنت بابتسامه: يعني خفيت يا اسي بابا؟

عاصم بخيبة امل: كان نفسي ترجعلي تاني بس مفيش فايده.
بسنت بابتسامه: يا بابا يا حبيبي مش لازم ترجعلك زوجه لكن ممكن ترجعها صديقه وممكن مع الوقت اللي انكسر يتصلح وحتي لو ماتصلحش ده هيخليك سعيد.
عاصم بابتسامه: اتغيرتي كتير يا بسنت.
بسنت بابتسامه: انا مكنتش بنت وحشه انا كنت تايه والحمد لله حطتيت رجلي علي اول الطريق.
دخل حسام قائلا: ايه ده انت خلاص هتخرج؟

عاصم: ايوه يا سيدي خفيت خلاص وبقيت كويس يلا بينا.
ذهبو جميعا وفي اليوم التالي كانت بسنت تجلس مع مازن في مكتبه يتحدثان
بسنت بحرج: عايزه اشكرك علي نصحيتك اول مره امبارح احس بحب طنط نبيله ليا دي كانت فرحانه قوي اني قولت لها يا ماما.
مازن بابتسامه: تعرفي لولا وجود ماما مديحه في حياتي انا واخواتي كنا تعبنا جدا الام مش بس اللي تخلف لاء الام هي اللي تربي.

بسنت بتفكير: عندك حق ديما طنط نبيله كانت تهتم بينا وترعينا بس احنا كنا ساعات بنبقي قاسين عليها قوي.
مازن بابتسامه: المهم انك فهمتي دلوقتي عشان تصلحي غلطتك وتحاولي تقربي منها.
بسنت: نوايه علي كده هبقي اروح ديما ازورها واتكلم معها.
مازن: قوليلي قرات الملف اللي ادتهولك؟
بسنت: اه وكنت عايزه اتناقش معاك فيه.
وظلا يتحدثان في العمل.

كانت وعد تشعر بان رانيا حزينه ويشغلها شئ ما وكان وقت الراحه فجلست الي جوارها قائله: ايه مالك اللي واخد عقلك.
رانيا بتردد: انت اللي واخده عقلي.
وعد بتعجب: انا امال يزيد ايه بقي.
رانيا بحرج: هو ده الي عايزه اكلمك فيها بس مش عارفه ابداء منين.
وعد بتعجب: في ايه بنتي يزيد زعلك في حاجه قوليلي وانا املصلك ودانه.
رانيا بابتسامه حزينه: يزيد بالعكس ده انسان طيب جدا وبيخاف عليا جدا بس انا حاسه بالذنب ومتضايقه ومش عارفه اعمل ايه؟
وعد بعدم فهم: ممكن ترجمه لكلامك الغريب ده؟

رانيا بحرج: انا مش عايزه ازعلك واول لما اتخطبت ليزيد حسيت انك بعدتي عني وقتها حسيت بالندم وكنت فسخ خطوبتي ليه عشان نرجع اصحاب وبعدين حصل تعب ماما ورجعتيلي تاني وبقينا اصحاب ودلوقتي خايفه لو تميت جوازي انا ويزيد...

قاطعتها وعد قائله: متكمليش انا فاهمكي وهريحك في الاول فعلا مكنتش قابله اني اشوف حد مكان اختي وكنت متضايقه جدا من ده بس بعد كده فكرت ان يزيد انسان وده حقه وان مكنش هيتجوز النهارده يبقي هيتجوز بكره بس لما فكرت لقيت انك انت لما تبقي مكان اختي هيكون احسن ما تكون واحده تانيه.
رانيا بخجل:يعني انت مش زعلانه مني؟

وعد بابتسامه: انا زعلانه من نفسي ان عكرت عليكي فرحتك انت صاحبتي وكنت بحلم باليوم اللي اشوفك فيه سعيده بس انانيتي خلتني اعكر فرحتك.
رانيا بابتسامه: بالعكس انا اللي عمر ما فرحتي هتكمل الا بوجدك معايا عشان انت مش صاحبتي انت اختي.
فاحتضنتها وعد بسعاده والدموع تملاء عيونهم الاثنين
وعد وعينيهاتملاء بالدموعها: انا اللي هعملك فرحك وافرشلك شقتك بايدي واختار معاكي فستان فرحك.

رانيا وهي تمازحه والدموع تنلاء عينها: اكيد طبعا وهشغلك كمان بالعنيه.
فضحكتا الاثنين ومرت الايام بسرعه تم زواج يزيد ورانيا في حفل مشابه لحفل وعد ومرت خمس اشهر كانت وعد تسير مع رانيا في الممر ولاحظت عليها الارهاق الشديد
وعد بقلق: مالك يا رانيا شكلك تعبان ليه كده؟
رانيا ب بابتسامة خجل: اصلي حامل في الشهر التاني وحاسه اني مش مظبوطه.

وعد بسعاده: بجد الف مبروك بس انا زعلانه بقالك شهرين ومتقوليليش؟
رانيا بابتسامه: انا مكنتش اعرف ومختش بالي الشهر اللي فات كله ديما دياخه ونفسي غامه عليا بس قولت من كتر الشغل ما انت شيفه اللي احنا فيه واخر ما زهقت روحت للدكتور خيري فقالي فرحت قوي وحتي لسه مقولتش ليزيد ولا بابا وماما.
وعد بسعاده: يعني انا اول واحده اعرف.

رانيا: ايوه انا اصلا لسه جايه من عند الدكتور.
وعد: اسمعي خديلك اجازه اسبوعين كده وريحي.
رانيا: شكلها كده لاني تعبانه قوي.
وعد: خلاص كلمي يزيد يجي ياخدك وروحي دلوقتي وروحي ارتاحي.
رانيا: لاء هكمل اليوم عادي...

قاطعتها وعد قائله: طب ايه رايك بقي انا اللي هاخدك اروك دلوقتي واعملك اجازه اسبوعين كمان.
وبالفعل اخذت وعد اجازه لها اسبوعين واوصلتها حتي منزلها وصعدت معها وبقيت معها حتي مر عليها فادي في المساء وذهبا معا مرا علي مديحه واخوته وبقيو معهم لبعض الوقت.

مديحه بابتسامه: شوفت اخوتك عايزين يخطبو.
فادي بسعاده: يا سلام ده احلي كلام انا عن نفسي موافق.
مازن بسعاده: طب مدامت موافق خلاص حدد لنا معاد نكلم عم عاصم نعمل خطوبه دلوقتي وبعد امتحانات اخر السنه نعمل الفرح.
فادي: ماشي ياعم بس ناوي تتجوز فين؟

مازن بتفكير: تصدق مفكرتش في الموضوع ده اصلا.
فادي بمزاح: امال فكرت في ايه؟
فضحك الجميع
مازن: يعني بصراحه كان في دماغي اننا نتجوز هنا في الفيلا.
فادي: بص خد راي العروسه وعموما الافضل ان يكون لكم سكن خاص.
مازن: خلاص بعد ما نتفق مع عم عاصم ابقي اسالها واشوف رايها.
فادي: تمام خلاص وانت يا معتصم عايز تتجوز مين؟

معتصم بابتسامه: عايز اخطب رودينا اخت رانيا نعمل بردو الخطوبه والكتاب مع مازن والدخله بعد الامتحانات.
فادي: وفكرت هتعيشو فين ولا زي الاخ ده؟
معتصم بضحك: لاء فكرت نشتري شقه هنا في برج قريب وفي شقق للبيع وكمان عشان ابقي قريب من ماما مديحه.
فادي: طب خلاص تمام بكره ان شاء الله اكلم والد رودينا واحدد معاه معاد واكلم عم عاصم هو كمان.
مديحه: طب انتو هتعرفو ناديه؟

معتصم: انت عارفه حالتها النفسيه علي طول تزعق وتتخانق ومن ساعت ما طلعت من المستشفي وراحت شقتها وهي كل يوم تطرد ممرضه ومش راضيه حد فينا يعيش معها وكل ما نروح لها تبهدلنا ومش عارفين نعمل معها ايه.
فادي: انتو اصلا طلعتوها ليه من المستشفى؟
مازن: هي اللي اصرت وهددت انها تهرب منها وخفنا تهرب فعلا والمستشفي بتبعت لها دكتوره تتابع حالتها.
مديحه بحزن: معلش يا بني صعب عليها بردو انها تبقي كده.

مازن: والله احنا مش زعلانين منها احنا زعلانين عليها مش راضيه بقدرها ولا سيبنا نساعدها.
معتصم: مفكره ان احنا بنعمل كده شفقه وكتير حاولنا معها بس مفيش فايده واهو معتز بيصر ويقعد معها كده غتاته وتطرده وتتخانق معاه وربنا يهديها.
مديحه: عموما بردو تعرفوها عشان ماتزعلش وتحاولو انها تجي تحضر معاكو.
مازن: حاضر هحاول ان شاء الله.

ظلا وعد وفادي معهم لبعض الوقت وعادو الي منزلهم وخرجا مازن ومعتصم ذهبا الي شقة ناديه لاخبارها بزواجهم فتحا الباب ودخلا سمعا صوت صراخها علي معتز والطبيب فاقتربا من الباب ودقا الباب
ناديه من الداخل: دول اكيد اخواتك جاين ليه؟
فتحا ودخلا الاثنان وقفا امام الباب
مازن: عامله ايه دلوقتي...
قاطعته قائله بغضب: وانت مالك بتسال ليه وجاي ليه انا مش قولت متجوش هنا تاني؟
مازن: انت امنا واحنا بنحبك وجاين عشان نطمن عليكي.

ناديه بغضب اكبر: اياك تقول الكلام ده تاني انت واخواتك كدابين انتو زي ابوكم مش بتحبو الا نفسكم حتي مديحه الهبله اللي مصداقاكم مش بتحبوها انت بتحبو مصلحتكم معها الكلدما بيحبش الا مصلحته وبس زي المكلبه ميمي اللي غيرت رقم تليفونها عشان معرفش اوصل لها.
معتصم: طب ممكن تهدي وتقعدي نتكلم معاكي.

ناديه بغضب: لاء اطلعو بره مش ومتجوش هنا تاني وخدو الكلب ده هو الدكتور اللي معاه يلا مش عايز منكم حاجه.
معتز بحزن: طب ممكن تخلي الدكتور يديكي الحقنه ويشوف عنيكي.
ناديه بغضب: لاء انت مفكر اني مصداقه ان في علاج خلاص انا بقي قدري الضلمه السودا دي يا رتها كانت جت لمديحه ولا حتي كان فادي هو اللي فضل اعمي لكن نعمل ايه مقدر ومكتوب ان الضلمه دي تبقي ليه انا اه اه اه لو اقدر.
معتز بضيق: طب ممكن تسمحي لنا نيجي نطمن عليكي ونشوف لو عايزه حاجه.

ناديه بغضب: لاء تطمنو لاء انما هاتو كل اللي محتجاه وياريت بلاش تسمعوني صوتكم تاني مفهوم يلا غرو.
خرجا الثلاثه والطبيب معهم وهم يشعرون بالحزن والالم لاجلها فرغم كل ما هي به لم تتغير ومازال قلبها ملئ بالغل والحقد عادو الي المنزل وقررو انهم لن يخبرو احد بما حدث وسيبقون علي زيارتها لعل الله يهديها يوما.

وفي الصباح بعد ان صلا وعد وفادي الفجر نظرت وعد اليه قائله: اروح انت الشغل وابعتلي العربيه بعدها واخده اجازه عشان اروح اقعد مع رانيا عشان حامل.
فادي بسعاده: بجد طب كويس انك قولتيلي عشان ابقي ابارك ليزيد وعقبلنا احنا كمان.
وعد بخجل وتفكير: ايه نفسك يكون عندك اولاد؟

فادي بسعاده: انا نفسي يكون عندي اولاد كتير قوي بس يكونو منك انت بس وغير كده مش مهم عشان يكونو شبهك بجوالاك ورقتك وقلبك المليان حب للكل.
وقبلها في خدها وقام ارتدي ملابسه واستعد للذهاب قائلا: انا ماشي يا حبيبتي عايزه حاجه؟
وعد بشرود: لاء يا حبيبي شكرا.

ذهب فادي وجلست وعد تتذكر ان سبب معرفة اختها بمرضها انها كانت تبحث عن الاطفال وانها اكتشفت ان لديها مشاكل كبيره وانها قد لا تنجب ابدا
وعد لنفسها بحزن: هو ممكن اكون انا كمان زيها ما انا ورثت المرض زيها بس يا تري فادي هيعمل ايه هيفضل علي رايه ولا هيفكر زي اي راجل.

ظلت وعد تفكر بالامر لبعض الوقت وبعدها قامت ارتدت ملابسها وخرجت ركبت السياره وتحركت بها وجدت نفسها امام باب فيلا مديحه فدخلت لها سلمت عليها وجلست معها لاحظت مديحه شرودها فقالت: مالك يا وعد سرحانه في ايه؟
وعد بتفكير: مش عارفه اقولك ولا...
مديحه بقلق: قولي يا حبيبتي ايه فادي زعلك؟

وعد بابتسامه: فادي ده اجمل هديه ربنا ادهالي عمره ما زعلني بس انا خايفه مخلفش ويسبني او يتجوز عليا زي...
اكملت مديحه قائله: تقصدي زي ابوه بصي يا بنتي محمد كان له عذره محمد اتعذب من عمه وشاف منه الم كتير خلاه كره ان ابنه يعيش زيه خاف ان يكون له نفس المصير اللي عاشه خاصة ان هو ملوش حد ولا حتي انا مين هيكون مع فادي وسنده وعايزه اقولك انه ندم كتير علي انه اتجوز ولو كان يقدر يرجع بالزمن مكنش ممكن يفكر انه يتجوز تاني ابدا.

وعد بقلق: مش عارفه خايفه بس انا مش مقدر اتحمل زيك واعيش معها.
مديحه بالم: يا بنتي انا مكنش ليا حد غيره في الدنيا كلها ولا ليا حتي امل اني اعيش كان هو دنيتي كلها مكنش عندي اختيار لكن انت عندك كل الاختيارت وكمان انا متاكدن ان فادي عمره ما يعمل كده وكمان انت دكتوره ولازم يكون عندك امل ديما وبعدين انت بتتكلمي كده ليه هو انت لسه كشفتي ولا حتي حللتي؟

وعد: لاء بس اختي لما كشفت اكتشفت انها مش هتخلف فليه مكنش زيها.
مديحه بابتسامه: يعني انت دكتوره ازي بقي ولا صحيح كل الستات زي بعض حتي لو بقت دكتوره
فضحكت هي ووعد ربط مديحه علي كتفها قائله: متفكريش كتير وسيبيها علي الله هو الكريم.
وعد بابتسامه: انت نعمة ربنا ليا كنت متضايقه اتكلمت معاكي بقيت فرحانه عن اذنك بقي هروح لرانيا اشوفها.
مديحه: طب يا حبيبتي انا كمان هنزل معاكي اروح لنبيله.

خرجا الاثنان معا اوصلت وعد مديحه عند نبيله واكملت الي رانيا جلست مديحه مع نبيله تتحدثان.
مديحه: اخبارك ايه شيافه وشك منور.
نبيله بسعاده: حاسه بفرح وسعاده من يوم ما بسنت بقت تقولي يا ماما وتيجي تقعد معايا وانا فرحانه حاسه انها عوض ربنا ليا.
مديحه بسعاده: ربنا ديما كريم وانت صبرتي كتير طب وعاصم.

نبيله: عاصم بيستعبط كل شويه يجي يقولي نبقي اصحاب وياخد راي في حاجات تفه بصراحه مش متضايقه منه بس مش عايزه العلاقه تتطور اكتر من كده انا كده مبسوطه.
مديحه: سيبيها علي الله هو قادر يحلها ويظبطها من عنده.

وبقيت معها لبعض الوقت وعادت للمنزل ومرت عدت ايام ووعد تفكر في الامر لا تعرف ماذا تفعل وفي النهايه اخذت قرارها وذهبت الي طبيب النسا بالمستشفي واخبرته بالامر فطلب منها بعض التحاليل وبالفعل قامت بكل التحاليل ومن شدة قلقها اخذت اجازه اسبوع لترتاح واخذ فادي هو الاخر اجازه ليبقي معها وكانا يجلسان معا في البهو وكان يلاحظ عليها القلق.

فادي بقلق: مالك يا حبيبتي ايه اللي شغلك كده؟
وعد بتردد: انت عارف ان ضحي مكنتش بتخلف وخايفه اكون زيها وتس...
قاطعها فادي قائلا: اوعي تقولي كده تاني انا عمري ما افكر حتي مجرد تفكير في ده عايز اقولك ان بابا كان ديما يكلمني ويقولي ان اكبر غلطه ارتكبها في عمره كله هي جوازه علي امي مش بس عشان ناديه طلعت وحشه لاء لان كان بيتوجع لما يشوف نظرت العتاب في عين ماما وميلقاش اللي يرد بيه عليها لان كان عارف ومتاكد انها مش هتقدر ترفض وده كان اكتر شئ بيزعله من نفسه وانت عندي بالدنيا كلها وجدك جنبي كفايا عليا وياستي لو انت اللي عايزه نروح بره لكل داكترة العالم ولم مفيش علاج مش عايز اطفال اصلا انت بنتي وزوجتي وحبيبتي وكل دنيتي.

وعد بابتسامه: بجد يا فادي.
وضع يديه علي وجهها قائلا: طبعا بجد معقول حد يكون معاه ملاك ويدور علي كمليات.
وضمها اليه بحب قائلا: ايه رايك بقي نخرج نتفسح وكمان اشتريلك فستان جديد عشان تحضري بيه كتاب اخواتي.
وعد بسعاده: يلا بينا.

خرجا الاثنان معا وبالفعل اشريا فستان جميل لها وفي يوم كتاب اخوته كانت هي وهو هناك معهم ليخروجو جميعا معا وقبل ان يخرجو من المنزل نظرت اليهم وعد بخجل قائله: قبل ما نروح الفرح عندي لكم خبر حبيت اقوله واحنا متجمعين مع بعض.
فنظر لها الجميع بترقب ليسمعو ما ستقول
وعد بخجل: انا حامل في توأم محمد وضحي ان شاء الله.

امتلاءت عين مديحه بالدموع واحتضنتها بسعاده قائله: يا اه ربنا يفرح قلبك يارب هرجع اقول اسم محمد تاني يااااااه فرحتيني قوي.
وعد بسعاده: كنت عارفه ان الخبر ده هيفرحك بس متخيلتش للدرجه دي انا بحبك قوي.
كاد فادي يطير من السعاده وكان يريد ان يحتضنها ولكنه خجل من اخوته فامسك يدها قائلا بسعاده: انا فرحان قوي بس كده يعني متقوليلش قبلهم.
وعد بخجل: كنت عايزه افرح طنط الاول.

فادي بسعاده: هعديهالك المره دي.
معتز بمزاح: احنا هنبدأها من الاول يعني بتقول لنا خبر زي ده دلوقتي عشان تغطي علي فرحتنا بيهم.
فضحك الجميع
مديحه وهي تمسح علي شعره بسعاده:لاء يا ناصح ده عشان تزود فرحتنا.
مازن بسعاده: عشان تبقي بدل الفرحه فرحتين.
معتصم بمزاح:لاء ثلاثه انتو نسيتوني ولا ايه.
فضحك الجميع وخرجو جميعا في سعاده وكان حفل كتاب جميل وسعد به الجميع وبعد فترة الحمل انجبت محمد وضحي وكان الكل سعيد بهم.
تمت
 أرجوا أن تكون نالت إعجابكم

 

 النهاية