قصص حب سعودية قصيرة بعنوان امرأة سعودية
قيل أنه لا يقاس الوفاء أمام العين ولكن يقاس بما يحدث وراء الظهر، والوفاء من أجمل الشيم والصفات التي يتحلى بها المرء، فهو على الرغم من كونه أحيانا كثيرة من أصعب ما يمكن أن يتحمله المرء إلا أنه تاج يضعه فوق رأسه ويزين به جماله الداخلي قبل جماله الخارجي.
فالوفاء سمة نادرة أن يتحلى بها أحد، ولاسيما إن كان تحليه لآخر العمر.
فتاة تبلغ من العمر تسعة عشرة عاما عندما زوجها عمها من أول شخص من العائلة قام بطلب يدها، كانت الفتاة يتيمة الوالدين ووحيدة ليس لها أخ ولا أخت، تركت في رعاية عمها والذي قام بأخذ ميراثها كاملا مدعيا بأنه صرف كل ما تركه لها والديها على تزويجها.
كانت الفتاة لها طموحات عالية، كانت مجتهدة كليا في تعليمها وحاولت جاهدة أن ترفض الزواج وتتمم عملية تعليمها إلا أنها لم تستطع تغيير قرار عمها والذي دائما ما كان يفرض سيطرته ولو جبرا عليها.
اضطرت الفتاة للزواج، وعندما تزوجت به وجدته على خلق ودين، لقد عوضها كل سنوات العذاب التي عاشت بها مع عمها وزوجه وأبنائهما، لقد كانت تعامل معاملة الجارية التي لا تجرؤ على الشكوى ولا التألم بيوم حتى.
عاشت مع زوجها في سعادة غامرة لمدة سنتين، أثمرت فيهما بإنجابهما لابن وسيم أسمياه “خالد”، كانت الفتاة تشعر أخيرا بالأمان والدفء والحماية في كنف زوجها الحنون؛ ولكن تشاء الأقدار أن تفقد زوجها في لمح من البصر بسبب حادث سير على الطريق.
ومن جديد تشعر بالوحدة بكل حياتها ولكن بهذه المرة هناك اختلاف كبير، لقد كانت ترى في ابنها صغيرها زوجها حبيبها، كانت ترى أن زوجها بكل رجال الكون، لم ترى رجلا غيره أحبته بل عشقته من كل كيانها، لقد كان يتوجها ملكة على قلبه.
ومن جديد تدخل عمها في حياتها وأراد تزويجها حتى لا تكون مدخل حديث للآخرين عن العائلة وبنات العائلة، ولكن الفتاة ترفض أن تعود لعبة في يديه مجددا، رفضت الفتاة أن تستبدل رجلا آخر وتحله محل زوجها والذي كانت تحبه بجنون، وبسبب رفضها للزواج عانت من الكثير والكثير من المشاكل مع عمها وأبنائه، لقد كانوا يرونها وصمة عار على إخوتهم البنات.
كانوا يلاحقونها لو ركبت سيارتها، وبكل مرة تكتم الفتاة غيظها منهم وغضبها داخل نفسها، ولكنها كانت قوية الإرادة والعزيمة أيضا، أتمت تعليمها ودرست القانون وعملت محامية، وكان لها شأن عظيم لأنها كانت مجدة بعملها، كانت ترى كل سبل القوى ومنع جميع أقربائها عنها في عملها.
ومن جديد منعها عمها من إتمام تعليمها لكون بنات العائلة يمنعن من الاختلاط بالرجال، ولكنها تحدتهم جميعا بل ورفعت عليهم قضية عدم تعرض حيث أنهم قاموا بضربها حتى الموت.
أصبحت الفتاة محامية لها قدرها ووضعها، كانت تريد أن تربي ابنها دون الحاجة لأي من أقربائها ولا أقارب زوجها المتوفى، وبالفعل استطاعت تحقيق نجاح باهر في وقت قياسي؛ وبيوم من الأيام تم إلقاء القبض على ابن عمها الأكبر بفعل فاضح حيث أنه وصديق له ذهبا للقاء فتيات وفعل ما حرمه الله سبحانه وتعالى تحت مسمى المتعة.
كاد والده (عم الفتاة) أن يجن جنونه من شدة خوفه على ابنه، قام أحد أصدقائه بوصف محامية لم تشهد خسارة قضية وحدة منذ أن استلمت العمل بالمحاماة، ذهب إليها رغبة وأملا في نجاة ابنه من ضياع مستقبله؛ وكانت المفاجأة عندما وجدها أنها ابنة أخيه والتي منعها بيوم من الأيام من إتمام تعليمها.
قابلته بكل احترام بل ووعدته أن تبذل قصارى جهدها في التطرق لقضيته، وبالفعل قامت بتأجيل كافة أعمالها، واستطاعت أن تأخذ أخف حكم عليه، وكان بسجنه لمدة ستة شهور؛ كان عمها لا يعرف من أين يأتي لها بأتعابها وخاصة أنها تتقاضى أتعابا مجزية للغاية بفضل عملها الذي لا يرى له نظير، لقد بشرته بالحكم وأعلمته أنها لا تريد منه أموالا فهو بالنهاية ابن عمها.
شهد لها عمها بأنه لو كان أباها على قيد الحياة لفخر بها، وأنها مصدر لفخر لكل الآباء ولاسم العائلة.
لقد كانت وفية لأبعد الحدود لزوجها الذي بحبه لها أعاد إليها الثقة بنفسها والتي كانت قد فقدتها عندما وضعت تحت امرة أناس لا يعرفون الله حق معرفته.