رواية أحفاد أشرار الجزء العاشر
بقصر الجارحي
هبط رعد هو الأخر بعدما تألق بحلى سوداء زادت من وسامته ..
أدهم بنفاذ صبر:_أخيرا يا خويا بتعمل أيه كل دااا دأنا العريس ومخدتش الوقت الا أخدته
رعد بغضب:_أنا أخد الوقت الا يعجبنى فاهم
أدهم بغضب هو الاخر:_ولو مفهمتش يعنى هتعمل أيه ؟
أتاهم الصوت القاطع قائلا بسخرية:_الا يشوفكم دلوقتى ميشفكوش من شوية
أستقام رعد.وأدهم بوقفتهم فما أرتكبوه سيجعلهم عرضة لياسين ويحيى
تطلع لهم ياسين بثقة:_تمام يالا عشان اتاخرنا
وتوجه للخروج من القصر ولكنه توقف وأستدار قائلا بستغراب:_فين حمزة
تطلع أدهم لرعد ببسمة خبث فتفهم ياسين ما فعلوه به ..
أشار لهم بالصعود بالسيارة فصعدوا على الفور...
بمنزل شذا
حدد عتمان الجارحى موعد للزواج بنفس اليوم الذي سيتم زفاف رعد بمشاكسته..
فكانت السعادة حليفة دينا وشذا، ظلت الفتيات تتبادلان الحديث المرح وبالأخص دينا التى تنجح دائما بصنع جو فكاهى خاص بها ...
توقفت الهممات حينما دلفوا بطالتهم الساحرة...
لكلا منهم أسلوبه الخاص والمميز عن الأخر بطابع مميز...
بقصر الجارحي
هبط حمزة للأسفل بخطى بطيئة للغاية الآلآم جزاء ما أرتبكه مع أحفاد الجارحي
حمزة بوجع:_أه يانى منكم لله مش كفايا خدتوا البنية منى لا كمان بيتطاولوا عليا بالضرب ااااه وشى
ثم أكمل بمكر:_بس على مين والله لأنتقم منكم الا حصل دا عشان تتكشفوا ادمى واعرف نقطة ضعفكم وأنا هعرف استغلها أذي أصبروا عليا بس أما خليت شكلكم مسخرة أدام المزز بتاعتكم مبقاش أنا حمزة الجارحي بس أتعالج الأول اااه مفيش فى وشي حتة سليمة منك لله يا رعد الواد أدهم إبن حلال كان مركز على الضرب بالبطن لكن أنت قلبك مجرد من الرحمة مركز على الوش طوالي.
توجه حمزة للخارج فأشار لكبير الحرس الذي أتى مسرعاً
عثمان بستغراب:_تحت أمرك يا حمزة بيه
حمزة بوجع:_طمنى على روما
عثمان بصدمة:_.نعم
حمزة بغضب:_أنت أطرش وديت البت فين ؟
عثمان بصوت منخفض:_لا حولة ولا قوة الا بالله.
ثم تحدث بصوت مسموع:_بت فين يا فندم لو تقصد الفارة فأنا رميتها بره القصر
حمزة بصدمة:_ايه رميتها فيييييين ؟
عثمان بهدوء:_اهدا يا أستاذ حمزة لو زعلان أوى كدا هجبلك واحدة غيرها
حمزة بسعادة:_بجد منين ؟
عثمان بسخرية:_ مفيش اكتر منهم هنا متقلقش
حمزة بأرتياح:_طمنت قلبي الله يطمنك يالا هطلع أريح شوية تصبح على خير
عثمان:_وانت من اهله ان شاء الله.
وما أن أبتعد قليلا حتى قال بصوتاً خافت:_لا حوله ولا قوة الا بالله العلى العظيم أسترها علينا ياررب
توجه حمزة للداخل مرة أخرى ولكنه تخشب محله حينما رأى تلك اللعينة كما لقبها أمامه..
كانت تتمشى بالهواء الطلق لعله الشافى لجرحها العليل ولكنها تفاجئت به...
سادت النظرات بينهم، عاصفة من الجحيم والندم والوجدان...
حائل بينهم بين كره حمزة الساطع بعيناه وندم تالين على ما أرتكبته بحقه...
أقتربت منه ببعضاً من السرعة لرؤية بعض الكدمات على وجهه
تالين بفزع:_أيه دا مين الا عمل فيك كدا ؟!
تطلع لها بسكون ثم قال بصوت كالزلازل:_وأنتِ مالك حاجة متخصكيش أوعى تنسى نفسك مش معنى أن ياسين سابك بالقصر ان خلاص تنسى مكانتك
تراقصت الدموع بعيناها نعم هى تعلم بأنها أخطئت ولكن ماذا كانت ستفعل أمام هؤلاء الأدغال ؟!
هل ستفتك بحياتها أما ستنازع للبقاء؟
رفعت عيناها المتوهجة بفعل الدمع الحارق قائلة بصوت متقطع ينازع لألتماس الأعذار:_أنا منستش حاجه يا حمزة أنت فعلا عندك حق عشان كدا أنا هخرج من هنا أوعدك مش هتشوف وشى تانى
وتوجهت للخروج ونظراته حليفتها، نظرات غامضة لم يعلم لما يشعر بأنقباض هذا القلب المتغلف بحقد تلك الفتاة ولكن لا عليه فما أرتكبته تستحق ما فعله بها ...
دلف للقصر وقلبه يكاد يتوقف عن الخفق فعلم بأنه فعل السوء..
كيف له ذلك ؟!
إلى أين ستذهب بليل كحيل هكذا ؟!
هل سيحطم كلمة ياسين بتوفير حماية لها ؟
لا لن يدمس تلك التقاليد المرتبطة بعائلة الجارحي...
هبط سريعاً ثم أعتلى سيارته فقادها بجنون بعد أن علم من الحارس بأى أتجه سارت تلك الفتاة البائسة...
وصل حمزة لمطاف يؤدي بعدد مهول من الناس فهبط مسرعاً ليري ماذا هناك ؟
تسللت تعبيرات الألم لقسمات وجهه حينما وجدها جثة هامدة تعتلى الأرض بفستانها الأبيض المدمس بدمائها المهالكة...
صرخ قلبه معترفاً بحبها لكن هل فقدها ؟!
حملها حمزة ثم توجه مسرعاً لسيارته، عاونه أحد الرجال فقام بفتح الباب الخلفى للسيارة ..
وضعها بخوف شديد ثم أزاح خصلات شعرها ليظهر وجهها المنغمس بالدماء الكثيف، فأنقبض قلبه بشعور الشفقة والغضب على ما أرتكبه بحق تلك الفتاة...
لن يسمح بأرتكاب ذنباً سيجعل ضميره يعانى مدي الحياة، فأسرع بالقيادة بسرعة مهولة كأنه بصراع لينجو بالحياة...
وصل أمام المشفى بسرعة قياسية فحملها ثم خطى بخطوات أشبه للركض...
بمنزل شذا
أنضم لهم محمد والد آية فهو على علاقة قوية بوالد شذا ..
شعور عتمان بالراحة لهذا الرجل بدء يتزايد حينما جلس معه مرة أخرى ...فتبادل الحديث بأهتمام لحديثه الذي دافعه ليرى رجلا يعمل بجد لجمع قوت يومه فلم يزيده عناء العمل سوى تقرب لله الواحد الأحد ...أحيى ذكريات مرءت منذ أكثر من ثلاثون عاماً عندما كد عتمان بالعمل لأنشاء تلك الأمبراطورية العمالقة ...ليصير أسم الجارحي من رواد الصناعات على مستوى العالم العربي...
بالخارج
كانت جالسة خاصة بالشباب والفتيات...
كان يجلس ياسين بطالته الطاغية ...بجانبه كان يجلس يحيى بشرود فى حوريته التى تتبادل الحديث المرح مع آية وشذا ...يتطلع لها بحزن دافين كأنه يحاول حسم قرار هام...
أما رعد فكان يخطف الحديث بصوتاً خافت لمشاكسته الجالسة على قرب منه فبادلته الحديث المشاكس فأنفجر ضاحكاً عليها...
أما آية فكانت تتعمق بعيناه ...تحاول العثور على إجابة لكافة أسئلتها...
تطلع لعيناها بتحدى كأنه يخبرها أنها لو ظلت ما تبقت بعمرها تنظر لتلك العينان الغامضة فلن تتمكن من معرفة ما بحوزتها...
خرج ياسين للشرفة عندما صدح هاتفه برقم يعرفه جيداً ولكنه لم يستوعب رؤيته فرفع الهاتف ليستمع لصوت مقته لسنوات...
المتصل:_مكنتش متوقع الأتصال دا صح ؟
صمت قليلا ثم رفع رأسه بثقته المعتاده ؛_بالعكس أتاخرت أوى بس دا ميمنعش أنى كنت على تواصل بيك وبخطواتك ..
إبتسم بصوت لو كان الهاتف غير جماد لبات باكى من الخوف قائلا بصوت كفحيح الأفعى:_هنشوف يا ياسين أول خطوة كانت انتقامى من الخاينة الا أتجرءت وخانت إبراهيم المنياوى ..بس خطوة جريئة أوي أنها تصارع الموت وهى بحمايتك يا حفيد عتمان الجارحي ..
ضغط على الهاتف بقوة كادت ءن تهشمه ولكن نظراته هادئة كأعصار هادئ للغاية !
نعمان بتوعد ؛_خطواتى طويلة يا ياسين وأخرها هتكون أنكسارك ادمى لما تترجانى عشان الرحمة وساعتها هتكون اهون ليك من عذابي ...
خرج صوته المشابه لعداد الموت الأحمر:_مش هيجى اليوم دا لأنك هتكون جثة بقبرك أو بزيارة أبدية للسيد الوالد
أغلق الهاتف بوجهه دليل على نجاح ياسين بسلب ما تبقى به ولكنه كان كالوحش الثائر كيف تمكن من الوصول لتالين وهى بقصر الجارحي؟!
خرج ياسين ثم توجه للأسفل مسرعاً فهرع يحيى ورعد وعز مسرعاً خلفه فسرعته توحى بشيء ما...
بالمشفى
ظل خارج العمليات طويلا ينتظر خروج الطبيب
ولكنه تفاجئ بياسين يقف أمامه بعيناه المفعمة بشرارت من جحيم فعلم حمزة أن الحرس أخبروه بما حدث...
رعد بغضب جامح:_أنت أيه الا عمالته دااا
لم يجيبه حمزة وأكتفى بألتزم الصمت القاتل
تدخل يحيى على الفور قائلا بهدوء:_ اهدا شوية مش كدا
رعد بغضب:_اهدا أذي البنت دي ذنبها في رقبته هو.
يحيى:_مش وقته يا رعد بعدين نتكلم،ثم أستدر لعز قائلا بهدوء:_عز خد رعد من هنا
رعد:_مش هتحرك من هنا يا يحيى
تحدث ياسين أخيراً قائلا بهدوء مريب:_مش عايز اسمع صوت حد مفهوم
التزموا الصمت جميعاً لعلمهم بأن ياسين بحالة لا تسمح للنقاش..
خرج الطبيب بملامح لا توحى بالخير فتطلع له ياسين بنظرة جعلته يتحدث على الفور:_للأسف خسرنا الجنين
يحيى:_طب وهى ؟
الطبيب:_حالتها حرجة جدا نقلنها العناية المركزة
كان ياسين هادئٍ للغاية ولكن نظراته تتطوف حول حمزة بنيران تكاد تحرقه ...
تعمد عز أن يدنو منه ليكون الحائل بينهم ولكن ليس من طباع ياسين أن يفقد زمام أموره الثبات طبعه المعتاااااد...
عاد يحيى للقصر ثم صعد لغرفته ليجد حوريته غافلة على الأريكة بأنتظاره ...
أقترب منها بقلم آية محمد رفعت سريعاً ثم حملها بهدوء للفراش فرفعت يدها تحاوط ذراعيه ببسمة سعادة ودفئ لوجوده لجوارها ...
وضعها على الفراش قائلا بزهول:_انتِ صحيتى ؟
ملك بحب:_اتاخرت ليه؟وليه قمت أنت والكل ومشيتوا ؟
يحيى بهدوء وهو يزيح رابطة عنقه:_متشغليش بالك يا قلبي دى مشكلة بسيطة بالشغل .
وقفت على الفراش لتصبح بنفس طول جسده الرياضى قائلة بسعادة وجدية:_تعرف يا يحيى
رفع يده يمسد على شعرها المموج قائلا بشرود عاشق:_أعرف من حبيبة قلبي الا تحب تعرفهونى بنفسها ..
وضعت عيناها أرضاً تجاهد نظرات خجلها ثم رفعتها قائلة بدمع يلمع بعيناها وبسمة تزين وجهها:_أول لما خسرت البيبي حزنت بس لما شوفتك جانبي فى المستشفى حسيت أنك أغلى من كل حياتى أيوا كنت حزينه بس بوجودك جانبي أتعديت كل حاجة انت ساندي يا يحيى ..
تأملها بصمت، عيناه تتحرك على كل قسمات وجهها كأنه يحفز الشجاعة لأخبرها بما فى جوفه فخرج صوته القاتم قائلا ببعض الأرتباك:_ملك أنا مكنتش سعيد بالبيبي دا عشان كدا متأثرتش بيه لما فقدته
صدمة أعتلت قسمات وجهها فسحبت يدها التى تحاوط رقبته بصدمة ليسترسل حديثه قائلا بهدوء على عكس ما بداخله:_أنا ورايا مسؤليات اكبر من تربية بيبي عشان كدا لازم نأجل موضوع الخلفة دي فترة ..
خرج صوتها المعافر للخروج قائلة بصدمة:_أيه الكلام دا يا يحيى !
يحيى بثبات:_الحقيقة يا ملك انا مش جاهز أكون أب
ملك بدموع:_ مش عايز طفل منى ؟!
يحيى:_لا طبعا أنا رافض الفكرة نفسها
ملك ببكاء:_مش مصدقة الا بتقوله دااا أذي بجد مش قادرة استوعب.
أقترب منها يحيى ثم رفع وجهها المنغمس بين ذراعيها قائلا بحب:_يا ملك أحنا اكيد هيكون عندنا اولاد بس انا عايز وقت عشان اكون جاهز
جذبت يده بعيداً عنها قائلة بدموع:_وقت !أنت شارب حاجة صح
أبتعد عن الفراش بعين ترأها لأول مرة فقال بصوتاً غاضب ونبرة مخيفة للغاية:_أنا مش هفضل أسيرك كتير الا عندى قولته مستقبلي الا بينته من سنين مش هيضيع عشان مسؤلية طفل أنا مش جاهز ليه كلام بالموضوع دا منهى
وتركها يحيى ثم دلف لغرفة مكتبه ...تاركها للانكسار لما استمعت إليه لم تتوقع منه ذلك ...توهت أن ما رأته سراب ليس له وجود ولكن هيهات واقع ممزوج بدمع وجراح..
بغرفة آية
كان يجلس على المقعد بصمود وثبات عيناه تتأمل الفراغ بشرود نظرته مريبة بثت الخوف بجسدها ...
قدمت خطاها لترى ما به ولكنها تراجعت على الفور لتذكرها ما حدث من قبل حينما اخبرها بعدم التداخل بما لا يعنها ..
تصنمت محلها حينما استمعت لصوته قائلا من خلف المقعد العمالق:_تعالى
ارتجفت محلها فتقدمت منه ببطئ لتظهر ملامح لها شيئاً فشيء ..
رفع عيناه لتتقابل مع عيناها المرتجفة رعبا منه فحزن للغاية ..
جذب يدها لتشهق بطريقة لا أردية حتى أنها تراجعت للخلف بزعر جعله يقف سريعاً ويتجه لها قائلا بصوت حنون:_أهدي يا آية أنا مش هعملك حاجة .
أبتلعت ريقها براحة حينما صرح لها بذلك ..
فتأملها بغموض ثم قال بحزن:_ليه دايما بشوف الخوف فى عيونك منى ؟
لم تجيبه فأكتفت بتأمله بصمت فأقترب منها قائلا بعشق صريح:_ الا بيحب مستحيل يأذي وأنا بعشقك يا آية ..
تطلعت له بزهول فأبتسم بسخرية:_هو أنتِ ليه بتحسسينى أنى مش بنى أدم شبح مخيف
أكتفت برسم بسمة صغيرة قائلة بصوت منخفض:_تصرفاتك الا بتخلينى كدا
اقترب اكثر مرددا كلماته بصوت منخفض:_لازم تخدى على كدا
لم يترك لها مجال لتعلم ماذا يقصد لدلوفها لعالم خاص به لم ترى له مثيل من قبل عالم مخصص لعشق ياسين الجارحي...
بغرفة عز
صرخت صرخة مداوية فستيقظ على الفور والخوف ينهش قلبه
يارا بصراخ:_عز
أشعل المصباح سريعاً ثم تأملها بخوفٍ شديد:_مااالك يا حبيبتى فى أيه ؟!
أندفعت لأحضانه تبكى بشدة كلما تتذكر هذا الحلم المخيف فشدد من احتضانها لعلمه أنها رأت شيء ما ..
أخرجها من احضانه لتلتقى برومادية عيناه الداكنة قائلا بخوف:_فى أيه ؟
يارا بدموع:_ما تسبنيش يا عز أرجوك
احتضنها مجدداً قائلا بستغراب:_ايه الكلام دا بس يا يارا
يارا بدموع:_انا خايفه اوي
عز بحنان:_وأنا معاكِ
يارا:_هموت من غيرك
عز بعتاب:_مش قولتلك بلاش الكلام داا
اكتفت بالاشارة له فجذب الغطاء عليها ثم تمدد هو الاخر وهى بأحضانه ولكن مجهولا سيحطم تلك القيود حتمااااا ..
سطعت شمس يوما جديد على فصر الجارحي
بغرفة حمزة
لم يذق طعم النوم لتفكيره بتلك الفتاة شعر بأنه ارتكب ذنبا فاضح فأسرع للخروج لرؤياها .
بغرفة عز
افاق على صوت هاتفه المعتاد ففزع حينما قرء محتوى الرسالة فجذب يارا من أحضانه بلطف ثم اسرع لخزانته وارتدى القميص باهمال ..
خرج لغرفة حمزة سريعاً فلم يجده فأخبره الخدم بأنه غادر منذ دقائق...
شدد على شعره بغضب جامح ثم جذب مفاتيح سيارته واسرع باللاحق به...
بغرفة يحيى
خرج من غرفة مكتبه ليجدها تجلس ارضاً وعيناها متورمة من البكاء تطلع لها بحزن ثم هبط للاسفل سريعاً حتى لا ينكشف امره ...
بغرفة آية
أستيقظت لتجده أمامها بطالته الساحرة متألق بحلى سوداء وشعره الغزير المصفف بأحتراف
أقترب ياسين منها قائلا ببسمة جعلته كأشراقة الشمس فى صباحها:_صباح الخير يا حبيبتي
تطلعت له ببلاهة فأبتسم إبتسامة بسيطة ثم قال بمكر:_أممم محتاجه وقت تستوعبي طب تمام خدى وقتك لحد ما أرجع من المقر..
وغمز لها بعيناه الساحرة ثم غادر من الغرفة فظلت تتأمل الفراغ بصدمة...
هبط ياسين للأسفل ليجد يحيى يجلس على المقعد بأهمال شديد فأقترب منه قائلا بزهول ؛_يحيى أيه الا مقعدك كدا وليه مش غيرت هدومك ؟!.
أكتفى يحيى بنظراته الفاقدة لمزاق الحياة له فجلس ياسين جواره بقلق:_فى أيه يا يحيى أنت كويس ؟
أشار له يحيى بمعنى لا ثم قال بصوت منكسر:_الدنيا دي قاسيه اوي يا ياسين دايما بتحطنى فى اختبار صعب والأختيار بيكون أصعب ومحتوم عليا ولازم أرضى بيه حتى لو هخسر نفسي وكل الا حواليا وحتى لو كان التمن هو الكره والحقد من الا حواليا
ياسين بشك:_أيه الا حصل لكل دا ؟
رفع يحيى عيناه فأكمل ياسين بغضب:_أنت مخبي أيه عليا يا يحيى
بغرفة رعد
افاق على رنين هاتفه المدمن لصوتها ...فرفعه ليتوقف نبضات القلب
دينا:_بحبك
صدمة اوقفت قلبه فكاد الحديث ولكن قاطعته قائلة بتسرع:_حاولت كتير عشان اقولها ونجحت مش لازم تتكلم عشان مش عارفه قولتها اذي
ثم صاحت قائلة:_نهاررر اسووح انا قولت كدا اذي
وقبل ان يتحدث اغلقت الهاتف سريعاً
استقام رعد فى جلسته ببسمته الجذابة، محرر يده بشعره الطويل بسعادة قائلا بخفوت:_مجنونة بس بموت فيكِ
بالأسفل
صدم ياسين مما استمع اليه فكيف له بتحمل كل ذلك ؟!
تأمل صديقه بحزن ولكن تلك المرة لن يستطيع مساعدته كعادته فالأمر ليس بيده ...
صدح رنين هاتفه فرفعه قائلا بلا مبالة
يحيى:_الو
صمت قليلا ليستمع لصوت الموت المحتوم فصرخ بصوت مكبوت قائلا بسرع:_عز
لاااااا
سقط الهاتف من يده ليعلن عن حادث صادم فتك بعز وجعله يواجه الموت بجراحة خطيرة للغاية بأحد المشافى يواجه مصيره المحتوم بين الحياة والموت
العشق والدمار
ليترك قلب يتوقف عن الحياة لاجل اللقاء به.
أصدرت السيارات صوت قوى للغاية كحال قلوبهم، توفد ياسين ويحيى للمشفى بزعر بوجود طقم حرس متكامل حال بينهم وبين الصحافة...
أسرع يحيى للممرضات فأخبرته أحدهما بأنه ينازع للحياة بغرفة العمليات...
جلس على المقعد بأهمال وقلق ينهش قلبه على شقيقه الوحيد...
بقصر الجارحي
علم عتمان بما حدث لحفيده فجن جنونه حتى أنه لم يتمكن من التحكم بأحمد الذي أنهار أرضاً حينما علم بما حدث...
صراخ قوى عصف بقصر الجارحي حينما إستمعت لحديث رعد الخفى مع أدهم
يارا بصراخ جنونى:_عز لااااااااا
بكت بقوة فخرج عتمان على الفور، حتى آية نست أنها لا يصح لها الركض وركضت للأسف...
قاومت ملك آلم رأسها من قلة النوم ووتوجهت للأسفل لترى ماذا هناك ؟
فتفاجئت بيارا تصرخ بفزع، تردد أسم عز بدموع أغرقت وجهها ...
أحتضنتها رحاب قائلة بدموع هى الأخري:_متخافيش يا حبيبتي هيبقا كويس والله
يارا بدموع:_لااااا عايزة أروح
لم يترك لهم أحمد لمجال الحديث وأسرع لسيارته وقادها بجنون حتى أنه لم ينتظر السائق ...
توجه عتمان للخروج ثم أستدار قائلا بجدية لا تحتمل نقاش:_رعد أدهم متسبوش القصر مفهوم
رعد بتفهم وهو يحاول السيطرة على يارا بالتحكم بذراعيها:_حاضر
يارا بدموع تذبح القلوب:_لاااا أنا هروح معاكم
عتمان بحذم:_مفيش خروج لأى واحدة هنا،ثم وجه حديثه لأبنته:_يالا يا رحاب
جذبتها آية قائلة بدموع:_أهدى يا يارا أن شاء الله خير يا حبيبتي
بعدتها يارا وركضت للخارج ولكن ذراع أدهم كان الأسرع لها ...
أدهم بهدوء:_مينفعش تخرجى يا يارا
يارا بصراخ:_لاااا هروح أشوفه عز محتاجلي أبعد
جذبها أدهم للداخل ثم أمر الخدم بغلق باب القصر فزاد بكائها وصراخ فتك بقلب رعد فجذب ذراع أدهم من على معصمها قائلا بثبات:_سبها يا أدهم
أدهم بزهول:_أنت مسمعتش كلام جدك ؟!
فى خطر على حياتها الحيوان دا ممكن يستغل الفرصة
رعد بصوت زلزل القصر بأكمله:_يعنى أيه هيأذيها وأنا موجودين مش رجاله ولا أيه
أدهم بهدوء:_يا رعد
قاطعه بحذم:_الموضوع انتهى انت هتفضل هنا مع آية وملك وأنا هروح مع يارا
أدهم بستسلام:_ذي ما تحب
وبالفعل أخذ رعد يارا للمشفى وظل أدهم بالقصر حتى يتمكن من حماية آية وملك فعائلة الجارحي أصبحت محاط للأخطار ...
بغرفة العمليات
كان يجاهد للعيش مجددا لأجلها هى ...
لأجل عشقه المتيم، يستمع لصراخها يهرول لأذنه ...
وعده الصريح لها بالبقاء...
جعل عقله يستنزف قواه فخسرها ...
بالخارج
وصل عتمان الجارحي ليجد يحيى يجلس على المقعد بحزن شديد وياسين يقف بنظراته التى تكفى لأزهاق الكثير من الأرواح ...
أحمد بدمع خدعه على فلذة كبده:_إبنى فييين يا ياسين عز فييين ؟
تمزق قلب ياسين فأقترب منه ثم رفع يده على كتفيه قائلا بتماسك وثبات:_أن شاء الله هيخرج يا عمى
أغمض عيناه ليخفى الألم الذي لا طالما لم يتمناه...
ألم الفراق ...كأس مرير أرتشفاه كثيراً ولكن تلك المرة لن يحتملها...
كان هدوء عتمان غير معتاد على الجميع ...فعلم ياسين أنها بداية لعاصفة فتاكة ...عاصفة الجارحي...
تفاجئ الجميع بيارا التى أسرعت بالركض لأحضان أخيها لعله يتمكن من كبح نزيف قلبها، تطلع عتمان بغضب لكسر كلماته فوضع رعد عيناه أرضاً ليس خوفاً منه بل أحتراماً له...
بكت يارا بصوت صادح جعل الجميع ينظرون لها بشفقة وحزن، حتى يحيى وقف بعدما ازال نظرات الحزن من عيناه وعادت الشجاعة لتزين نظرات عيناه من جديد ...
أقترب منها وهى بأحضان ياسين الغير قادر على تهدئتها، فرفع يده على حجابها قائلا بثقة:_عز هيبقا كويس يا يارا صدقينى عمره ما قطع وعده وعده ليكِ هينفذه ..
تطلعت له برجاء لتلتمس مصدقيته، فأبتسمت بخفوت على هذا الشقيق الذي يحاول منحها أمل للبقاء صامدة ...
أشار ياسين لرعد الذي أتى على الفور وجذبها من احضانه لمقعد قريب منهم .
ساعدتها رحاب على الجلوس ودموعها تهبط كشلالات لخوفها عليه فهى تعلم مدى خطورة الجراحه التى يقوم بها الأطباء لعز ...
أما على الجانب الاخر
كان يجلس لجوارها يتطلع لها بشرود على ما أرتكبته فخرج صوته قائلا بشرود بالماضى:_تعرفى أن بعد كل الا عملتيه وبرضو مش عارف أسمحك، شايف ان حجتك كانت مزيفة ..
أنتِ أخترتى الطريق الا يضمن حياتك بس للأسف مكنتش حياة ...
وتركها حمزة وتوجه للخروج ولكنه تفاجئ بسيارات وحرس الجارحي بالخارج، فزع حمزة فأسرع لأحد الحرس ليعرف ماذا هناك ؟
فصدم لمعرفته بما حدث لعز...
بقصر الجارحي
شعرت آية بأن هناك أمراً ما تحاول ملك أخفاءه فتقربت منها تحاول تخفيف آلمها بطريقتها العفوية ...
على عكس أدهم الذي شعر بحركة غريبة بالخارج فأسرع ليرى ماذا هناك ؟!
بعد وقتاً طال بالداخل
خرج الطبيب ليخبرهم بأنه نجا من الموت بأعجوبة كبيرة ولكنه مازال مغيب عن الواقع بفعل التخدير الموضوع بالأدوية حتى لا يشعر بألم الجراحة العميق...
زفر أحمد بأرتياح ولكنه لم يفهم إشارات عتمان لياسين ويحيى كأنه يعلن لهم بدء الحرب على هذا اللعين بعدما أطمئنوا على عز...
تطلع يحيى لياسين ثم أتابعه للخارج...
حاول رعد اللاحق بهم ولكنه توقف حينما أشار له عتمان بذلك قائلا بصوت كالسيف:_عز لسه حياته بخطر مش هأمن للحرس المرادى
أشار له رعد بتفهم ما يريد قوله وأتباعه للغرفة التى تم نقل عز الجارحي بها...
بقصر الجارحي
أخرج أدهم سلاحه وأقترب من الحديقة الخلفية للقصر، فتفاجئ بعدد مهول من رجال نعمان المنياوى...
أحتمى بأحد الأشجار ثم أخرج هاتفه يطلب ملك التى أجابته على الفور
أدهم بصوت منخفض:_متتكلميش اسمعينى كويس خدى آية وأخرجى فوراً من القصر من باب الخدم من غير أي صوت يا ملك فاهمه
أغلقت الهاتف ثم أخبرت آية بصوت منخفض للغاية بما عليها فعله ...فأنصاعت لها وأتابعتها للأسفل...
فتحت ملك الباب بهدوء شديد كما أخبرها أدهم وخرجت بهدوء فأتابعتها آية للخروج ولكن كانت يد ما الأسرع لها...
صدمت ملك حينما لم تجدها خلفها فتوجهت للدلوف مرة أخري لترى ماذا هناك ؟!
تفاجئت بيحيى يقف أمامها بطالته الطاغية مازال يتمتع بقوة سحر خاص به...
يحيى بهدوء:_متخرجوش من الباب دا تعالوا معيا
أتابعوه لغرفة سرية بمكتب ياسين تفاجئت الفتيات بها ولكنهم دلفوا سريعاً بأشارة تعنيف يحيى لهم ..
جذبته ملك من جاكيته قائلة بدموع:_أنت رايح فين ؟
يحيى بغضب وهو يجذب جاكيته:_مش وقته يا ملك حياة أدهم فى خطر
ملك ببكاء حارق:_مش هسيبك أنا خايفه عليك
زفر بغضب فشدد على خصلات شعره البنى الغزير محاولة للتحكم بغضبه ثم قال بصوت بنفاذ صبر:_من فضلك يا آية خديها من هنا
أنصاعت له آية فجذبتها للداخل ...
أغلق يحيى الباب جيداً ثم خرج لينضم لأدهم بمعركة القتال ...
بالخارج
تعجب أدهم لعدم خروج آية وملك فتوجه للداخل بحذر شديد ولكنه تفاجئ بيحيى أمامه ...
أدهم بستغراب:_يحيى ؟!انت رجعت أمته
يحيى بسخرية:_دا وقت اسئلة
أدهم بتذكر:_اه صحيح طب هنعمل ايه ؟
يحيى:_ولا حاجه تعال ورايا
تعجب أدهم لحديث يحيى الغامض فأتبعه للداخل ...وهنا كانت الصدمة حليفته حينما وجد رجال عتمان يفترشون الارض ودمائهم متناثرة على جسدهم...
تطلع ليحيى بنظرة جعلته يبتسم بسحرية عليه ثم رفع نظراته على ياسين الجارحي الذي هبط من أعلى بعين كالصقر ليكون الأجابة على الأسئلة التى تدور بداخل ادهم...
تطلع له ببلاهة ثم قدم السلاح ليحيى الذي تناوله ببسمة سخرية وألقاه أرضاً
أدهم بسخرية:_لا وأنا عمال أجهز نفسي أضرب شمال ولا لمين الحمد لله كنت خايف اموت قبل ما أتجوز ...
هبط ياسين للأسفل ثم جذب جاكيته يرتدية بنظرة كالرعد تمقتهم بشدة ...
رفع قدميه لأحد من الرجال أرضاً ثم طرحه لقدم يحيى قائلا بغموض:_عايز الحيوان دا عايش أطلب الدكتور يعالجه.
أدهم بصدمة:_نعممم
يحيى بتفهم لما:_أطلب الدكتور يا أدهم
لم يفقه أدهم بفك شفرات هذا الغامض ورفيقه ولكنه انصاع لهم...
توجه ياسين للداخل ثم أخرجهم من الغرفة السرية ...
أحست بأنها عادت مرة أخرى للحياة حينما رأته يقف أمامها سالماً...
خرجت تنظر له بفرحة وسعادة، أما ملك فهرولت للخارج فوجدته يجلس على الأريكة وبيده الهاتف يتحدث بغضباً جامح ...نبرة تسمعها لأول مرة
يحيى بغضب:_الا عملته مش هيعدى بالساهل وأيامك خلاص أتحسبت على الأيد ...
ثم أغلق الهاتف بنظراته الجامحه ..
تراجعت للخلف بدمع يلمع بعيناها، لتذكرها كلماته القاسية...
بمكان أخر منعزل
جن جنونه حينما علم بما فعله ياسين ويحيى برجاله ...
نعم كان درساً كفيلا بتعليمه من هم أحفاد الجارحي...
رنت كلمات ياسين برأسه حينما أخبره بأنه يسبقه بخطوة ...
علم الآن بقوة عدوه ليصنع له مكائد أكثر دهاءاً من قبل ...
صعد يحيى للأعلى
فوجدها تجلس بالشرفة بشرود، دمعاتها هى من تجثو على أرض الواقع، تهبط بقسوة وألم أستشعره يحيى فتمزق قلبه لأجلها ...
خطى للداخل بقلب يشتاق لضم معشوقه...قلبٍ دفع ومازال يدفع جراح وآلآم
يحيى بصوت يحمل الحزن:_خلاص يا ملك الا بينا هيقف عشان طفل
أخرجه صوته من نيران كادت أن تفتك بها ...فوقفت تطلع له بصمت كأنها تبحث عن عشقها بتلك العينان القتمتان ...حال الصمت بينهم ...فهرب من نظراتها التى ستفتك به لا محالة ...
خرج صوتها المعافر للخروج متقطع كحال قلبها:_الا بيحب يا يحيى بيتمنى رابط يربطه بالا بيحبه ...
شعر بغصة تحتل قلبه فأكتفى بالصمت، تاركاً تلك النظرات تتأملها...
أتاه صوت هاتفه فخرج على الفور
بغرفة ياسين
صعد للأعلى ليبادل ملابسه المتسخة بدماء هؤلاء اللعناء المجردة قلوبهم من الرحمة، مجرد مستأجر رخيص لقتل نفس بدون حق ولا إنسانية ...
أقتربت منه آية قائلة بحزن:_عز عامل ايه ؟
ياسين بهدوء:_الحمد لله الدكتور طمنا عليه
آية:_طب ويارا
خلع ياسين قميصه ثم فتح الخزانة قائلا بحزن:_يارا وعز مرتبطين ببعض بطريقة غريبة أدعيله يا آية...
آية بخجل وعيناها أرضاً:_ربنا هيقومه بالسلامة أن شاء الله
أرتدا قميصه ثم أقترب منها مقبلا جبهتها بحب مردداً بصوتاً هامس:_يارب يا حبيبتى
أبتعد عنها ببسمته الساحرة التى تكاد تفتك بها ...
فتقدم من السراحة ثم صفف شعره الغزير بأحتراف ...كانت تراقبه بأعجاب إلى أن قام بوضع برفانه الساحر فتبقت محلها تراقب الفراغ بصمت ...
ياسين:_أنا مش هتأخر
آية:_ممكن أجى معاك
تطلع لها قليلا ثم قال:_
اكتفت بالاشارة له فغادر ببسمة تلحقه...
بالمشفى
ظلت لجواره تتأمله بدموع بقلب متمزق ...كم أشتاقت لسماع صوته...كم اشتاقت عيناها لرؤياه ...
دلف أدهم ويحيى للداخل ثم دلف ياسين ومعه آية فركضت يارا لأحضانه تبكى كأنها تستنجد به
ياسين بحزن:_خلاص بقا يا حبيبتي الدكتور طمنا أنه هيكون كويس
آية:_أن شاء الله هيكون بخير
يارا بدموع:_ياررب يا آية ياررب
عتمان بصوت منخفض لياسين:_ليه جبت آية معاك
رحاب:_وفيها أيه يا بابا يارا هديت لما هى جيت
أحمد:_بابا خايف عليها يا رحاب الولد دا مستهدف ياسين نفسه
عتمان بعين كالجحيم:_نهايته خلاص قربت بس اشارة من ياسين هيكون فارق الحياة ..
رحاب بستغراب:_طب هو مستنى أيه ؟
عتمان بشرود:_معرفش بيفكر في ايه بس أكيد فى حاجة المهم يالا نرجع القصر وبكرا أن شاء الله نطمن عليه
أحمد:_أنا هفضل معاه يا بابا
عتمان بحذم:_بلاش جدال يا أحمد يالا
أحمد بستسلام:_حاضر يا بابا
وتوجه أحمد لعز الغافل بين حرب بين الحياة والموت ...فقبله بدمع غطى وجهه ثم أنصرف خلف والده وشقيقته ...
جلس ياسين ويحيى على الأريكة وأدهم على المقعد المقابل لهم ...بينما آية ويارا على الأريكة المجاورة لفراش عز ...
أدهم بستغراب:_رعد فين ؟!
يحيى ببعض التعب ؛_مش عارف مشفتوش من الصبح لا هو ولا حمزة
ياسين بثبات:_أطلبهم يا يحيى شوفهم فين
يحيى وهو يتوجه للخروج:_ حاضر هكلمه بره
وبالفعل خرج يحيى ليجرى اتصال برعد ولكن هاتفه مغلق فطلب حمزة لينصدم حينما إستمع لصوت الهاتف، تتأبع يحيى مصدر الصوت ليتفأجئ به يجلس على المقاعد بعبداً عن الغرفة الحزن يسطر على وجهه دمعاته تلمع بعيناه ...
يحيى بتعجب:_حمزة !
قاعد كدليه ؟
وقف حمزة بتوتر حينما رأه فقال بصوت مميت من الحزن:_ أنا السبب فى الا أنتوا فيه عز كان نازل من القصر عشانى يا يحيى عملوا خدعة عشان يقتلوه
تطلع له يحيى بصدمة فأخرج هاتفه وقدمه ليحيى المصعوق من قراءة رسالة عز
"حمزة افتح تلفونك دااا طمنى عليك أنت كويس "
رسالة أخري
"يا زفت رد حياتك بخطر طب قولى مكانك فيين "
تجمدت ملامح وجهه بالغضب الذي سيفتك بهذا اللعين ...
دلف حمزة للداخل مع يحيى فقال بملامح متخشبه فهمها ياسين جيداً:_حمزة قاعد بره من ساعتها
ياسين بثبات:_ليه ؟!
جذب يحيى الهاتف وقدمه لياسين الذي تبادلت ملامح وجهه بصورة ملحوظه فتطلعت له آية ببعض الخوف لرؤية شرارت الجحيم بعينه فبدء يستعيد هدوئه تدريجياً حتى لا تفزع منه...
رفع هاتفه ثم ردد كلمة واحده كانت كفيلة بجذب انتباه الجميع
:_نفذ
اغلق الهاتف ثم رفع عيناه ليحيى كأنه يخبره انه سينهى الأمر ...
دلف رعد أخيرا قائلا بتوتر:_إبراهيم المنياوى هرب من السجن
أدهم بصدمة ؛_أيه ؟!
رعد:_ذي ما سمعت
يحيى بثباته المعتاد:_وانت مالك مهزوز كدليه دا جزء من الخطة
رعد بستغراب:_جزء ايه ؟!
تطلع يحيى لياسين ببسمة كبرياء لتفكير احفاد الجارحي
صمت الجميع حينما استمعوا لهممات صوت متقطع يخرج بصعوبة ...
هلل قلبها لسماع صوته فركصت سريعاً للفراش
خرج حمزة ليحضر أحد الأطباء بينما ألتف الجميع حوال التخت
حضر الطبيب وبدء بتفحص عز فرسم بسمة حينما وجده يستعيد الوعى ...أستدار للطبيب المصري الواقف لجواره ثم أخبره بالفرنسية
الحوار مترجم
"سمعت عن الرجال الأقوياء ولكنى لم ألتقى بهم سوى الآن "
كانت شهادة موصومة بالقوة لأحفاد الجارحي
الطبيب المصري:_بيبدأ يستعيد وعيه
يارا بفرحة:_الحمد لله
رفعت الممرضة التخت بأستخدام الرموت المتحكم به، فبدأ عز بفتح عيناه بتعب شديد ...فبدءت الرؤيا تتضح له شيئاً فشيء ...رسم بسمة بسيطة تحمل الألم فى أحضانها ثم أغمضها سريعاً حتى يعتاد على أضاءة الغرفة...
يحيى بحماس:_عز سامعنى ؟
أشار له بمعنى نعم، ثم رسم بسمة بسيطة قائلا بصوت يكاد يكون مسموع:_متخفش لسه بسمع كويس
حمزة بسعادة:_عز انت شايفنى
عز بسخرية:_انتوا ليه محسسانى انى موت ورجعت تانى
رعد بأبتسامة:_ حمد لله على سلامتك يا بطل
عز بتعب:_الله يسلمك يا رعد
ياسين بثبات وهدوء:_شد حيلك عشان محتاج أجوبة لأسئلتى
أدهم:_طب بس يفوق وبعدين نشوف الا حصل
عز ببسمة تعب:_طول عمرك بتفهم يالا ثم أكمل بتعجب:_بس أنت رجعت من أيطاليا أمته ؟
زهل الجميع ولكن لم يعلق أحد
سطع صوتها بسعادة:_حمدلله على سلامتك يا عز
تطلع لها عز قليلا ثم نظر لأدهم قائلا بستغراب:_أنت أتجوزت من ورانا كمان
تطلع أدهم لياسين الذي أشار له وليارا المنصدمة بالصمت فأكمل عز بتعب ؛_طول عمرك واطى
دلفت رحاب بعدما أخبرها حمزة بالهاتف بأنه استعاد وعيه فأتت هى وأحمد على الفور
أحمد بسعادة:_عز إبنى
عز بأبتسامة ضعيفه ؛_انت لحقت تعرف انت كمان.
ثم استرسل حديثه بستغراب لرؤية رحاب:_مين دي كمان انت عملتها يا بابا
كان الجميع بحالة صدمه وبالاخص يارا فأشار لهم الطبيب بالصمت فأسرع اليه بالمسكن عندما وجد انه على وشك فقدان زمام الامور...
غاب عز عن الوعى مجدداً حينمت سرى المسكن بجسده...
تطلعت يارا له بصدمة ودموع قائلة بصراخ:_اذي دا
احتضنها ياسين مسرعاً حتى يتمكن من السيطرة عليها ...
اما بحيى فصرخ بالطبيب ؛_ممكن تفهمنا ايه الا بيحصل ؟!
الطبيب بزهول ؛_ أنا مش لقى تفسير منطقى يا يحيى بيه لان يارا هانم قبل ما تكون مرات عز بيه كانت بنت عمه يعنى المفروض هو فاكرها
الطبيب الاخر:_
ما حدث هو فقدان ذاكرة مؤقت
ياسين بهدوء:_فقدان ذاكرة لشخص واحد !
الطبيب بحيرة من هذا الامر:_والله الحالة دي غريبة اوي يا ياسين بيه بس تفسيرى انه فقد ذاكرة اكتر حد كان شاغل تفكيره بيه هو مش منطقى بس الا حسيت بيه وانا شايف تعرفه على الكل .
يارا بدموع:_يعنى أيه ؟ عز مش فاكرني لاا دا مستحيل
يحيى بحزن:_أهدى يا يارا
يارا بصراخ جنونى:_مستحيل ينسى الحب الا جوا قلبه مستحيل ينساااانى دا كدب عز بيمثل علينا هو فاكرنى
حاول ياسين التحكم بها ولكنها سقطت بين يديه فحملها بخوف شديد للأريكة ليتفحصها الطبيب
وقفت آية لجوار رحاب الباكية بدمع يلمع بعيناها على يارا نعم ما به لن تتحمله أي فتاة ...
كيف ستقبل العيش بدون قلبٍ لم يعد يترنم بعشقها ...
كيف العيش ومعشوقها يراها زوجة لرجلا اخر ...هل خذل قلبها أما سيتركها تعانى ...اما سيعود مجدداً...
كلمات ذكرتها بنهاية الفصول... عن عز ويارا انها ستعيش معه تحت سقف واحد ولكن هناك حاجز ها قد وضح للجميع ..
عاد الجميع للقصر وتبقى رعد وأدهم لجوار عز ...
لم تستطيع الحديث فصعدت للأعلى بخطى تكاد تكون متزنة ...تشعر بأنها فقدت الحياة...تأملها ياسين وهى تصعد الدرج كالدمية المتحركة بلا روح فحزن للغاية ...لم يرد رؤيتها هكذا ...هى له الأبنة والشقيقة هى روحه ومذاق الحياة...
أخفض عيناه على يد رفيقه المدودة على كتفيه فلا طالما كان نعم السند والعون لبعضهم البعض ...تطلع له ياسين بصمت فخرج صوت يحيى المفعم بالأمل:_هنعديها يا صاحبى
أكتفى ياسين ببسمته البسيطة لرفيقه ...ثم توجه للقاعة الداخلية للقصر ...فتوقف يتأملها بستغراب ...
بداخل القاعة
كانت تجلس لجوار أحمد الباكى، فشلت رحاب فى كبت دمعات شقيقها ولكنها لم تفشل ...
أحمد بدموع:_إبنى مش فاكر مراته ولا فاكرك يا رحاب ...خايف حالته تسوء وميفتكرنيش أنا كمان
آية بثقة:_ان شاء الله خير يا عمى وبعدين كل ده خير لحضرتك
تطلع لها احمد بأهتمام فأكملت بصوتها الرقيق:_يمكن دا أختبار من ربنا عشان تقربله، صلى وأدعيله ان ربنا يشفى إبنك ...ساعات بيحطنا فى مواقف كتيره عشان نسجود ونقول يارب وهو أكيد مش هيخذلنا ولا هيردنا مكسورين ..
سقطت دمعة من عيناه على ما اقترفه فى حياته من معاصى ...نعم لم يسجد قط لله ...لمعت عيناه بشرارت من كره لنفسه التى زينت له طريق الدنيا فنسى الله ...نسى الملك الذي لا يموت...نسى اليوم الذي سيقف بين يديه يحاسب على ما أرتكبه فى دنياه..
حتى رحاب أستيقظت من غفلتها التى طالت لسنوات ...
صعد يحيى لغرفته يتوق لرؤيتها، فوجدها تنام بعمق على الفراش.. التعب بدى عليها..أقترب منها بعدما خلغ جاكيته ليتمزق قلبه حينما وجدها تحتضن جاكيته.. نعم هى أخبرته من قبل أنها لم تستطيع النوم بعيداً عن أمان أحضانه.. جلس لجوارها يتأملها بحزن، فجذب الجاكيت من بين أحضانها ثم ضمها لصدره بحزن وأشتياق..
ظل يتأملها كثيراً إلى أن غفل هو الأخر...
صعدت آية لغرفتها بعدما نجحت فى بث الأمان بقلب أحمد ...دلفت لتجد الغرفة فارغة ...بحثت عنه كثيراً فلم تجده ..دلفت للمرحاض بستسلام حينما لم تعثر عليه ...فأبدلت ثيابها لقميص قطنى قصير بعض الشيء ثم أرتدت أسدال أبيض اللون جذاب فخرجت تؤدي صلاتها المحببة لقلبها ...نعم شعرت أنها بأنها بحاجة للقاء الله فذهبت له بدون أي وقت... يفتح أبوابه لعباده ...
بالمشفى
على الأريكة المقربة للشرفة
كان يتمدد رعد بحرية، هائما بحديث معشوقته الساحرة نعم يسعد حينما يثير غضبها ...
حزنت دينا لمعرفتها ما حدث لعز
رعد بحزن:_أدعيله يا دينا
دينا:_أن شاء الله هيقوم بالسلامة بس بلاش تزعل نفسك عشان خاطري
رعد بنبرة ساحرة وصوت منخفض:_خايفه عليا ؟
خجلت دينا ولم تستطع الحديث فأكمل بمشاكسه:_نفسى أشوف شكلك وأنتِ مكسوفة كدا
دينا بغضب:_رعد الله
أبتسم بصوت منخفض فالغرفة ليست له فقط، فقال من بين إبتساماته:_ هتصدقينى لو قولتلك أنك نبض قلب رعد ..
توقفت عن الحديث وأبتسمت بوجه متورد خجلا ...
رعد بمشاكسه:_دينا
دينا:_امم
رعد بخبث:_ألو سمعانى ؟
دينا بصوت محتفظ بنبرة الخجل:_معاك
رعد ببسمة مكر:_مأنا عارف أنك معيا ..معيا طول ما قلبي لسه بينبض
دينا بتوتر وأرتباك جعله يبتسم بشدة:_أحترم نفسك بقا على فكرة عز مش ميت أكيد سامع كلامك دا هيقول أيه عليك شكلك بقا وحش اوي أنت فى أيه ولا فى أيه !
كفت عن الحديث عندما إستمعو لتلك الكلمة الصادمه لها ...بحبك ...
صمتت كأنها تعى ما تفوه به نعم زفها لها كثيراً ولكنها تشعر مع كل مرة كأنها تستمع لها لأول مرة
أسترسل حديثه بمشاكسه:_صحيح أنتِ مجنونه بس بجد بموت فيكِ
دينا بغضباً جامح:_مين دي الا مجنونة !
وضع يده على رأسه الغزير ببسمة حب ثم ترك العنان لسقوطه على الأريكة والهاتف بين أحضان يده يستمع لمشاكسته ويضحك بحب ثم تلمع شرارة العشق برومادية عيناه كأنه بعالم ليس به سواه ومشاكسته العنيدة...
على بعد قليل منه
كان يجلس على المقعد المجاول لعز ...وبيده الهاتف يتحدث مع معشوقته هو الأخر ...
شذا بخجل:_أنت لسه صاحى
أدهم بنبرة متيمة:_معرفش أنام من غير ما أسمع صوتك ...
شذا بمكر:_أنت خبيث على فكرة انا مكلمتكش فى التلفون قبل كدا غير مرة واحده بس بعد كتب الكتاب لأنى أكيد مش هغضب ربنا بكلامى معاك غير لما تكون جوزى
أدهم بهمس:_وبقيت
خجلت شذا فتعمدت تغير الحديث قائلة بخجل:_هو عز مفقش
أدهم ببسمة مرح ؛_عز واخد مسكن ينومه 30 يوم
شذا:_اه عشان كدا بتتكلم برحتك
اتاها صوت رعد قائلا بمشاكسه:_بس أنا موجود يا دومي
جذب أدهم الوسادة ثم القاها عليه بغضب قائلا بصوت منخفض:_خلصت مكالمتك وهتفوق عليا
رعد بخبث:_أخس عليك مش أخلاقى ...
أدهم:_ طب يا خويا ورينى عرض كتافك
رعد بخبث:_ما بلاش العرض هتتعب أنت مش قدى
أدهم بغضب:_رعد
إبتسم قائلا بغرور:_أوك رعد الجارحي هيتكرم ويتوزع بره شوية لحد ما تخلص محاضرة غرامك
أدهم بسخرية:_دا شرف كبير والله منك
رفع وجهه بأشارة الملوك فلما لا فهو رعد الجارحي المتعجرف من وجة نظر حوريته...
خرج رعد من الغرفة ثم خرج لحديقة المشفى يخطو بسعادة كلما تذكرها فأخرج هاتفه يكمل حديثه مع عنيدته ...
بقصر الجارحي
أنهت آية صلاتها ثم توجهت للفراش بأرتباك لعدم صعوده لغرفته فالوقت صار متأخر للغاية ...شغل تفكيرها ما حدث لعز فأنقبض قلبها ...أسرعت لهاتفها فألتقطته برعشة تسرى جسدها خوفٍ من أصابته بشيء ما ...
بمكان منعزل عن المساكن ...
كان يجلس بغضب شديد عندما علم ما حدث ...
فرجال ياسين الجارحي تمكنوا من الوصول لمخبأه السري فأوقعوا عدد مهول من رجاله حتى أنهم أشعلوا النيران بالسيارات الخاصة بهم ...وما زاد غضبه أضعاف رسالة ياسين له المكتوبة بخط يده بورقة بجيب ذراعه الأيمن ...الذي تفاجئ به ملقى أرضاً أمام الكهف المختبى به الآن ...
"أنت بدءت الحرب وأنا هعرف أذي أنهيها ...لو كنت فاكر تغير مكانك هيسهل هروبك من تحت أيدى فالجواب أدمك ...
ياسين الجارحي..."
ألقى نعمان الورقة أرضاً بكره شديد فأستدار لوالده الذي قال بحقد لهم:_قولتلك يا نعمان ياسين مش سهل ..
نعمان بعضب جامح:_هقتله ورحمة أمى لخلص على عيلة الجارحي كلها وهتشوف بنفسك ...
إبراهيم بزعر:_لااا رحاب وأخوك لا
نعمان بحقد دافين:_مش أخويا فاهم مش أخويا والست دي الا أنت أتجوزتها على أمى والا بسببها ماتت من حسرتها هتدفع التمن وغالى أوي
إبراهيم بصراخ:_لا دا أخوك يابنى هتقتله اذي ...
أقترب منه نعمان بعيناه المشعة بالشر الذي نجح إبراهيم بزرعه به:_أخويا دا بيساند أكبر عدو ليا عشان كدا هو عدوى
حاول إبراهيم أن يقنع إبنه بترك أخيه ولكن لم يستطيع فشرارت الجحيم أصبحت غشاوة تعزله عن العالم بأكمله ...
بقصر الجارحي ...
هبطت للأسفل مسرعة تبحث عنه بأرتباك وخوف يكاد يفتك به، فدلفت لغرفة مكتبه لتجدها فارغة بدء الدمع يلمع بعيناها فخرجت للحدائق الخارجية للقصر ...
خطت بخطى سريعة تبحث عنه كالمجنونة ...شعرت بتوقف نبضات قلبها لعدم رؤيته ...أفكار بشعة طاردتها فجعلتها تبكى بشدة ...بدءت تتنفس ببطئ حينما وجدت سيارته تدلف لساحة القصر ...ركضت آية بسرعة جنونية فهلع ياسين لرؤيتها تسرع ناحية السيارة، فأمر السائق أن يتوقف على الفور فتلك الحمقاء على وشك خسارة حياتها...
هبط ياسين ثم توجه لها مسرعاَ ليحيل بينها وبين اصطدمها بالسيارة التى توقفت على الفور ...
عنفها بشدة قائلا بغضب جااامح:_أنتِ مجنونه عايزة تموتى نفسك وأذي تجري كدا نسيتى الا فى بطنك ...
كانت بعالم أخر تنظر لعيناه ببسمة ودموع تشع على وجهها لرؤيته على قيد الحياة ...لا يعنيها غضبه تنظر له بتشبع لقسمات وجهه وعيناه القاتلة ...تلك العينان التى تنجح بأسرها ...
تعجب ياسين من بكائها وبسمتها بآنٍ واحد فحملها بين ذراعيه لشعوره بعدم قدرتها على التحرك ...
صعد للغرفة ومازالت متشبسه برقبته ...
أنزلها ياسين بحذر ثم قال بغضب:_ممكن أفهم أيه الا عملتيه دا ؟!
خرج صوتها المتقطع من البكاء قائلة بعتاب:_ليه مش بترود عليا ...
لم يفهم ماذا تقصد ؟!ولكنه تطلع ليدها الحاملة للهاتف فعلم الآن ما سر فزعها ...
قالت بصوتٍ باكى:_أنا كنت هموت من القلق عليك مش متصورة أنى ممكن أعيش يوم من غيرك ...
مزق بكائها قلبه فقطعها قائلا بصوتِ حنون بعدما أزاح دموعها بأصابعه المذهبة:_ أنا
قاطعته قائلة بدموع:_سبنى أتكلم ..
أنصاع لها وتنازل عن كبريائه الملازم له ...
خرج صوتها أخيراً قائلة بدمع حارق كُبت كثيراً:_أنا كنت بموت ميت مرة لما افكر أنك ممكن تتخلى عنى كنت عارفة أنى مؤقته فى حياتك ...
رفع يديه ليلامس وجهها فقربها من عيناه لتلتمس صدق حديثه قائلا بعدما ترك للنظرات وقت تتشبع بالأخرى:_مش هيحصل يا آية
ثم تطلع لبطنها قائلا بصدق:_مش عشان أنك حامل منى بالعكس أنا بخاف عليه عشان هو جزء منك ...أنتِ عشقى وحياتى كلها ...
ظهرت البسمة من وسط دموعها قائلة بخجل:_أنا بحبك أوى يا ياسين
أحتضنها بقوة كادت أن تفتك بجسدها الهزيل بين جسده القوى
قائلا بهمساته الساحرة:_أخيراً نطقتيها ...
إبتسمت بخجل حتى أنه أختبأت بين ذراعيه حينما تطلع لعيناها فأبى أن يخجلها أكثر من ذلك يكفى أنها تمردت على خجلها لتعترف بحبها ...
مرء الليل الكحيل وسطعت الشمس بأشعتها المذهبة ...
تسللت من فراشها، ثم القت نظرة على رحاب الغافلة لجوارها فلم تأبي تركها بمفردها بالأمس ...
خرجت يارا لغرفة عز القديمة قبل الزواج ...فدلفت تتاملها ببكاء وصوتِ فقد للحياة ...
تفاجئت بيداً ممدوة على كتفيها فستدرات للتفاجئ بأحمد الجارحي ...
أحمد بحزن:_هيرجع يا بنتي بس متعمليش فى نفسك كدا ...
سمحت لنفسها بالانهيار فأحتضنها أحمد لأول مرة فشعر بأنها إبنته بالفعل من دمه ...ندم كثيراً حينما كان يتعامل معها بجفاء ...
فأبتسم بفخر لأختيار ياسين بتلك الفتاة التى ابدلت تلك العائلة بأكملها ...
بغرفة يحيى
تسللت الشمس لتيقظها ففتحت عيناها لتتلتقى بعيناه القرمزتان ...
أبتعدت عنه ملك سريعاً فعتدل بجلسته ..
ملك بغضب:_أنت بتعمل أيه هنا !
يحيى بهدوء:_هكون بعمل أيه يعنى
ملك بعصبية:_أنا قولتلك ألف مرة تبعد عنى أنت أيه مبتفهمش
يحيى بغضب وصوت كالرعد جعلها تنكمش من الخوف:_قولتلك ميت مرة صوتك دا ميترفعش عليا ..
بكت ملك ووضعت عيناها أرضاً تحاول أخفاء دموعها، فزفر بغضب ليتحكم بأعصابه ...
رفع وجهها لتتقابل مع عيناه قائلا بهدوء:_ليه مصممه تهدى الا بينا يا ملك ؟!
ملك بدموع:_أنا يا يحيى ؟!
أنا بهد الا بينا عشان نفسي أخلف منك
بعد يده عنها ثم شدد على شعره المتمرد على عيناه فيجعله ملك متوج على عرش الوسامة ...
خرج صوته بعصبية شديدة وهو ينهض عن الفراش:_معتش غير السيرة الزفت دي أنتِ خلاص بقيتى مملة بجد ...
وتركها يحيى ودلف للمرحاض ليغتسل ..
أما هى فتحجرت الدموع بعيناها لكلماته ماذا يعنى ؟!
أفازت فتاة أخرى بقلب معشوقها فتمكنت منه ؟
تركت ملك الغرفة و تحركت بصدمة للأعلى لم ترى شيء سوى احلامها المبعثرة، لن تحتمل رؤيته مع أحداً أخر ...
صعدت بقدميها التى تؤخذها للأعلى سطح القصر لم تشعر بشيء سوى بكلماته التى تشبه الخنجر المسنون ...وقفت تنظر للأسفل كأنها ترى والدتها تناجيها أقتربت من حافة القصر وهى كالمغيبة...
خرج يحيى من المرحاض بسرواله الاسود خرج لينقى قميصاً يناسبه ...
توقف للحظات بل تخشب فستدار على الفور ليراها من شرفته تقف على حافة الموت، ذبح قلبه فألقى بقميصه أرضاً وهرول للاعلى بزعر يردد أسمها بصراخ فخرج ياسين من غرفته مسرعاً ليرى ماذا هناك ؟!
اتابعه عتمان واحمد وآية والجميع ...
صدمت آية عندما وجدتها توشك على القفز فبكت يارا بشدة وهى تصرخ هى الاخرى بأسمها ...
عتمان بحذم مصطنع:_ملك ارجعى هنا فوراً
لم تستمع له فقط تخطو للخلف خطوات وعيناها تتأمل يحيى بدموع ...
ياسين بهدوء:_ملك أسمعينى أي كان الا وصلك للقرار دا فأكيد تفكيرك غلط
لم تستمع له وظلت تتراجع ليصرخ يحيى قائلا بزعر:_ملك بطلى جنان
قالت ببكاء حارق:_أنا أبقى مجنونة لو فضلت لحد ما أشوفك لغيرى
وزع يحيى نظراته بينها وبين المسافة القليلة المتبقية لهلاكها فرفع يده لها قائلا برجاء:_أيه الكلام الفاضى دا
اشار له ياسين بنظرة فهمها وهو مسيرتها بالحديث فيستغل الفرصة ليصعد من الجهة الأخرى ويتمكن من الامساك بها ...
قالت بدموع وهى تتراجع للخلف بظهرها حتى لا تري عمق المسافة فتتراجع بقرارها:_أنت اتغيرت اوى يا يحيى أكيد فى حد فى حياتك
أبتلع ريقه بخوفٍ شديد ثم قدم يده لها قائلا بصوت يكاد يكون مسموع:_أنا محبتش ولا هحب غيرك يا ملك بلاش الجنان دا هاتى أيدك عشان خاطري ..
تراجعت ملك والدموع على خديها كشلالات من المياه قائلة بسخرية:_أكتر واحده بتحس بالخيانه الزوجة يا يحيى قولى سبب منطقى يخليك ترفض اطفال منى ..
صدم عتمان واحمد والجميع..
فأقترب يحيى بحذر قائلا بدمع اوشك على الهبوط لتقربها من الموت:_ملك أنا بعشقك صدقينى الا بتفكري بيه دا مجرد وهم مفيش فى حياتى أغلى منك ...عشان خاطري هاتى أيدك ...
بكت ملك كثيراً وهى تطلع ليده فكدت أن تناوله يدها ولكن حديثه تردد بأذنيها ...
أستغل ياسين شرودها ثم جذبها بقوة فوقعت بين ذراعى يحيى الواقف أرضاً أحتضنها بخوف شديد فبكت بقوة ...
جذبها عتمان من بين احضانه ثم هم لصفعها على ما أرتكبته ولكن معشوقها لم يحتمل فجذبها خلف ظهره لتسقط تلك الصفعة على وجه يحيى ...
صدم الجميع وعلى رأسهم ياسين وتعالت شهقات يارا وبكاء ملك ...
زهل عتمان لعشق أحفاده الذي فاق حدود القوانين ...
فلم يعلق وغادر بصمت...
تطلع أحمد لأبنه بفخر ثم هبط هو الأخر ...
أما آية فخجلت لعدم ارتداء يحيى قميص فهبطت ...
اتابعتها يارا لتتوجه لرؤية معشوقها المعذب ...
أقترب ياسين من ملك قائلا بهدوء لتقديره ما تمر به:_مش كل قرار هيكون حله الموت يا ملك ...
ثم هبط هو الأخر ليترك لهم المجال ..
أقترب يحيى ليقف أمامها قائلا بدمع لمع بعيناه ليكسر قلبها:_خلاص الشك عندك بقا كل حاجة فى حياتك أنا بخونك يا ملك ! أنا !
أسترسل حديثه بصراخ:_ليه ديما بتستغلى أنك نقطة ضعفى ليييه
تطلع لها بغضب يختاز عيناه فجعل لونهم قاتم ...
توجه للهبوط قبل ان يخسر ما تبقى بعقله ...
توقف محله حينما أستمع لبكائها
ملك بدموع وهى تسقط أرضاً بأهمال:_متسبنيش يا يحيى متسبنيش
أستدار لها بعدما ألعن هذا القلب اللعين الذي يخضع لها بستسلام ...فأنحنى ليكون مقابلا لها ...رفع وجهها بيده يتأمل عيناها بصمت...
ملك بدموع:_أنا أسفة ..
أزاح دموعها بأنامله الحنونة ثم مال بجسده ليحملها بين ذراعيه فستكنت بسعادة لأجل تمسكه بها ...
هبط بها يحيى للغرفة ثم وضعها على الفراش بصمت رهيب ..ألتقط قميصه ثم أرتداه وصفف شعره الغزير ثم غادر الغرفة بهدوء قاتل...
أما هى فبقيت على فراشها تعاتب نفسها على ما أرتكبته ...
بغرفة يارا
أرتدت ثيابها ثم هبطت للأسفل مسرعة للقاء به فأوقفها ياسين قائلا بهدوء:_على فين يا يارا ؟
يارا بدمع يلمع بعيناها:_هروح أشوف عز
ياسين:_مش قولنا نستنا شوية لحد ما يعرف الدكتور يحدد حالته ...
يارا ببكاء:_مش هقدر أستنا يا ياسين
ياسين بتفهم:_حاسس بيكِ يا حبيبتي بس وضع عز مش سهل معنى نسيانه لعمتك أنه فاقد جزء كبير من ذاكرته أي غلط ولو صغير ممكن يبوظ الدنيا
أسرعت بالحديث قائلة بلهجة تملأها الحزن:_هشوفه من بعيد صدقنى مش هعمل حاجة تأذيه
أحتضنها ياسين وقلبه يتمزق على شقيقته ...
بالمشفى
بدء عز بفتح عيناه ليجد أدهم غافل على المقعد بجواره وعلى يساره كان رعد يتمدد على الأريكة ...
حاول القيام ولكن لم يستطع فمازالت الجراحه تسيطر على قواه ...
تطلع لأدهم بتعب شديد ثم جاهد للحديق قائلا بصوتٍ خافت:_أدهم
أدهم
ادهم بنوم:_عز أنت فوقت ؟!
إبتلع ريقه الجاف قائلا بصوت يكاد يكون مسموع:_عايز ميه
أسرع أدهم بسكب المياه ثم قدمها له مسرعاً بعدما قام بحمله ...
أرتشف عز المياه ثم ساعده أدهم على الأسترخاء بوضع الوسادة خلف ظهره ...
شعر رعد بحركة بجانبه ففتح عيناه الرومادية الساحرة ببطئ ليعتاد على نور الغرفة ...
استقام بجلسته قائلا ببسمة بسيطة:_صباح الخير
أدهم:_صباح النور
عز بتعب:_رعد
أتجه إليه رعد سريعاً ليرى ماذا هناك ؟
عز بتعب شديد:_تالين عامله أيه ؟
رفع رعد عيناه بصدمة لأدهم فهنا أتضح كل شيء له ...فخرج صوته المجاهد للحديث:_كويسه يا عز أرتاح أنت ..
دلف حمزة ليقطع حديثهم فشكره رعد كثيراً بداخله ليهرب من اسئلة رعد ...
حمزة بابتسامة شاسعة لرؤية عز مستيقظ:_وأنا اقول نور الاوضة ساطع ليه ...
عز بتعب:_انت جيت يا وش المصايب
حمزة بغضب:_حتى وانت بتموت لسانك طويل ..
ادهم بستغراب:_أيه الا فى أيدك دا ؟!
حمزة بغرور:_دا اكل قولت اكيد جعانين انت والواد رعد
أستغل رعد انشغالهم بالحديث ثم خرج من الغرفة والصدمة على قسمات وجهه ...
ليتفاجئ بيحيى وياسين ويارا
ياسين بستغراب لرؤية تعبيرات وجهه:_فى أيه ؟
أقترب منهم رعد والحزن على وجهه فتحل بالصمت قليلا ليتحدث يحيى بقلق:_عز كويس ؟
رعد:_اطمن يا يحيى عز كويس بس حصل حاجة غريبة كدا ولازم تعرفوه
ياسين بحذم:_متتكلم يا رعد
رعد بأرتباك من وجود يارا:_طبعاً أنتوا عارفين بالعلاقة الا كانت بسن تالين وعز
تطلع له يحيى فخرج صوتها الخائف من سماع مجهول مؤلم:_ليه بتتكلم عن الموضوع دا
رعد بحزن:_عز قالى قبل كدا انه اتعرض لحادث وهى كانت معاه بس اصابته كانت خفيفة خدش براسه
تطلع يحيى لياسين بصدمة فالآن بدءت الخيوط تتضح للجميع ...
أنهرت يارا من البكاء فكيف لزوجة أن تتحمل أخرى بحياة زوجها...
بدءت تالين بأستعادة وعيها شيئاً فشيء ...كأنها شعرت بأن هناك امل لدلوف حياة عز الجارحي من جديد...
بغرفة عز
دلفت يارا بعدما تمكنت من السيطرة على نفسها للداخل، فأشار عز لأدهم بأن زوجته هنا صدم ادهم،حزن الجميع، تمزق قلب يارا ولكنها تحلت بالقوة وأقتربت من الفراش قائلة ببسمة بسيطة:_حمد لله على سلامتك يا
صمتت قليلا تبتلع تلك الغصة المريرة فتطلعت لياسين لتستمد قوتها فسترسلت حديثها بقوة:_يا أستاذ عز
عز ببسمة بسيطة:_مرسي
ثم تطلع لرعد قائلا بستغراب:_تالين فين يا رعد مش قولت انها كويسه
تطلع رعد لياسين أما يحيى فتوالى امر يارا المحطم قلبها من قبل معشوقها ...
أشار له ياسين له بالهدوء واتباع خطته ...
رعد بعد تفكير:_تالين كويسه اول ما تفوق هتيجى تشوفك اكيد
يحيى بخبث:_قولى يا عز أيه الا حصل معاك
عز بتعب:_عملت حادث بالعربية يا يحيى تالين كانت معيا وأنا أتلبخت بالكلام معها ومكنتش مركز بقلمى آية محمد رفعت بالطريق ..
تطلع أدهم ليارا بحزن فكانت تكبت دمعاتها بصمود ولكنها لم تستطع فخرجت من الغرفة سريعاً فأتبعها أدهم على الفور
أخبر ياسين الطبيب بضرورة نقل عز للقصر حتى يكون بأمان ...
رفض الطبيب لوضعه ولكن مع اصرار ياسين قام بنقله بحذر شديد بعدما أخفى الخدم كل المتعلقات الخاصة بوجود يارا بحياته...
بغرفة تالين
أستعادة وعيها مع صدمة كبيرة بفقدان جنينها، بكت كثيراً ولكنها حسمت الامر بأن حياتها قد صارت دمارا...بكت تالين وحاولت القيام لتلجأ لرب غفور رحيم ...أستطعت بعد محاولات كثيرة الوقوف على قدميها ...
دلفت الممرضة مسرعة تعاونها فطلبت منها بدموع ان تساعدها للوضوء ... وبالفعل عاونتها على ذلك ...فوقفت تصلى بخشوع بعد كثيراً من الذنوب ...
انهت صلاتها ثم جلست على الفراش بتعب شديد تتذكر ما مرء بحياتها ...فقطع شرودها دلوف يحيى الجارحي ...
تطلعت له بستغراب فجذب المقعد وجلس أمامها قائلا بتوتر:_أنا عارف أنك ساعدتنا كتير محتاج مساعدتك للمرة الاخيرة ...
رفعت عيناها له بأنتباه لتستمع لما سيقول ...
بقصر الجارحي
عاون أدهم ورعد عز لتمدد على الفراش بوجود احمد وعتمان الجارحي بعدما تلقوا تعليمات ياسين للتعامل معه فكان منهم التعاون لسلامته...
بغرفة يارا
كانت تبكى بحزن لم ترى له مثيل بكت لشعورها بأنها خسرت معشوقها للأبد...
دلفت آية للداخل بدمع يلمع بعيناها على رفيقتها ...جلست لجوارها بحزن شديد ...قائلة بخفوت:_عارفه اد أيه أنتِ موجوعه يا يارا بس صدقينى الصبر حلو عز هيفتكرك ..
رفعت عيناها التى تشبه عين ياسين ولكنها منطفأة بفعل الحزن قائلة بخيبة أمل:_ولو مفتكرنيش يا آية ؟
آية بثقة:_عمر القلب ما ينسى نبضه يا يارا
رفعت يدها ومسحت دموعها قائلة بقوة:_أمسحى دموعك وخاليكى قوية حاربي عشان عز يرجعلك متستسلميش بسهولة فكري كويس لو دا كان حصل معاكِ عز كان هيعمل ايه ؟
لمع كلامها برأسها فكفت عن البكاء واستمعت لها بأنصات ...
كان يتابعها بسعادة لرؤية زوجته الحنونه مع الجميع تلك الفتاة تثيره بشخصيتها البسيطة ...
دلف ياسين للداخل فوقفت يارا أمامه تعلن له موافقتها على السماح لتالين بدلوف حياة عز ...
كان قرار صعب للغاية ولكنها نجحت فى اختياره ربما ستخسر قلبها او سيتحطم ولكنها ستفعل المحال لأجل سلامة معشوقها ...
بغرفة يحيى
دلف لغرفته حينما أخبرته رحاب أن ملك بغرفتها منذ الصباح حتى أنها لم تتناول طعامها ...
دلف الداخل فوجدها تجلس على الأريكة كالجثة الهامدة بلا روح ولا حياة ...
تأملها يحيى بصدمة لأول مرة يرأها بتلك الحالة ...
يحيى بخوف:_ملك
رفعت عيناها تنظر له ببسمة من وسط دمعاتها الخائنة لها ...
اسرع يحيى لها قائلا بزعر:_فى أيه ؟
تطلعت له بصمت ثم رفعت يدها على صدره موضع القلب قائلة بدموع تحطم القلوب:_قلبك دا من دهب يا يحيى أنا مستحقوش ..
لم يستوعب ما تقول فجذبها من معصمها قائلا بخوف:_عملتى أيه تانى يا ملك
تطلعت له قليلا ثم قالت بدمع يلاحقها:_أنت الا بتعمل فيا على طول يا يحيى أنت الا بتخلينى أكره نفسي على طول ديما بظن فيك السوء والحقيقة بتكون غير كل تخيالاتى .
يحيى بعدم فهم:_انا مش فاهم حاجه
توجهت ملك للخزانة الخاصة بالغرفة فوقف يحيى والخوف يحتل قسمات وجهه فقال بغضب مخادع حينما فتحت الخزانة:_أنتِ أيه الا خالكى تفتحى الخزنة
ملك بدموع:_لسه بتحاول تحمينى من الصدمة أنا خلاص شوفت التحاليل وعرفت الحقيقة الا أنت بتحاول تخبيها ورا قناع المسؤلية
أد اية كنت غبية أوي لما فكرت أنك ممكن تخونى
أقترب منها يحيى ثم جذب منها الاوراق قائلا بلا مبالة:_ميهمنيش كل دا أنا بحبك يا ملك أفهمى بقا
ملك بدموع:_أنا مكسورة اوي يا يحيى مش هكون أم أبداً ولا هشيل حتة منك
يحيى بثبات:_أنتِ كلى يا ملك كل حياتى مش عايز أي حاجة من الدنيا غيرك أنتِ.
ملك بدموع:_أنت ذنبك أيه
يحيى بصوتِ مرتفع للغاية:_كفايا بقا يا ملك ليه ديما بتربطى الا بينا بطفل أنا بحبك أنتِ فاهمه
بكت بين احضانه ليشدد عليها بأحتواء ثم اخراجها لتقابل عينه قائلا بجدية وحذم:_أوعى يا ملك الا حصل الصبح دا يتكرر تانى أنا بكره الضعف متخلنيش أتخل عن نقطة ضعفى لو كسرتنى فاهمنى يا ملك
أشارت له برأسها فبتسم بهدوء وقبل أن يتفوه بكلمات عشقه تفاجئ برعد يدلف الغرفة بغضب جامح
رعد بصراخ:_أيه الا سمعته دا أنتِ أتجننتى عايزة تموتى كافرة
تخبأت خلف حصنها المنيع بخوف وأرتجاف، فأشار له يحيى بالهدوء قائلا بحذم:_رعد أهدا الموضوع خلص
رعد بسخرية:_أختى كانت عايزة تنتحر وتقولى أهدا
دلف ياسين على صوتهم المرتفع فجذب رعد للخارج قائلا بتحدير:_تعال معيا يا رعد
وبالفعل استطاع اخراجه بسهولة من الغرفة ...
بغرفة عز
كانت تتأمله بحزن كم ودت البكاء بين احضانه ...كم ودت أن تشكو قسوة قلبه له...
بدء فى التململ بفراشه فخرجت يارا سريعاً...
بغرفة مكتب ياسين
رعد بصدمة:_أيه ؟
ياسين بحزن:_ذي ما سمعت ملك مش هينفع تحمل لأن الجنين هيكون خطر كبير على حياتها
رعد بزهول:_كل دا يحيى كان شيله
ياسين ببسمة بسيطة:_يحيى جبل يا رعد اقوى واحد فينا بقوة التحمل
قطع الحديث دلوف حمزة ومعه تالين
حانت اللحظه الحاسمة للقاء بعز ...سيعزف قلبه بعشق جارف فيظن انه لها ام سيكون لنبض القلب رأي أخر ؟!...
ماذا ستخطط ملك وهل ستجبر يحيى عن التخلى عن نقطة ضعفه ؟!
مجازفة.. اختبار عشق.. رابط قوى.. فراق.. لقاء.. خطط.. أسرار..
تااااابع ◄ أحفاد أشرار