رواية أحفاد أشرار الجزء الحادى عشر
بغرفة عز
دلفت تالين بخطى بطيئة للغاية، الخوف والتوتر حليفها، نعم مرت عليها لحظات كانت تريد الفوز به ولكنها الآن لم ترد شيءٍ...
خرج صوت عز المتعب قائل ببسمة بسيطة:_تعالى
وزعت نظراتها بين يارا ويحيى بخوف ثم تقدمت لتجلس على المقعد المقابل له...
عز بصوت متعب:_أنتِ كويسة ؟
أكتفت بالأشارة له برأسها فأبتسم بخفوت... لم تحتمل يارا رؤيتها معشوقها يتحدث مع أخرى فخرجت سريعاً من الغرفة...
ركضت لغرفتها والدمع يتوزع على وجهها بحزن... رأها أدهم فتبعها على الفور...
بغرفة آية
كانت تجلس مع شقيقتها المشاكسة... فهى كانت على تواصل يومى معها... محور أسرار آية...
سعدت كثيراً حينما أخبرتها بتغير ياسين... فتلك المشاكسة تحب رؤيتها سعيدة...
جلست معها بعض الوقت ثم توجهت للخروج من الغرفة لتتفاجئ "بياسين" أمامها...
ياسين" بسمة زادتها وسامة على وسامته._"دينا" أيه المفاجأة الجميلة دي
دينا بغرور مصطنع:_طبعاً مش أنا يبقا مفاجأة جميلة...
تعالت ضحكات "ياسين" فشردت آية به... فأكملت دينا حديثها المرح قائلة بغرور:_أنا ببقى مفاجأة لأي مكان...
ياسين بخبث:_واضح أنك بقيتى نسخة من جوزك
دينا بصراخ:_لااااا أنا مش مغرورة دانا بهزر يا جوز أختى والله...
أنفجر ضاحكاً ثم قال من وسط ضحكاته:_لا الموضوع كبير هخلص ال meeting وهرجع أشوف حكايتك أيه...
دينا بسعادة وصوت منخفض:_أكون خلغت
ياسين:_بتقولي أيه ؟!
دينا " ببسمة مزيفة:_لا أبداً ولا حاجه
أقترب ياسين من آية ثم قبل جبينها قائلا ببسمة تفوقه جمالا:_أنا نازل يا حبيبتي عايزة حاجه ؟
رفعت عيناها لتلتقى بعيناه الفاتكة فتطلعت لهم بأرتباك... طال الوقت بالنظرات وإبتسامات خبث دينا... نعم هو يعى بمن حوله ولكن أبى أن يخجلها بتأمل تلك العينان المذهبتان... لعلها تستطيع قرءة بحور العشق المتوهجة...
إنتبهت آية لضحكات دينا المكبوتة فأبتعدت عنه على الفور فحاولت أخفاء إرتباكها ولكن لم تستطع...
كان يتطلع لها بعيناه الفتاكة فرأف بحالها حينما أشاح نظراته من عليها موجهاً حديثه لدينا:_أنا هنزل وراجعلك تانى نكمل كلامنا
أشارت له ببسمة خبث فغادر بطالته الخاطفة للأنفاس... وقفت آية كالتمثال تتأمل خطاه... فتح الباب وألقى نظرة أخيرة عليها قبل أن يغلقه إبتسم بسمة ساحرة ثم أغلقه وغادر...
ظلت تنظر للباب هائمة به، رائحته تملأ الغرفة فتجعلها كالمغيبة...
أقتربت منها دينا بخبث ثم نغزتها بقوة فأفاقت سريعاً
آية بخجل وأرتباك:_أيه يا بت
دينا بسخرية:_أنا الا أيه برضو !
يخربيت كدا... وأنا الا كنت بقول الا بيحصل فى الهند دا تمثيل طلع فى أمل فى الواقع أهو... نظرات وقبلات على الجبين يا عم يا عم...
تلون وجه آية بالخجل فأسرعت بالخروج من الغرفة حتى لا تقع فريسة لتلك المشاكسة قائلة بأرتباك:_تعالى يالا مش كنتِ عايزة تشوفى يارا..
خرجت دينا من الغرفة ثم خطت خلفها قليلا قائلة بسخرية ولم ترى من خلفها:_أستنى هنا يا هبلة.. الا يشوفك وأنتِ بتجري ما يشوفكيش من شوية... يابت أتقلي مش كدا الرجل يقول عليكِ أيه وقعه...
رأت آية من يقف خلفها فأسرعت بالحديث:_دينااا
دينا بغضب:_بلا دينا بلا زفت والله واقفة متنحة على أيه ياختى لازم تكونى تقيلة كدا بلا دلع نسوان والله ساعات بحس أنى الكبيرة وأنتِ صغيرة...
آية بخجل شديد:_كفايا يخربيتك
دينا بغضب:_تصدقى أنى غلطانه أنى بنصحك خاليكى كدا سلام
وأستدارت لتغادر فتصنمت محلها حينما رأت رعد يتأملها.عادت للخلف قليلا قائلة لآية بصوت منخفض سمعه رعد:_ مش تزمري
آية بغضب:_وأنتِ بتعطى حد فرصة يزمر ولا حتى يطبل
دينا بتأييد:_فى دي معاكِ حق
رعد ببسمة خبث:_لا بصراحة نصايحك من دهب
خجلت آية لسماع رعد حديث تلك الحمقاء فقالت مسرعة:_عن أذنكم هروح أشوف يارا
وأختفت فى لمح البصر، تطلعت دينا حولها لتجد الممر خالي فلم يتبقا سواها وهو..
أقترب منها فتراجعت للخلف بأرتباك فبتسم بتسلية قائلا بخبث:_واضح أنك محتاجه نصايح ذيها...
كادت أن تتحدث بغضب ولكنها تحلت بالصمت حينما وجدته على مسافة قليلة منها... تأمل رعد مشاكسته بعشق فكم طال الغياب على ألتقاء العينان... إبتلعت ريقها بأرتباك فبتعدت عنه على الفور ولكن ذراعيه كانت الأسرع إليها... فحاصرها بينهم بأحكام...
ملامست يده بيدها كانت كالأعصار فوقفت تتأمله بوجه متورد من الخجل... حاولت التملص من بين يده ولكن هيهات...
دينا بصوت متقطع من الخجل:_سبنى...
إبتسم بخفوت ثم أقترب ليهمس بجانب أذنيها بصوتٍ ساحر:_ممكن أجابتى متعجبكيش
تأملته بنظراتِ تحمل الندم لمجيئها هنا... نعم علمت أنها ستأثر من هذا المتعجرف لا محالة...
أتى صوت نجأتها من بين براثينه فحمدت الله كثيراً...
حمزة بستغراب:_رعد بتعمل أيه هنا ؟!
أبتعد رعد عن الحائط لتظهر دينا المحاصرة بين ذراعيه... فأرتجف حمزة لما أرتكبه...
حمزة بأرتباك وهو يتراجع للخلف:_واضح أن النهاردة هيكون أخر يوم لياا
أكدت نظرات رعد له صحة الحديث، بينما أستغلت دينا الفرصة وهرولت للأسفل... فصطدمت بيحيى المتوجه لغرفة يارا...
دينا بأرتباك:_أسفة..
يحيى ببسمة بسيطة:_لا ولا يهمك... ثم أكمل بستغراب:_أيه الا مخاليكى تجري كدا
دينا بتوتر:_ها أصل هو لاااا هى
أنفجر يحيى ضاحكاً ثم قال من بين ضحكاته:_خلاص خلاص فهمت
دينا بخجل:_لا فهمت غلط
يحيى بمشاكسة:_طب فهمينى الصح
تطلعت له بغضب فسترسل حديثه قائلا بهدوء مخادع:_خلاص عفونا عنك...
هبط رعد خلفها قائلا بستغراب لرؤية يحيى:_يحيى أنت هنا ؟!
يحيى بأنتباه لوجوده:_والمفروض أكون فين ؟!
رعد بأهتمام:_مع عز أكيد
يحيى بحزن:_عز أخد أدويته ونام بس واضح أن الموضوع مطول...
دينا بجدية:_ربنا يشفيه يارب
يحيى ببسمة صغيرة ؛_يارب يا دينا عن أذنكم هطلع أشوف يارا...
دينا:_اتفضل..
وبالفعل اكمل يحيى طريقه لغرفة يارا بينما أكملت دينا طريقها للخروج...
رعد:_أستنى هوصلك
دينا بغضب مصطنع:_مستغنين عن خدماتك
أتابعها رعد للخارج فألتزمت العند وخرجت من الباب الرئيسي...
غلت الدماء بعروقه لمخالفة حديثه أمام الحرس فصعد لسيارته وقادها بجنون ليقطع عليها الطريق قبل الخروج من أخر بوابة لقصر الجارحي...
هبط رعد ثم وقف أمامها غير مبالى بالحرس قائلا بصوت ولهجة تسمعها دينا لأول مرة:_اليوم الا هتفكري فيه تكسري كلامى هتشوفى وش عمرك ما شفتيه بحياتك... أنا عدتلك كتير بس دا مش ضعف منى بالعكس شفقة عليكى من غضبي...
ثم أشار للسائق الذي أتى على الفور وأعتلى سيارة رعد...
فجذبها بقوة أفتكت بمعصمها ثم فتح باب السيارة الخلفى ودفشها بقوة وغضب...
صدمت دينا من ردة فعله ففشلت فى أخفاء دموعها...
أغلق رعد الباب بقوة فصدح صوته المرتفع ثم أشار للسائق بالانطلاق...
غادرت السيارة وظل هو بمكانه يتأملها بغضب دافين فلم يجرء أحداً من قبل على آهانة رعد الجارحي... فتلك الفتاة تتعمد أهانته مرات عديدة فنفذت طاقة تحمله...
بقاعة فاخرة للغاية من يراها يقسم أنها صنعت من الألماس...
كان يجلس عدد محدود من ملوك الصناعات بالدول الأجنبية بعضهم من العالم العربي والأخر من الخارج... يجلسون بانتباه لحديث عتمان الجارحي...
تعجبوا جميعاً حينما أخبرهم بأن من وضع قوانين تلك المشاريع العمالقة ليس هو بل حفيده الأكبر هو من أدار تلك المشروعات التى كلفت البعض سنوات أما هو فتمكن من أنجازها ببضعة أشهر... لذا يحق له أن يبدأ تلك الجلسة العظيمة أشاد أحمد أعجابه به فجلس الجميع بتراقب لرؤية هذا الشخص الفائق للذكاء...
دلف المنشود وأعتلى المنصة بكبريائه المعهود... ثقته التى لم تتخلى عنه يوم... صعد ليسلب القلوب من فتيات الشرق والغرب... وقف على المنصة وأضواء الصحافة تلاحقه كظله...
شرح ياسين المشروعات العمالقة بكلمات قليلة فهو شخص قليل الحديث... ثم وجه كلمته الاخيرة للجميع وكأنها كخنجر حاد لمن سولت له نفسه ليتحدى عائلة الجارحي قائلا بثقة...
الحوار مترجم..
:_لم أفتخر يوماً بمثل تلك المشروعات ولكن فخري الحقيقى هو تجمع عائلتى للوصول إلى ما وصلنا إليه بعد عناء... لذا من يريد محاربة تلك العائلة عليه التفكير جيداً والا سيكون بعداد الموت والهلاك...
قال كلمته محددة لنعمان الذي يتراقب التلفاز بحقد وتحدي لكلماته... فستدعى رجاله وعنفهم بشدة على عدم قدرتهم على تنفيذ خططه المرهونة منذ أيام ولكن كيف لأحد منهم الدلوف لمستنقع الجارحي ؟!...
بغرفة يارا
دلف يحيى ليجد آية وملك لجوارها يحاولان تهدئتها... تحطم قلبه لرؤية حوريته ترسم البسمة الخداعه لأجل رفيقتها... فوقف يستمع لها بأنصات...
آية:_مش خلاص بقا يا يارا
ملك بمشاكسة:_خلاص أيه بس يا آية البت معها حق أنا لو حد قرب ليحيى هموته حي أنا بقول يا يارا نخد البت تالين دي ونرزعها علقة موت تقوم الذاكرة رجعه لعز على طول... ليه بقا عشان هيخاف يكون مصيره ذيها...
إبتسمت يارا بخفوت حتى آية انفجرت ضاحكة...
أسترسلت حديثها قائلة بكوميديا:_من رأيى نحطله بالاكل مقوى الذاكرة جايز ربنا يفتحها عليه
خرت يارا ضاحكة فقالت من وسط ضحكاتها:_يخربيتك انتِ متأكده أنك كنتِ بأمريكا
ملك بغضب:_هما بيقولوا كدا
يارا:_هههههههه ماشي ياختى هنزل أجيب شوية تسالى وأجى متمشوش
آية:_هنروح فين أدينا اقعدين
يارا:_قشطة مش هتأخر
ملك بصياح ؛_هاتيلى شوكلا معاكِ
يارا:_أووك
خرج يحيى ببسمة رضا لوجود الفتيات لجوارها... فتوجه لغرفته يرتاح قليلا...
بغرفة عز
عز بصراخ:_ااااه براحة يا حيوان
أدهم بتزمر:_لا بقولك أيه أنا مش الخدمة الفلبينيه الا السيد الوالد أشترهالك.. يعنى تغير من سكات...
عز بألم:_براحة دراعى
تأفف ادهم من المهمة المكلف بها من قبل يحيى... وهى مساعدة عز بتبديل ملابسه... لمعرفته بأن رعد لن يحتمل صراخ عز على عكس أدهم الصبور... فلكل منهم طباعه الخاصة المميزة عن الاخر..
أدهم:_كدا خلاص تمام ؟
عز بغرور:_لسه شعري
أدهم بغضب:_والشاش على رأسك دا
عز بتزمر:_خلاص ياخويا ساعدنى بس أتمشى شوية زهقت من قاعدة السرير
أدهم بجدية:_لا يا عز ما ينفعش الجرح لسه
قاطعه عز قائلا بحذم:_خلاص يا أدهم مش عايز مساعدتك
أنحاز له ادهم وعاونه على الوقوف فخطى خطوات بسيطة بمساعدته ثم سحب يده قائلا بألم:_سبنى أحاول لوحدى
أدهم:_لا مش هينفع
عز ببسمة بسيطة رغم ألمه:_متقلقش أنا كويس...
وخطى عز خطوات بسيطة بمفرده للخارج...
بالأسفل
حملت يارا الأطباق وصعدت للاعلى فتصنمت محلها حينما رأت عز يجاهد للسير...
وضعت ما بيدها ثم هرولت له سريعاً ألتقطت يديه قائلة بصراخ:_عز
رفع رومادية عيناه لتلتقى بها... تأملت عيناه بشتياق... يدها تلامس يده... تشبعت بعيناه بنظرات سريعة... طالت بالصمت... أقسمت أنها لو ظلت هكذا لألقت نفسها بأحضانه تاركة خلفها المجهول...
عاد ياسين من الخارج، فصعد للأعلى ليجد عز بالخارج فقال بزهول:_عز ؟!
إنتبهت يارا لياسين فتركت يده والدمع يلمع بعيناها...
فى حين ملامحه الثابته
ياسين بتعنيف:_أيه الا قومك من سريرك
عز بهدوء:_زهقت يا ياسين
ياسين وهو يتمسك به:_طب تعال معيا
ودلف به ياسين لغرفته...
جلست يارا ارضاً تبكى بشدة... كانت على مقربة منه ولم يستطيع التعرف إليها... كيف لقلبه النبض بدونها ؟!
هلع رعد لها فكان متجه ليرى عز قبل الهبوط للعمل...
رعد بفزع:_ياراااا
رفعت عيناها لعينه قائلة بدموع:_كنت قريبة منه ومتعرفش عليا
رعد بحزن:_فترة وهتعدى
التمست الصدق بحديثه فقالت برجاء:_يارب يا أبيه يارب تكون فعلا فترة..
ساعدها رعد على الوقوف... فابتسمت وتناولت الاطباق ثم توجهت لغرفتها بحزن...
بغرفة عز
ياسين بغضب وهو يشدد على ذراعيه:_لو مكنتش جيت بالوقت المناسب كنت اتكشفت
عز بوجع:_اااه أيدى يا ياسين
تركه ياسين قائلا بسخرية:_كنت فاكر أن حمزة بس الا غبى طلعت أغبى منه
عز بصدمة:_ليييه بسس ما الخطة ماشية تمام
شدد ياسين على شعره البنى الغزير بغضب جامح ثم قال بسخرية:_خطة غبية ذيك
عز بغضب:_مش خطتك دي الله
أقترب منه ياسين فتراجع عز بخوف ثم قال بصوت منخفض:_أبوس أيدك انا تعبان ومش حملك
ياسين بصوت كالصقر:_خطتى كانت أنك متفتكرش جوازك من يارا مش تنساها خالص يا غبي فى واحد ينسى بنت عمه الا عاشت معاه كل السنين دي طب لو نسيت جوازك منها كان منطقى شوية مش الغباء الا عملته دا...
عز بتفكير:_ والله معاك حق
تلون وجه ياسين بعداد الموت فأسرع عز قائلا:_ بس كتر خيري كنت لسه مفوقتش من تخدير العملية ومسمعتكش كويس
كبت ياسين غضبه قائلا بصوت منخفض:_هعدهالك لما أشوف أخرتها... واوصل للحيوان الا أتجرء يشتغل خاين للكلب داا...
عز بجدية:_ياريت تلقيه بسرعة يا ياسين انا مش متحمل أشوف يارا كدا..
تفهم ياسين حزنه فهو يعانى مثله لرؤية أخته تعانى... ولكن عليه كشف هذا الخائن المزوع بقصر الجارحي...
رفع يديه على كتفي عز قائلا بهدوء:_هلاقيه يا عز عارف أنك بتتعذب والا عملته صعب أوي عشان كدا أنا سلمتك يارا وأنا مطمن لأنك بتحبها بجد محدش يتحمل العذاب دا الا العاشق..
عز بجدية:_ومستعد أعمل أكتر من كدا عشان أحميها من الحيوان داا..
تلونت عين ياسين بجمرة من جحيم لذكراه هذا اللعين فقال بصوت كزافات الموت:_هانت مستنى الوقت المناسب لموته...
قطع حديثهم دلوف رعد...
بغرفة ياسين
دلف ياسين فوجدها ترتدي حجابها فأقترب منها بتعجب
قائلا بستغراب:_أنتِ خارجه ؟!
آية بزهول:_أنت نسيت معادنا عند الدكتورة ؟
رفع يديه على رأسه بتذكر:_أوبس نسيت
إبتسمت آية ابتسامة هادئة:_ولا يهمك
أقترب منها ياسين فحاوطها بذراعيه بحنان قائلا بعشق:_ثوانى وهكون جاهز عشان لما البيبي يشوفنى أكون متألق كدا
إبتسمت قائلة بستغراب:_أكتر من كدا
ياسين بمكر:_معاكسه صريحه
خجلت آية فختبأت بين ذراعيه فحتضنها بسعادة...
بالأسفل
هبطت آية ومعها الفحوصات المطلوبة... فجلست تنتظر ياسين الذي هبط بطالته للساحرة فكان يرتدى سروال أسود اللون وتيشرت أبيض ضيق يبرز عضلات جسده...
توقف على الدرج حينما صدح هاتفه فأخرجه ليتفاجئ برسالة من عتمان الجارحي تحثه على الذهاب للشركة فى الحال...
زفر بغضب فعلمت آية بأن هناك أمراً ما... فأقتربت منه قائلة ببسمة:_مش مشكلة هروح أنا ويارا وبالمرة تخرج من الا هى فيه شوية
ياسين بحذم:_مش هينفع تخرجوا لوحدكم فى الظروف دي...
آية بتفهم:_خلاص أبعت معانا الحرس
ياسين:_مش هأمن عليكم معهم
آية بهدوء:_متقلقش علينا لو حصل حاجه لا سمح الله هكلمك على طول...
بعد محادثات آية قبل ياسين بذهابها للطبيبة مع يارا... فشدد بتعليماته على الحرس...وغادر ليرى ماذا هناك ؟
صعدت آية لغرفة يارا فسعدت لخروجها لرؤية الجنين فأخبرتهم ملك بأنها ستذهب معهم هى الأخري...
دلفت ملك لغرفتها فوجدت يحيى يعتلى الفراش، وقفت تتأمله قليلا وهى غافلا فلأول مرة لا يشعر بها يحيى لما مرء به من يوماً شاق... فغتنمت الفرصة وأبدلت ثيابها ثم هبطت للأسفل...
صعدت الفتيات للسيارة فأتبعهم سيارتين من أكفئ حرس الجارحي...
بالمقر الرئيسي لشركات الجارحي
تفاجئ الجميع بهذا الشاب الوسيم بذيه المخالف لملابسه الدائمة بالعمل...
فكان أصغر مما عليه...
دلف لمكتب عتمان فوجده يجلس بتعبيرات قاسية.. على جواره كان يجلس أدهم و رعد ورحاب الباكية وأحمد الجارحي...
ياسين بستغراب:_أيه سر التجمع دا ؟!
عتمان:_أكيد تجمع مش خير
ياسين بخفوت:_فى أيه ؟
أحمد:_إبراهيم المنياوي
ياسين بثبات:_ماله ؟!
رحاب بدموع:_مكنتش متوقعه أنه وسخ اووي كدا
ياسين بعدم فهم:_مش فاهم حاجه
أحمد بهدوء:_خد دا وأنت هتفهم
ألتقط ياسين منه الهاتف فتفاجئ برسالة جعلته يتصنم محله من الصدمة..
"تعرفى أد أيه بتوحشينى يا رحاب مش هقدر اوصفلك اد أيه لانك عشقى المجنون عارف أننا كبرنا على الكلام دا بس انا مجنون فيكى كل لحظة حصلت فى الماضى متسجلة معيا أرجعيلى يا رحاب والا صدقينى هتلاقى الفيديهات دي فى كل حتة على فكرة الفيديهات دي معيا من سنين كنت عارف ان اليوم دا هيجى عشان كدا هديكى فرصة ودا أخر أختياراتك يا رحاب وإبننا هيكون معاكِ لأنه لو بقا مع عتمان الجارحي هيكون مصيره الموت ".
أدهم بغضب جامح:_مش مصدق أن دا أب بجد هو أذي بنى أدم ذينا
عتمان بصوت كالموت:_ياسين الوسخ دا حفر قبره برجليه وأنا سبق وقولتلك خلص عليه مش عارف مستنى ايه...
غلت الدماء بعروق ياسين ثم خرج صوته الغاضب قائلا بعصبيه:_أنا مش مصدق بجد أذي يوصل بيه الحال لكدا
رعد:_الظاهر أن نعمان بيخطط لحاجة والا منعه إبراهيم ودا لوجود أدهم وعمتى معنا
عتمان بصوتا كالرعد.:_ياسين الموضوع منهى فااااهم
أشار ياسين له بأنه سيتوالى الامر فخرج من مكتب عتمان وشرارت الجحيم تلون طريقه...
على الطريق
يارا ببسمة سعادة:_بجد فرحانه أوى أنى شوفت البيبي لا وكمان أيه كلمته
ملك بسخرية:_هههههههه اااه هو اكيد سمعك
يارا بغضب:_اكيد مش هكون عمته يابت
ملك:_وانا جر شكل ياختى مانا عمته انا كمان
آية ببسمة جميلة:_متزعلوووش ياريت تفضلوا على تمسكم ييه كدا عشان تشيلوا عنى شوية
صمتت الفتيات فأنفجرت ضاحكة عليهم...
صرخت آية حينما اسرع السائق بسرعة مهوله... وتعالت الطلقات النار بين الحرس ورجال مجهولين... شعرت يارا بأنها اللحظات الأخيرة فأخرجت هاتفها تحادث عز...
تفاجئ عز بهاتفه فبقى يتطلع له بأرتباك ثم حمله وفتح لينصدم بصوت الطلق الناري وصراخ ملك ويارا..
يارا ببكاء:_.عز أنا عارفه أنك مش فاكرانى بس دي ممكن تكون أخر مكالمتنا
عز بصراخ:_ياررا فى اية ؟!
تعجبت يارا من تذكره له فبتسمت من وسط دموعها ولكن كانت اللحظة الاخيرة لدفاع اخر نفس بحرس ياسين فصدمتهم السيارة ليقع هاتفها بالسيارة..
كانت المعركة حاسمة بين السيارة الاخيرة الحرس وسيارة المجهولين...
فأسرع عز بعمل محادثة جماعية لتصل مكالمة يارا لياسين ويحيى ورعد وأدهم...
طلقات نارية تلاشت القلوب... صوت صراخات الفتيات ذبح القلوب...
حاولت يارا الوصول للهاتف... ولكن لم تستطع...
أسرع ياسين ويحيى لسيارتهم ثم أسرعوا بتتباع الأشارة للمكان المحدود...
وصل ياسين للمكان المنشود فتفاجئ بسيارات الحرس المدمرة كلياً...
يفترشون الأرض بجثثهم الهامدة
تقدم ياسين من السيارة المنعزلة عن الجميع بحذر شديد... لينصدم عندما يرى ملك غارقة بدمائها... جذبها ياسين سريعاً خارج السيارة فأنفجرت أمام أعين يحيى الهابط من سيارته لتو... تسارعت نبضات قلبه فتقدم من السيارة بزعر... عاد قلبه للنبض حينما وجد ياسين على مسافة ليست كبيرة من السيارة... هرول إليه ليقتلع قلبه حينما وجد حوريته غارقة بدمائها بين ذراعى ياسين...
يحيى بصدمة:_ملك... ملك
ياسين بهدوء:_ملك كويسة يا يحيى أطمن أصابتها سطحية جدا...
حملها ياسين ثم قدمها ليحيى الذي حملها بخوف شديد لسيارته...
ياسين ليحيى:_خد ملك على أقرب مستشفى...
توجه ياسين لسيارته فأتبعه يحيى قائلا بغضب:_أنت رايح فيين ؟
ياسين وقد أعتلى سيارته:_يارا وآية محتاجنى يا يحيى
كان يحيى بين خيارين كلاهم أصعب من الأخر... بين ترك معشوقته وصديق دربه...
أخرجه من بؤرة شروده صوت ياسين قائلا بحذم:_أنقذ ملك يا يحيى
صعد يحيى لجواره قائلا بغضب:_مستحيل اسيب لوحدك دا الا الحيوان دا عايزه
ياسين بعصبية:_مش هيقدرلى أسمع الكلام وأنزل ملك نزفت كتير وممكن فى أي وقت تخسرها...
زهقت روحه لمجرد التفكير بالأمر فهبط لسيارته مسرعاً، غادر ياسين بسرعة البرق ليفتك بهذا اللعين... فقد فعل ما هو أبعد من المتوقع ومصيره صار بين يد ياسين الجارحى...
حمد الله كثيراً حينما رأي سيارة رعد مقتربة منه...
هبط رعد فصدم لرؤية شقيقته فاقدة الوعى تنزف بشدة...
رعد بصدمة:_أيه الا حصل يا يحيى
يحيى:_رعد خد ملك لاقرب مستشفى
أقترب منها يحيى بخوف شديد ثم أحتضنها برعب هامساً بجانب أذنيها:_ راجعلك تانى يا حبيبتى عشان خاطرك متوجعيش قلبي عليكِ
تحطم رعد لرؤية الدموع بعين يحيى لأول مرة...
رفع يحيى عيناه لرعد قائلا برجاء:_خاليك جانبها يا رعد
لم ينتظر سماعه وهرول مسرعاً لسيارة رعد
رعد بصوت مرتفع:_انت رايح فين ؟وفين يارا وآية
يحيى بحذم:_نفذ الا قولتلك عليه
وغادر يحيى هو الأخر فأسرع رعد بقيادة سيارة يحيى لأقرب مشفى...
بمكان مظلم للغاية
كانت تحتضن يارا برعب... تبكى بحسرة على ما حدث لملك... ما يطمن قلبها قليلا هى سماعها لحديث الرجال المقنعين عندما أصيبت ملك بطلق ناري صرخ بها قائلا بأن نعمان حذرهم من بقائهم على قيد الحياة... تعلم جيداً بأنه يستغل نقاط ضعف ياسين...
يارا ببكاء:_ملك أنا خايفه عليها أوى
آية بدموع:_أن شاء الله هتبقى كويسه أكيد ياسين هيلحقها...
يارا بخوف:_وأحنا هيعملوا فينا أيه
تلبشت أجسادهم حينما أنفتح الباب على مصرعه... فظهر منه هذا الشاب ذات العين الحادة... دلف للداخل بغضب يلمع على قسمات وجهه... فوقف يتأملهم بنظرات مقززة متفحصة لهم...
نعمان بصوت كفحيح الأفعى:_أخيراً روح ياسين الجارحي بقيت فى أيدى...
بجد سعادتى متتوصفش...
أقترب من يارا فتراجعت للخلف بزعر شديد... رفع يديه يلامس وجهها فأغمضت عيناها بتقزز
نعمان بنظرات جريئة:_سمعت عن جمالك كتير بس النهاردة شوفته
فتحت عيناها بزعر ثم أنفضت يده عن وجهها بخوف...
نعمان بأعجاب:_عجبتينى بجد
أقترب بوجهه منها قائلا بصوت يشبه الموت:_حتى عيونك بتشبه أخوكى ودا مش فى صالحك...
آية بصراخ وهى تحاول تخليص يارا:_أبعد عنها أنت أيه ؟يا شيخ أتقى الله هتأخد أيه من كل الشر دا... هتقول لربنا أيه ؟
تعالت ضحكاته بصوتاً مخيف للغاية أفزع آية ويارا فعلمت آية أنها تخاطب جثة هامدة فقدت معنى الحياة...
أنهى ضحكاته بجذبها من حجابها بقوة جعلتها تصرخ ألماً قائلا بحقد:_أنتِ لسه الدور مجاش عليكِ بس شكلك مستعجلة وأنا ميخلصنيش زعلك دانتِ مرات الغالى...
بقصر الجارحي
فشل أحمد بالتحكم بأبنه المريض حتى عتمان حاول كثيراً ولكنه فشل هو الأخر...
هبط عز للأسفل بصعوبة كبيرة فشعر بأن العالم يلتف من حوله... جاهد ليستعيد قواه ولكن لم يستطيع فسقط فاقداً للوعى...
حل الغضب على قسمات وجه عتمان لعدم تمكنه من الوصول لمكان احفاده فبعث عدد مهول من الحرس يتباعون الأشارة بهاتف عز...
وصل ياسين للمكان المنشود فدلف بحذر شديد... يقع رجال نعمان المنياوى بصمت مميت... ضربات تفتك بهم للموت... فمن هم أمام قوة ياسين الجارحي !...
أسقط من يقابله كأنه يقابل سيف موته الفتاك...
وصل ياسين للداخل بمكان مظلم للغاية... فبتسم بسخرية حينما أنفتح الضوء على مصرعيه...
لتتضح له رؤيا هذا اللعين يجلس على مقعد بمنتصف الغرفة... وعلى يساره يجلس إبراهيم المنياوى بتفاخر بما تدنى له إبنه...
كانت نظرات ياسين توشك بالموت... كأنها حفرة من جمر...
وقف نعمان ثم أقترب ليقف أمامه بنظراته الحاقدة لسنوات... يتذكر ماضيه الذي أنتهى بسجنه على يد ياسين الجارحي... نظرات كره وحقد دافين... أما ياسين فكان ثابتاً كالمعتاد نظراته متيمة بالقوة والصلابة...
خرج صوت ياسين الحامل للشفقة قائلا بستقزاز:_هى دي بقا العشة الا أنت مستخبى فيها أنت وأبوك .
تعالت شرارت الغضب بعين نعمان فقال بصوت وخيم:_لا دي العشة الا هتكون فيها النهاية المأساوية لياسين الجارحي...
إبتسم ياسين ثم قال ببرود:_كلامك كتير لكن أفعالك قليلة لكنك مش راجل ..
رفع نعمان يده ليلكم ياسين ففجاءه بلكمة سريعة طرحته أرضاً، أشار إبراهيم للرجال فهجموا علي ياسين لينالوا منه ولكن هيهات طرحهم أرضاً ولم يتأذى بأي خدش...
أرتعب نعمان منه وعلم أن قوته تفوه أضعاف... فستغل إنشغال ياسين بالرجال وأنسحب لينفذ باقى خطته...
أنهى ياسين على البعض منهم فى حين بالخارج يكتمل العمل... فقد توالى يحيى أمر باقى الحرس بالخارج...
أقترب ياسين من إبراهيم والغضب حليفه فأقسم على أنهاء حياته مهما كلف الامر... ولكنه تخشب محله حينما إستمع لصراخ قوى يأتى من الأعلى فرفع عيناه لتتجمد عروقه حينما يرى أخته معلقة بحبل برقبتها... تقف على مقعد قداماه محطمه... تكد على أختلال التوزان...
ركض ياسين للأعلى بأقصى سرعة لديه... توقف قلبه مع كل خطوة يتقدمها مع الدرج...
بقصر الجارحي
رن هاتف عتمان برقم صدم لرؤيته... فرفع هاتفه ليخشب محله حينما استمع للاتى
إبراهيم بشماته:_طول عمرك فخور بأحفادك أنا النهاردة هخليك تشوفهم وهما بيودعوا الدنيا لمسواهم الأخير...
حاول عتمان التحدث ولكنه صمت حينما وجد فيديو مباشر له من المكان الموجود به...
صدم حينما وجد يارا تطل من شرفة بحبل ملتف على وجهها تبكى وتصرخ لينجدها أحدا...
إستمع لصوت معشوقته فعتمان كان يجلس بجانبه فجذب الهاتف لينقبض قلبه وتتوقف الدماء بعروقه فألقى الهاتف وقام مجدداً بقوة تفتك أشد المنشئات... تلك المرة لم يستطيع أحد أيقافه...
أما عتمان فجلس يتأمل ما يحدث بخوف على أحفاده...
وصل ياسين للأعلى... فكسر باب الغرفة بقوة كبيرة ثم دلف مسرعاً ليارا
يارا ببكاء:_يااااسين
توقف ياسين محله حينما خرج نعمان وبيده حوريته بين يديه والسكين على رقبتها...
هلع قلبه حينما فرفع نظراته المفعمة بالنيران المشتعلة له قائلا بصوت كالرعد:_هتندم يا نعمان ورحمة أبويا لأدفعك تمن الا بتعمله دا غالى ..
تقدم منه نعمان وآية تبكى بين يديه قائلا بحقد:_التمن دا أنت الا هتدفعه يا ياسين لما تتزلل عشان الرحمة... كبريائك دا أنا هكسره وحالا
أشار نعمان لرجاله فتقدمه من ياسين ليقيدوه بالحبال... لكمهم ياسين فطرحوا أرضاً فشدد نعمان على رقبة آية فصرخت صرخة مداوية جعلته ينحاز لهم...
نجحوا بعد معانأة بتقيده... فأبتسم نعمان قائلا بمكر:_المعركة بدءت يا إبن الجارحي
أشار سريعاً لرجاله فصوب بالمسدس على المقعد ففلتت قدم يارا...
أختنقت يارا وشعرت بأن الموت يرحب بها بين احضانه ولكن كتفى ياسين كان الأسرع لها...
ثبتت يارا قدماه سريعاً على كتفى ياسين وبدءت تتنفس بسرعة كبيرة كأنها تستنشق رائحة الحياة من جديد...
نعمان بأنبهار:_ لا بجد عجبتنى بس ياترى هتنقذ مراتك أذي ؟
جلس نعمان على المقعد ثم جذب آية بقوة كبيرة لتجلس على قدمه فتغلل وجه ياسين فقال بغضب لم يري له أحد مثيل:_الموت هيكون لك أرحم من الا هعمله فيك يا كلب ..
إبتسم نعمان قائلا بأعجاب:_روحك فى أيدى وبرضو لسه عندك كبرياء وغرور بس متقلقش أنا هكسرهملك خاالص...
وألقى آية أرضاً فصرخت بوجع محتضنه جنينها بفعل تلك الدفعة ثم خلع جاكيته أمام نظرات ياسين التى تشبه بركان الهلاك...
أرتعبت آية حينما وجدته يخلع ثيابه... فزحفت بجسدها للخلف بزعر، بكت يارا على أخيها المجبور على رؤية زوجته هكذا لأنقاذها تخلى عن معشوقته ..لا تعلم أنه يواجه الموت الفتاك...
جذبها نعمان من قدماها بقوة ثم حاول التعدى عليها ولكنها نجحت فى التخلص من بين يديه وركضت لأحضان معشوقها...
آية ببكاء:_ياسين
أغمض ياسين عيناااه بغضب يكاد يعصف بمن حوله...
حتى عتمان الجالس يتأمل ما يحدث يشعر بألمه...
وقف نعمان أمام عيناه الحمراء بتحدى ..يتأمله تارة ويتأمل تلك التى تتشبس بأحضانه...
ياسين بصوت كالموت:_عمرك ما هتبقا راجل الناس الضعيفة الا ذيك بتحتمى بأستغلال الستات عشان يحققوا هدفهم
أقترب ليكون على مقربة منه فقال بصوتاً ساخر وهو يردد بجانب أذنيه فسمعته آية:_هتعرف مين فينا الا راجل الوقتى
وجذبها بالقوة جعلتها تصرخ بشدة ..
ملقياً أياها على الأريكة كاد أن يقترب منها لينبطح أرضاً على أثر لكمة قوية فرفع عيناه ليجد يحيى أمامه وعينه تشع شرار
ناوله يحيى لكمات مميتة، ثم تقدم من آية فخلع جاكيته يداثرها بها... توقف يحيى حينما شعر بدماء تتغلل من رأسه فستدار ليجد نعمان وبيده باقى الزجاجة المحطمة على رأسه...
ياسين بخووف:_يحيى
تطلع يحيى له بثبات... على عكس ياسين الذي تطلع لجانبه فأبتسم بذكاء...
أنحاز قليلا ثم استدار وألصق الحبال بالزجاج المحطم فتحررت قيود يده...
ياسين بجدية:_يارا بتثقى فيا ؟
يارا بتأكيد:_أكيد
تخل ياسين عن مكانه فختنقت يارا ثم بلمح البصر عادت للحياة حينما تمكن ياسين من تحرير قيودها فهبت ارضاً...
ازاح عنها الحبال ثم جذبها بهدوء لآية الذي أحتضنها بحزن شديد ثم أدخلهم للغرفة المجاورة وأغلق القفل جيداً...
بينما لكم يحيى نعمان بقوة جعلته يلفظ أنفاسه الاخيرة،فأمر إبراهيم رجاله بالتداخل على الفور ولكنه تعجب لعدم إستجابتهم له ..فأستدار ليجد إبنه يقف أمامه والدماء تغلل بعيناه... بين يديه أخر ما تبقى من رجاله ..وبلمح البصر كان مصيره محتوم مثل الاخرين...
أقترب أدهم منه وقبضة يده تكاد تنفجر من أثر ضغطه عليه ليكبت غضبه الجامح فأقترب منه ورفع يده بقوة كبيرة فأوقفه ياسين معنفاً إياه بشدة:_لا يا أدهم متنساش قيمك وأخلاقك مينفعش تمد أيدك عليه
تطلع لياسين بغضب ثم صاح عاليا:_بعد كل الا عمله ؟!دا ميستحقش الحياااة
ياسين:_مش أنت الا تحدد مصيره مش هتقدر تسامح نفسك دا أبوك
أدهم بصراخ:_لاااا مش أبويا
ياسين بهدوء:_غصب عنك أبوك يا ادهم هيتعاقب بس من القانون...
يحيى بغضب:_تااانى يا ياسين
كاد ياسين أن يجيبه ولكنه توقف عن الحديث حينما أستمع لطلق ناري فأستدار ليري إبراهيم المنياوى حاملا للسلاح بيده ونعمان بيده السلاح المصوب على أدهم فلحق به إبراهيم وأنهى حياته...
صدم يحيى وأدهم والجميع كيف له ذلك ؟!
بكى إبراهيم ثم جلس أرضاً قائلا بدموع:_أنا السبب فى كل دا الأنتقام والحقد عمونى نسونى كل حاجة حتى إبنى اتزرع فيه الشوك الشطانى الا جوايا كان عايز يقتل اخوه
ادهم بصراخ:_لأخر مرة بقولهالك أنت مش ابويا ولا هو يكون ليا حاجه .
تطلع له إبراهيم بدمع ندم ولكن لم يستطيع الحديث فقد طوفت الشرطة البناء...
قبض عليه فكان يتحرك معهم كالجسد المميت المزف للموت، حصد ما فعله من أعمال مشينة بحق الجميع...
أتجه يحيى لياسين فابتسم قائلا بسخرية:_برضو كسرت كلامى ..
يحيى بثقة:_قولت قبل كدا يا ياسين مصيرنا واحد ..
احتضنه ياسين بسعادة فأتى ادهم قائلا بغضب:_انت يا أخينا انت وهو فين البنات
يحيى بتذكر:_اه صحيح آية ويارا فين
ياسين ببسمة سخرية ؛_حبستهم بالأوضة الا جوا
ادهم:_ نهار اسووح والمفتاح
إبتسم ياسين ليحيى بمكر فرفعوا أقدمهم ثم دفشوا الباب فأنبطح ارضاً.
دلف ياسين للداخل فعاون حوريته على الوقوف ثم رفع وجهها بيده قائلا بخوف:_أنتِ كويسة حاسة بحاجة
آية ببسمة من وسط دمعات خوفها عليه:_الحمد لله
أحتضن يحيى يارا قائلا ببسمة سخرية:_كدا يا يارا عايزة تموتى مشنوقة
تحاول بكائها لضحك ثم قالت بدمع:_ملك
أدهم بهدوء:_لسه قافل مع رعد ملك اصابتها سطحية واستعادة وعيها امال استاذ يحيى واقف يهزر لييه !طول ما بيضرب فى الكلاب دول والسماعة على ودنه لحد ما فاقت وكلمته كماان
ابتسموا جميعاً ولكن تبدلت لخوف حينما أنتباهوا لعز ..
عز بتعب شديد وقد شحب وجهه للغاية:_يارا
ركضت يارا إليه بزعر فأحتضنها بخوف شديد فشعر بأن قلبه عاد للنبض مجدداً
تطلع ادهم ليحيى بصدمة ثم تطلعوا لياسين الذي أبتسم بخبث فعلموا الآن بأن هذا الرجل يشكل خطر عليهم...
مرءت الاحداث بقوة وترابط تلك العائلة وحانت لحظات العشق لتتشكل من جديد... بعشق أحفاد الجارحي.
عادت سيارات الجارحي للقصر...فهبط الجميع للداخل حتى أن يحيى هرول سريعاً ليرى حوريته...
صعد للأعلى ليجد رعد لجوارها فتعجب حينما رأها غافلة...
أشار له رعد بالصمت ثم وقف وأتجه إليه قائلا بصوت منخفض:_متقلقش هى بقيت كويسة... أخدت أدويتها ونامت...
رفع يحيى يديه على كتفى رفيقه فهو يعلم أنه جُبر على التخلى عنهم لأجلها ولأجل يحيى...
خرج رعد حينما علم بأن الجميع عاد سالمين...
أقترب يحيى من حوريته بحزن شديد حينما رأى الأصابة تشل حركة يدها...
مسد على شعرها بحنان ثم ظل لجوارها بعض الوقت...
بالأسفل
رعظطد بفرحة:_ حمد لله على سلامتكم
أدهم ببسمة بسيطة:_الله يسلمك يا دوك
أحتضنته رحاب حينما وجدته يقف أمامها... فكانت ترتعب من مجرد التفكير بالأمر...
رحاب لأية:_أنتِ كويسة يا بنتى
آية بأرتباك لما مرءت به:_الحمد لله
ياسين بتفهم:_أطلعى أرتاحى فوق شوية...
أكتفت بالأشارة له ثم صعدت لغرفتها... تتابعها ياسين بعيناه إلى أن أختفت من أمامه...
هبط يحيى للأسفل فأنضم للشباب...
أنتبه الجميع لعز الذي دلف من الخارج بمساعدة يارا...
ثم جلس ويارا لجواره فتعجب أحمد وحمزة...
حمزة بعدم فهم:_هو فى أيه ؟!مش الأخ دا كان فاقد الذاكرة ولا أنا الا فقدتها ولا أيه الا بيحصل بالظبط...
أدهم بتأيد:_والله نفس أسئلتى...
رعد بصدمة ؛_أنت بتضحك علينا يا عز !
وقبل أن يجيبه أقترب منه وشلالات الموت ترحب به... فأسرع ليجلس بجانب ياسين...
عز لياسين:_أتكلم أبوس أيدك العيال دي مبتهزرش
تطلع له ياسين بنظراته الغامضة ثم قال بخبث:_أقول أيه بالظبط مش فاهم تقصد ايه ؟
صدم عز وعلم أن الموت مصيره لا محاله...
جذبه رعد قائلا بصوت مشابه لأسمه:_يعنى سياتك كنت بتمثل
عز بخوف:_لاااا فهمت غلط
جذبه أدهم من قميصه قائلا بسخرية:_فهمنا الصح يا خفيف
أبتلع عز ريقه بصعوبة ثم قال:_اصل انا
جذبه رعد قائلا بنبرة قتالية:_أنت نهايتك اتحددت على أيدى بقا أنا رعد الجارحي عيل ذيك يستغفلنى لا وأيه أتنازل وأتكرم وأنام على كنبة نص فى نص عشان سعاتك... أنا عمري ما نمت غير بسريرى يا حيوان...
عز بألم:_ااه أنتوا بتستغفلونى عشان مش هقدر أدافع عن نفسي وأنا بالحالة دي...
أدهم بسخرية:_ليه بس يا أبو عزيز دانت العشق كله...
ثم وجه حديثه لحمزة:_ناولنى البتاع الا جانبك دي يا حمزة
تطلع حمزة جواره ثم قدم له المزهرية ببسمة كبيرة...
عز بغضب:_ماشي يا حيوان حسابك معيا بعدين...
على الجانب الأخر
كان يجلس ياسين ولجواره يحيى يتأملون ما يحدث بهدوءٍ تام...
عز برجاء:_أنا أخوك على فكرة
يحيى بسخرية:_والله بجد تصدق نسيت...
ثم أستدار بوجهه لرعد قائلا بحذم:_كمل الا بتعمله...
رعد بغرور ؛_عيوونى
لكمه بقوة أوقعته على المقعد فصرخ ألماً...
أسرعت يارا لأحضانه قائلة بصراخ:_عز حبيبي أنت كويس ؟
حمزة بسخرية:_حبيبك !الرجل كان بيمثل وبيقولك تالين وتقوليله حبيبي ..دانا كنت فاكرك هتخدي منى البتاع دي ودشيها فى دماغه...
أدهم:_والله معاك حق ياض الحيوان دا مسيطر عليها سيطرة
عز بوجع:_ورحمة أمى مأنا سايبك اصبر بس أفوق من الجراحه وشوف هعمل فيك ايه
اتجه أدهم ليقف بجانب رعد قائلا بصدمة:_الواد عمل عمليه بجد
رعد بصدمة هو الأخر:_بين كدا !
صوتاً ما جعلهم يجلسون بصمتٍ قاتل... حتى أدهم ورعد جلسوا لجوار عز حتى لا يخبر عتمان بما فعلوه...
هبط عتمان بخطاه الثابت المعتاد ليقف أمام أحفاده بتعالى وكبرياء نعم جعلوه يفخر بهم... بعدما حاول إبراهيم التشافى به... فأنقلب السحر على الساحر...ينجح دائما بحفظ كبرياء تلك العائلة...
وقف يتأملهم واحد تلو الأخر ثم خطى ليقف أمام ياسين ويحيى فخرج صوته المحفور بالثقة:_كنت عارف أن محدش يقدرلكم ..مش عشان أحفاد عتمان الجارحي لا... وحدتكم وحبكم لبعض خالى الكل يعمل للعيلة دي ألف حساب وحساب...اول ما الحيوان دا نقلى الا بيحصل هناك وأنا واثق أن يحيى مستحيل يتخلى عن ياسين حتى لو روحه بمكان تانى...
تطلع ياسين ليحيى نظرة فهمها جيداً فأبتسم بخفوت...
أما أحمد الجارحي فوقف يتطلع لياسين بفخر... نعم أعترف أخيراً أن تحالف ياسين ويحيى هم أساس تلك العائلة...
أكمل عتمان حديثه قائلا بغموض:_كنت خايف العيلة دي تنهار مع مشكلة البنت الا دخلت بينكم دي بس بالعكس الا حصل خالكم أقوى من الاول ..صحيح كانت فترة بس عدت بالنهاية...
صدمة حلت على أحفاده فوقفوا يتطلعون لبعضهم البعض بصدمة
فخرج صوت يحيى المجاهد للحديث:_حضرتك كنت عارف ؟!
إبتسم عتمان إبتسامة مكر ثم أقترب منه قائلا بخبث:_أكيد مكنتش هصمم على نزولك مصر من غير سبب قوى ..بس لازم أعترف أن ياسين ذكى جداا لدرجة أنى أقتنعت أن مفيش حاجه بينكم دا غير أنه نزلنى مصر أو بمعنى الاصح خلعنى من ايطاليا عشان يعرف يلم الموضوع بطريقته ..
جذب أدهم رعد قائلا بخوف:_تفتكر جدك هيعمل فينا أيه ؟
إبتلع رعد ريقه بخوف شديد ثم قال بصوتٍ خافت:_هو عرف اننا كنا عارفين موضوع روفان ؟!
أبعدهم عز عنه قائلا بغضب:_أنا فى النص الله ثم أنك غبي الرجل طلع عارف كل حاجه اهو
ادهم بزعر:_والحل؟
حمزة بسخرية:_هنجري مثلا خلاص وقعنا والا كان كان
تطلع رعد لعز ببسمة علمها عز جيداً فكاد أن يتحدث ولكنهم كانوا الاسرع فهرولوا مسرعين للغرفة المجاورة لهم...
عز بغضب:_خدونى معاكم يا أغبية
دلف رعد فأسرع أدهم وحمزة بحمل عز ثم أسرعوا للداخل أغلقوا الباب جيداً...
صدم الجميع من ردة فعلهم المريب...
عتمان ببسمة فشل بكبتها:_حاجة تشرف والله يا أحمد
أحمد ببسمة هادئة:_المتوقع
أنفجرت رحاب ضاحكة فشاركتها يارا البسمة ..
أقترب عتمان من ياسين ويحيى ثم وزع نظراته بين ياسين تارة وبين يحيى تارة أخرى ..
فقطع الصمت قائلا بسعادة:_مش عايزكم تتفرقوا عن بعض أبداً أنتوا سعادة ووحدة العيلة...
إبتسم ياسين قائلا بمكر:_مش محتاجين توصية
هنا فهم عتمان ما يدور بعقل حفيده فأبتسم بخفوت ثم توجه لسيارته فأتبعه أحمد...
تطلع له يحيى بعدم فهم فتوجه ياسين للغرفة قائلا بحذم:_أطلع يا حيوان منك ليه ..
علموا أن لا مفر من الموت فخرجوا من الداخل بتذمر...
يحيى بسخرية:_لسه عتمان بيه بيشكر بشجاعتكم بس الظاهر سحب كلامه .
وقف ياسين أمام رعد وعز يتطلع لهم بصمتِ قاتل ثم قطعهم قائلا بغضب:_مش مكسوف من نفسك وانت بتجري ذي الاطفال أنت وهو
عز بتذمر:_يا جدعان أنا تعبان والله ارحموا أمى بقا وبعدين فى حاجات مهمة لازم اعملها
أدهم بصوت منخفض ؛_حاجات أيه دي
عز بعصبية:_خاليك فى نفسك
أدهم:_لم نفسك يا عز متنساش أنى سايبك بمزاجى
رعد:_والله الود دا حلال فيه الضرب
يحيى بصراخ:_بسسسس كل واحد على أوضته
عز بسعادة ؛_ربنا يخليك لمصر وينصرك دايما
وصعد عز لمعشوقته...
أما ياسين فرمقهم بنظرات قاتلة ثم دلف للمصعد فتابعه يحيى هو الاخر...
ما أن غادر ياسين ويحيى حتى تمدد رعد وادهم على الأريكة يحاولان ربط الاحداث...
بالمصعد
كان يقف كل منهم بصمت فقطعه يحيى قائلا بستغراب:_مقولتليش يا ياسين ليه خاليت عز يعمل كدا ؟
تطلع له ياسين بهدوء ثم قال:_الحكاية كانت واضحة ذي الشمس يا يحيى الحيوان دا كان عارف كل تفاصيلنا... شكيت فى تالين انها ممكن تكون هى الا بتوصله بس الحادث الا حصل كان دليل براءتها... دا غير عز.
قاطعه يحيى قائلا:_عز كان مقصود عشان ينتقم من ابويا
ياسين:_بالظبط كدا عشان كدا خوفت يستغل نقطة ضعف عز او يحاولوا يخلصوا عليه تانى حطيت كل الاحتمالات لحد ما أعرف مين الخاين المزروع بينا...
يحيى بلهفة:_وعرفت
أنفتح باب المصعد فخرج ياسين وتبقى يحيى فلم يحين دوره بعد ..
استدار بطالته الطاغية قائلا ببسمة ساحرة قبل أنغلاق الباب:_عيب عليك
إبتسم يحيى هو الاخر وراقب المصعد بتلهف لرؤية حوريته...
دلف ياسين لغرفته فتفاجئ بها تجلس على الفراش بشرود...
أقترب منها ياسين بحزن ثم جلس لجوارها ..فرفعت عيناها الملونة بدمع دافين بها... نعم شعر بأنقباض قلبه ..
رفع يده يزيح دموعها بحنان قائلا بعشق:_الدموع دي غالية أنها تنزل بسبب الحقير دا... هو خلاص أخد جزاته
أشارت له بتأييد ثم رسمت بسمة جعلته يتأملها بعشق...
رفع وجهها لتقابل عيناه فتلتمس خوفه وعشقه المتيم لها .. فشعرت بأنها بعالم أخر منعزل عن الحقيقة... عالم يحاوطها هو بعيناه المذهبة ورموشه الساحرة ..
بغرفة يارا
كانت تتأمله بغضب... فراقبها بصمت... كأنه يتلذذ برؤية غضب قطته الصغيرة...
يارا بعصبية:_حضرتك بتضحك !
عز بهدوء:_لو عندك اعتراض ممكن أسحبها فوراً
يارا بغضب:_أنت بارد على فكرة أذي قبلت تشوفنى بتعذب كدا
جذبها عز برفق لتجلس لجواره فأشاحت بنظراتها بعيداً عنه حتى لا تقع أسيرة تلك العينان ..
عز بصوتِ يحمل العشق والصدق بين أحضانه:_كنت بتعذب اكتر منك يا يارا...
مترددتش ثانيه حتى لو كان فيها موتى كنت هتحمل لأنى للاسف كنت فاكر ان كدا بحميكى...
أستدارت له ببسمة غامضة تعجب لرؤيتها فخرج صوتها الخجول:_لدرجادي يا عز
تطلع لها قليلا يدرس حركات وجهها ثم قال بغضب:_اه ياختى ما الكرة فى ملعبك ..
لم تفهم ما يتفوه به فجذبها بالقوة ثم أخرجها خارج غرفته قائلا بغضب:_ مش عايز أشوف وشك الايام دي وياريت متعديش من هنا خالص...
واغلق عز الباب ثم جلس يلعن تلك السيارة الحمقاء..
بالخارج .
تطلعت للباب بذهول ثم انفجرت ضاحكة مرددة بخبث:_أما وريتك يا عز مبقاش أنا أخت ياسين بيه الجارحي...
بغرفة ملك
فتحت عيناها ببطئ وألم شديد يلاحقها... تتأمل الغرفة بضعف فوجدتها فارغة... حاولت القيام كثيراً ولكن لم تستطع... فرفعت يدها تستند على التخت بمحاولة للقيام ولكن باتت بالفشل فكادت السقوط على ذراعها المصاب ..فحال معشوقها بينها وبين السقوط...
يحيى بقلق:_أنتِ كويسة
أشارت له بألم فرفعها لتجلس كما تشاء...
جلس أمامها يتأمل ملامح وجهها بصمتِ قاتل... ثم خرج هذا الصوت المرتجف من الخوف على نبض قلبه:_يارتنى كنت بدالك يا حبيبتي
فتحت عيناها بعد أن أغلقتها لتحتمل هذا الألم القاسي... تطلع له بتذمر قائلة بصوت يكاد يكون مسموع:_متقولش كدا تانى
إبتسم إبتسامة بسيطة ولكنها كانت كفيلة بجعل الوسامة تاجه المزين له ..فأقترب منها ثم أحتضنها بحذر شديد
بغرفة عز
تمدد على الفراش... ولكن لم يستطيع النوم ..فتفاجئ برقمها يزين شاشة هاتفه...
رفع الهاتف بتعجب فستمع لصوتها قائلة بشكل مباشر ؛_بحبك
أستند بظهره على الوسادة من خلفه ثم أغمض عيناه بسعادة لأشتياقه سماعها...
يارا بعشق:_أنا كنت هموت أول ما عرفت الا حصلك كنت حاسه أنى خلاص خسرتك يا عز ..قلبي كان هيوقف لما شوفتك بتنازع الموت
أسرع بالحديث قائلا بزعر:_بعد الشر عليكِ يا قلبي
ثم عنفها بقوة:_ قولتلك ألف مرة بلاش تتكلمى كدااا
يارا بخبث:_خلاص مش هتكلم غير عن قلبي الا بينبض بعشقك.
عز بغضب:_لا متتكلميش خالص
يارا بمكر وهى تكبت ضحكاتها:_ليه بس يا عز حرام أوضحلك أنا بحبك اد أيه
عز بغضب:_ياستى عارررف متوضحيش
يارا بخبث وأنتقام:_لا أنت مش فاهم حاجه أن حبى ليك فاق حدود مملكة الجارحي بحالها... وبعدين لازم الكل يعير منى أخترت أوسم وأحلى رجل بالكون كله
عز بعصبية:_يارااا اقفلي لأولع فيكِ وفى التلفون ..
وأغلق عز الهاتف ثم القاه لجانبه بغضب...
بينما أنفجرت تلك المشاكسة من الضحك... فجذبت الهاتف مجدداً قائلة بخبث:_أنت لسه شوفت حاجه أما خاليتك تقول حقى برقبتى مبقاش يارا الجارحي...
أغلق عز الأضاءة برموت ألكترونى متحكم بأضاءة الغرفة ثم قام بأشعاله مجدداً حينما استمع لصوت هاتفه مرة أخرى فرفعه ليجد رسالة من معشوقته
"بحببببببببك "
جن جنون عز على تلك الفتاة التى تحاول أسترداد ما فعله بها...
تمسكت بالهاتف تكمل ما تفعله فتفاجئت باحدا ما يجذبه منها...
يارا برعب:_عز !
عز بخبث:_ايوا عز يا حبيبتى حسيت أد ايه حبى بيجرى فى دمك فخفت عليكِ قولت لأزم أجى قبل ما الحالة تتدهور
أرتجفت يارا فجذبها عز من ملابسها كمن قبض على لص...
عز بغضب:_هو أنتِ فاكرة عشان أيدى متجبسة مش هعرف أطولك بأيدى التانيه ..
يارا برعب:_أهدا بس يا عز وأفهمنى
عز بهدوء مخادع:_مأنا هادئ أهو شايفانى بشد فى شعري
يارا ببسمة حاولت أخفاءها:_العفو طبعا
عز بغضب جامح:_يارااا على سريرك والا وقسمن بالله هتندمى وأنتِ عارفه قصدى كويس
ما أن أنهى كلماته كانت تفترش الفراش فجذب هاتفها قائلا ببسمة جميلة ؛_كدا تعجبينى
وتوجه عز للخروج ثم تصنم محله حينما رفعت الغطاء قائلة بمشاكسه:_برضو بحبك هاا
أستدار لها فوجدها انغمست تحت الغطاء من الخوف فأبتسم بخفوت ثم غادر بخطاه البطيئة فمازالت قدماه وذراعه الأيمن مصاب...
بالأسفل...
كان يتمدد رعد على الأريكة ولجواره أدهم... فزفر بغضب قائلا بعصبية شديده:_هو أحنا مش هنتجوز ولا ايه
رعد ببرود:_ما تروح تتجوز حد ماسكك
أدهم بستغراب:_أنت مش هتتجوز معيا ولا ايه
رعد:_وانت مالك ومالى يا عم
حمزة بصراخ:_متقلقش هتجوز أنا
تطلع له رعد فقال سريعاً:_طب يا دومى تصبح على خير مهو الدنيا كلها بتتجوز وجيت عندى انا ووقفت
وصعد حمزة قبل ان ينال منه رعد...
ادهم بغضب:_هو انت ناوي تخلل الواد دا جانبنا ولا ايه
رعد بصدمة:_الله يخربيتك دا لسه بالجامعه عايز تجوزه هو كمان مش كفايا الهم الا احنا فيه
أدهم ببسمة تسليه:_هم ايه ؟بص انا عايز اعرف كل حاطه بالتفصيل.
تطلع له رعد بنظرات نارية... ثم أنقض عليه فصرخ به...
رعد بغصب:_وأنت مااالك بتتدخل فى حاجة متخصكش ليبييييه !
أدهم بصراااخ:_تصدق أنى غلطان... حسيت أنك بحاجة للحديث وتبادل النصايح
جذبه رعد بقوة قائلا بعصييه:_وأنا لو أحتجت نصايح هخدها من واحد ذيك يا حيوان...
أدهم بغضب:_لا دانا اتعديت حدودك وعايز الا يفوقك...
رعد بصدمة:_أدهم ..
تعجب أدهم من تخليه عن شجاعته فتطلع لما يتطلع إليه...فوقف لجواره بنفس قوة صدماته...
أقترب منهم عتمان وأحمد يتتابعه للداخل...
وزع عتمان الجارحي نظراته بينهم بصمتٍ قاتل... ثم خرج صوته لأحمد قائلا بجدية:_عجل جواز الأتنين دول يا أحمد...أنا جبت أخرى معاهم...
أحمد ببسمة مكبوته ؛_حاضر يا بابا الجواز هو العقاب المناسب...
أدهم ببسمة بلهاء بعد صعودهم_أحلى عقاب دا والا أيه...
تطلع له رعد بتذمر ثم توجه لغرفته مردداً بغضب:_غبي...
أدهم بتذمر:_هموت وأفهم دماغ المغرور دا بس مش مهم...
وصعد أدهم لغرفته هو الأخر...
بمنزل دينا
كانت تجلس على فراشها بدمع يأنس تلك الوحدة الجياشة...تذكر تلك الكلمات القاسية التى تركها تذكار لها...حتى أنه لم يبالى بها...
أعادت النظر فيما أرتكبته فحصدت نتيجة حاسمة أنها من أخطأت بالبداية...
مر الليل الكحيل بسلام على القلوب التى أذاقت بعد الراحة أخيراً وسطعت الشمس بنورها المتوهج لأستقبال يوماً جديد...
بقصر الجارحي...
وبالأخص بغرفة ياسين...
فتحت عيناها بخجل حينما وجدته يحتضنها... نعم لم تشعر بأمان بنومها مثلما شعرت بالأمس...رفعت عيناها تتأمل وجهه بتفحص... خصلات شعره المتمردة على عيناه بأحتراف...رموشه الكثيفة كأنها خلقت لتحمى تلك العينان المذهبة...
حاولت التملص من بين ذراعيه حينما فتح عيناه ليرمقها بتسلية...فخجلت بشدة...
تأملها ياسين بصمت ثم قال بتسلية عندما حاولت القيام كمن أرتكبت ذنباً كبيراً:_متخاقيش مش هقول لحد...
تطلعت له قليلاٍ ثم وقفت بتذمر على الفراش قائلة بغضب:_ما تقول هو أنا عملت أيه... الحق عليا عايزة الا فى بطنى يجى شبهك...
أنفجر ياسين ضاحكاً على طريقتها الطفولية فلم يستطيع كبت ضحكاته... لم تعى ما ترااااااه...كانت تراقب إبتساماته البسيطة بعشق جارف...أما الآن فهو يبتسم من قلبه...
أنحنت آية للفراش تتأمله بصمتٍ وسعادة... فقال من بين ضحكاته:_ومين قالك المعلومة الخطيرة دي...
آية بتذمر:_بتتريق سعاتك...
إبتسم قائلا بعيناه المذهبة:_أكيد مش معنى أن الأبن شكل الأب يبقى عشان والدته بتبص لأبوه...
قال كلماته الأخيرة وهو يحاول السيطرة على ضحكاته...
تركت الفراش ثم وقفت تتأمله بغضب ومشاكسة يرأه ياسين بها لأول مرة... فشعر بعودة نبضات قلبه لحوريته التى لم تعد تخشاااه...
آية بغضب:_مااشي يا ياسين أتريق براحتك مش عوت هبصلك خلاص غيرت رأيى هبص لبابا أو لدينا...
ثم أسترسلت الحديث قائلة بسعادة:_هروح بره ليبيه ما يارا هنا وشكلك برضو...
أستقام بجلسته على الفراش يتأملها وهى تتحدث مع نفسها...
كادت أن تترك مكانها ولكن يده كانت الأسرع لها...
جذبها لتجلس لجواره قائلا بخبث:_خلاص صدقتك... بصيلى بقا عشان أنا حابب إبنى يكون شبهى...
تطلعت له بسعادة فتلك الحمقاء لم تعلم خطة ياسين الجارحي...
رفعت عيناها لتتأمله ولكن بسمتها تلاشت وظلت العين تعافر للنظرات... فتلك العينان لم ترى لهم مثيل...
أزاحت عيناها بتوتر ثم اتجاهت للباب قائلة بأرتباك ؛_الظهر أذن وأنا لسه مصلتش غير الفجر... هدخل أتوضأ...
ورفعت يدها على مقبض الباب فأسرع ياسين إليها... حاصرها بين ذراعيه فشحب وجهها...
إبتسم بمكر ثم قال بنبرته الخبيثة:_لو بصيتى للعيون دي حياتك هتتلغبط يا قلبي... عشان كدا قولتلك بلاش...
آية بغضب:_أبعد عايزة أتوضأ قولتلك...
إبتسم ياسين ثم أقترب منها هامساً بصوتاً خافت:_أولا الظهر لسه مأذنش...
ثانياً دا باب الأوضة مش الحمام...
أبتعد عنها ليرى ملامح الصدمة تحتل وجهها... فوزعت نظراتها بين الباب وساعة الحائط بصدمة... ثم خرج صوتها بنبرته المرتفعة لتخفى خجلها:_وايه يعنى هصلى الضحى... عن أذنك...
وأسرعت بالركض للمرحاض ..وهى تسب وتلعن من أخبرها تلك المعلومة التى أفتكت بها... مع ياسين الجارحي...
بغرفة رعد
أفاق على صوت هاتفه... فرفعه بتذمر حينما لمح أسمها على الشاشة ..فقال ببرود:_نعم لسه فى حاجه حابه تقوليها...
صمتت قليلا ثم قالت بحزن من معاملته الجافة معه:_أنا كنت عايزة أعتذر منك
قاطعها رعد قائلا بحذم:_متشكر لكرم سعاتك...
وأغلق رعد الهاتف بوجهها... فكبت غضبها الجامح... بقوة كبيرة...
بغرفة عز
حاول أرتداء قميصه ولكن لم يستطع... فرفع هاتفه ليطلب أدهم فوجده لجواره قائلا بغضب:_مترنش حفظت...
إبتسم عز ورفع يده بغرور فتوجه أدهم بغضب يعاونه على أرتداء ملابسه ..ثم تعمد ملامسة الجرح ليصرخ بغضب...
أدهم بخبث:_ألف سلامه يا حبيبي... دانا حزين عليك بشكل...
عز بصدمة:_حزين ؟أنت !
أدهم بخداع:_أيواا أنا يا جدع فى أيه ؟!
أتجه عز للخروج قائلا بعدم تصديق:_يالا يا أدهم مش عليا الكلام دا
أتابعه أدهم للأسفل بتذمر لفشل خططه الدائمة...
بغرفة يحيى...
المرآة تنقل العشق المتيم للعينان... تتأمله بعشق عتيق...عيناه تجعلها كالمغيبة عن الواقع... يده تتلامس مع خصلات شعرها الحريري... تغمض عيناها تارة وتخطف نظرات له تارة...
أنهى يحيى ما بدئه بأتقان ثم توقف ينظر لها بأعجاب...
يحيى بعشق:_كدا أحلى...
ملك بصوت منخفض:_هكسر دراعى كل يوم عشان تعملى التسريحة دي...
هبط لمستوى المقعد قائلا بعشق:_يا سلام أسيب الدنيا كلها وأعملك الا أنتِ عايزاه..
ملك بشك:_يحيى الجارحي هيسيب شغله عشان تسريحة شعري...
تطلع لها بجدية:_أسيب الدنيا كلها عشان عيونك...
تلاقت العيون بلقاء طويل انهاه دلوف رعد ليطمئن عليها... فصدم حينما لمح ما بيد يحيى...
ألتقطته منه قائلا بصدمة:_أيه داااا
يحيى بغضب:_ذي ما حضرتك شايف
رعد بزهول وهو ينظر لملك:_هتعملوا فينا أيه تاااانى أتقوا الله
وتركهم رعد وخرج سريعاً قبل أن يفقد أعصابه... تتابعه يحيى بعيناه ثم قال بستغراب:_أتجنن والا أيه ؟!
ملك ببسمة مرحة:_لا دى دينا الا أثرت عليه
يحيى بمشاكسه:_بس تصدقى عنده حق أنتوا مش ناوين على خير أبداا
ملك بخجل:_على فكرة أنا طيبه
لوى فمه بعدم تصديق فبتسمت بسعادة...
بالأسفل
هبط عز مع أدهم... فصدموا عندما رأوا دخان كثيف متصاعد من ناحية المطبخ بصورة غير طبيعية... شعر عز بأختناق أنفاسه... فأسرع أدهم ليرى ماذا هناك ؟فأتبعه رعد
بالمطبخ
دلف رعد بصعوبة فى محاولة الرؤيا ولكنه لم يستطيع فشعر بأن هناك حريق بالداخل... لم يتحدث فوجد أدهم يسبقه بأن حمل مطفائة الحريق وأسرع للداخل...
أخذ يجوب المكان هنا وهناك فتوقف بأشارة من رعد حينما إستمع اصوت الأحمق...
حمزة:_الحقوووووونى
توجه أدهم سريعاً للمصابيح ثم شعلها لينصدم عندما يرى أمامه كتلة كبيرة من الفحم الأسود...
لم ينتظر للتأكيد فهرول سريعاً للخارج ..يصرخ بفزع...
أستدار رعد للصوت أدهم ولكنه تخشب محله هو الأخر...
هبط يحيى وياسين مسرعاً على صوت أدهم حتى عتمان وآية وملك ويارا...
أدهم بصراخ:_الحقووووونى شبح أسوووود بالمطبخ...
يحيى بسخرية:_شبح أسود بمطبخنا !
تطلع له ياسين بعين كاللهيب ثم قال بغضب:_أنت منزلنا عشان الهبل دااا ؟
عز بتعب:_كح كح كح شالووونى من الدخان دا همووت
ياسين لأدهم:_أنزل هاته
أدهم بخوف:_مستغنى عن روحى لااااا
عتمان بستغراب:_فى أيه ؟
أدهم بأرتجاف وشجاعة لأول مرة:_فى أشباح بقصرك يا عتمان يا جاررررحي
عتمان بسخرية:_يا راجل
أشار برأسه لتأكيد المعلومة الخطيرة...
رحاب بزعر:_يا حبيبي يا بنى
تمسكت آية بذراع ياسين بخووف شديد...
بعد برهة خرج رعد وبيده هذا الأحمق فصرخت يارا وتلبشت بذراع ياسين... أما ملك فحتضنت يحيى برعب...
أدهم بصراااخ:_شوفتواا قولتلكم شبح اسووود محدش صدق أوعوا
وركض أدهم لغرفته سريعاااا
عتمان بصدمة:_أيه دااا
حمزة بألم:_دا أنا يا جدو يا حبيبي
يحيى بصدمة:_حمزة أيه الا عمل فيك كدا ؟
حمزة بحزن شديد:_والله نديت لحد من الخدم يعملى أي لقمة أفطر بيها ملقتش حد فدخلت اعمل بيض بس معرفش أيه الا حصل كدا فجاءة لقيت الدنيا سودت...
تطلع يحيى لياسين فصعد عز بيارا قائلا بغضب:_لا تعليق
ياسين بغضب جامح:_شيل الواد دا من قدامى
وبالفعل هبط يحيى فجذبه من بين براثين رعد... ليصرخ بهم قائلا بغضب جامح:_أيه يا ظااااالمه هتعقبونى عشان جعان ودخلت اعمل فطار...
ملك بصدمة:_هو دا فطار يا حمزة أمال لو عشا كنت دمرت القصر كله !
ياسين:_متتكلميش معاه كتير دا حيوان وغبي
رعد بهدوء:_معاك حق يا ياسين دا هيتسبب فى ضيااع مستقبل العيلة من الخلف...
تركهم عتمان بغضب شديد قبل أن يقتلع عنقه...
فهبطوا جميعاُ وجلسوا على الأريكة المقابلة له...
هبط أدهم حاملا حقائبه وتوجه مسرعاً للخروج من هذا القصر الملعون كم لقبه... فتصنم محله حينما لمح هذا الشبح الملعون يصيح بأسمه...
تخشب محله ثم هرول للخارج مسرعاً ليصطدم بشيء ما جعله يتمدد أرضاً جثة هامدة...
صدم أدهم حينما رأه أمامه فتمدد أرضاً كالجثة الهامدة...
صعق رعد فركض سريعاً ليرى ماذا هناك؟!...
فتخشب محله هو الأخر...
حمزة بصدمة:_أيه دا؟! أحنا أتنين طب اااااذي ؟
دلف الحارس قائلا بصوتٍ ثابت:_أنا أحمد الحارس يا فندم
يحيى بستغراب:_أيه الا عمل فيك.كدا ؟!
الحارس:_سمعت صوت قوى جاي من مطبخ القصر فروحت اشوف فى أيه... فتفاجئت بأستاذ حمزة بالمطبخ والنتيجة أدام سعاتك...
شدد ياسين على شعره محاولة بالتحكم على أفعال هذا الأحمق الجنونية... بينما كبت يحيى ضحكاته...
بشركات الجارحي...
جلست تمنح الصبر لعيناها برؤياه فالدقائق تمر عليها كهد من الزمان... إستمعت لصوته فألتفت لتجده أمامها بطالته الفتاكة... أكمل رعد حديثه بالهاتف عن تعمد لتجاهلها... فدلف لمكتبه بعدم إكتثار بها... كانت سعيدة حينما أخبرها والدها بحديث أحمد الجارحي معه لتعجل الزفاف فحدد بعد ثلاثة أيام... ولكنها فقدت سعادتها حينما رأته يعاملها هكذا...
بمكتب رعد
عمل رعد على عدد مهول من الملفات... بعد غياب يوم كامل عاد ليتفاجئ بعمل يضاهيه أضعاف...
دلفت للداخل ثم وضعت كوب القهوة على المكتب بأنتظار مشاكسته المعتادة بينهم ولكنه تحل بالصمت القاتل الذي فتك بها... أقتربت منه بحزن ثم أغلقت الحاسوب قائلة بصوت مرتبك للغاية:_أنا كمان مش بحب حد يتجاهلنى...
كان يتطلع للفراغ... حتى أنهت حديثها فجذب الحاسوب وفتحه مجدداً...
وزعت دينا نظراتها بينه وبين الحاسوب بندهاش .. ثم قالت بدموع:_للدرجادي مش طايقنى...
لم يجيبها وأكمل عمله... فتراجعت للخلف بحزن دافين ودمع على هذا القلب المتحجر...
توجهت للخروج من الغرفة فوجدته يجذبها لأحضانه بقوة... لحظة شعرت بتوقف الزمان... تراقص نغمات قلبها على طرب نبضات عشقه...
أبعدها عنه بهدوء ثم أزاح دموعها بحنان تلتمسه من بين أطراف أنامله...
تطلعت له كالبلهاء ..لا تعلم أهذا القلب مغلف بالقسوة أم الحنان ؟!
رعد بحزن:_حاولت أتعامل ببرود بس دموعك دي كسرت قلبي...
تحاولت نظراتها لعتاب فتبسم قائلا بخبث:_وبعدين أنتِ أخده عنى فكرة الغرور فقولت أتعامل بيه معاكِ...
دينا بغضب:_دا مش غرور دا برود
تحاولت نظراته لشيء مريب فأسرعت بالحديث قائلة بتوتر:_بص هو أي كان هو حاجه وحشة
رعد ببسمة أنتصار:_بدءتى تخافى ودا شيء فى صالحك
دينا بعصبيه ؛_متبقاش مستفز
أقترب بوجهه منها لتغرق بجمال عيناه الرومادية قائلة بهمس:_بحب الاستفزاز معاكِ
تطلعت له بشرود ولم تفق الا على صوت الهاتف فأسرعت بالهروب من أمام عيناه ليبتسم بخفوت ويتوعد لها عن قريب...
بقصر الجارحي
وبالأخص بغرفة عز
كانت تجلس على الفراش بتعب شديد...جذب عز المياه وناولها لها قائلا بقلق ينهش قلبه:_يارا أنتِ كويسه ؟
يارا ببعض التعب:_متقلقش يا حبيبي دى دوخة بسيطة بس .
عز بخوف:_هطلبلك دكتور حالا
يارا بصراخ:_دكتور لييه أنا كويسة !
عز بجدية لا تحتمل نقاش:_هو الا هيحدد مش أنتِ
وبالفعل جذب الهاتف وطلب الطبيب...
بحديقة القصر
كانت تخطو بخطوات بطيئة خلفه... كأنها بحلم تأبى تصديقه
ألتفت لها ياسين بزهول لها... فوقف يتأملها مثلما تتأمله هى...
ياسين بخبث:_مش بتحلمى
ضحكت ببلاهة ثم قالت بسخرية:_هو بين عليا كدا ؟!
ياسين بثبات:_بين...
جذبها لتجلس لجواره على الأريكة... ولكنها جلست على الأعشاب بحرية...
وزع ياسين نظراته بين الحرس ثم هبط ليجلس جوارها...
ياسين ببسمة عشق:_عملتى فيا أيه يا آية ؟!
تطلعت له بخجل ثم جاهدت بأنتصار لتقترب منه، فرفعت يدها على صدره:_لمست قلبك وفوزت بيه
ياسين ببسمة ساحرة:_خلاص مبقتيش تخافى منى
آية بغضب:_فر فرق بين الخوف والخجل يا أخ
أنفجر ضاحكاً ثم أعتدل بجلسته قائلا بثبات مخادع:_ياسين الجارحي يتقاله أخ لا أنتِ أتعديتى حدودك...
قطعته قائلة بجدية:_أحكيلى عنك يا ياسين عايزة أعرف كل حاجه عنك مش الا الكل عارفها...
تطلع لها قليلا ثم أمامه بشرود قائلا بحزن:_الكل عارف ياسين الجارحي القوة والكبرياء محدش عارف أنى بالنهاية بشر...
رفع عيناها يتأمل عشقه الملون بعيناها ثم أسترسل حديثه:_كنت 10 سنين لما والدي توفى ممكن كانت ضربة صعبه بس الأصعب كانت أمى معاه بنفس الحادث ..حاولت أكون ضعيف بس معرفتش... أتعودت أكون سند لغيرى بس للأسف مكنش ليا سند... كنت بحاول أخلى يارا سعيدة بأى شكل من الاشكال حتى لو هرسم البسمة على وشى بالكذب...
عديت بفترات كتيرة كانت صعبة أوى... حاربت كتير أوى عشانها ونجحت بالأخر... وذي أي بشر سمحت لنفسى أحب ودى كانت غلطة كبيرة أوى حسبت نفسي عليها مليون مرة...
حياتى أكترها الجراح يا آية بس بعدى بوجود الكل جانبي أحنا هنا سند لبعض بس للأسف عرفناها متأخر...
حاولت التحدث فنجحت بعد محاولات قائلة بأرتباك:_طب لو مكنتش عرفت حقيقة روفان كنت هتفضل بتحبها لحد دلوقتى
صمت قليلا يدرس قسمات وجهها ثم تحدث بهدوء تام:_تعرفى يا آية سؤالك دا كان بيطردنى كتير وأجابته كانت غامضة اوى كنت بشوف بعيونك الأجابة...
آية بتعجب:_عيونى أنا!
رفع يديه يلامس وجهها فربما تشعر بشغف عشقه النابع من النبض المرصع بقلبه المعشوق...
فخرجت كلماته الشبيهة كالألماس:_عيونك غريبة أوى فيها بساطة وطفولة وطيبة وخجل حاجات كتيرة للاسف قليل ما تشوفيهم بالبنات...
آية بعدم فهم:_والمفروض تكون فيها أيه ؟!
أبعد يده عنها قائلا بمكر:_بنشوف نظرات وقحة
آية بصدمة:_أيه ؟
أكمل بخبث:_وأيه بنات جريئة جداا تخيلى البنت من دول تطلب أيدى للجواز
آية بغضب:_مييين ؟!
ابتسم بسمة هادئة ثم قال بجدية:_مش مهم يا آية المهم أنك تعرفى أن لقلبي ملكة واحدة بس
وقبل يدها فسحبتها على الفور بوجهاً متورد من الخجل...
بغرفة يارا
طلب الطبيب من الممرضة أن تجري ليارا بعض الفحوصات الطبية... فخرج خبر حملها لعز الغير واعى لحديث الطبيب فلمعت عيناه بسعادة تكفى لعالم بأكمله...
على عكس ملك فكان تذكار لها عما حدث...
جلست بغرفتها تنظر للأدوية التى تحرمها من كونها أم تحمل بجنين معشوقها بألم... فألقتهم أرضاً بغضب شديد... نعم ستخوض تلك المعركة للفوز بقطعة من معشوقها .. نعم تعلم أنها ستمر بالصعاب ولكنها ستفعل ما بوسعها للحفاظ عليه...
تركها ياسين بالحديقة وتوجه للمقر... فخطت خطواتها الشاردة بعشق الحفيد الأكبر لعتمان الجارحي... وقفت أمام هذا المنزل الصغير الخاص بتالين... فدلفت للداخل...
شعرت بسعادة تغمرها حينما وجدت تلك الفتاة التى أرتكبت الكثير والكثير تجلس وترتل القرآن الكريم بصوتاً يفوقها خشوع وجمالاٍ نعم هى مجرد فتاة بسيطة لم توصف بملاك ترتكب الأخطاء وتطلب العفو والسماح من الغفور الرحيم...
دلفت للداخل فجلست لجوارها تستمع صوتها الممزوج بدموع الندم بدمع يلمع بأحتراف اختراق الكلمات قلبها...
أنهت تالين قرءتها ووضعت المصحف لجوارها... فتعجبت كثيراً حينما وجدت آية لجوارها...
آية بخجل:_أنا أسفة على دخولى كدا بس شوفت الباب مفتوح وسمعت صوتك الا شجعنى على الدخول بجد ما شاء الله عليكِ...
تأملتها تالين بستغراب ثم قالت بتعجب:_صوتى حلو !
آية بتأييد:_جدااا والله بجد جميل ربنا يحفظك يارب ..
تالين بفرحة:_مرسي يا آية بجد بس كان فى حاجة كدا حابه أخد رأيك فيها
آية بأنصات:_أكيد لو أعرف أفيدك مش هتأخر
إستمعت لها جيداً ثم قالت:_ مدة النفاس بعد الاجهاض حوالى اسبوع أو أقل على حسب توقف الحيض...
تالين بأرتياح:_طب الحمد لله انا كنت خايفه اوى
آية ببسمة جميلة:_طب علمينى بقا أذي بتقرئي القرآن بالتشكيل الصراحه نفسي اقرء بالتشكيل بس مش بعرف
تالين بفرحة:_بس كدا عيونى
وجلست آية تتعلم منها كيفية التجويد...نعم تلك الفتاة كانت سوء ولكنها الآن عرفت كيف الطريق لله... ألم تمنحها الحياة فرصة للعيش بكرامة وهناء ؟!
بغرفة يارا
سعادة وحزن يحاربها... سعادتها بثمرة عشقها من عشقها الطفولي... وتعاسة لأجل ملك وجرحها... نعم ليس من طباع ملك الغيرة ولكن الحياة تضعنا بأختبارات قاسية... قد تميل للقشل تارة وللأنكسار تارات أخري...
دلف عز والفرحة تزين رومادية عيناه بجمال... فقترب منها قائلا بسعادة:_ألف مبروووك حبيبتى
يارا بأبتسامة هادئة:_الله يبارك فيك يا عز
جلس لجوارها بقلق وخوف لرؤية الحزن يقسم وجهها
:_المفروض تكونى فرحانه! ..
يارا بدمع يلمع بعيناها:_أنا فرحانه جدا يا عز بس زعلانه عشان ملك ..
احتضنها عز بتفاهم فهو يكن ركن بقلبه لأخيه...
يارا ببكاء:_أنا حاسه بيها...
عز بحزن هو الاخر:_ربنا مش بيدى للأنسان كل حاجة يا يارا ..لأزم يكون فى نقص عشان يسجد ويدعى لربه... وأكيد مش بنهون عليه رحمته كبيرة وعطائه أكبر..
أمسحى دموعك دي مش عايز أشوفها تانى... أدعيلها وأكيد ربنا هيستجاب ليكِ...
يارا بسعادة:_اكيد هدعيلها ملك دي اختى
عز بخبث:_طب وأنا
تأملته بخبث ثم قالت بمكر:_ما بلاش أصل تطردنى من الاوضة ذي أمبارح...
إبتسم إبتسامته الساحرة ثم قال بعشق:_لا مينفعش اطرد بنتى بره
يارا بستغراب:_بنتك مييين ؟!
تطلع لبطنها بفرحة ثم أكمل بسعادة وحلم:_مروج
يارا بغيرة:_اشمعنا الأسم داا
عز بسخرية:_واحدة كنت بحبها قبل كدا بطلى جنان الله...
أكملت بستغراب:_طب ليه خمنت أنها بنوته
عز بعشق:_لأنى نفسي فى بنت تشبهك يا يارا
خجلت كثيراً من نظراته الفتاكة فوضعت عيناها أرضاً بين احضانه...
أتفق عتمان الجارحي على زفاف رعد وأدهم فتكفل كل شيء... حتى يكون يوماً مميز للغاية ..ليس زفاف أحفاده ولكن أجتماعهم من جديد...
بمنزل شذا
كانت حزينة للغاية لتفكيرها بأن أدهم لم يهتم بها طوال الفترة الماضية... ولكنها صدمت حينما أستمعت لما مرء به...
شذا بصدمة:_كل دا يا أدهم وأنا معرفش ؟
أدهم ببسمة مزيفة:_محبتش اشغلك معيا يا شذا
شذا بصدمة:_تشغلنى معاك ؟!
أمال أنا ليه كل حاجة بشاركها معاااك ؟!
أخفض عيناه ثم رفعه بحزن:_كنتِ عايزانى أقولك عن أبويا ولا عن أخ عايز يقتل أخوه أنا كنت بوقت صعب اوي يا شذا أيوا كنت بضحك وبهزر بس من جوايا متحطم ..كل الا كان بيحصل حواليا كان بالنسبالي حلم بتمنى يخلص وميرجعاش أبداا..
أسرعت شذا بالجلوس لجواره ثم رفعت يدها على يديه الموضوعة على المقعد بتوتر...
رفع عيناه ينظر لها بعشق فقال بصوت صادق بعدما أحتضن يدها بين يده:_خلاص هتكونى معيا على طول وهتشركينى كل حاجة بس الجنان الا عندى لااا
انفجرت ضاحكة ثم قالت من وسط ضحكاتها:_قصدك الاشباح ولا روما هههههه.
أدهم بغضب:_هو لحق يوصلك ماااشي والله لأوريه
شذا بسخرية:_الا يسمعك ويسمعه ما يصدقش
جذب مفاتيح السيارة ثم توجه للخروج وهو يتوعد لهذا الاحمق بالهلاك
بغرفة ملك
سكبت الأدوية أرضاً ثم تناولتها والقت بها بالسلة قبل دلوفه..
لأحظ يحيى أرتباكها ولكن لم يصل حبل أفكاره بأنها ستستغل تحذيره لها المسبق بعدم استغلال نقاط ضعفه لا تعلم بأنها حكمت عليه بأنين سيدوم طويلا فهل ستصمد رحلة عشقهم أمام المجهول ؟!
هل سيقدمها عروس للموت أم سيخلصها من فلذة كبدها بيده ؟!
اختبار صعب ليحيى سيضعه به المجهول مجدداً فهل سيصمد أم سيضع له حد ؟!
ما المخبئ لحمزة ؟!
تااااابع ◄ أحفاد أشرار