رواية أحفاد أشرار الجزء الثانى عشر
أُعدت الترتيبات على أعلى مستوى فاليوم مميز للغاية... جمع شمل عائلة الجارحى...
تألق رعد بحلى سوداء من أفخم ما يكون فهى من ذوق ياسين... أختارها له ولأدهم نفس التصميم ولكن مع أختلاف بسيط...
هبطوا للأسفل بطالتهم الساحرة فتأملهم عتمان بسعادة وبسمة تجمل وجهه بعد سنوات...
حتى رحاب تأملت إبنها الوسيم بدمع يلمع بعيناها... هل كانت ستحرم من رؤيته بهذا اليوم...
فأحتضنها أدهم بحزن لرؤية دموعها... أزاحها عنها ثم ألقى بنفسه بين
بغرفة ياسين
خرجت من المرحاض فتسمرت محلها حينما رأت هذا الوسيم يقف أمامها تلبكت بخطاها لرؤيته بطالته الخاطفة للأنفاس فشعرت بأن اليوم هو لزفافه هو.. لا كأنه يوم لتتويجه ملك لعرش قلبها...
إنتبه لها ياسين فأستدار بقلق حينما رأها لم تبدل ملابسها بعد...
فقال بستغراب:_لسه مغيرتيش ؟!
رفعت صوتها المتوهن من التعب:_هلبس حالا
أقترب منها ياسين بخوف حينما إستمع لصوتها الشاحب:_ مالك يا حبيبتي ؟
آية ببسمة خجل:_متقلقش عليا
تأمل شحوب وجهها فقال بشك:_مقلقش عليكِ أذي أنا هطلب دكتور فوراً
رفعت يدها على ذراعه قائلة بتأكيد:_صدقنى أنا كويسة دي كلها أعراض حمل...
ياسين بأبتسامة هادئة:_خلاص هستانكى ننزل مع بعض ..
أكتفت بالأشارة له وتوجهت للخزانة... فتفاجئت به يجذبها لركنٍ خاص بفستاناً يشبه الخيال بتصميمه المبهر... لونه يمزج بين الأبيض ولون أزهار الجوري... تأملته آية بسعادة ثم تطلعت له قائلة بفرحة:_دا ليا ؟!
وزع ياسين نظراته بأنحاء الغرفة ثم قال بسخرية:_هو فى حد غيرك هنا
أحتضنته بسعادة فالحفل كان سريعاً لدرجة جعلتها تنشغل بترتبيات زفاف شقيقتها...
شدد من أحتضانها بفرحة لتحرير القيود بينهم فصارت تعشقه بحرية...
بغرفة يارا
أرتدت فستان أحمر اللون جعلها رقيقة للغاية بحجابها المرصع بالزينة...
دلف عز ليتفاجئ بتلك الحورية التى يزداد جمالها شيئاً فى شيء فوقف يتأملها بصمتٍ قاتل...
أنتبهت له يارا فتعجبت كثيراً حينما رأت صمته الغير معتاد فقالت بستغراب:_فى أيه ؟!
أقترب منها بملامح تحمل الجدية:_مش هينفع تحضري الحفلة
يارا بزهول:_ليه ؟
عز بعشق بعدما حاصرها بين ذراعيه:_أخاف عليكِ من العيون ..
يارا بمشاكسة:_طب خلاص أقعد أنت هنا وأنا هنزل
عز بغضب:_نعم دانا هفضل معاكِ ذي خيالك
يارا ببسمة هادئة وهى تتلامس جنينها:_أنت فعلا معايا يا عز
إبتسم بخفوت ثم أحتضنها قائلا بسعادة:_لأخر العمر وأخر نفس طالع يا قلب عز...
يارا بخجل:_طب يالا ننزل بقا ولا هنقضى اليوم كله هنا ..
رفع يده للباب بطريقة مسرحية فرفعت فستانها وتوجهت للخروج بكبرياء مصطنع...
بغرفة يحيى
تألق يحيى بحلى زرقاء اللون جعلت للوسامة عنوان واحد ليحيى الجارحي... فصفف شعره الغزير ووضع البرفنيوم الخاص به... لفت إنتباهه حوريته الشاردة...
كانت تقف أمام المرآة بشرود وحزن يخيم على وجهها... لا تعلم أن كان هذا القرار بصالحها أم سيتسبب بخسارة معشوقها...
أدارها يحيى إليه فحزن لرؤية تعبيرات وجهها... نعم رسمت البسمة الكاذبة لتخدعه ولكن كيف لقلب عشق نبضه الخداع ؟!
رفع يده يمسد على شعرها بحنان قائلا بصوت عاشق:_مش عايز أي حاجه تأثر عليكِ يا ملك... صدقينى أنا ميهمنيش فى الدنيا دي غيرك...
رفعت عيناها الممزوجة بالدمع لعيناه الصافية بعشقها، تتأمله بصمت دافين... أردت البوح له عن مخالفة أوامره لها بالبقاء ..ولكن لم تمتلك الشجاعة الكافية...
يحيى بحزن:_ملك عشان خاطري حاولى تطلعى الموضوع دا من دمغك أنا بموت وأنا شايفك كدا...
جاهدت للحديث ونجحت بنهاية الأمر:_أنا بحبك اووى يا يحيى وأوعدك مش هعمل حاجه تهد الا بينا بالعكس هتقوى الرابط الا بينا...
لم يتفهم يحيى كلماتها فأحتضانها قائلا بسعادة:_وأنا بموت فيكِ يا روح قلب يحيى
بالخارج...
حمزة:_أش أش أيه الحلاوة دي يا بت
يارا بسعادة:_بجد يا حمزة
كاد أن يؤكد لها ولكن ذراع عز كان الأقرب له...
عز بغضب:_أنت بتعاكس مرأتى وأنا واقف يالا
حمزة بغضب يفوقه أضعاف:_سيب جاكيت البداله الله... أيوا بعاكس بس بأدب ..
يارا
خرج يحيى ليجد المعركة قد بدءت بينهم... فوقف يستمع لهم بأنصات
ملك بسخرية:_هو فى معاكسة بأدب؟!
حمزة بتفكير:_تصدقى لا
يارا:_ههههه والله أنت مجنون
حمزة بغضب جامح:_ مين دا يا بت الا مجنون أنتِ خدتى عليا أوى...
جذبه من قميصه قائلا بغضب:_ لا دانت الا شفت نفسك علينا ولازم نرجعك للأصل...
أنكمشت ملامح وجهه حينما أوضح له ما يعنيه
:_طب ينفع أرجع للأصل بعد الحفلة ؟
تملكه الأندهاش فقال بسخرية
:_هتفرق يعنى ؟!
أجابه بعد برهة من التفكير:_أكيد
زفر بنفاذ صبر على ترويضهم فقال بسخرية
:_لما تخلصوا لعب العيال دا أبقوا أنزلوا للحفلة...
ورفع يحيى يديه لحوريته الشاردة بعالم أخر، ثم هبط ليسلب الأضواء فهو الحفيد المنشود لأحفاد الجارحي...
بغرفة ياسين
كان يجلس على الأريكة بأنتظارها... يلهو بالهاتف قليلا حتى لا يشعر بالملل...
رفع عيناه حينما استمع لصوت دقات تقترب منه... إنقلبت نظراته لفيض من الصدمات لرؤية تلك الفاتنة التى تنجح دائما بأسر قلبه... تأمله لوقت طويل يدرس مظهرها المتكامل بشيء من الغيرة من رؤيتها ..أرتسمت البسمة على وجهه حينما رأى بطنها المنتفخة بعض الشيء ..
أقترب منها ياسين ونظراته تتشبع بها ..ثم رفع يديه ليقربه من صدره العريض لعلها تستمع لخفق القلب المترنم على حب تلك الخرقاء التى فعلت المستحيل بترويضها الحفيد الأكبر للجارحي ..
أبعدها عنه لتتقابل مع عيناه المعسولة قائلا بعشق:_نفسي أخدك بمكان محدش يشوفك فيه غيرى...
كانت نظراتها توحى بعدم تصديق حديثه... نعم ليست ملكة للجمال ولكن كلماته تجعلها تنسج حلماً صعبٍ للتفكير به...
:_أنتِ بالنسبالى كل حياتى يا آية من غيرك هتكون أصعب من الموت نفسه...
جاهدت لخروج كلماتها البسيطة
:_أنا مستحقش الحب دا يا ياسين
تلامست يده وجهها فأغمضت عيناها بعشقٍ مطبوع ومخصص له ..
:_أنتِ وإبنى أكتر من كلمة حب يا آية... عمرى ما سلمت ثقتى لحد غير ليكِ
لمعت عيناها بدمع السعادة لما يقول فرفع يده الأخرى يتلامس جنينه بفرحة
:_متشوق أشوفه وأشيله بين أيدى ساعتها ممكن أحس أنى ملكت سعادة الدنيا دي كلها...
صمت قليلاٍ ثم أكمل بخفوت
:_مش عارف أنا أذي كنت عايش بجد ؟!
رفعت يدها الناعمة على أصابع يده الملامسة لوجهها بسعادة ودمع يلمع بعيناها ..
:_بحبك
أحتضنها بقوة قائلا بنبرة صادقة لا تحتمل نقاشات
:_وأنا بموت فيكِ
قطع روابط العشق رنين هاتفه ليلمع برقم يحيى، فعلم أن الحفل قد شرع بالبدء وهو مازال هائم بمعشوقته...
رفع يده لها فقدمتها له بخجل وسرور...
هبطوا معاً للخارج فجذبوا إنتباه الجميع وخاصة بطالتهم المتماثلة... فحرص ياسين على ذلك وبشدة ..حتى أن عتمان تأملهم بسعادة فتلك الفتاة أكدت له أنها تستطيع فعل المحال... حينما روضت حفيده...
وصلت سيارات الجارحي بعدما توجهوا لجلب العروس المزينة لمعشوقها...
توقفت السيارة الأولى أمام القصر، فترجل رعد وتوجه للباب المواجه للقصر ليساعد مشاكسته العنيدة على الهبوط...
فهبطت تلك الملكة المتوجه على عرش المتعجرف ..بفستانها الأبيض المرصع بالألماس وحجابها الذي يشبه التاج...
هبطت لترفع يدها بخجل فتلامس يده وتتقابل النظرات
نظرات تحتضن العشق والأعجاب ..
دلف بها للداخل وعيناه عليها لم تتركها...فعاونها على الجلوس ثم أنضم لها...
ما أن غادرت السيارة الخاصة برعد الجارحي ..حتى توقفت السيارة الأخرى بنفس مكان المخصص بالأستقبال...
فهبط أدهم بعدما عاونها لتهبط هى الأخري بفستانها الذي يشبه الثياب الملكى... فأختيار أدهم له كان بعناية فائقة ليعلن للجميع أنها صارت ملكة له...
تقدمت معه للداخل بأرتباك فهمس لها بالأطمئنان...
أنضم أدهم لرعد بعدما عاونها على الجلوس فجلس هو الأخر يتابع الحفل بأعجاب وثناء على زوق عتمان الجارحى...
جلست آية بجانب والدتها بعد تبادل السلامات والترحبات الحارة بها ..فأنضمت لهم يارا لتشتعل الأجواء...
أما حمزة فكان يجلس بتذمر شديد وتفكير مجهد لأبعاد يحيى وياسين عن الحفل...
أنتفض من الفزع حينما وجده لجواره فقال بزعر
:_دا مجرد تفكير
ياسين بعدم فهم:_تفكير أيه ؟!
يحيى بسخرية:_دي لسعه منه خالص
حمزة بخوف:_أنتوا عايزين أيه ؟
زفر بغضب ثم قال:_روح لأوضة تالين وقولها أنى طالب منها تحضر الحفلة...
أشتعل الغضب على وجهها فقال بعصبية:_متخالى يارا تروح تقولها
ياسين بثبات:_بس أنا طلبت منك أنت
هنا علم حمزة مصيره المحتوم فتوجه لغرفتها وهو يتمتم بكلمات غير مفهومه...
بالحفل
أنضم ياسين للطاولة التى تعتليها عائلة زوجته ..فسعد محمد كثيراً لتركه الجميع لأجلهم...
كانت نظرات آية تتوجه حتى أن صفاء لأحظت نظرات إبنتها المزينة بتاج عشقه فشعرت بالأرتياح أخيراً...
تقدم عز من الطاولة ثم رفع يديه ليارا ببسمة زادته وسامة...
تأملته يارا بخجل ثم رفعت يدها له... لتنضم له بصالة الرقص...
كانت هائمة بعيناه التى مازالت تفيض بعشقها..
لم تتميل معه على نغمات الموسيقى ..أكتفت بالتحرك معه تاركة عيناها تتشبع به...
عز بنظراته الساحرة:_ليه كل ما بشوفك بحس أنها أول مرة ؟!
يارا بغضب:_أنت الا ليه بتحب تحرجنى كدا أدام الناس يقولوا أيه عليا واقعة ؟
عز بجدية:_الكون دا كله مفهوش غيرى أنا وأنتِ يا يارا
تاهت بسحر عيناه وتركت العناء لعيناها تعبر له عن عشقها به...
على الجانب الأخر...
كان يجلس لجوارها بعد أن أستغل أنسحاب يارا ليقترب منها...
مالت على كتفيه هامسة له بفرحة:_شكراً
أستدار لتتقابل عيناه معها فظل يتأملها بصمت تحت نظرات سعادة صفاء...
خرج من صمته قائلا بجدية:_على أيه يا حبيبتى أنا هساعدك نقرب بينهم بس مش هقدر أغصب عليه حاجة هو الا هيقرر ..
قالت مسرعة:_لاااا أنا مش عايزاك تجبره على حاجة انا عايزة مساعدتك أنه يشوف بعيناه أنها إتغيرت فعلا وهو الا يحدد...
إبتسم بخفوت ثم قال بجدية:_ياريت الدنيا كلها تبقا بطيبة قلبك يا آية
إبتسمت بعشق هائم قائلة بدون وعى لمن يراقبها:_ياريت فى حد ذيك يا ياسين أنت عيونك جميلة عشان كدا شايفنى بالجمال دا...
ياسين ببسمة خبث:_بتعاكسينى ؟!
آية بنفس البسمة ولكن تفوقه مكراً:_أيوا مش جوزي
إبتسم ياسين قائلا بعد تفكير:_تيجى نرقص
آية بزعر:_لااااا
ياسين بهدوء:_دا مش رقص شرقى يعنى هتتحركى معيا بس
آية بخجل ؛_لا مش عايزه
إبتسم قائلا بمكر:_هقبل رأيك بس فوق لا
تلون وجهها بحمرة الخجل فأرتشف العصير بسعادة وتسلية لرؤيتها هكذا...
توجه حمزة لغرفتها المنعزلة بضيق... فطرق كثيراً فلم يأتيه الرد...تزمر بملامحه الغاضبة لتأتى أفكاراً ما برأسه أن تلك الحمقاء تتحدث مع أحداً ما فلم تستمع له...
ركل بقدميه الباب فأنفتح على مصرعه، دلف حمزة وشرارة الغضب تتلون على وجهه فلم يجدها بالداخل .
أستدار عائداً للحفل ولكنه توقف حينما إستمع لصوتاً ما يبكى ..تفاجئ بها تبكى بين يدى الله ..تتوسل للرحمة والمغفرة بدمع لم يرى له مثيل... نفساً أتت بذنوب تدنو منها البحار وتلقى بنفسها بين يدى الرحمن ليرحب بها برحمته الواسعة لم يرد عاصٍ ولا تائب... هو أرحم عليها بمن حولها نعم لم تستمع لطرقاته فكيف لها ذلك وحواسها وروحها بين يدى الله... هل عليها الأنصات لمن حولها وتأملها بكلمات الله الساحرة ؟!
وقف يتأملها إلى أن أنهت صلاتها فجلست على سجادة الصلاة تسبح لله... لم يشعر بالوقت وهو يتأملها نعم شعر بأنه يرى تلك الفتاة لأول مرة...
وقفت تالين ثم أنحنت ولملمت سجادة الصلاة على الأريكة وأستدارت لتتقابل به... صدمت تالين من وجوده بغرفتها وهو بصدمة أخرى بوجه تلك الفتاة المنير بنور التقوى والأيمان...
وقف يتأملها بتعجب إلي أن قطعت الصمت قائلة بستغراب:_فى حاجة يا حمزة ؟
نعم كان ينوى التحدث معها بطريقة تجعلها تكره اليوم الشاهد على دلوفها قصر الجارحي ولكن تلاشت الكلمات لرؤيتها هكذا...
فقال بهدوء:_ياسين عايزك تحضري الحفلة ..
تمهلت قليلا للتفكير ثم قالت بتردد وأرتباك:_لا مش هعرف
حمزة بنفس نبرته الهادئة:_هستانكى بره متتأخريش
وتركها حمزة وتوجه للخروج فأبتسكت بخفوت وتوجهت للخزانة الصغيرة بالغرفة... فأخرجت فستان باللون البنك على حجاباً من نفس اللون فأرتدته لتصبح هادئة للغاية...
خرجت تالين لتجده يقف على مقربة من الغرفة ..مستند بجسده على شجرة قريبة منه، شارد للغاية...
أبت أن تزعجه فتوجهت للحفل بخطى بسيطة ولكنها توقفت حينما إستمعت لصوته المرتفع
أقترب منها قائلا بغضب:_مش قولتلك هستانكِ بره
إبتسمت بهدوء:_أنت وصلتنى الرسالة مش مضطر تمشى معايا أنا عارفه الطريق...
وتركته تالين وتوجهت للحفل فوقف محله يتابعها بصمت فتلك الفتاة تبدلت للغايه أخبرته بكل صراحه أنها تعلم تذمره للدلوف معها أمام الجميع ..
بالمنصة
قدمت له يدها فتنقل بها بكبرياء وعشق يطوفها بدلال...
تأملت رومادية عيناه بخجل حينما تلاقت نظراته به فقال ببسمة ساحرة:_بتقكري فى أيه ؟
أرتبكت قليلا ثم خرجت الكلمات بدون ترتيب:_فيك يا رعد مش عارفه أحدد أنت مغرور ولا لا قاسي ولا لا أنت غاااامض جدااا
رقص قلبه بسعادة حينما إستمع لأسمه يخرج أخيراً منها فقال بمرح:_غامض ؟! للدرجادي والله يا بنتي أنا كيوت خاالص
تأملته بشك فأنفجر ضاحكاً ثم أحتضنها مردداً العشق لها ..
على يمينهم
كان يتميل معها بصمت... يتأملها بأهتمام ..
خجلت شذا من نظراته ووضعتها أرضاً فأبتسم قائلا بحب:_نفس النظرات دي كانت أول مرة شوفتك فيها ..
رفعت عيناها له ليذكرها بأول لقاء لهم فضحكت بشدة قائلة بسخرية:_تقصد أول خناقة
أدهم بصدق:_كنت حاسس انك ليا يا شذا
غرقت بسحر عيناه فظلت تستمع له بأنصات فأخبرها كم كان يهوى أن تصير لها وملك لقلبه المتيم وها قد صار الحلم حقيقي وبين يديه...
دلفت تالين للحفل، فأشارت لها آية فأنضمت لهم على الفور ..
جلست معها بسعادة فأخيراً وجدت من ينظر لها بنظرة أخرى ..
أستنأذن منهم ياسين وأنضم ليحيى...
ياسين بستغراب:_مالك يا يحيى ؟
يحيى بهدوء مخادع:_مالى مأنا كويس أهو !
جلس لجواره قائلا بسخرية:_أهبل أنا وهتدخل عليا صح
زفر بملل ثم قال بحزن:_مش عارف ملك مالها متغيرة أوى يا ياسين حاسس أنها لسه بتفكر بالموضوع دا ..
تطلع ياسين جواره ثم تعجب لعدم رؤيتها فقال بستغراب:_طب هى فين ؟
يحيى:_ حسيت أنها تعبانه فطلبت منها تدخل تستريح شوية ..
ياسين بتفهم:_طب كويس سبك بقا من أفكارك دي هى فعلا جايز تكون نفسيتها وحشه بس متنساش أن ملك مش ذي يارا ملك متحررة مش بتحب الكبت وذي مأنت شايف الأصابة مخليها مش بتتحرك ذي الأول فطبيعى أنها هتكون متغيرة
يحيى بيأس:_تفتكر
ياسين ببسمة ثقة:_ عيب عليك.
إبتسم يحيى وأستقام بجلسته ..أنضم لهم عز قائلا بخوف:_شكلكم بتفكروا بحاجه مش ولا بد
يحيى بغضب:_هنفجر الحفله وبما فيهم أنت يا خفيف
عز بخوف مصطنع:_أخس عليك يا يحيى وأهون عليك
ياسين بنبرته المرتعده:_عز
كانت تلك النبرة كفيلة بأخراسه...
أقترب حمزة من أدهم قائلا بغضب:_مش عارف أطرقهم اعمل أيه ؟
أدهم بنفاذ صبر:_وهى هديتك دي مينفعش غير ويحيى وياسين بره الحفلة
حمزة بتأكيد:_ااايوااا لازم يطلعوا بره يا هطلع انا من الدنيا كلها
أدهم بضيق:_يا ساتر عليك طيب خلاص مش عايزين منك هدايا حل عنى بقا
حمزة بتذمر:_الوقتى حل عنى دانت طلعت بنى أدم أ..
قاطعه قائلا بحذم:_بنى ادم أيه كما وشوف هعمل فيك أيه ؟
انسحب حمزة على الفور ثم أستمع لضحكات يارا بعدما صعدت وأقنعت ملك بالهبوط ..
جلس حمزة على الطاولة الخاصة بالفتيات .قائلا برجاء:_محتاج مساعدتكم ربنا ما يوقعكم فى حوجه يا ررب
ملك بسخرية:_أنت هتشحت ولا أيه
أكتفت تالين ببسمة بسيطة للغاية أما يارا فأنفجرت ضاحكة...
آية بعدم فهم:_مساعدة أيه دي يا حمزة ؟!
حمزة بصوت مرتجف:_ياسين ويحيى والحيوان الا أسمه عز
يارا بأهتمام:_مالهم ؟!
حمزة بتفكير:_يخرجوا بره الحفلة
ملك بعدم فهم:_ليه؟!
حمزة:_عشان عامل مفاجأة لرعد وأدهم وهم موجودين أستحالة تنجح
يارا بصدمة:_مفاجأة أيه دي ؟
حمزة بغضب:_مش لازم تعرفى أصحابي من الجامعه معيا وهيساعدونى أنتوا كمان لازم تساعدوني
آية بتعجب:_طب نساعدك اذي ؟!
حمزة ببسمة ماكرة:_تخرجوهم بره القصر نص ساعه بس
ملك بسخرية:_ودي نعملها اذي ان شاء الله !
يارا بغضب:_ سبك منه دا مجنون هيتسبب فى طلاقنا ونتشرد أحنا والبيبي الا معانا...
تطلعت لها آية لتجعلها تفق ولكنها قد أنغمست بكلماتها المرحة ونست ملك التى تحطم قلبها ..فأسرعت آية بالحديث المرح ..
حمزة بغضب:_كدا مااشي أنا هتصرف
وغادر حمزة لينفذ خطته ولكن ستنقلب عليه فربما يكون مصيره الهلاك على يدهم...
تفاجئ ياسين برسالة على هاتفه تخبره بأن عز بحاجة لمساعدته أمام القصر وبها معلومات للمكان...
فخرج بسيارته وتتابعه عز الذي استلم رسالة بأن يحيى بحاجة للمساعدة ..فتتابعه يحيى الذي استلم رسالة بأن ياسين بحاجة لمساعدته...
ما أن غادرت السيارات حتى سعد حمزة كثيراً وأسرع فى تقديم هديته... بعدما تأكد بأن عتمان خرج مع مجموعة هامة من الأجانب الذين حضروا الحفل...
بالخارج
اجتمعت السيارات فهبط الجميع لتتلون وجههم بالغضب حينما علموا بأن حمزة من وراء ذلك فعادوا للقصر مرة أخري والغضب يشتعل بوجههم ..
بالحفل
أعتلى حمزة المنصة قائلا بصوت مرتفع:_أنتباه يا جماعه ذي مأنتوا شايفين النهاردة حفل زفاف حبايب قلبي رعد وأدهم
جذب رعد أدهم من قميصه قائلا بغضب:_الحيوان دا بيعمل أيه ؟
أدهم بخوف:_معرفش هو قال محضرلنا مفاجأة
رعد بفزع:_مفاجأة ايه ؟!
أتى صوت الأحمق كرد لسؤاله
أسترسل حديثه قائلا بغرور:_أنا كنت وعدتهم بمفاجأة وهقدمهالهم النهاردة
وأشار لأصدقائه الذين أسرعوا برفع صوت المهرجنات الشعبية بالحفل الهادئ... كانت الصدمة للجميع وبالأخص رعد وأدهم...
انفجرت أصوات المهرجنات بالحفل فتميل حمزة عليها بأحتراف
يارا بصدمة:_يا نهار اسوود
ملك بصدمة تفوقها أضعاف:_حمزة ميت النهاردة
تطلعوا لما تطلع له فوجدوا ياسين ويحيى وعز.
عز بصدمة:_شحط محط أيه الله يخربيتك دي أغانى
يحيى بصدمة:_الصحافة هنا عيلة الجارحي أتفضحت يا جدعان
ياسين بغضب:_هاتوا الحيوان دا حالا
أسرع عز بالركض للمنصة ولكن هذا الأحمق سعد كثيراً لرؤيته البسمة على وجه عز لا يعلم أنها مصطنعة حتى لا يكشف ما يحدث للجميع ..
تفاجئ عز بحمزة يجذبه للرقص معه فجذب ذراعه ورفعه ليلكمه بقوة ولكن نظرات رجاء من رعد الا يفسد الحفل جعلته يتراجع على الفور...
أدهم بصدمة:_الله يخربيتك على البيت الا جانب بيتك يا حيواان
شذا بفرحة:_الله عليك يا حمزة الحفل كان ممل
تطلع لها أدهم بغضب فكبت جملتها ولكنها تفاجئت بحمزة يجذبها للرقص فأنحازت له بسعادة ..
دينا بحماس:_الله كدا الحفلة سخنت
رعد بسخرية:_ما تنزلى معاهم
دينا بجدية وهى تهبط لتنضم لهم:_بجد مرسي
وأنضمت دينا لشذا تحت نظرات صدمة من الجميع وضحكات فخر من حمزة...
ياسين بغضب ليحيى:_أنت لسه واقف هنا أتحرك
يحيى:_هعمل أيه بس يا ياسين أي حد بيروح هناك الحيوان دا بيرقص معاه مستحيل أفقد مركزي ادام الناس والمؤظفين
صمت ياسين وتطلع للمنصة بنظرات من جمر هدءت قليلا حينما رأي فرحة دينا وشذا والناس أيضاً...
توصل يحيى لخطة ذكية فصعد للمنصة ثم جلس لجوار رعد وأدهم قائلا ليمتص غضبهم:_البنات مبسوطين عدوها بقا
رعد بنبرة قاتلة:_ورحمة أبويا لكون فصل رقبته عن جسمه
ادهم ببسمة خداع:_رقبته لييه أحنا نخلص عليه الأول وبعدين ندفنه حى.
يحيى بحذم:_مش وقته أنا وياسين هنقوم بالواجب المهم كل واحد يقوم يأخد عروسته ويطلع جناحه والحيوان دا سبوه علينا...
كان حلاٍ منطقى فأنحاز له الجميع وتقدم كلا منهم لعروسه ثم صعدوا لغرفهم...
أنتهى الحفل ومازالت الفتيات تجلس على الطاولة وتراقبان حمزة وأصدقائه المنغمسون بالرقص رغم رحيل الضيوف...
أستدار ليجد ياسين يقف أمامه بعيناه المشعة بشرارة الجحيم
ترجع للخلف فتفاجئ بفرار اصدقائه المخلصون...
حمزة برعب:_بص أنا كنت عايز أغير المود شوية و...و
جذبه يحيى من تالباب جاكيته:_وليلتك سودة بقا تستغفلنا يالا
حمزة بصوت منخفض:_أن شاء الله أعدم عز محصل
لكمه عز فأوقعه أرضاً قائلا بغضب:_ بتشدنى عشان ارقص معاك يا غبى خلاص معتش عندك أحترام لحد
حمزة:_أيدك تقلت وكدا مش هيعجبك على فكرة
عز بستغراب:_هتعمل أيه يعنى.
لكمه حمزة بقوة قائلا ببلاهة:_هعمل كدا مثلا ما تستخفش بيا
صدم عز وتقدم لينال منه ولكنه توقف بأشارة يحيى له...
حمزة بغضب:_والله أنا غلطان قولت أحى الحفلة الميته دي
ياسين بهدوء مميت ؛_عارف لو أتكررت تانى هعمل فيك أيه
إبتلع ريقه بخوف شديد ثم قال ؛_مش هتحصل يا كبير
أشار بعيناه للدرج فهرول حمزة سريعاً للقصر ..
عز بغضب:_أنت هتسبوه كدا من غير ما أخد حقى
يحيى:_خلاص يا عز عدى الليله كفايا الا الحيوان دا عمله
عز بعدم مبالة:_أوك
وتركهم عز وتوجه لطاولة الفتيات قائلا ببسمة بسيطة:_يالا يا حبيبتي
توجهت معه للداخل بعدما تمنت للجميع أمسية طيبة ..
حتى تالين أستأءنت للرحيل وتوجهت لغرفتها ولكن لم تنتبه لمن يجوبها بعيناه كالذئب...
أشار ياسين لآية فتوجهت له ثم صعدت معه للأعلى لتتفاجئ بالغرفة مزينة بطريقة لا وصف لها...
تطلعت له ببلاهة فأبتسم قائلا:_طلبت من الخدم يزينوها لأجمل بنت فى الدنيا
إبتسمت بسعادة وأكملت طريقها للداخل فأتبعها بعدما اضاء الشموع والموسيقى الهادئة ليحقق وعده لها ..
خلع حجابها لينسدل شعرها الطويل بحرية وجمال ..ثم جذبها على أقدامه ليتحكم هو بالرقص على طريقته الخاصة...
بالأسفل
جلس يحيى أمامها يتأملها بعشق ثم رفع يده يزيح تلك الخصلة المتمردة خلف أذنها بلامساته الساحرة فأبتسمت بخفوت...
:_عجبتك القعده هنا ولا أيه
تأملته بصمت ثم قالت ببسمة صغيرة ؛_بيفكرانى بيوم جوازنا
إبتسم هو الأخر قائلا بعشق بعدما حملها بين ذراعه:_طب تعالى نسترجع الذاكرة مع بعض بس مش هنا فوق
أبتسمت قائلة بمشاكسة:_لا عايزة أقعد هنا شوية
يحيى بمكر:_هعتبر نفسى مسمعتش حاجه
تعالت ضحكاتها بسعادة عليه فطوفت كتفيه بذراعيها...
كانت تتوجه لغرفتها بعدما غادر عدد كبير من الضيوف ..فتفاجئت بأحداً ما بغرفتها ..
تالين بصدمة ؛_أنت مين ودخلت هنا أذي ؟!
أقترب منها الشاب قائلا بنظراته المقززة:_وأنتِ يهمك فى أيه مش كل الا يهمك دا
وأخرج لها عدد من النقود فتطلعت له بصدمة وحزن قائلة بدموع:_أخرج بره لو سمحت
أقترب منها بطريقة جعلتها تتراجع للخلف بتقزز قائلا بفم ملوث برائحة السجائر بيده ؛_هزود الفلوس
صرخت به قائلة بأنهيار:_أخرج بررره
أتى كبير الحرس ومعه مجموعة صغيرة ليرى ماذا هناك ؟
فجذبه عثمان بلطف للخارج
خرج الشاب قائلا بغضب:_أنتِ هتعمليهم علينا ما أحنا عرفين كل حاجه
لكمة قوية أوقعته أرضاً فرفع عيناه لينصدم حينما يجده رفيقه
حمزة بغضب جامح:_أخرج بره القصر داا ومتدخلهوش تانى
صدم الجميع به حتى عثمان كبير الحرس وقف متخشب حينما رأي الشاب المرح يقف كالفهد وقواه تتفوق أمامه... رأي نظرات بعينه يرأها لاول مرة ..نعم هو مختلف عن الجميع ولكنه لم يخسر رجولته...
صدمت تالين وتراقبت ما يحدث من الشرفة والدموع تسيل على وجهها كالشلال...
خرج الشاب مع الحرس والغضب يكيل منه من صديقه ..
أما حمزة فدلف لغرفتها ليقف أمامها على الفور ..
قالت ببكاء:_ليه الناس بقيت نفوسها وحشه أوي كدا .ليه مصممين يعاقبونى على حاجه كنت مجبره عليها ولما بعدت عنها بقيت سلعة رخيصة للكل عايز ينهش فيا ..طب أعمل أيه تانى عشان أثبتلهم أنى أتغيرت ..
بكت بصوتاً صدح بالغرفة فانشق له الحجر ..جلست أرضاً تصرخ وعيناها تعاونها قائلة بدموع:_الرحمة يارب أنت أحن عليا من عبادك أرحمنى وخدنى من الدنيا دي ..
هبط لمستواها يتأملها بصمت ثم رفع وجهها لتقابل عيناه ..فأبعدت يده سريعاً عنها ..
إبتسم حمزة ثم قال بمرح:_كدا بقا نتجوز
تأملته بصمت وصدمة فتخشبت ملامح وجهها ليكمل حديثه بطريقته المرحة:_ها أستعنا على الشفة بالله دي حرب مع عيلة الجارحي كلها تخيلى كدا الشاب الجامعى دا يدخل يقولهم عايز اتجوز مش بعيد يخلصوا عليا ..
السن المحدد عندنا للجواز يا29 ذي ياسين ويحيى يا 26ذي رعد وأدهم يا 25 ذي الحيوان عز
أنا بقا مش محصل كل دا اعمل ايه ؟!
لم تجد كلمات لتتفوه به فكتفت بالأستماع له ..
صمت قليلا ثم قال بمرح ونبرو عاشقة:_لو مرجعتلكيش بكره أبقى أقرئي عليا الفاتحه ينوبك ثواب
وغادر حمزة من أمامها فظلت ارضاً تتأمل الفراغ بصدمة ثم تفوهت من بين دموعها وبسمتها:_مجنون.
كان ليلا حافلا بلقاء العشاق فتخفى خلف سطوع نهاراً مشهد بتاريخ محفور بعشق أحفاد الجارحي...
بغرفة رعد
أفاق رعد على هزات عنيفة، ففتح عيناه ليجد مشاكسته تجلس لجواره، جلس بشكل معتدل يتأملها قليلا ثم أنفجر ضاحكاً على مظاهرها الطفولى...
دينا بغضب:_ممكن أعرف حضرتك بتضحك ليه ؟!
جاهد للحديث قائلا:_على شكل البيجامة الا حضرتك لبسها حاسس أنى شايف بنت أختى
تملكها الغضب فقالت ببركان منه:_كدا طب أنا همشى وخالى بقا بنت أختك لما تبقى تيجى تنفعك
وتوجهت للخزانة ونظراته تتابعها بصدمة فخرج صوته المتخشب أخيراً:_شكل الأيام الا جاية دي هتبقا عسل ..
نهض رعد عن الفراش فصرخت بقوة ما أن رأته حتى أنه فزع هو الأخر
:_فى أيه ؟ عفريت !
أخفت عيناها خلف يدبها قائلة بغضب:_كنت عارفه أنك بنى أدم مغرور لكن دلوقتى أكتشفت أنك مش محترم كمان
رعد بصدمة:_أنا ؟ليه !
دينا:_فى واحد محترم يقف كدا ألبس قميص
جلس على الفراش يتأملها بتفكير فتلك الفتاة ستجعل لحياته مذاق خاص لا بأس به...
بغرفة أدهم
أفافت على الضوء الذي أندثر بالغرفة بعدما أزاح أدهم الستار العازل...
فتحت عيناها بأنزعاج ولكنها تحاولت لدهشة حينما رأته يقف أمامها يتأملها بعشق وفرحة يملأن عيناه...
خرج صوته قائلا ببسمة تلحق به:_صباح الخير حبيبتي
أستقامت بجلستها بعدما بادلته نفس البسمة:_صباح النور
تأملها بعشق ثم أسترسل حديثه:_النور دا بوجودك معيا ..
وزعت نظراتها بينه وبين الفراش كمحاولة للهرب من نظراته الفتاكة...
ولكن هيهات أبى ذلك فجذبها بين أحضانه قائلا بسعادة ؛_مش مصدق نفسي أخيراً هنقرف فى بعض براحتنا
تبعادت عنه سريعاً قائلة بغضب:_نعم أنت جايبنى عشان نقرف فى بعض
تحل بالصمت قليلا يدرس تعبيرات وجهها ثم خرج صوته العاشق:_مكانك مش هنا يا شذا مكانك أتفحر بقلبي من أول لحظة شوفتك فيها...
خجلت كثيراً من حديثه حتى تلون وجهها بحمرة الخجل القاتلة فأكمل حديثه قائلا بسخرية:_بس دا ميمنعش أنى ممكن أتحول بأى وقت لو مشيتى ورا الحيوان حمزة...
أنكمشت ملامح وجهها بتعجب فقالت بستغراب:_وأشمعنا حمزة يعنى
أدهم بغضب دافين:_لأنه غبى وحيوان
شذا بخبث:_واضح كدا أنك شايل منه
ذكرته بما فعله هذا الأحمق فكبت غضبه قائلا بصوتٍ غاضب:_الا شايل دأنا ناويله على نية عسسل
شذا بحزن:_حرام عليك دا حمزة طيب
أدهم بغضب:_أنتِ هتنحازي له من أولها
شذا بخبث:_والله على حسب أرشينى وأنا أقف معاك
أدهم بأهتمام:_حلو دا عايزة أيه ؟!
صمتت قليلا بمحاولة تفكير طالت ثم صاحت قائلة بصراخ:_عايزة جاتو بالشوكلا وبسبوسة بالمكسرات
تحاولت نظراته لغضب فقال بعصبيه شديده:_نامى يا شذا أنا غلطان أنى صحيتك
وداثرها أدهم بالغطاء ثم دلف جذب قميصه وغادر الغرفة ليشرع بالأنتقام...
بغرفة يحيى
صدمت ملك مما رأته فكان تفكيرها غير منطقى فهى لم تتناول دوائها منذ أيام قليله فكيف صار الحمل سريعاً؟!
بالخارج
أفترش بذراعيه الفراش فوجده خالى، ففتح عيناه يتأمل الغرفة بنوم...
جلس بشكل مستقيم ثم رفع ذراعيه لساعته الموضوعة لجواره فوجد الوقت محال لها بالأستيقاظ... توجه يحيى للمرحاض وطرق عليه بضع طرقات قائلا بقلق:_ملك
ما أن سمعت صوته حتى هرعت لسلة المهملات وألقت الأختبار به ثم أزاحت دموع سعادتها ورتبت من شعرها بالمنشفة حتى لا يفتضح أمرها...
خرجت لتجد معالم وجهه تنحاز للقلق والخوف فأبتسمت قائلة بسعادة:_صباح الخير يا حبيبي
بادلها البسمة ثم حاوطها بذراعيه قائلا بعشق:_صباح الجمال والرقة
ملك بسخرية:_دا ليا ولا ليك ؟
يحيى بمكر:_معاكسة غير صريحة
وقفت على قدميه لتكون على نفس مستوى طوله:_طب نخليها صريحة بقا أمممم ممكن تكون جميل حبتين بس أنا أجمل.
إبتسم بسمة زادته جمالا مرددٍ من بهمس:_مغرورة
ملك بجدية:_مش زوجة يحيى الجارحي لازم أتغر
تعالت ضحكاته معترفاً لها من بين ضحكاته:_ غلبتيني
ملك بدلال:_قولتلك مش صدقت
يحيى بنظرات غاضبه وهو يبعدها عنه:_طب اوعى بقا كدا ورايا شغل كتيير خاصة بعد غياب أدهم ورعد وسعاتك بالطريقة دي مش هنزل خالص...
إبتسمت بخفة فدلف للمرحاض غمزاً لها بسعادة...
ما أن أغلق الباب ..حتى جلست بأرتباك على الفراش ومازال هذا السؤال المحير يتوقها ؟!
بغرفة ياسين
فتحت عيناها بتكاسل ثم أغلقتها سريعاً ثم عاودت فتحها ثم أغلقتها... محاولات كثيرة لتصديق الصدمة ..
ياسين الجارحي ينقل طعام الفطور على الطاولة الموجودة بتراس غرفته... صدمة أخري بدءت تستوعب أنها خارج الغرفة فوضعت يدها على شعرها تراقب حجابها بصورة تلقائية ..فتفاجئت بملابسها المحتشمة على قميصها القطنى وحجابها الموضوع بأهمال فرتبته جيداً...
أقتربت منه آية وهو ينقل الطعام من العربة المتنقله بالقصر للطاولة...
أستدار ياسين ببسمة سلبت ما تبقى بقلبها العاشق له ..فتأملته تارة والطعام الموضوع تارة أخري
أستقام بوقفته بكبرياء لن يتخلى عنه أبدا قائلا بغرور مصطنع:_أنا نقلت الأكل بس للتربيزة بس عشان دماغك متصورلكيش ياسين الجارحي بالمطبخ...
تعالت ضحكاتها بعدم تصديق لما فعله .فرفع يديه يحتضن يدها قائلا بعشق:_مفطرناش لوحدينا قبل كدا...
جلست آية بعدما عاونها على الجلوس فقالت بتعجب:_أنا جيت هنا أذي
ياسين بثبات وهو يرتشف العصير:_هو فى حد يقدر يعمل كدا غيرى؟!
إبتسمت بخفة وشرعت بتناول طعامها...
تأملها ياسين بسعادة أما هو فيكتفى بعصيره المفضل صباحاً حتى يحافظ على جسده الممشق...
رفعت يدها ببعض الفطائر قائلة بتحذير:_عارفه أنى هخالف القواعد بس لو مأكلتش مش هأكل
تطلع لها قليلا ثم أنفجر ضاحكاً قائلا من بين ضحكاته:_بس أنتِ
أكلتى
آية بغضب ؛_أنت بتعد عليا الأكل وبعدين أنا بأكل لتلاته ليا وللتوام
تحدث بعدم أستيعاب:_لا مقصدش يا حبيبتي أنا...
ثم إبتلع باقى جملته قائلا بصدمة:_بتقولى أيه ؟
وضعت الطبق من يدها ثم تناولت الفطائر بجوع قائلة بمكر:_ذي ما سمعت الدكتورة قالتلى المرة الا فاتت مأنا روحتلها مع يارا عشان نطمن عليها وقولت أكشف بالمرة
ياسين ببعض الغضب:_طب ليه مقولتليش ؟!
آية بحزن:_كنت عاملهالك مفاجأة بس أنت الا أتسرعت وأنا هأكل كتير الفترة دي وحضرتك أبتديت تريقة
ووضعت الفطائر من يدها ثم أستدارت بوجهها...
إبتسم ياسين ثم حمل الطبق وتوجه لها...
جلس لجوارها ثم أدارها بوجهه قائلا ببسمة جذابة ؛_على فكرة أنا بهزر معاكِ الخبر دا أسعدنى جداا بجد فرحتى متتوصفش
أدرات وجهها مجدداً بعيداً عنه ترسم الحزن فقال بمشاكسة:_هأكل معاكِ
آية ببسمة سعادة أخفتها قائلة بكبرياء يشبهه:_أتحيل عليا شوية
وضع ياسين الفطائر قائلا بخبث:_شكلك مش جعانه هطلب حد من الخدم يشيل الأكل
خطفت الطعام سريعاً وتناولته بغضب فتعالت ضحكاته على تلك الفتاة التى ستفقده صوابه...
بغرفة عز
تألق بحلى سوداء اللون جعلته وسيم للغاية ثم دلف لمكتبه الموجود بالغرفة يرتب أغراض العمل والحاسوب الخاص به ..فشعر بوجودها بالغرفة حينما تسللت رائحتها المعتادة
عز ببسمة صغيرة دون النظر لها ؛_صباح الخير
خرجت من خلف الأريكة بعدما كانت تنوى مشاكسته تتأمله بزهول ..
أستدار بجسده لها ليجدها تجلس أرضاً خلف الأريكة...
أقترب منها فقدم يده لها ..فقدمتها له بتزمر... جذبها لأحضانه يتأمل غضبها المكبوت بتسلية...
يارا بغضب:_أنا مش عارفه أخضك خالص...
شدد من أحتضانها قائلا بصدق:_مش هتعرفي متحاوليش قلبي بينبض لما بتكونى جانبى
يارا بخجل:_بحبك
كاد أن يجيبها فقطعه صوت هاتفه
يحيى بغضب:_أنت أنضميت لقايمة العرسان ولا أيه أخلص ورانا شغل كتير
عز بتذكر:_أوبس
وأبعدها عنه ثم أسرع بجذب حقيبته قائلا بتذمر:_نهايتى هتبقا على إيدك أن شاء الله ربنا يستر وأخوكى ميطردنيش
وتوجه للباب ثم عاد سريعاً مختطف قبلة على جبينها...
فأبتسمت بسعادة وتقدمت من مكتبه تتأمل متعلقاته...
بغرفة حمزة
شعر بأحداً ما لجواره ففتح عيناه بسرعة كبيرة ليتفاجئ بأدهم بالغرفة ..
حمزة بتعجب:_أدهم بتعمل ايه هنا ؟!
أقترب منه وشلالات الغضب تتحدث نيابة عنه، فجذبه ليقف أمامه، ثم رفع يديه وهوى على وجهه بلكمة قوية
أدهم بغضب:_بقا تعمل معيا أنا كدا يا حيوان
ركض سريعاً وهو خلفه فأسرع قائلا:_أسمعنى بس شذا ودينا مش متعودين على الحفلات المملة دى فقولت احط التتش بتاعى
ادهم بسخرية:_هو دا تتش بس تصدق أنك متدنى المستوى يعنى هايز تغير المود أوك حط أغانى كويسة مش شحط محط أقعدين بفرح شعبي يا متخلف .. وهرول خلفه مسرعاً فوقع ارضاً.
حمزة بألم:_اااه طب بزمتك المعزيم ومرأتك مكنوش فرحنين
أدهم بعصبية ؛_هيفرحوا أكتر لما أجيب رقبتك بأذن الله ..
حمزة:_حرام عليك الله دا بدل ما تساندنى فى الا جاي
أدهم بعدم فهم:_هو أيه الا جاي يا خويا ؟
أعتدل حمزة بجلسته قائلا بغرور:_هتجوز
أدهم بسخرية:_ومين سعيدة الحظ دي
حمزة بشرود ؛_تالين
صدم أدهم فقال بتعجب:_أنت مجنون ؟!
رمقه حمزة بنظرة جعلته يجلس لجواره قائلا بصدمة ؛_حمزة فوق لنفسك جدك لو عرف الكلام دا هيولع فيك وفينا
حمزة بغضب:_تالين أتغيرت يا أدهم
أدهم بتأييد:_عارف بس دا ميمنعش قوانين عتمان الجارحي
حمزة بصراااخ:_قوانين
قوانين... أنا زهقت من الكلام دا أنا أول ما يرجع هقوله والا يحصل يحصل
أدهم بهدوء:_يا حمزة أعقل جدك مفيش معاه هزار
حمزة بثبات:_بالعكس دا أكتر وقت أنا هادئ فيه
أخرج أدهم هاتفه ثم أبعث برسالته لعز ربما يستطيع أقناعه... فهو المقرب لحمزة رغم المشاكسات الدائمة بينهم
بمكتب ياسين
كان يرتدى نظراته التى تزيد من وسامته... يتابع الملفات المعروضة عليه من قبل عز... على جواره كان يجلس يحيى يوقع على قرارت ياسين فمشاركتهم بالتوقيع دائمة لأى قرار جماعى بينهم فهم من يديرون المقر...
ياسين بأعجاب:_برافو عليك يا عز
عز ببسمة هادئة:_فكرة رعد وتصميم أدهم وتنفيذ العبد لله
إبتسم ياسين بخفوت قائلا بثقة:_شوية شوية وهتأخدوا مكانا أنا ويحيى.
يحيى بغرور مصطنع:_مين دول الا يخدوا مكانا أحنا الكل فى الكل
عز بسخرية:_خلاص يا عم الغرور كل واحد عارف مكانه
يحيى بتأكيد:_كدا تعجبنى
إبتسم ياسين إبتسامته المتخفية خلف جاذبيته الفتاكة فتابع مراجعة الملفات...
صدح هاتف عز برسالة أدهم فأخرجه لينصدم من التالي
"ألحق إبن عمك أتجنن وعايز يتجوز تالين لا وأيه ناوي يفاتح جدك النهاردة حاولت معاه وفشلت الدور عليك "
كانت تعبيرات وجهه كفيلة بكشف ما به ..
يحيى بقلق:_فى أيه يا عز ؟!
عز بصدمة:_كارثة
ياسين بأهتمام:_كارثة ايه احنا لحقنا !
عز:_الحيوان الا أسمه حمزة
يحيى بستغراب:_ماله ؟
عز "_ عايز يتجوز
يحيى بسخرية:_وأيه الكارثة فى كدا ؟!
عز:_تالين
صدم يحيى وتطلع لياسين الهادئ بملامحه فعلم بأن هناك أمراً ما...
جذب عز مفاتيح سيارته ثم وجه حديثه ليحيى قائلا على عُجال:_أنا هروح أشوف الموضوع دا
أشار له يحيى فغادر على الفور ..
فى حين ياسين الذي اكمل عمله كأن لم يكن ..
تطلع له يحيى قائلا بشك:_هو أنت كنت عارف يا ياسين ؟
ياسين بهدوء ؛_لا
يحيى بعدم تصديق:_مش مصدق
رفع ياسين نظارته لينظر لرفيقه قائلا بثقة "_ كنت حاسس بشيء بينه بس الخطوة دي متوقعتهاش ..
زفر بقلق:_ربنا يستر
إبتسم بمكر وأكمل عمله كأن لم يكن...
تجمعت الفتيات بالأسفل...
شعرت آية بأن هناك أمراً ما تحاول ملك أخفاءه، حتى يارا تطلعت لآية بتأييد...
آية بهدوء:_حاسه أن فى حاجة عايزة تقوليها يا ملك
رفعت عيناها لهم بقلة حيلة تريد البوح عما بصدرها فقالت بدموع:_توعدوني انكم متتكلموش خالص ولا تقولوا سري لحد
صدمت الفتيات وعلمت بأن هناك أمراً هام... فوعدتها بالصمت
ملك بدموع حارقة:_أنا حامل
آية بصدمة:_أيه ؟!
يارا بغضب:_ليه عملتى كدا يا ملك أنتِ بتعرضى حياتك للخطر بأيدك
بكت بقوة فأكملت يارا بعصبية:_عارفة لو أبيه يحيى عرف هيعمل أيه ؟!
آية بتعنيف:_خلاص يا يارا الله
وأحتضنت ملك بحزن فقالت من بين دموعها:_أنا نفسي أكون أم
يارا بشفقة على حالها:_تعرضي نفسك للموت ؟!
ملك بتحدي:_مستعدة أعمل اي حاجة
يارا بهدوء:_يا ملك أبيه يحيى مش هيسكت
ملك بتفكير:_مش هيعرف
آية:_الموضوع دا بالذات مش بيستخبى
يارا بخوف:_طب والحل
آية بعد تفكير:_الأول نروح للدكتورة ونعرف منها حالتها وايه المفروض تعمله
ملك ببكاء:_التحاليل بتقول أن الحمل مش هيكمل ودا فيه غلط على حياتى
آية بغضب وصراخ:_هو كان دخل فى أمر ربنا ..أحنا نعمل الا علينا والباقى عليه وهو رحيم بينا
تلامست كلماتها قلب ملك فتأملت حجاب يارا وعلمت الآن أنها أرتدته على قناعة وليس ألحاح...
عاد عز للقصر فصعد لغرفة حمزة ليجده يجلس بشرود، وما أن رأه حتى قال:_مش هتعرف تقنعنى يا عز
زفر بغضب ثم تقدم منه قائلا بهدوء مخادع:_يا حمزة الا فيه طبع بيفضل فى دمه على طول البنت دي كانت هتوقع بينا قبل كداا أنت ضامن منين أنها مش بتخدعك...
حمزة بنفس نبرة عز:_أتغيرت.
عز بهدوء:_وايه الا يضمن كلامك
حمزة بغضب:_تالين أتغيرت يا عز صدقنى او لا بس دي الحقيقة
عز بحذم:_خلاص نسيت نفسك وبقى صوتك بيترفع عليا يا حمزة
حمزة بحزن ونبرة صادقة:_أنا اسف يا عز بس صدقنى تالين اتغيرت وأنا محتاجلها بحياتى
تمكن حمزة من لمس اوتار قلبه فهو عاشق ويعلم جيداً ما هو شعوره...
خرج صوته أخيراً بعد مدة من الصمت قائلا بثقة:_وأنا معاك يا حمزة
لم تسعه الفرحة فأحتضنه بسعادة ..على عكس خوف عز عليه من غضب عتمان الجارحي ..
تااااابع ◄ أحفاد أشرار