-->

رواية أباطرة العشق ( عشق من نار ) الجزء الثامن

 

 

 التفتت سريعا بخطى يتسابق مع ضربات قلبها تاركه غرفتها لتذهب بكل جيوش حبها وحنينها إليه واقفه امام باب غرفته لتطرق باب الحب بقبضه الاشتياق .. فتح سليم الباب وهو عاري الصدر متعجبا ليردف بلهفه


- وجددد! في حاجه ؟!

نظرت له كثيرا محاولة استجماع ما ستقوله كى توصل له كيف تشتاق اليه .. ظل سليم يتأملها بعنايه فاستطاعت آيضاً بنظره له من عيناها ان تحي الف عرق ممتد الى قلبه وتجعله ينبض لها وتنير قلباً قد ذبل من زمان ..!

بللت حلقها قائله بارتباك ورجفة قلب
-مشيت ورا قلبي لقيتنى واقفه علي بابك .. انا مش قادرة انام من غيرك، سليم عاوزه انام الليله في حضنك .

خليط من نظرات الحب والاشتياق واللهفه والعقل والمنطق تناثر بين حدق عينيهم يتراسل بينهم طويلا .. ظلت وجد ترمقه بعيون متأرجحه متنظرة رد فعله .. على عكس سليم فكانت حِدق عينيه ثابته لَم تبتعد عن ضياء عينيها .. تنهدت وجد بصوت مرتفع حتى يأست من رده، شعرت بقبضه قويه معاتبه اعتصرت قلبها مما جعلها تستدير جنبًا كى تبتعد عن انظاره، ولكن نيران شوق سليم التهمتها من خصرها بشدة ليجذبها إليه والى اسره المحبب، التصق جسدها به كمن استوطن في مكانه للتو، قفل سليم باب غرفته لتسند وجد عليه بظهرها وهى تبلل حلقها كثيرا وتراقبه بعيون مشتاقه لاقترابه .. مرر سليم انظاره على جسدها ثم استند بكفه على ظهر الباب ليضعها بين حصاره قائلا بمزاح

- جري ايه يا اندبيندت .. رجعتى في كلامك ليه .. !

احمرت وجنتيها بدماء الخجل فاستدارت كى تهرب من حصاره الذي يتوج بعناقيد الورد فوق قلبها لتقول
- اوعى كده .. دى كانت ساعة شيطان وراحت لحالها .. سيبنى امشي ..

احكم سليم غلق اسواره عليها اكثر ليقول بعناد
- مافيش مشي من هنا خالص .. انسي .
اتسع صدرها لتتخذ نفسا طويلا قائله برجاء
- سليييمممم !

اجابها سريعا ليقول
- هتفضلى تعاندى قلبي وقلبك لميته !

- ما انا قولتلك لحد مايجى اليوم اللى نتخطى فيه كل صعب وتبقي ليا قدام الخلق كلهم ...

- وكونك ملكى قدام ربنا دا مش كفاية !

اجابته بنبره خافته خارجه من خلف عضلة قلبها المنتفضة
- عاوزة افرح ياسليم .. افرح بوجودك فالكوشة جمبي ..

داعب وجنتها بحب ليقول
- هتفرحى وانا كمان هفرح وندرا عليا اكبر فرح في مصر كلها هيتعملك ياقلب سليم ..

اتسعت ابتسامتها ولمعت عيناها ببريق الحب قائلة بدلال
- طيب اوعى بقى امشي وانسي كل حاجه انا قولتها .

غمز لها بطرف عينه وهو يمرر كفه برفق علي خصرها قائلا بتحدٍ
- انتِ بتنسي بسرعة ليه .. هو انا مش قولت مافيش مشي ..!

رجفة شوق اصابت جسدها مردفه بحنية
- الله ! انا مش عارفه عقلى كان فين وانا باجى هنا، وسع كده ..

جذبها بقوة ليدلف بها ساحه غرفته قائلا
- عقلك اتهزم قصاد قلبك .. مش انت لسه قايله مشيتِ ورا قلبك لقيتك واقفه علي بابى ! ايه بقي !

ثم دنى منها ببطء مما جعلها تتراجع للخلف ولكن عيناها لازالتا تنادى عليه، ارتطم ظهرها بحائط الغرفه وبداخلها تتصارع مع دقات قلبها وطعنات عقلها التى تقودها للرحيل .. التصق سليم بها مما جعل رايات عناد العقل تندلى، مطبقًا على شفتيها كى يلتهم همسهما ورجفة اشتياقهما، وبمجرد ما ظفر بشهدهما تحطمت جيوش العقل باكتساح، لف سليم ذراعه حول خصرها ليتلذذ من قربها اكثر واكثر مما ادى الى اذابتها في هيام قربه فاحتضنته كثيرا، غارقه في بحور قربه للحظات معدوده، ابتعد عنها سليم هامسا في اذنها وهو يلتقط انفاسه بصعوبه قائلا
- سليم الهواري هو اللي عاوز ينام في حضنك الليله ياوجد ... قولتى ايه .. !

كان صوت دقات قلبها يخترق جدران صدرها فاردفت بتنهيده قويه
- سليم ... اصلل...

اجابها مقاطعا ليقول
- وجد انا وعدتك انى عمرى ما هجبرك على اي حاجه، بس انا عاوز ادفى بقربك مش اكتر ... ممكن ..

تحركت بخفه وبدون تفكير لتجلس فوق مخدعه عاقدة ساقيها لتشير اليه بعينيها قائله
- سليم .. انا واثقه فيك من غير ماتقول ..

ابتسم بحب ليقول
- افهم من كده انك وافقتى ..

عقدت حاجبيها باستنكار
- وافقت على اييه .. انت هتستهبل، انت قولت هتنام جمبي وبس .. مش عاوزه قلة ادب ..

ضحك بصوت عال فاقترب منها بهدوء ليبسط جسده متنهدا بارتياح ويستند برأسه فوق فخذها قائلا بمزاح
- هموت واعرف جايبه الثقه دى فيا منين .. اذا كنت انا نفسي مش واثق فينى !

داعبت خصلات شعره بدلال مردفه
- طول ما انا واثقه في حبك، متأكده انك عمرك ما هتجرحنى ولا تزعلنى ...

قَبل كفها قُبله طويلة وهو يقول
- دايما بتغلبينى بكلام يابت العتامنه ..
نظرت له بعيون ضيقه
- وابن الهواري بيغلبنى بالفعل ..

رفع انظاره لها بسرعه ليقول
- احنا فيها .. تحبى تشوفى !

ضربته على كتفه باغتياظ
- دماغك دى مافيهاش غير الشمال وبس ..
وثب قائما بسرعه وهو يقول لها بغمز ويتفتنها بانظاره
- دماغى دى بوصلة هتلاقي فيها كل الاتجاهات .. فوق تلاقى .. شمال هتلاقي .. يمين هتلاقى .. تحت بردو تلاقينى جدًا ... بصي من الاخر انا بتاع كله معاكِ .

استدارت بجسدها حتى اوشكت قدميها ان تلمس الارض قائله
- والله ما لك امان فعلا ..

قبل ان تنهى جملتها جذبها إليه من خصرها ليلقى بها في احضانه قائلا بحزم
- قولت الليله مش هسيبك .. بلاش حركات العيال دى وتهربي كل شويه الواحد مافهوش حيل والله يشيل ...
اجابته ساخرة
- الله الله ! دانا اتخميت واضحك عليا بقي !

- بلاش ياوجد تتدخلى من حته التحدى والتريقه دى عشان هتخسري .. الواحد لامم نفسه بالعافيه فمش ناقصاكى هى !

 

" تلم الرجاله يامحمد تغطس وتقب سليم يكون معاك "
اردف الجد جملته بنبرة حازمة وهو يدلف من باب القصر وخلفه الحاضرين من اهل البيت .. فهتف محمد متعجبا
- وانا اجيبه منين ياجدى ! همسك مكرفون واقول سليم الهواري تايه !

- من غير مِقلدة ياضكتور ! اللى اقوله يتنفذ يلا ..

اردف يسر سريعا
- ياجدى ماينفعش محمد يطلع في الوقت دا !

ماجده بعيون باكيه: اومال هنفضل كده منعرفش جوزى فين .. اتصرف ياجدى قبل ما العتامنه يوصلوله ...

تنهد عماد بكلل مرددا
- ياجماعه اهدوا سليم مش صغير ..

عفاف بقلق
- اخوك راح فين ياعماد .. اه ياخوفى ليكون دا ملعوب من العتامنه وهما اللي حابسين ولدى ..

ارتعد جسد ماجده قائله
- والنبي يامحمد انزل دور علي سليم .. قلبي واجعنى قوى عليه ..

ضربت ثريا كف فوق الاخر بشماته
- يلا ويبقي خلصنا من واحد .. يلا يابت منك ليها خشوا ناموا واللي يعرف سكة البيت يجى ..

التفت الجميع إليها بنظرات استغراب وذهول فاردف الجد قائلا بحزم
- حسابك تقل قوى يا ثريا ...

ضحكت بسخريه وهو تهتف بصوت منخفض
- ما انت خليت الحساب على الحديده ياعمى .. وانت سبت حاجه وراي ولا قدامى !

رمقتها عفاف بحده لتقول برجاء
- ماتقصري الشر عااااد ياثريا ...

تنهد الجد بتعب ليقول
- كل واحد حسابه معاى جاي ! بس الصبر حلو ... يلا يامحمد روح نفذ اللى امرتك بيه .. وانت ياعماد اعمل اتصالاتك واسال في كل الاقسام والمستشفيات ... سليم عمره ما غاب اكده !

" صباح يوم جديد "

- ست صفوة اتفضلى اركبي العربيه .. مجدى بيه منبه علينا متمشيش خطوة غير واحنا معاكى .
اردف السائق الخاص بصفوة جملته الاخيرة بهدوء، فامتدت انظار صفوة بعيدا كى تتأمل رجال الحراسه الذين ينتشرون امام بوابة منزلها .. فالتفت مرة اخري نحو السائق مردفه
- مين دوول .!

- دول الرجاله اللى عينهم مجدى بيه في حراستك .. انا محروس السواق وتحت امرك في كل حاجه ..

ضربت الارض بمشط قدمها باغتياظ مردده
- بقي كده ! طيب يابيشمهندس مجدى !

ثم تحركت سريعا نحو السيارة، فاردفت وهى تصعد بداخلها
- ودينى الجامعه ياعم محروس اما نشوف اخرتها..

ركض السائق سريعا وخلفه سيارة اخرى _جيب_ من الحرس حتى غادروا جميعا من المنزل .. اخرجت صفوة هاتفها وقررت ان تكتب رسالة نصيه لمجدى بدون تفكير
( على فكرة انا اقدر احمى نفسي كويس .. مكنش له لازمه الفشخرة الكدابه دى .. )

ثم ضغطت على _زر_ ارسال وقفلت هاتفها متوعده منتظرة جوابه على رسالتها ..

وصلت الرساله لمجدى اثناء انغشاله باجتماعه عن الشحنات الجديدة، فالتفت نحو هاتفه ليقرا الرساله بدون اي تغير على ملامحه سواء بالرضا او بالانزعاج ثم عاد مرة اخري ليكمل حديثه متجاهلا رسالتها تماما ...

 

يستوطن بين ذراعيها كمن بسط يده عن اتساع الارض مستكفيا بضيق حضنها، فتحت وجد عينيها ببتثاقل لتجده متشبثا بها كالطفل الصغير الخائف من فقدان امه، ظلت تتامله طويلا بقلب يتراقص فوق اوتار الفرحه، طبعت فوق جبهته قُبله خفيفه وعادت كى تتامله مرة اخري فاتسعت ابتسامتها اكثر عندما تذكرت جملة قرأتها من قبل لغادة السمان

《عذراء كل إمراة لم تعرفك، عزباء من لن تعقد قرانك عليها، عاقر كل أم لم تنجبك، يتيمة من لن تكون أباها 》
ثم تنهدت برتياح مردده بخفوت
- جائعه من لَم تتذوق الحب معك ..

ثم اتاها صوت سليم ممزوجا بالنوم قائلا
- والله طول الليل بحاول ندوقه سوا انتِ اللي قطعتى برزقك ..

اعتدلت في جلستها لتنظر له بعيون ضيقه
- والله ! انت صاحى من امتى بقي ..

مسك كفها بعفويه ولفه حول عنقه قائلا بحب
- من اول ما شفايفك لمستى دبت فيا الروح .. فصحيت ارتوى منك اكتر ..

- احم احمممم .. يارب نتلم ونقوم يلا عشان انا عاوزة ارجع .. زمان البلد مقلوبه ..

قضب حاجبيه قائلا باستنكار
- بتقولى ايه ياختى ! ترووووحى !

- اااه ياسليم لازم اروح .. لو سألوا في المستشفي وعرفوا الدنيا هتخرب والله، وكمان الجو هنا ريحته دم اوى، الثورة خربت البلد ياسليم ..

تنهد سليم بمراره مردفا
- الفتنه اللى خربت البلد مش الثورة ياوجد ... الشعب مطالبه بسيطه وكان راضي بتحقيق نصها، الدور والباقي على اللي استغل الفرصة وفتن بين الشعب لحد مابيقت مجزرة ..

- والله ياسليم مابقيت عارفه مين الصح ومين الكدب، كل اللى اعرفه اننا داخلين على ايام صعبة اوي، ويااعالم اللى هيمسك البلد بعد كده هيعمل فينا ايييه ..

اعتدل سليم في جلسته متكئا علي كفه ليقول
- ياستى سيبى الملك للمالك .. وخليكِ انت معايا ...

- منا معاك اهو ياسليم ..

أزاح خصله من شعرها خلف اذانها مردفا
-المهم ارتحتى في حضنى الليلة دى !
احمرت وجنتيها بدماء الخجل قائله بخفوت
- انا مرتحتش طول حياتى غير الليله دى ..

ضحك بصوت جمهوري عال قائلا بغمز
- اومال عاوزه تروحى ليه طيب .. مااحنا حلوين اهوو ..!

- احم .. وانت كمان كنت حلو وسمعت الكلام والتزمت بوعدك ليا ... شكرا بجد ياسليم انك مطاوعتنيش في جنانى ..فعلا الفرحه في وقتها احلى ..

جذبها إليه برفق ليبسط جسده ويأخدها بجوار قلبه قائلا بهدوء
- وجد انا معملتش كده واتجوزتك من ورا الكل إلا عشان احميكى، واضمن انك اتعقدتى في روحى للابد ... علاقتى بيكِ لو علاقة جسد وحتة ورقه هى اللي هتحللها ابقي مستاهلكيش ولا استاهل انى اقول بحب حتى، انتِ بالنسبة لى حاجه زي نفخ الروح فى روحى .. سمك في بحوره حر يموت لو خرج منه ... انا لسه محاربتش عشان اتكافئ بطعم قربك ياوجد .. وحتى انتِ لو مطلبتيش كده انا كنت هعمل كده .. سليم مستنى يفرح اكتر منك ... مستنى يلون حلم ١٢ سنة ..

احتويت ذراعه بقوة لتقول بمزاح
- يعنى اطمن بقي !

ضحك بصوت قائلا
- طول مااسمى ورا اسمك على طول اطمنى، بس متطمنيش قوى يعنى عشان لو مشاعري غدرت هتبقى انت الجانيه ...

- الله ! انت هتحرينى ليه !
عض علي شفته السفليه ليقول بمكر
- يعنى في حضنى بت زي القمر، وكمان لابسه لبس يحل حبل المشنقه وريحة قربها مخليه قلبي يتنفض وكل حاجه مغريه للاستفراد بيكِ وش .. وجايه تحتاري ! انت هبله يابت ؟!

- خلاص ياعم .. عديها المرة دى ..
ثم اردفت بخبث وهى تقول
-وعموما يلا ما انت عندك مراتك ماجده وشكلك مكتفى مش فارق معاك ..

انعقد حاجبيه بغضب قائلا
- واى الثقه دى !

- ابدا ياسليم .. بس بقولك اللى حساه من كلامك .. شكلك مبسوط معاها قوى ..

ابتعد عنها غاضبا
- وجد .. انت جري لعقلك ايه ! ماتتكلمى عدل ؟
حاولت قدر الامكان ان تخفى ضحكها مكمله تمثليتها
- بدردش معاك ياسليم ... واسفة انى ادخلت في علاقتك مع مراتك ...

احمر وجهه بمعالم الغضب قائلا
- وجد مافيش اي حاجه من اللى في دماغك حصلت بينى وبين ماجده ..

ضحكت بسخريه
- حاضر هصدق ... عموما براحتك انت معملتش حاجه حرام يعنى انك تخبيها ...

زفر بضيق قائلا
- انت ازاي عتحكى اكده ياوجد ..

- الله! انت عاودت تحكى صعيدي تانى يبقي اتعصبت .. خلاص ياسليم اعتبرنى ماقولتش حاجه .. بس حبيت افتح سكة للموضوع دا لتكون خايف تواجهنى وكده .. متخيلتش انك تنكر ...

لاحظ سليم حركه عيناها المتارجحه ففهم مغزي كلماتها قائلا بمكر
- يعنى افهم ان الموضوع مش مضايقك ولا فارق معاكِ

- احم .. دى مرتك يابنى انت هتخالف شرع ربنا يعنى ؟!

- طيب كويس ريحتى قلبي عشان مكنتش حابب اعمل حاجه من وراكى .. وبعدين سليم عاوز عيال كتير ..

اتسعت عيونعا غاضبه لتقول
- نعم ! وحياة امك اقتلك ياسليم ..
استدار نحوها مقتربا اكثر منها وهو يداعب شعرها وجسدها بلا مبالاة قائلا
- مانتى لسه قايله شرع ربنا .. هترجعى في كلامك ليه !

داعبت وجنته بانتصار قائله
- غادة السمان قالت ( سانجب منك قبيله ) وانا هنجب منك قبائل ياولد الهواري وبلاش تصيع عليا لانى حفظاك اكتر من نفسك وكمان متخلقتش اللى تكون ام ولادك غيري ..

خطف قبل سريعه من ثغرها قائلا بخبث
- كلامك حلو وجميل ومافيش مفر منه .. بس دا مايمنعش انى اتبسط مع مراتى .. انت عاوزنى مدلعش ياوجد !

ضحكت بانتصار وهى تتغنج بملامحها امامه
- وماله ياروحى ... خد راحتك خالص، بس وجد متاكده وواثقه انك بؤ ومعملتش اي حاجه ..

ثم استدارت كى تبعد عنه فجذبها سريعا ليقول بفضول
- استنى هنا ! انت بتتكلمى بثقه كده ليه .. ما يمكن خايف على زعلك ومحبتش اقولك .. وفكرك يعنى ماجده ممكن تعدى الموضوع ده .. احم عيدى حساباتك يابت العتامنه وبلاش الذكاوة دى على سليم حبيبك ...

ضحكت بصوت عال زلزله قائلة
- وبلاش غباوة على وجد ياسليم ..

- يعنى لو قولتلك انه حصل هتسبينى !

- انا عارفه انه محصلش عشان كده عمري ما هسيبك ..

رفع حاجبه مستنكرا
- وعرفتى منين ؟!

- لا لما تكبر هابقي اقولك ... يلا قوم عشان تفسحنى قبل مانمشي .

دفعها بكل قوته على مخدعه ليبسط جسده فوقها قائلا بفضول
- هو انا لما بسال السؤال مابترديش لييه دغري ..

اطلقت نفسيا قويا ارتطم بعنقه قائله
- منا قولتلك لما تكبر هابقي اقولك ..

عض على شفتيه وهو يتأمل معالم جمالها التى تتلألأ امام عينيه كالجواهر التى سقط عليها اشعة شمس الاشتياق قائلا
- مانا كبرت والله .. تحبي اثبتلك !

وضعت سبابتها فوق ثغره لتعيق حديثه وهى تتأمل عيناه قائله
- طيب هكسب فيك ثواب واقولك عرفت ازاي .. بس بعدها تسيبنى بقي ..

- اااه هسيبك يلا قولى ..

- بالمختصر ياباشا مافيش حد هيدوق حتة شكولاته وعجبته والا هيكون عاوز يجربها تانى وتالت وعاشر خاصة ولو مع حد بيحبه .. مش زي واحد مايعرفش اي طعمها فأكيد مش هيفضل متلهف على حاجه مجربهااش ...

عض سليم على شفته السفليه مغتاظًا ولهيب الانتقام يشتعل من حدق عينيه قائلا باعجاب
- دانت طلعتى مش ساهله .. ! غلبتينى ياست الدكتوره ..

تغنجت امامه بدلال وفخر مردفه
- احم لا احنا نعجبوك اوى ياباشا ...
اغمض سليم عينيه لبرهه قائلا
- طب قومى اخفى من قدامى احسن ماتغابى عليكِ ...

- لا وعلى ايه الطيب احسن ...

 

" الرسالة بتاعتك مرفوض يادكتورة "
اردف الدكتور( فتح الله ) المشرف على رسالة الماستر المتعلقة بصفوة جملته بحده وقعت على قلبها خدشته ... فاردفت مغمغمه
- بس موضوع الرساله من الاول حضرتك كنت مؤيده جدا وشايف ان مجال الطب في حاجه للافكار الجديده دى ..

اردف الدكتور مزمجرا بحده
- من غير نقاش ولا جدال كتير ... اللى حصل يادكتورة ان مستواكى العلمى في النازل وحاجه متشرفش اننا نديكى شهاده معتمدة من جامعه كبيره زي جامعتنا ..

رفعت حاجبه مستنكرة
- حضرتك احنا تلاميذكم يعنى مرايه معكوسه لمنارات العلم اللى استمدنها من حضراتكم .. فاظن مش حاجه لطيفة انك تقول كده خصوصا مع الاولى على دفعتها الست سنين !

- دا كمان مش مستواكى العلمى اللي بقي في النازل والخُلقى كمان يادكتورة ... ياريت تفوقى لنفسك وتعرفى انك بتتكلمى قصاد عميد الكليه .. وبدل ماانتى بتبجحى وتجادلى كده روحى اشتغلى على نفسك ..

- بس دا عمره ما كان رايك فيا يادكتور ..طول عمرك بتقول لى انى زي بنتك وانك فخور بيا ..

- فخور بيك لما شغلك يتم على اكمل وجه، مش بالوساطه والمحسوبيه !

لازال حاجبها مرفوعا باندهاش قائله
- اااه وساطة ومحسوبيه ! يعنى الموضوع ملهوش علاقه بمشاكل شخصيه تتعلق بالدكتور ياسر مثلا ؟!
احمرت عينيه غاضبا فاردف بصيغه امرة
- وقتك خلص يادكتوره .. واحسنلك تشوفيلك جامعه تانى تحت السلم تاخدى منها شهاده ماستر تشغلك ...

ابتسمت صفوة بعناد وهو تنصب عودها متحديه
- اااه جامعه تانيه ... يبقي فعلا الموضوع متعلق بالدكتور ياسر ... عموما بما انى هشوفلى جامعه تانى بلغ الدكتور ياسر رسالتى وقوله مش صفوة الهواري اللي رسالة ماستر تهدها .. بعد اذنك يادكتوررر ...

 

" والله ياهواري قلبت البلد عليه، ملهوش اثر "

اردف محمد جملته بعد ما عاد صباحا من رحله بحثه طوال الليل على اخيه، فزفر الجد باختناق قائلا
- وعماد قالك ايه ؟!

هز راسه بياس
- ملهوش اثر ياجدى .. انا بدات اقلق عليه ..

ضرب الجد الارض بمؤخرة عكازه بضيق قائلا
- ربنا يجيب العواقب سليمه ياولدى ... روح شوف مرتك منامتش من امبارح من خوفها عليك ..

التوى ثغر محمد بضيق
- كتر خيرها والله

- انت زعلان من مرتك يامحمد !

- لا ياجدى وهزعل ليييه .. بس يادوب الحق اروح المستشفى في حالات كتير هناك .. فوتك بعافيه ..

غادر محمد سريعا من امام جده، كى يهرب من مواجهة زوجته يخشي ان ينهزم امامها كما كان سيفعل من قبل، اراد ان يُعاقبها بحرمانها منه لفترة معينة كى تتذوق علقم الفراق كما اذاقته سُم الخرمان ...

 

دلف عماد شقته بجسد متهالك، فلفت انظاره نورا الغارقة في سباتها فوق الاريكه، تعمد ان يغلق الباب بحرص شديد كى لا يقلق نومها، تحرك بخفه من امامه ورغم عنه انجذب قلبه للنظر إليه، تفتن بعيناه جمال شعرها الذي ينسدل على وجهها، وبريق ساقيها الاتى لم يطئ ثوبها ان يسترهما، والخصر المنحوت ببراعه مما يصل بين جواهرها العلويه والسفليه المكنونه، اتسع صدره كأن بابه تنهد لاستقبال حبا جديدا، صُلب مكانه يقاوم انظاره من الابتعاد عنها فكل شيء بها يجذبه إليها .. إليها فقط معاندا كل خطاوى البعاد، تغنجت امام عينيه بانسيابيه باسطة جسدها فوق الاريكه بارتياح، خفق قلبه بقوة فوجد ساقيه تقوده للوقوف امامه منحنيا كى يحملها بين ذراعيه ولكنه تراجع سريعا معاتبا لنفسه .. شعرت نورا بريح انفاس تطوف حولها .. فنهضت سريعا قائلة
- عماد ! سليم حصله حاجه ؟!

تراجع عماد للخلف خطوة ويبدو عليه معالم الارتباك قائلا
- لا مافيش اخبار عنه، بس هو انت أي اللى منومك هنا !

اعتدلت نورا في جلستها بمجرد ان راته فاردفت قائله
- كنت مستنياك وقلقانه على سليم .. فنمت والله ..

- طيب قومى كملى نومك جوه .. وانا كمان محتاج اريح شويه ...

وثبت قائمه بوجهه مبتسم
- مش هتفطر الاول !

وجد نفسه يرد بدون تفكير
- لو هتفطري معايا .. مافيش مانع نفطر سوا ..

ارتعد قلبه لجملته المفاجئه مما جعلها تنظر له بعدم تصديق ثم قالت
- بسرعه والفطار يكون جااهززز ...

 

وصلت ماجده الي مستشفى ( العتامنه ) بعدما اقنعت جدها بانها ذاهبه لسحب ملفها الدراسي من الجامعه، فوقت امام الاستقبال تسأل الموظفه قائله بقلق
- بقولك ايه ... لو عاوزة اوصل لادهم عتمان .. اوصله ازاي .

الموظفه: مين حضرتك !

بللت حلقها الجاف من شدة الخوف
- انا واحده عاوزاه في شغل ... ممكن تقولى لى اوصله ازاي ؟!

- مممم ممكن تروحى البيت ؟!

- لا والنبي فكري في حاجه غير البيت دى ...

تأفف الموظفه قائله
- ياهانم انا مش فاضية ورايا شغل كتير وو

ماجده مقاطعه
- هديكى اللى عاوزاه بس قوليلى طريقه اوصله بها غير البيت دا ...

- طيب بصي كل الغفر اللي محاوطين المستشفى تبعه، ورجالته تقدري تاخدى رقمه من اى واحد فيهم ... ومتنسيش حلاوتى بقي ...

 

" ما هو لولا البلطجه بتاعتك مكانش كل دا حصل "
اقتحمت صفوة مقر شركه مجدى اثناء انشغاله بالاجتماع مع موظفينه الذين استداروا جميعا نحوها بذهول .. تنحنح مجدى بثبات ثم اردف قائلا
- طيب يا رجاله الاجتماع خلص واى جديد بلغونى .. يلا اتفضلوا على مكاتبكم ..

نهض الجميع وهم يترقبون صفوة بنظرات فضوليه وبداخلهم الف سؤال، كل منهما يسير بجوار ليلقي عليها نظرات استكشافيه مستنكره ويمر حتى غادروا جميعا فاردفت مديرة مكتبه الجديده لتقول
- مجدى بيه تحب اطلب الامن ...

وثب مجدى قائما بهيئته الوقارة ليقول
- اخرجى انت دلوقت ولو لزم الامر انى اطلب الامن هبلغك ..

رمقت كل منهما الاخري بنظرات ساخطه حتى خرجت _السكرتريه_ واغلقت الباب خلفها ... سار مجدى نحو مكتبه ليجلس فوقه بفظاظه وهو يشمر اكمامه قائلا
- انت متعلمتيش في المدرسة انك تخبطى قبل ما تدخلى اي مكان ..

القت حقيبتها ارضا ودنت منه بكل براكين نيرانها
- ماهو سعتك ولا على بالك ... مستقبلى ضاع بسببك وانت داخل تدينى محاضرة ...

- احم صوتك ميعلاش وانت بتكلمينى ..
اجاابته باااانفعال
- لما تكون سبب في اللى انا فيه يبقي من حقى اعلى ونص ...

- حصل ايه ..

بعثرت شعرها بطريقه عشوائيه لتردف باغتياظ
- انت اى البرود اللى بتتكلم بيه دا ! بقولك مستقبلى ضاع ..

انشغل مجدى بالاوراق المبعثره امامه مجيبا بدون اهتمام
- وانا اى علاقتى !

- ماانت لو مكنتش كبرت الموضوع واتخانقت مع الزفت دا قدام الجامعه ... مكتش ابوه هيرفض رسالتى ... منك لله ياخى ..

رفع حاجبه مستنكر بسخريه على اسلوب حديثها قائلا
- والمطلوب منى !

تعالت انفاس الاغتياظ بجوفها وهى تقول بغضب
- ولا اي حاجه ... حبت اعرفك بس انك سبب كل مصيبه في حياتى ... شكرا ليك بجد ..
اجابها ببرود شديد
- العفو .

ضربت الارض بساقيها واوشكت عيناها على البكاء
- طلقنى حالا ...

نهض مجدى من مقعده ليتحرك نحوها بثبات، مما جعل جسدها يرتجف فتراجعت للخلف قائله بنبرة مهزوزه
- انت هتعمل ايه ...

ظل مجدى يقترب منها اكثر ليقول
- انت عاوزه ايه !

استجمعت شتات قوتها لتقول بتحدى مصطنع
- بقولك طلقنى ...

غمز لها بطرق عينه قائلا
- تؤ مش قصدى .. ليكى كذا يوم بتحومى حوليا .. ما لو نفسك في حاجه قولى بدل الهمجيه دى واقلها مش هتعملى حاجه حرام زي ما كنت مدوراها قبل كده .. منا بردو بيقولوا جوزك ...

صفعت مجدى بكل قوتها وهى ترمقه بنظرات ساخطه مردده
- اخرس ..انت قليل الادب .. وكلكم زي بعض اصلا ...

ثم تركته وغادرت تحمل اوجاع الماضي والحاضر بجوفها، ظل مجدى يستوعب جمرات ما القته على قلبه ووجهه طويلا مزفرا بضيق ليردد بعتاب
- غبى غبى مكنش ينفع تقولها كده !

ثم تراجع لياخد _الكاجت_ ويغادر مكتبه خلفها سريعا قائلا للسكرتريه
- الغى كل المواعيد النهارده ...

 

" في قسم الشرطه "

- حمزه باشا .. الحق ...

نهض حمزه من فوق مقعده قائلا
- في ايييه ..!

العسكري: في خناقه كبيره في ضاحيه البلد والدم فيها للركب !

وضع حمزه سلاحه خلف ظهره بدون تفكير ليقول
- جهزلى قووة بسرررعه ...

العسكري بأسف
- كل العساكر اتوذعوا على المدينه عشان في ثورة، والقسم مافهوش غير عدد قليل جدا من العساكر ...

حمزه بدهشه
- يعنى ااايه !

- يابيه انا مديونلك برقبتى اقدر اجى معاك .. المهم نلحق الناس اللى عتقتل بعضها دى ...

حمزه بصيغه امرة
- اتصلى بالادارة تبعتلى قوة ضروري على هناك يلا ...

اردف حمزه جملته سريعا بعدما غادر قسم الشرطه فاعتلى على ثغر العسكري ابتسامه خبث ليخرج هاتفه سريعا متصلا برقم ما
- كله تمام ياباشا والفار دخل المصيده...

ويبقى أفضل شُعور هو التجاوز، تجاوز الظنون، وتجاوز المشاعر، تجاوز الفترات والمواقف، وحتى تجاوز الأشخاص، أشخاص كانوا بيومٍ كل شيءٍ بالنسبة لك، ولكنك تجاوزتهم كأعمدة إنارة مُنطفئة بنهارٍ مُضيء، شعور مُريح ومُطمئن.

" صفوة افتحى !"
وصل مجدى الى منزله وهو يركض حتى صف امام غرفتها وهو يطرق الباب بقوة قائلا جملته الاخيره .. اما عن صفوة فكانت تعد اغراضها كالمجنونه، دون اي رد منها علي حديثه، عاد مجدى مرارا وتكرارا محاولا اقناعها قائلا بتهديد
- صفوة لو مفتحتيش هكسر الباب ..

زفرت بقوة حتى اقتربت من الباب وفتحه رغم عنها متأفف لتقول بنبرة ممزوجه بالبكاء ووجهه اغتسلته الدموع
- ااه نسيت تقول حاجه تانى جايه تقولها دلوقت ! كمل اهانه وتجريح ياابن عمى ..
طأطأ راسه بخزي ثم رفع انظاره نحوها مرة اخري
- اسسف .. مكنش قصدى ..

ضحكت ساخره لتقول
- ااه معلش المفروض انى اقولك حصل خير وخلاص مسامحه وكل دا ... تؤ انسي مش صفوة الهواري اللي تتهان وتسكت ...
اجابه باتزان يحمل نبره حاده
- صفوة .. مش عاوز قلة ادب .. انت اللي وصلتينا للوضع دا .

دلفت غرفتها بخطوات مهزوزه
- ااااه وانتوا كده بردو تعكوا الدنيا وتيجوا تعلقوا شماعة بلاويكم على كتافنا .. وانتوا ياحرام مابتغلطوش لا ..

دلف مجدى خلفها قائلا باستغراب
- احنااا مين ! انت كلامك بالجمع ليييه ؟!

اجابته بنبره متحشرجة بالبكاء
- انتوا ... انتوا كلكم كرجاله، اتخلقتوا بس عشان تكونوا سبب كل قهر وذل وكسرة احنا فيها، انتوا وجودكم مدمرنا ..

تنحنح مجدى بخفوت قائلا
- احم .. ممم تمام شكلك تعبانه هسيبك لحد ماتسترجعى حساباتك تانى وبعدين نتكلم ..
اجابته بسرعه
- مافيش بعدين هى خلصت اصلا .. وانا نازله البلد حالا ...

- مافيش نزول البلد ياصفوة غير لما افهم ..

عقدت ساعديها بتحدٍ
- حاجه ماتخصكش اصلا ... كل اللى مابينا ورقه وخلصت لحد كده ..

دنى منها بهدوء محاولا اخفاء شرارة غضبه قائلا
- شهادة وفاتى ولا الورقة اللى انت بتتكلمى عنها دى ..

صرخت بوجهه بقوة وهى تلوح له بكفها
- انت مصمم تهينى وتهين نفسك ليييه ! انا مش عاوزاك في حياتى ياخى !

- بس انا عاوزك .. واللى عاوز حاجه مابيسبهاش بيحاول بكل الطرق يحافظ عليها .. على الاقل سيبنى احاول عشان مندمش واقول انى محاولتش ...

ثم اخذ نفسا طويلا ودار خلفه نصف دورة
- انا نازل تحت وهسيبك تستريحى، ولما تهدى وحابه تتكلمى مافيش غيري هيسمعك .. وخليكِ متأكده ان محدش هيحميكى زيي .. احم سلام يااااا بت عمى ...

ظلت ترمقه بنظرات متأرجحه وشفاه مرتجفه وساق لم تتوقف للحظه عن اهتزازها حتى غادر مجدى واغلق باب غرفتها بهدوء ذاهبا نحو غرفته كى يلقى بجسده متنهدا في منتصف مخدعه ليردد
- تعبتينى وغلبتينى قوى يابت الهواري !

على الطريق الزراعى يسير حمزة بسرعه فائقة بين الطرقات المعوجة كى يلحق مجزرة الدماء الناشبه في احدى ضواحيها، اخرج هاتفه ليجري اتصالا تليفونيا بسليم الهواري ولكنه وجده مغلقا، ثم عاد كى يستكمل طريقه مرة اخرى .. فجاة علقت احدى عجلات سيارة الشرطه في الفخ المنصوب لها حتى انفجرت مما ادى الى انحدار السياره بداخل الارض الزراعيه، زفر حمزه بضيق وهو يضرب مقود السيارة هاتفا
- وهو دا وقته ..

فالتفت كى يهبط من السيارة ناظرا الى قدميه التى لُطخت بالطين فامتدَت انظاره ليجد نفسه في طريق فارغ تماما، وضع قدمه على الطريق العمومى وهو يعبث بهاتفه باحثا عن رقمٍ ما .. ففوجئى باربعة رجال مُلثمين يحاصرونه كلهم مسلحين باسلحه باديه مكونه من ( عصاه ضخمه، جنزير حديدي، كرباج، واخر سكينه كبيره ) فجهر احداهما
- انت متعرفش دى ارض مين ! واللى يهوب ناحيتها يبقى جزاته اايه ..

استدار حمزة إليهم بعيون طائفه ليقول بقوة
- بتاعت مين يعنى !

- ارض الديابه اللى يقرب منها يتصفى .. وانت قربت يبقي لازمن تاخد جزاتك !

وضع حمزه هاتفه بجيبه مردفا بسخريه
- اهاا ! انتوا متعرفوش بتتكلموا مع مين ؟!

القى احداهم نظرة على سيارة الشرطة قائلا
- ااه باين على البيه حكوومه، فكرك احنا هنخاف !

هَمَ حمزه بتشمير اكمامه باتزان وهو يقول يستعد لبدء الحرب فألتفت الى صاحب الجمله فجاة ولكمه بقوته قائلا بقوة
- لازم تخاف ياروووح امك ..

تراجع الرجال للخلف يستعدون لنشوب المعركه، فهجم الاخر على ذراعي حمزه بقوة كى يقيد، وعلى حدر اقترب الاخر منه كى يطعنه، ولكن بمهارة قتاليه استند حمزة بظهره على صدر من يكبله ليرفع ساقيه بانسيابيه ويطعن الاخر في بطنه بقوة،، مما جعله يتراجع للخلف متأوها، فانحنى حمزة ليدير الاخر من فوق ظهره ويبسط جسده ارضا وهو يركله بقدمه بقوة ..

اقترب الشخص الذي يحمله عصاه ضخمة، فراقبه حمزة بعنايه وظل يتراجع للخلف بينما الاخر يلوح بين انظاره بفرعه الصخم،، وفجاة قبض حمزه على عصاته ودنى منه محاولا اسقاطها من يده، تعلق الاثنين بالعصاه كل منهما يعتمد على قوته، فركض رجلا اخرا كى يساعد رفيقه مما جعل حمزه تشتعل بجوف شرارة الحماس دافعا الرجل بكل قوته نحوه الاخر كى يسقطا الاثنين ارضا، فامسك بالعصاه منهالا عليهم بضربات قوية جعلتهم يجهرون بالالم ..

اما عن الشخص الاخر الذي يحمل جنزيرا معدنيا .. عقد المعدت حول كفه فاردا ظهره بثقه متجها نحو حمزة بنظرات شرانيه، فشرع ان يضربه بما في يده ولكن حمزه تفادى ضربته ببراعه عسكريه حتى قبض على الجنزير جاذبا الرجل إليه بقوة وهو ينطحه برأسه فاصابه بدوار مفاجئ .. ركض حمزه نحو سيارته كى يخرج سلاحه سريعا ضاربه عدة طلقات بالهواء ولكن اذن برجل خامس يأتى من الخلف ليضربه فوق رأسه ليسقطه ارضا فاقدا لوعيه في الحال .

فركض الشخص نحو رفاقه كى يعاونهم على النهوض، ليركبوا جميعا السيارة التى احضرها هاربين في التو ..

" في قصر حمزه الخياط"

يقف امام شرفه غرفته يسير على العجلة الرياضيه بخفة وقوة ويستمع الى ام كلثوم وهى تغنى ( سيرة الحب ) فاقتحمت وعد غرفته حامله بيده كوب من عصير البرتقال لتقول بمزاح وهى تخفض صوت الاغانى

- ياسيدى ياسيدى على الروقان .. انت عايش ومبسوط هنا وانا قاعده تحت احل في خناقات ابنك ومراته ..
اوقف حمزه عجلته الرياضيه وهو يمسح وجهه بالمنشفة مردفا
- اكبر غلط بتعمليه انك تتدخلى ما بينهم .. انت مابتسمعيش الكلام ليه يا وعد ..

وضعت كوب العصير جنبا لتقترب منه وهى ترمقه بنظرات مستنكرة
- ابنى ياحمزه ! وكمان بنت اختك مفتريه قوى على الواد ...

نزل حمزه من فوق عجلته ليقترب منها ويضع ذراعه على كتفيها ويقبل كفها بحب ليقول
- شوفى انا بقولك اي وانت بتقولى ايه .. ياوعد ماينفعش والله ..لازم يتعلموا هما الاتنين ازاى يواجهوا مشاكلهم لوحدهم .. والا طول الوقت هيخافوا ولازم يدوروا على طرف تالت يحبها..

زفرت وعد باختناق وهى تقف امامه مردده بتساؤل
- ياحمزه .. عاصم صعبان عليا مش عارف يفرح، الهام طول الوقت حاطه مناخره بمناخيرها مش مقتنعة ان ليها واجبات لازم تقوم بيها .. هو لو نجح في شغله .. هى كمان عاوزه تبقي زيه ..

- طيب وانت اي مزعلك !

ضربت الارض بساقيها بنفاذ صبر
- ياحمزه .. عشق بنتنا حامل وعلى ولاده .. وشوف عاصم والهام طول الوقت خناق .. وهى طول النهار في المستشفي وهو طول الليل في المستشفي .. تقريبا مش بيشوفوا بعض .. انا تعبت .. نفسي افرح بولاد ابننا وهما عيال طايشين ومش مستوعبين المسئوليه اللى هما فيها ...

قهقهه حمزة بصوت منخفض .. فمسك ذقنها ليرفع عيناها إليه قائلا بحب
- كلامك كله صح يا ام عاصم .. بس هرجع واقولك الولاد لسه صغيرين .. سيبي الدنيا تعلمهم ..

- انت هتفضل طول عمرك كده ولا تحل ولا تربط .. !

ثم التفت كى تحضر له كأس العصير، فاردف حمزه قائلا
- كل واحد زيته يقليه ياوعد ... مااحنا مش هنروح نقولهم يلا حبوا في بعض عشان احنا عاوزين عيل نفرح بيه، هما لو خلفوا في ظروفهم دى ابنهم اللي هيتعب ..

اعطته وعد كأس العصير قائله
- الهام مش عاوزه تفهم ان تربيه عاصم وفكره غيرها خااالص وعاصم مش عاوز يفهم ان إلهام لسه صغيره ومش حمل مسئوليه ...

قضب حمزه حاجبيه مردفا
- وانت مش عاوزه تفهمى ليه انك وحشتينى اكتر من اي حاجه قي الدنيا وليك اسبوع مشغوله بالولاد ومشاكلهم عنى ..

تبدلت ملامحها المقتطبه لوجهه مبتهج لتقول بدلال
- يوووه .. انت رايق اوى .. ياعم هناخد زماننا وزمن غيرنا ..

حاوط خصرها وجذابها بحنان ليجلسها على فخذه قائلا
- طول مااحنا سوا يبقي الزمن زمننا وبس .. ولو سمحتى بقى ياست وعد عاوز اشبع من مراتى حبيبتى شويه من غير عكننه .. ينفع ؟!

داعبت صدره باناملها مردفه بدلال
- ينفع ياباشا .. وعلى فكرة انت كمان وحشتنى اوى ..

ضحك بصوت عالى وهو يحضنها بحب .. فعانقته هى بحرارة لتهمس في اذانه قائله
- عارف ياحمزه كل حاجه فينا كبرت إلا حبنا زي مايكون اتولد لسه امبارح ..

- ويمكن دى الحاجه الوحيده اللى مخليه روحنا لسه شباب لحد دلوقتى ...

استندت بذقنها على كتفه لتهمس قائله بحنو
- حمزه ... وعد مفتقداك اوى .. معاك حق انى كنت مشغوله عنك اوى الفترة اللي فاتت .. بس انت بيتى وسريري ووطنى اللى بيحتوينى مهما غبت عنه ..

مرر كفه على ظهرها هامسا بحب
- وطول عمري هبقالك كده لاخر يوم في عمري ..

ابتعدت عنه قليلا لتنظر في عينيه قائله
- متقولش كده .. ربنا يجعل يومى قبل يومك ...

- هنرجع نتخانق تانى ونقضيها كلام في كلام لحد ماهوب نلاقي البت عشق طبت علينا .. ننجز والنبي ياوعد عشان مش كل مرة افصل فصلة الغساله اما الكهربا تقطع عنها ...

اطلقت ضحكة قويه وهى تتراجع براسها للخلف وسرعان ما التهم شفتيها بحب وهو يقربها منه اكثر فاكثر ليرتوى منها ويذيبها بين ذراعيه، انسجم الاثنين في اغوار بعضهما للثوانى تناسوا بها العالم .

فجاة اقتحمت عشق غرفتهم بدون استئذان قائله
- يابابا الحقنى ... بتصل بحمزه من الصبح مش بيرد عليا ..

ابعدت الاثنين سريعا عن بعضهما حتى وثبت وعد قائما لتقول - خير ياعشق .. حصل اييه ..

شرعت عشق ان تتحدث ولكن قطعها حمزه الخياط والدها مردفا
- يابت انت مش هتتعلمى امتى تخبطى علي الباب .. ولا انت جوزك علمك هجمه المباحث دى ..

تبسمت عشق رغم عنها مردفة بنبرة طفوليه
- شوف بنتك من كام سنه ولسه جاي تستغرب دلوقتى يعني ! منا طول عمري بدخل عليك من غير مااخبط.. وبعدين حضرتك اللى علمتنا الحب وقولتلنا منكسفش منه ولا نخبيه مهما كان .. جاى ترجع في كلامك دلوقت يعنى !

- شوف البت بتغلبنى في الكلام ازاي !

وعد باهتمام: المهم ياعشق .. حمزه جوزك ماله !

التفت الي امها سريعا
- ياماما كلمته ف المكتب مش بيرد وكمان تليفونه مش بيرد وانا هتجنن عليه ...

وعد بخوف: الحق ياحمزه اتصرف ..

قطب حمزه ملامحه قائلا
- انتوا بتخترعوا اوهام والمفروض حمزه يلحق وبتصرف ... بت انت روحى كده امشي وجوزك كلها ساعه ويكلمك متقلقيناش على الفاضي ..

اوشكت عينيها على البكاء قائله
- لا يابابا والله قلبى واجعنى اوى وحاسه ان حمزه حصله حاااجه ..

وعد بقلق: لو في ايدك حاجه اعملها ياحمزه متسبناااش قلقانين كده ...

 

" الو حضرتك الاستاذ ادهم "
تقف ماجده تحت شجرة ماا لتهمس جملته الاخيرة في الهاتف، فاردف ادهم الذي يقود سيارته بسرعه فائقه
- ايوة مييين !

تنحنحت ماجده بخفوت لتقول
- كنت عاوزه حضرتك في مصلحه ..

اجاب ادهم متأفف
- هتنطقى انت مين ولا هقفل في وشك ؟!

- انا ماجده مراة سليم الهواري ... واظن ان مصلحتنا واحده ..!

فرمل ادهم سيارته فاصدرت صوتا عاليا
- مييييييين ؟!

- من غير اسئله كتيرة .. هنتقابل فين ؟!

ادهم باهتمام: انت فين ..
- انا في ( __ ) ومش قدامى غير ساعه لو هتقدر تيجى تمام لكن لو اتاخرت سورى مش هتلاقينى ...

ادهم بحماس
- لالا خليكى مطرحككك وانا جااااى ..

- انت قولتيلى انك بتكتبي .. بس ماقولتليش انك بتكتبي حلو اوى كده ؟!
اردف عماد جملته على اذان نورا التى وضعت ابريق الشاي فوق الطاوله .. فالتفت إليه برجفة جسد قائله
- انت قريت حاجه ؟!

وقف عماد امامها قائلا
- لقيت النوت بتاعتك مفتوحه كلام خطفنى انى اقراه، انا اسف يعنى انى اتعديت خصوصيتك .. بس الغلط على كلام اللى يخطف خطف ..

بدى عليها الارتباك اكثر فاردفت قائله
- لا محصلش حاجه .. مبسوطه انه عجبك ..

تنهد عماد باعجاب مرددا
- حقيقي يابخته الا بتكتبى له ... فاز بجوهره ..

نورا بتلقائيه: هو مين دا ؟!

- الشخص اللى بيألمك حضوره الباهت وغيابه الزاهى ...

طافت عينيها بارتباك محاوله الهروب من اسهم عينيه
- لا عادى انا بكتب اللى بيخطر على بالى مش اكتر .. مش لازم يكون لحد ..

عقد ذراعيه امام صدره قائلا
- اكبر كذبه ممكن يكذبها اي كاتب انه بيكتب لنفسه، مع ان الكلام ييكون زي الرصاصه بتغرز في القلب .. واظن ان مش اي كلام يوصل غير اللى طالع من قلب الوجع ..

التفت نورا هاربه من اتهامته التى تمزق قلبها
- الشاي هيبرد ..

مسك عماد كفه بدون تفكير ليسائلها بفضول
- في حد في حياتك ... من غير كذب .

تأرجحت عينيها التى لمعت بدموع الحب لتومئ رأسها ايجابا وهى تبلل حلقها مردده بخفوت
- اااه .. فى .

ابتعد عنها عماد سريعا محاولا الانشغال بالشاي ليقول بلا اهتمام يمزقه من الداخل ولكنه لم يعلم السبب الحقيقي لكل هذا الالم
- ربنا يسعده ويجمعكم ببعض قريب ..

ظلت تراقب تصرفاته العشوائيه بعيونها الواسعه فرددت بخفوت
- اللهم آمين يارب ...
جملتها كانت اشبه بخنجر طُعن بقلبه .. قرمقها بنظرة خاطفة ففر هاربا من جيوش قلبه التى تركض خلفه كى تزيح الستار عن قلبه ...

" وجد ملهاش اثر ياحيدر .. سوقت عليك النبي طمنى على بتى "
اردفت كوثر جملتها بخوف، ففزع حيدر من مجلسه قائلا
- بتك مش هترتاح غير لما تجيب العار للعتامنه ياكوثر ..

- لالا .. وجد عمرها ما تعمل اكده ياحيدر .. دى تربية سالم ... واهى ورد بنفسها قالت انها في المشتشفى ف مصر ..

- يعنى مصر هى اللي امان قوووى .. البلد خربانه ياكوثر .. وباينلها ايام غبره ...

- والعمل ! تتصرف وتبعت الرجاله يجيبوا بتى .. والا هروح اجيبها انا ..
تحرك امام عينيها بوقار
- تقلقيش انا هعمل أكده لو بتك مارجعتش الليله ...

" قولت ايييييه معايا ولا لا "
اردف ماجده بنظرات شرانيه على اذان ادهم الذي استلذ لحديثها فالتفت قائلا
- طبعا موافق .. وفى النهايه انتِ لسليم .. وانا هاخد وجد ليا وبس ...

اومأت رأسها ايجابا مردفه
- تمام رقمى معاك .. واى جديد بلغنى وانا بردو هعمل كده !

ابتسم ادهم بخبث وهو يتفتنها بنظرات مقززة
- وانت عتعمل كل دا عشان سليم ! مع انك تستاهلى سيد سيده والله .. انت خسارة فيه ..

تراجعت براسها للخلف قائلة بارتباك مخفى
- ياريت كل واحد يلزم حدوده ...
ابتسم ادهم اكثر قائلا
- احنا بقينا في مركب واحده يعنى عاااادى ... ولا ايه

التفت سريعا كى تدلف من سيارته
- لا دا مايمنعش اننا نلزم حدودنا كويس اوى .. بعد اذنك

مسك ادهم كفها بسرعه ليوقف حركتها قائلا
- استنى ... مشربتيش حاجه ... انت عاوزه تقولى علينا بخله ولا اييه ..

القت نظرة على كفها المحاوط بكفه فازداد ارتباكها
- لو سمحت .. متبحبش الاسلوب دا

اردفت اخر كلماتها مغادرة السيارة بخطى يتسارع مع ضربات قلبها المرتعدة بجوفها، مردده بنبرة عتاب
- يخربيتك يااماجده انت ايه اللي بتهببيه دااا ؟!

" مش عارفه اتلم عليك في البيت .. لقيت نفسي بقول للسواق يجيبنى عندك "

فتحت يسر باب المكتب لدى محمد الجالس المنغمس في الاطلاع على الاوراق امامه .. فكانت جملتها الاخيره بنبره متلهفه .. ترك محمد مابيده نازعا نظارته الطبيه قائلا بحده
- انت ازاى تيجى لحد هنا !

استدارت لتقفل الباب خلفها ثم تحركت بالقرب منه
- ومش همشي من هنا غير لما نتكلم يامحمد ..

تافف محمد بضيق قائلا
- روحى امشي انا مش فاضي ..

قربت منه وعانقته بدلال
- تؤؤؤ فاضي .. انت مش بتعمل اي حاجه غير انك بتقلب في الاوراق ...

انزل محمد ذراعيها بضيق محاولا الهروب منها
- يايسر قولتلك ماينفعش ..

اجابته معانده
- لا ينفع ... هو اللي ماينفعش بجد المعامله دى ... محمد انت وحشتنى ..

- طيب متشكر ... حاجه تانى ..

عقدت حاجبيها بحركه طفوليه
- ياباي منك .. دمك سم ... بص قدامك حل من الاتنين ياما تصالحنى دلوقت حالا .. ياما قاعده هنا ومش هتحرك لحد ماتصلحنى بردو ...

انتقل محمد الى غرفة الفحص فلحقته بعناد طفله وهى تقول
- بطل تعاندنى يادكتور .. انا بقولك اهو ..

زفر محمد بضيق ثم استدار كى يجذبها من ذراعها ويعود بعا الي غرفة مكتبه .. فاتبعت خطاه الواسع ركضا قائله بدلال
- الله ... ما براحه عليا ...

اغلق محمد باب الغرفه ثم نهرها بصوت مختنق
- يسر عدى يووومك وامشي ..

هزت رأسها نفيا وهى تدنو منه اكثر وشرعت العبث بزيه قائله بميوعه
- سامحنى انا امشي ..

محمد معاندا
- قولت لا ... ومش عاوز كلام تانى ..

تنحنحت بخفوت ثم وقفت على طراطيف اصابعها وهى تلتصق به لتطبع قبله خفيفه على شفتيه كانت كافيه ان تفجر كل مشاعر الحب بداخله .. فابتعدت عنه سريعا مردفه باستغراب
- انت من امتى كنت بالقسوة دى ..

تنحنح محمد كي يفيق من سكر شفتيها قائلا بحده مصطنعه
- من اليوم اللى قررتى تقسي فيه عليا يايسر ..

- يووووه منا قولتلك اسفه وانت مش راضي تسمعنى ..

- وانا للمرة الالف اقولك الاعتذار اللي مش هيقدم ولا يأخر بلاش منه ..

ضربت الارض بساقيه مردفه بنفاذ صبر
- طيب انت لما كنت تزعل منى كنت بتعاقبنى بطريقتك بس عمرك مابعدت عنى اشمعنا المرة دى بتموتنى بغيابك !

- عشان المرة دى ...
وضعت اناملها على شفتيه قائله
- عرفت انى غلطت .. بس بنتك وغلطت تستاهل منك القسوة دى ... مش عاوزه ارجع الجامعه وانت زعلان منى ..

تأفف بضيق
- يسرررررر ..

تبسمت بتلقائيه
- قلب يسر وجعها في بعدك ... ماتحن بقي ياااابااااااى برج تور تور يعنى ...

محمد بحده: روحى يلا ...
- تؤ لما تقول لى انك سامحت ...
- خلاص امشي ...
- سامحت !
شرع ان يجيبها ولكن اقتحمت الممرضه مكتبه فجاة
" دكتور محمد الحق ... لقيوا واحد مضروب على الطريق
الزراعى وحالته خطره قوووى "

أؤمن بالإشارات التي تأتي بلا سبب، حدسك الذي يجبرك على المُغادرة، احساسك بأنك لست في المكان المُلائم، ثِقل كاهلك وصعوبة شرحك، كل تِلك أنا أؤمن بها .. فعليك ان تتحرر من قيودك امامى انا الشخص الوحيد الذي خلق لأدويك من سقام الحياة .. انا بجانبك فلا تخف ياعزيزي سأتقبلك على اي حال فقط لاننى احببتك بصدق وقلب المُحب مدينة سلام.

" في المساء "

صفت سيارة سليم علي مدخل احدى مراكز محافظة قنا، فارتفع صوت وجد فجاة مردفه
- سلييييم .. بس اقف هنا ..

ركن سليم سيارته جنبا ثم التفت إليها قائلا
- في اي ياوجد .. !

فركت كفيها بارتباك مردفه
- في اننا ماينفعش نواجه ياسليم دلوقت .. احنا ضعاف اوى ..

هز رأسه بعدم تصديق قائلا
- ااايه .. مش فاهم عاوزه توصلى لأيه ياوجد ..

بللت حلقها الجاف ثم مسكت كفه بحنان قائله
- سليم .. لازم نفكر بالعقل كده .

تأفف سليم قائلا
- واى عقل اللي يمنعى عنك .. وجد انتِ قلبك ما التهبش من عذاب البعد ...
تنهدت بمرارة وهى تحتضن كفه اكثر مردفه
- فات الكتيير مابقاش غير القليل ياسليم .. اسمعنى للاخر بس ... احنا حاليا ملناش غير بعض ومش عاوزين غير بعض بس الدنيا كلها مش عاوزانا سوا ... ومنهم عيلتك اللي هتقف ضدك لو عرفوا اللي عملنااه .. الحل اننا نفكر ازاي نهد الحواجز اللي مانعانا عن بعض ..
رمقها بنظرة اهتمام ثم اكملت وجد حديثه مردده.

- يعنى .. ادهم وعمى واقفلنا زى اللقمه في الزور .. يبقي لازم نحط ايدينا في ايدين بعض عشان نسلمهم للعداله ياسليم .. ودى حاجه مش سهله عليا بس بلدنا اهم طبعا عشان هى اللي هتبقي واحنا اللي ماشيين ... وعن ماجدة ياسيدى بكرة تلاقي اللي يحبها، ويعوضها خير وانت واثقه انها طيبه .. واهلك لما يعرفوا انى عملت المستحيل عشان اظهر الحق فأكيد مش هيقفوا في طريقنا .. وساعتها هنعيش مرتاحين ..

اتكىء سليم على مقعده واضعا كفه على مقود السيارة قائلا بضيق
- انتى ليه مش عاوزه تسيبى الملك للمالك .. كل واحد هيتحاسب في محكمه السما، له عاوزه تعدليها انت ياوجد !

- عشان لما اتكافئ تبقى انت جايزتى ياسليم، انام في حضنك وانا حاسه انك كل انتصاراتى اللي كانت تستاهل احارب عشانها، من حق ولادنا يطلعوا في عالم كله أمان وحب .. نتعب دلوقت عشان نرتاح كلنا بعدين ...

- افهم من كلامك هتكملى في شغلك مع ادهم ..

- مضطرة ياسليم ... غصب عنى لازم اكشفهم واعرف اخرتهم ايه، مقداميش حل غير كده .. وانت طبعا هتكون جمبي وحمايتى مش كده ..

اجابها بنبرة غاضبه منفعله
- منا مش هروح ارميكى في النار يااوجد ! بصي انسي .. هاخدك من يدك قصاد البلد كلها واقولهم انك مرتى واللي يقرب منك هسيح دمه ..

- يااااسلااام ! انت دماغك دى مافهاش غير البلطجه ! ماتعرفش ترجها دقيقه واحده بس قبل ماتتكلم ! كنت انت بتخسر وبتخسرنا حبنا ياسليم، هبقي قدام الناس عينى مكسورة هيقولوا هى دى اللي هربت مع عشيقها وجابت العار لناسها .. الناس مابتقدرش الحب والعشق ياسليم، قدرنا نكون في زمان ناكر لوجود القلب ..

- بطلى نشفان راس ياوجد ... انا مش هطاوعك في الهبل دا ؟! وبعدين هتقولى اي لربنا ؟!

- لازم نضحى وربنا اكيد شاهد وعارفه اننا مش قدامنا حل تانى، انت مش قولتلى تعرف ظابط في القسم روحله واتكلم معاه وخليه يكون معانا خطوة بخطوة، وانا لو حسيت بذرة خطر هاجى اترمى في حضنك لانى ماليش غيره ... فكها بقا وسيبها على ربنا ..

فكر سليم لوهلة ثم اردف قائلا
- تمام ياوجد .. انا هكلم النقيب حمزه، واشوف رايه الاول، وانت كمان افتحى صندوق التابلوه هتلاقي محمول بخط خديع عشان تكونى على اتصال معايا دقيقه بدقيقه.

ابتسمت بحب ثم رفعت كفها نحو ثغرها لتطبع عليه قبله حارة هاتفه
- مش بحبك من قليل على فكرة ..

لف ذراعه حول عنقها كى يجذبها إلى صدره طابعا قبله خفيفه على رأسها، قائلا
- ربنا مايحرمنى منك ابدا ياوجد ..

- ولا منك ياروح وجد ..

ثم ابتعدت عنه بحماس قائله
- انا لازم انزل دلوقت عشان اروح المستشفى اظبط الدنيا وبعدها هروح على البيت وربنا يسترها ويعديها سليمه ..

- طب استنى اوصلك ..

نظرت له بعيون ضيقه مردفه
- ماشافهومش وهما بيهربوا ياولد الهواري !

ضحك سليم بخفوت ثم اردف
- هشوفك امتى !

قفلت وجد باب السيارة مره اخرى ثم استدارت نحوه قائله بنيرة تحذيرية
- سليم ياهواري مش عاوزه طيش عيال ! اتقل كده لحد مانرسي كلنا على بره ..

- بتهزري ياوجد ...! هتمنعى راجل من مرته ... اي الجبروت دا !

- سليمممممممم .. اتلم فاهم .

اردف سليم بثقه
- موعدكيش، في الحرام كنت خاربها عاوزانى في الحلال اتلم ! عقلك راح فين ياضكتوررررة !

- قلبى معاك ياباشا .. ويلا بقي امشي وانا هنزل اخد تاكس وعلى اتصال ..
- طيب همشي وراكى لحد ماطنن انك وصلتى ..

زفرت بضيق
- سليم ! متخرجنيش عن اعصابى ؟

- اومال انت تخرجينى واسكت ! يلا انزلى ومتحاوليش منا مش هسيبك دلوق لوحدك ..

- العشا يادوب مأذنه متقلقش ..
- تؤ الحلو دا حتى ولو مشي في عز الضهر هقلق عليه بردو ..

ابتسمت بحب ثم استدارت لتهبط من السيارة ولكنها اراجعت فجاة مردده
- عارف ياسليم لو الشيطان غاواك وفكرت تسلم بس على ماجده .. ممكن اعمل فيك ايه !

تنحنح سليم بثقه وهو ينصب عوده بفخر قائلا
- وايه يعنى ... عدل ربنا ياوجد ولا نسيتى !

رفعت حاجبها باستنكار
- هقتلك ياسليم ..
غمز لها بطرف عينه قائلا
- هتقتلنى قبل مااقتلك حب ! اي الافتري دا ؟!

- لا ياخويا قتلنى انا غيييير، انا حذرتك ..

ابتسم بمكر ثم قبل كفها بعفويه قائلا بثقه
- هو مش ست الضكتوره طلعت ناصحه وحرمتنى منها ! ومش قالت بردو ماينفعش اتلهف لحاجه مدوقتهاش ! وانت رفضتى تدينى حتى حتة شكولاته .. خايفه من ايه عاااد ! ماانت صايعه وامنتى حبك بذكاء !

ارتعد جسدها خجلا من مغزي كلماته فاستدارات بجسدها سريعا هاربه منه مردده
- والله ماشوفت ٥ دقايق على بعضهم تربيه !

ثم جذبها سريعا مرة اخري قائلا
- متخليش دمك حامى .. اصبري بس ..وانت لسه شوفتى حاجه !

- سيبنى ياسليم .. الله ..
ادخل سليم كفه بداخله سترته ثم هتف قائلا وهو يعطيها ورقه مطبقه
- قسيمتك ياوجد ..

بللت حلقها بفرحه لتردف
- انت لحقت تجيبها !

- دانا ماكد على المأذون مايشتغلش غير عليها وجابها الصبح لادارة الفندق ..

ثم اخذتها من يده قائله
- عقبال ما العالم كله يشهد عليها ياحبيبي

 

" انت لسه هنا ؟! "
اردفت صفوة جملتها وهى تهبط من فوق درجات السلم مردته بنطلون جينز ابيض وفوقه بلوزه قصيره باللون الرمادى، فرفع مجدى انظاره باعجاب نحوها مردفا بلا اهتمام مصطنع
- في كلام تانى نسيتى تقوليه ؟!

تنحنحت بخفوت ثم اكملت السير نحوه مردده
- هتطلقنى امتى !

ترك ما بيده من اوراق رافعا انظاره لها
- قولت انسي الهبل دا ..

جلست بجواره قائله بنفاذ صبر
- انت ليه مش متخيل انى بكره صنف الرجاله ! وانى مش طايقه نفسك معايا في بيت واحد !

- وانا اي علاقتى بكل دا !

شرعت ان تحدف قذائف سُمها ولكنها تراجعت في اخر لحظه مغيره مجري حديثها مع ابتسامه مزيفه
- يعنى انت شايف انك ملكش اي علاقه بالكلام اللى قولته ؟!

- انا جوزك يامدام لو كنتى نسيتى !

- وانا فعلا ناسيه ومش عاوزه افتكر ... مجدى حافظ على ذرة الاحترام والقرابه مابينا وننهى العلاقة دى .. انا مش طيقاك ياخى ..

التزم مجدى صمته معاودا النظر باوراق شغله مما اشعل النيرام بجوفها اكثر مع دمعه منسكبه من طرف عينيها قائله بعد عدة دقائق
- مجددددددى !

اصدر صوت ايماءة خافته
- مممممممم !

فركت كفيها اكثر مردده بخفوت
- انا اسفه ..

اتسعت عيني مجدى مندهشا رافعا احد حاجبيه محاولا استيعاب جملتها الاخيره مكذبا اذانها، الي انها كررت جملتها مبرره
- ااه انا اسفه على كل كلمة قولتها، وكمان على اللي حصل منى الصبح انا كنت متعصبه وانت كمان زودتهم بكلامك اللى زي السم، محستش بنفسي .. وحقيقي ندمانه على كل كلمة قولتها !

صمت مجدى لبرهه بعدما استمع لحديثها باهتمام وباستعجاب رهيب، فاعتدل اكثر في جلسته قائلا
- صفوة هو انتِ ممكن تفتحيلى قلبك، مش عاوزك تفهمى غلط، من باب اننا ولاد عم ومنعرفش اي حاجه عن بعض ...

ظلت ترمقه بعيون متأرجحه طويلا، حتى يأس من الحصول على جواب منها، ثم قامت فجاة من امامه قائله بحزم
- انا هروح انااام .. تصبح على خير ..

فهم ارتباكها وهروبها من سؤاله الذي يبدو عليه حاملا جيوش من الالم يطاردها في كل مكان، فاومئ اليها ايجابا مردفا
- وقت ماتحبى تتكلمى انا موجود وهسمعك ...

" في مستشفى الهواري "
- والنبي يادكتور طمنى ... طمنى حمزه حمزه جوووزى عامل اييييه جوه ..

اردفت (عشق) جملتها وهى تركض بسرعه نحو محمد الخارج من غرفة الكشف، فابتسم محمد بامتنان
- متقلقيش حضرتك .. حضرة الظابط بخير وشويه كده وهيفوق ..

بللت ( عشق) حلقها قائله ببكاء
- لا قلبي مش مطمن، انا عاوزه اشووفه دلوقتى .. ماليش فيه ..

تدخلت وعد مردفة بهدوء
- ياحبيبتى الدكتور طمنك اهو انه بخير اهدى بقي ..

تبسم محمد ابتسامه خفيفه قائلا
- تقدروا تدخلوا تتطمنوا عليه .. مجرد جرح في دماغه بسيط وهيروح ..

حمزه الخياط اردف بشموخ
- هو حصله ايه ياضكتور ؟!

- احم والله اجابه السؤال دا عند سيادة النقيب لما يصحى هنعرف منه ... هستأذن انا وانتوا تقدروا تتدخلوا تطمنوا عليه ..

حمزه ربت علي كتفه
- ربنا يخليك ياولدى ...

وقفت عشق امام محمد لتعيق طريقه
- يعنى هو اكيد كويس ولا حضرتك بتقول كده عشان تطمننا وبس ..

كتم محمد ضحكته وهو ينظر لوالدها قائلا
- باين انها بتحبه اوى .. والله سيادة النقيب صحته زى الفل .. وهتشوفى دا بنفسك ... بعد اذنكم

تراجعت عشق خطوة للخلف لتقف بجوار امها فاردف حمزه
- اتفضل ياولدى ...

" والله لسه بدى ياسليم باشا "

اردف راجح الهواري جملته معاتبا وهو يستند على عكازه ليقف امام سليم الذي تراجع خطوة للخلف مردفا باحترام
- معلش ياهواري .. الظروف حكمت بااكده ...

- ظروف ايه ياسليم اللى تخليك غايب عن البيت تلات ليالى ! كنت فين !

ركضت ماجده بسرعه نحوها لترتمى بين حضنه مهلله
- سلييييم .. كنت هموت من القلق والخوف عليك .. كنت فين ..

شعر بحضنه اصبح مثلجا بقربها، لوح ثلج لم يذوب لم يدفء لم يستشعر بقلبها نبضة حب، فقط جفاف اصاب حلقه، فتنحنح بخفوت وابعدها عن طريقه بهدوء مما لفت انتباه راجح .. فردد سليم قائلا
- انا قدامكم اهو .. وخلص الكلام مش تحقيق هو ..

- كنت في اسكندريه عتعمل ايييه ياسليم !
اردف الجد جملته بحزم شديد مما جعل سليم ينظر له بعيون متسعه قائلا
- اسكندريه !

اقترب راجح منه بثبات قائلا
- ماانت لما تضيق عليك ياما عتروح علي مصر يااسكندريه، طلتك منورة كيف طله البحر يبقي اكيد كنت هناك !

تنحنح سلسم بخفوت كى يخفى معالم الارتباك التى ارتسمت على وجهه
- ااه ياجدى كنت فى اسكندريه عغير جووو ..

ماجده بصدمه: اسكندريه !

اردف راجح
- طيب الاصول عتقول كنت خدت مرتك معاك .. مش اكده ياولد الهواري ..

- احم ... مانت عارف سليم لما يحب يغير جو بيبعد عن الكل ..

صمت تام ساد لبرهه ثم اردف راجح قائلا بمكر
- خدى جوزك واطلعى ياماجده، تلاقيه تعبان من السفر .. وخلى بالك عليه يابتى العقارب عتحوم وراه ..

تبادلوا الانظار لبرهه ثم اقتحمت عفاف مجلسهم لتحتضن ابنها بلهفه
- قلب امك ياولدى .. كده ياسليم تضرع قلبي عليك ياحبيبي ..

ربت على ظهرها بحنان قائلا
- مانا زي القرد قدامك اهو ياعفاف، انت اللي قلبك خفيف ..

- كنت فين ياسليم ! وكيف تختفى اكده من غير حس ولا خبر ..

اردف راجح بحده قائلا
- خبر ايه اومال ياعفاف هو ولدك عيل صغير .. يلا ياماجده خدى جوووزك يابتى تلاقيه متوحش حضن مرته ..

التفت بعيون متسعه نحو جدها قائله بارتباك
- حاضر يا جدى .. اللي تامر بيه ... مش يلا ياسليم !

قبل سليم جبهة امه بحنان قائلا بضيق مكبوت
- تصبحى علي خير ياعفاف ...

ركضت ماجده نحوه كى تتشبث بذراعه قائله بدلال
- اول مرة اعرف اني بحبك اوي كده .. سليم انت وحشتنى بجد ..

سحب سليم ذراعه بخفه دون ان يجيبها واسرع خُطاه كى يهرب من حصارها اللعين فتركها واقفه مكانها ترمق ظهره بنظرات تلتهمه شرا مردفه بتوعد
- مسيرك مش هتكون غير ليا ياسليييييم ..

ثم ابتعدت عن مكانها لتختبئ في مكانٍ بعيدا عن الانظار مهاتفه ادهم الذي رد على اتصالها مهللا
- بت حلال .. لسه كنت هكلمك .

ارتعشت شفتيها وهى تنطق
- سليم رجع ..

قهقهه ادهم بخبث مردفا
- شووف الصدف يارب ووجد كمان رجعت وحاليا في المستشفى ..

شهقت ماجده بصدمه مردده بثقه
- يبقي اكيد كانوا سووا ..

ضحك ادهم بسخريه
- اغبيه ... وهو دا نفسه اللى اتاكدت منه ..

- طيب وانت ناوى تعمل ايه !

- هو مش الجميل عاوز يبعد وجد عن طريق جوزها ! اعتبره حصل ..

- ازاي بقي .. انت وعدتنى انك مش هتمس سليم ..

- طبعااا ! ووعد الحر دين عليه ياست المهندسه .. احنا مصلحتنا واحده ..

- طيب تمام .. الحمد لله انك طمنتى .. انا هقفل واى جديد هبلغك ..

تنحنح ادهم بمكر مردفا
- مع انى ماعحبش شغل التلفونات دا .. بحب الخبر يوصلنى طازه من صاحبه وهو واقف قصادى .. بس معلش همرقها انا عارف الظروف ..

زفرت ماجده باختناق ثم قفلت هاتتفها دون ان تجيبه مردده لنفسها
- ماله دا !

بينما ادهم اكتفى بنفس طويل من سيجارته ضاحكه وهو يقول
- والله القطه جات المصيده برجليها ولازمًا تتدبح على يدك ياولد العتامنه والا تبقي عيبه في حقك تضيع فرسه زى دى منك ..

" ها يابطل صحتك اخبارها اي دلوقت !"
اردف محمد جملته على اذان حمزه النائم فوق الفراش ويحتضن عشق الجالسه بجواره من خصرها قائلا
- عال عال يادكتور .. الحمد لله ..

اقترب منه محمد قائلا
- انا بلغتهم في الاسم وهيجى ظابط ياخد اقوالك ..

حمزه بلا اهتمام: مجرد حادث بس على الطريق الزراعى يادكتور مش مستاهله يعنى ..

- حادثه ازاي ياسيادة النقيب، انت مضروب يادماغك ..

شهقت وعد وابنتها بخوف لجملة محمد مما جعل حمزه يشير له بعينيه قائلا
- خبر اي يادكتور ! ماقولنا حااااادثه ..
ابتسم محمد لانه فهم مغزى حديثه قائلا
- المهم انك بخير وتقدر تخرج النهارده بس على الاقل ترتاح يومين في البيت ..

رفع حمزه الخياط راسه قائلا
- متشكرين يادكتور تعبناااك ..

- احنا تحت امرك .. وحمد لله على سلامة الباشا مرة تانيه ..

تحرك محمد ثم لحقه حمزه الخياط كى يتحدث معه، فنادى عليه بعدما خرج من الغرفه
- فهمنى ياولدى حصل ايه ..

استدار محمد نحوه
- الظاهر ان الباشا له اعداء كتير، وهو مش عاوز يقلقكم ..

زفر حمزه الخياط بضيق قائلا
- مظنش انه حمزه له مندفع للدرجه انه يكون له عداوة مع حد طول عمره شغله بالقانون ..

ابتسم محمد قائلا
- يمكن سيادة النقيب عنده رد تانى !

صفعه قوية سقط على وجنة وجد من امها التى انهالت عليها بالسب والقذف
- عاوزه تفضحينا وتخلي سيرتنا على كل لسان يابت سالم ! تسافري فجاة لحالك وانت فرحك باقى عليه ساعات .. عاوزة تجيبي لنا العار !

انخرطت دموعها بغزارة مردده
- منا قولتلك انى روحت شغل، وغصب عنى يرضيكى اضيع مستقبلى عشان جوازه مجبورة عليها !

تدخلت ورد في الحوار سريعا لتقترب من اختها بشكل ملاسقه متصنعه انها تربت على ظهرها ثم قالت
- مالكيش حق ياااما والله .. اومال لو مكنتش قايلالك الحقيقه

تنهدت كوثر بصعوبه لتجذب الحقيبه الصغيرة العالق بيد وجد قائلا
- ورينىى ! والله لو كنتوا طابخينها سوا يابنات سالم لادفنكم بالحيا ..

ارتجف جسد وجد خشيت ان تجد امها قسيمة زواجها من سليم اثناء تفتيشها بجنون بداخل حقيبتها، ربتت ورد على كتفها بحنان .. فاردفت كوثر بصوت لاهث
- ورينى .. فين محمول اختك !

قبل ان تنهى جملتها كانت ممسكه بهاتف ورد من جوف حقيبتها .. اتسعت عيون وجد بتلقائيه وضعت كفها في جيبها تتحسس هاتف سليم بداخله، فرمقت ورد بنظرة تساؤل مما ادى الي تدخلها في مجري الحديث سريعا
- اهووو اتاكدتى بنفسك ياما ... عشان قولتلك انك ظالمه وجد .

نظرت وجد لأختها بعدم فهم .. فضغطت على كفها وهى تهمس في اذانها
- فوق هفهمكك ...

خرج يستنشق هواء نقي لشرفه غرفته ففوجئ بوجودها بشرفه غرفتها ايضا، رمقها بنظرة خاطفه ثم مد انظاره للامام دون ان يردف اي كلمه، بعد عدة دقائق ارسل نظرة اخرى نحوها فلم يجدها ولكن وجد صوتا اخر يجذب اذانه ويستدير له جسده من خلفه فردده باستغراب
- صفوة !

هزت كتفيها بلا مبالاة
- انا مش عاوزاك تفهمنى غلط ..

- انت مش عاطياتى فرصة افهمك اصلا !

بللت حلقها وعقدت ذراعيها امام صدرها وهى تقترب من سور الشرفه قائله

《 من ٩ سنين كنت داخله الجامعه جديد وكنت وقتها من اوائل الجمهوريه، فكان ليا شو بقي وشهرة وكل الناس حابه تتعرف عليا، وانا اصلا شخصية انطوائيه ماليش في اى حاجه دايما بحب بعدى عن الناس ماليش علاقات مع حد، دايما مصدرة الوش الخشب زي مابيقوله بقيب منبوذة من اغلب الناس .. في سنة تانيه اتعرفت على المعيد بتاعى، غصب عنى لقيتنى بتشد له، لحد مابقي محور حياتى، كنت ساذجه اوى في علااقتى معاه اول ماقلبي دق له روحت زي الهبله واعترفت، عشت معاه اجمل سنتين في عمره كله، وعدنى انى بعد ما رابعه هنتخطب ونتجوز في ساته، كانت وجوده مهم اوي في حياتى، اي وقت فراغ ليا كنت بقضيه معاه، عرف يملكنى زي مابيقولوا، بعد ما خلصت رابعه اكتشفت انه على علاقه بالبنت الوحيده اللى كانت صحبتى من ايام ثانوى، هى مكانتش معانا في الكليه بس كانت. تسيب كليتها وتيجى تقعد معايا ومكنتش اعرف انها بتيجى عشان تشوفه، لحد ما العلاقه اتطورت مابينهم وعرفت انها حامل، وبعدها باسبوعين سمعت انهم كتبوا كتابهم واتجوزوا، هههه وبعدها بشهر واحد اطلقوا .. ومن وقتها وهو بيطاردنى، كان سبب في انى اكره كل الرجاله، تجيلى عقدة من الزواج .. بسببه شلت قلبى وحطيت مكانه كره وغل ووجع 》

اقترب مجدى منها بحنان مردفا
- انت شايفه انه يتساهل انك تعيشي في حصارة وجعه لحد دلوقتى !

- انا مش شايفه غير وجعه، ودا الشعور اللي بيجبرنى انتقم من اى جنس بنى ادم قدامى ..

مسك مجدى كفها بحنو قائلا
- انت شايفه ان صوابع ايدك زي بعض عشان تحكمى ان الرجاله كلهم واحد !

- كلكم غدارين .. كلكم بتدورا على مصلحتكم واللى يبسطكم وبس ..

- صفوة ... هو انا لو طلبت منك فرصة واحده مستعدة تديهانى ..!

رددت بتساؤل وبصوت خافت
- فرصة !

- ااه حياتنا كلها فرص، ولازم ندي على الاقل فرصة لغيرنا نفهمهم وبعدين نقرر اذا كنا هنكمل ولا لا !

- انت شايف كده ؟!

تنحنح مجدى بثغر متبسم محاولا تلطيف الجو
- بس انت اي الجراءه دى ! جايه اوضة عازب برجليكى ومش خايفه ؟!

التفت بجسدها سريعا كى تغادر غرفته بوجه عابث ولكنه وقف امامها عائقا لطريقها
- طالما وافقتى تدينى فرصة يبقي تستحملينى بهزارى وبتريقتى بكل عيوبى .. على الاقل كصحااب ياستى .. هاا !

تارجحت عيونها بتردد ثم اومأت بخفوت مردده
- فرصة ... !

ابتسم مجدى منتصرا ليردف بتلقائيه
- ااه فررررصة ... !

- سليم جيه تحت على فكرة ..
اردفت نورا جملتها وهى تجلس بجوار عماد المنغنس في قراءة الجريده، فردد دون ان ينظر لها
- طيب تمام ...

صمتت لبرهه
- انا زعلتك ؟!

- لا عادى .. محصلش حاجه ..

- بس من الصبح بتحاول تتجنبنى وردك على اد السؤال .. لو كنت قولت حاجه ضايقتك ممكن تقول لى ..

زفر عماد باختناق
- انت ليه مش عاوزه تفهمى ان علاقتنا مؤقته، واننا اتجبرنا على الوضع دا ! وكلها كام يوم وكل واحد فينا يروح لحاله !

نظرت له بعيون موشكه على البكاء
- انا مش فاهمه حاجه !

القي ما بيده من اوراق ووثب قائما متأهبا للذهاب
- انا ماشي .. دى بقيت عيشة تقررررف !

- محمد انت مش هتنام في بيتنا !
القت جملتها على اذانه وهو يصعد لغرفته بتثاقل .. فاردف قائلا
- حسابك تقل يايسر .. اخفى من قدامى ..

فركت كفيها بتوتر
- يوووه انت بتتحول ليه محمد بلاش المعامله دى !

اكمل السير نحو غرفته بلا اهتمام لنداءها فركضت خلفه بسرعه متشبثه بكتفه
- على فكرة مافيش حد في القصر غيرنا .. ومامتك زمانها نامت ..
ابعد كتفه عنها قائلا
- يسر انسي انى اسامحك .

- بس مش هنسى انك بتحبنى .. واللى بيحب بيسامح يامحمد ...

كور قبضته بنفاذ صبر قائلا
- لما انسي اللى هببتيه هسامح .. انا كل مااشوفك بفتكر عملتك المهببه بتجنن ..

- والله ما هكررها تانى .. يلا نروح بيتنا بقي ...

طبع قبل خفيفه على جبهتها متأففا
- يسر انا في حاله ربنا وحده اللي يعلم بيها، وممكن ازعلك منى باكتر من طريقه غصب عنى، عشان كده اتجنبينى الفترة دى ..

- راضيه منك باى عقاب .. بس اكون جمبك.

- وانا مش عاوزك جمبي غير لما اصفى من ناحيتك .. روحى اوضتك يايسر ..

نظرت لها بعيون باكيه
- يعنى بردو هتكسر بخاطري !
- قولتلك انى بحميكى من غضبى ..
اومأت راسها ايجابا ثم قالت
- تمام اللى تشوفه .. تصبح على خيرر

فاقت من غيبوبة حبها التى كانت غارقه فيها بين ذراعيه متنهده بدلال
- اااه ياحيدر لو تعرف انا عحبك كييف ولا اقدر استغنى عنك واصل ..

زفر دخان سيجارته الذي انعقد حول راسها كالسحابه فاردف قائلا
- انت الحب الاول والاخير ياثريا .. والدليل انى متجوزتش لحد دلوق ..

استندت براسها على صدره قائله بحب
- اااااه وانا وعدتك هعوضك .. وهعوض كل ليله نمتها بعيد عنك ..

قهقهه بمكر
- ماهو انت شكلك مش ناويه توفي بوعدك ياثريا .. وشكل بناتك غرقوا في العسل مع جوازاتهم ..

اعتدلت في جلستها بقلق لتقول
- والله خايفه ياحيدر .. البنات غلابه ويغرقوا في شبر ميه ..

اتكئ حيدر بظهره للخلف وهو يجذبها لحضنه قائلا
- اتكلمى على بناتك ياثريا ... اما بت حيدر عتمان هى اللي هتجيب راس الهوارة الارض، لانها مخلوطه بدمى وانا دمى دم تعابين ...

احتضنته بميوعه مردفه
- والله انا بقول ماخلفت غير بت واحده وهى بتك .. عتعرف كيف تاخد حقها من خشم الاسد ... اما التلاته التانين مدهولين ومفرطين في حقهم ومش عارفين مصلحتهم ماهما عيال ناصر يعنى مش هيجيبوه من بره

- بت حيدر عتمان مش اي حد يضحك عليها وهتشوووفى ..

 

تااابع ◄