-->

رواية أباطرة العشق ( عشق من نار ) الجزء السادس

 

 

 جالسه فوق مخدعها تراقب تحركاته العشوائيه التى يخطوها بدون وعى، يقفل باب الخزانه اكثر من مرة ثم يعود ليفتحها مجددا، يدلف الي حمام غرفته ويخرج مرة اخري بدون قضاء اي شيء، تجاهل وجودها نهائيا حنى اردفت ماجده قائله بحزن
- للدرجه دى انا تقيله عليك ياسليم ؟!



اغمض عينيه لبرهه متخذا نفسا عميقا متجاهلا سؤالها حتى ارتدى جلبابه الفضفاض ووضع محفظته الجلديه بداخل سترته، وثبت امامه لتكرر سؤالها
- ليه اول ما جيت تقرب منى اتكهربت وبعدت بالطريقه بالمهينه دى .. ليه ياسليم !

- عشان ما ينفعش ياماجده .. ولو سمحتى الموضوع دا مايتفتحش تانى ... ومن هنا ورايح مش عاوز اشوفك في مكان انا فيه ..

ذرفت دمعه من عينيه بحرقه لتقول
- للدرجه دى !
تأهب سليم للمغادرة ولكنها اوقفته سريعا لتقول
- كلمنى زي ما بكلمك ..
ضغط سليم علي فكيه محاولا تهدئه اعصابه لبره ثم اردف بهدوء متصنع
- اتاكدى لو اللي في دماغك دا حصل ولا انا ولا انت هتكونى مبسوطه ... كده بظلمك معايا وانا مش عاوز اسببلك اي الم او جرح تعيشي ندمانه عليه طول عمرك...

- انا هعيش ندمانه طول عمري لو سبتك !
مسكها من معصمها برفق وجذبها لتجلس بجواره ليقول لها بحكمه
- ماجده افهمى .. انت الف مين يتمناكى .. انتِ من حقك تتحبي زي ماتحبي، مافيش حاجه اسمها انك تدى طول الوقت .. انت اغلى من انك تفرضي وجودك علي حد .. عارف ان كلامى قاسي عليكِ .. بس والله هو دا الصح وهتيجى ف يوم تشكرينى...

ردت مقاطعه
- بس ياسلييييم ..
اردف سليم سريعا
- اسمعينى وافهمينى للاخر الله يرضي عنك ... ماجدة انا فاهم وعارف انك بتحبينى ودى حاجه خارجه عن ارادتك وانا كمان بحبك بس زي اختى ... ومستحيل اكون غير كده معاك .. وواجبى انى احميكى اكتر من نفسي واللي يتعرضلك هاكله بسنانى .. بس القلوب ملهاش سلطان هى الآمرة والناهيه جوانا واحنا عبد المأمور...

اجابته باكيه
- كده بتظلمنى معاك ياسليم ...
هز راسه نافيا ليقول
- لا ... احنا اللي بنظلم نفسنا لما نحاول نقرب ونستنى ناس عمرهم ما هيكونوا لينا في يوم من الايام .. ناس مليانه من جواها بغيرنا ياماجده...

ثم التقط نفسا عميقا ليقول بابتسامه باهته
- مش عاوزك تزعلى منى .. تيجى نتفقوا اتفاق !

رفعت مقلتيها الباكيتين بانتباه فربت سليم علي كفها بحنو
- خلينا متفقين انك احلى واجمل بنت في الدنيا كلها .. وبُعدي عنك مايقللش في دا ... اتاكدى ان وجودنا مع بعض فترة مؤقته وانا مش حابب اشحن الفترة دى بذكريات سودة نندم عليها عمرنا كله ... يعنى ياستى مختصر كلامى هنعيش تحت سقف واحد اخوات وصحاب بس لكل مننا خصوصيته، لحد ما يجى الوقت المناسب اللي اسلمك فيه للقلبك وعقلك يختاره ويكون بيقدرك ويصونك ... قولتى ايه !

كان قلبها يرتعد من قسوة كلماته الناريه، وتفر دموع عينيها هاربه من خراب جوفها المفجع، فنتهدت بتثاقل لتقول
- انا اسفه علي كل اللي حصل منى واوعدك انى مش هكررها .. واتمنى تكون مقدر كده .. وبعدين اللي عاوز هيحصل، حاجه تانيه !

تبسم سليم بخفوت ليقول ممازحا
- عاوزك تبقي مبسوطه وبس يابت عمى، وانا وعد عليا هحاول مزعلكيش مهما حصل .. يلا عاد امسحى دموعك دى وانزلى اقعدى مع عفاف الصبح شق اصلا ...

اردفت بصوت منخفض حزين يائس
- حاضر شويه وهنزلها وانت روح شوف هتعمل ايه !

نهض سليم من جوارها منتهدا بارتياح فاخيرا اذاب جبال الهم من فوق صدره ليضع حدا بعلاقته معها، ثم اردف قائلا
- فوتك بعافيه عاد ... خلى بالك علي روحك .

تركها سليم في بحور اوجاعها ترتطم بها امواج القلب يمينا ويسارا وقلبها يعلو ويهبض متأوها علي فقدانه كل اشعه الامل التى كانت تنير دربها للوصول إليه ..

 

" انت يابنى ادم يالى برررررره الحقنىىىىى "
اردفت صفوة جملتها بصراخ وهى تقف فوق سطح المكتب بصوت مرتجف خائف تترقب حركه الفئران اللذين حولوا غرفتها لسريك .. جالسا بالخارج فلم يرف له جفن الشفقه علي صوت عويلها المتصاعد حتى اردفت مرارا وتكرارا
- اااااااه مجددددى الحق في فارين في الاوضه ... اااا يااااماما...

ظلت تتنقل فوق مرتفعات غرفتها بصراخ وخوف لاهث يرعد قلبها، اوشكت ساقيها علي لمس الارض فسريعا ما وجدت فار يمر من تحته فتراجعت سريعا بجسد منتفض وهى تنادى عليه بتوسل وهلع .. اخيرا رق قلب مجدى ليقترب من غرفتها بجمود واقفا امام الباب قائلا
- في حاجه ياااصافي ..

اجابته باكيه مرتعده
- ااااااه ... في فار ... لا في فيران كتير الحقنى ..
كتم صوت ضحكه الساخر ليقول
- عادى ياصافي مش هيعملولك حاجه ... اجمدى .
صرخت بصوت عال وهى تركض بعيدا عندما اقترب منها الفأر لتقول
- انت بتستهبل بقولك دول كتيررر وانا مش عارفه اخرج من هنا ...

وضع مجدى يده علي مقبض الباب ليجده مغقلا
- انت قافله الباب ... اعملك ايه ..

- اتصرررررف واكسره .. اعمل ايه حاجه !
انفجر ضاحكا علي صوت عويلها وهو يضرب كف علي الاخر قائلا ببرود
- لا خسارة الباب .. وبعدين لو كسرته هيكون ف خطر عليكِ منى ..

صرخت به منتفضه
- الله يخربيتككك ... انت بتهزر !

- والله بتكلم جدا ... اجمدى كده يادكتورة وافتحى الباب اومال دكتورة ازاي وعامله فيها سبع رجاله في بعض .. مش كام فار اللي يعملوا فيكى كده ..

حاولت صفوة التسلل بخفه وجسدها الملتصق بالحائط لتقترب من الباب ولكنها سرعان ما ركضت خائفة بعيدا عندما وجدت احداهم يقترب منها فاردفت وهى تضرب الارض بساقيها
- اااااااااه .. هما بيتحركوا كتير ليييه ..
اردف مجدى في سره قائلا بشماته
- اصلى موصيهم عليك ..
ارتفع نداء صفوة لتقول بذعر
- انت رووحتتتت فين !
مجدى بصوت عال كاتما ضحكه
- ماهو ياتفتحى الباب وتسبينى اتصرف معاهم .. لتتصرفي معاهم انتِ .. علي فكرة ياصافى سندريلا كانت مصاحبه الفيران عادى متتكسفيش منهم ..

بمجرد ما انهى مجدى حديثه وجدها فتحت الباب سريعا وهى تركض نحوه قائله بذعر
- اتفصل اتصرف مع الارف اللي جوه دا !
تفتنها مجدى باعجاب شديد وهو يراها في زيها البيتى المكون من بنطلون يصل للركبه وفوقه توب يبرز كل مفاتن جمالها فادرف قائلا بهيام
- هو انا ماينفعش اتصرف مع اللي بره وافكنى من اللي جوه !

زفرت في وجهه باختناق فاستدارت نحو باب الحمام لتدفعه بكل قوتها فقال مجدى متنهدا
- الصبر من عندك يااارب .. هى البت دى بتحلو ازاي كده !
ثم فزع من موضعه عندما وجد فار صغير مر فوق قدمه فقال بمزاح
- لا انا جايبكم تطلعوا عينها هى مش انا ...

فاقترب من باب غرفتها ليقفل بابها وتحرك نحو الصاله ليحضر مصيده الفئران التى احضرهم بها قائلا بتوعد
- لكل فعل رد فعل يابت الهواري ...

عادت حركه البيت مرة اخري بمجرد بزوغ شمس نهار جديد .. كل منهما يتسارع مع الزمن لاتمام عمله .. فنهضت ورد لتقوم باجراء المهام المعتاده صباحا وبعد ما انتهت من صلاة الصبح اتجهت نحو هاتفها الذي لم يتوقف عن الرنين اتسعت عينيها عندما وجدته سليم .. انتفض جسدها بارتباك
- اعمل ايه انا بس !
ثم استجمعت شتات قوتها لتضع ابهامها علي العلامه الزرقاء مردفه بتوتر وعيون متارجحه
- الو ..
تنهد سليم الذي يقود سيارته بهدوء قائلا
- ورد !
اصدرت صوت ايماء منفخض ثم اكمل سليم قائلا
- وجد عندك .. ؟!
ارتبكت ورد اكثر فاكثر لتقول
- لا .. ااااه ..
دار سليم مقود السيارة بغضب مكبوت ليقول
- ااااه ولا لا ... حددى ..

- اصل اصل الصراحه ياسليم انا مش مرتاحه لتصرفات اختى اليومين دول ..

عقد سليم حاجبيه قائلا
- في ايه يا ورد !
تحركت بعشوائيه في ساحة غرفتها لتقول بعد تردد بالغ
- بص انا هقولك واللي يحصل يحصل .. بقيت تتكلم مع ادهم كتير وخناقات علي طول مع امى ومراة عمى، وهى وفايز بردو بقيوا يتكلموا كتير ووجد عمرها ما كانت اكده يا سليم .. انا قلقانه عليها قوى ...

ضرب مقود السياره باغتياظ ليقول بتوعد
- طيب يا وجد اما طربقتها عليكِ مابقاش سليم الهواري ..
ثم استكمل حديثه مع ورد قائلا
- وهى فينها دلوق ..؟

- انا شوفتها ركبت العربيه مع ادهم .. بس معرفش راحوا فين ...

جز علي اسنانه بنفاذ صبر وشرار الغضب يتوهج من عينيه قائلا
- طب بصي ياورد عاوزك تجبيلى كل تحركات اختك والزفت دا عشان شكلها ناويه علي خراب قريب ... وكمان اي حاجه تعرفيها تقوليلى علي طول .. فهماتى ياورد .. في اي وقت اتكلمى وخلى بالك مش عاوز وجد تحس بحاجه ..

شعرت بالقلق يقرضها علي مهل حتى اردفت قائله
- ماشي .. اللي عاوزو هعمله ..

- تقفلى دلوقتي وتروحى تشوفي راحت فين مع الزفت اللي مايتسمى ده ..

وصلت وجد للاعتاب مكان شبهه مهجور .. فهو منعزل تماما عن اهل القريه .. ثم اردفت من سيارة ادهم بجسد قلق وخائف قائله

- انتوا بتصنعوا الزفت بتاعكم دا هنا !

هبط ادهم خلفها وهو يغلق باب السياره بعفويه قائلا
- احنا عمرنا ما صنعنا .. طول عمرنا بناخدو جاهز ونوصلوه لرجالتنا ..
التفت اليه برأسها لتقول
- واشمعنا المرة دى عاوزين تصنعوه !

عقد سليم ساعده امام صدره قائلا
-عشان العمليه مش جايبه همها .. من ايد لايد الحاجه بتتنظر .. وكمان عاوزين يكون لنا بصمتنا في السوق ومنوزعش حاجه كل الناس بتوزعها .. وماقدميش غيرك ياوجد انت اللي هتقدري تعملى كده !

رفعت عينيها بسخط لتقول
- بس دا مش شغلى .. دا شغل صيادله يا ادهم بيه ..

- يلا كلكم معجونين بعجينه واحده فرق مكتب تنسيق مش اكتر ...

نظرت له بعيون ضيقه
- مش فاهمه !
اقترب منها ادهم متبسما ليقول
- واحنا مش جايين هنا نتسايروا ياوجد يلا شوفى شغلك ...
خفق قلبها ألما لتقول متسائله
- انت واثق فيّ ليه ؟! اش ضمنك انى ممكن ابلغك عنك ..

مط شفته لاسفل قائلا
- ما هو انتِ لو ناويه تعمليها مش هتقولى لى اكده .. هتروحى تبلغى علي طول .. اما انت اعقل بكتير انا خابر زين .. مش هيهونوا عليك العتامنه تخسفى بيهم الارض بعد اللي وصلوله ...

رمقته بنظرات ساخره فتأهبت للتقدم نحو البيت المهجور حتى وقفها صوته المزعج قائلا
- وجد .. الشغل مافهوش هزار .. واتاكدى انك محتاجانى زي مانا محتاجلك ...

وقفت لبرهه تستوعب قذيفه كلماته ثم رفعت رأسها للسماء راجيه ربها ان يزيح عنها ما ابتليت به ...

 

" مرسي اوى .. اتفضل كتابك اهو "
اردفت نورا جملتها وهى تقف امام عماد بجسد مرتجف بدقات قلب الحب .. رفع حاجبه متعجبا
- انت لحقتى تخلصيه بسرعه كده ..
ابتسمت بفرحه قائله بهدوء
- انا مش عاوزه اقولك انى منمتش اصلا طول الليل سهرانة عليه لحد ما خلصته .. بجد شكرا مرة تانيه لانك كنت سبب في ليلى الطويل يعدى بسرعه كده .

مط شفته لاسفل ليقول
- للدرجه دى بتحبي القراءه !
هزت كتفيها بتلقائيه لتردف بثغر متبسم
- بدور علي نفسي بين السطور والكلمات .. بسكر من الشعر .. ورحى بتتخطف من الروايات والحكايات اللي مابقتش للاسفل موجوده في زماننا .. الشخص اللي مابيقرأش بيخسر كتير ..

ظل يتابع حديثها بإعجاب وتعجب علي الحاله التى كان بها اثناء استماعه إليه فوجد في حديثها لذه خاصه يكاد ان فقدها منذ زمن .. فهتف قائلا
- ياستى في مكتبه كبيره في القصر كلها بتاعتى تقدري تروحى تاخدى منها اللي يعجبك ...
اتسعت حدقة عينيها فرحه لتقول بامتنان
- بجد انا مبسوطه اووى .. ومش عارفه اشكرك ازاي ..
ابتسم بامتنان ليقول
- مافيش مابينا شكر .. اي وقت حابه تروحى تجيبى كتب قوليلى يمكن افيدك بحاجه ..
رمقته طويلا بقلبٍ يتراقص من لذه حديثها معه لتقول
- طيب هو انا ممكن اقول حاجه واعتبرها شكر مقدم عن كل اللي قولته ..

استدار ليجلس علي الاريكه بوقار ليقول
- قولى ياستى ..

فرك كفيها بارتباك لتقول
- ممكن ادخل احضر فطار ونفطر سوا ...
صمت لبرهه حتى بدت معالم الياس علي ملامحها وبعد قليل نظر إليها باسما ليقول
- مع انى مابفطرش .. بس ماشي مافيش مانع نفطر وهنزل معاكى نجيب الكتب اللي محتاجاها ...

لم تستطيع تصديق ما قاله كان قلبها ان يقفز من مكانه ليرتمى به شوقا .. ظلت تنظر له باندهاش وتساؤل فما القوة الساحرة التى تمتلكها الكتب لتطغو على قلبه قبولا لها،، اما عن حالته فكان يتسائل متعجبا ومستغربا فكيف يسمح لنفسه ان يتناقش بصدر رحب مع انسانه اغتصبت عالمه الخاص بدون ادنى مجهود منها، فما الهدوء الذي يكسوه بمجرد حديثه معها علي عكس ما كان يراها من قبل !

" طيب ياعفاف اشوف وشك بخير عاد "
اردف محمد جملته وهو يقبل جبهة امه بحب ... فربتت امه علي كتفه بحنان
- تخلى بالك يامحمد .. ومتنزلش البحر ياولدى وكلى زين ورُم عضمك انت عريس ومحتاج تتغذي ..
ضحك بصوت مسموع ليقول
- متخافيش انت بس .. ادعيلنا كده ننبسط وربنا يبعد عننا عيون ثريا ... _ثم التفت ليسر_ سوري يعنى ياسو بس امك شووم جوى ..
رمقته بحده لتقول
- اتلم .. ملكش دعوة باماما ..
قهقهه محمد ليقول
- ربنا يجعل كلامنا خفيف عليها ... هااا هحلق امشي قبل ماتنزل وتفتحلنت تحقيق ..

يسر بضيق
- اي يامحمد انا لازم اسلم علي امى الاول ..
- حبكت يعنى يايسر مانتى عايشه معاها ٢١ سنة مزهقتيش!

هتفت ثريا من اعلى لتقول
- والله عال وكمان بتقسي بتى عليّ ياولد عفاف ..

تنحنح محمد بجزع
- جالك الموت ياتارك الصلاه ..
ثم التفت الي يسر قائلا بسخريه
- نبرتى فيها ياختى ! اشربي بقي ..
رفعت يسر عينيها لاعلى قائله
- صباح الخير ياماما .. شوفتى كنت جايه اسلم عليك عشااااان ..

هبطت ثريا درجات السلم ببطء لتقول
- عشان ايه ياقلب امك !

ابتسم محمد قاصدا اثارة غضبها
- شهر عسل ياحماتى .. عاوزين نعسل زي خلق الله ..

نظرت لابنتها بعيون واسعه يحاصرها الكحل الغزير لتقول بحده
- نفسك حلوة قوى ! بس انا بتى ماتبعدش عن حضنى ... ولا ايه يايسر !

ارتبكت يسر بخوف من نظرات امها مما جعلها تتراجع خطوتين للخلف
- هاااا ! طبعا اللي تشوفيه .. ولا ايه يامحمد ..

زمجرا رياح صوت محمد غضبا ولكن سرعان ما التهمته عفاف لتقول
- جري لراسك ايه ياثريا .. ولدى واخد عروسته يفرحولهم يومين اش حشرك مابينهم انت ...

- بناتى يبعدوش عنى ياعفاف ... وطول عمري قافله عليهم ومعوداهم رجلى علي رجلهم في اي مطرح ..

محمد بتأفف
- صلاة النبي ! دانت عاوز تيجى معانا ياااك ! ما هى ناقصه !

قربت يسر منه لتمسك كفه متوسله
- محمد والنبي متجادلش معاها ..
نظر لها معاتبا حتى التفتوا سويا الي صوت عفاف التى هتفتت قائله
- هاااااا ! وهى الواحده لما تتجوز تحكم عليها امها لييييييه!

- والنبي اطلعى منها انت ياعفاف وهى تعمر ..

قطع محمد حديثهم قائلا
- طيب انا هاخد مراتى واخلع وانتوا خلصوا خناق علي مهلكم .. يلا فوتكم بعافيه ..

تأهب محمد كى يحمل حقائبه .. فاوقفه نداء جده قائلا
- محممدددد رايح فين ..
القى محمد مابيده جازعا ليقول بهمس
- دا مابقاش شهر عسل دة بقي شهر اسود علي دماغى .
ثم التفت اليه قائلا
- واخد مرتى بتفسحوا كام يوم ياهواري قبل ماانزل الشغل ...

اقترب جده قائلا بحزم
- مافيش سفر النهارده !
صوبت عيون متسعه نحو قرار الجد ليقول
- عاوزكم بعد الضهر كلكم .. وبعدين سافروا براحتكم واتبسطوا ..

محمد بفضول
- في حاجه يا هواري ؟!

- المحامى جاي الضهر .. وتركتى هتتوذع عليكم بما يرضي الله .. روح ريحلك ساعتين وبالليل سافر ..
اومئ محمد مستسلما
- اللى تشوفه ياجدى ..
قائلا من وراء اسنان المنطبقين
- نبرتى فيها ياثرياا !

" خلاص ياستى اهم ٣ فيران بالتمام والكمال جوه المصيده .. مافيش فيران تانى جوه "
اردف مجدى جملته بثقه وهو يزاولها بالمصيده، قرمقته صفوه بعناد مردفه
- وانت بقي اش عرفك انهم تلاته .. وان مافيش تانى !
اتسعت ابتسامه مجدى ليردف سريعا بدون تفكير
- منا جايبهم تلاته والله ..
شهقت بصوت عال لتقول
- طب والله كنت حاسه انك ورا الحركه العبيطه دى ..
ضرب مجدى جبهته سريعا
- انت فهمتى ايه بس .. قصدى انى دورت في الاوضة ملقتش تانى ...

ندت منه صفوة بنظرات تهديديه
- شوف يامجدى هتشتغل لي في الازرق .. هشتغلك في قوس قزح كده رايح جاي لحد مايبانلك صحاب ..
ابتسم مجدى ثم غمر لها بطرف عينيه
- طيب ولو قولتلك انى مش عاوز من قوس قزح كله غير اللون الاصفر اللي كنتِ لابساه ..

ضغطت على مشط قدمه بقوة مما جعلته يتأوه فجاة لتقول
- لاحظ انك بقيت تتطاول معايا ودا مش لمصلحتك .. خاف منى ..

رفع مجدى المصيده التى بيده أمامها ليقول
- اتنيلى اخرك بؤ والسلام تلات فيران لبسوكى في حيط .

تراجعت للخلف صارخه
- طبيعى كل البنات بتخاف من اي حاجه ليها رجلين وبتتحرك ..

- اومال مش خايفه منى ليه بقي ..!
ابتسمت بمكر لتقول
- والله انا خايفه عليك احسن احطك في دماغى ومعرفش اخرجك غير عالتُرب ..

- عنيفه اوى .. تُرب أي بس ياشيخه وهو الواحد لحق يخش الدنيا لما توديه علي الترب !

- مجدى .. سوري يابيشمهندس مجدى اطلع من دماغى وبلاش الحركات النص كوم دى .. مش معنى انى خرجت من اوضتي ٥د دخلت فيهم الحمام تحطلى فيران في الاوضه ! اي الهبل دا !

- وطالما هو هبل خوفتى وصوتى ليييه هااا .. دانا كنت خايف احسن الواد محمد يسمعك تحت ويفضل يقر عليا ويقول ماشيه معايا حلاوة ف السكينه وانا مظلوم ولا دوقت حلاوة ولا مسكت سكينه !
زفر بنفس صبر وغل في وجهه ثم دار بجسدها قائله
- انت التعامل معاك لا يطاق ... ربنا يهون علي الايام دى واخلص بقي ..

مجدى متوعدا وهو ينظر للفئران
- ورحمة ابويا مسيرك تخشي مصيدة مجدى الهواري وساعتها ماهرحكمك ..

ثم سمع صوت علي الباب فتحرك نحوه ليردد بهمس
- تلاقيه محمد طالع يكمل نبر ..

فتح الباب فوجد محمد بالفعل امامه قائلا
- العريس اللي محدش شايف وشه ماكفاية ياعم بلبطه في العسل دانا تعبتلك ..

- ياشيخ اتنيل دا لو عايش مع الشحات مبروك ما هتسحل السحلة دى ..

- المهم هات مراتك وانزل تحت بعد الضهر .. جدك عاوزنا ..

مجدى باستغراب
- هو هيجوزنا تانى ولا ايه !

- ياشيخ انتيل وانت اتجوزت اولانى احنا هنصيع علي بعض ياولد ابوي !

- ياعم خلاص بلاش تقطيم سبنالك انت العسل .. اطرق يلا مش بلغت رسالتك !
محمد بفضول وهو يتكأ علي جانب الباب
- الا قولى يا مجدى انت طلبت من عم عبده يجيبلك فيران ليه !

مجدى بحسره
- هو لحق يقولك !

- هههه دا لو مكنش قال لقنا كلها ..
شرع مجدى في غلق الباب بوجه اخيه
- امشي يامحمد طاااب خلينى الحق المصيبه دى ..
منع محمد قفل الباب بكفه ليقول ممازحا
- لو على صفوة فعاوزه ديناصورات وحياتك مش فيران .. ربنا يعينك يابطل ...
قفل مجدى الباب بوجهه متحسرا ومتوعدا
- اخرة اللي يأمن لبوابين ! طيب ياعم عبده !

 

" اكلى عجبك "

اردفت نورا سؤالها بهدوء .. بعدما ظلت تراقب عماد اثناء تناوله للفطار باعجاب وتركيز شديد .. فرفع عينيه قائلا برضا
- اااه تسليم ايدك والله .. تعرفى ان دى اول مرة افطر فيها من بعد وفاة نيره ..

تنحنحت بخفوت تبتلع به غصة احزانها
- الله يرحمها .. هى اتوفت ازاي .
فكر لبرهه حتى تبدلت ملامحه حزنا .. شعرت نورا بالتسرع في سؤالها فردد سريعا
-انا اسفه مش قصدى والله .. اعتبرنى ماقولتش حاجه .

ابتسمه زائفه شقت ثغره ليقول باسف
- السرطان خدها منى .
تنهدت بألم يخترقها من الداخل لتقول
- ربنا يصبر قلبك ... هى اكيد دلوقتي في الجنه وفي مكان احسن من هنا بكتير ..

- فعلا .. ويمكن دى الحاجه اللي بتهون عليا فراقها انها في مكان احسن من هنا ..

القت سؤالها بتردد
- واضح انك بتحبها اوى ..

تنهد عماد بصوت مسموع
- ويمكن المشكله انى حبيتها اكتر من اللازم عشان كده ضاعت منى ..
- متقولش كده .. انت لو بتحبها فعلا مكنتش هتتمنى تشوفها موجوعه طول الوقت وانت مش في ايدك تساعدها .

- موتها رحمها هى .. بس سابتلى سرطان الفراق ياكلنى انا ..

كلمته اعتصرت قلبها لتقول باسف
- اسفه انى فكرتك ..
ابتسم ابتسامه خفيفه
- متعتذريش .. لانى مش بنسي عشان حد يفكرنى ..

فركت كفيها بارتباك
- طيب تعالى نقرالها الفاتحه سوا ..
لمعت عيونه لطلبها الغير متوقع فظل يرمقها من كل لحظه والاخري وهى ترتل سورة الفاتحه بصوت منخفض جدا، لكنه لم يعلم من اين انبعث شعاع نور اخر بداخله فجاة ملئه بأمل رؤية الحياة مرة اخري بعيون اخري .. ربما مصدره عينيها الذي ينبعث منهما حب غير متناهى ..

 

" في الظهيره "

اجتمع آل الهوارة كلهم في غرفة الاجتماعات وبينهم المحامى واثنين من كبار العائلة فثارت صفوة قائله بصوتها العالى

- بس دا ظلم وربنا مايرضاش بالقسمة دى !

وقف راجح امامها بهيئته الموقره قائلا
- طلعتى جدك ظالم على اخر ايامه ياصفوة !

- وحضرتك لما توزع التركه علي اربعه ونصيب كل واحده فينا مع جوزها دا تسميه ايه ... هو دا الحق ؟!

تدخل مجدى لتهدئة الامر
- صفوة اهدى وبعدين نتكلم ..
ثارت بانفعال
- لا مش ههدا .. تقدر تقولى حضرتك لما ابويا يرجع ميلاقيش حاجه من ورثه ! ولا نقوله استنى لما استئذن جوزر عشان اجيبلك منه فلوس وورث .

اكملت ثريا منفعلة
- جاى تظلم بناتى ياعمى .. طيب ليه هو دا ذنبهم انهم ولايه !

- انا مظلمتش حد ياثريا .. ولما جوزتهم لولاد عمهم كنت عامل حساب لاكده .. ولو اتكلمنا بالشرع والقانون .. ان بناتك ليهم تلتين النص عشان ولاد عمهم هيشاركوهم في النص بتاعهم .. وبحسبتى كل واحده منهم واخده حقها بزياده كفايه معاها راجل يصونها لاخر العمر ..

ثريا باغتياظ
- ولما واحده فيهم تتطلق يبقي حقها علي اكده بححح خلاص طلعت من المولد بلا حمص .. اعمل حاجه لاخرتك ياراجح بيه ..

- اولا احنا معندناش بنات عيطلقوهم ولاد عمهم .. ثانيا كويس انك فاكرة انه في اخرة ياثريا ..

سليم بهدوء
- ياجدى انا شايف انك توذع نصيب كل واحد بالدين ونبقوا خالصين ..

- لا ياسليم مش هيحصل غير اللى قولته وبنات عمكم هيقضلو طوق قي رقابيكم بعد ما اموت وكده اضمن انكم مش هتفترقوا واصل ياولدى ...

- دا جنان رسمى
هرب اللفظ من بين شفتى صفوة بدون رقابة مما اثار انفعال الجد اكثر قائلا
- ما هو لو كلامى متنفذش هكتب تنازل عن كل ممتلكاتى للجمعيات الخيريه ... خولص كلامى ... شوف شغلك يامتررررر ..

تبادلت العيون فيما بينها بذهول وعدم استيعاب بين معظمهم والبعض الاخر صامت لا يُبال منتظر ما يتم الانتهاء عليه ..

" عاااااش ياوجد .. تسلم ايدك يابت عمى والله هو دا الشغل ولا بلاش "

اردف ادهم جملته باعجاب بعد ما تذوق التجربه التى اعدتها وجد ... ثم اردفت قائله
- هو دا اللى انت عاوزه ؟!

- وطلعتيه احلى يابت اللذينه والله لو ترضي بس لبوس دماغك الجوهرة دى ..

زفرت باختناق
- انا همشي ...

- استنى بس لسه متفقناش .. هتبدئى الشغل ميته ؟!

- اووووف الوقت اللي عاوزو ياادهم .. بس يكون في علمك شحنة واحده بس اللي هعملها ... وبعد كده يفتح الله .

رمقها بمكر
- نحضروا احنا بس اول عمليه وبعدين نشوووووف بعدين ..

- عاوزه اروح ...
دنى منها للحد الغير مباح
- ياباشا دانا اشيلك علي يدى واروحك ..
ابتعدت عنه بنفور ثم تركته وغادرت
- اوووف اوعى كده ...

رمقها بخبث ثم رفع نظره نحو الكاميرا المخفيه من اعلى
- عتحلمى يابت سالم .. هو دخول الحمام زي خروجه

سارت وجد نحو السيارة تزيل دموع عينيها بحزن وندم تشعر بأن جبلين ينطبقين عليها هتعتصر هى بالمنتصف قائله
- يارب انا اسفه .. سامحنى انت عارف انى مجبورة علي كل دا ...
ثم تنهدت بحرقه لتقول
-يارب ابعد سليم عن طريق ادهم واحميييه ياااارب ..

" ورد ماتفتحى الباب كنت عاوزك في موضوع اكده "
اردف فايز جملته وهو يقف امام غرفة ورد التى ترتجف من الداخل قائله
- امى ومراة عمى راحوا فين ..

اتسعت ابتسامة فايز قائلا
- تقدري تقولى ان البيت كله مافهوش غيرنا .. افتحى عاد وبطلى حديت ماسخ ..

ارتعد بغرفتها وهى تنظر للاعلى
- فينك بس ياوجد ! استرها يارب ..

ثم رفعت صوتها قائلة
- وراي مذاكره ومش فايقه لرغيك روح اتكل على الله ..

وضع فايز كفه داخل سترته بخبث
- طيب لو فتحتى هقولك وجد فينها وعتعمل ايه دلوق

ركضت نحو الباب سريعا لتقول
- اكيد في المستشفي .. انت جاى تشتغلنى !

اردف بثقة
- وهى وجد من ميته عتروح المستشفي مع ادهم !
ارتعد قلبها اكثثر لتقول
- قصدك اييه .!

- افتحى وانا هقولك..
التقطت نفسا طويلا ثم وضعت يدها علي مقبض الباب تفتحه بتردد وكف مرتجف متجهه نحو حبال فضولها كى تصل لخبر ما تنقله لسليم .. صوت قفل الباب يتحرك ببطء شديد .. وعلى حدا يتراقص قلب فايز فارحا متسعدا للانفراد بحبيبته ...

" زي ما عقولك راجح طربقها علي دماغ الكل .. وانت عتقولى اهدى !"
باسطة جسدها في وسط فراش مجهول مرتدية قميصا باللون الازراق وتتمايل بغضب وضيق ونيران الشر تتوهج من كل اجزاء جسدها ... وعلي حدا يقف الاخر امام المرآة ليصب كأسا من الخمره ويرتشفه مرة واحده
- منا قولتلك نقتله ونستريح مسمعتيش كلامى ...
طبقت ساقها فوق الاخري لتقول بندم
- ياحيدر انا كل يوم بلوم نفسي انى مسمعتش كلامك .. بناتى وخسرتهم والورث كمان بح ... وبصراحه بناتى اجبن من انهم يعملوا اللي طلبتو منهم .

دنى من مخدعها ليجلس بجوارها مرتديا شُرطٍ قصير ويشعل سيجارته
- بالعكس ياثريا .. بعد اللي عمله الهواري هتبقي عود كبريت زين تولعى بيه النار في قلوب بناتك .. وكده هينفذوا كل كلامك بالحرف .. وانت وشطارتك ..

نصبت عودها لتجلس بالقرب منه وتحرك ذراعيها فيصدر ذهبها صوتا مزعجا
- انت شايف اكده ؟!
شد نفسا عميقا من سيجارته وهو يتفتنها بنظرات شهوانيه
- انا مش شايف غير اكده ! واقفلى النور اللي جمبك ده متبوظيش علينا الليله .. انت متعرفيش انا بستنى اليوم دا في الاسبوع قد ايييه !

اطلقت ضحكه عاليه بميوعه قائله
- يخربيتك واحنا في ايه ولا في ايه بس!
استدار ليطفىء سيجارته بالمطفأه ثم يدنو منها اكثر قائلا
- احنا في كل حاجه تظبط مزاجنا ياثرية قلبي ...

اردف بثقة
- وهى وجد من ميته عتروح المستشفي مع ادهم !
ارتعد قلبها اكثثر لتقول
- قصدك اييه .!

- افتحى وانا هقولك..
التقطت نفسا طويلا ثم وضعت يدها علي مقبض الباب تفتحه بتردد وكف مرتجف متجهه نحو حبال فضولها كى تصل لخبر ما تنقله لسليم .. صوت قفل الباب يتحرك ببطء شديد .. وعلى حدا يتراقص قلب فايز فارحا متسعدا للانفراد .. فوقفت محتميه خلف الباب الموارب لتقول
- قول اللي عندك !

تفتنها باعجاب شديد ليردف
- عماله تحلوى يابت الايه !
تأهبت لتغلق الباب ولكنه افسد مخططها بوضع قدمه قائلا
- عقولك ايه .. بما ان وجد خلاص وقعت في المصيده وهتتجوز ادهم قريب، ماتيجى نتجوزوا احنا كمان ويبقي زيتنا في دقيقنا والفرحة تتضاعف ! وفكك من العلام ووجع الراس

شهقت بصوت مرتفع وهى تتكأ علي الباب بكل جسدها لتقول
- انت اي الكلام الفارغ اللى عتقوله ده ! مستحيل وجد تتجوز ادهم ومستحيل كمان انا اتجوز واحد زيك !

ابتسم ساخرا ليردف بثقه
- احنا بناتنا مش عنرموهم في حضن الغريب ياوردتى !

- انت لو ممشتش دلوقت انا هصوت والم الغفر عليك ...

قهقهه بانتصار ليقول
- يلا وخلى فضيحتك بجلال وفي الاخر مافيش غيرى هيتستر عليكِ .

اندفعت من وراء الباب بدون تفكير في عواقب تحركها قائله بغضب
- انت اصلا حيوان !

دفع فايز بابها بفرحه عارمه ويعلو ثغره ابتسامه انتصار ليقول
- طب والله خسارة الجمال دا يكون لحد غريب ..

ارتعد جسدها اكثر فاسرعت نحو مكتبها تحتمى _بالاباجوره_
- لو قربت منى هقتلكككك ..
خطى فايز نحوها بخطوات سلحفيه قائلا
- انتِ مش عاوزانى ليه .. تعالى نتحدتوا بالعقل ..

شرعت ورد ان تفتح ثغرها المرتجف ولكنها سرعان ما غيرت هتافها بمجرد سماعها صوت اختها بالاسفل لتقول بارتياح
- ووووجددد !

ثم اسرعت الخطى راكضة نحوها كالغريق الذي عثر علي طوق نجاته، اردف فايز متحسرا
- اااه ماهى طربقت ! اووووف حبكت تيجى دلوق يعنى يا وجد !

ركضت ورد نحو اختها سريعا حتى وصلت إليها قائله
- الحقينى ياوجدد !

اقتربت من اختها بلهفه
- مالك وشك مخطوف ليه .. حصل ايييييه !
دارت براسها لاعلى لتجد فايز خارجا من غرفة اختها لتتسع عينيها قائله
- حصل ايه ياورد انطقى !
بللت ورد حلقها وهى تقول بصوت مرتعد
- دخل علىّ اوضتى ياوجد وفضل يقول كلام غريب وانك هتتجوزى ادهم وهو عاوز يتجوزنى ..

رمقته وجد بغضب لتقول بصوت عال
- الكلام دا حُصل ياولد عمى !

اصطنع البراءه قائلا وهو يدلف من اعلى
- وحلال ربنا يضايقك في ايه يابت عمى !
التفت نحو اختها لتقول لها
-امشي ياورد !
تارجحت عيونهم بتساؤل حتى اشارت وجد اليها بالانصراف، فتحركت ورد سريعا نحو غرفتها وهى تلتفت خلفها بارتباك .. حتى وصلت لغرفته واغلقت بابها فاطمئن قلب وجد لتتحدث بحريتها .. ولكن ما فعلته ورد عكس ذلك اكتفت بجعل باب غرفتها مواربا لتستمع لحديث اختها التى انخفض ..

- تقدر تقولى انت عملت اكده ليه ومالك باختى !

- رايدها ياوجد ! ومستنيها من زمان ايه هتمانعى ..

تنحنحت وجد بخفوت لتقول
- سيبنا من موضوع ورد بعدين نشوفوه... وهات اسم الظابط البي بلغته عشان عاوزه اتفق معاه !

قهقهه فايز ساخرا ليردف بصوت عال
- انت جري لراسك حاجه ياوجد ! انا مش عارف انت وثقتى فيّ كيف ؟! انت فكرك انى هروح ابلغ عن العتامنه عشان انت تستفردى بحب القلب ..

جيوش متهجمه انقضت علي جسدها لتغرز سيوفها بداخله بدون شفقه لتقول بقلق واضح
- قصدك ايييه !

- هفهمك ياوجد ... اللي عملته كان حتة حلوة منى عشان اجر رجلك للشغل معانا وتبقي سرنا وغطانا يابت عمى .. ومكنش قدامى غير اكده .. وفعلا حصل واحب اطمنك الشغل هيعجبك معانا قوووى ... الزهر شكله هيلعب معانا ياوجد ..

تقف فوق ارض رخوة يرتعد جسدها بدون رحمه تستمع لكلماته بقلب يُعتصر ويبعثر فتاته اكثر من بعثرته لتقول له بصدمه
- حتى انت معاهم ياشيخ يلى ما بتفوتش فرض في الجامع ..!

قهقهه بسخريه ليقول
- ومال الصلاه بالشغل بس ! كله سعى وركض في الدنيا ياوجد والشاطر اللي يكوش اكتر ..

زفرت باختناق اوشك على انفحار بحور دمعها
- حسبي الله ونعم الوكيل فيكك .. اشوف فيك يووم .

دلف ادهم من باب القصر قائلا بفرحه
- متجمعين يعنى ! خيررررر .
التفت وجد نحوه لتقول
- لا برافو ياادهم باشا خطتك نجحت بجد عجبتنى رسمتوها صح وانا اللي مغفله وصدقتكم ! عموما متفرحوش كتير وعلى رقبتى اشترك معاكم في الهباب دا ..

ابتسم ادهم ساخرا وهو يقترب منها
- وجد .. خشي نامى والنهار له عنين يابت عمى ..

- ااخر كلامى قولته والا ماهيطلع عليكم نهار غير وانتوا في الحبس !

كرر حديثه بنيرة اقوى
- قولت النهار له عنين روحى نامى ياااوجد !

" انت عاجباك اووووى المهزله دى .. بس انا مش هسكت وهرفع قضيه ومش هسيب حقى ولا حق ابوويا"
كانت صفوة تجوب امام عينيه كالمجنونه لساعات طويله وبداخلها مراجل القهر تقدح .. ظل مجدى يُراقبها بهدوء تام وهو يضرب الارض بمشط قدمه بثبات وهدوء حتى اردف متزنا
- انتِ عاوزه ايه ؟!
التفت إليه وشظايا القهر تتوهج من عينيها لتقول
- ايوة منا ولا علي بالك .. مكوش علي ربع الثروة وحاطط في بطنك بطيخه صيفي ... اصلا تلاقيكم طابخينها سوا ...

نصب عوده فجاة محاولا تمالك اعصابه ليردف بغضب مكبوت
- طابخينها سوا ! هى حصلت يابت عمى ..

عقدت ساعديها بغل
- اااااه امال تسميه اييه .. كده كده عارف ان عمري ماهحبك فقولت تطبخها انت وجدك واهو اسمكم عقدتوا حبل الجاموسه في مربطها .. بس انتوا غلطانين .. انا مش هسيب حقى وحق اخواتى يابيشمهندس، ومن بكرة الصبح هرفع قضيه حجر ...

رفع حاجبه بسخريه محاولا استيعاب سُم كلماتها ليقول
- جدك عداه العيب وبالذات معاكى .. وسابلك المستشفي انت ومحمد بالنص .. وبعدين هو انت فاكرة لما تيجى تقوليلي عاوزه نصيبي انا همنعك ولا هاكله عليكِ ! مش تربية عفاف اللي تاكل مال حرام يابت عمى ..

اجابته سريعا بدون وعى والغضب يتدفق من جوفها
- منا مش خايفه غير من تربيه عفاف ...

لطمه قوية من كف مجدى صُفع بها صفوه كانت كافيه ان يلتف جسدها كله اثرها .. ثم اردف مجدى بنبره شبه نادمه
- عمري مافكرت اعملها حتى لو عملتى معايا اكتر من كده .. لكن امى يابت عمى خط احمر .. ومن هنا ورايح مافيش خروج من البيت .. واذا كانت ثريا ماعرفتش تربى فأنا اللي هعيد تربيتك ... انا عديت وسكت كل الكلام اللي قولتيه تحت وقولت حقك .. لكن عند هنا ومش هقدر اسكت مش من حقك تجيبي سيرة امى اصلا علي لسانك

ثم تحرك صوب الباب ليتركها في براكين غضبها التى اوشكت علي الانفجار .. ظلتت تترقب خُطاه بصمت وعدم استيعاب ثم اردفت بحده وصوت متألم
- طلقنى !

توقف علي اعتاب الباب لوهله دون النظر اليها ثم اكمل طريقه ليفتح الباب ويغلقه خلفه ليصل اذانها صوت اغلاق القفل ثم وقف متنهدا نادما ليقول
- انت إللى اجبرتينى لحاجة زي كده يابت عمى ..

" انت مضايق ليه ياسليم .. من ساعه ما جدى قسم وانت مش على بعضك "
اردفت ماجده جملتها بصوت حائر متردد وهى تجلس امامه .. فزفر سليم قائلا
- انا مش عارف جدي عمل اكده ليه !

ابتسمت بخفوت
- ياسيدى متحطش في بالك .. اصلا انا مش عاوزه حاجه .. ولما ممممم يعنى قصدى لما نطلق اعتبرنى مسامحه !
رفع عينه نحوها ليقول بتافف
- وحقك ! حقك امانه في رقبتى ياماجده واليوم اللى هتقولى عليه هيوصلك وزياده يابت عمى ..

بلعت غصة احزانها محاوله رسم ابتسامه زائفه
- طب خلاص انت مضايق ليه .. ماهى اتحلت !

- ربنا ما يجيب عقد .. هقوم انام انا عشان عندى مزاد الصبح ولازمن يرسي علىّ .

اومات بخفوت لتقول بحزن
- تمام .. وانا هنام في الأوضة التانيه مش هزعجك ..
التفت سليم الي هاتفه الذي رن اثناء تأهبه للذهاب فاجابه بلهفه ليقول
- ايوةة ياورد .. طمنينى ..

سرق الاسم اذان ماجده لاهتمام محاولة ربط الاسم باحداث سابقه متذكره
( خدى اختك وامشي ياورد دى شكلها ليله طين ... )
فاقت ماجده من شرودها علي دمعه اخري منسكبه بمرارة لتقول بتوعد
- هى العيلة دى مش سيباه في حاله ليه ... طيب ياسليم هسيبك تلف تلف ومش هتلاقي غير حضن ماجده ف الاخر ...

اقترب سليم من النافذة ليكممل حديثه مع ورد صاحبه الصوت المنتفض لتقول برجاء
- الحقنا ياسليمممم ... الحق .. ادهم وفايز وقعوا وجد وجبروها تتشتغل معاهم وكمان ادهم بيهددها .. وفايز قالى انهم هيتجوزوا ... ووجد مموته نفسها من البكا .. وانا مش عارفه اعمل ايه ...

سليم باختناق
- ودى التلفيووون لاختك ياورد ...
اخفضت صوتها بحذر لتقول برجاء
- لالا ياسليم دى محرجه عليا ارد عليك اصلا وقالتلى اغير خطى .. هى خايفه عليك منهم قوى .. وفي نفس الوقت هما غرقوها معاهم غصب عنها ... اختى بتضيع مننا ياسليم .. احب على يدك اتصرف ..

كور قبضه يده ليضرب الحائط بعصبيه قائلا
- طيب ياادهم الكلب ! طيب .

- انت مش هتتخلى عنها ياسليم صح !

- اكيد ياورد ... طب بصي متخافيش واجمدى كده واسمعى كلامى بالحرف .. وانا هقولك تعملى اييييه .

" انا مبسوطة اوى يامحمد .. كده خلاص اتكلبشنا ومافيش حد هيقدر يفرقنا ابدا "
قالت يسر جملتها بفرحه وهى تقفز امامه بحركات طفوليه ..
تناول محمد ثمرة فاكهه من فوق الطاوله ليقول
- انتِ ياما كلبشتينى من اول نظرة ... هتستعبطى ..

اخدت منه ثمرة التفاح بمزاح وتخفيها وراء ظهرها
- ايوة كده اعترف .. عشان لو فكرت بس عينك تروح كده ولا كده هقتلك ..
خطف قُبله صغيره من وجنتها بصورة مفاجئة ليقول
- طيب وهو في حد يكون معاه العسل دا ويدور علي غيرو بره .. دا حتى يبقي افتري ياشيخه .. !

نظرت له بعيون ضيقه وهى تتراجه للخلف لتقول
- انت بتبصلى كده ليهه ! مش مطمنالك !
دنى منها خطوة للامام قائلا
- بما انه سفريه شرم الشيخ اضربت ... وكمان هنزل الشغل من بكرة .. ايييه انت بقي .. !
ضحكت بصوت عال زلزل كل مشاعره مما جعله يتقدم نحوها اكثر ليلتهمها حُبا .. واوشك ان يظفر محمد بمراده ولكنها سرعان ما فاجئته بوضع الفاكهه بفمه قائله
- خد تفاحتك ياعم .. انت هتتلكك ..

جز محمد علي اسنانه باغتياظ
- روحى ياشيخه الهى اشوف فيكى يوم ! فصلة دى بذمتك !
وقفت على طراطيف أصابعها لتقبله سريعا قائله
- كُلها هعمل حاجه واجيلك .. متتحركش من مكانك .. انا بحذرك اهو. ...

 

" مضايقه عشان اللى عمله جدى اكيد !"
اردف عماد جملته الاخيرة بعدما وضع ريموت التلفاز بجوار موجها كلامه الى نورا التى نظرت له متبسمه
- لا والله .. الورث والكلام الفاضي دا مايفرقش معايا !

- اومال ايه اللى يفرق معاكى ؟!
ابتسمت بخفوت
- اهم حاجه الصحة وراحة البال .. والله كده رضا ..

- غريبه ! بس دا حقك ؟
التفت نحوه باهتمام لتقول
- مش حقى .. انا متعبتش فيه عشان اطلب به واقول حقى .. الاراضي دى كلها من حق عمو عادل الله يرحمه، ومن حق سليم بعده لان هو دراع جدى اليمين واللي شايل كل حاجه على كتافه ... اللى عاوز اوصله ان دى هديه من جدى ولو مكنش عطانا معاكم اصلا والله عمري ما كنت هتعرض ولا هتكلم .. دا كرمنا اخر كرم والله ..

في كل مرة حديثه معها يجعلها تعلو درجه من جبال شموخه ؛ الا تلك المرة كان حديثها كافيا ان يخطفها لقمة جباله لتتربع عليه قائلا باعجاب
- انت غريبه اوى ..

- هو اللى يقول الحق يبقي غريب يا سيادة المستشار !

- يااااااه ليا سنة مسمعتش الاسم دا ..

- سبت شغلك ليه ؟!

- مكنش ينفع اكمل فيه وظروف العيله زى ما انت شايفه ..

اغرورقت عينيها بالدموع لتقول
- هو فعلا ابويا ورا كل المصايب دى .
صمت عماد لبرهه ثم قال
- تربيه جدى واللى اعرفه عن عمى اللي شكلك واخده كل صفاته مابتقولش كده .. بس كل الناس والشهود قالوا كده .. ولسه التحريات شغاله ..

ذرفت دمعه اخري لتقول
- والله انا مش مصدقة انه يعمل حاجة زي كده .. بابا احن راجل في الدنيا كلها ..

تنحنح عماد بخفوت محاولا تلطيف الجو
- سيبك انتِ بتتكلمى قهراوي حلو اوووى ..

تبسمت رغم حزنها لتقول
- جدك ومراة عمك ياسيدى محرجين علينا منتكلمش معاهم ومع اهل البيت غير صعيدي .. وانا شكلى نسيت نفسي وخدنى الكلام والطبع يغلب التطبع بقي ..

لاول مرة منذ اعوام تشق شفته ابتسامه نابعه من قلبه ليقول
- ياستى خدى راحتك .. اتكلمى بالطريقه واللكنه اللى تعجبك ..

اومات راسها ايجابا بفرح ثم اكمل كلامه قائلا
- جبتلك الكتاب دا من تحت .. اقريه لحد ماتنزلى وتختاري بقي .

رفعت حاجبها فارحه
- me before you !
- قراتيه ؟!
هزت راسها نفيا
- لا بس اتفرجت على الفيلم . ..
- الرواية هتعجبك اكتر واسلوبها حلو .. هسيبك انا بقي تعيشي معاها وهدخل انام .. تصبحى علي خير ..

 

" هو مش لسه بدري ياثريا! "
اردف راجح بنبرة صوته الاجشه سؤاله من منتصف الصاله الواسعه وعلى حدا كانت ثريا تخطو اول خطواتها فوق السلم .. فتوقفت بجسد منهلع من الداخل لتقول
- تقدر تسال السواق كنت فين؟!

وقف راجح مستندا علي عكازه ليردف قائلا
- اه منا خابر زين انك كنتي في المستشفى وعملتى فحص واشعه وتحليل شامل ... بس دا يخليكى راجعه ١٢ بالليل وانت خارجه من العصر ..
- عاوز توصل لايه ياعمى ؟!
اقترب منها قائلا
- ولا حاجه يابت اخوى .. تُصبحى علي خير ..
استدارت ثريا لتهرب من اسهم شكوكه ولكنه اوقفها مناديا بقوة
- ثريا .. بعدى عن بناتك وسبيهم يعيشوا حياتهم .. خلى البنات تفك من حصارك عليهم ..
استمعت لاوامر وبدون اي اشاره او صوت صعدت لغرفتها تلقي بجسدها في وسط الفراش متنهده بارتياح لتردف
- مش مرتحالك ياهواري ... ياتري عتفكر في ايييييه .

" اي رايك .. مهنش عليا انام قبل ماوريك الشغل "
اردف ادهم جملته بفرحه وهو يرفع ساقه قوق مقعد المكتب مستندا عليه بكوعه منتظر رد عمه .

تذوق حيدر ما اعده وجد باعجاب شديد قائلا
- ااااه ياوجد ... كنتى فين من زمان !

- كنت واثق انه هيعجبك .. المهم دلوق ان لعبتنا اتكشفت وفايز كشف نفسه .. ووجد لازمها راجل يلمها ياعمى ..

- عاوز ايه

- فرحى عليها يكون النهارده قبل بكرة وانا جاهز من زمان قوى .. بس انت ترضي ..
حيدر بتساؤل
- مش بدري علي الخطوة دى يا ادهم !

- لا مش بدري .. لازم نربط وجد قبل ما تغرقنا كلنا .. وكله في صالحنا دلوق انا ماليش حكم عليها .. ولا انت ليك حكم عليها .. وجد لازم تتحكم وتبعد عن نسل هوارة عاد ..

هز حيدر راسه باقتناع
- تمام اجهز ياعريس ومن بكرة هنبداوا في مراسيم الفرح .. وعلي اخر الاسبوع هتكون في بيتك ...

ابتسامه انتصار ارتسمت على ثغر ادهم قائلا
- هو دا الكلام ! الله ينور عليك ..

قفلت المصحف الذي بيدها ورفعت رأسها لاعلى تناجى ربها مردده
- عارفه انى غلطت ومكنش ينفع أامن لواحد زي دا .. خليك معايا وارحمنى من شرهم ... يارب نجينى زي مانجيت يونس من بطن الحوت يارب انا صابره صبر جبال .. ارزقنى وعوضنى عن صبري خير ... واحفظ سليم وارعاه وانصره يارب حتى ولو ماليش نصيب اكون معاه في حلالك ليله واحده يارب احميه من كل شر .. واحفظ اخواتى واهدى امى عنهم يارب انا ماليش غيرك متسبنيش لوحدى .. انت الوحيد اللي سامعنى وحاسس بي فرح قلبي يارب ...

"في اليوم التالى "

- طبعا مش عاوزه اقولكم تعملوا ايه ... واظن مافيش واحده فيكم هتقدر تفتح خشمها بعد اللي حصل ..
اردفت ثريا جملتها بحقد علي بناتها ثم هتفت نورا قائله
- انا خرجينى من حساباتك خالص ياريت ... مش عاوزه حاجه ..

- اكتمى يابت وانت اش فهمك وعرفك عاوزة تسيبى حقك ليييييه .. فوقى يابت الخايبه ..
لاحت نورا بكفها بنفاذ صبر
- يوووووووه بقي .. دى عيشه تقرف .. انا ماشيه

- خدى يابت هنا خدددى ..
ولكن ابنتها تجاهلتها تاما وتركتها وغادرت .. استدارت ثريا نحو يسر وماجده
- صفوة مجاتش ليه !
يسر بتلقائيه: خبطت عليها كتير مفتحتش .. قولت اكيد نايمه ..
ثريا باهتمام قبضت علي ذراع ابنتها
- بت انتى حُصل حاجه بينك وبين اللي مايتسمى .

- اااه ياما سيبى دراعى ..
هزتها بعنف اكثر
- انطقي يابت !
هزت يسر راسها نفيا ويبدو الكذب عليها قائله
- لا محصلش .. اصل قايله انه ماينفعش دلوقت وبس ...
ثريا بعدم تصديق
- اومال قاصدك في الروحه والجايه ليه .. وشهر عسل ايه الل كنتى هتهببيه .. انطقى
- طول مانت بتعاندى مع محمد هو بيعاندك اكتر وعارف انك هتتغاظى من تصرفاته فبيعمل كده ..

- طيب يايسر .. اقسم بالله لو كنت عتكدبي على لادفنك مطرحك ..

ارتعد جسد يسر بخوف
- حاااضر .. انا ماشيه ..

- استنى هنا هتمضي جوزك ميته !

- اييييه ! امضيه علي اييه ؟!
اتسعت حدقة عين امها بتهديد وهى تقترب منها
- هتستهبلى يابت !
يسر بسرعه وخوف
- خلاص خلاص اللي عاوزاه هعمله ..

ارتاح قلب ثريا قليلا متنهدة ثم التفت صوب ماجده
- وانت !
ذرفت دمعه من عينيها قائله
- حاضر .. الظاهر مافيش قدامى غير كده ...

" الا قوليلى ياما اي سبب العداوة بينك وبين مراة عمى !"
اردف عماد جملته بهدوء بعد ما وضع فنجان قهوته فوق الطاوله .. اردفت عفاف قائله
- دا حوار من زمان قوى يا ولدى ..

- احكى انا سامعك ..

ابتسم عفاف قائله
- مراة عمك كانت تحب واد شمام من العتامنه، وكانت عاوزه تتجوزه وانا حذرتها بدل المرة الف .. لانهم مكانوش ينفعونا ياولدى .. اخر مرة قالتلى انها هتهرب معاه وانا معرفتش اعمل ايه غير امى رحت اقول لاخوها منصور هو اللي هيقدر يلحق المصيبه دى .. ومن ساعتها وهى كرهانى ومفكرانى بعدت عنها حبيبها ... وادى الحكايه والله ياولدى .. انا فعلا غلطت عشان طلعت سرها بس كانت عاوزة احميها من الكلب ده ومن شر الهواره لو عرفوا هيقتلوها .. قضي كان اخف من قضي ..

مط عماد شفتيه بإيماء قائلا
- عشان كده ! ربنا يصلح الحال ... الا قوليلى ياام عماد اي رايك في نورا قصدى يعنى زي امها ولا غير !

عفاف بخبث
- هى الصنارة غمزت ولا ايييييه !

- اي ياعفاف محدش يعرف يتكلم معاكى خالص .. مجرد سؤال والله بما اننا بندردشوا ...
رفعت حاجبها بعدم تصديق لتقول
- البت يا ولدى مشوفتش منها العيبه ودايما في حالها .. وبعدين دى ف بيتك وتحت عينك تقدر تعرفها زين وتحدد ..

وثب قائما بسرعة
- طيب يااما .. هقوم انا اشوف مصالحى ... صح ماقولتليش مين اللي كانت تحبه ثريا مراة عمى !

- حيدر .. حيدر عتمان راس الافعى ...

 

" ألا اونا .. الا دو الا... "
صوت جمهوري قوى من سليم الهواري الذي اقتحم المزاد بصف من الحرس قائلا
- ٥ مليوووووون ..

التفت جميع الحاضرين نحو صاحب الرقم الذي انخرط علي اذانهم .. فاردف رجل المزاد
- ٥ مليون عند سليم بيه الهواري ! ٥ مليون عند سليم بيه الهوارى ... مين يزود ..
نهض ادهم بغل ليقول
- ٥مليون ومية الف ..

اقترب سليم بخطوات قليله
- ٦ مليون ...

اردف رجل المزاد مصانع آل خليل القديمه ب ٦ مليون مين يزود !

سليم جلس بشموخ ليقول
- ٨ مليون ..

تنهد ادهم قائلا بحقد
- ١٠ مليون ...
انطلق سليم بكلمته التى اخرست الافواه
- ١٥ مليون ..
ظل ادهم يراقب سليم بنظرات شرانيه حتى ترك المزاد مغادرا بصحة رجاله .. اما عن المزاد فرسي اخيرا علي سليم الهواري الذي تراقص قلبه فرحا وانتصارا ...

دلف مجدى من سيارته التى ظل يجول بها ف انحاء القريه طول الليل مقتحما القصر بخطوات واسعه فوجد امه جالسة فالقي عليها التحيه قائلا
- عامله ايييه !

عقدت عفاف حاجبيها
- انا زينه ! انت عاد خدت عربيتك من بالليل وراجع الصبح ليه دانا قولت عليك نزلت مصر .. وصعب عليا منك تنزل من غير ما تسلم على ..

ابتسم مجدى رغم عنه قائلا
- والله ياعفاف المفروض انزل مصر النهارده قبل بكرة الشغل متعطل قوى ..

- عامل ايه مع صفوة يامجدى !

تنهد بياس قائلا
- ولا حاجه كل شويه خناق واليوم بيعدى ..

- ياولدى بالراحه وبالمسايسه الدنيا هتنور ... طب والله البت دى مافي اغلب منها .. هى بس متفرعنه بالكدب ... قرب منها واعرف مالها ياولدى في فحكم اليتيمه وحتى امها دى متعتبرش ام اصلا كل هما الفلوس وبس ..

- ربك يعدلها ياما ... رايح شقتى انا يلا فوتك بعافيه ..

" هو في ايه هنا وليه الدربكه والدوشه دى "
اردفت وجد سؤالها متعجبه عندما وجدت حركه البيت علي غير المعتاد فاجابتها ساميه من الخلف
- ترتيبات فرحك ياعروسه .. عمك امر ان جوازك علي ادهم بعدين يومين واهو كلنا بنتشتغلوا بايدينا وسناننا عشان نعملوا حاجه تليق بيكى انت وولدى البكري

عقدت وجد ملامحه بعدم تصديق
- انت بتقولى اي ! مين قال اكده !
- من زمان ياوجد من يوم ما اتولدتى واسمك مكتوب علي اسم ادهم .. صبرتى ونولتى والله .. سيد الرجاله كلهم ..

- ياما .. ممكن تفهمينى مراة عمى عتقول ايه .. وفرح مين دا اللى بعد يومين !

- فرحك ياضي عينى .. والله ياوجد الود ودى كنت اجوزك انت واختك في ليله واحده .. بس يلا مافيش نصيب كده كده عريسها قاعد ..

- انتوا اكيد اتجننتوا ..انا مش موافقه علي الجوازه دى ..

ساميه بمكر
- بس عمك وافق ياوجد !

- يبقي يروح يتجوز هو بدل ماهو متجوزش لحد دلوق ... دا الغلب دا بس ياربي

تأهبت للذهاب ولكن اوقفها هتاف ساميه قائله
- جوزك محرج علينا رجلك متخطيش الشارع غير علي بيتكم ..

شعرت بحبل يلتف حولين قلبها ليخلعه فتوقفت بقوة
- مش جوزى ولا عمره هيبقي .. وانا محدش بتأمر علىّ اللي كان له الحق يأمر برغم انه عمره ماعملها ابوي واهو مات ... ومتخلقش اللي يجوزنى غصب عنى ..

ضحكت ساميه بسخريه
- وده عشان ولد الهواري اللي مرمي طول الليل في حضن مرته .. ياخيبه ذليه واكسريه وخدى اللي احسن منه .. اتعلمى منى بلاش تتعلقي بحبال الحب الدايب ماعتوكلش عيش !

ابتسمت وجد ساخرة لتردف
- لكن الرقص عيوكل كباب وكتفه ... اطلعى انت ولدك عن راسي ..

كوثر بحده
- ما تتلمى يابت وكلمى حماتك عدل ..
شرعت وجد ان تنطق ولكن قطعها زمجرة صوت ادهم القويه قائلا
- نتكلموا لحالنا ياعرووسه !
ضحكت ساخرة
- هااا واهو شرف عريس الغفله .. ماليش كلام مع تجار حرام ..

قبض علي معصمها بقوة
- وجد .. اقصري الشر وتعالى ..
انحنت كوثر علي اذان ساميه
- تعالي ياام ادهم نكملو تجهزات الفرح ونشوف اي اللي نااقص ونسيوا العرسان لحالهم ..

ساميه قاصده اثاره غضب وجد
- علي قولتك .. يلا ياكوثر ...

جذبها ادهم عنوة عنها من معصمها ودخل معها غرفة مكتبه .. بينما ورد كانت تترقبهم بخفاء من اعلي .. فاسرعت النزول متجهه خلفهم بحرص شديد وهى تتلفت حولها يمينا ويسارا .. وصلت وجد لغرفه المكتب التى اغلقها ادهم خلفه فابتعدت عنه بكره قائله
- ادهم انت لو اخر راجل في الدنيا انا مش هتجوزك ..
ابتسم ماكرا
- وانت ولو في منك مليون مش هتجوز غيرك بردو .

- تبقي بتحلم .. عندى اقتل نفسي ولا اسلمها ليك ..

- وانا عندى اقتلك ولا انك تكونى لغيري ...

ثم اقترب من جهاز اللاب توب بضحك ساخر لينير شاشته قائلا
- بصي بصي ياوجد طالعه في الشاشه حلوه كييف ... !
شهقت شهقه عاليه تكاد سحبت اوكسجين الغرفه وتبلل حلقها عدة مرات محاولة استيعاب جريمته الدنيئه
- انت حيوان ... انت صورتى ياادهم وانا بصنع الزفت دا ..
قفل ادهم الشاشه قائلا بانتصار
- شوفي هما أمرين ملهمش تالت .. شالله مايأمر عليك عدو يارب .. بس انا هكون جوزك طبعا فيتنفذوا ... الاول فرحنا يوم الخميس .. والامر تانى تحرقي صفحة ولد الهواري من حياتك ياوجد وألا الفيديو دا هسلمه للنقابه والمركز واللي مايشتري يجي يتفرج علي الدضكتورة اللي رافعه راسنا .. ومتفكريش كتير عشان مقدامكيش اختيارات للاسف لانى سبق وقولتلك ياتكونى مع غيري يامتكونيش ياوجد ..

رمقته بنظرات ساخطه متأرجحه
- بكرهك ومش هكره حد قدك ..

عقدت ساعديه بهدوء قائلا
- مش مهم المهم عندى انى احرق قلبه واردله القلم عشرة ..

التفت إليه باهتمام
- هو مين دا ؟!
اقترب منها بخبث ليحاصرها بذراعيه
- وجد .. بلاش معانده وخلى حلوة احسنلك ..

دفعته بعيدا مردده
- يعنى متجوزتكش او حاولت اتحامى بسليم هضيع مستقبلى وتخلينى طول العمر عايشه في السجن صح ..

- والله علي عينى يابت عمى .. بس انا مجبر على كل دا ..

تنهدت باختناق
- تمام .. تمام يا ادهم بيه .. منا مش هضيع حلمى وحلم ابويا عشانك دانا روحى في يدك .. وانا موافقه على الجوازه دى .. بس ورحمة ابويا لاوصلك لمرحلة تتمنى فيها الموت ولا تلاقيه تفضل تدور عليه بالفلوس .. وافتكر انك انت اللي جبته لنفسك .. افرح ياعريس ..

شهقت ورد من الخارج بصوت عال وسرعان ما اندفعت نحو غرفتها متسلله علي اطراف قدميها بحذر لتلتقط هاتفها سريعا كاتبه رساله نصيه لسليم
" الحق ياسليم .. ادهم مصور وجد وبيهددها هيبلغ عنها لو موافقتش علي جوازهم .. ووجد وافقت "

كان سليم يقود سيارته علي الطريق الزراعى عائدا منتصرا بعدما صفع ادهم للمرة الالف .. فالتفت نحو شاشة هاتفه المضيئه ليقرا رساله ورد عدة مرات .. ففرمل سيارته فجاة متكأ للخلف وهو يضغط علي اسنانه ..
- يابن ال... ياادهم
ثم عاد الاتصال بورد قائلا بسرعه
- فهمينى ياورد ...
تلتقط انفاسها بصعوبه والدموع تسبح فوق وجهها
- الحق ياسليم هيودى وجد في داهيه .. دا شرانى ويعمل اكتر من كده ..

سليم كاظما لغيظه قائلا
- اهدى اكده واحكى ... وليه وجد مكلمتنيش ..

- بيهددها بيك ياسليم، ادهم اول مايسمع سيرتك عيتعفرت وهى عاوزه تبعدك عن طريقه بأى شكل المهم هحكيلك الل حصل امبارح ...

قصت ورد ماحدث ليلة امس وحاولت ربط الاحداث ببعضها مع سليم وبعد حديثهم الذي استمر عدة دقائق اردف سليم بارتياح
- فهمتى ... تتصرفي وتطلعى تقابلينى بعد العصر ياورد ...

- انت ناوي علي ايه ؟!

- ناوي اولع في عيلتكم نفر نفر ... يلا اقفلى .

في الحقيقة؛ اود ان اعترف لك اننى احمل بجسدى روحين .. أنت تظهر في.. وأنا انت .. نحن نختبئ كل في الآخر كلما اشتقنا انفردنا بذاتنا لنأنس

- " طيب والله كويس انك محضرة شنطك وحاجاتك وفرتى الوقت "
اردف مجدى جملته وهو يدلف من باب شقته ليجد امامه حقيبه صغيرة وأخرى حقيبه يد وصفوة تجلس في منتصف -الصاله- عاقدة ذراعيها واسهم الشر والغضب تنبثق من عينيها .. اقترب منها مجدى بهدوء ليجلس امامها قائلا:

- هاخد شاور علي بال ماتلمى هدومى عشان هننزل مصر دلوقت .
رفعت حاجبها بسخريه قائله
- ودا مين اللي قرر كده !
ارتسم مجدى معالم الجديه قائلا
- انا اللي قررت .. ويلا اتفضلى عشان مش عاوزين نتاخر .. بكرة الصبح لازم اكون في الشغل ..
وقفت امامه معانده
- طبعا مش هيحصل ولا هسافر معاك ولا عاوزه اشوف وشك بعد النهارده .. ولو سمحت طلقنى وكل واحد فينا يروح لحاله !

رمقها مجدى بنظرات معاتبه ثم تأهب للذهاب من خلفها بصمت اشعل بدنها غضبا .. فسارت خلفه قائلا
- وبعدين انت مين عطاك الحق تقفل عليا اصلا ! انا غلطانه انى وافقت علي الهبل والجوازه دى من الاول اكبر غلطه انا عملتها في حياتى ... بص مختصر الكلام كده لو مطلقتنيش هخلعك !

توقف فجاة مستديرا إليها بجسده وثغره متبسم قائلا
- هاتيلى غيار من جوه محتاج اخد (شاور) ضروري !
لاحت إليه بكفها بعشوائيه بوجه مكتظٍ قائله
- انا بتكلم في ايه وانت بتتكلم في ايه ! هو انا الجاريه اللى جابهالك جدك ! سفر مش مسافره! هطلقنى دلوقتى يامجدى بيه ..

شرع مجدى في نزع ثيابه امامها بمكر محاولا الاقتراب منها قائلا
- وانا معنديش اي مانع اطلقك .. بس لما اتجوزك الاول ! قولتى ايه ؟! موافقة !

تراجعت للخلف كالملدوغه محاولة استيعاب جريمته التى ينتوى لارتكابها قائله
- انت مجنون ! لا طبعا مستحيل ولو فكرت تقرب هقتلك ..

قهقهه مجدى ساخرا علي ارجحه عيونها وتصاعد وهبوط انفاسها قائلا بغمز
- وانا مستحيل اطلق .. ويلا من غير مناهده كتير لان كلامى انا اللي هيمشي ياصفوه فاقصري الشر احسنلك !

تحك قدميها ببعضها بغل وغضب مطلقه زفيرا قويا في وجهه لتتركه وتغادر الشقه نهائيا هاربه من اسهم انظاره .. تنهد مجدى بتحدٍ
- طيب ياصفوه شكلك حابه تشوفى الوش تانى !

 

" المكان عجبك ! "

اردف عماد جملته وهو يجلس فوق مكتبه بشموخ لنورا الغائصه في بحور مكتبته المليئه بكثير من الكتب قائله بانبهار
- اي الجمال .. بجد انا نفسي افضل هنا مخرجش ابدا، انت قاريء كل الكتب دى !

ابتسامه خفيفه اعتلت ثغره قائلا بنبره خافته
- تقدري تقولى انى قاريهم كلهم ..

التفت نحوه بتعجب وعيون متسعه قائله
- ووواااووو بجد يابختككككك ..

تراجع للخلف متقلبا في مقعده بانسيابيه كانه يخفى شيء ما بداخله قائلا
- نيرة الله يرحمها كانت مجنونة كتب وقراءه، كان الشوبينج عندها تنزل تجيب كتب وبس ؛ طول الوقت ماشيه بالكتاب في ايديها واليوم اللي كنت ارجع فيه متاريف من ضغط الشغل كانت تاخدنى من ايديا كده ونقعد انا وهى مع اكتر كتاب قراته وعجبها .. كنت وقتها انسي كل هموم الدنيا .. بحب كل الكتب اللي كانوا سبب في ابتسامتها وضحكتها طول الوقت ..

تركت نورا مابيدها بهدوء ثم اقتربت منه قائله بثغر متبسم وقلب يحترق من نيران الغيره لتجلس امامه ومتكئه علي سطح مكتبه لتردف
- كلامك بيخلينى اندم انى متعرفش علي شخصية زى دى بحياتى !

تبسم بحزن ليقول
- زرعت فيا كل ورود روحها وسابتنى ومشيت !
رفعت نورا عينيها بخجل لتقول
- ودى حاجه مفرحانى جدا .. حاسة انك تشبهها اوى !
تنحنح عماد وهو يتقدم بظهر للامام قائلا
-بيقولوا .. انت مقولتليش انفصلتى ليه عن جوزك ..

شوكة علقت بحلقها محاولة محو ذكريات الماضي قائله بحزن
- لسه كنت بتقول ان نيره زرعت فيك كل الورود وسابتك ... هو كمان زرع فيا بس زرع شوك وصبار ومكنش قدامى حل غير انى اختار حريتى بمقابل كل حاجه املكها !

رفع عماد حاجبيه بفضول قائلا
- مش فاهم !

- هو انا لازم احكى .. ؟

هز كتفيه باستسلام قائلا
- لو دا هيوجعك بلاش منه، مع انى حابب جدا اعرف مين الغبي اللي يسيب شخصيه زيك !

تبسمت ابتسامه زائفه لتقول بعد تنهيده طويله
- كان مدير الصيدليه بتاعتى .. حاول يقرب منى كتير لكن انا مكنتش متقبلاه .. دخل لماما من حتة اننا صيادلة بقي وهنقدر نعمل مشاريع ومصانع يعنى ماديات وكده .. ماما اقتنعت واقنعت بابا واتجبرت انى اوافق .. بعد فترة اكتشفت انه بقي شخص تحكمى عصبي انانى خنيق .. مكنتش استحمل نفسه في البيت ويوم ما طلبت الطلاق ساومنى بين حريتى والصيدليه اللي تعتبر الهديه الوحيده من بابا ... وادى حكايتى ...

رمقها بعيون مشفقه قائلا
- واتجبرتى انك تتجوزينى كمان ! الدنيا جايه عليك اوي مش مديالك مساحه تختاري حياتك !

بلعت غصة كلماته قائله
- بس انا راضيه باختياراتها مهما كان ..

ابتسم عماد قائلا
- انت تستاهلى كل خير فعلا ..

شعرت بالحرج امامه ومن اسهم نظراته التى ترعدها حبًا لتقول بجسد مهزوز
- هقوم بقى اعيش مع الكتب دى !

اومئ عماد ايجابا بينما دار بمقعده ليجري اتصالا هاتفيا قائلا
- ااه ياسمير معاك .. اكتب كده الاسم ورايا .. ( حيدر نصر الله عتمان ) .. _ثم صمت لبرهه تابعتها ايماءه خفيفه_ مممممم وهو كذالك ياباشا .. هستنى تليفونك في اقرب وقت .

 

" سعت الباشا حمزه بيه معتز ... ليك وحشه والله "
اردف سليم جملته وهو يدلف باب مكتب سياده النقيب( حمزه معتز ) بمركز ابو تشت .. وقف حمزه مرحبا به بامتنان
- سليم بيه الهواري بجلالة قدره في مكتبى المتواضع !

احتضن الرفاق بعضهما بود فاردف حمزه قائلا
- اتفضل اتفضل .. اي ريح طيبة اتت بك الي هنا ياولد الهواري ..

تنهد سليم بكلل وهو يجلس امامه قائلا
- الهوي غلاب ياصاحبي والله ..
ابتسم حمزه قائلا
- لا دا شكل الموضوع كبير .. تشرب ايييه ؟!
- اي حاجه ياحمزه مش هتفرق ..

ضغط حمزه علي الجرس فدخل العسكري ضاربا التحيه العسكريه قائلا
- اوامرك يافندم ..

اجابه حمزه بثغر متبسم
- اتنين لمون يابنى شكل ولد الهواري اعصابه تعبانه ..

انصرف العسكري فتبسم سليم وهو ينظر إلي حمزه قائلا
- طالب مساعدتك ياباشا ..

- انت تأمر امر ياسيدى ..

تحدث سليم اليه باهتمام وحرص، كان حمزه يستمع إليه بتركيز شديد، وبعده عدة دقائق قطعهم دخول العسكري ثم استئنف سليم حديثه الذي اختتمه بجملة
- هااا ياباشا .. معايا ولااا!

اتكىء النقيب حمزه بظهره للخلف قائلا
- معاك .. بس الموضوع في قلق عليك انت ..

- متقلقش عليّ بس .. ربك هيسترها .. انا حبيت اجيلك بنفسي عشان الموضوع مش هينفع في التليفون .. ومافيش غيرك هيساعدنى .

تنحنح حمزه بخوف ليقول
- اتفقنا ياسليم .. اول ما تظبط اللي اتفقنا عليه .. رن وسيب الباقي عليا ...

وقف سليم برسميه وهو يصافح حمزه قائلا بامتنان
- سلامى لحمزه باشا الخياط ..

وقف حمزه ممتنا له قائلا
- حمزه الخياط مابيقبلش سلامات كده .. دا عاوز زياره وتروح تسلم عليه بنفسك انت وحرم سليم الهواري الجديده بقا ...

ضحك سليم راجيا
- ياخى من بؤك لباب السماا .. هستاذن انا بقي ..

" جدى انا عاوزه اطلق .. ومعنديش رجعه في قرارى "

اردفت صفوة جملتها بعاند امام راجح الهواري الذي تلقى طلبها ساخرا ليقول لها
- ليه ياصفوة !

زفرت بضيق
- البيه بيضربنى وانا مستحيل اكون علي ذمته ساعه واحده ..
عقد جدها حاجبيه قائلا
- ضربك ! قولتى ايه يوصل مجدى لحاجه زى دى !

تارجحت عينيها وبدى عليها بوادر الكذب
- ماقولتش هو اللي همجى وانا مستحيل اعيش معاه ولو سمحت ياجدى لو مطلقتنيش هيكون مابينا المحاكم ..

لطخ وجه الجد بدماء الغضب قائلا
- اخذي الشيطان يا صفوة .. واطلعى لجوزك ..

قطعهم مجدى قائلا
- لا جوزها اللي نزلها ياجدى عشان يادوب نطير علي مصر دلوقت الشغل متراكم فوق راسي اد كده ...

- يلا ياصفوة مع جوزك متهملهوش يابتى ..

اوشكت عيونها علي البكاء قائله
- انا مش هطلع من هنا ولا هروح معاه في اي مكان .. والقاهره دى انا مش هعتبها مهما حصل واخر كلام عندى قولته ...

مجدى بهدوء مسك كفها وسحبها خلفه قائلا
- عن اذنك ياهواري بس مش عاوز اوجع راسك هتكلم معاها لحالنا .

اخذها بعيدا عن الانظار ليقفها امامه قائلا
- يعنى قلم امبارح مربكيش !

- لا ياافندى قلم امبارح فوقنى وكشف نوايا سعتك ..

كوره قبض يده محاولا تمالك اعصابه ليردف
- صفوة .. لمى نفسك وقدامى علي العربيه يلا ..

زفرت بضيق
- علي جثتى انزل القاهرة .. انا مش عاوزه اروح الله ! هو بالعافيه !

رفع صوته بحده
- صفووووووة ... معاكى دقيقتين وتكونى قاعده جمبي في العربيه والا مش هيحصل طيب ..

ثم تركها وغادر ليعد شنطه داخل السياره .. ضربت صفوة الارض بساقيها بقلة حيله .. وفجاة التفت لصوت مسدج علي هاتفها من رقم تحفظه جيدا
( صفوة .. انا اسف وسامحينى ارجعيلى ياصفوة انا مش قادر اعيش من غيرك .. فات ٥ سنين علي غيابك وانا مش قادر انساكِ )

زفرت باختناق واوشكت عيناها علي ذرف دموع قلة الحيلة قائله
- اووووف ماهى كانت ناقصاك انت كمان !

فاقت علي صوت احد الخادمات قائله
- ست صفوة مجدى بيه بيستعجلك وبيقولك يلا ..

وقفت حائره كأنها علي شط بحيره مليئة بالتماسيح والبر غدار مليىء بذئاب بشريه تود ان تقضى عليها .. فماذا ستختار !

 

" شوفتى يا وجدان ! شوفتى عيعملوا ايه في حفيدتك ! هيجوزونى ادهم يإما حلم ابويا ومستقبلى هيضيعوا، وانا مش عارفه اعمل ايه .. قوليلى اعمل ايه حاسه كل حته في جسمى عتحرق فيا وانا معتدش مستحمله والله "

اردفت وجد جملتها لجدتها الراقده بدموع منهمرة فوق وجهها تراقبها تلك العجوز بيعينها الاتى اوشكا علي الانفجار حسرة منذ مفارقة ابناؤها الحياه فلم يتبق لها الا حيدر .. حركت اصابع كفها ببطء وهى تراقب حفيدتها بحزن بالغ، اكملت وجد حديثها
- طيب اتصل بسليم واقوله الحقنى ! كده برميه في النار بيدى من ناحية عيلتى وعيلته ... حاسه حبل طويل بيتلف علي قلبى وبيخنقه ... ادهم لعبها صح هو وفايز ..

سعلت العجوز بوهن شديد وهى تعتصر عينيها علي حال حفيدها الغاليه علي قلبها ... مدت (وجد) انامله لتزيل دموع جدتها قائله بابتسامه خارجه من وسط خزان حزنها
- طيب هونى عليا انا وانت هنبكى كده ؟! ماينفعش .. طب خلاص متبكيش وانا مش هبكى .. ابويا سبق وقالى لابد بقليلٍ من التضحيه كى تستكين القلوب .. وانا سكون قلبي في حياة سليم سالم ومبسوط هعوز ايه تانى ! حتى ولو كان بعيد يكفى انه تحت جلدى ساكن ..

وصلت ورد لاعتاب قصرهم بعدما عقدت اتفاقها مع سليم .. فأصبحت تلتفت حولها حاضنه بين ذراعيها سلة سوداء تحملها بجسد مرتعد حتى ارتطمت بأدهم ففزعت كالملدوغه في بهو القصر قائلة
- ااا .. ااااادد ... اددددهمممم !

رمقها بخبث
- مالك مش علي بعضك ليههه ؟!
بللت حلقها بارتباك وهى تلتقط انفاسها بصعوبه
- هاا ابدا .. اصل ..

- اصل وفصل ايه ؟! وبعدين اي الكيس الاسود اللي معاكى دا ؟!

حضنت السله بين ذراعيها اكثر لتردف قائله وهى تتراجع للخلف
- مالكش دعوة وبكتبي ولا ليك دعوه بيا اصلا .. ووسع اكده من طريقي وشوف وراك ايه !

ركضت ورد من امامه بسرعه دون ان تلتفت نحوه مردده في سرها
- يارب عديها علي خير يارب ..

وصلت ورد لساحه القصر متنهده بارتياح وهى تضع كفها فوق قلبها وتجوب بعينيها يمينا ويسارا بقلق حتى التفتت اذانها لجملة ساميه التى تلقيها على اذان امها
- ادى حس لوجد يا كوثر عشان تااجى ( تيجى) معاي ..

تركت كوثر مابيدها قائله
- تيجى معاكى فين ؟! .. وبعدين ولدك محرج علي طلوعها بره عتبة البيت ..

نتغجت سامية في زيها الضيق لتقول
- دى هتطلع معاى .. ومش ههملها لحالها واصل .

كوثر بفضول
- راسك فيها ايه ياساميه ..

رفعت ساميه الحجاب ( الشفون ) فوق شعرها قائله بتلقائيه
- ياختى وانا هعملها ايه بتك ! هاخدها واوصل بيها لحد المركز اللي بيخلى العرايس بتبرق ده كده خليها تجهز لفرح ولدى والليله الكبيره وكمان اشتريلها كام هدمه عرايسي اكده لاجل ولدى مايتبسط !

اختبئت ورد خلف السلم متجسسه علي محور حديثهم منتظرة نهايته .. اردفت كوثر
- وليه ياختى كل دا .. هى ام سيد بيتجى بتاخد المية جنيه وتظبط البت وتخليها علي سنجة عشره ..

عقدت ساميه حاجبيها
- فشررررررر .. بقي مراة ولدى تظبطها ست ب مية جنيه .. دى لو مكانتش كيفيها كيف نجوم السيما متلزمناش .. ولدى لافف وعارف زين ولازم بتك تملا عينه ياكوثر ..

- اللي تشوفيه ياختى .. هو فينه المركز دا طاب ؟!

- في ضواحى قنا السواق هيودينا وساعتين وهجيبنا تكونى انت فرشتى شقة العرسان ..

ارتفع صوت نداء كوثر علي ابنتها قائله
- يلا ياوجد عشان تروحى مع مراة عمك !

قفلت باب غرفة جدتها بهدوء قائله
- وعلى فين العزم !

كادت ثريا ان نتطق ولكن رمقتها ساميه باشاره كى تلتزم صمتها قائله
- انتِ من هنا ورايح هتبقي مراة ولدى يعنى بتى وكنت عاوزه اشتري كام عبايه اكده لزوم الفرح .. قولتى ايه ..

ابتسمت بسخريه لتقول
- ااه ان شاء الله ..

كوثر: يلا ياوجد روحى مع مراة عمك متزعلهاش عااااد !

ورد من الخلف في سرها
- اااه ياولاد ال**** ... هتعملى ايه ياورد !

 

" ياحيدر زي ما عقولك .. شكل عمى شاكك فيّ ولو عرف هيطربقها علي راس الكل "
قالت ثريا جملتها بخوف وقلق وهى تجوب غرفتها ..

- تقلى قلبك عاد ياثريا .. وهو هيعرف منين مش انت مظبطه السواق زين، خلاص عادى .

- بردو قلبى مش مطمن ياحيدر ..

- بطلى هوس وقوليلى لسه بناتك معملوش حاجه .

تنهدت بمرارة
- لسه ياخوى .. واحده لسه حابه علي يدها عشان تسافر مع اللي مايتسمى مجدى يمكن تقدر تمضيه علي حاجه، والبنات بحاول معاهم هنا ..

- طب ركزي ياثريا مقدمناش وقت .. لعبتنا لو اتكشفت هنروح كلنا في داهيه ..

- اهو هعمل اللي هقدر عليه وربك يسترها ..

 

" ايوة ياسليم .. انا وصلت البيت وعملت اللي قولتلى عليه بالظبط "
اردفت ورد جملتها وهى تتاكد من قفل باب الغرفه متحدثة في الهاتف مع سليم الذي اردف بهدوء
- تمام يا ورد .. خلى بالك .. عاوزك تقلبي لى البيت علي الفلاشه اللي ماسكها الزفت دا على وجد .

- متقلقش علىّ .. ان شاء الله اللى اتفقنا عليه هيحصل ..

- وجد فينها وبتعمل ايه ؟!

- اااه فكرتنى كنت هنسي من الخوف والربكه اللي فيها، وجد خرجت من شويه مع سامية مراة عمى ..

اتكأ سليم علي باب سيارته وهو يراقب شغل العمال قائلا
- خرجت !.. ليه طب مع بت المحروق دى !

- بص انا هحكيلك اللي سمعته ...

قصت ورد كل ما سمعته بالاسفل علي اذان سليم الذي انشغل مع حديثها بكل كيانه قائلا بتركيز
- يعنى وجد دلوق في قنا ؟!

- اه راحت عند المركز بتاع العرايس دا ..

سليم باهتمام وهو يصعد سيارته كأنه اقترب من مراده
- اسمه اي المركز دا ياورد !

فكرت لبرهه ثم اردفت بشك
- بص هو انا كنت باخد كورس انجليزي السنه اللى فاتت في مكان (...) واسمع ان كان علي اول الشارع مركز متخصص في الحاجات دى .. اكيد يبقي هو ...

سليم بحماس
- طب اقفلي ياورد دلوق .. واي جديد بلغينى ...

 

" طيب والله متصوريش وحشتينى اد ايه .. لدرجه انى فكرت استقيل من الشغل "

اردف محمد جملته وهو يحتضن زوجته من الخلف التى تقف في المطبخ لتعد له الطعام .. استدارت بجسدها بين ذراعيه لتعانقه قائله
- وانا من اول ما خرجت كل شويه ابص في الساعه واقول امتى يخلص .. ويرجع لحضنى .

نظر لها بعيون ضيقه قائلا بخبث
- يسر .. هو انا لما كنت بكلمك من الشغل واقولك بتعملى كنتى بتدلعى كده وتقولى لى بعمل حاجات كده وكده وملكش دعوة بيها .. فبتكهربينى مش بتخلينى على بعضي ... طيب ماتقولى انك بتحرقي الاكل بدل اللعب بالاعصاب دا !

انفجرت ضاحكة بين يديه وهو تمرر اصبعها علي وجنته بدلال لتقول
- الله ! منا كان لازم اقول كده عشان تشهل وتيجى .. اومال هقولك مكركبه الشقه وبمسح وبطبخ وريحتى كلها بصل عشان تتقفل منى وتشيل الهم ومتجيش ! تؤ لازم افرشلك الارض ورد وفرشات عشان تيجى علي ملا وشك كده ملهوف زي ما جيت ..

عض محمد علي شفته السفليه بتوعد ونظرات شرانيه يود ان يفترسها حبا للتو .. فاردف قائلا
- اااه يعنى بترمي الطعم للسمكه عشان تصطاديها ..

غمزت بطرف عينيها بميوعه مردفه
- طيب ما انت دماغك حلوة اهو وبتلقطها وهى طايره !

جذبها بكل قوته لتلتصق به قائلا بتوعد
- طيب خليكى فاكرة انك انتِ اللي جبتيه لنفسكك ..

وقفت علي طراطيف اصابعها كى تصل لثغره طابعه قبله خفيفه عليه لتقول بمزاح
- طب خلى بالك من الاكل منا ما اغير لبسي دا ..

ابتعدت عنه سريعا دون ان تنظر رد .. رمقها محمد بنظرات شوق قائلا
- طيب ياست يسر .. صبرك عليا

ثم اقترب من الموقد ليكشف اناءات الطعام، فاستدار ليتناول معلقه يتذوق بها بحماس قائلا
- شكل ليلتنا فل ... !
تذوق اول صنف فرفع حاجبه منبهرا
- ممممم لا طلع اكلنا حلو ياسو وملبستش في خازوق ولا حاجه ..

ردت عليها بصوت عالٍ
- عشان تعرف بس ان ربنا رزقك بجوهره وميزك عن باقيه خلق الله .. اشكره عليا بقي ..

ضحك محمد وشرع في تذوق الصنف الاخر قائلا بخفوت
- دا ناقص ملح .. اما اظبطه بقي واحسبه عليها جِميله ..

التفت كى يبحث عن الملح بين العُلب الصغيره بحيره ثم فتح علبه اخرى باستغراب ليخرج ما فيها .. فوجئ بشريط حبوب منع حمل، نيزك سقط على قلبه من الصدمه محاولا تصديق ما رآه، فاق من شروده علي صوتها المدلل
- محمااا انا جهزت اي رايك ب...

استدار محمد بجسده قائلا بغضب
- حبوب منع حمل بتعمل ايه في البيت يايسر ؟!

 

وصلت ساميه بصحبة وجد الي المركز التجميلى .. رمقتها وجد بتساؤل
- احنا منزلناش السوق ليه ! ايه اللي جايبنا هنا ؟!

دلفت ساميه صاحبة العود المنتصب والجسد الرشيق المملوء قليلا وهى تقول
- وبعدين ياعروسه .. كل الناس بتيجى هنا عشان ترتاح وتستجم .. اش حال انت عروسه بقي .. تعالى جربي وهتدعيلى وهتقوليلى نيجوا كل اسبوع ..

لازالت وجد في سيارتها تتلقي كلماتها باختناق كجمرات من نار تتقاذ فوقها .. رفعت ساميه نبرة صوتها
- يلا ياوجد عاوزين نعاودوا قبل العشا ..

وجد بحده: انا مش هدخل المكان دا !

تأففت ساميه لتقول
- ليه يادلعادى ! مش بت زي البنات ولا ايييييه .. !

- انا قولت مش نازله يعنى مش نازله .. ولو كنت اعرف كده مكنتش اتحركت من البيت .. امشي ياعم سيد روحنى .

ضربت ساميه علي باب العربيه
- بطلى تنشيف راس وانزلى ياوجد ! دى نضافة ليك ياخايبه هتلاقي حاجات حلوة قوى جوووة اسمعى منى .. ومفيده لجسمك هو انا اللي هقولك ولا ايه ياست الضكتورة ..

برغم من رفض وجد القاطع الا انها كانت تشعر بقوة داخليه تحركها بدون تفكير، اصبحت مُسخره لست امامها اي اختيار سوى التحرك مغيبه، لم تمتلك القوة الكافيه كى تعترض، ترفض، تتمرد اصبحت تتحرك مع الريح كى يلقي بها مكان ما يتوقف .. دلفت رغم عنها متوجهه نحو الصالون التجميلى وشرعت في اجراءات اللازمه التى تقوم بها اي عروس ..

 

" يارب نفرد بوزنا دا متحسسنيش انى غاصبك علي حاجه يا صافى !"
اردف مجدى جملته وهو يخفض صوت الكاست بداخل سياراه المنطلقة علي الطريق الصحراوي متجهه نحو القاهرة .. تأفف صفوة بنفاذ صبر
- ممكن ملكش دعوة بيا خالص .. واقفل الزفت دا صدعنى من الصبح .

حاول مجدى تلطيف الجو قدر الامكان قائلا
- وانا مابعرفش اقعد مع ناس مكشرة وهى زي القمر كده !

- اووووووووف .. ارميلك نفسي من العربية دلوقت واجيبلك مصيبه !

ضحك مجدى ساخرا وهو يقول
- مانت مش هتعيشي عاصيه جوزك وتموتى كافره كمان ! طب اعملى حاجه تنفعك في اخرتك وبعدين انتحري ياستى ..

اتكأت علي الباب بضيق واختناق
- عاوزة انام .. مسمعش صوتك وتسوق انت وساكت ..

- موعدكيش ! اصل( لولا ) كانت ترغى معايا طول الطريق وعودتنى على الكلام فعشان كده مش هتلاقينى اد كده في الصمت ..

- طييب ياخويا اديك رايحلها ست لولا بتاعتك .. سيبنى اتخمد بقي ...
قالت صفوة جملتها وهو تضع قناع النوم علي عينيها وتعقد ساعديها متخذه وضعية النوم .. القي مجدى عليها بسمة خفيفه ثم عاد ليقود سيارته قائلا بخفوت
- ربنا يهديكى يابت عمى ..

 

بعد مرور اكثر من ساعه وصل سليم امام صالون التجميل فوجد سيارة ( العتامنه ) تصف امام الصالون فتأكد من وجود ( وجدانته) بالداخل .. فركن سيارته بعيدا ثم فتح الصندوق الجانبي للسياره واخرج سلاحه فدلف منها متجهاً نحو المركز بحرص، بعد عدة دقائق نجح سليم في التسلل مم باب البوابه ووصل لباب الصالون فوجد سيده تنفجر صارخه بوجهه

- انت يابنى ادم .. ازاى دخلت هنا .. انت متعرفش اش الصالون كله ستات !

مسكها سليم من كفها وسحبها بعيدا
- اششششش .. عاوز ادخل لمرتى جوه !

ارتفع صوت السيده
- ماينفعش ياحضرة .. انت مجنون .. !

- انت مين عشان تتكلمى معاي كده من اصله

- انا شغاله هنا .. انت ازاي اصلا دخلت لهنا ومين سمحلك ..

تأفف سليم بنفاذ صبر
- منا هدخل جوه بنفسك الطريقه اللي دخلت بيها بره ..

صرحت السيده بوجهه
- يااامن يااامن ...
كتم سليم انفاسها بكفه وبالكف الاخر اخرج _رزمه_ من الفلوس ووضعها امام عيني السيده .. قائلا بحرص
- هتاخدى دول وقدهم لما اخرج بمرتى من جوه من غير شوشره ... قولتى ايييه ..

تلوت السيده تحت يده محاوله التحدث وهى تراقب الاموال امام عينيها .. فرفع سليم كفه قائلا
- هااا قصري قولتى اييييييه !

ابتعدت عنه السيده لتقول بفرحه وهر تمسك الفلوس منه بلهفه
- مرتك اسمها ايه ..
زفر سليم بضيق
- اسمها وجد سالم .. هى جوه انا متاكد .. وتحاولى تبعديها عن الانظار ... وشوفيلى باب تانى اخش منه .

بللت حلقها بشعور مختلط من الفرح والخوف لتقول
- طب استنى هنا ..

اخرج سليم سلاحه وشد اجزاءه امام عينيها وقال متوعدا
- عظيم يمين تلاته لو شيطانك وزك لحاجه كده ولا كده انت الجانيه علي اللي هيجراك منى ..

مسكت كفه وسحبته خلفها الي جهه اخري من الصالون لتقول بحرص
- متقلقش استنانى هنا بس .. ولو عرفت اتصرف هخرجلك من الباب ده ..

رمقها سليم بآخر نظرات تهديديه وهو يتكا علي جدار الشجرة خلفه .. اتجهت السيده للصالون فنظرت بالكشف المخصص بالاسماء وبالفعل وجدت اسم وجد .. فاتجهت نحو الغرفة التى بها مرتديا منامه باللون الابيض وشعرها منسدل خلفها واحدي العاملات يقومون بوضع ماسكات مختلفه علي ساقيها .. اقتربت منها السيده لتقول للاخري

- خلاص امشي انت وانا هكمل ..

اردفت الاخري بفرح
- والله يا ست امال جيتى في وقتك .. خطيبى من الصبح بيرن وانا مش عارفه ارد عليه ..

- طيب قومى انت وانا هكمل ..

اتجهت نحو وجد قائله بهدوء
- تعالى معايا الاوضة التانيه ..

تأففت وجد الجالسه رغم عنها تعصر علي قلبها شجرة ليمون لتحمل الوضع فاردفت قائله
- اقولك ايه فكك منى وابعدى عنى انا مش عاوزه حاجه .

ابتسمت آمال وهى تمسكها من معصمها
- معلش يابتى هانت انت اصلا خلصتى باقي اخر التاتشات ودى بتكون في الاوضة التانيه تعالى معايا ..

زفرت وجد بقوة واستدارت بجسدها لتلمس اقدامها الارض ملتفه بمنامه قطنيه وشعرها الطويل منسدل خلف ظهرها مع بروز ساقيها الممتلئه قليلا الملطخه باللون الوردي من اسفل تبدو كأميرات العصر العثمان .. انحنت امال علي الاريكه لتقول لها
- هدومك دول !

- ااااه .. يارب نخلص ..

تناولتهم آمال وسارت امامها حتى وصلت للغرفه التى اغلقت بابها جيدا لتقول لها
- نامى هنا .. وهجيب الحاجات اجيلك

قبل ان تنظر منها ردا تركتها وغادرت من الباب الخلفي الموجود بجانب غرفتها .. لملمت شعرها جنبا ثم بسطت وجد جسدها بكلل مردده
- صبرنى يارب على الغُلب دا ..

 

عربيات من الشرطه صفت امام بيت العتامنه ليهتف النقيب حمزه بصوته القوى
- فتشلى بابنى البيت دا ..

خرج حيدر وادهم واغلب اهل البيت بتعجب .. فهتف حيدر بتساؤل
- في ايه ياحضرة الظابط ..

وضع حمزه كفه علي خصره وهو يتفقد المكان بعيونه الصقريه التى ورثهما عن خاله .. ثم اخرج اذن النيابه قائلا
- معانا اذن بتفتيش البيت ياحيدر بيه .

حيدر باستغراب
- بتهمة ايه ياباشا ..
رفع حمزه عينيه بثقه
- مخدرات .. _ثم رفع صوته وهو يصفق للعساكر_ فتش يابنى يلا خلينا ننجزز ..

 

تااابع ◄