رواية أباطرة العشق ( عشق من نار ) الجزء الخامس

 

 

 معك فقط لا احب النهايات فبعد ذروة حبى لك افكر بقربي الدائم منك وبمجرد ان احظى بقسطٍ كافٍ من احضانك انتقل لمرحلة السكون بداخلك التحرك تحت جلدك كى ابحث عن ثُقبٍ يؤدى لقلبك مباشره كى اقيم بلا نهايه بلا ملل بلا خوف من شبح البعد، ولكن دائما الحياة تمنحنا عكس ما ارادنا ..



توهبنا عكس ما تمنينا فألقت بى في حتفٍ لا مفر منه سوى البعد، اكتفيت بك بعيدا .. سليما .. امنًا .. يكفينى من الحياة ان تكون بخيرٍ دائما حتى ولو مزق البعد قلبى، فوجودك فالوجود يمنحه الوجود، ويمنحنى نصيبى من الامان كاملًا.

ترددت وجد لبرهه ثم قالت بنبره متحشرجه
- موافقه يا ادهم .. بس بشرط !

نظر اليها بعيون ضيقه قائلا
- وانا كمان عندى شرط .
بللت ريقها الجاف قائله
- تنسوا حكاية التار دى البلد مش ناقصه خراب .. وتشيل سليم من راسك يا ادهم .. انت فاهمنى ؟!

ابتسم بخبث قائلا
- نشيل سليم وقنا كلها لو تحبى ..
عقدت ذراعيها متأففه
- اي شرطك ..
رد ادهم بدون تفكير قائلا
- ترمادول !
عقدت وجد حاجبيها متعجبه
- نعم ! قصدك ايه ..
اتسعت ابتسامة ادهم الماكرة
- هتخلطى مع الهروين ترمادول !
اتسعت حدقة عينيها بذهول قائله
- انت اتجننت ! جرى لمخك حاجه صح ! انت عارف معنى كلامك ايه اصلا ؟
اجابها مقاطعا وبنبرة صارمه
- عارف ياوجد .. وعارف كمان انها هتكون نقله لينا لفوق السحاب وكمان هنساعد الغلابه اللى بيتمرمطوا علي شريط الترمادول هنفيدهم منها هيعملوا دماغ عليوى وكمان هنعالج مشاكلهم الصحيه .. وكله في خدمه ولاد بلدنا !

نظرت له باشمئزاز واستنكار
- انت مش طبيعى ! عشان تعلى وتوصل تموت الناس في شهور .. انا مستحيل اعمل اكده .. وروح اعمل اللي تعمله يا ادهم .. انا مش هابقي انانيه واموت خلق الله عشان احافظ علي حبيبي العمر واحد والرب واحد يا ولد عمى ..

قبض على ذراعها بقوة وبنبره مهدده قائلا
- بلاش تمشي معاى في العوج ياوجد .
ازاحت ذراعه بعيدا قائلا بنبرة تهديديه
- واعرف الاول ان بت سالم ما عتخافش .. واقسم بالله لو فتحت معاى السيرة دى هبلغ عنك ..

القت وجد قذيفة كلماتها عليه ثم تركته وغادرت برأس مرفوعه معانده، وجدت امها امامها تراقبها بفضول فاردفت
- مزعلة ولد عمك ليه ياوجد ..
رمقتها بنظرات ساخره ثم التفت للخلف لتنظر له باشمئزاز
- ميشرفنيش انه يكون ولد عمى اصلا ياما ! عقلي واد ساميه وقوليلوا يتقى ربنا ..

قطعت حديثهم ساميه المدلفه من اسفل مرتديه ثوبا طويلا من خامة -الجل- مجسدا لمفاتنها بوضوح مردده بصوت نسائى فاجر
- ومالها ساميه يادلعادى !
رمقتها وجد بنظرة استنكار قائله
- جيتى فضحتى العتامنه كلهم وخلينى سيرتهم علي كل لسان .. وسبتيلهم ديل نجس ..

اقتربت منها ساميه قائله بميوعه
- ما تربي بتك يا كوثر ولا يجى جوزها يعيد تربيتها من اول وجديد .. !

وجد باغتياظ: وعلى ايه نقصروا الشر احسن ونسيب التربيه لصحابها .. فوتك بعافيه ياما .. _ثم رفعت نبرة صوتها مناديه على اختها_ كبري مخك منيهم ياورد وركزي في كتبك ياحبيبتى لحد ماهنضفوا البيت قريب من الاشكال العكره دى .

غادرت وجد وتركتهم يحترقون من الداخل وكل منهما ينظر للاخر بتساؤل فاقترب ادهم منهما قائلا بضجر
- بتك مش ناويه تجيبها لبر يا كوثر !

- وهى بردو لسه مصممه متقفش في ضهرك وضهر عمك وتوسع خيركم !
- اووووف راسها تخينه واجيلها يمين تجيلى شمال .. وحلفت لو فتحت معاها الموضوع دا تانى هتبلغ عننا ..

كوثر بصدمه: وه وه وه ! دى اتهوست !

فكرت ساميه لبرهه ثم اردفت بخبث قائله
- طب ورحمة ابوك لاجيبهالك راكعه يا ادهم .. وابقي قول امى قالت ...

كوثر بقلق: هتعملى ايه في بتى ياساميه .. كله الا بناتى .
لاحت لها ساميه بكفها بسخريه قائله
- ياختى بلا نيله وانا هعمل اي يعنى ! انا بس هقرص عليها بطريقتى لحد ماتوافق تقف في ضهر عمها وولد عمها ... كنت متاكده انها هتتجوع كده وعملت حسابي

وصلت وجد لباب البوابه منتظرة السائق فوجدت فايز ابن عمها الاخر خارجا من سيارته قائلا
- طب جناب الضكتوره ينفع تتكرم وتيجى اوصلها بنفسي.

ابتسمت بخفوت قائله
- مش عاوزه اتعبك يافايز ..
- تعبك راحه يابت الغالى .. تعالي وهتصل بعم سيد اقوله يجيلك على هناك ..

استسلمت وجد لطلبه وصعدت معه السيارة بامتنان وشرع فايز في فتح عدة مواضيع مختلفه ..

 

"في مبنى العرسان "

وضعت نورا اخر طبق من مستلزمات الفطار علي الطاوله بهدوء وهى تنظر لعماد النائم على الاريكه بنظرات اعجاب والم، كان يبدو في هيئته ملاكا مسالما يلتقط انفاسه بهدوء مما يدل على سلامه الداخلى، تبسمت شفتيها بحب ثم خطت بخطوات سحلفيه كى تعود لحجرها مرة اخري، ولكنها توقفت على ندائه المفاجئه قائلت بصوت مختلطا بالنوم
- كنتِ محتاجه حاجه ..

ضغطت على شفتيها السفليه بارتباك مع هزه خفيفه في كتفيها قائلة
- لا ابدا انا جهزتلك الفطار بس ..
اعتدل عماد في جلسته ليرتسم معالم الجديه
- مكنش له لزوم على فكره ..
طافت عينيها يمينا ويسارا قائله
- هو ايه دا ؟!
نصب عماد عوده بعفويه وهو يتجه نحو المرحاض قائلا
- انك تحسي بعبيء عليك او انى ملزوم منك .. عيشي حياتك عادى ..
كغصه علقت في حلقها فاجبرت ثغرها علي اطلاق ابتسامه زائفه
- انا بتصرف بالصح والأصول وبس .. بعد اذنك ..
ثم فرت هاربه من اسهم كلماته الثاقبة لتغلق باب غرفتها وتنفجر باكيه ..

" ما هو ما فيش حد طبيعى يقعد فى الحمام ساعه وربع .. كده كتير .. طب طمنينى عليكى وقوليلى انك عايشه طااب "

اردف مجدى جملته ممازحا وهو يقف امام باب الحمام منتظر خروج صفوه، ففتحت باب الحمام مزمجره بضيق
- اي الازعاج اللي علي الصبح دا !
تجاهل مجدى سؤالها وهو بتأملها بصدمه
- انت ليكِ اكتر من ساعه جوه وعاوزه تقنعينى ان مافيش نقطه ميه حتى علي وشك !؟ كنتى تعملى اي جوه ..

- كنت قاعده مع نفسي شويه .. فيها مانع دى !
- وانت سبتى براح الشقه كله عشان تقعدى في الحمام لوحدك .. انت ملبوسه ياما ؟!
ابتسمت ابتسامه ساخره وهى تقول
- ااه اصل كنت لامه الشياطين جوه وعاملين حفله .

تبسم مجدى ابتسامه واسعه
- وازاى ماتعزمنيش !

زفرت بوجهه بقوة ثم تأهبت للمغادرة ولكن اوقفتها جملة مجدى التى استفزتها اكتر
- صافى والنبي الفطار علي السريع بس عشان واقع من الجوع ..

رمقته بنظرة تفتنته بها من اعلى لاسفل قائله
- واي العشم دا ..!

مجدى بثقه
- كأي عريس بيطلب من عروسته مش غريبه يعنى !

- لا منا مش خلفتك ونسيتك عشان افتح عينى علي المطبخ واجهز لمعاليك فطار .. مش نايمه احلم بيك لسمح الله ..

اجابها بغمز ليثير استفزازها اكثر
- مش جوزك وقرة عينك ولا ايه !

خشيت ان ينكشف امرها وتفضحها ضحكتها المكتومه امامه، فقضبت ملامحها بصعوبه وهى ترمقه باستخفاف وتدير ظهرها لتنصرف من امامه، فردد مجدى منتصرا
- كنتى هتموتنى وتضحكى انا شوفتك ...

تجاهلت حديثه نهائيا حتى وصلت الي غرفتها واغلقت بالباب بكل قوتها امامه بملامح متجمده لتسير نحو حقيبة ابحاثها لتستعيد نشاطها اليومى متجاهله تواجده معها تماما

" ممكن اعرف كنتى فين "
اردف محمد جملته بنرفزه لزوجته التى تدخل من باب شقتهم، فاستدارت لتقفل الباب قائله بهدوء
- والله ابدا امى كانت عاوزانى تحت ووووو ..
رمقها باهتمام وهو يقترب منها قائلا
- واييييييه !
تحمحمت بحرج لتردف بهروب من حصار عينيه
- هجهزلك الفطار ..
قبض محمد علي ذراعها فجاة ليمنع حركتها قائلا
- امك كانت عاوزه ايه يايسر ..
بلعت ريقها قائله بارتباك

- يا محمد لازم تفهم ان امى مش نايمه علي ودانها عارفه اننا بنحب بعض، وعشان كده خبطت عليا من صباحية ربنا عشان تشوفنى عملت ايه .. _ثم ذرفت دمعه من طرف عينيها بحزن وهى تشهق_ انا حقيقي تعبت اوي من الطريقه والاسلوب اللي بتكلمنى بيه، انا مابقتش عارفه اعمل ايه ..
استمع محمد لها باهتمام حتى انهت كلماتها، فدنى منها اكثر ليحتويها بذراعيه ويربت على ظهرها بحنان مردفا
- عشان كده عملتى نفسك نايمه امبارح .. كنت عارف علي فكرة !
تبسمت وسط بكاؤها وهى تدفث رأسها في صدره قائله
- انا اسفه يامحمد ..

ابتعد عنها سريعا ليسحبها من كفها فاتبعته وهى تمسح دموعها المنهمره حتى وصلا الى المطبخ قائلا
- سو عاوز فطار ملوكى حاااااالا .. وانا هقعد كده اتفرج عليكِ ..
رمقته بنظرة مستفهمه فاردف محمد بتلقائيه
- هى امك كمان منبهه عليكى متحضريليش وكل ! اي الافتري دا !
ضحكت بصوت مسموع فابتعدت عنه قائله
- ١٠ دقايق بس واحلى فطار لاحلى محمد في الدنيا ..
رمقها محمد بعيون ضيقه وهو يحك ذقنه متوعدا
- ايامك معايا سوده ياثريا ...

 

تُمرر ورده حمراء على وجنته بدلال قائلة بصوت منخفض
- سليم كفايه نوم .. يلا قوم بقي كُل ونام تانى ..
فتح سليم جفونه بتثاقل قائلا باستفهام
- هو في ايه !
تبسمت ماجده بحب قائله
- جبتلك الفطار لحد السرير .. يلا قوم عشان تفطر ..

اعتدل سليم متأففا ويدلك عينيه بتكاسل فسقطت عنيه على ثوب ماجده القصير جدا .. اتسع بؤبؤ عينيه مذهولا ولكنه قرر التجاهل حتى يفشل عليها كل مخطاطاتها ... سحبت ماجده طاوله الطعام بجانيه قائله بدلال
- هوكلك بيدى .. ممكن !
انعقدت ملامح سليم قائلا بسخريه
- لا يدى التانيه سليمه هعرف اكل بيها، كتر خيرك ..
كلماته اعتصرت قلبها ولكنها تجاهلت الالمها بابتسامه مزيفه قائلا
- طيب يلا خلص كل الوكل دا .. وانا هجيبلك عصير ..

اكمل سليم في مسرحيته وتصنعه بالالم وثقل ذراعه، متجاهلا تحركت ماجده التى تتراقص علي اوتار غرائزه الفطريه قاصده ابراز ما خفى من جسدها بميوعه .. بلل سليم حلقه الذي جف بكوب مياه اخر قائلا بحسره
- دى شكلها ايام سودة منقطه بسواد وحطت فوق راسك ياسليم

 

وصلت وجد بصحبة فايز ابن عمها امام مبنى المشفى لتقول بصوتٍ ممزوجا مع فرملة سيارته
- انا تعبت منهم قوى يافايز وحقيقي مش عارفه اعمل ايه ..
اتكأ فايز بظهره للخلف قائلا
- ياوجد عمك وادهم ناويين يكحلوها خالص، ولو كبير العتامنه دري باللى عيعملوه مش بعيد يقتلهم ..

- دول عاوزينى اشتغل معاهم يافايز انت متخيل ..
- اااه عرفت وكمان ماسكينك من يدك اللي توجعك .. حاطين حياة سليم قصاد شغلكم معاهم ... انا من فترة عاوز اقولك بس كنت مستنى اتاكد الاول .. واهو ادينى اتاكدت .. هنعملوا ايه يابت عمى .

بللت وجد حلقها الجاف بتفكير قائله
- نروح لكبير العتامنه ؟!
هز فايز راسه نفيا قائلا
- حيدر وادهم تعابين وهيعرفوا يخرجوا منيها زين، واحنا معناش دليل قوى عشان نروح نبلغ عنهم وبكده هنفتح في وشنا بيبان ماهتخلصش ..

فكرت وجد لبرهه مردفه بحماس
- يبقي لازم تساعدنى يافايز انا مش بثق غير فيككك ..
التفت فايز نحوها باهتمام قائلا
- رقبتى يابت عمى ..

- طب اسمعنى هقولك ايه وتنفذه بالحرف ...
- سامعك يابت عمى

 

ارتشف محمد كوب المياه بانتشاء ثم تنهد بحماس قائلا
- تسلم يدك يا سوو ..
تبسمت يسر بفرحه قائله
- هنا وشفي ياحبيبي ..

شرع محمد في جمع الاطباق ليردف بهمه
- ترتاحى انتِ وانا هلم الدنيا دى !
وثبت يسر قائمه وهى تقترب منه بتلقائيه قائله بحب
- لا ياحبيبي عنك انت .. روح بس شوف هتعمل ايه وانا هتصرف مع نفسي بقي ..
رمقها محمد بنظرات شوق ماكره كالثعلب عندما ينتوى لصيد فرائسه ليقترب منها اكثر ممررا انامله فوق ظهره برفق قائلا بهمس
- لا منا خلاص عرفت هعمل ايه ..
فزعت يسر بعيدا عنه بعد ما القت ما بيدها من اطباق قائله بذعر
- محمد هتعمل ايه ؟!
تبسم محمد بخبث قائلا
- هعمل اللي معملتهوش امبارح ...

تارجحت عيونها بخوف لتقول
- ما انت كنت حلو من شويه اى اللى غيرك كده ..
وضع محمد يده في خصره قائلا بغمز
- لا منا كنت بصطاد السمكه الاول ..
ثم دنى منها فجاة ليحاوط خصرها بذراعه القوى فتلتصق بجسده قائلا
- وحشتينى يابت الايه ؟!
حاولت التقاط انفاسها بصعوبه بالغه مستجمعه شتات الكلمات في حلقها وهى ترمقه بنظرات الخوف والحب، القرب والبعد، التمرد والخضوع، فشرعت لتحريك ثغرها لتردف عليه بوادر كلماتها ولكن سرعان ما ابتلعهم محمد بقبلاته المفاجئه وهو يقربها اكثر فأكثر إليه، ثار عنادها لوهله ولكن سرعان ما حطم جيوشه بمشاعره المتدفقة له ليرتفع علي قلبها راية المزيد من الحب .. القرب .. الشوق .. فقدت زمام السيطرة على كل شيء حتى تناست نفسها بين ذراعيه محلقه فى سماء حبٍ تنتشي له القلوب والابدان ..

 

" ماهو بص ياهواري لو انت هتعديها انا مش هعديها ولو على رقبتى "
اردف سليم مزمجرا وهو يقتحم ساحه القصر الواسعه بعدما نجح في الهروب من حصار ابنة عمه التى اقتنصت هدفا لتتراقص فوقه بمهارة ليكون لها في نهايه المطاف، جلس سليم بجوار جده الذي قال بشموخ .
- هتروح تعمل ايه ياسليم .. هطخه زي ما طخك ؟!
اجابه متحديا
- لا يا هواري بس اللي يتاخد بالدراع مابيرجعش غير بالعقل .. والقلم هيترد وزياده ..

اردف راجح الهواري بحسره
- بحور الدم دى لازمًا تُخلص ياولدى .. التار نار قايده عتحرق ماعتنطفيش واصل ..

- ومين شعلل النار دى غير ولدك ياجدى !
ضرب الارض بمؤخره عكازه ليضح حدا لاتهامات سليم الجارحه ليقول
- عمك ماقتلش .. ولا عمره يعملها طول حياته هو وسالم صحاب ياولدى .. ولو العالم كله قال ولدى قاتل انا مش هصدق .

جز سليم علي فكيه بنفاذ صبر
- اومال لو مش هو هرب ليه ! ولو مهربش فينه له اكتر من سنه مختفى، بلاش تبرر له حاجه يا جد .. ولدك دمرنا كلنا بعملته دى ...

ثم وثب سليم قائلا بنبره تهديده
- وانا مش هسكت مش ولد الهواري اللى يسيب رصاصه تلمس دراعه وميردهاش بمدفع ..

زمجر جده بقوة مردفا
- بت سالم كانت قبل امبارح في نص الليل هنا عتعمل ايه ياسَليم ؟!
تسمر ف مكانه محاولا استيعاب القنبله التى فجرها جده للتو، فادرف بتردد قائلا
- عرفت كل دا ومقدرتش تعرف جات ليه ..

اقترب منه جده مستندا على عكازه قائلا بضيق
- رد زين على جدك ياسليم ..
تأففةسليم بضيق قائلا
- كانت جايه تباركلى .. زي بالظبط ما ناسها جم يباركوا ..

رمقه جده بنظرات ساخره
- قصدك جم يعاينوا وهى جات تتأكد من مهمتهم نجحت ولا لا ..

عقد سليم حاجبيه قائلا
- قصدك ايه .. مش فاهم .. ؟!

اكمل الجد قائلا
- اصلهم جم لحد اهنه وهما ناويين يشيلوا خمسه كيلو بودرة ولولا انى كنت عارف بملعوبهم وصيت الرجاله عيونهم ماتنزلش عن كلب فيهم .. وفعلا اللى خفت منه حصل ورجالتى كتموا علي الموضوع ورموا البضاعه فالترعه، ولما راجح عرف اتقهر وقال يكمل ملعوبه ويبعت بت اخوه تعمل اللي معملهوش هو .. بدل مايحمد ربنا انى طلعتوه على رجليه هو وعياله ..

اتسعت حدقة عينى سليم محاولا استيعاب الكلمات قائلا
- مش معقوله ! لا انت فاهم غلط ياهواري ..

لكمه جده في كتفه بقوه قائلا بصوت مرتفع
- عتلعب بيك ووخداك كوبري عشان تضيعنا كلنا وانت مغفل .. سايب اللى عتحبك وماشي ورا بت اهلها اكبر تجار بودرة وهروين ياسليم ..

رفع سليم عيته بتحدٍ قائلا
- خلينا متفقين ان العتامنه ديلهم وسخ وان حيدر وادهم يعملوا اكتر من اكده .. وجد ذنبها ايه تحكم عليها ليه من غير ما تعرفها !

نهرهه جده بقوه قائلا
- انت اللي شكلك متعرفهاش .. وجد هى اللي عتطبخلهم الليله كلها .. كلهم عايشين من خيرها يا ولدى .. والا قال لى اكده واحد من صلبهم ..

اردف سليم متحديا
- لو العالم كله قال عليها طباخة ممنوعات مستحيل اصدق .. بت سالم ماتعملش اكده واصل ومهما حصل ياجدى متحاولش تكرهنى فيها لانى مش هكرهها حتى ولو عملت كده !

رمقه الجد بحسره قائلا
- فايز ولد عمها هو اللي قال اكده بعضمة لسانه وزمانه راح ليبلغ عنهم كلهم...

 

تجوب ثريا عرفتها ذهابا وايابا هى تفكر في حال بناتها واخر جمله قالتها يسر قبل ما تتركها وتغادر
- بس ياما انا بحب محمد ..
ضربت ثريا كف على الاخر
- ااااه ياناري .. هتعملى ايه فالنصيبه دى ياثريا ! لا ما بدهااااش لازمن البنات يعرفوا كل حاجه النهارده ... احسن ينبلوا الدنيا .. منا بردو مكنش ينفع اوافق علي الجوازه دى كان في كذا حل غير الجواز ...
ثم اتجهت نحو الباب مسرعه وهى تقول
- انا لازم اطب عليهم دلوق .. قلبي قايلى ان في نصيبه بتحصل .. منا مش هكون مطمنه وهما مع عيال الحربايه اللي ما تتسمى دى ...

" ست عفاف ست عفاف .. الحقى "
اردفت الخادمه جملتها على اذان عفاف الجالسه بغرفتها تخيط قطعه قماش بيدها قائله
- مالك يامزغوده ...
- الحقى .. ست ثريا رايحه ناحيه العمارة بتاعت العرسان وشكلها ميطمنش واصل ..
ضحكه ساخرة شقت شفتي عفاف قائله
- سبيها نارها تحرقها .. عاوزه تخرب علي بناتها عشان غبيه ومتعلقه بحبال الماضى !

اقتربت منها الخدامه بفضول
- اي ياستى .. عتقولى ايه !

قضبت عفاف حاجبيها
- وانت مالك يابت يلا غوري اقضيلك مصلحه وخليكى في حالك يلاااااه ..

- انا غلطانه انى بوعيكى ...

- لا ياختى واعيه ودريانه زين .. بس مكبره مخى لحد ما النار تاكل صحابها ...
ثم تنهدت بارتياح
- ربنا يصلح حالك يابت عمى .

 يجلس مجدى امام شاشة حاسوبه الخاص يتابع شغله بعنايه، محاولا الانشغال عنها والسيطره على قلبه المنجذب لها دوما وهى كالجبال لا تلين ولا تميل حسب ما يهوى هواه، رفع حاجبه بتوعد وهو يقفل شاشة _اللاب توب _ قائلا لنفسه
- اي الخمول دا ! الواحد يروح يشوفله خناقه ولا حاجه ..

ثم اقترب من غرفة صفوة ليطرق الباب بجمود لاكثر من مرة فى كل واحده كانت تتجاهله الا ان ارتفع صوت عناده المزعج على الباب، رفعت رأسها من قلب الاوراق المبعثرة امامها قائله بصوت عالٍ اخترق الباب
- افنندددممم ..
اعتدل مجدى ليرتب ملابسه قائلا بمزاج
- دا انا ...
رفعت حاجبها متأففه
- منا عارفه انه انت .. عاوز ايه ..

- عاوز اكل ..
نهضت صفوه من فوق مكتبها بعصبيه، ثم اقتربت من الباب لتفتحه فجأه قائله
- وسبق وقولت انى مش قافله على الاكل والله ..
اتسعت حدقه عيون مجدى وهو يبتلع ريقه عدة مرات وهو يتفتنها بإعجاب ليري شعرها المنسدل الذي تحرر من _ضفيرته_ للتو تبدو كحُريات الجنة امامه ليفيق على صوتها القوة وهى تلملم شعرها بتلقائيه
- انت بتجر شكل والسلام !
شرد مجدى مردد بهيام
- اي العسل ده ؟!

عقدت صفوة ذراعيها امام صدرها قائله بحدة
- نعممممممم !
فاق مجدى من شروده سريعا ليقول بصوت عال
- يووووه قصدى اي اللي بيحصل ده !
عقدت حاجبيها مستنكرة
- لا والنبي !
- احم .. طب والله عسل ..
شرعت ان تغلق الباب فجاة ولكنه افشل مخططها سريعا باقتحامه لاعتاب غرفتها قائلا بنبره اشبه بالجديه
- ماهو دا مش اسلوب ياهانم ... انا مش متجوزك عشان تقفلى اوضتك وانا اقعد بره زى قرد قطع لوحدى وكل واحد مننا في وادى واسمنا في بيت واحد، ماهو مش جواز دا .. !

رمقته بنظرات ساخرة لتقول بهدوء
- امال اي الجواز اللي حضرتك مستنيه !
التفت اليها متبسمًا ليقول بشرود
- فين الافعال اللي يرفضها العرف والمجتمع !
شهقت بصوت عال ثم لحق مجدي نفسه مرددا بسرعه
- اكل يتحرق ودخان طالع من المطبخ وابقي ضحية ست سجلها المطبخى كله هباب في هباب .. فين الاكشن دا ؟!
اقترب صفوه من المكتب الموجود اقصي جانب الغرفه وهى تشير على بعض المواد الكيميائيه الموجوده فوقه
- انا مفهمش اي حاجه غير في دول،، فأحسنلك بلاش معايا السكه دى مش هتاكل معايا خاف على عمرك انت ..

- ياباشا احنا ناكل الزلط طالما من ايدك ..
تعمدت صفوة ان تتجاهل حديثه لتكمل دراستها ببروده، ظل مجدى يرمقها بنفاذ صبر ليقول لنفسه
- صبرنى يارب عليها عشان مقتلهاش ..

اقترب مجدى من خزانه الملابس ليفتحها فوجد بها كثيرا من الملابس الحريمى الخاصه بالعرسان ظل يتفقدهم بعنايه قائلا
- والله ياما الواحد ما عارف يودى جمايلك فين، بس هو الجميل يحن بس ..

اغلق مجدى باب الخزانه بعنف محاولا اثارة غضبها ولكنها كانت تبدو كجبل من الجليد لا يُذيبها اشعة غضبه، فطرق فوق سطح المكتب قائلا بهدوء
- تحبى اساعدك في حاجه !
رفعت طرف عينيها بشموخ وهى تشير بكفها
- اتفضل اطلع بره ..
ثارت جيوش غضب مجدى قائلا بانفعال
- ايييييه ياما التناكه اللى انت فيها دى،، دانا لولا انى متربي وابن ناس كان زمانك في مكان تانى دلوقتى فووووقي وبصي لنفسك في المرايا الاول ..

اغنضت عينيها بجمود ثم فتحتهم ببطء قائله
- مكان تانى ! فين بقي ؟!
اتسعت ابتسامة مجدى قائلا بتلقائيه
- في حضنى ...
وثب قائمه كالطوفان في وجهه قائله بصراخ
- انت قليل ادب ومتربتش .. واتفضل اطلع برره ..

اقترب منها مجدى بخطوات سلحفيه مما جعلها تراقب ملامحه الجديه بعيون متأرجحه وهى تتراجع للخلف واضعه اناملها فوق شفتيها بتلقائيه معاتبه، زاد مجدى في اقترابه نحوها حتى جلست فوق مقعدها بتوتر وخوف واضح .. انحنى بنصفه العلوى ليضعها بين حصار ذراعيه ويدير مقعدها نحوه قائلا
- ولاد عم علي عينى وعلى راسي، متجوزانى غصب عنك وقولت ماشي نصيبنا كده وهفضل طول الوقت حاميكى حتى من نفسي وهعديها، انما انك تتمردى وتتفرعنى وتنسي انى جوزك حتى ولو علي ورق واحترامى واجب عليك .. دا اللي مش هسمح بيه يابت عمى .. تمام يادكتورة .

تبادلوا النظرات لبرهه من الوقت حتى تنهدت صفوة تنهيده ارتياح بمجرد سماعها صوت جرس الباب وابتعاد مجدى ببطء عنها وهو يرسل لها اخر نظرات التحدى .

مستنده براسها فوق صدر حبيبها الاول الاخير تحتضن ذراعه الذي يحتويها بطيف الحب والامان لتقول بهدوء
- محمد ..
لازال محمد مغمض كلتا عينيه كانه غائصا في نهر الحب لايريد ان يُعكر بالحديث، فاكتفتى بأصدار صوت خافت
- ممممممممممم ..

- انت ساكت ليه ؟!
ابتسم محمد علي سذاجه سؤالها فاكتفي باحتضانها اكثر ليقول
- بروى روحى منك ..
بسطت يسر ذراعها الصغير فوق خصره لتقول
- ازاي يعنى !
اكمل محمد حديثه بهدوء
- لما افتح عينيا بشوف الوان كتير حوليا ممكن تشغلنى عن احساسي بحُبك اللى ساكنى دلوق، اما لما بغمضهم مش بشوف غير سواد وعتمه بتنوريهم عشان انت النور الوحيد في حياتى اللي مش عاوز اشوف ولا احس غيره .

طبعت قُبله خفيفة فوق جسده قائله
- وانت اجمل حاجه حصلتلى في حياتى كلها يا محمد .. اقولك انت اصلا حياتى كلها ..

اكتفى محمد بالاعتدال لينام علي جانبه الاخر ويدفثها داخل احضانه بعد ما طبع قُبلة الحب على ثغرها، صمت تام لاكثر من دقيقه قطعته يسر بسؤالها الساذج
- محمد .. هو انت ممكن تقول لامى على اللي حصل ؟!
نظر لها محمد بعين واحده والاخري لازلت منغلقه محتفظه ببقايا الاحساس بالحب الذي بعثره سؤالها قائلا
- نعم ياختى !
ارتبكت في احضانه قائله بخوف
- يا محمد بلاش الاسلوب دا .. اوعدنى بس انك مش هتقولها حاجه عشان خاطري ..
اعتدل محمد ليستند علي كوعه قائلا باستنكار
- حاجه زي ايه مش فاهم قصدك !

- اووف يوووه يامحمد .. قصدى ماتقولهاش علي اللى حصل مابينا وكده يعنى ..

غمز لها بطرف عينه قائلا بخبث
- وهو ايه اللي حصل ما بينا ؟!

لاحت بكفها بنفاذ صبر
- يووه يامحمد .. انت بتستهبل !
رجع خصيله من شعرها خلف اذانها قائلا بخبث
- لا فهمينى عشان اوعدك اذا كنت هقول ولا لا ..
رفعت صوتها بخجل مردفه
- محمممممممد ..
رد سريعا
- قلب محمد من جوه ..
ابتسمت ابتسامه طفوليه
- مش هتقول لماما على اللي حصل ..
عقد محمد حاجبيه مستنكرا
- وهو اي اللي حصل !

عضت علي شفتها السفليه بتلقائيه ولطخت وجنتيها بالحمره نتيجه اسهم نظراته التى لا تصوب الا نحو قلبها .. ليقول ممازحا وهو يدنو منها اكثر
- طب بصي احنا نكرر اللي حصل بينا من الاول خالص، ولما اوصل للحصل اللي مش عاوزانى اقوله لمراة عمى تقوليلى هو دا .. بيس ياوومن !
اطلقت ضحكه مرتفعه على اسلوبه معها حتى اوشك ان تمتزج انفاسهما سويا ولكن صوت طرق على الباب ارتفع اكثر فأكثر .. نهض محمد متأفف ليقول باغتياظ
- الجوازه دى منظورة وانا عارف مين بصلى فيها وهطلع عينه ..

يسر بخوف: استنى يامحمد لتكون امى ..
محمد معاندا: طب يارب تكون هى عشان ناوي اجلطها قريب ...

 

اتجه سليم نحو سيارته مسرعا يأكل خطاوى الارض غضبا .. ففتح بابها وصعد بداخلها ليبدأ في التحرك، رجع بظهر سيارته للخلف قليلا مما اصدرت صوت مزعجا ثم تقدم بسرعه فائقه للامام وهو يضرب مقود السيارة بقوة متجهًا نحو مشفى العتامنه ...

جالسه ثريا التى لم تنم منذ ليلة امس بسبب قلقها وذعرها خشية على بناتها التى تتوهم انها القت بهم في فم الاسد مجتمعه بهم جميعا في غرفتها لتقول بحده
- كل واحده فيكم تقول حصل ايه بالظبط معاها ...
اندفعت صفوة قائله بفخر
- انا عن نفسي بنفذ كل كلمه قولتيها بالظبط وزمان سي مجدى دلوقتي بيصوت زي النسوان فوق .
التفتوا إليها جميعا بذهول لتردف يسر قائله
- يخربيتك ! هببتي اى في الواد ..

صفوة بفرحه عارمه
- هو اللي هبب في نفسه .. مش انا ..
ثريا بفخر: جدعه يابت ..
ثم التفت نحو باقى بناتها قائله بجمود
- وانتوا ياهوانم !
شعرت يسر بالارتباك والقلق محاوله السيطرة علي جيوش الذعر التى انقضت عليها .. اما عن نورا اردفت
- عماد بيحب مراته ياما .. اتاكدى انى زي ما دخلت زي ما هطلع ..
ثريا بفرحه
- اصلا جوزك كلمنى وقالى عاوز يردك وانا وافقت ..

انتفضت نورا من مجلسها بقلق
- اييييييه ! مستحيل ارجعله اصلا .. اي الجنان دا ..
- اكتمى يابت .. خُلص الحديت في الموضوع دا ..
ثم التفت نحو ماجده قائله
- وانتِ يااخرة صبري .. نيلتى ايه !
انعقدت ملامح ماجده قائله
- وانا هعمل ايه يعنى وهو طول الليل راقد في السرير .. والنبي ياما سبينى في حالى ..
زفرت ثريا بنفاذ صبر ثم وجهت نظرها نحو يسر التى تجمدت من الخوف قائله
- هاا واخرة العنقود اللي مطلعه حسي !

انتفضت من مرقدها كالملدوغه لتقول بنبره مرتجفه
- انا ! كل اللي قولتى عليه يااما اتنفذ بالحرف .. مأنت عارفه مستحيل اعصي كلامك ابدا .. ولا ايه ...

نظرت لها ثريا بعدم تصديق ثم نهضت لتطوف حولهم بشموخ وهي مُرتديه جلبابها الاسود الفضفاض ويسبح في بحر عينيها حيتان من الشر وكإنها تنتوي لاغراق مدينه باكملها فاردفت يسر بقلق
- خبر ايه اومال ياما، ماالك مجمعنا كده ليه ؟

حدقت النظر في بناتها الاربعه الجالسين في اماكن مُختلفه من الغرفة ثم اردفت بتوعد
-عاوزاكم تسمعوني زين .. ورب العزه لو واحده ماسمعت الكلام لادفنها بالحيا .
قطعتها صفوة بفضول
- هو انا عاوزه اعرف ايه سبب الكراهيه بينك وبين عفاف مراة عمى !

"هجاوبكم بس مش عاوزه مقاطعه فاهمينى "
قالت ثريا جملتها وهي تقترب من النافذه التى يتسلل منها نسمات الهواء البارده الممزوجه برائحه الخُضره وتنظر لهما بكلتا عينيتها الواستعتين قائله
-" طول العمر وانا وعفاف مراة عمكم صحاب وولاد عم ولقمتنا واحده وسرنا واحد .. كانت عتحب منصور اخوي قوي من صُغرها وعتحاول تقرب منه بكل الطرق بس هو كان قلبه مع غيرها .. بقيت تخترع اي حوار عشان تكلمه .. وفي يوم لقيتها واقفه معاه بتحدتوه بصوت واطى مكنتش سامعه اي حاجه بس كنت شايفه ملامح وش اخوي اللي عتتحول ولون وشه اللي عيحمر وعيونه اللي الشرار عيطق منها .. عقلي فضل يودي ويجيب ياتري اي اللي عتقولهوله البت دي ! بعدها بدقايق اتفاجئ باخوي داخل عليّ الاوضه وجايبنى من شعري لحد ما مسح بيّ بلاط الدار كله وانا اصرخ ومش فاهمه حاجه .. اتاريها راحت قالتله علي سري اللى مافيش واحده غيرها تعرفه وانى عحب واحد وريداه وانه لازم يتصرفوا لانهم كانوا فُقرا قوي وقتها وازاي بيت الهواري يتجوزوا من ناس مش لاقيه تاكل ..

كلامها كان صح بس كشفت سري وكانت سبب في بعدي عن الشخص اللي عحبه وكانت فاكرة بكده انها هتكبر في نظر اخوي يقوم يتجوزها .. ووقتها كان جدك راجح عاوزنا لعياله الاتنين جيه طلبنا من اخوه (راضي) ووافقوا واخوي هددنى وقتها لو رفضت هيقتلنى ويقتل معاي الواد اللي عحبه واضطريت اوافق اتجوز ابوكم بالغصب .. وعشت طول عمري مدفونه بالحييا .. لاعرفت احب ابوكم ولا انسي التانى "

ابتلعت غصه احزانها وهي تعقد ساعديها امام صدرها بنتهديه قويه
صفوة بفضول: كملى .. سكتتى ليه .
ماجده مقاطعه: استنى بس .. قصدك ان عمتى عفاف كشفت سرك كحجه عشان تكلم خالى منصور !
اومت ثريا ايجابا ساخره
- وبعدها كانت عاوزه تقوله انها عتحبه واكده .. بالمختصر عشان لسه الحكايه طويله قوى .. عفاف سبب كل المصايب اللي في حياتى وعشان اكده طقطقولى ودانكم.

ماجده مُقاطعه بعدم تصديق بلهجة صعيديه: بس عمتى عفاف مستحيل تعمل اكده ياما لا انا مش مصدقه .

انهالت عليها فجاة بغل وهي تضربها بقوة بعشوائيه
"انت كمان هتكدبينى يابت انت ياقليله الربايه "

نجحت صفوة في ابعاد امها عن اختها بصعوبه بالغه
_اهدي يااما خلاص .. قوليلنا ناويه علي اي واحنا هنسمع كلامك للاخر

ابتعدت عن ماجده بعدما رمقتها بنظره سخط
"فتحولي ودانكم .."

اتسعت حدقه اعينهم جميعا في ذهول .. اقترب ماجدة منها
- قصدك اي ياما !

صمتت لدقيقه ثم اردفت قائله
- كل واحده منكم عريسها مستنيها وشاري، وانا محدش رجعنى هنا غير الورث وحقنا اللي لازم ناخدوه من حبابي عنين التخين، سمعت ان راجح هيوزع تركته قريب، ويدي كل واحد حقه .. والمطلوب منكم تبصموا عيال عفاف علي بياض، عشان يبقي كده تنازل رسمى منهم عن كل ممتلكاتهم، واول ما تنجح خطتنا المشتري جاهز وهناخدوا فلوسنا ونهربوا ونسيبهم للمشتري يولعوا في بعض ... فهمتوا ...

افواه مفتوحه محاوله استيعاب القذائف الناريه الخارجه من فم امهم، يتبادلون الانظار فيما بينهم بذهول وعدم تصديق حتى اكملت ثريا كلماتها بحده .
- والبت اللي متسمعش كلامى انا مش عاوزه اعرفها تانى ... دا حقنا وحق ابوكم اللي صرف علي الاراضي دى دم قلبه لازم نرجعه ..

انحنت ثريا لتناول المصحف الموضوع فوق الطاوله وتقترب من بناتها
- كل واحده تقسملى علي المصحف دا انها هتنفذ ومش هتعصانى وألا هتصرف معاكم تصرف مش هيعجبكم ...

 

وصل سليم لمبنى المشفى ثم دلف من سيارته سريعا دافعا بابها بقوة قوته مقتحم مبنى المستشفى من بابها الرئيسي .. لمحه احد رجال ادهم فسرعان مالتفت احدهم ليجري هاتفا تليفونيا يخبره بوجود سليم الهواري ..

وصل سليم امام باب الاسانسير ليضغط عليه عدة مرات متتاليه دون جدوى .. فاستدار بجسده ليصعد درجات السلم مشمرا طرف جلبابه الفضفاض حتى وصل الي مكتبها ففتح الباب بقوة ولكنه اصيب بخيبة امل جديده عندما لم يجدها .. زفر بضيق فظل يجوب طوابق المشفي كالتائه الذي يبحث عن طريق الهدايه متوعدا لها في سره ,,

وبعد مرور بعض الوقت وجدها خارجه من غرفة العمليات مرتديه زيها الرسمى وتزيل الكمامه من فوق انفها متنهده وسرعان ما التفت قلبها نحوه بعيون متسعه قائله بصوت هامس
- سليم !

قبض سليم علي ذراعها ودفعها في الغرفه التى توجد خلفها ولحسن حظهم كانت فارغه تماما .. انخلع قلبها من مكانه محاولة استجماع قوتها قائله
- انت ايه اللي جايبك هنا يا عريس !

قفل سليم باب الغرفه عليهما ثم استدار نحوها قائلا
- جايلك ...
رفعت حاجبها ساخره رافعه اسلحة الكبرياء
- والله ! انت لحقت تزهق من العروسه كده بسرعه ! ياحرام ؟
اغمض عينيه لبرهه قائلا
- وجد ... اتعدلى .
ارتفعت نبره صوتها مزمجره بحده وهى تلوح له بكفها
- انت جاي لحد مكان شغلى وقافل علينا باب واحد وتقولى اتعدلى ! انت قاصد تجننى !

انقض عليها بكل قوته ممسكا بخصرها ليرتطم ظهرها بالحائط رافعا كفها لاعلي وهو يتأمل ارجحة عيونها التى لا تنادى الا عليه .. وحركه انفاسها المتصاعده التى ترج عظام صدرها مما اوشكت علي الارتطام باسواره .. حرك سليم ساقه اليمنى قليلا ليضعها فوق مشط قدمها ليشل حركتها ويضمن عدم فرارها من تحت حصاره قائلا بحب:
- وحشتينى ...
تحطمت كل جيوش قوتها امام كلمته ففرت من عينها دمعه خدشت وجنتيها سرعان ما تلقاها سليم بابهامه قائلا بابتسامه واسعه
- ما هو انت لو تبطلى عناد العتامنه ده هتبقي حلوة والله ..
بللت حلقها الجاف من حرارة نظراته وهى تشعر بالهزل والضعف امامه قائله بصوت مهزوز
- سليم روح امشي ..
دنى راسه منها قليلا ليصدر صوتا نافيا
- تؤؤ .. اما اخلص حقى منك ..

دارت براسها بعيدا كى تهرب من حصاره ولكن دون جدوى افسد مخططها عندما سند ذراعه علي الحائط ليسد طريقها قائلا بنبره قويه
- بقي وجد سالم البت اللي متربيه علي القيم والاخلاق تصنع بودره ! هو دا اليمين اللي انت اقسمتيه يا وجد !

لوهله شعرت بيد تسلل داخل قلبها لتعتصره الامًا محاوله استيعاب كلماته
- ايييييييييييييه ! انت بتقول ايه !
ازاح خصيله من شعرها قائلا
- اي كلامى وجعك عشان صح .. معلش هى الحقيقه دايما بتوجع الكدب طعمه احلى !
دفعته بكل قوتها بعيدا عنها لتقول بصوت مرتفع
- اطلع بره ياسليييم .
اجابها بحده
- مش طالع غير لما تقوليلي عملتى كده ليييييييييييييييييييه !

- انت جري لعقلك حاجه ! اي الهبل دا .
- هبل ! واللي انت بتعمليه عادي كل يوم بتموتى آلاف من الزفت دا وانت كده مبسوطه ياوجد !

ذرفت دمعه من عينيها لاتهاماته السخيفه ثم رفعت راسها بشموخ متذكره تهديد ادهم الاخير لها لتقول بتحد
- اااه ياسليم بصنع بودره وانا السبب في غنى العتامنه المفاجئ دا .. واقولك كمان مافيش شحنه طلعت من قنا الا من تحت يدي .. مش بيقولوا الفلوس هى اللي بترفع وتعلى من قيمة الواحد .. اهو كبرنا بالفلوس الحرام .. عاوز ايه تانى .. اتصدمت ! كرهتني ! طب حلو عشان تعرف تنام في حضن مراتك وانت ضميرك مستريح ان وجد ماتستاهلش حبك ... خلصت كلامى يلا اطلع بره ...

اقترب منها سليم واثقا وبثغر متبسم ليقف بالقرب منها مردفا
- وشك حمر .. ورجلك مابطلتش حركه من واول ما بداتى تتكلمى .. وايدك مابطلتش لعب في شعرك .. ونبره صوتك مهزوزه .. وعيونك بتتمرج كانها في سيرك .. مش دى لو صنفناها حسب لغه الجسد تبقي من علامات الكذب يادكتوره !

بللت حلقها بتوتر لتقول بارتباك محاوله تصنع القوه
- وانك جيت وسألت ده لو صنفناه حسب علم النفس يبقي انت مصدق ياهندسة ..
ازاح خصيله من شعرها خلف اذانها قائلا
- والله لو بقيتى زعيمة عصابه ما هحب غيرك بردو ..
ثم مسك كفها وانحنى قليلا ليقبله كأنه يدرك جيدا فن التعامل مع المرأه راقصا علي اوتار قلبها فالكف حينما يقبل يُنحنى اليه لا يعلو للثغره .. اتنفض قلبها حبا قائله:

- انسانى ياسليم !
تبسم بثقه قائلا بخبث
- كأنك بتقولى روح موت ياسليم !
وضعت اناملها فوق ثغره متلهفه
- اتلم .. لو قولت كده تانى هقتلك .
ضحك بصوت عال ناظرا لذراعه
- مش كفايه اللي عمله ادهم الكلب امبارح !
شمرت كمه بلهفه قائله
- ورينى طيب اطمن علي حرجك
وضع كفه فوق ظهرها وهو يدنو منها قائلا بحب
- هو كان واجعني بس لما شافك راق وبقي حلو قوي قوي .
نسيت كل همومه للحظه رافعه ابتسامه خافته ثم شهقت بصوت عال
- سليم روح امشي يالهوووووي انت في المستشفي وزمان رجاله ادهم شافوك تحت .

نظر لها بعيون ضيقه قائلا
- طيب قبل ما امشي مافيش حاجه كده ولا كده !
رفعت حاجبها متبسمه كأنها فهمت مغزي كلماته
- زي اي بقي !
نظر في ساعته الفضيه بيده قائلا
- ليكِ 38 ساعه بالظبط مدخلتيش حضن سليم ودا ف حد ذاته واجع قلبه قوى لحد ما خلاه يسيب عروسته الحلوه ويجيلك علي ملا وشه اكده .. يرضيكي اروح مكسور الخاطر .

احمرت عينيها غضبا لتقول
- كسر رقبتك ياسليم من جدورها ويلا كدا اطلع يابابا روحلها ومتورنيش وشك تانى .
قهقهه بصوت مرتفع وهو يحضنها عنوه عنها قائلا بهدوء وهو يتنهد بين ذراعيها
- فعلا مش هوريكى وشي غير لما اجيبلك راس ادهم بدل ماهو واقف لنا زي اللقمه في الزور اكده .

دفعته لبعيد وهى تقول بغضب
- تقتل ولد عمى وعاوزنى اعيش معاك !
- ما طول ماولد المحروق ده عايش مش هعرف اعيش انا معاكِ ..
- لو قربت منه مش هيحصل خير ! انا بقولك اهو
ثم قال سليم متحديا
- وانا بقولهالك اهو حقى منه هاخده ياوجد وحتى حبي ليك ما هيوقفنى .. يلا سلام
زفرت بضيق مردفه بعناد
- كل حاجه عندك بالدراع والبلطجه يلا مش عاوزه اشوفك تانى اصلا ..
تجاهل كلماتها ثم غادر متبسما وهو يردد
- ما هو بردو ما كانش ينفع احب واحده برج الجوزاء !

 

" انا مستحيل اعمل كده "
اردفت يسر جملتها بخوف وقلق عندما اقتربت منها امها حامله بين ذراعيها المصحف كى تقسم عليه .. فاحمرت عيون امها غضبا قائله
- وتسيبى تعب وشقي ابوكي لولاد عادل ! عاوزه تفرطى في حقنا ليييه عشان الحب ! حبيبك مستنيكى في مصر يايسر اطلعى بقي من جو البلد والفقر دا وعيشي عيشه عليوى تليق بيك يابتى .

انتفضت ماجده من مكانها قائله
- انتوا عاجبكم الكلام دا ! عاوزين تنصبوا علي ولاد عمكم وزواجكم !
صفوه بشموخ
- انا مع امى جدا .. كل الخير دا من حق ابويا لان القسمه مش هتكون عادله اصلا .. واحنا اي ذنبنا ناخد التلت بس من ثروة جدك بحكم ان ابونا في حكم الميت ! وبالاضافه انهم هيشاركونا فيه كمان يعنى احنا اللي هنطلع ايد ورا ومش هنلاقي ناكل .. وكمان اللي عملته مراة عمك مش سهل قوى واحنا لازم نرجع حقنا وحق امنا ..
اكملت ثريا مسرحيتها بمكر
- شايفين الكلام ! وانت ياست ماجده راضيه بالذل دا وسليم مش بيحبك ياهبله .. كوشي وخدى حقك واقهريه .. هيجيلك راكع عشان يرجع فلوسه وابقي قولى امى قالت ..
اقتربت منها ماجده بتردد
- يعني انا لو عملت كده سليم هيرجعلى !
ثريا بخبث: طبعا ويتمنالك الرضا ترضى .. العبي عليه بالبيضه والحجر زي بت العتامنه .
تناولت ماجده المصحف من والدتها لتقسم عليه قائلا
- وكتاب الله ياما هنفذ كل حرف قولتيه . بس سليم يرجعلى
اعتلى ثغر امها ابتسامه خبيثه ثم التفت نحو نورا ويسر قائله
_ وانتوا ياخرة صبري ..

انتفضت نورا من مجلسها لتقول بصوت باكى
- انا مش عاوزه اي حاجه .. بعد اذنكم ..
نهرتها امها بعنف
- خدى هنا يابت غايره فين ..
انفجرت نورا باكيه
- سبينى في حالى ياما الله يرضي عنك انا مش عاوزه حاجه ,,
ركضت نورا سريعا خارج الغرفه بعيونها الدامعه التى افتقدتها الرؤيه امامها مما جعلها ترتطم بمحمد امام الغرفه قائله بسرعه
- اسفه يامحمد ..
ثم انصرفت من امامه سريعا هاربه من شر امها نحو جنتها الممتلئه بطيف ريحته الذي يكفيها لتكمل الباقي من عمرها متغذيه عليه .. عقد محمد حاجبيه باستغراب قائلا
- مالها دى !

التفت ثريا نحو ابنتها يسر لتقول
- وانت ياغندووره !
التفتوا جميعا نحوه صوت محمد الواقف امام باب الغرفه قائلا
- العندوره هتروح معايا حالا عشان جوزها محتاجلها جدا ..
طوق النجاه بالنسبة ليسر خيم عليها لتتنهد اخيرا بارتياح وهى ترسل له ابتسامه فرحه ,, اردفت ثريا بكره
- عاوز اي من بتى ياولد عفاف ..
اتسعت ابتسامه محمد واثقا
- مرتى يا حماتى .. اما انت عليك اسئله غريبه قوى .!
رمقت ثريا ابنتها بعيون صقريه حاده مما جعلها تنتفض من مكانها .. فاقتحم محمد الغرفه ليقف امامها ويحاوطها بذراعه قائلا
- مالك ياسو في حد زعلك .. قوليلي بس مين هو وانا مستعد اوديه ورا الشمس حتى ولو كانت امك نفسها .

ضغطت يسر علي كفه راجيه ان يلتزم صمته فاردف محمد سريعا بمزاح
- سوري ياحماتى يعنى .. بس اصل يسر غاليه عندى قوى ولما حد يزعلها بنسي ان ارتبيت اصلا ..
نيران اشتعلت في جوف ثريا وهي تري انهيار خطتها امام عينيها .. انحنى محمد قليلا ليحمل زوجته بين ذراعيه قاصدا اثارة غضب ثريا وهو يقول
- هستئذنك بقي ياحماتى .. عريس بقي وكده وهيموت علي مراته وبصراحه يعني مش وقتك خالص .. فوتك بعافيه يامراة عمي ..

حاولت يسر ان تكتم ضحكها هى ومحمد قدر المستطاع الا انهم وصلا الي مقدمه سلم الطابق فانفجرا ضاكحين علي نظرات امها ووقوفها عاجزه امامه وهى تتوعد لابنتها ..

ندبت ثريا حظها حسرة وندما وهى تقول
- البت دي هتنيل الدنيا .. اااااه يااانى علي بختك المنيل ياااااثريا وعلى بناتك اللي ناويين يكسروا ضهركك ..

علي الطريق يقود سليم سيارته سريعا ففوجئي بسياره اخري تعيق خطاه .. حاول تفادى السياره الاخري قدرة المستطاع علي الطريق الزراعى فزاد من سرعة السياره وعلي المقابل زادت السياره الاخري من سرعتها حتى وقفت امام سيارة سيلم مما جعله يفرمل فجاه مدلفا من سيارته بغضب وعلي المقابل دلف ادهم من سيارته قائلا
- هو انا يابنى مش معلم عليك امبارح عشان ترتاح في بيتكم وتكِن بدل ما انت داير اكده علي بنات الناس !

ابتسم سليم ساخرا
- ماهو لامؤاخذه مش رصاصه من عيل بيلعب بالسلاح هترقد سليم الهواري ياعتمانى ..
استند ادهم علي مؤخره سيارته عاقدا ذراعيه
- عاوز ايه يا سليم .
صف سليم امامه مستندا هو الاخر علي سيارته
- اللي بيعوز هو اللي سايب وانا مش سايب حاجه عند حد .. شوف انت عاد عتشمشم وراي ليه ! معقول لحد دلوق مش قادر تنساها !

احمر وجه ادهم غضبا لانه فهم مغزى حديث سليم فاردف قائلا
- ليه وهو كل اللي عيحبوا عيموتوا كده زيك !

اومئ سليم راسه ايجابا مردفا
- اللي عيحب عيموت في حبيبه .. لكن عمر الحب ما بيطلع الشيطان اللعين اللي جوانا !

- ااااه وشيطانك انت كان فين بقي ! كان بيلف علي البت الوحيده اللي حبيتها ؟
ابتسم سليم ساخرا
- ورحمة ابوك ماتوهم نفسك وتربي عداوة من مافيش .. عشان ولد الهواري محبش غير واحده بس وهى بت عمك اللي كلها كام يوم ومش هتنام غير في حضنى .. انما مخدتش بنات من حد البت صحبتك بتاعت الجامعه هي اللي زهقت منك طيب اتعلم كيف تتعامل مع الجنس اللطيف الاول وبعدين ابقي تعالى ارمى بلاك ..

ضغط ادهم علي كفه بغضب واسهم الشر تنبعث من عينيه ليهجم علي ياقة سليم بقوة قائلا
- بتحلمممممممم !
ضحك سليم بصوت عال
- وانت كمان بتحلم لو مفكر تاخدها منى وفاكر بكده انك بتنتقم .. حماااار
رفع ادهم قبضة يده ليهجم علي سليم بلكمه قويه ولكن اوقفه صوت رنين هاتفه .. فابتعد عن سليم متأففا ليخرج هاتفه .. رتب سليم ملابسه وهو يقول بثقه
- ابقي قابلنى في مزاد بكرة ياادهم باشا ..
تنهد ادهم بضجر وهو يرد علي هاتفه فاتحا الميكرفون
- الوووووووو

اتكأت وجد فوق مقعدها وهى ممسكه بالهاتف الارضي لتقول بتأفف
- ايوه ياادهم ... انا موافقه علي طلبك بتاع الصبح ..

تبدل الحال من الجليد للبركان .. تجمدت مشاعر ادهم فرحا وثارت جيوش سليم غضبا لجملتها الاخيره .. فتبادلوا الانظار فيما بينهم وكل منهما يرفع اسلحة حربه ...

اتكأت وجد فوق مقعدها وهى ممسكه بالهاتف الارضي لتقول بتأفف
- ايوه ياادهم ... انا موافقه علي طلبك بتاع الصبح ..

تبدل الحال من الجليد للبركان .. تجمدت مشاعر ادهم فرحا وثارت جيوش سليم غضبا لجملتها الاخيره .. فتبادلوا الانظار فيما بينهم وكل منهما يرفع اسلحة حربه .. اعتلت ابتسامه انتصار فوق ثغر ادهم قائلا
- طب والله احلى خبر سمعته يا غاليه ...

تأرجحت عيون سليم مذهولا فاردف بغضب
- موافقه علي ايه ياروح امك !
فزعت وجد من مقعدها قائله بنبرة منتفضة
- سلييييييييييم !
اغلق ادهم الخط سريعا قائلا بخبث
- هو مش عيب اما تدخل بين انتين عرسان اكده ! عموما الفرح هنحددوه النهارده .. هابقي اعزمك ..

استدار ادهم موشكًا علي المغادرة ولكن توقف بسبب انقضاض سليم المفاجىء علي ياقته قائلا بصوت جمهوري
- في ايه بينك وبينها ياولد ساميه ..
ضحك ادهم بصوت عال مردفا بسخريه
- في حب ووله وعيل صغيره جاى في السكه .. اوعى كده يا سليم خلينى اروح اشوف عروستى ماتبقااش عزول بقي ياسليم هو انت مش اتجوزت !

زفر بضيق محاولا تمالك اعصابه قائلا
- اقتلها ولا ان اسمها يتكتب علي اسمك ياادهم ..
ثم ابتعد عن طريقه قائلا
- يلا اتفضل عطلناك .. سلامى للعروسه ..وياريت توصلها اااااا ولا اقولك انا لما اقابلها هوصلهولها بنفسي ..

نظرات ناريه تجوب بين حِدق اعينهم لدقائق مسروقه، حتى دار كلا منها متجها نحو سيارته ليغادر .. صعد سليم سيارته وهو ينتوى لوجد عما قالته .. اما عن ادهم فغمرته الفرحه التى جعلته يحلق من فوق الارض بسيارته مرددا بانتصار
- كده اللعب هيحلو يا وجد !

اما عن وجد فجن جنونها، وتيره من الاسئله تهجمت علي ذهنها ففقدتها اتزانها فشعرت انها تدور في مدار فلكى حول الشمس، متنهده بالم وهى تلقي جسدها فوق المقعد الجلدى الاسود
- ياتري دول كانوا مع بعض بيعملوا .. حبكت ياوجد تتصل دلوق ! اوووف اعمل ايه .. انا احسن حل اروح لان سليم مش بعيد يطب عليا تانى ويخلى يومى اسود ...

وصلت نورا الى شقتها بجسد هالك مُتعب فاغلقت الباب خلفها بهدوء لتجلس على اقرب اريكه مستنده براسها للخلف ومغمضه عينيها متخذه انفاسها بتثاقل كى تستريح من جيوش امها التى كانت تتسابق معها، نزع عماد نظارته الطبيه واغلق الكتاب الذي بيده يترقبها بصمت تام لعدة دقائق حتى اعتدلت في جلستها وجدته امامها فلطخ وجهها بالحمرة مرددة بارتباك.

- انا اسفه محستش بنفسي والله ..
تنحنح عماد بخفوت
- لا عادى خدى راحتك واستحملينى الفترة دى .. يارب اكون ضيف خفيف عليك .

تأملته باعجاب وصمت تام وهى تستمع لصوت دقات قلبها التى يُحيها صوته، فارسلت له بسمه انبهار
- اجيبلك ميه لو تعبانه اوى كده ؟!
هزت راسها نفيا لتقول بامتنان
- لا مالهوش لزوم .. اصلا هدخل اوضتى .. وبعدين سوري يعنى قطعت تركيزك ..
حرك عماد الكتاب بتلقائيه
- لا ابدا اصلا للمرة التالته بقرأه .. يعنى حافظ كل كلمه فيه .
قضبت نورا حاجبيها مندهشه لتقول
- واووو the shadow of the wind ! شكلك بتحب القراءة اوي طالما بتقرا كتاب عملاق زي دا بيتكلم عن الكتب والمكتبات ..
التفت اليها بانتباه ليقول بتعجب
- انت ليك في القراءه ولا ايه ..

اومات راسها ايجابا مردده بابتسامه واسعه
- ااه جدا .. وبكتب حاجات علي خفيف كده .. بحسها الحاجه الوحيده اللي بتهون عليا كل الوجع دا ..
رفع حاجبه باعجاب مع ابتسامه خفيفه
- معقوله ولاد عم كل دا ومعرفش ان في حد مجنون قراءه كده زيي وكمان بيكتب ! طيب ياستى ناولينا شرف اننا نقرألك حاجه ..
بللت حلقها بذهول فهى لم تصدق نفسها، للتو عثرت علي مفتاح صندوق قلبه لتمتلكه دون ادنى مجهود منها،، عجيب ذلك القدر يمنحنا مفاتيح لقلوب اناسى لا تفتح إلا بفتاحها الخاص فلعبة القدر ان تجمع من بالشرق بمن بالغربه ليكتملا ..

تبسمت بامتنان قائله
- لا مش للدرجادى يعنى مجرد خواطر مش اكتر ..
تحمحم بخفوت قائلا
- هستنى اقراهم واقولك رأيي فيهم .. انت قريتى " ظل الريح " .

اومات ايجابا
- لا .. قرات نصه بس مكملتوش بسبب الظروف والدربكه اللي حصلت .
تبسم عماد وهو يعطى لها النسخه بسخاء
- واهى النسخه معاكى ياستى .. خلصيها براحتك ..
تناولت منه الكتاب بفرحه وهى تشعر بان قلبها يتراقص علي اوتار السعاده مرددا
- شكرا خالص .. هدخل اقرا فيه دلوقتى ..
ثم تراجعت فجاه قائله
- تطلب ايه حاجه .. غدى او شاى وكده ..
اجابها بصيغه رسميه
- متشكر .. هنزل اشرب الشاى مع عفاف تحت ... خدى راحت ..

نصب عوده صاحب الملامح الجديه التى يخفى خلفهم وسامته الجذابه والبشره القمحاويه ووجهه المستطيل بعض الشيء والجسد الرياضي المفتول امامها فأجبر عينيها ان تنجذب إليه كليا تلهفت عدسة عينيها لتلتقط صورة فوتوغرافية له بجوفها عن هذا الحد القريب جدا ..

وصل سليم الى قصرهم الفخم مردفا من سيارته بغضبٍ شديد كافى ان يشعل النيران في كافة ضواحى قنا .. فامتدت عينيه نحو جده الجالس في جنبا يرتشف كوب الشاي بهيئته الوقاره .. رأه جده مقبلا عليه فوضوع كوبه علي نهايه الطاوله امامه قائلا بصوت جمهوري
- بردك روحتلها !

تأفف سليم باختناق وهو يدنو منه قائلا
- راجح الهواري عيراقبنا ولا اييه !

اتكأ جده للخلف قائلا بهدوء اشبه بالثقه
- دانت تربيتى ياسليم وحافظك اكتر من نفسك ..

جلس سليم امامه باختناق قائلا
- طول عمرنا صحاب ياهواري وفي كل مرة بتاخد رأيي في الصغيره قبل الكبيره .. اشمعنا دى اللي جاي تغصبنى فيها !

ابتسم جده بوقار قائلا
- وانت كل مرة سايق في الدنيا من غير وعى وعتعمل اللي يقولك عليه قلبك .. اشمعنا الموضوع دا بالذات اللى جاي تشاورنى فيه ؟!

- عشان مش عاوز اعصيك .. ولا اعمل حاجه تزعلك .. مش عاوز ابقي ناكر للجميل وتربيتك ياهواري عاوز حياة تكون راضي عنها ..

- متحاولش ياسليم عمري ما هرضي ..
سليم باختناق
- هو انا مش عملت اللي قولت عليه ونفذته بالحرف ... يبقى زعلان ليه اعمل اللي هيفرحنى ..!

- علي جثتى ياجثتك بت العتامنه تخش بيتى ودمها يتخلط بدمنا ياسليم ..
جز سليم علي فكفيه بامتعاض عندما رأي ماجده تتقدم نحوهم بابتسامه مدلله .. فزفر بضيق قائلا
- ماهى كانت ناقصاكى ..
اقتربت منهم ماجده بسعاده
- عامل ايه ياجدى ..

- طول مانتوا فرحانين ومبسوطين انا احسن واحد في الدنيا ..

جلست ماجده بجوار سليم لتشبك كفها بكفه قائلا بفرحه
- تقلقش ياجدى سليم في قلبي وعيونى لاخر العمر .. وكفايه وجوده في حياتى .. اطمن انت بس ..

رمق راجح سليم التى اوشكت براكينه علي الانفجار قائلا
- ربنا يبعد عنكم كل عفش يابتى .. يلا خدى جوزك واطلعى ..
نظرت له بعيون لامعه
- يلا ياسليم !

بعد سليم كفه ثم نهض فجأه يجر ذيول وجعه متجها نحو غرفته بالقصر .. فتابعته ماجده الى ان وصل لهناك فقلت الباب خلفه بهدوء
- سليم انت ليه مروحتش بيتنا ..
لاح إليها بكفه بدون اهتمام
- مابرتحش غير ف اوضتى ..
ابتسمت بخفوت قائله
- مش مهم وانا راحتى في المكان اللى انت فيه ..

قبض سليم علي كفه بغضب فبلالين تحمله اوشكت علي الانفجار، الكلام يخرج من ثغرها اسهم مدببه تؤلمه،، انحنى قليلا لينزع جلبابه فركضت نحوه سريعا لتساعده، زال سليم جلبابه فوجدها امام عيونه وكفها الصغير يمر بنعومه فوق صدره قائله
- عمري ما حلمت غير اننا يتقفل علينا باب واحد ..
ثم تبسمت بحب قائله
- طمنى علي جرحك !
تأفف سليم وهو يبتعد عنها متجها نحو المرحاض قائلا بغضب
- نقح واتفتح ...

عقدت حاجبيها محاوله استيعاب كلماته ففاقت علي صوت قفل الباب، فتبسمت بحب
- ماله ده .. شكلك هتغلبنى معاك ياسليم !
نزعت عبائتها الفضفاضه سريعا مرتديه خلفها -بيجامه- مكونه من شورت وتي شيرت يبرز كل معالم جمالها .. وتقدمت نحو المرآه كى تسيب شعرها بتغنج قائله
- يانا يا انت يابن الهواري !

بينما سليم كان يردد في ذهنه معشوقته بعد ما هرب من سطو ماجده قائلا بتوعد
- ايامك سوده معاي ياوجد ... التقيل منى مستنيكى ! بقي تكونى في حضنى الصبح ووتصلى بالكلب التانى تقوليلو موافقه دا علي جثتى .. ورحمة ابوي وابوكى ماهناولهالك !

" يخربيت اليوم اللي عرفتك فيه ياشيخهه ... اهبب ايييه دلوق ! انت ساكته لييه انطقى "

اردف مجدى جملته بنفاذ صبر وصوت اقرب من التهجم وهو يحك جسده بعفويه ويتقلب في مكانه كأن مهب الريح من تحت قدميه، اصبح جسده محمرا من كثرة ما تعرض له من المواد الكيميائيه، فاردفت صفوة بعتاب ساخر
- انا مش عارفه اي اللى كبرها في دماغك تنام علي سريري .. ادى اخرة الديل النجس اخس ..
احمرت عينى مجدى التي التهبت غضبا
- في حد عاقل يحط كيماوي ع السرير ... انت مجنونه ..

رمقته بعيون ساخره لتردف بثقه
- لا اقولك ايه احترمنى احسنلك عشان الترياق اللي ممكن يخففك دلوقتي مافيش ولا دكتور ولا حد هيعرف يخففه غيرى ..
ركض مجدى نحو المرحاض نازعا من تبقي من ملابسه تاركا بابه مفتوح ليلقي بجسده في حوض المياه متوعدا لها بغل
- شكلك عاوزانى ارتكب جنايه فيكى ..
اتكأت علي باب المرحاض بثقه لتردف بفخر
- قرصة ودن خفيفه كده ياهندسه، عشان لو خيالك المريض صورلك اي حاجه تانيه كده ولا كده اعرف ان العله والدوا معايا انا وبس .. ويلا هكسب فيك ثواب وكفايه عليك كده ...

لازال مجدى يتقلب في حوض المياه متأوها ومتوعدا لها في سره
- والله لاربيكى ..

انصرفت صفوة لتعد حقنه الترياق الخاصه باختراعتها الاخيره بانتشاء رهيب وشعور بالنصر يغمرها لتردفف بفرحه
- رجاله مش عاوزه غير العين الحمره !

اتجهت نحوه لتقف بعيدا قائله

-البسلك حاجه وتعالي .. عشان تعرف انا حنينه وبت ناس ومهونتش عليا ازاي ! يلا شالله يطمر والناس تكون اتعلمت واتربت !
اردف مجدى بضيق
- مش لابس زفتتت وانجزى احسن اتجنن عليكِ .
هزت صفوة كتفيها بلا مبالاة
- حط في بالك انك انت الموجوع واللي محتاجنى هاااااا
نهض مجدى سريعا من مرقده مما تسبب في صراخها المفاجىء مستديره وجهها بعيدا عنه لتقول بغضب
- انت غبى !
انحنى مجدى ليرتدي ما قابله بوجهه قائلا
- انجزى ومتعمليش فيها ست المكسوفه ...
استدارت ببطء لتقول
- بس عضل ! خد اضربها لنفسك بقي ...

- انت مصممه تخرجينى عن شعوري ليه ... وانا هضربها لنفسي ازاي .. ياما انجززززى ..
رمقته بعيون متأرجحه ثم قالت
- طب لف اما اشوف اخرتها ...

بعد محاولات كثيره استجمعت صفوة قوتها كى تعطيه الحقنه لم تعلم لماذا كان جسدها بنتفض لهذا الحد وقربه كان اشبه بماس كهربي يصيبها من قدمها ليصل لصميم قلبها تحديدا ... انهت عملها قائله بصوت مهزوز
- ١٠ د وهتكون كويس .. تقدر تاخد شاور بارد عشان جسمك الاحمر دا يخف شويه ..
رمقها مجدى بعيون ماكره ليقول
- عقبال مانخدمك في التقيله !

 

اقتحمت ماجده المرحاض علي سليم مما جعله يلتفت بجسده للجهه الاخري قائلا بضيق
- انت ازاي تدخلى كده! اي مافيش خصوصه ولا ايه ؟!
تلعثمت الكلمات في حلقها لتردد بخفوف
- اسفه بس كنت حابه هساعدك وكده ..

-لا متشكر متعود اسبح لوحدى .. اخرجي ياماجده ..
طافت عينيها يمينا ويسارا قائله
- ليه ! هو انا مش مراتك ؟!
جز سليم علي فكيه باختناق
- ماجده ... اخذي الشيطان ياااماجده اطلعى .
تجاهلت ماجده اوامره فاتخذت خطوة جريئه لتدنو منه اكثر تمرر كفها علي كتفه بحنان
- سليم هو في ايه .. ليه قاصد تبعد عنى ؟!
ارتعد جسد سليم كأن ماس كهربي انقض عليه فابتعد عنها خطوة قائلا من خلف فكيه
- ماجده .. قوووولت اطلعى والا مش هيحصل طيب ..
تبسمت بخفوت ثم اومات ايجابا متراجعه للخلف
- هستناك بره ..
تنهيده ارتياح خرجت من شفتي سليم بمجرد سماعه صوت غلق الباب قائلا بنفاذ صبر
- الصبر من عندك يااااكررررييييم ..

 

" زي ماسمعت يا ادهم .. موافقه "
اردفت وجد جملتها بثبات وهى تلتفت لتجيب علي سؤال ادهم .. الذي اردف مهللا
- طب والله اكده تبقي بت عمى صُح .. يسلم فومك يا وجدانه قلبي ..
بلعت غصة احزانها بخفوت
- تمام .. خد هات الطلبات دى !
صفق ادهم بفرح
- حلاوتك يادود !
رمقته بنظرات ساخطه لتقول
- هو سليم كان معاك بيعمل ايه ..
ضحكة ساخره شقت ثغره قائلا
- ابدا ! كنت بعزمه علي فرحنا .. يهمك في حاجه ..
تنهدت باختناق
- فرحنا ! طيب .. المهم لسه عند وعدك ليا !
- انه وعد ياودود ؟!
- سليم ياادهم .. متستهبلش .. هتشيله من دماغك ..

-واشيل قلعة ابوه كمان دا حتى قالب راسي بالكدب .. المهم رضاكى ياست الستات ..

رمقته بضيق ثم انصرفت من الجهه الاخري متجهه نحو الجنينه .. وعلي حدا فايز يصف امام ساميه بهمس ليردد
- كل حاجه تمام يامراة عمى .. وجد فاكرة انها شغاله مع الحكومه وكله زي الفل ..

تنهدت ساميه بارتياح لتردد
- كويس ما نشفتش راسها تروح هى للحكومه بنفسها .. كده ماشيين حلو ..

اتكا فايز على سور السلم بشموخ ليقول
- لا ماهى كانت هتعمل اكده .. بس انا اقنعتها ان ادهم مراقبها واكده هنكشف نفسنا وشويه كلام من عندى ...

- عفارم عليك ياد يافايز .. تعجبنى دماغك لما تشتغل ..

رفع فايز كفها نحو ثغره ليقبله
- احنا تحت الطلب يا ام ادهم ياغاليه ..

ضحكت بميوعه لتضربه برفق علي كتفه
- يخيبك يافايز .. روح ياواد شوف مصالحك واوعى وجد تحس بحاجه ..

- تقلقيش دانا فايز عتماااان ..

خرج سليم من المرحاض مرتديا منامته وينشف في شعره بتلقائيه فوجئ بماجده ممده جسدها فوق مخدعه بميوعه ودلال وتتصفح هاتفها .. حاول تجاهلها بقدر الامكان .. فاتجه نحو خزانته ليخرج ملابسه .. فالتفت اذانه لصوت عمرو دياب المنبعث من هاتفها

" ولا ليك عليا حلفان .. دانا روح فيك من زمان "
وبعدها بيد ماجده التى تتنقل فوق جسده بحنان قائله
- تحب اساعدك في حاجه !
تنحنح بخفوت قائلا
- ماجده ... !
وقفت امامه سريعا لتقول
- سليم ... انا بحبك ... اعذرنى ..
اغمض عينيه لبرهه متخذا نفسا عميقا
- وانا مابحبكيش ... اعذرينى ..
وضعت اناملها فوق شفتيه لتقول
- طول ما انت بتقولها عمرك ماهتحبنى .. بطل تقولها وسيب نفسك ليا ...
ابتعد عنها قليلا
- ومين قالك انى عاوز احبك .. قلب سليم مليان ياماجده ..
- وانا موافقه بركن صغير ورا قلبك حطنى فيه .. والله هرضي .. مش بقولك اكرهها بس علي الاقل ادينى فرصه اقرب منك واروي حب سنين ياسليم ..

شرع سليم ان يحرك ثغره ولكنه سرعان من وضعت سبابتها وهى تسند ذراعها الاخر علي كتفه
- طب والله بحبك .. وانت عارف وجع الحب وان الواحد بيكون فاقد عقله ومابيفهمش اي حاجه تانيه غير انى عاوزه اوصل- مشيره علي قلبه - للحته اللي جوه دي .. عارف من ميته! .. من زمان قوى من وانا بنت ١٣ سنة .. كنت تيجى عندنا البيت تدينا ايجار الارض وتمشي كنت تاخد قلبى معاك .. سليم كفايه عذاب وبعد قلبي مش مستحمل ...

ثم دنت منه اكثر فاكثر وهى تتحسسه باناملها برفق
- اوعدنى ياسليم .. مش هقولك حبنى بس اتقبلنى والله ماعاوزه غير قبول ..

كانت مفاتن ماجده مثيره جدا كي يلتهمها بدون رحمه .. كلماتها لمساتها هدوئها دلالها تغنجها امامه .. كلها اساليب كافيه ان تغيب عقله وقلبه رافعا علم نصر غرائزه الاداميه .. نجحت ماجده ان تحرك ساكن ما بداجل جسده وهى تدنو منه اكثر فاكثر وسرعان ما ظهرت امام عينيى سليم صورة وجد وهى تقول له

- قلب وعقل وكل سليم مش هيكون غير لوجد وبس .. انت فاهمنى يابن الهواري ... قتلك علي يدى لو بقيت لغيري !

ابتعد سليم عن ماجده كالملدوغ ليرتدي ملابسه سريعا .. هاربا من حصارها الذي يقوده الي تصرفات لعينه تجعله يعض علي انامله ندما طول عمره .. زفر ماجده بنفاذ صبر وهى تزيح شعرها بقوه عن وجهها
- اوووووووووووف .. ماله دا !

مر باقى اليوم بسلام .. كان ملخص احداثه

كره ملتهبه من الغضب قذفت على قلب مجدى وهو يجوب ارجاء شقته ذهابا وايابا متوعدا لها .. وعلى عكسه صفوة فكانت في كامل هدوئها وتريثها تقلب بين الاوراق وتتابع وتيرة ابحاثها الغير متناهيه ..

ظلت نورا بغرفها طول اليوم سابحه في بحور كتاب عماد ساجنه نفسها بين صفحاته تقرأه بعنايه وتركيز شديده بالاضافه لفرحه عارمه سلبت روحها منها لتحلق بها في بروج السماء بين كل فترة والاخري تحتويه بين ذراعيها وتستنشق رائحته بلهفه .. اما عن عماد اكتفى بقضاء اليوم بجوار زوجته الراقده في عالمها الاخر يقص عليها ما مر خلال ايامه الماضيه .. يتوسل لها ان تعود كي تطيب كل ألامه المبرحة

اما عن ريميو وجوليت فكان الباقي من يومهم كله لعب ومزح وحب ودلال .. كل منهما يرتوي من حبيبه بطريقته الخاصه، فصبر اعوام حان ريه بمياه القرب والاتصال الروحى، كل منهما تناسي اوجاعه الامه لم يسيطر علي قلبه الا عناقيد ورد تحاصرهم وتقيدهم سويا لتفيح رائحه حبهم باذكى انواع السعاده .. فانتهى ليلهم بالاتفاق للسفر علي شرم الشيخ منذ الصباح الباكر ...

يجلس امام البحر يراقب شروق الشمس بفرحه زاهيه كانها تشرق حامله بين اشعتها طاقات متجدده من الحب والحياة .. لمست قدميه رمال الشط والمياه تتغلل من بين اصابعه كأنها تروى جذوره من اي ذيول لخيبات الحياه .. دار براسه نحو غرفة الشاليه الرقده به وجدانته .. فسار اليها بقلب ينبعث منه كل اسهم الحب حتى وصل الى بابه الخلفى .. فتسلل بخفوت حتى وصل ل مخدعها .. فوجدها غائصه في سبات عميق .. تأملها بحب متفتنا كل معالم جمالها التى تخلع قلبه من مكانه .. فدنى من مرقدها بهدوء وهو يمرر انامله بين خصيلات شعرها المنسدل قائلا بتنهيده قويه

- واخيرررررررررا يا وجد بقيتى ليا ! يااااااه تعبنا قوى عشان نوصلوا لبعضنا في الاخر ..

شقت ابتسامه من ثغرها كانت اشبه بشروق الشمس لتقول بحب وصوت كله نوم
- والحلم اتحقق ياولد الهواري ...

قهقهه بصوت عال لبسط جسده بجوارها ويدفثها بداخل احضانه
- اااااه ياوجد لو تعرفي انا حلمت باليوم دا قد اييييييه !

تنغجت في حضنه بدلال
- ها قولى كنت بتحلم بأيه ..

فكرة لبرهه ثم ارتسم ابتسامه خفيفه
- كنت بحلم بيكى وانت في حضنى كده !

ضربته بمزاح قائله
- انت دماغك دايما قليلة ادب كده !
رفع جزءه العلوي كى يحادثها بمزاح وهو يعبث بشعرها قائلا
- الله ! هكدب عليك يعنى ..
نظرت له بعيون ضيقه لتقوم بعدم تصديق
- يااااسلام !
رفع سليم حاجبه قائلا بغمز
- بس شهاده لله .. طلعتى احلى من خيالى بكتيرررررررر !
ضحكت بصوت مسموع زلزل كل ساكن بجسده لتقول
- ازاي بقي .. احكيلى
قُضبت ملامحه بمزاح وهو يلقى نظره سريعه على جسدها من اعلى لاسفل ليقوول بتنهيده
- يعنىىى الحاجات والامكانيات طلعت عاليه قوى ومتكلفه !
ابتعدت عن بدلال
- والله ما شوفت ربع ساعه تربيه .. اوعى كده !

احكم حصاره عليها ليقول باصرار
- هتستهبلى .. دانا ماصدقت لقيتك ... عاوزه تروحى منى فين ..

تنحنحت بخفوت وثغر متبسم
- احمم كنت هدوخك شويه .. بس خلاص ثبتنى ..
اردف بنبره معاتبه
- حرااام مكفاكيش كل الدوخه دى ! دانا اتسحلت عشان اوصل للحظه دى !

- طيب قولى كده وسمعنى حاسس بأيه مع وجد ياسليم ..

فكر لبرهه وهو يمرر انامله علي كتفها العاري ليقول بخفوت
- انا مش حاسس .. انا طاير فوق قوى قوى قوى

وفجاة وبدون مقدمات سقط سقف الغرفه عليهما ورؤيه اتربه كثيره منتشره في الجو .. فحاول بقدر الامكان ان يحميها من الهلاك الذي لحق بهم فجأه ... فزع سليم من حلمه كالملدوغ متخذا انفاسه بصعوبه بالغه مرددا اسمها كثيرا كالمجنون .. فزعت ماجده النائمه بجواره لتربت علي كتفه بحنان وتمنحه كوب المياه بلهفه
- سلامتك ياحبيبي مالك بس .. خد اشرب .

ارتشف سليم كوب المياه بكف مرتجف وقلب منخلع متنهدا بصعوبه .. ظلت ماجده تربت علي كتفه بحنان لتطمئنه وتداعبه بلطف حتى هدأ تماما .. فاقتربت منه اكثر فاكثر وهى تلقي بجسدها بين ذراعيه هائمه به عشقا منتظرة رد فعله .. ولكن ما حدث حطم كل توقعاتها .. تحول حال سليم من النفور والكره لشخص مغيب تماما ملكها بذراعيه لتصبح تحت حصاره مستجيبا لافعالها العاشقه له ..

تااابع ◄ 

أحدث أقدم

نموذج الاتصال