-->

رواية سجينة ثوب الرجال الفصل الخامس

 

 

 استيقظت نواره وهى تشعر بزهو الانتصار، نظرت الى عزمى النائم وابتسمت بمكر قائله فى عقلها: دور مرتك الاول وبعدين دورك.
قامت ودخلت الى الحمام اخذت حمام، وجلست تصفف شعرها على كرسى بجوار السرير، وهى متعطره استيقظ فتح عينه ونظر اليها قائلا: صباح الخير ياعروسه.


ابتسمت وتصنعت الخجل قائله: صباح النور ياسيد الرجال كلهم.

تعجب من ابتسامتها وخجلها فهو لايذكر شئ سوى انه تناول الطعام ونام، فرك فى شعره قائلا: هو ايه اللى حُصل عشيه؟
ضكت بدلع وخجل قائله: واه وهو ده سؤال بردك انا بستحى.
زاد تعجبه فهو لايذكر اى شئ، لكن كيف ينسى شئ كهذا، تنحنح وجلس قائلا: هجوم اسبح.
ضحكت بخجل: وانا هنزل حضرلك الفطار واجيبه نفطر اهنه لحالنا.
عزمى: فطار ايه انا عندى شغل ولازما انزل.
عبست قائله: هتفوتنى يوم صبحيتى عايز الناس تتحدت عليا يخلصك اكده.

وقف وتحرك خطوه وشعر بالم شديد امسك راسه: راسى وجعانى جوى معرفش ليه.
اسرعت اليه وقفت الى جواره قائله: سلامتك ياسيد الناس ادخل اسبح واناهعملك جهوه هتفوجك.
عزمى: ايوه هدخل يمكن افوج وهاتى الفطار اهنه مجدرش انزل اصلا ( اكمل فى عقله) يمكن ده من الحبيه الزفت اللى ادهالى الممرض، بس ازى مفكرش حاجه.

دخل الى الحمام وهو شارد يفكر فى الامر، وهى تأكدت من دخوله وابتسمت بخبث، ونزلت اعدت الافطار وصعدت به، وهى تتمايل وتتعمد تظهر بلل شعرها لتكيد رقيه، فهى كانت تراقبها من الاعلى وتكاد تنفجر من الغيظ، اردت ان تنزل تضربها لكن شاكر امسكها قائلا: اعجلى ياما بدك ابوى يمد يده عليكى تانى عجبك الفضيحه اللى حصلت امبارح، بجا انت رقيه اللى الكل يعمل لها الف حساب تتهانى اكده جدام الكل وعشان بت زى دى، اهدى اكده وفكرى بعجلك.

قبضت على يدهاوجزت على اسنانها بغيظ وحقد قائله: مجدراش يا ولدى انا جسمى كله مكسر من الوجع، والدمعه معيزاش تنزل من عينى جويا نار معتهداش، مجدراش اتحمل واسكت، بجا ابوك يعمل فيا اكده بعد عشرة السنين دى كلاتها، وعشان مين هاه عشان بنت الكلاف لاه مهسكتش.
شاكر: لو عملتى اى حاجه دلوك، ابوى هينصرها عليكى، انت موعتيش كان عامل كيف عشيه، اصبرى شويه وبعد اكده حجك هياجى بدل الطاج عشره.

زاد غضبها قائله: هحاول يا ولدى بس مهنزلش من اهنه، صرفو اموركم مجدراش، لو شوفتها هولع فيها وفى الدار باللى فيها.
شاكر: طب يالا ادخلى اجعدى دلوك، وانا هخلى حد من الشغالين يحضرلك وكل.
رقيه: معيزاش مليش نفس.
شاكر: لازما تكلى عشان تجدرى توجفى على رجليكى ولا عايزه تجعى من طولك وتزودى الفضايح.
فكرت قائله: عندك حج ياولدى روح جولهم، وكمان كلك لجمه عشان تروح تشوف الارض على ما ابوك يفوج لها.

نادى عليه عزمى فاسرع اليه وقف عند باب الغرفه قائلا: ايوه يا بوى بدك شى.
عزمى بتعب وهو يمسك راسه: خد مرات ابوك وديها دارها هتيجيب لها خلجات وتعاود معاك، عشان تعبان مجدرش اروح وياها.
تعجب شاكر قائلا: مالك يا بوى ايه اللى تعبك؟
عزمى: مفيش ده صداع ولما هنام شوى هرتاح يلا كفايا حديت عاد.

نظر شاكر الى نواره وجدها تنظر اليه وهى مستعده للذهاب، فتحرك امامها استاجر لها سياره، اوصلها بها وظل بها ينتظرها، دخلت هى الى منزلها وجدت نفيسه تنتظرها قائله: شيعتيلى عشان اجى فى حاجه حصلت؟
نواره: لاه بس الدوه اللى ادتهوانى نايم الراجل خالص.
نفيسيه: ايش عجب عاد مش ده اللى بدك اياه.
نواره: لاه انا عايزه يبجا لاهو صاحى ولا نايم كيه المسطول اكده.

ابتسمت قائله: اه جولتيلى ماشى (اخرجت شريط برشام من صدرها) خدى ده هو اللى هيعمل كيه مجولتى.
نواره: اسمعينى بجا زين انا عايزه البلد كلها تحكى وتتحكا عن اهانة رقيه وتهزيجها جدامى وعايزها متجدرش ترفع عينها فى حد بعد اكده فاهمه.
ابتسمت بشماته: متجلجيش الشغالين حكو كل اللى حصل عشيه كانهم فرحانين فيها، اصلها ذلاهم ديما وكسرا نفسهم، هى كانت متكبره على الكل وشايقه نفسها تبجا تورينا هترفع راسها كيف بعد اكده.

ابتسمت بخبث ومكر: لاه ده لسه بدايه انا لسه هطلعو عليهم كله، هطلع اجيب خلجات من فوج وانزل خليكى اهنه وبعد مااخرج ابجى روحى.
نفيسه: زين.
صعدت نواره احضرت بعض الملابس ونزلت وذهبت مع شاكر.

عادت بهيره من العمل وجلست فى غرفتها، اعدت بعض الطعام وجلست تتناوله، دق باب الغرفه كان حازم يقول: افتح يا بهاء انا حازم.
قامت وضعت الشارب وتأكدت منه جيدا، وغطت شعرها بطقية قميصهاوفتحت الباب قائله: اهلا يا حازم فى حاجه؟
دخل حازم ووضع حقيبه بلاستك، فى يده على الطاوله التى عليها الطعام، وبدأ يفتحها ويخرج مابها قائلا: جايبلك وكل وجولت ناكل سوى، بزهج من الوكل لحالى.

ظلت مكانها للحظات تحاول استيعاب الامر، وتركت الباب مفتوحا، ودخلت جلست بالكرسى امامه، فهو جلس مكانها على طرف السرير، نظر لها قائلا: انا خابر انك مستغربنى شويه، بس انا جولتلك امبارح انى مرتاحلك، وكمان انا مبحش اعيش لحالى، وده السبب اللى خلانى اجعد مع عم عمري الله يرحمه، لو هدايجك امشى؟
ترددت قائله: لاه مهتدجنيش ولا حاجه بس انا اتعودت انى اكون لحالى فهايب الموضوع شويه.

ابتسم قائلا: وانا بردك هكون خفيف هجعد معاك فى ايام الادازه بس.
هزت راسها بالموافقه دون كلام فهى لا تجد ما تقوله، شعر حازم انه سبب له الاحراج، فقال: اوعاك تكون مفكر انى جاعد وياك عشان محتاج حد يعملى حاجتى واكده.
بهيره: لاه انا فاهم بس انا جولتلك مليش فى الخلطه مع الناس.
حازم: وانا مهاضيككش هاكل وانزل طوالى، اصلا تعبان من الشغل بس ببجا عايز اتحددت مع حد، افضفض وياه لو ده مش هيدايجك.

ابتسمت قائله: لاه ميدايجنيش ولا حاجه ياواد عمى.
رن هاتفه فنظر به قائلا: ابوى.
فتح المكالمه واجاب: كيفك يابوى واتوحشتك كتير.
وخرج يكمل حديثه معه فى خارج الغرفه، لم تحاول بهيره سماع المكالمه وتناولت طعامها، وقامت تعد كوبين من الشاى عاد هو قائلا: معلهش ابوى بجا ومجدرش مردش عليه.
بهيره: واه محدش يلومك فى دى ابوك جبل اى حد.
بدأ تناول الطعام قائلا: فرحنى جوى اتصاله.
بهيره: هو بجاله كتير محدتتكش؟

حازم: لاه مش ده السبب بس جالى على خبر فرحنى جوى، فاكر بنت عمتى اللى كنت حكيتلك عليها.
تنهدت قائله: ايوه.

حازم: مرت عمها اللى كانت بتذلها وتخدمها عندها، جالها هى كمان اللى تذلها وتكسر نفسها، لاه وايه امى بتجولى عم عزمى ضربها لحد ماكسر عضمها، ونزلها وهى بتعيط ومتشحتفه تعمله وكل له هو والعروسه الجديده، بتجولى مفيش حد فى البلد مدريش بالحديت ده وعرفه، العروسه اصلا كانت متغاظه منها اصلها هزجتها زمان وبهدلتها عشان عم عمرى كان بده يتدوزها، لكن هى مرديتش وسخنت عليه اخوه عزمى وجتها، اهى جات بجت دره لها.

تعجبت بهيره قائله: بس كيف يعنى يتدوز عليها وانت بتجول انهم مرديوش يدوزوها لاخوه.
حازم: هفهمك اصلها ورثت ورثه زينه جوى من دوزها بعد ما مات، وهو يعشج الفلوس والارض، وهى اخدت ميه وخمسين فدان يعنى يبيع ولده مش بس مرته، بس ايه كل البلد فرحانين فيها مكنش حد بيحبها.
انتها حازم من الطعام وقف قائلا: انا هنزل بجا تعبان وبدى ارتاح شوى وهبجا اجى بكره اجعد معاك باليل ونحكى سلام.

وتركها وخرج واغلق الباب خلفه، جلست بهيره تتذكر مافعلته بها زوجة عمها، وتتذكر كيف جعلت شاكر يضربها، وعندما ابعده عنها عمها، امرتها ان تنزل تقف مع السيدات لتعد الطعام، لولا ان عمها خاف من الفضيحه، انهمرت دموعها وحمدت ربها ان اتها حقها، وانتقم منها وفعل بها نفس مافعلت بها واكثر، شعرت ببعض الراحه وحمدت الله ان انتقم منهما، ولكن كان يؤرقها شعورها انها تشمت بها، وهى لم تحب هذا الشعور، وفى اليوم التالى كان حازم يجلس مع بهيره فى الغرفه لتناول الطعام، وكان الجو حار جدا والطعام ساخن، فخلع قميصه ولم يكن يرتدى شئ تحته، فانتفضت بهيره قائله: واه ايه اللى عمتعمله ده؟!

نظر لها حازم متعجبا: هعمل ايه يعنى حران فجلعت التيشرت.
ادرة وجهها مستنكره: انت مهتستحيش كيف تجعد جدامى اكده؟!
زاد تعجب حازم قائلا: هو انت مش رادل زى ولا ايه وبعدين ده انا جلعت التيشرت بس مجلعتش البنطلون مالك ياود.
انتبة بهيره الى حالها وما ترتديه وابتلعت ريقها قائله: رادل زيك بس محبش اكده انا هخرج بره ولما تخلص ابجا تعالى.

جزب حازم القميص وارتداه قائلا: خلاص لا تخرج ولا حاجه وتعالى نجعد بره فى الهوه احسن عشان اعرف اكل براحتى.
بهيره: ايوه صُح فى الهوه احسن يالا.
حملا الطعام وخرجا به وجلسا يتناولا فى السطح بجوار الغرفه، وبعد انتهيا وشرب الشاى امسك حازم قميصه ينفضه عن جسده قائلا: الجو ماله معيهداش ليه اكده؟
كانت بهيره تتصبب عرقا هى الاخرى فهى تضع طقية قميصها على شعرها، فقالت بعفويه: حر بس ده نار معايزاش تهده واصل.

حازم: معندكش مرواحه نشغلوها ونام جوه بدل الحر ده، اصل انا اكده مهعرفش انام تحت.
صدمت بهيره وتلجلت فى الكلام: مروحة ايه لاه معنديش انا هسبح وانام ده بيخفف عنى شوى.
حازم: تصدج فكره انا كمان هدخل اسبح واسطح اهنه فى الهوا، عندك ملايه ولا كوفرته انام عليها؟
ابتلعت ريقها قائله: مخبرش اشوفلك دوه.
حازم: طب هدخل اسبح وانت دور ابراحتك ومتخافش هلبس هدومى فى الحمام مهخرجش عريان.

هزت بهيره راسها وهى فى حالة رعب لاتعرف ماذا تفعل، كيف ستفعل، دخلت احضرت له بطنيه صغيره ومخده وضعتهم بعيد عن الغرفه، وظلت بالخارج حتى خرج، وجدهم فأستلقى عليهم قائلا: يا سلام الواحد لما بيسبح بيحس ان جسمه هدى من الحر ده، ادخل اسبح وتعالى اسطح جارى اهنه بدل الحر جوى.
تلجلجت بهيره قائله: اسطح انت دلوك، وانا هسبح وانام جوى، معرفش انام اهنه اصلى بخاف من الحشرات.

نظر اليه حازم قائلا: حشرات ايه ياض السطح نضيف، عموما انت حر انا هنعس تصبح على خير.
بهيره: وانت من اهله.
ولف ظهره لها واغمض عينيه وذهب فى النوم، اسرعت هى الى الغرفه واغلقت على نفسها بالمفتاح اخذت حمام وحاولت النوم، لكنها ظلت بملابس الرجال والشارب، قلق حازم فى وقت متاخر وجدها قد اغلقت الباب فنزل الى غرفته، راته هى من خلف الشيش فاستطاعت النوم.

احضرت نواره الفطار ودخلت الغرفه، وضعته ونظرت لعزمى قائله: يالا سيد الرجال عشان تفطر.
كان عزمى يرتدى ملابسه بعد ان اخذ حمامه نظر لها قائلا: عملتلى جهوه راسى وجعانى مجدرش اشيلها.
نوره بخضه مصطنعه: سلامتك يا سيد الرجال تلاجيه بس من السهر كتير ( ضحكت بخجل مصطنع).

جلس عزمى يتناول الطعام وهو يفكر قائلا فى عقله: امال انا ليه مفكرش حاجه اربع ايام دلوك وكل يوم مفتكرش حاجه واصل اما شوف التمرجى الزفت ده كله من الحبايه الهبابه دى، انى غلطان انا خابر الحاجات دى بتبوظ الجسم.
نواره بدلع: بجولك ياسيد الناس الدار خلاص جهزت وكنت عايزه اعاود.
عزمى: اماله بعد ما نفطر ننزل نروح على هناك.
ابتسمت قائله: تسلملى يارب بس كان عندى طلب اصغير.
عزمى: اطلبى اللى بدك اياه.

نواره: تراضى رقيه جبل لنامشى ميرضنيش اننا نمشى وهى زعلانه.
عبس قائلا: لاه معيزسش هى اللى غلطت ولازم تتعلم.
بدلع: ولا حتى عشان خاطرى، متنساش هى لها عذرها بردك حرمه وزعلانه على رجالها.
ابتسم قائلا: عشان خاطرك انت بس، بعد ما نفطر وتجهزى حجاتك ابجا راضيها واحنا ماشين.
ربطت على ذراعه قائله: ربنا ما يحرمنى منك ابدا يارجلى وسندى.

وبدات تطعمه بيدها وبعد انتهيا من الطعام، ارتدى ثيابه وسبقها الى الاسفل كى يحضر سياره ليذهبا بها، ارتدت هى ثيابها وجمعت اشياءها، وفتحت خزانة الملابس وبعثرة ملابس رقيه ورشت عليهم بعض من عطرها، لتوهمها انها استعملتهم فى هذه الايام، وخرجت من الغرفه ونادت على شاكر فاتى اليها فاشرات الى حقيبتها قائله: معلش يا شاكر تنزلى الشنطايه دى اصل ظهرى وجعنى مجدراش.

كانت رقيه تقف فى الاعلى وترها وتحترق من الغضب، اقترب شاكر ليحمل الحقيبه، فنادة عليه رقيه قائله: شاكر متشلش حاجه سبها تولع انت هتشغلى ولدى عندك ولا ايه.
امسكت ظهرها قائله: اعمل ايه تعبانه مجدراش وهو زى ولدى بردك ميساعدنيش.
زاد غضبها قائله: لاه يا حبيبتى ده ولدى وملكيش صالح بيه، وان مكنتيش تتلمى انا اللى هلمك، واعملك الادب صُح.
لاحظ عزمى ان هناك حوار وشد وجذب بينهم فنادى قائلا: فى حاجه يانواره؟

نظرت اليه بعبوس قائله: يرضيك ياحاج انى اجول لولدك يساعدنى تجوم مرتك تزعجلى.
صرخ بها عزمى قائلا: اتملى يا رقيه بدل ما اطلعلك فوج.
كادت رقيه ترد عليه لكن شاكر امسكها ومنعها واجاب: خلاص يابوى انا هنزل الشنطه وانزل اهه.
واشار لوالدته بان تهدأ لكنها لم تحتمل وقالت: وهى متشلهاش ليه على يدها نجش الحنه، ولا عايزه تشغل ولدى عندها كمان.
غضب عزمى قائلا: عندك حج بردو هو راجل وميصحش اكده نزليها انت يارقيه.

ونظر لها محذرا ارتجفت رقيه من الخوف وتجمدت مكانها، نزلت نواره اليه وهى تتصنع عدم الرضا قائله: لاه يا حاج ميصحش اكده، ده انا لسه بجولك تراضيها تجوم تزعلها تانى.
ونظرت اليها بشماته حمل شاكر الحقيبه ونزلها مسرعا قبل ان يتحدث والده مره اخرى ويجبرها ان تنزلها ويزداد الامر سوء، نظر اليه عزمى غاضبا فربط شاكر على كتفه قائلا: خلاص بجا يا ابوى.

نظر عزمى لها بغضب قائلا: ماشى يا رقيه لما اعودلك بس، خرجها بره ويلا بينا يانواره.
نواره بدلع: يلا ياسيد الرجاله.
خرج شاكر وضع الحقيبه فى السياره، وركبا الاثنان السياره وذهبا الى الدوار.

دخلت رقيه غرفتها وهى تشتعل غضبا وتبكى وتندب حظها وتعدد وتتوعدقائله: يامرك يا رقيه يامورك بس لاه مش رقيه اللى يتعمل فيها اكده انا هوريكى يا نواره ( انتبهت للخزانه فاقتربت منها ونظرت بها) واه هى وصلت لاكده تاخد خلجاتى كمان (قلبت بالملابس) دى استعملتهم كمان ماشى يا عزمى انت كمان هى بجت اكده مش رقيه اللى تسكت عن حجها ابدا.

واوقعت كل الملابس فى الارض، وهى تصرخ فى غضب، اتى اليها شاكر وظل يهدأها ويطيب خاطرها حتى هدأت.

فى موعد الجلسه ذهبت بهيره دخلت القت التحيه وجلست امام مكتب على قائله: السلام عليكم.
نظر على الى وجهها يتامل السعاده التى اضأته وابتسم قائلا: وعليكم السلام اهلا يا بهاء اخبارك ايه؟
ابتسمت قائله: الحمد لله تسلم يا استاذ على.
فرح بابتسامتها التى اسعدت قلبه وزادت ابتسامته ومازحها قائلا: مقولنا بلاش تسلم دى.
ضحكت قائله: مفرجاش كتير معيزش اتعلم انا اكده زين.

تنهد فضحكتها كانت كأغنيه جميله تمنى سمعها كثيرا نظر لها قائلا: وده الصح خليك على طبيعتك اللى خلقهالك ربنا عمرك ماهتخسر.
كان يقصد ان تبقا انثى فهو لا يريدها ان تتحول فقد رأى انوثتها من اول لحظه رغم هذه الملابس التى ترتديها.
هزت راسها بالموافقه قائله: عندك حج.
تعجبت من نظراته وشعرت ببعض الحرج، لاحظ على ذلك فقرر تشتيتها قائلا: هو انت معاك شهادة ايه؟

تفاجأت بهيره بالسؤال واجابت ببعض الخجل: مكملتش طلعونى من بعد ما اخدت الاعداديه.
وجدها على فرصه جيده ليحى بها الحلم من جديد قائلا: طب ما تكمل دراستك وتدخل الجامعه.
ترددت قائله: هو ده بنفع ده انا بجالى كتير بعيد عن العلام.
نظر له قائلا: ليه انت عندك كام سنه اصلا؟
بهيره: سبعتاشر سنه.
على: يعنى بقالك ثلاث سنين بس بعيد عن التعليم مش كتير ولا حاجه، وبعدين ياسيدى انا ممكن اساعدك.
زاد ترددها قائله: معرفش هفكر.

رن الجرس فابتسم على قائلا: ادخل يالا وفكر براحتك، بس اوعى تضيع عمرك وانت بتجرى ورى سراب، حدد اهدافك واسعى لتحقيقها.
سكتت للحظات، وكأن كلامته وجة نظرها لاشياء كثير لم تكن ترها، او كانت تخاف من السعى ورأها، دخلت لعبير جلست امامها قائله: السلام عليكم.
ابتسمت قائله: وعليكم السلام اهلا يا بهيره ازيك عامله ايه دلوقتى؟
بهيره: بخير الحمد لله حصل حاجات كتير الايام اللى فاتت ونفسى احكيهالك.

عبير بحماس: شكلها حاجات تفرح باينه على وشك احكى يالا بسرعه.

نظرت لها بسعاده قائله: ربنا اتنجملى من مرت عمى جابلى حجى، حازم واد خالى انت خبراه( هزت راسها بالموافقه) بجاله كام يوم يجى يجعد معاى بالليل اشوى، ورغم ان ده بيضايجنى بس خلاص يعنى، المهم انه جالى وحكالى اللى حصل معها وكيف عمى ضربها وبهدلها اخر بهدله وعمل فيها زى ماعملت فيا، ( بحزن ) بس معرفاش ليه يا دكتوره رغم فرحتى من جويا متضايجه كيف افرح فيها اكده، انا عمرى ما شمت فى حد اكده، هو انا اكده ابجا وحشه.

ابتسمت قائله: لاء طبعا دى مش شماته ده فرح بأنتقام ربنا من الظالم، ده ربنا سبحانه وتعالى اللى جاب حازم عندك، عشان يبرد قلبك وريكى انه جبلك حقك منهم، المهم انك متتشفيش فيها لكن الفرح ده حقك.
اخذت نفس وزفرته قائله: الحمد لله انا كنت حاسه بالذنب وتانيب الضمير عشان فكرت اكده.
عبير: احكيلى بقا ايه اللى حصل بالظبط.

قصت عليها بهيره كل ما حكاه لها حازم، وقصت عليها كل ما حدث مع حازم بكل تفاصيله، فابتسمت قائله: قوليلى ايه اللى خلاكى متضايقه من وجوده معاكى فى الاوضه لوحديكو، رغم انه فاكرك ولد زيه؟

تعجبت قائله: بس انا عمرى ماحسيت انى ولد، انا ديما جويا حاسه ان بنت، وعشان اكده كنت متضايقه انى هغير، لانى مكنتش حابه التغير، بس كنت حاسه انى مجبره عليه، لانى معنديش حل تانى، ولسه لحد دلوقت مش عارفه اعمل ايه ولا كيف اتصرف؟

عبير: لازم تختارى، دلوقتى انت قدامك فرصه انك تعيشى حياه جديده، وتبدأى من جديد وتنسى كل اللى فات، بس هتكونى مضتره تنسى معاه اسمك واهلك ومالك، او ترجعى بهيره تانى، وتواجهى كل اللى ازاكى وتاخدى حقك منهم.

نظرت اليها بهيره ولم تجد ما تقول اخذت نفس وزفرته وقالت: ارجع بهيره امال انى مين دلوك؟! وهو انا صُح اقدر ارجع بهيره تانى؟! ده ممكن؟ معرفاش يا دكتوره معرفاش، على وانا جاعده بره جالى اكمل دراستى وادخل الجامعه، وهو انا اقدر؟

عبير: تقدرى (نظرت اليها بهيره متعجبه) ايوه تقدرى، بهيره اللى اعرفها قويه مش ضعيفه، بس هى مش عارفه ازى تستغل قوتها، مفكرتيش ليه مرات عمك كانت بتذلك وتكسرك؟ لانك قويه ولو معملتش كده مش هتقدر تتحكم فيكى، فكرى صح يابهيره وانت هتلاقى الاجابه.
نظرت لها دون كلام تفكر فى كلامها، هل حقا هى تملك القول كما تقول، ترددت قائله: معرفاش يا دكتوره حديتك ده صُح ولا لاه، معرفاش اخد قرار خايفه مجدراش اقرر.

عبير: فكرى وعيدى حسباتك وخدى قرارك براحتك، بس لازم تعرفى انك مش ضعيفه ومش مجبره تعملى شئ انت مش عايزه، انت خرجت من بيت عمك عشان محدش يجبرك على حاجه.
كانت الكلمات بالنسبه لبهيره، كجرس انذار ليفيقها من الدوامه التى دخلت بها، شعرت فجأه انها ترى كل الامور بصوره خاطأه، وعليها اخذ قرارها ابتلعت ريقها قائله: هفكر لازما افكر واحسبها زين، انا خسرت حاجات كتير معيزاس اخسر تانى.

عبير: وانا معاكى فى اى قرار هتاخديها هساندك واساعدك فيه.
نظرت لها وابتسمت وقامت وقفت قائله: همشى دلوك لكن هعاود فى الجلسه الدايه ويمكن اكون جدرت اخد قرار.
ابتسمت لها هى الاخرى ونظرت لها نظره داعمه لها، خرجت من الغرفه مرت على على فاشار لها قائلا: متنساش تفكر فى موضوع الدراسه.
هزت راسها بالموافقه وخرجت، ذهبت الى المحل، دخل على الى عبير جلس قائلا: هى مالها خرجه سرحانه ليه كده؟

عبير: عشان بدأت تفوق وتعرف قيمة نفسها.
على: هى فعلا محتاجه ترجع لها ثقتها بنفسها، عشان تقدر تعيش منغير ماتتكسر تانى.
عبير: الموضوع مش سهل اللى عمله فى سنين مش هيتغير فى يومين، يمكن لان البنت اصلا عندها كرامه وعزت نفس ده هيسهل علينا الموضوع شويه، لكن هو فعلا صعب.
على: انا عارف بس خطوه خطوه، انا كلمتها عن الدراسه والجامعه عشان اصحى احلامها اللى دفنتها لما استسلمت زمان.

عبير: برافو عليك فكره كويسه واعتقد انها مش هتتأخر كتير فى اخد القرار.
اخذ نفس وزفره قائلا: اتمنى فعلا.
فهو كان يشعر بالخوف عليها فمرحلة التخبط هذه هى اصعب المراحل التى قد تمر بها، ولن يكن من السهل عليها اخذ القرار.

اتت نفيسه الى منزل نواره وجلست معها فى احد الغرف بالاسفل، نظرت لها نواره قائله: الراجل معرفاش ماله بين البرشام بتاعك تجيل عليه داخلين على سبوعين دلوك، ومعرفاش مدهول كده ليه؟
نفيسه: طب ماتبطليه لايجراله حاجه.
نواره: وجفته من امبارح بس لسته نايم بردك معرفاش اعمل ايه؟
نفيسه: ولا تعملى ولا تسوى انت مالك هو نايم فى ايه دى؟

نواره: افهمى اللى فات كان ينفع عريس بجا ومبسوط لكن لو طول عن اكده ممكن ولاده ياجو ويسالو ويعملو مشاكل وانا ماعيزش مشاكل تحصل دلوك، معيزاش حاجه تبوظ خطتى فهمتى.
نفيسه: اكده فهمت تمام طب خلاص على عشيه هتلاقيه يفوج بس واضح ان دماغه كانت خفيفه جوى.
نواره: ربنا يستر (اخرجت شريط من صدرها) خدى الشريط ده معيزهوش بجا.

واذا بصوت عزمى ياتى من الاعلى ينادى على نواره، فنظرت الى نفيسه قائله: امشى انت دلوك ومتجيش الا لما اشيعلك.
نفيسه: ماشى.
صعدت له نواره قائله: عايز حاجه ياسيد الناس.
عزمى: حضرلى وكل على ما اسبح عشان انزل، حاسس انى فايج هروح اطل على الارض بجالى كتير مهملها.
نواره: حاضر من عنيا على ماتخرج من الحمام احلى وكل يكون داهز.

نزلت نواره احضرت له الطعام وصعدت به، وضعته على طاوله فى الغرفه خرج من الحمام وجلس تناول منه القليل وقام، قالت نواره: واه مكلتش ليه معجبكش ولا ايه؟
عزمى: لاه ده زين جوى بس مليش نفس وكمان حاسس انى مش زين هعدى على دكتور الوحده عشان اطمن.
نواره: لاه دكتور وحدة ايه نتدلى حالا لدكتور فى مصر كيف تبجا تعبان وتجولى دكتور الوحده.

عزمى رافضا: انا زين هو بس معرفش ايه الصداع اللى كان ماسكنى الايام اللى فاتت، بس خلاص الحمد لله بجت زين، وماريحش لدكتور الوحده كمان، بس هروح البيت التانى ويمكن ابيت هناك.
نواره: اوماله ده حجها وانا كفايا عليا الجلع اللى شوفته الايام اللى فاتت.
عزمى: ماشى انا خارج.
خرج عزمى وهو يفكر قائلا: انا مفكرش حاجه من اللى عما تجوله وكانى كنت فى عالم تانى المهم اشوف الارض، صُح نسيت.

نداى على نواره فاتت اليه قائله: فى حاجه ياسيد الرجاله؟
عزمى: صُح كنت عايزك تعمللى توكيل عشان اعرف اراعى ارضك.
نوراه: طبعا عنيا ياسيد الرجاله، السبوع الداى اروح السجل اجدد البطاجه، اصلها خلصت المأذون وهو بيكتب الكتاب جالى انها معتنفعش لازم اجددها.
عزمى: كيف ده ومجليش ليه؟
نواره: عشان كانت باجى فيها يومين فجلى هكتب الكتاب لكن لازما اجددها.
عزمى: طب زين خلاص ابجى روحى جدديها ومتتاخريش.

نواره: حاضر السبوع الداى.
خرج عزمى وذهب الى الارض، لكنه شعر بتعب شديد، وفقد توازنه ووقع فحمله بعض العاملين ونقلوه الى منزله عند رقيه.

كان عزمى فى الارض، وشعر بتعب شديد، وفقد توازنه ووقع فحمله بعض العاملين ونقلوه الى منزله عند رقيه، عندما راته رقيه فزعت قائله: عزمى مالك ياعزمى مالك ياخوى بيه ايه؟حصل ايه؟
احد العاملين: مخبرينش هو كان وجاف وفجاه وجع على الارض، فجبناه وجينه على اهنه.
رقيه: طلعوه فوج بسرعه وحد يعيط على شاكر ولده يجبله حكيم بسرعه.

وضعو فى سريره، وذهب احدهم اخبر شاكر، فاحضر الطبيب واتى مسرعا، فحصه الطبيب ونظر اليهم قائلا: هو ارهق نفسه كتير فى الفتره اللى فاتت؟
تضايقت رقيه ونظرت الى الجه الاخرى، اجاب شاكر: لاه ده عريس وكان اديله فوج العشرايام جاعد فى الدار مهينزلش.
الطبيب: هو اتجوز شابه صغيره؟
شاكر: ايوه المهم دلوك هو عنده ايه؟

هز الطبيب راسه قائلا: تمام هو مرهق زياده عن الزوم محتاج راحه وبس انا هديله حقنه مهدأه وبكره هيبقا تمام.
شاكر: يعنى مفيش حاجه تجلج يا دكتور؟
الطبيب: لاء هو ارهق نفسه زياده ولما يريح كام يوم هيبقا كويس، (هامسا) تعالى معايا تحت هسالك عن حاجه.

هز شاكر راسه وشعر ان هناك شئ يريد اخباره به لايريد والدته ان تعرف به، اعطاه الطبيب حقنه وخرج هو وشاكر، نظرت اليه رقيه بغضب قائله: ليه يعنى كنت محروم اياك ده انت معاك حرمه كل رجال البلد حفيو ورها وهى من خيبتها فضلتك عليهم.
وتركته وخرجت من الغرفه، قابلها شاكر وتعجب قائلا: سيبها وهو تعبان وراحه وين خليكى جاره؟
نظرت اليه فى غضب: سبنى لحالى دلوك لما اهدى ابجا اعاود.

وذهبت جلست بغرفة سماح وهى تكاد تنفجر من الغيظ، ظل شاكر معه حتى افاق، فتح عينه ونظر حوله قائلا بصوت ضعيف: انا وين؟
شاكر: بمطرحك يابوى هتكون وين.
حاول ان يجلس لم يستطع فظل مكانه وتاوه قائلا: انا مجدرش اشيل راسى من مكانها ليه اكده هو ايه اللى حُصل؟
اخذ شاكر نفس وزفره قائلا: كان لزومها ايه يعنى الحاجات اللى اخدتها دى؟ ما انت زين، اهى تعبتك اه.
عزمى بتعب: وانت مين خبرك؟

شاكر: يعنى صُح، الدكتور شك وجالى وانا جولت اسألك.
عزمى: دى هى حبايه واحده بس، مخبرش ليه كل ده حصل.
شاكر: المهم الدكتور جال ترتاح وهتبجا زين.
عزمى: امال امك وين ماوعيلهاش.
شاكر: مطاجتش لما الدكتور جال ومشت.
عبس قائلا: منجصاش جلع حريم هى، افوج انا بس، حاسس انى تعبان جوى ياولدى.
شاكر: اطمن الدكتور جال ريح وعلى بكره هتجا زين.
عزمى: تمام.

وصل حازم باب غرفة بهيره وهو يشمشم، دق الباب عليها قائلا: بهاء افتح يا بهاء؟
فتحت بهيره الباب وقالت متعجبه: ايه فى ايه ياواد عمى مالك عتخبط اكده ليه؟
شمشم وهو ينظر داخل الغرفه قائلا: ريحة الوكل دى جايه من عندك؟
ابتسمت قائله: واه هو ده اللى جايبك ايوه عامل ويكه وفروج.
لهث حازم قائلا: صُح ويكه واه لاه لاه لازما ادوجها دى ريحتها جابتنى من تحت.

ضحكت قائله: اوماله امال هاكلها لحالى، حط انت بس الطربيظه دى والكرسى بره، على مااحمر الفروج.
حازم: فروج متحمر كمانى لاه ده الموضع اكده محتاج جعده فى الهوا صُح.
دخلت بهيره وهى تقول فى عقلها: خلينا بره بدل ماتتحرر وتجلع وتبجا حوسه تانى.
انهت تحمير الفراخ، ووضعت الطعام على الطاوله هى وحازم، جلسا يتناولا الطعام، تذوق اول قطعه منه ونظر لها مبهورا: واه ايه ده ده انت شاطر جوى يا واد.

اخذت نفس وزفرته قائله: اتوحشت امى فعملتها جولت تفكرنى بيها.
ابتسم قائلا: وانا كمان فكرتنى بالويكه بتاعت عمتى الله يرحمها، كانت شاطره فيها جوى، انما لما انت شاطر اكده فى الطبخ حارج جلبنا ليه بالوكل الناشف ده ومطبختش من زمان.
بهيره: ما انت خابر الشغل ومفيش وجت، انا لولا اتوحش امى مكنتش عملت حاجه.
نظر اليه متعجبا: انما انت اتعلمت الوكل ده فين ده انت ولا اجدعها شيف.

تفاجات من السؤال وتنبة للامر قائله: هاه اصل انا اشتغلت مع شيف لفتره بس مكملتش، خفت حد من البلد يعرف وتبجا عيبه.
حازم: مليش صالح من هنا ورايح مفيش اكل داهز تانى عتطبخ لنا، وكلك زين جوى.
بهيره: ما انت شايف الشغل والوجت عموما كل ما هلاجى نفسى فاضى وعندى وجت هعل وكل زين.
حازم: ماشى بس هبجا اشارك وادفع ويالك وتجلى ليك كام من حج الوكل ده؟
بهيره: انت هتركبنى العيبه ولا ايه انا عازمك.

ضحك قائلا: خلاص لاعيبه ولا غيرُ خلاص المره الدايه عليا كلها واكده نبجا خالصين.
هزت راسها بالموفقه دون كلام.
وبعد تناول الطعام ظل معها لبعض الوقت ونزل، وفى اليوم التالى ذهبت الى الجلسه فى موعدها كالعاده، دخلت جلست امام مكتب على قائله: السلام عليكم.
ابتسم قائلا: وعليكم السلام اهلا يا بهاء عامل ايه؟
بهيره: الحمد لله بخير.
نظر اليها قائلا: مالك حاسس انك قلقان فى حاجه شغلاك.

اخذت نفس وزفرته قائله: معرفاش اعمل ايه؟
ابتسم قائلا: التردد اكبر غلطه ممكن يرتكبها الانسان، خد قرار واتحرك خطوه، مش مهم لقدام ولا لوره المهم انك تتحرك، لكن طول ما انت متردد هتفضل مكانك، خد الخطوه واتحرك هو ده المهم، وزى ما بيقولو فى الحركه بركه.

صمتت وظلت تفكر فى كلامته، وكأنه يفهم ما يدور فى عقلها، شعرت انه محق فعليها اخذ قرار، رن الجرس واشار لها بالدخول، دخلت جلست امام عبير، انتظرتها ان تتحدث لكنها ظلت صامته، فنظرت لها قائله: ايه مالك ساكته ليه؟
نظرت لها بهيره بتردد قائله: معرفاش خايفه من القرار، مجدراش.
عبير: تمام ده اكيد بس قوليلى ايه اللى فى دماغك؟
تنهدت قائله: يعنى كنت عايزه اعرف لو هغير اسمى واعيش باسم جديد ده هيكون ازى؟

ابتسمت قائله: اممممم اقولك فى الحاله دى هنقول انك صاقطه قيد ونعملك شهداة ميلاد جديده وورق جديد.
بهيره: طب هجدر اكمل علامى؟
عبير: لاء هتبدأى من جديد تاخدى ابتدائيه واعداديه وثانويه عامه وبعد كده الجامعه.
بهيره: بس انا معايا ابتدأيه واعداديه.
عبير: لاء مادول خلاص راحو مع بهيره، مش انت خلاص هتسيبى بهيره وتبقى شخص جديد.
تفجأت قائله: واه ويروح عليا تعبى دول تسع سنين يروحو اكده، لاه مينفعش.

عبير: ماهو لكل اختيار منهم تضحيات.
بهيره: طب ولو رجعت بهيره هعمل ايه؟ وايه اللى هضحى بيه؟
عبير: هتعملى ايه ده هنشوف محامى، وهو اللى يقولنا الاجرات القانونيه اللى المفروض نعملها، واللى هتضحى بيه ارضك وفلوسك هتسبيهم لعمك عشان يسيبك فى حالك.
بهيره: بس اكده خلاص معيزاش فلوس ولا ارض.
عبير: يبقا انده ل على عشان هو اشتغل مع محامى قبل كده، وفاهم فى الموضوع ده وممكن يساعدنا.

رنت الجرس فدخل على قائلا: ايوه يا دكتوره فى حاجه؟
عبير: كنت عايزه اعرف لو شخص اختفى واهله قاله انه مات، ودفنو جثه تانيه وطلعو شهادة وفاه، ايه الاجراءت اللى يعملها الشخص ده عشان يرجع؟
على: تقصدى يثبت انه لسه حى.
عبير: بالظبط.
على: سهله بنروح النيابه ونثبت انه لسه عايش، ونجيب شهود على ده، وبيتم التأكد عن طريق البصمه بتاعته ويرجع تانى للحياه.
بهيره: طب لو اهله رفضو يعترفو انه هو ده الشخص؟

على: بسيطه تحليل الDna
بيبقا هو الفاصل بينهم، وفى الحاله دى ممكن يتحكمو بتهمه الاحتيال والكذب.
عبير: طب تعرف محامى شاطر يعرف يخلص قضيه زى دى؟
على: المحامى اللى كنت بشتغل معاه، محامى كبير بس هو حراق شويه.
بهيره: يعنى ايه حراج دى؟
ابتسم قائلا: يعنى بياخد فلوس كتير.
تفهمت بهيره قائله: اه مش مهم المهم انه يعرف يخلص.
على: من الناحيه دى يعرف ونص.
عبير: طب خلاص حدد لنا معاه معاد نروح نقابله ونتفق معاه.

كانت تنظر لبهيره وهى تتحدث وبهيره وافقتها على الكلام وهزت راسها.
على: طب هخرج اكلمه وارجع اقول لكم المعاد.
خرج على، نظرة عبير لبهيره قائله: بس كده على لازم يعرف انك بنت.
هزت بهيره راسها بالموافقه قائله: هو انت بتثقى فيه جوى يعنى؟
ابتسمت قائله: ده ابن اختى مش مساعد عندى وبس.
بهيره: ان كان اكده يبجا ماشى.
عاد على وقال: يناسب معاكم الجمعه الجايه؟
بهيره: يناسب ان شاء الله.

تركهم وخرج قامت بهيره لتخرج هى الاخرى فقالت عبير: بصى مش هينفع تروحى كده بلبس الرجاله، انا هشتريلك لبس بنات وحجاب ماشى؟
بهيره: بس هدفع حجه جبل لالبسه ولا اخده.
ابتسمت عبير قائله: خلاص اتفقنا يا ستى، بس حاولى تدورى عندك على اى ورق ينفعنا.
بهيره: حاضر ان شاء الله.
عبير: يوم الجمعه تيجى على هنا ونمشى من هنا سوى بعد ما تغيرى لبسك تمام.
بهيره: تمام عن اذنك.
خرجت بهيره واشارت بيدها لعلى وعادت الى المحل.

استيقظ شاكر ودخل غرفة والده يطمأن عليه، نادى عليه فلم يجيب، اقترب منه وربط على كتفه قائلا: ابوى اصحى يا بوى.
لكنه لم يجيب عليه فنداى بصوت اعلى وهزه ليستيقظ لكنه لم يجيب عليه، ورأه كأنه متجمد مكانه، فخرج مسرعا وهو ينادى قائلا فى فزع: اما، يا اما انتِ وين يا فايز حد يجى بسرعه ابوى تعبان جوى.

دخل غرفته امسك هاتفه واتصل بالطبيب، خرج وجد والدته واخوته يجرون مسرعون الى غرفة والده، بدأت رقيه فى هزه وافاقته قائله: عزمى جوم ياعزمى عزمى جوم يارجلى جوم رد عليا (بصراخ) عزمى عزمى.
فاقترب منها فايز وامسك بها قائلا: اهدى يا اما اهدى شاكر اتصل بالدكتور وزمانته جاى.
لكنه لم تسمعه وظلت تصرخ: يامرك يا رقيه ياسودك يارقيه رد ياعزمى رد ياراجلى مالك بيك ايه ياخويا عزمى.

حاول شاكر هو الاخر تهداتها لكن دون فائده، وقف عبد العزيز فهو اصغرهم يبكى، اتى الطبيب فاخرجهم شاكر من الغرفه وظل هو مع الطبيب، فحصه وقال: لازم يتنقل للمستشفى حالا انا شاكك ان عنده جلطه وواضح انها بقالها فتره ولو ملحقنهاش هتبقا نتيجها مش كويسه.
شاكر فزعا: جلطه لاه ربنا يحوش عنه هتصل بالمستشفى ياجو حالا.

امسك هاتف واتصل بالمستشفى الخاص وطلب ارسال سيارة اسعاف بسرعه، وبعد بعض الوقت اتت سيارة الاسعاف واخذته ركب شاكر ورقيه معه فى السياره، ولحق بهم فايز وعبد العزيز، ادخلو غرفة العنايه المركزه، مر وقت وهو بالداخل وهم ينتظرون فى حاله سيئه ورقيه وعبدالعزيز لا يتوقفان عن البكاء، خرج احد الاطباء فاسرعو اليه قال شاكر: ايه الاخبار يا دكتور؟

الطبيب: الحاله استقرت بس للاسف مقدرنش ندوب الجلطه كلها وهتسيب اثر عنده.
رقيه ببكاء: يعنى ايه مفهماش؟
الطبيب: لما يفوق هنعرف ونقول لكم المهم هو حالته دلوقتى افضل عن اذنكم.
وتركهم وذهب لحق به شاكر قائلا: ممكن توضح فى حاجه عايز تجولها؟
الطبيب: بصراحه مقدرتش اتكلم جدامهم عشان حالة والدتك، بس للاسف اتاخرتو جدا ومقدرناش ندوب الجلطه، وهيفضل مشلول، ومش هيقدر يتكلم.

صدم شاكر قائلا: ياوجعه مطينه كيف يعنى مهيجدرش يقف على رجليه تاني.
الطبيب: للاسف مش هينفع انتو لحجته على اخر لحظه والا مكنش هيفوق منها اصلا.
شاكر حزينا: طب وهيخرج من العنايه ميتا؟
الطبيب: يومين ثلاثه اكده بس نطمن عليه وحالته تستقر.

هز شاكر راسه وبدأت الدموع تتساقط من عينه، لكنه خجل ان يرها احد فمسحها مسرعا، وعاد اليهم ولكن لم يخبرهم بالحقيقه، مر يومان وهو على نفس الحال، علمت نوارا بالامر واتت لتتطمأن عليه، اقتربت من غرفة العنايه المركزه، رأتها رقيه نظرت لها بغضب قائله: ايه اللى جابك اهنه يابومه انت غورى من اهنه.
نظرت اليها متحديه: جايه اطمن على جوزى عايزه ايه؟

رقيه فى غضب: ملكيش صالح بيه بعدى من اهنه بدل ما اموتك ويحسبوكى عليا نفر.
نظرت اليه ببرود: ماهمشيش انا مرته ومن حجى اجعد جاره فى عياه ولا عايزهم يجولو عليا جليلة اصل.
جزت رقيه على اسنانها قائله: انت اصلا معندكيش اصل فغورى من اهنه يابومه.
رمقتها بنظرها من الاعلى الى الاسفل وتخطتها لتدخل اليه، فامسكتها من ذراعها وابعدتها عن الباب وصرخت بها: انا جولت معتدخليش وغورى دلوك.

جذبت نواره ذرعها منها ودفعتها بقوه كادت تقع فى الارض، وعدلت ملابسه قائله: انا ماشيه بس خليكى فاكره انك انت اللى بدأتى يا رقيه عشان ردى مهيعجبكيش.
وتركتها وذهبت الى الطبيب وعلمت منه الحاله وتاكدت انه لن يعود كالسابق، عادت الى منزلها.

ذهبت بهيره الى عيادة الطبيبه وجدتها تنتظرها هى وعلى فى صالة انتظار المرضى، ابتسمت قائله: السلام عليكم.
عبير: وعليكم السلام اهلا يا بهيره.
هز على راسه تحيه لها مع ابتسامه دون كلام، بدلته الابتسامه وهزت راسها تحيه له وقالت: هنتحرك دلوك؟
عبير: ايوه ( اعطتها حقيبه فى يدها ) ادخلى غيرى لبسك عشان نمشى.
امسكت بهيره الحقيبه قائله: هو لازم ده يعنى؟

عبير: احنا قولنا مش عايزين حد يعرف انك لبستى راجل اصلا يالا بقا عشان منتاخرش.
ترددت للحظات ودخلت الى غرفة الطبيبه، فتحت الحقيبه وجدت كل ماقد تحتاجه من ثياب حتى الداخلى، ابتسمت بخجل وتذكرت والدتها، ارتدت الملابس ولفت الحجاب بشكل جيد فى مرأه صغيره موجوده بالغرفه، خرجت من الغرفه قائله: جهزت اهه.
نظر لها على منبهرا بها حتى انها شعرت بحرج شديد واحمر وجهها خجلا، فجذبته عبير من ذراعه قائله: على فى ايه؟

تنبه قائلا: معقول القمر ده كان لابس راجل من شويه؟! حرام عليكى فى حد يعمل كده؟!
اندهشت بهيره من كلماته ولم تجد ما تقول، ابتسمت بخجل وارتبكت فهى لاول مره ترى نظرة اعجاب فى عين شاب، لاول مره تشعر انها فتاه ككل الفتايات، لاحظت عبير ارتباكها وارادت ان تنهى الامر فقالت: اخرج يلا سخن العربيه عشان تودينا للمحامى ويلا من هنا.

فهم على مقصدها فخرج وشغل السياره، تنحنحت عبير قائله: يالا يا انسه بهيره عشان نروح للمحامى.
شعرت بهيره بمشاعر غريبه، لاول مره تشعر بها خرجت معها، وجدت على ينتظرهم فى السياره ركبا معه، ذهبو الى مكتب المحامى، جلسو مع المحامى ابتسم على واشار قائلا: الاستاذ جلال الدين المحامى من اكبر المحامين فى مصر(اشار على عبير) الدكتوره عبير حسين اخت والدتى ( اشار على بهيره) الانسه بهيره صاحبة القضيه.

ابتسم جلال قائلا: اهلا بيكم على ده من افضل الناس اللى اشتغلت هنا معنا وزعلت قوى لما سبنا، تايبست شاطر جدا.
على: متشكر ليك جدا انا كلمتك عن القضيه واكيد حضرتك فاكر.
جلال: ايوه فاكر بس عايز معلومات عشان افهم.
على: الانسه بهيره حصلت ظروف اضطرتها للخروج من بلدها وعمها اللى كانت عايشه معاه...
قاطعه جلال: معلش ياعلى انا عايز اسمع من الانسه، احكى من الاول خالص ايه اللى خرجك من البلد وازى التبس عليهم الامر؟

فكرت بهيره قائله: انا كنت عايشه فى بيت عمى عشان ابوى مات وعويدنا اكده.
جلال: طب والدتك عايشه؟
بهيره: لاه ماتت بعد ابوى بخمس شهور، عمى كان عايز يدوزنى ولده غصب عنى، فاستنجدت بعمى عمرى جه خادنى من هناك وجعدنى فى داره وراح لهم البلد بس قضاء ربنا سبجه ومات فى الطريج ومحدش منهم عرف انى جيت اهنه، وجالو انى انتحرت ودفنو دسه تانيه مكانى، وانا عاوزه اعاود للحياه من تانى.
جلال: طب انت كنتِ عملتى بطاقه مش كده؟

بهيره: ايوه بس مش معاى عمى كان واخدها حداه.
جلال: فى ليكى ورث؟
بهيره: اجل من ستين فدان بشوي صغيرين غير الفلوس فى البنك.
جلال: اه كده يبقا الموضوع مش هيبقا سهل قولى فى حد ممكن يشهد معاكى ويقول انك بهيره؟
بهيره: حازم واد خالى وخالى كمان.

جلال: تمام يبقا هتقولى اسمك وعنونك بالظبط عشان اعرف بالظبط ازى قالو انك انتحرتى، وبعد كده هنشوف ايه الاجراءت اللى هنعملها، وكمان شوفى عندك اى ورق ممكن يفدنا فى القضيه وكلمى خالك وابنه.
بهيره: زين.
جلال: الموضوع هيتكلف شويه انت اكيد فاهمه.
بهيره: اكيد فاهمه مفيش مشكله فى الفلوس المهم ارجع تانى.
جلال: خلاص نتقابل يوم الجمعه الجايه وياريت يكون معاكى جزء من الاتعاب وهقولك ايه الاجرأت اللى هنعملها.

بهيره: زين.
كتبت بهيره اسمها وعنونها فى ورقه، واعتطها له، وقام على وقامتا الاثناتان وسلم على عليه واشارت له الاثنتان باليد وخرجو جميعا، عاد الى العياده غيرت بهيره لبسها وتركت البس فى العياده وخرجت قائله: الخلجات جوه وان شاء الله اجى يوم الجمعه.
عبير: لاء تيجى الجلسه عادى يوم الثلاث.
بهيره: تمام.
على: هتكلمى ابن خالتك وتقوليله ازى؟
بهيره: معرفاش؟
عبير: هاتى معاكى الجلسه واحنا نشرحله كل حاجه.

هزت راسها بالموافقه دون كلام وخرجت، قالت عبير: هامشى انا كمان عشان الولاد ونبقا نتكلم وقت تانى.
وتركته وذهبت جلس هو شارد يفكر ببهيره يتذكر نظارتها وابتسامتها وخجلها منه وقد زادات الارتباك الذى بداخله نحوها وتنهد قائلا لنفسه: مش عارف التفكير ده هيودينى لفين بس مش عارف مفكرش فيها.
وعاد الى شروده بها.

استقرت حالة عزمى وعادو به الى المنزل، كانت حالته النفسيه سيئه جدا، وقد نبه عليهم الطبيب مراعة حالته النفسيه جيدا، جلسو جميعا حوله ربط شاكر على يده قائلا: حمدالله على سلامتك يابوى، نورت دارك.
رقيه: هى الدار منغيرك تبجا دار.
فايز: ان شاء الله تخف وبجا زين يابوى.
عبد العزيز قبل يده قائلا: اتحوشتك كتير يابوى كنت عايز اجيك المستشفى بس هما ماخلونيش اجى.

رقيه: ماانت كنت وينا اول يايوم ياعبد العزيز وبعدين عندك مذاكرتك معيزينش نعطلك واخواتك كانو بيجو يطلو عليك ويرعوك.
عبد العزيز: كنت عايز اطمن عليه ربنا ما يحرمنا منيه ابدا.

كان ينظر لهم ويزوم فقط فهو لايحرك سوى راسه فقط، ولا يستطيع الكلام، كان يبحث بعينه عن نواره فهو لايرها معاهم ويريد ان يسال عنها، وكانت رقيه تفهم نظراته لكنها تتجاهلها، فبدأ يزوم اكثر ويتضايق، ففهمت رقيه فابتسمت قائله: خابره انك عايز تسال عن نوره.
فهز راسه بالموافقه وهو يزوم فتنهدت قائله: طلعت واطيه ومدتش حتى تطل عليك انسها وطلجها متستهالش اللجمه حتى.

فهاج اكثر وبدأ يزوم اكثر فربط شاكر على ذرعه قائلا: متزعلش يابوى هروح لها واخليها تاجى مدمت انت عايز اكده.
لكنه لم يصدقه فهو يعلم انه يكذب عليه، فحاول الكلام لكنه لم يستطع فزاد غضبه واحمر وجهه وهو يشعر ان كل شئ يضيع منه وهو لا يستطيع فعل شئ فقد اصبح عاجز، اعطته رقيه بعض الادويه فهداته قليلا واغمض عينه ونام.

خرجو جميعا من الغرفه نظرت رقيه الى شاكر تنهره: اياك تروح تجيب الحربايه دى اهنه انت موعيتش للى عملته هناك؟
شاكر: واه ياما هو انا عبيط انا هريحه بالكلام بس متخافيش معدخلهاش دارنا تانى.
فاطمأنت وهدأت نادى احد العمال ان هناك عسكرى يريد احدا منهم، فنزل شاكر ليرى ماذا هناك، وكلمه واخذ منه انذار من القسم فاستلمه ونظر به لكنه لم يفهم مابه، فناده والدته وسألها قائلا: اما متعرفيش اعلان ايه ده؟

اخذت ونظرت به قائله: مين ده اللى استأجر البيت ابوك لايمكن يعمل اكده، روح النجطه واسأل، وهملنى اروح اشوف ابوك.
هز شاكر راسه بالموافقه وذهب الى نقطة الشرطه ودخل لمأمور القسم وساله قائلا: انا بدى اعرف ايه الانذار ده وبعتينه ليه؟
اخذه المأمور ونظر به قائلا: دى الست نواره اللى طلبته، اجرت الدار وجالت انكم مرضينش تخلوه.
شاكر غاضبا: اجرتها كيف يعنى؟! هو دارها دى دارنا احنا؟

المأمور: هى جدمت ورق بيجول انها تملك البيت، والارض اللى جاره، كمان وجالت ان ابوك هو اللى باعهم لها، وهى اجرته للحاج رمضان الطحان، وهو بده يستلمها، وياكم اسبوع تخلو فيه الدار.
شاكر رافضا: لاه ده دارنا ومهنخليهاش وانا هروح ليها دلوك اعلمها الادب الحرمه دى.
المأمور: اياك تازيها عشان ده ممكن يضرك انت فاهم.
زاد غضبه قائلا: اكتر من اكده هتطردنا من بيتنا، بس انا مهستكتش انا رايح لها.

وخرج وهو غاضب جدا ذهب الى منزل نواره، حاول الدخول من الباب الحديد، منعه البواب من الدخول قائلا: الست نواره مش اهنه روح دلوك وعاود وجت تانى.
نظر اليه متعجبا: انت مين اول مره اشوفك اهنه؟
البواب: انا الغفير الجديد شغلتنى الست نواره عندها من يومين.

نظر الى جسده الضخم وشكله المخيف، وفهم انها شغلته كى يحميها منهم، فعاد الى منزله وظل بالاسفل، وهو يكاد يجن لايفهم ما الامر، علمت والدته بعودته فاتت اليه قائله: عملت ايه ياولدى؟
شاكر وهو يقبض على يده فى غضب: نواره هى اللى اجرت الدار.
رقيه متعجبه: كيف يعنى ده هى دارها؟!
نظر لها شاكر: ايوه معها ورج والمأمور جال انها جالت انها خدت الدار والارض اللى حوليها كمان.

رقيه غاضبه: ده كذب مش معجول ابوك يعمل اكده، مروحتش ليها ليه توريها مجامها بنت الكلاف دى؟
نظر اليها فى غضب قائلا: روحت ملجتهاش، موجفه عجل عند الباب جالى مهيش موجوده.
رقيه: طب وهنعمل ايه ونفهم الموضوع ده كيف؟ وابوك كمان اللى عما يسال عنه وهيتجنن عليها ده؟
شاكر: معارفش، معارفش انا جولت سر ابوى كله وياكى وانت اللى هتعرفينى.

مستنكره: ده كان زمان جبل ليتدوز الكلبه دى، لكن دلوك خلاص مبجاش ليا ايمه عنده، (فكرت ) اجولك اتصل بعمك درغام هو مهيعملش حاجه غير لما يشوره.
امسك هاتفه واتصل بدرغام لحظات واجاب قائلا: ايوه يا شاكر ياولدى ابوك عامل ايه؟
شاكر: ابوى زين بس جولى هو ابوى كتب حاجه من ارضه ل نواره؟
تردد درغام قائلا: هو ابوك مجلكوش ان نواره كانت طالبه مهرها مية فدان ارض؟

شاكر مستنكراً: ليه يعنى بت مين عشان تاخد المهر ده؟! وبعدين كيف ابوى يكتب لها كل الارض اللى عندنا كيف يعنى؟
درغام: مخبرش يا ولدى بس هو كان مصر على الدوزه ومرضيش يترجع عنها.
انهى شاكر المكالمه معه ونظر الى والدته قائلا: ابوى اتجن وادها ارضنا مهر السفيره عزيزه هى اياك.

صقت وجهها قائله: يامورى كيف يعمل اكده( وهى تضرب بيدها على راسها) الطمع وصلك لفين يا عزمى يامرييييييي يامريييييي اتاريك هتتجنن عليها ياخوى خايف على مالنا.
شاكر غاضبا: خايف على مالنا ماهو اللى ضيعه، اطلع اجتله دلوك ولا اعمل ايه؟
فزعت قائله: لاه ده مهما كان ابوك ان كان ولابد يبجا هى اللى تتكتل ونخلصو منها وتبجا هى اللى بدأت.
فكر هو الاخر قائلا: صُح اكده وابوى هو اللى هيورثها.

فكرت رقيه فى الامر فهو بالفعل الحل الاخير ولكن يجب ان لايكن لهم اى يد بقتلها.
فكرت رقيه فى الامر، فهو بالفعل الحل الاخير، ولكن يجب ان لايكن لهم اى يد بقتلها، نظرت الى شاكر قائله: سيب موتها ده على انا وملكش صالح انت فاهم.
شاكر رافضا: ليه هو انا حرمه ولا ايه؟
رقيه ماكره: ماهو عشان انت رادل، متجفش لحرمه والحرمه ما يقفش جدامها الا حرمه زيها.
نفخ قائلا: طب وهنعمل ايه فى البيت هنهمله؟

فكرت بخبث: هنهمله عشان نعاود تانى، انما دلوك هنبين جدام الكل اننا جبلنا بالامر الواقع، وبعد اكده نخلص عليها وكل حاجه تعاود لينا تانى.
شاكر: يعنى ايه مافهمش؟
رقيه بحده: مش لازم تفهم دلوقت.
اخذ نفس وزفره قائلا: طب وهنروح وين؟
رقيه: دارنا الجديمه دى ملكى انا واخواتى البنات، وعشان اكده ابوك مرضيش يجددها، وهما مرضوش بيعولى نصيبهم جال ايه معجبهمش السعر فسبتها اكده لاهما اللى باعوها ولا استنفعو بيها.

شاكر: بس دى مهدمه ومهتنفعش للجعاد؟
رقيه: فتره صغيره وخلاص مش هنسبها كتير.
شاكر: لاه منهملهاش هروح الجسم دلوك اكلمهم المأمور يسبنا شوى.
وخرج مسرعا تركته وصعدت الى الاعلى اخذت جلباب وعبأه من ملابس عزمى، وارتدتهم واخذت بعض النقود وخرجت،.

وعادت بعد ساعتين ولم تخبر احد بما فعلت، اما شاكر لم يسمح لهم مأمور القسم بالبقاء اكثر من اسبوع فخرج وهو غاضب، وفى الطريق رأى نواره، فهجم عليها بشراسه لينقض عليها ويضربه، فوقف امامه ثلاث سيدات ضخام من الغجر، فتراجع الى الخلف قائلا وهو يجز على اسنانه: بعدى عن طريقى يا حرمه انت وهى خلينى اصفى حسابى وياها الحرمه دى.

قالت نواره ساخره: يعنى معارفش تعدى من حريم، وجاى تستقوى على حرمه، وبعدين عايز منى ايه ياولد روقيه؟
زاد غضبه قائله: انا ولد عزمى يا حرمه، وبعدين يعنى تطردينا من دارنا ونسكت كمان؟
اخذت نفس وزفرته قائله: حجى وخته طردتكم كيه ما تردتنى امك من دارى زمان بعد مامات حفظى الله يرحمه.
زجر قائلا: هاه دى دار عمى واحنا ورثنها وماعيزنكيش فيها حجنا.

نواره: لاه دى كانت حجى انا وابوى، ادهلنا حفظى ومعنا ورجها كمان لكن ابوك مخلصوش، وطردنا وجطع الورج، تارى واخدته مليكش حاجه عندى، انت ولا امك الحربيايه دى.
صرخ بها قائلا: سُك خاشمك ده امى دى ستك وتاج راسك، وارضنا هنخدها منيكى وهنحسرك عليها كمان.

نواره ساخره: ارضكم، دى ارض المسكينه بهيره اللى جتلتوها وسرجتو ارضها يعنى ملكوش فيه، وبعد من اهنه بدل ما اموتك وملكش ديه او اجولك، امسكو يابنات نوديه النجطه نعمله محضر عدم تعدى مره تانيه.
امسكن به السيدات وذهبن الى القسم، وكتب تعهد بعدم التعدى عليها، وان اصابها شئ يكن هو المسؤل، عاد شاكر الى منزله دون ان يخبر احد بما حدث.

عادت بهيره من المحل متاخره فكان لديهم عمل كثير، وجدت حازم يجلس على السطح، نظر اليها قائلا: ايه اللى اخرك اكده؟
تعجبت قائله: هيكون ايه يعنى؟! كان عندنا كذا عروسه النهارده واتاخرنا على ما خلصنا.
حازم: جلجت عليك لما اتاخرت وكمان كنت جايب وكل ناكل سوى، بس لما اتاخرت والجوع جرصنى اكلت بس بجيتلك نصيبك.
ابتسمت قائله: تسلم ياواد عمى
الست ليلى صاحبة الكوفير جابت لنا وكل لما الوجت اتاخر.

قام حازم وقدم له كيس بلاستك قائلا: طب خد ناصيبك خليه عندك عشان معنديش ثلاجه وانا هنزل انام تصبح على خير.
اخذت منه الطعام قائله: وانت من اهله ياواد عمى.

دخلت الى غرفتها وضعت الطعام فى الثلاجه، وارتمت على السرير من شدة التعب، اغمضت عينها محاولة النوم لكن اتت اليها افكار كثيره، وتذكرت نظرات على لها، فتنهدت وفتحت عينها قائله: معيزاش اعلج نفسى بحبال ديابه لازم افكر صُح وابعد ان اى حاجات مفهمهاش، وكمان اجيبله ورج امنين انا؟

اخذت نفس وزفرته واغمضت عينها مره اخرى، وبدات تستفغر وتقول بعض الاذكار حتى غلبها النعاس، وفى الصباح بعد ان استعدت للذهاب الى المحل، وقبل ان تخرج تذكرت الحقيبه التى اعطاها لها عمها، فاسرعت واخرجتها من مكانها فهى كانت تخبأها، وفتحتها وبدأت تقلب فى الاوراق وتهلل وجهها فرحا، اغلقتها وذهبت الى المحل، كانت بهيره فى الداخل تغسل شعر احد الزبائن، نادت عليها ليلى فاتت اليها قائله: ايوه يا مدام ليلى فى حاجه؟

ليلى: معلش يابهاء اخرج خليك بره شويه عشان فى زبونه منتقبه جايه هى واثنين معها ومش عايزين رجاله فى المكان.
ردت بهيره بعفويه قائله: طب وانا، (تذكرت انها متنكره فى زى رجل) هعمل ايه بره يعنى؟
ليلى: اقعد على القهوى ولا اى حاجه واول مايمشو هندهلك تانى.
هزت راسها بالموافقه وخرجت، وقفت عند الباب لا تعرف ماذا تفعل، راها سيف وهو داخل محله فخرج لها قائلا: انت خارج ليه من الكوفير.

بهيره: فى زبونه منقبه ومعيزاش رداله.
سيف: طب ماتيجى نقعد على القهوه اللى هناك دى انا فاضى مفيش زباين.
نظرت بهيره على القهوه التى يتحدث عنها وشعرت بالقرف، حتى انه ظهر على وجهها الاشمأزاز فقال سيف: ايه يابنى مالك قرفان كده ليه؟
دى حتى القهوه دى نضيفه جدا.
نظرت اليه باشمازاز متعجبه: نضيفه كيف ده الرادل عما يغسل الكوبيات فى دردل شكله عفش جوى.

ضحك سيف من منظرها قائلا: عادى هو انت فاكر ان فى قهوه هتغسل الكوبيات زى ما الستات بيغسلوها فى البيت؟
قالت بقرف: لاه بس يغسلوها بميه نضيفه بجولك ايه مهجعدش على الجهوه انا.
سيف: خلاص هقف معاك انا قولى انت بتحلق شعرك فين؟
تفجات بهيره بالسؤال وفكرت فى اجابه قائله: هاه مبحلجوش.
تعجب قائلا: مبتحلقوش ازى يعنى بتربيه طب ماتورينى طوله كده فك الزعبوط.

وحاول ان يمسكه فابتعدت عنه قائله بحده: بعد ياولد متمدش يدك على.
ضحك قائلا: شكلك اقرع ومخبى.
ابتسمت قائله: اجرع ولا بشعر ملكش صالح انت.
سيف: طب قولى ايه شكل فتات احلامك؟
صدمت بهيره من السؤال وعقدت حاجبيها قائله: فتاة ايه؟!
اندهش من رد فعله قائلا: ايه يابنى مبتفكرش تتجوز ويكون عندك بيت وولاد كده يعنى.
صممت للحظات فهى لم تفكر بهذا الامر فتهربت قائله: طب جولى انت ايه فتات احلامك دى؟

تنهد وابتسم قائلا: تكون جميله وطيبه وبنت حلال وتصبر على ظروفى وتحبنى.
تعجبت قائله: واه انها تحبك اخر حاجه كيف ده ماهى ياغشيم لو حبتك هتعمل كل ده، الحب هو الاول.
سيف مازحا: الله امال عاملى مؤدب شكلك مقطع السمكه وديلها ومدكن.
خافت بهيره من ان يكشفها فقالت: لا مدكن ولا حاجه ده كلام اختك والبنات فى الكوفير.

تنهد بالم: ماهم البنات مبيشلوش هم لا شرا شقه ولا فرش ومصرايف احنا اللى بنشيل الطين، لاء ومش عاجبهم كمان.
بهيره: واه وهو انت عايز تاخد بنت الناس اكده تمرمطها معاك وخلاص مش لازم تتعب عشان تاخدها.
سيف: ياعم انا مش معترض، وبشتغل اى حاجه عشان اعرف احوش واتجوز، ان شالله حتى فى ايجار، بس اللى بيعملو البنات فينا ده حرام.
لم تفهم قصده قائله: مافهمش تقصد ايه؟

تافف قائلا: لبسهم المحزق ده ومشيهم بدلع، يعنى احنا لالقين نتجوز ولا قادرين نصبر على اللى بنشوفه، احنا تعبانين وبنعانى منهم وبسببهم.
ابتسمت قائله: طب ماتغض بصرك ياخوى.

نظر اليه بنظرة تحدى قائلا: غضه انت لو تقدر ده انت شغال فى كوفير حريمى ياعم روح، اهو الواحد بيحاول على قد ما يقدر، بس غصب عنه ياصاحبى، عارف انا لو مش بخاف ربنا مكنتش هتفرق معايا زى شباب كتير، عارف انا صاحبتك لانك محترم ملكش فى الصياعه، ومش بتاع بنات قولت اهو نصبر بعض.

شعرت بهيره بكم من الوجع والالم فى كلماته ونظراته، وفكرت هل هذا ما سينتظرها لو تحولت الى رجل، قطع تفكيرها صوت ليلى وهى تناديها للدخول، ابتسمت قائله: روح شوف شغلك انا هدخل عشان الشغل وربنا جادر يساعدك ويصبرك.
ابتسم: ماشى ياصاحبى سلام، .
تركته ودخلت الى المحل ودخل هو الاخر محله.

وفى اليوم الذى يسبق يوم ذهبها الطبيبه كان يجب عليها ان تطلب من حازم المجئ معها، ولكن كيف ستخبره بالامر، كل يوم كانت تفكر فى اخباره وتتراجع فى اخر لحظه، لم تستطع اخباره وذهبت فى اليوم التالى الجلسه، اقتربت من مكتب على ووقفت صامته، كان هو يقرأ فى كتاب امامه ولم يشعر بها، كانت مرتبكه وخائفه اردت ان تنطق لكن الكلمات لم تخرج من بين شفتيها، فدقت بيدها على المكتب دقه واحده، فانتبه ونظر لها وابتسم قائلا: اهلا يا انسه بهيره اتفضلى الدكتوره مستنياكى.

هزت راسها بالموافقه دون كلام، وظلت مكانها تنظر الى السفل من الخجل، اتسعت ابتسامته قائلا: ادخلى لها جوى.
واشار لها بيده على الغرفه، فتحت فمها من الاحراج ودخلت مسرعه وهى تتصباً عرقا، ضحك على خجلها وشعر بسعاده لايفهم سببها، فكلما يرها يشعر بشئ يجزبه لها اكثر، جلست بهيره امام المكتب وهى مرتبكه، تبتلع ريقها باعين زائغه وتتنفس بصعوبه، ابتسمت عبير قائله: ايه فى ايه انت بتنهجى كده ليه حد بيجرى وراكى.

هزت راسها بالرفض قائله: لاه لاه بس معرفاش يمكن عشان الجو حر جوى.
فهمت ان هذا بسبب خجلها من على فنظراته لها ليس من السهل ان تنسها، فاردت ان تهدأها قائله: امال فين حازم مرضيش يجى معاكى؟
بهيره: لاه انا مجولتهوش اصلا مجدرتش صراحه.
عبير: توقعت كده عموما مش مهم هنكلمه احنا، المهم عملتى ايه فى موضوع الورق اللى طلبه المحامى؟
بهيره: لجيت فى شنطة عمى ورج منه كتير، وكل اللى ممكن نحتاجه من ورج.

عبير: تمام كده طب انا شايفه ان بعد ما المحامى يبدأ فى اجرأته لازم تسيبى مكانك والافضل من دلوقتى؟
فكرت برفض: ليه يعنى انا معيزاش اسيب المكان اللى جعدنى فيه عمى.
عبير: انا فاهمكى بس اول مايوصل خبر لعمك وولاده هيكون فى خطر عليكى منهم.
تذكرت ما حدث منهم قائله: فاهماكى بس هروح وين يعنى؟
عبير: فى شقه فى البيت اللى انا فيه بتتأجر والموأجر مشى ايه رايك هاخدها لكى تقعدى فيها اهو كمان ابقا مطمنه عليكى.

صمتت بهيره للحظات وقالت: ممكن اسألك سؤال؟
عبير: اكيد.
بهيره: ليه عم تعملى اكده معى؟ يعنى من اول ما جيتك وانت بتساعدينى، حتى مدفتعش غير تمن الكشف مره واحده وبردك معاى مش غريبه دى شوى.

ابتسمت قائله: انا ام وعندى بنات زيك كده هما صحيح صغيرين بس مسرهم يكبرو، جوزى مات وسبهملى، وعمامهم كانو طماعنين فى فلوسهم زى عمك بالظبط، ولاولا ربنا جعل اخواتى سبب انهم يساعدونى ويقفو جنبى معرفش ولادى كان هيبقا حالهم ايه، فانا بساعدك عشان ولادى يلاقو اللى يساعدهم ويقف معاهم فى زنقتهم.
ابتسمت قائله: زى ابوى ما كان عما يعمل يساعد الناس ويجولى عشان تلاجى اللى يساعدك.

عبير: وربنا بعتك ليا عشان اساعدك، قوليلى بقا موفقه على موضوع الشقه.
ابتسمت قائله: هو انا اجدر ارفض بس انا اللى هدفع الايجار.
ضحكت قائله: ماشى ياستى وانا موفقه، يوم الجمعه تجهزى حاجتك وهجيلك انا وعلى ناخدك بعربيه وهناخد معنا حازم ونعرفه كل حاجه وهشتريلك لبس بنات عشان متلبسيش راجل تانى.
هزت راسها بالوافقه مع ابتسامه خجله، وقامت قائله: طب همشى انا بجا.
عبير: تمام.

خرجت بهيره مسرعه ولم تتوقف عند على، وذهبت الى المحل.

ظل شاكر يراقب والدته وهو مستغرب من تصرافتها، كلما كلمها احد اخبرته انها ستنتقل من المنزل فى الموعد، وانها تجمع اشياءها، ولكن ينظر الى افعلها لاشئ، وكأنها متأكدها انها لن تخرج من المنزل، فقرر ان يسألها خرجت من غرفة والده، فاقترب منها قائلا: انا بدى افهم انتِ عما تجولى هنهملو الدار، ومش شايف انك بتجمعى حاجه احنا هنهملو فرشنا كمان؟!
نظرت اليه باستياء قائله: كنت فاكراك عتفهم طلعت بهيمه صُح.

عبس قائلا: واه عتتنأوزى عليا ليه دلوك؟
قالت مستنكره: لانة فكرتك فهمت وعشان اكده ساكت عموما هفهمك، انا ببين جدام الكل انى وافجت واستسلمت للامر الواقع، لكن لما يجى الخبر اللى مستنياه هيوجف كل حاجه فهمت؟
نظر اليها بعدم فهم قائلا: لاه مفهمتش.
تركته وذهبت وهى تقول فى سخط: هى ناجصاك، بهيمه صُح كيه مجال ابوك.
غضب من طريقتها ونزل الى الاسفل، واذا بالشرطه عند الباب فاسرع اليهم قائلا: فى حاجه يا باشا؟

الضابط: انت شاكر عزمى؟
شاكر: ايوه انا عما تسألو ليه؟
الضابط: معنا امر بالقبض عليك (واشار الى عساكره) امسكوه.
امسكه بعض الرجال وهو يقول فى زهول: انت واخدنى على فين فهمنى لاول مهتحركش الا لما افهم.
الضابط: هتفهم فى الجسم يلا وينا ومتعصلجش.
شاكر رافضا: جسم واروح ليه اعملت ايه انا؟
الضابط: هتتحرك ويانا ولا نجول انك جاومت الشرطه؟
غضب قائلا: خلاص هتحرك بس اعيط على اخوى يجى معاى.
الضابط: لاه خلى حد يعيطلك عليه.

اشار شاكر لاحد العمال ان ينادى على فواز، فنظر له من الاعلى وفزع عندما راى الشرطه تمسك به قائلا: شاكر فى ايه العساكر دول مسكينك ليه؟
سمعت والدته صوته فخرجت مسرعه، نزل فواز اليه اجاب شاكر قائلا: معرفش مرضينيش يخبرونى بس انت تعالى وياى.
رقيه من الاعلى: فى ايه عتاخده ليه هو عمل ايه؟
الضابط: اخوك جه اهو يلا بجا عشان الوجت.

نظرت اليهم رقيه والى لهفتهم وفكرت قائله فى عقلها: اكده يبجا المراد حصل بس ياخدو شاكر ليه؟
فنادت قائله: خليك ويا اخوك يا فايز متهملوش لحدت ماتعودو سوى.

اخذ الضابط شاكر وخرج ولحق بهم فايز، ركبو به سيارة الشرطه ولحق بهم فايز بسياره اجره، ودخلو القسم وادخلوه غرفة المأمور وبدأو التحقيق معه، حاول فايز الدخول معه لكنهم رفضو، واخبرو انه متهم فى قتل نواره، وعليه احضار محامى له أفضل، ظل واقفا منتظر انتهاء التحقيق معه، اما شاكر فى الداخل كان غاضبا جدا ومستاء منهم قائلا: كيف يعنى تجبضو عليا اكده كانى مجرم؟

الضابط: اهدى وجاوب على الاسئله كلها وانت هتفهم كل حاجه.
شاكر رفضا: اسئلة ايه دى اللى اجاوب عليها؟
الضابط: افتح المحضر ياعسكرى وسجل اللى هيتجال.
شعر شاكر ان الامر كبير فصمت ليفهم الامر، نظر اليه الضابط قائلا: جولى يا شاكر انت اكيد تعرف مرات ابوك نواره؟
شاكر: ايوه اعرفها لكن ليه؟
الضابط: جاوب على الاسئله وبس، انت مضيت على تعهد بعدم التعرض لها وانك مسؤل لو حصل لها حاجه؟
شاكر: ايوه.

الضابط: نواره اتقتلت امبارح باليل واحنا بندور على اللى قتلها، وانت احد المتهمين لان التعهد ده يدينك.
شاكر مصدوما: واه ماتت امتى وكيف؟
الضابط: ماتت امبارح واحد ضرب عليها نار ماتت فى لحظتها، واحنا من امبارح بنحجج فى الجضيه.
شاكر: طب انا مش معجول اجتلها وانا كاتب تعهد كيف اكده، كانى ببلغ عن نفسى وانا اصلا مكنتش اعرف انها ماتت.

الضابط: كلامك زين بس الجانون ميعرفش الكلام ده هيتم حبسك على زمة الجضيه لحت مايخلص التحجيج.
شاكر: كيف ده يعنى ده؟
الضابط: الجانون اكده امضى على اجوالك وخده يا عسكرى على الحجز.
هاج شاكر رافضا: لاه ادخل الحجز ويا المجرمين والحرميه ليه انا مكتلتهاش انا حتى مكنتش اعرف انها ماتت؟

الضابط فى حده: بطل زعيج وروح وياهم من سكات الجانون اكده ومن حجك تجيب محامى مليكش غير اكده، ولو زعجت وعملت مشاكل هسجلهالك فى المحضر وده مش زين عشانك.
شعر شاكر ان غضبه سيضره فسكت ووقع على اقوله وخرج مع العسكرى، اسرع اليه فايز قائلا: فى ايه العسكرى مسكك ليه؟
شاكر: متهمنى بكتل نواره عشان كنت كاتب تعهد على نفسى بعدم التعرض ليها، شوف محامى هو اللى هيطلعنى منها يلا بسرعه معايزش اجعد فى الحجز ده كتير.

اخذه العسكرى ووضعه فى الحجز، خرج فايز مسرعا ليخبر والدته بما حدث ويجدو حلا له،
ظلت بهيره تذهب الى المحل كل يوم، حتى اتى يوم الخميس، فهو اخر يوم لها معهن وعليها اخبارهن، كن يستعدن للخروج فاشرت لهن قائلا: يا بنات بدى اخبركم بشى.
نظرن جميعا اليها فاكملت: انا مهديش تانى النهارده اخر يوم ليا وياكم.
ليلى بعبوس: ليه كده احنا كلنا اتعودنا عليك وبقيت واحد منا عايز تمشى ليه؟

ابتسمت قائله: وانا كمان اتعودت عليكم وحبيتكم كلكم كنكم اخواتى، بس هسافر ولما اعاود اوعدكم انى هاجى ازوركم.
دينا فى حزن: ياخسراه احنا بجد بنعتبرك اخونا يا بهاء وهنزعل قوى.
فوفا فى حزن: بقا بعد العشره دى كلها هتسبنا ده سيف هيزعل قوى.
ميرو: لاء طبعا احنا مش هنسيبك تسافر اصلا ايه يوديك الصعيد تانى خليك معنا.

اخذت نفس وزفرته قائله: يعز عليا فرجكم وربنا يعلم بس غصب عنى لازما اعاود بس اوعدكم ان اول ما ارجع هجيلكم.
بدأ فوفا ودينا فى البكاء فزاد حزن بهيره قائله: واه متعيطيش بجا يعنى هتخلينى امشى وانت زعلانه لو على مكنتش مشيت اصلا بس ظروف.
مسحت فوفا دموعها قائله: خلاص مش هعيط بس اوعى متجيش تانى.
ابتسمت بهيره قائله: لاه هاجى وهفاجأكم كمانى.
ابتسمت دينا قائله: كمانى ماشى اما نشوف.

اخرجت ليلى بعض النقود واعطتها لها قائله: دى مكافأة نهاية الخدمه واجرتك بتاعت الفتره اللى اشتغلتها من الشهر ده.
نظرت بهم بهيره قائله: بس دول كتير جوى.
ليلى: دول حقك انت معنا من اول ما الكوفير بدأ يلا وبقا قبل ما يعيطو تانى.
ضحكن جميعا وخرجن، وجدن سيف ينتظرهم كعادته، فاخبرته فوفا فحزن قائلا: ليه كده ياصاحبى انا اتعودت اتكلم معاك كل يوم كده هتسبنا؟
ابتسمت بهيره قائله: معلهش هبجا اعاود تانى متخافش.

اقترب منها ليحتضنها فابتعد قائله: هتعمل ايه يامجنون انت بعد.
ضحك قائلا: مجنون ايه يا بنى مش احنا رجاله زى بعض امال هسلم عليك ازى؟
تنبة بهيره للامر فحاولت ان تممره بمزاح قائله: ده بين البنات بس انما احنا رداله نسلم بالايد.
ابتسم سيف قائلا: ماشى ياسيدى نسلم بالايد بس انا زعلان كنت قولت من بدرى كنا اتفسحنا شويه وودعنا بعض بجد.

بهيره متهربه: ليه مانا هعاود تانى، فتره بس عندنا شوية مشاكل فى البلد، هتتصلح واعاود بامر الله.
سيف مستسلما: خلاص ياسيدى امرى لله بس تتمشى معنا شويه.
ابتسمت وهزت راسها بالموافقه وتمشت معهم قليلا، وعادت الى غرفتها جمعت كل اغراضها، ووضعتهم فى ركن بالغرفه، اتى حازم ودق الباب فتحت له فدخل، وضع كيس طعام يحمله فى يده وجلس قائلا: يلا عشان نتخدى سوى جايبلك اكل وياى.

ابتسمت بهيره وجلست بالكرسى امام الطاوله، وفردت الطعام وبدأا تناوله، لاحظ حازم الحقائق فقال: ايه الشنط دى انت مسافر ولا ايه؟
وجدتها فرصه بهيره لتطلب منه ان ياتى معها، فقالت: ايوه بكره ان شاء الله.
نظر له حزينا: ليه اكده زعلتنى ياصاحبى انا اتعودت على الجاعده وياك.
بهيره: هعاود تانى بس لازما اخلص شوية حاجات فى البلد بس كان ليا طلب عندك؟
حازم: انت تؤمر ياصاحبى.
بهيره: تاجى معايا بكره توصلنى.

حازم: ده منغير ما تطلب اكيد طبعا، بس اوعى تطول اهناك المدارس هتبدأ وانا كنت متعود اجعد اذاكر اهنه.
بهيره: اوماله ابجا اجعد اهنه ممكن ابجا اسيبلك المفتاح، خلصت وكل هجوم اعمل الشاى.
قامت اعدت الشاى وخرجا شرباه فى الخارج، وظل يتحدثان لبعض الوقت ونزل حازم، وفى الصباح اتت اليها عبير وعلى واتصلا بها فنزلت لهم بالاسفل معها الحقائب، اخذهم منها على ووضعهم فى صندوق السياره، نظرت لها عبير قائله: قولتى ل حازم؟

بهيره بارتباك: ايوه جولتله بس المفروض اخبط عليه، بس جولت اجيب الشنط لاوال.
نظر لها على غاضبا: وانت هتروحى تخبطى على شقة راجل؟
تلجلجت قائله: ماهو مخابرش ان...
قاطعها قائلا بحسم: بس انتِ عارفه يبقا مينفعش.

نظرت بهيره للاسفل وهى تشعر باحراج شديد ولم تجيب، فهى لاتفهم سبب غضبه، شعر على بالحزن لانه احرجها، ولام نفسه على ذلك وخصةً عندما راى نظرة الكسره فى عينها، فنفخ قائلا: انا اسف مقصدتش ازعلك او اضايقك انا بس مطقتش فكرة انه ممكن يفتح وهو عريان ويسبب ليكِ الخجل.
تعجبت بهيره من اعتذراه، فهى اعتادة ان يصرخ بها ابناء عمها بسبب و دون سبب، ابتلعت ريقها وقالت بخجل: انا كمان اسفه مجصدتش اضايجك.

ابتسم من طيبة قلبها قائلا: تعالى وانا اللى هخبط عليه.
عبير: خلصو رغى بقا وروح انت خبط ياعلى وانتِ تعالى اركبى جنبى هنا.
تنحنح على وذهب مباشرة الى الغرفه التى بها حازم، فلا يوجد غيرها تحت السلم، دق عليه الباب فتح له وهو ناعس يرتدى فانيله وبنطال قائلا: ايوه عايز مين؟
على: الاستاذ حازم؟
نظر اليه متعجبا: ايوه انا حازم خير؟
اشار على ناحية بهيره وهى تقف بجوار السياره قائلا: ممكن دقيقه نتكلم.

فنظر ناحية بهيره وفهم ان الامر يخصها، فقال: هغير خلجاتى واحصلك.
فهز راسه بالموافقه وعاد الى السياره، دخل حازم غير ملابسه وخرج نظر الى بهيره قائلا: مين دول يا بهاء؟
على: اتفضل معنا وهتفهم كل حاجه.

تردد للحظات ولكنه يثق فى بهاء، فهز راسه بالموافقه اشار له على بان يركب الى جواره فى الامام، وركبت بهيره بالخلف الى جوار عبير، مما اثار دهشة حازم لكنه تذكر انهم قاهرين وبعضهم لايجد حرج فى ذلك، وصلو الى العياده وهم فى حالة صمت، نظر حازم للعياده وقراء اسمها تعجب قائلا: احنا جاين اهنه ليه؟
نزلت بهير وعبير وعلى فنزل حازم، ونظر لهم ينتظر رد ايً منهم، فقال على: اتفضل معنا جوه وهنفهمك كل حاجه.

رفض حازم قائلا: لاه معدخلش الا لما افهم الاول.
نظرت اليه بهيره قائله: ادخل بس ويانا ومتخافش.
فكر للحظات ودخل معهم جلسو جميعا فى صالة الانتظار، قال حازم: ممكن بجا تفهمونى ايه الحكايه؟
ابتلعت بهيره ريقها واخذت نفس وزفرته قائله بصوتها العادى دون ان تخشنه: انا هفهمك ياواد خالى ( نزعت الشارب عن وجهها ) فهمت اكده؟
صدم حازم وقال بعدم فهم: انت مين كانى اعرفك؟

بهيره: انا بت عمتك اللى خذلتها وسبتهم يبيعو يشترو فيها، انا منتحرتش كيه ما انت فاكر، انا كلمت عمى عمري وهو جه اخدنى من البلد، بس للاسف الموت سبجه قبل ميجلكم انت وخالى، ويجولكم على الحجيجه.
زادت صدمة حازم وقام وقف ونظر لها صارخا: انتِ كدابه بهيره ماتت، انتِ تشبهيها بس وبعدين كيف اصدجك اصلا بعد ما خدعتينى بت عمتى مش كدابه ولا عمرها تعمل اكده.

امتلاءت عيون بهيره بالدموع قائله: فعلا بهيره عمرها ماتعمل اكده ولاعمرها كدبت فى يوم بس لما كلكو اسيتو عليها مبجاش جدامه الا اكده.
شعر حازم بصدقها ورأى كم الظلم والقهر فى عينها اخذ نفس وزفره: بس كيف اصدجك بعد ماخدعتينى ومثلتى عليا انك رادل كيف؟

بهيره بكسره وحسره: كيف ما صدجت انى جتلت نفسى، وانت متوكد انى معملش اكده واصل، وبدل ماتعرف ايه اللى جرى ليه هربت وجيت اهنه تلوم نفسك وتانبها، تفتكر ياواد خالى لو كنت مت صُح، كان فى حد هيجبلى حجى؟
شعر حازم انها محقه، كيف لها ان تخبره بحقيتها، وقد رات كم هو ضعيف ومهزم، نفخ غاضبا: خابر يا بت عمتى ان عندك حج فى كلمه جولتيها بس غصب عنى لا انا ولا ابوى كنا نجدر نعمل حاجه وانت خابره ده زين.

ابتعلت ريقها قائله: يبجا انت كمان متلومنيش على شئ كنت مجبره عليه، مكنش بيدى حتى حج الاختيار.
جلس حازم مكانه كانه مهزوما فكلامها صحيح، نظر الى الاسفل وقال منكسرا: وانت خبرتينى ليه دلوك؟
ابتلعت ريقها قائله: لانى قررت اعاود للحياه ومفضلش ميته، واخد حجى من عمى، بس عشان اعمل ده لازم حد يشهد جدام المحكمه انى بهيره، هتشهد وياى ياواد خالى؟

فكر حازم ان هذه فرصه له لإثبات صدقه، وليأكد لها ندمه على ما فعله فنظر لها وابتسم قائلا: اكيد مهملكيش مره تانيه، انا اتعلمت الدرس زين، وهخلى ابوى يشهد وياكى هو كمان.
عبير: تمام يبقا ادخلى غيرى لبسك عشان نروح للمحامى.
هزت راسها بالموافقه ودخلت الى الغرفه، فنظر حازم الى عبير قائلا: هى كانت جايه اهنه تعمل ايه فى العياده دى؟

ابتسمت عبير قائله: مين قال انها كانت جايه ليا هنا، انا اتعرفت عليها فى الكوفير ولما عرفت ظروفها قررت اساعدها، وعشان نكلمك كان لازم نروح مكان هادى وامن.
حازم: انت اللى شورتى عليه انها تسيب المطرح؟
عبير: ده لازم اول مايوصل اعلان المحكمه لعمها اول حاجه هيجو على هنا تفتكر هيسبوها.
حازم: تفكير زين بس هتجعد وين؟
عبير: اجرتلها شقه جنبى عشان ابقا مطمنه عليها.
حازم: والاستاذ ده يبجا مين ( اشار على علي)؟

ابتسم على قائلا: انا ابن اختها ومتقلقش خالتى ولادها كلهم بنات وانا عايش فى مكان بعيد.
حازم: طمنتنى بهيره بت عمتى يعنى لحمى ولولا انى خايف عليها من عمها ماكنت خليتها هملت المطرح ابدا.
خرجت بهيره من الغرفه قائله: يلا بينا انا جهزت اها.
نظر لها حازم..

 

 تاااابع ◄