رواية سجينة ثوب الرجال الفصل الرابع
مر الوقت عليها وهى بغرفتها تبكى حتى شعرت بدوار وانها تتنفس بصعوبه، ولم تستطيع فتح عينها حاولت عدت مرات لكن دون فائده، فابقتها مغمضه وارتمت على السرير احست وكان جسدها محطم، توقفت عن البكاء حتى شعرت انها بدأت تفيق، قامت وهى تجر نفسها جرا دخلت الحمام، اخذت حمام وخرجت بدأت تشعر بتحسن، وقفت تصلى وتقرأ بعض الايات التى تحفظها، وقررت انها لن تكون ضعيفه مره اخرى، بل ستكون قويه ولن تتراجع عن قرارها، وفى اليوم التالى ذهبت الى المحل فى موعدها وكان يبدو عليها الارهاق الشديد، عندما راتها ليلى قالت: مجتش ليه امبارح يا بهاء؟
بهيره: كنت تعبان شوى معلش انا اسف.
ليلى: ولا يهمك المهم سلامتك شكلك لسه تعبان خد النهارده كمان اجازه واستريح.
كان وجهها اصفر وتحت عينها اسود ويبدو على وجهها الارهاق الشديد.
بهيره: لاه انا زين هكمل اليوم متشكر ليكى يا مدام ليلى.
اتت الفتايات والقين التحيه نظرت اليه فوفا قائله: مجتش امبارح ليه يا بهاء؟
ابتسمت بهيره قائله: كنت تعبان اشوى بس الحمد لله بجيت زين.
دينا: بس شكلك لسه تعبان وشك اصفر قوى.
ميرو: فعلا الافضل تروح ترتاح النهارده وتيجى بكره.
تعجبت بهيره من اهتمامهم بها قائله: انتو جلجانين عليا صُح؟
ليلى: ايوه طبعا احنا من ساعت ما اشتغلنا هنا واحنا بقينا اسره واحده وانت واحد منا.
دينا: وهو انت يعنى مش هتقلق لو حد فينا تعب؟
بهيره: اكيد طبعا بس صراحه متخيلتش انى فارج معاكم يعنى.
ميرو مازحه: بطل حديت ماسخ بقا.
ضحكن جميعا وقالت بهيره: ربنا يسعد جلوبكم الجميله دى انا مش تعبان والشغل معيتعبنيش.
ليلى: طب خلاص طلما كده يلا نشوف شغلنا ونبدأ.
تحركن جميعا وبدأن العمل، كانت بهيره مندهشه من حبهم لها بهذه السرعه، ونظرت لنفسها فى المرأه الكبيره الموضوعه عند الباب، رات الشارب على وجهها لمسته بيدها، وهى تفكر هل هو سبب انهم اهتمو بها انها رجل، وهل لو كانت فتاه كانو اهتمو بها هكذا ايضا، تذكرت كلمات ابن صفيه وهو يحدثها بالهاتف ويقول انها حتى لاتصلح كرجل، لكنهم قبلوها كرجل وسعداء بها ايضا، قطع تفكيرها صوت سيف وهو ينادى من على الباب قائلا: يا اهل المكان ادخل ولا لاء؟
ردت ليلى قائله: عايز ايه ياسيف انت هتقعد تنط لنا كل شويه ولا ايه؟
سيف: كنت عايز اطمن على بهاء ادخل ولا ايه؟
ابتسمت ليلى قائله: ادخل بس فى السريع كده عشان فى زباين جاين بعد شويه.
دخل سيف قائلا: شكر ا يا مدام ليلى (نظر اتجاه بهيره ) مجتش امبارح ليه يا بهاء قلقتنى عليك يا صاحبى؟
نظرت اليه بهيره قائله: كنت تعبان شويه بس الحمد لله بجيت زين دلوك.
فاقترب منها هامسا وهو يغمز بعينه: كنت تعبان ولا كان عندك سهره حلوه؟
لم تفهم بهيره قائله: سهرة ايه يعنى؟
ضحك وهو يعض على شفتيه وغمز قائلا: سهره حمره ياعنى؟
دهشت بهيره قائله: هى السهرات ليها الوان كيف ده؟!
ضحك قائلا: ده انت خيبه قوى عموما المهم انى اطمنت عليك انا همشى سلام.
تركها وخرج وهو يضحك ظلت شارده متعجبه من اهتمامهم بها، وهى تسأل نفسها هل هذا لانهم يعتقدون انها رجل، دخلت بهيره فى الغرفه الداخليه بالمحل، جلست بجوار الباب ترتاح قليلا وتريح عقلها من كثرة التفكير، فقد طلبت منها ليلى الابتعاد لان احد الزبائن اتيه، ولا تريد رجال فى المكان وظلت بهيره بها لبعض الوقت، دخلن الفتيات وجلسن دون ان يلاحظنها، فككن حجابهن وفردن شعرهن وبدأن يمزحن.
دينا وهى تلعب فى شعرها بيدها: ياستر الجو نار مش طايقه شعرى.
ميرو وهى تمسك بشعرها وترفعه للاعلى: عشان قصتيه قعدت اقولك بلاش وانت مسمعتيش كلامى.
فوفا وهى تمسك شعرها هى الاخره تقلبه يمينا ويسرا: بصراحه لا حد طايقه لاطويل ولا قصير.
دينا مازحه: خلاص نحلقه زى الرجاله.
ضحكن جميعا وقالت ميرو: بس الشعر الطويل بردو احلى.
اكملت فوفا: وقصه خيبه.
ضحكت بهيره قائله: صُح الشعر طويله زينه الحرمه.
ففزعن الثلاثه ووضعن الطرح فوق رؤسهن وقلن بغضب
دينا: مش تقول انك موجوده؟
فوفا: انت ايه اللى مقعدك هنا يابنى انت؟
ميرو: ده ايه ده لاء وبتدخل فى الحوار بنا كمان.
تعجبت بهيره من غضبهمن قائله: فى ايه يابنات انا عملت ايه؟ بس انا جاعد من لاول، مش مدام ليلى جالتلى جدمكم ادخل جوى عشان الزبونه تبجا على راحتها.
تذكرت دينا قائله: اه صحيح معلش نسينا بس بردو انت لما شوفتنا متنحنحتش ليه؟
تعجبت بهيره قائله: واتحنح ليه؟
ميرو بحده: ايه اللى اتحنح ليه دى؟!
فوفا بعبوس: خلاص عديهاله المره دى، بس بعد كده ابقا اخرج بره ومتخضناش كده تانى.
عبست بهيره قائله: معلش اسف مجصدتش، بس بصراحه حواركم عن الشعر فكرنى بشعرى ( تذكرت انها متنكره بزى ولد وادركت سبب غضبهم فتلجلجت ) بشعر بنت عندنا كانت فى البلد، كان شعرها طويل وجميل الله يرحمها بجا.
وكانت تتذكر نفسها وشعرها فهى حزينه عليه.
نظرت اليه دينا مستنكره: الله يرحمها بس انت شوفت شعرها ازى وفين؟
اكملت ميرو: صحيح عندكو فى الصعيد ممنوع دخول الشبان مع البنات.
فوفا: ولا تكون عينك زيغه وبتبص على البنات؟
تنبهت بهيره انها اوقعت نفسها فى مأزق ففكرت قائله: لاده ولاده دى كانت جربيتى وعشان اكده كنت بشوفها بشعرها فى البيت وكمان ده واحنا صغار(قامت لتخرج من الغرفه) وانا مهملكم عشان متجلوش ببص على الحريم.
خرجت وقفت بالخارج وهى تلوم نفسها فى عقلها قائله: ايه خيبة العجل دى ببص على شعرهم ونسيت انى رادل، يجولو عليكى ايه دلوك؟ واااه هتكونى رادل كيف اكده؟!
اما البنات بعد ان خرجت ضحكن جميعا عليه وقالن مازحات دينا: يخيبكم كده تكسفو الواد.
فوفا: يعنى يبص علينا وهو اللى يتكسف ويمشى.
ميرو: رجالة اخر زمن.
وظللن يمزحن.
تحاشتهم بهيره لبعض الوقت وبعدها نسيت الامر وتعاملت على طبيعتها مره اخرى،.
وبعد انتهاء وقت العمل خرجت لتذهب الى البيت، وجدت سيف ينتظر امام الباب، فتوقعت انه ينتظر فوفا، اشارت بيدها تحية له فاشار قائلا: رايح فين استنى انا مستنيك عشان اوصلك؟
صدمت قائله: مستنينى انا ليه؟
سيف: انا مستريحلك وعايز نبقا اصحاب شكلك غلبان ومحترم، وصعب دلوقتى تلاقى صاحب محترم.
صمتت للحظات فهى متعجبه منه ومن كلامه، وفى الوقت نفسه هى فرصه لها لتجرب التعامل مع الرجال، كرجل فهى خائفه من ذلك وتفكر به كثيرا، فتنحنحت قائله: اوماله نبجا اصحاب بس دلوك انا مروح عن اذنك.
سيف: نمشى سوا يا سيدى اهو نتكلم مع بعض.
بهيره رافضه: لاه انت هتسيب خيتك وتاجى معاى كيف ده يعنى؟
ضرب بيده على مقدمة راسه قائلا: صح نسيتها ماشى ياعم عندك حق، انا عارف الصعايده دمهم حامى، خليها مره تانيه.
تركته وذهبت وعادت الى غرفتها، وجدت حازم يقف يستند على الصور ويعطيها ظهره، فاسرعت وفتحت باب غرفتها ودخلت واغلقت الباب، سمع حازم صوت الباب وراى الغرفه مضأه، فنزل الى الاسفل جلس وهو حزين، فهو يأنب نفسه على كل ماحدث، ويحمل نفسه ذنب موت بهيره.
فى دوار كبير من ثلاث طوابق تعيش نواره، الطابق الاول مطبخ وبهو كبير، والطابقين الاخرين غرف نوم كبيره، مفروشه بالكامل بطراز حديث، دخلت فتاه ترتدى عباءه وطرحه سوداء(ملس)، ويبدو عليها بساطة الحال، اتت اليها نواره رحبت بها قائله: اهلا بيكى حبيبتى كيفك نفيسه وحشانى كتير؟
ابتسمت قائله: الحمد لله حبيبتى ماشى الحال.
نواره: ليكى واحشه بجالك كتير مجتيش عندى.
نفيسه: هنعمله ايه بس الشغل يا خايتى، ماانت خابره المحل واخد كل وجتى ربنا يكرمك انت السبب فيه.
عبست نواره قائله: واه متزعلنيش منيكى ملوش لزوم الحديت ده بجولك عايز منيكى خدمه.
نفيسه: اءمرينى انت خابره انى مجدرش ارفضلك طلب.
تنهدت قائله بمكر: فاكره زمان لما حكيلتك على الراجل ومرته اللى كسرو نفسى وحرمونى من الراجل اللى حبيته؟
نفيسه متعجبه: واه فاكرهم وهم دول يتنسو لولاهم ماكنتى ادوزتى الراجل الكبير ده ودفنتى شبابك وياه.
اخذت نفس وزفرته قائله: تعرفى محزنيش انى ادوزته لانه كان راجل زين عياشنى احلى عيشه وفاتنى مسطوره ومش محتاجه لحد، بس وجعنى اللى عملوه فى البت الغلبانه بت اخوهم.
نفسيه: طب وانت بيدك ايه كنتى تعرفى منين انهم هيجتلوها ويتوها.
نواره: لو مكنوش اخدو دوثة البت عديله وجالو انها بتهم، كنت صدجت انها ماتت، بس انا وانت خابرين اللى عملو فيها وصفى، لما جفشها ويا ولده، وشفناه وهو بيرميها فى البحر، واتاكدنا من موتها وخبرين اللى كانت لبساه زين.
نفيسه: انا ريت الدثه بنفسى فى المستشفى بس مخبرتش حد غيرك خوفت يجتلنى انا كمان، بس انت دخلك ايه تتنجمى لها ليه؟
نظرت بحقد واصرار: هنتجم ليا وليها عمرى مانسيت اللى عملو فيه ولازماً اخد حجى.
نفيسه: انت ادرى بحالك بس انا مفهماش عايز منى ايه؟
نواره: انا هتدوز عزمى وهاخد ارضه كلها مهر.
ضحكت قائله: اه كده فهمت بس رياده منى ايه؟
نواره: بصى عايزه منك دوى يخليه ضعيف ميجدرش يمد يده عليا ولا يضربنى.
نفيسه: اه انت خايفه يضربك بعد الجواز ويمضيكى على كل حاجه.
نواره: ما انت خابره هو ملوش امان، يعنى هانت عليه بت اخوه مش ههون عليه انا.
نفيسه: خلاص زين عايزهم ميتا؟
نواره: هاتيهم وخليهم وياى اصل هو هيدوز بته لاول وبعدين ادوزه.
نفيسه: زين خلال كام يوم عجبلك منه كميه تكفيكى شهر زين اكده؟
نواره: زين اكده.
نفيسه: طب همشى انا دلوك عشان المحل لحاله سلام.
اخذت نفس وزفرته قائله: سلام( بتوعد ) وجه معاد اخد فيه تارى منهم ياولكم منى.
ونظرت بحقد وكره وهى تفكر فى اللحظه التى ستنتقم فيها منهم.
اعتاد سيف ان يقف ينتظر بهيره، ويتحدث معها كل يوم حتى خروج فوفا، ويذهب كل منهم فى طريقه، فى اليوم الذى يسبق الجلسه كانت بهيره تفكر كيف تخبر ليلى انها ستاتى متاخره، ولكنها لاتريد ان تخبرهم بأمر علاجها، فانتظرت حتى انشغلت البنات وتحدثت معها بصوت خفيض قائله: مدام ليلى كنت عايز اطلب منك حاجه؟
نظرت اليه قائله: قول يابهاء عايز ايه؟
ارتبكت وتلجلت قائله: صراحه يعنى انا عندى مشكله ف ااا ف ااا، رجلى مكان كسر جديم وبعمل عليه دلسات وهتاخر بكره شويه عشان اكده.
ابتسمت قائله: كل اللجلجه واللغبطه دى عشان رجلك ماشى يا سيدى بس اوعى تعمل زى المره اللى فاتت ومتجيش.
بهيره: لاه ان شاء الله مش هتاخر هو بس انا تعبت المره اللى فاتت.
ليلى: ولا يهمك خلاص تمام كمل شغلك يالا.
ابتعدت عنها بهيره وهى تمسح عرقها الذى كاد يغرقها، فهى اول مره تكذب على احد، اما ليله ظلت ترمقها بنظرها وهى تفكر وغير مصدقه لكلامها، فكيف له ان يكن به اصابه فى قدمه ويتحرك طبيعى، وايضا ارتباكه الشديد وهو يتحدث عن علاجه، جعلها تشك ان لديه مشكله من نوع اخر، وهذا يبدو طبعيا فهى لم تستطع ان تخفى عنهم حقيقتها جيدا، ولولا وجد الشارب الذى تضعه لكشفو امرها من زمن، لم ياتى فى هذا اليوم الا عدد قليل من الزبائن فقالت ليلى: بقولو ايه يا بنات انا زهقت من القعده وشكلها كده مفيش زباين تانيه جايه، ف يلا روحو احسن عشان انا كمان هروح اشترى شويه حاجات، لمو الحاجه ويلا.
تحركن الفتايات بسرعه وخرجن واغلقن المحل، وجدن سيف ينتظرهم عند الباب قائلا: خلصتو بدرى ليه كده؟
ليلى: عادى هو فى ايام بيبقا الشغل هادى يلا سلام بقا.
تركتهم وذهبت نظرت فوفا لسيف قائله: احنا نروح نتمشى شويه ونروح سوى خليك انت فى شغلك سلام.
ذهبن الفتايات معا ولم يبقا سوى بهيره التى همت تذهب هى الاخرى فقال سيف: بقولك ايه ياض يا بهاء ماتجى نخرج احنا كمان هأكلك عند مصمت حلو قوى.
بهيره متعجبه: مصمط يعنى ايه؟
ابتسم قائلا: اه انت مش من هنا، ياسيدى ده محل بيعمل اكل بس اللى هى لحمة راس والكرشه والحاجات دى يعنى.
تغير وجه بهيره وبدى عليها الاشمأزاز قائله: لاه انا مكولش الحاجات دى، وكمان معايزش اخرج النهارده سلام.
وتحركت لتذهب فامسكها من ذرعها قائلا: استنى انت مستعجل على ايه خليك نتكلم شويه.
غضبت بهيره من مسكه لذراعها لكنها حاولت ان تدرى غضبها، وجذبت ذرعها منه بقوه وتحركت مسرعه وهى تقول: بجولك ماريدش انا ماشى.
تعجب من تصرفها الغريب فهو لا يفهمه، فهو يرها شاب مثله لما يغضب كل هذا الغضب، اما هى كانت غاضبه جدا، ولا تفهم سبب غضبها، وايضا تفهم انها ستعيش كرجل وسيكون هذا طبيعى، وعليها ان تعتاده، وصلت منزلها وصعدت الدرج عند نهاية الدرج وجدت حازم يقف، وعندما راها تضايق وبدى عليه الغضب ونزل مسرعا، ذاد هذا غضبها وصعدت الى غرفتها واغلقت الباب وظلت تفكر فى الامر، وفى اليوم التالى ذهبت الى الجلسه، كانت متوتره جدا وقلقه، لدرجة انها دخلت العياده وجلست بالكرسى امام مكتب على، دون نطق اى كلمه، نظر لها على ولا حظ توترها الشديد، فتحنح كى تلاحظ وجده وتتكلم، لكنها لم تنتبه وكانت اعيانها زائغه فى المكان، فتحدث قائلا: ايوه يا استاذ فى حاجه؟
نظرت اليه متنبه: هاه مخبرش انا جاى الدلسه معادها دلوك.
ابتسم قائلا: اه فعلا هى بس معها تقرير هتخلصه وادخلك.
هزت راسها دون كلام وبدأت تفرك اصابعها وتطرقعها، لم يفهم على سبب هذا التوتر الغريب، رن الجرس فاشار لها قائلا: اتفضل هى مستنياك.
قامت ودخلت اليها القت التحيه وجلست امامها قائلا: كيفك يا دكتوره؟
ابتسمت قائله: اهلا يا بهيره ها عامله ايه؟
هزت راسها قائله: بخير الحمد لله.
لاحظت عليها التوتر والقلق فتعجبت قائله: ايه مالك متوتره ليه؟
عبست قائله: معرفاش خايفه حاسه انى تايه مفهماش حاجه؟
عادت الى الخلف واسندت راسها على الكرسى قائله: ايه اللى مش فاهمه وموترك كده احكى يلا.
تنهدت قائله: مخبراش كيف اتعامل مع الرداله، كيف هبجا معهاهم عادى وانا مطجتش ان واحد منهم يمسك ذراعى.
عادت الى الامام واسنتد يدها على المكتب قائله: طب ماتحكيلى يمكن تهدى ويكون عندى تفسير.
ترددت قائله: طب انا هحكيلك من وجت مامشيت من اهنا من بعد الجلسه.
هزت راسها قائله: تمام احكى انا سماعكى.
حكت بهيره كل ماحدث معها طوال هذه الايام، فهى كانت تريد ان تخرج كل ما بدخلها، تركتها عبير تحكى دون ان تقاطعها فهى شعرت انها تريد ان تتحدث مع احد، انتهت بهيره قائله: بس انا مفهماش ليه مجدراش اتعامل معاه عادى، ومطيجاش انه يمسك ذراعى.
ابتسمت قائله: ده عادى انت من جواكى لسه حاسه انك بنت.
اخذت نفس وزفرته قائله: واه ما انا مجدراش انسى انى بنت، بس لازما اتعود وعشان اكده جايه تخبرينى كيف اغير الاحساس ده دواى؟
فكرت قائله: ماهو ده اللى هنعمله فى الجلسات الفتره الجايه.
بهيره: طب كنت عايزه اسأل عن حاجه مفهمهاش؟
عبير: اكيد.
بهيره: مفهماش هو كنى رادل يغير معاملة اللى حوليا اكده، وليه حازم متغيرش؟
ابتسمت قائله: هو طبعا معاملتهم ليكى مش لانك ولد او راجل زى ما قولتى، لكن لانهم شافو فيكى الطبيه وحسن المعمله، وهو ده اللى مخلى واحد زى سيف مصر انه يصاحبك، وده طبعك انت مش لانك ولد.
دهشت قائله: يعنى لو كنت بنت كانو هيحبونى اكده بردو؟
عبير: اكيد طبعا واعتقد لو افتكرتى هتلاقى ان اكيد زمايلك فى المدرسه كانو بيحبوكى.
بهيره: صُح كانو بيحبونى وده كان بيجنن سماح ويخليها تولع.
عبير: سماح دى بنت عمك صح.
هزت راسها بالموافقه فاكملت
عبير: يعنى كانت بتغير من حب البنات ليكى، رغم انك بنت مش ولد، يعنى حبهم ليكى عشانك انتِ بهيره الانسانه الجميله اللى جواكى اللى عايزه تحبسيها فى شكل راجل.
ابتلعت ريقها قائله: مش انا هما اللى عايزنى اخلع ثوب الحرمه والبس ثوب الرجال، هما اللى بيجبرونى اعمل شئ مش حباه، انا زى كل البنات(ابتسمت بامل) احلم انى ابجا ام، ويكون عندى اولاد احبهم زى ما كانت امى عتحبنى، اديهم كل الحب والحنان اللى جوايا، ( عبست مره اخرى)بس هما اللى اجبرونى لكده انا معايزاش، هما اللى مجبلونيش كحرمه وجالو عنى عفشه وحتى منفعش رادل.
امتلاء وجهها بالالم والحزن فهذه الكلمات تشبه سكين مغروز فى قلبها، كلما تذكرتها زاد الالم وزادات اوجاعها، شعرت عبير انها لم تحب حياتها كولد، وانها تكره هذا الزى الذى ترتديه، لكنها لاترى امامها خيار اخر، فابتسمت قائله: طب عندك اسأله تانى ولا خلاص كد؟
اردت تشتيتها وابعدها عن الانهيار مره اخرى، كما حدث المره السابقه، فكرت بهيره قائله: هو يعنى ايه سهره حمرا؟
ضحكت عبير بخجل قائله: يعنى تجيبو بنات وتسهرو معاهم.
لم تفهم مقصدها واجابت بتلاقأيه: طب وده فيه ايه يعنى عشان يغمز ويتكلم بصوت واطى؟
ضحكت قائله: ماهو كان بيكلم بهاء مش بهيره.
تنبهت بهيره لمقصده واحمر وجهها خجلا قائله: واه ده هو يقصد اكده؟! كيف يفكر فيا اكده؟! هو وانا حتى لو كنت رادل اعمل اكده؟!
شعرت عبير انها فرصه مناسبه لالقاء الضوء على امر مهم فقالت: بس انتِ لما هتبقى راجل هتعملى كده فعلا، بس مع الست اللى هتتجوزيها.
تجمدت بهيره وفتحت فمها فى زهول قائله: واه! كيف ده يعنى؟! اتدوز حرمه زى؟!
عبير بايضاح: ما انت وقتها مش هتبقى ست هتبقى راجل.
تجهم وجهها وعقدت حجابيها بقرف واشمأزاز وحركت يدها وهى تقول: كيف ده يعنى، طب انا مخبراش ازى اكده، انت خلبطينى يا دكتوره، معرفاش اعمل ايه دلوك.
ابتسمت عبير فقد حققت غردها من الكلام، واستطاعت لفت انتباها لجوانب اخرى للتحول، تنحتنح قائله: طب بالنسبه للتدريب على التعامل مع الرجاله مستعده انده للشخص اللى هتتكلمى معاه عشان تتعودى ولا نخليها الجلسه الجايه؟
نظرت اليها فى حيره قائله: معرفاش بس اجولك يالا خليه ياجى، بس هو ميعرفش انى حرمه مش اكده؟
عبير: اكيد طبعا.
رنت الجرس على مكتبها فدخل على قائلا: ايوه يا دكتوره فى حاجه؟
عبير: ايوه تعالى اقعد عايزك تعلم بهاء التعامل مع شباب مصر، اصل هو جاى من الصعيد.
نظر الى بهيره وابتسم قائلا: حاضر يا دكتوره.
جلس بالكرسى امامها واكمل: اهلا يا زميل قولى بقا عايز تتعلم ايه؟
نظرت له بهيره بزهول ولم تعرف ماتقول، فهى من الاساس لاتعرف شئ عن التعامل مع الرجال، تحتنحت قائله: هو صراحه انا معرفش.
ابتسم قائلا: طب قولى ايه اكتر حاجه بتضايقك فى التعامل مع اصحابك؟
ردت بعفويه: بس انا مليش اصحاب من الاساس مفيش غير سيف وهو اللى مصر يصاحبى اكده رخامه بس هو زين يعنى مش عفش.
كان على يسمعها وهو مبتسم، لكن عندما ذكرت سيف زالت الابتسامه من على وجهه، وشعر ببعض الغضب الذى لم يفهم سببه، لكنه تصنع الابتسامه قائلا: طلما ماعندكش اصحاب يبقا ايه مشكلتك فى التعامل؟
نفخت بهيره قائله: هو الواحد ده معرفش اتعامل معاه اصلا، انا بستحى والرجاله مبتستحيش.
ضحك على قائلا: معندهمش دم يعنى.
ضحكو جميعا وقالت بهيره: مجصديش يا خوى انا معرفش اتعامل وخلاص.
اخذ نفس وزفره قائلا: طب ايه رايك نبقا اصحاب، ويمكن لما يكون عندك اكتر من صاحب تعرف تتعامل كويس.
نظرت اليه بضجر قائله: يعنى معرفش اتعامل مع واحد اصاحب غيره كيف يعنى؟
عبير: ماهو انت لازم تقوله ايه مشكلتك فى التعامل عشان يساعدك؟
بهيره بأنفعال: ماهو انا معرفش حاجه خالص، معرفش نتحدتو فى ايه، بيفكرو كيف معرفش حاجه انا عمرى ما اتعملت من رداله من اصله.
تصنع على عدم الفهم قائلا: نعم ازى يعنى؟
ارتبكت بهيره قائله: اقصد يعنى اهنه فى مصر.
على: اه بص يا سيدى حاول تكون على طبيعتك متتصنعش خليك ايزى يعنى.
دارت عبير ابتسامتها فهو اندمج جدا فى التصنع، فقالت: يا على هو اصلا مشكلته ان طبيعته منطوى شويه على نفسه وملوش اصحاب فاهمنى.
على متصنعا: اه كده فهمت تمام طب بصى يا صاحبى اهم حاجه الشخص اللى هتصاحبه يكون محترم وبيفهم.
بهيره: هو محترم يعنى بس انا مفهمش يعنى الحديت بيكون عن ايه؟
على: حسب الشخص نفسه، يعنى فى شخص ممكن يفرجك على النت على افلام وحاجات مش كويسه، وفى شخص ممكن تتكلمو مع بعض عن الدين والقران والسنه، وشخص تانى تتكلمو فى كلام عام.
بهيره: كلام عام زى ايه يعنى؟
على: عن الشغل مثلا، عن اللى بتحلم بيه وبتتمناه حاجات من ديه يعنى فهمت قصدى.
بهيره: طب هو الرداله لما تهزر بتمد يدها على بعض صُح؟!
ابتسم قائلا: مش بالظبط، حسب الاشخاص نفسها، وبعدين لو ده هيضيقك بتقول لصاحبك، بس يعنى مش ديما الكل بيلتزم.
بهيره: هجرب تسلم يارب.
ابتسم قائلا: تسلم دى حريمى قوى، الشباب بيقولو لبعض عاش ياكبير، كلك زوق يا صاحبى، شكرا ليك يا حبيبى.
تعجبت بهيره قائله: هو الكلام كمان فيه حريمى ورجالى؟!
على: ايوه طبعا امال ايه عن اذنكم انا هخرج.
وتركهم وخرج وزاد قلق بهيره فهى كانت تظن الامر اسهل من ذلك، فلاحظت عليها عبير قائله: لازم تبقى عارفه ان الموصوع مش سهل بالعكس هيكون صعب انت هتغيرى حياتك كلها.
اخذ نفس وزفرته قائله: شكلها اكده معجربه، عموما انا مهستسلمش بسرعه اكده.
عبير: عموما احنا لسه فى الاول ( قدمت لها كتيب صغيرت صناعه يدويه) ده الكتيب اللى قولتلك هجهزهولك، فيه كل المعلومات عن العمليه، اقرأيه الفتره الجايه ونتناقش فى الجلسه الجايه.
اخذته قائله: ماشى بس عندى استفسار، يعنى هو على اكده مش هيفهم؟
ابتسمت قائله: لاء انا هفهمه ان اخواتك كلهم بنات، وعمرك ماخرجت من بلدكم وهو هيافهم متقلقيش.
بهيره: شكرا ليكى يا دكتوره عن اذنك.
عبير: اتفضلى وركزى فى كل كلمه فى الكتيب، عشان تفهمى كل حاجه صح.
هزت راسها بالموافقه وخرجت، اشارت بيدها ل على، وذهبت الى المحل، دخل على الى عبير وجلس معها قائلا: حسيت انها بدات تغير رايها.
عبير: اعتقد انها مش هتغير رايها بس، لاء دى هتقتنع ان كونها بنت افضل بكتير كمان، انما انت كنت متقمص الدور قوى.
على: كنت مركز قوى، خوفت اتلغبط فى الكلام وابوظ الدنيا.
عبير: كده تمام همشى انا بقا.
قامت خرجت هى وعلى، جلس هو على مكتبه وعادت هى الى بيتها، اما على جلس سعيدا فقد راها واحب البرأه التى فى عينها، وتذكر ابتسامتها ودهشتها وعفويتها، وكان يتمنى ان يتحدث معها اكثر.
فى المساء عادت بهيره الى بيتها صعدت الدرج وصلت الى غرفتها، وجدت حازم يجلس على السطح وفور رؤيتها هم لينزل فنادته قائله: هو انت كل ما تشوفنى تتخلع وتجرى اكده ليه شوفت عفريت اياك.
توقف عند الدرج..
فى المساء عادت بهيره الى بيتها صعدت الدرج وصلت الى غرفتها، وجدت حازم يجلس على السطح وفور رؤيتها وتحرك لينزل فنادته قائله: هو انت كل ما تشوفنى تتخلع وتجرى اكده ليه شوفت عفريت اياك.
توقف عند الدرج اغمض عينه واخذ نفس وزفره وجز على اسنانه، فاكملت: هو صحيح انا شكلى مش زين بس مش عفش عشان الخلعه دى كلها.
امتلاءت عيون حازم بالدموع والتف اليها قائلا: بس انا مجولتش ان شكلك عفش، بالعكس انت وشك جميل يشبه وش بت عمتى، اللى اتسببت فى موتها ( تنهد بالم شديد) وكل مابشوفك بتوجع لانى كنت غبى وكسرتها، بدل ما احاجى عليها واحميها.
امتلاءت عيونها بالدموع فنظرت الى الجه الاخرى كى لا يرها، وابتسمت قائله: بس اكده دة تبجى عفشه جوى، حرمه وتشبهمنى مش اكده بردك.
اغمض حازم عينه وفتحهم مره اخرى، وبدات الدموع تتساقط من عينه قائلا: بالعكس دى كانت زينه جوى بس انا اللى كنت اعمى، مشوفتش جمالها الا بعد ماهملتنى، ماحسيتش بيها الا بعد ما خسرتها وضيعتها من يدى.
احتارت من كلامه، فهى لم تعد تفهم، هل هو يحبها لما اذا جرحها ورفضها فقالت: مفهمش يعنى ايه اللى عتجوله ده؟
اخذ حازم نفس وزفره وعاد جلس على كرسيه قائلا: هجولك يا واد عمى يمكن ارتاح وجلبى يهدى.
جلست بكرسى بالقرب منه وبدأ يحكى: بت عمتى ده بت غلبانه جوى، ابوها مات وسابلها ورثه كبيره، وعمتى كمان ماتت بعده بحاجه بسيطه، خدها عمها الكبير تعيش عنده، مش عشانها لاه عشان ورثها، كان هو ومرته مخدمينها عندهم، ابوى راجل على كده وميجدرش ياخدها، لانهم هيتهمو انه واخدها عشان ورثها، وكمان سلو بلدنا ان عمها هو اللى ياخدها، عمرها ماشكت لابوى من اللى بيعملو وياها عشان متشيلوش همها، لكن عمتها هى اللى كانت بتعرف وتتعارك مع اخوها عشانها، وابوى لما كان يعرف يبجا هيتجن خصوصا لما طلعوها من العلام عشان متبجاش احسن من بناتهم، وجتها كنت انا لسه مخلص ثانويه عامه وهاجى ادرس اهنه فى الجامعه، ابوى فكر انه يرحمها من اللى هى فيه، بانه يدوزهالى واخدها معاى مصر تكمل علمها وتترحم من خدمة عمها ومرته وعياله، لكنهم فهاموها ان ابوى كان طمعان.
فيها هو كمان، صراحه اى حد كان يشوف الكلام لازما يجول اكده، لكن هو جالى وخبرنى ووعانى، بس انا كنت غبى واعمى.
واغمض عينه وبدأ يتذكر الامر كأنه يراه.
حازم ووالده يجلسان فى غرفة حازم يتحدثان، وانتفض حازم رافضا: لاه وانا مالى انا اتدوزها ليه؟ شوف طريجه تانيه انا معايزش ادوز دلوك اصلا.
مهران: دواز ايه بس ده مش داوز، احنا بس عنرحمها من عمها ده، وانا جولتله ان ارضها هتفضل تحت يده عادى، بس هى توافج.
نظر اليه مستنكرا: وانا مالى انا اتدبس تدبيسه عفشه زى دى، انا معيزسش، بدك تدوزهانى وبعد كده تبجا لزومى لاه مليش صالح عاد.
مهران مترجيا: يا ولدى حرام عليك البت غلبانه وهما هيضيعو مستجبلها، وهى بت اختى معايزش عمرها يضيع وهى بتخدمهم، والاخر يذلها والدهم ويكسر نفسها، وياخد مالها ويتدوز بيه غيرها.
وقف رافضا: لاه مليش صالح عاد معتوزش انا.
مهران: ده مش دواز هتكتب عليها بس، وتاخدها وتسافر مصر تكمل علامها، وجول انها اختك من الرضاعه مش مرتك، ينوبك فيها ثواب ياولدى، يعنى يرضيك انهم جعدوها من العلام وهى كانت شاطره، ضيعو عليها سنه انا بدى الحقها، ومتخافش انا هفهامه انه دواز على ورج بس، عشان تكمل علام.
حازم مستنكرا: وهى هتفهم عاد؟
مهران: واااه ليه اكده ياولد دى مخها نضيف وعجلها نور، طوعنى بس ومهتخسرش ابدا.
استسلم قائلا: امرى لله بس انا اللى هتحدت معها وافهمها ماشى.
مهران فرحاً: ربنا يهديك ياولدى، هخليك تجعد معها وتتحدت دلوك، هى مع اختك فوج، بس امانه عليك ياولدى اوعاك تجرحها بالكلام، ولا تزعلها دى يتيمه ومسكينه وملهاش حد.
نظر حازم بمكر قائلا: حاضر يابوى.
خرج مع والده وجلس معها فى البهو الصغير، نظرت اليه فى خجل ونظرت الى الاسفل مره اخرى، تضايق قائلا: جوليلى يا بنت عامتى انت بدك تتدوزينى؟
احمر وجهها خجلا قائله: واااه انا بستحى من الكلام ده ياواد خالى.
تضايق من خجلها قائلا: بس انا ماعيزسش، انا بحلم اللى ادوزها احبها لاول، وهى كمان تحبنى، مش ادوزها عشان تتعلم واتدبس انا.
ذهبت الابتسامه من على وجهها واتى مكانها الالم والاهانه والانكسار قائله: خالى جالى انه دواز على ورج بس، ولو معايزسش خلاص، اعتبر كانه مجليش.
جز على اسنانه قائلا: وهو فى حاجه اسمها دواز على ورج بس، بجولك ايه بلاش تماحيك بجا.
انتفضت من الكلمه وتحركت وعينها تمتلاء بالدموع وقالت وهى تخرج: لاه متخفش محدش يتمحك فيك، ولا عايز منك شى يا واد خالى.
وتركته وخرجت ظل يراقبها من بعيد ليرى ماذا ستفعل، دخلت الى الحمام ظلت به حتى هدأت وتمالكت نفسها، واستطاعت منع دموعها من النزول وخرجت، اتجهت الى خالها وقالت بثبات وعزة نفس وكرامه: معلش يا خالى مش هجدر اتدوز ولدك، وانا مجدره مساعدتك ليا ومهنساش ابدا وجفتك معايا دى.
وتركته وخرجت مسرعه وقد راى عينها وقد امتلاءت بالدموع، اسرع الى حازم الذى كان واقفا مزهولا من تصرفها، وسأله قائلا بحده: انت جولت لها ايه حرام عليك كسرت جلبها ليه اكده ياولدى ليه؟
اتت والدته وهى تقول بضيق: هو عنده حج بدك تدوزه البومه دى ليه؟ هى دى حرمه من الاساس، ده ولدك الوحيد ترازيه ببت زى دى.
صرخ بها: حرام عليكى مليت دماغ الواد، انت شيطان غورى من جدامى، وانا هروح ورى الغلبانه دى، احاول اطيب خطارها، وانت الله يسامحك يا ولدى، ومسيرك يوم هتندم وجتها مهينفش الندم.
فتح حازم عينه وانهمرت منها الدموع وهو يقول: ومن وجتها اصلا وانا ندمان، ووجع جلبى ملوش حاجه تريحه، بعدت عن البلد يمكن يخف لكن مفيش فايده، واللى زوده اكتر لما عرفت انها موتت نفسها، عشان متتدوزش ابن عمها جلبى وجعنى جوى، ومجدرتش اجعد فى البلد، رغم ان لسه بدرى على الجامعه، بس مجادرش حاسس انِ جتلتها، والاحساس ده مهينيمنيش واصل، وكل مبشوفك بحس انى شايفها جدامى، ومبتحملش عشان اكده بسيبك امشى، متزعلش منى ياواد عمى غضب عنى.
كانت بهيره تحاول ان تخفى دموعها التى كانت تنزل دون اردتها اخذت نفس وزفرته قائله: فعلا انت جتلتها بكلامك ده، موت كرامتها وانوثتها، خليتها تحس انها حيوانه ملهاش جيمه، بس هى علمتك درس عمرك ما هتنساه، وانا بأكدلك ان اللى زى دى عمرها ماتموت نفسها.
ازداد حازم فى البكاء قائلا: ده نفس احساسى، انا متأكد انهم هما اللى جتلوها، لما رفضت تتدوز واد عمها، ومجدرتش تجى تشتكى لابوى ( نظر الى الاسفل بخجل ) عشان حديتى وياها، ومتجدرش تاجى اهنه لعم عمرى، مسكينه اتسببت فى موتها.
قالت بكل ما بها من الم ووجع: انت جتلتها مرتين مره لما رفضتها، ومره لما سبتها لجمه طريه لعمها يتحكم فيها، ومظنش انها لو عايشه هتسامحك.
لم يستطع تحمل كلامها، ونزل مسرعا، وظل يبكى بندم وحسره عليها، دخلت هى الى غرفتها اغلقت على نفسها، وانفجرت فى البكاء، وبعد بعض الوقت جلست مع نفسها تفكر وهى تشعر ببعض الراحه، لاول مره ترى نظرة حب فى عين شخص لها، حتى لو كان يظنها ميته، لاول مره تشعر انها فتاه ككل الفتيات،
شعور غريب عليها لكنها سعيده به، حتى لو اتى فى غير اونه، قامت وتوضات وصلت شكراً لله.
فى اليوم التالى استيقظت وهى سعيده، استعدت وذهبت الى المحل كان هذا اليوم مزدحم جدا، ولديهم اكثر من عروسه، ولكن اخر عروستين سبتت لهم جميعا الغضب وبدان يتحدثن عنهم.
فوفا غاضبه: ياساتر ايه ده مش ممكن ابدا الست دى حاجه فظيعه.
دينا وهى تجز على اسنانها: دى مستفزه جدا شوفتو كانت بتتكلم ازى عن العروسه دى بتحاول تذلهاوتكسر نفسها من دلوقتى.
نفخت ميرو قائله: انا معرفش دى هتعمل فيها ايه بعد كده مش متخيله ان فى حد كده.
اكملت فوفا: من اول ما دخلت وهى شايفها وعملت نفسها مش واخدها بالها منها، لاء واول مكلمتها تقولها ايه ده مش معقول هما عملو كده ازى؟ شى رائع انتو ممتازين ازى غيرتوها كل التغير ده، عريسها كده مش هيعرفها.
ميرو: وضحكتها سمجه ورزله بشكل فظيع.
اكملت دينا: وخدتى بالك من اللى كانت معها، ايه دى كانها ديل لها اللى تقوله تأمن عليه وتزود كمان.
فوفا متاافه: ياساتر انا لولاش ده مكان اكل عيش كنت طردتها من المحل، لاء والتانيه كمان دى اللى نرفزتنى دى مش ممكن معندهاش اى ثقه فى نفسها خالص.
دينا: دى هى اللى مشكله اصلا يعنى التانيه هما بيتنمرو عليها، وكلامهم سم بس هى كبستهم كلهم لما ردت، وقالت لو مش انا حلوه اصلا مكنوش قدرو يعملو حاجه، متهوليش قوى يا طنط.
ضحكت فوفا: اه اول ماقالت لها ياطنط، اطنطت وكانها ضربتها بالنار، احسن تستاهل مستفزه جدا.
ميرو: اللى صعبانه عليا المسكينه التانيه، رغم انها جميله الا انها مش حاسه بجمالها خالص، مفيش ثقه بنفسها اصلا.
دينا: اه دى غبيه جدا وجوزها كمان، ايه واضح انه كلب ده كلامه كله سم.
ميرو وهى تحاول تقليده: بيتكلم بتلزيق كده اه يا حبى مش ممكن دول روعه انا هجيبك عندهم على طول، دول خلوكى حاجه تانيه خالص.
دينا: اللى غاظنى انها اكدت على كلامه وكانه بيمدح فيها.
فوفا: اللى زى دى هتشوف ايام الوان، بكره يكرها فى عيشتها.
بهيره: هو يعنى ايه تنمر اللى عما تجولها دى؟
دينا: تنمر دى يعنى تبقا واحد عاديه مثلا، فانا افضل اقول لها انت وحشه وملكيش منظر، فتبدأ تحس ان ده حقيقي وتقتنع بيه، فتعيش ذليله ومكسوره وراضيه بأقل حاجه، وشيفاها انها حاجه كبيره جدا.
شعرت بهيره انها تتحدث عنها فقالت بعفويه: بس ممكن تكون هى فعلا عفشه.
ميرو: مفيش ست وحشه، بس فى ست فاهمه نقط جمالها فين، وفى ست مش عارفه.
بهيره متعجبه: يعنى لو حرمه شبهى هتجا زينه مثلا يعنى؟!
فوفا: ايوه طبعا انت ليه بتقول كده، انت يمكن اسمر شويه بس تقطيعك حلوه.
دينا: متقولش على نفسك كده الجمال ديما جمال الروح والقلب مش الشكل.
بهيره: بس محدش بيريد جمال الروح والجلب ده، كلهم عايزين جمال الشكل بس.
دينا: لانهم تافهين وساطحين يعنى هما اللى معيوبين.
ليلى: كفايا رغى بقا يلا كله يروح عندنا شغل كتير تانى بكره، دينا ابقى قولى لاخوكى يجى ياخدك عشان ميعملش مشكله، بسبب التأخير بالليل.
تحركن بسرعه وظبطت المكان،
وقفت ميرو تلف حجابها وكانت بهيره تتابعها باهتمام، فاقتربت منها قائله: لاه متلفيهاش اكده رجبتك تبان.
نظرت اليها وقالت مستنكره: ما تبان انت مالك اصلا.
استنكرت بهيره رفضها قائله: واه حرام اكده عايزه تتعلجى فى النار من رجبتك دريها احسن.
وضعت يدها على رقبتها وقالت بخضه: بعد الشر عنى، وبعدين لما انت بتخاف ربنا قوى كده بتبصلى ليه هاه؟
تنبهة بهيره انها تكلمها كرجل وليس كبهيره فتلجلجت قائله: مجصديش انا كن، كنت ببص على طريجة لفتك للطرحه بس، وبعدين انتِ كيه اختى كيف ابصلك.
ونظرت الى الاسفل من الخجل.
فابتسمت ميرو قائله: انا اسفه مقصدتش اضايقك وهطول الطرحه عشان متعلقش منها فى النار مبسوط.
ابتسمت بهيره قائله: ربنا يهديكى كمان وكمان.
كانت باقى البنات فى الداخل يرتبن المكان، اتين هن الاخريات وخرجن معاً، عادت بهيره الى شقتها وهى تفكر فى كل ماقيل، وتتذكر كلام زوجة عمها وافعالها، فتراه متشابها مع افعال المراه فى المحل، وايضا كلام شاكر فشعرت انها ليست سيئه كما قالو عنها، لكنها عاديه فقط، اخذت كتيب الدكتوره بدات تقرأ به، لكنها من التعب نامت ولم تقرأ منه سوى صفحات بسيطه،.
مرت عدت ايام وهى على نفس الحال، حتى اقترب موعد الجلسه وهى لم تقرأ الكتيب بعد، وكانت تعلم ان هذا اليوم العمل به قليل، فقررت ان تقرأ الكتيب.
دخل عزمى منزل درغام وجلس معه قائلا: السلام عليكم كيفك يا حاج درغام؟
درغام: وعليكم السلام اهلا بيك.
عزمى: جيتك كاه ماطلبت وين العروسه؟
درغام: هتاجى اه.
لحظات ودخلت نواره وجلست فى الكرسى المقابل له ونظرت الى الاسفل وهى تبتسم بخجل، نظر اليها عزمى قائلا: اهلا يا عروسه.
اجابت دون ان ترفع نظرها: اهلا بيك.
عزمى: انا خلاص دوزت بتى هنتدوز ميتا؟
ظلت تنظر للاسفل: ومهرى؟
عزمى: المهر اللى بدك اياه، المية فدان هكتبهم باسمك.
رفعت نظرها نظرت اليه وابتسمت وعادت للنظر الى الاسفل قائله: خلاص يبجا الوقت اللى بدك اياه.
اشتعل قلب عزمى من نظرتها قائلا: يبجا خلاص نكت الكتاب الخميس الداى.
نواره: اللى تجول عليه يوم الاربع تكتبلى الارض والخميس الكتاب.
عزمى: خلاص اكده اتفجنا.
نظرت اليه نظره سريعه وعادت الى النظر الى الاسفل قائله: طب وهنعيش وين؟
فكر عزمى قائلا: تحبى نعيش فى دوارى ولا دوارك؟
نظرت بعيد قائله: فى دوارى اهو نسيب دوارك لولادك يتدوزو فيه، وانا من بكره ان شاء الله هروح اتفج على اوضة نوم جديده ووضب البيت، على الخميس ان شاء الله يكون خلص.
عزمى: بامر الله مبروك يا عروسه.
نواره بخجل: واه انا بستحى ( ووقفت قائله ) انا ماشيه عن اذنكم.
ونظرت اليه بنظره جننته وخرجت مسرعه، ظل يتابعها بنظره حتى اختفت، قال درغام: على بركة الله معاك اكده وجت تظبط حالك.
عزمى: متجلجش هظبط كل شى همشى انا دلوك عندى شغل فى الارض.
تركه وذهب وفى المساء عاد الى بيته صعد غرفته كانت رقيه تنتظره، دخل القى التحيه وجلس على طرف السرير واشار لها قائلا: رقيه تعالى اجعدى جارى هنا عايز اتحدت وياكى.
فرحت وجلست الى جواره قائله: اءمر يا سيد الناس كلها.
فهم عزمى نظرتها فتنحنح قائلا: انت خابره زين انى كل اللى يهمنى هى الارض، وخبراه كمان انى ممكن اعمل ايها حاجه عشان اكبرها وكله عشان مصلحة اولادنا.
رقيه: واه وهى دى محتاجه حديت، انا خابره ان كل اللي يهمك هى مصلحة اولادنا.
عزمى: زين اصل انا لقيت ان فى مصلحه حلوه، وهياجى من ورها ميه وخمسين فدان، فجولت ادخلها، بس جولت بردو اعرفك، بدل ما تعرفى من بره.
تسرب القلق الى قلبها قائله: تعرفنى ايه بالظبط؟
شد ظهره وهندم شاربه قائلا: انا هتدوز الخميس الداى.
صدمت رقيه ولم تصدق ما سمعت قائله: تقصد هتدوز ولدك مش اكده؟!
ضجر عزمى قائلا: انت معتسمعيش ولا معتفهميش بجولك هتدوز الخميس الداى، خلاص اتفجت مع العروسه وحددت كل حاجه.
فور تاكدها من كلامه ثارت غاضبه: تتدوز يعنى ايه ده انت معملتهاش وانت صغار، هتعملها دلوك، ودى مين دى اللى خلتك تدوز عليا بعد السنين دى كلها، ده انت بجيت جد من زمان.
غضب عزمى قائلا: انا مهاحسبكيش على كلامك ده دلوك، بس هسيبك لما تهدى وابجا احدتك، غورى من جدامى.
رقيه بغضب: لاه مغيراش الا اما اعرف مين اللى هتدوزها دى؟
فكر عزمى عدم اخبارها لكن غضبها جعله يتراجع فقال: هتدوز نواره وهنعيش فى دوارها وهجسم الايام بناتكم.
هاجت غاضبه: ايوه جول اكده البت لحست عجلك بجا...
قاطع كلامها عزمى بصفعه على وجهها اوقعتها ارضا من قوقتها قائلا: اخرصى يا حرمه من ميته وانت بطول لسانك عليا اجطعهولك، انا ادوز اللى بدى اياه وانت ملكيش انك تفتحى خاشمك، يالا غورى من جدامى دلوك بدل مامد يدى عليكى.
صدمت رقيه من رد فعله، فوجهه كان يشتغل غضبا، وعيناه يخرج منه شرار وشعرت انها لو بقيت سيعاود ضربها بقوه اكثر، فجمعت شتات نفسها وخرجت من الغرفه، وذهبت الى غرفة شاكر، الذى فزع من منظرها قائلا: مالك يا اما بيكى ايه؟
بدأت تضرب وجهها وراسها قائله: ابوك اتجن وعايز يتدوز عليا، بعد كل السنين ده يتدوز عليا ومين بنت كلاف البهايم اه يا مراررىىىى اه يا سوادىىىى
يادى الوجعه السوده اللى وجعت على راسنا.
نظر اليه شاكر ببرود وكانه يعرف قائلا: وفيها ايه دى يعنى مش حاجه ده، وبعدين دى حدها ميه وخمسين فدان يعنى دوازه زينه، وانت طول عمرك عاجله ملهوش لزوم الحديت الماسخ ده.
صدمت من رده قائله: وكانك خابر بالحديت ده هو كلمك وخبرك مش اكده؟
شاكر: ايوه خبرنى النهارده بس جالى مخبركيش هو اللى هيخبرك بنافسه.
كدا عقلها يطير ولم تعرف ماذا تفعل او تقول، فابنها الكبير بدلا من ان يقف معها وقف مع والده، ليس فقط بل ويبرر له الامر، فهى تحصد مازرعت سنين، فهى من علمته الانانيه وحب الذات، كيف لها ان تراجعه الان فيما كانت تراه حقا له، خرجت من الغرفه وهى هائمه على وجهها لاتعرف اين تذهب، ساقتها قدمها الى الطابق الاعلى، وقفت امام غرفة بهيره، وتذكرتها وكأن ما كانت تريده لها اتها هى، تحركت مسرعه ودخلت غرفة ابنتها سماح، جلست على السرير وانفجرت فى البكاء وهى تتوعد قائله: لاه مش رقيه اللى يتعمل فيها اكده يا ويلك منى يا نواره هطلع كله عليكى، هتشوفى المرار كله ومهتدخليهاش ابدا.
وكانت تنظر بتوعد وغل.
اتى يوم الجلسه دخلت بهيره العياده كانت شارده تفكر فيما قرأت فى الكتاب، نظرت الى على قائله: السلام عليكم.
ابتسم على قائلا: وعليكم السلام اهلا منور يا باشا.
جلست على الكرسى امام المكتب قائله: منور بيك جولى الدكتوره موجوده؟
على: موجوده بس بتجهز شوية حاجات، اول ما تخلص هترن عليا ادخلك.
فهزت راسها دون كلام، راى فى يدها الكتيب الصغير الذى صنعته لها الطبيبه، ففهم انها قراته ولهذا هى شارده، رن الجرس فاشار لها فدخلت وجلست، ابتسمت عبير قائله: شايفه الكتاب فى ايدك ياترى قراتيه؟
بهيره بحيره: قراته اكتر من مره، بس فى حاجات كتيره مفهمهاش.
ابتسمت قائله: قوليلى ايه اللى مش فاهمه وانا اشرحهولك.
بهيره: هجولك اللى فهمته لاول، فهمت انكم هتشيلو من عندى حاجات الحريم، وتحطولى حاجات الرداله، بس مفهمتش السيكلون ده ايه؟وليه هتحطوه عندى من الاساس؟
ضحكت قائله: اسمه سيلكون مش سيكلون.
بهيره: مش مهم اسمه، انا مفهماش هتحطوه عندى ليه، وبعدين ليه اصلا تشيلو حاجه من عندى؟هما هيخسرو فى ايه يعنى.
وضعت يدها على جبينها وابتسمت بخجل تفكر كيف تخبرها بالامر قائله: بصى يا بهيره، السليكون ده ماده زى البلستك كده، والحاجات اللى هنركبهالك منه.
صدمت بهيره قائله: واه بلكست يعنى عتشيلو اللى خلجه ربنا، وتحطولى بلسكت ليه يعنى؟
عبير: ماهو مفيش قطع غيار بنى ادمين، دى هنجبها منين يعنى؟
زادت صدمة بهيره قائله: قطع اغيار ايه هو احنا عربيات عاد، طب انا دلوك لما اركب بلسكت هخلف كيف؟
ضحكت قائله: لاء ماهو اللى بيعمل العمليه دى مش بيخلف.
ابتسمت بهيره لضحكت عبير، ولكن زالت الابتسامه بعدما سمعت اجابتها قائله: طب ماهو اكده يبجا لازمته ايه التحول ده؟ انا اكده ابجا مبعملش حاجه ليها فايده؟ وبعدين البلسكت ده منظر بس يعنى كيف، اكده هلبس ثوب الردال بس مش رادل.
عبير: بالظبط يا بهيره هو شكل وجسم راجل، بس كمان عندك هيبقا فى مشكله تانيه، انك كمان من جوى بنت مش ولد، يعنى التحول بالنسبه لك تغير جوه وبره.
اخذت نفس وزفرته قائله: طب ما افضل اكده احسن، على الاجل يوم ما احب اعاود لكونى حرمه ارجع بسهوله.
عبير: بس انت كده مزوره لانك بنت ولبسه لبس راجل.
تنهدت متحيره: ماهو انا مجدرش ارجع بهيره تانى، عمى وولادو يجتلونى، والعمليه دى كانت هى حلى الوحيد، لكن اكده معرفاش اعمل ايه، وكمان كيف حد يجبل انه يعمل حاجه زى اكده فى نفسه؟
عبير: ماهو بيبقا بيفكر فى اللحظه اللى عايشه، بس مش ببيص لقدام، مبيفكرش انه هيعش طول عمره وحيد ملوش اولاد، عشان يتحول بيغير الطبيعه الجميله اللى خلقها ربنا، عشان يحول نفسه، لشئ لاهو محصل راجل ولا هو محصل ست.
بهيره: بيجلع توبه ويلبس ثوب مش ابتاعه، بس يا دكتوره انا مش متخيله ان حد ممكن يعمل اكده فى نفسه؟!
عبير: اغلب اللى بيعملو العمليه دى بيبقو صغيرين فى السن، وحماس الدنيا واخدهم، وبيفكر غلط وبيكون عنده مشكله نفسيه، بدل ما يعالجها بيزودها، وللاسف فى دكاتره معندهومش ضمير بيستغلو رغبتهم فى التغير ويعملو لهم العمليه.
بهيره: مشكلت نفسيه كيف يعنى؟ وايه اللى بيستفادوه الدكاتره دول؟
عبير: ماهو اغلب اللى بيعمل العمليه دى بيكون عنده ميول للجنس التانى، بمعنى لو هى بنت بتبقا حاسه من جوها انها ولد، وده بيرجع لعوامل كتير لازم تتعالج، والمكسب للدكتور مادى لانها بتتكلف كتير وشهره.
هزت راسها: اه. عوامل يعنى ايه؟
ابتسمت قائله: اسباب يعنى زى لخبطه فى الهرمونات، بتكون هى السبب فى ده اصلا، وكمان العامل النفسى مهم جدا، يعنى فى بنت تكون مطهضه من كل اللى حوليها فتفكر ان الحل انها تبقا ولد، ومتحسبش العواقب اللى هتحصل لها من ده، او ولد بسبب التريقه عليه او ان جسمه هزيل مثلا، وحاجات تانيه كتير.
بهيره: طب والحل فى الحالات دى بيبجا ايه؟
اتسعت ابتسامتها قائله: هو طبعا ده فضول بس هقولك، لو تفتكرى اول ماجيتى قولتلك بياخد فترة علاج نفسى، وهرمونى لمدة سنتين الحاله فضلت على حالها، بتتكون لجنه وهى اللى تقرر، ده هنا طبعا فى مصر لان احنا مسلمين، لكن بره لاء بيعتبرو ان دى حريه شخصيه، ولو ان ده فى الحقيقه نوع من انواع الاعتراض على امر ربنا.
فكرت بهيره قائله: اعتراض على امر ربنا!يعنى هى العمليه دى اكده حرام؟
نظرت اليها متعجبه: انت فعلا بتسالى؟! يعنى انتِ متعرفيش؟!
بهيره: هى العمليه دى حرام؟
نظرت اليها متعجبه: انت فعلا بتسالى؟! يعنى انتِ متعرفيش؟!
بهيره: لاه معرفش لانها لو حرام ملازماش.
نظرت لها فى اندهاش، فهى منذ ان اتت اليها وهى لاتريد التطرق الى هذه النقطه، ظنا منها انها تعرف ولا يفرق معها، فابتسمت قائله: يعنى هى لو حرام مش هتعمليها؟
ابتسمت قائله: ابوى الله يرحمه جالى وانا صغيره، يابتى اواعكِ من الحرام، حتى لو هيديك الدنيا كلها، والحلال خديها حتى لو كان نقطه فى بحر.
نظرت لها باعجاب قائله: ربنا يرحمه يارب نعم الاب ونعم الابنه اللى بتسمع وتنفذ.
تنهدت قائله: هو كان فى حد زيه، ابوى ده كان زينة الردال، كان كل اهل البلد يحبه ويعمله حساب، كان عمره ماحد جاه فى حاجه رده ابدا، الله يرحمه.
عبير: الله يرحمه وعمله الصالح قعدله فيكى، وبعتلك ليا، لانك لو روحتى لدكتور معندوش ضمير، كان ممكن يعملك العمليه وياخد الفلوس، ومش مهم اى حاجه تانيه.
بهيره: كيف يعنى مش مهم حياة الناس؟!
عبير: للاسف فى كتير دلوقتى معندوش ضمير، المهم سيبك من الحوار ده، قوليلى ناويه على ايه؟
بهيره فى حيره: معرفاش مجدرش ارجع بهيره تانى، ومجدرش ابجا رادل مهعملش حاجه حرام، (تاففت ) دماغى هتجف من التفكير معرفاش.
عبير: فكرى براحتك وخدى قرارك، وطلما هتبعدى عن اللى حرمه ربنا فأكيد هو هيساعدك.
بهيره: ونعم بالله(بحزن)، دى اكده اخر جلسه صُح ومعجيش تانى؟
عبير: لاء طبعا لسه فى جلسات هنكمل الجلسات لفتره.
بهيره: ما انا معجلبش هعمل الجلسات دى ليه؟
عبير: انت محتاجه الجلسات دى، وكمان بكون سعيده بالكلام معاكِ، فهنكمل لفتره ومتقلقيش مفيش فلوس هتدفعيها.
بهيره: انا مجصديش فلوس بس عشان معطلكيش.
ابتسمت قائله: من لحظة ما دخلتى هنا وانا اعتبرتك اختى الصغيره ومش هسيبك الا لما اطمن انك عرفتى توصلى لفين.
صمتت للحظات قائله: مجاش فى بالى ابدا ان لسه فى ناس فى جلبها رحمه.
عبير: الخير موجود ليوم الدين بس علقى قبلك ديما بربنا.
قامت بهيره وقفت قائله: متشكره ليكى كتير ومعرفش هرد جميلك ده كيف، انا همشى دلوك.
ابتسمت قائله: هستناكى فى معاد الجلسه الجايه.
هزت راسها بالموافقه وعادت الى المحل.
دخل على الى عبير وجلس قائلا: ها حصل ايه فى الجلسه؟
عبير: حصل حاجات كتير جدا اسمع يا سيدى.
وقصت عليه اغلب ما حدث فى الجلسه ففرح قائلا: متخيلتش ان الموضوع هينتهى بالسهوله دى(فى حزن) بس كده مش هتيجى تانى؟
عبير: لاء هتيجى انا خوفت عليها حد يستغل طيبتها وينصب عليها، وكمان هى شايفه انها مش حلوه فممكن اى حد يقول لها كلام حلو تصدقه على طول.
فكر قائلا: طب وانتِ ناويه على ايه؟
عبير: هحاول ارجع لها ثقتها بنفسها، لان هى دى مشكلتها الحقيقيه، وبعد كده هنحاول نشوف حل عشان تقدر ترجع للحياه من تانى.
على: فعلا هى لازم تحس انها لسه عايشه ومامتتش.
تعجبت قائله: تصدق فعلا هى حاسه انها مش عايشه اصلا، ويمكن ده سبب انها فكرت فى التحول.
اكمل: لان من وجة نظرها اللى عايش هما الرجاله، لكن الستات مدفونين.
اكملت: وهى بالخصوص حاسه انهم دفنوها مع شهادة وفتها.
اكمل: هو فعلا موضوع موتها ده هيكون عقبه فى انها ترجع اسمها، وترجع لها حياتها تانى.
نظرت اليه بثقه قائله: بس انا عندى يقين انها هترجع ومرفوعة الراس كمان.
تعجب من ثقتها قائلا: ايه الثقه دى؟!
ابتسمت بثقه وايمان: ده ايمان بالله وثقه فيه، هى اول ماعرفت انه حرام بعدت، ومفكرتش فى اى عواقب، ومن ترك شئ لله.
اكمل مبتسما: عوضه الله خيرا منه، فعلا اكيد ربنا هيعوضها ويرجع لها حقها.
اكملت: بس ازى ده بقا مش مشكلتنا دلوقتى، المهم نرجع لها ثقتها بنفسها وبعد كده كل حاجه هتيجى فى وقتها.
على: تمام قوليلى اقدر اساعدك ازى؟
عبير: لسه مش عارفه هفكر وابقا اقولك، انما دلوقتى هروح سلام.
خرجت من الغرفه وهو معها، جلس هو على مكتبه يفكر فى الامر، وهو سعيد لانها عادت هذه الفكره المجنونه، ولتأكده من ان براتها ليست برأة وجه فقط انما قلبها ايضا، وعادت هى الى منزلها، فكل يوم يزاد انجذاب لها ويشعر ان هناك شئ يربطه بها.
دخل عزمى الى منزله وصعد الى غرفته، فلم يجد رقيه فنادى على شاكر، فاتى اليه فنظر له قائلا: وين امك مشايفهاش اديلها يمين وجولت هتعجل وتعاود لجيتها سايجه فيها؟
شاكر: هى جاعده فى اوضه سماح، عازز عليه انك تمد يدك عليها.
عزمى: بلاش كلام ماسخ وروح نادم عليها، وانا مستنيه اهنه فى جوتى.
دخل وبعد بعض الوقت اتت رقيه وقفت عن الباب ووجهها اصفر، وتحت عينها اسود من البكاء، نظر اليه ونهرها قائلا: انت معندكيش عجل يا حرمه انت؟
رقيه ببكاء: يعنى بعد عشرة السنين دى كلها تتدوز عليا، وتمد يدك كمان ومعايزنيش ازعل كمان.
نظر لها عزمى غاضبا: وهو بعد العمر ده تعلى حسك عليا، وتجلى ادبك كمان، وعايزنى اسكت.
رقيه ببكاء: عجلى طار منى لما جولت انك هتتدوز اعمل ايه يعنى.
اخذ نفس وزفره قائلا: تعالى اجعدى جارى ( نظرت اليه بعتاب ) تعالى يا حرمه اهنه هفهمك.
ابتلعت ريقها واقتربت وجلست الى جواره، نظر لها معاتبا: يعنى بعد العمر ده كلاتُه متفهميش جصدى.
نظرت اليه قائله: يعنى تتدوز عليا، وعايزنى افهم كمان افهم ايه يعنى؟!
عزمى: ياحرمه هو انا هتدوز فراغة عين مثلا يعنى، انا معايزسش حريم انا عندى حرمه بالحريم كلهم ( فابتسمت بخجل ) ايوه اكده فكيها عشان افهمك.
رقيه: تفهمنى ايه يعنى؟
عزمى: يعنى دى لا ليها عيل ولا حتى وريث، وحداها ميه وخمسين فدان اسبهم يرحو اكده، متشغلى مخك ده ولا عازته ايه؟
نظرت له معاتبه: يعنى ملكش غرض تانى ارضها بس؟
عزمى: واه معرفنيش ولا ايه؟ وبعدين انا جولت انت اللى هتشجعينى عليه الموضوع ده، انا فاكر زين لم نظمى اخوى كتب اربعين فدان لبهيره، كنت هتجن وانت اللى هتدتينى، ولجيتك فاهمه وجولتى ايكش يكتب ارضه كلها لها، مهى هتاخد ولدك وكله هيبجا لنا، ايه مش ده كلامك ولا نستيه.
رقيه: لاه منسيتش بس بهيره حاجه، ونواره حاجه تانيه، بهيره حسب ونسب صحيح مهيش زينه، ولا لها شكل، بس حاجه تشرف جدام الناس.
عزمى: يا بهيمه انت ماهى لو ليها حسب ونسب، مهجدرش اخد منيها حاجه، لكن دى ملهاش، شهر والتانى وتعملى توكيل، وكل حاجه تبجا بتاعتى، ونروح نجعد فى الدوار الكبير اهناك، وتدوزى ولادك اهنه احسبيها زين.
تفهمت قائله: ماهو انت لو كنت جولتلى اكده من اللول كنت فهمت، لكن انت مفهمتنيش.
ابتسم قائلا: هو انا الاجى زيك فى عجلك ودماغك دى، اما انك حرمه خايبه صحيح.
نظرت اليه بدلع: واه خايبه عشان معيزكش تكون لحرمه تانيه؟
نظر لها قائلا: وهو فى حرمه غيرك ده انت اللى فى الجلب ومفيش غيرك.
ضحكت بدلع: واه وحشنى كلامك الحلو ده.
ضحك عزمى قائلا: طب يلا انزلى حضريلى حاجه اكلها، مكلتش من الصبح وانت عارفه ميعجبنيش وكل الشغالين، ميدخل مزاجى غير وكلك انتِ بس.
قامت مسرعه: عنيا حالا هيكون الاكل داهز.
وتركته ونزلت لتعد الطعام، كان يتابعها بنظره حتى ذهبت وقال: غورى كتك الهم حُرمه، لولا انى خايف تبوظيلى.
الدوزاه مكتتش عبرتك من الاساس، بس خابرك زين، سمويه ونابك ازرج، وانا معايزش مشاكل، عايز ادلعلى يومين اكده.
فى المساء بعد انتهين من العمل وقبل الخروج من المحل قالت ليلى: بكره اجازه معندناش عرايس، ومش هيبقا فى شغل كتير فرحيو احسن.
شكرنها جميعا وخرجن، عادت بهيره الى غرفتها، كانت تشعر بسعاده وكان حملا انزاح عنها، فرغم انه كان اختيارها الا انها لم تكن تريده، فهى اجبرت على اختياره، لكنها لم تكن سعيده به، توضات وصلت ركتين شكر لله، وجلست تدعيه ان يُعنها ويساعدها ويخرجها مما هى فيه، وفى اليوم التالى استيقظت متاخرا بعض الشئ قررت ان تنظف الغرفه، اخرجت بعض المفروشات ووضعتها تاخذ بعض الشمس، واذا ب حازم ينظر اليها قائلا: بتعمل ايه يا واد عمى؟
تفاجات به قائله: ماشيفش يعنى بروج الاوضه.
حازم: اه مرايحش شغلك عاد؟
بهيره: لاه مرايحش النهارده ادازه جولت اروج المُطرح.
نظر اليها بأحرج قائلا: معايزكش يعنى تكون خدت عنى فكره وحشه، بسبب الكلام اللى جولنا واللى حصل يعنى.
بهيره: لاه مخدتش فكره ولا غيره، ربنا يهديلك حالك.
حازم: ملجيش شغل وياكم فى المكان اللى عتشتغل فيه؟
بهيره: شغل ليه؟! هو انت مش داى اهنه عشان الدامعه كيه ما جولت؟
حازم: ايوه بس لسه وجت على ما تبتدى، وانا بدى اشتغل اى حاجه اجيب ايجار الاوضه حتى.
تعجبت قائله: اوضة ايه!انت مش جاعد فى شقة عم عمري؟
حازم: لاه ما انا سبتها اجعد فيها كيف بعد ما مات؟ وبعدين مفيش عمار بينى وبين ورثته، صاحبة البيت الله يكرمها، اداتنى اوضه صغيره تحت بير السلم بنام فيها، بس مبجدر اجعد فيها طوال الوجت كاتمه بتخنج، فباجى اجعد اهنه وكمان مفهاش شبكه لو ابوى حب يطمن على مش بيعرف، دى حتى مش واخده كل حاجاتى، وسايب جزء منها فى شجة عم عمري، والست جالتلى لو جه حد هتجول انها حاجتها وتاخدها وتجبهالى، ولما بحتاج حاجه منهم باخد منها المفتاح واخدها وارجعه تانى.
بهيره: اه فهمت طب ومدورتش ليه على شغل؟
حازم: مدورتش انا لفيت لما تعبت بس ملجيتش.
بهيره: لو لجيت شغل ليك ابجا اجولك.
دخلت ترتب بعض الاشياء فى الغرفه، فدخل خلفها قائلا: اساعدك فى حاجه؟
فزعت منه قائله: واه خلعتنى مش تجول حاجه وتزمر.
ضحك قائلا: ايه ده انت مالك خرع اكده ليه!
قالت عابسه: ايه خرع دى وبعدين يعنى انا اعرف منين انك دخلت وري، عموما متشكر انا خلصت اصلا بس كنت بفتح الاوضه عشان تتهوى.
نظر حازم الى الغرفه متعجبا، فهى منظمه جدا وكل شئ موضوع فى مكانه، ابتسم قائلا: انت مرتب جوى الاوضه متنظمه زين، ايام ماكنت جاعد فيها كانت متبهدله على الاخر.
بهيره: هو انت كنت جاعد اهنه ولا تحت؟
حازم: كنت بذاكر اهنه عشان مزعجش عم عمرى، لكن جاعد وياه تحت.
هزت راسها قائله: اه فهمت اكده.
حازم: بجولك ايه انا مليش اصحاب اهنه ممكن تبجا صاحبى، انا مرتحلك جوى، وكمان كلامك وياى عشيه ريحين، وخلانى اهدى والوجع اللى جوى يخف.
لم تعرف ماذا تجيب فهى تخاف ان يكشف امرها، ولاتعرف ما سيكون رد فعله، وايضا اذا رفضت بماذا هتعلل له الرفض، ففكرت ان تقبل مؤقتا، حتى تفكر فى حل اخر، فهزت راسها بالموافقه، ابتسم حازم قائلا: ايه رايك نخرج نتمشى شويه؟
بهيره: اتمشى ايه انا مصدجت اخد اجازه عايز اجعد ارتاح، اخرج انت براحتك.
جلس حازم على طرف السرير قائلا: واه انا زهجان وعايز اخرج شويه، وجولت اهو تونسنى، انا اصلى زهجان من كل حاجه، من الجاعده لحالى من نفسى متضايج ومعرفش اعمل ايه؟
فكرت قائله: طب ماتعاود بلدكم؟
اخذ نفس وزفره قائلا: لاه معايزش مجادرش اروح اهناك، انا مصدجت هديت شويه ووجعى هدي.
صمتت وظلت مكانها، فهى تقف على بعد مسافه منه بجوار الباب، وكانت قد اخرجت كل الكراسى الى الخارج، ولا يوجد شئ تجلس عليه، سوى السرير وهى لاتريد الجلوس الى جواره،
نظر لها قائلا: ماتجعد انت هتنك واجف اجده؟
فكرت قائله: لاه تعالى نجعد فى الهوى بره.
قام حازم وخرج وخرجت هى الاخرى، جلسا على الكراسى وكان بينهم مسافه، فقرب حازم كرسيه منها حتى اصبح ملاصقا له، فانتفضت وقامت قائله: هجوم اعمل شاى، اعملك وياى؟
حازم: ماشى.
توترت من اقتربه ودخلت اعدت الشاى، وخرجت وضعته وجذبت الكرسى بعيدا، وجلست تشرب الشاى، شرب هو الاخر الشاى وقام قائلا: هنزل الف شوى يمكن الاجى شغل، متعملش وكل انا عازمك على الغدا وهجبلك معايا وكل.
بهيره: لاه معايزش انا عندى وكل مهاعملش من الاساس.
حازم مصرا: خليه ليوم تانى تكون معاود من الشغل تاكله، انا جولت خلاص هدبلك اكل وياي وانا داى.
وتركها ونزل ظلت مكانها لبعض الوقت تفكر ماذا تفعل فاقتربه منها هذا قد يكشفها، لمت الفرش الذى اخرجته ودخلت الى الغرفه واغلقت على نفسها حتى المساء، لم ياتى حازم فى موعد الغداء، واتى متاخرا جدا دق الباب عليها، ففتحت له فقدم كيس صغير به طعام قائلا: معلش يا صاحبى لجيت شغل واشتغلت فيه كمان، فمعرفتش اعاود بس منسيتكش وجبتلك وايي وكل.
بهيره: وكل ايه بس مش مهم المهم ان ربنا كرمك ولجيت شغل، خليه ليك انا اكلت لما انت اتاخرت عليا.
حازم مصرا: واه متتعبنيش وياك خد الوكل وانت ساكت وانا هنزل ارتاح معلش تعبان من الشغل.
واعطها الطعام ونزل الى غرفته، اغلقت الباب وابتسمت قائله: الحمد لله ياما انت كريم يارب حليتها من عندك.
وضعت الطعام جانبا فهى ليست جائعه.
دخل عزمى دوار درغام كان ينتظره هو والمأذون لعقد القران، قال درغام: العروسه كانت عايزك فى كلمتين جبل الكتاب.
ابتسم عزمى قائلا: وماله هى وين؟
درغام: ادخل لها فى الجاعه هى هتجيك وتكلمك وتعاود قاعة الحريم.
دخل عزمى وجدها تنتظره وهى متزينه بابها زينه وترتدى عباءه بالون الاخضر الهادئ، وتضع حجاب بالون الاحمر، وتضع بعض المساحيق البسيطه لكنها تبدو رائعة الجمال، انبهر عزمى من جمالها وسال لعابه قائلا: واه ايه الجمال ده؟!
نظرت اليه فى خجل قائله: انا بستحى متخجلنيش عاد.
ضحك قائلا: واه يابوى استحى كه مابدك لكن لحلنا اوعاكى تستحى منى.
ضحكت بدلع قائله: اصل انا كنت عايزه اجولك (ببعض العبوس المصطنع) اصل الرداله مخلصوش توضيب الدار ومهينفعش نروح اهناك جدمها اسبوع اكده.
عزمى وقد اذهبت عقله بجمالها: وماله تيجى عندى دورى ولما يجهز نروح الدوار التانى.
نظرت اليه ماكره: طب ورقيه مش هتدايق؟
عزمى وهو يفترسها بعينيه: ماتديق ولا تولع ميهمنيش انا رادل واعمل اللى بدى اياه.
ابتسمت ابتسامه منتصره قائله: تسلملى يا سيد الرجال.
وضحكت بدلع ودخلت الى غرفة الحريم، وهو ينظر اليها بعينه حتى اختفت، عاد الى غرفة الرجال وعقد القران بعد ان اعطى لدرغام عقد تنازل عن مأة فدان ارض، تم اثابته كمهر لها، وبعدها اخذها وذهب الى دواره، كانت رقيه تجلس فى غرفتها تبكى على حالها، وتلوم نفسها كيف تركته يفعل ذلك، وسمعت صوت ضجيج ياتى من الاسفل، فمسحت دموعها وخرجت من غرفتها، نظرت من الاعلى رأت عزمى ونواره يدخلان واولادها يرحبون بها ويهنؤها، ظلت تتابع فى صمت لتفهم ما اتى بهم.
شاكر: اهلا بيكى يا عروسه منوره دارك.
فايز: اهلا بيكى مبروك يابوى.
هزت نواره راسها بخجل قائله: امنور بيكم وبسيد الرجاله.
عزمى: الله يبارك فيكم ياولاد امال فين امكم؟
شاكر: فوج هى وعبد العزيز.
عزمى: طب اسبجنا يا شاكر وجول امك تسيب لنا الاوضه هنجعد فيها كام يوم لحدت ما الدوار التانى يظبط.
اقترب منه شاكر وهمس فى اذنه قائلا: طب ماتجعدو فى اى اوضه تانيه عشان امى متزعلش.
نظر اليه عزمى غاضبا: ايه الحديت الماسخ ده، اطلع خلصنا مريجلكش، وجولهم يحضرو لنا عشا زين ويلا اطلع منغيركتر حديت.
تضايق شاكر ولكنه دارى الامر وصعد ليخبرها، وجدها تقف وتنظر اليه بغضب، ففهم انها سمعت ورات كل شئ، جزت على اسنانها قائله: معسبش مُطرحى تروح اى مكان تانى، ابوك اتفج وياى انها هتعيش فى دورها.
محاولا تهداتها: ده لحدت بس ماالدار تخلص يعنى مش كتير كام يوم بس.
رقيه رافضه: لاه مهتحركش من اهنه ويعمل اللى بده اياه.
نظر لها غاضبا: مش وجته هو على اخره ومهيتفاهمش.
قالت باصرار: وانا مهتحركش من جاعتى روح جوله يجعد فى اى جاعه تانيه.
ودخلت الغرفه واغلقت عليها الباب، اسرع ليلحق والده يخبره بالامر، لكنه كان قد صعد الدرج هو ونوراه، وهى تتمايل عليه بدلع ودلال، مما اثار جنون والده اكثر، نظر عزمى له قائلا: وسع اكده خلينى ادخل، واجف اكده ليه؟
راى شاكر الغضب فى عين والده فخبط على باب الغرفه قائلا: اما اخرجى بسرعه ابوى متنرفز على الاخر.
ردت من الداخل: مفتحاش واللى عندك اعمله.
زمجر عزمى من شدة الغضب قائلاً: افتحى يا حرمه بدل ماكسر الباب على نفوخك.
انتفضت رقيه من صوته وارتعبت، فتحت الباب مسرعه وما ان رأها عزمى وصفعها بكل قوته وقعت فى الارض وانهال عليها ضربا، ونورا وتشاهد وتنظر لها ببتسامة شماته، نظر اليها شاكر فتصنعت الحزن وتحركت نحو عزمى تتصنع منعه قائله: لاه، لاه ياحاج متضربهاش ده بردو ام عيالك، وليها عذرها بدرك يدك عنها بكفياك.
نظر اليها عزمى وترك رقيه قائلا: عشان خاطرك انت بس (نظر الى رقيه غاضبا ) وانت يالا غورى دلوك واحضرى لنا العشا وخلى حد من ولادك يطلعه معيزش اشوف خلجتك اليله.
نظرت اليه رقيه بغضب ونهنه من البكاء وتتأوه من الالم وخرجت من الغرفه، نظرت لها نواره بنظرة تشفى وادرة وجهها عنها، وتصنعت الحزن عليها، دخلت نواره الغرفه ودخل عزمى خلفها واغلق الباب، نظرت اليه متصنعه العتاب قائله: ليه بس كده ياحاج مكنش له لزوم، انا ميرضنيش اكده.
عزمى: خلاص خلصنا ملوش لازمه الحديت انا هدخل اسبح عشان دمى يروج، وانت اجلعى الملس ده عايز اشوفك بالفستان اللى كنتِ لبساه اهناك.
ضحكت بدلع: عنيا حالاً هنزل اعملك عصير يهدى أعصابك واجى على ما تتسبح يكون كله تمام.
امسك طرف جلبيته وهو يقول: واه يا بوى جننيتينى يا حرمه.
ضحكت برقاعه فدخل الحمام مسرعا، نزلت الى الاسفل دخلت المطبخ كانت رقيه تعد الطعام نظرت لها بشماته قائله: معلش مكنتش حابه ده يكون اول يوم بس اللى حصل بجا.
نظرت اليها رقيه وعينها تطلق شرراً قائله: بعدى عنى دلوك بدل ما اطلع اللى عملو فيا عليكى ملكيش صالح بيا.
ابتسمت نواره واطلقت ضحكه انتصار، وصبت كوب عصير من زجاجه كانت جعلت احد العمال لديها يرسلها قبل ان ياتو، اخذته وصعدت وهى تسير بدلع حتى خرجت من المطبخ، وهى تنظر لها بنظرات مستفزه، وصعدت الى الاعلى وضعت الكوب، وخلعت عباءتها وفكت طرحتها، وفردت شعرها، واخرجت زجاجه عطر من صدرها، ووضعت منها على ملابسها وجلست تنتظره، خرج من الحمام وهو يرتدى البنطال والفنيلا، اشتم رائحة العطر ونظر عليها اتسعت عيناه وفتح فمه، وهو يتفحصها بنظره قائلا: ايه ده كانى مكنتش مدوز من الاساس ايه ده اهى دى الحريم.
ضحكت بدلع وامسكت العصير وقدمته له قائله: اشرب العصير وتعالى جارى.
اخذ الكوب وضعه على فمه وشربه كله، واعطه لها وجلس الى جوارها، دق الباب فغضب قائلا: مين اللى عما يخبط؟
رد شاكر من خلف الباب: انا شاكر دايب لكم الوكل.
اشار لها قائلا: اتدارى هاخد منه الوكل.
جلست بعيدا حتى لا يرها، اخذ منه السنيه بالطعام واغلق الباب، وضعه على طاوله بالغرفه، اتت اليه وجلست بالكرسى المجاور له، فجلس هو الاخر وبدات تطعمه بدلع حتى انتهى الطعام، وقامت غسلت يدها جلس هو على السرير وبدأ يتثأب واستلقى عليه وذهب فى النوم، نظرت وحركت فمها يمنا ويسرا قائله: ده نام يظهر الحبايه اللى ادتهالى البت تجيله عليه بكره ابجا اجولها تغيرها بحاجه اخف، يلا ريح بس ايه كيفنى وهو بيعجن فى رقيه تستاهل والصبح فضيحتها هتبجا فى البلد كلها، عشان تبجى تتريجى عليا وتقولى بنت الكلاف ولسه اللى جاى اكتر.
وكانت تنظر بتوعد.
تاااابع ◄ سجينة ثوب الرجال