رواية لست مميزاً الفصل الأول


 فى حياة كلا منا أسرار يرفض البوح بها، فهل هذا يجعلنا غريبي أطوار؟
لكل منا في حياته اختيارات أو قرارات ربما لا توافق توقعات الآخرين، فهل هذا يجعلنا غريبي أطوار؟

كل شخص منا يحب أن يكون مميزاً فى شئ وبهذا يكن مختلف عن الآخرين، ولكن هذا لا يعني أنه غريب أطوار، فلربما كان تميزه في اختلافه..،
وفي النهاية كل منا هو صاحب القرار في أن يرى نفسه شخصا مميزاً أو غريب أطوار، فأنت من ترسم صورتك في أعين من حولك فاجعلها دئما صورة رائعة ومميزة، ولا تهتم إن نعتوك بأنك غريب أطوار واعتبرها ميزة وحسن اختيار.

 الفصل الأول

في احد فنادق باريس كانت نادين فتاه عشرينيه تجلس تتحدث في الهاتف مع صديقتها قائله: ازيك يا ايثار عامله ايه؟
ايثار متوتره: الحمد لله اخبار انت ايه؟
نادين منزعجه: الحمد لله انتي اللي فينك بكلمك نت مش بتردي ليه؟
ايثار بحرج وتوتر: اصل تليفوني اتسرق وجبت عده صغيره علي قد الاتصال بس بقولك انت موجوده في الفيلا ولا في الشركه؟
نادين متعجبه: ليه  في حاجه؟

ايثار متوتره: اصلي هنا في القاهره وكنت عايزه اجيلك.
نادين منزعجه: طب مقولتيش ليه قبل ما تيجي ده انا وعمي في فرنسا.
ايثار متعجبه: امال ازي بتردي عليا عادي؟
نادين: ما انا عاملت تليفوني دولي.
ايثار متوتره: طب هترجعي امتي؟

نادين قلقه: مش عارفه بصراحه؛ لما نخلص الشغل اللي جاين عشانه، بس انت قلقتيني عليك.
ايثار حزينه: متقلقيش عليا انا كويسه، لما ترجعو نبقي نتكلم سلام.
نادين قلقه: سلام
انهت المكالمه وهي تشعر بالقلق علي صديقتها دق باب غرفتها فوضعت الحجاب علي راسها وفتحت الباب اذا به عمها رجل خمسينى يبدو عليه الوقار والاحترام.

نادين مبتسامه: اهلا يا عمي اتفضل.
عمها (حاتم) متوترا: نادين يا بنتي جهزي حاجاتك بسرعه هنمشي من هنا.
نادين قلقه: هنرجع مصر خلاص؟!
حاتم متوتراً: مش عارف اقولك ايه؟! بس  في مشكله كبيره؛ ولازم نهرب من الفندق بسرعه.
نادين بصدمه وعدم فهم: مشكلة ايه؟ ونهرب ليه وفين؟ احنا هنا في فرنسا هنهرب ازي؟

حاتم متعصباً: مش وقت كلام دلوقتي يلا  عشان نمشي من هنا بسرعه وهفهمك في الطريق.
نادين بعدم فهم: حاضر ياعمي.
دخلت نادين جمعت حقيبتها وغيرت ملابسها ولفت حجبهاوهي ذاهبه في اتجه الباب دق الباب فاسرعت وفتحت فوجدته عمها يرتدي ملابس شبابي وحلق ذقنه وشاربه.

نادين متفاجاءه: ايه ده ياعمي انت حلقت ذقنك وشنبك ليه والاستايل ده مش استايل لبسك؟
حاتم متعجلاً: يلا يا نادين بسرعه لحسن البوليس جاي واحنا هنا مش في بلدنا لازم نهرب بسرعه.
نادين خائفه: هو في ايه ياعمي حصل ايه؟
حاتم متعصباً: يلا اتحركي بسرعه ولا عايزاهم يقبضو علينا.
وامسك يدها وتحركا بسرعه ومرا بجوار المصعد وتركها وذهبا
نادين: انت رايح فين ياعمي الاسنسير من هنا كده عديناه؟!
وكانت تشير علي المصعد.

حاتم: اسنسير ايه؟ وزيفت ايه؟ البوليس جاي واحنا لازم نتدري بسرعه.
واختباء هو وهي خلف احد الاعمده وكان ينظر يتابع من بعيد، وهي كانت تتابع معهوخرج بعض رجال الشرطه من المصعد ومعهم عامل من عمال النظافه.
الضابط: افتح لنا باب الغرفه بسرعه لنمسك بهم.
العامل: نعم سيدي.

فتح لهم العامل ودخلو الي الغرفه فتشوها وخرجو
الضابط بضيق: كيف علمو بقدومنا وذهبو؟
العامل: اظن انهم ذهبو من فتره.
الضابط: صفهم لي جيدا لاننا سنبحث عنهم في كل مكان.
العامل: الرجل في عقده الخامس وذي لحيه وشارب والفتاه ترتدي ملابس غريبه وتغطي راسها بشال كبير
الضابط: تعالي معي لتصفهم ونرسمهم ونوزع بهم نشره في كل الاماكن.

وركبو المصعد نزلو الي الاسفل نظر حاتم الي نادين قائلا: لازم تغيري لبسك حالا والا هتتمسكي وتجرجرينا  معاكي.
نادين بتعجب: كل لبسي نفس الشكل وانا مش هقلع الحجاب متفكرش في الموضوع ده.
حاتم: مش وقت كلام من ده دلوقتي الضرورات تبيح المحذورات.
نادين متضايقه: بص يا عمي اتنكر ماشي لكن اخلع حجابي لاء؛الضرورات تبيح المحذورات في الحلال مش الحرام يا عمي.

حاتم متعصبياً: معاكي حق بس لازم تتنكري، تقدري تقوليلي هتتنكري ازي وانت بالحجاب؟وعموما يلا ننزل دلوقتي وبعد كده ربنا يحلها من عنده.
نزل هو نادين خرجا من باب المطبخ وركبا سياره كانت تنتظرهم عند الباب وبها سكرتير عمها(ماهر )
ماهر: اهلا يا فندم كل حاجه جاهزه يلا بينا بسرعه.
نادين: ممكن بقي يا عمي تفهمني في ايه وبنهرب من البوليس ليه؟

حاتم: احنا كنا جاين في سفقه بس للاسف طلعو تبع المفايا ولما رفضنا الشغل معاهم عملو لعبه، ودبسونا في جريمه عشان يهددونا بيها وعشان يطلعونا منها نقبل نشتغل معاهم.
نادين: طب وهتعمل ايه ياعمي وهتثبت برأتك ازي؟

حاتم: انا كلمت محامي كبير وهو قالي انه هيثبت برأتنابس لازم نستخبي عشان لو اتمسكنا  مش هنعرف نعمل حاجه لانهم مظبتنها علي اساس ان احنا لما نتمسك نتبهدل في السجن فنقبل باللي يقوله عشان يطلعونا منها.
نادين: يطلعونا هو انا معاكم فيها؟ طب انا مالي انا مترجمه وبس؟
حاتم: انت ناسيه انك ورثتي نصيبك من ابوكي وانك شريكه في الشركه زيك زي.
نادين مصدومه: طب واحنا رايحين فين دلوقتي؟

حاتم: ماهر اخوه شغال هنا وهو دبر لينا مكان نستخبي فيه بس لازم انتي تروحي مكان تاني عشان لو بتوع المفايا وصلو لنا تقدري تساعدينا المحامي قالي كده، وكمان عشان نشتتهم فهوديكي  عند واحده هتخبيكي لحد ما القضيه تخلص.
نادين حزينه: حاضر يا عمي هنفذ اللي تقول عليه لكن انت هتفهم كلامهم ازي وانا اللي كنت بترجم لكم الكلام؟
حاتم: ماتقلقيش عليا انا بعرف انجليزي كويس وهدبر اموري.
نادين بحزن: اللي تأمر بيه يا عمي وربنا ينجيك من كل شر.

حاتم: ربنا يكرمك يابنتي عايزك تفتكرني ديما في دعائك انت طيبه وقلبك نظيف وابوكي كان ديما يقول ان ربنا بيحبك.
ماهر: وصلنا بيت الست اللي هتخبيكي.
حاتم: ادخل ناديها واحنا هنستناك هنا.
نزل ماهر من السياره ودخل المنزل الذي كانت تقف امامه السيارهواتا مع سيده يبدو انها لبنانيه ركبت السياره الي جانب نادين.
السيده: اهلين بيكو شو بدكو.
حاتم: ممكن نعرف اسمك الاول.

السيده: اسمي سرين شو بدكو خبرني ماهر انه بدكن اخبي ها البنت في مكان شي كام يوم صحيح هالحكي؟
حاتم قلقلاً: ايوه صحيح هتقدري تخبيها ولا نروح لحد تاني؟
سرين: اي اكيد بقدر طبعا ماهر زوجا لاختي وانا بحبو كتير وما فيني زعلو.
حاتم مترجياً: بنت اخويا امانه عندك خلي بالك منها وحافظي عليها.
سرين: تكرم خي لا تخاف بشيلا بعيوني.

نزلت نادين وسرين وركب حاتم وماهر  اخرج حاتم بعض المال اعطاه لنادين من شباك السياره
حاتم  قلقاً: خلي بالك من نفسك يا نادين وادعلي ربنا يطلعنا من اللي احنا فيه.
نادين حزينه: حاضر يا عمي.
وضعت نادين المال في حقيبتهاتحركت السياره وبها عمها نظرت نادين الي سرين
قائله: هندخل جوا ولا هنروح مكان تاني.

سرين: اي رح ندخل هلأ حبيبتي اكيد لكن لوقت قصير لانه ما راح ينفع تعيشي معي هون معي اخواتي وازوجهن ولو شافوكي رح تكوني خطر كبير هلأ ندخل وبعدين بنحكي.
دخلتا الاثنتان الي الداخل واغلقت سيرين الباب
سيرين: اسمعي حبيبتي راح جيبلك تياب تانيين تغيري تيابك وتتنكري وبجبلك بوريك تلبسيه وبوديكي عند واحد صديقي راح يساعدك.
نادين رافضه: شوفيلي تنكر من غير بروكه ومن غير ما ابين شعري عشان مش هقلع الحجاب ماشي.
سرين متضايقه: شو ها الحكي ما يسير لازم تتنكري والا راح تنكمشي حبيبتي.

(في مصر )
بعد انهت ايثار مكالمتها مع نادين ظلت مكانها لا تعلم ماذا تفعل تقول في عقلها: اعمل ايه دلوقتي نادين كانت اخر طوق نجاه ليا مقدرش ارجع الفندق عشان الفلوس اللي علياومعيش حتي اجرة السكه اعمل ايه بس واروح فين يارب حلها من عندك يارب.

وتحركت بخطي بطيئه وكانها تجر اقدامها وهي تسير لا تعرف الي اين تاخذها قدمها حتي انها لم تري اين تسير واثناء سيرها  رات جذع شجره كبير موضوع بعرض الطريق فقالت في عقلها: ايه الغباء ده حد يحط جزع شجره كده يعني لو جت عربيه دلوقتي ماتعرفش تعدي(نظرت يمينا ويسرا) وبعدين ايه المنطقه المهجوره دي انا ايه اللي جابني هنا بس اشيل جزع الشجره وابعد من هنا بسرعه.

وتحركت نحوه لتحاول رفعه وقبل ان تقترب منها اتت سياره من بعيد فاسرعت ايثار واختباءت بعيدا فكان الوقت ليلا وشعرت بالخوف من المكانتوقف سائق السياره ونزل منها شاب في فى اوخر العشيرنات من العمر، اقترب ليرفع الجزع، وفجاءه حوطه مجموعه من الرجال الضخام، ومن شكلهم يبدو انهم بلطجيه
الشاب خائفاً: انتو عايزين مني ايه؟

احد البلطجيه: عايز حاجات كتير يا خفيف هاهاها طلع كل اللي في جيبوك يا ض وسيب العربيه وامشي.
بلطجي ثانى: يمشي ده ايه ده يفضل نتسلي عليه شويه.
رد بلطجي اخر: سيبك منه ده  مش حلو مش عايزينه.
الشاب خائفاً: ابعد من طريقي انت وهو والا هجبلكم البوليس.

احد البلطجه ضحكاً: نعم يا حبيبي! بوليس ايه اللي تجيبه؟ تكنش فاكر اننا بنخاف؟! لاء يا حبيبي انت توسع من سكات والا هسبهم يحفلو عليك.
شعر الشاب بالخوف ونظر حوله ليري اي مخرج لم يجد واذا ب ايثار تحمل بخاخ بيدها شرت علي اول رجل؛ وضربته فاوقعته واسرعت الي الثاني' رشته وضربته عدت ضربات فوقع علي الارض، فالتف حولها الباقينفاسرع الشاب وامسك عصي غليظه ليساعدها، وضرب احدهم من الخلف فتفرقو من حولهاواصبح مجموعه يحاولون ضربها ومجموعه يحاولون ضربه.

فقال احد البلطجيه: سيبولي البت دي دي مفكره نفسها زينه وجايه تضرب رجالتي.
فاسرعت ايثار ورشت الماده في عينه، ففقد توازنه وبدأت بضربه حتي اوقعته ارضاكان الشاب هو الاخر يضرب احد الرجال بالعصا، واتي اليه رجل اخر يحاولان ضربه، حاول  الشاب الدفاع عن نفسه بكل قوته اما ايثار بعد انتهت من كبيرهم، انهالت علي الاخرين بالضرب، بعد ان رشتهم بالبخاخ فاوقعتهم جميعاواسرعت لنجدة الشاب ورشة الرجال الذين يحاولون ضربه وبدأت بضربه وهي تقول: اتحرك بسرعه حرك جذع الشجره؛ عشان نخرج من هنا.

فتحرك بسرعه ليحمل جذع الشجره، لكنه ثقيل وصعب التحريك، ولحق به احد الرجال ليضربه فاسرعت اليه ايثار  وكانت قد ضربت الاخر لكن زجاجتها كانت قد نفذت،فبدأت تضربه وتركله حتي وقع علي الارض فاسرعت وساعدت الشاب في حمل الجذع، وبعد ان ابعداه من الطريق قام الرجل مره اخري، وضربها ضربة قوية جدا علي راسها بقطعه حديديه فاسرع الشاب وضربه بعصي علي راسه عدة ضربات، حتي وقع علي الارض وحمل ايثار ووضعها بالسياره، وتحرك بسرعه قبل ان يفيق احد اخر كان يراقبها وينظر عليها هل تتحرك، هل هي بخيرلكنها لم تتحرك وكانت فاقده للوعي تمام كان قد وضعها علي الكنبه الخلفيه بدأ ينديها قائلا: انت يا انسه لو سمحتي ردي قومي، متشيلينيش ذنبك ردي يوه  (فخبط بيده علي مقود السياره بغضب ) طب اعمل فيها ايه دي؟! اه فكره اروح علي المستشفي اللي شغال فيها ضياء.

(عند نادين وسيرين )
نادين مصره: شوفي تنكر مافهوش قلع الحجاب وانا معاكي فيه ايآ كان.
سرين مفكرةً: خلص عندي فكره كتير حلوه وبعتقد راح تنفع بس انت ما تعترضي.
نادين: مدام مفهاش خلع حجاب يبقي اتفقنا.
سيرين: رح بظهر وفلتك ساعه واحده اشتريلك التياب وما بتاخر.
نادين منزعجه: وانا هقعد استناكي علي ما تيجي.

خرجت سيرين واغلقت عليها الباب جلست نادين
تفكر في كل ما حدث وتذكرت صديقتها ايثار وشعرت بالضيق لاجلها فهي تشعر ان بها شئ ولكنها هي الاخري في مشكله ولن تستطيع مساعدتهاظلت تفكر في الامر حتي انها لم تشعر بالوقت، وعادت سرين التي اخرجتها من شرودها،  عندما فتحت ودخلت واغلقته خلفها اقتربت من نادينوقدمت لها حقيبه بها ملابس.

سرين: هلأ ادخلي غيري تيابك ولازم نبدا نتحركعشان البوليس عما يفتش عليكي بكل مكان.
نادين: حاضر حالا هدخل البس.
دخلت نادين الي الغرفه فتحت حقيبة الملابس فوجدت بها ملابس راهبه فتضايقت وكانت ستذهب الي سيرين ولكنها قالت لنفسها: يا اما كده يا اما هتقولي اقلع الحجاب خلاص امري لله هلبس اللبس ده اهو علي الاقل هيكون ساترني.

ارتدت نادين الملابس وخرجت لسرين
سرين: شاطره كتير حبيبتي كنت خايفه ما تعرفي تلبسيهم بس صراحه طلعتي شاطره.
نادين: الحمد لله يلا بينا.
سرين: يلا  (واكملت في عقلها )..شو قوللها اني بخبيها ببيت واحد رجال ولا سكوت... لا سكوت احسن لو عرفت ما رح تقبل  وانا ما فيني دورلها علي مكان تانيوبعدين مارك كتير طيب وما راح ياذيها.
نادين: ايه سرحتي في ايه؟

سرين بشرود: لا ما في شئ بدي اسألك سؤال شو جابك مع عمك لهون.
نادين: لاني شريكته في الشركه وكنت جايه كمترجمه لاني بعرف فرنساوي كويس.
سرين: اه هلأ فهمت يلا تعي بسرعه من هون.
تحركت سيرين ونادين حتي وصلتا الي منزل صديقها،ووقفتا امام الباب فنظرت سيرين الي نادين قائله: هلأ بتبقي هون حتي ادخل احكي معه وبتلحقيني ماشي.
نادين: ماشي حاضر.

دقت سيرين الباب فتح لها شاب وسيم جداوذو جسم رياضي رحب بها وادخلها وقفت تتكلم معه لدقيتين ثم نادت علي نادين التي دخلت وهي خائفه وقلقه وعندما راها غضب جدا ونظر الي سيرين
مارك غاضباً: احضرتي لي راهبه ما هذا انت تعرفي اني لا احبهم.
سيرين: لا تفهم الامر خطأ هذا تنكر انها ليست راهبه.
مارك منزعجاً: ان كانت ليست راهبه فلا مشكله.
سيرين: دخلي هلأ الغرفه اللي هناك هاي رح تكون غرفتك غيري تيباك لوقت ما اتفق مع مارك.
نادين: حاضر هدخل.

كانت هناك الكثير من الاسئله فى راس نادين، تريد ان تسالها ولكنها فضلت ان تنتظر قليلا،
هزت راسها تحيه له ودخلت الغرفه، وغيرت ملابسها ولفت حجابها وخرجتوعندما راها مارك تعالت  ضحكته بشكل هستيري وهو يقول: انها ليست راهبه وانما غريبة الاطوار.

نظرت اليه نادين بحده وغضب قائله: انا لست غريبة الاطوار، ولكن هذا الزي الاسلامي وانا اعتز بهاتحب ان يسخر احد من زي دينك؟
مارك بضحك: انا لا اومن باي دين فاسخري كما تشائي وعموما اعتذر فقد فرحت جدا لانك غريبة الاطواركم تمنيت ان التقي باحد من غريبي الاطوار امثالك.
نادين بحده وغضب: قولت لك لست غريبة الاطوار الا تفهم.
مارك مبتساماً: قولي ما تشائي لكني مقتنع بذلك ساخرج الان عن اذنك.

خرج مارك وتركهم هي وسيرين
سرين مبتسمه: اعتذر عن مارك لكن له بعض الاراء والافكار الغريبه، نوعا ولكن لا تقلقي منه.
نادين متعجبه: انت ليه بتتكلمي بالفرنسيه وكمان انا مالي وماله يا ستي.
سيرين: معليه نسيت انا رح فل هلأ بس بدي خبرك شي قبل فل، وهيدا امر واقع لازم تتعايشي معاه.
نادين قلقه: امر واقع امر ايه؟

سيرين متردده: هيدا بيت مارك يعني هو بيعيش فيه يعني ما رح تكوني وحدك هون وقبل ما تعصبي وترفضي، ما عندي مكان تاني فانتي مجبوره هلأ علي ها الوضع.
نادين غاضبه: مجبوره يعني ايه؟! اروح اقعد في اي شقه ايجار.
سيرين: مو سهل هون تاجري شقه لكن هيدا وضع مؤقت كام يوم بس وانا رح تصرف وجبلك مكان تاني ماشي.
نادين مستسلمه: امري لله بس فهميه انه ملوش دعوه بيه خالص.

سيرين: لا تقلقي منه هو اله صديقه يعني ما نه فاضي لتخافي حبيبتي سلام انا بفل هلأ هيدا رقمي ان احتجتي مني شي كلميني باجيكي.
واعطتها كارت خاص بها
نادين: شكرا ليكي.
خرجت سيرين وتركتها دخلت نادين الي غرفتها واغلقت علي نفسها.

ظلت نادين في الغرفهتفكر في هذا الوضع الغريب الذي اصبحت فيه وكيف سيتعامل معها هذا الشخصحتي اتي مارك ودق عليها باب الغرفهفزعت نادين وقامت اقتربت من الباب
نادين منزعجه: من بالباب؟
مارك: انا مارك هل يمكن ان اتحدث معكي قليلا؟
نادين: شكرا لا اريد.

مارك: لو سمحتي لا يمكن ان نسكن معا دون ان نعرف بعضنا؟
نادين: انا سابقي لفتره بسيطه لن اكون شريكة سكن كما تظن.
مارك غاضباً: انت غريبة الاطوار وقليلة الزوق ايضا.
نادين: اشكرك... انا بردو اللي قليلة الزوق ده انت اللي معندكش زوق.
غضب جدا مارك لانه لم يفهم اغلب ما قلته لانها قالته بالعربي
مارك غاضباً: اما ان تخرجي من الغرفه الان لنتحدث او تذهبي من هنا نهائيا اتفهمين؟

نادين منزعجه لنفسها: وبعدين بقي مع البني ادم ده؟! اليمها واخرج وخلاص امري لله.
لفت نادين حجابها وخرجتفوجدته يقف ينظر لها بغضب شديد فشعرت نادين بالخوف والقلق.
وقفت نادين تنظر اليه بخوف وقلق وكان هو ينظر لها بغضب شديد
مارك غاضباً: هل انت حمقاء؟
نادين منزعجه: ماذا تريد تكلم؟
مارك غاضباً: لن نتحدث واقفين تعالي لنجلس ونتحدث هيا.

وتحرك وجلس علي الاريكه ظلت مكانها للحظات وهي تشعر بالضيق والغضب لكنها كظمت غيظها وتحركت وجلست بالكرسي المقابل لمارك.
مارك وقد هداء: اعتذر عن عصبيتي لكن انا كنت اريد التحدث اليكي فقط.
نادين منزعجه: اسفه لاني احتديت عليك ولكن كنت اظن ان سيرين اخبرتك؛ اني سابقي بغرفتي طوال الوقت.

مارك: سيرين لم تخبرني بشئ والامر الاخر اني لن اقبل بذلكانت ستعيشين هنا معي انا لن اتدخل في حياتك ولكن لي بعض الطلبات ستفعليها مقابل بقائك هنا ولا تخافي لن اطلب اشياء سيئه.
ابتلعت نادين ريقها في خوف فقد فهمت انها وقعت في مأزق كبير ماذا تفعل

(عند فارس في مصر )
امسك فارس هاتفه وطلب احد الارقام لحظات واجاب قائلا: حبيبي يا فارس.
فارس متوتراً: الحقني بسرعه انت في المستشفي.
ضياء مصدوما: في ايه حصل يا بني مالك؟
فارس منزعجا: انت في المستشفي ولا لاء؟
ضياء: ايوه هكون فين يعني؟

فارس: طب انا عشر دقائق واكون عندك معايا بنت مصابه عايزك تشوف فيها ايه.
ضياء مازاحاً: عملت ايه يا منيل يا خرب بيت جنانك.
فارس متجراً: مش وقت تريقه خالص انا هقفل دقيقه وهكون عندك.
انهي فارس المكالمه وماهي الا لحظات ووصل عند باب مستشفي خاصكان ضياء يقف عند باب المستشفي وعندما راي السياره اقترب منها قال مازحاً: اهلا بالمصايب.

فارس منزعجاً وهو ينزل من السياره: خف بقي شويه وتعالي شوف البنت جري ليها ايه؟
فتح فارس باب السياره الخلفي له فنظر ضياء علي الفتاه قائلا: دي مش بنت من اياهم دي شكلها محترمه محجبه ولبسه واسع.
فارس منزعجا: هو حد قالك اني صايع وبتاع بنات؟!  دي وقعت في سكتي كده بالصدفه، انقذتني من حراميه وخدت ضربه علي راسها بسببي.
ضياء متعجباً: انقذتك هي اللي انقذتك انت شارب ايه علي المسا.

فارس غاضباً: بقولك ايه هتشوفها ولا اسيبك وامشي.
ضياء: خلاص من غير نرفزه  هجيب ترولي واخدها اعمل لها اللازم كله.
دخل احضر سرير نقال وحمالها الاثنان ووضعها عليه ودخلا بها
ضياء وهو ينظر الي وجهها: باين علي وشها الارهاق الشديد وهخلي واحده من الممرضات تفك لها الحجاب ده وتشوف في اي جرح في راسها ولا لاء.
فارس قلقاً: ربنا يستر ده المفتري ضربها بحديده علي راسها،وخايف اشيل ذنبها.

ضياء: متقلقش ان شاء الله تبقي كويسه بس انا عايز افهم ازي بنت انقذتك.
فارس: انا مش عارف الرجاله حوطوني؛ وفجاءه لقيتها ظهرت وكانت بترشهم بالبخاخ اللي بيشيلو البنات ده، عارفه انت اللي بيعمل شلل مؤقت للحظات، وبعدين تضربهم، واضح انها بتلعب لعبه قتاليه من طريقتها في ضربهم.

ضياء متفهماً: اه يعني هي ترشهم تخليهم يفقدو توازنهم، وتضربهم فالضرب يجب نتيجه بسرعه حركه ذكيهالمهم هاخدها الاشاعه جوه اطمن علي الاصابه في راسهابسرعه  بس في مشكله
فارس مستفماً: مشكله ايه؟
ضياء: لازم نعمل محضر؛ ولو جري ليها حاجه ممكن تلبس مصيبه يا معلم.
فارس مفزوعاً: ايه وانا مالي يا عم؛ طب وبعدين؟

ضياء وهو يفكير: اسمع انا هاخدها اطمن عليها، واعمل لها فحص الاول، وبعدين نتكلم.
اخذها ضياء وبعد ساعه عاد قائلا: بص يا سيدي عملتلها اشاعه، والحمد لله مفيش اي تاثير للخبطه علي المخ، الخبطه بسيطه بس هي محتاجه ترتاح للصبح، ولازم نراقبها عشان لو فيه حاجه مابنتش في الفحص.
فارس متعجباً: الحمد لله مع ان الضربه كانت قويه  طب مينفعش اسبها هنا للصبح بشكل ودي كده، انت صاحبي بردو؟

ضياء مازاحاً: وماله؛ فيها ايه.. ما هي مستشفة ابويا؛ انت بتهرج! بقولك ايه ماتروحها بيتها وخلاص.
فارس متذمراً: تصدق كنت مستني فقاقتك دي، يا فقيق انا معرفش بيتها، بقولك انقذتني وانا معرفهاش.
ضياء: انت مش اهلك مسافرين ومش هيرجعو لسه الا بعد اسبوع خدها عندك البيت.
فارس مفكراً: طب ولو جه حد ولاقاها عندي؟

ضياء مفكراً: بص هي كل اللي محتجاه اربعه وعشرين ساعه بس واصلا من الصبح هتفوق وتبقي كويسه.
فارس وهو يفكر: تصدق فكره لاء بتفهم، خلاص هاخدها واروح علي البيت، بس مش محتاجه محاليل ولا حاجه؟
ضياء: لاء مش لازم هي لما ترتاح هتفوق، اللي عندها ارهاق شديد، ولما تفوق خليها تاكل كويس، وهتبقي كويسه.
فارس: طب هاتها  من جوه عشان امشي.
ضياء: اجي معاك اساعدك في شيلها.

فارس: في ايه هي انقذتني عشان كان معها مخدر، ما تلم نفسك، انت شايفني قدامك ايه؟
ضياء ضاحكاً: ماشي  يا سبع هاهاهاها.
فارس: طب يارخم يالا اتحرك خليني امشي، عندي معاد مهم الصبح، وعايز الحق اناملي ساعتين.

احضرها اليه ضياء علي السرير النقال، واوصلها له حتي باب السياره، حملها فارس ووضعها علي الكرسي الامامي بالسياره، وركب بجوارها وتحرك الي منزله، كان لا يبعد كثيرا عن المستشفيدخل بالسياره الي حديقة الفيلا، وقف امام الباب اتي اليه البواب قائلا: عايز حاجه يا بيه؟
فارس: لاء شكرا يا عم حمدي ارجع اقفل البوابه وخليك عندها.
حمدي: حاضر يا بيه.

تركه حمدي وعاد الي البوابهتحرك فارس الي باب السياره الذي بجوار ايثار فتحه وحملها وصعد بها الي غرفته وضعها علي السرير، وجلس علي الكرسي يرتاح قليلا فتذكر انها كان معها حقيبه عندما وضعها في السياره اول مره ففكر انها قد تكون وقعت فنزل لحضارهابحث في الكرسي الخلفي فوجد الحقيبه ملقاه علي الارض في السياره، فاحضرها وصعد الي غرفته وضعها بجوارهانظر اليها بتمعن قائلا: غريب جدا ان بنت زيها شكلها هادي وملامحها رقيقه، تحاول تنقذ واحد من ايد عصابه زي دول، بس واضح انها شجاعه من وقفتها لهم، وكمان ذكيه بتستعمل عقلها مش بس عضلتها.

فامسك حقيبتها واكمل: ياتري اسمها وجايه منين؟
اخرج بعض الاوراق من حقيبتها ونظر بهم قائلا: اسمها حلو قوي ايثار... اسم جميل لايق عليها، بس ايه ده؟!دي من اسكندريه؛ وايه اللي جابها هنا دي؟! عموما بكره لما تفوق اكيد هعرف، اسبها واروح انام في اوضة شهد، عشان الشغل اللي واريا بكره.
تركها وذهب الي غرفة اخته واستلقي علي سريره وذهب في النوم بسرعه استيقظ علي صوت المنبه نظربه وفز من مكانه قائلا: يا خبر انا اتاخرت كان لازم اقوم بدري، عشان اعمل فطار للبنت اللي جوه دي، قبل ما امشي.

اسرع الي غرفته دخل الي الحمام بها اخذ حمام وغير ملابسه وخرجاخرج بعض الاطعمه ودورق عصير ووضعهم بجوارهاواخرج ورقه وكتب عليها: متشكر جدا ليكي علي انقاذك ليا امبارح، اضتريت امشي عشان عندي شغل مهمهخلصه واجي علي طول، ده فطار افطري واوعي تمشي، استنيني لما ارجع وشكرا ليكي.

ومضي باسمه وخرج اغلق باب غرفته  قائلا لنفسه: الورقه ديه عشان لما تصحي تتطمن، ومتعمليش فضيحه، وانا هعمل حسابي واجي بسرعه، لحسن ماما تفكر وتبعت الدادا ولا حاجه
ركب سيارته وذهب الي عمله، بعد ذهابه ببعض الوقت، بدأت تفتح عينها وتنظر حولها،ثم فزعت وقامت جلست تتفقد نفسها وملابسها، وهي تقول بعدم تذكر: انا فين وايه اللي جابني هنا؟

فنظرت الي جوارها وجدت الورقه فاخذتها وقراتها فاطمأنت واخذت نفس وزفرته قائله: الحمد لله اتفزعت بس راسي لسه وجعاني الحيوان ضرب بعزم ما فيه علي راسي (وضعت يدها علي راسها تتفحصها) بس الحمد لله متعورتش انا هاكل وامشي،(ببعض التفكير)ولا  استني يمكن يشوفلي شغل ولا حاجه، وهو كتب انه هيجي بسرعه، واديني قاعده لحد لما يرجع.

وبدأت في تناول الطعام وبعد انتهت، جلست علي الكرسي تنتظرهولحظات وسمعت صوت سياره فاقتربت من الشباك وفوجدت، سيده وفتاه ينزلان من السياره، فاستمعت الي ما يقولون.
السيده: اطلعي انت يا شهد، علي ما اروح اسلم علي خالتك قبل ما ابوكي يرجع، هو راح علي الشركه عشان الاجتماع.
شهد متجره: انا عارفه اجتماع ايه ده؟! اللي يخلينا نرجع من المصيف بسرعه كده؟
السيده: معلش تتعوض؛ ونروح تاني يلا اطلعي انت.

دخلت الفتاه وركبت السيده السياره وتحركتدخلت ايثار الي الداخل وهي تقول في عقلها: دي شكلها اخته بس هو اتاخر ليه ويا تري هتقول ايه لما تلاقيني هنا؟ طب اعمل ايه دلوقتي؟
وضعت يدها علي ذقنها وبدأت تفكر، سمعت خطوات عند باب الغرفه، فشعرت بالخوف فاسرعت واختباءت خلف احد الستائرفتح الباب ودخلت شهد نظرت الي الغرفه قائلة: ايه القرف ده مهمل زي عادته، الاوضه مبهدله؛ هنزل اقول لدادا تيجي تروقها، وتجبله عصير بدل اللي خلص اغلبه ده.

وتركت الباب مفتوح وذهبتنظرت ايثار من خلف الستاره، وتضايقت وظلت مكانهانزلت شهد للاسفل تكلم الدادا، واذا بفارس قد عاد من الخارج، وعندما راها فزع واقترب منها بترقب قائلا: ايه ده انتو جيتو امتي؟
شهد مبتسمه: عملنالك مفجاءه... ايه مش حلوه المفجاءه؟
فارس مبتسماً ليداري قلقه: اه طبعا حلوه بس امال فين ماما وبابا.

وكان يتلفت يمينا ويسار وكانه يبحث عن شئ
شهد متزمره: بابا راح الشركه عمك محسن اتصل وقال في اجتماع مهم، فبابا رجع جري وماما طبعا قالت تروح لخالتي قبل ما بابا يجي.
فارس متوتراً: طب انا هطلع اغير هدومي وارجع.
شهد منزعجه: ايه يا بني البلوه اللي في اوضتك دي؟
فارس مفزوعاً: بلوه... بلوة ايه؟
شهد:...
(في شقة مارك)
كانت نادين خائفه من ما سيطلبه
فقالت: قول طلباتك وسافكر بها اما ان اقبلها او ارفضها.
مارك: اعرف انكي خائفه مني ولكن لا تخافي انا احب صديقتيولا يمكن ان اخونها كل ما في الامر اني اريدك ان تساعديني في امور المنزل.
نادين متردده: هذا هو كل الامر ام ان هناك شئ اخر.

مارك: لا يوجد شئ اخر سنقسم العمل بيننا انا ساشتري الخضار وانتي تعدي الطعام ساغسل نصف الاطباق وانتي النصف الاخر تعرفي اني لن استطيع ان اجلب العامله لتنظف بسبب وجدك هنافسنقسم العمل بيننا سنتظفي غرفتك والبهو وانا سانظف غرفتي والمكتب.
نادين: انت تضخم الامر نوع ما انا سابقي هنا لعدت ايام فقط.

مارك: لا اظن ولكن انا احب النظام جداواحب ان يكون المكان نظيف ومرتب.
نادين: لا مشكله كل ما طلبته امور بسيطه.
مارك: احضرت بعض الخضار هل يمكن ان تعدي لنا الطعام.
نادين: نعم سافعل.

وقامت ودخلت الي المطبخ وبدأت في اعداد الطعام وهي غاضبه وتكلم نفسها
نادين غاضبه: ايه الرخامه دي هو فاكرني خدامه عندهبس الحمد لله كنت خايفه يكون قليل الادبوبعدين هو ايه قصده من ما يظنش انهم يومين يا تري سيرين قالت له ايه؟
لاحظ مارك انها تكلم نفسها فاقترب منها بهدوء وظل ينظر لها بتعجب فالمطبخ مطبخ امريكي مفتوح على البهو.
مارك ضاحكاً: وتقولي لست غريبة الاطوار.

فزعت نادين عندما راته وسمعت صوتهوانتفضت فازداد هو في الضحكوعاد الي مقعده وهو يقول
مارك ضاحكاً: غريبة الاطوار وحمقاء ايضا.
تضايقت نادين منه ولكنها لامت نفسها لانها كان يجب ان تراعي انها ليست في منزلها واعدت الطعام دون اي كلام وبعد ان انتهت رصته علي الطاولهوذهبت الي مارك
نادين: الطعام معد تفضل لتتناوله وهو ساخن.

وهمت بالذهاب الي غرفتها فنداها مارك مترجياً: انتي ايضا تعالي للتناولي الطعام معي هل يمكن ان تسدي لي هذه الخدمه.
تعجبت نادين من اسلوبه الرقيف في الكلام معها.
نادين باحرج: لا اريد ان اضايقك.
مارك: الحقيقه اني لا احب تناول الطعام وحدي ولهذا كنت اتناوله دائما في الخارج ولكن بما انكي معي هنا ان سمحتي لي سنتناوله معا.
شعرت نادين بالاحراح من اسلوبه المهذب.

نادين: ساتناولط معك الطعام.
احضرت لها طبق واتت وجلست علي الطاوله كان هو قد جلس قبلهاوبدأا الاثنان في تناول الطعام دون كلام حتي قطع الصمت كلام مارك
قائلا: الطعام شهي يبدو انكي طاهيه ماهره.
نادين: شكرا لك.
مارك: ماذا كنتي تعملين في بلدك؟
نادين: مهندسة ديكور.

مارك سعيداً: هذا نفس تخصصي هذا جيد.
فهزن نادين راسها مع ابتسامه باهتهوظلت صامته لبعض الوقت
مارك: هل انت غاضبه مني؟
نادين: لا.
مارك: اذن لما انت صامته؟
نادين: هذا طبعي لا اتكلم كثير.
مارك مبتسماً: لم اخطأ عندما قلت غريبة الأطوار.
فنظرت اليه نادين بضيق ولم تتحدث.

انتهت نادين من تناول الطعام وحملت اطبقها وادخلته الي المطبخ ووضعتها في الحوض واذا بمارك يقول: اتركيهم ليانتي اعددتي الطعام وانا ساغسل الاطباق.
نادين: كما تشاء هل تريد شيئا اخر فانا اريد ان ادخل غرفتي لانام.
مارك: لا شكرا لكي واعتذر لو كنت ضايقتك بكلامي ولكني احب النظام.
نادين: لا مشكله عن اذنك.

وتركته ودخلت غرفتها واغلقت علي نفسهاامسكت هاتفها واتصلت بعمها
نادين قلقه: طمني يا عمي عملت ايه؟
حاتم حزنياً: انا وماهر في مكان امن متخفيش عليناالمهم انت المكان اللي انت فيه كويس ولا فيه حاجه مضيقاقي.
نادين وهي تحاول ان تداري قلقها: المكان كويس ماتقلقش عليا.
حاتم متوتراً: طب اقفلي واتصلي تاني.
نادين بعدم فهم: حاضر.
واغلقت واعادت الاتصال.

حاتم حزنياً: اسمعي يا نادين اقفلي الرقم بتاعك ومتشغليهوش تاني الا لما تجيبي خط جديد افتحيه اطلبيني واديني الرقم الجديد وبعد كده الغيه عشان البوليس والمافيا ممكن يجبونا من رقم التليفون.
نادين: حاضر يا عمي.
حاتم حزنياً: خلي بالك من نفسك.
نادين: وانت يا عمي خلي بالك من نفسك.
واغلقت الخط وهي تقول لنفسها: ماينفعش اقولك حاجه ياعمي واشيلك هم فوق همك.
واخرجت بعض الملابس ودخلت الي الحمام الذي بالغرفه ودخلت لتستحم.

(عند حاتم بفرنسا )
بعد ان انهي حاتم المكالمه مع نادين، جلس حزينا يفكر في ما هم فيه، وكان يشعر بالالم والانكسار، نظر الي ماهر قائلا: اسمع يا ماهر انا خايف المحامي اللي كلمته ده يكون تبع المافياعشان الفندق هو اللي اداني اسمه.
ماهر: طب ناوي علي ايه؟

حاتم وهو يفكر: هتصل بالمحامي بتعنا في مصر؛ يشوف لنا اسم محامي كبير هنا'وكمان انا بثق فيه فممكن اعرف منه هنعمل.
ماهر: فكره كويسه هو محامي دولي، يعني ممكن ينفعنا.
حاتم: اتصل الاول باخوك، قولو يجيب لنا خطين نشغلهم بدل دولوبعد كده نكلم المحامي في مصر وكمان عشان عايز اطمن؛ لحسن سليم يكون عمل مشاكل بعد ما مشينا.
ماهر: سليم ده راخر بلوهمعرفش دماغه فيها ايه؟

حاتم غاضباً: طمعان ياخد الشركه، وفوق منها بنت اخويا هديافاكر اني هصدقه واجوزه نادين.
ماهر: دا هي ربنا نجاها انها كشفته، لما حاول يرسم عليها ويقوعها في حبه،عشان يضغط عليك بيها.
حاتم غاضباً: ما هو لولا اني خايف اسبها في مصر يستغلها فرصه ويخطفها،ولا يازيها كنت سبتها وجيتانما دلوقتي هي وقعت ماعنا في نفس المشكله وعقلي هيطير من القلق عليها.

ماهر: ماتخفش عليها هي مؤمنه، وطول عمرها بتتقي اللهفاكيد ربنا هينجيها ان شاء الله.
حاتم املاً: يارب هو الكريم اتصل باخوك يالا عشان يجيب الخطوط.
اتصل ماهر باخوه وطلب منه الخطوط وبعض الطلبات لهم ايضا.

(في منزل فارس)
فارس متروتراً: طب انا هطلع اغير هدومي وارجع.
شهد بضيق: ايه يا بني البلوه اللي في اوضتك دي؟
فارس فزعاً: بلوة ايه؟
شهد مزاحه: اوضتك مبهدله علي الاخر، مش هبطل اهمال ابدا.
فارس متردداً: انت دخلتي اوضتي؟
شهد ضاحكه: ايوه طبعا امال بنجم يعني.

فارس في عقله: امال البنت اللي كانت فوق راحت فين يمكن فاقت ومشيت يمكن.
شهد: ايه سرحت في ايه؟
فارس مبتسماً: ولا حاجه يا قمر انت انا طلع اوضتي خلاص.
شهد: استني دادا هتطلع تنظفها.
فارس: انا تعبان هطلع اخد حمام وانام ومحدش يصحيني لحد باليل ماشي.
شهد مبتسمه: ماشي.

تركها وصعد الي غرفته دخل وبدأ ينظر هنا وهناك يبحث ليتاكد انها ذهبت... اطمأن انها غير موجوده فاغلق باب الغرفه ودخل الي الحمام سمعت ايثار صوت غلق الباب فنظرت من خلف الستاره، فتاكدت ان الباب مغلق فانتظرت للحظات وخرجت تتسلل، لتتاكد من عدم وجود احد بالغرفه واثناء ماهي تسير وتتلفت يمينا ويسرا، ارتطمت بفارس الذي خرج من الحمام وهو يلف وسطه بالبشكير، ويضع منشفه علي راسهفقدت توازنها وكادت تقع فحوطها بذراعيها ممسكاً بها، واذا بالباب يفتح وتدخل والدته تجمدت مكانها من الصدمه، وهو نظر الي ايثار التي بين يديه وهو عاري، فتركها بسرعه، وهي ابتعدت عنه بارتباك، وهي تشعر بالغضب من هذا الوضع المحرج.

والدته (ايمان) بصدمه وغضب: مين ديه اللي في اوضتك وواخدها في حضنك وانت عريان، مين دي يا كلب؟
اسرع فارس اليها قائلا متلعثماً: ماما متفهميش الموضوع غلط ارجوكي دي دي...
قاطعته غاضبه: دي ايه يا زباله، نغيب يومين تجيب بنات وتنجس البيت، ليه احنا ربناك علي كده، كله الا كده لاء لاء.
حاول ان يمسكها قائلا: ماما اهدي ارجوكي واسمعيني افهمي بس انت فاهمه غلط.

دفعته بعيدا عنها بقوه اوقعته ارضا، وخرجت من الغرفه وهي غاضبه تقول: حسبي الله ونعم الوكيل فيك ده اللي ربناك عليه حرام عليك.
وتحركت بسرعه نحو غرفتها قام بسرعه ليلحق بها فاوقته اخته التي اتت بعد ان سمعت صوت والدتها قائله: انت رايح فين بالمنظر ده ادخل البس الاول.
دخل بسرعه الي الحمام ليرتدي ملابسه
ونظرت شهد الي ايثار واكملت: وانت مين وايه اللي جابك هنا ومشوفتكيش ليه لما فتحت الاوضه اول ماجيت؟

ايثار بخجل وتوتر وهي تنظر الي الاسفل: ارجوكي ماتفهميش الموضوع غلط انا...
قاطعتها غاضبه: افهم ايه غلط بنت في اوضه نوم اخويا تقدري تفسريها ليا صح.
خرج فارس من الحمام قال غاضباً: افهمي انتي كمان امبارح طلع عليا  حراميه  وكانو هيموتني لولا هي ساعدتني، كان زمانكم بتعيطو عليا..
قاطعته اخته غاضبه: يا سلام وهي انقذتك جبتها هنا ليه بقي ان شاء الله؟

فارس غاضباً: عشان واحد من العصابه الزفت، ضربها علي دماغها،  وممكن تسألو ضياء روحلته بيها علي المستشفي، خوفت تكون ماتت ولما لقيتها كويسه، قالي الافضل تروح بيها عشان لو فضلت هيتعمل محضر وشغلانه وانت فاهمه بقي.
شهد وهى تفكر: مش عارف حاسه انك مش كداب، ده اصلا مش شكل بنت صايعه.
وكانت تشير على لبس ايثار، فهى تردتى فستان واسع، وحجاب طويل، ولا يظهر منها سوى كفيها.
فارس وهو يتحرك نحو الباب ليخرج: هروح لماما واجي اكمل كلام معاكي.
شهد وهي تجري لتلحق به: استني بس اسمع استني.

(في شقة مارك)
اخذت نادين حمام وخرجت ارتدت الاسدال وصلت وجلست علي المصلي التي احضرتها معها تقرأ بالمصحف وتدعو الله ان ينجيها هي وعمها من هذه المشكله وظلت بعدها تفكر في كل ما حدث لها حتي سمعت صوت مارك يتشاجر مع احد ولكنها لم تسمع صوت غير صوته ففهمت انه يتحدث في الهاتف فلم تهتم وبعد قليل سمعت صوت تكسير، واشياء تقع فشعرت بالخوف والقلق
نادين فزعه: يا تري في ايه يكون البوليس جه وبيدور علياطب بيكسر في المكان ليه؟ في حاجه مش مظبوطه كده ربنا يستر.

واقتربت من الباب ووقفت تستمع الي الصوت لتفهم لكن دون فائده فهي لم تسمع سوي اصوات التكسير فقط ازداد خوفها وقلقها، ولكنها ظلت مكنها حتي سكت صوت التكسير تماما ولكنها لم تكن تعرف ماذا تفعل؛ هل تفتح وتخرج ام تبقي مكانها وظلت علي هذا الحال لبعض الوقت
نادين خائفه: هو الصوت سكت ليه انا خايفه جدا ومرعوبه اتصل بعميطب وهو هيعرف يعمل ايه.

ظلت تدعي  الله وهي خائفه تقف خلف الباب، لا تعرف ماذا تفعل هل تخرج لتري ماذا حدث ام تبقي مكانهااغمضت عينيها وفتحتها وشجعت نفسهاواخذت قرارها وفتحت الباب فتحه بسيطه ونظرت منهافبدي عليها التعجب الشديد من منظر البهو فكل الاواني ملقاه علي الارض ومكسرهومارك يجلس علي الاريكه حزين ويضع راسه علي كفيه فخرجت بخطواط بطيئه وهي تتحسس الخطي، وتنظر يمنا ويسارا لتحاول ان تفهم ماذا حدث حتي اقتربت من مارك ووقف علي بعد مسافه
نادين متعجبه: ماذا حدث سيد مارك من فعل ذلك؟!

رفع مارك راسه من علي كفيه ونظر اليهاوكانت عينيه حمراء ويبدو عليه البكاء والحزن الشديدولم ينطق ولكن كانت نظراته غاضبه جدا
نادين خائفه: هو في حاجه حصلت (ادركت انها تتحدث بالعربيه) فاكملت متردده: ماذا بك سيد مارك.
نظر اليها مارك بغضب شديد وقام من مكانه، واقترب منها  فبدأت ترجع الي الخلف، وهو يقترب،وهو ينظر لها بنظرات مرعبهمما جعلها تشعر بالرعب الشديد وظلت ترجع الي الخلف حتي وصلت للحائط والتصقت به، وظل هو يتقدم منها وامسكها من ذراعها بقوه وصرخ بها: انتم جميعا خائنات كلكن سيئات وانا اكرهكن جميعا.

فبدأت نادين تبكي من الخوف الالم فهو يمسك ذراعها بقوهوكانت كل ما تفكر به ماذا سيفعل بها هل سيدمر حياتهاهل سيقتلها فقتلها افضل من ان يلمسهاوماذا تفعل هل تصرخ وان صرخت هل سياتي احد وينقذها وماذا ان سالوها ما الذي اتي بها الي شقتهوامتلأت راسها بالافكار

(في منزل فارس )
كان قد خرج من الغرفه فتوقف وانتظرها بعد الباب بقليل قائلا: عايزه سيبني الحق امك لحسن يجري لها حاجه.
شهد: اصبر بس لو روحت لها مش هتصدقك.
فالتف ونظر لها بتعجب قائلا: ليه يعني ما انت صدقتيني وبعدين يعني هي اللي مرابيني وعارفاني كويس.

شهد بتفكير: افهم بس سبني انا اروح اتكلم معها وافهمها الموضوع بالراحه وبعدين ابقي كلمها.
فارس قلقاً: انت في ايه في دماغك ناويه علي ايه.
شهد: اسمع بس، روح انت خلي البنت دي متمشيش، وانا هفهمك كل حاجه، بس اروح لماما الاول.
فارس قلقاً: ماشي هستناكي هناك بس بسرعه عشان انا قلقان علي ماما وخايف عليها.

تحركت هي الي غرفة والدتهم وعاد هو الي غرفت دقت الباب ودخلت وجدتها تجلس تبكي بحرقه، فاقتربت منها وربطت علي ظهرها قائله: اهدي يا ماما يا حبيبتي عشان افهمك اللي حصل ارجوكي.
ايمان  وهى تبكى بحصره: اهدي ازي؟ ابني اللي ربيته جايب واحد في البيت، يا خصارة... تربيتي فيه اه يا خصارة... تعبي وسهري الليلي عليه... دي اخرتها يطلع بايظ وبتاع بنات.

شهد حزينه: اسمعيني بس ده مظلوم، معملش حاجه اديني فرصه وانا افهمك.
ايمان وهى تبكى: قولي سمعيني.
قصت عليها كل ما قالوه لها
مسحت ايمان دموعها ونظرت اليه قائله: وانت عايزني اصدق الكلام ده؟

شهد: اولا انت عارفه ابنك كويس، مايعملش كده، ثانيا بقي هو كان مكلمنى ولسه طالع، يعني مكنش معها، وثالثا بقي البنت كانت بكامل هدومها ولبسها، اصلا شكله محترم،غير انه استشهد بضياء صاحبه، وضياء محترم وملوش في الكذب.
ايمان: كلامك مقنع بس ليه اخوك مردش عليا وقال الكلام ده.

شهد متردده: وهو انت اديتليه فرصه، ما انت سبتيه وجريت بسرعه، وبعدين انا بقي عندي فكره، عايزه اقولهالك الاول، ولو وافقتي هنخلص بيها من جوازة ريم خالص.
تنهدت ايمان قائله: سمعيني اشجيني.
بقيت معها شهد لبعض الوقت وعادت الي غرفة اخيها كان ينتظرها علي ناروعندما راها اسرع اليها قائلا متلهفاً: هاه عملتي ايه؟
شهد متردده: بصراحه اضتريت اكدب عليها واقول لها انها مرتك.

فقامت وقف ايثار من مكانها فازعه وفزع هو الاخر قائلا: انت بتستعبطي ده كلام ازي يعني وهي بقي صداقتك؟
شهد بتهرب كي لا يري عينها ويكتشف كذبها: اه صدقت عشان مش عايزه تصدق ان ابنها بايظ.
ايثار غاضبه: ايه الكلام الفاضي ده، اروح انا اقول لها الحقيقه.
شهد بمكر: يعني مصدقتش ابنها هتصدقك انتي؟

ايثار غاضبه: يعني ايه انا مش فاهمه انا مش هدخل في اللعبه دي.
فارس غاضباً: انت بتهرجي صح... ازي تقولي كده وليه؟
شهد بتفكير: عشان اخلصك من جوازك من ريم، وكمان امتص غضب ماما، وبعدين يا انسه انت تقدري تقولي، ازي يعني ممكن حد يصدق، ان بنت زيك انقذت راجل من الموت، مش تقولي كلام يدخل العقل.

ايثار متلجلجه: ايوه انا... انا بلعب كارتيه، ومعايا الحزام الاسود، وكمان انا كان معايا البخاخ اللي بيعمل شلل مؤقت، رشيته عليهم الاول، وبعدين ضربتهم في الامكان القاتله، كل اللي بيلعب كارتيه بيبقي متضرب علي ده.
شهد: اه كده يبقي الكلام يتصدق، انا كان عندي اصلا منه البخاخ ده، بس مش فاكره اسمه.
فارس مستفهماً: سيبك من الحوارت دي ماما فعلا صدقت اني اتجوزتها؛ وطبعا زمنها كلمت بابا، وكده الجوازه هتقف.
شهد بابتسامه وهي تهز راسها: اه.

ايثار متضايقه: اسمع انت وهي طلعوني انا من اللعبه دي، وحلو مشاكلكم بعيد عني انا فيا اللي مكفيني.
شهدط: انت ايه اللي جابك القاهره؟
ايثار متضايقه: الدنيا(تنهدت) منها لله مرات ابويا، سرقت بيتي واضتريت اسيب اسكندريه، واجي هنا ادور علي شغل.
شهد: طب ولقيتي شغل؟

ايثار: للاسف لاء، كل ما اروح شركه يقولولي عايزين بنت حلوه بتتزوق وتلبس المحزق والملزق، عشان تعجب العملا.
فارس: انا محتاج سكرتيره، ومشكلتي اني عايزه محترمه، يعني لو ترضي؛ يبقي اتحلت مشكلة الشغل بالنسبه ليكي.
شهد: وياريت تكملي جميلك، وزي ما انقذتيه من الحراميه، تنقذيه من الجوازه دي.

ايثار: اللعبه دي ماتنفعش اصلا، لان ببساطه مينفعش اللعب في الجواز، في حديث صريح بيقول؛ ثلاثه جدهن هزل منهم الجواز والطلاق، يعني ماينفعش ادخل لعبه زي دي، انا اسفه، وبالنسبه للشغل الرزق علي الله.
فارس: لاء طبعا الشغل ملوش دعوه، بموضوع اللعبه دي ومدام شرعا ما ينفعش خلاص، انا هقول لبابا الحقيقه واللي يحصل يحصل.
شهد بتفكير: طب ايه رايكم عندي لكم فكره حلوه، المشكله دلوقتي انك بتقولي مينفعش تكون لعبه، ليه ميكونش حقيقيه؟

فارس رافضاً: نعم ازي يعني؟
ايثار رافضه: كده كتير اتجوز واحد قابلته امبارح ليه يعني؟
شهد: افهموني بس، الموضوع مش كده، انتو هتكتبو الكتاب وهتعتبرو دي فترة خطوبه، تتعرفو فيها علي بعض، والله اطور الموضوع اتحول لحب؛ تكملو مع بعض، محصلش تتطلقو ويا دار ما دخلك شر.
ايثار غاضبه: ايه الكلام الفاضي ده؟
فارس: انا عن نفسي موافق، وشايفها فكره كويسه جدا، فكري تاني، انا هخرج انا واختي ونسيبك تفكري شويه، مش هتخسري حاجه.
خرجا الاثنان وتركها وجلست هي تفكر في الامر

(في شقة مارك)
مارك بصراخ: انتي مثلها هي خائنه وانتي ايضا، انا اكرهك اكرهك اكرهكم جميعا.
ازدادت نادين في البكاء وحاولت ان تبعده عنها بيدهاولكنه كان اقوي منها حاولت ان تصرخ لكن صوتها لا يخرج من شدة الخوف ثم تركها مارك فوقعت علي الارضلم تتحملها قدمها
مارك صارخاً: ساقتلها ساقتلها ما عدت احبها الخائنه الخائنه.

وعاد ليكسر في الشقه مره اخري فتحاملت  نادين علي نفسها،وقامت واسرعت الي غرفتها، فهي تحاول ان تنجو بنفسها واغلقت والباب ووقعت في الارض وانهارت في البكاءفهي تشعر انها عاجزه ان تدافع عن نفسهاوظلت في مكانها حتي غلبها النوم من شدة البكاء والتعب اما مارك ظل يكسر في المكان، حتي خارت قواهووقع علي الاريكه من شدة التعب والغضب، وظل يبكي حتي نام استيقظت نادين بعد عدة ساعاتكانت تشعر برعب وفزع تفحصت ملابسها وجسدها بيدها وتاكدت انها سليمه وبغرفتها وكانت تفرك في عينها، على امل تجد نفسها في منزلها، وان كل هذا كان كابوس ولكنها تاكدت انها حقيقه، ولكنها هدأت عندما لم تسمع اي صوت من الخارج..،

حاولت ان تتحرك من مكانها، فشعرت بالم شديد في جسدها كله فتحاملت علي نفسها وقامت وهي تتاوه من الالم، فنظرت في هاتفها فوجدت ان وقت الفجر قد حان فدخلت الحمام وهي تجر نفسها، وتوضأت وصلت وجلست علي مصليتها تبكي، وتتضرع الي الله ان يلهمها الصواب ثم قامت واستلقت علي سريرها، والتفت بغطاءها فهي ترتعش من شدة الخوف  استيقظ مارك ونظر حوله للمكان بالم وحزن وتذكر ما فعله مع نادين وتذكر بكاءها
مارك لإماً لنفسه: ما الذي فعلته ب نادين؟! وما ذنبها هي لاصب عليها غضبي ذنبها ان فتاه وانها ستفعل مثلها ان سنحت لها الفرصه.

نظر الي المكان حوله، ومدي الدمار الذي الحقه بالمكانوشعر بالندم الشديد، دخل الي غرفته اخذ حمام ليهدء وغير ملابسه وخرج بدأ ينظف المكان، وبعد ان انتهي، جمع القمامه وخرج ظلت نادين بالسرير ملتفه بغطأها وهي مرعوبه وتبكي، ولا تعرف ماذا تفعل  كانت تسمع اصوات لم الشتات وتبكي، وهي تشعر انها تحتاج الي من يلملم شتاتها هي الاخري حتي سمعت صوت غلق الباب وفهمت انه ذهب فقامت من السرير وجلست علي طرفه تفكر هل تذهب ام تنتظر وان ذهبت الي اين فهي في بلد غريب..،

وماذا ان امسكتها الشرطه فاخرجت الهاتف وبحثت في الارقام حتي وصلت الي رقم عمها، وقبل ان تطلب تذكرت ما قاله لها فتراجعت وبحثت عن رقم سيرين، وطلبتها وقصت عليها ما حدث فاتت اليها سيرين ودقت الباب كانت نادين خائفه ان تخرج من غرفتها حتي ارسلت لها سرين رساله، تطمأنها انها هي من بالباب فهدأت واطمأنت وخرجت،وفتحت لها الباب وعندما راتها سيرين صعقت من شكلها، فوجهها اصفر من الفزع وعينيها حمراء من شدة البكاء، وجسدها ينتفض من الرعب.

سيرين فزعه: شو بيكي حبيبتي شو عمل فيكي ها الواطي.
نادين باكيه: ادخلي نتكلم جوي.
دخلت سرين وهي تمسك بنادين، التي تسير ببطئ شديد من الرعب، وجسدها ينتفض  حتي اجلستها على الاريكه وجلست بجوارها.
سيرين مزعوره: روقي حبيبتي وخبريني شو صاير طمنيني عليكي عقلي رح يطير مني.
نادين بخوف وكلمات متقطعه وهي تتنفس بصعوبه: معرفش لقيته عمال يكسر في المكان فاتخضيت خرجت اشوف فيه ايه، مسكني من دارعي وكان هيضربني وقعد يصرخ فيا ويزعق، ويقول كلكو خاينين وقال هقتلها هقتلها.

وارتمت بين ذراعيها وانفجرت في البكاء.
نادين بخوف وبكاء: شوفيلي مكان تاني، خرجيني من هنا مش عايزه اقعد هناانا كنت هموت امبارح من الرعب.
ربطت سيرين علي كتفاها
سيرين متالمه: لا تخافي رح باخدك من هون ودبرلك شي مكان تاني هو كتير صعب بس ما فيني تركك هون هلأ بعد اللي صار.

واذا بالباب يفتح ويدخل مارك وراي نادين تبكي على كتف سيرين، وتذكر ما فعله معها وشعر بالندم فاقترب منهم وكانت نادين تتشبث بسيرين من الخوف، عندما شعرت به وراته.
مارك نادماً بخجل: اعتذر عن ما حدث لا اعرف ماذا حدث لي، ولكن اتمني ان تسامحيني وتلتمسي لي العذر.
نادين بغضب وهي تمسك بسرين: عذر اي عذر وكدت تقتلني من الرعب امسكاد قلبي يتوقف عن النبض.

مارك بحزن وكسره: اكتشفت ان حبيبتي تخوننيجرحتني وخانتني تركتني لاجل شاب اخر يملك الماللم اعرف ماذا كنت افعل، لم اعد اتحمل كلما احببت فتاه تفعل ذلك لماذا لماذا.
نادين وهى تبكى: وما ذنبي انا تصيبني بالذعر والرعب.؟
مارك وهو يقدم لها بعض الزهور وقطعة شكولاته: احضرت هذا لك كأعتذار، فانا لست شخص جبان او ضعيف، لاذي فتاه التجأت اليا لاحميها ارجوكي سامحيني.

سيرين: شو قولك نادين.
نظرت نادين الي سرين بخوف فهي متاثره من كلماته، وتشعر بالحزن لاجله ولكنها ما تزال خائفهفما شعرت به من خوف ورعب وعجز كان كثيرظلت نادين تنظر الي سرين بخوف وتشوش فهي لم تتخيل ان ياتي لها بهديهوقفت مكانها ولم تعرف ماذا تقول فنظرت لها سيرين
سيرين: هيئته انه ندمان كتير نادين.
فتقدم  منها مارك خطوه واحدة وهو يقدم الزهور والشيكولاته اسفاً بشده: كنت متالم جدا لدرجة اني لم اعي ماذا افعل، فهذا ليس طبعي ولكني احببتها حقا ولهذا جرحت منها.
اخذت نادين الورد والشيكولاته وقالت: ساخذهم كأعتذار ولكن لا اعرف هل استطيع البقاء هنا ام لا فمازلت خائفه.

تااابع ◄ 

أحدث أقدم

نموذج الاتصال