-->

رواية لقد كنت لعبة في يده الجزء الرابع

 

 حلت ساعه الغداء ونزلت سالى الى القاعه وما ان جلست حتى قالت لها منى: وشك منور وفرحان خير ماتفرحينى معاكى
سالى: ايه! عادى يعنى
منى: لا بجد؟
سالى: ماما وافقت انى اروح الاقصر


منى: الحمد لله مش قولتلك يابنتى زنى انتى بس وكل حاجه تمشى
سالى: ههههه لا انا ماضطرتش انى ازن الحمد لله ماليش خلق عليه بابا اقنع ماما
منى: ربنا يخليهولك يارب . بس انا مصممه ان فى حاجه حصلت خليتك مبسوطه كده ما انتى الصبح كنتى معايا وشكلك ماكنش فرحان اووى كده
سالى: يابنتى عادى بيتهيألك

نظرت لها منى غير مصدقه وقالت: يظهر انى هضطر ازززززززززن ههههههه
قاطعتهم مروه بجلوسها المفاجىء وقالت:بتضحكى على ايه؟ هوا انتى على طول كده بتضحكى على الفاضيه والمليانه
منى: ياساتر يارب .الله اكبر عليا . عايزه الغم يركبنى ليه
مروه: هاه نزلتو اشتريتو لبس؟
سالى: لبس؟ ليه؟
مروه: ليه؟ هتروحى الاقصر بلبسك ده
سالى: ماله لبسى ؟ عايزه افهم ؟

مروه بسماجه: مالوش بس انتى هتكونى مع جاسر سليم على سن ورمح ووسط كبار رجال الاعمال. لازم تحسنى مظهرك
منى: احنا رايحين فى شغل .مش طالعين نتمنظر
مروه بلؤم: على بابا؟ ما معتصم طالع معانا عايزه تقوليلى انك مش هتفكرى غير فى الشغل
منى: انا عايزه اعرف انتى مالك ومالى ؟مالك قارشه ملحتى ليه؟ ليكى عندى ايه عشان تحاسبينى
مروه: براحه براحه لا يطقلك عرق ههههههههههه خلاص ياستى ادينى نصحتكو لوجه الله الحق عليا
قامت مروه فجأه وانصرفت نظرت لها سالى بتعجب وصفقت بيديها وقالت: بتنصحنا لوجه الله.

منى: سيبك منها ربنا يهديها وتبعد عنا انا مش متفائله خير بطلوعها معانا ربنا يستر
سالى: تخيلى انهم اكيد حيجزولنا اوضه هنكون فيها انا وانتى معاها
منى: ماتفكرنيش ارجوكى... عن نفسى بالمنظر ده هروح الاوضه على النوم وبس... انا مش ناقصه حرقه دم
سالى:على قولك ربنا يسهل اما نروح هناك ونشوف .انا هطلع بأه عشان ورايا شغل كتير
منى: طيب ياقمر اشوفك فى الباص
سالى: سلام

بعد انتهاء العمل وانصراف الموظفين بأكثر من ساعه اخيرا انصرف جاسر هو الاخر
عاد جاسر الى القصر وما ان دخل حتى استقبلته الخادمه بالترحاب
الخادمه:حمدالله على سلامتك يا جاسر بيه
جاسر: الله يسلمك . فين ماما
الخادمه: والدتك والاستاذ مجدى المحامى فى الصالون
جاسر: طيب هاتلى فنجان قهوه
دلف جاسر الى الى الصالون الواسع وما ان رأته امه حتى رحبت به: جاسر حمدلله على سلامتك استاذ مجدى كان بيبلغنى اخر التطورات.

نظر جاسر الى محاميه شزرا: ماقولتش ان عندك تطورات يعنى ما انا مكلمك من يومين ؟
مجدى: معلش يا جاسر انا لسه وصلانى معلومات مهمه النهارده جيت جرى ابلغكم بيها
جاسر: خير
سوسن: سهليه دخلت مصحه لعلاج الادمان هناك
جاسر بلهفه: وابنى فين؟ ومع مين؟

مجدى: جدته سافرت وقاعده بيه هناك انا كان ليا واحد معرفه فى الجوازات وكنت مديله اسماء عيله سهيله بالكامل
اول ما ما لاقى اسم والدتها اخدت التأشيره بلغنى على طول كلمت رجالتى هناك فى امريكا واتبعوها اول ماوصلت هناك
وعرفت منهم اللى حصل
فى نفس اليوم اللى وصلت فيه سهيله دخلت المصحه ودلوقتى احنا بقى موقفنا قوى على الرغم من ان سهيله معاها الجنسيه
الا انها فى مصحه ومش مؤهله لرعايه طفل فهناك القوانين بتنص يا اما يرجع ليك او تاخده الشئون الاجتماعيه.

جاسر بعنف: نعم ياخدو ابنى منى ...مستحيل على جثتى
مجدى: براحه ياجاسر انا بقولك موقفنا قوى بس ناقصنا حاجه صغيره
جاسر: ايه هيا؟
مجدى: انك تتجوز
جاسر: نعم؟ اتجوز؟ ايه الجنان ده
مجدى: قوانينهم كده فعشان يرجعولك ابنك مدى الحياه ويبقى ليك حق الحضانه انك تكون مستقر وعندك اسره بحيث يطمنوا ان الطفل هينشأ فى بيئه سويه
جاسر: ده اسمه جنان الولد ابنى وامه بتتعالج من الادمان
مجدى: الكلام ده لو كانت هنا فى مصر او حتى كانت هناك بس منغير ما تاخد...
قاطعه جاسر بضيق: عارف الزفت الجنسيه ...عارف
تنهد جاسر شاعرا بالضيق وقله الحيله وقال: طيب وبعدين.

مجدى: انا ادامى يومين لحد ما اسافر بنفسى وارفع الدعوى هناك هقعد بتاع اسبوع وياريت تلحقنى انت بعقد جواز
جاسر: نعم فى اسبوع عايز عقد جواز؟ ايه التخريف ده
سوسن: انا مش عارف انت مالك مكبر الموضوع اووى كده ليه ماتجيب اى بنت عندك فى الشركه واكتب عليها واديها قرشين هتفرح بيهم وترجع الولد
جاسر: يا سلااااااام اجيب واحده اكتب عليها على اساس انها مالهاش اهل... واكتب عليها بسرعه كده ازاى ...انا ااقولك هعمل ايه... انا هسافر امريكا واخد ابنى من الست امها وارجع بيه غصب عنهم كلهم دا ابنى.

مجدى بنفاذ صبر: عشان تتمسك فى المطار وتاخدلك قضيه وحبس لانها فى الحاله دى تعد خطف مواطن امريكى وانت من اصول عربيه يبقى اكيد ارهابى
سوسن: ايه الجنان ده لاء طبعا انت ترفع القضيه طالما واثق انك هتكسبها لكن مش تودى روحك فى داهيه عشان واحده ماتستاهلش
مجدى: احنا الوقت معانا وعرفنا مكانها وساكنه فين بالظبط وياعالم ممكن ترجع بيه جدته هنا لمصر ولو انى ماأظنش مش ممكن هتسيب بنتها لوحدها هناك فى المصحه يعنى قدامها بتاع ست شهور على الاقل للعلاج واظن لما تطلع مش هترجع برضه لمصر .فدى بجد فرصتنا قبل ماتتعالج ساعتها ولو بالطبل البلدى مش هنعرف نرجعه.

جاسر: طيب طيب خلاص ارفع انت الدعوى وقول ياسيدى انى هه... خاطب ...وربنا يسهل
مجدى: دا انت جاسر سليم عايز تفهمنى ان مافيش واحده كده ولا كده دا انت لو نزلت اعلان فى الجرنان مطلوب عروسه ههههههه الف مين يتقدم
لمعت عينا جاسر واخذ يفكر فى اقتراح مجدى المحامى ولكنه لم ينوى فعل ذلك بل كان فى قراره نفسه امرا اخرا
مجدى: طيب استأذن انا بقى يا جاسر بيه ومتشكر اووى يا سوسن هانم على سعه صدرك وياريت تفضلى وراه عشان تعقليه احنا خلاص قربنا اووى
سوسن: العفو يا مجدى وخليك على اتصال.

جاسر: معلش يا مجدى اصلك بجد برجلتنى اول ماتحجز الطياره وتسافر ادينى تليفون وبكره ححول فى حسابك مبلغ كده عشان تعرف تمشى حالك هناك
مجدى: خلاص يبقى على بركه الله مع السلامه
اتجه مجدى الى خارج الصالون عندها قابل زياد برفقه فتاه جميله فقال: اهلا زياد فينك؟ مش باين يعنى
زياد: اهلا يا مجدى ازيك ها الاخبار ايه
مجدى: خير.. خير... جاسر جوه عندك هيبقى يحيكلك... استأذن انا عشان اتأخرت
زياد: مع السلامه
خرجت سوسن من الصالون عند سماعها صوت ابنها الاصغر وقالت: انت جيت يا زياد
زياد: ايوه يا ماما .ازيك يا ست الكل
وقفت سوسن محتاره فلم تعرف هويه الفتاه التى برفقه ابنها وقالت: اهلا وسهلا
زياد: اعرفك يا ماما آشرى الطحان.

وقف جاسر فورا لدى سماعه لاسم ضيفه اخيه وارتسمت على ملامحه علامات الغضب والضيق وقال: مافيش فايده فيك يا زياد ياترى ناوى على ايه؟
خرج جاسر من الصالون ليجد والدته ترحب ب آشرى قائله: اهلا يا آشرى انا سعيده اووى انى شوفتك
آشرى: ميرسى يا طنط انا الاسعد وسورى بجد جيت منغير ميعاد بس اعمل ايه زياد اصر
سوسن: ياخبر يا آشرى ماتقوليش كده البيت بيتك اتفضلى
رفعت آشرى ناظريها ووجدت جاسر الذى رسم على وجهه علامات الترحيب الهادىء وقالت: هاى جاسر ازيك؟
جاسر: انا الحمد لله البيت نور ...ايه يا زياد هتفضل واقف كده مش تعزم على آشرى هانم برضه
آشرى: مابلاش هانم والكلام ده

زياد: دا انتى ست الهوانم كمان هههههههه تعالى نقعد فى الفرانده الجو حر
اتجه زياد الى الفرانده برفقه والدته و آشرى فيما شعر جاسر بالحنق وغاب عن الجلسه فقد كان هناك الكثير يشغل باله ولم يكن بحاجه لمزيد من التوتر الذى سيرافقه اذا جلس برفقتهم
بعد مرور نصف ساعه استدعت سوسن الخادمه واخبرتها ان تطلب من جاسر الانضمام اليهم على طاوله العشاء
غير جاسر ملابسه وارتدى بنطالا ابيضا من الكتان الفاخر يعلوه قمصيا ذو لون سماوى واتجه الى حجره الطعام وانضم من جديد الى زياد وامه وضيفتهم الفاتنه
جاسر: انا آسف بس حسيت انى محتاج اريح شويه.

زياد: ولا يهمك احنا قلنا نستناك ومنتعشاش من غيرك
جاسر: كتر خيرك ما انا عارف مش بيجيلك نفس تاكل منغيرى
زياد: لا وحياتك النهارده انا ليا نفس لكل حاجه ههههههههه امال مش آشرى هنا
ابتسمت آشرى وقالت: يظهر ان طنط معاها حق وانك فعلا ناقر ونقير مع جاسر
نظر جاسر الى امه بدهشه فلم يكن من شيمتها تبادل الحوار مع الضيوف عن دواخل اسرتهم فشعر ان آشرى اتخذت مكانا مميزا سريعا لدى والدته
جاسر: وياترى يا آشرى ازى يسرى بيه ؟

آشرى: تمام الحمد لله سافر الاقصر
زياد: ايه عشان يظبطلنا المسائل ولا ايه ههههههههه
آشرى بثقه: كل حاجه متظبطه تماااام بجد انا فخوره بالمشروع ده جدا وحساه ناقله لمستقبل السياحه فى مصر
زياد: عقبال نقلتنا سوا انا وانتى يا حبى
ابتسمت آشرى بخجل واخفضت رأسها وقالت معترضه: زياد
زياد: ايه ؟ اااااااه ...طيب ولو انى كنت مستنى اسامه يكون موجود بس وماله جاسر ...ماما انا عندى خبر مهم
ابتلع جاسر ريقه فيما قالت والدته بصوت فرح: خير ماتفرحنا
زياد: انا وآشرى هنتجوز.

اتسعت عينا جاسر وابتسم بسخريه وقال: مبرووك الف مبروك يا زياد الف مبروك يا آشرى
سوسن: الف الف مبروك يا حبيبى ربنا يتمملكو على خير
آشرى: ميرسى يا طنط ميرسى يا جاسر بس بجد زياد مجنون صمم النهارده نيجى نقولكم على الخبر حتى داد لسه ماعرفش
جاسر: لا اكيد احنا لازم نروح لحد عنده ونكلمه مش هينفع فى التليفون
زياد: فرصه اننا رايحين الاقصر كمان يومين
آشرى: بس للاسف مش هقدر اسافر معاكو
زياد: ايه؟ ليه؟

آشرى: بيبى بليز ماتزعلش المنتجع فى شرم حصلت فيه مشكله كده ولازم اسافر احلها بنفسى واول ما تخلص هجيلكم على هناك
جاسر: شرم هتنور وهتضلم عندنا فى الاقصر
آشرى:ميرسى يا جاسر
انتهى الجميع من تناول العشاء وانصرف زياد بصحبه آشرى فيما اتجه جاسر الى حجره المكتب جلس شاردا الذهن فهناك الكثير والكثير من الاحداث والتى يحاول عقله ان يستوعبها فهناك ابنه وزوجته المجهوله التى لابد وان يعثر عليها فى مده اقصاها اسبوع وايضا اخيه المستهتر ومطاردته ل آشرى مما قد يكلف شركته خسائر لا حصر لها ان فشلت الصفقه.

مرت ساعتين وكان جاسر لازال جالسا على هذه الحال حتى سمع صوت طرق على الباب دخلت والدته: الله انت قاعد هنا يا جاسر
جاسر: ايوه يا ماما خير فى حاجه
سوسن: اخوك ده هيجننى الناس تقول ايه المفروض كان يدينا خبر مش اخر من نعلم
ابتسم جاسر بسخريه وقال: لاء ابوها هوا اللى اخر من يعلم
سوسن: انت ايه رأيك فى البنت ؟
جاسر: المهم ابنك مايهدش كل اللى بنيته ويرجع فى كلامه ولا يفركش
سوسن: يرجع فى كلامه ليه هوا حد كان ضربه على ايده؟
جاسر: ماما مش عايزك تجيبى سيره لزياد على اللى قاله المحامى النهارده
سوسن: ليه؟

جاسر: كده ممكن زياد يقع بكلمه كده ولا كده قدام آشرى ويروح تخططينا
سوسن: طيب ماتقلقش مش هجيبله سيره وانت خلاص استقريت على البنت
جاسر: يا ماما انتى فكرانى داخل سوبر ماركت انقى واحده اتجوزها انا لحد دلوقتى وافقتكم بس انا بفكر فى ترتيب تانى
سوسن: لا تانى ولا تالت انت مالك مكبر الموضوع كده ليه ايش حال البنات على قفا من يشيل
جاسر بعنف غاضبا من ذكراه الاليمه: بس دى اللى هتشيل اسمى ولا اتجوز اى واحده والسلام وتطلع زى اللى فاتت ساعتها هرفع راسى ازاى
سوسن: وليه كل ده انت اول ماتاخد الحكم تطلقها وابقى اتجوز تانى على مهلك وتختار اللى انت عايزاها
جاسر: ساعات يا امى بتفكرى بطريقه بتخلينى ...

سوسن: ايه يا ولد؟ انهى طريقه؟ مش عاجبك طريقتى ؟ هيا الدنيا بقت كده مصالح شوف مصلحتك واجرى وراها ولا هتطلع زى ابوك الله يرحمه فضل خايف ومش عارف يعمل حاجه لحد اخر حياته
قال جاسر معترضا: بابا كان بيفكر بالمنطق كويس وكان بيعمل اعتبار للناس اللى حواليه
سوسن: واخرتها ايه مات وساب الشركه كانت غرقانه فى الديون
جاسر: وانا لولا انى اتبعت طريقته ماكونتش هعرف اسدد الديون دى
سوسن: وجوازك من سهيله كان ايه
نظر الى امه بغضب: انتى السبب فى الجوازه دى

سوسن: لولا الجوازه دى ماكنتش الدنيا اتفتحت لينا لولا ابوها وعلاقاته ماكونتش هتعرف تتحرك لا يمين ولا شمال بمنطق ابوك وافكاره اللى عششت جوه دماغك
انصرفت سوسن غاضبه واتجهت الى غرفتها بعدها سمع جاسر صوت مكابح سياره زياد الذى لم يتخلى يوما عن سرعته الزائده فى القياده
فخرج جاسر على الفور واستقبل اخاه والذى ما ان رآه حتى قال بسخريه: بالك انت لو آشرى وقفت تستنينى كده بعد ما ارجع لاكون مطلقها بالتلاته
جاسر: طلقها بالعشرين حتى بس بعد الصفقه ماتتم
زياد: امال انت فاكر الخطوبه دى اصلا من اولها عشان ايه؟

جاسر: لا ااااااا معقول عشان الشغل اشك .كل اللى بتعمله ده عشان دماغك انت وبس عشان تثبتلى انك تقدر تهد الدنيا فى لحظه انا فاهمك كويس
زياد بعند: طالما انت مش قادر تستوعب انى ببنى معاك كان لازم اجيلك من السكه التانيه وهيا انى اوريك انى ممكن اهد
جاسر: انا مش عارف انت بتعاندنى كده ليه ؟ انا مش اخوك من لحمك ودمك
زياد: ااه اخويا من لحمى ودمى بس ياريت انت تفتكرها كويس طول عمرك انت الجوكر ...هههههه البريمو الكلمه كلمتك حتى بابا الله يرحمه كان بيثق فيك وممسكك كل حاجه.

جاسر: بحكم انى انا الكبير وفكرك انا كنت فرحان بالشيله يعنى لما ابوك مات وساب الشركه غرقانه فى الديون كل ده كان فوق دماغى تعبت ليل ونهار لحد ما حضرتك اتخرجت وجيت على الجاهز بعد ما كل المشاكل اتحلت
زياد: وانا لازم ادفع تمن العذاب اللى انت شوفته وانا مالى
جاسر: عذاب ايه انت مش حاسس بالرفاهيه اللى انت فيها راكب احسن عربيه ساكن فى احسن مكان خطبت بنت اهم رجال الاعمال كل ده ليه؟هه مين اللى عمله ؟ ومع ذلك مش بقول انى انا اللى بتعب وبس ...لاء بقول تعبنا كلنا سوا بس ياريتك تحافظ عليه وماتضيعش كل حاجه
قال زياد بمراره: اطمن مافيش حاجه هتضيع .تصبح على خير
انصرف زياد الى غرفته واتجه جاسر الى غرفه مكتبه صافقا الباب بعنف

فى اليوم التالى ذهبت سالى الى العمل تحمل ذكرى الامس جلست على المكتب تتابع عملها باهتمام وعنايه
ظلت تنتظر ان يرن الهاتف لينطق جاسر بكلمته المعهوده ولكن شيئا لم يحدث ...
وعند تمام منتصف الظهيره جمعت سالى الاوراق ووضعتهم داخل ملف بعنايه واتجهت الى غرفه جاسر طرقته بلطف ودلفت لتجده جالسا ورأسه مسنده الى ظهر الكرسى.

ينظر الى الاعلى وممدا قدميه على سطح المكتب
سالى: جاسر بيه . الاوراق يافندم عشان تمضيها
قال جاسر بخشونه: حولى كل الشغل لاسامه وهو يتصرف
نظرت له سالى بحيره وقالت: بس فى حاجات لازم امضتك عليها
جاسر بحده: ولعى فيها!

نظرت له سالى متفاجئه برده فعله واحمر وجهها خجلا وقالت بصوت خفيض: اللى تشوفه حضرتك عن اذنك
غادرت سالى الى مكتبها وكادت ان تبكى للمره الثانيه لليوم الثانى على التوالى وما ان دخلت غرفتها حتى فتحت الدرج واخرجت دفتر الملاحظات خاصتها وقلبت صفحاته بسرعه وقرأت كلماته التى املها لها نزلت دموعها الحاره وهى لا تدرى ما الذى حدث لماذا انقلب هكذا لم تكد تمر اربع وعشرون ساعه حتى عاد الى طبعه القديم وان كان اسوء.

حلت ساعه الغداء ولم تشعر سالى برغبه فى ان تتناول طعامها ومع ذلك اتجهت الى القاعه علها تسعد بصحبه منى
والتى ما ان رأتها حتى قالت: شتان بينك النهارده وبين امبارح ايه يابنتى مالك خير قولى قبل ما مروه تتطب عليها زى عوايدها
سالى: جاسر
تنهدت منى ووضعت يدها على خدها بحركه مسرحيه: جسوره ؟! ماله؟
ضحكت سالى وقالت: لاء مش زي اللى فى دماغك
منى: هتفضلى تلعبى دور التقيله ده لحد امتى مش كفايه تقله يخربيت حلاوته
سالى: انتى اتجننتى هوا فين وانا فين وبعدين بجد مش ده الموضوع
منى: ماشى هعمل عبده العبيط واصدقك...هاه حصل ايه ؟

سالى: ابدا النهارده من اول ماجيت ماطلبنيش فى اى حاجه خالص رحتله بالجوابات زعق فيا وقالى احولهم على اسامه ولما قلتله فى حاجات لازم هوا بنفسه يمضيها شخط فيا وقالى ولعى فيها
منى: وده اللى مزعلك عادى جدا تلاقى حاجه مديقاه بس ومالوش نفس للشغل
سالى:ايوه بس ماكنش كده امبارح
لمعت عينا منى وقالت بفضول: ايوااااااااا ايه اللى حصل امبارح بقى
سالى: يووووه انتى فى ايه ولا فى ايه؟اعمل انا ايه دلوقتى.

منى: انا ااقولك انتى اطلعى مكتبك واطلبيله عصير ليمون يهدى اعصابه وادخلى عليه بيه وخديه فى حضنك وقوليله ولا تزعل نفسك ياحبيب الروووح
سالى: تصدقى انا غلطانه اصلا انى احكيلك طيب انا ماشيه
همت سالى بالنهوض فأمسكت بها منى وشدتها لتجلس: طيب... طيب خلاص ...ههههههههه ...ماتزعليش ولا تعبريه من اصله وادى الورق لاسامه كله وهو يتصرف معاه
سالى: طيب ماشى هطلع انا بقى
منى: ماكلتيش حاجه
سالى: ماليش نفس هبقى اطلب حاجه من البوفيه اشربها سلام اشوفك فى الباص
منى: لاء انا هستأذن بدرى النهارده ماتيجى معايا
سالى: وانتى رايحه فين.

منى: بصراحه البت مروه كان معاها حق الواحد برضه المفروض يعنى انزل اشترى طقمين تلاته كده عليهم القيمه.ماتيجى معايا
ردت سالى بمراره: انتى ناسيه انى كنت عروسه وكان فاضلى على فرحى 3 ايام اللبس عندى بس النفس اللى تجيلى البسه
قالت منى بتأثر: ولا يهمك يا سالى بكره جاسر ربنا يهديه ويعوضك ههههههههههههههه
سالى: تصدقى انك عايزه تتقرصى ...وبالفعل قرصتها سالى من ذراعها
منى: اى اى اى يا سالى ههههههههه خلاص خلاص حرمت
سالى: انا قايمه بقى.

منى: بس استنى جاتلى فكره شيطانيه بنت لاذينه
سالى: قولى مش هنخلص النهارده شكلك فايقه ورايقه
منى: ايه رأيك تطلعيلك كام لانجيري سخنين من الشوار بتاعك واطلعلى انا كام واحد كمان ونفرس البت مروه
...طبعا هيا عامله حسابها انها هتتمنظر علينا هناك بره لكن مش عامله حسابها على جوه كمان ههههههههههههه
سالى: انتى شيطانه مش ممكن بتجيبى الافكار دى منين بس انا مقدرش اعمل كده
منى: ليه بجد؟

سالى: لانى شايله الحاجات دى فى الدولاب فوق وماما لو شافتنى بفتحهم وانزل منهم الفار هيلعب فى عبها وانا مش ناقصه
منى: عشان خاطرى حاولى فى الاستخوبس كده بلييييييييييييز
سالى: انتى هتبتدى زن لاء اطلع بقى
منى: بلييييييييييييييييييييييييييييييز
سالى: هههههههه خلاص خلاص هحاول حاضر ربنا يستر وما اتقفش هههههه
منى: طيب كلمينى بالليل طمنينى وااه صحيح بكره الطياره هتطلع الساعه 9 الصبح بالرغم انهم هيسفرونا الا انهم برضه هيصحونا بدرى فلازم نكون فى المطار على 8 كده.

سالى: بابا هيوصلنى المطار هحود عليكى 7 وربع كده هه اوعى تروح عليكى نومه
منى: لاء ماتقلقيش هفضل طول الليل سهرانه
صعدت سالى الى الطابق الاخير وما ان توقف المصعد حتى خرجت سالى كادت قدامها ان تقودها الى غرفه مكتب جاسر المغلق ولكنها لم تفعل واتجهت الى غرفتها اخذت جميع الاوراق واستقلت المصعد مره اخرى الى الطابق الثانى حيث غرفه اسامه
طرقت الباب ودخلت وجدت اسامه يتحدث فى الهاتف وما ان رأها حتى ابتسم ومد يده فأخذ الاوراق منها تصفحها سريعا اثناء تحدثه
فعبس بوجهه ونظر لها نظره مليئه بالحيره فابتسمت سالى انهى اسامه محادثته التليفونيه قائلا: طيب طيب سلام هبقى اكلمك بعدين
سالى: ازيك يا استاذ اسامه.

اسامه: ازيك يا سالى خير الاوراق دى مش جاسر اللى بيمضيها جيبهالى ليه ؟ هوه مشى؟
سالى: على حد علمى لاء بس الصبح دخلته بالورق وقالى انه مش هيمضى حاجه واحول لحضرتك كل الورق
زم اسامه شفتيه وقال: طيب طيب ياسالى انا هبص فى الورق وهبقى ابعتهولك تانى مع الساعى اتفضلى انتى ومتشكر اووى
سالى: العفو عن اذنك
خرجت سالى وما ان خرجت حتى امسك اسامه بسماعه الهاتف وقال: جاسر الو انت لسه هنا؟
جاسر بصوت ضجر: ايوه يا اسامه هروح فين يعنى؟
اسمه: طيب انا طالعلك
جاسر: تشرف وتنور ياسيدى.

صعد اسامه الى الطابق الاخير ودخل الغرفه دون ان يطرق الباب وجد جاسر على نفس الحاله منذ ساعه ماضيه
تعجب اسامه فلم تكن تلك الجلسه من شيم اخيه ابدا فى تلك الساعه من النهار
اسامه: خير يا جاسر مالك انت تعبان؟
لم يتحرك جاسر قيد انمله واجاب وهو على نفس تلك الحاله: انا كويس الحمد لله
اسامه: لا بجد فيك ايه؟ سالى جابتلى الورق وقالتلى انك طلبت منها تحول عليا بقيه الشغل مش عاويدك ايه اللى حاصل احكيلى ماتقلقنيش
انزل جاسر قدميه واعتدل فى جلسته وتنهد وقال: احكيلك ايه ولا ايه
شوف ياسيدى سهيله دخلت مصحه للادمان وبكده اقدر ارفع قضيه حضانه بس لازم اتجوز فى اقصاها شهر... واخوك امبارح جه عندنا القصر وساحب فى ايديه آشرى هانم واعلن انهم هيتجوزوا.

اسامه: نعم؟ ايه كل ده... دى ملوخيه... احكيلى براحه نبتدى بيك الاول ...انت تتجوز خلال شهر؟!
جاسر: ايوه يا سيدى عشان القاضى يحكملى لازم يطمن ان ابنى عايش فى بيئه سويه قال يعنى لما يبقى بعيد عنى انا وامه بتتعالج من الادمان دى بيئه سويه
اسامه: طيب وهتعمل ايه ؟
جاسر: مش عارف مش عارف عمال ادورها فى دماغى يمين وشمال
اسامه: ما انا قلتلك من زمااااان اتجوز يا جاسر انت اللى فضلت منشف دماغك وقلتلى خلاص صلتى بصنف الحريم اتقطعت مش كان زمانك دلوقتى متجوز
جاسر: يعنى هوا انت كنت شايفنى لقيت واحده ارتحلها واحس انها ممكن تكون مراتى انا لحد دلوقتى اللى موقفنى ان فكره الجواز بالنسبالى مرفوضه تماما ...ماما بتقول اجيب واحده واديها قرشين حتى دى انا مش مستوعبها بالكامل.

اسامه: ماينفعش الطريقه اللى بتفكر فيها دى صوابعك مش زى بعضها ان كانت سهيله كانت اخلاقها زباله بالشكل ده الا ان فى ستات وبنات ولاد ناس متربيين
جاسر: انا خلاص ابقاش عندى ثقه فى اى واحده ...اى واحده... بالنسبالى كلهم شبه بعض انا بس عايز ابنى وشكلى هنزل اعلان فى الجرنان فعلا زى ما المحامى قال واخلص
اسامه: غلط جدا اسلوبك فى التفكيير غلط على فكره
جاسر: انت شايف حل تانى؟ المفروض انى اخبط على واحده واطلبها للجواز واقول لاهلها انى محتاج اتمم الجوازه خلال شهر بالكتير ...ومش مهم نتفق... نختلف... الخطوبه والكلام الفاضى ده مايلزمنيش ...فى اهل ممكن يوافقو على كده؟

اسامه: والله انا مش عارف ااقولك ايه
جاسر:ادعيلى ...ادعيلى وبس
اسامه: وزياد ده كمان ده وقته يعنى مش قادر يصبر لما نمضى الصفقه
خبط جاسر بيده على المكتب وقال: اهوه عشان تبقى كملت من كل ناحيه
اسامه: اللى حصل حصل بس احنا نتحرك بسرعه ونمضى الصفقه واحنا هناك فى الاقصر مقدمناش غير كده عل وعسى برضه موضوع جوازهم يخلى يسرى الطحان يلين معانا.

جاسر: هههههههههه وبعدين بعد كده هيطلعه علينا بمهر بنته ومؤخر الصداق والشبكه
اسامه: لاااااا واحنا مالنا اخوك اللى يشرب
جاسر: فكرك...هه انت طيب اصلك يا اسامه انا عارف زياد كويس بكره يدفعنا كل حاجه ويقولنا ما انا عملت كده عشان الصفقه تتم وهبقى افكرك
هز اسامه رأسهوقال: ربنا يسهلها من عنده مش ناقصين نشيل هم اللى جاى كفايه اللى انت فيه يا جاسر ربنا يعينك
قام جاسر وارتدى الجاكيت الخاص به وقال: انا ماشى ماليش مزاج للشغل
اسامه: هتروح.

جاسر: ما اظنش هتمشى شويه واروح ااقعد فى اى مكان كده
اسامه: اجى معاك
جاسر: لا خليك انا عايز ابقى لوحدى كمان عشان لو حصل حاجه تانيه يبقى انت فى الشركه الاستاذ مشرفش خالص النهارده
تلاقيه بيودع حبيبه القلب
اسامه: آشرى... ليه؟
جاسر: قالت امبارح انها هتروح شرم تحل مشكله وبعد كده هتيجى الاقصر
اسامه: طيب مع السلامه انت وربك يحلها... اطلع بس انت من المود ده وكل حاجه هتتحل بأذن الله
ابتسم جاسر بسخريه: طيب... سلام.

خرج جاسر ولا تلقائيا وجهه انظاره تجاه غرفه مكتب سالى التى كانت تجلس تتابع عملها باهتمام
شعرت سالى بأنظار موجهه نحوها فرفعت رأسها لتجد جاسر يقف على بعد 3 امتار محملقا بها بشده
شعرت سالى بالحرج وهمت ان تقوم من مجلسها وتسأله ان كان يريد شيئا ولكنه استدار سريعا واتجه الى المصعد
وما ان فتح الباب حتى اختفى جاسر عن انظار سالى تماما
ظلت سالى تنظر الى مكانه الخالى فقامت بعد لحظه واغلقت باب غرفتها.
عادت سالى من عملها شاعره بمشاعر مختلطه ولكنها آثرت عدم التفكيير فى احداث اليوم ولا الامس ايضا وما ان دخلت حتى استقبلها والدها بالترحاب: لولو حمدلله على سلامتك ياجميل .

سالى: الله يسلمك يا بابا عامل ايه؟
محسن: الحمد لله اخدتلك النهارده العربيه وديتها للمكانيكى ظبط فيها حاجات وكمان الكهربائى عشان بكره بأذن الله تبقى عال العال
سمعت سالى اصوات بنات اختها الصغار فقالت: ايه ده هيا سيرين هنا؟
محسن: ااه هنا جت عشان تسلم عليكى
سالى: محسسنى انى مهاجره
قاطعتهم سيرين: ايه مش عاوزه تشوفينا يعنى؟

قبلت سالى اختها واحتضنتها وقالت لها: لا طبعا ازاى ده البنات وحشوونى خالص
امضت سالى يومها برفقه الصغار واختها وحمدلله لم يمكث معتصم كثيرا من الوقت فقد اتى فى اخر السهره ولكن بالطبع كان لابد له ان يعلق بكلاماته المقيته عن امر ذهاب سالى بمفردها الى بلد غريب

انصرفت الاخت برفقه عائلتها الصغيره وشعرت مجيده بالصداع فخلدت الى النوم باكرا برفقه زوجها فبقيت سالى وحيده تحضر حقيبه سفرها
رن هاتف سالى نظرت اليه فقد كانت على وشك تنفيذ خطه صديقتها بأحضار لانجيرى معها فجريت مسرعه لترد قبل ان تستيقظ امها لتجدها منى بالفعل
سالى: الو

منى: ايه مالك بتتكلمى بشويش كده
سالى: انتى هتودينى فى داهيه ماما نامت وانا كنت لسه هطلع اللانجيرى لو كانت صحيت وشافتنى كانت هتبقى مصيبه
منى: ههههههه يا جبانه انا كنت بتصل ااكد عليكى بس يظهر انك ماصدقتى ههههههههه
سالى: كده دا عشان خاطرك بس طيب ايه رأيك مش هجيب حاجه
قالت منى مترجيه: لاء يا سالى بلييييييييييييز هاتيه هزعل بجد

سالى: خلاص خلاص هجيب بس انا هجيب حاجات كده حشمه هه انتى كمان احترمى نفسك انا هتكسف البس الحاجات دى اصلا
منى: انا كمان هجيب حاجات طويله برضه عشان الحاجه بتتنظر بس هجيب واحد كده مولع اعلقه بس فى الدولاب عشان اغيظها
سالى: ايه بتتنظر هههههه ايه الكلام ده ؟

منى: بيقولوا كده وانت هاتيلك واحد سخن كده
سالى: ماعنديش الصنف اللى بتقولى عليه ماما كانت بتنزل معايا واحيانا كانت هيا اللى بتشترى كمان والحاجات كلها طويله وواسعه كده... ده فيها حاجات بكم هههههههههه

منى: نعم؟خخخخخخخخخخخ بكم! ليه؟
سالى: بس يخربيتك هتفضحينا .
عادت سالى بذاكرتها الحزينه وتذكرت فقالت: عندى واحد كنت شرياه مع نفسى وخبيته كنت ناويه البسه لايهاب فى شهر العسل كان جامد هجيبه ده بس هعلقه فى الدولاب ومش مهم يتنظر ولا مايتنظرش طظ
منى بتأثر: خلاص اتفقنا وماتزعليش نفسك يا سالى ياحبيبتى هوا اللى خسرك ثم اضافت ممازحه: كان زمانه شاف اللانجيرى اللى بكم ده ههههههههههههه فاته نص عمره.

سالى: تصدقى انتى بارده هههههههه طيب اقفلى بأه عشان الحق اوضب الشنطه وانتى نامى بدرى عشان تصحى بدرى
منى: لااااا انا تعبانه جدا هدخل انام واما اصحى هحضر الشنطه انا مجهزه الحاجه بس كان فاضل اعبيها
سالى: هتصحى امتى ان شاء الله انتى بتستهبلى
منى: يابنتى اهدى ظابطه المنبه كمان 3 ساعات اكون ارتحت شويه ماتقلقيش انا متعوده على كده والبيت عندنا اصلا مابينموش يعنى ممكن اصحى الفجر الاقيهم بيتعشوا للمره الالف ولا يهمك عادى

سالى: ههههههه نظامكم غريب... انا ماما وبابا بينامو بدرى ولو فضلت انا اللى صاحيه بزهق فبدخل انام انا كمان طيب هقفل انتى وانتى حضرى الحاجه على مهلك .سلام
منى: سلام
انصرفت سالى لتحضير حقيبه السفر ونامت بعدها بعمق حتى استيقظت فى السادسه صباحا كما اعتادت وخرجت من غرفتها لتجد والدها قد استيقظ هو الاخر وشرع فى اعداد الفطور
سالى: صباح الخير يابابا
محسن: صباح الخير يالولو نمتى كويس
سالى: ااه يابابا الحمد لله. بتعمل ايه ياحبيبى ايه كل ده؟

محسن: دا فطار ملكى لصاحبه السمو وانا عندى كام لولو .عارف انها اول مره تركبى طياره وممكن تخافى ومعدتك تقفل فقلت تفطرى احسن قبل ماتنزلى
سالى: تسلم ايدك يا بابا ولا يحرمنى منك
تناولت سالى الفطور برفقه والدها واستيقظت والدتها قبلتها سالى مودعه وانطلقت برفقه ابيها الى منزل منى التى كانت تقف فى الشارع فى انتظار صديقتها
ركبت منى السياره وانطلق محسن الى المطار.

انهت الفتاتان اوراقهم ولاحظت منى وصول سياره جاسر الذى ترجل منها بكل شموخ برفقه اخويه
اخذ السائق السياره وابتعد فى طريقه ابتسم كلا من اسامه وزياد بتحيه بسيطه الى منى وسالى فيما لم تظهر اى تعابير على وجهه جاسر لاسيما انه كان يرتدى نظاره شمسيه
محسن: مين دوول يا لولو؟
منى: دول اصحاب الشركه يا عمو
محسن: ااااه .طيب المهم مش عاوز اوصيكم خدوا بالكم من بعض انتو آنسات كبار دلوقتى هه وابقى اتصلى بينا يا لولو طمنينا عليكى
سالى: حاضر يابابا هتوحشنى

قبلته سالى واحتضنته فقال محسن: وانتى كمان يا حبيبتى .خدى بالك من نفسك وخدى دوول كمان
سالى: ايه ده يا بابا معايا والله وانتى لسه من يومين مدينى 500 جنيه
محسن: معلش برضه عشان لو حبيتى تشترى حاجه كمان سمعت ان العسليه هناك طعمها احلى من عندنا ههههههههه
سالى:ماشى يا بابا ههههههه
منى: بس اظن العسليه الاسوانى ياعمى
محسن: كده ااه وانتو رايحين الاقصر خلاص بقى مش نافع
سالى: عشان خاطرك انت يا بابا اروح اسوان واجيبهالك
محسن: ربنا يخليكى ليا وتوصلى بالسلامه يالا عشان ما تتأخروش وانا هفضل مستنى فى العربيه لحد ماتركبى الطياره وترنيلى ماشى
سالى: ماشى يا بابا

انصرفت سالى برفقه منى بعدما قبلت والدها مودعه فقالت لها منى: باباكى ده عسل ربنا يخليهولك ويخليلك مامتك
سالى: يارب ولا يحرمك من باباكى يا منى ولا مامتك
صعدت سالى الى الطائره دخلتها واستشعرت جوها الغريب فوجئت بجلوسها بجانب جاسر الذى كان يجلس ملاصقا للنافذه ولكنه لم ينبت بنبت شفه فقالت بصوت خفيض: صباح الخير
خلع جاسر نظارته ونظر لها مليا بعمق وقال بصوت اجش: صباح النور

عرفت سالى ماقصدته منى عندما تحدثت عن نظرات جاسر المخترقه والتى هزأت بها سالى واصفه اياها "شعاع"
شعرت سالى بالحرج واللون الاحمر يدب اوصاله فى وجنتيها فتشاغلت عنه بالنظر الى انحاء الطائره لتجد زياد يجلس بجانب منى اما اسامه فيجلس بجانب معتز فيما تجلس مروه بمفردها برفقه امرأه غريبه
لاحظ جاسر شرودها فقال: اول مره تركبى طياره.

ابتسمت سالى بخفه وهزت رأسها وقالت: ااه اول مره
قال جاسر بغموض: هتاخدى عليها بعد كده
فكرت سالى ماذا يقصد فتوقعت انه يتحدث عن طريق العوده
تركها جاسر لافكارها وارتدى قناعا لعينيه واخلد الى النوم فاتجهت انظارها تجاه منى التى كانت تضحك من حديث زياد وتوقعت ان يكون حديثا مشوقا محملا بالكثير من كلامات الغزل
فغبطت صديقتها خلسه داخلها لتمتعها بصحبه زياد المرح واتجهت انظارها الى معتز الذى كان يراقب منى باهتمام وتبدوا امارات الغيره واضحه على معالمه فاضحه اياه بقوه.

تذكرت سالى انا وعدت والدها بالاتصال به فاخرجت هاتفها وطلبته ورفعت انظارها لدى شعورها لا تلقائيا بوجود انظار مسدده اليها
لتجد ان صاحبه تلك الانظار هى... مروه
تنظر لها بحقد شديد فانزعجت سالى وادارت وجهها بعيدا

حطت الطائره بسلام على ارض الاقصر الجميله اخيرا نزلت سالى من الطائره وتجمع افراد فريق العمل فى حافله متوسطه تسعهم جميعا وانطلقت بهم الى منتجع الطحان والذى يقع على مشارف الاقصر
جلست سالى بجانب منى وقالت لها: معتز مانزلش عينه من عليكى ياهانم قاعده تضحكى وتهزرى مع زياد
قالت منى بفرح: بجد؟ انتى شوفتيه
هزت سالى رأسها وقالت: يابنتى انتى بتحيبى تغظيه

منى: الاستاذ من كام يوم قاعد يكلمنى عن فوايد الجواز من اجنبيه ...هيدخلها الاسلام ويكسب فيها ثواب! حبيت اوريله ان فى اللى عايز انتاج بلده وبيشجع عليه
ضحكت سالى: ههههههههه والله انتى تحفه بس كده هيطلعله عليكى... الاقصر مليانه اجانب وزياد نفسه عينه هتزوغ عليهم
منى: الرحله اخرتها 5 ايام زياد ممكن يطول انما معتز لازم هيرجع وبعدين انا ممكن ماوقفش نشاطى على المصريين مافى اجانب هنا هههههه
سالى: ههههههههههه انتى مصيبه عليكى افكار.

منى: هيا مال مروه بتدور بتبص علينا بقرف وغل كده؟
سالى: مش عارفه برضه لقيتها بتبص عليا فى الطياره بنفس الاسلوب ده
قالت منى بصوت منخفض: انتى قعدتى تتكلمى مع جاسر
سالى: لاء هنتكلم فى ايه يعنى اصلا كان نايم طول الوقت...وبعدين مافيش اللى دماغك ده
منى: يارب يكون ابعت يارب

سالى: لاا بجد مروه مزوداها عملنالها ايه بصى بتبص ازاى
منى: سيبك منها ربنا يستر وينزلوها فى اوضه لوحدها خليها تبقى منبوذه فى الطياره والفندق كمان
وصلت الحافله الى المنتجع وترجل الجميع واتجهوا الى الداخل اخذت منى بالالتفات يمينا ويسارا وقالت لسالى: المكان تحففففه ...روعه بجد
سالى: فعلا الديزاين حلو اووى والخضره فى كل مكان
منى: طيب مانقف نتصور

سالى: مشى ياتحفه لسه قدامنا 5 ايام بدال ماناخد كلمتين مالهومش لازمه
ما ان دخل فريق عمل شركه آل سليم حتى استقبلهم مدير العلاقات العامه بمنتجع الطحان بكل الترحيب واخبر جاسر ان يسرى الطحان فى انتظاره بعد ساعه زمنيه فى قاعه الاجتماعات ثم سلم جاسر مفتاح غرفه وهى جناح فاخر بالطابق الاخير وايضا جناحين اخرين لاسامه وزياد اما الموظفون فكلا فتم حجز لهم غرفا عاديه فى الطابق الثانى غرفه ثلاثيه للموظفات وغرفه فرديه لمحامى الشركه.

ارتسمت علامات الخيبه على وجهى سالى ومنى واتجهتا برفقه مروه التى لوت شفتيها هى الاخرى الى الغرفه وما ان دخلت حتى قالت: انا هاخد السرير اللى جنب البلكونه
نظرت منى لسالى وقالت بشفتيها دون اصدار صوت: ابتدينا
منى: وماله يامروه المهم تكونى مرتاحه
رن جرس الهاتف فاستبقتهم مروه للرد على الهاتف فيما وقفت سالى تنظر لمنى بغرابه
مروه: سالى ...جاسر بيه عاوزك

اخذت سالى سماعه الهاتف وردت بصوت هادىء: الو
اتاها صوت جاسر آمراً:بعد ماتحطى شنطك تعالى
سالى: حاضر لم تسمع سالى ردا بالمقابل
فاتجهت لتفتح حقيبتها واخرجت منها دفتر الملاحظات
فسألتها منى: ايه على طوول كده مابيرحمش روحه
سالى: احنا جايين فى شغل يامنى مش طالعين نتفسح
مروه: يعنى هوا قالك ايه دلوقتى
سالى: قالى اول ما احط الشنط اروح عنده

مروه مستنكره: فى اوضته لوحدك ؟
ردت منى بغضب: وهيا طالعه تتسامر معاه ماتحترمى نفسك
رن الهاتف مره اخرى فردت منى فى تلك المره لتجد انه اسامه يطلب مروه ان تذهب لتأخذ تعليمات هامه
اغلقت منى الهاتف وقالت بلهجه متشفيه: مروه ...استاذ اسامه بيقولك تروحيله اوضته واضافت مشدده:ولوحدك
رفعت مروه حاجبيها وشدت الجاكيت التى كانت ترتديه بحركه عنيفه للاسفل واخذت دفترها وخرجت من الغرفه
فقالت منى: ياربى الواحد ماكنش متخيل كده .ايه ده بجد مالها؟

سالى: فعلا مزوداها اووى وانتى اللى تقولى نلبس اللانجيرى قصادها دى ناويه تجيبلنا مصيبه
منى: خخخخخخ انا ماجبتش
حملقت سالى فى منى بدهشه: ايه؟ ليه؟ هيا دى مش شورتك السودا
منى: بصراحه يا لولو انا مكسوفه منك, والله كنت محضراه ودخلت نمت وقلت اما اصحا ححط كل حاجه فى الشنطه... ماما لقيتنى نمت صعبت عليها فقالت تحضرلى شنطتى لقيت اللانجيرى طلعته وصحيتنى هزأتنى واديتنى كلمتين فى عضمى وحلفتنى ما اخدتش حاجه.

سالى: فالحه يا اختى فالحه وانا اللى عملت حركات وبهلونات ولا جميس بوند تعرفى انا اتشعلقت على ايه امبارح عشان اطلع اجيبهم من الشنطه اللى فوق الدولاب هه؟ دا انا حطيت 3 كراسى فوق بعض ياهانم عشان خاطرك
منى: هههههههههههه يخربيت القصر وسنينه معلش يالولو بس طلعيهم والبسيهم واتنمنظرى علينا انا راضيه
سالى: اطلع ايه انتى هتجيبلى مصيبه دى منغير حاجه بتقولى طلعاله اوضته . امال لما تشوفنى لابساهم هتقيم عليا الحد ...تعرفى كده برضه احسن خليهم فى الشنطه انا مش هرصهم بس شيله رايح شيله جاى.

منى: شيله ايه اووعى تكونى جيبتى اللى بكم خخخخخخ هههههههه
سالى: وليكى عين تقلسى تعالى اما اقرصك
جرت منى صارخه منها فرن الهاتف مره اخرى فشهقت سالى ووضعت يدها على فمها وقالت: تلاقيه جاسر يالهوى كل ده ماطلعتش ردى عليه وقوليله انى طلعت سلام.

انطلقت سالى الى الجناح الذى ينزل به جاسر فى الطابق الاخير طرقت الباب ففتح لها جاسر بنظره غير راضيه ولم يحدثها وادار لها ظهره واتجه الى الداخل لم تعرف سالى اتغلق الباب ام تتركه مفتوحا فتركته مفتوحا
سالى: تحت امرك ياجاسر بيه
جاسر: بدايه احب افكرك اننا جايين هنا فى شغل . اى وقت اطلبك فيه تجيلى بالظبط لو كنتى فى المكتب دقيقه والاقيكى قدامى... مافيش تحركات الا بعلمى طبعا اليوم كله مش هيبقى شغل ...هتنامى وتتغدى وتتسامرى وتتفسحى وتعملى كل اللى نفسك فيه... لانى اكيد ححتاجلك بالليل .فياريت لما ارفع السماعه واطلبك الاقيكى قدامى دا عشان نبقى واضحين من الاول
اخفضت سالى رأسها بخجل وقالت: تحت امرك وانا آسفه على التأخير
جاسر: طيب . الاجتماع مع يسرى الطحان هنتفق فيه على العناوين الرئيسيه فى الصفقه عايزك تفتحى دماغك كويس كل كلمه تتقال تكتبيها كل التعليمات كل التعديلات اللى ممكن تتعمل وخدى دوول

اخرج جاسر رزمه كبيره من الملفات من حقيبته واعطاها لسالى وقال ساخرا: تذاكريهم بالليل عشان تبقى فاهمه اللى بيتقال
اخذتهم سالى منه واهتزت قدماها لاسفل فسخر منها جاسر: ايه؟ تقال عليكى ...حقيقى جسم طفله لكن المخ ...
نظرت له سالى غاضبه فقد استشعرت انه وقح بالفعل وقالت بتهديد: نعم؟
ابتسم جاسر بفرح واشار لها بيده بحركه دائريه قائلا: ايه قرقوره كده ومايبنش عليكى... مش عاجبك كلامى ما انتى فعلا كده... امال سيبتى طب الاسنان ليه مش قلتى لاسامه ان الناس فاكره انك لازم تكونى العملاق الاخضر عشان تعالجيهم

زمت شفتيها سالى وعقدت حاجبيها وقالت غاضبه: واضح ان حضرتك نمت وصاحى مفوق اووى. فى حاجه تانيه ؟
جاسر: لاء . الاجتماع كمان نص ساعه ياريت تكونى تحت بالدقيقه وما تتأخريش عشان تلاقى مكان تقعدى فيه قريب منى
هزت سالى رأسها وقالت: طيب عن اذنك هاروح اودى الملفات وانزل على تحت
جاسر: الاوراق دى مهمه حطيهم فى درج واقفلى عليه كويس ولو مافيش مفتاح للدرج يبقى تطلعيلى الورق كل يوم قبل ماتنامى اوعى تسيبيهم فى الامانات
سالى: طيب اخليهم هنا احسن لبعد الاجتماع عبال ما اطمن ان فيه درج بمفتاحه عندى
جاسر: ماشى يكون احسن ولا ماصدقتى تسيبيهم من ايدك

قالت سالى بعند: على فكره مش تقال اووى انا بس ماكونتش متوقعه ان وزنهم كده مش اكتر
جاسر: شربتى حاجه اما وصلنا ؟
سالى متعجبه لتغير مسار الحديث فجأه وقالت: لاء
قام جاسر بصب عصير مانجو فريش لهما فى كؤوس كريستاليه انيقه وقال مناولا اياها كأسها: اتفضلى
شكرته سالى وهى تشعر بالخجل لمجرد ان يراها وهى تشرب تحت ناظريه: متشكره مالوش لزوم
جاسر بنبره دافئه: هتكسفينى

انصاعت له سالى واخذت رشفه بسيطه من الكأس فقال لها جاسر: تعالى شوفى الفيو من الفرانده شكله تحفه
تركها جاسر واتجه الى الفرانده دخلتها سالى وراءه واشتمت النسيم العليل المعبق برائحه الريحان والورد البلدى واشجار الليمون والتى كانت منتشره بكثره فى انجاء المنتجع الشاسع
ابتسمت سالى بسعاده وقالت: الجو حلو اووى
جاسر: البلكونه عندكو بتطل على ايه؟.

سالى: مالحقتش ابص منها... ومروه قالت انها هتاخد السرير اللى جنب البلكونه يعنى احتمال مانعرفش ندخلها من أصله هههههههه
ضاقت عيناه وقال بمكر: خلاص ابقى اطلعى بصى من عندى
فوجئت سالى بقوله ولم تعرف كيف ترد فقال جاسر ممازحا: ولا خايفه لا اشيلك شغل
سالى: لا ابدا بس عادى انا فى الدور التانى اصلا بالاسانسير فى دقيقه هكون تحت وسط كل ده
جاسر بلؤم: بس انا عندى غير ...ده الجناح الملكى ولا انتى مستهونه بيه
نظرت سالى فى ساعتها الانيقه الصغيره وقالت بصوت خجل: على فكره كده فاضل بتاع عشر دقايق على الاجتماع الافضل انى انزل من دلوقتى وهخلى الملفات هنا زى ماقولنا.

نظر لها جاسر بعمق وابتسم وقال: طيب بس اشربى عصيرك الاول
انتهت سالى من شرب العصير وهمت ان تذهب بالكأس الفارغه الى الداخل فمد جاسر يده ليأخذه منها فلمس اناملها دون قصد فسحبت سالى يدها بسرعه فسقط الكأس على الارض وتهشم فى الحال
همت سالى بالانخفاض لتلملم اجزاء الكريستال الرفيعه المنكسره فأمرها جاسر بلطف: سيبيه الرووم سيرفس يجوا يشيلوه
قالت سالى بحرج: انا آسفه بجد ما كونتش ااقصد
رد جاسر بهدوء: انتى بتعتذرى ليه.

سالى: يعنى اكيد هيخصموا تكلفته من ...
ضحك جاسر بقوه: من ايه؟ من الصفقه ؟هههههههههههههههه.انتى طيبه اووى يا سالى
شعرت سالى بالاهانه وانه كان يقصد انها ساذجه للغايه وهذا ماشعرت به بالفعل شعرت بأنها فتاه غراء ساذجه اشعلتها بضعه كلمات ونظرات منه ولمسات... تبا له...
نظرت له غاضبه من نفسها وقالت بصوت جاف: انا نازله
انصرفت سالى سريعا ولم تتح له فرصه للحديث
توجهت سالى الى الطابق الثانى وطغى عليها شعور بالخوف فهذا التغير فى شخصيه جاسر جعلها لا تعلم على اى ارض تقف
ظلت تفكر فى وضعها فى حياتها لم تكن بحاجه لمزيد من التعقييد
فتحت الغرفه وهى تردد داخلها "انا هنا جايه فى شغل وبس".

لحسن الحظ كانت الغرفه فارغه فاغتسلت وأبدلت ثيابها بثياب عمليه انيقه وحملت دفتر ملاحظاتها وانطلقت الى غرفه الاجتماعات لاحظت لدى وصولها الى بهو الفندق ان جاسر يتحدث الى يسرى الطحان.

لحسن حظها لم يبدأ الاجتماع بعد دلفت الى القاعه الكبيره المتسعه لاحظت على الفور الجهد المبذول من قبل فريق العلاقات العامه الخاص بالفندق فى تنسيق وترتيب الاماكن ووجدت شاره تدل على مجلسها جلست فى انتظار دخول البقيه سمعت اصواتا فى الخارج وبدأ الموظفون بالتوافد كل الى اماكنه حتى دخل زياد واسامه برفقه جاسر ويسرى الطحان تسائلت داخلها "وياترى آشرى فين كل ده ؟"

جلس بجانبها معتز المحامى المنوط بأعمال شركه آل سليم واستمرت المفاوضات والنقاشات الى مايقرب الثلاث ساعات حتى شعرت سالى بالارهاق الشديد وبدأ الجوع يؤلم معدتها الصغيره فهى لم تتناول الا فطورها الملكى بصحبه والدها فى الصباح الباكر تذكرت سالى والدها واشتاقت اليه
سرحت قليلا وانتبهت على صوت جاسر مزمجرا "سالى ...هاتى المذكره رقم 6 من فضلك "

عادت سالى الى ارض الواقع مره اخرى سمعت بعدها يسرى الطحان: لا مذكره 6 ايه و 7 ايه انت ماتعبتش ياجاسر ؟
زياد: قوله يا يسرى بيه ساعات بيفكرنا اننا مكن زيه
يسرى: ههههههههههههه لا الشغل حلو برضه بس كمان المنتجع هنا حلو وانتم لسه واصلين... انا رأيى اننا نقوم نتغدى ونريح شويه ونتجمع تانى على 8 كده ايه رأيكم؟

جاسر: وهو كذلك مافيش مانع... ثم اضاف بمكر ناظرا الى سالى خاصه ان فى ناس معانا هنا مودها بيتحسن بعد الاكل
شعرت سالى بالحنق من اين اتى بتلك الفكره؟
انتهى الاجتماع وخرجت سالى من الغرفه فقال لها جاسر: هاه لقيتى درج عندك بمفتاح
سالى: للاسف لاء
ابتسم جاسر وقال: وليه للاسف؟
سالى: عادى يعنى
جاسر: طيب خدى مفتاح الجناح من الاستقبال بره وطلعى المذكرات والورق اللى معاكى وحطيه فى الخزنه اللى فى اوضتى رقم السر بتاعها 93611
ظلت سالى واقفه لم تستوعب ماقاله ايطلب منها الصعود الى غرفته لم تدرى ان كانت تلك مهامها الوظيفيه ام هذا مايطلبه وفقا لقانونه الخاص
فتعجب جاسر: ايه مالك واقفه ليه الجوع خلاكى تفصلى كده؟

ردت سالى بغضب: على فكره انا مودى مش بيتحسن بعد الاكل زى ما انت فاكر
ابتسم جاسر وقال بهدوء: بس انا بحسك مودك بيبقى احسن لما ترجعى بعد الغدا
سالى: ده لانى ببقى اخدت بريك من الشغل والضغط اللى عليا ونزلت غيرت جو وقعدت مع اصحابى وطلعت تانى بس مش اكتر... واصلا انا مابكلش الا لما ارجع بيتى يعنى على الساعه 7 كمان

جاسر: طيب انتى زعلانه اووى كده ليه
سالى: يعنى كلامك يوحى ان همى على بطنى
ضحك جاسر بقوه: انتى ؟ وبجسمك ده امال لوكنتى اتخن من كده شويه ؟
احمر وجهه سالى فهى لم ترد ان يتخذ الحديث مسارا تكون نهايته التحدث عن شكلها ولا عن جسدها فسكتت ...
نظر لها جاسر بعمق وقال: طيب... المهم اطلعى ودى الورق فوق وانزلى على مهلك بس سبعه بالدقيقه تكونى فى القاعه لاحظت انك برضه نزلتى متأخر فى اجتماع النهارده

سالى بعند: لكنى كنت اول واحده جوه القاعه
جاسر بعند هو الاخر: وهتوكونى اول الاوائل لو وصلتى فى ميعادك
تركها جاسر وانصرف الى داخل المطعم واتجهت سالى الى مكتب الاستقبال طلبت من الموظفه الحسناء مفتاح غرفه جاسر ولم تمانع الموظفه ابدا... يبدو انها كانت على علم مسبق بهذا الامر
صعدت سالى الى الطابق الاخير ودخلت الغرفه شعرت بالرهبه فهاهى فى الجناح المخصص لجاسر وبمفردها ..بحثت بعيناها على مكان الخزنه وجدتها داخل غرفه النوم الواسعه.

شعرت سالى بالحرج الشديد بل بالغيظ كيف له ان يطلب منها الصعود الى غرفته بل الى داخل غرفه نومه حيث الخزنه التى لا تبعد عن سريره الواسع الا بخطوات معدوده
حاولت سالى فتح الخزنه وحاولت تذكر الارقام 96311 ام كانت 93611 جربت سالى الرقم الاول لكن لم تفتح الخزنه... حاولت مره اخرى 93611 عندها سمعت صوتا بسيطا وفتحت الباب الصغير وضعت الاوراق بعنايه واغلقت الخزنه باحكام
غادرت سالى الغرفه مسرعه وهى تحاول الا تشبع فضول عيناها والتى تعلقت بمتعلقات جاسر الموجوده بجانب سريره
اتجهت الى غرفتها وغسلت يدها وخرجت منها لتتجه بعدها الى المطعم
وكادت ان تصطدم بمروه والتى رمقتها بنظره ناريه وقالت لها: انتى كنتى فين كل ده؟
سالى: نعم؟ وانتى عامله مديره عليا كنت فى اجتماع يخصك فى ايه ؟

مروه: طيب مش تقولى ولا تسيبى الناس اللى معاكى فى الاوضه مش عارفين انتى فين؟
سالى: احنا طالعين شغل مش طالعين رحله وما اظنش انى المفترض انى اخد الاذن ولا ااقولك على تحركاتى عن اذنك
تركتها سالى وهى تشعر بالحنق منها مردده داخلها "فاكره روحها مين دى"
دخلت سالى المطعم ووجدت منى تجلس برفقه معتصم يتناولون طعام الغداء سويا فى جو حميمى نظرت لهما سالى وارتسمت على محياها ابسامه عذبه
توجهت سالى الى البوفيه وانتقت صنفها المفضل من الطعام واتجهت لتجلس بمفردها عندها سحب زياد كرسيا يقابلها وقال لها: ازيك من اول اليوم ماعرفتش اكلمك ولا كلمه.

شعرت سالى بالغرابه "ايفترض ان يكون بينهم حديثا دائما " فقالت: عادى يعنى كنا مشغولين فى الشغل
زياد: طيب ماتجيبى طبقك وتعالى ااقعدى معانا
سالى: معاكم مين؟
زياد: انا وجاسر واسامه بدال مانتى قاعده تاكلى لوحدك كده
سالى: لا مافيش داعى انا مرتاحه كده عشان تاكلو براحتكم
زياد: ماهو بصراحه هتفتحى نفسى ااووى انى اكل خاصه وانى مابيجليش نفس اكل الا فى وجود وجه حسن
ابتسمت سالى وقالت ساخره: كل معلقه ودور عينك على كل الوجوه الحسنه اللى فى القاعه انت مش شايف السياح
زياد: لا بس بنات بلدى برضه انا راجل عندى انتماء ههههههه... طيب انا هجيب طبقى واجى اقعد اكل معاكى طالما مكسوفه تقعدى تاكلى مع حضره مدير مجلس الاداره.

سالى: لاء مافيش داعى ااقعد كل مع اخواتك احسن
زياد: خايفه ليتكلمو عننا
قالت سالى لتفلت من الحاحه: اوك موافقه بس بشرط تخلى مروه تجي تقعد معانا هيا كمان
لوى زياد شفتيه: ايه مروه ؟ لاء يا ختى شكرا كلى انتى وهى سوا دا جاسر ارحم هههههههههههههه
قام زياد واتجه الى الطاوله التى يجلس عليها اخواه
وقال له اسامه بغير رضى: خد بالك حضرتك فى منتجع الطحان يعنى يسرى الطحان لما يوصله انك بتعاكس السكرتيره ولا شافوك وانت قاعد معاها تفتكر هيكون رأيه ايه لما تتقدم لبنته ولا حتى يتمم الصفقه

زياد غير مبالى: ياسلام هوا انا عشان هتجوز بنته هقاطع صنف الحريم ولسانى مش هيخاطب واحده وبعدين هوا له عليا ايه اصلا ؟
جاسر: نعم ليه ايه عليك!... دا على اساس انك مش متفق مع بنته على الجواز
زياد: برضه مافيش حاجه رسمى ده مجرد اتفاق وياريت ماتفتكرش انك ممكن تقيد حركتى وتلزمنى باللى انت عاوزه عشان انا ناوى اتجوز آشرى
اسامه: لاء انا اكتر من كده هضطر ااقوم عشان ماعنديش استعداد انى يجلى ارتباك معوى عن اذنكم انا طالع اوضتى اريح شويه ...ربنا يهديك
انصرف اسامه تاركا جاسر ينظر الى زياد بقوه وقال: ماحدش قيدك ولا حد فرض عليك حاجه لكن كمان ماتجيش تهد اللى احنا بنبنيه عشان جريك وره آشرى شويه ووره سالى شويه.

زياد بغرور: اديك قلت اللى احنا بنبنيه يعنى استحاله هكون ببنى معاك حاجه وارجع اهدها ياريت انت اللى تهدى شويه... ولا خايف على سالى منى تقع فى حبى طبعا وماتدكش وش ولا انت غيران ...على فكره انا واخد بالى من حركاتك كويس اووى... بس خد بالك يا جاسر انت بره اللعبه بقالك كتير وماعدتش قاهر النساء الاول
نظر له جاسر بتحدى: كده ...يبدو انك واثق اووى من نفسك ونسيت اخوك يبقى ايه ...انا قايم سلام
دفع جاسر كرسيه ونظر الى سالى التى تجلس بمفردها فى هدوء بعدما انهت تناول طعامها تنظر الى الحديقه الممتده امامها عبر الحائط الزجاجى الكبير
شعرت سالى بأنظار موجهه اليها فرفعت بصرها لتجده جاسر ينظر لها بغموض لم تفهمه.

انصرف بعدها جاسر فعادت سالى تنظر الى الحديقه وقررت الخروج اليها قادتها قدماها الى احدى اشجار الليمون الكبيره اشتمت سالى عطرها الفواح فى النسيم وجلست على جذع كبير بجوارها تنظر الى السماء الصافيه عندها سرحت سالى فى احداث حياتها المتعاقبه
لا تدرى لماذا تذكرت ايهاب الان فرت دمعه من عيناها كانت لازالت تتألم من ذكراه ومن ذكرى حبه سمعت صوت منى المحبب الى نفسها هى تقول: سيدى يا سيدى ...على الناس الهيمانه.

استدارت سالى مبتسمه: مابلاش انتى .,..هاه اتصالحتى انتى ومعتز
ابتسمت منى بحياء: مصمم اما نرجع يروح يتقدم لبابا
اتسعت عينا سالى فرحه وقالت: مبرووووك الف مبرووك يا منون
منى: الله يبارك فيكى ياسالى عقبالك يارب . بس اوعى تجيبى سيره لمروه
سالى: لا استحاله لسه شاده معاها من شويه
منى: ليه؟ عملتلك ايه؟

سالى: ابدا بعد ما الا جتماع خلص طلعت الاوضه وغسلت ايدى وخرجت لقيتها فى وشى بتحقق معايا كنت فين وقال المفروض ابلغ اللى قاعدين معايا فى الاوضه عن تحركاتى
منى: بتستهبل..سيبك منها وبعدين ماهى عارفه ان كان فيه اجتماع وكانت متغاظه انها مش حتحضره لان استاذ اسامه نبه عليها تنسق بس مع بتوع العلاقات العامه الاجتماع وكده
وعرفت ان انتى ومعتز بس اللى حيحضروا وجودى انا وهيا مالوش لازمه دلوقتى
سالى: امال كانت بتسألنى ليه
منى: سيبك منها يعنى هيا قالتنلنا هيا فى انهى مصيبه دلوقتى ؟

سالى: ههههههههههههه شوفتها بتتغدى جوه
منى: زياد كان عاوز ايه ؟كنت شيفاه قعد معاكى وبعدين قام
سالى: بيستهبل هوا كمان قال اجيب طبقى واروح ااقعد اكل معاهم او هوا يجيب طبقه ويجى معايا قلتله على شرط تجيب مروه معانا قالى لاء جاسر ارحم هههههههههههه
منى: شوفتى حتى هوه ماحدش طايقها ياريتها تحس شويه
سالى: المهم انا هطلع انام شويه وارتاح الساعه سابعه فى اجتماع تانى يادوب الحق اريح
منى: وانا جايه معاكى انتى طبعا مالحقتيش تفضى شنطك
سالى: ابدا يا منى على بليل بقى
صعدت الفتاتان الى غرفتهم سويا وما ان دخلو حتى وجدوا مروه فى الغرفه نائمه هى الاخرى
منى هامسه: احسن برضه

ابتسمت سالى وغيرت ملابسها ونامت من فرط تعبها بعدما ضبطت المنبه على الساعه السادسه بعد قليل استيقظت مروه واخذت هاتف سالى وغيرت اعدادات المنبه بدلا من مساءا جعلته صباحا
استيقظت سالى وجدت ان الظلام قد حل على الغرفه فقامت منزعجه اخذت هاتفها وجدتها السادسه والاربعون دقيقه قامت مسرعه ارتدت ملابسها على عجاله واخذت دفتر الملاحظات خاصتها واتجهت الى قاعه الاجتماعات
دخلت فى تمام السابعه وجدت جاسر جالسا يتحدث بصوت منخفض الى اسامه اخيه وما ان رأها حتى لاحظ وجهها المنزعج
فقال لها: خير ...مالك؟

سالى: لا ابدا عادى
نظر لها جاسر غير مصدقا ولكنه قد ظن ان اخاه قد تعرض لها حيث انه لازال مختفيا
دخل زياد القاعه بعد سالى بثوان عده ووجهه احمر هو الاخر فنظر اليه جاسر بشك ولكنه لم يتحدث عوضا عنه قال اسامه: مالك يا زياد وشك احمر اووى
زياد: لا ابدا عادى
اسامه: ههههههههههه انتم الاتنين
نظرت له زياد ولم يفهم ولكنه هز رأسه ولم يتحدث فيما تصاعدت الشكوك والظنون بداخل رأس جاسر وظل ينظر الى سالى بحده من وقت للاخر طيله فتره الاجتماع
لاحظت سالى نظرات جاسر الحاده فأصابها الارتباك تحاول تذكر ما الخطأ الذى قد تكون فعلته وهى غافله ولكنها لم تدرى انتهى الاجتماع وانصرف الموظفون وايضا زياد واسامه برفقه يسرى الطحان.

فيما جلس جاسر يراقب سالى وهى تلملم اوراقها وقال لها: بعد ماتخلصى طلعيهم الاوضه عندى فوق فى الخزنه وعلى فكره انا غيرت رقم السر خليته 73694
رددت سالى الرقم علها تحفظه فهمت بكتابته فنهرها جاسر قائلا: اياكى اى رقم مهما ان كان ادهولك وتكتبيه فى ورق
نظرت له سالى شاعره بالتخبط: اصلى ساعات بتلخبط فى الرقم
جاسر: ولو ممكن الورق يقع فى ايد اى حد وتنسى انك كتباه او تنسى تمسحيه
سالى: حاضر ...شعرت انه محق فهى كانت واثقه انها ضبطت منبه الهاتف على السادسه مساءا ومع ذلك وجدته صباحا كانت متيقنه انها فعله مروه ولكنها لا تملك دليلا.

جاسر: ايه روحتى فين
سالى: همم لاء ابدا كده خلاص النهارده مافيش حاجه تانيه
جاسر: الساعه بقت 10 عايزه اجتماع تانى ؟
سالى: لاء
جاسر: تقدرى تتفضلى بعد ماتحطى الورق انتى حره تعملى اللى انتى عاوزاه
ابتسمت سالى بسخريه ولم تجب لاحظ جاسر على الفور فقال:ايه مش عاجبك كلامى
سالى بخجل: لا ابدا ... عن اذنك
جاسر: بكره الصبح هيبقى فيه رحله نيليه وهتنغدى بره وبالليل هنرجع للاجتماعات
هزت سالى رأسها فرحه فقال جاسر: يعنى اظن ان بكره تقريبا هيبقى تعويض عن النهارده احنا برضه يهمنا راحتك
سالى غاضبه: وانا ماشتكتش من حاجه وعارفه كويس انى جايه فى شغل
جاسر: انا بس حبيت اطمنك انا كمان حابب انى اتفرج على البلد وماتكونش الرحله كلها شغل بس هيا فى اولويات مش اكتر
سالى: تمام ... عن اذنك هطلع الورق واطلع على اوضتى
جاسر: اتفضلى براحتك

قامت سالى وتركته وحيدا فى القاعه الواسعه وهى تسأل نفسها " طيب وراه ايه يعنى ماياخد الورق يطلعه هوه ولا هوا لازم القنعره دى "
اتجهت سالى الى غرفته ووضعت الاوراق فى الخزنه كما فعلت فى الظهيره وخرجت من غرفه النوم واتجهت الى باب الجناح الرئيسى فتحت الباب فوجدت جاسر يقف قبالها فابتسم: كويس كنت لسه بقول هنزل تانى للريسبشن تحت اطلب المفتاح.

سالى: اتفضل المفتاح
جاسر: مش شايف معاكى الملفات اللى قولتلك تاخديها بالليل
سالى: يااه نسيتهم فعلا
جاسر: طيب ادخلى خوديهم
اتجهت سالى الى الداخل ووقفت شاعره بالخجل لدخول غرفه نومه فى حضوره فاحمر وجهها خجلا
فابتسم جاسر قائلا: ولا مالوش لازمه انتى كده كده هتنزلى تنامى وممكن ماتلحقيش تبصى فيهم وترجعى ترجعيهم تانى الصبح
سالى: زى ماتشوف
جاسر: طيب هتنزلى تتعشى على طوول
سالى: لاء ما اظنش هشرب حاجه دافيه وانام
جاسر: طيب تعالى اطلبلك اللى انتى عاوزاه من الرووم سيرفس
فؤجئت سالى بدعوته فقالت بحرج: لاء مالوش لزوم انا نازله هشرب تحت فى البوفيه يمكن الاقى منى
جاسر: براحتك
سالى: تصبح على خير
جاسر: وانتى من اهله

اتجهت سالى الى غرفتهاوجلست على السرير وهاتفت والدها
سالى: الو ايوه يا بابا ازيك وازي ماما
محسن: كده برضه ياسالى من الصبح ماسمعش صوتك تطمنينى عليكى كلمتك كتير لحد ما منى صاحبتك ردت عليا وقالتلى انك فى اجتماع
سالى: مش ممكن يابابا بجد يوم كان صعب اووى تصدق لحد دلوقتى مافكتش شنطه هدومى
محسن: ياااه معقول للدرجادى خدى كلمى ماما عايزه تسلم عليكى

مجيده بلهفه: الو ايوه يا لولو كده برضه تقلقينا عليكى كده يعنى لولا صاحبتك ردت علينا كنا زمانا عاملين ايه
سالى: معلش يا ماما وغلاوتك ما ارتحتش غير ساعه نمتها وماحستش
مجيده: ياحبيبتى يابنتى ربنا يقويكى يارب واكلتى يا لولو
سالى: ااه يا ماما ماتقلقيش
مجيده: ما انا عارفاكى انفه ومش اى حاتجه بتاكليها
سالى: لاء يا ماما ماتخفيش ياحبيبتى الاكل حلو واوبن بوفيه فنقيت الاكل اللى بحبه
مجيده: بالف هنا وشفا واتعشيتى
سالى: هتعشى لسه

مجيده: كلى كويس وماتنسيش نفسك هاه واستغطى كويس والزقى الغطا فى جنابك هاه الجو بليل بيبقى ساقعه والرطوبه يا لولو
محسن: هاتى التليفون بقى كل دى وصايا
محسن: الو ايوه يالولو . بقولك انتى البرنامج بتاعك ايه بكره عشان نتفق على ميعاد نكلمك فيه نتطمن عليكى
سالى: والله يا بابا مش عارفه بس هوه بكره هيطلعونا رحله نيليه يعنى تعويض على النهارده انا ممكن اتصل بيكم الصبح كل يوم اول ما اصحى وباليل لما الاقى الوقت سامح.

محسن: خلاص كده المهم انتى كويسه ومبسوطه
سالى: يعنى الجو هنا تحفه والمكان جميل اووى بس انتو واحشنى اووى وكان نفسى نكون سوا
محسن: ياستى اكننا روحنا المهم انتى تتبسطى وخدى بالك من نفسك هه مش هوصيكى
سالى: ماشى يابابا ماتقلقش
محسن: ماشى ياحبيبه بابا تصبحى على خير
مجيده: قولها تستغطى كويس وماتفتحش الازاز وهيا نايمه
محسن: طبعا سامعه امك صوتها خارم ودانى هههههههههه
ابتسمت سالى وقالت: قولها حاااااضر وماتلقلقش مع السلامه
محسن: مع السلامه يابنتى

انهت سالى محادثتها التليفونيه شاعره بذنب كبير تجاه والديها فقد استبد بهم القلق عليها فحين كانت هى تسعى لارضاء جاسر
قالت داخلها: منك لله يامروه لو ماكنتيش عملتى المقلب فيا ده كنت زمانى طمنتهم قبل ما انزل الاجتماع
دخلت منى الى الغرفه فقالت لها: ايه يابنتى باباكى ومامتك كانو قلقانين عليكى
سالى: شوفتى الفصل اللى حصل معايا؟

منى: خير؟
سالى: احنا دخلنا ننام العصر كده وكنت ظابطه المنبه على سته عشان ااقوم قبل الاجتماع بساعه صحيت فجأه لقيت الساعه بقت سابعه الا ربع والمنبه مارنش
منى: ايه ؟ ليه ؟
سالى: كاه ن مظبوط على سته الصبح
منى: ياتحففه
سالى: مش انا انا واثقه مليون الميه انى كنت عملاه سته بالليل اكيد مروه هى اللى غيرته
بهت وجهه منى وشهقت قائله: معقوووووووول وصلت بيها لكده لا دى اتجننت رسمى طيب بس اما اشوفها
سالى: لا ابوس ايدك انا مش عايزه مشكله معاها ده كده والواحد ماعملش ليها حاجه امال لو كلمتيها المهم تاخدى بالك وماتديهاش امان
منى: عندك حق وبعدين احنا معندناش دليل وممكن تقول اننا بنتبلى عليها.

سالى: اديكى قلتى بقولك انتى اتعشيتى
منى: لاء الصراحه الاكل كله تحت تقيل اووى الواحد عايز كوبايه شاى بلبن ويسأسأ بقسماط
سالى: ههههههههههههه انتى عسل نسأسأ جايين منتجع خمس نجوم واوبن بوفيه وننزلهم نقولهم عايزين نسأسأ لو سمحت هههههههه
منى: ههههههههه الواحد زى ما اتعود يابنتى
سالى: احنا ممكن نطلب شاى من البوفيه وناخد كيك ولا كرواسون جمبه
منى: طيب خلاص ماشى يالا بينا
سالى: لاااااااااااا انا هفضى شنطى بسرعه واشوف اللى عايز مكواه عشان ابعته لو اتأخرت اكتر من كده انا ممكن ااكسل
منى: طيب تعالى اما اساعدك

ساعدت منى سالى بتفريغ حقيبتها حتى وصلت لكيس اسود أمسكته منى بأستغراب وقالت: ايه ده ؟ كيس زباله فى الشنطه
سالى: هاتى يابنتى بطلى فضايح ده اللانجيرى ياهانم
منى: يخربيت سنينك وحطاه فى كيس الزباله هههههههههههههههه
سالى: لاء طبعا حطاه فى كيس جوه كيس عشان مايبنش تحسبا لاى عمليات تفتيش من ماما
منى: ياتحفه الكيس نفسه مريب دا ممكن فى الجمارك يفتكروه مخدرات ولا حاجه هتجيبى لروحك مصيبه ههههههههههههه
سالى: بعد الشر
منى: طيب هشوف اللانجيرى شكله ازاى
سالى: لاااااااااااااا ياماما خلاص كان زمان وجبر مش انتى ماجبتيش بتاعك هاتى بتاعى لو كنتى ياهانم حطيتيه فى كيس اسود مامتك ماكنتش هتاخد بالها
منى: ياسلام

سالى: ااه كانت زمانها فكرتها اللى بالى بالك ههههههههههههههه
منى: طيب ورهونى بس اوعى يكون اللى بكم نفسى اشوفه
سالى: لاء وبقولك هاتى الكيس
منى: لاء
سالى: منى هاتيه مابهظرش هههههههه
منى: ولا انا هههههههههههه
اتجهت سالى نحو منى مسرعه فجريت منى ووقفزت على سرير مروه فقفزت سالى هى الاخر محاوله الامساك بمنى الا ان منى كانت الاسرع فنزلت سالى مره اخرى محاوله الامساك بمنى

وفوجئت الفتاتان بصوت الباب يفتح ودخلت مروه وعلى وجهها علامات الدهشه
فقالت فى غضب: ايه اللى انتو عاملينه ده فاكرينه سيرك هنا ؟
سكتت الفتاتان فى الحال عن المزاح فردت عليها منى ببرود:وانتى مالك ؟
مروه: وايه اللى عمل فى سريرى كده ايه البهدله دى انا مرتباه كويس قبل ماينزل
منى بهدوء: يمكن الهوا خخخخخخخ
مروه: انتى هتستهبلى ؟
اخذت سالى الكيس الاسود من يد منى برفق ودفنته داخل الخزانه فلاحظت مروه فى الحال الكيس الاسود الصغير ولكنها لم تعلق
منى: ماتزعليش نفسك اندهى للرووم سيرفس يالا بينا يا لولو نروح نتعشى
مروه: ايه رايحين تتعشوا فين؟

سالى: هننزل البوفيه نجيب حاجه نشربها تيجى معانا
مروه: لاء هقعد اروق البهدله اللى عملتوها واستحمى وانام والافضل انتو كمان تبقوا تستحمو
نظرت لها منى بغيظ: دا على اساس ان ريحتنا فايحه يعنى
مروه: على اساس انه نضافه وبعدين احنا حنام فى اوضه سوا يبقى نراعى الذوقيات
منى: لا اطمنى احنا بنراعى الذوقيات اوووى اوى ياريت انتى بس اللى تراعيها.

خرجت منى دون ان تضيف شيئا برفقه سالى وما ان اغلقت باب الغرفه حتى احكمت مروه غلقها بالمفتاح الداخلى واتجهت الى الدولاب الخاص بسالى ففتحته وفتشت فيه الى ان عثرت على ذللك الكيس الاسود ففتحته واخرجت محتوياته فحدثت نفسها "ايه ده كيس جوه كيس " الى ان عثرت على اللانجيرى
فقالت: الله الله وده هتلبسيه لمين ياست هانم واحنا جايين فى شغل ...قله ادب!" انا وراكى لغايه لما اعرف ايه اللى بينك وبين جاسر لحد مافضحك ماشى ياست سالى الدكتوره.

فى تلك الاثناء كانت منى تحتسى الشاى برفقه سالى التى قالت لها: ماكنش لازم ننط على سريرها دى طلعت بلمس
منى " سيبك منها وعامله نفسها نضيفه وبتاعه حما طيب ما ده الطبيعى ولا هنام بعبلنا... ياريتها نضيفه من جوه زى ماهى نضيف من بره كده
سالى: انا قلقانه تكون اخدت بالها من الكيس وتفتش فى دولابى بعد ماننزل
منى: ياخبر احنا ازاى فاتت علينا الموضوع ده لاء على فكره احنا لازم نطلب مفاتيح لدوالبنا من الريسبشن كده ماينفعش
سالى: تفتكرى يكون عندهم.

منى: نسأل مش هنخسر حاجه
سالى: طيب انتى خلصتى
منى: ااه تعالى نقوم يالا
اتجهت الفتاتان الى مكتب الاستقبال ولكن للاسف لم تكن المفاتيح متوفره واكدت لهما انهما بأمكانهما استخدام خزنه الامانات
ابتسمت منى فى سرور وانصرفت برفقه سالى فقالت لها: ايه رأيك يا لولو نجيبلهم الكيس الاسود يشيلوه هنا فى الامانات ويبقى ساعتها الصندوق الاسود خخخخخ هههههههههههههههه

سالى: اسكتى انتى مصيبه هههههههه انتى هتفضحينى افرضى حد فعلا جابه فضوله انه يفتح الكيس ولاقاه جواه هيقول ايه
منى: دا هيبقى ولا فستان مونيكا قال شايلينه فى الامانات ههههههههههههههههههه
سالى: ااه منك اروح منك فين هههههههه
منى: انا عندى فكره اخد الكيس واقول لزياد يشيله عنده وانا واثقه انه هياخد باله منه على الااااااااخر ههههههههههه
سالى: من ناحيه هياخد باله منه فهوه اكيد هياخد باله منه
منى: واحتمال يطلب مننا اننا نجربه الاول قبل مايشيله عنده
سالى: انتى مسسسسخره ههههههههههه يووووووووووووه نسيت اودى لبسى الدراى كلين
منى: وانا كمان بس ماتقلقيش هنتحرك بكره على 10 كده يعنى لو وديناهم دلوقتى هنلحق
اتجهتا كلاهما الى الغرفه وجدتا ان مروه قد اخلدت للنوم
تطوعت منى بأخذ ملابس سالى فيما اتجهت الاخيره للاستحمام واستعدت للنوم نامت سالى بعمق ولم يعكر صفو ليلها الا صوت مروه المزعج وهى تغط فى نوم عميق.

انزعجت منى هى الاخرى فأوقظت مروه وقالت لها:مررروووووه اعدلى راسك
وا خيرا ساد الصمت ونام الجميع فى هدوء
فى الصباح استيقظت سالى شاعره بالحيويه حادثت والديها واطمأنت عليهم ثم اتجهت الى الدولاب فتحته وارتدت فستانا قطنيا خفيفا من اللون الابيض مزخرف بورود كبيره بألوان صيفيه رائعه من القطن التركى الناعم وارتدت جاكيت كحلى من الجينز الخفيف ولم تزد فى زينتها فقط كحل وملمع شفاه شفاف ربطت طرحتها ذات لون وردى جذاب.

خرجت منى من الحمام وقالت: ايش ايش ايه الحلاوه دى ياعم ...لاااا انا كده هحسدك
سالى: اتفضليه يامنى مايغلاش عليكى
منى: عندك فكره مروه هانم فين؟ وبتدبر انهى مصيبه دلوقتى ؟
سالى: والله علمى علمك انا صحيت مالقيتهاش فى الاوضه من اساسه
منى: يجعل كلامنا خفيف عليها سمعتيها وهى بتشخر امبارح
سالى: هوا انا عرفت انام الا لما انتى قولتلها تعدل دماغها وقال بتتكلم عن الذوقيات المهم تحسسنا اننا بيئه ولوكال مانجيش جنبها حاجه ...المهم انا هسبقك وانزل على المطعم تحت وانتى حصلينى بس ما تتأخريش
منى: لا ماتقلقيش هوا... فورررريره ههههههه
سالى: سلام

اتجهت سالى الى المطعم دخلته ولاحظت جلوس مروه بصحبه احد الرجال لم تتعرف عليه سالى ولم تهتم اتجهت الى طاوله الطعام لم يعجبها الكثير فاكتفت بكرواسون وقدحا من الشاى
اتجهت الى نفس الطاوله التى كانت تجلس عليها جابت عيناها القاعه بحثا عن وجهه جاسر ولكنها لم تراه فقط كان اسامه يجلس برفقه زياد نهرت سالى نفسها لمجرد التفكيير فيه واحتست رشفه من قدح الشاى الساخن بعد قليل حضرت منى والتى ارتسمت على وجهها السعاده
سالى: ايه ياقمر وشك نور ماكنتيش كده من شويه
منى: لاابداا... ايه ده هوا باين على وشى اووى كده
سالى: هههههههههه ااه وحاولى تداريها عشان رويتر عينها علينا
منى: قل اعوذ برب الفلق ربنا يستر مابخافش الا من عنيها والله

انهت سالى تناول فطورها ونظرت الى خارج الحائط الزجاجى الى الحديقه وسرحت فى جاسر رغما عنها رفعت رأسها واتجهت عيناها لا شعوريا للجهه الاخرى فتلاقت عيناها بأعين تشبه عيون الصقر...عينا جاسر مركزه وبقوه عليها احمر وجهه سالى خجلا واخفضت رأسها
لاحظتها منى فقالت فى الحال: ايه يابنتى القمر ده هوا اللى بياكل كرواسون بيحلو كده ووشه بيحمر ولا ايه؟
هزت سالى رأسها وابتسمت فى خجل: ياسلام مش اووى يعنى هوا احمر اووى
منى: جدااااااااااااااااا بس زى القمر ايه مين اللى غمزك عين على الصبح كده اوعى يكون المز ابو عيون خضرا اللى قاعد الناحيه التانيه
سالى: ههههههههههه ياسلام لو معتز سمعك دلوقتى.

منى: كان زمانه رمى عليا اليمين من قبل مانتجوز ههههههههههه
سالى: طيب اسكتى بقى احسن جه وشكله جاى علينا
وصل معتز الى الطاوله الصغيره وقال بصوت حنون:صباح الخير يا منى صباح الخير يا سالى
منى: صباح النور
سالى: صباح النور يا معتز اتفضل واقف ليه
معتز: شكرا.

منى: ايه كل ده نوم
معتز: ااه تعبنا امبارح كلام كلام بس النهارده هناخد نص اليوم بريك
سالى: انا هطلع اجهز نفسى وهنزل تانى اشوفك فى الهوول يا منى سلام يا معتز
معتز: هوا اذا حضرت الشياطين ولا ايه؟
سالى: ياخبر! لاء ابدا خدوا راحتكم عن اذنكم
خرجت سالى من قاعه المطعم واتجهت الى الغرفه غير عابئه بنظره مروه الحقوده التى وجهتها اليها قبيل انصرافها.

 

تاااابع ◄