-->

رواية أباطرة العشق ( عشق من نار ) ( عندما تعشق الفرسان ) الجزء الثانى عشر

 

 

 ستصلك الرساله التى تنتظرها .. ولكن فى الوقت الذي ستتوق فيه عن انتظارها , ستقرأها وتبتسم وتُكمل وكأنك لم يكن كل ما رجوته يومًا
- انا قولتلك ياسليم .. ناسي وانا عرفاهم مش هيعدوها ..


جمله لحقت بآذان سليم وهو يتجه نحو الشرفه ليتفقد مصدر الصوت اللعين الذي يعرف حقيقته جيدا .. ظل يراقبه لبرهه ويرى تصرفات ادهم المشحونه بالغضب وهو يهذى بثرثره تفصح عن جبروت الشر بجوفه ..
وقفت وجد خلف سليم وهى تضع كفها على كتفه بوهن
- هتعمل ايه ياسليم ..

سألها سليم بفضول: مين اللي ورا ادهم دا ؟!
تعمدت ان تطيل انظارها للخارج وهى تقف على طراطيف اصابعها قليلا
- دا حسن ولد ابو قبيل .. بس هو طلع من السجن ميته ؟!
اسقط ستار الشرفه ثم استدار اليها قائلا بثبات
- طاب زين  .. هطلع اشوفهم عاوزين اى  !
- خليك متأكد انى مش هقبل اى حاجه تبعدنى عنك تانى ..

طبع قبلة سريعه على رأسها ثم اتجه صوت صندوق خشبى موضوع فى ركن الغرفه ليخرج مسدسا ويضعه داخل سترته .. فزعت وجد فادرفت
- مالهوش لازمه ياسليم .. الحكومه برا متدخلش نفسك فى س وج ..
اومأ ايجابا كي يطمئنها ثم تأهب للذهاب سريعا تحت انظارها التى ترسل ادعيه مناجيه للسموات السبع
- هات العواقب سليمه يارب ...
ثم ركضت خلف الشرفه مرة اخرى لتتابع المعركه التى تخشي اثارها

- وطالما عتفهم فى الاصول وخايف قوى من كلام الناس محدش قالك انى زيارة العرسان تبقي بالدبايح والطبل  ومش بالبلطجه والقتل ..
قوة صوت سليم جعلت ادهم يلتفت يسارا على مصدر الصوت ولكنه لم يمتلك اى تصرف غير ان يتبسم ابتسامه ماكره عندما راي منزل الهوارى يمتلا برجال الشرطه .. دنى سليم منه وهو يوصل حديثه بغمز
- بذمتك دى دخله تدخلها على عرايس فى ليلهم دخلتهم !
ثقب كبريت اخر مشتعل القاه سليم فى جوف ادهم الممتلئ ببترول الشر .. فحاول قدر الامكان تمالك تصرفاته وهو يشق ثغره بضحكه تخفى براكين الشر ليقول
- لا عداك العيب فى دي ! وماله عريس طبعا وحقك تقول اللى عاوزه ..

ثم كور قبضة يده مما ساهم فى بروز عروقه التى اختزل بها صليد الشر .. اطال الاثنين النظر فى عيون بعضهما يتبادلان نيران الحقد .. ففاجئ ادهم سليم بضرب عنيفه من يده الحديديه فكان اثرها اختلال اتزان سلييم ورجوعه للخلف قليلا .. وهو يقول
- فكرك هخاف من الحكوومه ياسليم .. دانا ادفنك حى
ارتعد قلب وجد الواقفه بعيدا خلف شرفتها وعلى حده صدر صوت عويل وصراخ السيدات الاتى يترقبن الحدث من اعلى .. احتشد جمعوا العساكر حول ادهم فلم يكتفوا تلم المره بمحاصرته من بعيد .. ومن الخلف جهر صوت اخر لفت اذان الجميع .. اذًا بعماد جاهر وهو يخرج من بوابه المنزل
- وانت محدش قالك انى ممكن اخلص عليك دلوق ومش هاخد فيك ليله بنهارها !

تقدم عماد اخوته فلحق به صوت محمد الذي سنحت له الفرصه على طبق من ذهب
- وشكلك مش واخد بالك ان اللي يمد يده على سليم الهوارى نقطعاله !
ليواصل مجدى صوته بنفس القوه والهيئه الملفته التى تقرع لها القلوب رعبا
- انا مش عارف اي البجاحه دي ؟! وكمان جاى اهنه برجليك ومتحامى فى شويه خرفان ! عاوز ين ايه تانى يااحفاد العتامنه ...
هجم عساكر الشرطه ليقيدوا ادهم من ذراعيه ولكن اشار لهم عماد بأن يتركوه قائلا
- ده ضيف بردك .. عيب مايصحش ! هات اللي عندك
صرخ ادهم قائلا.

- عاوز بت عمى الللى خطفتوها ياهوارة
سليم ببرود: اااه تقصد مرتى ! اسكت مش انا خدتها وقفلت عليها وحلفت ماهى شايفه الشارع تانى .. وحتى هى باعتالكم رساله تبلغها بكل ناسكم  وجد سليم الهواري بقيت خلاص منينا وعلينا واللي بيجرى فى عروقها دلوق دم هوارة يعني ماعاوزاش تشوفكم تانى
قهقهه ادهم ساخرا بشر وهو يعلو بصوته اكثر
- خليك فاااكره ياوجد انك لعبتى في عداد عمرك .. والحكومه الي متنتوره دي هتيجى تاخدك من نص بيت جوزك اللي بعتى الكل واولهم مستقبلك عشانه ..
شهقت وجد بقلق عندما سمعت كلمات ادهم وفهمت ما يشير اليه من فيديوهات وهى تعد المخدر .. فوضعت اناملها المرتعشه على ثغرها
- انا ازاى معملتش حساب للموضوع ده !

محمد بتهديد: صوتك لو على تانى في بيت الهوارة هكتمهولك .. وبعدين وجد فى حمايتنا دلوقت وياويله اللي يفكر يمس شعره من حاجه تخصنا .. فبلاش تصطاد ف الميه العكره ومستني تتغدى سمك ..
القي ادهم نظره على حسن الواقف خلفه وهو يحك ذقنه بتوعد
- طااب احنا عاملنا اللي علينا وباركلنا .. وجيت بس افهم وجد انا قصدى اييييه .. يلا فوتكم بعافيه ؟
مجدي: بالسلامه ماتقطعش الجوابات .. ومستنياك تعود يمكن تفتكر حاجه شكل رجلك خدت على المكان ..

التوى ثغر ادهم ضاحكا: الطلعه الجايه تكونوا انتوا اللي عندينا وعتحبوا على يدى وراسي ورجلى كمان ..
كانت اخر جمله القاها ادهم وهو يلتفت ويرتطم باحد العساكر الذي اشار لهم عماد بتوقف عن اى فعل مقيد للحريه .. تسلل ادهم ورجاله خلف بعضهم بعد ما القى قنبلته التى قلبت حاضر وجد لجحيم ..
نحرت عفاف من اعلى
- يارب تكون راضي عن كل المصايب دى اللي وقعتنا فيها ياسليم ..

مسح سليم على وجهه وهو يلتقط نفسا عميقا .. فرتب عماد على كتفه قائلا
- متخافش كلنا فى ضهرك ..
شعور غريب احتل قلب سليم منحه قوة جباره وبث الطمأنيه بجوف فاستدار ليحضن اخيه بامتنان فرتب مجدي على كتفه قائلا
- بارك للواد محمد عملها قبلنا ابن اللعيبه وهيجيبلنا ولى العهد قريب ..
ابتعد سليم عن عماد وهو يتلقى كلمات مجدى بثغر باسم ويفتح ذراعيه ليحتضن اخيه الذى ضمه اليه بقوه قائلا باسف
- تزعلش منى ياولد امى وابوي .. انت عارف غلاوة الهوارى عندى ..
ربت سليم على ظهره بصوت مسموع قائلا
- متقولش كده ياعبيط احنا ملناش غير بعض ...

ثم ابتعد عنه ممازحا
- سيبك انت مبروك ياعم .. طلع مايتخافش عليك .. الواد غلفنا كلنا وسابنا غرقانين فى الدم وهو لوحده خد كل العسل .. هنيالك ياعمم
ضحكوا الاربعه سويا بصوت عال كأنهما لم يروا الحزن قط .. فأكمل مجدي قائلا
- تصدق فتح نفسي على العسل كله .. لالا نشد يا الهواره احنا عاوزين رجاله تشد بره وجوه البطء دا ماينفعش  ..
ثم ضرب على كتف محمد بمزاح: مش عاوزين عيل زي دا يشمت فينا ؟!
عماد بضحك: طيب يلا نسيب العريس يشوف عروسته .. احسن بكره يجيبها فينا ويقول انتوا السبب اخرتونى ..
سليم: وربنا انت الوحيد اللي بتفهم ف العيال دى .. يلا فوتكم بعافيه انا ..

كاد سليم ان ينصرف ثم نداه عماد قائلا
- سليم للمره العشره هقولهالك اخواتك فى ضهرك دايما ..
نظر لهم بامتنان: وهو ده العشم بردك ...

 

دخل سليم منزله الاشبه بجنته على الارض وهو يخرج سلاحه ويضعه جنبا بتسقط عيناه على وجد التى تجوب غرفتا ذهابا وايابا بقلق يقرضها من الداخل
- مالك يابوومه وشك مقلوب ليه ؟!
تأوهت بمراره: مصيبه ياسليم .. مصيبه !
دنى منها متعجبا: اوعى يكون قلقوكى الشويتين اللي عملهم ادهم دول .. ولا ياكلوا معاكى دا اخره شويه رجاله وصوت عال ..
- ياريته كانت دى الحكايه .. سليم ادهم ماسك عليا حاجات هتودينى في ستين داهيه ..
- حوصل اي ياوجد ..
فركت كفيها بقلق وهى تظر له بخجل فكيف تخبره بان اهلها تجار ممنوعات وهى كانت ستشترك معهما ؟!
- اوووف بس طول بالك للاخر ؟!

- حبلى ! طب كيف وازاااى ! هو دا كلامى ليك .. دانا محذراكى يابت بطنى .. انا عحاول اخلصكم وانت تشبيكينا ؟! عملت فيكى ايه انا ؟!
دفعت ثريا ابنتها  بقوة داخل غرفتها وهى تنظر خلفها لتطمئن من ان لا احد يراها صارخه في وجهها .. تلفظت يسر انفاسها بصعوبه وهى ترتعد
- هو يعني فين الغلط اللي ارتكبته مش فاهمه !
جذبتها من شعرها فاطلقت صرخه مكتوبه: تسلمى نفسك لولد عفاف وتقوليلي معملتش حاجه ! عاوزه تفرحى عفاف في ! ليييه يابتى لييييييييييييه تعملى في اكدده..

تأوهت يسر الما تحت رحمة امها التى لم تشفق بحالتها .. ظلت تستجمع قوتها لتتحرر من ضربها المبرح على معالم جسدها .. وبعد عذاب استطاعت يسر فك قيود امها راكضه نحو الباب وهو تجهش ببكاء مكتوم .. ظلت تندب ثريا على وجهها كثير ثم ركضت نحو هاتفها لتجرى مكالمه وبعد برهه اردفت بنواح
- الحقنى ياحيدر انا فى نصيبه !
يجلس حيدر في غرفه مكتب احد الظباط لقضاء مدة حبسه الاحتياطى .. فتراجع للخلف وهو يتكأ على الاريكه
- انا عاوز اللي يلحقنى ياثريا ..
- مالك يانضرى .. فيك ايه ..
- هخلص من اللي انا فيه وهكلمك لازما نتقابل عشان كل اللي فات دخان واللي جاي نار .. عاوزك تجهزى لاي حاجه وكل حاجه جايه ياثريا ..

- انا مبسوطه جدا على فكره باللى عملته .. ايوه كده هو دا عماد العاقل اللي انا اعرفه !
فى مكتبه عماد الفخمه يقطن بها بصحبه نورا ليقرا بأحد كتب يوسف السباعى .. فاردفت نورا جملتها بفخر وهى تقف امام المكتبه الخشبيه وبيدها احد الكتب ..
رد عليها عماد قائلا: معلش بقي لازما تستحملينى في كل حالاتى .. مش بيقولوا وقت الغضب يعمى البصر ! انا عاوزك عيونى اللي اشوف بيها فى غضبى ..

اكتفت بارسال ابتسامه مستشرقه اليه ثم استدارات لتكمل البحث عن كتاب تقرأه .. ظل يراقبها بعيون حاده كالصقر الذي يراقب فرائسه بعنايه .. كانت تقف امامه كالطفل المدلله اللي تتمايل امام كل كتاب لتأثره للحظات مطلعه على افكاره الرئيسيه .. جثت امام عينيه على ركبيتها لتمسك بكتاب اخر تكتشف محتوياته في حين ان دلالها الغير مقصود امامه كشف له بدرا في ليله امامه .. جسدا جذابنا كعقد من الماس كل لؤلؤته موضوعه بعنايه فى مكانها المظبوط .. لوهله تذكرت كل غدده الصماء مهامها التى يتجاهلها كثيرا .. فقل مابيده قائلا فى سره
- معلش بقي ياعم يوسف .. عندنا طلعه مهمه زي ماكنت بتقول كده العمر لحظه وشكلها دقت ..

كانت نورا تقف على طراطيف اصابعها محاوله تناول الكتاب من الرف العلوي وهى تطلق انفاس مسموعه .. فسبقتها يد عماد بقامته العاليه ليحضره لها بعد ما اصبحت تحت حصاره ..
- طيب ما تقولى وانا اجيبهولك بدل الشعلقه دي ..
لوهله شعرت ان قلبها سقط منها وهى تتطوق بعبير انفاسه الذى عقدت حساب كبيره حولها ... فدارت بجسدها بتثاقل وهى تحاول ان تقنع نفسها بأن ذلك وهما الا انها ارتطمت بنزنزانه صدره التى تود الاستلقاء عليها عمرا .. فرفعت عينياها بتثاقل شديد كأن صخره فوقهم مردفه بصوت خافت
- عماد !

اخفض انظاره لتلك الحوريه التى تصل لقلبه تحديدا قائلا
- ايوه ! هو في حد غيرنا هنا اصلا ؟! ولا حد يستجرى يقف قصادك كده غيرى !
تعالت انفاسها ودقات قلبها وهو يدنو منها خطوة اخرى سلحفيه فظلت تبلل حلقها عدة مرات
- مش قصدى ..اصلك كنت قاعد هناك وانا عارفه انا بتحب يوسف السباعى جدا ولما بتقراه بيخطفك عن الدنيا ..
غمز لها بطرف عينه قائلا
- بس شكلوه كده جيه اللي هينافس يوسف ويبقي الترياق ضد اى حاجه تخطف قلبي غير ليها ..

القت نظره عاليه علي الكتاب الذي بين اصابعه ومستندا به فوقها فقالت
- انت جيت عشان الكتاب .. هاته بقا ..
هز راسه مع صدور صوتا نافيا هائما فقال
- اصلى قريت مشهد ليوسف وحابب اقولولك حالا ..
- واحنا وكده ؟!
- هو ماينفعش تقال غير واحنا كده ..
شرعت ان تتفوه ولكنه سبقها قائلا
- المشهد كان بيوصف فيه البطله وصف دقيق جدا وكان مشبهها بحوريات البحر اللي تخطف الكيان كله ليها .. وكانت واقفه تدلع قصاد عيون حبيبها .. وتقريبا كانت اجمل مره عيونه تشوفها فيها ..

نوره وهى تحت تاثير كلماته: هى مين دى ؟!
ازاح الخصله الهاربه من تحت قطعه القماش الملقاه على راسها بطريقه عشوائيه قائلا بهيام
- دى البطله !
بللت حلقها مجددا فاكمل عماد قائلا
- كان فيها كل حاجه كفيله انها تدغدغ القلب بس البطل كان لسه واخد باله منها حالا وقرر انه يستغل الفرصه .. ومايسبهاش تهرب منه تانى زى ماكانت هربانه زمان .. تعرفى ان لون عيونك حلوين اوى ؟!
نورا بغباء: يوسف السباعى هو اللى بيقول كده ؟!
- تؤ دا عماد الهوارى .. انااا ..!

اتسعت ابتسامتها الساحره التى جذبته من ياقته ليتذوق تلك البسمه التى بث بقلبه دقه شوق لم يستطع الالتفات عنها .. مع اصوات انفاسهم المتصاعده وعيونهم المتقابله التى لم تغمض للحظه .. وبطريقه ساحره طبع عماد شفتيه على ارنبة انفها ليقلى قُبله حب جعلت كل ما بها يتنشي ..
انتصب عود عماد مره اخرى فسقط الكتاب من يده مصدرا صوت مربكا ولكنه مقارنه بضجيج قلوبهم فهو هواء .. اقترب منه بعضلات صدره قائلا بتساؤل
- بتترعشي ليه ...
- هاااااا !
- دانت مش معايا خالص ..

نحنحت بصعوبه كأنها تستجمع صوتها مرة اخرى فرفعت كفها بعشوائيه لتشير على الكتاب .. فاستغل عماد الفرصه ليقبض عليه ويرفعه الى اعلى بكفه الكبير مقارنة بكفها الرقيقه قائلا
- بتهرب من اى عاوز افهم ..
- انت مالك النهارده .. عماد لو سمحت ابعد افرض حد دخل علينا مايصحش ..
شق ثغره بضحكه هادئه وهو يطيل النظر في عينيها قائلا
- هو ايه دا اللى مايصحش .. هو انا لسه عملت حاجه !
- هاااااا ..

اقترب منها مجددا ولكن تلك المره يحدد هدفه جيدا .. خدرت بأنفاسه قبل لمساته فلم تتمالك نفسها تحت حصاره فتشبث كفها الاخر بسترته مستقبله منه شهد حبه الذى سكبه على ثغرها .. كانت قبلة طويله حد ارتواء الروح اكتفت بالاستسلام لكل تصرفاته المبهجه التى دبت الحياه بقلبها مرة اخرى .. تغيب عماد عن وعيه حتى تناسي الزمان والمكان فكل مايريده ويفهمه الان  هى  فقط .. طوق خصرها حتى اصبح ملاصقه به تماما ذائبه فى شهد قربه حتى طرق سليم باب المكتب فجاة مناديا
- عماد ! ياااعماد ..
فاق الاثنين من كُسرهم المرغوب فدارت نورا بجسدها سريعا لتختبىء من عينيه بعدما ما لُطخ وجهها بدماء الخجل .. رتب عماد ملابسه وهو ينطق
- تعالى ياسليم ..
فتح سليم باب المكتبه ناظرا لاخيه بعيون يملكها القلق
- عماد .. عاوزك ضروري ...
نورا ارادت ان تهرب من سطو نظرات عماد قائلا بارتباك
- طيب هسيبكم انا .. بعد اذنكم ..

بعد مرور نصف ساعه من حديثهم
تنهد عماد بحماس
- متقلقش ياسليم احنا كده لقينا مربط الفرس !
- بتفكر فى ايه ياخوى ؟!
- بص انا ليا فترة بدور وراه وبكده عرفنا احنا هندور على ايه بالظبط !
- يعنى ؟
- يعنى قول لمرتك متقلقش لان تسجيله من غير اذن نيابه يعنى ملهوش اى لازمه .. فيبله ويشرب ميته .. وليا قعده مع وجد بس اكيد مش دلوقت ياعريس ..
ابتسم سليم بارتاح
- طمنت قلبى ياعماد .. روح ربنا يريح قلبك ..

ربت عماد على ركبته بثقه
- قولتلك ماتقلقش يلا قوم متسبش مرتك لحالها ..
سليم بعفويه: هطلع اطمن على ماجده الاول .. واسيبك انت عاد ومتنساش تمسح الروج .. - ثم غمز له - دا عشان الحسد بس !
بتلقائيه وضع عماد انامله على شفتيه وهو يحكها بعنف قائلا بعتب
- وساكت من الصبح !

ضحك سليم بصوت عال وهو ينهض قائلا بمزاح
- يعنى نظرينى طلعت صح ! عموما بلاش الحركات دى فى القصر ياروميو .. وبالمناسبه مافيش روج ولا حاجه .. هى ماجده بتحط مكياج اصلا ؟! ..
القى عماد المطفئه البلاستيكه على ظهر سليم الذي اوقع اخيه فى شر اعماله قائلا
- عيل ماشوفتش ب ٣ جنيه تربيه .. كل تفكيرك قذر .. اختفى من وشي عشان مش طايقك...
غمر له سليم ضاحكا: ما طبيعى .. عريس عاد وكده
غادر سليم المكتبه فوثب عماد قائما بحماس
- هى راحت فين دى كمان ؟! ياانا ياهى الليله ...

وصل سليم لغرفه ماجده وفتح بابها بهدوء وهو يرسم ابتسامه هاديه
- عامله ايه دلوق يابت عمى ؟!
حاولت التعكز على كفها لتنهض فاسرع سليم اليها ليساعدها ويضع وساده خلف ظهرها برفق .. فجلس امامها قائلا
- احسن مش كده ؟!
بللت حلقها بيأس: اه الحمد لله ..
سليم بأسف: ماجده .. انا اسف
- محصلش حاجه ياسليم .. روح جاى عندى ليه .. روح شوف عروستك ..
- ينفع تخرجيها خالص من حديتنا .. وجد حاجه وانت حاجه تانيه خالص
- جيت ليه ياسليم ..

- جيت اطمن عليكى يابت عمى !
- لا فيك الخير .. متشكره لاهتمامك اللى مش مجبر عليه ..
- ماجده .. ينفع نتكلموا شويه ؟!
التزمت ماجده صمتها وهى تستمع لحديثه باهتمام .. اكمل سليم كلامه قائلا
- انت متأكده انك حابه سليم وعشقاه ؟!
جحظت له كلتا عينيها باستغراب ..  فاشار لها سليم بعدم مقاطعتها.

- اسمعينى ياماجده يمكن هقسي عليكى بكلامى بس لازم تسمعيه يابت عمى .. انت اكيد عارفه انى عحب وجد من سنين كتير يمكن من قبل ماتعرفى ان ليكى ابن عم اسمه سليم .. فتحت عينى على الدنيا ملقتش غيرها لحد مابقيت هى بالنسبالى الدنيا .. فمستحيل اسيبها مستحيل اقتل نفسي بالحييا واقتلها معاى ... انت بت عمى وعلى راسى وجوه عني كمان ومرتى قدام الناس .. وانا عمرى ما طلبت منك حاجه تحملك فوق طاقتك .. ماجده انت عارفه جوازنا بدا كيف ومصيره ينتهى بس على كل حال انت ملزمه منى لاخر نفس فيا لحد مااسلمك للشخص اللى يستاهلك ويحبك ويعوضك عن اللى لو عاش سليم عمره كله معاكى مايقدر يدهولك ..
ماجده بحزن: مكنتش عاوزه غير تبقي جوزى وبس ياسليم ..

- تظلميش قلبك ياماجده .. من حق قلبك يتحب ويترعرع ويدق .. خليكى انانيه واتعلمى تاخدى كل الحلو من الدنيا .. بلاش تهونى نفسك ..
مش طول عليك هسيبك تفكرى مع نفسك وتساليها كل يوم
-  اذا كانت فعلا بتحب سليم ولا لا  وهستنى من قلبك رد ..

 

- بصى قدامك 5 د وتكونى قدامى والا هطلعلك انا ..
كانت تلك الرساله التى وصلت لصفوة على هاتفه فزادت ضربات قلبها رعبا ..
طافت غرفتها ذهابا وايابا ثم ركضت نحو النافذة لتراه يصف بسيارته جانب القصر ففرت دمعه من عينيها باختناق
- اعمل ايه بس ياربى !
ثم فزعت صوت قفل باب غرفتها بالمفتاح نتيجه لما فعله مجدى وتصرفه الغير متوقع .. ظلت ترمقه بنظرات متارجحه على حبال الخوف والقلق .. رفع مجدى حاجبه جاهرا
- اي ! متقلقيش دا حساب قديم وهيتصفى !

تشبثت بستار الغرفه وهى تنظر له بتوسل
- مجدى فى ايه .. انت مالك وبتقفل الباب ليه ..
خلع مجدى شاله الصوف والقاه ارضا .. ثم اقترب منها بخطوات متثاقله
- هو انا مش لسه قايل حساب قديم ؟!
اختبئت خلف ستار التظاهر بالقوة وهى تقول
- بقولك اي الحركات دى انا متفرقش معايا يابابا .. احسنلك بلاش تلعب فى عداد عمرك معايا !

ضحكه ساخره التوى لها ثغر مجدى فاردف
- طيب قربى هنا وتعالى نتكلم راجل لراجل بدل ماانت مستخبيه كده
- انت عاوز ايه ! انسي اللى فى بالك دا .. مستحيل  .
- ومستحيل ليه .. ؟! احنا هنلحد ولا هنعمل حاجه عيب لسمح الله .. دانا بس كنت عاوز ارد على اتهاماتك العبيطه ..
انتهى مجدى من جملته ومعها انتهى من خلع جلبابه واقترب منها اكثر .. ركضت صفوة سريعا لتختبىء خلف الكرسي الخشبي قائله بصرااخ
- انت هتعمل ايييييه ! بقولك اى اعقل كده وبلاش تتصرف تصرف اخليك تندم عليه عمرك كله ..
مجدى ببرود: لا منا بحب اندم ..

اوشك ان انقض عليها ولكنها ركضت سريعا لتقف فوق السرير هاربه منه .. فأكملت ركض حتى وصلت الى باب الغرفه محاوله فتحته ولكن سرعان ما فشل مخططها عندما طوق مجدى خصرها وحملها قائلا بانتصار
- متحاوليش .. خلاص مش ورايا غيرك ..
ظلت تركله وضربه بصدره وساقيه محاولة التخلص من حصاره الذى انتوت ان تدمره .. وصل مجدى الى ركن صغير فى الغرفه بين الحائط وعمود الخرسان البارز ليقفها امامه محكم اقفال كل الجهات لم تمكنها من الهرب ..
مجموعه من الضربات المتتاليه التى كانت من نصيب صدره حتى فاض صبره منها فكبل كفيها بكفه قائلا
- ما بلاش حركات العيال دى .. خلاص اتكشفتى قدامى واحسنلك بلاش تعاندى ..

- انت بتوهم نفسك بكلام وعاوز تصدقه كمان .. يامجدى افهم انا مش عاوزاك وحل عن سمايا بقي ..
كانت تعاند امامه كالطفل المشاغبه .. لسانها يثرثر بكلام اما عينيها تنفيه تماما .. فاطرق مجدى قائلا ببرود
- متاكده؟!
- بقولك ابعد عنى ياخى هو بالعافيه .. اتفرضت عليا وقولنا ماشي وكمان عاوز تفرض نفسك على قلبى .. انت مابتفهمش ؟!
- مجدى الهوارى يعمل اللى عاوزو ومحدش يقدر يعارضه وخصوصا انت ..
- مجدى الهوارى .. مجدى الهوارى .. كان يوم اسود يوم ماوفقت على المهزله دى ؟!

ضحك بثقه ثم اقترب منها هامسا فى اذنها
- خليكى شاطرة عشان احبك اكتر .. عشان هى كبرت فى دماغى ومن الليله القطه ماهتبقاش قطه .. ماشي ياقطه .. عشان مش مجدى الهوارى اللى يتهان ويسكت ..
حاولت التخلص منه بشتى الطرق وهى تدفعه بعيدا عنها ولكنه كالجبل الراسخ الذي لا يتاثر بالعاصفه مهما اشتدت .. غلت دماء الحب بعروقه فاقترب منها حد الالتصاق ليضع علامات حبه على وجهها المعاند المتمرد على قوانين العشق .. استمر مجدى فى تقبيلها واستمرت صفوة فى تغخنها المعاند المتمرد حتى استطاع ان يسر مخدر حبه بجسدها رويدا رويدا حتى خدرت كل اعضاء تمردها .. لاحظ مجدى هدوء المتدرج وخضوعها له ..

فهما تمرد الانسان على قلبه فلابد من ساعه تنهزم فيها جيوش التمرد، فالنصره دائما للقلب .. استمر مجدى فى مواصله مخططه بشغف اكثر من الاول وتحولت هى امامه لواحده متجرده من كل شيء يعاند ماعدا شيئا واحدا فقط وهو  قلب  يجذبه اليها اكثر فاكثر .. طفلته المشاغبه اصبحت تحت حصاره حبيبه متيمه منذ زمن .. استراح قلب مجدى لانه تاكد مما يشعر به ومما يقراه دوما فى عينيها .. فابتعد عنها تدريجا هامسا فى اذانها ببرود
- متقلقيش .. انا كده اتاكدت من اللى جاي عشانه .. مستنيكى تيجى لحد عندى ياست الدكتوره...

ثم ارسل اليها غمزه ليثير غضبها اكثر وهو يبتعد عنها ولكن ما جذب اذانه صوت رنين هاتفها المزعج .. فانحنى مجدى ليتناوله من الارض فوجده رقما غير مسجل .. فنظر اليها بتساؤل
- مين دا ..
كل ما خدر بداخله من قربه المرغوب اشتعل مره اخرى بسؤاله لها عن صاحب الرقم .. ظلت تنظر له بعيون منتفضه مرتعد وقلب يكاد ان ينخلع من موضعه .. فلم ينتظر مجدى اكثر فحرك زر قبول الاتصال مع تشغيل مكبر الصوت .. فصدر صوت كان اشبه بقنبله
- مش هفضل مستنى تحت كتير انا ياصافى !

فتحت وجد الباب وهى تلقى حجابها بعشوائيه ففوجئت بعفاف امام عينيها تقف وبداخلها جبروت كاف لخلع قلبها فوق ارتعاده .. فاردفت عفاف بحزم وقوه امام معالم وجه وجد الحائره
- عاوزه اتكلم معاك لحالنا ...

اؤمن بأن لكل مرض علاج .. ولكن شقاء رفاهيه ولكن حزن ابتسامه نابعه من جوف القلب لتزيح ستائره الممتلئه بأتربه اليأس .. ولكل اجتهاد قطم حواف العمر نصيب ان ترفرف رايات نجاحه يوما .. كما اؤمن بأن هناك شخص ما يطوف جوانب الارض عبثًا متشكلا على مناخ كل جانب منها ولكن الحقيقه هى ان هناك مكان واحد فقط شُكل لاجله ولقلبه خصيصا .. هناك ثمه رجل يجوب بحثا عن راحه نفسه التى غُرزت فى صدر واحده فقط لا غيرها ..

ابتسامه شقت ثغر وجد بعدما فاقت من صدمتها اثر ظهور عفاف المفاجئ امامها .. فأردف بهدوء
- اتفضلى اقعدى الاول وبعدين قولى اللي حضرتك عاوزاه ..
رمقتها عفاف بنظره مفعمه بالحقد
- لا وناقص كمان عتتعازمى عليِّ وتضايفينى فى بيتى ! هااا مطروده واسمعوا دا ..!

ادركت وجد انها امام حرب اخرى عليها ان تقودها ببراعه لتظفر بما تريد فى النهايه .. فاطرقت بتنهيده وجع نابعه من جوفها
- اكيد مش قصدى ! بدل وقفتنا دى حبيت نتكلم افضل جوه ..
جهرت عفاف بامتعاضٍ وهى تلوح بكفيها وبلهجه صعيديه قويه
- بصي يابت العتامنه متزوقيش فى الكلام وتعوجى لسانك لانى عارفه اصلك زين .. وهما كلمتين هتحطيهم حلقه فى ودنك ..

اطرقت وجد بحزن وهى تنصت اليها
- تمام .. اتفضلى ..
زاحتها عفاف بقوة وهى تتمايل بكبرياء وتخترق المنزل الذي تقطن به قائله
- عاوزه ايه من ولدى !
سارت وجد خلفها بهدوء مردفه
- عاوزاه ليا وبس ..
ضحكه ساخره انطلقت من داخلها وهى تلتفت اليها
- لا .. دول كلمتين تاكلى بيهم راس سليم مش انا .. مكر الحريم دا ماياكلش معايا ..

- اوووف ممكن اعرف عاوزه توصلى ليه ..
- اكيد مش جايه اقولك انك سبتى جهنم العتامنه بس جيتى للجحيم اللي انا هوريهولك لو فكرتى تأذى سليم ياوجد ..
- بس ياعمتى انا ...
صرخت عفاف بوجهها
- انا مش عمتككك ولا عمرى هكوووون
واصلت وجد حديثها بهدوء وثبات
- بصرف النظر .. انا عمرى مافكرت ااذى سليم ..

- ولا هتقدرى تفكرى .. بصي كون ان ولدى يخش بيتكم ويجيبك من خشم الحوت يبقي لاقى معاكى حاجه مش لاقيها فى بنات النجع كله .. وانا عارفه ولدى مغرم بيكى كيف .. فمن غير يمين لو وجعتيه ياوجد ماهيكفينى فيكى قلبك اطلعه في يدى ...
ظلت وجد تستمع لحديثها بقلق حاولت اخفائه قدر الامكان .. اقتربت منها عفاف وهى ترسل منها عينيهاا نيران تكسو جسرا مواصله حديثها.

- طول ماانت قاعده اهنه لسانى مش هيخاطب لسانك ولا عاوزه اشوفك فى وشي .. بس عاوزاكى تتمردى على طبع العتامنه وتشيلى سليم جوه قلبك ولو غدرتى ياويلك منى ... انا جيت احذرك بس عشان متتفاجئيش مع انى مستنيه مكرك اللي مغموسه فيه .. وكلها يومين وانا عارفه سليم هيزهق منك وهيسيبك .. ويرجع لمرته وبيته
- من خبرة حضرتك العمر دا كله .. شايفه ان سليم عمل كل دا عشان يزهق منى ويسيبنى !

تلونت ضحكت شر اخرى على ملامحها
- لا هو جابك عشان يكيد العتامنه .. ضربه فى مقتل .. لو كنت عارفه سليم زين زي ماعتقولى يبقي ماتنسيش انه مابيسيبش حقه واصل .. ولا عمره هيفوت تار راجح ... انا قولتلك بس عشان اديكى الصورة كامله وانت حره ياتكملى وتستنى لحد ماولدى يجيب بيكى مناخير العتامنه الارض .. ياتمشي وتبقي قصرتى الشر .. متعشمش فى حاجه اكتر من انك كوبرى يابت كوثر...

- واااااايه كمان يااعفاف ! مش تقولى انك اهنه كنا فرشنا الارض رمل .
جهر سليم بجملته وهو يقف على اعتاب الباب بعدما استمع لاخر جملة اردفتها امه .. فتلون وجهه بلون الغضب محاولا تمالكه .. لفت عفاف بانظارها اليه ثم اردفت
- مكانش له لزوم .. قولت اللي عاوزاه وخلصت  ..
اقترب سليم منها قائلا
- نورتى ياعفاف .. بس لينا روّقه على الكلام اللي قولتيه ..

ثم ضم وجد السابحه فى بحيره دموعها اليه امام انظار امه الناريه قائلا
- عاوز غدا معتبر يجي لحد اهنه .. الليله ولدك عريس ولازما يتغذى زين...
اشتعلت نيران اكثر توهجا بداخل عفاف وهى ترمقه باخر نظرات الغل والاغتياظ قبل ما تمسك طرف جلبابها وتغادر تاركه منزلهم وهى تاكل خطاوى الارض غضبا ..

دفعت وجد سليم بقوه بعيدا عنها وهى تجهش بالبكاء قائلا
- بعد عنى ياسليم ..
- اوعاكى تكونى صدقتى كلام عفاف ..
- طلقنى ياسلييييييييييييم ..

- بقولك انطقى الزفت دا بيكلمك ليييييييييه ياصفوووة .. وعاوز منك ايه ..
اردف مجدى جملته بعدما نظر من نافذه الغرفه ووجد سيارة ياسر تصف جانبا فبمجرد ما رأها فر هاربا على الفور ..
اجهشت صفوة فى البكاء اكثر مما اثار نيران غضبه .. عاد مجدى مره اخرى لهاتفها وفتح تطبيق الواتس اب .. وفوجئي مجموعه من الصور والفيديوهات المخله لزوجته مع ياسر .. بكل قوته القى الهاتف بعيدا ليهشم زجاج المرآه .. تحول مجدى لشخص اخر لا يرى لا يسمع .. شخص يقوده شيطانه بمنتهى الوحشه .. قبض على شعر صفوة منتهى اللا رحمه والعنف حتى تفجرت صارخه لاهثه بين يديه ..

- وانا اقول اللي نازل عليك عاوز اطلق عاوز اطلق ومش طايقنى .. ماا طبعاا منا الاريل اللي هيبلس بلاويكى ..
كان يجرها بمنتهى الجبروب وجسدها يرتطم بكل ما فى الغرفه من اثاث .. تفجرت صفوه فى الصراخ والعويل بطريقه هستيريه نتيجه لما تلقته من ضرب مفضي الي ترك اثره على جسدها ..

اصبح مجدى كالثور الضال الذي مُنح قوة وجبروت ليسطو على كل جيوش قوتها .. اوقفها امامه بعنف شديد وهو يصفعها على وجهها عدة مرات متتاليه حتى سقطت امامه كقطعة القماش الملقااه .. لم يكف مجدى عن تصرفاته ولكنه تفجر بقنابل صوته التى لم تخل من اقسي انواع الاهانات ..
ولحظه جنّ جنونه لينهال على ملابسها ويمزقها بدون رحمه
- ورحمة جدي وابويا ماهرحمك اللي زيك يدفن بالحييا .. كان لازما نصدقوا اهل البلد لما قالوا عيشة البنات بحرى ملهاش امان وبيجيبوا العار..
صرخت صفوة وهى تتكور حول نفسها: يامجدى والله العظيم ماعملت حاجه ..

- مصورك فى حضنه وتقولى معماتيش حاجه .!
ثم انحنى ليجذبها بدون رحمه ويلقيها فى منتصف مخدعه مواصلا تمزيق ثيابها بجبروت وعنف
على الحان صراخها التى جذبت اذان محمد ويسر بالاسفل
يسر بقلق: محمد والله فى حاجه مش طبيعيه فوق .. صفوة بتصرخ
محمد بلا اهتمام: تلاقي مجدى بيدلع شويه بس .. هاتيلى القميص يايسر خلينى انزل اشوف المستفشى ..

يسر بعدم تصديق: والله صوت تكسير يابنى فوق .. اطلع شوف فى ايه ..
انحنى محمد ليرتدي شرابه قائلا بلا اهتمام
- دا كان مجدي ياكلنى اصبري بس هتلاقيهم سكتوا والدنيا بقيت لوووز بالعسل دلوق ..

عوده الى حاله صفوة التى اوشكت على الانتهاء وانخفاض صوت بكاوها تكاد اوشكت على الاغماء وهى تتمسك بذراعها الايسر الذى كُسر نتيجه لعنف تصرفاته .. كل ذلك لم يرف جفن الشفقه بجوفه .. حيث وصلت ثوراته لذروتها ليرتكب جريمه افدح من سابقتها وهو يكمل امتلاكه لها بدون رحمه بطريق الغير مشروع  وهى تصدر انينا مكتوما يحمل بين ثناياه الما وعناء شخص يلتقط اخر انفاسه  ليستفيق هنا من غيبوبه غضبه مدركا اثار جريمته التى فعلها على تدهور حالة صفوة الصحيه وسيول الدماء المتدفقه من جميع اعضاء جسدها حتى اصبحت امامه كطير زبيح يتلطخ فى دماء روحه الاخيره ...

- وبعدين فى اللي عامله زي الحوت .. ماتضمنش غير فى الزبديه !
اردف عماد جملته وهو يقتحم غرفة نوم نورا التى تختبئ فيها من جيوش ذكرياته .. متعمده دوما ان تمرر اناملها فوق شفتيها الرطبه برحيق لمساته .. فارتعدت من مرقدها لجملته قائله
- عماد .. انت هنا من امتى ..
قرب عماد منها بهدوء: كنت سرحانه ولا ايه ..
- هااا لا خالص .. اجيبلك تاكل ؟!

- هناكل وهنشرب ونرغى بس بعد مااشوف الموضوع اللي جاي عشانه !
تراجعت خطوة للخلف وهى تقول
- موضوع اي .. اتفضل
- يريضكى عمايل الحوت دى ! كل ماافتكر انى خلاص مسكته وهستفرد بيه يجري من ايدي !
كان ينظر لها بعيون عاشق تحرك كل ماهو ساكن بها .. فقالت
- مش فاهمه .. انت تقصد ايه ..!

قبض عماد على كفها فجاه ثم سحبها رغم عنها ليجلسا معا فوق الاريكه قائلا بحب
- انت خايفه ولا ايييه .. مش بعض والله ..
شرعت تفرك كفها ببعضهما بارتباك
- لا عادى بس بس انى متوتره شويه معرفش ليه ! اوو خايفه شويه بس مش كتير .. لا لاا هو كتير .. هو باين عليا انى متلخبطه ؟!
رد عماد بمزاح: دانت ضايعه...

حاولت الهرب من امامهه ولكنها فشلت تلك المره ايضا وهو يجذبها بلطف قائلا
- هتهربي تروحى فين بس ..
- انت عاوز ايه طيب ..
تعمد ان يداعب شعرها برقه وهو يطيل النظر بعينيها
- اتبسطى !
- هااااااااااااااهه !
- بس انا اتبسطت جدا وحاسس انى انا كمان متلخبط وحاسس انى محتاج اتلخبط اكتر ..

ظلت تراقبه بصمت طويلا لا تعلم مصدره ولكن هنالك رداد من عينيه يصوب نحوه ثغرها خصيصا ليقنعه بالصمت .. تكورت اصابع كفيها وقدميها معا وهى تنظر له بعيون منيره قائلا بمزاح
- منا مش هفضل اتكلم كتير .. ساكته ليه ؟!
- احم هااااااه اقول ايه يعنى ؟!
- نورا عاوز اسمع منك اجابه واحده بس كان المفروض اسمعها قبل ما نتجوز اصلا بس لازم اسمعها حالا ..
- ايه هى اتفضل ..
- حابه نكون سوا لاخر العمر .. واكون اب لولادك ؟!

- هو انتظارى ليك 15 سنه مش اجابه كافيه ياعماد ..
دنى منها ببطء وهو يزيح كل شعرها جنبا ويتفتها بعيون عاشق
- يبقي جيه وقت العوض لانتظارك .. ولا ايه ..
ثم تعمد ان يقترب منها اكثر وهو هائما بعطرها مردفا
- نورا .. انا بح
-  يااامحمدددددددددددددد .. محمدددددددددددددددددددددددد تعالى الحقى صففوووة ..

ارتعد اهل البيت لصوت مجدى القوى فى الخارج وهو ينادى على اخيه .. نهضت نورا وعماد سريعا اثر ندائه
عماد: خير يارب
- مالها صفوة .. الحق ياعماد تعالى نشوف فى ايه
ركض محمد وخلفه يسر على السلم
- فى يامجدى ..

نظر لاخيه بعيون منكسره ويقول بتوسل
- الحق شوف صفوة يامحمد
ركضوا جميعا للداخل بعدما اصيبوا بحاله من الذعر ليتفقدوا حاله صفوة التى البسها مجدي ملابسها خايفا اثار جريمته ولكنها فى عالم اخر كما يقولون جسد بدون روح ..
محمد وهو يتفحصها: انت عملت فيها اييييه ؟!

- ياوجد طيب افتحى نتكلم وبطلى نشفان راس ..
يقف سليم وراء باب الغرفه التى دخلتها ووجد وقفلت الباب عليها .. فهتفت بصوت باكٍ
- حل عن سمايا ياسليم ..
- الله فى سماه ياوجد لو مافتحتى لهكسر الباب واجى اطربق الاوضه كلها فوق راسك الناشفه دى !
تعكزت على عكاز المها وتحركت نحو الباب لتفتحه بقوه
- عاوز تقول ايه تانى غير اللي قالته امك .. واخدنى كوبرى ياسليمم ..

ركل الباب بقوة وهو يقتحم الغرفه: انت جرى لراسك اي ياوجد .. من ميته سليم الهواري خدك بذنب العتامنه .. انت لحد دلوق مش واثقه فى حبى ليك اللي اتحديت الكل عشان ..
استندت بظهرها على خزانة الغرفه لتقول بيأس
- شكل الكل شايف حاجه انا مش شيفاها ..
- وانا مش عاوز اشوف غيرك فى دنيتى .. ليه بتسربي العكننه فى حياتنا ياوجد .. احنا مش مكتوبلنا نفرحوا ؟

- عندك استعداد تحلف لى على مصحف دلوق انك نسيت تار جدك ومش هتأذى ناسي
جهر سليم بغضب
- انت لحد دلوق لسه باقيه عليهم .. ناسك دول هما سبب كل المصايب اللي احنا فيها ..
وجد باختناق: يد عمك الهربان لسه ملوثه بدم ابوي ياسليم .. حدش زرع بذرة الشر غيركم ..
سليم وهو يضع يديه على رسغها: ومن ميته حبنا عناخدوه بذنب افعال غيرنا .. انت عفاف قلبت راسك وجايه تطلعيهم عليا !
- امك فتحت عيونى على حاجات كتير مكنتش واخده بالى منها ..

اغمض سليم عينه لبرهه باختناق محاولا تمالك غضبه: وجد مرقي يومك والا هسيبهالك وامشي ..
- لا ياسليم انا اللي همشي ونار العتامنه ارحم من انك تاخدنى كوبري تطلع عليه عشان تدمرهم .. انا ماشيه ويمكن  اخر مره تشوفنى فيها .. هستني ورقة طلاقى ..
مسكها من ذراعها ليلف بجسدها امام عينيه التى اعلنت ساعه الفراق .. قائلا بعدم تصديق
- انت اتهوستى ولا جرى لمخك ايه .. وبعدين اى الجنان دا .. انا سليم ياوجد لو مكنتش واخده بالك ...

اجابه بيأس: شكلى مش واخده بالى من حاجات كتير ..
انتفض كلاهما على صوت خبط الباب القوى ... فركض سليم وخلفه وجد بفضول .. اذا بنورا ترتعد امامهم .. بعدما تفقد سليم هيئتها سالها بقلق
- امى حُصلها حاجه يانورا ..
التقطت نورا نفسها بصعوبه اثر الركض لتقول: الحق ياسليم مصيبه .. صفوة قاطعه النفس خالص .. ومحمد عاوز وجد ضروري تكشف عليها ..
دار سليم برأسه ليرسل نظراته لوجد الواقفه خلف بتساؤل .. ولكنها لم تنظر اي رد القت حجاب سريعا على راسها بعشوائيه ومسكت نورا من كفها بعجل
- تعالى يلااا .. هى فييين ...
ضرب سليم على الاخر وهو يزفر باختناق: اي المصايب دى بس ياربى ..!

يركل اى شيء يعرقل مسيره بشده ثم اردف باغتياظ وبصوت تردد صداه
- اتجوزها وخدها ياحسن .. ليييييييييييييه ليييييييييييييه دايما هو اللي عيكسب ليييييييييه ..
القى حسن السيجارة من يده ثم ضغط عليها بمقدمه حذائه الضخم ليردف بشرٍ
- طول ما حسن ولد عمك معاك متقلقش ! احنا دم واحد ياواد ...
رجل وافر الطول ضخم البنيان يمتلك ملامح ينبعث منها شظايا الشر
- انت هتولول زي النساوين ما تنشفف كده وهنشوفوا حل ..

- حل ايه بس دول كيف التعابين بيتكاتروا على الواحد لحد ما يموتوه ..
- وانت العتامنه كلهم فى ضهرك خصوصا بعد اللي عملته بت عمك وولد الهوارى .. فلازما يتقتلوا ..
صحى ضمير الثعبان فجاه قائلا بانفاس متصاعده
- لاه .. هو اللي يموت ومش قبل ما يشوفها فى حضنى .. انا عاوزها ياحسن وجد مش هتكون لحد غير لى ..
حسن بمكر: يبقي تسمعنى زين .. وشوف اللعب هيكون كييف !دلوق نطلعوا عمك منيها الاول ونفوق للجد.

خرج محمد من غرفة صفوه بوجه شاحب التفتت اليه العائله الجالسه فى الصاله فاحتشدوا حوله بقلق يرتسم على ملامح كل منهما .. فهتفت ثرثا
- عملتوا اي في بتى ! انطقوا ياولاد عفاف ..
رمق محمد اخيه مجدي بنظره معاتبه فأطرق بخجل: دراعها مكسور وجبسته خلاص ..
وضعت وجد الغطاء فوق جسدها ثم خرجت خلف محمد الواقف يرتعد من الداخل ويتوعد لاخيه .. فقالت وجد بحزن شديد
- انا عاوزه الحاجات دي ضروري من الصيدليه ..

خطف سليم الورقه على عجل: هنزل اجيبهم
وجد بسرعه: لا استنى ياسليم محدش هيرضى يدهولك
صرخت ثريا بصوت عال: بتى مالها ماتنطجوووا !
تبادلا كلا من محمد ووجد النظرات بأسف ثم اخترق احتشادهم ليسحب اخيه خلفه بقوة
- عاوزك !

واصلت وجد حديثها: سليم خلى نورا تروح معاك وانا امضتى على الورقه لان الحاجات دى مش بتخرج غير باذن دكتور .. ابقي خدى البطاقه معاكى يانورا ..
هتفت ثريا بخوف: انا هتصل بالاسعاف تاخد بتى .. لا انتوا اكيد عملتوا فيها حاجه !
وجد باسف: ماينفعش ياخاله تروح مستشفى ..
اتسعت عيون الجميع اثر جملة وجد الاخيره مما جعلهم يتسائلون فيما بينهم .. فجهرت يسر قائله
- هو مجدي عمل فيها ايه .. انا من الصبح سامعه صوت ضرب ودوشه وكنت مكدبه ودانى .. اخوك عمل فى اختى ايه ياسليم ..
نظر سليم لوجد باتساؤل فاطرقت بخجل ثم تركتهم ودخلت مره ثانيه الغرفه قائله
- نورا بسرعه لو سمحتى ..

تدخل عماد ليجذب الورقه من سليم: هنزل انا معاها .. يلاا
على جانت اخر يقف مجدى ومحمد الذي ينهره بقوه
- اي حيوان فين عقلك يامتعلم .. عملتلك اي عشان تعمل فيها كده .. -ثم همس قائلا - البت بتموت جوه ولو روحنا مستشفى انت اللي هتروح في ستين داهيه بالللى عملته ..
مجدى بحزن بالغ: اوعى من وشي يامحمد خلينى اروح اشوفها ..

اوقفه محمد رغم عنه: اقف هنا وكلمنى ماينفعش تشوفها .. عارف وجد قالت ايه .. قالت انها جالها نزيف مش عارفين نوقفه .. -ثم جز على اسنان بنفاذ صبر- دخله بلدى يامجدى هي حصلت يامتعلم ! جدك له 28 سنه بيحارب اهل البلد من جهلهم وتخلفهم وانت تيجى بمنتهى الافتري تعمل كده ..
تعالت انفاس مجدي باغتياظ وغضب مردفا: هقتله .. لازم اقتله ..
دخل سليم الغرفه بهدوء فاشارت له وجد بهمس ان ينصرف ولكنه تجاهل اشاراتها وهو يقفل الباب خلفها .. كانت تجلس بجوار صفوه لتطيب باقى جروحها وكدمات جسدها ثم اقترب منها سليم ليسحبها عند النافذه متسائلا
- حصل ايه .. مجدي عمل فيها ايه ..

اقتضبت ملاحمها بضيق: روح اسال اخوك ..
- وجد .. انا بسألك !
تأوهت  صفوة اثر الامها المبرحه وهى تهذى بعبارات غير مفهومه .. نظرت لها وجد بشفقه ثن اردفت
- مكنتش مفكراكم كده .. شكلكم ممثلين على الناس صورة الحق والعدل وانت فى الاصل ورق
هزها سليم بعنف قائلا بصوت مكتوم: اتعدلى ياوجد ..وفهمينى
- اخوك ياستاذ استقوى على مراته لحد ماانت شايف وصلها لاايه .. روح اساله عمل كده ليه وسيبنى اشوف الغلبانه اللي بتموت دي ..
ثم تركتها وعادت تطيب جروح صفوة مره اخرى متجاهله وجوده تماما .. نفخ سليم بنفاذ صبر ثم خرج لهم فلم يجد الا محمد ويسرالتى تسبح فى بحر دموعها وخوفها على اختها وعفاف التى تندب حظها
- هما راحو فين !

محمد باستسلام وهو يضرب كف على الاخر: ثريا راحت تبلغ عن اخوك لانها سمعتنى وانا عتكلم معاه ف المصيبه اللي عملها
سليم جذب اخيه متسائلا: عشان ضربها ؟!
محمد ساخرا: ياريت تيجى على الضرب .. ربنا يسترها ..
- اخوك فين دلوق ..
- معرفش .. قال هقتله هقتله وجرى ..
سليم بدهشه: وانت كيف تسيبه يابنى ادم ...
زاحه محمد من طريقه: اوعى اشوف اللي بين الحيا والموت دى .. يعمل اللي عاوزه بقي.

فى الصيدليه
بعد محاولات مع صاحب الصيدليه اخيرا اخرج الادويه والمستلزمات الطبيه .. زفر عماد باختناق
- مش كنا جبناهم من المستشفى اسهل !
نورا وهى تتابع قراءه الادويه: ماينفعش الموضوع هيكبر وهندخل ف س و ج .. عشان مجدي مايروح فى حوارات ..
هتف عماد باختناق وصوت متوعد: بس صفوة تقوم بالسلامه والله ما حد هيربيه غيري .. واصلا يستاهل كل اللي هيحصله
نورا بهدوء: سليمه ان شاء الله .. كله بيعدي ..

هتف الصيدلانى قائلا: الدواء التالت والخامس مش متوافرين فى الفرع حاليا .. ممكن تسألوا فى صيدليه الدكتور (___) وبالورقه دي محدش هيعارض معاك
خطف عماد مفاتيح سيارته بسرعه وهو ياخذ الورقه من الصيدلانى
- خليكى يانورا هجيبه انا .. وانت اتاكدى من الادويه على ماجى
- طيب مااجى معاك ياعماد ..
- ملهووش لزوووم .. فالسريع هجيبه انا ..

اتسعت عين وجد وزادت ضربات قلبها وهى تنظر لمحمد بخوف
-دكتور محمد .. لازم تروح مستشفى .. النزيف مابيوقفش ...
ظل محمد يتحسس نبض معصمها بعنايه
- حتى نبضها ضعيف جدا
- والعمل دلوقت !
في مخفر الشرطه
هتفت عفاف للعسكرى
- عاوز اعمل محضر يابيه ..
العكسري بتكاسل: فى مين ياامى .. خلصينا ..

اخذت ثريا نفسا بتثاقل وهى تجلس امام: فى مجدي عادل الهواري .. بضرب واغتصاب بتى ..
اعتدل العكسري من مكانه باهتمام وهو يتأكد من الاسم .. فنادى سريعا على عسكري اخر قائلا
- خد الحجه عند البيه جوه يابنى يلا بسرعه
وبعد ماانصرفت من امامه خرج هاتفه ليجرى مكالمه هاتفا
- ليك عندى خبر بمليون جنيه ياادهم بيه .. حبايبك واحد منيهم هيينام عالتخشيبه الليله ..

فى قصر العتامنه
ورد بيأس: انت هتفضلى تنوحى اكده كتير ياما ! ما بزياداكى عااد ..
اكملت كوثر نواح وصراخ لم يتوقف لدقيقه .. اقتحمت ام ادهم مجلسهم بشماته وهى تتمايل امامهما
- خليها تنوح على خيبيتها وخيبه بتها اللي جابت لنا العار ..
ورد بضيق: وجد معملتش حاجه غلط ولا حرام دى اتجوزت على سنة الله ورسوله
لاحت ناديه بكفيها مع ارتفاع لحن صوتها
- على صوتك كمان وكمان يابت سالم .. ماانت زي اختك تلاقيكى مدوراها .. الحمد لله ياربي مخلفتش بنات وعفتنا من الغلب دا .. يلاا جاتها نيله اللي عاوزه الخلف بأشكالكم دى ..

ورد باشمئزاز وهى تتحرك لتفتح الباب الذي دق جرسه: انا مش هرد عليك
ناديه بسخريه: ماهو دا الناقص تردى ..! استر ولايانا يارب ! ياترى مين اللي جاي عشان يكمل شماته فينا !
فتحت ورد الباب ففوجئت بالنقيب يوسف يقف هائما امامها مردفا
- والله كان قلبى حاسس ان الورد بنفسه اللي هيفتح لى الباب
ورد باستغراب: افنننندم .. انت عاوز اي تانى !
- جاى اعاين !

- تعاين ايه مش خلصنا !
القى نظره خاطفه عليها من اعلى حتى قدمها قائلا
- جاى اعاين قلبى وقع فى اي حته بالظبط ..
امتعضت ملامحها وعبث وجهها وهى تجهر بقوه
- نعممممممممممممممممممممممممممم !
اعتدل يوسف فى جلسته محمحا وهو ينادى على العسكرى
- خش فتش يابنى لما نشوف اخرتها ..

ورد باستغراب: يفتش على ايه !
شد جرار جاكته الجلدى بوقار قائلا بغمز: هو انا مش لسه قايل قلبى ولا القمر نسى!

- ااووووووف ياااعماد اتأخرت ليه بس ياربي !
خرجت من الصيدليه كى يلتقط هاتفها شبكه محاوله الاتصال به وهى تلتف حولها بقلق حتى اتاها صوت تلعنه دوما وترتعد لسماعه قائلا
- واخيرا الاميره خرجت من قصرها ... وحشتينى يانور قلبي...

ياليت كل الاخطاء تُغفر .. وياليت الغائب يعود وياليتنا نقع على اناسيٍ لا يريدون سوانا وليتنى كل ما تتمنى وياليتك ما كنت كل التمنى .. -

هناك اشخاص نتمنى ان الا ترى العين غيرهم وهناك اشخاص ياليتهم ما خُلقوا .. تسارعت دقات قلبها على ثرثره صوته الغير مرغوب .. فاستدارت نورا اليه بقلق يحتلها ببطء
- انت عاوز منى ايييييييه .. واى اللي رجعك اصلا !
رجل متوسط الطول لديحه لحيه غريبه عباره عن شارب يتدلى على ذقنه ليحيط شفتيه .. فاردف قائلا هو يشير على قلبه
- اعمل ايه فى دا اللي ما دقش غير ليكى ! وعنده استعداد يمشي وراكى الدنيا كلها عشان تغفرى له ..

ابتعدت عنه بتلقائيه فعطر قربه كحبل مشنقه لا يطوق الا حول قلبها قائله
- احسن تمشي من هنا والا مش هيحصل طيب ..
- ايه خايفه عليا من جوزك ! انا عارف كل حاجه وعارف انك اتغصبتى على الجوازه دي .. نورا انا جاى عشان نفتحوا صفحة جديده سوا ..
- قطعها .. ولا اقولك احرقها .. ومتظهرش قدامى تانى واتقى شرى احسن
- يعني مافيش امل الميه ترجع لمجاريها !
- ماكنش بينا ميه عشان ترجع يامحسن ... اقصر الشر وامشي ..

حاول محسن ان يمد يداه متعمدا لمس ذراعها وفى نفس اللحظه صفت سيارة عماد امامهم ونزل من سيارته الذي جن جنونه .. فدلف بسرعه منهالا على صدره بكل ثقله هاتفا
_ هو انت محدش قالك عيب تمد يدك على اللي مش ملكك ..
اختل اتزان محسن قليلا ثم عاد ليقف امامه بشموخ ونظرا لفرق القامه بينهما رفع محسن انظاره لاعلى جاهرا
- هما ولاد البلد بيسلموا على ضيوفهم كده !
جهر عماد: وهما ولاد البلد يتطاولوا على حريهما ... كان عاوز منك اى يانورا ..
نورا بارتباك: خلاص ياعماد محصلش حاجه .. هو هيمشي دلوقت ..

محسن وهو يتظاهر بالقوه: وان مامشتش !
عماد جهر غاضبا: يبقي ماتلومش غير نفسك !
اخرج محسن هاتفه ووجهه نحو عيون عماد قائلا بمكر
- اقر كده مش ده رقم مرتك بالتاريخ  محسن تعالى الحقنى من الجوازه المقرفه اللي وقعونى فيها دي .. انا لسه بحبك  ... هااا يامعالى المستشار اى قولتك ..
حك عماد ذقنه ووشه الذىاحمر بدماء الغضب فتظاهر بعدم التصديق قائلا
- والله ! والمفروض اصدقك ... دانا حتى مستخرس اسالها اذا كانت عملتها ولا لا .. لانى واثق فى مراتى وواثق فى نفسي وعارف اكفيها كيف مش زيك...
ثم اقترب منه بهيبته العظيمه متحديا
- من راايي تقصر الشر وتنسي انك عرفتها من الاصل .. ودا لمصلحتك ! مش يلا يانور مش فاضين لجلع الناس الفاضيه ..

 مساءا
الجميع فى شقه مجدى .. تحسنت حاله صفوة بعض الشيء فبعد معاناه اخيرا استطاعت وجد ومحمد التغلب على حالتها .. اردف سليم
- مش يلا ياوجد وتيجى بكره تشقرى عليها !
نظرت له بتحد ووجه مكتظم: هبات معاها .. ماينفعش اسيبها فى الحاله دى ..
جز سليم على فكيه قائلا بغضب: قولت يلا ياوجد .. كلهم معاها ونورا موجوده ولو فى حاجه هينادوكى !
كانت ماجده تراقب حديثهم وشيء ما بداخلها يحترق .. لم تعرف من اي جزء تتمسك به نيران الغيره لتشتعل فى باقى جسدها .. تمنت ان لو يناديها بتلك النبرة والعيون التى لا يعرف ما بها الي شخص قتله الشوق ..

جهرت ثريا قائله: ومين قالك انى هأمن على بتى معاكى .. مستغنين عن خدماتك اتقلعى من اهنه .. قدمك قدم شوووم ..
شرع سليم ان يتفوه ولكن سرعان ما تدخل محمد قائلا بعرفان
- لولا وجد كانت ماجده الله يرحمها .. بدل ما تقومى تحبى على راسها يامراة عمى ! تعبناكى ياوجد كتر خيرك .. خد مرتك ياسليم وانا ويسر قاعدين معاها ونورا كمان موجوده
زفر سليم باختناق: مش يلا ياووجد ..

قامت رغم عنها متأففه ثم سبقت خطاه تحت انظار الجميع التى تحرق ظهرها لحق سليم بخطاها الاشبه بالركض حتى وصلا الاثنين لبيتهما هاتفا بعصبيه
- انا لما اقول كلمه ماعتتسمعش ليه ... راسك الناشفه دي لو متعدلتش هكسرها ..
لاحت له بتجاهل وواصلت سيرها دون ان تجيبه مما اشعل النيران بداخله اكثر وركل الباب خلفه بقوه وهو يهجر بصوت قوى
- وكمان بتطنشينى ياوجد .. ليلتك مش فايته ..
كانت تخلع ملابسها بعشوائيه فزالت الحجاب وشرعت فى خلع عبائتها السوداء وهى تخرج له بعصبيه
- انت بتعلى صوتك ليه .. بقولك اى اطلع من راسي ياسليم مش ناقصاك ..

كان واقفا بظهره يرتشف بعض المياه فاستدار ليكمل ثورته قائلا
- شكلى دلعتك زياده ياوجد لح
ثم سقطت عيناها على قميصها القطنى الذى ترتديه باللون الازرق يصل لركبتها وفوقه عبائتها المفتوحه فوقفت المياه بحلقه فسعل مرات متتاليه مردفا
- وبعدين لو مدلعتكيش انا مين هيدلعك .. يخربيت الحلاوة ايه دا !
استغربت لتغير حاله المفاجئ: ماللللك !

استعاد سليم ثورته مره اخرى قائلا وهو يدنو منها
- فى جريمه وفى اهمال وفى انك اول ما فردتى ضلوعك فردتيهم عليّ ياوجد .. ومن النهارده هتشوفى وش تانى وسليم بتاع امبارح هيتغير .. عشان تفتحى ودانك تانى للرايح واللي جاى .. وبعدين انت ازاي متقوليلش انك لابسه القميص دا تحت العبايه دانت ليتلك زرقه ...
قفلت عبائتها سريعا بعد ما فهمت مغزي كلماته مردفه بتحذير
- انسي .. اخرك هتنام مكان ماانت واقف ... وبعدين انت بتغير الموضوع ليه ..
حك سليم ذقنه بتلقائيه وهو يتأمل ما فشلت العباءه فى ستره
- منا كنت واخد بالى اننا بنتخانق بس حقيقي مش لاقي السبب !

تقف امامه على بعد متر تريد ان تخلق معه اي شِجار
- اووووووووف .. الكلام معاك حرام اصلا وتعب على الفاضي .. اصلا وجود يعصب اي حد .. كل حاجه عاوزها على مزاجك .. يمين ياوجد شمال ياوجد اقول امييين .. انت مفكر نفسك مين عشان تمشي كلامك عليا دانت حتى اتجوزتنى من غير ما تاخد رايي ...
تظاهر سليم بخلع شاله الموضوع على كتفيه ببرود وهو يتجاهل ثرثرتها التى لم تقترب من مسامعه من الاصل .. فجاة وفى لمح البصر رفع سليم ذراعيه لتجد شاله يطوق خصرها ويجذبها بكلتا يديه اليه بقوة مما جعلها تفزع لفعله الغير متوقع .. اصبحت فى ظرف ثانيه بخدعه منه تحت حصاره ورحمته ووجدت كفيها الاثنين مستدان على صدره بتلقائيه قائله بفزع
- انت بتعمل ايييييييه !

غمز لها بطرف عينه ليقول
- اللي المفروض يتعمل .. هااااا احكى من زعلك !
قررت التحفظ علي قوتها فتلك المره لم تضعف ولم يهتز قرارها مهما بدا منه .. رفعت اسلحة التمرد
- انت عاوز ايه .. مش انا كوبري ياسليم ..
- وهو فى كوبري قمر كده بذمتك .. هتفردي وشك ولا افرده انا بطريقتى ..
ردت ساخره
- اااااه اللي هى بترقد بنات الناس زي مااخوك عمل مع مراته !

- دا حمار ! مايعرفش ان كله على الهادى طعمه احلى ..
قاومت ثغرها بصعوبه كى يتماسك ولم يطلق ضحكه تفضحها .. تغنجت امامه محاوله التخلص من حصاره شاله قائله
- انا عاوزه انام ياسليم تعبانه .. اقولك مسامحه فى ليلتى المره دى روح شوف ماجده عينها منزلتش من عليك اليوم كله
- وواضح ان مش ماجده بس اللي عينها مانزلتش .. انت كمان كنتى مركزه جامده .. الا انت كنت مركزه ف شغلك ولا فى ماجده اللي منزلتش عينيها من على !
ضربته على صدره بقوه: معندكش دم ... وبعدين متغيرش موضوعنا ..
- انه واحد مش فاكر ..
- سلييييييييييييييييييييييييييييييييييييييم !

- قلب وعمر سليم كلهم ليكى لوحدك .. وبعدين ايه اللي عند رقبتك دا !
وضعت اصابعه على مايشير اليه مردفه بتساؤل: ايه اللي عليها .. مافيش حاجه !
تأفف سليم بضيق مصطنع قائلا: وانت يعنى شايفه حاجه انا اللي شايف ... استنى متتحركيش اما نشوف ايه دا ...
انحنى قليلا على رقبتها مرتسم معالم الاهتمام والجديه .. وبخفه جعلتها تصمد مكانها مد يده من اسفل عبائتها ليطوق خصرها يلصقها به وهو يستنشق عبيرها بهيام قائلا
- حسيتها بتنادى عليا .. فلبيت ياوجد ..

استمر فى تقبيلها بحب وشوق ليخضعها تحت تأثيره اكثر .. كل ما به يريدها .. بها ومعها يتناسي همومه واحزانه .. هى دواء كل سقم بجوفه .. ظل يرتشف من رحيق قربها كما يتراءى لهواه .. اختلس بعض الدقائق خارج نطاق اى زمن واى مكان .. رفع رأسه مبتعدا عنها قليلا ليطيل النظر في عينيها .. ظلت ترمقه بعيون مستشرقه لامعه .. انفجرا الاثنين يضحكان على تبدل حالهم المفاجئ ولكن تلك المره وقفت هى علي طراطيف قدمها وطوقت عنقه بحب ملتهه ثغره لتكمل ما بده هو .. كأنه يعرف ازرار تشغيلها فبضغطه واحده تتشكل على هواه حتى تصبح له وبه ومنه ..

واخيرا شعر سليم بارتياح فؤاده .. فاليوم سيروى تربته التى جفت من قسوة البعد ..ظل ذائبا فى مياه حبه الا ان اتاه صوت قرع قوى على الباب
- الحق ياسليم بيه ... البيمهندس مجدي عمل حادثه على الطريق ...
بعد سليم عنها قائلا باختناق ونفاذ صبر
- تصدقى انى بدات اتاكد ان الجوازه دى منظوره .. خشي اوضتك ياوجد

- تمام تمام يادهم .. بكره هقابلك .. اقفل بقي ..
همست ماجده جملتها وهى تحاول التخلص من مكالمه ادهم الغريبه .. التى اصر فيها على مقابلتها ...
يسر بتساؤل: مين اللي هتقابليه بكره دا ياماجده !
ماجده بارتباك: هاااا لا مافيش .. انت اللي سمعتى غلط ..
نظرت لها يسر بعدم تصديق
- مش مرتحالك ياماجده والله

فى صباح اليوم التالى
يقف امام بوابه القصر السياره التى يقودها سليم بها الاخوة الاربعه سويا .. فتح لهم الخفير باب البوابه مهللا
- الف حمد لله على سلامتك يامجدي بيه .. ربنا يبعد عنك كل شر !
- ربنا يخليك ياراجل ياطيب !
دخل سليم القصر وهو يخفى الغضب بجوفه .. فاردف مجدي قائلا
- عملت اي فى العربيه ياسليم !
سليم متأففا.

- هكون عملت ايه يامجدى .. العربيه كل اللي اتكسر فيها الفانوس ياروح امك وانت زي القرد اهو حايلله رجلك اللي اتكسرت .. اومال حادثه واتلمت اهل البلد ومعرفش اي .. دانا قولت هاجى القاك سايح فى دمك...
- اعوذ بالله اي الشر دا ! مالك مش طايق حد من امبارح ... - ثم وجهه حديثه الي محمد - صفوة اخبارها اييييه !
استدار اليه محمد الذي يجلس بالمقعد الامامى
- يومين وهتبقي زى الفل متقلقش .. انت بس اللي اتغبيت شويه .. وبعدين لازما تشكر مراة سليم لولاها كانت هتبقي مصيبه ...

عماد بشماته وهو يضربه على كتف: صح حماتك قدمت فيك بلاغ ومش بعيد الحكومه تيجى تاخدك من وسطينا دلوقت ..
مجدى باختناق: كانت ناقصاها الوليه دي هى كمان !
عماد بضجر: ادينى سبب واحد يستدعى انك تعمل فى مرتك كده ... عقلك راح فين ياعاقل يابتاع الحكم والمواعظ ..
تبدلت ملامح مجدى قائلا: متشغلش بالك .. انا هخلص كل حاجه ومش هرحمه .. المهم عندى صفوة تسامحنى !
محمد بسخريه: بتحلم دى صفوة وامها واخواتها لو عتروا فيك هيعملوا منك شرايح يدرسونا عليها فى الكليه !
مجدى بندم: انا معرفش عملت كده ازاى .. والله ما كنت فى وعيي .. يارب سامحنى يارب ...

شرع الاخوه ان يتدلوا من السياره .. ساعد محمد اخيه مجدى المستند على عكازه فى النزول .. تفرقا كل منهما الى منزل ماعدا مجدى وصله محمد للقصر الكبير يجلس فى مكتب جده ..
سليم متوعدا: طيب ياوجد ايامك مش فايته معاي !
وصل سليم نحو منزله فوجد الجناينى يسقى الزرع فسأله
- هو انا مش منبه محدش يجي اهنه طالما ست وجد لحالها
الجنايني: والله يابيه انا لقيت الست هانم راحت البيت الكبير قولت اقضي مصلحه على السريع ..
سليم بياس وهو يقلد نبرة صوته: لقيت الست هانم راحت على البيت الكبير ..هى جوازة مربره انا عارف ...

زاحت وجد ستائر الغرفه بثغر مبتسم
- على فكره بقيتى احسن دلوقت .. كفايه نوم ..
ذهلت صفوة لوجود وجد بجانبها فردد باستغراب خى تتأوه: انت مين سمحلك تيجى هنا !
قضبت وجد حاجبيها وهى تحضر لها كوب العصير
- لو وجودى مضايقك همشي خلاص ..
شعرت صفوة بتأنيب الضمير فحاولت تبرر ردها الجاف
- قصدى امى واخواتى فينهم وانا نايمه من امتى واي اللي حصلى ..

مدت لها وجد كوب العصير بعدما اتاكد من نسبه المحاليل المعلقه بيدها ثم اردفت بلطف
- ياستى الساعه يادوب 6 والاغلبيه نايم .. ونورا فتحتلى وراحت تشوف جوزها ... وانت عارفه بقي بحكم شغلنا مابعرفش ننام وفى حد تعبان ولا ايييه !
كانت طريقه وجد التى تتحدث بها مع صفوة كأنهم اصحاب منذ عمر .. كانت تتحدث بعفويه وبدون فارق او تجمل حتى تعجبت صفوه من تلقائييتها ...
- هو اي اللي حصلى .. وبعدين انا حاسه جسمى كله مكسر ليييييه واى الجبس ده !

وجد باستغراب: انت فعلا مش فاكره !
حاولت صفوة ان تستعيد ذاكرتها شيئا فشيئا بدات بقبله مجدى وانتهت بتمزيق ملابسها التى انسكبت خلفها دموع وجع لا تنتهى .. ربتت وجد على كتفها
- انت كويسه والله .. اهدى ...
دخلت ماجده باغتياظ: خلاص مش اطمنتى عليها .. قاعده ليييه هنا !
ابتسمت لها وجد بهدوء: خلاص اصلا كنت مستنيه نورا بس اقولها على العلاج وماشيه .. معلش استحملينى الخمس دقايق دوول ...
غلت الدماء بداخل عروق ماجده اكثر فترجمه عفويه وجد على انها انتصار وتعالى .. وسخريه من هزيمتها .. تركت الغرفه وهى تحترق من الداخل ..

كوب من اللبن بيد عفاف خارجه به من مطبخ شقه صفوة متجهه نحو الصالون .. قائله باهتمام ليسر
- خدى يابتى اشربي .. حبلى ولازمًا تتغذى ...
لمعت عيون يسر لاهتمام امها المفاجئ فقامت واحتضنتها بامتنان
- والله انت اعظم ام فى الدنيا .. من يد مانتحرمش ياست الكل ...
ثريا بابتسامه مصطنعه: اومال جوزك لسه مجاش ..
يسر: لا جيه بس كلهم متجمعين مع حماتى تحت حبت تفطرهم بنفسها .. وكمان حادثه مجدى جات سليمه ..

ثريا بغضب: جاااه قصف رقبته ... نفد من الحادثه بس لسه مشافش انا هعمل له ايييييه ...
يسر بعفويه وهى ترشف كوب الحليب: مااحنا بردو محدش يعرف السبب الحقيقي اللي خلى مجدي يعمل كده وبعدين ماانت عارفه صفوة وحركاتها تلاقيها هى اللي عصبته ...
اشعه الشر تنبعث من عيون ثريا قائله
- اشربي ياحبيبتى .. اشربى

بعد مرور عده ساعات يتمشى حيدر بصحبه المحامى وادهم وحسن فى النيابه العامه .. فهتف المحامى قائلا
- انا عرفت اخرجه بكفاله بس دا مايمنعش انهم لما يطلبوه فى اي وقت تحضر ..
حيدر بامتنان: متشكرين يامتر .. ربنا يباركلك ..
ادهم بعرفان يدخل يده فى سترته ويخرج بعض الاموال: يلا مش خساره فيييك تستاهلهم ..
شكرهم المحامى ثم تركهم وغادر سريعا .. التف ادهم لعمه
- الحرب هتقوم ياعمى مش اقده !

- هتبقي مجزرررره .. واابقي قول عمى قال ...سيبلى العربيه عشان عاوزها واتصرف انت روح الحق بالمتر يروحك ..
نظر ادهم لحسن باستغراب فهتف: كيف الحديت دا ياعمى ..
اخذ حيدر من المفاتيح متجاهلا سؤاله وتركه هو ايضا وغادر
حسن بفضول: مش مرتاحله !
ادهم بتعجب: ولا انا وحياتك .. اقولك ايه عاوزك تقطره وتجيبلى خبره ...

فى السياره
جهر حيدر بنبره تهديديه: عظيم يمين تلاته ياثريا لو ما كنتى فى الفندق بعد ساعه لهتشوفى منى اللي عمرك ماشوفتيه ...
ثريا وهى تندس بالشرفه: ياحيدر البت عيانه ماينفعش
- ملعون ابو البت على اللي جابوها .. هى كلمه واحده ساعه والقاكى فى حضنى ياثريا والا...
تركها فى حيرتها وقلقها فهى ايضا تفيض له اشتياقا سقطت عينيها على ابتنها النائمه خلفها لتتذكر حالها وهو فتاه فى عامها الاربعه عشر ولم يختلف حالها عن حال ابنتها الراقده استفاقت من ذكرياتها
- لازما اروح .. هو حبيبى اللي باقيلى...
فى ذات اللحظه وصلت رساله لماجده على هاتفه
- مستنيكى فى مكانك .. متعوقيش
زفرت بحيره وهى تدعو: يااااااااااااااارب ..

- هو انا ممكن اعرف انت قاصد تتجاهلنى من الصبح ليييه .. عماد مالك
اردفت نورا سؤالها على اذان عماد الذي تغير حاله منذ حدث امس .. فرد عليها
- مخنوق شويه سيبك منى ...
نورا وقفت امامه بتحد: اي سيبك منى دى .. لا طبعا مستحيل .. اقف هنا وقول لى فيه ايه !
- الزفت ده كان عاوز منك اييييه ؟!
- انت اكيد مصدق انى مستحيل اعمل حاجه زي دى .. عماد انا لو باقيه عليه مكنتش اطلقت منه بعدها ب 3 شهور .. ولا اييه ..

زفر بارتياح ثم ارسل لها ابتسامه: خلاص حصل خير .. لوضايقك تانى قوليلى ..
- اكيد .. ماليش غيرك على فكره ..
ابتسما سويا بهدوء ثم فاجئته بقبله سريعه طبعتها على وجنته ثم فرت هاربه
- هحضرلك فطار .. ومتقولش عفاف فطرتنى يانورررا ...

لاحظت ماجده حركة امها اثناء خروجها من القصر .. مما جذب فضولها فى السير خلفها .. مستلقيه بعربيه اجره خلف امها القانطه فى سيارتها بصحبة السائق .. ظلت تتسائل كثيرا الي اين تذهب ولماذا كل ذلك الخوف يملاها .. وبعد مرور نصف ساعه صفت السيارتان امام فندق فى المركز .. مما اشعل نيران الشك بجوف ماجده اكثر .. دلفت ثريا من سيارتها وهى تأمر السائق
- ساعتين وتيجى تانى متعوقش
انتظرت ماجده دخول امها وبعد دقائق طلبت من السائق الا يغادر .. فتسللت خلفها كمرشد المخابرات ... وصلت عند الاستقبال تتسأل
- لو سمحت هى الست اللي لسه داخله دي رايحه فين !
الموظف: قصدك مين حضرتك ؟!

- اللي لابسه جلابيه سوده .. اسمها ثريا تقريبا مش كده !
الموظف: اااه اهه قصدك الست ثريا مراة حيدر بيه !
صاعق كهربي جلد قلب ماجده قائله
- ايه ... انت بتقول ايه !
- ايوه يافندم .. دى ست ثريا وحيدر بيه جوزها فوق اصله بيحب يدلعها دايما ويقضوا وقتهم هنا ..
شردت ماجده فى كلامه محاوله ان تتقبله او تترجمه لذهنها ففاقت على صوت الموظف
- اي خدمه حضرتك !
- هااا لا لا ..
ثم ارسلت رساله لادهم الذي لم يكف عن الرن وهى تخرج من الفندق تحت تاثير صدمتها
-  انا جايه حالا

احتشاد من عساكر الشرط امتليء بها قصر الهوارى ليجهر الظابط قائلا
- فين مجدي الهوارى ! مطلوووووووب القبض عليه فورا ..

اما فى الدور الثانى من البنايه الكبيره .. تتلوى يسر الجالسه بجوار اختها الراقده من كثرة الوجع الذي يخرط ظهرها ويقرضه على مهل .. فتعكز على بقايا قوتها نحو المرحاض .. لتخرج بعد عدة دقائق صارخه بفزع
- الحقينى ياصفوه شكلى بسقططط.

 

تااابع ◄