رواية أباطرة العشق ( عشق من نار ) ( عندما تعشق الفرسان ) الجزء الثالث عشر

 

 يتكئ سليم على مخدعه فى انتظار وجد التى لم تأت منذ ان حضر .. وهو ينفث دخان الغضب من داخله كصقر يتربص قدوم فريسته ..
- طيب ياوجد .. صبرك عليا ..
بعد انتظار دام اكثر من 5 ساعات قضي اغلبهم سابحا فى بحور نومه أتت وجد وهى تسير بخفه تخشي استيقاظه .. ففاجئها هو يفتح النور قائلا
- ما لسه بدررى !


وضعت كفها على صدرها بفزع: انت لسه صاحى !

وثب سليم من مكانه مدججا بالغضب وهو يقترب اليها
- من الساعه 6 لحد الضهر اهو بيأذن ماشوفتش وشك .. خير اللهم اجعلو خير اهل البيت رضيوا عليك خلاص ..
تأففت باختناق: ياسليم والله تعبانه ما قادره اتخانق .. خليها بعدين وسع من قدامى ..
قبض على رسغها باغتياظ: هو انت ايه اللي نازل عليكى مش قادره ووسع من قدامى ..

انفجر كبت جوفها متمثلا فى صورة دموع وانفاسها تخرج بتقاثل
- كنت عند مراة اخوك بطمن عليها .. ولما الشرطه جات عشان تاخد مجدي مهنش عليا اسيب امك لوحدها اي نعم سمت بدنى بكلامها وخلتنى اكره اليوم اللي عرفتك فيه .. بس دى مكانتش قادره تقف على رجلها وشغاله تبكى على مجدي وكل شويه تتصل بعماد .. وكمان امى واخواتى وحشونى قوى حاسه انى تايهه ياسليم .. وانت هنا سلطان زمانك جيت نمت والدنيا تولع بره ...

بادلها بنظر شفقه وهو يدنو منها
- طيب خلاص روقى .. كله هيتصلح والله وانا لسه مكلم عماد وقالى انه مش هيرجع غير ومجدي معاه .. وامى ياستى دي اغلب من الغلب بس هى مضايقه شويه اليومين دول ...استحمليها عاد
ثم مسك ذقنها بلطف ليداعبها قائلا: وبعدين انت فى الرصه دي كلها ماجبتيش سيرتى ليه ! انا كنت مستنى اسمى ولا انت خلاص هتبقي زى الحريم اللي اول ما تضمن وجود جوزها قدامها تطنشه لحد ماتطفشه فى عيشته .. لا بقولك اي انا لسه الشرع سامحلى باتنين كمان ! اتظبطى ..

بدى عليها الغيظ المصحوب بالذهول وهى تضربه برفق: والله انت رايق وفايق ...
رد عليها بمزاح وهو يستند بكفه على الحائط خلفها ليضعها تحت حصاره
- بقولك ايه انا مقويك على الكل هتيجى تستقوى عليا انا كمان هزعلك ..
تعمدت ان تنظر اليه بتحدٍ: متقدرش اصلا .. ووسع كده بس عشان النفس ..
رمقها بنظره تبدو عليها نشوة الحب وهو يحرر من حجابها
- تؤ مش هوسع وانسي ان رجلك تخطى عتبه الباب لشهر قدام ؟!

- هتحبسنى ولا ايييه ! مش انا اللي هياكل معايا الجو دا .. روح اعمل الشويتين دول على حد غيرى ..
ارتسم معالم الجديه يبدو انه سيتحدث فى موضوع اهم قائلا
- الا بالحق ياوجد .. هو قميص امبارح لسه قاعد ولا ...!
ركلته بقدمها فى ركبته باغتياظ وهى تزيح ذراعه الذى التف كالبستان حول خصرها مزهرا منه ابهج انواع الورد .. تأوهه سليم قليلا وهو يبتسم معلنا رايات التحدي
- احنا فينا من كده ياوجد !

لازالت مكبتة باصفاد عشقه التى لا تريد التحرر منها ابدا: ماانت اللي قليلا ادب ... وبعدين انا عاوزه لبس زهقت من العبايه اللي لابساها دى
- وانا والله زهقت منها .. الليله الدولاب ده هيتملى خلق (هدوم) وكله على ذوق ومزاج سليمم ..
ابتسمت كطفله طاوعها والدها على كل طلباتها قائله بمرح وهى تقبل خده المكسو بذقنه الكثيفه التى داعبت ثغرها بدلال
- انت احلى سليم فى الكون كله ...

- انت هتثبتينى ولا ايه ! مش انا اللي يضحك عليا ببوسه طيارى ..
ضغطت على شفتها طوليا وهى تنظر له بعيون ضيقه حتى جعلته يذوب فى سحر ملامحها ثم انحنت سريعا لتتحرر من تحت يده راكضه كطفلة مشاغبه .. بدا الغضب يحتل ملامحه مردفا بتوعد
- هتروحى منى فين يعنى !
شرعت ان تجيبه الا ان صوت احد الخفر يهتف من خارج جنتهم .. فاردف سليم
- والنبى لو هتولع بره ماهرد ولا افتح ..
وجد بجديه: لا روح شوف حصل ايه .. احسن امك تكون تعبت تانى ..
نظر لها بغضب يود ان يلتهمها: ما طبعا جايلك على الطبطابه انت !

فتح سليم الباب متأففا: جرى ايه ياخفير الغبره انت كمان ..
- ست نورا عاوزه ست وجد عتقولها ان الست الصغيره عيانه قوى .. خليها تلحقها !
ضرب سليم بكفه على الباب وينظر لها بالداخل وهو يقطم شفته بنفاذ صبر: ااه ماهى كملتتت ... بقيتى دكتورة العيله اتفضلى ياست الدكتوره لما نشوف اخرتها معاك ..

تناولت وجد حجابها سريعا وهى تكتم ضحكها نتيجه تصرفات سليم الساذجه الذى بدا الغضب يركض فوق معالم وجهه
- وبراحتك خالص اصلا انا ماشي ومش جاى غير فى الليل .. خلى الواحد يروح يشوفله مصلحه بدل المسرح اللي احنا فيه دا ..

- اتاخرتى ليه ياجميل .. ومال وشك شاحب اكده ؟!
تقف ماجده مستنده بظهرها على سيارة ادهم الفارهه .. دافنه وجهها بين كفيها تفرط ألما وذهولا .. فى مكان خالٍ من اي بشر كل ما يحوطهم زرع وجبل عالي اقصي يمينهم .. دنى ادهم منها اكثر مردفا
- مخنوقه قوى يا ادهم مش قادره ! هو اي اللي بيحصل دا ؟!
مسك ادهم كفيها برق وهو يكمل مسرحيته: احكى على طول احنا بردك صحاب وماينفعش نخبو حاجه على بعض ..
زفر بضيق وهى تنحنى بظهرها مستنده بذراعيها علي ركبتيها كأنها تتأكد من وجودهما قائلا بياس
- اقولك ايه بس .. حاسه انى تايهه .. معقوله كل دا يحصل  ! طب ليه .. امى انا متجوزه !

طُعم جديد القته ماجده امام ادهم الذي التفت اليها بكل جوارحه قائلا
- متجوزه ! متجوزه مين .. وازاى تتجوز وابوكى اصلا معارفنش اذا كان حى ولا ميت .. ماتفهمينى ياماجده ..
انفجرت صارخه بوجع وهى تجهش ببكاء عال .. مما جذب حواس ادهم ان يحتضنها بقوة ويربت على ظهرها بمكر تعالب: اهدى متعمليش فى نفسك اكده .. مافيش حاجه مستاهله ... اهددى...

ظلت تنتفض بين ذراعيه طويلا وهى تثرثر بكلمات غير مفهومه .. ظل ادهم يستذل من احتضانها اكثر يشعر بانتشاء رهيبه يحتله بجمالها الفتان الذي يلفت انظار الاعمى .. هدأت ماجده رويدا رويدا حتى استوعبت حجم المصيبه التى بها عندما وجدت نفسها بين ذراعى غريب يفترسها بلمساته التى لم تكتشف هدفها الاساسي .. ابتعدت عنه سريعا قائله
- انا اسفه ... انا لازم امشي ..

اوقفها ادهم سريعا مستغلا الفرصه التى سنحت له ليضعها تحت حصاره ويزيل الحجاب الموضوع بعشوائيه فوق رأسها ليستمتع برؤية ما يخفيه .. شعرت بربكه غير عاديه كل ما بها يرفضها .. ولكن شيطانها الاثيم اعلن رايه التعويض .. بدلا مما فُقد .. همست بخفوت
- ادهم فى اييه .. مالك ..
انحنى ليستشق عبير شعرها بانتشاء ثم اردف بهمس: انت جميله اوى ياماجده .. ماجده انا بحبك تتجوزينى ..

صاعق كهربى اقوى من الاخر لحق بها فجمد كل ما بها حتى جعله توقف فظنت انها لا تصلح للحياه .. واصل ادهم مكيدته فلم يعضيها فرصه للاعتراض فانهال على شفتيها بقبلات همجيه خاليه من اى ذرة شفقه يتبرئ منها الحب تماما فظلت خاضعه لها رغم ما بها من الم ونفور حتى ملاتها جمله سليم الاخيره التى كانت لها اشبه بشعاع نور يتشلها من عتمه فعل ادهم الندنئ الذي اوشك على الفوز بيه
- ماجده انت متأكده انك بتحبنى !

بكل ما اوتيت من ضعف دفعت ادهم بعيدا صارخه فى وجهه وهى تزيل دموعها التى اصطحبتها منذ لمسته الاولى
- انا مش عاوزه اعرفك تانى ... ابعددددد عنىىىىىىى ... ابعدددددددد
القت ماجده جملتها وسرعان ما فرت هاربه على وجهها كضاله التى تجهل مقصدها

- هو البيبى عمره اد ايه يايسر ..
اردفت وجد جملتها وهى تفحصها باهتمام شديد .. تتلوى يسر الما فى فراشها
- 40 يوم يادوب .. اتصلوا بمحمد خليه يجي ..
نورا ربتت على كفها بحنان: هتخضيه ليه بس خليه يشوف المستشفى اللي حالها متشقلب دى احنا كلنا جمبك ..
نظرت لها وجد بأسف ثم اخفضت نظرها مره اخرى ويبدو عليها معالم الحزن
- للاسف البيبى عمره صغير اوي وماقدرش يقاوم حركتك الزياده .. متزعليش ربنا يعوض عليكى .. هبعت اجيبلك دواء هيساعدك انه ينزل بسهوله ..

انفجرت يسر باكيه وهى تقول: والله مااتحركت ياوجد .. معرفش فى ايه وكنت صاحيه الصبح كويسه خالص ... ااااه مش قادره ..
التفت اليها وجد باهتمام:طيب كلتى حاجه ملوثه !
- لااا مشربتش غير لبن الصبح ومن ساعتها وانا حاسه روحى بتتسحب منى !
نظرت وجد لنورا باستغراب فبادلتها نورا نفس النظره ولكنها اكثر دهشه .. فاردفت نورا
- مين عملك اللبن ؟!

-  دى امى الصبح جابتهالى ومن ساعتها واللي حصلى .. اتصلى بمحمد يانورا عشان خاطرى ...
تجاهلت وجد ونورا طلبها وهما يفكران بشيء يشغلهم .. فاردفت وجد قائله
- نورا فى حقنه ممكن نسحب بيها دم هنا !
نورا باستغراب لطلب وجد فكرت لبرهه: ممكن مع صفوة دي فاتحه صيدليه جوه .. هشوف واجيلك .. بس ليه !
وجد بقلق محاوله اخفاؤه: معرفش بس عاوزه اتاكد من حاجه .. اصل اللي حصل ليسر مش طبيعى !

- شايف اخر تهورك ! عاجبك تنام فى التخشيبه النهارده ..
خرج عماد واخيه من مكتب الظابط فاردف جملته متأففا .. ارتكز مجدى على عكازه وهو يمشي ببطء مردفا
- ما خلااص يااعم .. ماانت طلعت محامى عقر اهو وخرجتنى !
عماد بنفاذ صبر: كان المفروض اسيبك تتربى والله .. فين العقل والحكمه بتاعتك ... يلا اتحرك امك صدعتنى من الصبح وبكره هتتعرض على النيابه ؟!
تأفف مجدى قائلا: ودى عاوزه منى اي كمان .. مش كفايه ولا اييه !
دفعه عماد باغتياظ: انت تمشي من هنا تروح تبوس ايدين ورجلين صفوة عشان تثبت عكس كلام امها ونخلصوا ...

ضحك مجدى متأوها وهو يمشي بتثاقل: دى مش بعيد تلفقلى تهم فوق تهم امها .. المهم عندى انى اصالحها والله ماعاوزه حاجه تانى .. مكنش قصدى اقسي عليها والله
- كسرت عضم البت ومكنش قصدك ! اومال لو كان قصدكككككك .. والله تستاهل كل اللي هيحصل فيك ..
نظرت على ساعة الحائط العالقه لتعرف الساعه
- مش كفايه عاد ياحيدر وسيبنى اروح !
كانت تتغنج فى حضنه كفتاه عشرينيه تمرح بقرب حبيبها .. فضمها حيدر اليه ليقول
- لسه ماشبعتش منك ياثريا .. ماخليكى الليله كمان !

- كان على عينى والله .. عندى حاجات مهمه لحد ما نتجمعوا العمر كله سوا ياضي عينى ..
نفث دخان سيجارته الذي انعقد فوقهم كسحابه سوداء قائلا
- ناويه على اييه !
ثريا بمكر: ناوي اقلبهم على بعضهم شكل سكة الدم مش هتاكل معاهم ..
اعتدل حيدر باهتتمام وهو يتحرك نحو الطاوله ليرتشف كأس من الخمر قائلا
- كيييف احكيلى ؟!
- امبارح عملت بلاغ للكل** ولد عفاف عشان يتربى .. والليله هوقع سليم ومحمد فى بعضهم .. اما عماد ده امره سهل ..

حيدر بفضول وهو يتجرع الكأس الاخر: ناويه على ايه رسينى عشان عاوزين خطه متخرش الميه .. العيله دى عمرها بقى محدود !
وثبت قائمه لتقترب منه وتحتضن ذراعه مترشفه كأس اخر
-  هقلبك الترابيزه عليهم .. وانت بقي قوم بالباقى لحد مانوصلوا للى عاوزينه ...
حيدر باهتمام: دانت تيجى تفهمينى بقي .. شكل الموضوع معشش جوه راسك ..

تجلس عفاف على دكه خشبيه امام القصر منتظر قدوم ابنتها تستمع للقران الكريم فى اذاعه الراديو بصوت ماهر العقيلى الذى اخضع جوارها اليه .. وصلت مجدى وهى تجر ماتبقي من روحها بتثاقل .. حتى توقفت امام عفاف بانكسار دون ان تتحدث وفى نفس اللحظه اخترق اذانها صوت الشيخ قائلا
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ [التحريم: 8]
ارتعد كل ساكن بجوفها .. اخترقها كالسهم نداء ربها اليها يحثها على التوبه والتقرب اليه .. شعرت ببروده شديده بجسدها احتلتها بدأت تشعر بثقل جفون عينيها وصوت ما يهمس بداخلها ويجذبها الي سجادة الصلاه .. فركضت سريعا للداخل كأنها وجدت ملاذها روحهها الذى تغيبت عنه كثيرا

انتهت وجد من اخذ عينة دم من يسر ثم نظرت لنورا قائله
- انا هنزل ادى حد من الخفر يروح المعمل يديهم اسم التحليل والعينه وانت خليكى جمبها ..
نورا بأمتنان: تعبناكى ياوجد انت من الضهر هنا معلش استحملينا ..
ابتسمت لها وجد بحب: احنا عيلة واحده يانورا متقوليش كده .. هسيبكم انا واى حاجه نادلى هى بقيت كويسه والبيبى هينزل لوحده يومين بس وهتبقي عال يايسر متقوليش .. هشوف سليم فين وبالليل هاجى اطمن عليها هى وصفوة ..

مسكت وجد عينه الدم والورقه التى بها اسم التحليل وتركت مجلسهم .. التفت نورا الي يسر قائله
- باين عليها طيبه قوى واحنا ظالمينها ..
يسر بعدم تصديق: دى حركات حربايه بتتلون على كل لون مكان شويه .. متاكلش معاك ..
نورا بدهشه: انت اتجننتى ! دى البت ضهرها وقف من وقفتها جمبك انت واختك من امبارح وهى مش مجبره خالص على كل ده على فكرة .. انت مالك اتغيرتى ليه..
تأوهت يسر قليلا ثم بسطت جسدها بتثاقل مردفه باختناق: طيب ياختى وسعى عاوزه انام مش قادره .. واوعى اسمعك تقولى كلامك العبيط ده قدام ماجده اختك .. اقفلى النور وراك !

نادت وجد على احد الخفر .. فركض نحوها احدهما قائلا
- تحت امرك يااست هااانم .. اومرينى !
- عاوزاك تروح المعمل اللي عند المستشفى وتديهم الورقه دي وعينه الدم دى وتطلب منهم التحليل فى اسرع وقت ... فاهمنى !
تناول الخفير ما بيدها بطاعه قائلا: مفهوم ياست هانم اى اوامر تانى ؟!
وجد بابتسامه شكر: متشكره .. هتعبك معلش ... اااه وتشوف التحليل هيطلع امتى وتروح تجيبه وتدهونى على طول
- مفهوم سعتكككك .. بعد اذنك ..

انصرف الخفير سريعا واستدارت وجد بجسدها نحو المنزل فخطر فى بالها ان تطئن على حال عفاف ولكنها خشيت ان تسُم بدنها كعادتها .. فواكبت السير نحو منزلها الا ان اتاها صوت السائق من الخلف
- ياست وجد ..
لفت لمصدر النداء باستغراب: فى حاجه ..
رجل يرتدي زي صعيدي وشال صوت فى منتصف الثلاثين جاهرا
- سليم بيه باعتلك الحاجات اللي فى العربيه .. وموصينى اديكى الكيس ده فى يدك وباقى الحاجات هسبقك وادخلها جوه .. اتفضلى ..

مسكت ما بيده باندهاش اذا بكيس فخم متوسط الحجم ثقيل بعض الشيء .. شرعت لتتفحص محتواه ولكن رساله سليم سبقت
 طبعا مش محتاج اقولك هتعملى ايه .. الساعه 7 هكون عندك .. طالبلك عشا معتبر هيوصلك 6ونص
تحول حالها وتلونت ملامحها بالوان الحب المبهجه وكل ما بها يبتسم ويزهر ويرفرف فوق سحب الحب .. فكل مره تيأس من عالمها تجد الامل عنده .. كان قادرا على انتزاعها من اشواك الحزن ببراعه وبرائحه المسك التى تطوقها .. فاقت من شرودها على صوت السائق
- انا وصلت عند الباب جنابك .. اى اوامر تانيه !
وجد بعرفان: هااااا لا متشكره ..

فى تلك اللحظه دخلت ثريا القصر حيث تجلس فى المقعد الخلفى .. فهدات سرعه السياره تدريجيا فامرت السائق ان يتوقف امام ما تقف وجد التى اصابت بشئ من الحنقه قائله فى سرها
- والله ما ناقصه عكننتك
دلفت ثريا من سيارتها وهى ترمقها بغضب قائله
- شايفه رجلك خدت على المكان ولا كأنك فى بيت اللي خلفوكى ياوجد ..
ابتسمت ببرود وهى تخفى ما بيدها خلف ظهرها قائله
- بس دا مش بيت اللي خلفونى لو مش واخده بالك .. دا بيتى ... ايوه بيت جوزى هو بيتى ولا عندك راي تانى !

- والله وقامتلك قومه يابت كوثر .. عموما اتقى شري
وجد بنفس الابتسامه: هو في مشكله مابينا انا مش واخده بالى منها حضرتك ..
- ايوه ايوه اتلونى كيف الحربايه واتمسكن .. بس عاوز اقولك انك مش مطوله فيها ... وحاجه اخيره ابعدى عن بناتى مش عاوزه لسانك يخاطب لسانهم ...
اصرت وجد ان تثير غضبها وتظهر امامها قويه كى تخشاها قائله
- والله انا بكون فى حضن جوزى وبناتك اللي بينادونى .. عموما اللي تأمري به عن اذنك عشان مش فاضيه ...
ثم تركتها فى بركان شرها الذي يتوق حتى اوشك على الانفجااار فاردفت وهو تشكل كفها كقمع
- طيب يابت كوثر .. ياويلك من اللي هتشوفيه منى !

رفعت ماجده رأسها بعد سجدة استمرت طوويلا وهى تروى الارض بمياه دموعها رافعه يديها للسماء واجهشت بالبكاء قائله
- انا اسفه .. انا اللي كنت بعيده عنك للدرجه اللي تخلينى استاهل كل اللي بيجرالى .. يارب انا مش عاوزه اي حاجه من دنيتى غير انك تسامحنى ووتقبلنى عندك من التوابين .. انا واحده حياتها كلها بتجرى ورا حاجه مش ليها .. برمى نفسي فى شخص مش شايفنى وكان الاولى اجيلك واسيب همومى كلها ليك .. كنت بعيده عنك للدرجه التى تخلينى استاهل كل اللي بيجرى فيا .. انا مش هعمل حاجه تزعلك من تانى بس انت سامحنى وابعد عنى كل شر ..

حتى سليم انا مابقتش عاوزاه خلاص اسعده مع الانسانه اللي اختارها يارب وعوض قلبى .. انا عارفه ان عوضك اغنى واغلى من الدنيا كلها .. انا واقفه على بابك ومستنيه عفوك .. ارحمنى وارحم قلبى عشان انا حاليا بقيت وحيده معنديش حد اشكيله غيرك .. ولا حبيب اتسند عليه ولا ام تطيب همى .. انا تعبانه قوووى نفسي اصرخ يمكن حد يحس بيا بس حتى دي كمان محدش هيسمعها غيرك .. انا اسفه يارب .. انا مش هبعد قلبي عنك تانى انا جيتلك بيه عشان تراضيه
اجهشت اكتر بالبكاء وهى تمسح دموعها لتواصل دعائها
- من النهارده هفوق لنفسى وهشتغل وبس .. حياتى كلها هتكون ليك ولشغلى اللي هيصبرنى لحد ما جى عندك لانك احن عليا من جبروت الدنيا اللي كلها طمع وصراع دي .. انا كرهتها وعاوزه اجيلك بأسرع وقت...

- وانت كمان ليك عين ترفعها فى وشي ..
اردفت ثريا جملتها وهى تقتحم القصر وخصيصا مجلس مجدى وامه .. فجهر مجدى قائلا
- ما عاش ولا كان اللي يكسر عينى .. وبعدين مالك يامراة عمى شاده حيلك علينا لييييييه ؟!
اقترب ثريا منهم لتقف مستنده على مقعد الانتريه الفخم قائله باغتياظ
- شوف شوف ماتقوم تضربنى احسن ياولد عفاف ..
عفاف باختناق: وده بدل ما جايه تتخانقى مع مجدى روحى شوفى بتك اللي سقطت وعتموت فوق مش ياختى خارجه وراجعانا قرب العشا !
اقتحم محمد مجلسهم انذاك وهو يستمع لاخر جمله اردفتها امه بذهول
- انت عتقولى اي ياما ... مين دي اللي سقطت !

التفتوا جميعا لمصدر صوت محمد الذي يرتدي ثوب الارهاق .. فركضت عفاف نحوه لتربت على كتفه
- ربنا يعوضك خير ياحبيبي
لازال محمد تحد سطو ذهوله: انتوا عتقولوا ايه .. مرتى فينها وكيف وامتى دا حصل !
عفاف بحزن: فوق فى شقة اخوك ياولدى .. روحلها طيب بخاطرها دي ياحبة عينى دمعتها مانشفتش ...
ركض محمد سريعا خارج القصر وهو يأكل خطاوى الارض حزنا .. فى حين لاحظ مجدى عدم تأثر ملامح ثريا لخبر ابنتها كأنها حقيقه على علم باثارها .. فادرفت
- من ساعه من وش الشوم مراة ولدك جات واحنا مش ملاحقين على المصايب ..

استند مجدى على عكازه جاهرا وهو يجحظ لثريا
- انا رايح اشوف مرتى يااما .. ومش عاوز حد يزعجناااا ..
جهرت ثريا قائله: رايح فين ! حد الله ماسيبك مع بتى دقيقه واحده..
مجدى بحزم: طيب لو عاوزه تشوفى وش مجدى الهواري وقت الغضب ابقي تعالى ياحماتى .. ثم صمت لبرهه يراقب شر عيناها المنعث:
- فوتك بعافيه يااما ..

وصل محمد لشقه مجدى مقتحم الغرفه الاخرى التى تقطن بها يسر متلهفا وهو يشعل اناره الغرفه صارخا بصوتها
- يسررررر ..
اعتدلت ف نومتها متذكره جيوش احزانها وهى تشكو له مر ما مرت به
- شوفت اللي حصل يامحمد .. انا اسفه ..
دنى منها كمشتاق عثر على حبيه للتو: طيب اهدى .. اهدي ..
يسر ببكاء: عاوزه اروح شقتى .. مش عاوزه اقعد هنا لوحدى تانى
نورا باستغراب وهى تقف على الباب مردفه
- والله انت واطيه بقا انا سايبه جوزى فوق لوحده وفى الاخر بتشتكى انك لوحدك ..
انحنى محمد بدون تفكير ليحمل زوجته بين يديه مغادرا شقه اخيه متجها الي شقته تحت انظار نورا التى دعت ربها
- هات العواقب سليمه يارب !

بمجرد ماانتهت من جملتها فوجئت بمجدى امامها قائلا بحزم
- اطلعى شوفى جوزك يانورا
نورا بخوف: مجدى انت هتعمل ايه تانى .. بقولك اي انا صدقت ماهديتها ونيمتها حرام عليك ..
مجدى بثبات: متقلقيش يانورا .. انا جاي اصلح اللي عملته .. مش هبوظ .. روحى شوفى جوزك ..
استسلمت نورا لطلب مجدى بقلق وهى تغادر منزله بتردد وخطوات بطيئه تخشي عاقبه تصرفها .. صعدت لاعلى نحو شقتها فوجدت المفتاح بالباب .. فتحت وكل مايشغل بالها حالة صفوة التى تركتها بمفردها .. دلفت نحو غرفتها فسمعت صوت المياه بداخل المرحاض توقف للحظه لتطرق على الباب قائله
- عماد انت جوه ..

لكنها لم تجد اى رد مما اثار دهشتها اكثر .. فعاودت الطرق مره اخرى
- عماااد ! انت هنااا ... اووووف ليكون نسي الحنفيه مفتوحه والميه قاطعه وهو كان قايلى هينزل يطمن على عمتى ...
عزمت نورا امرها على ان تفتح الباب .. اذًا بذراع تجذبها اليه بقوة والاخر يقفل باب المرحاض .. انخلع قلبها من مكانه محاوله استعياب فعله المفاجئ قائله بفزع
- انت مابتردش ليه ؟! مش تقول انك جووه !
سحبها عماد تحت المياه ليقول بنشوة حب
- ده من باب توقيع الزبون بس !

تكاد ان تفيق من صدمتها لتتفاجئ بجسده الذى تراه على حقيقته لاول مره خلف ستار ملابسه مما اثار فزعها وخوفها وارتعد قلبها من مكانه حد الانخلاع .. لم يمنح لها عماد الفرصه لتفر من بين يده فعزم على تدمير جدار الخجل بينهما بقبله طويله فقدتها وعيها .. ظل يتروى من شهد قربها حتى انهزمت كل اسلحة المنطق والعقل ورفعت رايه الحب ترفرف على قلوبها بامتلاكه لها الغير متوقع والذى دب بروحها روح جديده بنكهته التى بثها بجميع أراضي حواسها ...

صوت مفاتيحه دبت حياة اخرى تعشقها ب روحها .. سريعا لمت شعرها الطويل جنبا لترسل اخر نظرات على هيئتها بالمراة .. وتلتقط نفسا طويل وتخرج اليه كحوريات الجنه .. عدة خطاوى كانت كافيه ان تجعلتها امام عينها بفستانها الذى يبرز كل معالم انوثتها التى زلزلت كل ماهو ساكن به .. كانت ترتدى فستانا قصيرا جدا يصل منتصف فخذها باللون الاسود يجسدها مفاتين جسد ببراعه مع بعض لمسات الميك اب البسيطه قائله
- ايه رايك ...!

كانت طلتها بالنسبه له كعدة زجاجات من الخمر الذي اطاحت بعقله بعيدا
كانت طلتها بالنسبه له كعدة زجاجات من الخمر الذي اطاحت بعقله بعيدا .. خلع سليم شاله والقاه ارضا وهو هائما بكل تفصيله بها قائلا
- انا متوقعتش ان الفستان يكون حلو عليك اوى كده .. اى الحلاوة دى ياوجد خلعتى قلبى من مطرحه ..
تدللت امامه بخفه وهى تطيل النظر به قائله
- اييه هتفضل واقف مكانك كتير ..
لازال خاضعا تحت تاثير جمالها وهو يحدق النظر بها بعيون اسد يفكر من اين ينقض على فريسته فكل ما بها مغريا لتذوقه ..فاردف بشرود
- والمفروض انى اعمل ايييه ..

ضحكت بخجل من قوة نظراته اليها .. ثم اقتربت منه لتأخذ هاتفه وتشغل اغنيه رومانسيه نفس الاغنيه  وماله  لعمرو دياب ثم دارت لتضعه على الطاوله ووقفت امامه
- ايه مش هتقول لى نرقص ولا ايه ..
بلل سليم حلقه الذي جف من سحرها الذى خطف كل ما به اليه .. فبسط لها كفه بحب .. لمست كفه باناملها اولا حتى التهمه بنفس القوة التى ادخلها بها حضنه .. شرع الاثنين يتمايلان على كلمات الاغنيه وهما يذوبون فى بعضهما عشقا .. تركوا زمام الامر لاعينه تبوح عما تتريده القلوب .. لم يتحمل سليم مقاومة سحرها اكثر فأنحنى على عنقه يستنشق رائحه تاركا فوقه بعض لمسات عشقه وهو يحضنه اكثر فأكثر .. كان هناك صوت ينبع بداخلها.

ظلتت امرر انامله فوق ساحه جسده كأى اثبت لقلبى بأن قربه لم يعد وهما .. لاول مره اتذوق حلاوة اتنصار عجيب بعد اعوام من الركض ,, لاول مره اعى معنى بأن منطق الحب كالبحر كلاهما بلا منطق ..
ابتعدت عنه بعنوفان كجفنا العين اللذين لا يريدون الافتراق .. ممرره اناملها على ملامح وجهه التى تري بها ملاذها الوحيد الذي ينثر غرائر اللذه والسعاده بها .. مردفه بغزل
- انت قمر اوى النهارده على فكره ..
اسكت ثغره بقبله خفيفه ثم اردف بوله.

- مش مسموح لحد يتغزل النهارده غيري فى القمر اللي خطفته من السما واسرته لنفسي .. اقولك سر !
اصدرت انينا هادئا منتظره منه ان يواصل حديثه باهتمام شديد وكأنه لصوته عطر خاص .. ظل ينظر بعينها التى تفيض بالحب وتقضي على اسلحة قوته فبعض النساء لديها سطو قوى على انخلاع قلب الرجل من مكانه  ومحو كل ما مر بعمره ما احزان .. مردفا
- انا مكنتش احلم بيكى غير وانت فى حضنى .. ما طبيعى الواحد مايحلمش غير بمكانه اللى اتخلق عشانه ..
ذابت فى سحر كلماته كما يذوب الملح فى الماء او بالاصح اذابها سحر كلماته قائله بحنان
- سليم .. انا رميت العالم كله ورا ضهرى وجيتلك عشان ابقي معاك .. ولما لقيت معاك حياة ولذه انا محستهاش غير فى حضنك مستعده اقوم بدل الحرب عشره عشان مابعدش عنك ..

ثم تشبث بجلبابه اكثر: سليم انا بحبك وكل حاجه جوايا بتحبك ..
فاق من غيبوبته التى كانت سببها عيون امراه وقرب امراه وعشق امراه .. تذكرت كل غدده الصماء وظيفتها لتحطيم اسوار شوقه ..فعانقها بلهفه شديده حتى يكاد ان دقه قلبها اصبحت واحده كأنها تصدر من قلب واحد ..
انتهى عمرو دياب من غناؤه ولم تنه مشاعر الشوق بينهما .. بل اشتعلت اكثر .. همست وجد
- مش هتاكل ..
- فى حاجات اهم من الاكل
كانت اخر جمله تلفظ بها قبل ما ينحنى ويحملها على ذراعيه .. اطالت النظر بعينه طويلا وهى تتحسس ملامحه على تود ان تطبع على كل جزء منها قبلة سلام .. فضحكة مردفه وهو يتجه بها الي جنتهم
- مجنون !

- واللي يعرفك هيشوف عقل منين بس ..
وصل بها حيث مخدعه ليضعها برفق وهو يروى عيناه مما ظهر من معالمها التى يزهر منها الورد .. بااسطا جسده بجوارها قائلا بتنهيده عناء
- واخيررررا ..
ارتفعت دقات قلبها اكثر وهى تخضع لكل تصرفاته العذبه .. بينما عنه غاص فى سحرها كالطفل الصغير الذي نسي ان يكبر من فرط حنانها التى استقبلته به ..
يقترب منها كى يطفى شيء متوهج به غير مدرك بان قربها يشعل كل ما به طالبا المزيد من مياه حبها...

- والله يامحمد مااعرف ده حصل ازاى !فجاة لقيتنى فى حاله غير الحال
اردفت يسر جملتها وهى تجهش بالبكاء وتدفث راسها فى صدره .. فضمها محمد اليه
- الحمد لله على كل حال .. ملناش نصيب ..
- يعني خلاص على كده يامحمد .. مش هابقي ماما .. دانا كنت بعد فى الساعات واقول امتى امسكه
- خلاص يايسر .. ربنا يعوضنا انا واثق فى كرمه .. اهدى بس ..
- مش قادره يامحمد والله .. حاسه انى عاوزه اصرخ وكل حاجه جوايا بتوجعنى
- تعبانه تروحى مستشفى ! طمنينى عنك
- لا يامحمد انا عاوزاك جمبى بس ..
ضمها محمد اليه بين احضانه بعد ما اغلق اناره الغرفه لنيمها على ذراعه كطفلته الصغيره

- انا بقولك اطلع برررره مش طيقااااك يااخى ..
كل ما بها يؤلم كل ما بها ينفره ويصرخ باختفائه من امامها .. فزعت صفوة بجملتها عندما لمحته امامها يستند على عكازه ويجلس بجوارها
- صفوة ممكن نتكلم !
رردت ساخره
- اااه تلاقيك خايف تروح ف سين وجيم .. انسي يامجدى .. اول حاجه هعملها بكره هروح النيابه واثبت حاله .. وورينى هتطلع منها ازاى .. فما تحاوليش ترغى فى حوار خلصان .. لازم اشفى غليلى منك ومن اللي عملته .. منك لله ..

لم يتحمل حدة كلامها اكثر .. اغمض عينيه بوجع قائلا
- صفوة اسمعينى .. انا جاى اتكلم معاكى ونوصل لحل .. والاهم انك تسامحينى .. انا ظلمتك ووعد منى حقك هيرجعلك وزياده ..
اردفت بغل: حقى مش هاخدو غير منك يامجدى .. والموضوع منتهى ..
- منا معذور بردو ياصفوه
- دا عذر اقبح من ذنب ...
- طيب سيبك من كل حاجه وقوليلى الحيوان ده بيبتزك ليييه !
- وانا اش عرفنى .. وبعدين مالكش دعوة !

جز على اسنانه هاتفا
- ياصفوووة انجزى .. محدش هيجيبلك حقك من الزفت دا غيررى ..
صرخت بمراره وهى تتذكر توحشه الذى افتتك بها .. فصورته المريبه لم تفارق مخيلتها حتى الان فصرخت تلك المره قائله
- طلقنى يامجدى ...
نهرها قائلا: مش هطلق ياصفوة انسي ..
- يبقي هحبسك يامجدى .. وهخلعك وخليك راكب دماغك ..
- هو دا اخر ما عندك ..

فرت دمعه من طرف عينها: يااخى مش طايقاااك .. انت مابتحسش .. شوف يامجدى طلقنى بسكات ومن غير شوشره ومن بكره هسحب المحضر .. يااما هسجنك وهخلعك .. خليك جدع واحسن صورتك ولو بموقف واحد يااخى ..
اخفض مجدى نظره لبرهه محاولا كبت غضبه ثم اطرق قائلا
- هو دا اللي هيريحك ! تمام ! انت طالق ياصفوة...

نجوت من بحور الوجع بأعجوبه مستقليه سفينة الهواء ولم يع قلبي حينها  اذا اتبع الانسان هواه هوى  وانا هويت بكلى فوق قمة صخره فأطاحت بروحى بعيدا حتى اننى لم أجدها حتى الان.. -
- انت طالق ياصفوة ..
اخر جملة اردفها مجدى بعد حديثه مع صفوة التى اصابتها فى مقتل .. فهى لم تدرك انه يسنفذ مرادها بهذه السهوله .. كانت تنتظر منه ان يقاومها ويطيح بعاندها ارضا .. ارادت ان يكرر فعله الشنيع مره اخرى اهون من نطق كلمه من 4 حروف .. انسكبت دمعه من عينيها اثر لَجمته التى قصدت قلبها تحديدا مردفه بيأس وكبرياء مصطنع
- طلعت عاقل وفكرت ف مصلحتك ..

لُطخ وجهه بنيران الغضب المكبوته قائلا
- فكرك طاوعتك عشان عرضك المغري وانى خايف اتحبس ! لا ياصفوة انا طلقتك عشان غلطت وظلمتك وقسيت عليك ولازم اتعاقب زيي زيك بالظبط ويمكن اضعاف .. وعقابى هو بعدى عنك .. بعدى عن الانسانه اللي اتمنيتها من اول ماشوفتها وقلبها بعت رساله للسما وقال  يارب هى
ثم استند على عكازه بصعوبه ليقف امامها.

- مكنتش اتمنى خالص ان علاقتك توصل للحاله دى .. ياعالم القدر كاتبلنا ايه .. انا همشي نازل مصر وهجيبلك حقك تالت ومتلت من الكلب دا .. عشان يابت عمى اللي يرشك بالميه هرشه بالدم .. من النهارده انت حره وانا ماليش كلمه عليك .. ومش هطلب منك كمان تساميحنى لانى مستاهلش .. عاوزك تخلى بالك من نفسك ومتتردديش انك تلجأي لى فى محنتك .. مممم احممم مااحنا ولاد عم بردو ... هاخد حاجاتى وماشي .. اشوف وشك بخير ...

كل كلمه والاخرى كانت تخرط عينيها المًا .. كان بداخلها صوت يستغيث من جبروتها الذى اسر حنينها له بعيدا عن قلبها محكما الغلق حتى لا تتسرب قطراته من اي جزء فينكشف امرها ... ظلت ترمقه بنظرات نادمه وثغر انغلق على لسانها حتى لم تستطع ان توقفه وتناديه طالبه نظره وداع اخيره .. اليس من حقنا ان نلتقى قبل ان نفترق ولو لمره واحده التقط بها صورة فوتوغرافيه لملامحك التى تمنحى الحياه ..

وصل مجدى اعتاب الغرفه التى تقطن بها وهو يتحرك بخطوات سلحفيه فلم يقاوم قلبه ان يقف لبرهه ويلتفت اليها مشيعا اخر نظرات الوداع .. تجاهله كبرياء صفوه فدارت وبسطت جسدها بعيدا عنه خافيه وجهه بالوساده كى لا تضعف امامه فينهار ما تبقي من كرامتها ..
تلعثمت الكلمات بحلق مجدى فالقى على قلبها كلمه اخيرة قائلا بيأس
- صفووة .. انا بحبك
ثم تركها وترك بداخلها كلمه فجرت براكين اوجاعها التى لم تكف لوهله عن التأكل بجوفها .. ظل بكاؤها مكتوم حتى ضمنت خروجه من المنزل بمجرد قفل الباب .. فاجهشت ببكاء اشبه بالصراخ وهى تفيض قهرا

 صباحًا
 لا تزهر الارض الا اذا بكت السماء  من اروع الجُمل التى تبث الطمأنينه بجوفى كلما اشتد جفاف اليأس .. فمهما بلغت من ركض لابد اننى سأصل لموطنى مهما استغرقت من اعوام .. ومهما نشبت حروب فلابد من رايه سلام ترفرف على اراضيها يوما ما ..
ورده حمراء تتدلل على ملامح وجهها فتقبع اثار العطر فوقه .. استنشقت عبيرها بنوم عميق لترسم ابتسامه خفيفه قبل ان تغوص مره اخرى فى نومها يبدو ان ليلتها كانت شاقه مليئه بالارهاق الذى يجعلها تنام لايامٍ .. اقتضبت ملامح سليم بيأس قائلا
- لا وحياة امك انا مش جايبك هنا تنامى ... ! قومى لسه مشبعتش منك ...

صدرت وجد صوت مفعم بالنوم لتهذى قائله
- اقفل النور والنبى ياسليم !
وضع ذراعه فوق الوساده التى تنام عليها وظل يداعب شعرها بلطفٍ وبكفه الاخر يمرر الورده على معالمها هامسًا
- نقول صباحيه مباركه يااحلى عروسه شافها قلب سليم .. طيب بذمتك ينفع تسيبينى صاحى لوحدى كده .. ماتخلى عند دم وتقومى !
اتسعت ابتسامتها فتنحنحت بخفوت اثر النوم محاوله استجماع صوتها وترفع عيناها ببطء لتراه امامها .. بعد اعوام من الركض وصلت للنهايه وهى عيناه الاتى تستيقظ عليهما دائما .. فاردفت بحب
- صباح الحب ياحبيبي ..

انحنى ليضع قبلتين كل منهما فوق عينها كأنه اراد ان يتذوق شهدهم قائلا
- طيب بذمتك مش احلى صباح .. يلا قومى دانا محضرلك فطار بنفسي ..
- ياسيدى على الدلع .. اتعود طيب !
لم يكف عن مداعبه شعرها مردفا بحب
- هما اول اسبوع بس زي مابيقولوا وبعدين هرجع لجو سي السيد وامينه ..
انقلبت على جنبها الايمن الذى يؤدى الي مرمى انظارها مردفه بمزاح
- طيب اكدب علييييا !
ضحك بمرح وهو يتأملها باعجاب كأنها كل انتصارته مردفا
- حلمتى بيا ..

اجابت بتلقائيه: تؤؤ محلمتش ..
عقد سليم حاجبيه بامتعاض مصطنع: طيب اكدبى عليا ..!
تعمدت ان تحتضن كفه لتطبع عليه قبله طويله مردفه
- اللي بيحلم دا بيكون ناسي ف قلبه بيفكره بحبيبه .. اما انا مابنساش لانك معايا وفى بالى وفى قلبى ومع كل اغنيه بشوفك انت ..
مرر انامله على ملامح وجهها بلطف قائلا
- شكلك كان حلو اوى امبارح لما جيت اترميتى فى حضنى ونمتى .. كنت بتفرج عليكى وبحفظ ملامحك المرة ده بقلبى .. انا معاك نسيت كل الحروب اللى قومتها عشانك.

نظرت فى عيناه بنشوة حب تغمرها
- عارف ياسليم احلى حاجه فيك ايه .. عمرك ما فرضت عليا ابقي راجل ومدلعش واحارب كل الهجمات لوحدى .. عمرك ماقولت لى متتكلميش مع دا ومتبصيش على دا ولا البسي ايه ولا متلبسيش ايه .. اسمح لى اعترفلك انك غرقتنى فيك بذكاء .. كنت دايما تملأنى بيك وتسيبنى اواجه بشاعه العالم لوحدى مع انى وقتها كنت اشوفه جنه .. كل مره كنا نتقابل فيها كنت بحرافيه قادر تخرج كل الحب والشوق من جوايا شكلتينى على ايدك لحد مابقينا واحد وفى نفس الوقت حافظت على شخصيتى وكرامتى وقويتنى .. انا اول مره احس انى مطمنه امبارح ..

قبل اناملها بحب وهو يستمع لها باهتمام فواصلت حديثها بعدما تلون وجهها بدماء الخجل قائله
- عارفه ان علاقتنا كان فيها تجاوزات كتير قبل الجواز وللاسف مكنتش بتحكم فى نفسى انى استغل اى لحظه اقابلك فيها .. بس كل ده مايساوش شعور ذره واحده ولمسه واحده منك فى حلال ربنا يانور قلبى .. حسيت انى ملكت الدنيا كلها .. حسيت انى لاول مره احس انى عايشه ياسليم .. انا معاك حسيت بحاجات كتير مش عارفه اوصفها غير انى كنت طايره ..
ضمها الي صدره بحب وهو يداعب كتفها باصابعه قائلا
- ماكنش ينفع تكونى لحد غيري .. وعشانك مستعد احارب جيش كامل لوحدى ..

- وانا مش هسيبك تحارب عشانى .. انت هتحارب بيا لانى هكونلك جيشك الوحيد ياسليم ..
ظلت فى حضنه طويلا فى صمت تام لم يتغتصبه الا الحان قلوبهم المتوهجه بالحب .. سالته بفضول
- هى الساعه كام دلوقت ..
- دلوقت ياستى 6 بالظبط ... ويلا قومى نفطر عشان انا نسيت اصلا انى محضر اكل بره ولا تحبى اجيبه هنا !
ابتسمت بمرح وهى تنهض: لا هنقوم يلا ...
اعتدلت وجد كى تنهض من مكانها وبمجرد كشف الغطاء ماترتديه اشتعلت نيران حبه اكثر ليجذبها بقوة اليه كانه للتو تذكر اهم مهامه وهى الارتواء منها حد التشبع ...

تقف فى المطبخ تعد قهوتهما مع صوت فيروز الذي يزهر اى صباح مع مقططفات سريعه تمر على ذكرياتها من ليله امس .. استندت على منضده المطبخ بثغر باسم مردفه بنبره لوم
- ماكانش ينفع خالص يانورا تتصرفى كده .. دلوقت يقول عليا اييه ! ولا اودى وشى منه فين !
فاقت على رائحه القهوة التى فارت وانسكبت على البوتجاز فضربت الارض بقدميها باغتياظ
- اووووووف ياربي .. كده هعمل غيرها ..!

انشغلت فى اعتداد القهوة من جديد شارده مع كلمات فيروز العذبه ففوجئت به يحتضنها قائلا
- هو مش المفروض انا اللي احضر القهوة دي والفطار كمان ومعاليك تقعدى ملكه والاكل يجيلك لحد عندك !
كان يحدثها كالسكران فى كأس حبها يحارب الم الحب ولوعة الغرام باحتضانه لها .. انتفضت نورا لهجومه المفاجئ واكتسي وجهها بستار الخجل اكثر مردده بارتباك
- عماد ! انت صحيت امتى !

كان يقف خلفها بصدر عارٍ لا يرتدى الا بنطال فضفاض ويطوقها بعضلات جسمه البارزه التى رجت كل ساكن بها .. فاكمل عماد بنفس النبره
- زعلانه انى صحيت ولا زعلانه انى اتاخرت عليك !
- اححممم هااا .. لا ابدًا بس اصلو .. بص يعني ماينفعش وقفتنا كده .. هجيب القهوة واجيلك ..
- انت ايدك ساقعه كده لييه !
ثم ابتعد عنها قليلا ليديرها نحوه قائلا بتساؤل
- نورا انت لسه بتتكسفى منى !
شعرت بقلبها يضرب بجدار صدرها اكثر فاطرقت بخجل مردفه
- عماد لو سمحت !

ابتسم بحيره ثم اراد ان ينزع ستار الخجل: مع انك كنتى واحده تانيه خالص امبارح !
دفعته بكل مااوتيت من صدمه نتيجه جراءه كلماته قائله: عماد لو سمحت انا ..
مسك ذقنها بلطف وهو يرفع وجهها اليه:
- انا اللى عاوزك تبصيلى وتملى قلبك منى لحد ما نبقى واحد ومش عاوز اشوف الخجل دا تانى !

ظلت ترمقه بعيون متأرجحه مغريه بأن ينحنى عليها ويتذوق شهدهما وبالفعل لم يقاوم غرائزه الاداميه ليقبل عيناها ... مندلفا الى اسفل قصده ومقصده الاهم فشرع ان يلتقط انفاسها الا ان انتفضت على صوت فوران القهوه مره اخرى بفزع وهى تلف صوب الماقود
- اووووووف دى فارت تانى ..! ياربى ...
يد عماد سبقت يدها فى قفل النار وبيده الاخرى حملها بين ذراعيه قائلا
- قهوة ايه دلوقتى ! مش وقتها خالص ...

- اى رايك مش فطار احلى من الشيف بوراك بتاعكم دا !
اردف سليم جملته وهو يطعمها بيده التى لم تتركها قبل ما تضع قبله سريعه عليها .. مردفه بمزاح
- طبعا وهو بوراك بردو هيعرف يعمل بيض ولا يخرج جبنه ولانشون من التلاجه زي ماانت عملت ! متحطش نفسك فى المقارنات دى يابيبي ..
- مش بتتريقي صح ..؟

- طبعا مقدرش .. دانت حبيبي ..
اوقفها اامامه سريعا وهو يردف
- يلا البسي الفستان الابيض اللي جبتهولك وتعالى نتمشي فالجنينه ..
وقفت امامه للحظه ثم ابتسمت بمرح قائله
- حااضر بسرررعه ..

 بعد عدة دقائق
زاح سليم ستائر الغرفه وفتح الزجاج ليخرجا معا الى الحديقه الخلفيه .. كانت ترتدى فستانا طويلا قطنيا بالون الابيض يجسد جسدها من اعلى وفضفاض حتى قدمها مع انساب شعرها الاشبه بستار سوداء ملقيه خلف ظهرها .. وقفت متشبثه بكفه
- سليم متأكد محدش هيشوفنا هنا !
وضع كفه على عنقها بلطف قائلًا
- ياباشا دانا قايلهم اللي هيجي هنا هضرب بالنار .. عيب عليك ..
بدا يتمشيان فى الحديقه وهو يحتضنها بحب مردفا
- عارفه ياوجد .. انا بعشق اسمك قوى ولو مكنش اسمك وجد كنت هناديكى وجد بردو ..

ردت ممازحه: ياااسلام .. اشمعنا بقى ..
- وجد جاى من الاحساس بالحب والوجدان والوله .. وجد يعني شامل كل معانى الحب اللي لقيتها فى عيونك ..
وجد بحب: وانا محبتش اسمى غير لما سمعتك بتنادينى بيه ..
ثم واصلوا سيرهم مره اخرى فاردف سليم بمزاح قائلا
- فى نقطه تتحسبلك على فكره !
- ايه هى دي !

- لما كنا فى اسكندريه وسالتينى على علاقتى بماجده والغريب انك صدقتى بسهوله ردى .. فاكره قولتيلى ايه ..
اطرقت بخجل وهى تومئ بالايجاب مردفه بمزاح: وافتكر ان دا كان خير دليل ليلة امبارح !
اوقفها فجاه مع تبدل معالم وجهه بامتعاض
- خدى هنا .. قصدك ايه يابت انت !
انفجرت ضاحكه: ماقصديش ياااعم والله .. بس كله بيبان يعني منا مقعدتش ارش كنافه 7 سنين طب ياسليم !

نظر لها بعيون ضيقه وعدم تصديق: اهو الطب دا اللى خرب نفوخك ياوجد ...  !
انفجرت ضحكه محاوله تغير الموضوع عندما مسكت الشال من فوق كتفيها قائله
- يلا هنلعب وسيبك من الكلام دا ... هغمض عينيك وانت ابقي امسكنى ..
وضعت الشال على عينيه وربطته جيدا وشرعت فى مداعبيته والنداء عليه مع اصوات ضحكاتها التى تكسو ارجاء البيت ...
 من ناحيه اخري
انتهى مجدى من جمع اغراضه ووضعهم السائق فى السياره بينما لحق بيه مستندا على عكازه نحو السياره .. فكانت صفوة تراقبه من اعلى بقلب ينشطر لنصفين .. شيء ما جذب انظاره لشقته فسرعان ما اختبئت خلف الحائط ولكن ضلها كشفته اشعة الشمس التى لم تغفل عن نيران الحب .. ابتسامة امل اخرى شقت جوفه ثم تابع صعوده السياره واخرج هاتفه ليكتب رساله لعماد
انا نزلت مصر وصفوة هتنفى كل اتهامات امها النهارده وانهى الموضوع دا ياعماد.

انخرطت دمعه من عيني صفوة التى تراقب سير سيارته مغادره القصر وكل ما بجوفها يرتعد .. شعرت بفراغ احتل قلبها فجاه لمجرد غيابه .. فهناك همًا استوطن جسدها وقلبها غير بصمات غضبه التى يشهد بها كل عضو بجسدها فأصيبت بلعنه اخرى مميته وهى الغياب ..
مسكت قلبها بكف مرتجفه وهى تجهش بالبكاء وتعاتب حالها بينما يصرخ من جوفها صوت اخر شيطانى
- لا هو يستاهل هو اللي عمل فينا كده ..

سقطت عيناها على وجد وسليم اللذين يمرحان بالحديقه الخلفيه .. فشيء من الفضول ارغمها على ان تراقبهم من اعلى وشيء اخر من الالم يعتصر قلبها .. كانت ترى فى مرح سليم ووجد لذه حب عجيبه هزت قلبها فهو دائما ما يتعمد ان يلمسها ليزرع فى اراضيها ورد او بمعنى اخر يريد انى يروى اراضيه بمياه قربها ..
عند وجد وسليم الذي ازال الغمامه من عينه بعدما فشل فى الامساك بها .. قائلا
- يلا دورك ياابطه .. دوختينى !

وضع الشال على عينها وتعمد ان يسحبها الى مقصده .. فوقف امامها ينادى عليها
- هاا ييلاا امسكينى انا قدامك على طول ..
تتحسس الهواء كى تمسك به ولكن دون جدوى .. تعمد سليم ان يرشدها الى خريطه مقصده بمكر عشاق
- خطوتين كمان .. شمااال بقي
- سليييم متهزرش ااحنا فين .. يوووه انا تعبت؟!

- ف الجنينه والله بس يلا خليكى مكمله زي مااانت ..
جعلها سليم تواصل سيرها الى ان وصلا خلف شجره كبيره تخفيهم عن انظار الجميع ..فجذبها من خصرها اليه بعنف جعلها تفزع صارخه فالتهم صرختها بقبله سريعه قائلا بهمس
- هتفضحينا اسككتى ..
- طيب حوش اللي على عينى دا الاول ..
استند سليم على الشحره بضهره وهو يجذبها اليه بحب قائلا
- تو دي مش هتتشال .. وقعتى ف فخك يادودو ..

- طيب انت مكتف ايديا ليييه .. افهم بس
اجابها بمكر: عاوز العب معاكى لعبه جديده
- وانا وكده ياسليم !
- هى ماتنفعش الا وانت كده ياوجد .. اسكتى بقى ..
صمتت منتظره رده ولكنه تلك المره لم يتحدث ..  فكل ما فعله يمرر انامله بخفه على وجهها قائلا بهمس
- ينفع تسيبى نفسك خالص !
- طيب احنا فين طيب ..فى الجنينه لسه صح ..!

زاح شعرها جنبا ليرى رقبتها فارغه فتعمد ان يمرر انفاسه فوقها بحب يلتهمها من الداخل .. بللت حلقها بعناء
- سليم ... ايييه ! ناوى على ايه طيب
واصل سليم حملة جيوشه المدججه بنيران الحب فوقها هامسا
- بيقولوا ان للظلام مذاق خاص فى انتشاء الروح .. حابب اطبق النظريه ..
- سليم ماتتجننش
ظل يداعبها بحب تارة يقترب منها حتى الارتواء وتاره اخري يبتعد ليتركها تبحث عنها .. وبعد تكراره لفعله عدة مرات ترك يدها اخيرا بعد ما اخضع جوارحها اليه فقط .. لم تلتفت لتزيل عتمتها ولكنها كانت تلتفت لاناره روحها بقربه تلتفت لتبحث عنه فكل ما بها ينادى عليه .. اردف سليم
- انا سبت ايدك على فكره تقدري تشيلى اللى عليها ..

تنهدت بحب مردفه:
-  تؤ انت اللي هتشيلنى وتاخدنى لعالمك اللي ادمنته ياسيلم ...
ظلت صفوة تتابعهم من اعلى وكل ما بها يحترق .. كل مابها يحتاج للمسه حب تحيي ما دفنته السنوات الماضيه .. انفجرت فى بكاؤها مع تفجير نيران الغيره التى كان سببها سليم عندما حمل وجد بلهفه متجها نحو جنتهما ..

- يايسر محصلش حاجه .. قدر الله وماشاء فعل .. مش هنفضل نعيط ليل ونهار ..
اردف محمد جملته بنفاذ صبر وهو يجلس بجوارها بعدما انتهى من حمامه .. فرددت عليه وهى تجهش بالبكاء
- صعبان عليا اوي ابننا .. محمد انا بموت من جوايا مش قادره
ربت على كتفه ثم قبل راسها
- طيب اهدى كده .. اهدى وبكره تكونى خفيتى هاخد ونخرج فاى مكان تغيري جو
ثم اكمل ممازحا: وبعدين انا روحت فين مانا جمبك اهو وبكره ربنا يعوضنا خير .. اضحكى بس انت ..

استندت براسها على صدره قائله
- يعني انت مش زعلان منى عشان محافظتش عليه
- انت هبله يابت .. طيب والله لولا انه مش وقت كنت رديت عليك رد تانى خالص .. بطلى هبل ياعبيطه وبعدين محدش هيكون ام ولاد غيرك .. روقى بقي وخفى نكد ..
اومات بالايجاب ثم اردفت: انت هتروح المستشفى
- والله لو هتفضلى فى نكدك دا كتير هروح .. امممما لووو
- مافيش اما لو هتقعد معايا النهارده ومافيش شغل .. وانا مش هعيط تانى خلاص
ابتسم بهدوء يخفى به جسر حزنه الذى يقطم قلبه على ابنه الذي فقد ..

 على طاولة الغداء
بعد اصرار سليم على حضور وجد معه بالقصر الكبير  فجلس بجوارها اقصي اليمين ومن الجهه الاخرى تجلس نورا بجوار عماد على طاولة الغداء التى تجلس عفاف على رأسها ...ظلت عفاف ترمقها بنظرات ناريه مردفه
- على اخر الزمن اقعد مع بت العتامنه على سفرة واحده .. الله يسامحك ياولدى ...
سليم ببروده وهو يشير على وجد: طيب بذمتك القمر ده مش هو اللي منور السفره ومخلى للغدا طعم تانى ياعفاف ..
عفاف باغتياظ: اهى جمبك ياخوي كلها واشبع بيها لكن متقرفنيش انا فى عيشتى !

همس سليم لوجد التى لُجمت باصعب عبارات عفاف  قائلا
- اسمعى من هنا وخرجى من الناحيه التانيه ولا اقولك متسمعيش اصلا اضحكى ف وشها وخلاص ..
رمقته بنظرة عتب مردفه
- ربنا يسامحك ياسليم .. قولتلك بلاش ..
مد ذراعه لتناول فرخه من الطبق ويضعها امامها: عاوزك تاكلها كلها يلا .. ليلتنا للصبح النهارده ...
التوى ثغر عفاف باغتياظ مردفه: ماتسكتوا عالوكل ! شغالين تتوتوا ليه
سليم ببرود وهو يبتسم لها
- عرسان عااااد ياعفاف !

وضع عماد لقمه بفمه ثم انحنى هامسا فى اذان نورا
- خلصى اكل فى السريع عشان عاوزك فى موضوع مهم قووي فوق .
ضغطت نورا على قدمه باغتياظ مع احمرار وجهها بدماء الخجل اثر مغزى عبارته ..
شرعوا جميعهم فى تناول الغداء بصمت لم يرق لسليم فأعلن راية انقطاعه .. فهجمت على رأسه فكره مداعبه وجد .. فشرع بالعبث بقدمها بأصابع قدمه بخفه .. ارتعدت بخفوت وهى تبعد ساقيها عنه وتلكزه بقوة هامسه
- اتلم ..

رفع حاجبه بلا مبالاه: هو انا عملت حاجه !
بادالته نفس النظره ولكنها اكثر غضبا ثم عادت لتناول غذائها مجددا وايضا عاد سليم لمخططه الذى اثار جنونها فأمتدت اصابعه البارده على قصبه ساقها الدافئه عامدا التماس الدفء منها مما جعل انفاسها تعلو وكل ما بها يهتز .. فجزت على اسنانها بنفاذ صبر
- سليم .. اتلم ..

تجاهل تحذيرها تماما متابعا ما بدأه بعبث طفل لا يدرك نتيجته .. فلم تتحمل هى اكثر خشت ان ينكشف امرهم فحاولت قدر الامكان ابتعاد رجلها عنه قائله بنبره تهديديه
- خليك فاكر انك حذرتك !
جحظت لهما عفاف باغتياظ: خبر ايه عاااد .. متسمموش علينا اللقمه ..
لكزته وجد بغضب ثم تابع طعامه بنفس درجة التجاهل ليشعل النار بجوفها مكملا جوله مداعبته التى اخرجتها عن شعورها فوثبت قائمه
- الحمد لله .. شبعت
رمقتها عفاف بعدم اهتمام لطبقها التى لم تأكل منه الا القليل .. رفع سليم انظاره ببرود
- ما كلتيش ياوجد ! طبيخ عفاف مش عاجبك اياااككك ..

عفاف بغضب ونظرات حانقه: المره الجايه تبقي تتشملل هى وتورينا وكلها !
جحظت له وجد بنفاذ صبر قائله
- الحمام منين ياسليم !
عفاف بصيغه آمره: متغسليش يدك دلوق .. استنى لما تلمى الوكل وتغسلى المواعين منا مش هوكلك على الجاهزه ؟!
سليم بتساؤل: والبنات فين ياما ...

تظاهرت عفاف بالتعب: ففرح بت من النجع راحوا يساعدوا فى خبيزها .. مش اللي داخله علينا بطولها ايد ورا وايد قدام ...
شرع سليم ان يتحدث فسبقته وجد وهى تتضغط على قدمه ليصمت: خلاص محصلش حاجه ياسليم هعملهم مش حكايه يعنى ... فين الحمام بس ..
تناول سليم المنشفه الصغيره يمسح بها يده وهى يجحظ لعفاف قائلا
- هاجى اوصلك ياوجد...

لكز عماد نورا: قومى شكلها هتولع دلوق مالناش دعوة .. يلا.
لم يعطيها اى فرصه للاعتراض فقبض على كفها وهى ينهض سريعا مردفا
- فوتك بعافيه ياعفاف
وصل سليم ووجد المرحاض .. فشرعت وجد بفتح الصنبور وهى تنظر لسليم المتكئ على اعتاب الباب عاقدا ذراعيه يتأملها بعيون عاشق فقالت بمزاح
- امك بتموت فيا !

ضحك سليم ضحكه خفيفه تفوح منها رائحه الورد
- وولدها غرقان فيكى ...
اكتفت ان تبادله بنظره لامعه كلها حب فتابعت غسل كفها تحت انظاره الحاده .. استدارت لتجفف يدها فسرعان ما هجمت على رأسه فكره دخوله وغلق الباب خلفه ليبقي ملاصقا بها من الخلف وهو يستنشق رائحتها التى يذوب بها قائلا
- هتطلعى من هنا على بيتنا على طول .. سيبك من عفاف ..
حاولت فك حصار ذراعيه قائله: ياسليم ماينفعش امك بره .. وسع وافتح الباب دا متفضحناش !

التصق بها اكثر وهو يطبع نسمات الحب المتدليه من ثعره على عنقها تحديدا قائلا
- حقيقي مش شايف ولا هاممنى وجود حد غيرك .. طول ماانا قاعد مش عارف اركز غير معاك...
تغنجت بين ذراعيه بدلال مردفه بمزاح: انت هتسرح بيا !
- طيب تحبى اقولك انك كلتى 4معالق رز بس والخامسه مكملتيهاش !
وضعت كفيها على ذراعيه الاتى يلتفان حول خصرها قائله
- وده من اييييه بقي !

دار بها ليبقيان امام المرآه مباشره حتى تلتقى عيونها المدججه بالشوق قائلا
- سليم رَخم شويه !
لكزته بعنفوان: لا كتيير مش شويه !
- خلاص خلاص هصالحك وقتى ولا تزعلى !
ابت معانده وهى تقاوم قربه:
- ياسليم اعقل وبطل حركات العيال دى ..
تجاهل كلماتها ودفعها بقوة اقصي اليسار ليرتطم ظهرها بالحائط واضعها تحت قيود عشقه قائلا بغمز
- انجزى !
- الله يخربيتك انجز اييييه هتفضحنا !

لم تكمل جملتها لانه التهم باقى حروفها بثغره الذي ينجذب لكل ما بها لينسيها مكان تواجدهم ويخضعها تحت تأثيره .. ذابت بشهد قربه طويلا حتى فقد الاثنان عقلهم وهو يرتوي من قربها بشغف حتى طاحت يد سليم بكل ما فوق الحوض ليقع كله ارضا فيفيقهما من سُكرهم الذى كان سببه جنون رجل وعيون امراه تعشق بكل ما اوتيت من نبض ...
صوت دقات عفاف على الباب بقوة جاهرة
_ ايييه اللي عيتكسرر جوووه ...
اتسعت عيون وجد بخوف وهى ترسل نظرات العتاب لسليم الذي انفجر ضاحكا وهى يضع كفه على فمها جاهرا بصوت عال
- معلش يااعفاف غصب عنى ! شوفى وجد خلصت الشاى ولا لسه عندك ..

اتسعت عيونها اكثر من اكذوبته التى ستنكشف عاجلا ام اجلا .. ثم دار اليها سليم بعدما تأكد من خطوات عفاف ابتعدت قائلا بمزاح
- مابلاش حركات العيال دى ياوجد كنت هتفضحينا !
ضربته باغتياظ مبتعده عنه متجهه نحو الباب: وسع طيب .. مافيش منك فايده ..
عقد سليم ساعده وهو يتأملها بتركيز:
- يابركه دعواتك ياعفاف ...

اتجهت وجد لترفع ما فوق الطاوله وتدخله المطبخ .. اما عن عفاف فجلست بعيدا واضعه ساق فوق الاخرى لا ترسل الا نظرات ناريه واوامر صارمه .. انتهت وجد من رفع الاطباق ثم وقف سليم الذى خرج من المرحاض للتو قائلا
- مش يلا ياوجد ولا ايييه
عفاف اكملت تمثليتها متظاهره بالتوجع: اااه يارجليا ..راحت فين صحتك بس ياعفاف ولا الذله لليسوى ومايسواش .. ومين هيغسل المواعين ياولدى والبنات مش جاايين غير بكره ..

شد سليم وجد باختناق قائلا: بعدين ياعفاف .. مراتى تعبانه بردك ..
شدته وجد معارضه: ياسليم مافيش مشكله مش هياخدو 5 دقايق .. روح انت وانا هاجى وراك ...
نظر اليها طويلا ثم عزم امره على خلع جلبابه التى يرتدي اسفلها بنطال وتي شيرت باللون الاسود قائلا
- يلا هساعدك ياوجد وانت ارتاحى ياعفاف !
وقفت عفاف وهى فى كامل صحتها: اي قلة القيمه دى .. اومال انتو قانين حريم لييييه ! اعقل ياولدى
ابتسم سليم قائلا بغمز: قانيين حريم عشان ندلعوهم مش نتعبوهم ... يلا ياوجد ...

ترك سليم امه فى نيران دهشتها وهى تضرب كف فوق الاخر
- البت دي سحرتله ياااك ! عليه العوض ومنه العوض على الرجاله ...
وصل سليم ووجد للمطبخ وهى تكتم ضحكها على ما بدى منه فرمقها بنظره معاتبه
- لا نتلم ونمرقوا وقتنا على خير .. يلا ورينا عيتغسلوا كيف دول ..
تدللت امامه بملامح مستشرقه لتردف بسخريه
- طالما مش عارف .. عملت فيها 7 رجاله لييه وهساعدها يااما ...

قبله خفيفه سرقها من فوق ارنبه انفها ليقول
- معنديش مانع اتعلم كل حاجه منك .. يلا ..
وقفت امام الحوض وهى تمسك بالطبق وتضع المسحوق فوقه وتتابع الغسل بخفه وعيونها لا تتدلى من عليه .. فنظر اليها بعيون ضيقه
- طيب ما الموضوع سهل اهو .. بس فى تاتش خفيف !
رفعت حاجبها باندهاش: اللي هو بقي !

وقف خلفها عامدا ان يحتضنها محيطا خصرها بذراعيه ممسكا بأحد الاطباق ليباشر عمله وهو يستند بذقنه على كتفيها .. فضحكت متعجبه
- طيب واي لزمتها الشعلقه دى .. اقعد ياسليم وانا هخلصهم بسرعه ..
تجاهل كلامها شارعا فى تكمله عمله وهى بين ذراعيه تذوب من دفء انفاسه التى ترتطم بجدار عنقها .. كان يغسل طبقا ويطبع بعض لمسات الشوق عليها هامسا
- مش كده احسن .. ومنها رضينا عفاف وقلبي !
دارت بخفه داخل حصار ذراعيه لتعانقه بحب
- سليم يلا بينا ...

ضحك مداعبا: طاب ماكان من الاول ..
وقفت على اصابع قدمه بدلال لتقبل ملامحه التى ينبعث منها رحيقا تود ان ترتوى منه حتى فجرت كل ما هو ساكن بداخله فسقط الطبق من يده ليحدث ضجيجا عاليا اثر تهشمه .. ف لم يلتفتا اليه اكتفى ان يحملها بين ذراعيه ويضعها فوق المنضده ليبادلها اشهى انواع الحب ذائبا فى سحرها تائها بعالم غير عالمنا ...
دخلت ماجده بجهل تام عن حقيقه وضعهم الا ان اصيبت بخنجر غرز بقلبها قبل عيناها عندنا شاهدتهما يمارسان اشهى انواع الحب التى تفتقدها دوما .. ظلت تراقبهم لعدة دقائق حتى اطرقت بخجل
- سليم عاوزه اتكلم معاك ..

يبدو ان العالم لم يحبنا مثلما اخبرتينى من قبل يا امى .. اسرح بين دروبه لا ارى الا شوكًا يعلق بجسدى حتى اصبحت كائن ينفره الجميع لا يرغب احد بالاقتراب منه .. شخص يؤلم ويؤذي فقط كل من يمر حِذاه .. لم اتعثر حتى الان بمن ينزع منى شوكه عساه ان يخفف ما بى من ندبات .. كل ما بى يصرخ  حتى انت لا تعلمن بذلك لانه عندما يشتد بنا الالم نفقد حتى نبحة الصراخ الاخيره .. هذا ما بى واعانيه يوميا مع دقات الساعه الثانية عشر بعد منتصف الليل والذي اجيزه ب: روحى  شوكٌ يؤلمنى كثيرًا... - https://stories.janatna.com

-  سليم انا عاوزه اتكلم معاك ..
اخر جملة اردفتها ماجده وهى تقف على اعتاب المطبخ وكل ما بداخلها يشتد احتراقا .. نصبت وجد عودها المنحنى قليلا لتبتعد عن سليم الذى تنحنح بخفوت وهى يرسل نظرات متبادله للاثنين .. فانزل وجد من فوق المنضده بلطف وهو يردف
- جاي ياماجده .. اسبقينى وجاي وراك
فركت كفيها بارتباك بالغ وهى ترمقه بنظرات متارجحه فوق فوهة بركان الحزن .. فأطرقت باستسلام
- هستناك فى الجنينه بره ! وووو اسف كمان انى دخلت فجاه كده ..
اخر جملة اردفتها ماجده قبل ما تنصرف .. فأشعلت نار الغيره بجوف وجد التى اقتطبت ملامحها .. انحنى سليم بنظره لمستواها قائلا
- هروح اشوفها عاوزه اى وانت اسبقينى يلا ..

حاولت ان تبتعد عنه خافيه نيران غيرتها .. قائله بلا مبالاه
- متشغلش بالك بيا .. روح شوفها عاوزه ايه ..
وضع كفيه فوق ذراعيها حتى اصبحت بين حصاره هامسا
- هروح اشوفها ومش هتأخر عليك .. عاوز اجى القاكى جاهزه ..

ثم طبع قبله سريعا على كتفها قبل ما ينصرف ويتركها لنيران الغيره تأكل بها اكثر .. مسكت وجد الطبق لتواصل عملها محاوله انشغال عقلها حتى لا ينهشها بأفكاره اللعينه .. فلم تتحمل اكثر حتى اطاحت ما بيدها فسقط ارضا فلم يبقي منه الا فتات ... دخلت عفاف آنذاك وهى تشتعل بلهيب الغضب
- وكمان كسرت المواعين ! دانت ليلتك مش فايته .. طبعا تلاقيكى خايبه ومش عارفه تغسلى .. اااه ياوقعتك المربره ياولدى ..

ثم اقتربت منها ومن الزجاج المنثور ارضا
- كده كده الصحون ..! مادام ماعترفيش دخلتى المطبخ من الاساس ليه ؟ مال سايب عنخفوووه .. اتقلبى من وشي لما اشوف اللى انت هببتيه ده ...
بللت وجد حلقها عده مرات ولم تتمالك دموعها المنهمره متجاهله كلام عفاف .. فتحركت متأهبه للذهاب وكل ما بها يحترق تاركه عفاف تدندن بحسره
- وانا اللي بقول يكفيكم شر الوقايع ياعيالى .. بت كوثر كسرتلى الصحون .. كان لسانى اتقطع قبل مااقولها اغسليهم .. يامرك يااعفاف وحشة قلبكككك ..

- والله بتهزر حرام نسيب وجد مع عمتى تحت لوحدها مش كنت ساعدتها ياعماد !
اردفت نورا جملتها وهى تدخل الي شقته بعتب ولوم على اذان عماد الذي ركل الباب بقدمه متجاهلا كلامها نهائيا .. دارت اليه متسائله
- انت مابتردش عليا عليه ..
وضع عماد مفاتيحه على المنضده متظاهرا بالتعب مما جعلها تركض نحوه متلهفه لتطمئن على حاله
- عماد .. انت كويس ..

ظل يداعب عيناها بتأوه مردفا
- دوخت فجاه يانورا مش عارف ليه .. شكلى واخد برد واكل عفاف فتش معايا .. اسندينى ..
سند عماد على كتفها متألما مما جعلها تنتفض رعبا على حاله قائله بلهفه
- طيب اقعد هنا براحه ... متخضنيش عليك ..
نفى اقتراحها سريعا ليكمل تمثليته قائلا بتأوه
- لا لا سندنى للاوضه جوه مش قادر حاسس الدنيا كلها بتلف بيا ..

تشبثت بملابسه بقلق وهى تنتفض فستند عليها مصطنع التوجع الذي مزق قلبها اكثر ..
- معلش هعملك حاجه سخنه دلوقت وهتبقي كويس استحمل بس ..
اردفت نورا جملتها وهما فى طريقهم للغرفه فانقض عماد عليها كالمجنون ويدفعها الى داخل المرحاض وهو يضحك مردفا
- واللي مش قادر يستحمل يعمل ايه ..!
اردف جملته وهو يحكم قفل باب المرحاض بعنايه تحت انظارها التى تريد ان تفتتك به اغتياظا .. ارتفعت انفاسها اثر فعله المفاجئ حتى دنى منها بمكر قائلا
- خضيتك !

زاحت ذراعه بعيدا بتأفف: اوعى كده ياعماد وقعت قلبى والله ! كنت هتجنن عليك ..
شرع يداعب شعرها بلطف وبعيون عاشق يود ان يلتهمها
- طيب ماانت كمان وقعتى قلبي .. نبقي خالصين ولا ايييه ..!
تحركت لتهرب من جيوش نظراته المدججه باللهفه وسرعان ما عاودها لمكانها بلطف قائلا
- ما فيش خروج غير بأذنى .. تؤؤ انسي ..

اطرقت بخجل محاوله رفع رايه المعانده: لا هخرج ومش هكلمك اصلا عشان تبطل الحركات دي ..
عماد ممازحا وهو يداعب شعرها بدلال : طيب ماانت مش بتيجى غير بالحركات دى .. اعملك ايه يعنى !
- بص متحاولش .. مش هكلمك تانى لحد ما تتأدب ..
- احم طيب معلش سبينى احاول !
انحنى ليرش ملامحها بعطر انفاسه ليشعل حرائق حبها اكثر .. فاعتلت انفاسها وهى تردد بصوت منخفض
- مش هكلمك تانى .. خلاص ..

بنفس ذات النبره اردف عماد وهى يداعب شفتيها بشوق: متأكده !
لمست انفاسها وجهه فازداد شوقه لها فشرع بوضع عدة قبلات خفيفه منتشره حول ثغرها قائلا
- انت عملتى فى قلبى ايه .. ؟!
رفعت انظارها اليه برجاء وانفاس عاليه: عم اد
تجاهل ندائها وواصل فعله الذي كان كزجاجات الخمر التى تناثرت عليها فتغيبت عن وعييها .. اكمل عماد مكيدته وعذابه لها المستلذ ثم ابتعد عنها قاصدا كى يدمر سور الخجل بينهم
- يلا بقي انا خلصت .. شوفى كنتى هتعملى ايه ..

بعد ما اشعل بداخلها جيوش حبه تركها تقودها بمفردها .. ظلت تبلل حلقها كثيرا وتكور اصابع قدمها وكفها محاوله تمالك حرائقها الكامنه .. خلع عماد ملابسه لياخذ حمامه الدافء .. اما عنها فانهزمت تلك المره فوجهها قلبها اليه .. والى ملاذها الاوحد وهى تخبره بعيونها  ذلك لم يعد كافيا  ... فقربت منه واحتضنته من الخلف مما غمر عماد شعور بنصر عجيبٍ .. فشدها بقوته اليه تحت المياه المنهمره ليذوبا سويا فى وديان عشقهما السجين لاعوام وللتو عثر على حريته ...

- ها ياماجده عاوزه تقولى ايه ؟!
اردف سليم جملته وهى يجلس على المقعد المجاور لها .. ففركت ماجده كفيها باارتباك
- اسفه لو هعطلك عن عروستك ..
- سيبك منيها .. وقوليلى حصل اي مشقلب حالك اكده .. ومغير شكلك ..
وثبت قائمه تتحرك تحت انظاره لفتره ثم استدارت اليه قائله
- انت مش سالتنى قبل كده اذا كنت بحبك ولا لا .. وانا جايه اجاوب ياسليم ..

شعر سليم بأن قلبه وقف فجاه منتظرا صاعق اجاباتها الذي يخشاه .. فتنحنح بخفوت ثم وقف خلفها منتظرا ردها المتأكد من نتيجته .. استجمعت ماجده شتات قوتها مردفه بيأس خيب ظن سليم
- اااه ياسليم .. انا مش بحبك ولا عمرى حبيتك واللى اكتشفته انى معيشه نفسي ف وهم كل السنين دى ..- ثم زالت دمعتها بألم - مافيش حد بيحب هيفكر يأذى حبيبه وانا للاسف فكرت آذيك لما حاولت ابعدك عن وجد .. مكان راحتك ..
ثم قربت منه خطوة سلحفيه وهى تنظر له بعيون ذابله من كثرة البكاء
- سليم انا عاوزاك تسامحنى .. انا لما شوفتك آآآآآ ان ت ووجد يعنى قلبى وجعنى اوى .. هو انا ازاي كنت انانيه وفكرت ابعدك عنها بالقسوة دى .. انا اسفه ياابن عمى حبيت بس اقولك عشان اريح ضميرك وتشيلنى من حساباتك خالص !

تلعثمت الكلمات فى فمه فهو لا يعرف ماذا عليه ان يجيبها اكتفى بأن يرتب على كتفها بحنان قائلا
- انا اللي اسف .. بس قلوبنا مش فى يدنا .. وان شاء الله انا جمبك ودايما سندك وحمايتك لاخر نفس ..
ابتسمت له بامتنان ثم اردفت بتردد
- عندى طلب تانى !
- اي هو ياماجده .. قولى !
فكرت طويلا حتى اردفت اخيرا
- سليم .. انا مش عاوزه اطلق خلينى على ذمتك واوعدك انى مش هضايقك عمررى .. بس انا معنديش استعداد اعيش لحد تانى ولا ان حد يدخل حياتى .. وتفضل حمايتى وضهرى بردو .. انا ماليش غيرك ياابن عمى ..

- طالما مش عتحبينى عاوزه تبقى على ذمتى ليه ياماجده ! ليه عاوزه تعذبى روحك !
ذرفت دمعه اخرى من عينيها: زي ما قولتلك معنديش الشجاعه ادخل حد تانى حياتى ..
سليم بحكمه: انا هعتبر كلامك الاخير ده مسمعتهوش .. هسيبك تفكري بعقلك وتختاري .. مع انك مش مجبره غير تحبى نفسك وتدورى على سعادتها ياماجده .. هى متستاهلش منك تعاقبيها كده !
اجهشت بالبكاء لان الالم فاض بجوفها فتشبثت بذراعه برجاء تحت عيون وجد التى تراقبهم من نافذه بيتها وكل ما بيها يحترق .. فاردفت
- سليم فى مصيبه وانا لازم اقولك عليها ومش عارفه اللي بعمله صح ولا غلط ...

ربت على كتفها برسميه اثر جسدها الذي يرتعش بين يديه ليطمئنها مما جعل وجد تعض اصابعها قهرا وكل ما بداخلها يلتهب كافيا لحرق مدينه كامله .. اردفت ماجده بحيره وخوف
- امى ياسليم !
سليم باهتمام وهو يبعدها عنه ناظرا في عينيها
- مالها امك ياماجده ! احكى ؟ زعلتك ..
اقتحمت عفاف مجلسهم فجاه مردفه بعتب
- والله مابقيت فاهمالك ياولدى .. شكلك انت كمان ماعارفش مكان قلبك فييين .. طب ماتخشوا جوه تتداروا بدل ما تاخدكم عين منزلتش من عليكم من ساعه ماوقفتوا ..

تجاهل سليم حديث امه موجها سؤاله لماجده
- مالها امك ياماجده .. احكى ..
جففت دموعها سريعا وهى تبتعد عنه ركضا  قائله
- ما فيش ياسليم .. بعدين  ..
وقفت عفاف امامه معاتبه: وبعدهالك ياولد بطنى .. ماانت رايد بت عمك جايب بت العتامنه تعمل ايه وسطينا .. تكسر فى الصحون وتحش قلبى وخلاص !
ضحك سليم من حديث امه قائلا بمزاح
- هى مواعين كتيره اللي اتكسرت !

ثم طبع قبله على جبهتها:
-  خلاص عندى دوول .. يلا هسيبك اروح اصالح المجنونه اللي هناك ..
التوى ثغر عفاف بحسره: دانت همك تقيل قوووى ياوولدى ...
تقف ماجده من الشرفه وتنظر للسماء وهى تفيض بكاءا مرتله: يارب انا ماليش غيرك يارب قوينى وابعد عنى كل شر ...

- هاا ياحسن طمنى ! وصلت لحاجه ؟
على مقهى شعبي يجلس حسن امام ادهم يلتقط انفاسه ببطء يبدو عليه الارهاق قائلا
- ليك عندى خبر بمليوون جنيه !
ادهم بنفاذ صبر: ماتنجز ياولد المحروق انت كمان ! حصل ايه ..
شد حسن منه خرطوم  الشيشه
- عمك ياسيدى طلع متجوز !
فزع ادهم من مجلسه بذهول وعدم تصديق: انت عتقول ايه .. متجوز مين !
وضع حسن ساق فوق الاخرى:
- مش هتصدق .. متجوز مراة ناصر الهواري عرفى ..

اصيب ادهم بصاعق كهربي جعل الدماء تتجمد بعروقه فتذكر حديثه مع ماجده سريعا الذى اكد كلام حسن ومنح ادهم جسرا اخرا ينثر فوقه سجاد اشواكه .. فجلس واضعا ساق فوق الاخري بشرٍ
- لا دى احلوووت قوى واللعب كمان احلو ... المهم فين الكاميرا اللي الواد بتاعك صورنا بيها انا وماجده ..
ضرب حسن المنضده الخشبيه الوهنه بكفه القويه قائلا
- قريبتك دي طلعت محظوظه الواد وهو سايق العجله اتقلب فى الترعه والكاميرا كمان اتحرق كل اللي فيها .. اول كارت اتحرق ..
ضحك ادهم بحقد مكيدى:
- مش مهم احنا دلوق معانا الجوكر .. اللي هنقش بيه كل دا وهابقي بتاعنا .. طقطقلى ودانك بس هناكل الشهد ...

 

تجلس فى منتصف مخدعها تعض على اناملها من حده الالم بجوفها .. فالمراه حينما تغار تتحول لحيوان شرس لديه انياب واظافر طويله .. دخل سليم الغرفه بعد ما القى نظره على ملامحها ففهم انها تنتوى له على مكيده وايام لم تزورها اشعه الشمس مطلقا ..خلع  ال تى شيرت ليظهر امامها بتقسيمات جسده الذي تثيرها كثيرا .. عامدا  الا يخلق معها اي حديث .. بدا يجوب الغرفه بدون مقصد متجاهلا وجودها مما جعلها تلتهب بنيران الغضب اكثر مردفه باختناق
- والله ! ولا كأنك واخد بالك انى هفرقع هنا !
ابتسم لها ببرود: مالك بس ياوجد ! انت زعلانه !

- كانت عاوزه منك ايه ؟!
- هى مين دى ؟!
جزت على فكيها بنفاذ صبر: سليم اتللللمممم واتكلم عدل !
دنى منها ليجلس بجوارها محاولا ان ياخدها فى احضانه ولكنه فشل تلك المره لانها دفعته بقوة وابتعدت عنه تجوب فى الغرفه امام عينيه بحركات فوضيه .. ظل يراقبها بعنايه فاردف
- طيب اهدى ياوجد وتعالى نتكلم ؟!
- لا مابقاش ينفع كلام مابينا اصلا .. والبيه بيحضنها عينى عينك ولا عامل اي حساب لوجودى .. مانت بتحبها اتجوزتنى ليه اصلا ..

وقف سليم بهيبته الجذابه وهو يتقدم نحوها ببطء وعو يخفى ابتسامته:
- والله ماكانت بتقول حاجه كنا بنتفق على الطلاق بس ..
- يااحرام ! هبله انا للدرجه دى عشان اصدق كلامك .. تتفقوا على الطلاق تقوم تحضنها .. تصدق منطق بردو ؟!
دنى منها اكثر ممسكا بذقنه فزاحت يده بعيدا .. فواصل حديثه
- ممكن تهدى طيب والله ما حصل حاجه .. انت اللي مكبره الموضوع ياوجد .
-وليييه انت مخدتش بالك انك بتحضنها وبتطبطب على كتفها كمان ياحنين ..
- شكلك حلو اوى وانت غيرانه على فكرة  ..
- سليم متعصبنيش !

- انت هترمى بلاكى عليا ! انت متعصبيه لوحدك وانا بحاول اهديكى مش اكتر .. انت حوله ؟!
دارت بجسدها مبتعده عنه بنفاذ صبر متأهبه للذهاب مردفه باغتياظ
- انا همشي من قدامك احسن ارتكب فيك جنايه !
تحرك بسرعه ليقف امامها بهيئته المثيره  ويعوق سيرها
- طيب اهدى .. وهفهمك ..
تراجعت وجد بخطوات للخلف وهى تعقد ساعديها رافعه رايه التحدي وهى تنظر له بعيون غاضبه
- مش هفهم .. واوعى كده متكلمنيش .. روح شوف الست ماجده يمكن محتاجه شويه طبطبه يارميو ..

تابع سليم الخطى فى اتجاهها محددا مقصده ممازحًا:
-  بت انت كفايه غيره هتولعى يخربيتك  ..
- انت كمان بتهزر معايا ومش مدرك المصيبه اللي سيادتك عملتها ! عادى يعنى انت شايف نفسك مغلطش ! ووجد العبيطه اللى مكبره الموضوع !
واصل اقترابه منها وهو يقول ببرود:
-  انا ! .. انت مكبره الموضوع جدا يادودو والله ! محصلش حاجه .. وبعدين ما هى مراتى بردو ! لو كنت نسيتى !

- لا ناااسيه ياسليم ومش عاوزه افتكر .. انا الاول كنت متقبله الفكرة وبقول عادى مظلمهاش طالما عارفه قلب سليم مكانه فين وواثقه من حبه .. - ثم زاحت دمعه فرت من طرف عينها سريعا وهى تجهش ببكاء مكتوم - لكن لا حبك علمنى الطمع ومش عاوزاك غير ليا وبس ومش من حق اى حد يشاركنى فيك ياسليم .. واللى هيعمل كده انا هقتله عشان انت ليا لوحدى ومش هسمح لحد يقاسمنى فى حبك كله لوجد ...

حاول سليم ان يحتضنها ولكنها ابت تلك المره ايضا وهى تبتعد منه حتى ارتطم ظهرها بباب الحمام الموارب حيث مقصد سليم الذي اراد ان يسجنها فيه حتى لا تستطيع الهرب منه فدنى منها اكثر وهو يقول
- ماتفكيها عاااد .. وحقك عليا انا وتعالى انا هراضيكى ياستى والله ... ولا تزعلى نفسك مش هتتكرر تانى !
لاحت بيدها بنفاذ صبر:
- قولتلك بعد عنى والا هطلع غيظى كله فيك !

فى لمح البصر كان ممسكا بخصرها ودفعها بكل قوته داخل الحمام قافلا الباب بيده الاخرى وهو يقول بتهديد مصطنع
- هنا هنعرف نتكلم كويس .. مش هتفلتى منى .
ضربته على كتفه بنفاذ صبر واغتياظ وصوت يحمل جيوش من الغضب :
- قولت لا ياسليم .. واوعى كده خرجنى من هنا انا مابقاش ليا كلام معاك اصلا  ..
قفل سليم الباب بالمفتاح ووضعه فى مكان عال لم تقدر للوصول اليه قائلا بتحد
- هنا نتفاهم بقا !

ثم استدار ليجلس على حافه  البانيو  وهو يفتح الصنبور قائلا ببرود
- معلش يادودو معاد الشاور بتاعى .. المهم مين بقي استجرى يزعل القمر !
زفرت باختناق وهى تتضغط على شفتها السفليه بضيق مردفه بهدوء مصطنع
- سؤال مش هكرره تانى .. كانت عاوزه منك ايه بقي !
استشعر سليم درجه حراره المياه مستقبلا سؤالها بعدم اهتمام
- زي ماقولتلك كانت بتحكى فى علاقتنا ومصيرها !
عقدت ساعديها بنفاذ صبر وهى تهزك قدمها بغضب
- ياسلام ! قومت حضنتها !

نظر سليم للحوض وجده امتلأ نصفه تعمد شد وجد اليه ليجلسها على رجله هو يقبل كتفها قائلا
- ينفع نأجل الخناق دى لبعدين طيب !
حاولت ان تبتعد عنه ولكن بدون جدوى قائله:
- بص انا مش طايقاك فوسع كده يابتاع ست ماجده ! ولو فاكر انك هتضحك عليا المرة دى تبقي غلطان
- هتستهبلى منا طول عمرى مش بضحك غير عليكِ .. انكرى بقي ؟!
فجذبها اليه وهو يرمي بجسدهما داخل المياه .. فصرخت وجد اثر فعله المفاجئ الذى جعله ينفجر ضاحكا وهو يقربها منه اكثر قائلا
- مافيش هروب متحاوليش ! حبت بس اطفى نار الغيره دى اللى كانت هتحرقنى معاك ..

حاولت الهرب منه ومقاومته بكل ما اوتيت من عناد ولكن جيوش شوقه تلك المرة كانت اقوى كعادتها
- اوووووف .. انت بترغى فى حاجه وانا بتكلم فى حاجه تانيه خالص .. انت عمرك ما خدت كلامى على محمل الجد ليييه ؟!
- انت بترغى كتير كده ليه ما سكتى شويييه ..
ثم طبع قبله على خدها قائلا بهمس
- ينفع نرمى اى حاجه تعكننا بره البيت ده ! ممكن نتخانق فى الجنينه لو حابه لكن هنا دلع وحب وحضن سليم وبس ! مفهوم يابت العتامنه ؟!
- سلييم متغيرش الموضوع !مش طايقاك بقولك بجد ...

غفلها سليم تلك المره وهو يمد يده ليفتح سحاب فستانها بلطف وهو يمرر انامله على ظهرها بحب انساها غضبها منه
- هنشوووف دلوقت .. الا احنا كنا بنقول ايه قبل ما ماجده تيجى ؟!
حاولت بقدر المستطاع ان تتمالك جيوش قوتها كى لا تتفكك بلمساته التى اذابتها عشقا متسلحه بسلاح الثرثره
- سلييييييييييييييييييييييييييم ..
اعتدل فى جلسته ليخضعها له قائلا بمزاح قبل ما يغرقها بحبه
- خلاص افتكرت .. وافتكرت حاجه مهمه جددا لازم اقولهالك حالا غمضى عينك بس ..
انخفضت نبره صوته وهى تنظر له بمضض
- سليييييم ! م

ولكنه تجاهل كل همجيتها وثرثرته ليقفل ابواب النكد التى نشبتها امراه بباب اخر وهو باب السطو .. فسطو العشق اكثر الابواب قوة على هدم جبروت المراه .. الا انها تناست عالمها وخلافها معه لتجذبه اليها بنفس ذات القوة التى يتشبث هو بها ..

- اوووف يامجدي .. غبى غبى .. ازاي يسافر من غير ما يقول لى
اردف عماد جملته وهو ينظر فى شاشة هاتفه ويرى رساله مجدي .. شيعته نورا بنظرات اندهاش على تبدل حاله وهى تلتف بالمنامه وتصفف شعرها امام المراه فتساله
- حصل ايه ياعماد ..
زفر عماد بضيق: اوووف استنى لما اتصل بيه اشووفه !
اقتربت منه اكثر ممسكه بيده وتنظر له بعيونها اللذين يبثون به الامل وتسحبه بهدوء ليجلس قائله باطمئنان
- اهدى .. بلاش العصبيه دى ..

رد مجدي على مكالمه عماد قائلا بمزاح
- ايييه لسه الا شايف الرساله ! شكل نموسيتك كانت كحلى ياعريس !
عماد بغضب: انت فين دلوقت !
- مممم يادوب فى المنيا لسه .. قدامى 3 ساعات كمان واوصل ..
- انت مجنون رجلك متجبسه ازاى تسافر وانت بالحاله دي واصلا امى سابت تسافر ازاى اصلا .
ضحك مجدي بفخر: لا ماهى ماتعرفش .. دى فكرانى ف سوهاج بخلص مصلحه وراجع.
- طب ليييه كل دا .. وصفوة عملت معاها ايه .. يابنى ما تنطق  ..
سكت مجدى قليلا ثم اردف باختناق: انا طلقت صفوة يامجدى ..
عماد بذهول: ايييييييييييييييييييه

- رجعلى بتى ياحيدر .. بتى تقعدش يووم تانى عند الهوارة .. انت اى البرود اللي انت فيه دا .. عقولك رجعلى بتى ياحيدر ..
اردفت كوثر جملتها بصراخ على اذان حيدر الذي فرد ساقيه فوق المنضده بعدم اهتمام وينفث دخان سيجارته
- بتك لو جات هنا هقتلها بيدى ياكوثر .. فاحسنلك واحسنلها متكبروهاش فى راسى ..
بللت حلقها صارخه: ياخووى اقتلها ادفنها ومتقعدش يوم تانى عند  الهوارة اتصرف ياحيدر .. انت مالك بارد اكده لييييييييييييييه !
اقتحم ادهم مجلسهم مردفا باختناق:
- عتنوحى لييه يامراة عمى .. خير !
- وانت كمان ياادهم سكتت وسبت بت عمك فى بيت الهوارة .. فين كرامتكم .. انا عاوزه بتى تتكسر راسها ولا انها تبات ليله هناك .. اغسلوا عاركم ياعتامنه والا هغسله انا بيدى !

حيدر ببرود وهو يخرج المسدس من سترته:
-  طيب يلا .. وادى السلاح روحى موتيها وريحينا ...
رمقته كوثر بعيون غاضبه وبعد تفكير طول انقضت على السلاح لتحمله وبعيون ينبعث منها الشر
- هقتلها بيدى ياحيدر .. عشان العتامنه مابقاش فيها راجل ..
ركض زين الصغير خلفها متوسلا:
- ياااما انت رايحه فين خدى اهنه تعمليش حاجه فى وجد قوليلها انها وحشتنى قوووى .. ياااما انت ماعترديش عليا ليييه ؟!
عند ادهم وحيدر كلاهما يبتادلون الانظار بتساؤل فاردف حيدر قائلا
- ولا تشغل راسك .. المهم شوفلى المحامى يخلصلى حوار وجد دا .. مافاضيش انا لوجع راس المحاكم ..

- اعتبره خلص يااعمى ..
ثم اخرج ادهم سيجارته واشعلها متخذا منها نفسا طويلا وهو يتكأ للخلف
- الا انت ناوى على ااايه مع الهوارة وبيت الخياط ..
حيدر بمكر: سيبك من كل دا دلوق وركز معاي الحى ابقي من اللى راح ياولدى .. واسمعنى عشان الشحنه اللى جايه اكبر واهم واخر عمليه هنعملوها وبعدين هنبطلوا وتوبوا ونعيشوا بالحلال بزيادنا جرى  .. الكفن ملهوش جيوب ياادهم
اعتدل ادهم فى جلسته اثر حديث عمه قائلا بتعجب وبعض من السخريه
- مش فاهم طيب نورنى ..  ووجد انت خلاص قفلت سكتها ! ما ترسينى على الحوار يااعمى ! انت عاوز ايه ؟!

حيدر بشر وهو يتحدث بصوت خافت:
- 40 طن بودره هيدخلوه من اسوان .. عاوز خطه متخرش الميه ياادهم نسلموا فيها البضاعه  .. فتح راسك ورامى كل حاجه ورا ضهرك السوق نايم وعاوزين نشغلوووه يااولدى !
تقف ورد خلف الحائط تستمع لهم باهتمام شديد فارتعد جسدها اكثر وهى تردف بخوف
- نهاركم اسود .. هما ناويين على اييييه !

 

تجلس فى منتصف مخدعها تقلب فى حساب  الفيس بوك  لدى مجدى وتتأمل صوره بعنابه وثغر لم يخل من الابتسامه .. فكبرت صوره يبدو انه انيقا بما فيه الكفايه لجعلها تتوقف عندها طويلا مردفه
- هو انا مكنتش واخده بالى انه قمر كده ازاى .. يخربيت غباءك ياصفوة !
فأكملت مشاهدة الصور بفضول مع متابعه الكومنتس وتسجيلات الاعجاب فالتوى ثغرها بغضب
- والله عال يابيشمهندس .. كل دى بنات ؟! فتحتها بيت طلبه ! ايه دا والحلوه كمان عامله لاف .. اما اشوفه عامله كومنت وقايله ايه
 شكلك زي القمر ياهندسه
ورد مجدى عليها  الله يخليك دا من ذوقك.

اشتعلت نيران الغضب بصفوة اكثر ثم القت الهاتف بعيدا وهى تنفث دخان الغضب
- والله عال ! ماجيبلكم اتنين لمون احسن ! اي اصله ده .. واى البجاحه دي ! لا وهو منشكح اووى وفرحان بصوره ومنزلها .. طيب اما خليتكك تمسح كل الصور دى ! طبعا رجل اعمال ناجح وشايف نفسه وكل البنات بتترمى تحت رجله ... هو ساب كل البنات دى وجيه يقول لى انا  بحبك ياصفوة  ... اوووووووف هو بيشتغلنى ولا ايه نظامه دا مشافش منى ريق حلو عشان يحبنى اصلا ... وبعدهالك ياا سي مجدى !
ثم وقفت تجوب غرفتها ذهابا وايابا هاتفه باغتياظ
- صوره عليها 1020 لايك ملاقيش غير كام شاب وكلهم بنات .. دانت ايامك سوده معايا ... وبعدين هو ازاى قدر يقدملى على رساله الماستر بالسهوله دى ! اى الحيرة دى بس ياربى ..!

ثم تأملت وجهها بالمراه وتسيب شعرها وهى تنتوى له بشر
- طيب .. انا وراك والزمن طويل هخليك تعد النجوم فى عز الضهر .. ماانت عفاف معرفتش تربيك صفوة هتربيك .. بس ... وانت اللي جبته لنفسك .. انا هموت من الغيره لييه اصلا، هو مابقاش فى حياتى ولا يهمنى اصلا .. فوقى لنفسك ياصفوة .. ولا يشغل دماغك ..
التفت نحو هاتفه الذي اعطر صوت بوصول رساله اثارت جنونها من ياسر
- العريس طفش بسرعه ولا ايه .. نقول مبروك الطلاق طيب ..!

يسير محمد فى الجنينه متجها نحو القصر الكبير .. فقابل احد الخفر الذي يتجه صوب منزل سليم ..فساله محمد بفضول
- هو مش سليم بيه قايل محدش يروح هناك !
الخفير: ده موضوع مهم قوة وست وجد منبهه عليا (لازمن) ادهولها بنفسها ..
محمد باهتمام: اللي هو ايه دا !
الخفير: نتيجه تحليل ست يسر ياجناب الضكتور ..
خطف محمد الاوراق من يده قائلا
- ورينى انا هشوفهم بنفسي ..

اطلع محمد على التحليل بتركيز وفجاه تبدلت ملامحه التى كساها الغضب عندما اثبت وجود ماده سامه بجسم يسر كان سببها اجهاض الجنين قائلا بغضب
- لو طلع ورا الملعوب ده حد ورحمة ابويا هدفنه مطرحه ...

تقف امام المراه تصفف شعرها بدلال مرتديه قميصه الفضفاض .. فارسلت له نظره بالمراه
- اوعى تكون فاكر انى نسيت ! دانا لسه ناويالك على نيه سوده ..
انتهى سليم من ارتداء بنطاله قائلا بسخريه
- اتنيلى .. حضن جاابك ورا وورا اوي كمان ... مش مع سليم التهديات دى ..
دارت اليه باغتياظ وعيون ينبعث منه الشرار
- تصدق انا غلطانه انى شفقت عليك .. وبعدين محدش يخطف حد كده ياكابتن لو مش واخد بالك .. انا اتاخدت على خوانه
قرب منها مختالا وهو يغمز لها بطرف عينه.

- بس متنكريش انها خوانه حلوة ! احم طيب يلا اتخانقى اهو وانا هسمعك ومش هخطفك تانى ولا حاجه الا لو غلبتينى
شيعت له نظره بالمراه: الا احنا كنا بنتخانق لييه ؟! فاكر !
تناول فرشاه الشعر وبدا فى تسريح شعرها بلطف مردفا:
- سبيلى انا الطلعه دى وانت افتكرى كنا بنتخانق على ايه ولو زنقت معاك اوى هفكرك انا ..
بدا سليم فى تهدب وترتيب شعرها .. فظلت ترمقه بنظرات ناريه فى المراه متعمده اللعب على اوتار حب .. فعمدت ان تقف على اطراف قدامها وتجسم القميص عليها لتتدلل امام المراه قائله
- سليم هو انا تخنت شويه ..!

نظر لها ببرود: تؤؤ مش واخد بالى وبعدين كله خير ياوجد !
- يعني بجد مش واخد بالك اذا كنت تخنت او لا ؟!
نظر لها بعيون ضيقه وهو يتأملها بعنايه:
- ورينى كده هَشيت بس على بعض الحاجات اللي تهمنى ..
لكزته باغتياظ: انت قليل ادب اوى .. وسع كده سيبنى اشوف عاوزه اعمل حاجه كده .
ابتعدت عنه لتتجه نحو الخزانه وتخرج منها كل الملابس التى احضرها سليم اليها قائله
- اقعد هنا وهعملك عرض ازياء يلا !
حك ذقنه باستغراب: اى الفرهده دى يااما .. وليه ماكله بيبقي ارض فى الاخر ياوجد ..

- تؤؤؤ نفذ الكلام .. وراضي هرموناتى يااخى حابه اقيس كل الحاجات دى .. اقعد هنا واستنانى ...
سليم بنفاذ صبر وهو يضرب كف على الاخر: يامثبت العقل والدين ياارب ..
خرجت وجد لترتدى اول طقم عباره عن هوت شوت وتوب صغير ثم دخلت الغرفه تتمايل امامه قائله بميوعه
- هااا اى رايك حلو عليا ..!
رمقها بنظره طويله بدات من قدمها حتى شعرها وهو ياخذ نفسا عميقا قائلا
- نهارك مش فايت ..
تعمدت ان تدور امامه قائله: ايييه  حلو عليا ولا وحش انجز ..

تنحنح سليم بخفوت محاولا السيطره على جيوش عشقه التى حركتها دلال امراه قائلا بتنهيده
- حلو ياوجد .. ح ل و
خرجت وجد وهى تنتوى له بشر قائله فى سرها:
- طيب يابتاع ماجده اما خليتك تقول حقى برقبتى المره دى .. ثم اخرجت قميصا اخرا قصيرا جدا باللون الفيروز وارتدته ملقيه نظره اخيره عليها قائله
- طيب يابن الهواري ...
دلفت الغرفه متغنجه كعارضات الازياء امامه متعمده على اظهار معالم جمالها قائله بمرح طفله
- وده ! ايه رايك فيه ..

تصبتت قطرات العرق من جبهته قائلا بقهره
- وبعدهالك ياوجد .. ما يتقربى ياتتلمى ! راحه جايه هتجننينى معاكى ليه !
- انت ماتعرفش تتلم خاالص ! جوزى حبيبي وباخد رايه فيها حاجه دى .. المهم رايك ايه حلوو صح ؟!
- اووووووف فاجر ياوجد ..
نظراته بثت الثقه فى جوفها اكثر واحتلتها افكارها الشيطانيه .. وقفت لبرهه تختار شيء اخر ترتديه ولكن تلك المره ايضا افسد مخططها .. فوجدته يقف امامها بنظرات صقر يترقب انقضاضه على فريسته .. فصرخت وهى تحاول ترتدي ملابسها سريعا قائله بقلق
- انت جاي هنا ليييه !

قرب منها وهو يشد ما بيدها من ملابس قائلا
- مش اد اللعب بتلعبى ليه .. وبعدين تعالى هنا انا مكملتش الموضوع اللى كنت عاوزك فيه جوه !
ظلت تتراجع خطوات للخلف تترقبه بتوتر قائله
- انت عاوز منى ايه .. احنا متخانقين على فكره ..
خطوه واسعه خطاها سليم فجعلته يقف امامها ويلقى بها فى حضنه تحديدا قائلا
- مااحنا متخانقين فعلا بس اى العلاقه يعني !

انفجرت ضاكحه فى حضنه كطفله مراوغه ولم يتمالك هو مشاعره ايضا فانفجر ضاحكا على ضحكها .. حاولت الهرب من بين يده الاتى انطبقان عليها قائله:
- ياسليم سيبنى .. خلاص ياعم كنت بهزر يارمضان ..
- مش انت اللي عامله فيها اشلى سكوت  وعرض ازاء ومعرفش ايه اشربى بقي ..
نجحت وجد ان تهرب من بين حصاره راكضه على غرفتها محاوله قفل الباب ولكنها فشلت ايضا فى ذلك عندما تحمل بقوته على الباب فدفعها بقوه للخلف فسقط ارضا ..

حك سليم ذقنه وهو يتأملها بحب قائلا بحيره: اكلك منين يابطه ..
ضحكت وجد على اسلوبه قائله برجاء: خلاص والله مش هعمل حاجه تانى تزعل ..سماح المره دى !
بسط سليم جسده بجوارها بخفه كأنه يمارس رياضه  الضغط  فجعلها تحت سطواه وهو يداعب ملامح وجهها بحب
- بس اى الحلاوة دى .. معايا قمر ياناس !
انفجرت ضاحكه بصوت زلزله وهى تتغنج امامه بدلال:
- منا عارفه .. يابنى انت اللي زيك يصلى شكر لربنا كل يوم لانى من نصيبه .. حافظ عليا بقي !

- فى اكتر من قلبى حابسك جواه ! بصي اهم حاجه الثقه .. بحبك وانت واثق فى نفسك اوى يابطل ..
كانت تلك اخر جمله اردفها سليم قبل ما يوزع قبلاته على اراضيها بحب ووله .. فنظر فى عينيها قائلا بغمز قبل مايواصل ما بداه
- منتحداش سليم الهواري تانى هااا ..
ظلا يتبادلان اشهى انواع الحب سويا حتى اخرق صفواهم صوت طرق شديد على الباب ..
وجد بتساؤل مع اقتطاب حاجبيها: روح شوف مين ياسليم !

سليم لم يكترث اى اهميه للامر: كبرى راسك ياوجد عاااد
ازداد معدل الطرق على الباب فنهض سليم متأفف قائلا بغمز
- متتحركيش من مكانك هاااا ..
وصل سليم الى الباب ليفتح وهو عاري الصدر ففوجئي بكوثر تقف امامه وبيدها مسدسا تصوبه ناحية صدره قائله
- اتشاهد على روحك ياولد الهواري ..

 

تااابع ◄ 

 

أحدث أقدم

نموذج الاتصال