-->

رواية لعنة حبك الفصل الاول


 الحب هبة الله للبشر به تحنو القلوب وتسعد بالعطاء ومنه نستمد الأمل لكن بعض القلوب التي لم تعرف الحب يوما، رأت بالحب شهوة ومبررا لسلب ما ليس لهم، فحولوه من هبة للعنة، فماذا ينتظرنا بعد ان يتحول الحب الي لعنه؟ كم شخص ستصيبه هذه اللعنة؟ وهل وهناك من يستطيع ان ينجو منها؟ ومن سيعلق بها وتدمر حياته؟ وهل أنت تعتبر مسئولا عن من ضاعت حياته بعد ان اصابته؟.

 الفصل الأول

في حديقه جميله مليئه بالازهار كان شاب ممشوق العضلات وسيم الوجه ينظر علي فتاه شديده الجمال رشيقة القوام تجلس علي الارجوحه كان يقترب منها ببطئ التفتت الفتاه اليه ونظرت اليه بنظرة اعجاب وابتسامه جميله فاسرع الخطي اليها وعندما وقف امامها نزلت من علي الارجوحه ووقفت امامه ونظرت الي عينه وقربت وجهها من وجهه فرفع يده ليلمس ووجهها ففتحت الارض تحت قدمه وسقط في مكان مظلم لا يري كف يده بدأ يصرخ الشاب بصراخ: الحقوني طلعوني، الحقوني طلعوني انا فين حد ينجدني...

بدأ يتحرك في المكان بتخبط يبحث عن اي شئ يمسك به يصل الي نهايه او اتجاه هذا المكان لكن دون فائده ازداد رعبه وفجأه انشقت الارض مره اخري وكادا يقع لولا انه امسك في حبل وجده وهو يقع فنظر اسفل فوجد نار مشتعله ونظر الي جواره فوجد بعض الشباب معلقون مثله ويصرخون
الشاب بصراخ وفزع: انا فين، وانتو مين والنار دي جت منين حد يلحقني حد ينجدني يارب، يارب نجيني من عندك يارب.

واذا بيد حنونه تمسح عن جيبنه وهو نائم علي سريره فقام مفزوعا ويصرخ
الشاب بفزع وصراخ: حد ينقذني..
والدته بفزع: مالك يا حبيبي مالك يا نور في ايه يا حبيبي ايه اللي رعبك كده.
نور بفزع وهو يرتمي في حضن والدته: كبوس، كبوس فظيع يا امي كنت هقع في النار وانت انقذتيني لما صحتيني
والدته: الحمد لله يا حبيبي اني صحيتك
نور: الحمد لله، الحمد لله.
دخل والده من باب الغرفه مفزوع من صوت صراخ نور.

والده: مالك يا نور مالك يا حبيبي الواد ماله يا وفاء؟
وفاء بحزن: مفيش الحمد لله كبوس وراح يا عصام.
عصام بضيق: كبوس ايه اللي يخلي راجل يصرخ؟
نور بقلق وتوتر: كبوس وحش قوي يا بابا الحمد لله ان ماما صحتني.
عصام: الحمد لله عشان مش بتقوم تصلي الفجر ربنا يهديك ويتوب عليك يا حبيبي انا نازل عشان اتاخرت علي الشغل سلامو عليكو
وتركهم وخرج مسحت والدته علي جبينه بحنان وقبلته في جبينه وربطت علي كتفه.

وفاء بابتسامه: قوم يلا اتوضي وصلي الصبح وبعد كده ابقي كمل نوم.
نور وقد هدأ قليلا: حاضر يا امي مع ان النوم طار من عيني خلاص.
وفاء: معلش حبيبي لما تصلي هتحس براحه ان شاء الله وتنام عشان تعرف تروح شغلك انت مانمتش غير ساعتين بس يا حبة عيني.
قام نور ودخل الحمام وتوضئ وصلي وبعدها جلس يفكر في هذا الكبوس ويقول لنفسه.

: معقول ايه الكبوس الرهيب ده وبعدين البنت دي هي رانيا انا متاكد بس ليه حصل كده انا مش فاهم وليه اول ماجيت المس وشها الارض انشقت وبلعتني وليه كنت حاسس انه حقيقه مش حلم.
دخلت والدته عليه ونظرت اليه بابتسامه: ايه حبيبي بتكلم نفسك ليه؟
نور بقلق وتوتر: مش عارف يا امي يظهر اني اتجننت الكبوس ده جنني حاسس زي ما يكون حقيقه مش كبوس.
وفاء وهي تربط علي كتفه: قرب من ربنا اكتر وعمرك ما هتشوف كوبيس تاني.

نور بضيق: حاضر يا امي بس حاسس اني مش مظبوط بقالي فتره وجت ختمت بالكبوس ده.
وفاء: بص يا بني الذنوب هي اللي بتتعبنا شوف ايه الذنب اللي بتعملو وتوب عنه وانت هاترتاح.
تنهد نور قائلا: حاضر يا امي.
وفاء: طيب ياحبيبي هروح اريح شويه وبعدين اقوم اعمل الاكل.
نور: اتفضلي يا امي.

خرجت وتركته وعاد للتفكير مع نفسه قائلا: انا هعمل بكلام امي وابعد عن رانيا طلما هي اللي شوفتها في الحلم يبقي اكيد هي دي المعصيه مع ان ده هيكون صعب عليا قوي لاني بحبها جدا بس هتفق معها اننا مش هنتاقبل تاني لحد لما اجهز واروح اخطبها من ابوها.
وقام استلقي علي السرير وهو يقرأ بعض الايات حتي هدأ ونام وقبل العصر بساعه دخلت والدته الي غرفته وايقظته.

وفاء: اصحي يا نور اصحي يا حبيبي عشان تلحق تصلي الظهر قبل العصر ما ياذن.
فتح نور عينيه ونظر اليها بنعاس قائلا: حاضر يا امي.
خرجت وتركته قام نصف قومه وفرك في عينه وفرك في شعره وقام من علي السرير دخل الي الحمام اخذ حمام وتوضأ وخرج ارتدي ملابسه وققف امام المرأه يصفف شعره فرأ نار مشتعله خلفه فالتف بفزع قائلا: اعوذ بالله من الشيطان الرجيم.
لكنه لم يجد شئ فعاد للنظر في المرأه بترقب ونظر حوله يمنا وشمالا.

نور لنفسه بخوف: انا ليه حاسس بصهد زي ماتكون النار دي كانت حقيقي لا اله الا الله، اعوذ بالله من الشيطان الرجيم اكيد ده من تاثير الكبوس اللي شوفته.
واكمل تصفيف شعره وهندمة ملابسه وارتدي جوربه وخرج كان والداه ينتظرانه علي طاولة الطعام لتناول الغداء معا نظر اليه والده بابتسامه قائلا: تعالي يا حبيبي يالا كل قبل ما تروح علي شغلك.
فجلس نور بجوار واده وكانت والدته تجلس بجواره من الجانب الاخر.

عصام بحصره: لولا اني مش حابب قعدتك في البيت مكنتش خليتك تروح شغلانه زي ديه.
نور بابتسامه حزينه: يعني هو انا لقيت غيرها يا عم الحج وبعدين هو انا لوحدي ما في شباب كتير زي الحمد لله اني لقيت اشغل اهو علي ما ربنا يفرجها والاقي حاجه تنفع شهادتي.
وفاء بحزن: يا عيني عليك يا بني خريج حاسبات ومعلومات وبدل ما تشتغل مهندس كمبيوتر شغال امن في عماره.

نور بابتسامه: بلاش كلام ويلا ناكل عشان متاخرش وتروح مني الشغلانه واقعد جنبك اخرط بصل.
عصام مازحا: ايوه لاء كله الا البصل الواحد مش ناقص عياط.
فضحك الجميع وتناولو الطعام وبعد انتهي نور من الطعام قام غسل يده ودخل غرفته نظر في المرأه ليتاكد من ملابسه ففزع منها اصبحت سوداء تماما فعاد خطوتين للخلف واغمض عينيه وفتحهم وهز راسها قائلآ: اعوذ بالله من الشيطان الرجيم هي المرايه عملت كده ليه.

ونظر الي شباك الغرفه ونظر الي المرأه مره اخري فوجدها عادت الي طبيعتها فنظر بها في ترقب وشعر ان صورته تهتز
فاخذ نفس عميق واغمض عينيه وفتحها وقال بتوتر: يظهر اني تعبان انا هروح الشغل النهارده واخد بكره اجازه.
وخرج من الغرفه واتجه الي الباب ونظر الي والديه قائلا: انا ماشي سلامو عليكو.

وخرج من باب نزل بعض السلالم وكان يشعر وكان نارا خلفه فالتفت بفزع قائلا: اعوذ بالله من الشيطان الرجيم هو فيه ايه انا مالي كده.

سمع صوات خطواط احد يصعد السلم فسكت خوفا ان يظنه مجنون ولكنه انهي السلم كله وخرج من العماره ولم يجد احد امتلاء قلبه بالخوف وبدأ يقرأ بعض الايات في سره حتي وصل الي الشارع الذي به المنزل الذي يحرسه فوجد حبيبته رانيه تنتظره امام باب المنزل وتبتسم له نفس الابتسامه التي كانت تبتسمها في الكبوس فشعر بالخوف يملاء قلبه فتقدم حتي وصل بالقرب منها ولكنه ظل علي بعد خطواط
رانيه بابتسامه: اتاخرت ليه يا حبيبي؟

نور بتوتر: معلش اصلي تعبان شويه وهعمل بكره اجازه عشان ارتاح.
فقربت منه خطوتين وقالت بدلع: الف سلامه عليكي يا حبيبي بعد الشر عنك.
ظل نور مكانه ولم يقترب منها قائلا: رانيا انا عايزك ما تستننيش تاني عشان ده حرام وانا عايز علاقتنا مايكونش فيها حاجه حرام.
رانيا بضحكه: حاضر يا حبيبي بس متزعلش بقي بعدها وتقولي وحشتيني.

نور بحب: مش هقول انتي اكيد طبعا هتوحشيني بس عشان ربنا يكرمنا وانا هدور علي شغلانه تانيه عشان احوش ثمن الشبكه والدبل.
رانيا بحب: بس انا مش عايزه شبكه ودبل انا عايزاك انت بس ولو كلمت بابا هيوافق اننا نتجوز حتي هنا في فيلاتنا دي (واشارت علي فيلا بجوارها).
نور بضيق: انا مش عويل انا راجل وماقبلش اللي بتقوليه ده.
رانيا بضيف: طيب عموما خلاص مش هستناك تاني.

وتركته ودخلت الي الفيلا وهي غاضبه فكر نور ان يدخل خلفها ليصالحها ولكنه شعر بالخجل كيف يدخل بيوت الناس دون استئذان اصحابها فاكمل طريقه الي المنزل الذي يحرسه ودخل جلس علي الكرسي وكان بواب العماره (مرعي) جالس علي كرسيه فجلس معه
مرعي: مالك يا بني شكلك تعبان ليه كده؟
نور: مش عارف ياعم مرعي حاسس اني مش مظبوط وبتحصلي حجات غريبه من الصبح.
مرعي: تبقي اكيد العفريته طلعتلك انت كمان.

نور بابتسامه: عفريتة ايه ياعم مرعي ما عفريت الا بني ادم.
مرعي: اصل في عفريته هنا في الشارع وكل ما واحد يشتغل هنا في العماره تطلعلو وتفشو من الشغل.
نور: طب ما انت شغال هنا من زمان ماطلعتلكش ليه.
فضحك مرعي قائلا: اصل انا ماخفش منها.
نور: ولا انا مابخفش الا من اللي خلقني واحد الله كده انا هدخل هعمل كوبية شاي اعملك معايا؟
مرعي: انت عارف انا مابشربش شاي اعمل لروحك انا قاعد هنا اشربه وتعالي العماره.

وتركه نور ودخل الي الداخل وكان يشعر بغضب قائلا: راجل غريب وعماره غريبه كل يوم اسمع فيها اصوات غريبه انا مش عارف ايه اللي سكنهم في حته مهجوره زي دي.
ودخل الي الداخل وبدأ يعد الشاي ولكنه شعر بنار خلفه فنظر بفزع ولكنه لم يجد شئ فوضع يده علي راسه قائلا: انا يظهر تعبان بجد انا همشي واجي بكره.

فقام خرج من العماره كان عم مرعي يجلس بجوار الباب فقاله له: انا ماشي يا عم مرعي تعبان ومش هقدر اكمل احرس انت العماره.

وذهب كان يشعر ان الشارع اصبح طويلا علي غير العاده مر بجوار فيلا رانيا فنظر في حديقة الفيلا فوجد رانيا تجلس علي الارجوحه ونظر الي الحديقه وشعر انها تشبه مارأه في الكبوس فامتلاء قلبه بالخوف وتحرك بسرعه دون ان ينظر للحديقه مره اخري ظل يسير حتي وصل امام باب مسجد فدخل توضئ وصلا ركتين وجلس يقرأ بعض ايات القرأن حتي شعر انه هدأ
فقام وخرج ذهب الي المكتب الذي يعمل تابعا له ودخل الي الموظف.

نور: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الموظف: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ايوه حضرتك عايز ايه؟
نور: انا بشتغل تبع المكتب وكنت عايز اغير العماره اللي بشتغل فيها ممكن.
الموظف: مفيش مشكله اكتب اسمك وعنوان العماره اللي شغال فيها في الورقه دي(قدم اليه ورقه بيضاء مسطره) وانا هقدم الطلب للمدير واجبلك منه الرد.

فاخذ نور الورقه وكتب كل بيانته وعنوان العماره وقدمها للموظف فاخذها الموظف ودخل مكتب المدير وبعد بعض الوقت خرج وقدم له ورقه قائلا: اتفضل ده عنوان فيلا هتروح تشتغل فيها في منطقه تانيه.
فاخذ نور الورقه ونظر بها وقال بتعجب: ايه ده العنوان ده في نفس الشارع مش في منطقه تانيه ولا حاجه.
الموظف: بس ده شغل في فيلا يعني حاجه انظف واحسن وهتنبسط هناك قوي.

نور بضيق: انبسط ايه بس (ونظر للورقه ) وبعدين شكله عنوان فيلا رانيا.
الموظف: يعني هنجمعك مع حبيبتك اهو ابسط ياعم
نور بغضب: حبيبة ايه ونيله ايه بس انا مستقيل من ام الشغل ده سلام عليكو.
وتركه وخرج وهو غاضب ويبرطم قائلا: حبيبتي ايه اللي بيجمعني بيها وبعدين عرف منين انها حبيبتي ايه اللخبطه دي بقي كده ما ينعش يكون عم مرعي قالهم اه صح اكيد هو عم مرعي مفيش غيره بس بردو انا مش هرجع الشغل ده تاني.

وخرج وهاد الي منزله فتح الباب ودخل كانت والدته تجلس في الصاله فنظرت اليه بتعجب قائلاتا: ايه اللي جابك بدري كده يا حبيبي؟
نور بضيق: سبت الشغل يا امي هدور من بكره علي شغل تاني.
فاتي ابيه من غرفته وقال له في تعجب: سيبت الشغل ليه يابني انت مش قولت ده احسن من القعده في البيت.

نور: مش مستريح في المكان يا بابا وكمان العماره غريبه جدا من يوم ما اشتغلت فيها ومشفتش حد من سكانها ومفيش غير البواب وكل يوم اسمع اصوات غريبه وصريخ من العماره حاجه كده ترعب.
عصام: الله طب وده مكنش بيحصل من اول ما اشتغلت ده انت بقالك فيها شهرين؟
نور: كنت بعمل نفسي مش سامع وبصراحه كنت اتعلقت ببنت هناك ساكنه قريب منهم وكنت لما اتخنق اروح اقعد اتكلم معها شويه بس عمري ما عملت حاجه تغضب ربنا.

عصام بضيق: لاء طبعا قعدتك مع واحده ماتحلش لك لوحدكو ده حرام وذنب كمان يافالح.
نور بندم: عموما انا كمان سبتها وقولت لها اني هخطوبها بس هي قالت كلام ضايقني وعشان كده خلاص هنساها.
عصام: انت اصلا ما حبتهاش انت كنت بتضيع وقت وده ذنب اكبر توب الي الله واتطلب منه انه يسامحك.
نور: عندك حق يا بابا وعشان كده سيبت الشغل ده.
وفاء: عين العقل يابني وابقي روح اشتغل مع عمك علي ما تلاقي شغل يناسبك.

نور: حاضر يا امي انا هدخل انام دلوقتي وصحيني في الفجر.
وفاء: حاضر يا نور عيني.
فقبلها في جبينها وقبل يد والده ودخل الي غرفته جلس علي سريره وفجأه تذكر كلام عم مرعي عن العفريته ووضع يده في شعره وبدأ يفرك به ويهز راسه قائلا: عفريتة ايه وكلام فاضي ايه بس.

وخلع ملابسه وعلقها علي الشماعه وارتدي بنطلون الترنج واستلقي علي السرير واغمض عينيه فسمع صوت رانيا تهمس في اذنه وتقول: اخص عليك كده تسبني وتبعد عني اهون عليك يعني.
وشعر وكانها بجواره وكان شعرها يلامس وجهه وان يدها علي صدره ففتح عينيه بفزع فوجدها موجوده بالفعل.
فزع نور من وجودها امامه وقام مفزوعا من علي السرير ونظر اليها بغضب قائلا بصوت خافت كي لا يسمعه والدها: انت دخلتي هنا ازي وعايزه مني ايه.
رانيا بحزن ودلع: اخص عليك بقي بدل ما تفرح بوجودي معاك تقولي كده
نور بغضب اكبر وهو يخفض صوته: انت سافله ازي تدخلي اوضة راجل غريب في وقت زي ده؟
رانيا: غريب انا جوزي غريب ازي انت ناسي انك اتجوزتني.

نور باستنكار: محصلش محصلش وبعدين ده كان حلم وماكملش كمان يعني حتي في الحلم الجواز ماتمش.
رانيا: لاء تم مادمت جيت الفرح يبقي تم.
نور باستنكار: مكنش فيه مأذون ولا كتبنا كتاب ويبقي اتجوزنا ازي وبعدين ده كان حلم حلم مش حقيقه.
رانيا بتحدي: الحلم في عالمنا هو الحقيقه ومعندناش مآذون طلما جيت الفرح يبقي خلاص بقيت مراتك.

نور بعدم فهم: عالمكو ده ايه ويعني ايه مفيش مأذون؟! اسمعي انا مش فاهم حاجه من كلامك ومش عايز افهم يلا امشي من هنا انا مش عايزك خلاص ماتلزمنيش يلا زي ما دخلتي اخرجي قبل ما حد من اهلي يدخل ويشوفك وتجبيلي مصيبه.
رانيا بدلع وهي تمرر اصابعها علي وجهه: انا مصيبه طب دي احلي مصيبه ممكن تحصل لواحد.
فابتعد عنها بغضب قائلا: اسمعي مش عايز قلت ادب امشي من هنا يلا.

فارتفع صوته فدخلت والدته مفزوعه واضأت النور ففتح عينه فوجد نفسه مستلقي مكانه علي السرير ولا احد معه في الغرفه
وفاء بتعجب: مالك يا حبيبي بتزعق ليه ولمين؟!
نور وهو مكانه: يظهر اني كنت بحلم يا امي.
وفاء: طب خلاص يا حبيبي اقرأ اذكار النوم عشان ماتشوفش احلام وحشه تاني.

وقبل ان تطفئ النور وتخرج اقتربت منه ووضعت يدها علي راسه وبدأت تقرأ له بعض الايات فذهب في النوم فابتسمت واطفأت نور الغرفه وخرجت واغلقت الباب وفي الفجر دخلت ايقظته لصلاة الفجر
وفاء: اصحي يا نور يلا ياحبيبي قوم صلي الفجر.
فتح عينيه بنعاس قائلا: حاضر يا امي هقوم اهو.
وفاء: ماتتاخرش عشان تلحق تروح مع ابوك الجامع.
نور بنعاس: حاضر يا امي حاضر هقوم اهو.

خرجت وتركته فشعر بيد تلمس وجهه ففتح عينه فلم يجد احد ولكنه سمع صوت رانيا في اذنه تقول: صباح الخير يا حبيبي وحشتني من امبارح كده تسبني وتنام.
ففتح عينيه جيدا ونظر يمينا وشمالا وقام مسرعا وهو يقول بخوف: اعوذبالله من الشيطان الرجيم، اعوذ بالله من الشيطان الرجيم انا ايه اللي بيحصلي ده، انا هدخل اتوضي وصلي اكيد ده الشيطان عايز يضحك عليا عشان يعطلني عن الصلي.

ودخل الي الحمام وتوضئ وارتدي باقي الترنج ولحق والده قبل ان يخرج من الباب ونزلا معا لصلاة الفجر كان صامت طوال الطريق يفكر في ما حدث معه وقبل المسجد بخطواط بسيطه راي رانيا تقف وتشير له باشارت وحركات مثيره بيدها وشفتيها فاستغفر الله واستعاذ بالله من الشيطان ودخل المسجد مع والده وبعد انتهاء الصلاه خرج مع والده من المسجد وهو يتلفت يمينا وشمالا فلاحظ والده ذلك.

عصام بضيق: مالك يا بني واحنا جاين كنت ساكت وفجاه زي ماتكون اتخضين وفضلت تستعيذ بالله من الشيطان ودلوقتي خارج تتلفت حوليك مالك فيك ايه يا بني.
نور: مفيش حاجه بس يظهر اني اخدت برد من الحته المقطوعه اللي كانت فيها العماره اللي كنت بحرسها لما ارتاح شويه هبقي كويس ان شاء الله.
عصام: ان شاء الله ما هو الجو بدأ يبرد وانت بتلبس خفيف ابقي تقل شويه.
نور بابتسامه: حاضر يا عم الحج.

عصام: ولو مش عايز تروح تقف مع عمك في المحل خلاص ماتروحش واقعد ريح.
نور: لاء هروح القعده في البيت هتزود التعب.
عصام: اللي يريحك يا بني.

وصلا المنزل وصعدا معا دخل الشقه ودخل كل واحد الي غرفته دخل نور غرفته واستلقي علي سريره واغمض عينيه فشعر وكأن صهد يملاء الغرفه ففتح عنيه لكنه لم يجد شئ فاغمضها مره اخري فشعر وكأن نار تحوطه من كل الاتجهات حاول ان يقوم من مكانه لكنه شعر وكأنه مربوط ولا يستطيع الحركه ففتح عينيه بسرعه لكنه لم يجد شئ بالغرفه
نور بفزع: اعوذ بالله من الشيطان الرجيم.

وظل يرددها حتي ذهب في النوم استيقظ علي صوت والدته وهي تناديه
وفاء: اصحي يا نور قوم عشان تروح لعمك قوم يا حبيبي.
فتح نور عينيه بنعاس: ايوه يا امي سبيني عايز انام حبه كمان.
وفاء: قوم يا حبيبي انت نمت كتير قوي دا احنا قربنا علي الظهر وانت نايم طول اليوم امبارح.
ففتح عينه وتنبه لكلامه قائلا: اه انا نمت ده كله وامال ليه حاسس ان جسمي وجعني وكاني منتمتش اصلا.

وفاء: ماهو كتر النوم بيتعب زي ما قلت النوم بتتعب يلا اصحي وفوق كده عشان الوجع يروح.
نور بالم: حاضر يا امي اه اه ايه ده حاسس ان جسمي مكسر زي مكون كنت بجري طول الليل وريقي ناشف وكاني بقالي سنه ماشربتش.
وفاء: الف سلامه عليك يا حبيبي.
نور: ربنا يسلمك يا ماما يارب انا هقوم اهو.
وفاء: طيب يا حبيبي ازازه الميه جنبك اه انا هروح اعملك الفطار علي ماتقوم.

وقبلته في جبينه وخرجت جلس علي السرير وبدأ يتمطع قائلا: اه ايه ده هو كان حلم ولا حقيقه كنت عمال اجري ومش لاقي اخر للطريق زي ما اكون بلف في متاه اقوم اخد دش ساخن ده اكيد هيفك جسمي شويه.
ودخل الي الحمام وفتح الماء الساخن وخلع ملابسه واذا بالحمام يمتلئ بالدخان بطريقه غريبه ففزع منه وخرج من الحمام مسرعا امسك الفوته لف بها نفسها وقف امام باب الحمام بفزع.

نور بفزع: ايه ده ايه اللي حصل ده هو ده حقيقه ولا حلم انا مبقتش عارف انا ليحصلي ايه.
ارتدي ملابسه وخرج من الغرفه وجد والدته تنتظره علي الطاوله وتضع له الطعام
وفاء: ايه ده كل ده تاخير انت نمت تاني ولا ايه؟
نور بتعجب: تاخير انا ملحقتش ولا يمكن نمت وانا مش واخد بالي.
وفاء بمزاح: اللي واخد عقلك ياتري ايه شاغل بالك.
نور بتوتر: هو ممكن حلم يغير حياة انسان؟
وفاء بمزاح: انت بتقول الغاز علي الصبح ولا ايه؟

نور بتوتر: لاء بجد يعني ممكن واحد يحلم انه في فرحه وبيتجوز فيصبح يلاقي نفسه متجوز.
وفاء بضحك: اه مخلف والعيال قاعدين يتنطتو حوليه قوم يا واد شكلك من كتر النوم عقلك خف
فابتسم نور قائلا: تصدقي صح يظهر عقلي خف انا ماشي هروح لعمي ومش هاجي علي الغدا.
وفاء: طب كل الاول.
نور: مليش نفس لما اجوع هجيب اكل.
وفاء: طب اعملك سندوتش كله وانت نازل علي السلم عشان تغير رقيك.
نور: طيب ماشي.

فاعدت له ساندوتش واعتطه له اخذه وخرج نزل السلم وراسه مليئه بالافكار بدأ يتناول السندوتش وكلما اخذ منه قطمه شعر وكأن احدآ ياكل معه لكنه لا يري احد فقرب السندوتش من فمه واغمض عينه فرأي رانيا تاكل منه معه ففتح عينه بسرعه في فزع ونزل السلم جريا وقف امام باب العماره يقول لنفسه: ده خيال وهم اكيد من البرد.

ولكنه لم يستطع ان ياكل من السندوتش مره اخري فتركه في جانب حائط وذهب الي عمه(عاطف) ليقف معه في المحل فرح به عمه كثيرا ورحب به
عاطف بسعاده: اهلا بيك يا حبيبي نورت المحل.
نور بسعاده: ربنا يكرمك يا عمي معلش بقي سبت الشغل وقولت اجي اساعدك بدل ما اقعد في البيت.
عاطف: ازعل منك كده ده محلك تيجي وقت ما يعجبك ادخل شوف تحب تعمل ايه واعملو يلا.
نور: هقف مع البياع يمكن افهم حاجه في العطاره.

عاطف: اعمل اللي يعجبك انا همشي عشان هروح اجيب بضاعه وممدوح هيجي بعد شويه عشان لو حد عايز حاجه منتاش عارفها هو يقولها لك.
نور: اتفضل يا عمي.
تركه وذهب ودخل نور وقف بجوار الفتارين يقرأ اسماء الاعشاب وشعر وكأن احد يهمس في اذنه فهز راسه قائلا: لاء مفيش حد هنا انا متاكد.
فشعر كان الصوت يهمس في اذنه قائلا: انا هنا حبيبتك رانيا موجوده ديما معاك.

نور بضيق: استغفر الله العظيم من كل ذنبا عظيم اعوذ بالله من الشيطان الرجيم.
فاقترب منه احد العمال (عبد الله) قائلا: مالك يا نور في حاجه ديقتك
نور بخضه: خضتني مش تزمر قبل ما تتكلم.
عبد الله بمزاح: بيب بيب زمرت اهو مالك اتخضيت كده ليه؟
نور بمزاح: يمكن عشان واقف جنب الاعشاب والحجات اللي بيستخدمها الدجالين وبتوع العفاريت.

عبد الله: بس دي عطاره عاديه ملهاش دعوه بحاجه من دي انت واقف جنب العطاره العاديه زي التوابل والبهارت.
نور بمزاح: وحد قالك اني اعرف في الاعشاب اصلا.

فضحك الاثنان ووقف معه وبدأ يخبره عن اسماء الاعشاب واستعمالتها وظل يقف معه حتي اتي زبون فذهب عبد الله ليبع له ودخل نور الي داخل المخزن وقف ينظر الي الاعشاب وشعر وكأن الاشياء تتحرك حوله ففرك عينيه ونظر اذا برانيه امامه تقترب وتبعد وتلف حوله وهي ترسل له القبلات ففزع منها وخرج جريا الي خارج المخزن كان المحل ممتلئ بالزبائن فشعر بالخجل ان يراه احد وهو في حالة الهلع تلك وتداري قليلا حتي هدأ وخرج وقف مع العمال وبدأ يبيع للبزائن حتي ينشغل عن التفكير فيما يحدث له بعد بعض الوقت قل الزبائن وعاد لسماع الهمس في اذنه مره اخري فبدأ يتوتر ويتضايق وكان يفكر كيف ينهي هذا الامر فتذكر كلمات والدته عن قرأة القرأن فبدأ يقرأ بعض الايات حتي ابتعد عنه الصوت تماما وكلما شعر به مجددا يقرأ حتي انتهي اليوم كان عمه لم يعد من منذ الصباح ولم ياتي بن عمه ايضا لكن نور لم يلاحظ من كثرة انشغاله بما يحدث له فنظر له عبد الله قائلا: هنعمل ايه نقفل ولا نستني الحاج عاطف؟

نور وقد تنبه: ايه ده هو ممدوح مجاش كمان زي ما عمي قال طب اتصل بعمي واساله.
اتصل عبد الله به فامرهم باغلاق المحل وان يعطو المفاتيح لنور ليوصلها لعمه فمنزله في طريق عودته اخذ المفتاح وعاد وكان كلما سمع الصوت يقرأ بعض الايات حتي الي منزل عمه نادي عليه ردت زوجة عمه (ابتسام)
ابتسام من الشرفه: اهلا يا نور اطلع احدفلك المفتاح ولا الباب مفتوح؟
نور: هو عمي موجود او ممدوح؟

ابتسام: لا يا حبيبي لسه مجاش لهو ولا ممدوح من ساعت مخرجو من الصبح.
نور: طب خلاص نزلي السبت احطلك المفتاح وابقي سلميلي علي عمي وعلي ممدوح.
ابتسام: حاضر.

فنزلت له السبت وضع به المفتاح وذهب وصل عن باب العماره التي يسكن بها وتذكر ما حدث معه علي السلم فتردد في الدخول وبهدها قرر ان يصعد ركدا فركد باسرع ما عنده ومع ذلك كان يشعر وكأن احدا يسير خلفه ويحاول اللحاق به فتح ودخل علي غرفته بسرعه قبل ان تراه والدته اغلق باب الغرفه وكان ينهج بشده من صعوده السلم ركدا.

نور وهو ينهج: يعني امي لو شافتني دلوقتي تقولي عليه ايه رجعت عيل صغير تاني ربنا قادر يطلعني من اللي انا فيه.

وجلس علي سريره حتي شعر انه هدأ لكنه شعر وكان احد يجلس بجواره فالتفت اليه بهدوء فاذا بها رانيا فقام من مكانه مفزوعا ينظر اليها فلم يجدها وشعر انها خلفه فالتفت بسرعه فوجدها تنظر له وتقذف له قبلات فعاد الي الخلف فارتطم بالسرير فوقع عليه فنهض بسرعه ونظر اليها مره اخري فلم يجدها فنظر يمينا ويسرا كالمجنون وهو مرعوب لا يعرف ماذا يفعل فسارع بالخروج من الغرفه فاستدم بوالدته التي تعجبت من وجوده قائلتا: انت جيت امتي يا نور ماشوفتكش وانت داخل ومالك ياواد بتنهج كده ليه زي ما يكون حد بيجري وراك؟!

نور بتوتر: جيت من شويه يا امي بس مش عارف ايه اللي حصلي ده وفي بيحصل معايا.
وفاء بخضه: مالك يا حبيبي فيك ايه؟
نور وهو يداري الامر بالمزاح: دا انا بهزر معاكي يا فيفي.
وقبلها في خدها ودخل الي غرفته فدخلت خلفه فلم تصدق ما فعله وشعرت ان به شئ
وفاء بقلق: مالك يا نور مالك يا حبيبي فيك ايه؟
نور مازحا مره اخري ليطمأنها: مفيش حاجه يا فيفي بس كنت بهزر انا واصحابي وطلعت السلم جري عشان مايلحقونيش.

وفاء وقد اطمأنت: طب يا حبيبي خدتني فكرت فيك حاجه.
فوضع يده علي ظهرها وقبلها في خدها من الخلف قائلا: ربنا يباركلي فيكي يا ست الكل.
وفاء بابتسامه: طب بطل الهزار ده مع اصحابك عشان ماتخضنيش عليك.
نور: حاضر من عنيا.
وفاء: تسلم عنيك ياحبيبي هخرج احضر الغدي.
وتركته وخرجت وقف يفكر مع نفسه وهو لا يفهم ماذا يحدث له ثم شعر وكان احد خلفه فاستجمع شجاعته والتف بسرعه ليري من خلفه فوجده والده ففزع فضحك عليه والده.

عصام بضحك: هو انا بقيت مرعب كده يا واد ولا انت اللي بقيت خفيف؟
نور بابتسامه: بينها كده يا حاج شكلي بقيت خفيف.
عصام بمزاح: طب يا خفيف غير هدومك وتعالي عشان ناكل وربنا ييسر وجبلك شغلانه كويسه احسن من الامن اللي كنت فيها.
نور: شكرا ليك يا بابا يا حبيبي.

قبل نور يده وتركه والده وخرج اغلق نور الباب وبدأ يغير ملابسه وفجأه انقطع النور واظلمت الغرفه شعر نور بالرعب والفزع لكنه قرر ان يتمالك نفسه ليفهم الامر فتح عينيه جدا ليري المكان وبدأت عينه تعتاد الرؤيه في الغرفه وبدأت تظهر رانيا امامه
نور بغضب وخوف: انت عايزه مني ايه عايزه مني ايه؟
رانيا بدلع: قولتلك قبل كده انت في عالمنا اصبحت جوزي وانا بقوم بدوري كازوجه.

نور بعدم فهم: يعني ايه في عالمكو هو انت تطلعي ايه بالظبط؟
رانيا بدلع: انا مراتك وحبيبتك مش انت كنت بتقولي لما نتجوز هتدلعني يلا بقي دلعني.
نور بغضب وحده: انت تطلعي ايه انس ولا...
اكملت وهي تنظر له بتحدي: جن مش تقصد تقول كده؟
نور بغضب وخوف: جن انت جنيه او الصح انت العفريته اللي قال عليها عم مرعي.
رانيا بدلع: جن انس عفريته المهم انك بتحبني وانا بحبك وهوريك الدلع كله
نور بغضب: انت مجنونه وانا اصلا مش مصدق انك عفريته ولا جنيه انت بنت سافله ومفكره انك بكلامك ده هتخوفيني...
وقبل ان يكمل كلامه اضأت الغرفه ووالديه يقفان علي باب الغرفه ورانيا غير موجوده وكان والديه ينظران له بتعجب فشعر نور بالحرج منهم.

نور باحراج: هو، هو، هو النور مكنش قاطع؟
عصام: نور ايه اللي قاطع انت كنت بتكلم نفسك؟
نور بتلجلج: لاء، لاء انا كنت اه، بفكر بصوت عالي واكمن الدنيا ضلمه مختش بالي ان صوتي خرج بره.
وفاء بضيق: كنت بتفكر بصوت عالي ولا بتتخانق بصوت عالي انت بتتخانق مع مين ياواد؟
نور بتفكير: انا بلوم نفسي واعنفها عشان اخرت صلاة العشا معلش يا ماما انت وبابا عدهالي بقي.

عصام بتريقه: عشان اخرت صلاة العشا ياسلام علي التقوي اللي بتخر من جنابك تعالي يالا عشان نتعشي وبعدين كمل خناق براحتك.
نور بخجل: حاضر هلبس بس واحصلكم.

نظر له والده بتحصر وخرجا من الغرفه وقف نور يشعر بالحزن والخجل من نفسه كيف يصل به الحال الي هذا الحد ارتدي ملابس البيت وخرج جلس مع والديه دون كلام وبدأو في تناول الطعام وكانا والديه ينظرا اليه بنظرات الم وحزن وكان نور لا يرفع عينه من علي الطعام فكر نور ان ينهي الامر بان يتكلم وكان شئ لم يحدث
نور: بقولك يا بابا ماتعرفش تشوفلي شغل غير اللي كنت فيه ده؟

عصام: ما انا قولتلك يا بني هحاول انا لقيت لك ده بصعوبه جدا لولا واحد هو اللي قالي عليها مكنتش عرفتها بس ربنا يسهل.
وفاء: خليك الفتره دي مع عمك.
نور: ما انا هفضل مع عمي بس دي حاجه مؤقته بس لحد لما الاقي شغل عدل عشان ادور علي بنت حلال واتلم واتجوز بقي.
فضحكت وفاء قائلة: قول كده بقي وياتري مين دي اللي واخده عقلك ومخلياك تكلم نفسك؟

نور مازحا: لاء ابنك جامد مفيش واحده تعمل فيه كده كل الحكايه اني مرهق زياده شويه ولما انام كويس هرتاح وابقي تمام.
عصام بضحك: ماشي يا سيدي هكلم اصحابي يجبولك شغل وربنا ييسر.

وبعد انتهو من الطعام دخل نور الي غرفته واغلق الباب واستلقي علي سريره لينام فشعر وكأن احدا يجلس جواره فلم ينظر وتصنع عدم الاهتمام فانتفئ النور فجأه وظهرت امامه رانيا وكانت تنظر له بغضب فتصنع عدم الاهتمام بها وكانه لم يرها ولكن قلبه كان يرتجف من الخوف.
رانيا بغضب: انا عارفه انك شايفني وانك خايف ومرعوب لزومه ايه الحركات دي؟

نور بتصنع: حركات ايه انت مش موجوده اصلا انت وهم في خيالي ولما اتجوز هتختفي خالص.
رانيا بغضب وكانها ستشتعل: اوعي تفكر انك تقدر تتجوز انت جوزي في شرعنا ومش هسمحلك تتجوز.
فنظر اليها نور ولم يتكلم ولكنه قال في عقله: اتجوز ايه واتنيل ايه هو بعد الفزع والرعب اللي معياشاني فيه بقيت انفع في الجواز.

فرأي نور الضحكه في عينها وكانها تسمعه فتضايق نور وبدي علي وجهه الغضب فنظرت له بسخريه قائلة: هو انت ماتعرفش اني اقدر اقرأ افكارك.
نور بعدم تصديق: انت كدابه ومش ممكن تكوني قرأتي افكاري انت بس خمنتي كويس وعموما مدام موضوع جوازي هيضيقك فانا هعجل بيه.
وكان ينظر لها بتحدي فنظرت اليه بغضب واشارت بيدها فملأت النار كل ارجاء الغرفه ففزع نور ووقف من علي السرير فاشارت بيدها مره اخري فاختفت النار.

رانيا بغضب: هحرقك انت وهي ولا مفكر انك تضحك عليا وتخدعني واسيبك تعيش حياتك عادي.
ثم اختفت من امامه وعاد النور الي الغرفه شعر نور بالخوف والفزع وشعر ان الامر حقيقي وانه في مشكله حقيقيه جلس علي طرف السرير وهو يفكر ماذا يفعل هل يخبر والديه وهل يمكنهم مساعدته ام انه سيفزعهم فقط وضع راسه علي كفيه قائلا: اه راسي هتنفجر من الصداع ايه الصداع اللي جه فجأه ده.

استلقي علي سريره علي امل ان ينام ويرتاح من الالم ولكن دون فائده وظل هكذا لعدة ساعات حتي تذكر كلمات والدته عن قرأة القرأن فبدأ يقرأ بعض الايات فبدأ يشعر بتحسن وراحه فاستمر يردد ايات القرأن حتي ذهب في النوم دخلت والدته تيقظه لصلاة الفجر
وفاء: اصحي يا نور اصحي يا حبيبي عشان تصلي الفجر.
فتح نور عينه بصعوبه قائلا: حاضر يا امي هقوم اهو.

فتركته وخرجت حاول ان يقوم لكنه شعر ان جسده ثقيل لا يستطيع تحريكه وكان شيأ موضوع فوقه فبدأ يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم حتي استطاع ان يقوم دخل الحمام شعر ان احد بداخله وان به صهد كانه مشتعل.
نور بخوف: اعوذ بك من الخبس والخبائس.

وظل يرددها حتي شعر ان الجو هدأ في الحمام فتوضئ وخرج صلي الفجر وعاد الي السرير فهو كان يشعر بتعب شديد من قلة النوم استلقي علي السرير لينام شعر بان احد الي جواره فقرأ بعض ايات القرأن حتي ذهب في النوم راي حلم وكانه يقف علي لوح زجاج فوق نار وتقف رانيا بعيد عنه تحاول كسر هذا الزجاج ليسقط في النار وهو يقف مكانه خوفا من ان ينكسر الزجاج الذي تحت قدمه فيهوي الي النار كان يصرخ باعلي صوته لياتي احد لنجدته وكان يري شاب يقف بعيدا عنه فوق الزجاج ايضا لكنه متعلق بحبل متهالك ولكن الشاب متمسك به علي امل ان ينقذه فلا يصقط في النار وخاصتا ان الزجاج تحت قدمه تكسر بالكامل فلا امل له الا هذا الحبل فقد يقع الزجاج في اي لحظه ويسقط كان نور يرتعد من الخوف والرعب فرانيا تحاول بكل قوتها ان تكسر الزجاج وهو لا يستطيع الحركه خوفا علي الزجاج من ان تكسره خطواطه وفجأه سمع صوت والدته تناديه وتقظف له حبل فتمسك به جيدا وفي هذه اللحظه استيقظ نور مفزوعا يرتجف من الخوف وينظر حوله ليتاكد انه في منزله وعلي سريره وبدأ يقرأ بعض ايات القرأن حتي هدأ قليلا فقام توضئ وصلي ركتين لله ودعا الله ان ينجيه من هو فيه واذا بوالدته تدخل الغرفه وعندما تجده يجلس علي المصلي تبتسم وتقترب منه وتمسح علي راسه قائلا: ربنا يهديك يا حبيبي ويصلح حالك.

فنظر لها نور وابتسم قائلا: ربنا يباركلي فيكي يا امي وما يحرمني منك ابدا.
وفاء بابتسامه حزينه: مالك يا حبيبي حاسه ان فيك حاجه تعبان قلقان مالك فيك ايه يا ضنيا؟
نور: قوليلي يا امي هو حبل النجاه لنا من النار؟
وفاء بابتسامه: طاعة الله ورسوله والبعد عن المعصيه والذنوب لان هما دول اللي بيوقعونا في النار.
نور بابتسامه: معاكي حق يا امي انا كده عرفت طريقي فين.

وفاء: ربنا ينورلك طريقك ويبعد عنك الشر ويسعدك يا حبيبي دنيا واخره انا هروح اعمل الفطار.
نور بابتسامه: وانا هشيل المصليه والبس عشان انزل.
تركته وخرجت طوي المصلي وقام ارتدي ملابسه وخرج من الغرفه جلس علي الطاوله كانت والدته قد اعدت الفطار ووضعته فجلس معها يتناولا الافطار
وفاء: هتروح المحل مع عمك؟
نور: هلف الاول ادور علي شغل يمكن ربنا يكرمني بحاجه كويسه.
وفاء: وماله يا حبيبي ربنا يوفقك.

انتهي نور من تناول الطعام قبل يد والدته وخرج وقبل ان يغلق الباب قالت والدته: قول بسم الله توكلت علي الله.
فابتسم قائلا: حاضر.

ونزل علي السلم وهو يقول اذكار الخروج من المنزل خرج من المنزل وهو يفكر اين يذهب ومن يستطيع مساعدته ففكر ان يذهب الي المسجد ويكلم الامام هناك فقد يستطيع مساعدته فذهب الي هناك وقف امام الباب كان المسجد فليس موعد صلاه وجد خادم المسجد يرتب المسجد فساله عن الامام فاخبره انه سياتي بعد قليل فجلس ينتظره حتي ياتي وبعد قليل اتي الامام فذهب اليه نور ليحدثه
نور: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الامام: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته اهلا يا بني اي خدمه؟
نور: حضرتك امام المسجد هنا؟
الامام: ايوه يا بني عايز حاجه؟
نور: عندي مشكله وكنت عايز احكيلك يمكن تقدر تساعدني.
الامام: قول يا بني بس تعالي نقعد عشان تحكي براحتك.
تحرك نور والامام وجلسا في احد اركان المسجد.

تنهد نور قائلا: انا زي شباب كتير غيري بعد ما اتخرجت قعدت ادور علي شغل لكن ملقتش وكنت مستعد اشتغل اي حاجه تجيب فلوس طلما فلوس حلال في يوم ابويا بعد مرجع من الشغل واتغدينا اداني ورقه وقالي (وبدأ يتخيل الامر كانه يراه)
عصام: خد يا نور ده اعلان شغل انا عارف انها شغلانه مش قد كده بس اهي حاجه اتسلي فيها لحد ما ربنا يكرمك.

اخذ نور الورقه ونظر بها وابتسم قائلا: حلو مالها بس يا عم الحاج اهي شغله تجيب فلوس بدل القعده دي.
عصام: صاحبي قالي تروح النهارده هو واصا ابنه عليك ويخلي باله منك.
نور: حاضر هلبس وانزل.
دخل نور الي غرفته غير ملابسه وخرج سلم علي والديه وخرج ذهب الي العنوان في الورقه وصل امام باب العماره التي بها المكتب صعد للمكتب فالعنوان مكتوب به وصف دقيق للمكان دخل نور والقي التحيه علي الموظف في المكتب.

نور: السلام عليكم
الموظف: اهلا بحضرتك عايز ايه؟
نور: في اعلان انكو طالبين موظفين امن؟
الموظف: ايوه عندك مؤهلات ايه؟
فقدم له نور بعض الاوراق قائلا: اتفضل كل بيناتي في الملف ده.
امسك الموظف الورق ونظر به ونظر الي نور قائلا: ماشي هديلك عنوان المكان اللي هترح تحرصه بس لازم يكون قلبك جامد عشان المكان مهجور شويه وبعيد عن العمار.
نور: الحارس هو الله قادر يحمينا ويحرصنا من اي شر.

قدم الموظف ورقه لنور اخذها نور ونظر بها ونظر للموظف قائلا: المرتب كام وفين العقد وفي تامين ولا مفيش.
الموظف: المرتب الف ونصف واحنا هنهتم بموضوع التامين وادي العقد امضي عليه.
قدم الموظف العقد ل نور اخذه نور وقرأه وتعجب ان لم يكتب به شرط جزائي علي ايا من الطرفين ولكنه لم يسال ومضي العقد وسلمه للموظف فاخذه الموظف ونظر به قائلا: تمام روح دلوقتي علي المكان استلم الشغل.
نور: بامر الله.

اخذ نور نسخته من العقد وخرج ليذهب الي العنوان سال عن سيارة الاجره لهذا المكان فاخبروه عن مكان اقرب السيارت له فذهب وركبها وطلب من السائق ان ينزله عنده وبعد بعض الوقت وصل الي المكان فانزله السائق قائلا: المكان اللي عايزه هناك اخر الشارع ده بس خلي بالك دي منطقه مقطوعه ومليانه عفاريت.
نور بابتسامه: ما عفريت الا بني ادم ربنا معانا.

وتحرك نور في الاتجاه الذي اشار اليه السائق شعر ببعض الخوف وانقبض قلبه فالمكان خالي تماما ولا يوجد به الا ثلاث عماير علي بعد مسافه وفيلا تسبقهم بقليل تحرك نور بسرعه كي يخفف من قلقه وخوفه واثناء سيره مر بجوار الفيلا وراي فتاه تجلس علي الارجوحه لفتت نظره بجمالها الاخاذ لكنه اكمل الي ان وصل الي العماير التي سيعمل بها وصل عندها فوجد البواب يجلس امام العماره.

البواب: اهلا يا بني انت الامن الجديد في العماره؟
نور: ايوه يا عم
البواب: عمك مرعي هتلاقني قاعد هنا علي طول.
نور: اهلا بيك يا عم مرعي اسمي نور الدين عصام في حد غرنا في الامن.
مرعي: لاء انا موجود طول النهار وانت هتبقي بالليل بص يا بني سكان العماره كلهم في حالهم محدش منهم هيكلمك ولا انت هتكلم حد منهم انت هتقعد الكام ساعه بتوع الليل وبس.
نور بتعجب: ماشي يا عم مرعي.

مرعي: وكمان ملكش دعوه بحاجه نهائي اي صوت تسمعه ملكش دعوه بيه مفهوم.
نور بقلق: هي العماره فيها لبش ولا ايه؟
مرعي بضحك: لاء لا لبش ولا جاحه بس البيوت فيها كتير ممكن تسمع صويت عياط استغاثه ملكش دعوه مفهوم.
نور بتعجب: هو انا مش فاهم بس ماشي ربنا المعين.
مرعي: في مكتب جوه وكتل تحب تعمل شاي قهوه اللي عايزه.
نور: هدخل ابص عليه كده واعمل شاي اعملك معايا.

مرعي: عنك شاي وسكر وكل حاجه ممكن تحتاجها بس ماتعمليش حاجه انا مش بشرب حاجه.
نور: شكرا يا عم مرعي.
دخل نور الي المكان الذي اشار عليه مرعي جلس علي المكتب وتفقده ثم وضع الماء في سكان الكهرباء واعد كوب من الشاي شربه وظل جالسا كما هو فمل من الجلوس فخرج يجلس مع مرعي امام الباب اخذ كرسي معه وخرج وضع الكرسي بجوار مرعي وجلس
مرعي بابتسامه: ايه مليت القعده جوه؟

نور بابتسامه: بصراحه اه العماره هس اسكت ملهاش حس خالص.
مرعي: خليك معايا هنا الجو حلو مش برد.
نور: هي المنطقه هنا مفهاش غير العمارتين دول والفيلا دي.
مرعي: ايوه كانو اسرتين بنو العماير دي لولادهم وولادهم سافرو سابوهم ولما جم باعوهم عشان المنطقه ما عمرتش.
نور: والفيلا؟
مرعي: الفيلا فيها واحد عايش هو وبنته.

كان نور ينظر في اتجاه الفيلا وراي الفتاه تقف في الشرفه وكان شعرها يتطاير علي وجهها فتبعده بيدها وفجأه لفت وجهها ونظرت الي نور وابتسمت ظل نور ينظر لها ويتامل في جماله الشديد حتي سمع صوت صراخ اتي من العماره فقام مفزوعا ليري ماذا هناك وعندما التفت الي العماره وجد النار تخرج من احد الشرفات بها ففزع من المنظر.

 تااابع ◄