-->

رواية أباطرة العشق ( عشق من نار ) ( عندما تعشق الفرسان ) الجزء السادس عشر

 

 

 حتى الان لم اجد تفسيرا واضحا لصدفه قدريه ينطوى عندها خُطانا فنلتقى .. مابين كل المارين حذاى اقف امام عيناك ارتعد اتذوق نظرة الحب التى كتبت عنها كثيرا وفى الحقيقه كل ما كُتب لم يكف لوصف دقة حب لك وانا امام عينيك يضمنا القدر بمشيئته .. ما بين ظلام الارض  حجبت كل النور ليكون لك وحدك ومنه انا اضيىء .. كلمه سريه لقلبك ..


" انا شكلى غرقت فيك بأمر عنيك وقلبى خضع وفتح ابوابه على اخرها  "

 

خبر كصاعقه سقط على اذانها .. فسرعان ما اخترقت وجد صفوف النساء المندسين داخل ردائهم الاسود مقتحمه مجلس الرجال اثناء العزاء وبدون وعى اقتربت من ادهم لتنتشله من وسط الرجال قائله بنبره قويه

- عااااوزاك ...

تنحنح ادهم بخفوت وعيناه تطوف سريعا على باقى الرجال .. فاشار بكفه بشياكه
- اتفضلى يابت عمى ...

وصلت اقدامهما الى اعتاب مكان مظلم جانب القصر .. فتوقف وجد متسلحه باقوى النظرات البارزه فوو وجهها

- كلمتين ملهمش تالت يا ادهم اختى وجد فينها ؟! ..

مط ادهم شفته متظاهرا بالبرود وهو يدور بجسده حولها نصف دائرة
- ممممم وانا هعرف منين يا وجد .. تلاقيها هربت مش واخداكِ قدوتها .. ويامحاسن القدوة عاااد ..

قبضت وجد على ذراعه وهى ترجه بقوة
- خطفت ورد ليه ياادهم كانت عملتلك ايهه ؟!

ضحكة ساخرة شقت صخور وجهه الجفافه مردفا
- مممممم ليه حد قالك انى قتال قتله ؟!

جزت وجد على اسنانها وهى تشتاظ غضبا مكررة سؤالها ولكن بنيرة اشد

- خطفت ورد ليييه يااادهم !

دنى من اذنها هامسا بمكر
- مممم هربيها ... اصلها ناقصه ربايه .. عقبال الباقى ما نربيه  .. يلا كل واحد وله روقة ياا وجد ...

ابتعدت عنه باشمئزاز وهى تشير بسبابتها بنبره تهديديه
- طيب اسمعنى .. ومن غير قسم يا ادهم ورد لو مظهرتش خلال ساعه واحده هخليك تحفر قبرك بايدك ...

قهقهه بصوتٍ عال وهو يصقف لها بسخريه
- والمفروض انى اكش واخاف واقولك سمعًا وطاعة يابت عمى ! بدل متدورى على اختك دوري على اللى هينقذك منى ..

اغمضت عينها لبرهه محاولة تمالك اعصابها فاردفت بصعوبه كأنها تصارع شيء ما بداخلها
- عدى من الساعه دقيقتين .. احسنلك تعقل وماتلعبش فى عداد عمرك لانه انتهى معايا ... خاف منى يا ادهم ..

كانت اخر جملة اردفتها وجد قبل مغادرتها .. فرمق ادهم سيدة تختبىء خلف الشجرة مستره بزيها الاسود بنظرة آمرة تفهمت مغزاها فاكتفت بأن تومئ ايجابا متبعه خُطى وجد بطاعه وحرص شديد ...

زفر ادهم باختناق وهو يدور متأهبا للمغادرة فتوقف على صوت رنين هاتفه .. فرد سريعا

- خير ياحسن ...
ابتسم حسن بمكر تعالب قائلا بفخر
- ليك عندى خبر بمليون جنيييه ...

- اوووف انجز يااحسن ... حُصل ايييييه ؟!

يجلس حسن على المقعد الامامى بالسياره بجوار السائق فدار برأسه للخلف ولم يخل ثغره بابتسامة النصر

- انا قاطر الواد الظابط من اول ما مشي لحد ما رجع هو والقطه مرته ... ومعرفتش اوصل للظابط فجبت اللى هتجيبه لحد عندنا ..

ركل آدهم حجرا صغيره بغيظ وبدَا على ملامحه الانفعال قائلا
- يا غبى ... انت ازاى تتصرف من دماغك فى حاجه زى دى ! اتجننت ياحسن .. كده هتفتح علينا ابواب جهنم واحنا مش قدها ... تخطف بت حمزه الخياط انت اتخوتت !

عاد حسن لمقعده بارتياح ليواصل حديثه قائلا
- ولا يهمنا ياابو عمو .. طول ما حسن معاك متخافش وبعدين القطه دى هى اللى هتجيب جوزها لحد عندنا ولا الف زى حمزه الخياط هيهمنا ... التار ياادهم وتار فايز لازمًا نرجعووه .. ولا نسيت يا ولد عمى ...

- اوووووف ... انت شايف كده يعنى ..

- انا مش شايف غير كده ... وهوديها المخزن عند بت عمك واهو نضرب عصفورين بحجر ...

ابتسم ادهم بانتصار وهو يفكر بخبث
- هيبقي تلات عصافير وحياتك ... كده احلوووووت قوى واللعب هيبقي بالنار ...

حسن بثقه: واللى فى الوش حيدر وهو الراس الكبيره .. فأحنا وفقنا الروس الكبيره مع بعضها ونتفرج على اقوى مصارعة تيران .. بص هنستمتع كلنا وهنقش فى الاخر ...

انهى ادهم مكالمته مع حسن وهو يبتسم ويتسلح باسلحة الفخر بمخططه الدنئ .. فحك ذقنه بفتور
- والله ضربة معلم ... الله ينور عليك يا ابو على ...

شرع ان يتحرك مجددا فتوقف على صوت رنين هاتفه ولم يخل ثغر تلك المرة من البسمه بل اتسعت اكثر وهو يضغط على زر الموافقه قائلا بفرحه عارمة

- كنت واثق انك هترجعى تانى .. اصل العاشق مهما غاب بيرجع لمكانه والمكان اللى بيتمناه دايما ياااماجده ... ازى الصحه !

 

- اهدى اهدى ياحمزه عشان نعرف نفكر مين له مصلحه فى كده !

اردف يوسف جملته وهو ينهض من فوق الكرسي بنبره عاليه على اذان النقيب حمزه الذى يأكل خطاوى الارض ذهابا وايابا بغضب شديد يقرضه من الداخل قائلا بقلة حيلة

- عشق على وش ولاده ياايوسف وملهاش ذنب فى كل اللى حصل .. انا عارف مين اللى وراها مافيش غيرهم .. عاوزين يصطادونى ... بس ودينى ما هرحمهم ..

وضع يوسف سلاحه وراء ضهره كمن يتأهب للحرب
- قولتلك ياحمزه ان اللى حصل وراه سر .. واختفاء ورد ومراتك ف يوم واحد اكيد سببه نفس الشخص والهدف ..

ركل حمزه المنضده بقدمه باغتياظ ووجه يتقاسم معالمه الغضب ..
- اقسم بالله لو حصلها حاجه ماهيكفينى فيهم عيلتهم كلها ..

يوسف بحماس: يلا يلا ياحمزه ... مافيش وقت ...

 

عودة لحديث ادهم مع ماجده الذى اسره صوته واخضعه لها قائلا
- هنهرب ياماجده .. هنهرب ونسيبلهم البلد بالنجع ... بس بعد ما اخدلك حقك ..

تجمدت ماجده فى مكانها بعدما كانت تتحرك بعشوائيه فى غرفتها فاردفت بتساؤل
- انت ناوى على ايه ! ادهم مش عاوزين دم ؟!

- لا ياماجده لازمًا الدم .. لان النار مابتنطفيش غير بالدم .. هحرق قلب سليم زى ماحرق قلبك .. بس لما ارميله الطُعم اللى هصطاده بيه ... ماجده انا مش عاوزك تسيبنى ..

بللت حلقها عدة مرات كأن هناك غصة عالقه به
- ووو وجد ناوى على ايه معاها ...

- دى بقي اوانها قرب وبحق اللى عملته ومرمغت اسمنا فى التراب هقتلها واغسل عارنا ...

ماجده بتشجيع: ادهم انا واثقه فيك انك هترجع لى حقى ... انا ما صدقت حد يحبنى ويضحى عشانى ... ادهم احنا من النهار ده سرنا واحد وهدفنا واحد ...

واصل ادهم حديثه بحماس: هنفرح ياماجده وهعوضك عن كل اللى حرمك منه سليم .. انا معاي فلوس كتيره قوى هتعيشك ملكه .. انا وانت وامى هنهربوا ونسيبلهم نارهم تحرقهم بعد ما احنا هنولعها ...

- انا واثقه فيك ياحبيبي ...

 

 

- رد ياسليم ... رد ! روحت فين بس ؟!
تجوب غرفة المكتب ذهابا وايابا وهى تعاود الاتصال بسليم مرارا وتكرارا بدون جدوى الذى يترك هاتفه بداخل السيارة ويقف بالخارج مستندا على بابها غائصا فى بحور فكره مع عماد ... فاردف

- هتلف فى المكان كتير كده .. بتفكر فى ايه يا ولد ابويا !

يعقد عماد كفيه ببعضهما وراء ظهره وهو يتحرك امام انظار سليم

- فكر معايا كده .. اتنين صحاب جايين يقعدوا قعدة صفا مع بعضهم ياخدوا معاهم سلاح ليييه ؟!

تحرك سليم ببطء نحوه قائلا
- السؤال مايتسألش كده يامعالى المستشار .. السؤال هنا من بعد ضرب النار سالم قعد ينزف ساعه لان الرصاصه كانت فى بطنه .. معقوله محدش خد باله لصوت الرصاص!

- نفس اللى كنت بفكر فيه .. بس بطبيعة شغلنا بنحب نجيب طرف الخيط .. يعنى الموضوع من اوله ...

عقد سليم ذراعيه مفكرا
- يبقي اللى وصلناله صح ..

واصل عماد حديث سليم قائلا
- عمك ناصر وسالم اتقتلوا واللى قتلهم عرف يظبطها .. يوقع عيلتين فى بعض وهو بعيد عن القضيه بأكملها .. بس السؤال لو كان فعلا حيدر ايه مصلحته فى كده ؟!

- الفلوس بتعمى النفوس ياخوى ..

هز عماد راسه نافيا بثقه وثبات
- لا اللى قتلهم خايف من سر قرر يدفنه معاهم ... سليم اركب تعالى ملف القضية دى لازم يتفتح ... القاتل الحقيقي مش عمنا ...

اسرع الاخوة صوب السياره لتتبدل الاماكن .. فاحتل كرسي القياده عماد فى تلك المرة ... اما عن سليم الذى طار عقله بمجرد ما رأي اتصال وجد المتكرر .. فعلى الفور عاود الاتصال بها ... وفى محاولته الثانيه اخيرا اجابت قائله

- فينك ياسليم كل دا .. خلعت قلبى عليك ..

- وجد .. انت بخير مش كده ..
زفرت باختناق وهى تمسك رأسها بكفها
- الحقنى ياسليم نصيبه .. انا محتاجاك جمبى ..

تلجلج من مكانه بلهفه وهو يمسك كف اخيه القابض على مقود السيارة بأن يغير مسار سيره قائلا بلهفه
- سامعك يا وجد فى ايييييه ! قولى ..

- وررد ...

كانت اخر كلمه اردفتها وجد منتهيه بصرخه مكتومه قبل ان تسقط مغشيه عليها اثر وضع قماشه مخدرة على فمها فجاة من الخلف .. رمقتها السيده التى كانت تتابع خطاها بانتباه وبحرص ثم تحركت خارج المكتب لتقفله ذاهبه الى ادهم لتخبره عما حدث .. صرخ سليم باسمها عدة مرات بدون رد ثم تكلم بلهفه
- عماد عماد اقف اقف وتعالى هسوق انا .. يلا بسرعة..

صف عماد جنبا فتبدلت الامكان سريعا فانطلق سليم بنيران غضبه التى كانت تطيح بالسيارة من فوق الطريق حتى تفاجئ عماد قائلا
- سليم مش كده اهدى ...

ضرب مقود السيارة بكفيه بغضب
- هقتله لو مس شعره منها ...

 

- اللى كنت خايف منه حصل ..
تهمس جسوسة ادهم فى اذانه بحرص وهى تقف معه بعيدا عن الانظار .. فادخل ادهم يده فى جيبه واعطاها بعض النقود قائلا

- اختفى انت دلوق .. هى ف المكتب ..

اومات ايجابا بعيونها التى يحاوطها كُحل الشر قائله
- انا عملت اللى عليا ..

ربت ادهم على كتفها بفهم ثم تحرك سريعا داخل القصر وبالاخص متجها نحو غرفة المكتب ليجدها ملقاه ارضا غائصه فى سباتها .. فانحنى قليلا ليحملها بين ذراعيه بعدما تأملها بنظراته الشرسه قائلا
- القطه خلاص وقت بين يدى عقبال مانجيبلها الفار...

تحرك ادهم للخارج امام انظار السيدات جاهرا بلهفه مصطنعه
- الحقنى يااما .. الحقى بت عمى عتروح مننا ..

ركضت ساميه وخلف منها كوثر التى هتفت بلهفه
- بتى ... بتى فوقى ياحبيبتى ..

صرخ ادهم قائلا: بتك كانت عتنتحر ياكوثر .. لازم اخدها المستشفى اعملها غسيل معده ..

كوثر باصرار: اسيبش بتى ... بتى لا مش عاوزاها تضيع منى زى اللي ضاااع ..

القى ادهم نظرة لساميه فهمت مغزاها
- وهتسيبى الحريم لمين ... اعقلى ياكوثر وانت ياادهم خد بت عمك يلا وديها المستشفى وانا جايه وراك ... يلا ياولظى البت عتطلع فى الروح ...

من خلفهم تحركت عنايات بحذر شديد لتقتحم غرفة المكتب وتبحث عن هاتف وجد الذى وجدته ملقيا تحت الكرسي .. فمسكته وحاولت بقدر جهلها ان تعاود الإتصال بسليم بعد محاولات كثيره وهى ترتل " عيشتغل كيف دا " ...

فى السيارة رن هاتف وجد مرة اخري فالتفت عماد قائلا
- دى وجد ياسليم !

صوت يحمل بين طياته لهفه وخوف قائلا
- رد رد ياعماد وشغل المكرفون يلاا ..

" الو .. ايووة ياسليم بيه الحق ست وجد وست ورد وقعت فى فخ ادهم "

فرمل سليم بغضب وهو يلتفت لمصدر الصوت متلهفا ويلتقط انفاسه بصعوبه
- براحه وفهمينى .. وجد مالها ... اى اللى حصل ؟!

فجأه اختفى صوت عنايات الذى تسبب فى ثوران غضب سليم اكثر .. وهو يهتف مرارا مناديا عليها بتوسل .. اقتحمت ساميه غرفه المكتب فجاة

- انت عتعملى اي هنا يابت .. تعالى شوفى طلبات الحريم بره ...

- ااا احممم .. جايه جايه وراك ياهانم ...

 

يجلس مجدى فى حديقة القصر يرتشف اخر رشفه بفنجان قهوته الخاليه من السكر وسكره الوحيد نور عيناها .. كثيرا ما تمنى ان يرتشف قهوة بطعم الحب تلك المرة .. فتنهد بفتور وهو يمد ساقه الموجوعه على الكرسى الامامى قائلا بمرارة غياب وبلهجه صعيديه اجشه فكلنا عندما يتنصر علينا الوجع نختبىء خلف الجدار الصعيدى ليذكرنا بأن القوة خلقت لنا وعلى يدانا فقط

- وبعدهالك ياصفووووووة .. وبعدهالك عاد .

ما هى الا دقلئق قليله اعتزمت صفوه امرها بدلا من مراقبته من اعلى قررت ان تتسلح بالمواجهه .. فسرعان ما تحركت لتقع امام مرمى انظاره وهو يضع الفنجان على الطاولة فاهتز من يده اول ما راى قدميها تقفان امامه .. رفع انظاره تتدريجيا لتفتن زيها وجسدها الممشوق الذي يبدو فى هيئته الساعه الرمليه .. ترتدى بيجامه بيتى باللون الرمادى وشعرها الذي يغطى ظهرها مردفه بارتباك بينّ
- ااا نا اسفه ...

تنحنح مجدى بخفوت وعلى يتكئ للخلف قائلا
- على ايه بالظبط !

فركت كفيها بارتباك محاوله البحث عن كلمات تردفها .. فصمتت لبرهه ثم هتف
- على كل حاجه .. من اول ماشوفتك وانا شاغلاك بمشاكلى ومعايا وو

اردف مجدى بثبات: تعالى اقعدى ياصفوة ..

صمتت قليلا محاولة استيعاب طلبه فتحركت ببطء وقلب يتراقص على اوتار التردد لتجلس بجواره على حافه المقعد
- عاوز تقول حاجه ..

هز رأسه نافيا فواصل حديثه قائلا
- تؤؤ .. عاوز اسمعك ..

راقب همس شفتيها وارتجافهم ودرجه ارتباكها التى بدت تتراقص على معالم وجهها قائله
- انا منفعكش يامجدى .. انا واحده حبت بكل ما فيها واسعجلت وعطت كل حاجه جواها للشخص اللى مستاهلش .. شخص مريض نفسي مصلحته قبل اى حاجه .. ممممم وكمان انت اتفرضت على حياتى ومرحمتنيش كلكم واحد كلكم ...

رد مجدى سريعا مقاطعا لحديثها الذى اكتسي بنبره باكيه قائلا
- صفوة انت عامله زى اللى كان بيجرى فى حقل كله شوك لحد ما رجليك ورمت منه .. ولما وصلتى لبر الامان بتدورى على الشوك دا عشان تغرزيه فى ارضك ليييه ! انت باللى بتقوليه دا بتجيبى شوك الماضي وتزرعيها فى مستقبلك ! دا يصح بردو يادكتوره ؟!

اتكأت على عكاز ماتبقى من فتات مقاومتها
- اللى ملهوش ماضي ملهوش حاضر يابيشمهندس .. الماضي الاساس اللى بنبنى عليه اللى جاى من حياتنا

- ولو كان الماضى دا ورق هيفيدك بحاجه ؟! بالعكس دا هيهد كل حاجه بتحاولى تبنيهاا ..

فرت دمعه من طرف عينيها ثم قالت بنبرة بكاء مكبوته
- انا ممكن انسي اى حاجه غير انى انسي اللى عملته فيا ...

- وانا ماقولتلكيش انسيه ياصفوة .. انا عاوزك تسيبيلى نفسك وانا هنسهولك ...

- انت مش مدرك حجم الجرح اللى سببته لى ..

- وانت مش مدركه بتتمردى على قلبك وقلبى ازاى ..!

رفعت حاجبها مستنكره .. فاردفت بدون تفكير
- قصدك ايه ؟!

- قصدى انك سمعتى الكلام اللى قولته والاهم سمعتى لقلبك ..

- اللى هو ! حقيقي مش فاهمه قصدك ايه ؟!

قطب حاجبيه باستنكار وهو يتشبث بمقعدها ليجذبه اليه قائلا
- يعنى قلبك مرددش كلامى ونفسه يجى فى حضنى ويطمن بوجودى ... بتبصي على ايه انا جمبك اهو عينيك بتروحى وتيجى فين ؟!

وثبت صفوة قائمه كالملدوغه: انا لازم امشي ..

مسك مجدى كفها سريعا وهو يستند على عكازه ليعق طريقها قائلا بتحدٍ
- دايما الى بيتهزم بيهرب .. اعتبر نفسي انتصرت !

رمقته بعيون متأرجحه وقلب اوشك على الانخلاع من موضعه
- مجدى مش وقته الكلام دا ..

رفع كفها الى فمه ليطبع بعض قبلات الشوق فوق اناملها قائلا بحب
- اومال امتى وقته .. صفوه الراجل مننا لما بياخد قرار الجواز يعنى بيدور على الست اللى تسعده .. وانا مالقتش سعادتى دى غير معاك وحابب اكملها قصاد عيونك الحلوة دى ... عارفه انك مقدمتيش حاجه لقلبى عشان يحبك .. بس يمكن غموضك هو اللى جنن قلبى اكتر ان يعرفك ويكتشفك .. صفوة عاوز فرصه اخيره وبعدها هسيبلك الخيار بس بشرط تكونى فيها معايا بكلك ...

ظلت ترمقه بنظرات يشتعل منها لهيب الشوق ونظرة طويله على كفها الذي وقع فى اسر كفه فدب بروحها روح الامان .. فرت دمعه هاربه من عينها قائله
- متوقعتش ان شخص يكون بيحبنى كده ..

- وانا متوقعتش انك هتتعبينى كده ..
ثم وضع كفه على خدها ليزيل دمعتها برفق قائلا بمزاح
- فرصه اخيره ؟!

اخيرا شق ثغرها ابتسامه رضا وهى تومئ ايجابا
- اللى تشوفه ...

فرد صدره بثقه عارمه ليرد ممازحا
- انا شايف كتير وبنات على قفا من يشيل .. بس مش شايف احلى ولا اجمل منك .. فخلى عندك دم بقا وامسكى فيا بايديك وسنانك ...

اقتضبت ملامحها فجاة لتصدر وجها غاضبا متأهبه للذهاب ولكنه سرعان ما اوقفها امامه بصرم قائلا وبلهجه صعيديه
- وسعى خلقك دا ... ماتبقيش حماقيه عااااد ...

ابتسمت رغم عنه فلم يكبح رغبته ان يطبع قبله خفيفه ليرتوي من عبير تلك البسمه ثم رفع راسه قائلا
- تصبيره !


- بتى فين ياحمزه !
اردف حمزه الخياط جملته وهو ينهض من منتصف مخدعه بحرص الا يوقظ زوجته ليتجه نحو النافذه بهدوء .. فرد النقيب حمزه
- قلبت عليها قنا ياعمى ملهاش اثر ؟!

التقط حمزه الخياط انفاسه بصعوبع محاولا تمالك اعصابه
- يعنى اي ملهاش اثر ... انا هعرفك شغلك ولا ايييه يا حضرة الظابط ؟!

- الحركه دى ماتطلعش غير من العتامنه انا متأكد ...

- وساكت ليييه ياسياده النقيب ... اتصرف بتى ماتنامش ليله بره البيت والا انت المسئول قدامى لو حصلها خدش بس ...

- اسمعنى ياخالى ... عاوز رجاله من الغفر ابعتهم لى ضرورى ... لان مافيش اي اجراء قانونى ينفع اخد الا بعد ٢٤ ساعه ...

جهر حمز الخياط وهو يضرب على النافذه بقبضة يده
- انت بتقول ايه ياحمزة ! رجالة ايه انا اللى جايلك بنفسي ...

نهضت وعد من سباتها وتقترب من حمزه بخطوات هادئه وهى تستمع لمكالمته باهتمام فوضعت كفها على كتفه قائله بهدوء
- حمزه ... فى حاجه يا حبيبي ..

انهى حمزه الخياط حديثه مع النقيب حمزه قائلا بحزم
- انا جايلك يا حمزه .. يلا اقفل ...

وعد بفضول وبات الخوف يقبع اثاره على ملامحها
- حمزه ! مالك ...

نزع حمزه زيه البيتى وتناول عبائته سريعا
- نامى ياوعد .. مافيش حاجه ...

- اى مشغلش بالى ... وانت بتزعق ليه مع جوز بنتك هى بتولد ؟!

انتهى حمزه من ارتداء عبائته ليجهر بضيق
- قولت مافيش حاجه ياوعد ...

اقتطبت ملامحها بدهشه
- انت ما بتتعصبش عليا غير لما يكون فى مصيبه .. حمزه والنبى قول لى بنتى فيها حاجه ...

تنهد حمزه باختناق ليقبل جبهتها
- متقلقيش قولت .. نازل انا ..

- هاجى معااااك ...

- وعد !

- حمزه منا مش هطمن غير لما اشوف بتى .. عشان خاطرى ياحمزه ماتسبنيش هنا لوحدى انا ممكن اتجنن !

- اووووووف ... اجهزى ياوعد لحد مااخبر الرجاله تحت ...

 

اقتحمت سيارة سليم قصر العتامنه فنزل منها سليم قبل ان ترسو جاهرا

- ياااووووجد يااااوجددددد ...

خرجت ساميه بهيبتها الماكره
- حسك عالى ليه ياجدع انت .. مرتك مش اهنه ..

دفعها سليم بقوة من امامه ليقتحم القصر هاتفا باسمها
- ياااوووجد ياووجد ...

اقترب عماد من ساميه قائلا بهدوء ما يسبق العاصفه
- مراة سليم فين ...

عقدت ساميه ساعديها ببرود
- ماجتش اهنه اصلا .. روحوا دوروا على مرتك بعيد عن اهنه ...

ابتسم عماد ببرود اكثر
- ومالك شاده اعصابك اكده ليه .. اهدى على حالك الشدة دى بتدمر الصحه ... عموما رساله تبلغيها لولدك " مراة سليم ترجع مافهاااش خدش والا هيرجعلك جثه "

- ياما ياما .. المفروض انى اخاف يامعالى المستشار السابق .. وبعدين انا ولدى ملهوش دخل بغيبة مراة اخوك روح شوفها طفشت مع مين ولا شوقها رماها فين !

اقترب سليم من كوثر تحت انظار باقى السيدات يجثو على ركبتيه امامه تلك السيده الجالسه ومتكوره حول نفسها بحزن نهش جوفها
- بتك فين ياكوثر وجرالها اى !

تقف عنايات جنبا تستمع الى حديث سليم بخوفٍ ... اما كوثر فالتزمت الصمت وكأنها فقدت القدرة على الكلام .. رجها سليم بقوه
- بناتك فين يااكوثر ..

نظرت له بعجز وقلة حيله وعادت الى الاختباء خلف رداء صمتها ... جز سليم على اسنانه
- انت لو متكلمتيش بنات هيروحوا فى داهيه ... قوليلى تعرفى اييه ..

لم يجد سليم اى رد من كوثر حتى فاض صبره فنهض محذرا ليلقى اخر جمله على قلبها
- خليكى فاكرة ان لو بناتك حصلهم حاجه هتبقى انت السبب ...

دار سليم ظهره وتأهب للمغادرة .. فركضت عنايات سريعا بجوار كوثر لتتهامس فى اذانها وتروى لها ماحدث .. وبعد قليلا من الوقت حتى لمست اقدام سليم اعتاب المنزل فاتاه صوت كوثر صارخه

- سلييييييييم ...
توقف سليم فى مكانه للحظه محاولا تميز صوتها حتى دار ببطء نحوها .. فواصلت كوثر حديثها بنبرة راجيه بعدما تقدمت خطوة للامام
- رجعلى بناتى .. بناتى امانه فى رقبتك ...

زفر سليم باختناق فاومئ ايجابا وغادر البيت دون اي رد .. التفت عماد لاخيه الخارج باهتمام
- هاا ياسليم وصلت لحاجه ...

رمقه سليم ساميه بنظره حانقه
- لا لسه موصلنااااش .. بس هنوصلوا وياريت الناس تخاف .. يلا ياخوووى ...

صعد سليم وعماد السيارة التى شرعت ان تتحرك تحت انظار ساميه التى كبت خوفها متسلحه بهيئتها القويه ..فسرعان مااخرجت هاتفها متصله بحيدر

- حيدر فينكككككك .. الحق ادهم ...

صوت رنين هاتف سليم فرفع عماد انظاره قائلا
- ده النقيب حمزه ..

- افتح بسرعه ...

فتح عماد الاتصال فرد سليم بلهفه
- حمزه فى مصيبه ... وجد ملهاش اثر ..

جهر حمزه بعصبيه
- ولا عشق ولا ورد اخت مرتك يااسليم ...

فرمل سليم بقوة ليجذب الهاتف من يد عماد ويتحدث
- كده وضحت اللى خد وجد هو اللى خد عشق وورد ... وادهم وحيدر مختفين يبقي اكيد هما اللى ورا العمله المهببه دى ..

رفع يوسف صوته بلهفه
- سليم انت فين احنا لازم نتقابل ..

- تعالى على القصر يايوسف انت وحمزه .. واحنا هنسبقوكم .. اسعجلوا بس ..

عماد بحيره وهو يضرب تابوه السيارة
- اى الغباء دا .. وادهم هيستفاد اى بحركه زى دى ؟!

سليم وهو يدير مقود السيارة
- عاوز يجر رجلى لعنده وكمان ياخد تاره من حمزه وهو عارف انه مايقدرش يتحرك قانونى غير بعد ٢٤ ساعه وطبعا مش هيقدر يصبر كل دا فهيجيبه لعنده ... اللى عاوزين نعرفه دلوقت هما فين ممكن يكونوا مخبين البنات ...

صمت عماد لبرهه ثم اردف بثقه
- ثريا ... مافيش غيرها ...

 

- مجدى الا اخواتك فين .. سليم وعماد ملهمش اثر وامك قلقانه عليهم ..
اردف محمد جملته وهو يقتحم مجلس مجدى المنفرد بمخيلته مع صفوه .. فرفع انظاره قائلا بمزاح
- يكونش واحد فيهم هيتجوز من ورانا .. والتانى بيشهد معاه

رمقه محمد بسخط وهو يجلس بجواره
- ياخفيف وكمان بتهزر .. مافتكرش لو هيعملوها كان هيقولولى اكيد ...

ضحك مجدى بهدوء ثم اردف بجديه
- ياعم تلاقيهم فى عزاء العتامنه .. هو احنا المفروض نروح ولا ايه .. داحنا نسايب بردك ...

محمد بغيظ: والنبى انت تسكت خالص انا لو روحت عندهم هخلى الصوان دا مايترفعش .. والعمل انا حاسس ورا غيبتهم دى مصيبه ؟!

اعتدل مجدى فى جلسته ليردف
- المهم انت .. اخوك عاوز خبرك فى موضوع كده ؟!  

محمد بحماس: رقبتى سداده ...

نظر له مجدى بطرف عينه
- الا قول لى هى البنت اى اكتر حاجه بتحبها من الراجل مننا يعنى .. اقصد يعنى عاوزه دلع ولا حنيه ولا حد يسمعها باهتمام .. هما بيكونوا عاوزين ايه .. وأنت لازم تلحق اخوك عشان صفوة مش هتدينى اى فرص تانيه ابوس على يدك ..

قهقهه محمد بصوت عال ثم اردف قائلا
- واى دخل صفوة بالبنات يامجدى !

ركله مجدى بنفاذ صبر
- اتلم ! واتكلم عدل ..

تأوه محمد قليلا ثم دنى من اذن اخيه هامسا
- النوع اللى زى صفوة دا .. لو دلعته هيشوف نفسه عليك ولو طبطبت عليه هيتفرعن .. انسب حل الاقتحااام ... ايوووووة اسمع منى خش عليها بكلمتين حلوين وماتدهاش فرصه ترد وبعدين ااااااااااااااااااااااااااا ...

فكر مجدى لبرهه ثم رمقه بسخط
- تصدق انا غلطان انى باخد رايك ..

- انت مابتسمعش كلام امك ليييه وتشوفلك قطه من بتوع مصر .. دول يتمنى اشارة منك ياهندسه ..

- لا منا بحب النوع اللى يدينى فوق دماغى ...

- هااا .. اشرب بقاااا ..

تسامر الاخان حتى اقتحم سليم وعماد مجلسهم ولم يبدو عليهم اي بشائر .. فنهض محمد بفضول
- فينكم من بدرى يارجاله ...

 

- اااااه اوووووف .. مش قادرة ...
تتأوه عشق امام انظار ورد التى لم تجد مفر للتخفيف عنها الا البكاء مثلها مردفه
- طيب انا اعملك اى قوليلى ...

تلتقط عشق انفاسها بصعوبه بالغه
- فى وجعه فى بطنى وضهرى وحاسه انى هولد خلاص ... احنا هنا لييييه ؟!

مسحت ورد جبهتها اثر قطرات العرق المتصببه
- انا مش عارفه ادهم عاوز اى ... ومنك انت عاوز ايه وليه يجيب هنا ...

تجلس عشق وورد فى مكان متوسط الاتساع لم يتسلله اى شعاع نور غير اشعه القمر الهاربه من النافذة الصغير يجلسان فوق حصير خشن .. بسطت عشق ظهرها فوق الارض ممسكه ببطنها وظهرها باليد الاخرى لتنوح بصوت متألم
- ياورد انا مش قادرة .. حاسه روحى بتتسحب منى خلاص ..

اجهشت ورد بالبكاء اثر قلة حيلتها .. فركضت نحو الباب لتضرب عليه صارخه
- انتوا يلى بره الحقوناااااا ... انتوووو فييين ... ياااااادهممممممممم ...

بعد ما نحر صوتها من النداء فوجئت بصوت فتح الباب من الخارج .. اذا بآدهم يحمل وجد على كتفه وخلفه حسن ورجل اخر قويه البُنيه .. صرخه قويه هربت من جوف ورد صارخه
- وجدددددددد !

ثم انقضت على ظهر ادهم باقوى القبضات وهى تصرخ بقله حيله
- انت عملت فيها ايه ... والله يا ادهم هقتلك ... اختى مالها ...

القى ادهم وجد فى الارض بقوه فهى لازالت مغيبه تحت تاثير المخدر .. ولم تكف ورد عن الضرب بقوة بجسد ادهم صارخه
- حرام عليك انت عاوز اييه ... سيبنا فى حالنا والنبى...

دفعها ادهم بقوة حتى ارتطم ظهرها بحائط فصرخت متوجعه
- منكككك لله .. منك لله يابعيد ..

جهر ادهم: تستنوا هنا لحد ما حسابكم يجى ... واحده عارهه ماتربتش والتانيه ماشي مع المباحث .. ابقي خليهم ينفعوكى ...

ظلت تثرثر بكلمات غير مفهومه وهى تصرخه تارة تسب وتارة اخرى تناجى ربها حتى زحفت بتثاقل نحو اختها لتوقظها وتضرب على خدها برفق
- وجد ... فوقى والنبى فووقى ... ازاي الحيوان ده وصلك ... فوقى متوجعيش قلبى اكتر ...

صرخه قويه هربت مش جوف عشق متألمه وبانفاس متقطعه
- خلاص يااورد مش قادرة .. الحقينى شكلى هولد ...

يقف ادهم بصحبه حسن بالخارج .. فاردف قائلا
- هنعملوا اى ياحسن !

فكرة حسن قليلا ثم قال
- كله معمول حسابه .. الاول بس خلى الرجاله تحاوط المخزن بالبنيزن والغاز عشان اى لحظه غدر نعرفوا نلهوهم عننا كيف ...

رفع ادهم حاجبه باعجاب: عليك دماغ المااااظ ...

 

اتى يوسف وحمزه الى قصر الهوارى وكل منها يأكل خطاوى الارض خوفا وغضبا .. ثار محمد معاتبا
- انا لما قوووولت نصفوا دمهم محدش سمعنى .. اهو مكفهمش شر وفساد ولسه بيكملوا ..

اردف عماد بنبرة قويه
- اهدى يامحمد ...

هتف محمد بصوت اقوى
- اهدى ايييه .. دول خاطفين لحهم وبنات عمهم وعاوزنى اهدى !

مجدى بحكمه:
- اهدى خلينا نفكر .. اكيد مش هيعملوا ليهم حاجه دول هببوا كده عشان ياخدو تارهم من سليم وحمزه ومحدش هيجيبهم غير وجد وعشق ...

اردف محمد بتلقائيه
- ايووووة واخت وجد اى دخلها بقي ...

عماد بحيره: ما هو دا اللى شاغلنى ... اى العلاقه !

اردف يوسف سريعا
- عشان كانت شغاله معانا .. كنا عاوزين نوقع حيدر وادهم وللاسف سمعوها ...

وثب مجدى قائما مستندا على عكازه
- انا هغير لبسي ونازلكم ...

عماد بتلقائيه: تمام ... -ثم نظر لحمزه - حمزه باشا الخياط قرب يوصل ...

- خلاص نص ساعه ويكون هنا ...

 

تقف ثريا امام المراة ممسكه بسلاح بيدها مردفه بنظرات كلها شر
- لازمًا تموت ياحيدر ... لازما السر يدفنا .. زمان قتلنا عشااننا والنهارده هقتل عشانى .. عشان اعيش والسر يفضل مدفون مع اللى ادفن ...

على حدا وصل مجدى لغرفته ليبدل ملابسه .. فوجد ورقه بيضاء ملقاه فى الارض اسفل الجاكت تبعه الذي كان يرتديه فى القاهرة .. انحنى قليلا ليتناول الورقه وهو يجلس على الفراش وبدا فى فتحتها بفضول ... الا ان اتسعت حدقه عيناه فجاااة قائلا بذهول

- ورقه تنازل عن كل ممتلكاتى باسم صفوه ... معقوله ؟!

ثم رجع بذاكرته للمكان الذى عثر على تلك الورقه اذا بغرفتها .. ولقطه فوتغرافيه ايضا لها وهى ممسكه بورقه بيضاء وتجوب امام انظاره فى نفس مكان عثوره على الورقه قائله

- بص ماهو انت ياما هتطلقنى يااما ...

فاق مجدى من شروده فجاة قائلا بعدم تصديق
- صفوة اتجوزتنى عشان الورث ؟! معقوله تكون انسانه انانيه للدرجه دى ؟!

 سكة الصبر اخرها جبر مهما طالت  ...
تجلس امام المرآه تضع بعض لمسات التجميل الاخيره وتتأكد من تهدب شعرها كما يروق لها .. تناولت قلم الروج  باللون الكشميري وتمرره على شفتيها بفظاظه ليتناسب مع لون فستانها القصير الذى يبرز معالم جمالها .. نظرة اخيره وهى تنصب عودها امام المراة وهى تتخلص من رباط ساعدها قائله بتنهيده تعب
- تعبت معايا يامجدى .. وكفايه بقي لازم اعوضك عن كل التعب دا ..

استدارت لتبحث عن هاتفها لتتصل به وبجوفها جيوش شغف تجذبها بكلها الى بن ذراعيه تحديدًا .. ولكنها فوجئت بفتح باب غرفتها بدون استئذان وتبدو على ملامحه اثار غضبٍ مكبوت .. فاستدارت نحو الباب بلهفه
- كنت لسه هكلمك ..
لم يجذب انظاره ما ترتديه ولا يتحرك له جفن الرقه رأفة بتلك الحوريه التى غادرت محيطها واتت لعشه .. عمت سحابه الغضب عيناه ليركل الباب خلفه بشده اثارت فضولها وطوت ابتسامتها شيئا فشيئًا
- انت مالك ؟! فيك حاجه وشك متغير ليييه ؟!

دنى منها مجدى بخطوات متباطئه وهو يطيل النظر بعيناها قائلا بغلٍ
- لا برافو .. عجبتنى ؟!
- هى ايه دى ؟!
- لعبت القذرة اتكشفت خلاص يادكتورة ..
بللت حلقها وهى ترمقه بعيون متأرجحه
- مجدى .. ممكن تقول لى فى ايه ؟! انا مش فاهمه اى حاجه ؟!

فتح مجدى الورقه التى ييده قائلا بنبرة غاضبة وهو يقترب منها
- دى ؟! تقدرى تقوليلى تعملى حاجه زى كده ليييه ؟!
القت نظرة خاطفه على الورقه فعلمت ما بها ثم زفرت باختناق
- هو انت مش قولت بلاش نزرع شوك الماضي فى الحاضر ؟!

قبض مجدى على ذراعيه بكفه الحديدى حتى غرزت انامله بجسدها وهو يرجها بقوة
- دا مش شوك .. دا غدر وطمع وكشف نوايه ؟! ليه ناقصك فلوس تعملى كده ياصفوة .. ليه مصممه تبنى الف سور ما بينا بعافر عشان اهدهم .. انت ازاى تعملى كده ... عاوزه تاخدى حاجه مش من حقك بالسرقه ؟!

فرت دمعه هاربه من طرف عينيها .. مردفه بنبرة باكيه
- اللى عملته انا نفس اللى عملته بالظبط .. ما انت كمان خدت حاجه مش من حقك وبالسرقه كمان .. على الاقل انا احسن منك حته ورقه كنت هساومك بيها عشان تطلقنى واهى رجعتلك اما انت اللى خدته منى ما بيرجعش يامجدى ..

رخى مجدى قبضته ببطء وهو
- انت بتبررى ايه ! وكمان ليك عين تقاوحى ..
ابتعدت عنه قاصده ان تخفى منه دموع ضعفها متسلحه بكبريائها
- انا من الاول قولتلك احنا ماننفعش لبعض .. واظن كده كويس اووى .. جبرت يامجدى ..
نظر لها باحتقار وهو يردف بصعوبه
- مكنتش مفتكر انك بالكُره والغل دا ..

ثم طبق الورقه بيده باشمئزاز والقاها بوجهها
- للاسف ياصفووة ..
صمتت قليلا ثم اردفت بحزن يقرضها من الداخل
- طول ما لسانك سابق تفكيرك عمرك ماهتتغير ..

- ايوة ياحبيبي انت فين دلوقت !
اردفت ماجده جملتها وهى تجوب غرفتها ذهابا وايابا .. فرد ادهم قائلا
- بفكر كيف اصطاد الحيتان ...
بللت حلقها وكل ما بجوفها يرتعد
- انا هقولك تعمل ايه .. بس قول لى الاول انت فين ؟!
- انا فى المخزن اللى ورا مصنع البوتجاز القديم .. والبنات هنا ..

- انا عاوزه اجيلك يا ادهم مش عاوزه اسيبك لوحدك ...
جلس ادهم فوق صخره فى الظلام الدامس
- لا ياحبيبتى .. انت هتجهزى عشان بكرة هنسيبوا البلد ونطفشوا ..
فكرت ماجده لبرهه فاردفت بحزن بالغ
- ادهم .. احنا لازم نعرف السر اللى امى وعمك خافينه .. لازم  نعرف هما مخبين ايه يا ادهم ..
حك ادهم ذقنه وهو يثنى ركبته
- ودى هنعرفوها ازاي يا ادهم ؟!

فكرت ماجده لبرهه فاردفت بعجز
- مش عارفه مش عارفه .. هتجنن واعرف هما مخبين ايه ؟! المهم انت هتعمل اى فاللى عندك ...
اردف بشرا يتناثر من عيناه وهو يشعل النار بولاعه السجائر
-  محدش فيهم هيطلع حى .. سواء البنات او غيرهم .. نار غضبى هتحرق الكل من غير ما ترحم يا ماجده .. من اول نسل الخياط لحد حيدر عمى ...
- لا يادهم احنا لازم نعرف السر .. لازم نعرف اللى ورا امى وعمى ...

اجتمعوا الرجال بغرفه الضيوف حتى توسط مجلسهم حمزه الخياط وزوجته التى تجلس بعيدا بجوار عفاف وكل ما بقلبها يتمزق اشلاء .. جهر سليم بنفاذ صبر
- احنا هنفضل قاعدين كده ومش عارفين هما فين ؟! ..
وقف حمزه الخياط والغضب يتقاسم ملامحه
- تفتكروا الزفت دا ممكن يكون مخبى العيال فين ... وحيدر ليه يعمل اكده ! انا راسي هتنفجر ..

وقف عماد بتردد ثم اردف
- انا شاكك فى حاجه كده ومش عارف ...
رمقه سليم بلوم لانه فهم مغزى كلماته فتدخل سريعا
- مش عاوزين نظلم ياعماد .. متنساش ان كل دا من نسيج افكارنا ..
النقيب حمزه باندفاع: فى ايه ياعماد ... مااالك انطق ..

صمت عماد قليلا ثم اردف
- ثريا مراة عمى .. انا واثق انها تعرف علاقه حيدر بالموضوع دا ..
صمت تام خيم عليهم .. فتدخل حمزه الخياط قائلا
- فهمنى ياعماد .. قصدك ايه !
حكى عماد ما يدور بأفكار وشكوكه من ثريا فاستمع له حمزه الخياط وجميع الحضور باهتمام شديد .. حتى اردف بثقه
- محمد روح خلى مراة عمك تعملنا شاى
اتسعت العيون باستعراب صوب جملة حمزه الخياط التى لم تعد بمحلها ولا بموعدها .. فجلس حمزه وكأنه ينتوى لشيء
- اسمع الكلام يامحمد ... وتجيبه بنفسها هى يلا ..

نفذ محمد ما اُمر به .. اما عن نورا فهى تجلس بجوار وعد وتربت على كتفها
- اهدى طيب الحالة دى مش هترجع عشق واكيد حمزة بيه هيتصرف ...
اجهشت وعد بالبكاء: معنديش استعداد اخسر بنتى ولا اتعذب تانى .. بنتى حامل يانورا وعلى وش ولاده وانا هتجنن عليها .. ياريتنى صممت انها ماتخرجش انا اللى وقفت قصاد جوزها وحمزه انها تروح معاه قنا ...

زفر عفاف باختناق وهى تتحرك من مقعدها لتجلس بجوارها قائله بحسره
- ادى اخرة النسب اللى يعر .. وادى اخره الدم وبيبانه اللى ماعتتقفلش ...
جحظت نورا لعفاف لتصمت فاردفت بنفاذ صبر
- يلا ربنا يرجعهم سالمين ...

- ياوجد احب على يدك فوقى انا مش عارفه اعمل حاجه ...
تضرب ورد على وجنتى وجد برفق لتوقظها وبجسد ينتفض على صرخات عشق المتأوهه .. فلم تجد فائده من استيقاظها فركضت نحو الباب تضرب بكلتا كفيها بصراخ
- يااادهم افتح حرررام عليك ... البت بتمووووت ..

وقفت ورد على طراطيف اصابعها لتنظر من فتحت الباب الحديدي لتجد بعض الرجال يطوفون امام عيناها مع اختراق انفاسها رائحه الغاز .. فقفزت عدة مرات محاوله استيعاب من اختلط بأنفاسها .. الى ان انغمست قديمها بقطرات الجاز المتسربه من اسفل الباب ورجل يمسك بدلو منه ويحاوط المخزن  .. فتضاعف خوفها للحد الهستيري وهى تضرب على الباب بقوة
- انت هتعمل اييه .. بقولك افتحلنا ... ياااااارب ... ياادهم ماينفعش والله ... طيب حقك معايا انا سيب وجد وعشق ياااااااااادهم انت فين ..

دارت ورد نحو وجد التى بدات ان تستعيد وعيها اثر رائحه الجاز .. فجثت على ركبتيها متلهفه بأمل
- وجد ياووووجد فوقى والنبى يااالا ... الحقى ..
فتحت وجد عيناها بتثاقل محاوله ان تستجمع ذكراياتها
- ورد ! احنا فين ...

لم تجيبها ورد لانهما التفتوا سريعا نحو صراخ عشق المكتوم .. فزحفت ورد صوبها ثم تابعتها وجد بلهفه
- مش دى بنت حمزه بيه الخياط ...
تتساقط قطرات العرق من مسام وجهها وتلتقط انفاسها بصعوبه بالغه مردفه بصوت متقطع
- انا مش قادره .. ابنى ياوجد .. لازم تنقذيه ..
فزعت وجد كالملدوغه لتفخصها بلهفه وبعد مرور قليلا من الوقت
- اهدى ياعشق اهدى .. دا وجع عادى مافيش حاجه اهدى والنبى ...
ورد بخوف: هو بتتالم ليه كده ياوجد ... هى مش هتولد ..

مررت وجد كفها على شعر عشق لتطمئنها
- اهدى هى قربت بس .. دى وجعه عاديه والمفروض تروح المستشفى عشان تاخد حق طلق بس ان شاء الله قبل ما دا يحصل هنكون خرجنا من هنا ... تعالى يا ورد تعالى نيميها على رجلك وارفعى ضهرها من الارض ..
نفذت ورد ما طلبته منها وجد التى ركضت نحو الباب جاهره بصراخ
- انتوا يلى بره .. افتحوا الزفت دا ...

هتف ورد والرعب يكسو صوتها
- دول محاوطين المكان بالجاز ياوجد ... هما هيعملو ايه ...
عادت وجد لاختها وهى تربت على كتف عشق
- مافيش حاجه هتحصل انا متاكده .. ادهم عمل كده عشان يجيب رجل سليم وحمزه واللى هما اكيد مش هيسكتوا .. اهدوا وكلها كام ساعه وهنخرج من هنا ...

دخلت ثريا وخلفها بنت من الخدم تحمل صنيه فوقها ابريق الشاى واكواب زجاجيه مشيره لها
- حطيها هنا يابت ...
اشار محمد للخادمه ان تنصرف ثم شرعت ثريا فى صب كاسات الشاى .. اما عن حمزه الخياط واصل حديثه وهو يمعن النظر بعفاف
- احنا بالساعه اللى لقناها دى اكبر دليل ان اللى قتل سالم وناصر هو حيدر .. واحنا لازم نتحرك قبل ما يعملوا حاجه فى الينات ونعرف مين اللى شاركه فى الجريمه دى ..

لاحظ حمزه الخياط التفات اذان ثريا وكل تركيزها مع حديث حمزه الخياط الذي تأكد من شكوكه نتيجه امتلاء الكاسات حتى فاض معيارها وانسكب بالصنيه بدون وعى .. تبادلوا الانظار جميع فواصل حمزه الخياط حديثه وهو يتفتها ببراعه حتى أسقط الساعه الفضيه بقصدٍ من يده فشهقت ثريا بانتفاضه وهى تدور بجسدها نحو مصدر الصوت ..

تبادلوا الانظار جميعا حتى تدخل عماد سريعا
- يسلموا ياحماتى .. مكانك انا هكمل ..
انصرفت ثريا وهى تاكل خطاوى الارض غضبا شارده فى حديث حمزه الخياط فاشار حمزه لعماد اشاره فهم مغزاها فاومىء ايجابا بأن  كل شيء على مايرام .. واصل حمزه حديثه بثقه

- انا اتاكدت انها ليها علاقه بحيدر .. دى اول ماسمعت اسمعه براد الشاى اتهز من ايدها وبص على الكوبابات مافيش ولا كوبايه فيهم اتملت اد التانيه .. اللى هتلاقي نصها المليان او اللى فاض منها الشاى .. ودا يعنى ان الموضوع يهمها للدرجه اللى مااخدتش بالها من اللى في ايدها ..
اردف عماد بسرعه
- انا فهمت امى تعمل اي ...

النقيب حمزه باغتياظ: هو ما حدش اتصل ليييه ... والزفت دا خاطفهم ليه طالما متصلش يقول عاوز ايه ؟!
سليم بغضب مكبوت: ادهم اذكى من انه يعمل كده لانه عارف مش هيقدر يواجهه هو دلوقت بيفكر يلعبها صح ! لو حطينا نفسنا مكانه ممكن نتصرف ازاى نخطف تلات بنات عشان يجيب رجل هدفه الاساسي المفروض انه يتصل ويقول طلباته لكن ادهم مش هيعمل كده ... ادهم عاوز يخلص مننا احنا والبنات بضربة معلم وهو يطلع منها زى الشعرة من العجينه ..

تدخل يوسف سريعا: او يلبس عمه كل الليله وهو يخرج منها شاهد ملك ...
انضم مجدى لمجلسهم محاولا اخفاء غضبه حتى فوجىء لماجده تركض لتقف خلفه على اعتاب المجلس قائله بقلب مرتعد
- الحق وجد والبنات ياسليم ..

وقفوا جميعا اثر جملة ماجده المفاجئه .. فوقف سليم امامه والغضب يتقاسم معالمه
- فى ايه يا ماجده انطقى ...
بللت حلقها بخوف فاطرقت قائله
- ادهم خاطف البنات فى المخزن اللى ورا مصنع البوتجاز القديم وناوي يقتلهم .. الحقهم والنبى يااسليم بسرعه .. ادهم مش ناوي على خير ..
هتف محمد من الخلف:  انا عارفه المخزن دا ..

مسكها سليم من ساعدها بغضب
- وانت عرفت منين الكلام دا ..
- مش وقته ياسليم .. الحق وجد والبنات والنبى مافيش وقت ... صدقنى ياسليم انت لو متحركتش دلوقت ادهم هيخلص عليهم ...
نظرها سليم بشك ثم التفت لحديث النقيب حمزه
- احنا لازم نروح المكان اللى بتقول عليه ياسليم .. يلا مافيش وقت ...
ساد الصمت بينهم قليلا تحت انظار ماجده التى لم تخل من نظراتهم المرعبه .. اما عن نورا وصفوة الاتى انضمن اليهم بعدما قصت نورا ما حدث لصفوه التى اردفت سريعا
- انا هاجى معاكم ...

هجر محمد بعصبيه: تيجى فين انت كمان هى رحله ؟! ماتتكلم يامجدى ..
اردفت صفوة بحزم
- مجدى ملهوش دعوة ...
زفر حمزه الخياط بغضب
- مافيش وقت يارجاله يلا بينا ..
اقترب صفوه منه برجاء
- عمو لو سمحت نورا قالتلى ان عشق حامل واحتمال تكون تعبانه ووجد اكيد مش هتقدر تعملها حاجه انا هاجى معاكم اقعد فى العربيه ان لزم الامر ..
هجر مجدى غاضبا: تروحى فين انت كمان .. ما تقعدى على حيلك ..

تدخلت نورا: صفوة خطر عليك دول يعتبر طالعين الجبل ...
- ياجماعه انا خايفه على عشق لقدر الله لو وجد مغمى عليها او حاجه مين هيساعدها .. ياعمى انا هقعد فى العربيه وهستناكم بره ..
تبادلوا الانظار جميعا حتى جهر مجدى
- قولت لا يعنى لا ياصفوة .. لمى دورك واختفى من وشي ..
تدخل عماد سريعا
- كلامها صح يا مجدى واحنا مانعرفش اى حالتهم واكيد محمد مش هيكون فاضي لحد ...

سليم بصيغه امرة
- مجدى انت خليك قاعد هنا مع امك والبنات وانت ياصفوة يلا تعالى معايا ...
مجدى بغضب: تيجى فين يااسليم انت اتجننت .. انتوا هتاخدوا بنات معاكم مش كفايه اللى عندهم ...

تجاهلت صفوة حديثه واندفعت للخارج نحو سيارة سليم لتقطن بها .. فاستدار حمزه الخياط ليضع خطته سريعا
- يوسف انت هتروح على المديريه وتجيب قوة وانا هكلم مدير الامن يتحرك .. واحنا يارجاله مافيش وقت لازم نروح المكان اللى ماجده قالت عليه ... نورا يابتى خلى بالك على وعد دى لما بتتجنن مش بتشوف قدامها .. جهزوا اسلحتكم يارجاله ويلا ... سليم لم الرجاله بره ..
مجدى بحزم: جاااي معاكم ...

محمد وهو يعد سلاحه: برجلك دى بطل جنان ..
- منا مش هلبس طرحه واقعد جنب الحريم يامحمد ..
عماد بحكمه: مجدى متسبش البنات لوحدهم واحنا هنتصرف ماتقلقش ..
ركضت يسر صوب محمد هامسه: اى الجنان ده .. انت مستحيل تتحرك ..

شد محمد سلاحه بتوعد: دى فرصتى وجات لحد عندى يايسر ولازمًا تار راجح يرجع .. تقلقيش عمر اللى على حق ما هيتهزم ..
اقتربت نورا من عماد لتهمس فى اذنه قائله لخوف مكبوت وهى تتشبث فى كفيه برجاء
- انا مش همنعك تروح بس هتوعدنى انك تخلى بالك على نفسك عشان ابننا اللى جاي فى السكه ياعماد ..
نظر لها بذهول فاومأت بخفوت وهى تبتسم وتهمس فى اذنه بفرحه
- لسه عامله اختبار الصبح ..

ثم ابتعدت عنه ولازالت تتشبث بكفه
- يلا الرجاله طلعوا ..
خبر مفرح اقتحم حزن ايامه .. قشعريره انتابت بدنه ما بين الفرح والصدمه وعدم التصديق ظل يرمقها طويلا ثم طبع قبله طويله على رأسها
- الف مبروك ياحبيبتى .. خلى بالك على نفسك
ثم مسك ذقنها بأمل
- لما ارجع لينا احتفال خاص انا وانت .. يلا لا اله الا الله ..
قبلت كفه بحب وعيون تأثر عبراتها: سيدنا محمد رسول الله ...

ودعها عماد ثم لحق بالرجال فى الخارج اما عن مجدى يأكل خطاوي الارض غضبا على رد فعل صفوة وعفويتها .. على حدا تشبثت نورا بساعد ماجده قائله بحزم
- عاوزاك ..
تألمت ماجده قليلا وهى تسير معها
- اى يانورا ماسكانى كده ليه ..
- الكلام اللى قوليه لهم دا لو صح عرفتيه منين ! هما لو صدقوكى دا عشان متعلقين فى قشايه .. ماجده قوليلى لو فى حاجه نلحقهم والنبى ..

حررت ماجده ساعدها بصعوبه من قبضة نورا متألمه
- عرفت وخلاص يانورا .. ماتقلقيش صح وواثقه جدا كمان .. وان شاء الله هيقدروا يرجعوا وجد والبنات انا واثقه ..
- ايوة بقي واثقه منين ! قوليلى ...
تدخلت يسر من الخلف متوعده
- اقسم بالله لو كنت بتوقعيهم فى فخ من حركاتك الزفت دى ماهيحصل طيب ياماجده ..

اغرورقت عيني ماجده بالدموع
- اللى عاوزاكم تعرفوه ان الموضوع اكبر من خطف البنات .. احب اعرفكم حقيقه امكم الموقره انها متجوزه فى السر من كبير العتامنه .. تقدروا تفهمونى واحده معارفاش اذا كان جوزها ميت ولا عايش ومتجوزه ..
جمرات من نار قُذفت على قلوبهم فرددوا بصوت واحد: اييييييه !
ندبت عفاف من الخلف
- يامرى ! هى عملتها ؟!

تبادلوا الانظار جميعا ثم ركضوا جميعا يتسابقون الخُطى لاعلى .. فلحقت بهم عفاف بخطوات متثاقله .. التفت وعد لحركتهم العجيبه فتجاهلها وخرجت فى الجنينه تجوبها ذهابا وايابا وهى تناجى ربها ...
 فى الخارج
تأهبوا الرجال للمعركه وتركهم يوسف ذاهبا لمديريه الامن .. احتشاد كبير من الخفر سار امامهم وخلفهم ثلاث سيارات واحده بها سليم وصفوة والثانيه بها محمد وعماد والاخيره النقيب حمزه وحماه الذي يأكلون خطاوي الارض رعبا ...

- كح كح ريحة الغاز دى خنقتنى ياوجد .. انا حاسه نفسي هيروح ..
اردفت ورد جملتها وهى تهدب شعر عشق التى لا حول لها ولا قوة .. خلعت وجد شالها قائله
- خدى حطيه على نفسك انت وعشق ..
ثم وقفت لترفع انظارها صوب النافذة المرتفعه التى يتوسطها ضياء القمر
- يااارب يارب بحق ما جمعتنا انا وسليم وسط النار نجينا منها زى ما انقذت نبيك ابراهيم .. انت فين ياسليم اول مرة تتأخر عليا كل ده .. طول عمرك قبل ما قلبى يتمناك بيلاقيك .. هات العواقب سليمه يارب ...
صرخه قوية دوت فى المكان من جوف عشق التى فقدت زمام السيطرة .. فركضت وجد نحوها سريعا
- ايه ياعشق استحملى بالله عليك .. هانت خلاص

- هو مش كفايه بقي تمثيل وتفهمينا في ايه !
اردفت ماجده جملتها وهى تقتحم غرفه امها التى القت هاتفها سريعا بمجرد ما رأتهم ..
- انتو كيف تدخلوا اكده !
ركضت يسر نحو هاتف امها لتلتقطه بنظرات استكشافيه
- انت كنت بتعملى ايه ؟!
حاولت ثريا ان تجذب الهاتف من ابنتها ولكن بدون جدوى ابتعدت يسر عنها لتفتحه فوجدت رساله مكتوبه لرقم غير مسجل
-  بكرة لازمًا اشوف فى مطرحنا  ..

ثم دارت الشاشه نحو اخوتها بسخريه
- وهو مين دا اللى لازما تشوفيه فى مطرحكم ..
التوى ثغر ماجده ساخرا وهى تعقد ذراعيها امام صدرها
- الا هى الست ازاى تتجوز راجل تانى وهى لسه على ذمته جوزها ..
سؤال كالخنجر طعن فى قلب ثريا التى تلجلجا فى مكانها وهى تنهر ابنتها
- جرى لمخك اي يابت انت .. ما تتحدتى عدل .

رجعت ماجده حاجبها مستنكرة
- ما هو طول ما الحديت مجايش على هوانا عمره ماهيكون عدل ...
ثم صرخت جاهره بنبره صعيديه
- كيف جالك قلب تتجوزى حيدر الهواري وابويا غايب له سنتين ...
- اكتمى يابت اقفلى خشمك ... انت ادبيتى يااااك ؟!
تدخلت نورا بهدوء
- الكلام دا صح ؟! انت ايه علاقتك بالراجل دا ..

- انتوا جرالكم ايه يابنات نااصر .. !
ضحكت ماجده ساخره: تصدقى حتى دى مابقتش مصدقاها !
صفعتها ثريا على وجنتها بكل قوتها
- اكتمى يابت ياقليله الربايه ...
فى نفس الوقت اتصلت يسر بالرقم صاحب الرساله وبعد قليلا من الوقت اردف حيدر قائلا
- ايوة ياثريا عندى مصلحه مستعجله هخلصها واجيلك ...
قفلت يسر الخط سريعا بعدما سمعت اخوتها جملة حيدر قائله
- هااا اي قولتلك ؟!

دنت منها ماجده مردفه: على فكره يايسر بالمناسبه اللي حطلك حبوب الاجهاض هى امك مش انا .. واذا كنت قولت كده قدام محمد فده عشان اجيب اخرها واخليها تطمن ..
غصة علقت فى حلقه يسر محاوله استيعاب حديث اختها فتحركت لتقف امام امها معاتبه
- انت عملت كده ؟! قتلتى ابنى ليه قبل مايشوف الدنيا ..

تدخلت نورا سريعا: بلاش نحكى فالللى فات يايسر .. خلينا نشوف الست امنا مخبيه علينا ايه تانى ..
هتفت عفاف من الخلف: اما حرمه قليله الاصل صوح ! بقي مكفاكيش كل اللي حصل زمان من تحت راس التعلب ده رايحه تتجوزيه .. لولاش حرام لكنت قتلتك بيدى ..
اقتربت نورا من امها بهدوء: ياما عشان خاطرنا كلنا قولي لنا مخبيه ايه عننا .. واى علاقة بالراجل ده .

جهرت ماجده بصوت عالٍ: انا بنفسي مشيت وراها لحد الفندق اللي بيتقابلوا فيه والموظف قالى انهم متجوزين ... ناصر الهواري ابويا فين يااما ؟!
- انطقى يا ثريا .. ولادى التلاته رايحين لنار العتامنه برجليهم وانت ساكته .. لو تعرفى حاجه قولى ..
صرخت ثريا: معرفش .. معرفش .. واطلعوا بره كلكم ؟!

صرخت عفاف وهى ترجها بقوه: انت اييه مصنوعه من اييه .. معجونه بميه عفاريت ! عقولك عيالى طلعوا وماعارفش اذا كانوا هيرجعوا تانى ولا لا وانت بمنتهى البرود متجوزه التعبان اللي اسمه حيدر
اقترب نورا منها راجيه والدموع تنهمر من مقلتيها
- ياما احب على يدك .. اعملى حاجه واحده تغفرلك .. بصي بلاش تحكى بس ساعدينا نعرفوا الحقيقه متسيبناش كده ..

اندفعت ماجده: عارفه اللي زي مايستاهلش يبقي ام اصلا من ساعه ما قستينا على جوزانا وكل هدفك الورث والفلوس .. وانت لما قولتى لنا المشتري جاهز يتحمل شيلة اراضينا كان قصدك مين ! هو مش اكده ..
واصلت يسر حديثها وهى تلقى الهاتف: عال انتوا الاتنين تداروا ورا ستارة التار والخلافات بين العيلتين لحد ما يقضوا على بعض وفى النهايه كل الهلمه دى ليكم .. خطه فى منتهى الذكاء
ردت عفاف غاضبه وهى تدور حولها بغضب مردفه.

- دا لو مكانوش هما اللي زرعوا بذرة التار من البدايه .. انا واثقه ان ناصر كشف لعبتك وقرر يخلص منكم فقومتوا اتغديتوا بيه قبل ما يتعشي بيكم !
زالت نورا دموع عينيها صراخه: قتلتى ابونا ! قتلتى ناصر الهواري ! طب لييه اى الجحود دا ..
سدت ثريا اذنيها ومشهد ذكريات قتل زوجها تدور امام عينيها فصرخات باعلى صوت بها كأنها تريد ان تفيق من غيبوبتها صارخه
- محصلش ..

ماجده بنفاذ صبر: اوماااال ايه اللي حصل .. ! اى اللي يخليكى تتجوزى غريب وانت مش متأكده ان ابويا مات ..
- متجوزتهوش !
ماجده بذهول: اومال ماشيه فى الحرام .. كمان ! عذر اقبح من ذنب !
تحركت ماجده حولهم بتثاقل مواصله حديثها لتستدرج امها فى الحديث

- طيب انا هقولك كلام محدش يعرفه .. الاول بس عاوزه اهنيكى على بذره الشر اللي زرعتيها جوانا فهى كبرت .. لدرجه اللي خلتنى اروح اشترك مع ادهم ضد وجد وسليم عشان ابعدها عن طريقه .. لحد ما فوقت فى الوقت المناسب وده من فضل ربنا .. واضطريت ارجع لادهم عشان اعرف ناوي على ايه والحق وجد منه يمكن اقدر اعتذر لسليم بطريقتى .. بس الغريب بقي ان حيدر بنفسه مكلم ادهم وقاله انه عاوز يخلص منك عشان سركم يدفن ... اى السر اللي عاوزين تدفنوه واللى عاوز يقتلك بسببه عشان هو يعيش !

اتسعت عيون ثريا بذهول وهى تتراجع للخلف لتجلس على طرف الفراش بذهول
- التعبان عاوز يخلص منى ! بعد العمر دا كله ..
جثت نورا على ركبتيها متوسله: قولى فين اي عشان نلحق نتصرف .. قولى يمكن نفكر ونخرجك منها .. مهما غلطتى لازم يكون عندنا فرص تانيه عشان نكفر .. وحيات الدم اللى بيجري مابينا احكى واعملى حاجه واحده صح ..
جهرت يسر بحزم وانتقام: لا مش هنتطق .. بس انا هعرف ازاي اخليها تنطق ...

وصلت السيارات المدججه بالرجال الي منطقه قريبه من المخزن .. فدلفوا جميعا من سيارتهم ملتفين حول بعضهم .. فاردف حمزه الخياط
- حمزه خد سليم ولفه سريعه حولين المكان وتعالوا نشوف هنخش ازاي .. وانت ياعماد وزع الرجاله حولين المخزن بهدوء من غير ما حد يحس .. وانت يامحمد تعالى معايا ..

اشار سليم لحد الرجال بنظره امره: تقف جنب العربيه اللي فيها الدكتورة متتحركش واي حركه غريبه تاخدها تروحها .. فااااااهم !
تأهبوا جميعهم للحركه منتشرين حول المكان .. ظلت صفوة ترمقهم بخوف يغمرها من الداخل وهى تترقب خطاهم ومهارتهم فى تسلل الجدران .. مردفه بقلق
- استر يارب .. هاتت العواقب سليمه ..

فى القصر
خرج مجدي الي الجنيه الذي بدا القلق يتأكل فى جوفه وهو يرمى عكازه بعيدا محاولا الوقوف على ساقه متحديا المه .. خطى عدة خطوات ببطء فشعر بتحسن فى حالته .. فاعتزم امره
- لا انا ماينفعش اقعد هنا وانا هتجنن عليها .. مقدرتش تمنعها لييييه يامجدي !
ركضت وعد صوبه بخوف ووجه شاحب: انا قلقانه عليهم يابيشمهندس .. خدنى عند بتى ..

اطرق مجدي بحيره: انا هروح اشوفهم وانت اطنى وخشي اقعدى مع الحريم جوه .. حمزه بيه موصينى عليك !
تشبثت وعد بكفه وبعيون راجيه: بالله عليك يابنى خدنى معاك .. انا حاسه برج من دماغى هيطير ..
فكر مجدي لبرهه فاردف
- والله ماينفع .. انا هتجنن اكتر منك ولازم اروحلهم وعلى اتصال
وعد بحزم وامر منتهى: قولت هاجى معاك .. يلا .. زي ماانت قلقان على مرتك انا قلبى بيتقطع على بتى ..

ظل مجدي يرمقها طويلا
- اووووف يلا طيب وربنا يسترها ...
عوده لساحه المعركه
عاد سليم وحمزه ركضا فاردف حمزه
- فى جوه حركه 15 راجل وكلهم مسلحين .. المخزن متأمن من 3 جهات والجهه الرابعه من الغرب مافيش غير شخصين وتقريبا دى اضعف جهه ممكن نخش منها .. فى ساحه فاضيه محاصره المخزن ومليانه بشكاير الرمل .. وباين على المكان قديم ومجهور من زمان
فأكمل سليم: شرق المخزن ادهم وحسن قاعدين وبيتعشوا .. فى باب خشب صغير على جنب دا انسب مكان نخش منه اللى الناحيه الغربيه وزي ما حمزه قال مافيش غير راجلين ..

- تمام اتوزعوا زي ما كنتوا وعماد نبه على الرجاله شكل بهدوء من غير دم خليهم هما يحمونا من بره واحنا اللي هنخش جوه نخلصوا .. - ثم التف حمزه الخياط نحو محمد محذرا - مش عاوز تهور يامحمد .. ويوسف هيلحقنا بالقوات ان شاء الله
شدو جميعهم اجزاء اسلحتهم وسار كل منهما فى طريقه المحدد حول المبنى المتوسط الاتساع .. دلف سليم وحمزه بحرص شديد وهما يتحدثون بالنظرات فاختبئ حمزه خلف شجره اما عن سليم تعمد ان يلقى قطعه خشب للفت انظار الحارس قاصدا ان يري ظله .

دار الرجل نحو مصدر الصوت جاهرا  مين هناك  ظل يتقدم فى الخطى حتى تعمد سليم جذب انظاره اكثر فغير مكانه .. اسرع الحارس صوب الظل وهو يصدر فوهة سلاحه .. وفى لمح البصر ظهر سليم امامه مستسلما .. شرع الرجل ان يجهر بصوته فانقض عليه النقيب حمزه بحركه بهلاوانيه اسقطته ارضا مع ضربه قويه على رأسه بمؤخره سلاحه فتغيب عن الوعي ..
اشار سليم بحرص: فى واحد تانى هناك ..

امام حائطه منخفضة تسلق حمزه الخياط بمساعده محمد بحرصٍ شديد فجلسا سويا فوقها لبرهه يكتشفان المكان فهمس الخياط
- دي ملغمة رجاله ! ماينفعش ننزل .. كده مش هنحل حاجه
فكر محمد لبرهه: هناك فى 4 رجاله والناحيه دي على اليمين ف 3
واصل الخياط حديثه: وقدامك فى اتنين !
- احنا ننزل ونخلص عليهم كلهم ..
- جرى اي يادكتور هما مش علموك فى الجيش طريقه الصيد ؟!

رفع محمد حاجبه فواصل الخياط حديثه: مش دايما الكثرة تغلب الشجاعه .. الصياد برمي شباكه فى قلب البحر ويصطاد سمك .. احنا هنعمل كده .. هنصطاد السمك .. شايف الشجره دي انا هركب فوقها وانت احمى ضهري .. ولما تشوفنى استقريت انزل واركب على الشجره اللى هناك بخفه وانا هحمى ضهرك .. ركز يادكتور !

هبط الخياط بحرص مختبئا خلف الاشججار حتى تم مخططه الاول بنجاح فأشار لمحمد ان يتحرك فهبط الاخير ببراعه وهو يندس خلف الاشجار ليقف وراء واحده امام مرمى انظار حسن وادهم .. هتف الخياط بصوت مكتوم
- يلا يامحمد ...

تجاهل محمد هتافه فصوب سلاحه نحوهم بغل .. هتف الخياط باغتياظ: بطل جنان واتحرك ..
لم يستمع محمد لتعليمات وفشل مخططه ايضا لان ادهم تحرك لغسل يده .. واصل محمد حركته وتسلل بحرص حتى فوجئ بشخص يغرز فوهة سلاحه بظهره قائلا بتهديد
- ارمى سلاحك ؟!

توقف محمد قليلا ليفكر كيف يخرج من ذلك المآزق فاستدار ببطء وهو يرقع كلتا يديه باستسلام قائلا: تمام تمام اهووو ..
فى لمح البصر انقض الخياط على رأس الحارس بمؤخره سلاحه بقوة فوق راسه فسقط مغشيا عليه  محدثا صوتا لفت انتباه بعض الحرس الذي هتف
- ميييين هنااااك ..
رمقه الخياط بنظره تحذيريه: والله انا ما خايف غير منك عشان كده خليتك معايا .. اركب فوق شجره وحط كاتم الصوت لسلاحك واضرب فى اماكن ماتموتش .. شل حركه الهدف احنا مش قتالين قتله ..

انضم عماد لحمزه وسليم فاردف بحرص
- البنات جوه ياسليم وللاسف الباب مقفول بالقفل ..
حمزه بحرص: التلاته الواقفين هناك دول .. سليم روح اظهرلهم نفسك وانا وعماد هنصطاهم من هنا ..
اختبئ عماد وحمزه فى اماكن متفرقه فاشار لهم سليم بحرص بالموافقه .. فاومئ حمزه ايجابا وهو ينظر لعماد: جاهز ..

اردف عماد وهو ينبطح على بطنه ممازحا: طول عمرى
تحرك سليم بحريه حتى وهو يقترب من اجتماع الثلاث رجال فاتسعت عيون عماد وحمزه الذي اردف
- المجنون دا بيهبب ايه ..
- والنبى ياخينا ملاقيش معاك ولاعه ..
اردف سليم جملته وهو يقترب من الثلاث رجال بقدوم .. فالتفتوا جميعا مصوبين اسلحتهم فاردف احدهم
- انت مين ؟!

- شكلكم مش معاكم ولاعه طيب خلاص مااعطلكمش ..
دار سليم بجسده فنهره الخفير بقوة: مكانك ياجدع انت !
اخرج سليم سلاحه من سترته ببطء وهو يتأهب للهجوم وعلى حدا همس حمزه لعماد
- هيودينا فى داهيه اخوك ! اضرب ياعماد
دارسليم بخفه وبحركه بهلاوانيه وهو يركل السلاح من يد الخفير بقدمه وعلى الفور انهالت ضربات الرصاص نحو الخفر فى مناطق تشل حركتهم .. اشعل سليم الحرب ثم تحرك داخل المبنى الذي يغسل ادهم به يده مقتحم صفواه جاهرا
- والله ووقعت ومحدش سمى عليك ياعتمانى !

ارتعدت وجد من مكانها بعدما كانت مستنده على الحائط باستسلام
- فى حركه غريبه بره .. انا سمعت ؟!
ورد بيأس: تلاقي حركه المقاطيع .. ربنا يخلصنا منهم
فى نفس اللحظه انفجرت عشق صارخه من بعد حملة التألم التى عانتها .. فركضت وجد نحوها بلهفه قائله
- يالهووووى دي بتولد !

ركضت ورد نحو الباب لتضربه صااارخه وبحركات جنونيه: الحقنننووووووووونااااااا
فى نفس ذات اللحظه شرع محمد والخياط فى اقتناص ضحاياهم بمهاره قتاليه محديثن اصابات فى ذراعيهم وارجلهم حتى نهض حسن مفزوعا رافعا سلاحه مناديا على احد الحرس
- فى اييييه عندك ؟!
ركض الخفير: شكل فى حد فى المكان ؟!

التوى ثغر حسن ساخرا فاذا بالحال رصاصة محمد التى فشل مقصدها وهو ساق حسن فثبتت ف المنضده الخشبيه القديمه .. ركض حسن بعيدا بيختبئ خلف مجموعه الاخشاب قائلا بمكر
- كنت عامل حسابى ...

توجهت رصاصه حسن نحو الشجره التى يقطن بها محمد فتفادها بخفه وهو يقفز لاعلى منتقلا على فرع اخر .. تسلل حسن خفيه وهو يخرج علبه الكبريب ويقترب من جهة المخزن ..
- كل حاجه معمول حسابها كنت متأكد انهم جااااايين ..
نجح حسن فى فتح باب المخزن قائلا ببرود: فى ايه ..

صرخت وجد بقلة حيله: دي بتولد الله ينتقم منكم .. طلعونا من هنا ..
التوى ثغر حسن ساخرا وفى لمح البصر كان ذراعه ملتفا حول عنق ورد ويسحبها للخارج ولازالت تقاومه بكل قوتها وتضربه به: سيبنى قولتلك ...
القى حسن ولاعه النار و فى جزء اقل من الثانيه تكاثرت النيران حول المخزن الذي يقطن بداخله وجد التى فقدت قدرتها ان تنقذ اختها وعشق التى تفقد وعيها شيئا فشيئا  اصبحت النار كحلقه كامله ... جن جنون الجميع فركض عماد وحمزه فى منتصف الساحه ليقتنصوا كل من يعوق طريقهم حتى جهر عماد وهو يطلق الرصاصه من مسدسه
- حااااسب ياحمزه ...

- البنات جووه البنات جووووه ياعماد ...
فزع الخياط من موضعه بمجرد ما راي اشتعال النيران: بتىىىىىىىىىىىىىىىىىىىى !
فوجئ محمد بحمزه الخياط يترك مكانه ويركض بجنون نحو باب المخزن .. رفع محمد سلاح ليحمى ظهره بمهاره قتاليه مردفا: ياوووولاد الكلللللللللب ...
احتشد الخفر حول المخزن ليمنعوا اقتراب احد منهم .. لازالت وجد تصرخ من الداخل وهى ترى النيران ترتفع امام عينيها عاجزه غير قادره على فعل اي شيء غير الصراخ
جفف ادهم يده فى جلبابه ولم يلتفت الى سليم فاردف ببرود
- طب زين .. جيت لى قبل مابعتلك ..

شرع سليم ان ينقض عليه ففاجئه ادهم بضربه قويه تحت عينه مما جعله يتراجع للخلف .. دخل يده بسترته ليخرج مطوه
- اخرتك تبقي فى كبانيه ؟! وعلى يدى شووف يااخى الزمن وغدره ..
ركل سليم المطوه بقوه ليحاصر عنق ويضغط عليه بقوة
- انت ايه الشر اللي فيك دا ياخى ؟!

ضغط ادهم على قدم سليم بقوة ليرخى قبضه وضربه برأسه فى انفه بقوة فتراجع سليم للخلف .. سرعان ما تناول ادهم خشبه من الارض وضرب بها سليم فوق رأسه فسببت له دوران على الفور .. ركض ادهم للخارج ليتفاجئ بمعركه قويه ينهال فيها طلقات الرصاص كالمطر .. ركض اتنين من الحرس صوبه
- هنعمل اي يادهم بااشا ..

تناول ادهم من مسدس قائلا
- غطى ضهري يلااااا وتعالى وراء ..
اختبئ ادهم بين رجاله لير النيران ترتفع لاعلى وتتكاثر بشكل مرعب .. خلع ادهم عبائته القطنيه ليطفى بها نيران مدخل المخزن تحت اصوات ضربات الرصاص المتبادله .. صرخت وجد بمجرد ان راته فانقضت على سترته
- البت بتمووووووووت
جذبها ادهم امامه كدفاعا له بقوه وهو يخرج محتميا برجاله من الجههه الاخري .. لاحظ محمد الذي يجلس فوق الشجره حركته المريبه وهو يجذبها بقوة .. سرعان ما دلف خلف
- ااااه يااكلللللللللللللللللللب .. قتلك على يدى ..

ركض محمد خلفه متسلل فى خفيه وسرعان ما اطلق رصاصه بجوار قدمه جاهرا
- والله ووقعت ومحدش سمى عليك ياادهم .. ياخى الدنيا دي صغيره قوووى
وقف ادهم خلف وجد وهو يصوب السلاح على راسها
- انسي انك تقرب خطوه ..
صرخت وجد: بت حمزه الخياط يامحمد .. الحقها جووه وسيبك منىىىىىىىىىى ...

وفجاة انقض احد حرس ادهم بمؤخره سلاحه على عنق محمد فسقط مغشيا عليه ..
ات حمزه الخياط من الخلف لتصيب رصاصته ظهر احد الخفر ولكنه فوجئ باخر يأتيه من الخلف
- ولا حركه ؟!
وعلى حدا جهر النقيب حمزه وهو يركض فى ساحه المعركه
- مرتى ياعماد هتروووووووح منى ..


- هتعملى ايه يايسر !
اردفت نورا جملتها وهو تقترب من اختها بفضول .. فاجابت بغل
- لازم الزفت دا يجي هنا عشان ناخد حقنا منه ..
ماجده بعتب لثريا: عاجبك كده ؟!عاجبك كل اللي بتعمليه فينا ده .. - ثم التفت الي يسر-"انت بتفكري فى ايه "
اردفت يسر وهى تفتح هاتف امها وتكتب رساله نصيه: هتعرفى دلوقت ..

" حيدر الدنيا اطربقت فوق دماغنا .. القصر هيكون فاضي الصبح لازم تيجى عندنا مواضيع مهمه نحكوها "
ثم ضغطت على زر ارسال .. شدت ثريا منها الهاتف بصراخ
- انت هتهببى ايييييه !
يسر بنفاذ صبر: طالما انت مش هتقولي لنا الحكايه يقولنا هو ..
نورا بتوسل وهى تجهش بالبكاء: ابوس على ايدك قوليلنا ايه اللي مخبياه من ورانا ! احنا معاك مش ضدتك ..

نهضت عفاف من مقعدها وهى تراقب حديثهم باهتمام فاردفت
- انا هقولكم الكلام اللي كدبته اكتر من 30 سنه .. امكم من وهى عيله ماشيه مع الواد ده .. ولما وقفت قصادها عشان تبعد عنه كرهتنى واعتبرتنى عدوها .. حاولت احميها منه ومن شره بكل الطرق له ببساطه كان بيحاول يلف عليا فلما ملقاش منى سكه راح لامك فاكر انه بينتقم .. بس الغبيه امك صدقته ووقعت فى شباكه ... لما خلصنا الاعداديه جيه عمنا راجح واتكلم مع اخواته ابويا وابو امكم وعاوز يجوزنا لولاده ... طبعا هى اتفرعنت ورفض وانا الوحيده اللي كنت عارفه السبب .. اتكلمت مع امها الله يرحمها وقولتلها ناصر زين وراجل وكفايه انه تربيه راجح الهواري .. وثريا لو رفضت الجوازه دي شرارة النار هتولع فى قش البيت ومحدش هيوقفها .. وفعلا اتجوزت انا وثريا فى ليله واحده .. بس اللي حصل واللي اكتشفه ناصر انها كانت بتاخد حبوب منع حمل اكتر من 5 سنين عشان مش حباه ولما كشف مخططها قالها هطلقك خافت واتراجعت وجات نورا وسافرت معاه على مصر ...

وعشتوا حياتكم هناك كنت اسمع اخبارهم من فين لفين .. وكانت تزورنا بكل بت فيكم اول ما تولدها وبعدين مانشوفش وشها تانى ... ومرت الايام لحد ما دخان الاشاعات طلع وجاتلى "زينب " الشغاله عندكم كان عمى راجح باعتها تخدمها عشان مابيثقش غير فيها ... فاكره زينب ياثريا ! وقالتلى ان بت عمى على علاقه مع راجل غير جوزها .. مصدقتهاش وهددتها وطردها وماتت زينب محروقه بعدها بكام شهر .. وقولنا قضاء وقدر .. وكتير كتير لحد ماوصلنا للوقفه دى ! بالمختصر امكم خاينه عيله طايشه بتجري وراء اوهامها .. والصوره وضحت دلوقت بكلامك ياماجده.

جمرات من النار تتقاذف على قلوبهم .. ربطت الصدمه افواهمم يتبادلون الانظار فيما بينهم بذهول ودهشه .. تعكزت نورا على عكاز دهشتها لتردف بعدم تصديق
- الكلام ده ح ص ل !
لم تجد ثريا مفرا غير الاعتراف .. فنطقت صارخه: كنت بحبه ومحبتش غيره ! عمرى ماحبيت ابوكم .. حيدر الوحيد اللي خلانى اقدر اعيش معاه العمر ده كله ؟!
هتفت ماجده بذهول: اااه وده من علاقتك معاه فى الحرام !
يسر باستنكار: انا قرفانه من نفسي انك امى ..
واصلت عفاف حديثها: انت اللي قتلتى ناصر ياثريا ! مش كده .. انا عارفه من اول يوم غاب فيه انه اتقتل .. ناصر لما خرج انت مكنتش فى البيت ومن ساعتها مارجعش ..

سدت نورا اذانها فلم تتحمل ان تستمع للمزيد صارخه: ايه الشر دا !
وقفت يسر وهى تجهش بالبكاء: ابونا اتقتل ! قتلتى ابونا .. لا ماتقوليش !
هزت ثريا راسها نفيا وهى تلتقط انفاسها بصعوبه:حيدر اللي قتله زي ماقتل سالم ...

ركض محمد خلفه متسلل فى خفيه وسرعان ما اطلق رصاصه بجوار قدمه جاهرا
- والله ووقعت ومحدش سمى عليك ياادهم .. ياخى الدنيا دي صغيره قوووى
وقف ادهم خلف وجد وهو يصوب السلاح على راسها
- انسي انك تقرب خطوه ..
صرخت وجد: بت حمزه الخياط يامحمد .. الحقها جووه وسيبك منىىىىىىىىىى ...
وفجاة انقض احد حرس ادهم بمؤخره سلاحه على عنق محمد فسقط مغشيا عليه ..
جاء حمزه الخياط من الخلف لتصيب رصاصته ظهر احد الخفر ولكنه فوجئ باخر يأتيه من الخلف
- ولا حركه ؟!

ثبتت خطوة الخياط مفكرا ببرعه فتعمد ان يرجع للخلف بخطوات سلحفيه ليتعرف على سلاح عدوه الذي تعمد غرزه فى ظهره .. فهم الخياط ما يحمله الحارس بنقدقيه فسرعان ما ركل قدمه للخلف ليصيب الرجل فى ركبته وفى لمح البصر دار بمهاره قتاليه وهو يقبض على فوهة البندقيه ويدفعها للخلف فتصيب مؤخرتها ذقن الرجل فيتراجع متألما .. لك يكف عن ذلك فانهال عليه ببعض اللكمات القويه التى فقدته وعيه ..

اصبحت النيران تتنقل شيئا فشئيا وتمسك فى الاخشاب الموجوده بالمخزن حتى اختنقت انفاس عشق التى فقدت القدره على التحرك .. استجمعت كل قوتها بتقف على رجليها مستنده  على الحائط وهى تتلوى الما واختناقنا وتسعل بقووة حتى انعدمت كل مقاومتها ولم تتحمل الالم اكثر حيث سقطن مغشيا عليها فى بركه المياه التى انفجرت منها
ركض سريعا حتى وصل اى مسقط النيران التى تكتسح كل ما يقابلها .. فنزع عبائته سريعا وهو يضفىء النيران التى تحاصر الباب جاهررا.

- متخافيش يااعشق ...
وعلى حدا جهر النقيب حمزه وهو يركض فى ساحه المعركه
- مرتى ياعماد هتروووووووح منى ...
ركض عماد خلف حمزه وهو يقتنص اعدائهم بحرافيه  .. ومن ناحيه اخري وجدوا انفسهم محاصرين بين تلاته من الحرس .. فلم يتحمل النقيب حمزه اكثر حيث استجمع كل ثورات غضبه وهو يقفز بخفه ويركل الشخص الذي يقف امامه وفى نفس اللحظه انطلقت احدى الطلقات الطائشه من احداها فتلقاها النقيب حمزه فى صدر الشخص الذي هاجمه .. اما عن عماد فطوق ذراعه بحرافيه حول عنق الاخر وهو يحتمى بجسده ليضرب من اطلق النار على النقيب حمزه فاصابت رصاصته ذراعه والثانيه كانت فى ساقه فرفع سلاحه ويضرب بموخرته الشخص الذي يحاصره بذراعيه ..

يخرج سليم من المكان الذي فقد وعيه به متجها على صوت صراخ وجد التى تقاوم ادهم بكل قوتها .. ركض خلفهم باتزان مختل وهو يتمايل يمينا ويسارا .. جاهرا
- غبى لو كنت مفكر انى هسيبهالك ؟!
اسرع ادهم فى خطاه ليختبىء خلف سيارته ويطلق رصاصته عليه :
- وتبقى غبى لو فكرت انى هسيبك تتهنى بيها بعد النهارده ...
اختبئ سليم وراء مؤخرة سياره ادهم ليتفاد رصاصته قائلا بحده
- انا شايف انك تخرجها هى من الحساب اللي ما بينا .. ونتحاسب راجل لراجل
ضحك ادهم بسخريه وهو يحكم قبض يده على شعر وجد وهو يلهث
- مابلاش وتتكلم على قدك .. انا اللي معايا السلاح ياولد الهواري ..

طافت عينى سليم بحذر وهو يترقب لمخرج فاردف بسخريه قاصدا ان يشغله
- عمرها ماكانت بالسلاح ..
تحرك سليم ببطء على حافة السياره لينقض على ادهم ولكنه فوجئ بالرجل الذي ضرب محمد
- اقف مكانك ..

جذب ادهم وجد من شعرها فتعمد ان يفقدها وعيها وهو يضربها بقوة على راسها اصدرت صرخه قويه ارعدت قلب سليم الذي جن جنونه وانقض على الرجل المسلح بجبروت وبضرب مفضى الى موت .. استغل ادهم اشتباك سليم مع الحارس  وادخل جثمان وجد فى الكنبه الخلفيه وسريعا صعد سيارته -الجيب شروكى-  وتأهب للانطلاق فرجع  للخلف قاصدا ان يتخلص من سليم ولكنه سريعا ما حدف الرجل مكانه وقفز هو ليتمسك بالسياره .. تعمد ادهم ان يرتطم بالجدران والاشجار ليفلت قبضه سليم وللاسف فاز فى ذلك .. دار مقود السياره ليفر هاربا من البوابه ولكنه فوجئ بقوات الشرطه تقتحم المكان .. لف سريعا وهو يلعن الحظ منطلقا نحو الباب الخشبي الخلفى هاربا ...

ركض سليم بكل قوته صوب سيارات الشرطه ليدفع يوسف الذي يندلف من سيارته ويحتلها بجنون ... هتف يوسف صارخا
- يااااسليييمممم انت هتعمل ايه ؟
تجاهل سليم نداء يوسف وانطلق بسيارته خلف ادهم .. اما يوسف فتحرك سريعا ليصعد هو الاخر البوكس ويعطى الاوامر للعساكر سريعا
- نضف لى ياابنى المكان ده .. يلا ...
انطلق يوسف خلف سليم بنفس السرعه التى تسببت فى احداث سحابه من الاتربه تشوش الرؤيه ..

نجح الخياط فى انقاذ ابنته من بين النيران .. فحملها بين ذراعيه وركض بها للخارج فتلقاها منه زوجها وهو يأكل خطاوى الارض ركضا
- عشق ... عشق انت كويسه ؟
بسط حمزه جسدها على ساقه وهو يتوسل لها رجيا ان تفيق .. اما عن ابيه الذي انخلع قلبه وهو يقبل كفها ولثانى مره تخدعه دموع عينيه وتتساقط امام احد غير امها ..
لاحظ عماد من بعيد حركه محمد وهو يستعيد وعيه فاسرع اليه وهو يتشبث بيده ليساعده على النهوض
- انت كويس يامحمد !
- ادهم خد وجد يااعماد ومعرفش اتلحقها ...
- يوسف طلع وراه فوق بس وتعالى الحق مراة حمزه ...

دلفت صفوة بارتباك من السياره للخفير: هما اتاخروا اووى جووه ... انا قلقانه يكون حصلهم حاجه ...
الخفير بحزم: ان شاء الله خير يادكتورة .. الحكومه وصلت جوه وهينقذوهم كلهم ..
صفوة بقلق وهى تهز راسها نفيا: لالا انا لازم اروح اشوفهم حصل اي .. منا مش هقعد متكتفه كده ..
وقف الخفير امامها ليعيق طريقها: ماينفعش جنابك .. كده هنخالف اوامر سليم بيه ..
زفرت صفوة باختناق: خلاص انا هقعد فى العربيه وانت تروح تطمنى حصل ايه .. نفذ يلا يااما هروح اشوف بنفسي ...
- خلاص خلاص جنابك .. ارتاحى فى العربيه وانا هروح واطمنك ...
- يلا بسرعه طيب ...
ذهب الخفير بنفاذ صبر بعد اصرار صفوة التى تقف على اوتار القلق مزفره
- استرها يارب ومايكنش حد فيهم جراله حااجه ..

وسرعان ما خطف اذانها صوت صراخ مكتوم يبتعد عن المكان .. فحددت مصدر الصوت وهى تقترب بخطوات استكشافيه وتنظر يمينا ويسارا تحت ضوء القمر فى ليله تمامه .. حتى وضحت لها الرؤيه عندما وجدت حسن يفر هاربا ب ورد التى اتخذها حمايه له .. اتبعت صفوة خطاه بحرص شديد .. وهى تختبئ خلف الصخور .. فسقطت عينها على حجر كبير فى الوقت التى عضت به وجد كف حسن ونجحت فى التخلص منه وهى تصرخ بقله حيله محاوله الهرب منه .. استجمعت صفوة كل قوتها فهجمت على رأسه بضربه قويه اثرها سالت الدماء من راسه .. شهقت ورد وهى تحتمى بها
- انت عملت ايه .. يلا نجرى من هنا ..

اردفت صفوة بتساؤل وهى تتشبث بكفها: انت اخت وجد ؟!
ظل حسن يتأوه قليلا حتى رأي الدماء تتساقط من رأسه فجن جنونه .. فقفز خطوه واسعه لينقض على صفوة من شعرها التى تراجعت صارخه .. وعلى حدا انهالت عليه ورد بضربات جنونيه كى يفك قبضته من عليها .. دفعها حسن بكل قوته فأطاح بجسدها بعيد لترتطم رأسها بحجر صخرى فتقد اتزانها .. صرخه صفوة مستغيثه وهى تحاول التخلص من قبضته .. فصفعها حسن بقوة على وجهها قائلا بنبره تهديديه
- وده رد خفيف عشان تحاولى تمدى يدك على حسن ابو قبيل ..
ثم دفعها بقووة وركض نحو الطريق السريع فصدمته سيارة مجدي التى يقودها باقصي سرعه .. فرمل مجدي على صوت صراخ وعد.

- حاااااااااااااااااااااااااااااااااسب يامجدى .. .
تحمل حسن على ساقيه محاولا القيام ودلف مجدي سريعا فاتبعته وعد بخوف يقطم جوفها .. ركضت صفوة عليه مستنجده
- متسبهوش يهرب يامجدى ...
انقض عليه مجدى بلكمه قويه انهت كل قوته
- والله ووقعت فى يد اللي ما بيرحمش ..
وعد بلهفه: صفوة طمنينى على بنتى .. جرالها حاجه ...

فاقت ورد من اثر الصدمه وهى تقترب منهم
- عشق كانت مع وجد لما حسن ولع فى المخزن .. لازم نلحقهم ..
مسكت وعد كف ورد راجيه وهى تشدها بقوة
- تعالى تعالى نطمن على بتى ..
اما عن صفوة فالتفت لنداء مجدى اضعف قوة حسن قائلا
- هاتى حبل من شنطه العربيه بسرعه ...

ياكل خطاوي رمال الصحراء بسرعه محاولا الهرب من سليم الذي يلاحقه ... اما عن وفلازالت مغيبه تحت تاثير ضربه ادهم شارده فى عالم اخر لا تبحث فيه الا عن قلبها .. تستلذ فى منامها بصورة سليم الذي يمازحها ويركض خلفها جاهرا
- هتروحى منى فين ؟!
لتصدر ضحك فى منامها عاليه تبث المرح بجوفها
- منا لازال اتعبك شويه عشان تستمتع بطعم الحاجه .. اومال تاخدها كده بالساهل يعنى ..

استطاع سليم ان يضرب جانب سيارة ادهم بحرفيه فاندفعها اثرها للامام وهو يلعنه بابشع المصطلحات .. داس ادهم بنزين وهو يلتفت للخلف بخطف نظره على سياره سليم التى بعد عنها قليلا ونظره اخرى لوجد قائلا بتوعد
- لازم احرق قلبه عليك .. انت نقطة ضعفه وانت نفسك نقطه قوتى !
يحاول من الخلف يوسف ان يلحق بسياراتهم التى لم ير منها الا انوار تملا المكان واتربه تحجب الرؤيه وهو يضرب مقود السياره بغل ويضغط بنزين ..
- يلعن كده ياااخى ..

تعمد سليم ان يغير مسار ادهم ناحيه ارتفاع الجبل .. فدار مقود سيارته للجهه الاخرى وهو يقترب منه حتى اصبحت سيارته من الشمال يحاصرها الجبل وصخوره وومن الامام سيارة سليم .. لم يجد ادهم حلا الا المواجهه .. شد اجزاء سلاحه متوعدا
- حفرت قبرك بيدك يااااهواري ...
دلف سليم من سيارته ومن الناحيه الاخرى ادهم الذي ضرب عدة رصاصات نجح سليم فى تفاديهم .. قفز فوق السياره بخفه وهو يركل بساقه السلاح من يد ادهم وبمهاره قتاليه حاوط عنقه برجليه وهو يجلس فوق مقدمه السياره ..

لم يجد ادهم مفر من قبضة سليم الا انه يتراجع للخلف ببطء وهو يلتقط انفاسه بصعوبه .. اردف سليم بغضب
- كده نتحاسب راجل لراجل ..
تحلص ادهم من حصار سليم بصعوبه وهو يتراجع للخلف مختلا اتزانه .. اندلى سليم من اعلى ليقف امامه
- لا لسه دانا عاوزك حي انا هتفيص من اولها ... دا حساب وبيتاخد ..
فاجئه ادهم بلكمه قويه وبعد ركض من امامه .. لم يهتم سليم به فلحق به ثم امسك بملابسه من اعلى وهو يديره ليردها له بضربه اقوى ثم اخرى على انفه جعلت الدماء تتدفق منها قائلا بنبرة قويه
- طول عمرك عايم فى بحر الشياطين اللى كله كره وغل وحقد .. وده لانك ناقص .. وسبق وقولتهالك الناقص هو اللي بيبص فى طبق غيره ... بس جيه الوقت اللي اريح فيه الناس من شرك ..

انقض سليم على ملابسه بكلتا يديه وهو يرجه بقوه
- انت ايه ؟! مش بنى ادم ! طيب قبل ماتلعب بالنار ماجاش فى بالك انها ممكن تلسعك .. مش دمك ولحمك اللي انت مبهدلها دى !
عدة لكمات من سليم طفرت بها ملامح وجه ادهم حتى جثى على ركبيته متأوها .. لم يكف سليم عن ذلك فركلها بساقه بعيدا حتى القى ارضا وهو يسعل بقوة ويلهث رمال الصحراء قائلا
- ااه وتوجع قلب بت عمك اللي غرقان فيّ .. ماجده هى اللي قالتلى اخطفها كان شرطها الوحيد انى اقهر قلبك على وجد عشان تتجوزنى .. وانا كنت بنفذ .. شوفت انتوا كمان ياهواره ناب الشر فى سنانكم..

توقف سليم لبرهه محاولا استيعاب كلماته قائلا: ماجده ؟!
انحنى كى يقفه امامه مره اخرى ولكنه فاجئه بوضع الاتربه بعينه ليبتعد عنه .. نصب سليم عوده وهو يتراجع للخلف اثار الام عينيه .. وفى تلك الاثناء وقف ادهم الذي فوجئ بسيارة الشرطه تقف امامه ..
دلف يوسف سريعا وهو ينقض عليه ولكنه فشل فى اصابته باى مكروه لان ادهم هجم على خصره وتراجع به للخلف ليرتطم بالسياره .. كتم يوسف اصوت تألم .. فرفع كوعه بقوة وانهال على ظهره .. ارخى ادهم قبضته وهو يتراجع للخلف قليلا ثم يندفع بقوة بجسده ليضرب بيوسف ولكن مخططه فشل تلك المره فسرعان ما دار يوسف بمهاره قتاليه ليبتعد عن مقصده ..

شرعت وجد ان تستعيد وعيها شيئا فشيئا لتر نفسها ملقاه داخل سياره تكره اركانها فنهضتت ببطء محاوله ان تتذكر ما مرت بيه لتلتف انظارها نحو الشجار الناشب بالخلف .. فهتفت بفرحه
- سليم !
طوق سليم خصر ادهم من الخلف فاسقط يوسف بعض لكماته الحديديه على وجهه فلم يستلسم فسرعان ما ضرب انف سليم برأسه وركل يوسف فى بطنه مبتعدا عنهم ويخرج سلاحا ابيض من سترته "مطوه " ويلوح امامه وهو يلملم ما تبقي من قوته
- محدش فيكم يقرب .. انا خلاص مابقتش باقى على حد ..

قرب يوسف خطوه سلحفيه فجهر ادهم بصوت هستيري: قولت محدش يقرب ..
فى تلك الاثناء اندلت وجد بهدوء من السياره لتسير فى خفيه حتى وصلت لسيارة يوسف وسقطت عينها على سلاحه الملقى بالداخل .. فوقت لبرهه تترقب الوضع حتى عزمت امرها وانحنت لتأخذه ..
لازال ادهم يلوح بمطوته ويتراجع للخلف ويهذى بكلمات غير مفهومه
- انا ههرب ومحدش فيكم هيقربلى .. ب س بس حط فى بالك ياهواري هرجع تانى واكون اقوى من الاول وهحرق قنا باللى فيها ! انا راجع .. راجع وهحرق قلبك .. انا اللي هكسب فى الاخر ...

كانت تلك اخر جملة اردفها ادهم قبل ما تنطلق رصاصة الثار من جوف وجد الي صدر الهدف الذي سقط فى الحال .. نظره خاطفه من عيون سليم ويوسف نحو جثمان ادهم الذي لقى مصرعه فى الحال ونظره اخري نحو مصدر الرصاصه ..
القت وجد السلاح من يدها وهى تجهش بالبكاء الهستيري
- خدت تار اخويا ... كان لازم يدفع تمن كل الشر اللي عمله ...
ركض سليم نحوها ليلتهمها فى حضنه ويتحسس جسدها الذي يترعد وانفاسها التى تحترق قائلا
- اهدى يااوجد اهدى !

اما عن يوسف فجثى على ركبيته سريعا لينتاول سلاحه ويمسح اثار وجد قابعا اثار يده فوق السلاح قائلا بسرعه
- اهدى ياوجد .. ده مجرم وكان لازم ياخد عقابه ..
صرخت وجد فى حضن سليم: انا قتلته ياسليم .. هو يستاهل هو اللي جابه لنفسه هما اللي قتلوا اخويا ...
ضمها سليم الي صدره بقوة محاولا تهدئتها
- اهدي خلاص اهدددددددي !

"صباحا"
- اهدي ياوعد .. هتبقى كويس !
حضن الخياط زوجته التى تقف امام غرفه العمليات فى المستشفى وكل ما بجوفها يرتعد الما .. فتشبث بذراعه
- ليهم تلات ساعات جوه .. بتى هتروح منى خلاص ياحمزه ! اعمل حاجه ..
- هتقوم ان شاء الله .. دي بت حمزه الخياط قويه وهتتحمل .. وانت كمان اهدي وبلاش توتر ..
صرخت وعد بألم: خايفه يحصل فيها زي اللي حصلى .. مش هقدر اشوفها متعذبه زي مانا اتعذبت واتحرمت من الخلفه باقيه عمرى .. واتحرمت ان يكونلى ولاد كتير منك .. انا لاول مره اكون جمبك فيها مرعوبه ياحمزه ...

قبل حمزه كفها لتتساقط دموع عينيه قائلا بحزن
- وانا لاول مره اكون مطمن بيك .. ربنا عادل ياوعد مش هيوجعنا مرتين ..مش دى نتيجة صبرنا وعوضنا .. خلى ايمانك بيه كبير ..
اقترب النقيب حمزه الذي تدهورت ملابسه قائلا بلهفه: هما بيعملوا ايه جوه لكل ده !
التفتوا جميعا نحو صوت فتح الباب فخرجت الممرضه وبيدها طفل صغير وعلى ثغرها ابتسامه فرحه
- الف مبروك ولد زي القمر ...
وعد بلهفه: امه عامله ايه .. طمنينى بتى كويسه ..

اومأت الممرضه ايجابا: هى حالتها كانت صعبه اوي بس دلوقت هى احسن ونايمه ساعتين كده وهتفوق متقلقوش .. الف مبروك ..
تناول الخياط حفيده بين يديه بشغف وهو يقبله بحب ضم عليه حمزه ووعد الذان انفجرت اصوات ضحكهم من جوف الحزن وهما يقبلان الصغير بشوق وارتياح بعد رحلة عناء ...
هجهر حمزه الخياط قائلا
- اهلا بالخياط الصغير اللي نور حياة جده ؟!
رفعت وعد عيونها مستنكره: انت هتسمى الواد اييه !
حمزه باصرار: قولت الخياط على اسم جدي ؟

رد النقيب حمزه بعدم تصديق: حمايا بيهزر يادودو متاخديش على كلامه ..
اقتضبت ملامح حمزه وتحولت من الفرح للعبث
- انت بتدلع مراتى قدامى كمان ! دانت يومك اسود معايا ...
التقطت النقيب حمزه ابنه اخيره من قبضه الخياط قائلا بمزاح
- بااااااس انا هاخد ابنى وانت خد مراتك ونفضها سيره .. انا ولدى يتسمى الخياط لييه ! خلصت الاسامى من البلد ! دا الواد يطلع يتحسبن فينا !

- سامعه الواد اللي مترباش ياوعد .. طاب هنشوف كلام مين فينا اللي هيمشي ياسياده النقيب .. وكلمة حمزه الخياط مش هتنزل الارض
جهر الخياط جملته باغتياظ فضحكت وعد وهى تعانقه بحب وتتخلص من احزان قلبها قائله
- تؤ هو حمزه الخياط واحد بس ماينفعش يتكرر ؟!
اخفض نظره اليه ليقول بحب: ممم خلاص هسيبهاله المره دي عشان الكلمتين الحلوين دول ياوعد ...

 

خرجوا جميعهم من قسم الشرطه ولازالت وجد عالقه بذراع سليم بخوف وتقف صفوة بجانبها تربت على كتفها بهدوء تحت انظار مجدي الذي يتفرسها بعينها .. اتى يوسف من الخلف ليقف بين عماد ومحمد قائلا
- ماتقلقوش ياجماعه كله سهل .. مافيش غير شخص واحد اللي مات من الحرس والنقيب حمزه قال ان هو اللي ضربه .. وكمان وجد مافيش اي شبه ناحيتها لانها لما ضربت النار كان بسلاحى وانا قولت انى ضربته اثناء مطاردتى له .. وتقدروا تروحوا ولو فى اي استدعاء من النيابه هكون صوري بس مش اكتر ..
تدخلت ورد سريعا فى الحديث: يعني خلاص على كده هنعيش مرتاحين .. مافيش خووف ؟!
ابتسم يوسف مردفا بدون وعى: طول ماانا موجود مافيش حاجه تخافى منها !
لكزه محمد فى ذراعه فتنحنح يوسف ليعدل كلامه سريعا
- قصدى كلنا يعني .. رجاله الهواري ياكلو الزلط ياورد ...

تدخل عماد سريعا
- طيب دلوقت احنا عرفنا ادهم ومات وحسن فى الحبس .. حيدر بقي فينه راس الافعى لسه موجوده ؟!
ربت سليم على كتف وجد باطمئنان ليردف بثقه عارمه
- دي عليا انا بقي ... حبيت اموته بالبطئ ..
التفتوا جميعهم الي سليم بصوت جمهوري: ايييه اززاي !
ابتسم سليم بكبرياء: ازاي دى هتعرفوها فى وقتها .. المهم يلا نطمن على مراة النقيب حمزه !

وقفه عماد قائلا: يابنى البيت والع حريقه وامك على اعصابها وكمان نورا صوتها مش عاجبنى ..
تدخل مجدي سريعا ليردف: المهم دلوقت انا حد يخفينى من وش حمزه الخياط عشان لو شافنى هيخلى الطب يحتار فيا ...
ضرب محمد فى كتف مجدي بسسخريه
- بقي الراجل يقولك خلى بالك على مراته .. تقوم تجيبهاله وتيجى !
ضحك مجدي بصوت هادئ ليردف بثقه
- حبيت ابهركم بانجازاتى ..
يوسف ممازحا: سلملى على الانجازات دي لما يقابلها الخياط ...

" صباح الفل الاول .. قبل ماتخش المخزن عاوزك تجمد قلبك لان كل بضاعتك عامت جوه وبقيت سحلب .. مع تحيات سليم الهواري ..(اصل دم راجح مش هيروح هدر بالبطئ كله هيستوى)
ورقه بيضاء بالخط العريضه موضوعه على باب المخزن الذي ذهبت له وجد سابقا لتعد المخدر تركها احد رجال سليم الهواري الذي يتابع خطى حيدر منذ فتره .. فنجحوا فى تدمير بضاعة من الممنوعات يتجاوز سعرها ملايين الجنيهات .. قرأ حيدر الورقه الذي جاء ليطفر بامواله قبل ان يغادر البلد ولكنه احتل ملامحه الذهول محاولا استيعاب مفردات الورقه وما تحمله بين ثناياه .. فتح القفل سريعا ليتفاجئ بالمياه اذابت كل شيء .. انغمست قدميه فى بركه المياه المتعفنه وهو يطوف بعيناه فى ارجاء المكان يبحث عن بضاعه وامواله فصرخ جاهرا.

- ياولاد الكلب ... ياولاد الكلب
ثم دخل فى غيبوبه ضحك هستيري كأنه ارتدي ثوب الجنون ليتفاد صاعق صدمته .. يحرك اقدامه فى المياه بتقاثل وهو يلهث ضاحكا
- الفلوس كانت هنا ... البضاعه اللي خدت عربونها .. كلهم كانوا هنا ...
ثم جحظت عيناه الاتى التهبت غضبا مردفا: هتدفع التمن غالى ياا ولد الهواري ..

امراة تختبئ داخل ثوبها الاسود تحمل حقيبه من القماش على كتفها وتركض متسلله خلف الاشخار تبحث عن طوق النجاه
- يلا ياساميه .. لازمًا تمشي من اهنه ! يلاااا مافيش وقت قبل ماحكايتك تتكشف ..
وصلت ساميه للطريق السريع لتقف امام شاحنه ضخمه وتلوح بكفيها .. فصف السائق جنبا وهو يخرج راسه من النافذه
- في ايه .. عاوزه ايييه ؟!
وقفت ساميه تحت النافذه لتتوسل اليه
- شالله تعيش ياخويا خدنى لمصر فى طريقك ...انا واقعه فى عرضك .
رمقها السائق بحيره ثم اردف قائلا بشك
- تعالى .. اركبى ..

فرحت ساميه وهى تهذي بعدم تصديق
- روح اللهى يسترك ومايوقعك فى ضيقة ابدا ...
دارت ساميه لتصعد الشاحنه بعتب بجوار السائق وهى تشكره كثيرا .. شرع السائق بالتحرك اما عنها فاستندت برأسها على النافذه تسترجع ذكريات الماضي.

#فلااااش بااااك
فتاة فى منتصف العشرينات ترتدي ملابس خليعه فى احد غرف الملهى الليلى لتتدلل امام انظار فؤاد العتمانى " اتاخرت عليا المره دي .. هونت عليك "
نهضت ليحتضنها بلهفه فابتعدت عنه بميوعه ودلال: هو مش باين انى زعلانه ولا ايه ؟!
- هو الموضوع بجد ولا ايه ..
اومأت ايجابا وهى تتدلل امامه: بص يافؤش انت خدت وقتك وفكرت ياما يابن الناس تكتب عليا وابنك يتربي فى عزك .. يااما تدينى مبلغ معتبر يسكتنى ويادار ما دخلك شر ..
- بس انا عحبك ياساميه ؟!

- يبقي تكتب يافؤاد !
- دول كانوا يقتلونى فى البلد .. مانا مش هتجوز غزيه ؟!
- والغزيه مش عاوزه تعرفك تانى ! يلا طريقك اخضر ..
رمقها فؤاد بنظرات حائره ثم خرج بنيران غضبه .. ظهرت امراه اخر من بين الملابس لتردف بلوم
- ياجبروتك ياشيخه .. افرضي عرف انك مش حامل ؟!
ضحكت بمكر وهى تنزع حذائها العال: كله معمول حسابه .. هو واقع فى ساميه وساميه مش هتسيبه وهيرجع تانى بس لما اختفى واخليه يدور عليا الاول ..
- انت ناويه على اي ريحي قلبي يابتى ؟!

- انا تعبت ياما من شغل الكباريهات عاوزه ارتاح ومافيش غير فؤاد هو اللي هيريحنى من القرف ده هياخدنى الصعيد عندهم مكان بعيد ومحدش هيعرفنى وكمان راجل متريش ومعاه خير يبقي اسيبه ليه ؟!
- واي حكايه العيل دا ؟!
التوى ثغرها ضاحكا بمكر: اهو نكسب ثواب فى اي عيل من بتوع الملجأ ...
#بااااااااااااااااااااااااااااك.

نفس الابتسامه شقت جوفها ولكنها اكثر الما
- 30 سنه اربي فى واد مش ولدى .. جيه الوقت اللي ارجع فيه لارضي للمكان اللي اتبرت عليه وسبته ..

 

تااابع ◄