رواية أباطرة العشق ( عشق من نار ) ( عندما تعشق الفرسان ) الجزء السابع عشر

 

 

 تدون اناملة اخر كلمات عالم وهمى خلقته افكارى .. واليوم تنتهى منه بألم يتسلل بهدوء كم هو مرهق .. شيء يشبه الم الفراق والوداع والاحضان الاخيره التى نغسل اكذوبتها بدموع قلوبنا .. اليوم ادركت ان كل البدايات جميله كأباطرة العشق وان النهاياته قاتله .. ياليت كل النهايات كبدايه بلقاء جديد وصدفه جديده وحضن اخر يدمرها للنهايه .. لاول مرة تاسرنى رواية بين كلماتها وحروفها للحد الذى اتأكد انهم اشخاص موجودة حولى وفى عالمى .. يرفض قلبى اى فكرة اخرى " كالوهم " مثلا .. هما بداخل كل منا بذكرياتنا وفى قلوبنا .. هما احلى خدعه احبها قلبى ...



لما كتبت " في مهب الريح: 2015 .. وكانت حوالى 56 فصل .. عشقتها بكل تفاصيلها ولحد
دلوقت ساكنه فيا بكل دقه قلب قولت " انا مستحيل هكتب روايه تاني بنفس قوتها ... ولما
اتوقفت فتره وكتب" عشقتك وحُسم الأمر": خرجت فيها كل حاجه جوابا قولت اني صعب جدا
اكتب روايه بنفس المستوى ده والناس تحبها كده .. ولما كتبت بعدها " لازلت اتنفسك " وحقيقي
انا فخورة بيا في كل سطر كتبته فيها لانها خرجت احلى مما اتوقعت وخايفه اعملها جزء تاني
مايطلعش بقوة الأول .. بعدها على طول كتبت "أباطرة العشق " ودي حكايتها حكايتها حكايه ...

ده
و كنت نايمه وحلمت حلم وصحيت قرب الفجر مش فاهمه في ايه غير اني بمسك الفون وبكتب ..
قومت صليت ورجعت تاني مسكت الموبايل مافوقتش غير على أذان الضهر لقيتني كتب
فصلين .. كل حاجه فيا كانت متخدره تحت تاثيرها في الوقت اللي كنت مفكره اني مش هكتب
روايه بمستوى اللي عدوا فحرفيا انا غرقت في كل كلمه من الرواية عن كل الكتابات اللى عده ..
تاريخ ميلادها كان 2 ابريل 2015 .. والنهاية 15 فبراير 2020 .. 10 شهور كنت عايشه في
مكان وحان الوقت اني اودعه زي كل حاجه بنودعها يومياااا ...

غرفه واحده لاول مره تنغلق لمده ليله كامله على ثريا وعفاف اكثر من 35 سنه .. كل منهما يجلس فى ركن خاص سابحا فى همومه .. والفتيات كذلك فهم يجلسن فى اماكن متفرقه من الغرفه وحاله من الحزن تخيم على جميعهم .. كابوس لعين تمرد واخترق القوانين ليقتحم الاذهان وهى يقظه .. لاول مره تشرق شمس يوم جديد ولا زالت ظلمة ليلهم محتله قلوبهم .. صمت دائم احتل افواههم كطفل نسي ان يتعلم النطق حتى كبر.. رفعت ثريا رأسها المدفونه بين كفها قائله بحزن
- انا مابقتش عاوزه اى حاجه غير انكم تسامحونى !

تنهدت عفاف بكلل وحزن: لله الامر من قبل ومن بعد .. الله يرحمك ياعمى .. زين انك موتت قبل ما تشوف المصيبه دي والا كنت هتموت وقتها ..
مسحت نورا دموعها مردفه بهدوء: يعني انا دلوقت ابويا مات ! او اتقتل وانا طول الوقت ده مستنياه وبكتبله كلام كتير على امل انه يرجع !
فاقت يسر من صدمتها صارخه:
-  وهو الزفت ده قتله ليه ؟! انا عاوزه افهم وماتقوليش فلوس وحساب انا ادينى سبب مقنع يخلى اللى اسمه حيدر ده يقتل ابويا ..

انتفض جسد ثريا حتى بدا الارتباك يتقاسم معالم وجهها
- اللى اعرفه قولته ؟!
تحركت ماجده من مجلسها وهى تقترب من ثريا قائله وهى تلوح بيدها مسترجعه كلمات امها
- يعني هو دا السر اللي مخبياه حيدر قتل اخوه  بالغلط والقصد كان يقتل ابويا عشان شويه فلوس .. حلو ! هوب يتنشر فى البلد ان ابويا قتل سالم وهرب عشان البيه يطلع منها وفى نفس اللحظه تولع نار التار بين العلتين والدم بقي للركب والبيه ولا على باله .. لا وكمان تقومى معاليك تتجوزيه وتخططوا ازاى تكوشوا على كل حاجه !

ثم صفقت بغل: لا بجد ضربه معلم ! دماغ شغاله مابتلعبش ! انت مرتاحه كده ؟!
انفجرت ثريا باكيه وهى تنهض من موضعها محاوله ان تحتضن ابنتها  فدفعتها باستنكار
- لا انت مش امى ولا ينفع تكونى ام اصلا
انفجرت ثريا باكيه: انا عملت كل ده عشانكم ..
يسر بمراره: انت عملت كل ده عشانك انت .. مش عشاننا .. احنا عاوزين حق ابويا اللي اتقتل مش نروح نداري على القاتل ...
" يا ولد الهواري ! يااااسلييييييييييييييييييم ! انت فين ".

صوت فوضوى قوى يحدث من الخارج .. فسرعان ما ركضوا جميعهم نحو النافذة ليروا مصدر الصوت .. فاردفت ماجده بسخريه
- لا ده كمان له عين يجي لحدت اهنه ؟! خليه يتأكد انه حفر قبره بيده ؟!
ارتعدت ثريا وهى تتراجع ببطء للخلف خشيه من انكشاف سرها الذي اندس فى ضباب ظلمته لشهور .. اوشكت شمس الحق ان تشرق فتذوبه ليكون مطرا تزهر به الارض .. فمهما طال ليل الشر لابد من نسمات الفجر ان تهزمه .. ركضت عفاف والفتيات للخارج وهما يهذون بكلمات غير واضحه .. لم تجد ثريا مفرا الا ان تلحق خُطاهم بتردد وخطاوى مهتزه ..

وصلوا جميعهم الي الحديقه فجهرت ماجده لاحد الغفر
- خليه يدخل نشوفه عاوز ايه ؟!
نورا بصدمه وهى تقف امامها: انت اى الجنان اللي بتقوليه دا ؟! يدخل فين ؟!
ماجده بصوت عال: خليه يجى .. اوعى تكون صدقتى الكام كلمه والشويتين اللي عملتهم امك ..
اقتحم حيدر مجلسهم فلاحظت نورا عدم اتزانه وحركته المختله .. فبدا امامها يتمايل يمينا ويسارا كمن فقد عقله .. فاردفت عفاف من الخلف
- والله زمان ياحيدر .. ياخى الدنيا دي صغيره قووي ..

هجر حيدر بصوت مهتز غير واعى بما يهرب من بين شفتيه
- ولدك فين ياعفاف .. هقتله ! لازمًا اخد حقى منه ..
اندلت عفاف درجه واحده من فوق السلم
- ااه انت مستعجل بقضاك عااد ؟! خاف على روحك طاب عشان لو حد من ولادى شم خبر انك اهنه هيقتلك ؟! وساعتها مش هياخد فيك يوم ؟!
تقف ثريا على اعتاب باب القصر ترمقهم بنظرات حانقه .. تراهم خلف سحابه فوضتها الداخليه بمقلتيها الذابلتين .. اقتربت ماجده منه لتشير للخفير
- سيبه وامشي انت فى موضوع عائلى حبتين محتاجين نتكلم فيه ..

اردف الخفير باعتراض: ياست ماجده ماينفعش اصل
اجابت ماجده مقاطعه: قولت امشي انت دلوقت ؟!
طأطا الخفير بطاعه ثم تراجع للخلف: اللي تأمرى بيه جنابك ..
ارسل حيدر اليهم نظرات مستنكره .. محاولا استيعاب حجم خطأه الفادح الذي ارتكبه .. فهو الان يقف فى منتصف بيت الهوارة بمفرده بدون خدمه وحراسه .. اقدامه خطت البيت الذي يتسابق على مصرعه .. اردف حيدر بنبره شر
- ولدك فين ياعفاف ...

صرخت ماجده بوجهه وهى تقف امامه
- قتلت ابويا ليه ؟!
شهقت ثريا من الخلف كشهقه طلوع الروح فرفع حيدر مقلتيه اليها بتساؤل .. فرمقته بنفس النظرة ولكنها اكثر رعبا وهى تهز رأسها نفيا .. فواصلت ماجده حديثها
- انت بتبص على مين ! هى خلاص اعترفت وهتطلع دلوقتى معايا على القسم هتشيلك الليله كلها وتبقى انت الضحيه ياحرام يااااجوز امى ؟!
قهقهه حيدر بصوت هستيري وهو يتحرك بعشوائيه امامه عينهم قائلا
- هى قالتلكم اكده ؟! انى انا قتلت ابوكم ؟!

تدخلت يسر بصوت منتفض لتقف امامه بهئيتها الضئيله قائله بثبات
- ااااه وقتلت سالم اخوك ؟!
فواصلت نورا حديثهم قائله بقوة: يعنى حبل المشنقه هيتلف حولين رقبتك يعني هيتلف ؟!
رفع حيدر انظاره لثريا مهددا:
- انت قولت اكده ! فهمتيهم انى قتلت ابوهم ؟! وهو انا اللي دفنته حى ياثريا ... لا بقولك اي مش حيدر اللي هيتغدر بيه ويسكت .. وطالما فهمتى بناتك انى ورا كل المصايب دى لوحدى .. يسمعوا منى الحقيقه ..

ركضت ثريا وهى تجهش بالبكاء نحوه حتى فوجئت بعفاف تعوق طريقها بحزم
- انت رايحه فين .. اقفى اهنه وخلى شمس الحق تنور ... لكل ظلم له اخر يابت عمى ..
رمقت ماجده اختها نورا بنظره خاصه ثم واصلت حديثها وهى تعقد ساعديها امام صدرها
- بقي انت سبب كل المصايب دى كلها .. طب ليه ! استفدت ايه ؟!
فواصلت نورا حديثها: عمرك مافكرت ف حبل المشنقه اللي هيتلف على رقبتك ! عاوزه اقولك انك لبست وخسرت كل حاجه .. حتى امى باعتك وهتروح تعترف عليك دلوقت ..

فالتوى ثغر يسر ضاحكه مردفه بسخريه: وابقي خلى كل الفلوس والجشع اللي جريت وراهم ينفعك ...
فاتاهم صوت عفاف الساخر من الخلف: هى امك مقالتلكش ان الكفن مالهوش جيوب ياولد العتامنه !
ثارت جيوش غضب حيدر وهو يدفع ماجده بقوة من امامه ويقترب من ثريا الواقفه بعيدا وجيوس انفاسه تتسابق بداخله .. اصحبت مقلتيه كجمرتان من نار .. فانفجر قائلا
- بعتينى ياثريا ! وغدرتى .. بس لا انا مش هخش السجن لوحدى ولا حبل المشنقه هيتلف حولين رقبتى لوحدي ؟!

ثم دار بجسده حول البنات مكملا حديثه
- انا هقولكم الحقيقه اللي امكم ضحكت عليكم بيها وفتحوا ودانكم زين ...
اقترب خطوة واحده منهم وهو يشير بسبابته فاجهش غضبا
- واحده فيكم انتوا التلاته بتى ؟! ااه ماتستغربووش وهتعرفوا هى مين بس لما اخلص كلامى ..
صاعق كهربى لُجم به قلوب البنات وهن ينظرن اليه بعيون متسعه وثغر مفتوح .. ندبت عفاف على وجنتيها بذهول ثم استدارت لثريا وترجها بقوة:
- نهارك مطين ؟! اللى عيقوله ده صح ؟!
صرخت ثريا راجيه: اسكتتت سوقت عليك النبى تسكت ...

فتح ذراعيه بلا اهتمام كمن يتحرر من زمام الحياه قائلا
- اسكت ! لا مش هسكت ياثريا .. لازم يعرفوا انك يوم مااتقتل سالم وناصر كنتى فى حضنى ...
#فلاااااااش باكككك
- ياترى مين اللي جايلنا دلوق ياحيدر ..
اردفت ثريا جملتها وهى تترك الطعام من يدها .. فنهض حيدر ليرتدي جلبابه الفضفاض
- ياخبر بفلوووس هروح اشوف مين ؟!
تشبثت بذراعه راجيه
- ما بلاش قلبي متوغوش ..

وضع سلاحه فى سترته فاردف بثقه عارمه
- جرى ايه اومال ! انا معاكى متخافيش من حاجه .. هشوف مين وراجع
مر قليلا من الوقت وهى ترتعد حتى التفت قلبها لصوت تعلمه جيدا .. فركضت على اعتاب باب الغرفه لتردف بذهول
- يامرك ياثريا ؟! ناصر ؟
ارتفع صوت الشجار بين حيدر وناصر الذي اصر على تفتيش منزله وكان الاول يمنعه بكل قوته .. حتى دفعه ناصر بهيئته الضخمه فوقع ارضا واقتحم حرمت بيته جاهرا
- انا متأكد انك هنا .. الخفير بنفسه بيراقبك وقالك انك هنا ...

وصل سالم الذي يركض بسرعه فائقه لاعتاب منزل حيدر وهو يمسك بقلبه مناديا
- ارجع ياناصر ! وبطل جنان ..
يبحث فى غرف البيت كالمجنون وهو يضرب كل ما يقابله .. فاقترب منه حيدر قائلا
- قولتلك مافيش حد .. هتمشي ولا ابلغ ؟!

تقف ثريا خلف باب الغرفه ترتعد حتى جف حلقها وسجنت انفاسها اخرجت رأسها قليلا لتر الوضع فسقط حقيبه يديها العالقه فى مقبض الباب فاصدرت ضجيجا ركض نحوه ناصر كالمجنون ففوجئ بها امام عينيه .. ظل يرمقها بعيون ثابته لوقت طويل حتى ثارت جيوش غضبه فانقض على عنقها بقبضته الحديديه جاهرا
- طول عمرى بشك فيك وبقول ده الشيطان .. طلعت انت الشيطان نفسه ياثريا ..
ثم جذبها بقوة ولازال يحاصر عنقها حتى اختنقت انفاسها
- لازما تموتى واغسل عاري منك .. قصرت معاك فى ايه انا فهمينى ؟!

احتضنه سالم من الخلف متوسلا
- احب على يدك ياناصر .. اعقل متوديش نفسك فى داهيه ؟! سيبها سيبها قولت ..
دفعه ناصر بقوة للخلف بكوعه جاهرا
- لازما تتقتل هى والخاين اللي معاها .. هقتلهم ياسالم .. اللي زيهم حرام يعيشوا لحظه ...
اقترب منه سالم مرة اخرى وهو يتشبث بذراعه القابض به على عنق ثريا فبعد محاولات كثيره استطاع ان يفك قبضته من عليها واقفا امامه
- اهدى ياصاحبى الله يرضي عنك .. بلاش جرس وفضايح وبلاش تضيع بناتك ومستقبلهم .. فكر بعقل ...

زاحه ناصر بقوه بعيدا عنه فسقط فوق الفراش وفى التو انهال ناصر على زوجته باشد انواع الضرب المبرح حتى باتت ان تفقد انفاسها بصعوبه .. اخرج حيدر سلاحه من سترته وشد اجزاءه فلاحظ سالم مايفعله اخيه وفى نفس اللحظه التى تحرك بها ساالم ليمنع اخيه من فعله الدنئ هربت الرصاصه من فوهه سلاح حيدر لتصيب سالم فى بطنه ...
التفت ناصر وهو يخرج سلاحه من سترته فدارت ثريا فى الحال لتضربه بقوه على رأسه بمضفأة السجاير الزجاجيه .. فسقط مغشيا عليه ..

ذهول تام من حيدر وثريا جمدت الدماء فى عروقهم .. بعد قليلا ركض حيدر نحو الباب الموارب لبتأكد من غلقه ثم عاد اليها مره اخري صارخا
- هنعمل ايه ياثرياااا فى المصيبه دى ؟!
تلفظ سالم وهو يتأوهه بتعب: اطلب الاسعاف ياخوى انا بموت ؟!
صرخت ثريا معارضه: لا ياحيدر هنروحوا فى داهيه وهنتحبس ..
اردفت ثريا بعد تفكير: انا هقولك نعمل ايه ؟!

#باااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااك
واصل حيدر حديثه وهو يتمايل بحركات جنونيه
- عارفين امكم قالت ايه ؟! قالت اننا ندفن ناصرر فى مكان محدش يقدر يوصله ونرمي سالم فى اي مكان بعد ما يكون طلع فى الروح .. ودفنا ناصر وهو بيتنفس قدام اخويا سالم .. فى نفس الاوضه اللي شافنا فيها .. وبعربيتى خدت سالم للمكان اللي بيعقد فيه دايما هو وناصر وسبته ومشيت ...
اختل اتزان عفاف فلم تتحمل ساقيها اكثر فجثت على الارض وهى تندب على رأسها .. تحركت ماجده بتثاقل لتقف امامه مستنده على عكاز فضولها
- مين فينا بنتك ؟!

دار حيدر لثريا ضاحكا بسخريه
- انت كمان ماقولتلهمش دي ؟! طبعا خايفه على صورتك قدام بناتك ؟!
صرخت ماجده بجزع توالى خلفه قنبله موقوته من الدموع انفجرت
- مين فينا بتك ... انطق ..
اقتربت نورا منها بهدوء لتربت على كتفها
- اهدى ياماجده .. اكيد بيقول ايه كلام .. كلنا بنات ناصر الهواري .. انا واثقه ..
مسكت يسر بكم حيدر وهى تديره امامها صارخه.

- اوعى اكون انا ؟! انا لو بتك هقتل نفسي ولا ان الدم اللي فى عروقى ده يكون دمك ؟!
صف من السيارات اقتحم قصر الهواري .. فادلف سليم من سيارته بدون انتظار توقفها جاهرا
- يادى النور يادى النور .. وانا اقول البيت منور ليه ؟! بقي حيدر الهواري عندنا ! يامرحب ياااامرحبببب ..
تابعت وجد خطاوي سليم التى تبدل لون جهها واصبح اكثر شحوبا مناديه عليه
- سليم .. سليم انت هتعمل ايه ؟!

هتف عماد من الخلف جاهرا: هو الواحد مننا كل مايكبر كل ماعقله يخف ؟! حد يجي لقضاه برجليه يااخى ..
نحرت ماجده بنفاذ صبر
- قولتلك مين فينا بتك .. رد ...
ثم دارت برأسها نحو امها: طيب ردى انت .. قولى ان كل كلامه ده مش صح ..
احتل الذهول ملامح الجميع فاردف محمد وهو يقترب منهم: فى ايه مالكم ..
اجابت عفاف بعويل نساء
- تعالى شوف النصيبه التقيله اللي حطت فوق راسنا ياولدى ..

التفتوا جميعم الي حديث عفاف .. فأطرق سليم قائلا
- فى اي ياما .. طيب ردى انت ياماجده الزفت ده عمل ايه ؟!
اقترب محمد من امه الجالسه فوق السلم بفضول: انت قاعده كده ليه ياعفاف ؟!
استندت عفاف على ساعد ابنها بتثاقل حتى نصبت عودها بصعوبه
- عمكم ناصر وابوكى ياوجد .. اتقتلوا على يد عمك اللي واقف جارك ؟!

حاله من الصمت التام خيمت عليهم قليلا مع تبدل ملامح وجههم وشحوبها المفاجئ .. تحركت وجد ببطئ لتقف امام عمها بعيون اضعف من انها تحتبس دموعها
- انا كنت حاسه ! بس ليه ؟! تعمل كده فى اخوك وفيا انا لييه ؟!
فواصلت عفاف حديثها وهى تشير على ثريا الجالسه ارضا والتى فقط كل اسلحه تمردها
- وكمان فى بت من بنات ثريا تبقي بته
تدخل سليم سريعا ليبعد وجد من امامه قائلا باعتراض
- متصدقوش كلامه ده قاصد يوقعنا فى الغلط .. الكلام ده محصلش .. هو بيقول اي حاجه وخلاص عشان يشفى غليله من اللي عملته فيه .. مافيش الجنان ده طبعا ..

يقف حيدر فى المنتصف وهو مغيبٌ عن وعيه تماما وخلفه عماد وورد واقصي شمال صفوة ومجدى .. وعلى يمينه وجد وسليم وماجده .. ونورا ويسر وعفاف يقفن امامه اما عن محمد فاقترب من حماته بعدم تصديق ليردف
- انت ساكته ليه ؟! ماتقومى تنكرى كل كلامه ده .. انت مالك مستسلمه ليه .. قولى ان كل الكلام ده كدب والهوارة راسهم هتفضل طول العمر مرفوعه .. مالك ساكته ليييه ..

جميعهم التفتوا لحديث محمد مع ثريا الذي اجهشت له العيون حزنا وتأكل له القلب الما .. فتراجع حيدر خطوه للخلف بحذر وهو يراقبهم بتمعن فأدخل كفه بسترته واخرج سلاحه وفى نفس اللحظه زاح وجد بكل قوته جنبا وبدون تردد انفجرت رصاصته فى جوف هدفه صارخا
- هاخد حقى منك ياسلييييم ...
فى لمح البصر انقض عليه عماد ليكبل ذراعيه صارخا بقوة: ماجده !
صرخت ثريا بعدم استيعاب وهى تندب على وجنتيها بحركات هستيريه
- قتلت بتك يااااحيدرررررررررر !

وقف من كان جالسا وركضت من كان واقفا وجثى من وصل لمرمي رصاصة حيدر .. حاله من الذهول والدهشه .. كل منهما يلهث يصرخ يبكى ويتجمد غير قادرا على استيعاب ماحدث ..
جثت نورا على ركبيتها فتابعتها يسر صااارخه باسم اختهم: مااااجده ! متهزريش ! قوومى ..
تحركت وجد ومحمد فى آنٍ واحد ليلفتوا حول تلك التى لقيت حدفها بين ذراعي حبيبها الاول والاخيرة ..
دمعه فرت من طرف عينيها حجبت الرؤية  عن الجميع الا هو .. رفعت عيناها بتثاقل اليه وعلى ثغرها ابتسامه رضا وهى تسعل بضعف
- بت الزنا ماينفعش تعيش ياسليم ..

زالت وجد "اشراب" رأسها بلهفه لتكتم به منفذ الدم .. فجهر محمد: يلا ناخدوها المستشفى انتوا هتتفرجوا ..
رمقت محمد بنظرة توسل وهى تلتقط انفاسها بصعوبه ثم عادت النظر بمقلتيها لسليم مع اخر دقيقه تلفظ فيها انفاسها
- امنيتى اتحققت وهموت بين يدك وقصاد عينيك انا مش عاوزه حاجه تانى .. لسه بردو مصدق انى مش عشقاك يابن عمى !
كانت اخر جملة اردفتها ماجده قبل ما تغيب روحها عن عالمهم .. ضربها سليم بكفه الذي لطخ بدمائها ذاهلا فوق وجنتيها
- ماجده ! فوقى ياماجده .. فوقى ماينفعش تموتى .. الرصاصه دى قصدانى انا مش انت !

فزع الجميع على صوت رصاصه طائشه ممزوجه بصرخه قويه نابعه من جوف حيدر ومن الناحيه الاخرى تلقى ثريا السلاح من يدها الذى وجدته فى سيارة سليم لتنفجر ضاحكه
- قتلته ؟! كان لازم يتقتل زى ماقتل بتى .. قتلته وريحت الناس من شره ...
حاله من العجز والذهول خيمت على جميع اهل البيت كل منهما ينظر للاخر بعيون ثابته ودماء متجمده فى العروق .. حاله من كأن الموت ذاته آت اليهم على اقادمه ليقتنص ضحاياه ببراعه .. بدا عليهم الحزن المصحوب بالذهول حتى انفجرت اصوات النساء صارخه ولاول مره يضم سليم ماجده الي صدره قائلا بتوسل
- سامحينى !

ضمه قويه طرقعت فيها عظام جسدها كأنها تود ان تخبره بعتاب " ليتك فعلتها ولو لمرة واحده وانا اقف امام عينيك .. فجميعنا نحيا بلمس حبه وبضمة شوق .. فعلتها بعدما فرت روحى من طيله انتظارك جازعه ! فعلتها وانا بين ذراعيك جثه هامده لاحول لها ولا قوه .. جسدى الهالك بين يديك كان ينتظر لمسه حب منك .. ولكننا جميعا لا نعرف الندم الا بعد ضياع الفرصه .. فلو فعلنا كل شيء بوقته لِمَ لم يكن للندم بيننا ظلٌ ...

" بعد مرور 3 شهور "
اصعب فترة مرت على الجميع مابين غياب ماجده وتحمل الصدمات وحبس ثريا فى مستشفى الامراض العقليه لاصابها بالجنون .. ووفاة حيدر وعودة ساميه الى مسرحها وعالمها الدنئ .. انتهت ورد من اختبارات الثانويه العامه بتشجيع من يوسف الذي لم يغيب عنها لساعه ..
تجلس وجد بصحبة امها فى جنينه الهواري .. فاردفت كوثر بحنيه
- جوزك عامل ايه دلوقت ياوجد .. لسه ساكته ومش عيرد على حد ..

فرت دمعه من مقلتيها بألم مكبوت: هو احسن بس من ساعة موت ماجده وهو حاسس بالذنب وعلى طول عندها وبيقرالها قران حتى انا مابقتش اشوفه غير صدفه .. والله انا تعبت ومش عارفه اعمل معاه اي ؟!
قضبت كوثر حاجبيها بضيق وحذر
- بقولك اي ياوجد هتكتمى فى نفسك وتحزنى مش هتاخدى غير العيه يابتى وانت حبلى وغلط على العيل ده حتى يطل فال شوم والواد يعيش متنكد طول حياته ..
- اومال اعمل ايه انا بس ياما .. والله غلبت ومابقتش طايقه جو البيت ..
- هما شهور الحمل يعودوا وهتبقي زينه وتتعافى .. المهم شدى عودك وهاتك لجوزك الواد اللي يفرحه وينسيه وجعه .. وهاتيلى حفيدي اللي يعوضنى عن اللي راح..

وضعت وجد كفها على بطنها بحيره لتردف بتنهيده
- انت املى الوحيد اللي فاضلى .. مستنيه سليم يرجعلى بيك ...
لاحظت وجد عفاف التى انزلقت رجلها فى التربه بعيدا .. فوثبت قائمه ركضا مما اثار جنون كوثر
- شوف البت اقولها خلى بالك على نفسك تجري كيف !
تجلس عفاف فى الارض متألمه من رجلها .. فجثت وجد على ركبتيها بلهفه
- مالك يااماما ... الف سلامه على رجلك .. اس
بعدت عفاف كفها بكرهه: انا مش امك .. امك اهى هناك قاعده .. ومين قالك انى عاوزه مساعدتك .. دا جزع بسيط وهيروح ..

تجاهلت وجد سُم كلماتها فعرت ساقها بلهفه: فى  مرهم للعروق عندى جوه .. هدخل اجيبه متتحركيش ...
ذهبت وجد اما عفاف فعاندت وحاولت ان تقف على رجلها لتثبت لوجد انها لازالت بقوتها ولكنه دون جدوى فسقطت متألمه ... عادت وجد لمنزلها مره اخري واحضرت المرهم سريعا اليها قائله
- اول مااحط بس هتبقي كويسه .. افردي رجلك براحه بس ..
اجابت عفاف بغيط: قولت مش عاوزه حاجه منك ..

جلست وجد على ركبتيها وهى تبتسم بحب على اسلوب عفاف وشرعت فى وضع المرهم بلطف وهى تمرر اناملها فوق ركبتها .. تأوهت عفاف بألم فاردفت وجد بحب
- معلش استحملى وهتبقي زي الفل ..
جهرت عفاف بغضب: انت عتوجعينى اكتر ويدك تقيله ! اقولك ايه اوع
لم تكمل عفاف جملتها عندما رأت سليم يقف خلف وجد مشيرا اليها الا تلفت انتباها لوجوده .. رفعت وجد حاجبها مستنكره
- اي كملى زعيق مش بزعل انا والله .. ممم ولا بقيت احسن دلوقت !

تردد عفاف فاردفت: لا انا عزعق فيك لمصلحتك ومصلحه ولد ولدى اللي فى بطنك ماينفعش يابتى تقعدي اكده ؟!
عقدت سليم ساعديه ليترقب تحول امه المفاجئ الذى اثار فضول وجد فردت ممازحه
- يعني انت خايفه على الواد مش عليا ؟!
تلعثمت الكلمات فى حلقها لبرهه فهى لا تعرف للكذب سبيل فاردفت
- اااه الواد مننا ومن دمنا وانت ..
زمجرت رياح صوت سليم: ممممم عفاف !

غيرت عفاف حديثها سريعا: وانت بردك بتى يابتى .. وسلامتك من سلامته ...
نصبت وجد عودها لتقف بجوار سليم قائله بمزاح
- امك بتموت فيا ياسليم .. واخد بالك ..
هز سليم رأسه بتفهم: ايوة ايوه واخد بالى هى وعدتنى انها هتحبك وبصراحه عفاف عمرها ماوعدت بحاجه وخالفت .. مش كده يااما ...
التوى ثغرها باستنكار مصطنع التعب: خد بيدى ياولدى ووصلنى لجوه بدل القعده دي !
تأهب سليم ليساعد امها فى القيام وهو يرمى على اذان وجد جملته بهدوء
- عاوز اتكلم معاكى .. هوصل عفاف واجيلك اسبقينى انت ...

 

- يابنتى انت قريتى كميه كتب فى ايام انا مقرأتهاش فى سنين ! اى يانورا انت بتنتقمى من نفسك ؟!
اردف عماد جملته وهو يقتحم المكتبه التى تجلس بها نورا .. فقفلت الكتاب ووضعته جنبها قائله بحزن
- الحاجه الوحيده اللي بتخدر كل اوجاعى ياعماد ..
جلس بجوارها وعلى ثغره ابتسامه حب قائلا
- ومادام الكتب بتعمل كده انا اي لازمتى فى حياتك ..

تشبثت بكفه سريعا بلهفه وهى تطيل النظر بعيناه
- انت لو مكنتش فى حياتى بعد كل اللي حصل ده انا كنت هتجنن ياعماد .. ربنا قبل ما يوقع على قلوبنا البلاء بيمنحنا الصبر وانا كنت صابره ومستقويه بيك .. ممتنه للحب اللي جمعنا ..
اقترب منه وهو يهدب شعرها بشوق
- وانا ممتن للنصيب اللي خلاك ليا .. اسمحيلى اعترفلى انى كنت مستقوي بيك .. وحقيقي لولا وجودك وعيونك الحلوين دول اللي منورين حياتى انا كان زمان فى وضع تانى خالص ..

ابتسم برغم صخور حزنها: اللي هو ايه بقي ؟!
غمز لها بطرف عينه: كان زمانى بدور عليك بردو .. ماهى سهله اي يانورى ..
- ربنا يباركلى فى حبك وفيك ياعماد ..
وضع يده فوق بطنها بفضول وهو يتسائل
- الواد اللي جوه ده عامل اي .. اوعى يكون تاعبك !
- انت متأكد ليه انه ولد ! على فكره انا حاسه انها بنوته ..

هز رأسه نافيا: لا لو سمحتى اول خلفه عماد الهواري لازم تكون واد يقف فى ضهره ..
- يااسلام ! يعني لو جات بنت مش هتحبها ...
- يعني انا بعشق امها مش هحب البت ! طب يارب تيجى بنت وتكون شبهك كده وتبقي حقيقي يابركه دعواتك ياعفاف ..
مالت برأسها على صدره لتطمئن شيء ما بداخلها: بنت ولد اهم حاجه انك ابوهم ياعماد ربنا يباركلى وجودك وينوروا حياتنا ...
قبله خفيفه طبعها على جبهتها وهو يضمها اليه بحب قائلا
- حياتى منوره بيك .. واى اضافه تانيه منك هديه من عند ربنا ده كرم كبير قووي ..

اكتفت نورا بتقبيل كفه بشغف مردفه: معاد زياره نيره النهايه .. انت ماروحتش الاسبوع اللي فات ..
تنحنح عماد بخفوت: ومين قالك انى ماروحتش ؟!
- انت ماقولتليش انك روحت ! يبقي ماروحتش ..
ابتسم عماد بحب فاردف بصوت هادئ: لا ياستى انا روحت وكان الزياره كلها بحكي لها عنك .. ونسيت اقولك بس انشغلت فى اكتر من حاجه ..
رفعت انظارها اليه بفخر: الاول كنت تروح وتخبى عليا عشان خايف ازعل .. ودلوقت مافتكرش ان فى عذر يخليك تروح من غيري .. متتصورش فى الكام مره اللي روحت معاك فيهم قلبى ارتاح ازاي ...

- مادام قلبك بيرتاح يبقي هاخدك معايا المره دي .. وهو انا اقدر ارفضلك طلب !
طرق مجدي الباب متنحنحا .. فاعتدلت نورا فى جلسها وهى ترمي حجابها فوق راسها بعشوائيه .. وقف عماد قائلا
- اي ياهندسه خلاص نويت ؟
فرك مجدي كفيه بحماس: كفايه ياعم ليا اسبوع قاعد معاكم مزهقتوش منى ..؟!
احتضنه عماد بحب وهو يربت على ظهره بقوة
- توصل بالسلامه .. شد حيلك ..

ثم همس له قائلا
- وبالنسبه لصفوة هتفضلوا ماتتكلموش كده كتير .. مش تبطل شغل عيال ياض انت ؟!
زفر مجدي باختناق: اول مره معرفش اسامحها .. مش عارف ليه ؟!
- الغريب ياخى انها سامحتك على مصايبك السوده ؟! وجاى فى دي ومش عارف تسامحها ..
- مش عارف ياعماد .. حقيقي مش عارف او تعبت من كتر المحاولات لحد مافقدت شغف العوده
- طيب ماتطلقها !

- انت اتجننت انا بحبها ياعم ..
- انت هتجننى ليييه !
رفع مجدي حاجبه بنفاذ صبر: هى مصدره دايما الوش الخشب وكل ما اقولها نتكلم تقول لى عندى مذاكرة ومش فاضيه .. ياعم كبر دماغك سيب الايام تصلح اللي تكسر ..
اقتحمت صفوة مجلسهم فجاة قبل ما يردف عماد رده قائله بغضب
- عماد انا عاوزاك ترفعلى قضية طلاق !
نظر عماد لاخيه فبداله نفس النظره ولكنها اكثر لا مبالاه متجاهلا جملتها وهو ينادى على نورا قائلا
- هااا يامراة اخويا اشوف وشك بخير ..
- الله يسلمك يامجدى .. توصل بالسلامه ..

رد عماد على صفوة قائلا: معنديش مانع .. عاوزه امتى وانا ارفعهالك ..
عقدت صفوة ذراعيها امام صدره وهى تهز ساقها اليسري بتحد
- ياريت لو دلوقت !
حك عماد ذقنه وهو يرمق مجدي بعيوون ضيقه وعلى حدا كان الاخير يأكل بنظراته الملتهبه غيظا .. فواصل حديثه
- بقولك اي ماتخليها خلع اضمن .. وتوجع !
صفوة بعاند: معاك فى اي حاجه المهم نخلص
تدخلت نورا سريعا: اى الجنان دا بتاعكم انتوا الاتنين.

رد مجدي باختناق: ماتسكتى جوزك اللي عاوز اى جنازه يشبع فيها لطم
تجاهل عماد حديث اخيه فوجه حديثه لصفوة قائلا
- هااا ايه اسبابك بقي ؟!
نظرات له صفوة من اعلى لاسفل فاردف
- مش عاوزاه يبقي على ذمتى .. ده سبب كفايه ياعماد ..
كتم عماد صوت ضحكته فثار مجدي ساخرا
- دي بتقولك على ذمتى ! انت اللي على ذمتى يااهانم .. انا الراجل لو مش واخده بالك .. انت حوله ؟!

- ضيف عندك ياعماد سب وقذف كمان ..
تشبث عماد بكف نورا هامسا: تعالى معايا ... - ثم جهر قائلا- طيب انا هسيبكم تتحاسبوا هنا ولو متفقتوش مضطر انى ادخل ..
لم يعط لهم عماد اى فرصه للرد .. جذب نورا خلفه وخرج من المكتبه وتعمد ان يغلقها بالمفتاح فسألتها نورا باستغراب
- بتعمل ايه ! مش خايف دا مجدي هيقتلك ..
- والله انا ماخايف غير على مجدي من اختك اسكتى .. وبعدين هما مش عاوزين غير كده عشان يتلموا .. - ثم غمز لها بطرف عينه - وبعدين سيبك انت المكتبه دي مبروك وانا متفائل بها خير ... هنبه على عفاف الباب ده لو اتكسر خبط محدش يفتح وادى كمان المفتاح هاخده

 

قُبله خفيفه نثرت على عنقه بشوقا وهو يضمها اليه هامسا
- انا اسف ...
اغمضت عينيها لبرهه كأنها تحاول ان تهدا روع شوقها مردفه بارتياح
- وحشتنى اوي ..
ابتعد سليم عنها ليغلق باب غرفتهم ثم عاد اليها وهو يجذها من كفها ويجلسها امامه على الاريكه
- انا محتاجه اعتذر لعيونك ورموشهم ولقلبك ولكل جزء فيك كنت سبب فى انه يزعل ياوجد ..
- سليم .. انا مش زعلانه منك ..

- عارف ياوجد .. وعارف ان قلبك احن من انه يزعل منى .. بس انا اللي زعلان من غيبتك عنك .. 3 شهور ماسمعتكيش كلمه حلوة .. 3 شهور شخط وزعيق وشخص انا ما كنتش اعرفه .. انا غصب عنى مكنتش شايف قدامى ولاول مره يخدعنى قلبى ويبعدنى عنك .. اسف بعدد كل دمعه نزلت من عينك واسف على كل لحظه وجع معرفتش اكون فيها جمبك ومعاك .. واسف انى خيبت ظنك .. واسف عن كل ليله نمتها بعيد عنك .. وجد سامحينى ..

فرت دمعه من طرف عينيها فابتسمت قائله
- كل اللي وجعنى انك كنت توحشنى ومكنتش اعرف القاك .. حتى لو عرفت نفسي حامل معرفتش اقولك بالطريقه اللي تسعدنى .. مالقتش منك الحضن اللي تقول لى فيه مبروك لينا .. كل الحلو والمر عشناه سوا اشمعنا الازمه دي اللي بعدت فيها ..
طبع قبله طويله على كفيها ثم نظر في عيناها بولهٍ
- عشان اثبت لنفسي انك الارض اللي منها وليها اعود ياوجد وهفضل اقولها لاخر نفس فى عمري .. انا لما بعدت وكنت ابات بالليالى من غير ماشوفك مكنش يفرق معايا ليل من نهار .. كل الايام كانت ضلمه وانت الوحيده اللى لقيت عندك النور .. اوعدك انى مش هبعد عنك تانى ! ولا هزعلك مهما حصل ومهما حصل مش هسمح لقلبك انه يشتاق لسليم ميلاقهوش .. ولا ايه ..

- اقولك على سر بس ما تضحكش ..
- موعدكيش .. بس قولى ..
- كنت كل ليله بقف فى نص الاوضة هنا وافضل اخلق حوارات وهميه مابينا وانا هكشر فى وشك ومش هرد عليك حلو وفى نفس الوقت كنت القى رجليا وخدانى قدام الدولاب محتاره ياتري البس ايه ! وبفضل على الحال ده لحد ماانت تخيب ظنى وماترجعش ولحد ماانام وانا مستنيه .. بس لاول مره ابقي مستنيه وانا مطمنه ومتنونسه بابنك اللي كنت اشتكيله منك دايما .. وخلاص بقي جيه الوقت اللي اشتكى منك ليك ...
مسكت ذقنه برفق وه ترمقه بعيون لامعه لتردف بلهجه صعييديه
- وحشتني يااولد الهواري .. وحضنك وحشنى ...

مسك وجنتها بشغف مردفا
- وانت كمان وحشتني للدرجه اللي خايف ارتكب فيها جنايه دلوقت ومحدش مانعى عنك غير ابن ال*******
- اششششش بقولك اي ماتشتمش ابنى ولا ابوه لو سمحت !
دنى منها اكثر ليردف بشوق: ماهو يستاهل الشتيمه .. مش كفايه انه حارمنى منك !
احمرت وجنتها بخجل ثم اردفت بضحكه واسعه: ومين قال انه حارمك منى ! انت اللي بتتلكك ؟!
رفع حاجبه وبدات اقدام الفرحه تكسو ملامحه قائلا باندهاش
- يعني هو ينفع !

- اللي هو اييييه ؟!
- لا بقولك اي هتعملى نفسك من بنها هتغابى عليك ..
ضحكت بصوت عال قاصده ان ترد الفرح فى جدران جنتهم مره اخرى لرفعت راسها قليلا لتطبع قبله خفيفه ثغره قائله بشوق
- وحشتنى ياسليم ...

- هااا بقي والحلوه اي اللي مش عاجبها فيا !
اردف مجدي جملته وهو يجلس على المقعد الجلدى لمكتبه بنبره ساخره فاجابته صفوة باغتياظ
- اهو مزاجى كده ... ولو سمحت انجز انا عاوز اشوف حياتى ومستقبلى ومن حقى احب واتحب ..
نهض مجدي وبداخله جيوش عارمه من الغضب
- من حقك ايه يااما ؟!
هزت كتفيها بلا مبالاه: احب وتحب ...واشوف مستقبلى
- جاكى كسر حقك انت كمان ! وطلاق مش هطلق ...
رفعت انظارها اليه باغتياظ فاردفت بغل: ابقي ماتزعلش لما اخلعك انا واخوك ..

- سيبك من اخويا ده مترباش .. والحلوة بقي هتقول اي للقاضي لما يشوفنى راجل ملوى هدومى كده والف مين تتمنانى ..
نظرت له بعيون ضيقه ثم اردفت بثقه: مقصر فى حقوقى الزوجيه ياسياده القاضي ..
ضغط مجدى على شفتيه السفليه بغضب وهو يرمقها بعيون متسعه ويتقدم نحوها بتباطئ
- مقصر في ايييه ياحلوه ..
ارتعد جوفها خوفا من نظراته فاردفت سريعا
- مش بيصرف عليا ولا بيأكلنى ولا بيشربنى ...

لم يمنع مجدي نفسه ان ينفجر ضاحكا على تلقائيتها فنظر اليها قائلا
- ايوه كده اتعدلى ...
اشارت اليه بسبابتها وهى تقترب من الباب وبنبره تهديديه: انا حبيت بس اديك خبر عشان ماتتفاجئش ..
- لا كتر خيرك .. يكرم اصلك والله ..
حاولت صفوة ان تفتح الباب فدارت اليه بدهشه: الباب مابيفتحش !

طقطق مجدي صوابعه وهو ينظر لها بعيون ضيقه متظاهرا بالتفكير مرددا بصوت منخفض
- ميكنش عماد الهواري عملها .. ورحمه ابوه دانا ابوس دماغه لو اللي فى بالى صح ..
- انت بتقول ايه ! بقولك الباب مقفول ..
- حلو ادينا قاعدين بندردش ونتعرف على بعض ..
- اوووووووف .. اى برود الاعصاب بتاعك ده ؟! اتصرف افتح الباب ..

تجاهل مجدي حديثها وذهب الي المكتبه يطلع على الكتب الموجوده بها باهتمام .. فضربت الارض بساقيها بحركه طفوليه وهى تقترب منه
- هو انا مش بكلمك ! انا عاوزه اخرج من هنا !
دار مجدي برأسه نحوها فوجودها تقف خلفه .. فسقطت عيناه على حجابها الذي يتدلى شيئا فشيئا فجذبها بلهفه ممزوجه بصوت شهقتها ليضعها تحت حصاره قائلا بهدوء وهو يستد بذراعه على المكتبه
- نتكلم كده احسن طيب ..
رفعت انظارها اليه فسرعان ما اخفضتهم بخجل قائله بتوتر
- مجدي في ايه ؟!

مسك ذقنها برفق ورفع وجهها اليه بلطف قائلا
- وحشتينى ...
- هاااااااا !
ابتسم مجدي بحب فاردف: لسه زعلانه منى !
اومأت ايجابا بصمت تام ولازالت تتفتنه بعيون لامعه .. فضحك ضحكه ساحره وهو يهمس لها
- هصلح غلطى حالا ..
وضعت كفيها على صدره لتمنعه من الاقتراب منها قائله بعتاب
- على فكرة انت معندكش دم ..

قطب مجدي حاجبيه بدهشه فواصلت صفوة حديثها ممزوجا بنبرة باكيه
- ايوه معندكش دم .. سبتى فى اصعب ظروفى وسافرت سبتنى وانا محتاجالك .. سبتنى وانت عارف انى بحبك .. هتقول لى حاولت كتير وانا مسمحتش .. بس انا كنت مستنيه منك فعل اقوى مستنيه منك تاخدى فى حضنك غصب عنى .. انا كنت هرتاح كده .. لكن انت مشيت وسبتنى على راحتى ونسيت ان راحتى معاك وبس يامجدى ... انا نزلت اقول لعماد يطلقنى منك عشان اوصلك رساله انى مش عاوزاك تمشي انك شاغل فكرى دايما .. مش عاوزاك تغيب تانى زي ماكل حاجه غابت .. مجدى متسبنيش تانى .. ممكن ..

- انا عمري ماسبتك اولانى ياصفوه بس ماكنتش حابب اكررى غلطى مرتين .. كنت مستنيك تيجى انت هتلاقى دراعتى مفتوحين لك وساعتها عمرهم ماكانوا هيسمحولك تبعدى تانى ...
ظل يعبث بخصيلات شعرها بشوق فواصل حديثه قائلا
- عارف انكم لما بتحبوا بتبقوا مجانين مش بتقدروا تتحكموا فى مشاعركم بتاخدوها على كفكم وترموها قدام عنينا واحنا وحظنا .. المحظوظ بس هو اللي هيكوش على كل الحب دا لحسابه والغبي اللي هيتجاهله او يستغله غلط .. وانت اهو جيت وغرقانه فيا زي ما انا غرقان فى عيونك دول ... واوعدك من النهارده مافيش اي خناقه غير فى حضن مجدي ياست الددكتوره ...

وقفت على طراطيف اصابعها لتعانقه بلهفة فؤاد عطش من جفاف غيابه قائله بتوسل
- انا ازاى كنت غبيه وسمحت لنفسي احارب مشاعري بالجبروت ده ..
ولاول مره يظفر بقربها عن تراضي فضمها حتى استشعر طرقعت عظامها بين يديه قائلا بدفء
- لكل بعد مهما طال عوض ياصفوة ..

طرقت على باب مكتبه بتردد .. فرفع رأسه من بين زحمة الاوراق التى تسرق انتباه قائلا
- اتفضل ؟!
فتحت يسر باب متنحنحه بخفوت: وحشتنى قولت اجيلك ؟!
ترك القلم من يده وهو يتكئ على ظهر مقعده قائلا باستغراب
- خلاص هدينا والاكتئاب والنكد والحزن راحوا !
قفلت الباب خلفها بهدوء وهى تقترب منه مكتبه بتساؤل
- للدرجه دي كنت لا اطاق !
نهض محمد من فوق مقعد وهو يرمقها بنظرات مدججه بالحب قائلا
- قدرى لازم استحمل هعمل ايه يعني بحبك ومجبر ..
رفعت انظارها اليه باعجاب
- شكلك حلو فى البالطو ...

رفع حاجبه متسائلا بغمز: اااممم فى البالطو بس !
- لا ياعم متوقعناش فى الغلط .. انت حلو فى الاوقات بس فى البالطو محلو زياده ..
جلست يسر فوق مكتبه بدلال وهى ترمقه بعيون لامعه
- انا لقيتنى كنت خنيقه اوى الفترة الي فاتت وانت استحملت كتير .. فقررت اصالح واجى لحد عندك واجيبلك هديه كمان ..
اقترب منها محمد وهو يقبل كفيها
- انت هديتى يايسر .. وكلنا مرنا بفترة صعبه وغصب عننا لازم نتجاوزها ..

فرت دمعه من طرف عينيها بحزن: ماجده وحشتنى اوى يامحمد .. هى اتظلمت اوي وملقتش اللي يعوضها ..
وضع كفه على خدها قائلا بهدوء
-  احيانا الموت بيكون اكبر مكافئه للعبد يا يسر .. وخلينا متفقين ان ماجده مشيت وكلنا بنحبها وبندعيلها .. هى دلوقت عند الكريم اللي احن عليها من اى مخلوق .. ولا ايه !
اومأت ايجابا وهى تتشبث بذراعه: معاك حق !
اردف مبتسما: مش هتقولى جيتى ليه ؟!

ابتسمت بصعوبه فاطرقت قائله: جيت اخطفك يومين من شغلك وعيانينك .. تسمح لى !
- ياباشا انا كلى ليك .. انت تأمر بس المهم انى اشوف الضحكه الحلوة اللي اتحرمت منها 3 شهور ..
دلفت يسر كالطفله المشاغبه وهى تبعده عنه مقتربه من الباب قائله
- هروح اجهز حاجاتنا وبالليل نروح اي مكان بعيد عن القصر ... ممممم وخلى الهديه بعدين بقي لما نسافر
دار محمد بلهفه ليقفل الباب الذي فتحته سريعا .. فدارت بجسدها تحت حصاره قائله.

- فى ايه يامحمد !
- فى ايه انت ! حد سمحلك تخرجى !
- مش فاهمه ! انت قصدك ايه ..
مد محمد يده خلف الباب ليقفله بالمفتاح قائلا بغمز
- هتفهمى حااالا ...
دارت برأسها للخلف لتر ماذا يفعل فصرخت باندهاش
- اى الجنان ده .. انت عاوز ايه !
انحنى محمد ليحملها بين ذراعيه قائلا بشوق
- مش عاوزه تجربى الشازلونج اللى جوه ؟!
- يامحمد ماتتجننش احنا فى المستشفى !

هز كتفه بلا مبالاة: والمستشفى بتاعتنا .. حد له عندنا حاجه !
- طيب نزلنى  وبعدين نشوف الموضوع ده ..
اصدر من ثغره صوتا نافيا وهو يضعها فوق الشازلونج بلطف ويدور ليشد الستار قائلا
- انسي ! انا لو ضيعت الفرصه دي هابقي غبى ...
- طيب انت بتشد الستاره ليه وهو فى حد غيرنا ! دانت غريب !
- صح ! يلا الاحتياط واجب بردو  ..
- لا دانت اتجننت رسمى !
اقترب منها اكثر وهو يتأملها بعيون محب فاض من جوفه بحور الشوق
- ما احنا لازم نعوض العيل اللي راح ولا انت شايفه ايه ! كفايه كده كتير يايسر ! ولاد الهواري كلوا وشي ...

 

- ايوة يعني انا اجى اخطبك امتى !
اردف يوسف جملته بنفاذ صبر وهو يخرج من قسم الشرطه ويتحدث فى الهاتف مع ورد التى فزعت من مجلسها قائله
- ماينفعش يايوسف .. وانا لما فكرت لقيت انه مش هينفع !
فتح يوسف باب سيارته قائلا بسخريه
- وانت بتفكري باى حق .. ومين سمحلك اصلا تفكري وانا موجود .. تصدقى انا غلطان انى باخد رايك !

- يايوسف افهمنى بس .. انت ظابط وليك وضعك وانا بنت اهلها قتالين قتله يعني لو اتجوزنا مش هتقدر تخلى ابنك زيك ويبقي ظابط .. وغيره وغيره وبعدين اهلك فى القاهره مش هيتقبلونى يايوسف .. لو بتحبنى بجد سيبنى .. سيبنى وخد واحده تستاهلك وتفهمك ..
- انت مجنونه ياورد ! انت شايفه بتتكلمى فى كام سنه لقدام .. يعني 18 سنه وانت ضامنه انى اطلع بخلف يعني مش يمكن فيا عيب لقدر الله وابقي خسرتك كمان .. وانت باى حق تحكمى على مستقبل ولادك من دلوقت يمكن يطلع شاطر زي خالتو ويهوى الطب او الهندسه زى امه .. انت جري لعقلك حاجه ؟!
زفرت ورد بضيق: انت التفاهم معاك صعب اي الدماغ دى ؟!

ضحك يوسف بصوت عال: دماغكم بقي شكل قعدتى فى قنا غيرت دماغى ؟!
- يوسف .. انا فايق لكلامك ..
دور يوسف سيارته قائلا: وانا وبكلمك لا !
- نعم ..
ضحكة ضحكة اخري ساحره فاردف بثقه: والله مابهزر .. اول مابسمع صوتك كل حاجه بتبقي سراب قدامى .. لا اري لا اسمع لا اهوى غيرك ... وبعدين انا ليا 3 شهور طالع عينى معاك واجيب فى  مدرسين واسمع واحفظ واسهر للفجر وقراية الفاتحه اللي مع امك واختك دى ! دانت وقعتك سوده ! لا بقولك اي تعبى وشقايه يتردلى من فضلك ..

اجابته بمزاح: انت اللي جبت لنفسك اعملك ايه ؟!
فكر يوسف لبرهه: يبقي توافقى نتجوز واهو يبقي زيتنا فى دقيقنا ومافيش حساب ولا ديون واخلص كل حاجه بطريقتى بقي ..
كتمت صوت ضحكها قائله بجديه
- يووووسف .. اتلم .
- والله انا على كده ملموم .. ماشوفتيش الوش المبعتر بتاعى ... تستعجليش نتجوز بس وهوريهولك ...

كتمت ورد صوت ضحكتها وتعمدت ان تغلق الهاتف فى وجهه بدون اي مقدمات قائله
- ربنا مديلوه لسانك اطول منى .. اوووف انت وقعتى ولا ايه ياورد ..
وقفت امام المراة وتكرر نفس السؤال حائره
- هو بصراحه وقعت من ساعه ما جيه يشوف قلبه وقع فين ؟!

فاقت صفوة من مخدر حب لتغلغل اصابعها باصابعه وتثبنى ساقيها على الاريكه لتستند براسها على صدره مردفه
- هنرجع القاهرة ؟!مش كده ..
ضمها مجدي اليه بشوق
- وانت فكرك عاوزانى اسيبك لحظه بعد ما لقيتك !
- احم ! انا اللي مش هسمحلك تسيبنى لحظه بعد ما دوقت طعم الحب معاك ..مجدي
نظر الي عيناها التى ارتفعت اليها باهتمام قائلا: عيون مجدي ..
تعمدت ان تلف ذراعه على خصرها لتقترب منه اكثر كأنها ترمم شقوق روحها منه قائله بحب
- أنا بحبك ..
تعمد ان يتجاهل كلامها قائلا: منا عارف .. ومن زمان كمان ؟!

ضربته على صدره باغتياظ: اى تقل الدم دا ؟! لا بقولك اي انت هتشوف نفسك عليا عشان قولتلك بحبك ومعرفش اي هقلب على الوش التانى !
ضحك مجدي بصوت عال وهو يطبع قبله طويله على جبهتها: منا هرجعك تانى وبطريقتى بردو ..
- اي الثقه دي يابااااي ...
- طيب قومى نشوف حد يفتح لنا الباب ده عشان انا الود ودى اخدك ونطير لمكان بره الدنيا ...
- منا براها فعلا يامجدي انت مابتكذبش .. لاول مره احس بطعم الراحه غير فى حضنك ...
- وانا اول مره اعرف ان عفاف راضيه عنى اوى كده ؟!
- ياسلام عفاف بس ؟!

- لا ..
- احم اومال مين كمان !
- راجح قبل مايموت كان راضى عنى ؟!
ابتعدت عنه بنفاذ صبر وهى تقول: قومى افتح لنا الباب ده احسن ارتكب فيك جنايه دلوقتى .. يلا ...
- ليه بس دا حتى المكان طلع بركه .. دانا حتى بفكر كل ماتعصلجى معايا هجيبك هنا .. انا دلوقت فهمت ليه عماد راشق فى المكان ده طول الوقت
***
- هاا ياسيدى جايبنا هنا ليه ؟!
فى الجنينه الصغيره خلف منزل سليم وبالاخص خلف اول شجره بها شهدت على عشقهم يستند سليم على الشجره يتأملها بحب
- فاكره المكان ده ؟!
ضحكت بصوت مكتوم ثم عادت لتنظر لعيناه الاتى تستمد منهما الامل قائله
- وده مكان يتنسي بردو .. انا هنا عرفت يعني اي معنى الحب معاك .. واد ايه انا مقدرش استغنى عنك ..

جذبها اليه من خصرها قائلا
- وهنا انا اتولدت على ايدك .. بستغرب على الناس اللي بتحتفل بعيد ميلادها بحتة تاريخ مسجل فى شهاده .. انا تاريخ ميلادى الحقيقى مع اول لمسه حب منك .. اول نظر رضا من عينك .. اول كلمه بحبك انا سمعتها .. مع اول طفل هينور حياتنا بعد ملحمه الحب دي كلها .. انا تاريخ ميلادى الحقيقي وانت جمبى ومدفى بحبك وتايهه فى سحر عيونك ..
بللت حلقها عدة مرات وهى ترمقه بعيون متأرجحه
- سليم فى ايه ؟

عبث فى شعرها بحب فاردف بهدوء
- فى شويه كلام محبوس جوايا وانت لازم تسمعيه ياوجد .. انا لما بعدت عنك كنت محتار تايهه .. صدمة ماجده كانت صعبه اوى ان قلبى يعديها بسهوله .. كنت بلوم نفسي طول الوقت .. حسيت انى انانى .. بس لما هديت وفكرت لقيت ان ربنا له حكمه فى كده .. له حكمه انه ياخد ماجده عنده عشان يعوضها نتيجه صبرها لانه عارف ان سليم عمره ماهيسعدها عشانى قلبي مدقش غير لواحده بس حارب الكل ومستعد يقوم الف حرب تانيه بس شعرها يتفرد على كتفه كل ليله .. لومت نفسي انى معطتش ماجده فرصه بس لقيت الحل مشكله فى نفس الوقت .. ماجده فدتنى بعمرها .. انا كنت تايه ياوجد لاول مره ابقي شخص انا ماعارفهوش ..
وضعت اناملها على ثغره
- سليم انت بتقول كده ليه دلوقت ...

قبل اناملها بحب فواصل حديثه
- عاوز اقولك واعترفلك قدام ابننا اللي لسه مشافش نور الشمس ان حبك فى قلبى اكبر من وصفه بشويه كلمات .. كفايه انك الوحيده اللى جرتينى من قلبى ليك ولقلبك ولعينك .. وحدك اللى نمت ليلى اقول يارب "هى" ومش عاوز غيرها .. كل مره كنا نبعد فيها بعدها بفترة كنا نرجع اقوى بحب اشد وشوق اكبر .. كل مره كنت تمشي فيها عمرك ما فلتى ايدك اللي قابضه على قلبى وكانت تجيبنى من ضفايره ليك .. انا محاوط بطيف عشقك .. جبتك هنا اقولك اسف على كل اللي فات وكل اللي جاي .. وجد سليم لقى نفسه معاكِ وبيك ومعندهوش استعداد تغيبى عنه للحظه ...

تنهدت بحب مردفه: احيانا كل لخبطه المشاعر بتهدا بضمة .. ضمه واحده كافيه انها تقدم اعتذار عُمر ..
حضن قبضه كفها بلهفه
- وضمة منك هتحينى عمر ..
طوقت عنقه بشغف وحب فاض بقلبها
- بعشقك ياسليم العمر ..
دفنها بين احضانه هائما
- بعشق عمرى طول ماهو متحاوط بوجد عشقك ..

لا يوجد بيتا خاليًا من قدح القلوب التى التهبت عشقا دون ان تنضفى بضمه .. فى كل بيت نافذه يزورها القمر وتراقبها النجوم  دائما لتشهد على احتراق قلوب توهجت غياب وانضفأت فراقا .. هناك انين خافت يصدر لكل ليله من قلب احداها لا تضمه الى الوساده .. هناك قلوب تحترق بالحب وقلوب تحترق للحب ليكون لها فى نهايه المطاف .. فعندما يقع الامبراطور فى بحور العشق غارقًا فيصبح عشقا من نار تأكل كل من يعوق طريقها .. ليصبح العالم ساحة معركته والبشر اعدائه وعشقه درع حماتيه ليخوض حربا بكل ما اوتي من وّله ليظفر بقلبٍ اسره .. مع صوت كل دقه قلب عوض يأتيك ركضا ليظللك بمظلة حب ابدى ..
"فى الحب والحرب لازما نخلعوا عقولنا ياما "
قالها كلمه ووفاها ..
وسلمَ جريح القلب من سكين البعد بوجد اللقاء وضمة البقاء ونجى من الموت على مركبه جفن عيناها فرسى فوق قلبها الذى اذابه عشقا ...

 

تااابع ◄ 

أحدث أقدم

نموذج الاتصال