-->

رواية أباطرة العشق ( عشق من نار ) ( عندما تعشق الفرسان ) الجزء الثامن عشر والاخير الختامي

 

 الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد، الله أكبر كبيرًا والحمد لله كثيرًا وسبحان الله بكرة وأصيلًا، لا إله إلا الله وحده، صدق وعده، ونصر عبده، وأعز جنده، وهزم الأحزاب وحده، لا إله إلا الله ...



تصدح اصوات تكبيرات عيد الاضحى بالخارج بابهج الاصواات التى تدب بالفؤاد نشوة فرح لا تعلم من اين تسللت بجوفك لتغمرك بريحتها المبهجه ... انتهت وجد من فتح نوافذ الغرفه فى القصر الكبير ثم استدارت بجسدها لتراه يخرج من المرحاض بعد اغتساله قائله بصوت مبهج
- كل سنه وانت طيب ياحبيبي ! عيد مبارك علينا يارب ...

القى المنشفه على طرف السرير وهو يقترب نحوها ويتأملها بتظرات مستشرقه
- كل عيد وانت منوره حيااتى ..
انتهى سليم من جملته وهو يدس رأسها بصدره يقبلها بحب .. فربتت عليه بلطف لتقول
- طيب اايه يلا اجهز بسرعه عشان الصلاه وانا هنزل اجهز الفطار تحت .. عشان نفطر كلنا سوا ..
- استنى بس فطور ايه دلوك ... مافيش خروج الا لما البس ..
تحركت امام عيناه بتلقائيه وهى تردف بمزاح
- بطل حركاتك دي .. جلابيتك ومكويه ياحبيبي البس وبس هعملك ايه انا يعني ..

قطم سليم شفته السفليه بنظرات متوعده ينبعث منها اسهم التنمر
- بااااااس هو الاهتمام مابيطلبش وخلاص كده سنين العسل بتوع الجواز عدوا .. انا اروح اتجوز بقي واحده تتدلعنى ...
عقدت مابين حاجبيها وهى تحمل جلبابه على معصمها لتردف بثقه
- بلاش تقول كلام انت مش قده .. واصطبح يااسليييييييييم ..
شد جسمه بمهاره رياضيه وهو يروضها بنظراته الحاده قائلا
- والله هموت واصطبح جدا ... لولا في عيد بس ...
ضربته بجلبابه وهى تضعه على كتفه باغتياظ مردفه
- طيب كويس انك فااكر .. البس وانزل صلى واخزي الشيطان ..ولم نفسك
ثم رمقته بنظرات حانقه: قال تتجوز قاال !

ضحك سليم بصوت مسموع وهو يهم بارتداء ثوبه قائلا بغمز
- وانا هلاقى بردو فى حلاوتك ولا طعامتك يابطل يامتكلف انت ..
نظرت له شذرا بعدم تصديق وهى تهم بقفل ازرار جلبابه باناملها قائله بدلال
- منا عارفه .. اصلا مافيش واحده هتستحملك غيري .. ولا هتعرف تحس بطعم الدلع غير معايا اصلا
اندلى برأسها ليسرق قبله خفيفه على كفها فتمتم بهيام
- احبك وانت واثقه .. كل عيد وانت متربعه جوه قلب سليم ...

سقطت انظاره على ضحكه واسعه من ثغرها وهى تميل بكتفها لترتمى فى حضنه وتطوق ظهره بذراعها قائله
- وانت طيب وبخير ياحبيبي ..
لم يكد ان يجيبها فالتفت انظارهم نحو الباب الذي فُتح متتاليا لصوت طرق خافت عليه .. فانفجرت ضحكه من جوه وجد قائله
- العفاريت جم اهوووو ..
طفل يتحلى بملامح ابيه التى نسخت على وجهه وهيبته ذو الخمس اعوام وتلحق به فتاه صغيره  ذات الثلاث سنوات لديها ملامح ملائكيه تتشكل على نحوٍ يعكس صوره صغيره لامها يتقدمان نحوهم .. فأردف سالم الصغير بنبره طفوليه
- انا عاوز العيديه بتاعتى .. انت اتاخرت ليه.

فاردفت ماجده وهى تضع يديها فى خصرها وترفع مقلتيها التى تشبه عينا امها قائله
- وانا كمان عاوزه العيديه بتاعى ..
انضمت وجد لجيشهم ممازحه وهى تقف مقابل سليم بتحدٍ
- اااه وانا كمان عاوزه العيديه بتاعى ...
رمقهم سليم بنظرات متأرجحه وهو يحك ذقنه بتفكير
- ده عيد لحمه عيديه اى اللي عاوزينها ...
هجمت ماجده على ساق ابيها بعفويه وهى تحضنها وتدفعه للخلف لتجلسه على طرف الفراش لتصرخ بفوضيه
- لا انا عاوزه العيديه بتاعتى دلوقت يلااا ...

غمز سالم بطرف عينه لابيه وهو يعض على شفته عدة مرات ببراءه
- بص يابابا خلاص ادي ماجى العيديه وانا راجل مش عاوز .. -ثم خفض صوته وهو يشير له بمكر - " تحت هتدينى عيديه اكبررر ...
عقدت وجد ذراعيها وهى تستند بظهرها على الخزانه وتراقبهم بعيون لامعه وثغر مبتسما .. فرفع سيلم انظاره اليها قائلا بغيظ
- فرحانه انت باللى بيعملوه فيا دا ..!
- وانا مالى ياعم مش عيالك البس بقي .. اقلها هيطلعوا عليك اللي معرفتش اعمله انا .. يلا هى نوايا ياسلومى ...
ارسل لها نظره متوعده وهو يميل قليلا ليفتح درجه "الكومود" ويخرج حافظه نقوده الجلديه
- عاوزين كااام يعني .. خلصونى الصلاه هتفوتنى !

سالم وهو يطوق عنق ابيه من الخلف
- انا راجل يبقي اخد اكتر من البنت ؟!
اقتضبت ملامح الصغيره بعناد
- لا يابابا انت بتحبنى اكتر ... فهتدنى فلوس اكتر مش كده ..
ضحكت وجد بصوت عال على حيره سليم وشجار صغارها .. فاردفت
- الصلاة يابابا هتفضل تتخانق معاهم مش هتخلص ...
فتح سليم حافظه نقود واخرج بعض الورقات النقديه قائلا
- يلا شالله يتمر اهو .. وفى الاخر تطلعوا بتحبوا امكم اكتر
هلل صغاره فارحين وهما يتناولون النقود من يده .. فلوح سالم بيده وهو يركض بشقاوة
- ياعم هات انت هتذلنا ؟!

وقف سليم متعجبنا وهو يقترب من زوجته قائلا
- الواد بيشوحلى يااوجد .. ياليتك السوده ؟!
- وسودتها ليه بس .. ماهى عيد وزى الفل .. واهو
سند كفه على خزانه الغرفه ليضعها تحت حصاره وبنبره تهديديه بعدما مسح اجزاء جسدها الذي شُكل ملاذا له قائلا
- العيال دول يتعاد تربيتهم !
تغنجت امام عيناه بدلالا وهى تطوقه بذراعيها: ربنا يديك الصحه وربي يابابا وانت روحت فين ..
دنى منها خطوة اخري قائلا بغمز:" لا منا مركز مع البطل الكبير " ..

اطلقت ضحكه عاليه فسرعان ما التهمها بقُبله سريعه ثم همس قائلا
- الباب مفتوح يخربيتك ..
- يلا طيب يابابا عشان تلحق تقعد مع عفاف قبل الصلاه ..
- طب وبعد الصلاه !
- احم .. هتدبحوا ياسليم ! انت نسيت ولا ايه ..
كبح غيظه وهو يضربها على كتفها برفق: لا ياختى مانستش يلا قدامى .. احسن الواحد مايتهورش ...
حضنت ذراعه بحب وهما يواكبان السير للطابق السفلى بمرح وسعاده تحتضن قلوبهم ..

ترتشف كوب النيسكافيه امام النافذة ويداعب ملامحها نسمات الهواء الدافئه.. فاستدرات برأسها لتبتعد عن النافذه وتضع الكوب على المنضده ثم تقترب من مجدي الذي خرج للتو من المرحاض قائله بغزل
- اى الحلاوة دي ؟!
نظر له بعيونه الضيقه وكأنه يكتظ غضبا بجوفه: ايوه ايوه ياختى بتحايلينى .. مش كده ..
دنت منه بانسيابيه لتطوق عنقه فعاقت قُربهم بطنها المنتفخه كالبلون فاردفت بدلال
- خلاص بقي ياميجو .. متحسسنيش بالذنب اكتر من كده ..

هزمته عيناها كعادتها فتلاشى ضجره سريعا: أحنا مش قولنا نبطل قهوه ياهانم !
اتسعت ابتسامتها ولمعت عيناها لتردف بهدوء: معلش بقي اخر مرة والله .. عشان دوشه السفر ودماغى مصدعه .. ومتنساش احنا يعتبر ما نمناش من امبارح ..
- اااه يااختى .. ماهى حبكت رسالتك تتناقش امبارح .. عاجبك الزنقه دي !
- الله ! وانت كنت عاوزنى اسيب رسالتى يعني !
- ما انت كنتى عاوزانى اسيب اهلى ومحضرش العيد معاهم ..
- يوووه .. ما خلاص ياعم .. احنا هنتخانق ولا ايه .. عيد مبارك علينا ياحبيبي ..

ضمها الي صدره بدفء حتى سبحت بين ذراعيه قائلا
- كل سنه وانت معايا .. وبعدين ما انت لازم تكونى رايقه ماانت نايمه فى الطياره طول الطريق ..
اطلقت ضحكه خافته فى حضنه لتردف: اييه ياعم انت كمان هتحسدنى على النوم !
ابتعد عنها بلطف ليتناول جلبابه الابيض قائلا: لا ياستى نوم الهنا .. خدى راحتك ..
تناولت زيه سريعا لتساعده فى ارتدءه قائله بمزاح: هو انا نمت كتير !
شدت مجدي جلبابه بقوة ليردف باغتياظ: اااه ياستى طول الطريق قاعد برغى مع نفسي انا ..
- وانت زعلان عشان سبتك لوحدك !

اقترب من التسريحه ليصفف شعره مردفا: دانا كنت هطق .. بس دا مايمنعش انه كان فى شويه بنات على الطياره صواريخ ..
ارتفعت نبرة صوتها بغضبا ملحوظ: بتقول ايه ياسي مجدي ..
نظر اليها فى المراه وهو يرسل لها قبله سريعه: بقولك محلوه لييه .. صاروخ يخربيتك ..
هدئت شيئا فشئيا: اااه بحسب ..
انتهى مجدي من تصفيف شعره فاقترب منها وانحنى قليلا على بطنها البارزه الذي يعلوها توب قصير ليطبع قبله طويله
- ابن الايه اللى عذبنى هو وامه عامل ايه ..

تسللت اناملها بين خصيلات شعره بلطف: ابنك عاوز العيديه هو ومامته ..
نصب عوده مره اخرى ليردف بغمز: عينيا ليه هو ومامته .. هو ياخد قلبى ومامته هتاخد حاجات اهم بس نخلص صلاه ..
ضحكت بصوت عال: ياابنى اتلم .. ويلا العيد هيخلص ..
- ياريت .. يخلص العيد عشان يبدا عيدي انا ..
- يوووووه يابنى انجزز .. وبطل قلة ادب بقي .

- صفوة انت متاكده ان الجوازه دي مش منظوره .. يعني سوري يعني بس مضطر افضفض معاكى انا واحد متجوز ليا اكتر من5 سنين ومراته كانت واحده ملبوسه شيبتنى عشان نجيب حته العيل ده واحده كل دماغها متبرمجه على المذاكره والرساله يامجدي لالا مش فاضيه  .. دانا لو شاقطك من المقطم كنت هتبسط اكتر من كده والله ..
اطلقت ضحكه عاليه وهى تغلق له زر جلبابه: ما خلاص ياعم انت هتذلنى ولا ايه .. ايام وراحت لحالها وانت استحملتنى لحد ما اتعالجت وبقيت احسن وكتر خيرك كمان ... بس ماتنكرش انى بقيت حلوة بعد كده ؟!

بذراع واحد جذبها لتكون فوق اسوار قلبه قائلا: سبحان ما كان مصبرنى عليك .. بس دا مايمنعش انى اقولك انى غرقان فيك يابت الايه وبعشقك .. وكان لازم اضحى عشان افوز بجنتك .. ولا ايه ..
لم تمنع نفسها من ان تطوقه بذراعيها هامسه: الجنه الحقيقيه هى حضنك ووجودك جمبى يامجدى .. انا من حسن حظى انك نصيبي الحلو فى الدنيا والاخرة ..
ربت على ظهرها: لا وحياة عفاف مش وقتك .. بقولك اى نثبت كده لحد مانخلص صلاه ودبيح ونيجى ندبح بمزاج بقي ..
ضمت كفيها بقوه وهى تندس براسها فى عنقه قائله بشوق: مستنيه .. عشان انت كمان وحشتنى جدا ..

انت بتهزر يامحمد .. راجع من المستشفى دلوقت ! دانا فقدت الامل انك تيجى
اردفت يسر جملتها وهى تركض نحو الباب الذي انفتح .. فطل منه محمد ذو الملامح التى نُقش فوقها معالم الجديه وشاربه الكثيف .. فوضع حقيبته بعجل مردفا
- يسر حبيبي هاخد حمام بس فى السريع تكونى جهزتى حاجه اكلها انا ليا يوم واقف على رجليا فى المستشفى ...
ضربت الأرض بقدميها: اووف يامحمد .. انا زهقت دى مابقتش عيشه ..
اغمض عينه بكلل وهو فى طريقه للحمام قائلا
- حبيبي والله دماغى هتتفرتك والصلاه قدامها ربع ساعه الحق ارش شويه ميه على جسمى ...
- روح يامحمد .. لما اشوف اخرتها معاك اى ..

يرش عطر قبلاته على عنقها بوله قائلا
- الحلو بيعمل ايه وسايبنى البس لوحدى .. كل سنة وانت نور حياتى .
قفلت سترته القصيره لتقول بهدوء: بسخن لبن بس عشان انا عارفه طقوس العيله دى مش بيفطروا غير بكبده العجل .. وممكن تجوع .. فحاجه تسندك ياحبيبي ..
استند بذقنه على كتفها قائلا بمزاح:
- نورى .. احنا امبارح مكملناش كلامنا ونيره قطعته وانت قولتيلى هتنيميها وترجعي .. وفضلت مستنى لحد مانمتى جمبها .. انا اعمل فيك ايه دلوقت ؟!
لكزته بكوعه بلطف وهى تطلق ضحكه خافته
- الله ياعماد .. بنتك كانت تعبانه ؟!

- ما انا كمان كنت تعبان والله ...
همست بحذر: عماد نيره فى الحمام  ابعد مايصحش تشوفنا كده ...
تسللت انامله لرباط سترتها بشوقٍ: وفكرك بخاف يعنى .. وبعدين هو الواحد بيخلف عشان يتسجن .. انا اول مرة اشوف حد بيجيب جلاده بنفسه ... وبعدين يعنى !
اتاه صوت طفولى من الخلف:
- داد انت بتعمل ايه ..
توقفت انامل عماد عن عبثها ليبتعد سريعا عن مهجه روحه واحتلت معالمه الارتباك قائلا
- روح وعقل وقلب داد .. اى الشياكه دى ؟! ..

دارت امام والدها ببراءة: اى رايك ف الدريس بتاعى .. مامى كانت بتقول لى اكيد انه هيعجبك ..
انحنى قليلا ليحملها بحب ويطبع قبلته العفويه على وجنتها قائلا
- الدريس قمر .. واللى لابسه الدريس قمرين ..
مسحت نيره اثر قبلة وادها:
- داد .. احنا مش اتفقنا تحلق يور بيرد " دقنك " .. انت مابتسمعش كلامنا انا ومامى ليه .. اصلها بتشوك جامد ..
قفلت الموقد وشرعت لتسكب الحليب فنظر اليها عماد بمزاح
- طب استنى نشوف مامى ونسالها .. هى دقنى بتشوكك يانورى ..

اردفت نيرة سريعا:" وماما هتعرف منين .. انت بتبوسنى انا فعشان كده بتشوك .. لكن مامى مش بتبوسها فأكيد يعنى مش هتعرف "
انفجر عماد ضاحكا على عفويه ابنته قائلا
- ممممم لا عندك حق يانونا .. طيب تيجى نجرب ونبوس مامى وناخد رايها .. مع ان الموضوع كان عاجبها اوى قبل كده .. ولا اييه يامامى ؟!
تعمدت نورا ان تضغط على مشط قدمه وتكز له باسنانها قائله بهمس:"عماد .. اتلم " ..
كاد ان يجيبها فمسكته ابنته من لحيته قائله بصيغه امرة
- يلا احلقها دلوقت عشان العيد ..
- ما ينفعش ياحبيبة قلبى عشان الدبيحه ودى سنة عن الرسول .. وعد منى اول ماندبح هحلقها خالص .. وانت وامك اتصرفوا بعد كده ... واخده بالك يامامى بنتك بتتعدى على حقوقك وممتلكاتك ...
لم يكف عماد عن مزاحه ولم توقفه اشارات نورا التحذيريه حتى فاض كليها منه قائله بنفاذ صبر
- اللبن يابابى .. والصلاه هاااا الصلاااه ونلم دورنا .. كده كتييييييييييررر اوى ..

انتهى محمد من تناول السنادوتش الذي اعدته يسر سريعا مردفا
- تسلم ايدك ياحبيبي ...
شرعت ف أن تجيبه متأففه ولكنه قطعهم ابنه قائلا
- يلا يابابا ولاد عمو سليم بينادوا عليا تحت .. كده هنتأخر ..
وضعت يسر ابنتها الرضيعه فوق الاريكه وهى تراقبه بنظرات ناريه .. فاخرج محمد بعض النقود ليعطيها لصغيره قائلا
- ياسين خد عيديتك يلا وانا هحصلك .. اجرى الحق ولاد عمك سليم تحت ...
ركض ياسين مهللا بعدما خطف النقود من يد ابيه .. فاستدار محمد الي يسر قائلا
- كل سنة وانت حبيبي ..

انكمشت ملامحها فاردفت بضجر: روح صلى يامحمد ..
شدها من كفها اليه وطبع قبلة طويله عليه قائلا
- عارف انى مقصر معاك جدا الفترة دى .. بس معلش يومين وارجع احسن من الاول .. عاوز اشوف ضحكتك بقي عشان العيد يبقي عيدين ..
اغرورقت عيناها بالدموع فاردفت
- محمد انت ليك اسبوع مش بشوفك غير عشان تاخد شاور وتخرج تانى .. هو انا مش بوحشك ولا انت بطلت تحبنى !
- طيب نبطل عبط ونشوف الموضوع دا بعد الصلاه .. لانه عاوز قعدة يا أبيض ..
ثم انحنى قليلا ليطبع قُبله بجوار ثغرها مردفا بمرح
- خلى التقيل فى قعدتنا ..

رغم عنها تبسمت ودق جوفها بدماء الحب واللفه فاردفت بحنان وهو تداعب لحيته
- كل سنة وانت حبيبي وابويا وكل دنيتى ..
شرع ان يجيبها ولكن قطعه هتاف عماد المدلف من اسفل قائلا
- جرى اى ياحنين فى صلااه .. طب نقفل الباب بدل ماهو موارب كده واللى مايشترى يجى يتفرج ...
ضغط محمد على فكيه باغتياظ مردفه
- روح ياخى الهى اشوف فيك اسبوع مش يوم ..
تبادلوا الضحكات فهّم الاخوه للذهاب للصلاه  .. فتوقف محمد على نداء يسر المفاجئ
- محمد .. انت نسيت تحط برفيوم .. استنى ..

ما هى الا بضع دقائق فكانوا الاخوه مجتمعين بالطابق الاسفل للقصر يتادلون التههنئات والمعايدات .. طبع كل منهم قبلته على راس امهم مهللين والفرحه تتسابق مع نبرات صوتهم حتى اتى صوت وجد من الخلف جاهره وهى تحمل صنيه الحليب
-الصلاه يارجاله .. انتو الكلام اخدكم ولا ايه ..
ف همّ جميعهم مغادرين حتى اردف محمد قائلا
- كل سنه وانت طيبه يأم سالم ..
ابتسمت وجد بامتنان وهى تضع الصنيه قائله
- وانت بخير يادكتور ..

غادروا جميعهم محتشدين خلف بعضهم البعض يتتضاحكون وصغارهم يتسابقون فى الركض .. اجمتعن باقى نساء القصر وهما يتابلون الاحضان والقبلات حتى اردفت نورا قائله
- كل عيد واحنا متجمعين يارب ..
دمعه سريعه فرت من طرف عين يسر التى ارتعش كوب الحليب بيده
- كان نفسي اوى ماما وماجده يكونوا معانا .. مهما فرحنا حاسه ان فرحتنا ناقصه .
حاربا كل من نورا وصفوه شلالات دموعهم حتى اردفت عفاف قائله
- الظلم اخرته وحشه يابتى وامك مسيرها تخف ويرجعلها عقلها وتيجى وسطيكم ..

اردفت نورا بحزن: انا كنت عندها امبارح دي مش فاكره اى حد فينا غير ماجده ... انا بقيت بروحلها اتوجع وارجع تانى ..
انفجرن الفتايات فى بحيرات الدمع التى شوشت الرؤيه امامهم فواصلت عفاف حديثها
- وبعدهالكم عاد .. انتو هتقلبوها نكد على الصبح .. ده عيد يابنات روقوا اكده وصلوا على النبى ..
ترددت اصواتهم:" عليه افضل الصلاة والسلام "
اختطفت صفوة زمام الحديث هاتفه: واللي اسمه حيدر ده عمل ايه ..؟!

جلست وجد بجوارها لتربت على كتفها بحنو قائله بحزن مكبوت
- من ساعة النطق بالحكم عليه فهو هرب ومحدش عارف له طريق .. يلا مسير الظلم له رب عادل هيخلص الناس منه ..
وثبت عفاف قائمه: جرى ليكم ايه اومال ! ده عيد يابت انت وهى يلا افتحوا لينا الاغانى الحلوه اللى تشق الفرحه على القلب ... وانت ياوجد يلا تعالى نحضروا الفطور قبل الجزار ما يوصل ..
هتفت نورا بمزاح: وانا ماليش شغلانه يامراة عمى ولا ايه ! ولا هى وجد كلت الجو مننا ؟!

اجابتها عفاف بامتعاض: لا يالمضه روحى جهزى خلق جوزك عشان الدبيح .. وانت يايسر ادى بتك لصفوة وروحى شوفى البنات جهزوا مكان الدبيح ولا لا ؟!
يسر بمزاح: يعجبنى فيك ياعمتى انك عندك شغل مابيخلصش ..
تغنجت صفوة فى جلستها بفظاظه: ياجماعه انا حماتى بتحبنى والله .. ومافيش بعد كده دلع ... ااه وياريت بسرعه بقى عشان انا واقعه من الجوع .
يسر بسخريه: ده عشان بطنك بس ماتتمرعيش قوى .. فوفا مش بترحم حد ..
توقفت وجد بتساؤل: صحيح ياصافى ولد ولا بنوته ..؟!
نورا وضعت ساعدها على كتف وجد ممازحه: انت متعرفيش .. الهانم طلعت سوسه ..
رمقتها وجد بطرف عينيها لتردف باستغراب
- انتوا مخبيين عليا ايه ؟!

اتت يسر لتستند بكوعها على كتف وجد الاخر قائله
- الهانم تسكت تسكت وتجيب بالجوز .. لا والاتنين صبيان كمان !
انطلقت عفاف مهلله بازهى اصوات المرح والزغاريد لتميل على صفوة وتقبلها
- الف بركه يابتى .. ربنا يقومك بالسلامه ..
ربتت صفوة على كتفها قائله: لا بقولكم اي انا لسه ماقولتش لمجدى ومستنياه بعد الصلاه .. محبتش افاجئه غير فى مصر .. بليز محدش يبوظ لى المفاجئه ..
يسر بمزاح: ااه ياسيدي ياسيدى .. نطلع منها يعني ..
وجد بمزاح وهى تلكز يسر برفق: ماتبقيش رخمه وخفى قر بقي ..

يسر بمرح: دي سوسه ياعم .. تعالى تعالى نحضر الفطار واحكيلك كانت تقول ايه وتعمل ايه
صفوة بنبرة تحذيريه وهى تشير اليها بسبابتها
- بت انت اتلمى .. الله ..
- خليك فى حالك انت .. يلا ياوجد سيبك منها _ ثم توقفت للحظه _ ااه تخلي بالك من بنتى هاا ولو عيطت انت حره بقي متعرفيش ممكن اعمل ايه ؟!
شهقت صفوة بنبرة عاليه: شايفه ياعمتى ؟!

حسمت عفاف الجدل: خبر ايه عااااد ماتقصروا ! خلاص يايسر هشيل انا البت وانت روحى ساعدي وجد يلا .. وانت يانورا روحى اقضي مُصلحه ..
تحركت كل من وجد ويسر نحو المطبخ وتابعت نورا خطاهم الذي انحدر فى نهايه ساحة القصر .. مره حوالى نصف ساعه انتهت فيها صلاه الاضحى وجلسوا رجال العائله فى مجتمعهم السنوي لدى العائله كبار البلد يتبادلون المباركات والضحكات .. فاردف سليم وهو يتناوله كأس الشاى من يد احد الخفر قائلا
- قصدك ايه يا عدنان بيه ! بأن البلد دي يكون لها كبير تتسند عليه ! احنا مش مالين عينكم ؟!
واصل عدنان كبير احد العائلات قائلا
- فهمتنى غلط ياسليم ياولدى .. قصدى يعنى معالى المستشار عماد بيه يترشح لمجلس الشعب .. هو الوحيد اللي يستاهلها ونسل هوارة سيد الرجال ولازما يفضل اسمهم مرفوع طول العمر ..

صمت تام خيم على الاخوة حتى اردف محمد بحماس: دى فكره حلوه قوى ! وانا موافق
عماد مقاطعا: استنى بس يامحمد .. ياعدنان بيه كبارات البلد كتار وكلهم يستهاهلوا المنصب ده ؟!
هتف صوت اخر: على قولتك يابيه .. هما كتار لكن مافيش فى عقلك وحكمتك واصل ؟!انت اللى تستحق المكانه دي .. خاصه هيكونلك درايه بشئون البلد وعاداتها .. ولا ايه يارجاله !
جهر صوت مجموعه من الرجاله مزمجرين
- صُح كلامك يابيه .. عماد باشا هو اللي يستاهلها ..

شرع عماد ان يتحدث فلكزه مجدي بخفيه هامسا: هنشوفوا الموضوع ده فى البيت ..
تبادلوا الاخوات النظرات الاستكشافيه بينهم حتى اتفقوا بنظرة على المغادرة .. فهتف عماد قائلا وهو يهم بالنهوض
- طيب يارجاله هنشوفوا الموضوع دا وارد عليكم .. مع انى مع انكم تفكروا تانى ...
نهض الشيخ عدنان قائلا: ده قرار كبارات البلد يامعالى المستشار .. ومافيش منه رجعه واصل ...
لم تتوقف نظرات الأخوه التى تتبادل كالاسهم حتى واصل الشيخ عدنان قائلا
- يلا يارجاله ... عيدكم مبارك .. كل واحد يروح يشوف دبايحه ولينا كلام المسا ...

ااه والله ياوجد زي مابقولك كده
اردفت يسر جملتها الاخيره وهى تضع ما بيدها فوق الطاولة، فلحقت بها وجد لتردف بنبره ساخره
- بقي صفوة يطلع منها دا كله ؟!
صدح صوت ضحكات يسر العاليه مواصلة حديثها
- وقال اى مجدى دا لو اخر راجل فى الدنيا مش هتجوزه ... ويا جماعه فوقوا بقي جواز اى وجهل ايه اللى انتوا فرحانين بيه دا ...
سحبت صفوة مقعد الطاوله وهى تردف بنبرة حانقه
- ما خلاص ياست يسر ... صدقتى ما لقيتى ؟!

استندت يسر على مقعدها مواصله حديثها
- استنى بس احكى لوجد عشان مكانتش متابعه الحوار من اوله ... وهااا ياستى كانت ليل مع نهار تشتم فى مجدى وتقول هطلع عليه القديم والجديد وهسود عيشته، بنى ادم مغرور وشايف نفسه ... وانا بصراحه معنديش خُلق اتجوز واحد متخلف زى دا واجيب منه عيال متخلفين ؟!
- " الله الله ؟! لا المعلومه دى اول مرة اعرفها ؟"
صدح صوت مجدى الذى اقتحم البيت بمفرده فجذب اذانه حديث يسر الساخر .. التفوا جميعا للخلف فكتمت يسر ضحكاتها قائله
- احممم .. انا شكلى عكيت ولا ايه ..

قهقهه مجدى بمزاح وهو يقترب من مجلسهم
- ياستى مهما حكيتى مش هيجى زى السود اللى شوفته على ايدين اختك .. دانا عديت النجوم فى عز الضهر ...
تعالت صدح اصوات ضحكاتهم الا صفوة التى التفتت اليه بغضب
- بقي كده ! بتشتكى ليهم منى ؟! هما مش هيجوا معانا فوق على فكرة ؟!
انحنى مجدى ليطبع قبله خفيفه على كتفها قائلا
- هو اللى يقول الحق فى البلدى يبقي غلطان ؟!

بمجرد ماانتهى مجدى من جملته دلف باقى الاخوة جاهرين مع اصوات ضحكاتهم ومرح صغارهم .. فانشق ثغر وجد بابتسامه عريضه مردفه
- مش يلا يايسر نجيب باقى الاكل ...
هزت يسر رأسها وسبقتها على المطبخ فلحقت بها وجد، اما عن نورا فدلفت هى الاخرى من باب الحديقه حامله بعض الملابس على يدها .. فرفعت انظارها نحو حديث محمد الذي جهر قائلا
- تعالى يادكتورة شوفى جوزك وعقليه ..
نظرت له بفضول وهى تقترب منه: حصل ايه ؟!

جلس عماد وسليم على الطاوله اما عن محمد فواصل حديثه قائلا
- رافض يخش مجلس الشعب ... والنبى قولى حاجه انت ..
صمتت لبرهه وهى ترمق زوجها بنظرات حائره ثم تنحنحت بخفوت لتردف بمزاح
- شكل سيادة المستشار اخد على قعدة البيت ولا ايه ! ليه كده ياعماد دى فرصه كويسه لينا ولولادنا ؟!
رد عماد قائلا
- ياجماعه دا حوار كبير ومسئوليه ووجع دماغ ملهوش اول من اخر وانا فر غنى عن كل دا ؟!

سحب محمد مقعد الطاول ليجلس بجواره قائلا
- مهما كانت المسئوليه اللى بتتكلم عنها مش هتيجى زى ما كنت مستشار وبكلمه منك هتموت انسان وكلمه تحييه ... ما تقولى حاجه ياعفاف !
- اقولكم ايييه ولدى عاقل وعارف مصلحة نفسه وهو حر ... ويلا كلوا قبل الجزار ما يوصل وسيبكم من حديت الشغل فى البيت ..
ردت صفوه بانبهار: انا شايفه ان معالى المستشار مايفوتش فرصه زى دى ...

فواصل مجدى: هو دا اللى بحاول اقنعه بيه طول الطريق
شرعوا فى تناول الطعام وجلس باقى افراد الاسرة وصغارهم حول المائده يتبادلون الاحاديث الضحكات حتى التفتوا جميعا نحو صوت احدى الخادمات
- ست عفاف الجزار وصل بره والخفر ودوه مكان الدبيح ..
نهض جميعهم مهللين وبعض الحماس يغمر ملامحهم فاردف عماد
- يلا ياارجاله...

صاح الجزار مهللا باسم " الله اكبر " مع مرور سكينه على رقبة الفدو التى التقتط مع نهايتها روحه .. فصاح الصغار مارحين سعداء بتكوم العجل الاسود ارضا .. شرع الجزازين فى اتمام مهامهم تحت اعين رجال البيت اللذين يتبادلون الحديث بشغف فنهض سليم بعجل وبدت عليه معالم الارتباك
- طيب يارجاله 5 بس وراجع ..
جلس محمد على المقعد الخشبي بجوار بقية اخوته قائلا بمزاح
- على فين ياهوارى .. قومت كيف الملدوغ ليه ؟!
خلع سليم شاله والقاه فى وجه محمد مغلولا
- بطل تدخلى نفسك فى حاجات مالكش فيها ..

القى سليم شحنة كلماته ثم دار مسرع الخطى نحو بيته القديم عندما سقطت عيناه على وجد تقترب من هناك .. رتب زيه محمحا ليتابع خطاها بحذر ان تراه حتى دخلت البيت وتركت بابه مواربا ... فتسلل سليم خلفها بهدوء حتى وصل الى اعتاب المنزل وتعمد ان يغلق بابها بلطف حتى وصل الى مكان تواجدها وهو المطبخ مستندا على اعتابه يراقب خطواته عشوائيه وهى تقلب فى الاوانى كانها تبحث عن شيء ما .. عقد ذراعيه امام صدر مرسلا جيشا من نظرات الشوق تحت ابتسامه ساحره .. حتى اردف بصوته الرخيم عندما وجدها تحاول ان تصل لاعلى المطبخ لتتناول ما تبحث عنه
- اساعدك ؟!

شهقه عاليه تكاد انها سحبت اكسجين المكان وبتلقائيه كانت يدها فوق اسياج صدرها قائله
- حرام عليك ياسليم .. خضيتنى ! انت هنا من امتى ؟
تسكعت عينها على كل إنش بجسدها وهو يقترب ببطء شديد
- من ساعة " كان يوم حبك أجمل صدفه "
دوت عاصفه من الضحك الخارج من جوفها لتقول بنبرة سحرته
- لا دانت من زمان بقي .. بس هو انا ازاى ماخدتش بالى !

انحنى بتلقائيه ليطبع قبلة سريعه على كفها الذي لازال عالقه على صدرها قائلا
- اسألى نفسك عاد .. شكلك بطلتى تحبى وأنا لازم اجدد الحب ده حالا بطريقتى ..
دفعته بعيد برفق وهى تهتف: والنبى انت رايق .. سليم ينوبك ثواب هاتلى العلبه الكبيره دي من فوق مش عارفه اجيبها ...
ثم صمتت للحظه تتفقد عيناه الحائره فواصلت حديثها: يابنى انجز امك مستنيانى يلا ..
ظل يقطم فى شفته السفليه عدة مرات حتى ثار جيوش الضحك بداخلها
- الله ! مش مرتحالك .. ياسليم انجز يلا وهات العلبه من فوق ..
ظل يرمقها بعيونه الصقريه التى لم تنتو على خير ابدا .. فتراجع خطوه للخلف وهو ينظر على الشيء الذي طلبته منه  قائلا
- ضروري ..

- سليممم !
بسط كفه امامها ليقول: يلا هسندك ..
تأرجحت عيناها باستغراب بدا على فاها المفرغ
- اكيد بتهزر .. لا مش هركب أنا .. حبيبي انا حامل لو كنت نسيت ..
- ما اكيد مش هطلع انا على الرخامه هتتكسر ياوجد ! ماتقلقيش هسندك .
تأهبت لتهرب من حصار عيناه الاتى تصمهم جيدا .. فاردفت
- طيب هنادى على سالم تشيله ويجيبه ..

طوق خصرها بذراعه القوي ليتدلى بانفاسها على عنقها الذي هرب من فوق شالها قائلا
- مش واثقه فيا انى اقدر اشيلك ولا ايه ؟! شكلك نسيتى .. بس انا حابب افكرك ..
اطلقت ضحكه مكتومه محاوله التملص من قبضته قائله بدلال
- انت عاوز ايه ؟!
- عاوزك ...
- مش وقته وسع كده ..
- ولو قولت لا ؟!

- ما انت طول عمرك بتقولى لا .. فين الجديد ! وبعمل اللي عاوزه بردو ..
- ياسليم الباب مفتوح , حد من الولاد يجي ..
شعرت بانفاسه المدججه بلهب الحب ترتطم بجدار عنقها فهمهم
- قفلته ...
دارت بخفه لتقف مقابله له قائله بنبرة تحد: بقولك ايه .. احنا اصلا متخانقين فوسع كده ؟!

ظل يداعب خصيلات شعرها بشغف: ايامنا هنا وحشتنى .. ايه بطلى رخامه بقي دا حتى اليوم عيد ..
كتمت ضحكتها فرفعت عيناها اللامعه ببلايق من الحب: طيب ممكن يا بابا نأجلها عشان دلعك ده مش وقته ..
انخفض مستوى ذراعيه ليطوقا خصرها قائلا: تؤ .. هو ده وقته ..
كانت اخر جمله اردفها قبل ما يبتلع همس شفتيها بقبلاته المختلفه .. تارة قويه وتارة خفيفه ليشعل براكين الحب المتوقه له بجوفه حتى لم تجد مفر منه الا اليه لتتشبث بجلبابه كمن يخشي البعد سابحه معه فى انهار حبهم ..

ابتعد عنها قليلا فاستغلت الفرصه لتعانقه بقوة وتتنفس بين ذراعيه قائله بهمس
- كنت واحشنى جدا على فكره ..
لم يكف سليم عن تقلبيلات المثيره المتوزعه على عنقها حتى اردفت بهدوء
- عاوزه اتكلم معاك شويه ..
سحبها من كفها خلفه لغرفتهم حتى توقفت على اعتاب المطبخ قائله
- سليم .. عاوزه اتكلم معاك ممكن !
اغمض عينيه بنفاذ صبر فانثنى سريعا ليحملها بين ذراعيه متجها نحو مقصده قائلا: مش وقته ياوجد !

رفعت عيناها اليه وذراعها الاخر ملتف حول عنقه لتداعبه بلطف باناملها قائله
- وانت عارف انا عاوزه اقول ايه ؟!
توقف على اعتاب غرفته قائلا: اه ياوجد عارف .. وانتِ كمان عارفه ردي .. ممكن ننسى ونعدي يومنا ؟!
تعمدت ان تبسط ساقها الممتد فوق ساعده مستنده على الحائط لتمنعه من خطوه اضافيه مع عبوث ملامح وجهها
- نزلى ياسليم ..
زفر باختناق: وجد انت عتهربى من ايه ..
احمر وجهها بالغضب: نزلنى قولت ياسليم ..
استجاب لطلبها قائلا بتأفف: هااا احكى ..

دفعته بتجاهل: لا ماانت عارف ومصمم رايك .. والكلام اللي لا هيقدم ولا ياخر قلته احسن ..
تابع خطاه بعجل ولكنه دون جدون نجحت فى الهروب من حصار اوامره المستبده .. تأكل خطاوى الارض ركضا حتى تتحاشي الخلاف معه .. وقف سليم فى منتصف الصاله مزفرا بعجز
- وبعدهالك ياوجد !

- " فستانك حلوة اوى يا نينو "
صوت طفولى انطلق بجملته وهو ويقف امامها بتغزل ليستد بكفه الصغير على الحائط التى تعتبر مسندا لظهرها فاردفت بخجل
- ده ذوق مامى على فكره يالومى .. عجبك بجد !
اومئ سالم الصغيره ايجابا: زى القمر اوي .. كل سنه وانت طيبه ..
شعرت نيره بالخجل فاردفت: وانت طيب ..
قبض سالم على كفيها ليقترب منها اكثر ويطبع قبله طفوليه على جبهتها
- دى عشان العيد ...
احمر وجه الصغيره اكثر وهى تدير وجهها بعيدا لتردف بخجل شديد
- عيب اللى انت عملته ده .. مايصحش ..

هز سالم كتفيه ببراءه
- لا مش عيب .. بابا بيعمل كده مع ماما .. وكمان بيبوسها فى بؤها .. تحبى ابوسك انا كمان !
- دول كبار .. احنا كمان لما نكبر هخليك تبوسى كده .
- طيب ودلوقتى ليه لا
دفعته نيره بعيدا لتهرب منه قائله: انت قليل ادب وانا هروح اقول لبابى انك عاوز تبوسنى ..
القت نيره جملتها لتفر راكضه بعيدا حتى ارتطمت بساق سليم الذي اوقفها قائلا
- مالك ياحبيبتى !

القت نظرة على سالم الذي تمهل فى ركضه بمجرد ما راي والده .. فاردفت نيره بغيظ
- اونكل .. سالم كان عاوز يبوسنى زي ما حضرتك بتبوس انطى وجد .. وانا قولت له عيب مايصحش لما نكبر ..
كبح سليم ضحكه بصعوبه: صلاه النبى ! يعني دلوقت حرام ولما تكبروا حلال ..
ثم رفع نبرة صوته مناديا على ابنه: خد ياسالم تعالى ..
تهمل الصغير فى خطاه خاشيا نظرات والده قائلا: نعم يابابا ..
رفع سليم نبرة صوته اكثر: قولت تعالى هنا ..
ارتعد جسده اكثر حتى وقف امام والده مطاطا الرأس .. فواصل سليم حديثه
- اى اللى انت قولته لبت عمك ..
- مش قولت حاجه !

زمجرت رياح غضب سليم: اللى اتعمل ده مايتكررش ..فاهم !
سالم ببراءه: ماانت كمان بتبوس ماما !
تارجحت عيون سليم فردد بهمس: ااه انت ومحمد بقي اللي باصين لى فى ام الجوازه دي .. قولوا كده ...
ثم سقطت عيناه على ابنه الذي ينتظر رده فهذي سليم بكلمات غير منمقه
- انا وماما غير .. دي بنت عمك واختك مايصحش عيب .. لما تكبروا ووووو بص هو ماينفعش فاهم ولا لا
اجابت نيره ببراءه: مانا قولت له يااونكل دي تصرفات كبار .. استنى لما نكبر ..

- الله ! دانتو جيل منيل ! عاوزين تبوسوا على طول كده ! بقولكم اي اتلموا وخلاص يانيره سالم مش هيعمل كده تانى ..
- مممم يعني ماقولش لداد !
- لا وحياة داد احنا مش قده ! لمى الدور !يلا روحى العبي مع ماجى ..
انصرفت نيره ببراءه ثم اقترب من اذان ابنه قائلا: وانت ياخاايب اللي يبوس بيسئذن ! خليك واعى زي ابوك .. الحاجات دي تتخطف خطف كده !
تفرغ فاه الصغير بعدم فهم: نعم !

عبث ملامح سليم بتصنع: راسك تخينه زي امك .. اوعى تعمل كده تانى فاهم ! عماد هيدبحنا زي العجل اللي لسه شايفه ..
ركض سالم مهللا: هروح اقول لماما انك قولت عليها راسك تخينه ...
- خد ياواد انت هنا .. يخربيتك وبيتى ! هى ناقصه تشعللها !
ثم ضرب كف على الاخر: اخرة اللي يحكى مع عيال !

يتحرك فى ساحه قصرهم .. خاصة امام المكتبه .. ففوجئ بصوت يناد عليه بحذر قائلا
- مجدي ..
التفت بتعجب قائلا: صفوة ! واقفه عندك بتعملى ايه ..
اشارات االيه بحرص فاقترب منها قائلا: مالك وبتتكلمى بشويش ليه !
جذبته من كفه داخل المكتبه لتقفل بابها سريعا كى لا يراهم احد ولكن عيون عفاف كانت كالصفر متوزعه فى جميع انحاء القصر فضربت كف على الاخر
- شوف ياخويا البنات ! وعجبى !
عودة لصفوة التى انهالت على ثغر مجدي بقبلات عديدة فلم تعطيه فرصه لتحدث .. فلم يجد مفر الا ان يبادلها ما بدأته بشوق يغمزه حتى خرت ضاحكه بين يده لتقول
- فاكر المكتبه ؟!

فرك مجدي كفيه بحماس: وحد ينسي البركه بتاعتنا ..
استندت بكفيها على صدره بدلال: منا قولت لما افكرك وكده .. وبما اننا مطولين مش هنروح بيتنا دلوقت .. قولت الحق اعتذرلك على دبش يسر الصبح ..
خطف قبلة من ارنبه انفها قائلا: ياباشا انا كلى ملكك .. معرفش ازعل منك اصلا .. وخصوصا بعد حركة الجدعنه دي ..
تعمدت ان تطبع قبله خفيفه عما ظهر من فتحته سترته مردفه بشوق يناديه
- انت محلو ليه النهارده !
سقطت عيناه على شفتيها المرسومين بفرشاه فنان قائلا
- النهارده بس !

- ممم يعني النهارده زياده شويه ..
حاوط خصرها لينهال عليها بقبلات ممزوجه بالشوق والحب وهما يمرحان فى ساحه المكتبه .. خطاهم واحد .. دقة قلبهم واحده .. انفاسهم تنكتم معا وتنطلق معا .. فوجئ مجدى باناملها تفصل بينهما قائله
- عندي مفاجأه ..
رفع حاجبه باعجاب: بجد ! طب ماتقولى !
نظرت له بعيون ضيقه تحمل بين طياتها مكرا
- طيب شيلنى الاول ؟!

رفع حاجبه ممزوجا بضحكه ساحره حتى يأست من تنفيذ لطلبها فدارت لتبعد عنه قائله
- خلاص مش هقولك المفاجأه ..
احكم قبضته على ساعدها ليوقف خطاها: ماتبقيش حماقيه عاااااد ..
ثم انثنى ليحملها بتثاقل بين ذراعيه قائلا
- انت بتتقلى ليه كده !
ضحكت بدلال: ممممممم كده هفجر المفاجئه ؟!
تحرك مجدي ببطء فى ساحه المكتبه منتظرا حديثها
- انت عجبك الوضع ولا ايه !

- ممم هو بصراحه انت عندك حق .. عشان انت شايل تلاته مش اتنين ؟!
فرغ ثغره مذهولا بعدم استيعاب محاولا تركيب جملتها .. فعقد ما بين حاجبيه
- قصدك !
مالت على اذنه هامسه بنبره كافيه لتشعل حقل نيران من الحب بجوفه قائله
- مبروك ياابو البنين !هتسميهم اي بقي ؟!
- هما مين ..
تعلم ان صاعق الصدمه على قلبه ليس بهين فاشارت على بلونتها المنتفخه
- هنا فى اتنين صبيان ياابو البنين .. هاا بقي هتسميهم ايه ..
- بتتكلمى جد !

اومأت راسها ايجابا بابتسامتها الواسعه .. فلم يجد مفرا الا ان يتناسى كل شيء ويدور بها فارحا مهللا على جهر صوته المدجج بالفرح وصرخاتها المنتشيه ..
- خلاص يامجدي نزلنى متتجننش !
- انزلك اي بس .. دانا الود ودى افضل شايلك كده العمر كله .. لا استنى كده افتكرت حاجه مهمه جدا !
- اللى هى بقي ؟!
غمز لها بطرف عينه: ريفريش بقي لليلة المكتبه من 5 سنين .. الخبر دا مش هيعدي كده !
- مجدي اخواتك بره ! بطل جنان !
- مش شايف غيرك اصلا ..

- عفاف ماشوفتيش يسر ؟
اردف محمد جملته على اذان امه بمجرد دخوله من باب المنزل الخلفى .. فاجابته وهى تبسط ساقها اليمنى بتعب
- بترضع بتك فوق .. وبعدين انتوا سبتوا الجزار لوحده ليه ؟!
حك محمد رأسه بارتباك خفى قائلا
- ما هو قرب يخلص .. هشوف يسر بس عشان كنت سايب معاها حاجه مهمه ..
رمقته عفاف بعدم تصديق: " طب ياولدى .. ابعت حد من العيال يشيع لها !"
- لالا ياعفاف يشيع لها اي بس .. انا هروح اشوفها ..

كانت اخرج جمله اردفها محمد وهو يشد طرف جلبابه مسرعا لاعلى نحو غرفته .. فلحظت عفاف دخول وجد الذي يحمل فى ذيوله نيران غضب .. فنادت عليها جاهره
- ياوجد .. مالك يابتى ..
ضجيج غضب وجد العارم كان اقوى من ان تلتفت لنداء عفاف .. فتجاهلته تماما لتتجه نحو غرفتها بعجل .. غلت دماء الغضب بعروق عفاف لتضرب كف على الاخر
- هما مالهم مش على بعضهم ليه ! يكش يكونوا اتحسدوا !

اقتحم محمد غرفته بالقصر .. فتفوهت يسر بحذر شديد
- اششششش البنت يامحمد ..
اشار اليه بكفيه بتفهم .. فدار بجسده ليغلق الباب ببطء كى لا يزعج صغيرته قائلا  بهمس
- نامت !
اومأت راسها ايجابا وهى تضعها برفق فى منتصف الفراش لتتفاجئ بيدي محمد يلفتان حول خصرها قائلا بهمس
- وحشتيني !

نصبت يسر عودها ببطء لتتحدث بهمس: البت نايمه اششش قولت ..
جذبها اليه بقوة مطلقا العنان لكفوفه تتحرك بحريه على ساحتها قائلا
- وحشتينى اعمل ايه يعني ؟!
تملصت بين يده بدلال: لا بقولك ايه انا لسه زعلان ؟!
نظر اليها بعيون ضيقه: منا هنا عشان اصالحك ..

اضاءت ببريق حب كلماته وبدالته ابتسامه ساحره كانت كافيه ان تجذب شفتيه اليها لارتشاف شهد ملامحها .. تعمد محمد ان يطبع بعض قبلاته الخفيفه المتوزعه بحرافيه عاشق على ملامحها فهمس ضاحكا
- انا ليا كتير مش شوفتكيش صح ؟!
ضربته برفق على كتفه قائله بعتب: اسبوع يادكتور !
- اخص عليا ! دانا محتاج اسبوع ادهم عشان اعتذر رسمى لكل جزء فيك كنت بعيد عنه ..

قطمت شفتها السفيله مما كان كافيه ان يتوهج بنار الحب ليلتهما بكل ما اوتى من وشوق .. ظلت تبادله بقبلات اكثر شوقا وشغفا .. سبح الاثنين بين ذراعى بعضهما فى ساحة الغرفه باسمى انواع الحب تحت صوت ضحكاته المترنمه وهمهماته المحمله بالحب .. حتى تنسا زمان ومكان تواجدها فنيران حبهم اصبحت تلهم كل ما يعوق طريقهم .. وبدون مقصد اطاح كف محمد الفازه الموضوع فوق الطاوله لترتطم بالارض مصحوبه بصوت صرخات طفلتهم ..
بعدته يسر عنه بصعوبه بالغه وتحت انفاسها المتراقصه: البنت يامحمد ؟!

كان ان يلتهمها مره اخرى ولكنها ركضت سريعا نحو صغيرتها قائله
- معلش ياحبيبي .. هتعيط وقلبى مش هيستحمل يسيبها كده ؟!
تمالك محمد شحنات ضجره قائلا: وانا اولع يعني !
كتمت صوت ضحكتها وهى تحمل ابنتها على كتفها وتنهض لتقف امامه بدلال
- خلاص بقي .. ليك عليا هنيمهم بدرى النهارده ..
هدأ محمد شيئا فشيئا مردفا: وبنت الكلب دي تنيميها من المغرب !

ضحكت يسر على اسلوبه الطفولى واكتسبت زمام الامر لصالحها فشرعت فى تقبيله بفرق ثم ابتعدت عنه
- خلاص بقي اعتبرها تصبيره ياسيدي .. يلا انزل ..
- انت مالك مبسوطه ليه ؟!
انفجرت يسر ضاحكه: شكلك يموت من الضحك حقيقي !
كان ان يقطم شفته السفليه مزفرا: طيب اصبري على رزقك الليله .. عشان تضحكى كويس ..
كانت اخر جمله اردفها محمد قبل ما يجري ذيول خيبته ويغادر الغرفه ويتركها تنفجر ضاحكه وهى تحتضن ابنتها ذات الخمسة اشهر على كتفها ..

" انت بتعملى ايه ؟!"
يقف خلفها ويثقل حركتها بسبب قبضه يده الطابقه على خصرها .. فنجح فى ازاله غطاء رأسها ليتدلى بشهد شوقه على جدار عنقها فحاولت التملص منه قائلا
- ياعمده عيب كده احنا مش فى بيتنا .. وبعدين امك لو دخلت هيبقي شكلنا زي الزفت ؟!
استند على كتفها ليتابع ما تصنعه قائلا: ماهى قفشتنا كتير .. دي بقيت مسجلانا كلنا سوابق ! واهو المطبخ احسن من اوضتها ؟!
انفجرت ضاحكه بصوت عال: متفكرنيش ! يالهوى انا كل ماافتكر الموقف ده بموت من الضحك ؟!

انفاس ضحكاته لمست ملامحها قائلا: ما انت اللي كنت منفضه لى جامد ومش لاقيه حاجه تهربي منى فيها غير تنضيف اوضه عفاف ! وبصراحه كنت هطق منك احمدي ربنا بقا انها دخلت قبل ما اتهور وووو
لكزته فى بطنه باغتياظ: اشششش اخلاقك بقيت زفت اوى .. كنت فكراك محترم والله !
- ماهو الراجل المحترم بيبقي كده مع مراته .. متخافيش غير من المحترم مع مراته .. ده بيكون مدورها ساقيه بره ؟!
كبحت صوت ضحكاتها الذى كاد ان ينفجر منها: يالهوي عليك تشبيهات فظيعه !
- المهم انا لحد دلوقتى معرفتش انت بتعملى ايه ؟!

تناولت المطرقه لتقلب ما بالاناء
- بجهز التدبيلة عشان الشوي ياباشا .. وحتى وجد اختفت مش عارفه مجاتش ليه ؟!
- لا ماهو سليم مكلبشها هى كمان !
- انتوا مفضوحين اوي .. وسع كده .. بنتك لو شافتك هتسود عيشتك ؟!
- والله ما بعمل حساب لحد غير بت الايه دي ..
شرعت نورا ان تجيبه ففزعا كلاهما على صوت عفاف المستاء
- يعني انا لا عارفه القاها من كبير ولا صغير .. جرالكم ايه ياولاد الهوارى ..

احمر وجه نورا بحمرة الخجل لتنغمس فى صنع ما بدأته .. اما عن عماد قهقهه بمرح واقترب من امه ليقبل رأسها ويدسها بحضنه قائلا
- ياست الكل 5 سنين متعودتيش ؟! وبعدين دي مراتى يافوفا وانا شاقطها يعنى ؟!
- ياخى دانا ابوك لما كان ينده عليا وسط الحريم كان يقول لى  يا "عماد " .. انما انتوا رجاله اخر زمان ..
رد عماد بغزل: وفى اوضه النوم كان يقولك ياعماد بردو !
ضربته عفاف باغتياظ ممزوجا بهذى من السب غير المفهوم .. فاردفت نورا بشماته
- والله تستاهل .. ابنك كل تفكيره بقى كده ياطنط .. ربيه بقي ..
- ما بلاش انت !

- ولا هخاف .. طنط هتاخدلى حقى ؟
واصلت عفاف حديثها: يلا ياولدى الله يهديك خلينا نجهزوا الوكل ونخلصوا ..
غمز عماد بطرف عينه ضاحكا: احمم فى السريع يانورى هاا .. فى مشروع بيبي عاوزين نجيبه سوا
لكزته عفاف بنفاذ صبر: ياواد اتحترمنى طب ..
- يعني انت غريبه يعني ياعفاف .. مش نفسك نجيب اخ لنيره ! انا غلطت ؟!
- وانا فى دى الساعه ياولدى لما تملولى البيت عيال !  شهلى يانورا يابتى جوزك راسه رايقه النهارده !

فى الظهير بعدما انتهوا من توزيع اللحوم على الفقراء واهل القريه .. اجتمع اهل البيت فى الحديقه للممارسه فن الشوى الذي استلمه كلا من مجدي ومحمد .. اما عن سليم فظل يمرح ويلهو مع صغار البيت فتتدخل عماد سريعا ليلهو معهم ويمرحان .. حتى افسدته نيره التى توقفت امام والدها
- داد .. عاوزه اقولك سر
نكث عماد على ركبتيه وهو يحتضنها
- مالك ياحبيبي .. حد زعلك ؟!
اومأت راسها ايجابا لتقول بهمس: ابن اونكل سليم !

رفع عماد حاجبه مستفهما: سالم ! ماله ؟
تعلثمت الكلمات بحلقها قليلا فاردفت
- ممممم كان عاوز يبوسنى فى بؤي .. بس انا زعقت له والله ياداد .. وكمان قولت لاونكل سليم وهو قالى هيضربه ...
جز عماد على فكيه بنفاذ صبر .. فارتعد صوته مناديا على سالم الذى اسرع الاختباء خلف ساق والده خائفا .. فجهر سليم قائلا
- فى حاجه يامعالى المستشار ؟!
اقترب عماد بنيرانه قائلا: هات لى الواد ده ؟

اختبىء سالم اكثر خلف والده: اهدى بس ياعمده واللى اتباس هيتصالح ..
جحظ عماد بغل فسرعان ما عاد حديثه بصيغه اخرى: قصدي اللي اتكسر هيتصلح ؟!
- ولدك لازم يتربي ياسليم ؟! بيستفرد ببتى ؟!
اتاه صوت ناعم من الخلف قائلا: والله ياعمو كنت عاوز اقولها كل سنه وهى طيبه .. وبعدين منا ببوسها فى راسها على طول اشمعنا بؤها يعني اللي زعلها ..
وضعت نيره كفيها فى خصرها لتردد ببراءه تحت انظار سليم وعماد
- عشان الكبار بس هما اللي بيبوسوا فى البؤ .. اما احنا لسه صغيرين ..

انعقد لسان عماد من هول الصدمه حتى اردف ضاجرا: انت تخرسي خالص .. لسه حسابك جاي ..
كبح سليم ضحكاته قائلا فى نفسه: مش كنتى تتباسي وتسكتى اهى الترابيزه اتقلبت عليك ..
عماد بغضب: بتقول ايه ياسليم !
- اي ياعمده وهو فى حد لاقى بوس ومايباسش .. بت مش وش نعمه ..
ضربه عماد فى كتفه بحنقه: والله انت اللي عاوز تتربي مش ولدك ..
ثم جثى على كبتيه وبنيره قويه هم فى نهر سالم قائلا
- فاهم لو عرفت انك قربت منها تانى انا هكتفك وارميك فى الصحرا لتعالب !

اختفى سالم خلف جلباب سليم خوفا .. فتدخل ياسين ابن محمد سريعا
- عمو انت متعصب ليه .. ما انا كمان ببوس ماجده لما بشوفها بتعيط .. وعمو سليم مش بيتعصب ..
سليم بتلقائيه: شوفت ياعمده انت اللي مكبر الموضوع
ولوهله تكرر فى اذانه جملة ياسين قائلا بغضب مفاجئ
- بتبوس مين ياض انت ! دانت نهارك مش فايت ..
تدخل عماد سريعا: ما من شويه كان وهو فى حد لاقى بوس ومايتباسش يبقي مش وش نعمه ..
اختبئ ياسين خلف عماد من نظرات سليم هاتفا

- ليلة ابوك سوده .. هات الواد ياعماد من وراك ..
- هات ولدك الاول ونكتفهم فى بعض ...
- لا واد سليم يبوس زي ماهو عاوز ..لكن بته لا !
ارتفع صوت عماد: لم دورك وهات الواد اربيه ياسليم ..
تدخل محمد سريعا: مالك وقفتوا لعب ليه ! دانا كنت جاي العب معاكم ..
هجر سليم بغضب: ولد بيبوس بتى ياسي محمد ..
غمز محمد لابنه بفخر: جدع ياض .. طالع لابوك نمس ..
جهرت نيره بصوت طفولى: وكمان سالم قليل الادب بيبوسنى !


ضحك محمد: دا ابن سليم لو معملش كده تبقي عيبه فى حق ابوه ! فى المشكله !
جهر عماد بنفاذ صبر لمحمد: تصدق ما فى حد عاوز يتربي غيرك ..
- الله ! وانا مالى .. ماتربوا عيالك .. ياض يااياسين الجري فى المواقف دي كل الجدعنه .. حصلنى ..
سرعان ما توزع شملهم فى جميع انحاء الجنينه حتى اتفقوا كلهم على محمد ليكون ضحيتهم فى حوض السباحه ثم لحق بيه سالم الذي رفعه عماد بغضب والقاه لمحمد داخل المياه
- ربيلى الواد دا عندك ...

تحت مظله ضحكاتهم ومزاحهم لاحظ سليم اختفاء وجد .. فتسلل بهدوء ليبحث عنها حتى اتاه صوت امه من الخلف
- ما طلعتش من اوضتها من الصبح ... روح شوفها ياولدى !
بادل امه بابتسامه حب .. فالوحيده التى تقرأه من عيناه وحركاته .. ركض سريعا لاعلى نحو غرفتهم فاتحا بابها بهدوء
- بقولك اى .. والله ماطيقاك .. اختفى من وشي ..
قفل باب اوضتهم وهو يقjرب منها
- مالك بس ياوجد .. قالبه وشك ليه ..

- ياسليم انا زهقت وعاوزه انزل الشغل .. وجو سي السيد بتاعك دا مش هياكل معايا ... اقولك اى لينا ٥ سنين متجوزين كده حلو اوى .. انا بقول ..
قعطها سليم قائلا: انا بقول يومك عشان مافيش دماغ لموضوع بنفتحه خمس تلاف مرة كل يوم ..
ضربت الارض برجليها لبروده
- سليم انا عاوزه انزل اشتغل حرام عليك .. دانا قربت انسي الطب وبقيت جاريه ليك ولولادك ...
نزع جلبابه الفضفاض متأففا
- وجد .. مرتبك بتاع المستشفى بدهولك اضعاف .. اما شغل ووجع دماغ مش هياكل معايا .. انا عاوز ارجع القى مراتى على سجنه عشرة ومستنيانى ... اما بالنكد دا بقيت عيشه تزهق ...

ارتفعت نبرة صوتها إثر اسلوبه الرجعى
- اااه جو سي السيد وانا المفروض امينه .. بنات عمك كلهم بيشتغلوا .. ومجدي اخوك سافر امريكا مع مراته عشان تنجح وتحضر الدكتوراه بتاعتها .. وعماد فضل ورا نورا لحد مابقيت دكتورة ف الجامعه .. وانا هنا بطبخ واتسحل ليك ولعيالك عشان ربع ساعه تقضيها معايا فى اليوم ... سليم كلامى مش هيتكرر تانى من بكرة هنزل المستشفى عشان انا تعبت واتخنقت وانت طول اليوم فى شغلك ومن هنا لهنا وانا قاعده بناكف فى امك لحد ما هتجننى ..

كانت اخر جمله اتفجرت من بين شفايفها قبل ماتتركه وتذهب للحمام ققفل الباب بكل قوتها لتجهش بالبكاء ... زفر بصوت عال وهو يضرب الحيطه بقبضة يده .. لاول مرة تشعره بقسوته وانانيته معها ... من غير اي استئذان فتح الباب وجدها تتحرر من ملابسها لتطفىء نار عصبيتها ... بتلقائيه كانت ايده على ضهرها لمنعها من تكملة ما بداته .. احست برعشه قويه فى جسمها فبعدت عنه متكهربه ..انحنى على كتفها بحب ليطبع قبلة اعتذاره
- انا اسف
- خلاص بقي ياسليم .. هى جابت الاخر اصلا ..

اقترب منها اكتر وهو يستمتع برائحه عطرها
- اول مرة صوتك يعلى عليا يااهانم .. طول عمره بيعلى بضحكك معايا .. ينفع اللى حصل !
زاحت شعرها الكثيف على جنب محاوله فك قبضه ذراعيه من عليها
- وينفع اللى انت بتعمله ! سليم .. انت اتغيرت ليه .. انت تكره تشوفتى ناجحه ونفرح بنجاحى سوا ..
- والله ياوجد ماقصدى وانت عارفه كده .. كل الحكايه عاوزك تركزى معايا انا والعيال ..

- والله ياسليم مش هقصر وتقدر تختبرنى اول شهر .. سليم انا دايبه فيك للدرجه اللى خلتنى انتازل عن سنين عمرى دراسه وتعب .. كنت مستنيه منك تقدر بس ..
استند بذقنه على كتفها وهو يداعب بطنها بحركات مغريه
- طيب ياستى هترجعى المستشفى .. بس مستشفى الهوارى ومن بكرة تقدري تنزلى شغلك ياهانم .. وابقي خلينى اجى فى يوم تقوليلى تعبانه ياسليم .. هطربق قنا فوق دماغك ..

وقفت مصدومه غير مستوعبه كلامه .. لفت بين ايده بعدم تصديق من هول فرحتها
- دا بجدددد ... ! سليم انت مش بتضحك عليا صح ...
رمقها بنظرة خبيثه
- بس بشرط الاول ..
- انت تاخد عينيا !
وطى على ودنها بهمس: عاوز ليلة من ايام زمان .. شغل الطيارى والعيال دا مش واكل معايا ...
ضحكت بميوعه وصوت زلزل كيانه كله وهى بتلف ايديها على رقبته
- يعني هرجع المستشفى والشغل خلاص !

- ااه وشك ضحك دلوك ! يعني المستشفى بقيت اغلى منى !
- والله ياسليم ما قصدي .. بس تعبت ومش عارفه اخد نفسي وعيل ورا التاني حسيت انى حيوانه مش بنى ادمه .. بس خلاص والله هوعدك انى مش هزعلك تانى .. وهنظم وقتى بين الشغل والبيت .. ووو انت وحشتنى اوى على فكره .
غمز لها بطرف عينه وهو يدنو منها اكثر: ما كان من الاول .. وانت وحشتني اكتر يابت الايه ! الا هو انت كنتى بتغيري هدومك ليه ؟
هزت كتفيها بتلقائيه: كنت هاخد دش وانزل وو كده يعني ..

حضنها اكثر حتى اصدرت صوت تأوه خفيف بين يده وهو يركل الباب بساقه قائلا
- يبقي ناخده سوا ..
حاولت الابتعاد عنه: سليم مش وقته ووو
لم يبد لها اي اهتمام شرع فى تقبيلها وهو يتراجع للخلف حتى فتح صنبور المياه فوقهم .. فصاحت صارخه
- ينفع كده !

جذبها لحضنه بقوة لترتطم بسياج صدره البارز من جلبابه المبلل ليغمرها بحبه تحت اصوات ضحكاتها الممدججه بدلال يُسكره .. شرع فى نزع ملابسها بلهفه تحت قطرات الحب المتدليه من فوقهم .. فلا يزيدها القرب الا لهفه وشهية فى الامتلاك .. ظلوا يرتويان من انهر حبهم المغموس بعطر القرب حتى عانقته بكل حب هامسه
- كنت متأكده انى مش ههون عليك .. انا مش بعشقك من قليل ياسليم ..
ليردف بين احضانها: يعني لو كنت صممت وقولت لا .. مكنتيش هتحبينى !

- كأنك بتقول لى بطلى تتنفسي يا وجد !
- ان جيتى للحق انا مش بتنفس غير بوجودك ..
التقطت نفسا اكثر طولا قبل ما تغمره هى بقبلاتها المدججه بازهى انواع الحب وبريق عيناها الذي كان يحمل دعوة صريحه سريه لا يفهمها غيره فسرعان ما لبى ملتهفا .. تشعر بلذة الحب الذي كان سببه سحر رجل فما اجمل من ان يحسر رجلا امراه بضوء عشق لا يشتعل غير فى سماؤها.

" يايوسف يلا .. كل ده فى الحمام بتعمل ايه .. اتأخرنا وكمان عشان نلحق نروح لوجد "
تقف ورد امام باب الحمام بنفاذ صبر لتستعجل زوجها .. الذي فتح الباب فجاه فشهقت مفزوعه
- كنت هقع ..
- منا كنت هسنتدك .. تعالى .
جذبت يدها بحرص: ماما صاحيه بره اتلم ..
لم ينتظر جدلها .. فجدبها عنوه الى الداخل .. وغلق الباب خلفه بسرعه ليلتهم شقتها بقبله قويه اذاب ملح تمردها .. فابتعد عنها قائلا
- ايه عاوزك تساعدينى .. حرام يعني ..

- بتهزر يايوسف .. وبعدين هساعدك فى ايه .. وسع كده هروح اشوف امى .
- ورد انت مش واخده بالك ان امبارح كانت ليله العيد ! وانت قضتيها مع امك ؟!
- الله اسيبها تعبانه يعني يايوسف !
- طيب خلاص هى خفت دلوقت ... عاوزه تسيبينى ليه ؟!
بللتت حلقها لتهمس: يوسف ..
كان كفه المبلل يحاوط جدار عنقها ويعبث به بحب قائلا
- هما اجازه 3 ايام .. اتلمى بقي وسيبى الواحد يشوف شغله .
وضعت كفها الصغير على ساعده قائلا: طيب احميك يعني ..
هز رأسه نافيا وهو ينحنى ليحملها ويلقيها فى حوض الاستحمام قائلا
- هنتحمم سوا ..

- يوووسف ..
تناول ثرثره تمردها بقبله خفيفه فلم تجد مفر من شوقها الا اليه .. فلم تراه منذ 45 يوما .. تدللت بالمياه بمرح حتى همس فى اذنها قائلا
- وحشتك !
هزت رأسها نفيا: تؤ .. لاه
نظر لها شزرا: لا ياشيخه .. ماهو واضح اهو .. بتحايل عليك عشان اقعد معاك ..
اقتربت منه لتلمس وجنتيه باناملها: انت وحشتني جدا جدا .. بس كنت مخططه شويه حاجات كده وانت اهو بوظتهم ..
- حاجات ايه !
- لما نرجع من عند وجد !
- طيب على بال ده مايحصل تسمحيلى اعترفلك انت وحشتينى اد ايه ..
تغنجت بين ذراعيه لتردف بدلال: اد ايه !
- احم ما دي بقي هتعرفيها فى حضنى ..

" فى العصر على طاولة الطعام "
تلملم شمل العائله حول مائده الطعام مطوقين باصوات ضحكهم العذب وامامهم اشهى المأكولات .. فاردفت عفاف نحو ورد الجالسه بجوار زوجها
- وانت يابتى مافيش حاجه جايه فى السكه .. ليك كتير متجوزه .. خبر ايه اومال عاوزين نفرحوا ..
تركت ورد الملعقه من يدها بارتباك لاحظه يوسف حتى هتف
- بصراحه ياعمتى  دا اتفاقنا وورد لسه بتدرس وحرام اشغلها بولاد ودراسة حاليا ! ولا ايه ياوردتى ..
تدخلت كوثر فى الحديث: قوليلهم يأم عماد والنبى .. لسانى نشف معاهم .. وحضرة الظابط مش بنشوفه غير 3 ايام كل 45 يوم .. يرضي مين ده ..
لاحظت وجد تبدل ملامح اختها وزجها فهى الوحيده التى تعلم بالمشاكل الصحيه لدى ورد تمعنها فترة من الانجاب .. فهتفت لتطف الجو
- جرى ياجماعه .. دي حياتهم .. وهما حرين .
عفاف: يابتى الوحده لما تجيب عيالها صغيرين يتربوا معاها احسن ما تجيبهم ع كبر ..
اخيرك تفوهت ورد بابتسامه زائفه: دعواتك ياطنط ..

توجه عماد بسؤاله ليوسف قائلا
- مافيش اخبر عن ممممم حيدر ياحضرة الظابط ..
ارتشف يوسف كأس المياه ليقول: الارض انشقت وبلعته .. ملهوش اثر ..
غصة علقت فى حلق وجد وورد الاتى تبادلا النظرات بأسف .. فواصل يوسف حديثه
- الشخص اللي يفوق من الانعاش بعد ما نبض قلبه وقف مش سهل نجمعه بسهوله .. ده هرب وسط جيش من الحرس .. بس اكيد هنوصل للى ساعده ..
وجد: وانت سنتين مش عارفين توصلوا يايوسف !
اكمل يوسف: عمك قعد 3 سنين وسط المجرمين وغيرهم واكيد اتعرف على حد هناك وساعده يهرب .. متقلقوش اكيد هيظهر هيروح فين يعني ...
تدخل مجدي ممازحا: مالك ياجماعه ماتفتكروا حاجه حلوه بدل الغم ده ..
وضع محمد قطعه اللحم بفمه قائلا
- والله كنت لسه هقول .. لازم يقلبوا فى الماضي ..

تفوهت نورا ببعض من الخجل
- طيب انا عندي خبر ... لا اتنين هيفرحكم ...
نظروا كلهم نحو نورا بحماس .. فواصلت حديثها
- الاول انى اخيرا عماد وافق انه يتشرح فى المجلس ..
صوت من التهليل خيم على المكان وكثير من المباركات التى انهالت على اذان عماد وكيثرا من الحماس لقراره الصائب حتى اردف
- طالما كلكم شايفين انه ده الصح والدكتوره نورا موافقه مقدرش ارفض طبعا ...
صفوة بتلقائيه: وهو ده عين العقل بصراحه الغبى اللي يرفض فرصه زي دي !
لكزها مجدى بخفه قائلا بهمس: يابت فلترى كلامك يخربيتك ..

عماد بمزاح: قولها .. هى امريكا مغيرتكيش يادكتوره !
ضحكوا جميعا فتدخلت يسر بحماس
- ده خبر .. التانى اي بقي !
رفعت نورا انظارها نحو عماد بخجل .. فالتهم حمره خجلها قائلا
- لا الخبر التانى ده هقوله انا .. لانه شجعنى انى اخد خطوه زي دي .. والهانم كانت مخبيه عليا عشان تعملهالى مفاجئه عيد ميلادى .. المهم ان بعد 8 شهور بإذن الله الهوارى الصغير هينور بيتنا وهابقي ابو عمر ...
تدخلت نورا سريعا: وليه مش بنوته !
عماد بثقه: لالا احساسي مش بيكدب ...

كل تلك المناقشات والضحكات بيهم فلم يترك سليم كف وجد من اسفل الطاوله لوهله حتى التقت عيناهم للحظه وهى تضم كفه اكثر لتهمس بين ضحكات الجميع قائله
- بحبك ياهوارى ..
ليلقى نظره سريعه على الجميع هامسا بشوق
- مش محتاج اقول بحبك لانك عرفتيها فوق .. محتاج اقول " دمت لى ودام لى حبك يابت العتامنه ".

الحب هو الملجأ الذي يجلعنا نسعد فى نهاية اليوم ..هناك بعض الرجال ان التقيتِ بهم تشعر بأنك التقيت بقدرك ..مجيئه كان حدثا غير عاديا جاء بقلبى لهُنا  فوق سُحب الحب التى قرات عنها كثيرا تحديدا .. فاجمل ما يقابل المراه القدر الجميل المهيأ فى صور رجل كل مُر سيمر طالما معه ..فصاحه وجوده طاغيه ولعنة غيابه مميته .. فيبقي الحب اولا واخيرا مهما توالت الايام واشتدت ظُلمتها .. هناك نور يتسلل من ظلام الليالى على هيئه قدوم رجل لساحتك فلا تخجلى ان تعرى قلبك امامه .. هناك ماء وهواء وحب وبكلاهما نحن نحييا وبغياب احدهما نموت .. احببتك كما ينبغى فأحببتنى بكل ما يحتاجه قلبى ليفيض بك .. لاظل اتسال عمرا " ماذا فعلت بى يارجل ".
تمت
 أرجوا أن تكون نالت إعجابكم

 

النهاية ◄