-->

رواية أسمى معاني الغرام الفصل الثامن

 

 

 

 وعد: عينك سليمه ومعني كده انها ممكن ترجع تشوف تاني لكن لو اتصفت هتبقا مشكله تانيه.
فادي بضيق: هو انت مفكره اني مصدق اني هرجع اشوف تاني انا عارف ان كل ده بتعملوه عشان تاخده فلوس وخلاص شغل يعني.
تضايقت وعد وغضبت من كلامه وقالت بغضب: يعني انت شايف ان احنا ناس نصابين مش كده
رفع فادي راسه من علي مسند الكرسي واعتدل بغضب قائلا: شايف هو انا بشوف انا اعمي ولا انت مش بتشوفي انت كمان.



وعد بغضب: استاذ فادي ما ينفعش كده ده مش اسلوب.
فادي بتحدي: خلاص مش عجبك اسلوبي مع السلامه الباب يفوت جمل.
نظرت اليه وعد بغضب شديد وقبل ان تتحدث ردت مديحه من علي باب الغرفه بغضب: حتي لو انا عايزها تقعد يا فادي؟
فادي بخجل: انا... مقصدتش بس هي استفزتني.

مديحه بحزن والم: هو ده ابني فادي اللي الناس كلها بتشهد بادبه واخلاقه يترد ضيفه جايه بناء علي طلبي هوده احترامك ليا يا فادي.
كانت مديحه تحاول منع دموعها من النزول فشعر بها فتحرك نحوها وهو يتحسس الخطي حتي اقترب منها وقبل يدها وراسها
فادي بندم: انا اسف بس انت متزعليش هعمل اللي عايزه بس ماكنش بسبب في زعلك وغضبك انا وقفت العلاج عشانك عشان مش قادر اتحمل عذابك كل شويه.

مديحه ببكاء: عذابي كله يهون بس انت ترجع فادي بتاع زمان فادي الجميل الطيب اللي بيخاف يزعل حد بكلمه وميعملش حاجه تغضب ربنا فادي اللي ربيته وعرفاه كويس.
فطن فادي انها علمت بانه امسك يد وعد وضايقها فتضايق وشعر بالندم وطأطأ راسه خجلا قائلا: انا اسف يا ماما بس كنت متضايق ومش عارف انا بعمل ايه اوعدك مش هعمل كده تاني (ووجه كلامه لوعد) انا اسف يا دكتوره وعد اني اتخطيت حدود الادب معاكي واوعدك ان ده مش هيتكرر تاني.

وعد: انا كمان اسفه لو اتعملت معاك باسلوب مستفز وان شاء الله مش يتكرر تاني.
مديحه بابتسامه حزينه: خلاص نعتبر ان اللي فات كله محصلش وكانكو بتتعرفو لاول مره.
وعد: خلاص اتفضل بقي عشان ابدأ العلاج.

هز فادي راسه بالموافقه امسكت مديحه يده واجلسته علي الكرسي وعاد الي الخلف ووضع راسه علي المسند وبدأت في الجلسه العلاجيه كانت وعد مستاءه جدا من فادي لما فعله معها لكنها متعجبه من حبه الشديد لوالدته ومعاملته لها بهذه الطريقه الرائعه فلايمكن لشخص بهذه الاخلاق ان يحاول ان يمسك يدها او التحرش بها لكنه فعل هذا فقط ليجعلها تترك العمل وتذهب كما توقعت من البدايه ولكنها تيقنت وقتها انه لن يخلف وعده لوالدته لكنه لن يقبل الامر ايضا بسهوله وبعد ان انتهت من الجلسه اخذت العلبه وخرجت ذهبت الي الحمام غسلت يدها وعادت كانت مديحه قد احضرت الطعام لتدخل به الي فادي فنظرت اليها وعد قائلة: متشكره لحضرتك وكنت عايزه حد يجي معايا يوديني الجامع القريب اللي هنا.

مديحه: مفيش داعي للشكر وانا بعتذر عن اللي عمله فادي واوعي تفتكري انه وحش او قليل ادب هو بس ياس.
وعد بتفهم: انا فاهمه ده كويس وده متوقع منه وعلي فكره ابنك محترم جدا في البعض في حلات زي كده بيعمل حاجات اكتر من كده بكتير.
تنهدت مديحه بالم قائلة: طب يا بنتي الحمد لله انك فاهمه وربنا يصلح الحال هنادي لام حسين تيجي معاكي توديكي الجامع ولو عايزه تصلي معاكي تفضل وترجع بعد الصلاه.
وعد: شكرا لحضرتك.

تركتها مديحه ودخلت بالطعام لفادي لتطعمه نادت وعد علي ام حسن وطلبت منها ان تاتي معها للمسجد وخرجتا معا وهم في الطريق بدأا تتحثان.
وعد: ام حسن ممكن لما نروح الجامع تندهيلي الامام او اي مسؤل هناك.
ام حسن يتعجب: حاضر لكن ليه هو حضرتك محتاجه منه حاجه؟
وعد بابتسامه: لما تنادي له هتعرفي.

هزت ام حسن راسها بالموافقه وظلت صامته فهي لم تفهم سبب طلبها حتي وصلتا الي المسجد دخلت ام حسن ونادت علي امام المسجد الذي اتي معها وتحدث الي وعد
امام المسجد: اهلا يا بنتي خير؟

وعد: اهلا بحضرتك انا الدكتوره وعد بشتغل في مستشفي في القاهره بكره ان شاء الله هاجي بعد العصر عايزاك تجمعلي كل المرضي المحتاجين علاج ومش قادرين وانا هبص عليهم واللي محتاج علاج في المستشفي هيروح يتعالج مجانا.
امام المسجد: بس حضرتك عرفتي منين ان في هنا ناس محتاجه علاج؟

وعد: قبل ما اجي العزبه سالت وعرفت وعشان مش هفضل هنا كتير عايزه ابدأ من بكره ان شاء الله.
امام المسجد: خلاص بكره ان شاء الله اجمع لك كل اللي محتاج علاج قبل العصر.
وعد: وانا ان شاء الله هاجي وهشوفهم ويتم علاجهم بامر الله
الامام: بامر الله عن اذنك.
اذن الموذن ودخل الامام لمصلي الرجال ودخلت وعد وام حسن لمصلي النساء وبعد اداء الصلاه عادتا الي الفيلا كانت مديحه تنتظر وعد
مديحه: تقبل الله.
وعد: منا ومنكم ان شاء الله.

مديحه: هو العلاج اللي ادتيه لفادي بينيم لانه اكل ونام علي طول.
وعد: ايوه واضح انه مكنش بينام كويس وعشان ادته علاج فيه مهدأ هيخليه ينام ويرتاح عشان العلاج يجيب معاه نتيجه كويسه.
مديحه بقلق: طب هو فعلا العلاج ده هيخليه يرجع يشوف تاني؟
وعد: بصراحه نسبة نجاح العلاج مش كبيره بس انا مش جايه عشان العلاج ده بس.
مديحه: مش فاهمه تقصدي ايه؟

وعد: الدكتور مصطفي حس ان فادي محتاج تاهيل نفسي وده اللي جايه عشانه.
مديحه: هو قالي بس ممكن توضحيلي اكتر؟
وعد: بمعني ان استاذ فادي يتكيف مع وضعه الجديد سواء العمليه نجحت او لاء الدنيا مش هتقف وهو هيعيش حياه طبعيه سواء رجعله بصره او لاء.
مديحه بالم: تقصدي انه ممكن ما يشوفش تاني وانت هتهيئه نفسيا لده.

وعد: كل شئ بايد ربنا ومفيش شئ مضمون واللي انا هعمله اني اخلي يتعياش مع وضعه.
مديحه بالم: ونعم بالله بس انا ام وصعب عليا اتحمل ان ابني يكون هيعيش بقيت عمره عاجز.
وعد: انا فاهمه ده كويس بس حضرتك اللي لازم تكوني عارفه ان فادي بيستمد قوته منك اوعي تضعفي في حالات كتير زي حالة فادي اتعلجت ورجعت تشوف وحياتها اتظبت وفي حلات تانيه مرجعتش بس مع التاهيل النفسي اتغيرت بردو عاشت حياتها ولو شوفتهيم والسعاده اللي هما فيها لا يمكن تتخيلي انهم دول اللي كانو ياسين من الحياه قبل كده ولا انهم اصلا فاقدين للبصر.

مديحه بامل: طيب ربنا معاكي يا بنتي وانا هساعدك المهم اشوف ابني سعيد ويخرج من الحاله اللي هو فيها.
وعد: ان شاء الله بس كنت عايزه منك طلب.
مديحه: اتفضلي يا بنتي.
وعد: عايزكي بكره تخرجي فادي من الاوضه عشان حبسته في الاوضه غلط عليه.
مديحه: طب وهخرجه منها ازي بس.

وعد: ممكن تتحجي انك هتنضفيها وتهويها او هترشيها اي حاجه زي كده.
مديحه: فكره بكره ان شاء الله انفذها.
وعد: طب عن اذنك هطلع اوضتي.
مديحه: اتفضلي اكيد محتاجه ترتاحي.
تركتها وصعدت الي غرفتها وذهبت هي الي المطبخ.

في مكتب سعيد كان يجلس سعيد علي مكتبه وامامه ميدو ويتحدثان
سعيد: الهزار خلص والجد ابتدي مضيت العقود خلاص شوف حبيبك اللي في البنك يخلص الاجرأت بسرعه.
ميدو: تمام ماتخفش عليا خلال ايام هتكون كل الاجرأت خلصانه بس عايزك تشغل مازن عني الفتره الجايه عشان ابقي براحتي.
سعيد: ماتقلقش انا مظبط لهم بلوه هتشغلهم وهتشوش تفكيرهم.
ميدو: طب سلام امشي انا بقي.

سعيد: استني رايح فين امضي علي الاوراق اللي تضمن حقي.
ميدو: ماشي ياعم انا امتي اكلت حقك في شغل.
سعيد: لاء يا حبيبي اللي فات كله كان لعب عيال انما المره دي شغال علي كبير.
ميدو: هات الورق وهمضيه وانت جاهز نفسك عشان في الوقت المناسب نختفي.
سعيد: ماتقلقش كله تمام.

اخذ ميدو الورق منه ومضي عليه واعاده اليه اخذه سعيد ونظر به وتاكد منه ووضعه في درج المكتب قام ميدو وهم بالذهاب
ميدو: كده تمام امشي انا بقي.
سعيد: تمام وانا وهفجرلك القمبله وهخليهم يلفو حاولين نفسهم.
ذهب ميدو واغلق باب المكتب امسك سعيد الهاتف واتصل بشهاب لحظات ورد عليه
سعيد: ازيك يا شهاب اتاخرت عليا في الرد.

شهاب: كنت عامل واد حبيب بكلم السنيوره. سعيد: تمام عايزك تتجوزها بقا.
شهاب: اخيرا تمام كده انا زهقت من شغل العيال ده وعايز الم القرشين واخلع منها.
سعيد: ايه لحقت زهت امال لو كانت وحشه.
شهاب: الحلوه حلوة الروح ودي شيفه نفسها الست اللي محصلتش مجبتهاش ولاده وهي بروته وخنقه.

سعيد: معلش يا سيدي يلا بقي لم الغله وكل اللي هتاخده منها حلال عليك.
شهاب: طب والزبونه اللي وعدتني بيها بعدها؟
سعيد: ماتصبر علي رزقك ياعم الدنيا ما طرتش يعني خلص مع دي ومتقلقش انت بس.
شهاب: خلاص هكلمها في الجواز واخلص معاها سلام.
انهي سعيد معه المكالمه ونظر في مكر وخبث
قائلا: خلاص كده اللعبه في اخرها واللي بقالي سنين بخطتله له اخيرا هاخده.

ومر اليوم دون اي تعامل بين فادي ووعد فهو ظل نائم من العلاج وهي ظلت في غرفتها في ماتزال غاضبه من فعلته وتريد ان تهدأ نفسها لتكمل العلاج وفي الصباح استيقظت وعد وصلت الفجر ونزلت تمشت قليلا في العزبه لتشاهدها وتستمتع بمنظر الخضره والزرع في الصباح وعادت وجدت مديحه قد استيقظت وتقف في المطبخ فدخلت اليها.

وعد: صباح الخير.
مديحه: صباح الورد ايه اللي مصحيكي من بدري كده؟
وعد: انا متعوده اصحي اصلي الفجر واتمشي شويه وبعدين اروح علي المستشفي وكمان منظر الزرع والخضره هنا جميل يشرح الصدر.
مديحه بابتسامه: فعلا جو العزبه جميل بيهدي الاعصاب معلش بقا واخدينك من المرضي بتوعك.
وعد بابتسامه حزينه: لا ابدا انا متعوده علي كده لاني كنت بسافر كتير عشان الدراسه.
مديحه: هو انت درستي بره.

وعد: مش بالمعني بس كنت باعمل ابحاث هناك وكنت ببقي مسافره مع بابا الله يرحمه.
مديحه: الله يرحمه تعيشي وتفتكري احنا بنجهز الفطار نفطر سوي وشوفي لو في علاج لفادي.
وعد: ان شاء الله عن اذن حضرتك.

تركتها وعد وصعدت الي غرفتها بقيت بها لبعض الوقت ونزلت كانت مديحه تنتظرها علي المائده لنتاول الافطار جلست وعد علي احد الكراسي وبدأت بتناول الافطار
وعد: بعد الفطار استاذنك تشوفي الاستاذ فادي عشان في جلسه صباحيه.
مديحه: ان شاء الله بعد الفطار ادخل افطره وبعدها تعملي الجلسه وهخرجه من الاوضه زي ما طلبتي.
وعد: تمام كده انا خلصت اكل هروح اجهز الحاجه للجلسه لما تفطري براحتك وتفطري استاذ فادي ابعتيلي اجي اعمله الجلسه.
مديحه: بس انت كده ماكلتيش حاجه.

وعد بابتسامه: اكلت الحمد لله بس انا باكل بسرعه عارفه انه غلط بس اتعودت علي كده عن اذنك.
تركتها وعد وذهبت لتحضر الادويه لجلسة العلاج انهت مديحه افطارها ودخلت غرفة فادي فوجدته يجلس علي الكرسي.
مديحه: صباح الخير يا حبيبي صحيت امتي؟
فادي: بقالي شويه.
مديحه: طب ماندهتش ليا اجبلك الفطار ليه؟
فادي: مليش نفس لما اجوع هقولك.
مديحه: طب هجبلك شاي بلبن وكيك تغير رايك علي ما دكتوره وعد تيجي تعملك جلست العلاج.

فادي بضيق بصوت خفيض: هي لسه ماتفشطش عموما كلها يوم ولا تنين وتطفش.
مديحه: علي صوتك مش سامعه بتقول ايه.
فادي بتنبه: ها لاء مش بقول حاجه هاتي الشاي بالبن والكيك.
ذهبت مديحه احضرت الشاي بالبن والكيك لفادي واعتطه الكوب في يده وجلست جواره تساعده في شرب الكوب واكل الكيك كانت مديحه قد ارسلت لوعد لتاتي لحظات واتت وعد ومعها علبة العلاج دقت الباب ودخلت فهو مفتوح
وعد بابتسامه: صباح الخير.

فادي: صباح الخير.
وعد: خلصت فطار عشان ابدأ الجلسه؟
فادي وهو ممسك كوب الشاي: قربت اخلص استريحي علي ما اخلص.
فجلست وعد علي طرف السرير تنتظر فلاحظت ان مديحه تساعد فادي في شرب الشاي وتطعمه الكيك.
وعد بتعجب: حضرتك مدلعاه قوي كده وبتأكليه الاكل في بوقه! هو لسه طفل.

تضايق فادي جدا من كلامها اخذ نفس وزفره بغضب قائلا: هو انت مش بتشوفي؟ انا اعمي هاكل لوحدي ازي يعني(واكمل في عقله) بني ادمه غريبه.
وعد: وهو ده معناه انها تاكلك ايه مش عارف مكان بوقك وبعدين مسمهاش اعمي اسمي فاقد للبصر.
فادي بسخريه: اه صح تصدقي فرقت انا فاقد للبصر مش اعمي... فلسفه فاضيه.
وعد بابتسامه: هو حضرتك ماتعرفش ان في فرق بين فاقد البصر والاعمي.
تافف فادي قائلا: وايه بقي الفرق؟

وعد بابتسامه: فاقد البصر شخص فقد القدره علي الرؤيه بعنيه لكنه يقدر يشوف بقلبه اما الاعمي ده شخص بيشوف بعنيه بس مش بيشوف بقلبه وللاسف في فحياتنا ناس كتير كده.
فادي: وانا بقي لا شايف بقلبي ولا عيني انا عايشه في ضلمه ملهاش اخر يعني بالفلسفه بتاعتك ابقي اعمي ارتحتي.
وعد: بس انا مش شايفه انك اعمي انت مش عايز تشوف مستسلم للامر الواقع.

فادي بغضب: ايوه مستسلم انت تعرفي ايه احساس اللي عايش في الضلمه؟!(بحده) ها تعرفي تعرفي قد ايه بيعاني تعرفي يعني ايه ليل مش بيخلص يعني ايه مش قادر تشوف اغلي الناس عندك حتي مش قادر تشوف نفسك احساس مر مؤلم وسواد مابينتهيش ضلمه في كل مكان ملهاش اخر حاجات كتير متفهميهاش.

وعد بتأثر والم وحزن: ايه اصعب انهم يبقو معاك ومش قادر تشوفهم وحاسس بوجدهم ولا انك تكون بتشوف وقادر تشوف كل شئ بوضوح لكنهم مش موجدين عشان تشوفهم يا تري انه اصعب انك تفقد احبابك ولا انك تفقد القدره علي رؤيتهم.
وتنهدت واغلقت عينيها بالم وهي تمنع دموعها من النزول.

شعر فادي بمراره والم في كلمات وعد وشعر انها تتالم فتأثر وتالم لاجلها فسكت ولم يجيب.
فادي في عقله: ياتري ايه سبب الحزن اللي في صوتها ده يظهر انها انسانه مسكينه.
وعد بالم: انا اسفه لو ضايقتك بكلامي بس انا اقصد اقولك ان احنا اللي بنحول الضلمه لنور احنا اللي بنحول الليل نهار احنا اللي نقدر نشوف الجمال بقلوبنا قبل عيونا.

فادي بتاثر: كلامك حلو بس صعب ان انسان معش في الضلمه دي يحس بيها وبالم اللي عايش فيها تعالي اعملي الجلسه اللي هتعمليها يمكن اخرج من الضلمه اللي فيها.
تنهد فادي وابتلع ريقه بالم واخذ نفس وزفره
شعرت وعد بان فادي رغم تاثره بكلامها الا ان الياس بداخله اكبر بكثير وان ما تفعله لا يكفي فهي تحتاج لشئ اخر فاقتربت وبدأت في جلسة العلاج وهي تحاول التفكير في حل وبعد بعض التفكير قالت: استاذ فادي كنت عايزه منك خدمه ممكن.

فادي بضيق وتعجب: خدمة ايه ان شاء الله اللي عايزها مني دي؟
وعد: انت راجل اعمل ناجح وكنت مدير شركه كبيره وشغل ادارة الشركات ده انت شاطر فيه.
فادي يضيق: ايوه ايوه كنت انما دلوقتي خلاص.
وعد: بس عندك خبره وانا محتاجه لخبرتك دي ممكن؟

تضايق فادي وطلبها فهو يظن انها تسخر منه فلم يجيب عليها.
وعد بترجي: ارجوك دي خدمه ليا وعمري ماهنسي جميلك ده
فادي بضيق: انت ليه عايزه تفهميني انك محتاجني هو العاجز اللي زي ينفع في حاجه؟
وعد: استاذ فادي انت مش عاجز انت عندك مشكله بسيطه وهتتحل ان شاء الله وانا فعلا محتاجه من مساعده.

فادي بسخريه وغضب: مكنتش واخد بالي انها مشكله بسيطه انت اصلا مش حاسه بيا انت بتشوفي هتحسي بيا ازي.
وعد بتفكير: مش لازم اكون مش بشوف عشان احس بيك من ضمن التدريب اللي كانو بيضربونا عليه في المركز اللي كنت بتعلم فيه بره اننا نقعد يوم كامل عنينا مربوطه منكرش ان فعلا الضلمه دي صعبه جدا بس لازم نقاوم لاخر نفس اكيد الحياه تستحق اننا نحاول.
فادي: غريب جدا الحزن اللي في صوتك مابيقولش كده.

وعد بالم: رغم الحزن والالم ده الا اني بقاوم وعمري ماهستسلم ابدا ممكن اضعف لكن اكيد هكمل.
فادي: يمكن يكون معاكي حق عموما قولي عايزه ايه وان كان في اماكني المساعده هساعد
وعد بابتسامه: في عندي شركه صغيره ومديرها عنده شويه مشاكل مش عارف يحلها هطلب منه يجي يقولها لك وانت تقوله ازي يحلها.
فادي: ماشي عايزه تضيعي وقته خليه يجي انا مش خصران حاجه.
وعد بابتسامه: خلاص هطلب منه يجي بكره ان شاء الله شكرا.

فادي بضيق: خلصي بقي راسي وجعتني.
وعد: خلاص باقي الحقنه بس هديهالك واخرج.
فادي: هي الحقنه دي بتوجع قوي ليه وبتعملي صداع؟
وعد بابتسامه: عشان بتاخدها في عصب العين مفيش حقن في العين نفسها.
فادي: اه فهمت.
مديحه: فادي حبيبي ممكن تقعد بره الاوضه شويه بعد الجلسه عشان هنعمل فيها شوية تعديلات.
فادي بضيق: حاضر.

انتهت وعد من الجلسه واخذت العلبه وخرجت
قام فادي ليخرج من الغرفه فاقترتبت منه مديحه لتمسك يده ولتساعده فاشار لها بيده
قائلا: خليكي يا امي انا هخرج لوحدي وكمان هاكل لوحدي وهعتمد علي نفسي مش هستنا لم حد تاني يجي يقول عليا عيل صغير.
مديحه بحزن: هي ما تقصدش يا حبيبي هي...
قاطعها فادي قائلا: تقصد ماتقصدش مش مهم المهم اني مش هسمح لحد يقولي كلمه زي دي تاني.
مديحه بحزن: اللي يعجبك اعمله.

كانت وعد لم تبتعد عن الباب بعد وسمعت ما قال فسعدت به وابتسمت وشعرت ان ما تفعله يجدي نفعا تحرك فادي وهو يتحسس الخطي كي لا يقع او يصتدم حتي وصل للباب وخرج كانت مديحه تراقبه عن كثب حتي خرج الي البهو وقف يحاول تذكر المكان كي لا يصطدم بشئ وبدأ يتحرك ببطئ حتي وصل الي الباب الخلفي وخرج وقف في الحديقه وهو يتخيل منظرها هل مازلت كما هي ام تغيرت كانت والدته تقف بجواره ووعد تقف علي بعد مسافه فهي كانت تراقبه منذ ان خرج من الغرفه وتبعتهم نظرت علي فادي الذي يقف بسعاده وشعرت انها تتقدم في علاجه لف فادي راسه ناحية والدته قائلا: ياه يا ماما كنت محتاج اخرج من الاوضه حسيت براحه لما خرجت قدرت اتخيل الصاله وامشي واوصل للجنينه واتخيلها بس يا تري هي جميله زي اخر مره شوفتها
مديحه بسعاده وهي تنظر لوعد وكانها فهمت ما كانت تريده من اخراجه من الغرفه: الحمد لله يا حبيبي انا فرحنا انك رجعت تبتسم من تاني كانت وحشاني بسمتك.

فادي: معلش يا امي تعبتك معايا الفتره اللي فاتت بس انا هحاول اتغير.
مديحه: ان شاء الله يا حبيبي.
احضر الجنيني كرسي لفادي ووضعه بالقرب منه قائلا: اتفضل يا استاذ فادي اقعد استريح وهجيب كرسي تاني لمدام مديحه الورد النهارده مزهر وريحته حلوه هتنبسط قوي من القعده.

فادي: شكر يا عم مرعي انا فعلا محتاج اقعد شويه وسط الزرع.
مديحه: خليك انت هنا وانا هدخل اقول لهم يبدؤ تنظيف في الاوضه.
فادي: طيب اتفضلي.
تركته مديحه ودخلت الي العاملات كانت وعد قد ادخلت علبة الادويه وعادت وجدته يجلس وحده ففكرت ان تذهب وتجلس معه لتتحدث لكنها كانت متردده فهي لا تعرف ما ردة فعله.

كانت ناديه تجلس في البهو تنتظر اولادها فقد طلبت منهم ان يجتمعو لتتحدث في موضوع هام اتو جميعا وجلسو حولها تنحنحت واخذت نفس وترددت للحظات وقالت بمسكنه: يا ولاد انتو عارفين اني ضحيت بعمري كله عشانكم ودفنت نفسي وشبابي هنا عشان تتربو مع ابوكم واخوكم كنت شابه وصغيره والف مين يتمناني بس انا فضلتكم انتو علي نفسي و...

قاطعها مازن قائلا: ماما انت قولتي الكلام ده لنا قبل كده اكتر من مية مره ممكن تقولي اللي عايزه من غير مقدمات عندي شغل وهتاخر ممكن تجيبي من الاخر.
ناديه بضيق: من الاخر انا اتعرفت علي راجل محترم بيحبني وعايز يتجوزني وانا موفقه بتهيألي ان ده ابسط حقوقي كفايا عمري اللي ضاع عشانكم.
وقف الثلاثه من الصدمه وهم ينظرون لها بغضب شديد فما سمعوه يطير العقول..

وقف الثلاثه من الصدمه وهم ينظرون لها بغضب شديد فما سمعوه يطير العقول
ناديه بنظرة تحذير: ممكن تقعدو عشان نتكلم بهدوء الموضوع مش محتاج عصبيه
مازن بغضب: هدوء ايه ونتكلم في ايه عايزه تتجوزي وانت معاكي ثلاث رجاله ومفكرتيش في شكلنا هيكون ايه قدام الناس.
وقفت ناديه ونظرت اليه بغضب قائلة: ناس ايه مالي ومال الناس ده رد الجميل بعد ما عشت سنين عمري كلها عشانكم ضيعت احلي سنين عمري دلوقتي جاين تتكلمو ده ابسط حقوقي.

معتز بغضب شديد: حقوق ايه وتضحية ايه انا زهقت بقي من النبره دي انت اصلا مضحتيش عشنا انت عملتي كل ده عشان الفلوس قبلتي انك تفضلي هنا عشان الفلوس كفايا بقي النغمه دي.
فصفعته ناديه علي وجهه بشده حتي انه مال من شدة الصفعه قائلة: فلوس ايه بقي ده اخرة تضحيتي عشانكم.
اعتدل معتز ووضع يده علي خده من شدة الصفعه قائلا بغضب شديد: الكلام ده كان ينفع زمان قبل ما اعرف الحقيقه الحقيقه اللي عرفتها بالصدفه ومكنتش متخيل ابدا ان تكون دي الحقيقه.
مازن بغضب: حقيقة ايه اللي بتتكلم عنها.

معتز بغضب: حقيقه امك اللي مثلت علينا دور المقهوره المظلومه وهي الظالمه هي المفتريه سؤال كان مجنني ليه بابا يتجوز علي ماما مديحه وهو بيحبها الحب ده كله؟ وسؤال تاني ليه ماما قبلت بالوضع الغريب ده؟رغم ان بابا عرض عليها انها تخرج وتاخد شقه والاجابه كانت صادمه.
معتصم بغضب: ماتنطق انت هتقعد تتكلم بالالغاز.

ناديه بغضب: بيلف ويدور عشان معندوش حاجه يقولها صدق كلام ناس حاقده ملوه بحقدهم وهو صدقهم.
معتز بغضب: كان نفسي اصدقك بس للاسف الشخص اللي قالي ملوش اي مصلحه وقالي بمنتهي العفويه من غير قصد.
ناديه بغضب: ده مين ده بقي ان شاء الله اللي خلاك تصدقه وتكدبني انا امك؟

معتز بالم وحصره: اخوكي خالي يعني عارفها اللي استعريتي منه هو واخوته ومنعتيه انه يقرب منك او حتي يدخل بيتك لما سالتو ازي يوفقو يجوزكي راجل متجوز وبيحب مراته قال انك انت اللي اصرتي ومش كده بس لاء انت كنت عارفه ان شارط عليكي انك مش هتكوني زوجه له وانك هتكوني ام لاولاده بس وان عمره ما هيحبك وانت كنت راضيه وموافقه وانهم لما حاولو يمنعوكي اتخنقتي معاهم وبهدلتيهم كلهم ومنعتيهم انهم يتدخلو انه لما امه اللي ربتك كان نفسها تشوفك وكلمك قفلتي السكه في وشه وعشان كده راح الشركه عند بابا اللي شغله عنده لما عرف ظروفهم الصعبه وعرف منه وقتها انك بقيتي زوجه فعليه مش ام لاولاده بس وطمنه عليكي وكان ديما يطمنه عليكي لحد لما اكتشف انك خدعتيه وضحكتي عليه وعلي فكره خالي هو اللي فهم من اسألته عنك واللي اكدله لما عرف انه طلقك وانك هتفضلي في البيت.

ناديه بصدمه: وانت ازي تصدق الكلام ده اصلا ده شخص حاقد عليا طول عمره.
معتز بضيق: صدقته لانه مكنش عايز يقولي ولما عرفت كل حاجه من بره واتهمته بالكذب اضطر يقولي الحقيقه كلها ومن وقتها وانا مش قادر اعيش معاكم عشان كده قعدت في اوضة فادي وبعدت عنكم كلكم.
مازن بغضب: وليه مجتش قولت لنا الكلام ده ليه؟
معتز بالم: لانها امي وبحبها رغم كل ده وكان عندي امل يطلع كداب.

معتصم بحزن: بس للاسف هو مش كداب انا كمان سمعت كلام زي ده من موظفين في الشركه كانو بيتكلمو لما شافو سعيد المحامي وكنت هتجنن ومبقتش عارف اتاكد منه ازي وماجاتنيش الجرأه اني اسالك لانك امي ومتعلمناش اننا رد عليكي ولا نحاسبك سكت وبقيت اعرف بنات واضيع وقتي في اي حاجه عشان انسي بس تعبت ومبقتش قادر اتحمل اني اعيش كده خلاص.

ناديه بغضب: خلاص خلصتو كلام ايوه انا عملت كل ده عشان الفلوس بس الفلوس دي مش ليا لوحدي لاء دي لكم قبل ما تكون ليا ومش من حقكم تحاسبوني وانا حره في حياتي وهتجوز اللي بحبه.
مازن بصدمه: يعني انتي عيشتينا في كذبه انك مظلومه ومجني عليكي وده اصلا اختيارك.

ناديه بغضب: بقولك ايه انت وهو انا مش عايزه اسمع منكم اي كلام خلاص انا مصدقت لقيت انسان يحبني بجد عشان اعيش معاه بقيت عمري.
معتصم بغضب: بس ده مش بيحبك ده بضحك عليكي انت ازي ماسالتيش عنه ده معروف انه بتاع ستات وكل شويه يتجوز واحده ويضحك عليها ويسبها.
ناديه بغضب: كدب الكلام ده كدب الستات اللي كان متجوزهم هما اللي طلعو عليه كده عشان سابهم انما هو برئ من كل ده.
مازن بغضب: وانت عرفت منين بالكلام ده ولا انتو كل واحد يعرف حاجه وميقولش لحد؟

وخبط بقبضة يده علي الحائط بجواره بكل قوته
معتصم وهو يجز علي اسنانه من الغضب: لما روحت النادي شوفتها معاه وسالت عنه وعرفت.
مازن بغضب: ومجتش قولتلي ليه ولا انتو مش معتبرني موجود هنا؟
معتصم بغضب: وكنت هتصدقني انت بقا كل همك الفلوس عمال تزود في حسابك وبس الاول كنت بتسرق من نصيب فادي وبعد كده بقيت بتسرق من نصبنا احنا كمان.

مازن بغضب وهو يمسكه من ياقة قميصه ويهزه بقوه: انا مسرقتش ده حقي انت مكبر دماغك ومش عايز تساعد في الشركه وانا اللي شايل الشغل كله لوحدي ولا ده ملوش ثمن.
فك معتصم يديه عن قميصه وابعده عنه قائلا
باستنكار: غريبه رغم ان فادي اللي المفروض انه سرقنا كان ماسك الشركه لوحده يبقي ده حقه هو كمان ولا هو حلال ليك وحرام ليه؟

مازن بغضب: انت عايز تقول اني حرامي زي فادي لاء طبعا دي مش زي دي.
معتصم بستهزاء:ايوه دي سرقه حرام لكن دي سرقه حرام.
زاد غضب مازن وكاد يضرب معتصم لولا تدخل معتز وامسك يده ومنعه
معتز بحزن والم: كفايا... كفايا يا ولاد محمد بدران ايه اللي وصلتو له ده كل واحد بيخون التاني وماما بدل ما تدور عليكو راحه تتجوز.

ناديه بغضب: بقولك ايه ملكش دعوه بيا وانتو من امتي وانتو بتعملولي حساب ما المهم مديحه وفادي سيبوني بقا اشوف نفسي واعيش ومتخفوش عليا مش انا اللي يتنصب عليها.

تنهد معتز بالم وحزن قائلا: انا رميت طوبتكم من زمان من يوم ما صدقتو شوية ورق وكدبتو سنين عشنها مع فادي فادي اللي عمره ما استخصر حاجه في حد فينا وكان بيجب لنا اللي احنا عايزنه قبل حتي ما نطلبه انا طالع اذاكر عشان انفذ وعدي اللي وعدته لبابا الله يرحمه عشان علي الاقل لما فادي يرجع مايلاقيش كل حاجه بايظه وانت يا ماما روحي اتجوزي وعيشي عوضي سنينك اللي راحت واتمتعي وانسينا انسي ان لكي اولاد (واكمل في عقله )وهو انت من امتي اصلا كنتي فاكرنا.

وتركهم وصعد الي غرفة فادي كان معتصم ومازن ينظرون عليه وكل واحد يشعر من داخله بالخجل والخزي من نفسه فكل ما قاله حقيقه اما ناديه كانت تشعر بضيق لانها اضرت ان تقول لهم الحقيقه وتظهر امامهم بصورتها الحقيقه ولكن كل ما يهمها الان ان تلحق ما فتها من العمر.
ناديه بضيق: بصو سواء وافقتو او رفضتو انا هتجوز خلال ايام خلاص انا ماشيا عندي حاجات كتير لسه هشتريها ومعنديش وقت اضعيه في مناقشات فرغه
مازن بغضب: امال جمعتينا ليه؟

ناديه بضيق: عشان اعرفكم الخبر عشان ماتتفجأوش لما تعرفو وتعملولي مشاكل مش عايزه وجع دماغ.
وتركتهم وذهبت وقف مازن ومعتصم في حالة زهول فلم يستوعبا ما سمعا هل هو حقيقه هل هذه امهم التي كانت بالنسبه لهم مثال للتضحيه والتفاني كان كل هذا كذب وتمثيل.
معتصم بغضب: انا خارج خلاص مش طايق مش قادر اتحمل البيت بقي كله خنقه كله كذب وغش.
مازن بغضب: هتمشي تروح فين؟
معتصم بيأس واحباط: مش عارف في اي دهيه هخرج وخلاص.

خرج معتصم مسرعا كانه يهرب من الحقيقه التي تاكدت لديه واصبحت واقع ركبا سيارته وتحرك بها بسرعه مجنونه دون ان يحدد الي اي مكان سيذهب اليه هو فقط يريد الهرب ظل مازن واقف هو الاخر للحظات فهو لم يستوعب كل ما حدث كان يخبط بيده علي الحائط كانه يريد كسره حتي ان يده المته من شدة الخبط فامسكها بيده الاخري وهو يجز علي اسنانه من الغضب وياخذ نفس ويزفره بغضب شديد وخرج هو الاخر مسرعا ركبا سيارته وقدها بسرعه وظل يلف بها لبعض الوقت ثم ذهب الي الشركه لعله يتلهي في العمل ويهداء وعندما وصل الشركه تذكر ان لديه موعد مع ميدو ورغم انه عدم تركيزه في العمل بعد ما سمعه وعلمه الا انه حاول ان يبدو هادئ لكن التوتر كان واضح عليه اتي اليه ميدو وجلس معه
مازن بابتسامه ليداري توتره: اهلا استاذ ميدو الاراق كلها جاهزه؟

ميدو بابتسامه فهو يشعر بتوتره الواضح عليه: ايوه جاهزه وممضيه مافضلش الا امضتك اتفضل اهو راجعها براحتك.
مازن: اكيد هارجعه.
اخذ مازن الورق نظر به لكنه لم يكن يري الكلمات من شدة التوتر ظل ينظر به لبعض الوقت ويحاول التركيز لكن دون فائده لاحظ ميدو توتره فنظر اليه كي يزيد من توتره قائلا: في حاجه في الورق يا استاذ مازن؟

مازن بتوتر: هاه لاء مفيش حاجه تمام همضيه اهو.
امسك مازن القلم ومضي دون اي تركيز سعد ميدو جدا بذلك واخذ الورق وهب واقفا قائلا: كده تمام عن اذنك بقي اشوف باقي الاجراءت.
مازن: اتفضل
خرج ميدو والسعاده تملاء عينيه وسار حتي ركب السيار واتصل بسعيد ليخبره بما حدث.

ميدو بسعاده: برافو عليك انت عملت فيه ايه ده حتي مكنش شايف ايه اللي في الورق من شدة التوتر ومضي علي طول.
سعيد بمكر: انا عامل حساب كل حاجه دلوقتي اهم حاجه قبل ما يفوق من الصدمه لازم تخلص بسرعه.

ميدو: ماتقلقش انا مظبط مع واحد في البنك هيخلصلي كل حاجه الورق اللي ياخد اسبوع هيخلصه ف يوم يعني اقصي حاجه اسبوع ونكون اخدنا الفلوس وهربنا بره البلد.
سعيد: تمام ونسيبهم بقي هما يخبطو في بعض.
انهي ميدو المكالمه وتحرك بالسياره.

ترددت وعد للحظات هل تقترب وتجلس مع فادي ام تذهب ولكنها تعرف انه في حاجه الي ذلك وهذا عملها فتشجعت واقتربت منه تنحنحت
وقالت بقلق: تسمحلي اقعد معاك يا استاذ فادي؟
نفخ فادي بتأفف قائلا: اتفضلي.

شعرت وعد بضيقه وغضبه لكنها تغاضت عنه فهي تفهم حالته جيدا جذبت الكرسي وجلست تبعد عنه مسافه متر تقريبا.
وعد: اسفه لو ضايقتك بكلامي مكنتش اقصد اجرحك.
فادي بغضب: اه مكنتيش تقصدي تجرحيني انما تقصدي تتريقي عليا صح.
وعد بضيق: انا ماتريقتش عليك انا كان قصدي انك تعتمد علي نفسك واسفه مره تانيه لو ضايقتك.

فادي بغضب: ولما اتكلمتي عن الشركه ومديرها ده بردو كان عشان اعتمد علي نفسي؟
وعد بتعجب: انا طلبت منك خدمه لو مش عايز تقدمها لي خلاص مش مشكله.
فادي بتفاجأ: هو انت كنتي بتتكلمي بجد؟!
وعد بضيق: ايوه طبعا وبعت راساله للمدير عشان يجي بكره بس لو الموضوع مضايقك خلاص بلاش ويبقي يشوف مكتب استشاري يروحله انا اسفه يظهر اني اتسرعت في طلبي.

فادي باحراج: انت كنتي بتتكلمي بجد؟انا فكرتك بتتريقي وعشان كده اتضايقت لكن لو فعلا عايزه مساعده اكيد لو اقدر هساعدك.
وعد بابتسامه: ولو عايز مقابل مادي انا معنديش اي مانع زي اي مكتب استشاري.
فادي بابتسامه: ده علي اساس ان انا خبير بقي وكده.

وعد بابتسامه: اكيد طبعا اللي سمعته عنك وعن خبرتك يقول كده واللي حققته لشركتك في فتره صغيره ده انجاز
فادي بتعجب:واضح انك جبتي معلومات عني كتير.
وعد بخجل: الحقيقه دكتور مصطفي هو اللي قالي وحكالي عنك حاجات كتير.
فادي بتعجب: بس انا عندي استفسار معلش يعني.
وعد: اتفضل.

فادي: عندك شركه ودكتوره وواضح ان مدياتك مرتاحه مش غريبه شويه انك تيجي لمريض بيته؟
وعد بابتسامه: اه فهمت انت فاهم غلط انا بعمل ده مش عشان فلوس لاء عشان ده وعد قطتعته علي نفسي اني اساعد اي مريض محتاج مساعدتي في اي مكان.
فادي: افهم من كده انك مش هتطلبي اجر في النهايه؟

فهمت وعد انه يحاول استفزازها فقالت بابتسامه: اللي بيطلب فلوس بيطلبها من الاول مش الاخر دي بديهيات. وعموما ممكن تسال والدتك واكيد هتعرف منها جواب سؤالك.
شعر فادي بالاحراج الشديد فتنحنح قائلا: ايه رايك في الجنينه باتعتنا حاسس انها جميله وريحة الورد وصوت زقزقة العصافير حسستني براحه.

وعد بابتسامه وهي تنظر الي الحديقه وتتامل جمالها الخلاب: فعلا الجنينه هنا جميله قوي وفيها انواع ورد كتير المكان هنا مريح جدا للنفس
فادي بابتسامه: فعلا حسيت براحه جدا لما خرجت من الاوضه اول مره احس بفرق مش عارف ايه هو بس حاسس بيه.
وعد: ده شئ جميل وتقدم رائع ينفع اسالك علي حاجه؟
فادي بابتسامه: اتفضلي
وعد بقلق:معلش هو انت بتحس بالم او اي شئ بعد الجلسه او وانا بعملها؟

فادي: بصراحه ما بخدش بالي بطلت افكر في الالم وبحاول ديما اتجاهله.
وعد: طب لو طلبت منك انك تاخد بالك الجلسه الجايه وتقولي ممكن ولا ده هيديقك
فادي بابتسامه: يعني لو قولتلك هيديقاني هتسبيني وتمشي
وعد بابتسامه: بصراحه لاء هكمل.
فادي بضحك: حلوه صراحتك ولو اني عارف ان مفيش فايده من ده بس حاضر.
وعد بابتسامه: متشكره ليك جدا.

اتت مديحه وعندما راته يجلس ويتحدث مع وعد ووجه مبتسم وهي ايضا مبتسمه شعرت براحه
وابتسمت وقالت: فادي حبيبي احنا خلصنا الاوضه لو عايز تدخل؟
فادي: هفضل هنا الجو جميل وحاسس اني مرتاح فهستني شويه.
قامت وعد قائلة: تعالي اتفضلي اقعدي واسبكم انا.
مديحه: ليه يا بنتي خليكي واجيب كرسي تاني ونقعد كلنا.

وعد: معلش مش عايزه اضايق استاذ فادي اكتر من كده كفايا دوشت دماغه.
فادي بابتسامه: عايزه تفضلي خليكي انا مش متضايق من وجودك ولا انت اللي مش عايزه تقعدي معايا.
وعد بابتسامه: لاء طبعا بس من اول ما جيت وانا حاسه انك مش حابب وجودي ومش عايزه افرض نفسي اكتر من كده
فادي: بصراحه اه انا مكنتش عايز علاج بس ماما اصرت وانا مردتش ازعلها.

وعد: ده شئ جميل انك مش مقتنع ومع ذلك عشان ترضي والدتك بتنفذ ربنا يبارك لها فيك.
فادي: ويباركلي فيها انا مليش غيرها في الدنيا.
وعد بحزن: ربنا ما يحرمكو من بعض عن اذنكم انا.
مديحه: اقعدي يا بنتي معنا عم مرعي جاب كرسي اهو هقعد وخليكي معنا.
مرعي وهو يضع الكرسي بجوار كرسي فادي: انا لما شوفت مدام مديحه جايه جبت لها كرسي.
مديحه: شكرا يا عم مرعي.

مرعي: بتشكريني علي ايه انت متعرفيش فرحتي برجوع فادي بيه بالسلامه كلنا فرحنا عشان كلنا بنحبه مفيش في طيبته وحنيته كان يجي كل شهر يشوق علي العذبه ويسال علينا ربنا يباركلك فيه يا مدام مديحه.
مديحه بابتسامه: ربنا يكرمك يا عم مرعي.
مرعي: عن اذنكم انا هروح عشان اشوف شغلي.
فادي بسعاده: شكرا يا عم مرعي.
عاد مرعي الي عمله
مديحه: عجبتك العزبه يا دكتوره.

وعد بابتسامه: العزبه مكان جميل جدا ومريح للنفس انا كنت محتاجه لمكان زي ده عشان احس بالراحه دي.
فادي بمزاح: يظهر ان باب النجار مخلع والدكتوره هي كمان عندها ازمه نفسيه.
وعد بابتسامه حزينه: الدنيا مش بتسيب حد في حاله.
مديحه بابتسامه: معلش يا بنتي واخدينك من اهلك وعيلتك اكيد وحشينك.

وعد بحزن والم والدموع تملاء عينها: هما فعلا وحشني جدا (تنهدت بابتسامه حزينه ) بس انتو مخدوتنيش منهم لانهم معايا في قلبي.
مديحه بتعجب: ليه شايفه الدموع في عنيكي هما مش موجودين؟
وعد ببكاء تحاول منعه: لاء ماما اتوفت وانا صغيره يمكن مافتكرش شكلها غير من الصور وبابا واختي ماتو وسابوني السنه اللي فاتت.
ولم تتمالك نفسها وغلبها البكاء فقامت مسرعه صعدت الي غرفتها كان فادي متاثر بكلامها والدموع تملاء عينه ومديحه كانت تبكي.

فادي بحزن: واضح انها بتتالم جدا بس بتداري الالم اللي جواها
مديحه وهي تمسح دموعها: ومع ذلك بتحاول تقدم المساعده لكل اللي حوليها امبارح راحت الجامع وطلبت من شيخ الجامع يجمع لها كل اللي محتاج علاج هتعالجه علي حسابها.
فادي بتعجب: هي اللي قالت لك الكلام ده!
مديحه: لاء انا عرفت من ام حسين لما راحت معها جت حكتلي.

فادي بتفكير: غريب ان بنت في السن ده وتعمل كده قوليلي يا ماما هي شكلها ايه؟
مديحه بابتسامه: جميله زي البدر وشها بيشع نور وعودها...
قاطعها فادي قائلأ: مش ده اللي بسال عنه اقصد لبسها شكله ايه؟
مديحه بابتسامه: لبسه فستان طويل واسع فضفاض وطرحه طويله.
فادي بابتسامه: يشبه لبسك صح.

مديحه بابتسامه: تصدق صح مخدتش بالي الا دلوقتي.
فادي بابتسامه: تعرفي من ساعت ما جت وانا بتخيلها بشكل فظيع لكن دلوقتي بتخيلها بشكل جميل حاسس انها تشبهك يا ماما.
مديحه بضحكه: انا بالجمال ده دي تشبه البدر ليله تمامه بس صعبت عليا قوي لما عرفت انها وحيده.
فادي بتاثر: فعلا الوحده شئ صعب والخوف منها اصعب
مديحه: الخوف منها مش فاهمه تقصد ايه؟

فادي: مقصدش حاجه اهو كلام انا هقوم ادخل اوضتي عشان حاسس اني تعبت من القعده هنا.
مديحه: طيب يا حبيبي لما الغدي يجهز هجيبه واجي لك الاوضه.
فادي: لاء انا هاجي اتغدي معاكم بره وانا هاكل بأيدي عايز اعتمد علي نفسي ومتحوليش تساعديني سيبني اوصل للاوضه لوحدي ومش عشان كلام وعد لاء انا عايز اعتمد علي نفسي في كل شئ كلامه علي قد موجعني فوقني وانا مش هسمح لحد يقوله مره تانيه
شعرت مديحه ان ما تفعله وعد يجدي نفعا وان فادي بدأ يعود الي طبيعتها ولم يعد مستسلم للامر الواقع ولكنها خائفه عليه من ان يتعثر فابتسمت قائلة: طب امشي جنبك بس.

فادي بتفهم: لو ده هيطمنك خليكي حنبي.
قام فادي وتحرك وهو يتحسس الطريق حتي وصل الي غرفته وقبل ان يدخل تذكر ان وعد كانت حزينه عندما تركتهم كانت والدته تسير الي جواره فقال لها: ممكن تشوفي الدكتوره وعد عشان طلعت وهي بتعيط؟
مديحه بابتسامه: حاضر يا حبيبي هطلع اشوفها قبل ما ادخل المطبخ.

دخل فادي غرفته وهو يفكر في كل الحوار الذي دار بينه وبين وعد وكل ما قالته وتذكر كلامها عن الوحده وتخيل كيف سيكون حاله لو حدث شئ لوالدته فهي كل حياته فهذا ما كان يقصده عندما قال الخوف منها اصعب فهو يخاف الوحده مع الظلام الذي يعيش فيه جلس علي كرسيه واسند راسه الي الخلف واغمض عينه وظل يفكر في الامر كانت مديحه قد صعدت الي غرفة وعد ودقت الباب.
وعد من الداخل: مين علي الباب؟
مديحه: انا يا بنتي ادخل؟

كانت وعد تبكي وعندما سمعت صوت مديحه مسحت دموعها وقامت مسرعه فتحت لها الباب قائلة: اكيد طبعا اتفضلي هو حضرتك محتاجه استاذان.
مديحه: ربنا يكرمك حبيبتي.
دخلت مديحه وجلست هي ووعد علي طرف السرير وكانت تلاحظ عليها اثار البكاء رغم محاولات وعد اخفاءه فامسكت مديحه يدها وربطت عليها بابتسامه قائله: معلش يا بنتي قلبت عليكي المواجع مكنتش اعرف ان...

قاطعتها وعد بابتسامه حزينه: ولا يهمك انا منستهمش اصلا هما في قلبي وكل لحظه بفتكرهم وادعي لهم.
مديحه: تعيشي وتفتكري حبيبتي انا عرفت من ام حسن انك هتساعدي كل اللي محتاج علاج النهارده ممكن اساعد معاكي؟
وعد: انا هبعتهم المستشفي في القاهره مش هعمل حاجه تاني.
مديحه: والمستشفي يعني هتعالجهم ببلاش ما انتي هتدفعي لها.

وعد: المستشفي بتاعتي يعني مش هدفع حاجه وكمان دي وصية بابا الله يرحمه.
مديحه: طب بصي انا هساعد اني هوصل الناس بالعربيه انت عارفه الناس هنا علي قد حالهم فهخلي العربيه بالسواق توديهم وتجبهم.
وعد بابتسامه: ده يبقي شئ جميل من حضرتك اتفقنا.
مديحه بتردد: انت فعلا عندك شركه ومديرها هيجي بكره ولا ده مجرد كلام عشان ترفعي معنويات فادي؟

وعد بابتسامه: لاء انا فعلا عندي شركه ومديرها هيجي بكره انا كلمته واتفقت معاه وهو فعلا عنده مشكله اتمني استاذ فادي يقدر يساعدنا فيها.
مديحه: معلش بس كنت خايفه تكوني بتقولي كده وخلاص وده هيضايق فادي.
وعد: انا دكتوره وفاهمه ان اكبر غلط انك تكدب علي المريض وخصوصا في الحاله اللي فيها فادي.

مديحه: طيب يا بنتي انا هنزل اشوف الغدي وانت شويه كده وتعالي عشان تتغدي انت كمان.
وعد: حاضر.
تركتها مديحه ونزلت الي الاسفل ودخلت المطبخ لتري كيف حال الطعام اما وعد ظلت بالغرفه استلقت علي سريرها واغمضت عينها والدموع تتساقط منها بالم وحزن.

عاد معتصم الي المنزل بعد ان ظل يلف بالسياره لعدة ساعات دخل وهو مهموم وحزين وحالته رثه يجر قدميه وكانه لا يريد العوده اليه سمع معتز صوت الباب وهو يغلق فنظر من الاعلي وعندما راي معتصم في هذه الحاله فزع فاسرع ونزل اليه وامسك ذراعه وهزه بشده
معتز بحزن شديد: ايه اللي انت عمله في نفسك ده ومبهدل كده ليه؟
معتصم بحزن والم: يعني مانتاش عارف اللي وصلنا له امك دمرت حياتنا كلنا.

معتز بغضب: امتي هتفوق بقي من اللي انت فيه انت اللي اخترت ومترميش اللوم علي حد وبعدين ايه المشكله انها هتتجوز هي من امتي كانت بتهتم بينا مش طول عمرها ماما مديحه هي اللي بترعينا وتهتم بينا ولا نسيت دي كمان.
معتصم بحزن: عمري ما نسيت واكتر شئ واجعني اننا صدقنا ان فادي حرامي وظلمناهم ومن يوم ما سافرو مسالناش عليهم وانا عارف انها زمنها قلقانه علينا.

معتز: انا بكلمها علي طول واطمن منها علي فادي واطمنها عليكم بس انت لازم ترجع معتصم تاني بتاع زمان.
معتصم ببكاء: انا بقيت شبح بني ادم خلاص مش قادر مش متحمل نفسي اموت وارتاح خلاص مخنوق مش طايق تعبان موجوع خربان من جويا مش قادر خلاص اتحمل اكتر من كده.

معتز بفزع: انت بتقول ايه انت مجنون اوعي تقول كده تاني حرام عليك اللي بتعمله في نفسك ده بدل ما تعمل كده ارجع للطريق الصح وفوق.
معتصم ببكاء: انا جبان معرفتش ومش عارف اخد موقف حتي الانتحار فشلت فيه.
معتز بصدمه: انت اتجننت ازي تفكر كده ازي عايز تكفر بربنا؟
معتصم ببكاء وانهيار: انا تعبان... تعبان عايز ارتاح خلاص مش قادر سبني يمكن لما اموت ارتاح تعبت يا اخي تعبت بقي...

معتصم ببكاء: انا بقيت شبح بني ادم خلاص مش قادر مش متحمل نفسي اموت وارتاح خلاص مخنوق مش طايق تعبان موجوع خربان من جويا مش قادر خلاص اتحمل اكتر من كده.
معتز بفزع: انت بتقول ايه انت مجنون اوعي تقول كده تاني حرام عليك اللي بتعمله في نفسك ده بدل ما تعمل كده ارجع للطريق الصح وفوق.
معتصم ببكاء: انا جبان... جبان معرفتش ومش عارف اخد موقف حتي الانتحار فشلت فيه.

معتز بصدمه: انت اتجننت ازي تفكر كده ازي عايز تكفر بربنا؟
معتصم ببكاء وانهيار: انا تعبان... تعبان عايز ارتاح خلاص مش قادر سبني يمكن لما اموت ارتاح تعبت يا اخي تعبت بقي تعبت ساعدني عشان اخرج من اللي انا فيه تعبت زهقت من الدنيا كلها..

امسك معتصم راسه بيده وقع علي ركبته منهارا واشتد في البكاء اسرع اليه معتز وامسك به وربط علي كتفه وهو يحتضنه قائلا: استغفر ربنا متقولش كده تاني اوعي تفكر في كده انت محتاج ترجع لربنا محتاج تتوب مش تكفر تعالي معايا قوم يلا نتوضي ونصلي وندعي ربنا انه يسامحنا مش ده اللي اتعلمنا ولا نسيت.

معتصم ببكاء: صح هو ده اللي علمته لنا ماما مديحه اننا نلجأ لله بس هو ينفع بعد كل الذنوب دي ارجع لربنا هيقبلني؟
معتز ببكاء: ربنا ديما بابه مفتوح للعاصي قبل المؤمن يلا قوم معايا تعالي نطلع فوق نتوضي ونصلي ونطلب من ربنا السماح والغفران.
معتصم ببكاء وهو يمسح دموعه: معاك حق انا هقوم معاك انا محتاج اوي لربنا من يوم مابعدت وانا تعبان محتاج انه يطهرني من الذنوب الكتير اللي عملتها ومن المال الحرام اللي رضيت بيه
يارب يارب يارب.

معتز ببسمه ممزوجه بحزن وبكاء: ايوه كده قول يارب واكيد ربنا هيكون معنا ويساعدنا.
امسك معتز يد معتصم وساعده علي الوقوف
وصعد معا الي غرفة فادي دخل معتز الغرفه اما معتصم وقف امام الباب للحظات ينظر الي الغرفه بخجل وخزي فنظر اليه معتز قائلا: ماتدخل واقف علي الباب ليه؟

معتصم بخجل وبكاء وهو ينظر الي الاسفل: مليش عين ادخل اوضة فادي بعد اللي عملته حاسس اني زباله قوي.
معتز بالم: كلنا بنغلط لان كلنا بشر بس الافضل اللي يرجع عن الذنب ويتوب وانت بدأت تفوق ده المهم.
معتصم بندم شديد وبكاء: خايف اكون اتاخرت وربنا مايقبلش توبتي.

معتز: ربنا كريم قوي يا معتصم يلا ادخل وخش خد شاور وغير لبسك وتعالي نصلي ونطلب من ربنا انه يغفر لنا ويرحمنا يالا.
وجذبه من يده واوصله الي باب الحمام دخل معتصم الحمام اخذ حمام وخرج ودخل معتز ليتوضئ وخرج كان معتصم قد اكمل ارتداء ملابسه افترشا المصلي ووقفا ليصليان
معتز: اقف انت امام.

معتصم: لاء انا مش هقدر انا مشوش اقف انت.
فهز معتز راسه ووقف وبدأ الصلاه كان معتز يشعر بالمه ويتالم لاجله فقرأ بعض ايات من سورة التوبه لعلها تخفف عنه وكان صوت معتز عزب وجميل انفجر معتصم في البكاء مع سماع الايات.

وظل يبكي حتي انتهيا من الصلاه كان معتز يبكي هو الاخر علي بكاء اخيه ظلا جالسين علي المصلي يبكيان بحرقه ويدعيان الله ان يسامحهم وظلا علي هذه الحاله حتي هدأا فنظر معتصم الي معتز ببسمه حزينه قائلا: يا ااه مش عارف اوصفلك الراحه اللي حاسس بيها دلوقتي متشكر ليك بس اول مره اكتشف ان صوتك جميل كده.

معتز ببسمه: انت مسمعتنيش وانا بقرا قبل كده ماما مديحه كانت ديما تقولي ان صوتي عذب وجميل.
معتصم: هو فعلا كده بس يظهر اننا كنا كل واحد في وادي ومش حسين ببعض.
معتز بالم: فعلا بقالنا فتره بعاد عن بعض من يوم ما مشيت ماما مديحه واحنا اتفرقنا المهم اننا رجعنا تاني لبعض وان شاء الله مش هنبعد تاني
معتصم: ان شاء الله.

معتز و قولي بقي ناوي تعمل ايه
معتصم بتفكير: مش عارف بفكر ارجع لدراستي واحاول اعوض اللي فاتني واسيب الشركه لمازن هو اصلا مش محتاجني هناك وماما خلاص هي حره تتجوز ماتتجوزش مش هتفرق هي من امتي كانت بتهتم بينا اصلا ماهي طول عمرها رمينا علي ماما مديحه.
معتز: حاول تلتمس لها عذر وتسمحها هي مهما ان كان امنا وده حقها علينا
معتصم بتعجب وحزن: انت اللي بتقول كده بعد كل اللي عرفته عنها؟!

تنهد معتز بالم قائلا: حتي لو كان واللي عملته كله وعملته عشان الفلوس كفايا ان ده كان السبب اننا اتربينا هنا مع ابونا واخونا وماما مديحه اجمل نعمه من ربنا لينا.
معتصم بحزن: في دي عندك حق يمكن لو كانت بعدتنا عن هنا كنا خسرنا الام الحقيقه لنا اللي عمرها ماحسستنا بفرق بينا وبين ابنها ولا عمرها زعلت حد فينا.

معتز:فعلا طول عمرها حبها زي حبها لفادي بالظبط عمري ما حسيت بفرق ابدا
معتصم بحزن: بس للاسف احنا طلعنا اندال وموقفناش جنبها هي وفادي في وقت ازمتهم.
معتز: ملوش لزوم الكلام ده دلوقتي المهم انك فوقت ورجعت هنفتح صفحه جديده وننسي كل اللي حصل ونرجع زي الاول واحسن كمان ايه رايك نتصل بيها دلوقتي هي وفادي نفرحها ونفرح احنا كمان لاننا محتاجين نسمع صوتها نحس انها معانا.

معتصم: عندك حق انا فعلا نفسي اسمع صوتها واحس انها معيا نفسي اترمي في حضنها واعيط.
تنهد معتز قائلا: وانا كمان وحشتني قوي ووحشني حضنها اللي كنت بستخبي فيه.
معتصم ببكاء: انا فاكر لما كنت اجري عليها وانا بعيط كانت تخدني في حضنها وتطبطب عليا.
معتز وهو يمسح دموعه: بقولك كفايا عياط بقي
انا اللي خايف عليه دلوقتي مازن خايف يعمل مشاكل عشان يوقف الجواز.

معتصم: معاك حق انا كمان خايف من ده وخايف من سعيد ده كمان ده شخص زباله ومش عارف مازن هيصدق انه كذاب ولا لاء
معتز: عندك حق لازم لمايرجع نكلمه ونشوف هيحصل ايه واللي عايزه ربنا هو اللي هيكون المهم دلوقتي هطلب ماما مديحه دي هتفرح قوي لما تسمع صوتك.

معتصم بحرج: بس انا مكسوف قوي هكلمها بانه وش بعد اللي حصل.
معتز: هي ماتعرفش اي حاجه وديما كانت تسالني عنكم وانا كنت بتحجج لها بانكو مشغولين.
معتصم: يلا بسرعه كلمها عشان هي وحشاني قوي يمكن لما اكلمه احس براحه شويه.

( وامتلأت عينه بالدموع)
معتز وقد امتلأت عينه بالدموع: لو كان ينفع كنت سافرت لها بس الحمد لله(وابتلع ريقه بالم) المهم هطلبها.
قام احضر هاتفه وفتحه وطلب الرقم كانت مديحه تقف في المطبخ ورات رقم معتز يرن عليها ففرحت وامسكت الهاتف وردت عليه
بسعاده قائله: معتز يا اه ياحبيبي وحشني قوي عامل ايه؟

معتز بابتسامه: الحمد لله وانت كمان وحشاني جدا ونفسي اشوفك انت وفادي امتي هترجعو بقي انتو وحشنا جدا ونفسنا نشوفكم قوي.
شعرت مديحه في صوته بالالم والحزن فتالمت لاجله وتنهدت قائله: خلاص هانت يا حبيبي.
معتز بحزن: امري لله اصبر بقي وخلاص بس في واحد حبيبك عايز يسلم عليكي.

مديحه بسعاده والدموع تملاء عينها: اكيد حد في اخوتك ادهولي وحشني جدا ونفسي اطمن عليهم.
اخذ معتصم الهاتف من معتز امسكه والدموع تسيل من عينيه قائلا: ايوه اذيك يا ماما مديحه وحشاني وحشاني قوي ونفسي اشوفك.
مديحه ببكاء: معتصم حبيبي انت كمان وحشني قوي وكنت قلقانه عليك قوي انت عامل ايه ومازن عامل ايه وليه صوتك حزين كده ياحبيبي؟
معتصم ببكاء: سامحيني ارجوكي سامحيني لاني مسالتش عنكم الفتره اللي فات انا اسف اروجكي سامحيني انا...

قاطعته مديحه ببكاء: ومين قال اني زعلانه منك حبيبي انا عمري مازعل منك ابدا يا حبيبي انت عارف انت واخواتك حته من قلبي عمري مازعل منكم ابدا انا كنت قلقانه عليكو وعايزه اطمن عليكو بس ده اهم حاجه عندي انكو تكونو بخير.
لم يستطع معتصم ان يكمل واعطي الهاتف لمعتز ووقع في الارض منهارا وانفجر في البكاء اخذ معتز الهاتف قائلا وهو يحاول منع نفسه من البكاء: ماما معلش معتصم محرج منك عشان مكنش بيكلمك الفتره اللي فاتت وعشان كده مقدرش يكمل كلام.

مديحه بخضه: هو تعبان فيه حاجه طمني عليه يا حبيبي ساب التليفون مره واحده كده ليه في ايه حصل؟
معتز بتردد: ما انا قولت لك هو محرج منك بس لكن هو كويس ومفهوش حاجه وهنبقا نكلمك تاني عشان نسلم علي فادي.
مديحه بقلق وحزن: طيب يا حبيبي هستنا اتصالك.

انهت مديحه المكالمه وانسالت الدموع من عينها فقلبها يتقطع من القلق عليهم ولكنها لا تعرف ماذا تفعل فلا يمكنها ترك فادي وهو في هذه الحاله ولن ترتاح وهذا القلق بداخلها ظلت تفكر في الامر وهي تحاول منع نفسها من البكاء حتي نادتها احدي العاملات قائله: الاكل جاهز.
تنهدت مديحه بالم ومسحت دموعها وقالت: اه طيب حطو علي السفره علي ما اروح اجيب فادي وحد يطلع ينده للدكتوره وعد من اوضتها.

وخرجت من المطبخ وذهبت الي غرفة فادي وقفت علي الباب للحظات تاخذ نفس وتخرجه كي تهدأ نفسها وتطفئ نار القلق بداخلها كي لا يشعر بها فادي وتزيد من المه اغمضت عينيها وفتحتهم ثم دقت الباب وفتحت ودخلت كان فادي يجلس علي كرسيه
مديحه: فادي حبيبي هتيجي تتغدي بره ولا اجبلك الاكل هنا؟

فادي: لاء يا ماما هاجي اكل بره اسبقيني انت وانا هحصلك.
مديحه: طب خليني جنبك عشان...
قاطعها قائلا: معلش سبيني عايز اتعود اتحرك في البيت لوحدي.
مديحه باستسلام: اللي يريحك حبيبي.

خرجت مديحه وقفت علي بعد مسافه من الباب تراقب فادي من بعيد كي لا يشعر بها ويغضب قام فادي وبدأ يتحرك ببطئ وهو يعد الخطي حتي وصل الي الباب وقف لحظه تذكر مكان الطاوله وتحرك في اتجاها حتي وصل اليها اقتربت منه مديحه وجذبت له كرسي قائلة: اقعد يا حبيبي شدتلك كرسي.
فادي: شكرا ليكي يا ماما بس بعد كده سيبني اعمل كل حاجه لوحدي عشان اتعود.

مديحه بالم: حاضر يا حبيبي.
وذهبت وجلست علي راس المإده بالقرب من فادي كانت وعد تنزل الدرج ورات كل ما حدث وسعدت به جدا اقتربت من الطاوله
وعد بابتسامه: السلام عليكم.
مديحه: عليكم السلام اقعدي يا بنتي.
وعد بابتسامه: حاضر.

وجلست بجوار مديحه من الجه المقابله لفادي وبدأو في تناول الطعام كانت المره الاولي التي ياكل فيها فادي وحده دون مساعدة والدته كان الامر صعب في البدايه مما اغضبه بعض الشئ ولكن تمالك نفسه واكمل طعامه كانت مديحه ووعد يتابعانه دون كلام او تدخل فبادرت وعد بالكلام كي تخفف التوتر
وعد: استاذنكم بعد الغدي هخرج شويه.
فادي بتعجب: تخرجي! هتروحي فين؟

وعد: هروح اصلي في الجامع القريب بحب الصلاه في الجامع.
فادي بابتسامه وشوق: ياه من زمان ماروحتش الجامع ممكن اروح معاكي؟
وعد بسعاده: اكيد طبعا ده شئ جميل.
مديحه بسعاده: وانا كمان اجي معاكم اصلي في الجامع انا كمان من زمان مصلتش في الجامع
وعد بسعاده: خلاص بعد ما نخلص غدا هتطلع اتوضي ونخرج علي طول عشان منتاخرش.

وبعد ان انتهو من الطعام صعدت وعد الي غرفتها توضأت واعادت لف حجابها ونزلت كان فادي ومديحه قد توضأا واستعدا وينتظرنها اقتربت منهم وقفت بجوار مديحه امسكت مديحه يد فادي وخرجا معا وخرجت وعد معهم كانت تسير بجوار مديحه حتي وصلو الي باب المسجد فراه رجل خمسيني ممتلئ بعض الشئ فهم انه لا يري فاقترب منه قائلا: ما تيجي معايا يا بني اتسند عليك.
تضايق فادي لشعوره بشفقة الرجل عليه لعجزه فاجاب قائلا: هو انت تعرفني؟

شعر الرجل بضيقه وفهم انه تضايق لشعوره بالعجز فارد ان يخفف الامر عنه قائلا: لاء يا بني بس محتاج حد اتسند عليه وانا داخل الجامع ولا اكمني تخين شويه مش هترضي.
شعر فادي بخجل من نفسه لضيقه من الرجل
فادي باحراج: لاء ابدا يا عم الحج بس انت شايف حالي يعني.

فاقترب منه الرجل وامسك يده قائلا: ماله حالك يا بني ده انت في نعمه علي الاقل مش شايف القرف اللي بنشوفه في الشوارع هات ايدك هات.
كانت مديحه ووعد يقفان بعيدا يريان ما يحدث وعندما اطمأنا انه سيدخل المسجد مع هذا الرجل ذهبتا الي مصلي السيدات ودخل فادي مع الرجل وبعد ساري بعض الخطوات داخل المسجد نظر الرجل اليه قائلا: معاك عمك شعبان قولي بقي اسم الكريم ايه؟

فادي: اسمي فادي يا عم شعبان.
شعبان بتعجب وهو ينظر للمسجد: هو مال الجامع مليان ناس ليه النهارده مش عاده يعني في صلاة العصر.
فادي: معرفش اسال حد من الناس.
دخلا الاثنان الي داخل المسجد واوقف شعبان فادي في احد الصفوف ووقف الي جواره
شعبان: انا هصلي ركعتين تحية المسجد.
فادي: وانا كمان.

وصلي الاثنان ركعتان تحية المسجد وجلسا الي جوار بعضهم فكان هناك رجل يجلس امامهم فناده شعبان قائلا: بقولك يا صالح هو مال المكان زحمه ليه النهارده؟
صالح وهو ينظر اليه هو وفادي: اصل شيخ الجامع قال ان في دكتوره هتكشف علي الناس مجنانا النهارده واللي محتاج علاج هتجبهوله واللي محتاج يسافر يتعالج في مصر هتبعته مستشفي تبعها.
فادي بتعجب: دي اكيد دكتوره وعد.
صالح: هو انت تعرفها وانت مين؟

فادي: ايوه انا فادي بدارن وهي الدكتوره اللي جايه عشان تعالجني.
شعبان بتعجب: انت ابن محمد بدران جوز الست مديحه؟
فادي: ايوه انت تعرفه؟
شعبان: الله يرحمه ده راجل محترم لما كنا بنبني الجامع كنا محتاجين مبلغ كبير ومعرفناش نلمه وكنا هنوقف بني الجامع فدفع هو كل المبلغ وعليه زياده ولما اقترحنا عليه اننا نكتب اسمه عليه رفض قال انا عايز اجره عند ربنا.

فادي بابتسامه: الله يرحمه (واكمل في عقله) هو ده بابا كان طول عمره اي حاجه فيها ثواب يجري عليها.
صالح: والدكتوره دي شاطره بقي علي كده؟
فادي بابتسامه: اعتقد انها شاطره جدا كمان.
اذن المؤذن اقامة الصلاه فقوقو جميعا استعدادو للصلاه وبعد ان انتهت الصلاه تجمع الناس عند الامام وخرج فادي هو وشعبان وعلي بعد خطوات من باب المسجد كانت والدة فادي تنتظره فقربه منها
شعبان: والدتك اه مستنياك هوصلك لها.
فادي: هي لوحدها مش كده.

شعبان: ايوه البنت اللي كانت معاها وانتو جاين مش معها.
فادي بابتسامه: متشكر ليك يا عم شعبان.
شعبان: اي وقت عايز تيجي تصلي تعالي هتلاقيني في الجامع انا هنا في كل صلا.
فادي: جزاك الله خيرا وان شاء الله اجي تاني.
اقتربا من مديحه التي اقتربت منهم وهزت راسها تحيه لشعبان قائلة: شكرا ليك.

شعبان: ربنا يباركلك فيه ويرحم ابوه ويكرمك بحق الخير اللي بتعمليه لكل اهل العزبه.
مديحه: دول اهلي وده اقل واجب لهم.
شعبان: ربنا يكرمك ويفرحك بابنك سلام عليكم انا.
فادي: وعليكو من السلام يا عم شعبان.
ذهب شعبان وامسكت مديحه يد فادي وتحركا خطوتنان
فادي: امال فين وعد؟

مديحه: هتكشف علي الناس في الجامع وهتسفر مجموعه منهم يتعالجو بكره سبتاها معاهم عشان بعد ما تخلص هتشوف الرجاله.
فادي بضيق: هتكشف علي الرجاله؟
مديحه بابتسامه متعجبه من سؤاله: ما هو ده شغلها وبعدين هي بتكشف علي اللي عنده مشكله في عنيه بس انما اي حاجه تانيه بتكلم دكتور تاني هو بيرد علي الناس ويسمع منهم الكل جوه بيدعي لها وانا اقترحت عليها اني اسفر انا كل اللي محتاج يسافر وهي وافقت.

فادي بابتسامه: انسانه جميله قوي الدكتوره وعد دي يا امي ايه رايك نقعد في الجنينه نستنها لحد ما تخلص وترجع.
مديحه بابتسامه فرحه من كلام فادي: وماله يا حبيبي.
فدخلا الاثنان وجلسا في الحديقه ينتظران وعد
مديحه بسعاده: حاسه ان فيك حاجه متغيره.

فادي بابتسامه: فعلا جويا احساس جميل قوي فهمت معني كلام وعد لما قالت ان فاقد البصر بيشوف بقلبه حاسس فعلا اني شايف بقلبي.
مديحه بسعاده: الحمد لله يا حبيبي انا مبسوطه عشان نفسيتك اتحسنت كتير.

مديحه بتذكر: اه افتكرت معتز اتصل وكان عايز يكلمك هو ومعتصم.
فادي بتعجب: معتصم ايه اللي فكرو بيه عموما لما يكلموكي تاني ابقي ادهملي اكلمهم.
مديحه: طيب ماشي.
اكملت في عقلها: يا تري انتو عاملين ايه وكنت بتعيط ليه يا معتصم قلبي وجعني عليكو ونفسي اطمن عليكو ولولا اني خايفه فادي يزعل لو قلتلكم اننا رجعنا كنت قولت.

تضايق فادي عندما ذكرت اخوته فهذا ذكره بتخليهم عنه وتركهم له في وقت محنته
فادي: بقولك ايه انا زهقت يلا ندخل جوا واضح ان وعد هتتاخر وانا عايز ادخل ارتاح.
مديحه بتنبه: هاه اه يلا بينا يا حبيبي.
امسكت يده ودخلا معا جلسا في غرفة فادي وهو متضايق وحزين

بعد ان انتهي معتز من المكالمه حاول تهدأة معتصم الذي كان يبكي بحرقه وندم
معتز ببكاء: معتصم كفايا عياط بقي حرام عليك نفسك ماما مديحه طيبه واكيد هي مسمحاك.
معتصم ببكاء شديد: انا عارف وهو ده اللي وجعني اكتر انها سامحتني حتي من غير ما تعرف ايه اللي عملته.

معتز ببكاء: هي دي ماما مديحه طول عمرها بتحبنا وتسامحنا حتي اكتر من امنا انا عايزك تبطل عياط وتفوق لنفسك لازم ترجع لدرستك وتصلح كل اخطأك.
معتصم ببكاء: عندك حق انا لازم ارجع تاني للطريق الصحيح واصلح كل اخطائي.
معتز: طب يلا قوم اغسل وشك وتعالي ننزل نجيب حاجه ناكلها ونطلع ناكل ونقعد نذاكر
معتصم وهو يمسح دموعه: هقوم اغسل وشي بس انا مش عايز اكل.

معتز: خلاص مش لازم اكل اغسل وشك ننزل نجيب كتبك وتقعد تذاكر معايا عشان تلحق وقتك الامتحانات قربت خلاص.
معتصم: عندك حق.
قام معتصم غسل وجهه ونزل هو ومعتز واحضرا كتب معتصم وصعدا الي الغرفه وجلسا يذاكرا كلا منهم في كتبه ولم يشعرا بالوقت حتي استمعا لصوت شجار بين مازن وناديه فخرجا مسرعين من الغرفا وبدأا يتابعا الشجار من الاعلي.

مازن بغضب: استني هنا انت رايحه فين انت هتتجوزي بجد خلاص مبقناش فرقين معاكي للدرجه دي؟
ناديه بغضب: بقولك ايه مبقاش في العمر قد اللي راح كفايا عليكو كده عايزه الحق اللي باقي وبعدين انت كبرتو خلاص مش محتجاني في حاجه.
مازن بغضب وهو يجز علي اسنانه: ومفكرتيش في فضيحتنا قدام الناس.

ناديه بغضب: فضيحه ايه هو انا هروح اشتغل رقاصه انا هتجوز علي سنة الله ورسوله وكمان خلاص ملوش لزوم اي كلام انا خلاص اشتريت الشقه اللي هتجوز فيها والفرح الخميس الجاي عايز تيجي انت واخوتك تحضرو فرحي اهلا وسهلا مش عايز براحتكو.
مازن بغضب اكبر وهو يقبض علي يده من شدة الغضب: فرح ايه اللي هتعمليه في سنك ده انت عايزه تفرجي الناس عليكي.

صفعته ناديه علي وجهه صفعه قويه قائلة: احترم نفسك سن ايه اللي بتتكلم عنه انا لسه صغيره معجزتش يعني وبعدين ده ابسط حقوقي مش كفايا ابوك معمليش فرح حتي الليله اللي بتستنها كل بنت حرمني منها.
مازن بغضب اكبر وهو يزيد من قبضته علي يده: هو مش ده اختيارك وحلمك اللي كنتي عايزه تحققيه زعلانه منه ليه دلوقتي.

ناديه بضيق: وخلاص حققت كل اللي كنت بتمناه ودلوقتي جه الوقت اللي هستمتع فيه بكل اللي عملته وبعدين ما انتو كمان كسبتو معايا وانت اكتر واحد كسبان واخد الشركه كلها لك ولا فاكر اني معرفش انك طيرت معتصم هو كمان وبقيت انت الكل في الكل هناك.
مازن بغضب: قصدك اني بسرق اخوتي زي ما هما بيقولو صح؟

ناديه: ايوه بتسرقهم وبعدين انت حر انت وهما ماتوجعش دماغي بقي سبني وريا حاجات كتير لسه معملتهاش.
مازن بغضب وهو يحطم بعض الفازات في البهو ويخبط بقبضة يده علي الحيطان: اه اه اه انت بتعملي كده ليه حرام عليكي تضيعي كل حاجه.
ناديه ببرود وهي تتحرك ناحية غرفتها: بقولك ايه انسي ان لك ام اسمها ناديه اوف بقي حاجه تقرف.

دخلت غرفتها واغلقت بابها ظل هو واقف بغضب يكسر في الفازات ويخبط في الحيطان بقبضة يده فنزل بسرعه معتز ومعتصم وامسكا به يحاولا تهدتأته
معتز: اعقل بقي وبطل جنان هي خلاص خدت قرارها ومش هترجع فيه افهم بقي.
معتصم: فعلا عندو حقك ملوش لزوم اللي بتعمله ده وهي في الاخر بردو امنا وماينفعش غضبك ده.

مازن بغضب: ايهههههههههه انتو اتفقتو عليا ولا ايه ولا اخدتو منها رشوه.
معتز بغضب: عيب الكلام ده احنا عايزنك تفهم ان اللي انت بتعمله ده هو اللي هيعمل لنا فضيحه وهيفرج علينا الناس.
مازن بغضب وهو يضرب قبضه في الحائط: واحده في سنها هتتجوز وتعمل عروسه عايز ايه هو في فضيحه اكتر من كده؟
معتصم بغضب: يعني انت لما تتخانق وتزعق هي هترجع عن قرارها فكر بعقلك بلاش جنان.

مازن بغضب: عندك حق هفكر بعقل وابطل جنان انا عارف هعمل ايه اوعي من سكتي انت وهو.
ودفعهم وخرج مسرعا وهو في حالة غضب شديد فلحقا به معتز ومعتصم وامسكا به في حديقة الفيلا
معتز بغضب: انت رايح فين وهتعمل ايه؟
مازن بغضب: هروح اقتل عريس الغفله بتاعها وتوريني هتتجوزه ازي.

معتصم بغضب: انت اتجننت تضيع مستقبلك عشان واحد زي ده.
معتز بغضب: وبعدين اش ضمنك انها ماتتجوزسش واحد تاني ايه هترح تقتله بردو هتشتغل بلطجي.
معتصم: ولا عايز تقضي بقيت عمرك في السجن.
تنبه مازن لكلامهم وانهم محقين فوقف مكانه وظل صامتا للحظات ثم قال: عندكو حق انا هسكت معنديش حل تاني.
معتز: ايوه كده اعقل وتعالي ندخل جوه كفايا فضايح.

مازن وهو يجز علي اسنانه ويقبض علي يده: هو انتو لسه شوفتو فضايح الفضايح كلها جايه.
وكان ينظر بنظرات كلها غضب وكانه يخطط لشئ ما او يدبر امرا
معتصم: طب يلا ندخل وبعد كده يحلها ربنا.

دخلا الثلاثه الي الفيلا دخل مازن الي غرفته وهو غاضب وصعدا معتز ومعتصم الي غرفة فادي نظر معتز الي معتصم قائلا بقلق شديد: انا مش مستريح لطريقة كلام مازن وخايف يعمل حاجه مجنونه ويودي نفسه في داهيه.
معتصم بقلق: وانا كمان مش مطمن لطريقة كلامه وحاسس انه ناوي علي نيه سوده ربنا يستر وما يعملش لنا مشكله كبيره..

 تااااابع ◄