-->

رواية أسمى معاني الغرام الفصل السابع

 

 دخلت مديحه لفادي وهي تشعر بقلق شديد فهي لا تعرف ما الذي سيحدث جلست بجوار فادي كان فادي يجلس علي كرسي وهي بجواره علي طرف السرير امسكت يده وربطت عليها


فادي بابتسامه يحاول ان يداري خوفه: ماتخفيش ياست الكل ربنا معنا وبعدين حتي لو قالو مش هينفع علاج تاني انا مش هيأس وهكمل وهروح مستشفي واتنين.

تنهدت مديحه: اكيد يا حبيبي مين قال اني هيأس انا بس مابحبش الانتظار.
دخلا الطبيب المصري والالماني
الطبيب الالماني(وليم ) بابتسامه: كيف حالك سيد فادي.
فادي: الحمد لله بخير.
وليم: مستعد لفك الرباط انت تعلم انك لن تري ولكن سنعرف هل العلاج يجدي نفعا ام لا.
فادي بقلق: انا املي ان الامر سينجح ولن ايأس ابدآ.
وليم: هذا جيد اذآ لنبدأ.

بدأ الطبيب الالماني في فك الرباط من علي عين فادي.
وليم: عندما انتهي افتح عينيك واخبرني ان رايت اي ضوء حتي ولو ضعيف جدا.
فادي بتوتر شديد: حسنا سافعل.
انتهي الطبيب من فك الرباط فتح فادي عينه بخوف شديد وبدأ يحرك راسه حركه بطيئه
وليم: هل تري اي ضوء؟
فادي بتوتر: لا اعرف لا اظن ان ما اره ضوء انه يشبه الضباب وليس ضوء وكان الظلام يتحرك فقط.

وليم ببعض التفكير: هذا امر غريب ولكن اعتقد انه مبشر بالخير استرح اليوم وغدا ساقوم ببعض الاشعات والفحوصات للتاكد لتكملة رحلة العلاج
فادي بقلق: اذن ساكمل العلاج وهناك امل.
الطبيب بتفكير: اعتقد ذلك.
مديحه بقلق: فادي قولي الدكتور قالك ايه؟
فادي بقلق: الحمد لله طمني وقالي اننا هنكمل العلاج.
مديحه: الحمد لله... الحمد لله دا انا كنت هموت من القلق.
وليم: ساذهب الان وارتاح انت سيد فادي.

خرج الطبيب الالماني مع الطبيب المصري من الغرفه وساري وهم يتحدثان
الطبيب المصري(سمير): اشعر انك لم تخبره بالحقيقه.
وليم: لم اقابل حاله مثل ذلك في العاده يري المريض بعض الضوء الخافت او مثل الوميض لكن ضباب هذا غريب وغير مفهوم.
سمير: اتظن ان الفحص سيفيد؟
وليم: قد يكشف لنا بعض الاشياء ولكن لا تخبره ولا تخبر والدته ساتصل بطبيب صديق لي امريكي قد يفدني في الامر.
سمير: اطمأن لن اخبرهم بشئ.

شعر سمير بصعوبة الامر فعندما يحين الوقت كيف سيخبرهم به.
دخلت مديحه توضأت وصلت ركعتين شكر لله ودخل فادي هو الاخر توضأ وصلا ركعتين شكر لله وبعد ان انتهي جلس علي المصلي ونادي علي والدته
فادي: تعالي يا ماما اقعدي جنبي ندعي لبابا.
ابتسمت مديحه وجلست بجوار فادي وبدأ يدعي وهي تؤمن عليه وبعد ان انتهيا رن هاتف فادي فامسكته مديحه ونظرت به
مديحه بابتسامه: ده معتز اكيد بيتصل عشان يطمن عليك.
فادي: افتحي عليه وشغلي الاسبيكار
فتحت مديحه الهاتف وشغلت مكبر الصوت
معتز: السلام عليكم ازيك يا فادي عامل ايه؟

فادي: الحمد لله فكيت الرباط والدكتور قالي في امل وهكمل العلاج.
معتز: الحمد لله ربنا يتم شفاك علي خير وماما مديحه عامله ايه وحشاني جدا.
مديحه: تسلم يا حبيبي انت كمان واحشني هانت اهو قربنا نخلص ونرجع.
معتز: ازيك يا ماما وحشتيني جدا يا رب يشفي فادي وترجعو بالسلامه مشتاق لكم قوي.

مديحه: وربنا يسمع منك يا حبيبي واخواتك عاملين ايه محدش منهم بيسال ولا بيرد علي التليفون ليه حد منهم تعبان
معتز بلجلجه: لاء ابدا كلهم بخير بس انت عارفه شغل الشركه كبير عليهم ومحتاسين فيه بس اول ما يفضو اكيد هيتصلو.
مديحه: ربنا يصلح لهم حالهم يارب.
معتز: طب عايزه مني حاجه هقفل بقي عشان عندي مذاكره كتير النهارده.
مديحه: تسلم حبيبي يارب.
فادي: مع السلامه يا معتز.

اغلقت مديحه الهاتف وشردت قليلا
فادي: ماما انا قلقان علي اخواتي خايف يكون حصل لهم حاجه ومعتز مش بيقول (واكمل في عقله) او تكون ناديه قدرت تغيرهم من ناحيتي ولو ده حصل مش عارف هعمل ايه؟
مديحه بشرود: مش عارفه يا بني ربنا يستر.
فادي بقلق: ربنا يستر.

مديحه: يلا تعالي ريح كده علي السرير عشان بكره عندك يوم طويل فحص واشاعات.
فادي: حاضر انا اصلا عايز انام القلق مخلنيش انام كويس وانت كمان نميلك شويه.
مديحه بشرود: حاضر (في عقلها) يا تري فيكو ايه يا ولادي قلقانه عليكو محدش بيتصل ولا يسال غير معتز وحتي ناديه بتتصل كل فتره طويله يارب ما توجع قلبي علي حد منهم يارب.
استلقي فادي علي سريره ليرتاح وظلت الافكار تجول براسه ولكنه قرر طردها حتي لا يظلم احد وجلست مديحه بجواره لبعض الوقت.

انهي معتز المكالمه وخرج مفزوعا من غرفة فادي فهو ينام بها منذ سفر فادي علي صوت شجار بين مازن ومعتصم وقف ينظر عليهم من الاعلي ويري ما يحدث بحزن والم علي حالهم.
مازن بحده: انت يا سي معتصم ممكن اعرف سبت الشغل وروحت بدري ليه النهارده؟
معتصم ببرود: واقعد اعمل ايه انت مش بتعمل كل حاجه وحاطتني علي الهامش سبني بقي اعيش حياتي.

مازن بغضب: يعني ايه اسيبك تعيش حياتك وبعدين ايه المسخره اللي انت فيها دي صايع مع البنت السكرتيره وكل شويه حد يدخل المكتب يلاقيك نازل فيها بوس ايه قلة الادب دي ده مكان شغل ما ينفعش الكلام ده.
معتصم ببرود: ما انا عشان كده خدتها وخرجت بره الشركه.
مازن بغضب: دي مش بتحبك دي بتتسلي معاك.
معتصم: وانا كمان بتسلي معها هو انت مفكر اني احب واحده زي دي اهو بضيع وقت.

مازن بغضب: اه بتضيع وقت والهديا اللي عمال تجبها لها كل شويه هديه الماظ ده يطلع ايه بقي؟
معتصم: مش لازم ادفع لها مقابل اللي باخده منها ولا ده ببلاش.
مازن بغضب: ولوزمه ايه ده يعني وبعدين انا هلاقيه منك ولا من امك اللي كل يوم في النادي مع واحد شكل.
معتصم ببرود: بقولك ايه ماتوجعش دماغي انا خارج اسهر مع اصحابي مش عايز دوشه.
مازن بغضب: انت معندكش دم بقولك امك كل يوم مع واحد وهتخرج تسهر عادي.

معتصم بزهق: امك مش عيله صغيره وبعدين انت عايز مني ايه ما كل ما اتكلم معها تقعد تقولي ضيعت عمري عليكو واتحملت عشانكم الكلمتين اللي بتقولهم لنا من يوم ما وعينا علي الدنيا وعايزه تلحق تعيش الباقي.
مازن بغضب: وشغل الشركه رميه كله عليه ليه؟

معتصم بغضب: انا زهقت منك ومن كلامك كفايا بقي مش انت اللي اخترت ده كل ما اجي اقولك علي حاجه في الشغل ترفض سبتهولك انت وسعيد بتاعك وامك اهي عندك ان عرفت ترجعها عن اللي هي فيها روح ومتوجعش دماغي انا بقي هعيش حياتي بالطول والعرض مليش دعوه بحاجه ايكش تخرب علي دماغكو كلكو.

وتركه وخرج بعصبيه فهو ناقم علي حياته وعلي ماوصل اليه فبداخله حرب كيف له ان يصدق ما قالته امه وهو لم يري اي شئ منه وكيف يكذب امه التي كان يرها مثال للام المضحيه قابل والدته عند الباب تركها وذهب وهو يتحشي النظر اليها فهي لم تعد الام التي كان يرها مثلا للتضحيه لاجل اولادها فنادت عليه فاشار لها بيده دون ان ينظر لها واكمل طريقه فدخلت وهي غاضبه وجدت مازن ينتظرها وينظر لها بغضب فهي ترتدي بنطال ضيق وعليها بلوزه ضيقه جدا تكاد تبرز ما تحتها وتضع الكثير من مساحيق التجميل.

مازن بغضب: انت كنتي فين وايه اللي لبساه ده! ده لا قيمتك ولا سنك وايه كل المكياج ده.
ناديه بغضب: وانت مالك انا حره في حياتي وبعدين ايه اللي وحش في لبسي ماكل الستات لبسه كده جات عليا.
مازن بغضب: يعني ملبستهوش وانت صغيره وشابه جايه تلبسيه دلوقتي انت كده بتهزقينا قدام الناس وكمان كل ما اروح النادي القيكي قاعده مع واحد شكل شكلنا بقي وحش جدا.

ناديه بغضب: ايه التخلف والرجعيه دي هو انا قاعده معاهم في مكان مقفول انا قاعده في مكان عام(بتباهي) وبعدين دول بيجو يبدو اعجبهم بجمال ورشاقتي.
مازن بغضب اكبر: تخلف ايه ورجعية ايه وانت ازي تسمحي لهم انهم يقول لك كده ومدام كده بقي قولي لهم انت عامله كام عمليه تجميل في الكام شهر اللي فاتو عشان ترجعي شباب.

ناديه بغضب: ايه قلة الادب دي عمليات ايه اللي عملتها دول كانو مجرد حاجات بسيطه وبعدين خليك في شغلك وملكش دعوه بيا مفهوم ومتنساش اني ضيعت عمري عشانكم ودفنت نفسي هنا ودلوقتي من حقي اني اعيش.
مازن بغضب: ماشي عيشي حقك بس انا مبقتش فاهم حاجه وتعبت احنا ايه اللي جرا لنا واحد اصبح كانه مش عايش معنا بيتفرج من بعيد (وكان يشير علي معتز في الاعلي) والثاني كل يوم سهر وسرمحه وصايع مع بنت زباله وانت كل يوم في النادي طول النهار وانا موحول في الشركه لوحدي انا زهقت من العيشه القرف دي.

وتركها وخرج وهو في حاله عصبيه وغضب ودخلت هي الاخري الي غرفتها وهي غاضبه ايضا كان معتز يشاهد كل ما حدث من الاعلي فاغمض عينه في الم ولف ونظر الي غرفة والده وشعر كأن والده امامه ينظر اليه في عتاب فتأطأ راسه الي الاسفل في خجل مما ال اليه حال اخوته ودخل غرفة فادي جلس علي السرير وانفجر في البكاء وهو يقول في نفسه: اسف يا بابا اسف كل حاجه ضاعت وانا مش عارف اعمل ايه مفيش بأيدي حاجه ولا اقدر اعمل شئ سامحني ارجوك فينك يا ماما مديحه محتاج لحضنك استخبي فيه محتاج لايدك يا فادي تمسح دموعي وتخفف المي.
وظل يبكي حتي نام من كثرة البكاء

في الصباح استيقظت مديحه وفادي توضأا وصلا الفجر وبعد ان انتهيا من الصلاه دق باب الغرفه اتي الطبيب سمير
سمير: يلا يا استاذ فادي هيجلك الفطار دلوقتي تفطر عشان نبدأ الفحص.
فادي: تمام.
خرج الطبيب واتت احدي الممرضات ووضعت لهم الطعام وذهبت جلست مديحه الي جوار فادي واطعمته
فادي: انا شبعت افطري انت بقي.
مديحه: هاكل وانت بتعمل الفحص.

دق الباب اتي سمير واخذ فادي وبدأ الفحص ومر باكثر من جهاز لفحص عينيه وبعد ان انتهي اعاده سمير الي غرفته وعاد يتحدث من الطبيب الالماني عن الحاله
سمير: كيف تري الحاله بعد الفحص؟
وليم بحيره: لا اعمل لكني ارسلت تقارير لصديقي جونسون في امريكا فهو قد اخبرني انه عالج حاله بهذا الشكل من قبل.
سمير: ومتي سيجيب عليك؟

وليم: اعتقد بعد قليل ولو انه اخبرني ان باستطاعته علاجه فيجب ان يسافر له فادي.
سمير: ساخبرهم انا بالامر ولا اعتقد انهم سيرفضون.
وليم: جيد ابقي معي قليلا حتي ياتي الرد.

اتت رساله علي هاتف وليم فنظر بها وقرأها ونظر الي سمير قائلا: جيد قال جونسون انه قد يستطيع فهو الاخر متعجب من الحاله اخبر فادي وابدأو في الاجرأت فقد اخبرني جونسون ان الافضل الاسراع.
سمير: ساذهب لهم الان واخبرهم وابدأ اجرأتي للسفر خلال ساعات.
وليم: هذا جيد.
ذهب سمير الي فادي ووالدته واخبره بكلام الطبيب فوافقا علي السفر وخلال ساعات كان فادي ووالدته في امريكا ليبدأ رحلة علاج جديده

استيفظ معتز في الفجر توضأ وصلا وجلس يدعو الله ان يصلح حال اخوته ويعيدهم الي الطريق الصحيح ثم قام وجلس علي السرير وامسك راسه من الالم.
معتز لنفسه: اه ايه الصداع ده انا لازم اهتم بدروسي ومش هضيع زيهم انا مش قادر اساعدهم بس علي الاقل افضل انا في الطريق الصح ولما يرجع فادي وماما مديحه يبقي يحلها ربنا مفيش بأيدي حل تاني انا حاسس بيهم كل واحد فيهم تعبان موجوع من جواه.

وقام وجلس علي المكتب وبدأ يذاكر اما مازن ومعتصم ذهبا الي الشركه كل واحد بسيارته فكل واحد منهم اشتري له سياره ففادي كان يرفض شراء سيارات لهم لخوفه عليهم وكان يقول لهم انه سيشريها لهم عند التخرج من الجامعه دخل مازن الي مكتبه وبدأ يقرأ المستندات علي مكتبه ويتابع عمله وامسك هاتفه واتصل بمعتصم الذي كان يجلس في مكتبه ويضع قدمه علي المكتب ويسند راسه علي الكرسي ومغمض العينين وعندما سمع الهاتف التقته ببرود وفتحه ووضعه علي اذونه دون كلام.

مازن بعصبيه: انت فين يا سي معتصم تعالي عشان نشوف اللي ورانا.
معتصم ببرود وهو مغمض عينه: بقولك ايه اعمل اللي عايزه ومتوجعش دماغي.
دخلت السكرتيره من الباب وبدأت تتمشي بدلع حتي اقتربت من المكتب فاشار لها معتصم ان تاتي اليه
مازن بغضب: انت روحت فين رد عليا؟
معتصم: بقولك ايه روح دلوقتي انا مش فاضيلك دلوقتي سلام.

و انهي المكالمه واغلق الهاتف مما اغضب مازن فوضع الهاتف علي المكتب بغضب وتحرك ليذهب اليه فقابله المحامي سعيد علي الباب فوقف مكانه
مازن ويبدو عليه الغضب: اهلا استاذ سعيد.
سعيد: ايه في ايه مالك شكلك زعلان ومتضايق.
مازن بغضب:سي معتصم سايب عليا الشغل كله ومش سال في حاجه.
سعيد: ودي حاجه تزعل دي فرصه تبقي كل حاجه في ايدك انت وتتحكم في الكل.

مازن بتفكير: تصدق فكره بردو (واكمل في عقله) صح يبقي كده هو اتنازل عن حقه وبقي حقي انا.
سعيد: سيبك يلا نقعد جايبلك شغل حلو قوي هيكبر الشركه ويرفعها فوق اقعد اشرحلك شوف ايه اللي تعمله
مازن: ماشي يلا بينا.
جلس مازن مع سعيد وظلا يتحدثان لبعض الوقت وفي المساء ذهب سعيد الي مكتبه وبعد ان دخل وجلس اتي اليه رجل في عقده الرابع يرتدي بدله ويسير بتكبر وعجرفه وجلس امامه علي الكرسي بجوار المكتب.

سعيد: اهلا استاذ شهاب منور مكتبي.
شهاب بكبر: اهلا بيك خير طلبتني ليه؟
سعيد: عايزك في شغل كالعاده.
شهاب بكبر: في فلوس كويس ولا زي اخر مره هتطلع معهاش فلوس وما ينوبني الا تضيع وقتي.

سعيد: لاء مش هتضيع وقت دي واحده فكره نفسها لسه نغه وعايزه تتدلع يعني وهتديك عنيها وكل اللي تعوذه بس انت كتر من الكلام الحلو.
شهاب بتفكير: ان كان كده ماشي هوقعها لك في يومين.
سعيد: لاء براحتك خالص وعلي اقل من مهلك لاعبها وخلي بالك دي مش سهله.
شهاب: اموت انا في النوع ده من الستات سبهالي وانا هسويها علي نار هاديه.

سعيد: والمره دي مش هاخد من حاجه كل اللي تاخده حلال عليك.
شهاب: خلاص اتفقنا.
سعيد بمكر وخبث بصوت خفيض: وبكده يبقي كل الخيوط في ايدي انا اللي هبقي متحكم.
وكان ينظر بمكر وخبث.

بعد مرور خمسة اشهر.
كانت مديحه تقف امام غرفة العمليات وهي في حالة قلق شديد خرج الطبيب سمير من الداخل اسرعت اليه مديحه
مديحه بقلق: هاه يا دكتور فادي هايخرج امتي؟
سمير: خلاص دقائق ويخرج.
مديحه بقلق: طب والنتيجه هيشوف ولا...

سمير: مانعرفش هو كل اللي عملنا من خمس شهور من ساعت ما جينا المستشفي خطوات في طريق الشفا لكن الشفا من عند ربنا.
مديحه بقلق اكبر: انا فاهمه بس عايزه اعرف لاني مبقاش فيا حيل ولا نفس لصدمات تاني.
سمير يتردد: مقدرش اقولك اه ولا لاء لما نفك الشاش من علي عينه هنعرف.

شعرت مديحه بالقلق في صوته وكلماته وشعرت انه لا يريد ان يصدمها فانقبض قلبها وشعرت بالم شديد في صدرها فلاحظ سمير عليها ذلك.
سمير بقلق: مدام مديحه انت كويسه شكلك تعبان
مديحه وهي تتنفس بصعوبه: مش عارفه مش قادره اخد نفسي وحاسه ان روحي بتروح مني.

سمير: طب تعالي معايا اخلي الدكتور يكشف عليكي
مديحه بصوت ضعيف: لاء انا كويسه بس هو القلق والخوف يظهر ان قلبي مبقاش متحمل الانتظار.
جلست مديحه علي احد الكراسي
سمير: طب خدي نفس وخرجيه كذا مره هيهديكي شويه.

بدأت مديحه تاخذ نفس وتخرجه حتي بدأت تهدأ اغمضت عينها وسندت ظهرها علي الحائط لحظات وخرج فادي علي السرير النقال فقامت ونظرت عليها
مديحه بقلق: فادي حبيبي هو صاحي ولا نايم.
سمير: ماتقلقيش هو واخد بنج كلي العمليه المره دي كبيره.
مديحه بخوف: ربنا يشفيه يارب ويرد له بصره.

تحركت مديحه مع السرير حتي وصل الي الغرفه وضعوه علي السرير
سمير: متقلقيش قدامه شويه علي ما يفوق.
مديحه: هو هيفك الرباط من علي عينه امتي؟
سمير: بعد خمس ايام.
مديحه: ربنا يهون الايام دي علي خير.

ظلت بجواره حتي افاق ومرت الخمس ايام عليها كانها دهر من العمر فساعات الانتظار صعبه جدا والذي زاد الامر سوء حالة فادي النفسيه التي اصبحت سيئه جدا.
فادي بتوتر وقلق: هو الدكتور هيجي امتي يفك الرباط ده من علي عيني؟
مديحه بتوتر: شويه وجاي يا حبيبي اهدي كده ربنا كريم.
فادي بتوتر: ان شاء الله... ان شاء الله.

وبعد بعض الوقت اتي الطبيب الامريكي جونسون ومعه الطبيب المصري ودخلا الغرفه
جونسون: كيف حالك فادي؟
فادي بتوتر: بخير ولكن لا احب الانتظار واشعر بان الوقت لا يتحرك وهذا صعب جدا.
جونسون: اعلم ولكن الامر ليس بالهين واصابتك كانت صعبه.

فادي بتوتر: اعلم ولكنك اخبرتني ان هذه اخر عمليه واما ان اشفي وينتهي بي الحال كشخص اعمي لبقية حياتي.
جونسون: لم اقصد هذا بالضبط.
فادي بتوتر: ليس مهم فك هذا الرباط فلا اريد الانتظار اكثر من ذلك.

شعر الطبيب بالياس في كلمات فادي فتضايق وبدأ يفك الرباط دون اي كلام كانت مديحه هي الاخري تقف تنظر اليه وقلبها يكاد يقف من الخوف والقلق وبعد ان انتهي ظل فادي مغمض عينيه ولم يفتحها كان قلبه يدق بسرعه رهيبه ويتنفس بصعوبه شديده.
كان الطبيب المصري والامريكي ومديحه ينظرون له بترقب ويريان التوتر الشديد عليه والخوف
جونسون بترقب: هل تري شئ؟

ظل فادي مغمض عينيه ولم يفتحهم بعد
سمير بقلق: استاذ فادي افتح عنيك لوسمحت.
كان داخل فادي مشاعر مختلطه من الخوف والياس فهو خائف من يكمل حياته في هذا الظلام فهو لم يصدق كلام الطبيب فهو يعلم انه يهدأه فقط.
اخذ فادي نفس عميق واخرجه واخذ نفس اخر واخرجه وبدأ يفتح عينيه ببطئ.
شعر الطبيب بالياس في كلمات فادي فتضايق وبدأ يفك الرباط دون اي كلام كانت مديحه هي الاخري تقف تنظر اليه وقلبها يكاد يقف من الخوف والقلق وبعد ان انتهي ظل فادي مغمض عينيه ولم يفتحها كان قلبه يدق بسرعه رهيبه ويتنفس بصعوبه شديده.
كان الطبيب المصري والامريكي ومديحه ينظرون له بترقب ويريان التوتر الشديد عليه والخوف
جونسون بترقب: هلا فتحت عينك لتخبرنا ان كنت تري ام لا؟

ظل فادي مغمض عينيه ولم يفتحهم بعد
سمير بقلق: استاذ فادي افتح عنيك لوسمحت.
اخذ فادي نفس عميق واخرجه واخذ نفس اخر واخرجه فهو خائف من الصدمه بدأ يفتح عينيه ببطئ شديد حتي فتحها كامله ثم اغلقها مره اخري وفتحها للحظات واغلقها وقبض علي يده وهو يجز علي اسنانه لاحظ الكل عليه الغضب الشديد
جونسون: هل تري شئ؟

مديحه بقلق ورعب: فادي حبيبي انت شايف... ولا...
ولم تكمل وظلت تنظر له وهي تتالم بشده
فادي بغضب: لاء مش شايف مش شايف الضلمه زي ما هي السواد هو هو مفيش تغير الليل اللي عايش فيه يظهر ملوش نهار انا تعبت تعبت تعبت.
ووضع يده علي راسه واسك شعره بقوه وهو يهز راسه من الغضب.
مديحه بصدمه والم وهي تضع يدها علي صدرها: اه... اه... لاء لاء...

ووقعت في الارض فاسرع اليها فادي وهو يتبع الصوت ويتحسس حتي وصل اليها وحملها واسرع اليه سمير وجونسون وساعدا حتي وضعها علي السرير واستدعي جنسون طبيب اخر بسرعه اتي الطيب وبعد ان فحصها قرر نقلها الي العنايه بسرعه اتت الممرضات واخذوها علي السرير النقال الي غرفة العنايه كان فادي يسير خلف السرير وهو يبكي بكاء شديد كان سمير معه يمسك به
سمير بحزن عليه: فادي ارجوك روح اوضتك انت محتاج ترتاح انت لسه خارج من عمليه واللي بتعمله ده غلط.
فادي ببكاء شديد: انا السبب في اللي هي فيه ومش هتحرك من هنا الا وهي معايا فمتتعبش نفسك.

سمير بحزن: اللي بتعمله ده مش هيفيد بحاجه الدكتور قال ان ده ارهاق شديد وان اعصبها ما اتحملتش القلق اللي اتعرضت له وهي هتفضل جوي لبكره عشان ترتاح مش اكتر.
فادي ببكاء شديد: انا مش هتحرك من هنا الا وهي معايا فمتتعبش نفسك.
شعر سمير ان لا فائده من كلامه فذهب الي الطبيب الامريكي وتحدث اليه
سمير: اخاف من بكاء فادي قد يضر بالجراحه وقد ياخر الحاله اكثر.

جونسون: فعلا هذا قد يضر وياخر الحاله اكثر وقد بقي خطواط بسيطه للشفاء.
سمير: ما رايك ان نخرج والدته ونبقيها معه في غرفته فهذا قد يهدأه.
جونسون: لا مشكله اذهب الي الطبيب وتحدث اليه واظن انه لن يرفض.
فهز سمير راسه بالموافقه وذهب الي الطبيب واخبره بالامر فوفق ولم يعترض فذهب الي فادي واخبره.
سمير: استاذ فادي اتفضل معايا هوديك اوضتك و...

فقاطعه فادي قائلا وهو يبكي: قولتلك مش هتحرك من هنا الا وماما معايا.
سمير بهدوء: لو سبتني اكمل كلامي كنت عرفت انها هتتنقل معاك اوضتك هي كل اللي محتجاه الراحه وانت كمان هناك هترتاح وهي علي الصبح هتكون فاقت.
فادي ببكاء: طيب خلاص لما ينقلوها هتنقل معها.
سمير: خلاص اللي يريحك.

ولحظات واتت بعض الممرضات ودخلن الي غرفة الرعايه وخرجن بوالدته اخبره سمير فصار معم بجوار السرير وسمير يمسك يده حتي وصلو الي الغرفه وضعوها علي السرير ووضعو لها بعض المحاليل وذهبت الممرضات امسك سمير يد فادي واجلسه علي الكرسي بجوار السرير وتركه وذهب بعد ان اغلق باب الغرفه امسك فادي يد والدته وقبلها وهو يبكي.

فادي ببكاء: سامحيني يا ماما انا السبب في تعبك انا السبب في اللي جرالك سامحيني واوعي تسيبيني مليش حد غيرك بابا ومات واخواتي واتخلو عني والدنيا بقت ضلمه وسوده فوق سوادها يارب متحرمنيش من اخر امل ليا في الحياه.

و ظل جالس بجوارها وممسك يدها وهي يبكي بكاء شديد وبعد مرور بعض الوقت اتي سمير دق الباب ودخل وجد فادي يجلس مكانه ويمسك يد والدته ويبكي فتضتايق واقترب منه وربط علي كتفه قائلا بضيق: استاذ فادي ماينفعش كده اللي بتعمله ده مش صح والدتك بخير وعنيك ممكن تتاثر كده وتبوظ كتير من الخطوات اللي مشينها.

فادي بالم: مش هتفرق لاني مش همشي خطوات تاني انا خلاص مش هعمل عمليات تاني وعايز ارجع مصر.
سمير: لاء طبعا ما ينفعش لسه في علاج لازم تكمله.
فادي باصرار: الموضوع بالنسبه ليا انتهي انا مش هعمل حاجه تاني خلاص انا مش هستني لما ماما يجري لها حاجه بسببي.

شعر سمير ان لا فائده من الكلام وان خوفه علي والدته سيزيد من اصراره وان حديثه معه قد يزيد الامر سوء فتركه وذهب الي جونسون واخبره بما حدث فتضايق جنسون
جونسون: لا تتسرع اتركه حتي تفيق والدته فهو الان حزين لاجلها.
سمير: تقصد ان لا اتحدث اليه حتي تفيق والدته.
جونسون: اتركه فتره فكثير من هذه الحالات تصاب بهذا الياس بعد كثرة الجراحات وهذا طبيعي سنفعل له ما يريد حتي يهدأ.
سمير: جيد اتفقنا

في مصر في مكتب سعيد المحامي كان يجلس سعيد مع شهاب ويتحدثان
سعيد: ايه فينك من فتره مجتش هو لازم ابعتلك عشان تيجي؟
شهاب: معلش مكنتش فادي وبعدين الست اللي بعتني لها طلعت وقعه من اول كلمتين حلوين دابت في ايدي ووقفه علي اشاره عشان نتجوز.
سعيد: طب كويس ما الشغل ماشي حلو اهو تقوم ماتسالش بردو ماتخفش مش هاخد منك حاجه كل اللي تاخده منها حلال عليك.
شهاب: اهو كده الكلام تحب امتي اتجوزها واخلص الليله.

سعيد: لاء يا حبيبي استني علي الجواز لما اقولك وانا عارف انك مش هتغلب في اسباب التاجيل.
شهاب: مش دي النقطه انا واقع قدامي دولقتي واحده تانيه لقطه عايزه اخلص من ديه والحقها بدل ما يشقطها حد غيري.
سعيد: بقولك ايه سيبك من اي واحده تانيه ركز هنا لحسن دي غلويه ولو كشفتك هتبقي نهايتك علي ايدها.
شهاب: ماشي يا سيدي هركز بس امتي انا بقالي خمس شهور بلف وراها زهقت عايز اخلص.

سعيد: هانت خلاص قربنا فاضل حاجه بسيطه وليك عندي واحده تانيه بعدها احسن منها مية مره.
شهاب: ان كان كده يبقي ماشي اتفقنا أمشي انا بقي سلام.
وتركه وخرج رن هاتف سعيد فنظر به واجاب
سعيد: اهلا يا مروه اخبارك ايه مشيت ليه من الشركه؟

مروه: سي معتصم بتاعك هو اللي طردني وقالي امشي زهق مني ومش عايزني خلاص فقولت امشي وعشان كده اتصلت بيك اقولك.
سعيد:حصل بينكو حاجه زعلته ولا اخد مراده فزهق.
مروه: معرفش انت عارف انا بنفذ اللي قولت عليه اسيبو براحتو بس لحد الاخر واقوله لاء لما نتجوز بس الفتره الاخيره مبقاش ملهوف زي الاول وبيتعامل معايا ببرود والاخر قالي مش عايزني خالص.

سعيد: غريبه دي عموما هبقي اشوف كده بس انت روحتي فين دلوقتي.
مروه: رجعت للشغل عند ابلتي.
سعيد: طيب خلاص خليكي وان احتجتك هبقي اكلمك.
انهي سعيد المكالمه وامسك ذقنه وبدأ يفكر بصوت عالي قائلا: يا تري ايه اللي حصل الواد ده فاق ولا ايه عموما مش مهم انا هعجل واخلص بدل ما تحصل حاجه تبوظ الدنيا.

فامسك هاتفه وطلب شخص وانتظر حتي اجاب
سعيد: ميدو حبيبي قلبي ها اخبر الشغل ايه؟
ميدو: خلاص كله تمام كل حاجه جاهزه.
سعيد: طب يلا تعالي بكره لمازن واقنعه بالمشروع عشان اقنعه انا بالقرض وبعد ما ناخده نخلع وندبسه.
ميدو: تفتكر هتخيل عليه ولا هيكشفنا؟

سعيد: لاء ماتخفش الواد ده بقي لعبه في ايدي خلاص بس انا عايز اخلص بسرعه قبل ما اخوهم اللي بره يرجع ممكن يبوظ كل حاجه.
ميدو: انت مش متابع اخباره ولو رجع هتعرف.
سعيد: ايوه متابع بس مش عايز اسيب حاجه للصدفه لما سالت في المستشفي قالو لسه قدامه شهرين كمان علاج فانا عايز قبل الشهرين ما يخلصو تكون كل حاجه خلصانه.

ميدو: خلاص تمام خلال شهرين هنكون خلصنا.
سعيد: ايوه اهو كده الكلام انا باقلي تسع شهور بجهز للموضوع ده وعايز اخلص بقي سلام.
وانهي معه المكالمه ونظر باصرار قائلا: حتي لو رجع فادي مش هسمحله يبوظ اللي بقالي سنين بخطط له.

كان فادي يجلس بجوار والدته يمسك بيدها الي ان غلبه النعاس وهو جالس استيقظت مديحه فتحت عينها ونظرت الي فادي.
مديحه بصوت ضعيف: فادي حبيبي قوم نام في السرير.
استيقظ فادي علي صوتها رفع راسها وفرد ظهره
فادي: ماما انت عامله ايه دلوقتي؟
مديحه بصوت ضعيف: انا بخير يا حبيبي انت قاعد كده ليه قوم ارتاح انت لسه قايم من عمليه واكيد محتاج للراحه.

فادي: راحتي انك تبقي كويسه وبخير.
حاولت مديحه ان تجلس فشعر بها فادي
فادي: خليكي مريحه لحد ما تفوقي.
مديحه: عايزه اقوم اصلي.
فادي: انا هدخل اتوضي واصلي جنبك هنا وانت صلي وانت نايمه مكانك.
مديحه: طيب يا حبيبي هتعرف توصل للحمام لوحدك.
فادي: ماتقلقيش انا حفظت الاوضه خلاص.

قام فادي وهو يتحسس خطواته فهو لا يريد ان يخطئ او يتعثر في هذا الوقت كانت مديحه تتابعه بنظرها وهي خائفه ان يتعثر حتي وصل الي الحمام ودخل توضأ وخرج وصلي وهي الاخري صلت وهي مكانها وبعد قليل اتي الطبيب المعالج لها ودق الباب ودخل
الطبيب: كيف حالك الان؟

مديحه وهي مستلقيه علي السرير: الحمد لله بخير.
بدأ الطبيب يري نبضها قائلا: جيد انت بخير ولكنكي ارهقتي نفسك كثيرا يجب ان ترتاحي لعددت ايام.
فادي: الحمد لله اذا متي يمكننا الخروج من المستشفي؟
الطبيب: يومين علي الاكثر لا تحتاج اكثر من ذلك ولكن يجب ان ترتاح في المنزل ولا ترهق نفسها.
مديحه: لسه علاجك مخلصش يا فادي هنخرج ازي.
فادي للطبيب: شكرا لك.

ذهب الطبيب
مديحه بتعجب: انا كويسه ومفيش حاجه متوقفش علاجك عشاني واول ما هرتاح هقوم علي رجلي.
فادي: لاء يا ماما انا خلاص زهقت مش هعمل عمليات تاني ولا اي علاج تاني.
مديحه بزعل: انا عارفه انك زعلان من اللي حصل بس مش معني كده...

قاطعها فادي قائلا: انا تعبت مش مستحمل تاني؛ الانتظار صعب وكل ما خلاص اقول هشوف النور والليل هيخلص ويطلع النهار الاقي الضلمه هي هي ومفيش فايده الحظات بتمر عليا ساعات وكل لحظه بتمر بتقطعني من جويا مبقاش عندي طاقه اكتر من كده.
مديحه بحزن: ليه كده بس انا كل املي انك تخف وترجع تشوف تاني عشان اطمن عليك انا لو جرا ليا حاجه انت هتعيش ازي؟

فادي بالم: متقلقيش عليا هتعايش وهقدر اتعلم كل حاجه بس خلاص مش هعمل عمليات تاني انا تعبت.
مديحه بياس: طب اسمع ناجل الكلام دلوقتي لحد لما اخف وبعدين نتكلم اتفقنا.
فادي: حاضر ناجلها.
ومرت ثلاث ايام وتعافت مديحه وتركت السرير وذهبت الي الطبيب جونسون دخلت الي مكتبه وجلست علي الكرسي امام المكتب
جونسون: كيف حالك الان؟

مديحه: انا بخير الحمد لله ولكني جأت لاجل فادي انه يريد العوده ولا يريد ان يكمل العلاج.
جونسون: هذا طبيعي ومتوقع في الجراحه الاخيره كانت مؤلمه جدا.
مديحه: وما الحل هل سنتركه دون تكملة علاجه؟
جونسون: لا بالعكس سنكمل ولكن ان كان يريد العوده الي مصر فلتعودو ويكمل العلاج هناك فحالته النفسيه مهمه ساقوم له بفحص كامل وتعودو الي مصر ويكمل علاجه هناك.
مديحه: ولكن كيف سيقتنع؟

جونسون: ساترك هذا لكي فانت والدته وعليكي اقناعه.
تنهدت مديحه: لا حول ولا قوة الا بالله سافعل ان شاء الله.
خرجت مديحه من غرفة السبيب واتجهت الي غرفة فادي وكانت طوال سيرها الي الغرفه تفكر كيف ستقنعه وصلت الغرفه ودخلت كان فادي يجلس علي الكرسي يمنتظرها وهو غاضب.

فادي بغضب: كنتي فين يا ماما خرجتي من غير ما تقولي وانا قلقت عليكي وكنت هتجنن.
مديحه بضيق: معلش حبيبي كنت راحه للدكتور عشان اسأله عن حاجه.
فادي بضيق: حاجه ايه دي؟
رن هاتف فادي فنظرت به مديحه وقالت: ده معتز بقاله يومين مااتصلش.
فادي: افتحي عليه وافتحي الاسبيكر.
فتحت مديحه مكبر الصوت وردت علي معتز
مديحه: اهلا يا معتز يا حبيبي عامل ايه؟

معتز: بخير الحمد لله فادي عامل ايه قلقان عليه عشان التليفون كان مقفول اليومين اللي فاتو.
فادي: معلش يا معتز نسيت اشحنه انا كويس الحمد لله ولسه العلاج مطول شويه قدمنا بتاع ثلاث شهور كده علي ما نرجع مصر.
معتز: طب الحمد ربنا يشفيك يارب وترجع وحشني جدا انت وماما مديحه ونفسي اشوفكم.
مديحه:وانت كمان يا حبيبي وحشني انت واخواتك ونفسي اشوفكم.

معتز: هانت اول ما خلص امتحناتي لو مرجعتوش هجلكم انا بس لولا ان ديه سنه مهمه كنت جيت لكم وطنشتها.
فادي: لاء اوعي انا عايزك تطلع من الاول.
معتز: ان شاء الله انا اطمنت عليكم هقفل بقي.
انتهت المكالمة ونظرت مديحه لفادي بفرح وقالت: صحيح يا حبيبي هتكمل العلاج ومش هنرجع مصر؟

فادي: لاء طبعا هنرجع بس مش عايز حد يعرف برجوعنا مصر.
مديحه بتعجب: مش فاهمه ازي يعني؟!
فادي: عشان هنرجع علي العزبه ونعيش هناك مش محتاج شفقه من حد.
مديحه بتعجب: شفقه شفقه ايه وتقصد مين اخواتك؟!

فادي بالم وحصره: ايوه اخواتي اللي مصدقو اني سافرت ومحدش منهم سال ولا اتصل حتي طنط ناديه كانت بتتصل وتسال كل فتره بطلت تفتكري هيتعملو معايا ازي؟ لما ارجع وكمان عشان معتز عنده ثانويه عامه ومش عايز اضيع وقته في مشاكل وخلافات بيني وبين اخواته.
مديحه بزعل: اخواته (تنهدت) دول اخواتك ولا انت نسيت.

فادي بحزن: لاء هما اللي نسيو مش انا وكمان مش عايز احس بشماتة حد فيا وانت فاهمه انا اقصد مين.
سكتت مديحه فهي تعلم انه يقصد ناديه فهذا كان واضح من صوتها في اخر مكالمه اتصلت بهم اغمضت عينها بالم وفتحتها وهزت راسها
مديحه بالم وحصره: خلاص اللي انت عايزه بس ليا طلب واحد مش هرجع عنه.
فادي: انت تامري مش تطلبي.
مديحه: الامر لله يا حبيبي هنرجع مصر بس هتكمل علاج هناك اتفقنا.
فادي بتنهد: اتفقنا يا ماما.

وخلال ثلاث ايام كان فاد ووالدته قد عادا الي مصر ودخلا معا الفيلا في العزبه كانت مديحه تشعر بالشوق والحنين الي كل ركن في المكان فلها ذكريات كثيره مع حبيب عمرها محمد واختها كانت تاخذ نفس قوي تملاء صدرها كانها تشم رائحتهم في كل ركن في المكان شعر بها فادي رغم انه لا يرها ولكن قلبه يشعر بها
فادي بابتسامه حزينه: اكيد مشتاقه للمكان زي لنا فيه ذكريات جميله مع اغلي الاحباب.

مديحه بحنين: فعلا كل ركن هنا ليه معايا ذكري جميله انا بحب العزبه دي جدا متشكره يا حبيبي انك خلتنا نرجع هنا.
فادي بابتسامه حزينه: العفو علي ايه انا جاي هنا استخبي من كل الناس مش عايز اشوف حد ولا حد يشوفني.

تنهد فادي بالم وحزن وكان روحه تتمزق من شدة الالم حزنت مديحه لكلماته الحزينه وتالمت لالمه دخل فادي الي غرفته واغلق علي نفسه واستلقي علي سريره بحزن والم اما مديحه اتصلت بالمستشفي لتسال الطبيب سمير ماذا سوف يفعلو
مديحه: ايوه دكتور احنا وصلنا هنبدأ العلاج من امتي انت قولتلي اتصلي بيا اول لما نوصل علي طول.
سمير: دكتور مصطفي هيتكلم معاكي دلوقتي ويقولك كل حاجه.
مديحه: انا معاك منتظره.

اخذ سمير الهاتف واوصله الي الطبيب مصطفي
مصطفي: اهلا مدام مديحه حمد الله علي السلامه انا قرأت تقارير فادي كلها وشايف في تقدم كبير في الحاله وخطأ اننا نوقف العلاج دلوقتي فانا هجيلكم بعد المستشفي اشوفه واتكلم معاه.
مديحه: بس احنا في العزبه مش في القاهره وهيكون مشوار عليك بعد المستشفي.
مصطفي: خلاص هجلكم بكره الصبح انا معنديش عمليات بكره.
مديحه: متشكره جدا ليك.
مصطفي: فادي زي ابني ومش ممكن اسيبه يتملك منه الياس اسمحيلي عشان عندي شغل.

انهت مديحه المكالمه ودخلت الي غرفة فادي فوجدته مستلقي علي السرير ومغمض عينيه فاقتربت منه وملست علي شعره فظل كما هو ولم يتحرك ففهمت انه لا يريد التحدث فخرجت من الغرفه وصعدت الي غرفتها وهي تبكي كانت كلمات فادي تالمها وتقطع قلبها فهي تحس بالمه ولا تستطيع فعل شئ له وكان قلبها يمتلئ بالشوق لاخوته التي ربتهم وتعتبرهم مثل ابناءها ولكنها لا تستطيع ان تراهم كي لا تجرح فادي ظلت بغرفتها لبعض الوقت حتي هدأت وتوقفت عن البكاء وبعدها نزلت تفقدت احوال العزبه كانت تحاول اضاعة الوقت حتي ياتي الطبيب ظل فادي بغرفته لم يخرج منها حتي انها ادخلت له هي الطعام واطعمته وخرجت وهو لم يتحرك من مكانه مما المها اكثر مرت عليها الساعات طويله حتي اتي الصباح توضأت وصلت الفجر وجلست تدعي الله له بان ينير قلبه ويفتح دربه ويبعد عنه الياس وظلت بغرفتها لبعض الوقت ونزلت الي الاسفل كانت غرفة فادي بالاسفل دخلت اليه وجدته يجلس علي كرسي في الغرفه بجوار السرير.

مديحه: صباح الخير يا حبيبي.
فادي: صباح الخير هو النهار طلع ولا لسه؟
حزنت مديحه جدا من سؤال فادي واجابت بحزن: ايوه يا حبيبي طلع من بدري اجبلك تفطر.
فادي: عادي مش هتفرق.
خرجت مديحه من غرفة فادي وهي حزينه جدا وقلبها يتمزق علي فادي رن هاتفها رقم جديد فردت عليه
مديحه: السلام عليكم.
الهاتف: وعليكم السلام انا الدكتور مصطفي انا جاي علي الطريق ممكن توصفيلي اجي ازي.

فوصفت له مديحه الطريق وانهت المكالمه وظلت تنتظره وبعد عدت ساعات وصل الطبيب وادخله حارس الفيلا الي الداخل دق جرس الباب فتحت له مديحه التي كانت تنتظره.
مديحه: اهلا يا دكتور اتفضل.
مصطفي: اهلا بيك فين الاستاذ فادي؟
مديحه طب ادخل ارتاح الاول وبعدين شوفه
مصطفي: معلش عندي شغل كتير ولازم ارجع بسرعه.
مديحه: طب اتفضل هدخل اقوله ثانيه واحده.

تركته مديحه بعد ان ادخلته في البهو ودخلت الي فادي في غرفته فوجدته جالس مكانه علي الكرسي لم يتحرك.
مديحه بحزن: فادي حبيبي الدكتور جه يكشف عليك.
فادي بضيف: دكتور مين انا مش عايز دكتره.
مديحه: فادي حبيبي مش انت وعدتني انك تكمل علاجك هنا.
فادي بتذكر: اه ماشي خلي يجي.
لم يكن فادي يتوقع حضور الطبيب بهذه السرعه
مديحه: طب يا حبيبي انا هخرج اندهله.

خرجت مديحه ونادت الي الطبيب فاتي ودخل الغرفه وعندما راي فادي فهم انه يمر بحالة ياس شديد وان الامر ليس سهلا
مصطفي: ازيك يا استاذ فادي عامل ايه دلوقتي؟
فادي بياس: اهو عايش خير في عمليات تاني هعملها والم تاني وساعات من الانتظار وبعدها ارجع تاني لنفس الضلمه؟
شعر مصطفي بضيق من الياس الذي تملك من فادي فرد قائلا: لما اكشف هعرف.
فادي بياس: طيب بس انا مش هخرج من هنا اعملي اللي انت عايزه هنا.
مصطفي: طب اكشف الاول واخد قراري.
كشف الطبيب عليه وفحص عينيه جيدا.

مصطفي: كويس الحاله كويسه هنبدأ الكورس من بكره ان شاء الله.
فادي: تبدأ ما تبدأش مش مهم.
مصطفي: طب عن اذنك انا هقول لوالدتك كل تفاصيل العلاج وامشي.
فادي: اتفضل.
خرج الطبيب هو ومديحه ووقفا بجوار باب الفيلا وبدأا يتحدثان
مصطفي: حالة عنيه كويسه وكورس العلاج هيجيب معاه نتيجه ان شاء الله لكن حالته النفسيه دي وحشه وغلط عليه.
مديحه بحزن: طب والحل.
مصطفي: الحل الوحيد الدكتورة وعد هي اللي هتقدر تعالجه.
مديحه بتعجب: ازي يعني حالته النفسيه صعبه والياس متملك منه وتقولي دكتوره ده كلام يا دكتور؟!

خرج الطبيب هو ومديحه من غرفة فادي ووقفا بجوار باب الفيلا يتحدثان بعيدا كي لا يسمعهم.
مصطفي: حالة عنيه كويسه وكورس العلاج هيجيب معاه نتيجه ان شاء الله لكن حالته النفسيه دي وحشه وغلط عليه.
مديحه بحزن: طب والحل.
مصطفي: الحل الوحيد الدكتورة وعد هي اللي هتقدر تعالجه.
مديحه بتعجب: ايه اللي بتقوله ده يا دكتور يعني حالته النفسيه تعبانه وانت تقول دكتوره ازي يا يعني؟!

مصطفي: الدكتوره وعد متخصصه في الحلات اللي زي حالة فادي وتعرف ازي تعالجها هو محتاج تاهيل نفسي اكتر منه علاج وعشان كده اخترت وعد.
مديحه: معلش ممكن توضح يعني ايه تاهيل نفسي؟
مصطفي بتردد: تاهيل نفسي انه يتكيف مع وضعه الجديد ويقدر يعيش سواء العلاج جاب نتيجه ونجح او لقدر الله فشل.
مديحه بصدمه: هو ممكن العلاج مايجبش نتيجه؟يعني ممكن ما يشوفش تاني؟

مصطفي: ايوه للاسف ده احتمال موجود ولازم نحطه في حسابتنا واللي انا شايفه ان فادي مش قابل الامر الواقع وحالة النفسيه متدمره وده متوقع في الحلات دي.
تنهدت مديحه قائلة: خلاص يا دكتور اللي شايفه صح اعمله وربنا يعمل اللي فيه الخير.
مصطفي: خلاص هي مسافره وهترجع بكره ان شاء الله تيجي من بعد بكره ان شاء الله.
مديحه: ان شاء الله بس معلش سؤال هي دكتوره نفسيه؟

مصطفي: لاء دكتوره رمد بس متخصصه في الحاله النفسيه اللي بتصاحب لحلات فقد البصر.
مديحه: وضحت كده شكرا.
ذهب الطبيب مصطفي ودخلت مديحه الي فادي وجدته يجلس مكانه علي حاله جلست معه وبدأت تتحدث معه.
فادي: الدكتور قالك ايه بعد ما خرجتو؟
مديحه بتردد: قال انه هيبعت دكتوره من عنده تبدأ معاك العلاج من بعد بكره.

فادي بضيق وتعجب: دكتوره! ليه مابعتش سمير اللي كان معانا بره وليه دكتوره مش دكتور.
مديحه بتردد: هو قال انها شاطره ومتخصصه في حالتك.
فادي بضيق: ماشي ماشي مش مشكله (واكمل في عقله) اهي علي الاقل ده هيسهل عليا اني اطفشها من هنا.
مديحه: ايه سرحت في ايه؟
فادي بتنبه: لاء مفيش حاجه.

مديحه: طيب هروح اشوف الغدي عايز حاجه؟
فادي: لاء شكرا كفايا تعبك معايا.
مديحه: تعب ايه بس يا حبيبي تعبك راحه.
تركته وذهبت الي المطبخ اخذ فادي نفس وزفره بياس واسند راسه علي ظهر الكرسي واغمض عينيه بحزن والم فهو يشعر ان كل هذا دون فائده.

في مكتب سعيد المحامي
كان سعيد يجلس علي مكتبه ورن هاتفه فامسكه ونظر به ورد علي المتصل.
سعيد:الو ايوه يا صالح في حاجه؟
صالح: فادي رجع مصر من يومن.
فز سعيد واقفا من الصدمه قائلا: جه ازي وقاعد فين وازي مازن ماقليش لاهو ولا ناديه؟
صالح: ما هما مايعرفوش محدش اصلا يعرف برجوعه لانه رجع علي عزبة امه.

سعيد بتفكير: ليه معرفهمش يكون حد عرفه اللي حصل وحالته عامله ايه؟
صالح: اللي عرفته ان حالته النفسيه وحشه قوي وانه لسه اعمي والعمليات اللي عملها كلها فشلت وان كان له علاج تاني وهو مرديش يكمل ورجع وعرفت من حبايبي في المستشفي انه هيكمل علاجه هنا.
هدأ سعيد وجلس قائلا: اه يعني جاي مكسور ومهزوم وحتي لو عرف حاجه هيسكت وهيقعد علي جنب ماشي ابقي عدي عليا خد المعلوم واي جديد تقولي علي طول.

صالح: عنيا انا اقدر اتاخر ساعه كده واجيلك.
انهي سعيد المكالمه وهو يفكر قائلا: حتي لو مكسور لازم اخلص بسرعه.
طلب رقم اخر علي الهاتف وانتظر قليلا رد الهاتف
سعيد: ايوه يا ميدو بقولك عايزين نخلص الشغل بسرعه لحسن الدنيا تبوظ
ميدو: انا اعمل ايه طيب انا جيت وعرضت المشروع وهما رفضو وانت قولت انك هتكلمهم تاني ومعملتش حاجه.

سعيد: طب اسمع روح لهم بكره وقولهم وانك خلاص لقيت شركه تانيه وهتبدأ معاهم خلال ايام وانك لسه باقي عليهم وعامل خاطر ليا وانك مش عايز تضيع عليهم المكسب وسيب لهم القرار وهقولك علي اسم شركه مجرد انك هتقول اسمها هما هيثقو فيك وانا هكون هناك وهتكلم معاهم وهقنعهم وخلال اسبوعين بالكتير يكون الموضوع خلصان ماشي
ميدو: ماشي اتفقنا نتقابل هناك بكره.

انهي سعيد المكالمه ونظر بمكر قائلا: واول ما نبدأ المشروع اخلي شهاب يطلب الجواز من امهم ويفجر القمبله ولا يعرفو يركزو في حاجه هنا ولا هنا وميفوقوش الا وهما موحلين.
وضحك ضحكة ماكره وهو ينظر بمكر وخبث.

في اليوم التالي في الموعد اتي ميدو الي مكتب مازن ودخل وجلس معه وبعد قليل اتي سعيد المحامي ودخل هو الاخر وجلس معهم
سعيد: ازيك يا استاذ ميدو لك واحشه بقالي فتره ماشوفتكش
ميدو: انا اصلا كنت ماشي خلصت كلام مع استاذ مازن ومش عايز اضيع وقتي اكتر من كده انا كنت جاي بس اعرفكم اني خلاص هبدأ المشروع الاسبوع الجاي.

وقام وهم ليخرج من المكتب فناده سعيد
سعيد: استني بس يا استاذ ميدو ماينفعش كده.
ميدو ووهو واقف مكانه: معلش مش عايز كمان اعطل استاذ مازن انا عملت حساب ليك لان انت اللي عرفتني بيهم ومرضتش ابدأ مع غيرهم الا لما اعرفهم عن اذنكم.
سعيد: طب ادينا فرصه اخيره لبكره بس وبعد كده اعمل اللي يعجبك.
ميدو: ماشي بس بكره الصبح لو مردتش عليا هعتبر الموضوع خلصان سلام.

وخرج وتركهم نظر سعيد الي مازن
سعيد: ايه استاذ مازن بقي تضيع من ايدك مشروع زي ده اهو راح لشركه اكبر منك بكتير لو هو وحش او فيه حاجه ماكنتش شركه زي ديه قبلته.
مازن بتردد: انت عارف انا مش بحب القروض احنا كده في الامان لكن يبقي علينا ديون ومشاكل مع البنوك مش بحب الشغل ده.

سعيد بمكر: عموما خلاص براحتك اللي انت شايفه اعمله بس نصيحه مني متضيعوش انا مش عايز فادي لما يرجع يلاقي الشركه علي حالها اللي هو سبها عليه ومشروع زي ده كان هيرفعها فوق ويغطي علي شهرة فادي كمان واسمك هيلمع في وست رجال الاعمال.
مازن بتفكير: مش عارف هفكر وارد عليك انتظر مني رد بالليل.
سعيد: طيب خلاص انا همشي دلوقتي عشان معطلكش وهنتظر ردك بالليل سلام.

وخرج وتركه عاد مازن الي الخلف وسند ظهره علي الكرسي وبدأ يفكر ماذا يفعل فهو يريد ان يثبت جدارته في ادارة الشركه فمنذ ان سافر فادي وهو يدير الشركه بنفس طريقته ولم يغير شئ وهذه فرصته وفي الوقت نفسه خائف من ان يكون مخاطره تضيع الشركه وفي هذه الحاله لن يستطيع ان يرفع راسه امام فادي ولا احد من اخوته فكر ان يستشير اخيه معتصم فقد يفيده او يساعده فذهب اليه في مكتبه فلم يجده فعاد الي المنزل يبحث عنه فوجده يستعد للذهاب فاوقفه..

مازن: معتصم عايز اتكلم معاك شويه في الشغل اللي مبقتش تيجيه.
معتصم: عايز مني ايه انت مش خلاص بقيت انت المدير والمسؤل هناك بتسال ليه دلوقتي؟
مازن بغضب: مش انت اللي اخدت جنب وكبرت دماغك.
معتصم بسخريه: اه تصدق صح انا اللي كنت بطنش كلامك ومهتمش بيه صح.
مازن بغضب: هو يا اما اسمع كلامك وانفذه يا اما تاخد جنب.

معتصم بغضب: لاء طبعا في فرق بين انك تسمع كلامي وانك حتي ماتهتمش بيه وكاني مش موجود اصلا.
مازن بغضب: يوه بقا هو كل ما اتكلم معاك تقول الكلمتين دول خلاص يا سيدي هسمع كلامك اقعد هقولك علي المشروع واخد رأيك فيه.
معتصم: يعني لو قولتلك عليه لاء مش هتعمله.
مازن: اكيد هحط رايك في اعتباري وانا باخد القرار.

معتصم: اه هتحطه في اعتبارك طيب ماشي عن اذنك مش فاضيلك انا خارج.
مازن بغضب: يعني ايه خارج مش هتقعد تسمعني.
معتصم: انت مش قولت راي استشاري يبقي لزومه ايه توجع دماغي بقا سلام.

وتركه وذهب بلامبلاه وقف مازن غاضب لا يعرف ماذا يفعل كان معتز يقف في الاعلي يتابع ما يحدث ويشعر بالحزن علي حال اخوته وما وصلو اليه وعاد الي غرفته واكمل مذاكرته فهي اهم شئ لديه في هذا الوقت والمهرب الوحيد من كل ما حوله اما مازن كان غاضب من معتصم فدخل الي غرفة والدته لياخذ رايها فيما حدث ويخبرها بتصرفات معتصم كانت تتحدث في الهاتف وعندما راته توقفت ونظرت اليه بغضب قائلة: عايز ايه مش شايف ان معايا تليفون ومش فاضيه؟

مازن بضيق: كنت عايز اخد رايك في موضوع تبع الشغل.
ناديه بغضب: وانا مالي ومال الشغل اسال سعيد المحامي واللي يقولك عليه اعمله يلا روح وسبني.
نظر اليها مازن بغضب وذهب ودخل الي غرفته عادت ناديه الي الهاتف اخذت نفس وقالت في دلع: ايوه يا بيبي انا معاك خلاص مشي.
شهاب من الهاتف: ولا يهمك يا روحي استناكي حتي لو عمري كله هو انا عندي حد اهم منك.
ناديه بدلع: بجد بتحبني وهتستناني؟

شهاب: اكيد طبعا انا بحبك وبعشقك كمان انت الهوي اللي بتنفسه انت اهم حاجه في حياتي كلها ولا انت مش حاسه يا روح قلبي.
ناديه بدلع: انا عارفه بس بحب اسمعها منك.
شهاب: لولا ان رصيدي قرب يخلص كنت فضلت اكلمك بس اعمل ايه؟
ناديه بدلع: خلاص بكره الصبح اجبلك كرت بمية جنيه عشان نتكلم براحتنا.

شهاب: ايه ده ايه ده انا مقبلش ان حبيبتي تقف عند محل وتشتري انا اشتري يا حبي ابقي اديني الفلوس انا اجيب.
ناديه بدلع: خلاص استناني في النادي انا جايه نتغدي سوي ونقعد مع بعض.
شهاب: اوعي تتاخري لحسن انت وحشاني قوي قوي.
ناديه بدلع: مسافة السكه باي يا بيبي.

انهت المكالمه وغيرت ملابسها وخرجت لم تهتم حتي ان تذهب الي مازن وتساله ماذا كان يريد كان مازن بالغرفه يفكر في الامر بحيره فهو خائف فوالده كان يرفض القروض دائما وفي الوقت نفسه يريد ان يعلو اسمه ويشتهر فهو لم يستطع ان يفعل شئ طوال هذه الفتره ويري بهذا المشروع فرصه له لاثبات نفسه فاخذ قراره واتصل بسعيد واخبره بموافقته علي المشروع.

كانت مديحه تنتظر قدوم الطبيبه وعد بفارغ الصبر فهي تري حالة فادي تسوء فهو منذ ان عاد من امريكا يجلس في غرفته لا يخرج منها وهي من تدخل له الطعام والشراب وان لم تدخل له لا يطلب اتي الموعد واتصلت بها وعد واخذت منها العنوان واتت ودقت الباب فتحت لها مديحه وعندما راتها سعدت وابتسمت لها اعجبا بها فهي ترتدي ثياب محتشمه فستان واسع وفضاض وحجاب طويل وتنظر لها بوجه بشوش ومبتسم.

مديحه بسعاده: اهلا بيكي يا بنتي انت الدكتوره وعد؟
وعد بابتسامه: اهلا بحضرتك انا جايه من عند الدكتور مصطفي عشان علاج الاستاذ فادي.
مديحه بابتسامه: تعالي اتفضلي جهزنا ليكي اوضه جنب اوضتي فوق.
دخلت وعد مع مديحه وبعد ان مشت معها عدت خطوات
وعد بتفكير: معلش انا كنت عايزه اتعرف علي استاذ فادي الاول وبعد كده اطلع اشوف الاوضه واغير لبسي.

مديحه بتردد: اللي يعجبك بس انا عارفه ان المشوار بعيد فقلت ترتاحي الاول.
وعد: انا جايه بعربيه من الباب للباب ومفيش تعب ولا حاجه انا كنت حابه اشوفه الاول لان دكتور مصطفي قالي ان حالته النفسيه وحشه جدا.
مديحه بحزن: هو فعلا حالته النفسيه وحشه جدا ومش عارفه اعمل ايه؟
وعد: استاذنيلي ادخل له وانا هقولك هنعمل ايه؟
مديحه بتعجب: هنعمل هو انا هاساعدك؟

وعد: اكيد طبعا لو الحاله صعبه وجودك معايا مهم جدا.
مديحه: لو اني مش فاهمه بس ماشي يا بنتي انا معاكي هدخل اقوله واجيلك تعالي معايا اقفي علي الباب واستنيني.
اقتربتا من الباب وقفت وعد امام الباب ودخلت مديحه الي فادي كان يجلس علي كرسيه كما هو.
مديحه: فادي حبيبي الدكتوره وعد جت.
فادي بضيق: ماشي خليها تدخل مش فاقه كتير.

استادرت مديحه ونظرت الي وعد واشارت لها بان تاتي وهي تشعر باستياء من طريقته في الكلام اتت وعد ودخلت الغرفه وهي تنظر بكل ركن بها وكانها تتفحصها حتي نظرت علي فادي الذي يبدو علي وجهه وملامحه الهزيمه والانكسار
وعد: السلام عليكم ازيك يا استاذ فادي انا دكتوره وعد محمود المسؤله عن علاجك من النهارده.
فادي بلامبلاه: طيب ماشي... اهلا.

وعد بابتسامه: اهلا بحضرتك كان في علاج المفروض انك منتظم عليه من ساعت ما جيت من امريكا ممكن اشوفه.
فادي بضيق: ما جبتوش اصلا وبصراحه مش عايز علاج لاني زهقت ومعنديش استعداد اعيش احساس الفشل ده مره تانيه.
وعد بابتسامه: خلاص كده يبقي نبدأ من النهارده في كورس العلاج الجديد.
فادي بتعجب: ايه كورس جديد بس انا بقولك مش عايز.
وعد بابتسامه: بس والدتك عايزه وانا هنفذ اللي هي عايزه عن اذن حضرتك.

وتركته وخرجت تنتظر مديحه بالخارج كانت مديحه تقف تشاهد وهي في حالة تعجب من ابتسامة وعد وطريقة تعاملها الغريبه مع فادي قطع تفكيرها صوت فادي وهو يقول بتعجب: ايه الانسانه العجيبه دي بقول لها مش عايز علاج تقولي والدتك عايزه ايه دي.
مديحه بابتسامه تحاول ان تداريها: ماهو كمان هي جاي المشوار ده كله عشان تقول لها مش عايز علاج ده كلام يا فادي.

فادي: انت كمان هتقفي معها ضدي.
مديحه: انا عايزاك تتعالج وتخف.
فادي بياس: مفيش امل كل ده تضيع وقت وفلوس.
اقتربت منه مديحه ومسحت علي وجهه بحنان قائلة: ومن امتي يا حبيبي واحنا بيفرق معنا الفلوس دي اخر حاجه نفكر فيها مش كده.
فادي بتنهد: اه عارف امري لله.
مديحه بابتسامه: هروح اوريها اوضتها وارجع لك.
فادي: برحتك.

تركته وذهبت اليها اغلقت الباب علي فادي وصعدت معها لتريها غرفتها
مديحه: اسفه لو فادي ضيقك بكلامه.
وعد بزعل: ازعل من حضرتك لو قولتي كده تاني ده شغلي وانا كنت متوقعه ده انا عايزه حضرتك اللي متزعليش مني لاني سعات هكون فيها قاسيه شويه مع استاذ فادي وممكن اجرحه ولازم حضرتك تكوني معايا.
مديحه بضيق: طب وتجرحيه ليه؟

وعد: بصي حضرتك لما يكون عندك جرح وقفل علي صديد لازم تفتحي تطهري الجرح عشان ما يعملش مشكله اكبر من كده.
مديحه بفهم: اه كده فهمت فديه عندك حق.
وعد: وهو ده اللي نويه عليه مع استاذ فادي ولازم تساعديني.
مديحه: حاضر يا بنتي وصلنا اوضتك اه واللي قبلها دي اوضتي.

فتحت مديحه باب الغرفه ودخلت ودخلت بعدها وعد التي كانت تنظر في ارجاء وكانها تبحث عن شئ فلاحظت مديحه
مديحه: بتدوري علي حاجه يا بنتي؟
وعد: مصليه اصلي نسيت المصليه بتاعتي.
ابتسمت مديحه وقالت: في مصليه موجوده في الدولاب والقبله من هنا (واشارت الي احد اركان الغرفه) عايزه حاجه تانيه.

وعد بابتسامه: شكرا لحضرتك هغير هدومي واصلي وانزل.
مديحه: وانا هحضر الغدي عشان تتغدي معايا.
وعد بسعاده: ده شرف ليا.
مديحه: ربنا يسعدك يارب.

تركتها مديحه وذهبت بعد ان اغلقت الباب وجدت وعد حقيبتها موضوعه بجوار السرير اقتربت منها وفتحتها واخرجت بعض الثياب ودخلت الي الحمام نزلت مديحه ودخلت الي المطبخ لتري كيف حال الطعام اما فادي كان يجلس بغرفته يشعر بضيق وغضب ويتوعد وعد التي استفذته انتهت وعد من تغير ملابسها وصلت ونزلت كانت مديحه قد وضعت الطعام علي الطاوله فاقتربت منها وعد ونظرت الي الطاوله بتعجب فلا يوجد عليها الا طعام لاثنين فقط
وعد بتعجب: هو استاذ فادي مش هيتغدي معنا؟

مديحه: لاء يا بنتي هو بيكل في اوضته يعني انت عارفه حالته فانا بدخل اكله وانا هدخل اكله بعد ما نتغدي.
وعد بضيق: معلش متزعليش مني ده غلط لازم يتعود يعتمد علي نفسه مينفعش كده.
مديحه: انا كنت عارفه انها فتره مؤقته فمافكرتش في كده.
وعد: طيب ممكن تطلبي منه انه يجي دلوقتي يتغدي معنا.

مديحه بتردد: بلاش عشان انتو لسه شدين مع بعض خليها مره تانيه.
وعد: خلاص اللي يعجب حضرتك بس بعد الاكل هدخل ابدأ كورس العلاج.
مديحه: بس احنا مجبناش العلاج.
وعد: انا جبته معايا دكتور مصطفي قالي اجيبه لانه متوقع انه صعب تلاقيه هنا.
مديحه: طب يا بنتي يلا اقعدي ناكل الاول.
وعد: حاضر.

جلست وعد علي احد الكراسي وجلست مديحه علي راس المائده وبدأا تناول الطعام دون اي كلام
وبعد ان انتهت وعد من الطعام قامت وقفت
وعد: انا اكلت هدخل اغسل ايدي واجيب العلاج واجي.
هزت مديحه راسها بالموافقه مع ابتسامه قلقه فهي خائفه من رد فعل فادي عادت وعد ومعها علبه صغيره وقفت امام باب غرفة فادي ودقت الباب رد فادي من الداخل: ادخل.

فتحت وعد الباب ودخلت قائلة: انا وعد يا استاذ فادي ممكن ابدأ كورس العلاج.
فادي بضيق: اسالي ماما الاول مش هي اللي عايزاني اتعالج.
وعد بابتسامه: سالتها ووفقت ممكن ابدأ؟
فادي بضيق: اتفضلي.
كان فادي يجلس علي كرسي له مسند صغير
وعد: ممكن ترجع لورا وتسند راسك علي مسند الكرسي.

رجع فادي الي الخلف وسند راسه علي الكرسي لفت وعد ووقفت خلف الكرسي وبدأت تنظف عينه بقطنه مبلله بمطهر فمد فادي يده وامسك يدها ففزت وعد وسحبتها من يده
وعد بضيق: ايه في ايه؟
فادي: مفيش اصلي محستش بيكي انت وقفه فين؟
وعد بضيق: ورا الكرسي ممكن بقي تبعد ايدك عشان اعرف اركز في شغلي.
فادي: طيب.

وانزل يده ولكن الي الخلف فابتعدت وعد عنها حتي انزلها تماما ففهمت وعد انه يحاول مضايقتها كي تذهب اخذت نفس عميق واخرجته لتهدأ نفسها وعادت الي تنظيف عينه بالقطنه.
فادي: انت بتشتغلي ازي وانت لمسه وشي بتهيألي صعب ان بنت تلمس وش شاب كده من غير ما تتاثر.
تفاجأة وعد من السؤال فتنهدت واجابت: ده شغل وكمان انا لبسه جواندي يعني مفيش تلامس ولا حاجه.
فادي: طب وقربك من شاب للدرجه دي مش بيحرك مشاعرك.

وعد بضيق: ممكن تبطل اسأله عشان اركز في حقنه هديهالك دلوقتي ومش عايزه اضرك.
فادي: هو في ضرر بعد اللي انا فيه بقيت اعمي هيحصل ايه اكتر من كده؟
وعد: عينك سليمه ومعني كده انها ممكن ترجع تشوف تاني لكن لو اتصفت هتبقا مشكله تانيه.
فادي بضيق: هو انت مفكره اني مصدق اني هرجع اشوف تاني انا عارف ان كل ده بتعملوه عشان تاخده فلوس وخلاص شغل يعني.

تضايقت وعد وغضبت من كلامه وقالت بغضب: يعني انت شايف ان احنا ناس نصابين مش كده
قام فادي من علي مسند الكرسي واعتدل بغضب
فادي بغضب: شايف هو انا بشوف انا اعمي ولا انت مش بتشوفي انت كمان.
وعد بغضب: استاذ فادي ما ينفعش كده ده مش اسلوب.
فادي بتحدي: خلاص مش عجبك اسلوبي مع السلامه الباب يفوت جمل.
نظرت اليه وعد بغضب شديد...

 

 تااااابع ◄