-->

رواية أسمى معاني الغرام الفصل السادس

 

 

 كانت ناديه تكلم المحامي وكادت تجن عندما علمت بامر الوصيه
ناديه بفزع: وصية ايه؟ ويا تري فيها ايه لا يكون كاتب كل حاجه لفادي وامه.
سعيد: معتقدش بس انا عايزك طول الفتره الجايه تتودي لهم وتبيني انك حزينه جدا علي محمد مش كده وبس وكمان عايزك تسيبي الوصايه لفادي.
ناديه بغضب: ليه بقي ان شاء الله هما هيورثوني بالحيه؟!



سعيد: افهمي انت كده كده مش هتستفادي حاجه من الوصايه لان في مجلس حسبي يعني مش ينوبك الا قرفها بس وفادي كده كده هو اللي هيدير الشركه وانت تطلبي مبلغ شهري لكي زي ما كان محمد بيعمل فهمتي.
ناديه بتفكير: اه كده فهمت اشيله هو الطين واخد انا المكسب علي الجاهز.
سعيد: بالظبط كده وانا بكره او بعده هكون عرفت لك كل املاك محمد وثورته قد ايه.
ناديه: خلاص هنتظر منك تليفون.

انهت المكالمه ونظرت علي معتز النائم معها بالغرفه وتاكدت انه نائم ونامت في سريرها.
في الصباح فتحت مديحه عينها ونظرت بجوارها علي امل ان تجد محمد بجوراها ولكنها وجدت فادي هو الذي بجوارها فبكت وقامت لتتوضئ وتصلي فشعر بها فادي فقام هو الاخر
فادي: هو الفجر اذن؟
مديحه وهي تمسح دموعها: اه يا حبيبي.
فادي: طب يلا اتوضي وانا بعديكي ونصلي سوي.
مديحه: حاضر يا حبيبي.

دخلت مديحه وتوضأت وخرجت كانت تحاول منع نفسها من البكاء لكنها لا تستطيع دخل فادي وتوضأ واتي ووقفا صلا معا وبعد انتهاء الصلاه جلس يدعي لوالده وهي تامن عليه وبعد ان انتهيا من الدعاء ظلت مديحه جالسه مكانها تبكي
فادي بحزن شديد: ماما حبيبتي اطلعي ريحليك شويه اليوم هيكون طويل والناس هتيجي.
مديحه ببكاء: هو بعد ما حبيب عمري راح في راحه اخد الراحه معاه.
فادي بحزن: ماما حبيبتي قويه وهتقدر تتغلب علي كل المتاعب مش كده؟
تنهدت مديحه بالم وبكاء: ربنا هو المعين بس عايزه اروح ازور قبره النهارده.
فادي بحزن: حاضر بعد ما نفطر ننزل ان شاء الله بس اطلعي دلوقتي ريحي.

قامت مديحه واستلقت علي السرير وهي تنظر بجوارها وكانها تبحث عن محمد فهي اعدات ان يناما قليلا بعد الصلاه فظلت تنظر الي مكانه وتبكي ظل فادي ينظر عليها بالم وحزن فهو يعلم ان اي كلام لن يخفف ما بها من الم خرج وذهب الي غرفته اخذ حمام وغير ملابسه ونزل طلب من فوزيه ان تعد الافطار وصعد الي والدته دق الباب ودخل وجدها نائمه علي السرير ودموعها لا تتوقف فدخل وجلس بجوارها وبدأ يمسح دموعها بيده ففتحت عينها ونظرت له واخذت نفس عميق قائلة: ايوه يا فادي يا حبيبي.

فادي بابتسامه حزينه: لقيت دموعك نازله فمسحتها ان ماكنتش انا اللي امسحها مين غيري يعني يمسحها.
مديحه ببكاء: ربنا يبارك فيك يا حبيبي وما يحرمني منك.
فادي بحزن: ويباركلي فيكي ومايحرمني منك ابدا ولا من حنيتك وحبك ليا.
فقامت جلست واحتضنته وقبلها في جبينها
فادي: يلا خدي شاور وغيري هدومك عشان نفطر ونروح نزور بابا.
مديحه بحزن: حاضر يا حبيبي.

قامت ودخلت الحمام وخرج هو من الغرفه اخذت حمام وغيرت ملابسها ونزلت الي الاسفل جلست علي الطاوله كان فادي ينتظرها وكانت فوزيه قد وضعت الطعام بدأا في تناول الطعام واذا بمعتز قد استيقظ واتي جلس معهم
معتز: صباح الخير.
فادي: صباح الخير يا معتز.
مديحه: ايه اللي صحاك كمل نومك يا حبيبي.

معتز: سمعت صوتكو قولت اجي اطمن عليكي يا ماما مديحه.
مديحه بابتسامه حزينه:انا الحمد لله.
فادي: مدام صحيت تحب تيجي معانا؟
معتز: انتو رايحين فين؟
مديحه ببكاء: هنروح نزور باباك.
معتز بحزن: اه اكيد اجي معاكو.

تنالو الافطار معا وذهبو الي المقابر ظلو بها حتي الظهر وعادو الي الفيلا كان الكل استيقظ وبدأ البعض ياتي لتقديم العزاء وانشغل الكل في الناس التي تاتي وفي المساء بعد ان ذهب كل المعزين كان المحامي قد اتي وتحدث مع فادي واخبره بامر الوصيه جمع فادي اخوته ووالدته وناديه وجلس معهم
فادي بالم وحزن: المحامي جاني النهارده وهيبدأ اجرأت الميراث انا عارف ان الالم اللي جوانا كبير وكلنا موجوعين بس دي اجرأت عشان الشركه متوقفش المحامي هيبدأ من بكره اجرأت الميراث وعلي ما تخلص كل الاجرأت انا هدير الشركه بالوكاله وهو هيجي بكره عشان في وصيه مكتوبه سايبها بابا هيقراها علينا المحامي.

انتهي فادي من الكلام وظل الجميع صامت لم يتكلم اي احد قامت مديحه لتصعد الي غرفتها وكانت تبكي بالم وحرقه
فادي: يلا كله يدخل يرتاح عشان بكره اخر يوم في العزا.
صعد فادي مع والدته ليهدأها وذهب كل واحد من اخوته الي غرفته دخلت مديحه غرفتها وجلست علي سريرها واغمضت عينها والدموع تنهمر منها واذا بيد حنون تربط علي ظهرها ففتحت عينها ونظرت فوجدته فادي فابتسمت بحزن والم
فادي بحزن: انا عارف ان اي كلام مش هيريحك بس كفايا عياط عشان ماتتعبيش.

مديحه ببكاء: يا بني دموعي بتنزل غصب عني كل مكان هنا ليه فيه ذكري مع ابوك كل ما ابص هنا او هناك بفتكر له كلمه نظره ضحكه (تنهدت) كل حاجه هنا فيها رحيته قلبي موجوع عليها.
فادي بالم: انا خايف عليكي.

مديحه ببكاء: ماتخفش عليا انا هبقي كويسه وهتعود علي غيابه بس لسه الالم شديد وانا الحمد لله راضيه بقضاء الله انا بس في الاول مكنتش مصدقه لكن دلوقتي خلاص الحمد لله هديت بس دموعي دي غصب عني ومع الوقت هتهدي.
فادي بالم: طب انا هروح اخد شاور واغير هدومي واجي.
مديحه بالم: لاء يا حبيبي خليك في اوضتك ملوش لازمه انك تيجي انا عايزه اتعود من دلوقتي اني اكون لوحدي.

فادي: طب حتي خليني معاكي الاسبوع ده بس.
مديحه: لاء انا عايزه اتعود من الاول اني ابقي لوحدي.
فادي بحيره: بس يا ماما...
قاطعته قائلاة: من غير بس روح اوضتك يلا خليني اخد شاور وانام حاسه اني محتاجه انام.
فادي باستسلام: طب حاضر خلاص همشي.

خرج فادي ودخل غرفته كان قلق جدا علي والدته لكنه نفذ رغبتها كي لا تغضب منه دخل الحمام اخذ حمام وارتدي ملابسه واستلقي علي سريره وبسبب التعب طوال اليوم ذهب في النوم بعد ان خرج فادي ظلت مديحه للحظات تتذكر بعض الذكريات الجميله لها مع محمد وكانت الدموع تنهمر من عينها دون توقف اغلقت عينها بالم واخذت نفس واخرجته وقالت في عقلها: ياه يا محمد مكنتش مصدقه انك هتسبني كل لحظه كنت اقول هصحي دلوقتي وتخدني في حضنك وتقولي ده كبوس انا مقدرش ابعد عنك لكن الامر نفذ وفعلا سبتني حاولت افتكر ليك قسوه او جرح عشان اهدي شويه بس مفتكرتش الا حنيتك وحبك حتي لما جرحتني بايدك طيبتني اه اه اه يا وجع قلبي ببعدك عني بس انا هصبر وادعي ربنا يجمعنا مع بعض في الجنه.

وفتحت عينها ودخلت الحمام اخذت حمام وصلت ركعتي شكر لله وطلب الصبر من الله واستلقت علي سريرها ورغم تعبها الشديد الا انها استغرقت بعض الوقت حتي ذهبت في النوم.
في صباح اليوم التالي استيقظ فادي وبعد ان صلي الفجر خرج من غرفته ودق باب غرفة والدته وفتح الباب فوجدها تصلي فابتسم ودخل واغلق الباب وجلس علي السرير ينتظرها حتي تنتهي وبعد انتهت نظرت اليه
مديحه بابتسامه حزينه: اهلا يا حبيبي صليت ولا لسه؟

فادي: الحمد لله صليت قولت اجي اصحيكي لقيتك صاحيه.
مديحه: انا متعوده اصحي اصلي الفجر انا وباباك كل يوم.
فادي: طب ايه رايك اجي كل يوم اصلي انا معاكي.
مديحه بابتسامه حزينه: لاء يا حبيبي قولتلك عايز اتعود اكون لوحدي.
فادي: خلاص اللي يريحك الا انت كنت تعرفي بموضوع الوصيه ده؟

مديحه: ايوه عارفه وعارفه ايه المكتوب فيها كمان.
فادي: ينفع تقوليلي ولا ده سر.
مديحه: مش سر ولا حاجه وهقولك ايه اللي فيها.
وبدأت تقول له ما بداخل الوصيه وظل فادي معها لبعض الوقت ثم عاد الي غرفته وبعد بعض الوقت نزلا الاثنان الي الاسفل وجلسا لتناول الافطار فاذا بمازن ومعتز ومعتصم ياتون ويجلسو معهم
مازن: صباح الخير.

مديحه: صباح الخير عليك يا حبيبي.
مازن: انت ليه روحتو امبارح المقابر من غيرنا؟
فادي: مكناش نعرف انكو عايزين تروحو.
معتصم: احنا زعلنا لما معتز قالنا ده بابا واحنا عايزن كل مره تروحو تزوره نروح معاكم.
فادي:اكيد طبعا يلا افطرو معانا وهنروح دلوقتي.
معتصم: يلا واحنا جاهزين.

تناولو جميعا الافطار وذهبو معا للمقابر كانت ناديه تجلس في غرفتها وعندما تاكدت من ذهابهم اتصلت بالمحامي ورد عليها
ناديه: ايوه يا استاذ سعيد ها عملت ايه.
سعيد: شوفي يا ستي الوصيه مفهاش حاجه تخوف انا معرفتش فيها ايه بس مكتبش حاجه لحد.
ناديه بابتسامه ماكره: طب الحمد لله وايه هي املاكه؟
سعيد: بصي هبعتلك دوسيه فيه حصر بكل املاكه بس مقدرتش اعرف حسابه اللي في البنك بس مش مهم هيطلع في اعلان الوراثه الحاجه الوحيده المهمه ان الفيلا باسم مديحه فعلا.
ناديه بضيق: ايه باسمها ليه؟

سعيد: محمد اول لما اشتغل اتعرض لمشكله كبيره جدا وخسر فيها جامد وكان هبيع الشركه في المزاد العلني لكن مديحه باعت الفيلا بتاعتها اللي هي انتو عايشين فيها دي ودهبها كله وادته الفلوس وكانت هتبيع العزبه بس كانت اختها شريكه فيها وقتها والموضوع كان صعب بس الفلوس اللي ادتهاله حلت المشكله وفكت ازمة محمد ورجع الشركه زي الاول واحسن وطبعا ردا للجميل اول لما ربنا فتحها عليها اشتري الفيلا وكتبها باسمها ورجعو عاشو فيها تاني.

ناديه بتفكير: يعني لما كان بيقول ده بيتها كان يقصد معني الكلمه عموما مش مهم ابعتلي الاوراق وانا هعمل زي ما قولتلي هدي الوصايه لفادي وهخليه هو المسؤل عن كل حاجه وعايزاك انت بقي تراقبه كويس وتمسك عليه اي غلطه ماهو شاب صغير زيه اكيد هيرتكب اخطاء وساعتها بقي ارفع قضيه وابعده خالص عن الشركه واخد انا الاداره وابقي انا المتحكمه في كل شئ.
سعيد باعجاب: اهو كده التخطيط وليكي عليا اعملك عليه مراقبه زي ضله واحاول كمان اوقعه انا في الغلط.
ناديه بمكر: يبقي اتفقنا.

انهت ناديه المكالمه وخرجت تناولت افطارها وجلست تنتظرهم حتي اتو ومر اليوم بين المعزين الذين ياتو وفي المساء اتي المحامي وبعد ذهب كل المعزين وذهب ايضا الخدم اجتمعو جميعا مع المحامي ليعرفو ما بالوصيه.
فادي: اتفضل يا استاذ فياض قول الوصيه كلنا مجتمعين وسامعين.

فياض: الوصيه اللي سيبها ابوكم عباره عن راساله لكم كلكم اما التركه هو قال توزع حسب شرع الله ووصي بملغ متين الف جنيه كهبه للسيده ناديه لانها مش هتورث لانه طلقها من زمان تحبو اقول الرساله الاول وبعدين اقول الاجرأت ولا..
قاطعه فادي بحزن: الرساله الاول خلي الكلام التاني بعدها.
فياض: هقرأ لكم الرساله.
بدأ يقرأ الرساله وجميعهم يسمعها وكانها بصوت محمد.

اولاد وحبايبي وامتدادي بعدي والسعاده اللي ربنا رزقني بيها في الدنيا وبدعي ربنا نكون سوي في الجنه انا رايح احج بيت الله الحرام وبتمني من ربنا اني اموت هناك واندفن جنب حبيبه محمد صل الله عليه وسلم ودي وصيتي لكم اول حاجه عايزكو تكون ديما مع بعض اوعو تبعدو عن بعض خليكو ديما ايد واحده وانت يا فادي يا بني انت اكبر اخواتك ارعاهم واحميهم واوعي تتخلي عنهم مهما يحصل وانتو يا اولاد اسمعو كلام فادي اخوكم الكبير واوعو تزعلوه وخلو بالكو من امكم ناديه ربنا يعلم اني مظلمتهاش وحاولت اعدل بينها وبين مديحه طول ما كانت زوجه ليا ولما طلقتها خيرتها تفضل او تمشي وهي اللي اختارت والمبلغ اللي سيابوه لها ده شئ بسيط تعبير لها عن شكري وامتناني انها مبعدتش ولادي عن بعض وعايز اوصيكم كلكم يا ولادي علي مديحه امكم التانيه خلو بالكم منها هي اللي ربتكم مع امكم وهي بتحبكم جدا وعايزك تسامحيني يا مديحه عشان جرحتك ووجعت قلبك واخيرا يا ولادي افتكروني ديما من دعاؤكم واوعو تنسوني.

فرفع المحامي نظره عن الورقه ونظر اليهم فوجدهم جميعا يبكون بحرقه حتي ناديه اقترب فادي من والدته وجلس بجوارها علي ركبته وقبل يدها ونظر لها قائلا: هتسامحيه يا ماما ولا...
فقاطعته ببكاء شديد: انا سامحته من زمان ومفيش عندي حاجه اسامحه عليها ده هو حب عمري كله هو اللي دوي جرحي انا عايزكم تنفذو وصيته وتكونو ايد واحده وتحبو بعض وتساعدو بعض واوعو تخلو اي شئ يبعدكو عن بعض.

التف الاولاد الثلاثه حولها جلس معتز علي ركبته وامسك يدها الاخري وقبلها وقبل مازن راسها ومال عليها معتصم ليضمها
مديحه ببكاء وابتسامه حزينه: ربنا يبارك فيكم وما يحرمني منكم ابدا يا ولادي.
قبل فادي يدها مره اخري: ويبارك لنا في عمرك ويديكي الصحه يا ست الكل.

كانت ناديه تقف وتري ما يحدث وتحاول ان تداري غلها فاقتربت من مديحه وابتسمت ابتسامه صفراء وتصنعت البكاء قائلة: ربنا ما يحرمك منهم ابدا ما انت اللي ربيتهم من وهما صغيرين وانا لو كنت اعرف بالحب الكبير اللي بينكو كنت بعدت من الاول محاولتش ادخل ابدا بنكم سامحيني انا كمان وانت يا استاذ انا مش عايزه الفلوس كفايا اني ابقي هنا وستكم ومعاكم وكمان اعمل الوصايه علي الاولاد لفادي هو اخوهم الكبير واحنا كلنا هنبقا تحت حمايته.

فقبل مازن يدها واحتضنها هو معتصم ومعتز
معتز بابتسامه حزينه: شكرا ليكي يا ماما.
مديحه ببكاء: انا مش زعلانا منك اصلا انت ست زي اي ست ربنا يصلحلك حالك والفلوس لازم تاخديها دي وصية محمد ولازم تتنفذ.
فياض:يعني اعمل اجراتي علي كده.

فادي ببكاء: ايوه يا استاذ فياض بس خلي الوصايه مع طنط ناديه وتعملي توكيل ادراه انا مش عايز الوصايه.
ناديه بحزن مصطنع: ليه بس يا فادي؟
فادي: معلش يا طنط ناديه سامحيني كده افضل.
ناديه باصرار: لاء خلي الوصايه معاك مش هاخدها انا واثقه فيك.
فادي: يا طنط مش هتفرق التوكيل اللي هتعمليه زيه زي الوصايه يعني مش هتفرق.

ناديه: طيب خلاص ماشي (واكملت في عقلها ) اهم حاجه تبقي انت المتحكم عشان نعرف نمسك عليك حاجه.
فياض: خلاص انا هبدأ اجرأتي من بكره ان شاء الله.
وبالفعل اتم المحامي الاجراءت واصبح فادي هو المدير للشركه وهو المسؤل عن الجميع.
مر ثلاث سنوات والشركه كبرت وازدادت ازدهار واصبحت من افضل الشركات في المنطقه وطوال هذه المده كان محمي ناديه يحاول الايقاع بفادي لكن لم يستطع ولم يجد له اخطاء.

كانت ناديه في غرفتها تكلم المحامي
ناديه بغل وحقد: اعمل ايه انا دلوقتي كل ما اكلمك تقولي مش لاقي له ولا غلطه ايه مولود جوا الشركه.
سعيد: ملهوش اي اخطاء ماشي محترم لا سرق ونهب بالعكس ده كبر الشركه وخلها اكبر شركه في المنطقه وانا مش لاقي حاجه امسكها عليه.
ناديه بمكر: خلاص احفر له حفره ووقعه فيها وخلصنا منه.

سعيد: حتي ده صعب لانه بيدري كل حاجه قبل ما يعملها بس هحاول ماتقلقيش هفكر كده وامخمخ له.
انهت ناديه المكالمه وخرجت من الغرفه رات مديحه تجري الي الخارج تركب السياره وهي في حاله غير طبيعيه فنادت علي فوزيه فاتت اليها
ناديه: في ايه يا فوزيه مديحه بتجري كده ليه؟
فوزيه: معرفش يا مدام ناديه هي كانت بتتكلم في التليفون ويظهر حد قالها حاجه فخرجت تجري.
ناديه: طيب اعمليلي حاجه اشربها وروحي يلا.

فوزيه: حاضر حضرتك عايزه حاجه تانيه عشان احنا هنمشي.
ناديه: خلاص ماتعمليش حاجه امشي انتي.
ذهبت فوزيه ووقفت ناديه تفكر وتقول في عقلها: يا تري في ايه يلا ايكش تكون في مصيبه شالت فادي وريحتنا منه.
عوده من الفلاش باك.

كانت مديحه تجلس بجوار فادي واغمضت عينها للحظات لتحاول ان تهدئ نفسها ثم فتحت مديحه عينها ونظرت الي فادي النائم ثم قامت توضأت وصلت وجلست تدعي له كانت ناديه قد عادت الي الفيلا ودخلت هي والاولاد
معتز بحزن: ماما انا هروح انام في اوضة فادي النهارده.
ناديه: وماله انا عارفه انكو زعلانين علشانه هو اخوكم الكبير بردو.
معتصم بحزن: ماما مديحه صعبانه عليا قوي.
مازن بحزن: فعلا دي ممكن تموت فيها لو جري لفادي حاجه.

ناديه: ربنا يشفيه لها يلا اطلعو نامو عشان هقوم من بدري اروح لهم المستشفي (واكملت في عقلها) يلا ايكش يموتو هما الاثنين ونخلص منهم وتبقي جت من عند ربنا.
ذهب كلا منهم الي غرفته وذهب معتز الي غرفة فادي دخلت ناديه الي غرفتها وكانت تشعر بالسعاده طلبت المحامي وبدأت تكلمه
ناديه بسعاده: ايوه يا استاذ سعيد بينها احلوت خالص فادي عمل حادثه وممكن يكون الموضوع كبير.
سعيد: يعني ممكن يموت؟

ناديه: لاء انا شاكه انه هيعمي عايزاك تجبلي كل المعلومات عشان نعرف نخطط صح.
سعيد: ايه اللي في دماغك؟
ناديه: دلوقتي ولادي هما اللي هيديرو الشركه عشان فادي هيسافر رحلة علاج عايزه لما يرجع سواء خف او عمي ميبقاش له دعوه بالشركه.
سعيد: بس ده هيكون صعب عشان ولادك بيحبو اخوهم جدا وبيثقو فيه.

ناديه بمكر وخبث: هو ده اللي انا هلعب عليه هاتلي انت بس المعلومات عن حالته وانا عليا الباقي.
سعيد: شكلك مجهزه الخطه وعامله حسابك.
ناديه بمكر وخبث: احنا كنا هنفكر ونحاول نخلص منه جت من عند ربنا ودي فرصتي وهستغلها صح انت بس هتساعدني وتنفذ اللي اقولك عليه..
دخلت ناديه الي غرفتها وكانت تشعر بالسعاده طلبت المحامي وبدأت تكلمه
ناديه بسعاده: ايوه يا استاذ سعيد بينها احلوت خالص فادي عمل حادثه وممكن يكون الموضوع كبير.
سعيد: يعني ممكن يموت؟
ناديه: لاء انا شاكه انه هيعمي عايزاك تجبلي كل المعلومات عشان نعرف نخطط صح.
سعيد: ايه اللي في دماغك؟

ناديه: دلوقتي ولادي هما اللي هيديرو الشركه عشان فادي هيسافر رحلة علاج عايزه لما يرجع سواء خف او عمي ميبقاش له دعوه بالشركه.
سعيد: بس ده هيكون صعب عشان ولادك بيحبو اخوهم جدا.
ناديه بمكر وخبث: هو ده اللي انا هلعب عليه هاتلي انت بس المعلومات عن حالته وانا عليا الباقي.
سعيد: شكلك مجهزه الخطه وعامله حسابك.
ناديه بمكر وخبث: احنا كنا هنفكر ونحاول نخلص منه جت من عند ربنا ودي فرصتي وهستغلها صح انت بس هتساعدني.
سعيد بمكر: اكيد طبعا.

انهت ناديه المكالمه ودخلت الي الحمام
انتهت مديحه من الدعاء لفادي واذا بالباب يدق
قامت مديحه وفتحت الباب فاذا به السائق
مديحه بتعجب: في حاجه يا عم حسن؟

حسن: انا اسف اني ازعجتك بس روحت مع الميكانيكي عشان يشوف العربيه هينفع فيها تصليح ولا لاء فلقيت الشاب ده مستني عندها ومعاه الشنطه دي.
فنظرت مديحه فكان هناك شاب في عقده الثالث شكل ملابسه بسيط ويبدو عليه الحزن الشديد ويحمل في يده حقيبه اوراق
مديحه بتعجب: في حاجه حضرتك.

الشاب بتوتر: معلش انا اسف للازعاج بس كنت موجود وشوفت الحادثه وصعب عليا حال الشخص اللي كان في العربيه وكنت عايز اطمن عليه وكمان الشنطه دي كانت في العربيه وخوفت حد يسرقها وواضح ان فيها ورق مهم.
مديحه بتعجب: انت فضلت واقف جنب العربيه الوقت ده كله؟
هز الشاب راسه بالموافقه دون كلام وكان يبدو عليه الحزن الشديد
مديحه بامتنان: متشكره ليك جدا من زمان والواحد ماقبلش حد طيب كده جزاك الله خيرا.
الشاب بتوتر وتردد: معلش سؤال هو اللي كان في العربيه لسه عايش؟
مديحه بضيق من السؤال: الحمد لله ربنا نجاه.

الشاب بابتسامه حزينه: الحمد لله اصل انا اخويا مات في حادثه زيها ولما شوفت الحادثه افتكرته وقلبي وجعني وقولت لازم اطمن علي اللي كان في العربيه اصل الحوادث اللي زي ديه بتبقي معجزه ان صاحبها يطلع منها انا اسف لو كلامي ضايقك بس كان لازم اجي اطمن عليه رغم اني معرفوش بس فكرني باخويا قوي.

مديحه بابتسامه حزينه: لاء ابدا يا بني انت ربنا بعتلك ليا عشان احس قد ايه هو كريم معايا ونجا لي ابني من بلوه كبيره شكرا ليك يا بني جزاك الله كل خير وربنا يصبرك علي فراق اخوك.
الشاب وعينيه تمتلئ بالدموع: شكرا لحضرتك وربنا يقوملك ابنك بالسلامه.
اخذت مديحه منه الحقيبه وذهب ظلت مديحه تنظر عليه بحزن والم فهي تشعر بحاله.
حسن: طب عايزه مني حاجه يا مدام مديحه؟
تنهدت مديحه قائلة: لاء شكرا يا عم حسن اتفضل انت كتر خيرك.

ذهب عم حسن ولحق بالشاب واخذه معه واصله بالسياره فهو كان متاثر لحزنه دخلت مديحه الي غرفة فادي وهي تشعر برضا كبير فما قاله هذا الشاب لها اشعرها بفضل الله عليها جلست علي الكرسي بجوار السرير وامسكت يد فادي وقبلتها ووضعت راسها بجوارها واغمضت عينها ومن شدة التعب ذهبت في النوم حتي استيقظت في موعد صلاة الفجر فتحت عينها واعتدلت وكانت تشعر بالالم في ظهرها جسدها من نومها علي الكرسي نظرت علي فادي كان مازل نائماً فتنهدت وقامت توضأت وصلت وجلست تدعو الله له بالشفاء فاقطعها صوته وهو ينادي
فادي بصوت ضعيف: اه ماما انت هنا اه في حد هنا معايا؟

قامت مديحه وقبلت فادي في جبينه وامسكت يده وقبلتها قائلة: ايوه يا حبيبي انا معاك اهو معلش كنت بصلي.
فادي بالم وهو يمسك راسه بيده الاخري: اه راسي وجعاني قوي والدنيا ضلمه قوي.
مديحه بحزن شديد: معلش يا حبيبي ازمه وهتعدي ان شاء الله.

فادي بالم: اه راسي وجعاني قوي بس الالم مش اقوي من الضلمه صعب قوي مش عارف العميان بيعيشو ازي في الضلمه دي شئ صعب.
نزلت كلمات فادي علي مديحه وكانها صاعقه فهو يتحدث وهو لا يعلم انه قد لا يري مره اخري فانهمرت الدموع من عينها فبدأت تحاول منعها كي لا يشعر بها.

فادي بالم: امي انت سكتي ليه مش بترودي عليا؟
مديحه وهي تحاول ان تتوقف عن البكاء بكلمات متقطعه: معلش حبيبي اصلي... مانمتش كويس... وازاددت في البكاء لكن ان تصدر اي صوت.
جذب يدها وقبلها قائلا: معلش تعبتك يا ست الكل بس غصب عني بكره ان شاء الله لما اخف اعوضك عن كل ده.
مديحه بالم وبكاء تحاول منعه: ولا يهمك حبيبي فداك يا نور عيني (واكملت في عقلها) لو اقدر كنت اديتك عنيا تشوف بيها يارب اشفهولي يارب.
فادي بالم: ممكن تساعديني اقوم ادخل اتوضي اصلي الفجر ولا معاده فات؟

مديحه بالم: لاء يا حبيبي لسه قوم يالا هساعدك بس هتتوضي ازي والرباط علي عنيك؟
فادي بالم: همسح عليه المهم ما فوتش الصلاه.
ساعدته مديحه في القيام من علي السرير وكان يتأوه من الالم في جسده من اثر الحادث.
فادي بالم: اه اه حاسس ان جسمي كله مكسر ليه كده هو في اي كسور في جسمي.
مديحه بالم: لاء يا حبيبي بس الدكتور قال ده طبيعي من اثر الحادثه.
فادي بالم: الحمد لله الحمد لله كنتي ديما تقوليلي انها بتخفف الوجع الحمد لله.
مديحه بالم: الحمد لله يا حبيبي وصلنا باب الحمام ادخل يلا ولا ادخل معاك؟
فادي بابتسامه بالم: لاء خليكي انا كبرت مينفعش ولا انت لسه فاكرني صغير.
مديحه بابتسامه حزينه: لاء يا حبيبي خلاص ادخل وانا هستناك علي ما تخلص.

دخل فادي الي الحمام وتحسس المكان حتي استطاع ان يتوضئ وخرج كانت مديحه تنتظره وقد وضعت له المصلي في الارض امسكت يده
مديحه بالم: تعالي يا حبيبي هوقفك علي المصليه.
اخذته مديحه حتي المصلي واوقفته عليه وجلست الي جواره وبدأ هو بالصلاه كان يتالم كلما سجد من راسه وبعد ان انتهي من الصلاه ظل جالسا
فادي: تعالي يا ماما اقعدي جنبي ادعي وتامني وريا.
مديحه بالم وكانت الدموع تنسال من عينيها دون توقف لكنها كانت تداريها كي لا يشعر فادي: حاضر يا حبيبي.

وقامت جلست بجواره وبدأ يدعي وهي تامن خلفه وهي تبكي وبعد ان انتهي قامت وامسكت يده وساعدته في النهوض واجلسته علي السرير لكنه لم يتحمل الالم فاستلقي علي السرير جلست مديحه بجواره علي الكرسي ووضعت يدها علي راسه وبدأت تقرأ بعض ايات القرأن حتي ذهب في النوم وبعد بعض الوقت اتي الطبيب دق الباب ودخل
مصطفي: صباح الخير اخبار استاذ فادي ايه؟

مديحه ببكاء: بيتألم قوي يا دكتور وبيشكي من راسه.
مصطفي: ده طبيعي اثر المسكن الشديد اللي ادتهوله راح انا هبعت الممراضات لكم بالفطار وبعدها ياخد العلاج بتاعه وهيريحه شويه.
مديحه بالم: طب وموضوع السفر؟
مصطفي: حجزت لكم خلاص في افضل مستشفي متخصصه في الحلات دي في المانيا وهتسافرو بكره ان شاء الله بس هتلحقو تجهزو الاوراق؟
مديحه: الجوزات بتاعتنا موجوده من الاول.

استيقظ فادي وسمع الحوار
فادي بالم: ازيك يا دكتور مصطفي اسف معرفتش صوتك امبارح كنت تعبان قوي ومش مركز.
مصطفي: ده طبيعي وما يقلقش هتبدأو رحلة العلاج من بكره ان شاء الله.
فادي: طب الحمد لله لحسن الرباط ده والضلمه دي صعبه قوي احساس مؤلم قوي انك مش شايف حاجه ومش ممكن تتخيل احساسي عامل ازي.
مصطفي: لاء يا استاذ فادي لازم تتعود عشان هتفضل كده فتره.

وكان ينظر الي والدته وكانه يريدها ان تمهد له انه قد يبقي هكذا الي الابد.
فادي: انا عارف اني هفضل كده فتره بس ليه حاس من كلامك انها فتره طويله؟
مصطفي: استاذ فادي انت مؤمن بالله وموحد وعارف ان ده قضاء ربنا وسواء فتره كبيره او قصيره فلازم من الصبر.
فادي: ونعم بالله ربنا يدينا الصبر.

مصطفي: هاسبكم انا وهتجلكم الممرضات بالاكل عشان استاذ فادي ياكل وياخد علاجه وانت كمان يا مدام مديحه لازم تاكلي كويس عشان تقدري تكملي.
تركهم الطبيب وذهب كانت مديحه تحاول منع دموعها من النزول كي لا يشعر بها فادي
فادي: هو الدكتور يقصد ايه بكلامه ده يا ماما؟

مديحه وهي تمسح دموعها: يقصد طول فترة العلاج ما احنا لسه مش عارفين هتاخد قد ايه بعد الفطار ان شاء الله هروح الفيلا اجيب لبس ليا وليك والجوازات بتاعتنا عشان نسافر بكره ان شاء الله.
فادي: ومستعجله ليه خليكي براحتك؟
مديحه: لاء يا حبيبي كده احسن عشان لو نسيت حاجه الحق اجبها وكمان اتاكد من كل الورق من بدري.
فادي: عندك حق.

دق الباب ودخلت الممرضات ووضعت لهم الطعام جلس فادي وضعت الممرضه سنية الطعام الخاصه به امامه
الممرضه: اتفضل وبعد اذنكم بعد ما يخلص ترني الجرس هاجي اديلو العلاج.
مديحه: حاضر يا بنتي.
خرجت الممرضات بدأت مديحه تطعم فادي بيدها
فادي: سيبي الاكل وانا هاكل بايدي.
مديحه: ليه بس يا حبيبي انا ديقاتك في حاجه.
فادي: لاء يا ماما يا حبيبتي مش عايز اتعبك كولي انت كمان يلا.
مديحه: هاكلك وبعدين اكل كمان عشان تاخد علاجك.

اطعمته مديحه دون اي كلام كان داخلها يتقطع الما عليه وبعد ان انتهت ورنت الجرس ونادت علي الممراضات واتت واحضرت الدواء
مديحه: هو اكل هاتي العلاج.
الممرضه: اتفضل بس هديلو الحقن في الكانولا واسبلك الباقي العلاج ده هينيمه فمتقلقيش.

قدمت لها الممرضه بعض الادويه اخذتها منها مديحه وابتعدت وتركتها تضع له الحقن انتهت الممرضه وذهبت واستلقي فادي علي السرير بعد ان اعطته والدته الدواء كان يفكر في كلام الطبيب هل سيظل اعمي وانه يخفي عليه الامر ويشعر بحزن والدته الشديد رغم محاولتها ان تداريه ولكنه فضل السكوت حتي يتضح له الامر وبعد بعض الوقت ذهب في النوم اتصلت مديحه بالسائق.

مديحه: ايوه يا عم حسين تعالي المستشفي عشان هروح البيت اجيب شوية حاجات من هناك وارجع تعالي بسرعه.
حسين: حاضر حالا هكون عندك في المستشفي.
انهت المكالمه وجلست تنتظر وبالفعل لم يمر الكثير من الوقت واتي السائق ودق الباب ودخل
مديحه: اهلا يا عم حسين ما رنتش ليه من بره وخرجت لك؟
حسين: قولت اطمن علي فادي بيه هو عامل ايه دلوقتي؟
مديحه: الحمد لله احسن بس هو نايم دلوقتي يلا بينا.

وخرجت معه الي الخارج ونادت علي احد الممراضات فاتت اليها
مديحه:معلش يا بنتي خلي بالك من فادي ابني علي ما اروح اجيب شوية حاجات من البيت وارجع.
الممرضه: حاضر يا فندم.

خرجت مديحه مع السائق ركبت معه السياره وتحركت بهم وبعد بعض الوقت وصلت الي الفيلا نزلت من السياره ودخلت الفيلا وصعدت الي غرفتها كان الوقت مبكرا ولم يستيقظ سوي معتز سمع صوت الباب ففتح ونظر وعندما راها اسرع اليها
معتز بخضه: ماما مديحه في حاجه حصلت جايه بدري ليه كده فادي كويس
مديحه بابتسامه حزينه: اه يا حبيبي الحمد لله بخير بس انا وهو هنسافر بكره رحلة علاج وجايه اخد شوية حاجات عشان السفر.

معتز: طب خلاص هاجي معاكي عشان اقعد معاه الحبه دول علي ما تسافرو.
مديحه: خليك انت يا حبيبي عشان مدرستك.
معتز: لاء انا عايز اقعد مع فادي علي ما يسافر مش هسيبه.
مديحه: خلاص يا حبيبي اللي يريحك انا هدخل اجهز الشنط واجيب حاجاتي وهجيب حاجات من اوضة فادي.
معتز بخجل: معلش انا نمت في اوضته عشان هو واحشني وحبيت احس اني قريب منه.
مديحه بابتسامه حزينه: ربنا ما يحرمكو من بعض ابدا يا حبيبي.

وملست بيدها علي شعره فشعره ناعم مثل شعر فادي وقبلت راسه ودخلت الي غرفتها اخرجت حقيبة السفر ووضعت بها بعض ملابسها وخرجت بها الي غرفة فادي كان معتز يجلس علي طرف السرير فقام وامسكها منها ووضعها علي السرير
مديحه: شكرا يا حبيبي.

فهز راسه بابتسامه اخرجت بعض الملابس من دولاب فادي ووضعتها في الحقيبه واخذت بعض زجاجات العطر الخاصه بفادي واغلقت الحقيبه
معتز بتعجب: مش هتجيبي ليكي لبس انت كمان.
مديحه: لا حول ولا قوة الا بالله معلش نسيت خالص هدخل اجيب ليا لبس.
حاولت حمل الحقيبه لكن معتز رفض وامسكها هو قائلا: هدخلهالك اوضتك.

مديحه: تقيله عليك يا حبيبي سبها وانا هشلها
معتز: انا راجل مش عيل اسبقيني وافتحي باب الاوضه.
مديحه بابتسامه حزينه: طبعا راجل يا حبيبي هسبقك اهو.
سبقته الي الغرفه وفتحت الباب ودخل هو وضع الحقيبه علي السرير فتحتها ووضعت بها بعض ملابسها وحجابتها وكل ما قد تحتاج اليه واغلقتها مره اخري وحاولت حملها فرفض معتز مره اخري
قائلا: سيبها وانا هنزلها لك تحت.

مديحه: يا حبيبي بقت تقليه اوي ومش عايزه اتعبك.
معتز باصرار: لاء انا اللي هنزلها ادخلي انت خدي شاور وغيري هدومك وحصليني علي تحت.
مديحه: تصدق نسيت اغير هدومي معلش من الاستعجال خايفه فادي يصحي قبل ما ارجع.
معتز: يلا غيري انت اصلا خرجتي بعباية البيت.
نظرت مديحه الي ملابسه قائلة: يا خبر مخدتش باللي من اللي حصل حالا هاغير واجي.
اخذ معتز الحقيبه ونزل وغيرت ملابسها ولفت حجابها ونزلت بسرعه كانت ناديه قد استيقظت ورات معتز وهو يقف بالحقيبه
ناديه بتثاقب: ايه الشنطه دي يا معتز؟

معتز: دي شنطه ماما مديحه عشان هتسافر هي وفادي عشان يتعالج بره.
ناديه: اه هي كانت قايله امال هي فين؟
معتز: بتغير هدومها وجايه.
واذا بمديحه تنزل الدرج واتيه اليهم
ناديه بحزن متصنع: فادي عامل ايه دلوقتي قلبي بيتقطع عشانه انا كنت لسه هلبس عشان اجيلكم في المستشفي.

مديحه:الحمد لله احسن شويه بس الدكتور حجز لنا نسافر بكره فقولت اجي اخد لبس ليا انا وفادي عشان نبقي جاهزين ومنتاخرش.
ناديه: طب يا حبيبتي امشي انت عشان ماعطلكيش وانا هلبس واحصلك.
مديحه: براحتك انا هروح بسرعه عشان سيباه نايم ومش عايزه يصحي مايلقنيش جنبه معتز انده لعم حسين يجي يا خد الشنطه.
معتز: حاضر.

خرج معتز واتي معه السائق واخذ الحقيبه وخرجو جميعا معا ودخلت ناديه الي غرفتها سعيده فهذه فرصتها لتنفيذ ختطتها.
عادت مديحه الي المستشفي ودخلت الي الغرفه هي ومعتز الذي اصر علي حمل الحقيبه عنها وضعها جانبا ودخل جلس بجوار فادي وامسك يده وقبله في خده
معتز بحزن: فادي حبيبي ربنا يشفيك يارب وما يحرمني منك ابدا انت اخويا وصاحبي.

مديحه: ربنا يباركلي فيك يا حبيبي هو لسه نايم العلاج اللي واخده منيمه الحمد لله كنت خايفه يصحي قبل ما ارجع.
فنظر معتز وجد صنية طعام مغطاه وبها الطعام كامل.
معتز: هو ماكلش ليه؟
مديحه: لاء يا حبيبي هو اكل ده اكلي انا كل يلا تلقيك جاي من غير فطار.
معتز بزعل: لاء طبعا انت اللي هتاكلي والا هزعل منك ولو مش عاجبك الاكل ده اروح اشتري اكل من بره.

مديحه: طب هاكل بس تاكل معايا.
معتز: ماشي بس شويه وهجيب اكل تاني وناكل سوي اتفقنا.
مديحه: اتفقنا.
جلست مديحه بجوار معتز وتناولا الطعام معا.

استيقظ معتصم ومازن واستعدا للذهاب الي الشركه وقبل ان يخرجا نادت عليهم ناديه فتوقفا ونظرا اليها
ناديه: اسمعو يا ولاد عايزكو تثبتو لاخوكو انكو قد المسؤليه وان الشركه مش هتقع لمجرد غيابه عشان يسافر رحلة العلاج بتاعته وهو مطمن.
مازن: اكيد طبعا يا ماما احنا قدها ان شاء الله.
معتصم: وكمان احنا اشتغلنا معاه قبل كده يعني فاهمين الشغل كويس.
ناديه: انا واثقه فيكو بس لازم افكركو وكمان بعد ما تخلصو تيجو علي المستشفي عشان نسلم علي فادي قبل ما يسافر انا هاكون هناك.
مازن: طب ومعتز؟

ناديه: معتز هناك مشي مع مديحه لما جت تاخد شنطة السفر.
خرجا الاثنان وركبا السياره وتحركا بها وذهبا الي الشركه اما ناديه نادت علي فوزيه فاتت اليها
ناديه: فوزيه حضري ليا فطار واعملي اكل وحطي في علب من اللي بتحفظ الاكل سخن.
فوزيه بحزن: حاضر هعمل كل اللي حضرتك عايزه بس ممكن اروح معاكي بعد الفطار اطمن علي فادي بيه.
ناديه بتفكير: طب والغدي وشغل البيت؟

فوزيه بحزن: متقلقيش كل حاجه هتجهز في معادها بس طمنيني هو عامل ايه دلوقتي عايزه اطمن عليه
ناديه ببرود: كويس اتحسن بس هيسافر يكمل علاجه بره وانا هفطر واروح لها المستفشي دلوقتي والاكل اللي هاخده لها عشان اكيد ماكلتش من امبارح.
فوزيه ببكاء: الحمد لله حالا اهو هحضر الفطار واجهز الحاجه
ناديه: ماشي حضري ليا الفطار واجهزي يلا بسرعه.

فوزيه بحزن: حاضر هروح اهو
تركتها فوزيه وذهبت الي المطبخ وعادت ناديه الي غرفتها وامسكت الهاتف واتصلت بالمحامي
ناديه: ايوه يا استاذ سعيد ها عرفت الاخبار؟
سعيد: ايوه سالت وعرفت ان احتمال يعيش اعمي بقيت حياته اصابته خطيره ورحلة العلاج دي هتحسن الحاله بس شويه.
ناديه بسعاده: تمام كده بقي نبتدي الشغل.
سعيد: قوليلي المطلوب وانا هنفذ.

ناديه: عايزاك تجهز ورق يثبت ان فادي حرامي وبيسرق فلوس الشركه وكان عايز يسرق حق اخواته.
سعيد: ورق حقيقي صعب لايمكن طبعا.
ناديه: زور ورق بكده انا مش هرفع قضيا انا بس هوريه لولادي عشان يكرهو فادي وينفذو كل اللي عايزه منهم وكمان انت هتبقا معاهم وتساعدهم.
سعيد: اه كده فهمت عايزه امتي؟
ناديه: معاك اسبوع بعد سفر فادي وسيب اقناع ولادي عليا.
سعيد:اتفقنا.

انهت ناديه المكالمه ونظرت في مكر وهي تقول في عقلها: كده بقي هعرف اخد حقي منهم كويس والشركه والفلوس كلها ليا انا.
استعدت ناديه للذهاب الي المستشفي وخرجت من غرفتها كانت فوزيه قد اعدت لها الافطار تناولته ناديه وخرجت هي وفوزيه ركبا معا السياره وكانت قد عادت من المستشفي بعد ان اوصلت مديحه ومعتز جلست ناديه بالكرسي الخلفي وفوزيه بجوار السائق وتحركت السياره وصلت الي المستشفي وصعدتا الي غرفة فادي ودق باب الغرفه ولكن لم يجبهم احد من الداخل فدق الباب مره اخري ولكن لم يجبهم احد ففتحت ناديه الباب فلم تجد احد بالغرفه
فوزيه بفزع: امال فادي بيه ومدام مديحه راحو فين؟
ناديه في عقلها: تكون حالته سائت وجرا له حاجه؟

استعدت ناديه للذهاب الي المستشفي وخرجت من غرفتها كانت فوزيه قد اعدت لها الافطار تناولته ناديه وخرجت هي وفوزيه ركبا معا السياره ناديه بالكرسي الخلفي وفوزيه بجوار السائق وتحركت السياره وصلت الي المستشفي وصعدتا الي غرفة فادي ودق باب الغرفه ولكن لم يجبهم احد من الداخل فدق الباب مره اخري ولكن لم يجبهم احد ففتحت ناديه الباب فلم تجد احد بالغرفه
فوزيه بفزع: امال فادي بيه ومدام مديحه راحو فين؟
ناديه بتعجب: ايه ده هما راحو فين؟

تحركت ناديه وذهبت الي احد الممراضات وسالتها عنهم
ناديه بضيق: انت يا انسه فين فادي محمد ووالدته واخوه؟
الممرضه: بيعمل بعض الفحوصات والتجهيزات للسفر.
ناديه: طب الحمد لله قلقت عليهم لما ملقتهومش في الاوضه طب هما هيرجعو امتي؟
الممرضه: قدامهم نص ساعه ويرجعو.
ناديه: طب احنا هندخل نستناهم في الاوضه علي ما يرجعو.

وذهبت ناديه وفوزيه الي الغرفه وبقيتا بداخلها
كانت ناديه تنظر يمينا ويسارا وكانها تتفحص المكان بعينيها وكانت تنظر بخبث ومكر وظلت صامته هي وفوزيه حتي عادو الثلاثه كان فادي يسير في النتصف ووالدته تمسك بذراعه من ناحيه ومعتز من الناحيه الاخري وكان يبدو علي فادي الالم اجلسوه علي السرير
تضايقت ناديه عندما رات معتز يمسك بذراع فادي فشعرت بحب معتز الشديد لفادي وهذا سيصعب عليها لعبتها.
ناديه بحزن مصطنع: الف سلامه عليك يا فادي.

فوزيه بحزن: سلامتك يا استاذ فادي كل اللي في البيت كان عايز يجي يزورك بس عشان مايسبيوش البيت لوحده.
فادي: ولا يهمك كفايا اهتمامكم وسؤالكم.
مديحه: تسلمي يا فوزيه مجيك ده غالي عندي قوي.
فوزيه بحزن: انت عارفه الاستاذ فادي غالي عندنا جدا وكلنا بنحبه.
مديحه: انا عارفه يا فوزيه ده انت اللي مربياه معايا.

فوزيه: احنا جبنا لكم معنا اكل.
مديحه: شكرا يا فوزيه خليه هنا لما نجوع ناكله.
ناديه: هتسافرو بكره الساعه كام؟
مديحه: في الفجر ان شاء الله.
فادي: هنبقا نكلمكم من هناك نطمن عليكم ونطمنكم علينا.
ناديه: اه طبعا لازم؛اخواتك راحو النهارده الشركه واكيد هيخلو بالهم منها في غيابك متخفش عليها اخوتك قدها.
فادي: اكيد طبعا ما هي شركتهم.

كان فادي يشعر في كلام ناديه بشئ لكن لا يفهمه.
فوزيه: طب انا اطمنت علي فادي بيه امشي انا ارجع الفيلا.
مديحه: ماشي يا فوزيه خلصي وامشو في معادكم عادي.
فوزيه: لاء انا هفضل لحد لما يرجعو البيت عشان مانسبش الفيلا لوحدها.
مديحه: خلاص ماشي خلي السواق ويوصلك بالعربيه ويرجع تاني.

ذهبت فوزيه وعادت الي الفيلا وبقيت معهم ناديه وفي المساء اتي معتصم ومازن وظلو معهم بعض الوقت وقبل ان يذهبو سلمو جميعا علي فادي
معتصم: ماتطولش الغيبه علينا يا فادي انت عارف الدنيا من غيرك تبقي وحشه قوي.
مازن: يطول مين دا احنا نروح وراه ومنسيبوش الا لما نجيبه معنا.
معتز: انا كنت عايز اروح معاهم اصلا بس اعمل ايه في المدارس.

فادي بابتسامه: ربنا ما يحرمني منكم ابدا ربنا يكرمني بالشفا وانا هرجع علي طول لاني انا كمان بحبكم جدا هو احنا لينا غير بعض.
كان فادي يقول ذلك وكانه يذكرهم فهو يعلم ان ناديه قد تحاول التفرقه بينهم فهذه فرصتها.
ناديه بابتسامه لتداري ما بداخلها من غيظ: اكيد طبعا ملكوش الا بعض يالا بقي يا ولاد هنمشي احنا والعربيه هتجلكم في الفجر تسافرو وترجعو بالسلامه.

معتز: روحو انتو انا هفضل معاهم للصبح وبعد يركبو الطياره هرجع علي البيت عشان فادي هيوحشني قوي وعايز اشبع منه قبل ما يسافر.
مديحه: ربنا ما يحرمكو من بعض ابدا يا حبيبي بس روح انت معاهم عشان مدرستك كفايا عطلناك النهارده واوعدك اننا هنتصل بيك نطمنك علينا اول ما نوصل المستشفي اللي هنروح فيها.

معتز باصرار: لاء انا مش هسبكم الا لما تسافرو كفايا اني هقعد الفتره دي كلها من غير ما اشوفكم.
فادي بابتسامه حزينه: لاء يا معتز انا عايزك تروح عشان تشوف مذكرتك كفايا عطلناك لحد كده وكمان انا مش بحب لحظات الوداع.
ناديه: هما عندهم حق يا معتز وقالو لك هيتصلو بينا ويطمننونا عليهم خلاص بقا يالا (واكملت في عقلها) شكلك هتتعبني قوي ومش هتصدق بالساهل.
معتز باستسلام: خلاص امري لله حاضر هروح بس هستنا اتصالكو بيا اول ما توصلو.

مديحه: اكيد طبعا ياحبيبي.
سلم الجميع علي فادي وعلي مديحه وودعوهم بحزن علي فرقهم وذهبو الي المنزل.
فادي: يلا يا ماما ارتاحي انت كمان عندنا سفر الصبح ولازم ترتاحي.
مديحه: حاضر يا حبيبي هفرد الكنبه وانام عليها بس انت مش عايز حاجه قبل ما انام.
فادي: لاء يا ست الكل ربنا ما يحرمني منك ابدا.

قامت مديحه وعدلت الاريكه وحولتها الي سرير صغير واخرجت بعض الغطاء من الدولاب واستلقت علي السرير وظلت تنظر الي فادي بحزن والم حتي ذهبت في النوم من شدة التعب اما فادي كان يفكر في كل ما حدث معه فهو لا يعرف ما الذي تخبأه له الايام ولا يعرف هل سيخرح من هذا الظلام الذي يشعره انه وقع في بئر ليس نهايه ويشعر ان ناديه تدمر له شئ وخائف علي اخوته منها ومن افعلها وبعد بعض الوقت ذهب في النوم استيقظت مديحه قبل الفجر علي دق الباب فقامت عدلت حجابها وفتحت الباب اذا بها احد الممراضات.

الممرضه: معلش اني صحيتك من النوم بس لازم تبدأو تستعدو عشان السفر.
مديحه: حاضر هنجهز اهو.
اقتربت من فادي لتيقظه فوضعت يدها علي راسه وملست علي شعره بحنان
مديحه بحنان: فادي حبيبي اصحي يالا عشان نسافر.
فادي بنعاس: حاضر يا ماما
مديحه: قوم يا حبيبي يلا ادخل خد حمام كده فوق وانا هحضرلك لبس عشان تغير.
فادي: حاضر لو ان الرباط اللي علي عيني ده مضايقني هو ما ينفعش يتفك؟
مديحه بتردد: هبقا اسال الدكتور انت خد شاور من غير ما تبله.
فادي وهو يقوم من علي السرير: حاضر.

قام فادي اخذت والدته يده الي باب الحمام دخل واخذ حمام وارتدي ملابسه الداخليه كانت قد اعتطها له والدته وخرج ساعدته والدته في لبس البنطلون والتيشرت وجهزت الحقائب وخرجا معا وهي تمسك يده كان السائق قد اتي دخل واحضر الحقائب ووضعهم في السياره وخرجت مديحه وفادي وركبا معا في السياره وتحركت بهم واوصلتهم الي المطار سلم عليهم حسين السائق ودخلا الاثنان المطار انهي الاجرأت وركبا الطائره للذهاب الي المستشفي وبدأ رحلة العلاج ومر اسبوع وكان فادي كل يوم يتصل بمعتز هو ومديحه ويطمأنهم عليهم ويطمأن ايضا عليهم...

كانت ناديه في هذا الاسبوع تخطتت وتجهز للعبتها الكبيره واعدلها المحامي كل الاوراق واعطها لها وطلبت من اولادها ان تجتمع بهم لشئ خطير وانها ستتحدث معهم في امر مهم وطلبت ايضا من المحامي سعيد الحضور واجتمعو جميعا وجلسو معا وكانو ينظرون لها بترقب وهي بدأت تتصنع الحزن والالم ونظرت اليهم بنظرة انكسار وبدأت تتكلم.

ناديه بحزن وانكسار مصطنع: انا مكنتش اتمني ابدا اني اقول لكم الكلام اللي هقوله ده ولا تخيلت اصلا ان اللي عرفته ممكن يكون حقيقه مكنتش عايزه اصدق للاسف هو الحقيقه وخلاص مبقاش ينفع السكوت اكتر من كده (تنهدت بحزن وبكاء مصطنع) طول السنين اللي فات وانا بتحمل عشانكم واصبر انا اتحملت اللي محدش يتحمله كان كل اللي يهمني هو انتو واني اشفكم احسن رجاله في الدنيا لكن لما استاذ سعيد جبلي الاوراق دي قولت خلاص مبقاش ينفع السكوت اكتر من كده خلاص مش قادره.

مازن بقلق شديد: في ايه يا ماما ايه اللي حصل؟
وكان الثلاثه ينظرو لها بقلق وترقب
ناديه بحزن وبكاء مصطنع: انا معنديش حد اهم منكم كل اللي كنت بتمناه انكم تعيشو حياه هاديه وسعيده حتي لو كان ده علي حساب نفسي اتحملت من مديحه ظلمها ليا وافتراها عليا ومحمد من حبه ليها مكنش شايف غيرها وكان بيصدقها وعمره ما حس بيا وظلمني بس كل ده مش مهم انا مش مهم اتحمل اي شئ لكن لما لقيت فادي عايز يسرق حققو مقدرتش اسكت خلاص فاض بيا انا عملت كل ده عشانكم فمش هسمح لحد يسرقكم.

قام الثلاثه بصدمه ونظرو اليها بعدم تصديق
معتصم بصدمه ورفض: لاء مش ممكن اكيد في حاجه غلط فادي عمره ما يعمل كده احنا اشتغلنا معاه وشفناه ازي لا يمكن.
مازن بصدمه: اللي بتقوليه ده مش ممكن فادي لا يمكن يعمل كده مش معقول.
معتز بصدمه: لاء طبعا الكلام ده لايمكن اصدقه فادي عمره ما كان حرامي ولا هيكون.

ناديه بحزن وبكاء وانكسار مصطنع: الاوراق قدامكم اه ولو مكنتش شوفتها بعيني كان لايمكن اصدقك ابدا ده فادي ده ابني زيكو بالظبط ومديحه هي اللي ربتكو ومكنش ممكن اصدق ابدا انه يعمل كده لحد ما شوفت الورق بعيني.
امسك مازن ومعتصم الاوراق وبدأا يقرأا فيها ويفحصها ليأكدا من الكلام اما معتز لم يقترب من الاورق ظل مكانه ينظر لهم جميعا بعدم تصديق لاي شئ.
معتصم بغضب: الكلام اللي في الورق ده لو صحيح انا هروح اقتل فادي هو وامه الخاين بخدعنا ويسرقنا ويمثل علينا دور الشريف.

مازن بغضب: يعني كان بيمثل علينا الشرف والنزاها وهو حرامي وخاين ازي؟
ناديه بحزن مصطنع: لاء يا معتصم اوعي ده اخوك اوعي تعمل كده ابدا يمكن له عذره ولا حاجه.
معتصم بغضب: عذر... عذر ايه اللي يخليه يسرق اخواته مش تقولي كلام يتفهم.
مازن بغضب: مفيش عذر يخلي واحد يسرق اخواته واحنا بقي هنحاسبه علي الكلام ده.

ناديه بمكر وخبث: لاء طبعا اوعو الكلام ده ميخرجش من هنا ابدا ولا حد يعرف بيه وما اخذ بالحيله لا يسترد الا بالحيله.
معتصم بعدم فهم: يعني ايه مش فاهم؟
ناديه بمكر: يعني زي ما هو سرق حقكو انت كمان تسرقو هو دلوقتي قدامه فتره العلاج علي ما يرجع تكونو اخدتو حقكم ولما يرجع مايبقاش له مكان في الشركه لانه ميستحقش انه يرجع لها تاني وكفايا عليا انكو تدولو نصيبه من المكسب وده كده يبقي العدل.

معتز بغضب وعدم تصديق: ده كده يبقي العدل! انتو عايزني اصدق الكلام الفاضي؟ ده كل ده كذب وفادي لايمكن يسرقنا ابدا وبعدين يسرقنا ليه اصلا ماهو له نصيب زيه زينا وكمان له فلوس امه ونصيبها في الشركه يعني مش محتاج يسرق لان كده كده هو له نصيب اكبر منا في الشركه.
سعيد بمكر: الطمع وحش يابني والبني ادم ميملاش عينه الا التراب وانتو كنتو مانين له قوي والمال السايب يعلم السرقه ومفيش بني ادم مابيغلطش وهو غلط حب ياخد كل حاجه لنفسه والورق قداماكو اهو شوفوه.

معتز بغضب: انا لاهبص ولا هشوف الورق مايلزمنيش انا هسال فادي واللي يقوله هصدقه لانه اخويا لحمي ودمي ومش هيكدب عليا.
المحامي: انت طيب قوي يا معتز.
مازن بغضب: انت غبي يالا عايزه يضحك عليه بكلامه المعسول ويسرقك تاني الورق واضح ومفهوش شك.
معتز بغضب: انا اللي غبي؟ اصدق حبة ورق واكدب عمري كله وكل شئ اتعلمته هو ده الذكاء من وجة نظرك.

فصفعه مازن علي وجهه بغضب قائلا: اتادب وانت بتكلم اخوك الكبير انت اصلا لسه عيل ومانتاش فاهم حاجه ومصدق كدبهم وكلامهم المعسول وملكش دعوه بحاجه انت فاهم.
معتز وهو يضع يده علي وجهه بالم وحزن: ياخساره عليك يا كبير هي الرجوله في نظرك انك تضرب اخوك الصغير وعايزني اصدق كلام فاضي انا هكلم فادي واساله ومليش دعوه بيكو.

امسكه معتصم بغضب: افهم بقي انت عايز تضيع حقنا وتعب امنا طول عمرها مش كفايا عليها العذاب اللي شافته
ناديه ببكاء مصطنع وهي تحاول ان تبعد معتز من يد مازن: لاء كله الا كده يا ولادي مش عايزه حد منكم يخسر التاني لاء مش عايزه فلوس تغور في داهيه بس انتو تزعلو مع بعض وتمدو ايدكو علي بعض لاء ابدا ابدا.

وامسكت معتز وحاولت ان تضمه فابتعد عنها ونظر اليها بغضب وامتلاءت عينه بالدموع قائلا: انا مليش دعوه باللي بتقوله وتعملوه انا مش ممكن اصدق الكلام الفاضي ده.
معتصم بغضب: يبقي خلاص اطلع منها انت وسبنا احنا نحلها ونجبلك حقك معنا.
مازن بغضب: بس اياك اعرف انك روحت اتكلمت في حاجه من ديه مع فادي انت فاهم.

فنظر اليهم معتز بحزن والم وتحسر قائلا: يا خساره... يا خساره انا هطلع اوضة فادي ومليش دعوه بيكم بس في الاخر هفكركم ان اللي اعملتوه ده اكبر غلط وهتندمو عليه يا خساره يا ولاد محمد بدارن الف خساره.
وتركهم وصعد الي غرفة فادي واغلق علي نفسه الباب وظل يبكي الما وحسره علي اخوته وكيف لهم ان يصدقو مثل هذا الكلام وعلي امه الذي لم يتخيل ان تفعل ذلك اما اخوته كانو مازلو يتحدثون مع المحامي في الامر.

نظر مازن لسعيد قائلا: قولنا يا استاذ بصفتك محامي نعمل ايه ناخد بيه حقنا من الحرامي ده.
سعيد بمكر: زي ما قالت والدتك ما اخذ بالحيله لايسترد الا بالحيله يعني زي ما سرقكو اسرقوه وكده تبقو خالصين وعلي فكره كده ماتبقاش سرقه انت بتاخد حقك يعني مش حرام.

معتصم بتشتت ولخبطه:يعني ايه سرقه ومش حرام انا مش مقطنع احنا نوجهه وناخد حقنا ليه نلف وندور؟
ناديه بمسكنه مصطنعه: ونسيت وصية ابوك انكو ماتسيبوش بعض ابدا عايزين تخسرو اخوكم عشان شوية فلوس حتي لو هو اللي بدأ لاء انتو متعملوش كده.
معتصم بضيق: نعم عشان وصية نضيع حقنا لاء طبعا وبعدين هو اللي خالفها من الاول.

سعيد بمكر: يبقي خلاص تاخدو حقكو بالحيله وزي ما هو كان هيسرقكو اسرقوه وزي ما بتتقال اتغدو بيه قبل ما يتعشي بيكم.
ناديه بتصنع: وبكده ماتخسرهوش ولا تخالفو وصية ابوكم.
مازن بغضب: هو اللي بدأ وخالف وصية بابا يبقي يستاهل اللي يجرا له شوف يا استاذ سعيد عايزنا نعمل ايه واحنا معاك لحد لما ناخد حقنا كامل.
معتصم بغضب: ايوه اللي تقوله هنفذه المهم حقنا ما يضعش.
سعيد بمكر: اقعدو واهدو وانا هقول لكم هنعمل ايه وازي.

جلسو جميعا حول الطاوله وبدأ سعيد يشرح لهم ما سيفعلونه وكانه شيطان يزين لهم السرقه ويحلها لهم ولصغر سنهم وعدم خبرتهم استطاع خداعهم بسهوله وكانت ناديه تستمع لكل ما يحدث وهي تتصنع الحزن والالم وتداري بداخلها السعاده والشعور بالانتصار فهي لاول مره تنجح في خطه من خطتها.
كان معتز مازال في غرفة فادي يبكي حزنا والما علي ماحدث ويفكر ماذا يفعل هل يتصل بفادي ويساله ويخبره لكن هل فادي بحاله تسمح له بان يفكر بهذه الامور فهو يكلمه كل يوم يعرف انه سيقوم ببعض الجراحات وامامه ستة اشهر حتي ينتهي منها وبعد بعض التفكير قرر ان ياجل اي كلام بعد ان يعود ويكون الله قد من عليه بالشفاء.

بعد ستة اشهر
في مكتب سعيد المحامي كان يجلس سعيد مع فتاه عشرنيه ترتدي ملابس ضيقه تظهر اكثر ما تخفي وتضع وشاح صغير علي راسها وتضع الكثير من مساحيق التجميل وتجلس وهي تتمايل بمياعه وهي تمدغ العلكه.
سعيد باعجاب: برافو عليكي يا مروه عرفتي توقعي معتصم وخلتيه خاتم في صباعك.
مروه بضحكه ركيعه: تلميذتك يا استاذ من ساعت ما روحت وانا مثلت عليه دور الغلبانه وهو مصدق زي ما يكون مصدق ولزق.

سعيد بمكر: لاء اللي عملته فيهم امهم خلتهم صيده سهله مفكره نفسها ذكيه جدا وانا عرفت العب بيها ازي واخليها مفكره نفسها الذكاء كله.
مروه بتعجب: انما يعني هي اقنعت عيلها ازي بان اخوهم ده خاين ده ملقتش حد في الشركه الا وبيحبه ويشكر فيه؟
سعيد بخبث: لما زورنا الورق كنت خايف لحسن ميصدقوش بس طلعت ممثله رهيبه مثلت عليهم الدور كويس قوي وطبعا دي امهم هيكدبوها يعني حتي الواد الصغير اللي مصدقهاش مقدرش يعمل اي حاجه وسكت رغم اني كنت خايف منه.

مروه بضحك: لاء وعامله نفسها ناصحه وكل شويه تبعتلي وتديني قرشين عشان اقول لها اخبارهم واسرارهم.
سعيد بضحك: لا ماانت عجبتيني انت كمان سبكتيها عليها قوي ومثلتي دور الشريفه العفيفه اللي عمرها ما تخون ولما اجبرتك اضترتي تنفذي وانت مغلوب علي امرك ياعيني.
مروه بضحكه ركيعه: امال ايه عشان ماتشكش فيا وتدور علي غيري انما بقي انت نواي لها علي ايه؟

سعيد بخبث: ناوي اخد حقي ده انا مستني اليوم ده من زمان وكنت بساعدها عشان عارف ان هيجي اليوم اللي طمعها يخليها لقمه سهله ليا.
مروه: يعني ناوي علي ايه؟
سعيد: سيبي كل حاجه لوقتها خليكي انت بس مع معتصم اضربي ولاقي بس اوعي هو اللي يوقعك.
مروه بضحكه ركيعه وتفاخر وهي تطرقع العلكه: لا هو ولا عشره زيه ده واد خايب اكسب من وراه قرشين اه لكن ما ينفعش في اكتر من كده.

سعيد بضحك: اهو ده الشغل عشان الفتره الجايه ناوي اشغل سي مازن عشان قرفني ومش عارف اعمل اي حاجه منه عامل نفسه ناصح قوي طالع لامه.
مروه: وده هتعمله ايه ده خنيق وملوش في البنات.
سعيد بتفكير ومكر: له عندي اللي هيكسر رقبته ويخليه يلف حولين نفسه خليكي انت في شغلك وسيبهولي.
مروه بضحكه ركيعه: خلاص ماشي انا همشي بقا لحسن عندي معاد مع سي معتصم هنخرج نتفسح شويه.
واطلقت ضحكه ركيعه وخرجت وهي تطرقع العلكه من المكتب وجلس سعيد يرتب الافكار في راسه ويضبط الخطه.

كان فادي في المستشفي هو ووالدته يجلسان ويبدو عليهم التوتر الشديد وكان فادي يضع الضماضه علي عينه.
مديحه بتوتر: فادي انا هخرج اشوف الدكتور هيجي امتي يشيل الشاش من علي عينك.
فادي وهو يحاول ان يدري توتره: ايه القلق ده بس اهدي دلوقتي يجي صبرنا كتير بقي حاجه بسيطه والدكتور طمنا.
مديحه بقلق وتوتر: معلش يا حبيبي غصب عني القلق وحش هخرج اشوفه واجي.
خرجت مديحه وجدت الطبيب قادم ومعه الطبيب المصري الذي اتي من المستشفي معهم.
الطبيب المصري: مالك يا مدام مديحه فادي جرا له حاجه؟

مديحه بتوتر: القلق هيموتني فادي بقاله ست شهور بيعمل عمليات وادويه وحجات كتير وانتو قولتو ان العمليه دي هي اللي هتحدد النتيجه.
الطبيب المصري: بصي العمليه دي هتحدد هينفع نكمل علاج ولا خلاص كده مفيش امل لكن هو مش هيشوف.
مديحه بصدمه: بس انا مفهمتش كده وهو كمان فاكر انه هيشوف بعد ماتشيل الرباط.
الطبيب المصري: لاء فادي عارف انه لسه موضوع رجوع البصر له لسه مش معروف الدكتور الالماني شرحله كل حاجه بس انت مكنتيش موجوده.
مديحه بتوتر: يعني عليك يا بني مش عارفه اعمل ايه؟
الطبيب المصري: اهدي كده عشان تدخلي معانا.

مديحه بترجي: طب ممكن لو مش هينفع يكمل العلاج ماتقلوش وفهم الدكتور عشان مايقلوش بالالماني وسيبو الموضوع عليا انا اجبهاله واحده واحده.
الطبيب المصري: اتفقنا اللي انت عايزها يلا ادخلي اسبقينا له جوا علي ما افهم الدكتور قبل ما ندخل.
تركتهم مديحه ودخلت الي فادي الذي كان يجلس علي اعصابه ينتظر نتيجه ستبني عليها بقية حياته.

 تااااابع ◄