رواية أسمى معاني الغرام الفصل الخامس
تركها محمد خرج وهو غاضب من افعلها يلوم نفسه علي ان تزوجها من الاساس وركب السياره وذهب الي منزل فاطمه اعطي الملابس لمديحه غيرت مديحه ثيابها وذهبو معا الي المقابر وعادو الي المنزل وظلو معها وفي المساء اتي المعزين وامتلاء المنزل مره اخري ومر اليوم الثالث للعزاء كاليوم الثاني وفي اليوم الرابع بعد ان عاد محمد من العمل وتناولو الغداء معا سلمت مديحه علي فاطمه.
مديحه: معلش بقي يا فاطمه احنا هنمشي بس انا هجيلك كل يوم الصبح اقعد معاكي.
فاطمه: ماتتعبيش نفسك انا بقيت كويسه الحمد لله ومع الوقت هتعود علي الوحده.
مديحه: لاء بردو هجيلك الصبح يعني انا وريا ايه فادي بيروح مع ابوه الشركه وانا ببقي فاضيه.
محمد: اهي تبقي معاكي تخفف عنك شويه.
فاطمه: خلاص اللي يريحكو.
خرجو جميعا ركبو السياره وتحركت بهم وصلت الي الفيلا فتح محمد الباب ودخلو جميعا اتي كل العاملين بالمنزل وعزو مديحه وعاو الي اعمالهم وخرجت ناديه هي الاخري وقفت امامه
ناديه: البقيه في حياتك يا مديحه.
مديحه: ونعمه بالله شكرا ليكي يا ناديه.
ناديه: معلش معرفش بيت اختك كنت جتلك وعزيتك.
مديحه:كانك جيتي.
ناديه: الغدي جاهز لو تحبو تاكلو.
مديحه: لاء احنا تعبانين هنطلع نرتاح عن اذنك.
عادت ناديه الي غرفتها وصعدو هم الي غرفهم كانو مرهقين فاخذ كلا منهم حمام ونام وفي صباح اليوم التالي بعد ان استعد محمد للذهاب الي الشركه
محمد: بقولك يا مديحه البسي وتعالي اوديكي دلوقتي لاختك وابعتلك العربيه علي الظهر ترجعك البيت.
مديحه: فكره بردو حالا هلبس اهو.
ارتدت مديحه ثيابها وخرجا الاثنان معا وعند باب غرفة فادي قبل ان يدقا باب غرفته فتح فادي الباب قائلا: انا جاهز عشان اروح معاك يا بابا الشركه.
محمد بسعاده: برافو عليك يا حبيبي انت كده راجل يلا بينا.
خرجو جميعا معا اوصل محمد وفادي مديحه الي منزل فاطمه وذهبا الي الشركه ظلت معها حتي بعد الظهر ارسل محمد السياره اعادت مديحه الي الفيلا دخلت مديحه الفيلا فوجدت فوزيه تجلس بالاولاد الثلاثه وحدها فدخلت سلمت علي الاطفال بحب
مديحه: حبيبي حبيبي وحشني جدا
قبلتهم جميعا واحتضنتهم
مديحه: امال ناديه فين؟
فوزيه: خرجت من الصبح ولسه مجتش.
مديحه: طب انا هطلع اغير واجي اقعد معاكي بيهم.
صعدت مديحه الي غرفتها غيرت ملابسها ونزلت جلست مع فوزيه بالاطفال
مديحه: هي ما قالتش ليكي هي راحه فين؟
فوزيه: لاء يا مدام هي سابتهم وخرجت من غير اي كلام.
مديحه: طب انت اكلتيهم؟
فوزيه: ايوه يا مدام مديحه كانو جعانين فعملت لمعتز الرضعه ومازن ومعتصم جبتلهم الاكل وهما متعودين بياكلو لوحدهم.
مديحه في عقلها: راحت فين دي وسايبه عيلها ويا تري ايه اللي في دماغها.
ظلت مديحه مع الاطفال وقبل موعد رجوع محمد بساعه تقريبا عادت ناديه دخلت
ناديه: ازيك يا مديحه.
مديحه بضيق: كنتي فين من الصبح لدلوقتي وسايبه العيال ده كله.
ناديه باسلوب مستفز: كنت بتفسح وبعدين ما انا سيباهم معاكي مش انت امهم التانيه ايه المشكله يعني.
مديحه: ايه الكلام ده يا ناديه مينفعش الاسلوب اللي بتتكلمي بيه ده.
ناديه بضيق: هاتي العيال هريحك منهم عن اذنك.
واخذت الاطفال ودخلت الي غرفتها واغلقت الباب شعرت مديحه بالغضب الشديد من طريقتها في الكلام وفعلها ولكن قالت ربما تكون قد ملت البقاء بالمنزل وخرجت تفك عن نفسها وبعد قليل عاد محمد وفادي وتناولا الغداء كان محمد يشتاق الي اطفاله لكن لم يطلبهم فهو لا يريد ان تستعملهم كوسيلة ضغط عليه وفي اليوم التالي بعد ان عادت مديحه من عند فاطمه لم تجد ناديه ووجدت فوزيه هي من تجلس بالاطفال فتضايقت ولكنها بقيت معهم وعندما اتت ناديه كلمتها مديحه بغضب
مديحه بغضب: ايه الكلام الفاض ده هو هينفع كده سيبه العيال من الصبح ايه الكلام الفاضي ده.
ناديه ببرود: انا حره اعمل اللي عايزه.
واخذت الاطفال ودخلت غرفتها زاد غضب مديحه وفكرت ان تخبر محمد بما حدث ولكنها فضلت السكوت كي لا تكون سبب في اثارة المشاكل مر اسبوع علي هذا ومديحه لا تعرف ماذا تفعل اتي محمد مبكرا من الشركه هو وفادي وعندما وجد الاطفال فرح جدا بهم فهو مشتاق اليهم كثيرا.
محمد بسعاده وهو يحمل مازن ومعتصم: حبيبي حبيبي وحشتوني وحشتوني جدا
مازن باسلوب طفولي جميل: وانت كمان يا بابا وحشتني جدا وبقالي كتير مش بشوفك.
محمد بسعاده وهو يحتضنه: حبيبي انت يا مازن ليه مكنتش بتيجي تقعد معايا.
مازن بزعل: ماما مش بترضي بتقول انها تعبانه وتقفل باب الاوضه علينا.
قبله محمد: متزعلش خلاص انا هاخد اجازه واخدك افسحك انت ومعتصم وفادي.
مازن بفرح: هاهاهاهاها حبيبي يا بابا هنتفسح هاهاهاها.
وظل يجري ويتنطتت نظر محمد فاذا فوزيه ترضع معتز من الببرونه فتضايق
محمد بضيق: امه مش بترضعه ليه اللبن الطبيعي احسن له؟
تلجلجت فوزيه: اصلها... اصلها مش موجوده.
محمد بغضب: يعني ايه مش موجوده ليه راحت فين؟
وكان يوجه السؤال لمديحه التي تلجلجت هي الاخري ولم تجيب فزاد غضب محمد.
محمد بغضب شديد: ناديه راحت فين يا مديحه؟
مديحه بتوتر: معرفش بتخرج مش بتقول هي رايحه فين.
محمد بغضب اكبر: افهم من كده ان النهارده مش اول مره وانت مقولتيش ليه يا مديحه.
مديحه بندم وتوتر: خفت اكون سبب المشاكل.
محمد بغضب شديد: مديحه اطلعي اوضتك فوق ونبقي نتكلم لوحدنا.
مديحه بخجل وندم: انا اس...
قاطعه محمد بغضب: لو سمحتي اطلعي فوق.
هزت مديحه راسها بالموافقه وهي خائفه فهي لم تره غاضب هكاذا ابدا صعدت مديحه الدرج وقبل ان تدخل غرفتها فتح باب الفيلا ودخلت ناديه نظرت الي محمد ببرود شديد واكملت كانها لم تراه فنداها بغضب شديد: ناديه تعالي هنا.
ناديه ببرود وهي مكانها تكلمه دون ان تلتفت: ايوه نعم عايز ايه؟
محمد بغضب شديد: هاتي مفتاح الفيلا.
فقذفته له بلامبلاه واكملت الي غرفتها ببرود
محمد بغضب شديد: ناديه لمي هدومك انت وعيالك وامشي من هنا اللي ما تحترمش راجل البيت اللي عايشه فيه تتفضل مع السلامه وكل شهر هيجيلك السواق بكل طلباتك انت والعيال
توقفت ناديه مكانه فهذا ليس تهديد هذه المره.
نظر محمد بغضب الي فوزيه قائلا: قولي للسواق يحضر العربيه عشان ياخدهم علي شقتهم.
التفت ناديه الي محمد بغضب: انت بتترودني من بيتي انا وعيالي.
محمد بغضب: ده مش بيتك اصلا ده بيت مديحه واظن اني قولتلك قبل كده يلا مع السلامه ملكيش مكان هنا.
ناديه بغضب: ليه ده كله عشان خرجت اتفسح شويه هو مش من حقي.
محمد بغضب: في حاجه اسمها استاذان يا هانم.
ناديه بغضب: الواحده بتستاذن من جوزها وانت طلقتني هستاذن منك ليه عايزني استاذن منك ردني تاني لعصمتك.
وكانت تنظر له بتحدي
محمد بغضب: وعشان كده قولتلك خدي عيالك ومع السلامه اللي يعيش هنا يايعيش بادبه ويحترم راجل البيت اللي فيه يا يغور مع السلامه.
شعرت ناديه ان هذه المره الامر جدي واما ان تستسلم او تخرج من البيت
محمد بغضب: اه اعملي حسابك العيال هيجو يقضو ثلاث ايام معايا هنا كل اسبوع ومعتقدش ان ده هيكون فيه مشكله لانك رمياهم طول النهار واه لو عايزه تتجوزي براحتك المحكمه هتدهملي وانا هعرف ارعيهم كويس.
لم تصدق ناديه ما سمعت هل هذا حقا محمد الذي يحب اولاده ويعشقهم كيف فكر في ذلك لكنها ادركت في هذه اللحظه انها لم يعد لها اي مكان في حياته وانه قد يضحي بوجود اولاده معه ولا يعيدها لعصمته مره اخري فاخذت نفس عميق واغلقت عينيها وفتحتهم وابتلعت ريقها ونظرت اليه قائلة: انا اسفه كنت مخنوقه ومتديقه وقولت افك عن نفسي شويه والموضوع ده مش هيقرر مره تانيه واي وقت احب اخرج هقول لمديحه تطلب منك العربيه بالسواق عن اذنك.
محمد بغضب: هقبل اعتذارك المره دي بس دي اخر مره هسمح بالكلام ده ولو اتكرر مفيش اصلا كلام مفهوم.
ناديه بضيق وغضب تكتمه: مفهوم ممكن مفتاحي لو سمحت؟
محمد بغضب: انت هنا ضيفه وام لاولادك وبس فملكيش مفتاح فوزيه دخلي العيال لها جوا.
وتركها وصعد لمديحه التي كانت تقف تتابع ما يحدث في زهول شديد امسك يدها وسحبها الي غرفتهم واغلق الباب ونظر لمديحه بضيق
محمدبضيق و عتاب: يعني ينفع كده!
فنظرت مديحه الي الارض بخجل وندم وهي تشعر بالضيق لانها اغضبته فرفع وجهها بيده ونظر الي عينها قائلا: ينفع كده رودي عليا مش بصي في الارض ينفع تخبي عليا حاجه زي دي.
مديحه بندم وحزن لانها اغضبته: انا اسفه بس محبتش اكون السبب في خلاف بينك وبينها تاني.
محمد بضيق:انت مكنتيش سبب اولاني عشان تبقي سبب تاني هي السبب بافعلها اللي زي الزفت دي وبعدين انا كان لازم اعمل كده عشان انهي الموضوع ده خالص ومايتفتحش تاني.
مديحه ببكاء: انا اسفه مكنتش اعرف انك هتزعل كده انا كان قصدي...
فقاطعها محمد ووضع اصبعه علي شفتيها قائلا: هوس هوس خلاص ماتعيطيش انت عارفه اني مابحبش اشوف دموعك دي ابدا خلاص.
فهزت مديحه راسها بابتسامه: اه خلاص.
محمد بابتسامه: طب يلا بقي حبيبك جعان جدا ممكن تحضريلي الغدا.
مديحه بابتسامه: اكيد طبعا من عيني.
محمد بتفكير: ايه رايك بما ان فادي هيتغدي مع اصحابه نتغدي هنا لوحدينا وحشني قوي الاكل لوحدنا.
مديحه بابتسامه بخجل: حاضر هنزل احضره واطلع علي طول.
محمد بنظرات حب: لاء كلمي فوزيه تحضره وتجيبه خليكي معايا.
مديحه: حاضر هكلمها.
واخرجت الهاتف واتصلت علي فوزيه واخبرتها. كانت ناديه قد اخذت الطفال ودخلت غرفتها وهي تشتعل من شدة الغضب
ناديه لنفسها بغضب وهي تعض علي يدها: اه لولا خوفي انك تكتب كل حاجه لها ولابنها كنت مشيت بس لازم اصبر واتحمل عشان مخسرش اكتر من كده هو صحيح الطريق اتقفل اني ارجعك بس مش مهم انت اصلا مش فارق معايا انا كل اللي فارق معايا هي الفلوس والشركه.
وجلست تنظر لاولادها وهي تقول في عقلها: انتم هو مفتاح اللي هاخد بيه كل حاجه بس كله بمعاده والصبر جميل.
بعد مرور اثناعشر عام
كان محمد يجلس مع فادي في الشركه وقد اصبح فادي شاب مفتول العضلات طويل القامه وسيم لاحظ محمد ان هناك سؤال في عين فادي ويريد ان يساله ولكنه يخجل فاراد ان يريحه ويجبه علي السؤال
محمد بابتسامه: مالك يا فادي حاسس انك عايز تسال عن حاجه بس متردد اسال وانا هجاوبك.
اخذ فادي نفس واخرجه واستجمع شجاعته وقال: كان نفسي اسالك انت ليه اتجوزت طنط ناديه مع كل الحب ده اللي بينك وبين ماما حب اتمني الاقي حب زيه؟
محمد بابتسامه: كنت متوقع منك السؤال ده من زمان (تنهد) هقولك يا بني يمكن ارتاح لاني مش عايزك تفكر اني راجل اناني كل اللي يهمني نفسي وبس.
فادي: بس انا مقصدتش ده انا عمرك ما شوفتك كده.
محمد: يا بني دي الحقيقه ان الكل شايفني اناني الوحيده اللي عذرتني مديحه لانها حاسه بيا وفاهمني وعارفه الظروف اللي عشتها وانا صغير هحكيلك يمكن تعذرني انت كمان امي ماتت وهي بتولدني وابويا رفض يتجوز واقعد يربيني لحد ماوصلت اربع سنين ابويا كان راجل مقتدر بس خاف عليا من مرات الاب لما وصلت ست سنوات بابا مات في حادثه ومكنش ليا حد الا عمي كان انسان غريب كان بيكرهني وبيعاملني وحش وبيقول عليا نحس.
واغمض عينيه وبدأ يتذكر الامر كانه يراه
كان محمد طفل في السادسه من عمره دخل في يد عمه وهو ينظر الي البيت الذي سيعيش فيه وكان ينظر بخوف وازداد خوفه عندما سمع صوت عمه يقول: انت يا ام ياسين تعالي انت وعيالك.
اتت زوجته هي وابناؤه ويبدو عليها الخوف منه
عمه (عثمان): خدي الواد ده هيعيش معنا هنا من حظه اني معنديش بنات والا كنت رميته في ملجاء وخلصت منه شوفيله اي اوضه يتخمد فيها ومتنيمهوش مع عيالي انت فاهمه.
ام ياسين: طب وفلوسه اللي سابها ابوه؟
عثمان: انا مش حرامي فلوسه هتفضل له ياخدها لما يكبر هتمن حقه في المحل واعينه له في البنك ومن ريعه هصرف عليه.
ام ياسين: طب ماتخليه زي ما هو وتصرف عليه من مكسبه وخلاص.
عثمان: نعم يعني انا اشتغل واتعب وهو ياخده علي الجاهز كده احسن المهم ابعديه عن عيلنا ده عيل نحس وانا مش ناقص.
اخذته وضعته في غرفه صغيره بجوار غرف الخدم قائلة بصوت خفيض: دي هتبقي اوضتك وهجبلك غطا وابقي علق هدومك علي الشماعه هنا ومعلش بقي هو عمك دماغه كده فاكر انك نحس عشان امك ماتت وهي بتولدك.
وتركته وذهبت لاولادها وبعد يومين كان اولاد عمه يلعبون في الحديقه وراهم محمد فخرج ليلعب معهم فهم اطفال مثله اقترب منهم قائلا: ممكن العب معاكم؟
ياسين: امشي من هنا بابا قالنا منلعبش معاك.
محمد بحزن: طب خلاص هقف ابص عليكم بس.
ياسين: لاء امشي من هنا لحسن نتعدي من النحس بتاعك يلا امشي.
نظر اليهم بنظرة كسره والتف ليبتعد عنهم ويجلس وحده واذا بصوت عمه يناديه بحده: محمد انت ياولد ايه اللي خرجك من اوضتك.
محمد بخوف: كنت عايز العب شويه.
عثمان بغضب: ارحع اوضتك يا حيوان واياك تخرج منها تاني انت فاهم.
محمد بخوف وبكاء: بس انا معملتش حاجه انا عايز العب بس.
فدفعه عمه بعيدا قائلا: ابعد عن ولادي وغور واياك تخرج من اوضتك تاني انت فاهم.
محمد ببكاء وهو يهز راسه: فاهم خلاص هدخل اهو.
وعاد الي غرفته بسرعه وهو يبكي وكان يبقي بها ولا يخرج منها واذا خرج منها لاي سبب وراه عمه نهره وضربه فكان يبقي بها وحيدا طول الوقت وكان يري عمه وهو يهتم باولاده ويرعاهم وكان هذا يؤلمه جدا ويتمني لو كان له اخوه كي لا يكون وحيدا ولكن هذا امر الله وهو يرضي به ولكنه قرر بينه وبين نفسه انه عندما يكبر سيكون له الكثير من الاولاد كي لا يكون وحيدا ومرت الايام وكبر محمد واصبح شابا انهي دراسته وارد ان يعمل فانتظر عمه حتي عاد من عمله ليطلب منه ماله ليبدأ به حياته وعندما اتي عمه خرج من غرفته علي استحياء وهو يتنحنح كي يراه عمه.
نظر اليه عمه بغضب قائلا: عايز ايه؟
محمد بتردد: عايز فلوسي اللي عندك عشان اعمل بيهم مشروع ابدأ بيه حياتي.
عثمان: اه ماشي تعالي لي بكره في المحل ونروح البنك احولك فلوسك كلها وتمشي من هنا مترجعش تاني انا كده عملت اللي عليا معاك مفهوم.
محمد: مفهوم.
وفي اليوم التالي ذهب اليه محمد في المحل وذهب معه الي البنك قام بتحويل النقود له وتركه وذهب سحب محمد بعض النقود واستاجر شقه وبدأ بها وقرر ان تكون مقر للشركه وياخذ غرفه لينام بها وبدأت الشركه في العمل وكان في حاجه الي سكرتيره فتقدمت مديحه لشغل الوظيفه اقتربت من المكتب وقدمت دوسيه قائلة: دي كل الاوراق المطلوبه.
اخذ محمد الورق وهو ينظر لها باعجاب قائلا: اهلا بيكي الشركه لسه جديد يعني المرتب هيكون بسيط بس هيزيد بعد كده ان شاء الله.
مديحه: مفيش مشكله.
تعجب محمد من قبولها للعمل بهذا الراتب الصغير ولكنه ظن انها في حاجه للعمل
محمد: تيجي بكره ان شاء الله تستلمي الشغل.
مديحه: ان شاء الله...
واتت واستلمت العمل ومر بعض الوقت وبدأت الشركه تعرف وياتي اليها العملاء دخلت مديحه تدخل بعض الاوراق لمحمد قدمتها له قائلة: اتفضل يا فندم اوراق المشروع.
محمد بنظرة اعجاب: ممكن تقعدي نتكلم.
مديحه بارتباك: نتكلم في ايه؟
قام محمد من علي المكتب ووقف الي جوارها ونظر اليها قائلا: بصراحه من اول يوم جيتي فيه حسيت اني مشدود ليكي ولما شوفت نشاطك وحماسك في الشغل حسيت اني معجب بيكي ودلوقتي بقيت حاسس اني نفسي افضل معاكي علي طول.
مديحه بخجل: بس انا مبقاليش هنا كتير وانت متعرفنيش كويس.
محمد بابتسامه: ايه رايك تحكيلي عن نفسك واحكيلك عن نفسي ونقرب من بعض اكتر.
مديحه بالم: انا حياتي صعبه ومش عايزه اعذبك معايا.
محمد بتأثر: بس انا عايز اقرب منك اكتر ولو مش عايزه تحكي انت هحكي انا الاول
قص عليها محمد ماساته وامتلاءت عينه بالدموع
فنظر الي مديحه فوجدها تبكي قائلة: مسكين انت اتعذبت قوي انا كنت مفكره ان مأستي ملهاش زي بس طلعت مأساتك اكبر بكتير
محمد بابتسامه حزينه: كان ممكن ده يحولني لانسان وحش بس الحمد لله فضل ربنا انه نجاني واكرمني.
مديحه بالم: مرات بابا ست قاسيه جدا وبتعملني وحش جدا واضرتيت اهرب من البيت باني اشتغل عشان ابعد عنها اطول فتره ممكنه.
محمد: اه عشان كده قبلتي الشغل هنا معايا بمرتب صغير.
مديحه: انا عندي ورث كبير من امي ومش محتاجه فلوس بس كنت عايزه ابعد عنها باي شكل.
محمد بحب: انا شايف ان ظروفنا قريبه من بعض وكل واحد فينا محتاج حد يخفف عنه في رايك نتجوز ونخفف الام بعض.
مديحه بتردد: خايفه اتسرع واندم.
محمد بحزن: مش واثقه من حبي ليكي؟
مديحه بتردد: عنيك بتقول انك صادق بس خايفه اكون بهرب من جحيمها ومقدرش اسعدك.
محمد بابتسامه: خلاص اجي اطلبك ونتعرف علي بعض اكتر ولما تطمني نتجوز.
فابتسمت مديحه وهزت راسها بالموافقه وذهب محمد وخطبها من زوجة ابيها التي وافقت دون سؤال وبعد اربعة اشعر من الخطوبه كانت مديحه تجلس مع محمد في المكتب تبكي وهو يجلس بالكرسي المجاور لها يخفف عنها.
مديحه ببكاء: خايفه علي فاطمه منكرش ان رفعت طيب جدا وبيحبها اكتر من نفسه بس اكبر منها بكتير ومش عايزها تندم في يوم.
محمد بحزن: طلما بيحبها هيعوضها بحبه وحنانه عن فرق السن.
مديحه ببكاء:بس هو مش بيخلف هو كان رافض يتجوزها رغم عشقه لها بس لما مرات بابا اثرت تجوزها ابن اخوها غصب عنها جه وطلبها وهو عارف انها بتحبه هي كمان بس مكنش عايز يستغل حبها ليه.
محمد بابتسامه: انسان جميل واختك عمرها ماهتندم وبكره لما نتجوز ونخلف ولادنا هيبقو ولادها.
مديحه وهي تمسح دموعها: اتمني انها ماتندمش ابدا في يوم.
محمد بابتسامه: لاء مش هتندم وبكره تقولي محمد قال وانا كمان خلاص مش قادر ايه رايك نتجوز احنا كمان انا تعبان وانا شيافك بتعيطي ومش قادر اخدك في حضني واطبط عليكي وخايف من ربنا خليها بالحلال.
فابتسمت مديحه وهزت راسها بالموافقه وتم الزواج وبعد ثلاثه اشهر وهي في الشركه تقف مع محمد شعرت ببعض الدوار وكادت تسقط فسندها محمد بخضه قائلا: حبيبتي مالك فيكي ايه.
واجلسها علي الكرسي وجلس علي ركبته بجوارها وهو يمسك يدها وينظر اليها فنظرت مديحه له بابتسامه قائله: انا حامل.
طار محمد فرحا قائلا: ياه اخير حلمي هيتحقق من النهارده خلاص هتقعدي في البيت ومفيش شغل عشان تراعي ولا دنا ماشي.
مديحه بسعاده: ان شاء الله.
ورزقهم الله بفادي وبعد ولادته بثلاثة اشهر كان محمد يجلس مع مديحه وهو في حالة صعبه فقد تعرض للنصب وخسر مبلغ كبير جدا وقد يخسر الشركه ايضا فربطت مديحه علي كتفه
مديحه بالم: حبيبي ولا يهمك خد الفلوس بتاعتي كلها وبيع الفيلا وبيع دهبي وحل ازمتك بس متعملش في نفسك كده.
محمد: بس دي فلوسك وحرام ا...
قاطعته مديحه قائله: اوعي تقول كده تاني انت فاهم انا وانت واحد وبعدين كنت هديلك كبدي هخاف علي حبة فلوس.
احتضنها محمد بحب: انت اجمل ست في الدنيا واوعدك هرجعلك كل حاجه خدتها.
مديحه بحب: طول ما انت معايا مش مهم اي حاجه تانيه.
احتضنها محمد بحب قائلا: انت اجمل نعمه من ربنا ليا ربنا ما يحرمني منك ابدا
وبعد فتره استطاع محمد اعدة كل ما اخذه واعد الشركه لسابق عهدها وافضل كانت مديحه تنتظره بسعاده وعندما راي سعادتها نظر اليها قائلا: ايه اتاكدتي.
مديحه بخجل: ايوه انا حامل.
محمد بسعاده شديده وهو يحتضنها: ياه انا اسعد انسان في الكون هيبقا عندي اولاد كتير ومش هبقي وحيد تاني ابدا.
مديحه بسعاده: ربنا يحققلك كل احلامك.
محمد بسعادة: تعالي نخرج نتفسح بالمناسبه دي ايه رايك.؟
مديحه بسعاده: موافقه نعدي علي فاطمه نسيب معاها فادي عشان تفرح هي كمان.
محمد بسعاده: انت فعلا انسانه جميله ديما بتفكري في اللي حوليكي يلا البسي ولبسي فادي
ارتدت مديحه ثيبها وجهزت فادي وخرجا معا وركبا السياره اوصل فادي لاختها وذهبا معا الي احد المطاعم وجلسا علي احدي الطاولات
محمد: اطلبي انت الاكل علي زوقك.
مديحه: من عيني يا نور عيني.
اتي النادل وطلبت مديحه الطعام وذهب وبدأت مزيكاهم المفضله فنظر لها محمد قائلا: الله ضميني اغنيتنا اللي بنحبها ماتيجي نقوم نرقص.
مديحه بخجل: هرقص بالحاجاب وده ينفع؟
محمد: وفيها ايه يعني واحد بيرقص مع مراته الناس ملهم ويعني هي المحجبه المحترمه مترقصش.
مديحه: طلما انت شايف كده خلاص اللي يقوله حبيبي يمشي.
وقام محمد امسك يدها وصعدا معا وبدأا الرقص حتي انتهت المزيكا وعادا الي الطاوله وتناولا الطعام بسعاده وخرجا معا وهم يطيران من الفرح وركبا السياره وكان محمد يسير ببطئ لاجل مديحه فاتت سياره خلفه تترنح نظرت اليه مديحه قائله: حاسب يا محمد واضح ان اللي سايق سكران.
محمد بضيق: حاضر هخلي بالي
اقتربت السياره منهم مره فصرخت مديحه بفزع: حاسب يا محمد حاول تبعد عنها.
محمد بغضب: ايه الغباء ده ده مصر يخبتنا انا هحاول اتفاداها.
مديحه بفزع: ده مش شايف قدامه خلي بالك.
وفجأة دخلت بهم السياره من تجاه مديحه فصدمت وفقدت الوعي
محمد بصراخ وفزع: مديحه مديحه فوقي.
توقفت السياره من الخبطه وابتعدت عن السياره الاخري نزل محمد مسرعا فاصابته بسيطه فتح الباب وحملها وهو يصرخ: مديحه مديحه رودي عليا حبيبتي رودي رودييييي...
وفجأة دخلت بهم السياره من تجاه مديحه فصدمت وفقدت الوعي
محمد بصراخ وفزع: مديحه مديحه فوقي.
توقفت السياره من الخبطه وابتعدت عن السياره الاخري نزل محمد مسرعا فاصابته بسيطه فتح الباب وبدأ يحاول افاقتها قائلا بصرخ: مديحه مديحه رودي عليا حبيبتي رودي رودييييي..
وضع يده علي خدها يمسح وجهها بييديه لكن دون فائده فحملها وجري بها علي اقرب مستشفي كانت علي بعد شارعين كان يحملها وهو يبكي ويناديها ببكاء وصراخ: مديحه حبيبتي رودي عليا ارجوكي اوعي تسبيني انا مليش غيرك في الدنيا اوعي تسيبيني حبيبتي اه اه اه اه اه
وصل باب المستشفي فندي بصوت عالي قائلا: حد يلحقني يا ناس ياللي هنا اي حد بسرعه..
اتت اليه بعض الممرضات واحضرن سرير نقال وضعها عليه بحذر وجذبتها الممراضات الي الداخل وهو يسير خلفها ويبكي بكاء شديد اتي الطبيب ونظر عليها فوجدها تنزف فساله: هو ايه اللي حصل
محمد ببكاء: واحد سكران خبط العربيه بتاعتنا من ناحيتها وهي خدت الخبطه كلها وشايف دم بس مش عارف ده منين.
اطبيب: حضرتك زوجها.
محمد ببكاء: ايوه ارجوك شوف مالها وخلي بالك عشان هي حامل.
الطبيب: حامل يبقي لازم تدخل علي اوضه الصونار نطمن علي الجنين وبعد كده نشوف هنعمل ايه.
اخذتها الممرضات الي غرفة الاشعه ودخل الطبيب ودخل معهم محمد قام الطبيب بالاشاعه وكان يبدو علي الضيق
الطبيب بضيق: للاسف غالبا هنخصر الجنين وربنا يستر ومنضطرش نشيل الرحم الاصابه في اللي في الرحم شديده وهي سبب النزيف.
محمد بصدمه: يعني مفيش حل تاني حاول تنزل الجنين بس وتحافظ علي الرحم ارجوك.
الطبيب بحيره: هحاول بس موعدكش انا عارف انها لسه شابه صغيره وربنا يسهل.
اشار الطبيب للمرضات فاخذوها الي غرفة العمليات وذهب هو الاخر ليستعد لاجراء الجراحه تبعهم محمد وظل واقفا بجوار غرفة العمليات لم يتحرك سوي انه ذهب لمسجد المستشفي وصلي به ركعتين لله ان ينجيها له وعاد بعد الصلاه وجد الطبيب قد خرج فاسرع اليه وساله عنها قائلا بقلق شديد: ها يا دكتور هي عامله ايه دلوقتي؟
الطبيب: للاسف حاولت بس النزيف كان شديد جدا اضريت اشيل الرحم بس سبت المبايض وعنق الرحم عشان هي لسه صغيره يعني هي مش هتخلف لكن ده مش هياثر علي العلاقه الزوجيه
محمد بالم وحزن شديد: الحمد لله قدر الله وماشاء فعل المهم هي سليمه وبخير مش مهم حاجه تانيه.
الطبيب: ربنا يعوض عليك عن اذنك.
محمد بحزن: طب هي هتخرج امتي من اوضة العمليات؟
الطبيب: تفوق بس من البنج ونخرجها علي اوضتها هي الحاله مش محتاجه راعيه شوف بس الاجراءت عشان الورق والحاجات دي.
محمد: حالا هروح الاداره اخلص كل الاجراءت.
تركه الطبيب وقف محمد للحظات يبكي علي حبيبته وما حدث لها وعلي حلمه الذي انتهي بان يكون له الكثير من الاطفال اخذ نفس وظفره بالم شديد قائلا: الحمد لله ان ربنا نجاها ليا اللهم هذا قضاء وانا رضيت به فارزقني الصبر علي ما بليتني.
رن هاتفه فنظر به وجده رفعت زوج فاطمه فتذكر انه ترك فادي معهم ففتح عليه قائلا: ايوه يارفعت.
رفعت: معلش لو قاطعتكم بس قولت استاذنكم تسيبو فادي معانا للصبح.
محمد وهو يداري حزنه: خليه معاكو انا هبقي اجي اخده بكره.
رفعت: متشكر ليك انت عارف احنا بنحبه قد ايه.
انهي محمد معه المكالمه وذهب بسرعه انهي الاوراق وعاد جدهم يخرجون بها سار معهم حتي وصلو بها غرفتها ادخلوها ووضعوها علي السرير وخرجو جلس الي جوارها امسك يدها وقبلها قائلا بحزن والم: مديحه حبيبتي فوقي يالا سمعيني صوتك طمنيني عليكي يا نور عيوني.
فتحت مديحه عينها ونظرت الي محمد وهي تشعر بزغلله وتشويش من اثر البنج قائلة: ايوه يا حبيبي انت فين هو حصل ايه وانا دايخه ليه وليه حاسه بوجع في بطني؟
محمد بابتسامه حزينه وهو يقبلها في خدها: الحمد لله انك فوقتي الحمد لله انت عامله ايه حاسه بايه شايفاني كويس.
مديحه بتشوش: لاء هو انا حاسه بدوخه وان الاوضه بتلف زي ماكون واخده بنج هو ايه اللي حصل في العربيه.
محمد بابتسامه حزينه: مفيش حاجه الحمد لله الشخص المصطول دخل في العربيه.
مديحه وهي تحاول رفع راسها لكنها لم تستطع: طب انت عامل ايه فيك حاجه انا عايز اقوم اطمن عليك بس مش قادره حاسه اني بطني فيها حاجه غلط.
محمد: مفيش حاجه بس انت تعبانه شويه من اثر الخبطه بس الحمد الدكتور عمل اللازم وهتبقي كويسه.
وكان يداري عينيها منه كي لا تري مابها من الم اغمضت مديحه عينها مره اخري وغابت عن الوعي ظل محمد بجوارها يجلس علي الكرسي حتي الفجر توضئ وصلي وجلس يدعي الله ان يشفيها له وينزل علي قلبها الصبر والسكينه فهو يعلم انها ستحزن جدا عندما تعلم بالامر بدأت مديحه تستعيد وعيها فتحت عينها ونظرت الي محمد الذي يجلس علي المصلي حاولت ان تقوم لكنها لم تستطع وتالمت فسمعها محمد فقام مسرعا اليها قائلا: راحه فين بس حبيبتي خليكي نايمه.
مديحه بالم: عايزه اصلي الفجر عشان ماخروش.
محمد بحزن: انت معلكيش صله.
مديحه بتعجب: انا حامل يعني مليش عذر حتي لو تعبانه ساعدني اقوم اصلي.
محمد ببكاء: انت نفسه حبيبتي لان البيبي نزل.
مديحه ببكاء: نزل... نزل كان نفسي اجبلك بنت جميله شبهك.
محمد بمزاح ليداري عنها المه: جميله وشبهي ازي يعني طب قولي شبهك تبقي مش بس جميله تبقي الجمال كله.
مديحه ببكاء: معلش حبيبي ربنا يعوض علينا وان شاء الله يرزقنا بدل العيل ثلاثه.
محمد بتهرب: وحتي لو معوضناش كفايا علينا فادي نعمه من ربنا وكمان كفايا انك معايا انت حبيبتي وبنتي وكل دنيتي.
مديحه بابتسامه حزينه وهي تتاوه: ربنا يباركلي فيك حبيبي يارب بس انا ليه حاسه بالم رهيب في بطني مش قادره اتحمله.
محمد: هروح حالا انادي الممرضات يدولك العلاج.
وخرج مسرعا ناده للمرضه اتت وعلقت لها محلول ووضعت به بعض المسكنات والمضادات الحيويه ونظرت الي محمد قائلة: معلش النهارده هتاكل متاخر شويه علي العصر كده بس المحلول ده هيغزيها والالم ده طبيعي العمليه اللي عملتها عمليه كبيره.
محمد: متشكر.
الممرضه: هيجي اكل للمرافق بس في الفطار.
وتركتهم وخرجت نظرت مديحه لمحمد بتعجب قائله بصوت ضعيف: هي ليه بتقول عمليه كبيره هو مش اجهاض البيبي بس.
محمد بالم: اه طبعا يا حبيبتي بس هي بتهول الموضوع سيبك من كلامها
ظل محمد معها وكان لا يريد لها ان تعرف بحقيقه فقدانها للرحمها حتي رن هاتفه فنظر به اذا به السكرتير الخاص به فتذكر ان لديه اجتماع مهم فرد عليه قائلا: ايوه يا مراد.
مراد: اتاخرت ليه يا فندم الاجتماع هيبدأ وعملاء الشركات التانيه هيجو دلوقتي.
محمد: حاول تلغي الاجتماع النهارده عملت حادثه وانا في المستشفي ومش هعرف اجي.
مراد بخضه: الف سلامه عليك يا فندم حصل لحضرتك حاجه
محمد: انا بخير الحمد لله المدام هي اللي اصابتها شديده اجله لبكره تكون فاقت شويه.
مراد: حاضر يا فندم هما اكيد هيتفهمو الموقف.
انهي معه المكالمه فنادته مديحه بصوت ضعيف قائله: ليه كده كنت روحت وقولت لفاطمه تيجي هي تقعد جنبي.
محمد بتذكر: يا خبر ده انا نسيت اكلم فاطمه واقول لها هتصل بيهم دلوقتي اقول لهم.
مديحه: سبهم بلاش تخضهم.
محمد: فاطمه هتزعل منك فالافضل اقول لها وكده كده هتعرف.
فهزت راسها بالموافقه واتصل هو برفعت زوجها واخبره بالامر فزع رفعت واتي هو وفاطمه الي المستشفي فورا وكانت فاطمه لا تكف عن البكاء دقت الباب ودخلت الغرفه
فاطمه ببكاء: مديحه حبيبتي مالك ايه اللي جرالك يا حبيبتي ياختي.
محمد: اهدي اهدي هي الحمد لله ادخلي بس كده وكفايا عياط.
فاطمه ببكاء وهي تنظر الي الدرنقه الموجوده بجوار مديحه: ايه ده ليه كل ده هو حصل لها ايه دارنأه ليه هو في فتح مش هو اجهاض بس اختي فيها ايه.
فاشار لها محمد بيده ان تسكت ففهمت ان هناك امر ما وانه لا يريد لمديحه ان تعلم فحاولت ان تهدأ قام محمد واقف قائلا: امال فين فادي مجبتهوش معاكي؟
فاطمه وهي تحاول ان تتوقف عن البكاء: مع رفعت بره بس مرضيش يدخل عشان مديحه خاف تكون نايمه.
محمد: طب انا هخرج له وانت اقعدي جنبها بس هديها وطمنيها بلاش تقليقيها.
شعرت فاطمه ان هناك امركبير فيبدو علي محمد الهم الشديد والالم تركها محمد وخرج وجد رفعت يقف علي الباب ويحمل فادي وعندما راه فادي ناده عليه بابا بابا فاحتضنه محمد بشوق وهو يقبله بالهفه مما اثار تعجب رفعت قائلا: ايه كل ده انت كانك بقالك سنه مشوفتوش.
محمد ببكاء وهو يحتضن فادي بقوه: انا بحمد ربنه انه مكنش معانا معرفش كنت هعمل ايه لو كان جري له حاجه.
رفعت بقلق: شكل الموضوع مايطمنش ايه اللي حصل هي مديحه اصابتها خطيره؟
محمد ببكاء شديد: الدكتور اضطر يشيل لها الرحم بسبب الحادثه وانا مش هتعمل ايه لما تعرف وانا هموت من الخوف عليها
رفعت بالم: طب اهدي كدي ووحد الله الحمد لله ربنا نجاه لك.
محمد ببكاء: لا اله الا الله اللهم لك الحمد بس مش قادر اتحمل منظرها وهي تعبانه كده قلبي وجعني عليه قوي.
رفعت بحزن: معلش لازم تكون تقوي عشان بتستمد قوتها منك وربنا مفيش احن منك تعالي نروح الجامع نصلي ركعتين لله.
محمد وهو يمسح دموعه: هقول لهم ونمشي.
دق محمد باب الغرفه ونظر عليهم قائلا: احنا هنروح الجامع ونيجي عايزين حاجه؟
فاطمه ببكاء: لاء روحو وانا هفضل هنا معاها.
ذهب محمد ورفعت وكانت فاطمه تجلس بجوار مديحه وهي تبكي علي حالها
مديحه بصوت ضعيف: اهدي يا فاطمه انا كويسه من ساعت ما دخلتي وانت بتعيطي.
فاطمه ببكاء: هو انا ليا غيرك في الدنيا لو روحتي مني اعمل ايه.
مديحه: طب ورفعت.
فاطمه بابتسامه حزينه: رفعت ده النعمه اللي بعتهالي ربنا ربنا يباركلي فيه.
مديحه: طب خلاص بقا كفايا عياط.
دق الباب ودخل الطبيب قائلا: ها ايه الاخبار عماله ايه دلوقتي؟
مديحه: الحمد لله بس الالم اللي في بطني شديد قوي.
الطبيب: ده طبيعي يا مدام ابدأي قومي اتحركي واتمشي عشان الجرح.
فاطمه: هو ليه الجرح كبير كده؟
الطبيب: معلش عشان لسه جديد انا عامله تجميل ومش هيبقي له اثر بعد كده متقلقيش واطمنك مش هتحتاجي هرمونات ولا حاجه لاني مشلتش المبايض ومش هتحسي باي فرق.
فاطمه: هرمونات ايه ومبابض ايه هو اختي عامله عملية ايه؟
الطبيب: احنا شلنا لها الرحم بس هي هتبقي كويسه عن اذنكم.
خرج الطبيب وكانت مديحه وفاطمه في حالة صدمه شديده مما سامعتا
مديحه بصدمه وبكاء شديد: لاء لاء يعني مش هخلف تاني لاء لاء يعني عليك يا محمد عشان كده كنت شايل الهم اه اه اه
فاطمه ببكاء: اهدي انت لسه عامله عمليه اهدي.
مديحه بانهيار: كان نفسي احقق حلمه خلاص انا مبقتش انفع اه اه اه
فاطمه بفزع وهي تحاول تهدأتها: اهدي متعمليش في نفسك اهدي.
ولكنها لا تهداء وتزداد في البكاء رنت فاطمه جرس استدعاء الممرضات اتت احدي الممرضات
صرخت فاطمه قائله: الحقوني هاتي دكتور بسرعه اختي حالتها صعبه.
خرجت الممرضه تجري وتركت باب الغرفه مفتوح كان محمد ورفعت قد عادا من المسجد وعندما راي محمد الممرضه تخرج بهذا الشكل من الغرفه فزع اعطي فادي الذي كان يحمله لرفعت وجري علي مديحه وجدها منهاره من البكاء وفاطمه تحاول تهدأتها عندما راته فاطمه ابتعدت واقترب هو واحتضنها وهو يبكي ويقول: اهدي يا حبيبتي سلامتك عندي بالدنيا انا مقدرش اشوفك كده انا اموت كفايا حبيبيتي.
مديحه ببكاء شديد: اسفه حبيبي مش قادره احقق حلمك خلاص مش هقدر اجبلك عيال كتير مش هقدر اه اه انا اسفه سامحني.
محمد ببكاء: مش مهم اي حاجه المهم انك تبقي معايا انت اهم حاجه عندي اوعي تعملي كده انت معايا وده المهم اهدي انا متملش اشوف دموعك
خلاص حبيبتي متعيطيش.
مديحه ببكاء وهي تحاول ان تهداء: حاضر هحاول ابطل عياط حاضر.
محمد ببكاء وهو يحتضنها: انا معاكي ومش هسيبك ابدا وهفضل واخدك في حضني اهدي خلاص اهدي
خرجت فاطمه عندما راتها بدأت تهداء بين ذراعي محمد وفهمت انه هو من يستطيع تهدأتها اتي الطبيب فاخبرته انها هدأت وذهب وظل محمد معها حتي فاقت واستطاعت الخروج من المستشفي واخذها محمد في سيارة اجره ووصل امام باب الفيلا فنظرت مديحه له بتعجب قائله: انت جايبنا هنا ليه مش احنا بعنها.
محمد باتسامه: وانا اشترتها تاني ليكي كنت عاملها ليكي مفجاه ولما حصل اللي حصل قولت لازم ترجعي عليها.
ابتسمت مديحه ابتسامه حزينه وهزت راسها بالموافقه نزل محمد من السياره واتي من ناحياتها وفتح لها الباب فنزلت ببطئ فسندها حتي باب الفيلا فتح الباب وحملها وصعد بها الي الاعلي ودخل غرفتهم انزلها قائلا: اهلا بيكي في مملتك.
نظرت مديحه ورات علبة الذهب علي التسريحه وبجوارها بعض الاوراق
اقترب منها محمد وحوطها بذراعيه قائلا: كنت عاملك مفجاءه ومجهزلك كل حاجه كنا هنسهر ونرجع علي هنا لاني عمري مانسيت وقفتك معايا واوعي تفكري ان ممكن انسي.
مديحه ببكاء: بس انا خلاص مش ه...
قاطعه محمد ووضع يده علي فمها قائلا: هوس بلاش عياط ولا كلام وجدك معايا بالدنيا وما فيها وكفايا علينا فادي.
وضمها اليه بحنان.
فتح محمد عينه وهي تمتلئ بالدموع قائلا: كنت راضي وسعيد وعمري ماكنت متخيل اني ممكن ادخل في حياتي ست تانيه بس لما مات ابن عاصم قدام عيني وشوفت حزنه عليه قد ايه ولما كنت هتموت مني افتكرت حادثة مديحه وتخيلت لوكنت مت انا وهي فيها كان هيحصلك ايه وفضل افتكر الماضي واللي عمله فيا عمي وخفت تشوف اللي شوفته ولما عاصم قعد يقنعني ويقول انها ملهاش حقوق في الاول رفضت عشان خوفي علي مديحه لاني عارف هتتالم قد ايه بس هو فضل ويقولي هي مش هتزعل ولا هيفرق معها لانها مش زوجه اصلا وفضل شريط الذكريات يمر قدام عيني وفكرة اني ارجع وحيد تاني وزاد عليها خوفي عليك انك تعيش اللي عيشته وعشان كده قبلت فكرت اني اتجوز واحده تكون ام لاولادي وبس كنت مفكر انه مش هيكون صعب وبعد كده اكتشفت اني كنت غلطان بس بعد فوات الاوان وفهمت ان مفيش حاجه اسمها ام لاولادي بس وانها لازم تبقي زوجه (تنهد) انا عمري ما حبيت ناديه ولا حسيت ناحيتها باي شئ بس عشان شرع ربنا عاملتها كزوجه لفتره بس تصرافاتها خلتني اطلقها واخرجها من حياتي كزوجه لكنها اصبحت ام اولادي مش عارف هتسامحني وتلتمسلي عذر ولا لاء بس دي الحقيقه.
وكانت عينيه تملاء بالدموع وكان محمد ينتظر رد فادي فهو خائف من ان يره اناني ولا يسامحه.
امتلاءت عين فادي بالدموع قائلا: حبيبي يا بابا انا اسف اني سالتك اصلا.
وقام احتضته وهو يقول: ارجوك سامحني يا بابا انا بحبك قوي.
محمد وهو يبكي: اوعي انت اللي تزعل مني يا بني انا كنت خايف عليك.
فادي وهو يحتضنه: انت احسن اب في الدنيا وعمري ما زعلت منك ولا هزعل منك ابدا.
محمد: وانا كمان بحبك قوي عشان انت طيب وجميل امك.
فادي بمزاح وهو يبتعد عنه: انت بتعاكسها قدامي لاء انا حمش قوي.
فضحك الاثنان وعادا الي العمل وفي المساء عاد من العمل
دخل محمد ومعه فادي من باب الفيلا
كانت مديحه تنتظره بابتسامتها المعهوده اقترب منها فادي وقدم لها صحبة الزهور
فادي بسعاده: ماما حبيبتي وحشتيني.
واحتضنها وقبلها في خدها اقترب محمد هو الاخر منها بحب
محمد: حبيبت عمري كله وحشتيني ينفع كده الواد ابنك ده من ساعت ماخلص جامعه واشتغل معايا كل يوم يحرجني ويجبلك ورد.
مديحه بابتسامه: هو بيجيب الورد عشان مقدمليش هديه انما انت جبتلي احلي هديه في عمري كله فادي ابني.
محمد بسعاده: ربنا ما يحرمني منك ابدا ولا من كلامك الحلو ده.
فادي مازحا: يعني انا في الاخر طلعت هديه ماشي بس الانتو الاثنين احلي نعمه انعمها ربنا عليا.
واحتضنهم وقبلهم اتي اخوته من غرفتهم عندما سمعو صوتهم وقد اصبحو فتيان في عمر الزهور
مازن بسعاده: بابا حبيبي
معتصم بسعاده: حبيبي حبيبي يا سيد الكل.
وهجم عليه معتز الصغير واحتضنه وقبله
معتز بفرح: حبيبي يا بابا وحشتني.
محمد بسعاده: حبايب قلبي ورجالة المستقبل عاملين ايه في المدارس؟
مازن: متقلقش يا بابا مظبتين الدنيا ماتخفش
معتصم: بنذاكر ومش بنضيع اي وقت انا في سنه مهمه وعايز اشرفك.
محمد: ايوه طبعا انا عارف انك جدع وهتشرفني باحلي مجموع في الاعدايه زي مازن السنه اللي فاتت وانت كمان يا معتز تستعد من دلوقتي عشان بعد سانتين تشرفني انت كمان.
مديحه بسعاده: ربنا يباركلك فيهم ويفرحك بيهم يارب.
محمد بسعاده: اللهم امين اعمل حسابك يا معتز انك هتروح السنه دي مع فادي الشركه في الاجازه زي اخواتك.
جلسو جميعا علي طاولة الطعام وبدأو تناول الطعام
محمد: بقولك يا مديحه انا قررت اقعد بقي من الشغل واسيبه لفادي واخواته.
مديحه: ليه بس حسك في الدنيا؟
محمد: عايز اخد اجازه وكمان محضرلك الفسحه اللي كان نفسك فيها.
مديحه: بجد هنروح نحج؟
محمد: اه حجزت خلاص وهنسافر بعد كام يوم وهنقعد شهر هناك
مديحه بسعاده شديده: ربنا مايحرمني منك ابدا يارب.
كانت ناديه تجلس في غرفتها تستمع لما يدور بغيظ وحقد.
ناديه في عقلها: اه يا خويا خدها فسحها امال هتفسح مين وهي كمان عيني بارده عليها حلوه وجميله زي ماهيا ماتدلعهاش ليه وتوديها المكان اللي عايزه ولا انت اللي ما بان عليك سن ولا حتي شعرك ابيض هما كام شعره بيضه زادك واسمه علي واسمتك وانا بس اللي قاعده زي الكبه هنا اسمعكم واتحسر علي حالي كتني ستين خيبه.
انتهو جميعا من تناول الطعام وذهب كل واحد الي غرفته فقد جعل محمد لكل واحد منهم غرفه منفصله معاد معتز ظل مع والدته في الغرفه دخل محمد ومديحه غرفتهم واغلق محمد الباب احتضنته مديحه بسعاده
مديحه بسعاده: شكرا ليك يا حبيبي عشان هتطلعني احج.
محمد بسعاده: ده اقل حاجه اقدمها لحبيبتي ونور عيني بس عايزك قبل ما نسافر تسامحيني علي اني جرحتك وظلمتك.
مديحه بزعل: انا كده ازعل منك انا مسامحاك من زمان ومقدرش ازعل منك قلبي مايطوعنيش.
محمد بندم: ما هو حبك ده هو اللي طمعني وخلاني...
وضعت مديحه يدها علي فمه قائلاة: متكملش
اللي بيحب حد بيكون عايز يسعده حتي لو علي حساب نفسه.
احتضنها محمد بحب قائلا: ربنا يديمك عليا نعمه وما يحرمني منك ابدا.
مديحه: ولا يحرمني منك ابدا.
محمد: اسمعي انا بقي خلاص هقعد اليومين الجاين عشان نجهز حاجات السفر مع بعض.
وخلال ايام اعدو كل شئ للسفر وفي موعد السفر نزلا الاثنان معا وقبل ان يخرجا وقفا يودعا الجميع
محمد بسعاده: يا ولاد خلو بالكو من بعض وكنو ديما عون لبعض واوعو حد منكم يقسي علي التاني انتو ملكوش الا بعض وانت يا فادي انت اخوهم الكبير ضلل عليهم واحميهم واوعي تقسي عليهم مهما عملو هما بردو اخواتك (ونظر الي ناديه التي كانت تقف بجوار ابنائها) وانت يا ناديه سامحيني لو ظلمتك في يوم وانا كمان مسامحك عشان عيالي.
كان محمد ينتظر رد ناديه والتي كانت تنظر له
بضيق وكانها لا تريد ان تنطق فقالت بغير نفس: مسامحاك.
هز محمد راسه بحزن وهو يقول في عقله: عمرك ما هتتغيري ابدا ربنا يسامحني علي اني خليت واحده زيك ام لعيالي.
مديحه: يلا بينا عشان منتاخرش.
فادي: ايوه مستعجله انت عايزه تجري علي هناك
مديحه بسعاده: دا انا من ساعت ما عرفت وانا بحلم باللحظه اللي هوصل فيها هناك.
فادي بسعاده: طب يلا هوصلكو وارجع علي الشركه.
خرجو الثلاثه معا بعد ان سلمو علي الجميع وذهبو الي المطار ودخل محمد ومديحه الي الداخل وركبا الطائره وذهبا الي هناك مر الشهر بسرعه وعادا محمد ومديحه بعد قاما بفريضة الحج كان فادي ينتظرهم في المطار واستقبلهم بفرح وسعاده وقدم لوالدته صحبة الزهور اخذتها واحتضنته بشوق وحب
مديحه بسعاده: ياه وحشتني قوي يا حبيبي ووحشني الورد بتاعك.
احتضنه محمد هو الاخر بشوق وحب
محمد بسعاده: وحشتني قوي يا فادي فرحان قوي انك جيت تستقبلنا في المطار.
فادي: اكيد طبعا ان مكنتش انا استقابلكو واغلس عليكو من غيري يعني.
مديحه بضحك: ربنا يباركلي فيك يا حبيبي وعمري كله.
محمد: يلا بقي نمشي لحسن حاسس اني تعبان وعايز اروح ارتاح وكمان اخواتك واحشني جدا.
ركبو جميعا السياره وتحركت بهم ووصلت الفيلا دخلو جميعا كان محمد ومديحه ينظران الي الفيلا بشوق كبير دخلا وكان الاولاد ينتظرونهم فسلمو عليهم واحتضنوهم بسعاده شديده
محمد بسعاده: ياه وحشتوني جدا يا ولاد كاني بقالي سنين مشوفتكوش.
مازن بسعاده: وانت كمان يا بابا وحشتنا قوي
معتصم بسعاده: احنا بنحبك قوي يا بابا
معتز بسعاده: وبنحبك جدا يا ماما مديحه وكنا مفتقدينك جدا الفتره اللي فاتت.
احتضنته مديحه بسعاده قائلاة: وانا كمان بحبكو قوي ماانتو ولادي زي فادي بالظبط
اتت ناديه ووقفت علي بعد مسافه وقالت بابتسامه صفراء: حمدالله علي السلامه نورتو الفيلا المكان من غيركو كان ضلمه يلا يا ولاد سيبوهم يطلعو يرتاحو.
وتركتهم ودخلت الي غرفتها
محمد بارهاق: بصو يا ولاد انا جايب لكو حاجات حلوه قوي بس حاسس اني تعبان قوي هنطلع نرتاح ولما نصحي نديكو الهديا.
صعدا محمد ومديحه ودخلا غرفتهم كان محمد ينظر اليها بشوق شديد
محمد بشوق: ياه اوضتي وحشتني قوي.
مديحه بشوق: وانا كمان وحشتني قوي شوفنا فيها احلي ايام عمرنا فاكر يا محمد.
محمد بسعاده: الاوضه دي شاهده علي احلي ايام عمرنا وعلي حبنا وسعدتنا.
مديحه: شكلك تعبان قوي يلا خد شاور وتعالي نام.
محمد: اه فعلا هدخل اخد شاور واجي ارتاح ماهو انا مابرتحش الا هنا معاكي وفي حضنك.
مديحه: وانا ومابرتحش الا وانت معايا.
تركها محمد ودخل اخذ حمام وخرج استلقي علي السرير دخلت هي الاخري اخذت حمام وخرجت فنظرت الي محمد فوجدته نائم فتعجبت فهذه ليست عادته ان ينام دون ان ينتظرها.
مديحه في عقلها: ياعنيي من شدة التعب مقدرش يستناني انا مش هصحيه هصلي الاول وانام جنبه من سكات.
صلت مديحه وجلست بجوارها ووضعت يدها علي يده فوجدتها بارده جدا فتعجبت ونظرت اليه فوجدته بارد كالثلج ففزعت وظلت تنادي
بفزع: محمد محمد حبيبي رود عليا مال جسمك بارد ليه محمد رود عليا..
صلت مديحه وجلست بجواره ووضعت يدها علي يده فوجدتها بارده جدا فتعجبت ونظرت اليه فوجدته بارد كالثلج ففزعت وظلت تنادي
مديحه بفزع: محمد محمد حبيبي رد عليا مال جسمك بارد ليه محمد رد عليا.
وعندما لم يجيب زاد قلقها ففتحت الباب ونادت بعالي صوتها: فادي فادي يا فادي تعالي بسرعه
خرج فادي من غرفته مفزوعا علي صوتها
فادي بفزع: في ايه يا امي مالك.
مديحه بفزع: الحقني يا فادي ابوك جسمه متلج ومش بيرود عليا تعالي شوف ماله
اسرع فادي الي والده وامسك يده فوجده بارده جدا
فادي بفزع: بابا بابا رد عليا بابا مالك فيك ايه بابا بابا.
مديحه بفزع: ابوك ماله يا فادي مش بيرود علينا ليه فادي ابوك ماله؟
امسك فادي الهاتف واتصل بالطبيب لياتي بسرعه مديحه بفزع وهستريا: ابوك ماله يا فادي مش بيرد عليا ليه هاه.
وارتمت عليه تناديه وتهزه بفزع وبكاء: محمد رود عليا محمد حبيبي رود عليا مش بترود ليه محمد حبيبي حبيب عمري اوعي تسبني محمد(بصراخ) محمد محمممممممممد
امسكها فادي واحتضنها قائلا: ماما حبيبتي اهدي ارجوكي وقومي اللبسي عشان الدكتور جاي دلوقتي وان شاء الله بابا هيطلع كويس هو بس تعبان شويه.
مديحه ببكاء وعدم تصديق: اه اه هو نايم ولما يجي الدكتور هيصحي صح اه هيصحي محمد حبيبي وميسبنيش ابدا لو هيمشي هياخدني معاه صح اه صح.
وازدات في البكاء
واذا بمعتز قد صعد عندما سمع صوت مديحه فقد ترك فادي الباب مفتوحا عندما دخل لوالدته
معتز بفزع: في ايه يا فادي بابا ماله وماما مديحه بتعيط ليه وانت كمان بتعيط؟
واذا بمعتصم ومازن ياتيان هما الاخران وورأهم ناديه وقفو جميعا ينظرون الي مديحه وفادي في فزع اقتربت ناديه من السرير ونظرت علي محمد فعادت الي الخلف في فزع وهي تضع يدها علي فمها من الفزع قائلاة: لاء لاء محمد مش معقول لاء لاء
فامسك بها معتصم قائلا بفزع: بابا ماله بابا ماله فيه ايه حد يرد علينا.
فادي وهو يبكي ويحتضن مديحه محاولا تهدأتها: اسكتو لو سمحتو بابا تعبان شويه والدكتور جاي دلوقتي لو سمحتي يا طنط ناديه انزلي البسي وانت يا مازن امسك معتز وهديه وانت يا معتصم خليك مع طنط ناديه وهديها يلا بسرعه لو سمحتو.
ظل كلا منهم مكانه ينظر الي مديحه التي تبكي بحرقه وفادي يحتضنها وناديه التي اللتسقط بالباب من الصدمه وتضع يدها علي وجهها ومعتز الذي يبكي ومازن ومعتصم في حالة صدمه وزهول فنظر اليهم فادي وشعر بغضب
فادي ببكاء وحده: لو سمحتو مش وقته ده خالص الدكتور جاي دلوقتي وانا عايز اساعد ماما علي اللبس وكمان عشان حد يفتحله الباب.
فافاقت ناديه من الصدمه وتمالكت نفسها وهدأت قليلا قائلاة: يلا يا ولاد فادي عنده حق يلا ننزل يلا.
احتضنت معتز الذي يبكي واخذته وخرجت وخرج خلفها مازن وهو يمسك بمعتصم نزلو الي الاسفل
ناديه بفزع تحاول ان تداريه: اهدو كده يا ولاد واستنو اكيد الدكتور هيجي دلوقتي انا هدخل البس عشان ماينفعش الدكتور يجي وانا بهدوم البيت.
امسك مازن معتز الذي يبكي واحتضنه واشار لوالدته ان تذهب هي لتغير ملابسها
مازن بصدمه: اهدي يا معتز فادي قال بابا تعبان شويه والدكتور لما يجي اكيد هيطمنا.
معتز ببكاء: لاء بابا جرا له حاجه كبيره عشان عياط ماما مديحه مش عادي بابا تعب قبل كده لكن ماما مديحه كانت ديما تزعل لكن عمرها ماعيطت كده وكانت بالحاله دي.
معتصم ببكاء: عندك حق يا معتز بس احنا لازم نبقي اقوي منها هي ست انما احنا رجاله.
مازن بصدمه: كلام معتصم صح فادي هيكون مشغول مع ماما مديحه وبابا لازم احنا نكون اقويه ونقف معاهم مش كده ولا ايه يا معتز.
معتز ببكاء: عندك حق... عندك حق.
اما فادي بعد انزخرجو جميعا ربط علي ظهر والدته وهو يحتضنها ببكاء قائلا: ماما حبيبتي يلا لو سمحتي ارجوكي انت طول عمرك قويه ومؤمنه بالله.
مديحه ببكاء: كنت عامله قويه كنت بستمد قوتي منه انا من غيره ضعيفه قوي ومعرفش اعيش لو سبني هعيش ازي قولي استمد قوة منين مين هياخدني فحضنه ويطبطب عليا لما خالتك ماتت بعد جوزها بتلت شهور هو اللي اخدني في حضنه وطبطب عليا هو اللي هون عليا فرقها هو اللي خلاني اقدر اتحمل الوجع اللي كان جويا انما دلوقتي هو سبب وجعي هو اللي سابني قولي مين هيخفف وجعي مين هيطيب جرحي مين غيره هيحسسني بالامان ابوك هو كل حاجه في حياتي هو كل حياتي اه اه اه اه.
فادي ببكاء: وانا روحت فين انت مش ديما تقولي اني انا حبيبك وانا دنيتك ولا هو كلام وبس انا معاكي اهو ومش هسيبك ابدا.
مديحه ببكاء: ايوه انت معايا بس ابوك... ابوك لاء مش هيسبني صح هو تعبان زي ما قولت لاخواتك وهيجي الدكتور دلوقتي وهيبقي كويس مش هيسبني لاء مش هيسبني محمد حبيبي ميسبنيش ابدا هو تعبان اه وانا هقوم البس عشان الدكتور.
وقامت وهي تبكي واخرجت اي حجاب من الدولاب دون ان تنظر به ولفته علي راسها فاخرج فادي عباءه واعطها لها
فادي ببكاء: ماما حبيبتي البسي دي عشان اللي انتي لبسها دي جلبيت بيت مش هتنفع.
فاخذتها ووضعتها فوق راسها بالمقلوب فاقترب منها فادي وعدلها لها وساعدها في ارتداءها تحركت مديحه وجلست بجوار محمد علي السرير واتكأت الي جوار راسه وبدأت تمسح علي شعره ووجهه وهي تبكي وتقول: محمد حبيبي رود عليا انت سامعني صح اوعي تسبني انت عارف انا معرفش اعيش من غيرك مين هياخدني في حضنه وانا نايمه مين غيرك يا حبيبي اه يا دنيتي واخرتي دا انت حتي لما اتجوزت معرفتش تبعد عني هتسبني لوحدي طب قولي انا زعلتك في ايه يلا قوم بقي عشان خاطري.
وقف فادي بجوارها ولم يتحمل وانفجر في البكاء
ومال عليها وحاول ان يجذبها بعيدا عنه
مديحه ببكاء: سابني يا فادي هقعد جنبه هو سامعني وحاسس بيا وهيقوم دلوقتي عشان يطبطب عليا ويقولي سامحني اصلي كنت نايم مش كده يا فادي اه انا عارفه.
واذا بمازن ومعه الطبيب قد حضر ويقفان علي باب الغرفه ويقف خلفه معتز ومعتصم وناديه علي اول السلم
مازن بالم: الدكتور جه يا فادي هات ماما مديحه وتعالي بره.
مديحه بغضب وهي تبكي: لاء انا مش هخرج من الاوضه انا هفضل جنبه لحد لما يصحه عايزنه يصحي ماليقنيش ويزعل مني.
فادي ببكاء: طب يا حبيبتي ابعدي بس عنه شويه عشان الدكتور يكشف عليه.
اعتدلت مديحه في قعدتها ونظرت علي الطبيب قائلة وهي تبكي: طيب انا هقف بعيد بس مش هخرج عشان الدكتور يقولكم انه بخير وهيقوم دلوقتي هو بس نايم شويه وهيقوم.
اقترب الطبيب وهو ينظر علي محمد وهز راسه فقد فهم من شكله انه قد فارق الحياه ولكنه تاكد انه لو قال ذلك فإن مديحه ستنهار تماما فهو طيب العائله ويعرفهم جيدا فجلس بجواره علي طرف السرير بعد ان ابتعدت مديحه وفادي قليلا فحص نبضه ونظر علي عينه فهو متاكد من موته ولكن يفكر كيف سيقول الخبر دون ان تنهار مديحه.
الطبيب بتفكير: فادي ممكن تخرج ولدتك بره دقيقه بس.
مديحه برفض وبكاء: لاء انا مش هخرج من هنا ابدا الا معاه مش هخرج.
فتح الطبيب حقيبته واخرج منه حقنه وعبأها
ونظر الي فادي قائلا: تعالي يا فادي هنا لو سمحت انت ومدام مديحه قربو منه
فاقتربت مديحه جلس فادي بجوار الطبيب ومديحه الي جوار فادي.
الطبيب: ممكن تجيبي دراعك يا مدام مديحه عايز اجرب الحقنه الاول قبل ما اديهاله.
مديحه ببكاء: يعني هو عايش صح عايش انا قولت كده بردو هو عايش.
الطبيب بحزن: دراعك لوسمحتي.
قدمت مديحه ذراعها نحو الطبيب وامسك فادي يدها واعطها الطبيب الحقنه.
الطبيب بحزن والم: انا عارف ان مصابكم كبير وان محمد بيه من افضل الناس اللي اتعملت معاهم بس لله ما اعطي ولله ما اخذ واحنا مؤمنين بالله.
واذا بمديحه تفقد الوعي من الصدمه وتقع علي فادي الذي اسرع وسندها واتي بسرعه معتز ومعتصم وامسكو بها معه
الطبيب بحزن شديد: انا كنت عارف ان ده اللي هيحصل وادتها حقنه مهدأها هتنيمها للصبح وانا هبعت حد من عندي بكره الصبح يخلص لكم كل الاجرأت وهاجي عشان اطمن علي مدام مديحه وارجوكم تهدو كده انا شايفكو كلكو منهارين وده مش كويس هو فعلا محمد بيه الاب اللي يتحزن عليه لكن الموت علينا حق وكلنا هنموت ولازم تبقو اقويه لان مدام مديحه مش هتقف علي رجليه الا لو ليقتكو جنبها وسندها وخصوصا انت يا فادي.
فادي ببكاء: احنا عارفين بس غصب عنا.
الطبيب بحزن: انقلوها اوضه تانيه لانها لو فضلت جنبه بالحاله دي مضمنش ممكن يجري لها ايه ولما تفوق خليك جنبها يا فادي عن اذنكو انا وهبقي اجي الصبح.
خرج الطبيب وحمل فادي والدته حاول معتز مساعدته لكنه رفض واخذها وخرج ودخل بها غرفته وضعها علي السرير وغطها وقبل راسها.
فادي ببكاء: ايه يا ماما عايزه تسبيني انت كمان هو انا ليا غيركو في الدنيا انت وبابا ارجوكي اتحملي ومتسبنيش.
وتركها وخرج واغلق عليها الباب عاد الي الغرفه فوجد اخوته قد التفو حول ابيهم يبكون وناديه تقف علي باب الغرفه تبكي
فادي ببكاء: يلا كل واحد علي اوضته عشان بكره عندنا يوم طويل لازم ترتاحو.
معتز ببكاء: مش قادر اصدق انه مات مش قادر اصدق انه خلاص مش هشوفه تاني ولا العب معاه مين هيفرح بنجاحي.
اقترب منه فادي واحتضنه قائلا: معلش يا معتز هو راح لربنا واحنا لازم نكون رجاله وبعدين احنا كلنا معاك.
معتصم ببكاء:انا مش متخيل ان ده حقيقه ده اكيد كبوس والصبح هنصحي نلاقيه قاعد وسطينا وبيفطر معانا مش كده.
مازن ببكاء: ياريت يطلع كبوس ونصحي نلقيه وسطنا وميكونش حقيقه ياريت.
ناديه ببكاء: يلا يا ولاد فادي عنده حق لازم نسيبه وننزل نرتاح الايام اللي جايه هتكون صعبه.
معتصم ببكاء: طب نودعه ونخرج.
فادي ببكاء: يلا كلنا نقرأ له قرأن وبعد كده نخرج.
بدأ كلا منهم يقرأ قرأن في سره ويدعي له ولم يتوقفو عن البكاء كانت ناديه تنظر اليه بالم وحسره فهو الشخص الذي لم تستطع ان تكسبه ابدا رغم كل محاولاتها
اغمضت ناديه عينها وهي تقول في عقلها: عمري ما تخيلت ابدا اني هحزن وابكي عليك كنت ديما حاسه اني في حاجز بيني وبينك بس معرفش ليه دلوقتي حاسه بالم جويا يمكن اكون حبيتك بجد او يمكن لاني كنت اتمني الاقي حد يحبني بجنون زي ما كنت بتحب مديحه ما هو ده حلم كل ست راجل بعشقها بجنون وتكون بالنسبه له كل الكون (وتنهدت بالم) مش عارفه اسامحك ولا ازعل منك ولا ازعل عليك.
وتركتهم ونزلت الي غرفتها وظلت بها اما هم ظلو معه لبعض الوقت وذهب كل واحد الي غرفته ما عدا فادي بقي معه في الغرفه جلس الي جواره وهو ينظر له ويبكي.
فادي ببكاء: هتوحشني قوي يا بابا انا عارف انها سنة الكون بس انت ابويا وبحبك ومش هنسي ابدا كلامك وهحافظ علي اخواتي وهراعيهم بس خايف لما يجي يوم واحتاجهم فيه يتخلو هما عني.
وظل معه لبعض الوقت ثم غطاه واغلق عليه الغرفه وتركه وذهب الي غرفته جلس بجوار والدته التي تنتفض وهي نائمه امسك يدها وقبلها
فادي ببكاء: ربنا يصبر قلبك عارف ان المك كبير قوي هو كان كل حاجه ليكي بس انتي كمان قويه وقدها.
وقام واستلقي علي السرير بجوارها واحتضنها كي تهدأ فهي تنتفض وهي نائمه وبعد بعض الوقت غلبه النوم في الفجر استيقظت مديحه وفتحت عينها ونظرت حولها كان فادي يحتضنها ظلت تنظر له بتعجب للحظات وكانها تسال نفسها ماذا حدث هل حقا محمد مات لم يكن كابوس انه حقيقه فهي للحظات عندما فتحت عينها ظنت انه كابوس وليس حقيقه بدأت الدموع تنهمر من عينها والالم يكاد يقطع قلبها فهو حبيب عمرها سحبت نفسها من بين يد فادي بهدوء كي لا تيقظه لكنه مع اول حركه منها استيقظ ونظر اليها
فادي بنعاس: ماما انت صحيتي يا حبيبي؟
مديحه ببكاء: اه يا حبيبي صحيت عشان اعرف انه مش كابوس وان ابوك سابني فعلا.
فادي بالم: ماما حبيبتي انت طول عمرك مؤمنه والمؤمن يصبر علي قضاء الله مش انت اللي علمتيني كده؟
مديحه ببكاء: اه يا حبيبي بس الفراق صعب مؤلم قوي متخيلتش انه صعب قوي كده لما مات رفعت جوز خالتك كنت زعلانه قوي عشان خالتك كانت تعبانه بس مكنتش متخيله ان الالم ده بالشده دي والوجع ده.
فادي بالم: خالتي كانت مسكينه بعد ما مات عم رفعت اصبحت وحيده مكنش لها غيرك لكن انت مش لوحدك انا معاكي ولا انت شايفه اني منفعش.
مديحه ببكاء: لا طبعا يا حبيبي ده انت كل دنيتي بس فراق ابوك هو اللي صعب اوعدك اني هكون قويه ومش منهار بس هروح اقعد معاه علي ما يجي المغسل وتبدأو الاجرأت اودعه لاخر مره.
فادي ببكاء: حاضر بس الاول اتوضي وصلي الفجر ولا اقولك نصلي سوي جماعه.
مديحه ببكاء: زي ما كان هو بيصلي بيا جماعه حاضر يا حبيبي يلا نقوم.
دخلت مديحه توضأت ودموعها لم تتوقف لحظه ودخل فادي بعدها توضا هو الاخر وصلا معا امها فادي في الصلاه وبعد ان انتو ظل فادي يدعي لوالده ومديحه تامن خلفه وبعدها خرجا معا ودخلا الي غرفة والدته فتح فادي باب الغرفه فوجد معتز يجلس بجواره يمسك مصحف ويبكي
فادي بحزن: ايه اللي خالك تطلع تاني يا معتز؟
معتز ببكاء: لقيتك دخلت الاوضه عند ماما مديحه فجيت عشان بابا ما يبقاش لوحده ومتخفش انا قعدت اقرأ قران زي ماما مديحه ما عملتني.
اقتربت منه مديحه واحتضنته بحنان وقالت وهي تبكي: ربنا يبارك فيك يا حبيبي فادي مرضيش يسبني كان خايف عليا.
معتز ببكاء: وانا كمان كنت خايف عليكي بس ان كنت عارف انك قويه ومؤمنه وانت علمتيني ان المؤمن بيصبر علي قضاء الله.
تنهدت مديحه ببكاء: اكيد طبعا هصبر واحتسب بس هو الالم وحتي ده هيخف مع الوقت يلا روح مع فادي نامو شويه في اوضة فادي وسبوني مع ابوكم شويه اودعه لاخر مره.
فادي ببكاء: بس انا خايف عليكي.
مديحه ببكاء: اللي عندها اولاد زيكم ميتخفش عليها مش كده ولا ايه.
فادي بحزن والم: طب هنفضل معاكي.
مديحه ببكاء: عايزه اكون معاه لوحدنا لاخر مره.
هفهز فادي راسه بالموافقه وقبل راسها وخرج هو ومعتز واغلقا الباب اقتربت مديحه من السرير بخطي بطيئه جلست بجواره علي السرير رفعت الغطاء من علي وجهه ونظرت الي وجهه
مديحه ببكاء وبسمه حزينه: انا خلاص مش زعلانه منك عشان هتسبني وتمشي وهدعيلك كل يوم بس متتاخرش عليا وتجيلي في المنام هستناك انا هصبر علي فراقك في الدنيا عشان نتجمع في الجنه بس اوعي تسبني وتروح للحور العين انا هاحاول علي قد ما اقدر احافظ علي امانتك واجمع بين الاولاد.
وقبلته في راسه وظلت بجواره والدموع تنهمر من اعيونها حتي اتي فادي
فتح الباب ودخل قائلا: يلا يا ماما عشان هناخد بابا تحت عشان نغسله ونكفنه.
مديحه ببكاء: حاضر يا حبيبي.
فادي ببكاء: عشان خاطري تاكلي عشان تقدري تقفي علي رجلك وكمان الدكتور بره عايز يطمن عليكي.
تنهدت مديحه ببكاء قائلة: حاضر يا حبيبي انا خارجه اهو.
تحركت بخطي بطيئه وهي تنظر له فهي تعرف انها المره الاخيره التي تراه بها خرجت من باب الغرفه وكانها تركت عمرها كله بداخلها فهو حبيبها وسكنها نزلت الي الاسفل كان الطبيب ينتظرها هزت راسها تحيه له ودموعها لم تتوقف
الطبيب بحزن: البقاء لله انا كنت عارف انك قويه وهتقدري تتحملي.
مديحه ببكاء: الحمد لله علي كل حال.
تركها الطبيب وذهب واتي العمال بالمنزل وكانو منهارين من البكاء وقدمو لها العزاء احضرت لها فوزيه بعض الطعام وجلست جورها
فوزيه ببكاء: عشان خاطري تاكلي انت شكلك تعبان قوي.
مديحه ببكاء: حاضر هاكل عشان اقدر اقف ومتخلاش عنه في اخر لحظات له هنا معنا.
جلست مديحه تتناول الطعام وهي تبكي خرجت ناديه من غرفتها وجلست الي جوارها
ناديه ببكاء: ربنا يصبرك علي فراقه كان كل دنيتك.
مديحه ببكاء: انا هستني وهصبر عشان اقابله في الجنه يلا كلي معايا عشان عندنا يوم طويل.
تناولت معها ناديه الطعام وقام فادي واخوته بكل الاجرأت وقام بدفنه في مقابر خاصه به كان قد جهزه منذ زمن ظلت مديحه وناديه بالمنزل وبعد ان عاد الرجال من الدفن احضرت فوزيه الطعام لهم وجلسو يتناوله وهم يبكون يتذكرونه وهوجالس معهم ومر اليوم وفي المساء امتلاء المكان بالمعزين فمعارف محمد كثير وبعد انتهاء العزاء وذهب المعزين صعدت مديحه الي غرفتها وكان فادي معها لم يتركها كانت تنظر الي الغرفه بالم فكل ركن لها به ذكري مع محمد لاحظ فادي نظراتها والمها الذي يزداد.
فادي ببكاء: ماما حبيبتي انت تعبانه يلا ارتاحي شويه.
مديحه ببكاء: حاضر يا حبيبي هرتاح ولو ان من بعده مفيش راحه.
فادي بحزن وهو يحتضنها: ربنا ينزل عليكي صبر من عنده ويبرد نارك.
مديحه ببكاء: امين يارب الصبر من عندك يارب.
كانت مديحه متعبه جدا من البكاء فاستلقت علي السرير وجلس فادي بجوارها وظل يربط علي كتفها حتي نامت ونام هو الاخر الي جوارها كان كل من بالمنزل قد نام من التعب الا ناديه جلست تفكر ماذا تفعل وامسكت هاتفها واتصلت بالمحامي
ناديه: ايوه يا استاذ سعيد
سعيد: اهلا يا مدام ناديه سمعت باللي حصل البقاء لله وكنت متوقع اتصالك.
ناديه: ونعم بالله انا عايزك تجبلي كل المعلومات عن ثروته وفلوسه عشان اعرف ولادي لهم كام.
سعيد: انا فعلا بدأت حصر الثروه بتاعته بس عرفت ان فيه وصيه هو كاتبها ومسجلها في الشهر العقاري.
ناديه بفزع: وصيه!وصية ايه لازم نعرف فيها ايه؟
تااااابع ◄ أسمى معاني الغرام