رواية راقصة الحانة الفصل العاشر
اقتباس
أحببتك وأحبك وسأحبك، أنت الماضي والحاضر والمستقبل معاً، معاك وحدك أيقنت آن للحب قواعد فالحب لا يُفهم بالحديث، لا يُري سوى بالأفعال، لا يُلمس غير قلب عاشق غارق به ،، لا يُقاس بمعايير، ومعاك تخطيت كل القواعد والقوانين.
وحين أحببتك أدركت بأن قلبي لابد آن يعيش بجنون لحظاته معاك فحبي لك أبدى لا يتكرر ولا يعاد لكنه يُجدد نفسه بتلقائية لك بكل وهلة تمر على قلبي أنت من تسكنه وملك على عرشه، أحبك وسأعشقك حد الموت.
-
بابي الحق القنبلة أنفجلت ( أنفجرت )، يوووووه قثدي (قصدي ) مامي بتولد الثوثة ( السوسة)، يووووه قثدي ( قصدي ) بنتكفركض للداخل بهلع شديد وصدمة ليراها جالسة على السرير تضع يدها علي بطنها مٌتألمة من حركات طفلتها بداخل أحشاءها بقوة وسرعة دون هدوء، وكأن طفلتها تطالب بخروجها فقد أشتاقت لأمها، ضرب عمرو علي رأسه بخفة بعد أن فزعه وأرعبه عليها ثم هتف:-
- اجري العب مع أخوك برا.
أخرجه وأغلق باب الغرفة ثم أتجه نحوها وجلس بجوارها برفق، فأدارت جسدها غاضبة منه وهي تقوس شفتيها فدهشت حين أقترب خطوة منها وطوقها بذراعيه بحنان ثم دفن رأسه بين خصلات شعرها يداعبهم بلحيته القصيرة مُستنشق رائحة عبيرها، يعلم جيداً بأنها عاشقة لتلك الحركات الناعمة التي تذيب عقلها قبل قلبها ويجعلها تخضع له كلياً بجميع حواسها، وضعت يديها علي فخديها بتوتر منه فهي تريد التمسك بغضبها لكنه يسيطر عليها كلياً فتشبت بملابسها بقبضتها وهي تشعر برأسه تنزل لعنقها واضعاً عليه قبلات ناعمة سريعة فخضعت لقلبها وملكها المتألق في أسرها، شعر بجسدها يلتف بين ذراعيه بأستسلام فأبتسم وهو يضع قبلاته على عنقها وهي تدور ثم رفعت ذراعيها تطوق عنقه بهما ثم هتفت بخفوت شديد خامسة في أذنه:-
- بس أنا بجد عايزة شيكولاتة.
أبعد أحدي يديه عن خصرها ووضعها بجيبه وهو لا يترك عنقها وأخرج لها شيكولاتة كبيرة الحجم فضحك طفلة صغيرة وأنتفضت من بين ذراعيه هاربة منه بسعادة وقالت بطفولية:-
- شيكولاتة
واقف بتذمر من هروبها منه ووضع يديه في جيبه بغضب وهو يقترب نحوها، هتفت بسعادة وهي تأكل الشيكولاتة لأغاظته:-
- مش هديك حتة، صح يا توتا إحنا مش هندي بابي حاجة.
قالت جملتها الأخيرة مُحدثة طفلتها وهي تضع يدها علي بطنها بحنان وتربت عليها بخفوت ناعمة ثم رفعت رأسها له وقالت تشاكسه:-
- آه يامامي، شوفت قالت له مش هتديك حتة
وصل أمامها بأعين مُتشبثة بها وتبث غضب مصطنع، أزدردت لعوبها من خلقها بخفوت وهي تعود خطوة للخلف بأرتباك منه وخوف آن يلتهم منها شيكولاتها يغيظها كما فعلت، حاصرها في الدولاب بذراعيه وهو ينظر علي الشيكولاتة بيدها ثم لشفتيها الملوثين بالشيكولاتة ثم هتف بخبث وهو ينزل يده اليسري على خصرها برفق شديد قائلاً:-
- ده على أساس إنك تقدري تمنعني أكلها منك.
أخفت يدها بالشيكولاتة خلف ظهرها بخوف منه ليأكلها حقاً منها هي وطفلتها، وصرخت به بغضب طفولية:-
- إلياس أنت مش هتأكلها أنت مستكتر شيكولاتة ب20ج في مراتك وبنتك
- مين قال كدة ياقلب إلياس من جوا بس ده مش معناه أن مفيش طريقة لأكلها.
قالها وهو يداعب خصرها بأنامله بمهارة لإخماد غضبها الطفولية ويده الأخري إنزلها من فوق الحائط وأضعها بجوار عنقها وهو يداعب فك وجهها بأنامله وفور الأنتهاء من جملته أحتضن شفتيها بين شفتيه ليأكل من فوقهم الشيكولاتة وهو يرفع رأسها له بيده، أستسلمت لشوقها له بعد غياب يومين بالقسم في عمله فشعر بنبضات قلبها تتزايد بسرعة جنونية منه ومن لمراته آلتي تعشقها ثم تركت الشيكولاتة من يديها فسقطت أرضاً ولفت ذراعيها حول عنقه وهي تجذبه أكثر لها، فضحك عليها منذ قليل كانت تتشاجر معه من أجل الشيكولاتة، أبتعد عنها قليل وأنحني لكل يحملها علي ذراعيه فوضع يده على ظهره يصطنع الألم ورفع رأسه لها وقال لاغاظتها:-
- أنتي بقيتي كام كيلو يادموع.
عضت شفتيها يغيظ منه وقالت بغضب شديد:-
- 300 كيلو آيه رأيك وهتشيل بالذوق بالعافية هتشيل
- يعني أشيل ويجيلي الغضروف يامفترية
قالها وهو يستقيم في وقفته، ضربته بقبضتها بقوة على صدره ثم أردفت بأنفعال شديد:-
- ما يجيلك الغضروف ولا السكر مش احسن ما تجبلي المرارة والضغط، شيل ياإلياس بدل ما أفرج عليك الجيران وأبيتك عند آمك النهاردة وبعدين مانا شيلة بنتك أهو ومفتحتش بوقي ولا قولتلك شيل بدلي.
رمقها بنظرة حادة من أنفعالها وقال:-
- ماهو طبيعي أنك تشيليها آمال مين يشيلها الجيران يابنت المجنونة
رمقته نظرة نارية وهي تعقد ذراعيها أمام صدرها بغضب شديد وهتفت بلهجة امرية:-
- شيل آما هشيلك بالعافية ولاحظ أني بتكلم بالذوق لحد دلوقتي
- بت اتكلمي بأسلوب أحسن من كدة ولاحظ أنك بقيتي قليلة الأدب ها ها وأنا بعدي.
قالها وهو يكتم ضحكاته على غضبها الطفولية وأقترب منها وهو ينحني مجدداً فصرخت به بقوة قائلة:-
- اتنيل شئ يا مفتري خرجتني من حالة الاندماج
- بشيل أهو، اندماج انتي الحمل بيخليكي منحرفة على فكرة
قالها وهو يحملها علي ذراعيه ثم غمز لها بعيناه، لفت ذراعيها حول عنقه وقالت أبتسامة ماكرة:-
- حبيبي ممكن أبوسك
- ده إيه الأدب ده كله، طبعاً ياروح قلب حبيبك من جوا ممكن وممكن حاجات ثانية أكبر، لا بجد أنتي كام كيلو حاسس آنك خسيت ياتختختي
قالها وهو يتجه بها نحو السرير، جزت على أسنانها بغضب مكتوم وقالت:-
- 57 كيلو ياروحي..
أنزلها على السرير وكاد يبتعد لكنها حكمت يدها على عنقه وقالت بخفوت ومكر:-
- البوسة
أقترب منها مُبتسماً ثم تحولت لصرخة قوية منه حين عضته من وجنته بقوة وغضب، أفلت نفسه منها بصعوبة فصرخت به قائلة:-
- إياك تقول تختخ دي تاني، وأنا بقيت قليلة الأدب نهارك أسود النهاردة، أنا تختخ بعد ما جبتلك عفاريت مجنناني معاهم طول اليوم وصداع تقولي تختخ وكام كيلو بتقر عليا جنابك والنبي أقدم فيك محضر سوء معاملة الزوجة..
كان واقفاً مُتسمر مكانه واضعاً يده على وجنته الحمراء بعد فعلتها، فغمز لها يغيظها أكثر:-
- أبقى عتب القسم ياجميل ياقلبوظ أنت وأنت متخرجش منه غير بفضحية ضابط شرطة يفعلها في الحجز
لا تعلم تغضب منه آما تخجل من حديثه، أخفت خجلها منه وهي تقف وتمسك اللحاف بيدها والوسادة وتعطيهم له وتشير له علي الباب بيدها وقالت ببرود مصطنع:-
- برا، قلبوظ وتختخ بيقولولك مفيش نوم هنا، الصالة واسعة وفيها كنب كثير..
كاد آن يعترض ويحدث لكنها أوقفته وهي تجذبه من ذراعه وتخرجه خارج الغرفة وتغلق الباب، أبتسم عليها وهو يعلم بأنها ستأتي له كعادتها وذهب للصالة وضع اللحاف والوسادة ثم ذهب لغرفة أطفاله وجدهم ناموا كلا منهما علي سريره، أقترب منهم ووضع الغطاء عليهم كما يخاف آن يصاب أحدهما ووضع قبلة في قلب كف كلا منهما ثم أغلق الضوء والتكيف وخرج، أستلقي علي الاريكة وخلع قميصه باقياً بفنالته الحمالة ذات اللون الأسود وأغمض عيناه بتعب من العمل وبقاءه يومين مُستيقظ دون أخذ قسط راحة، وضع ذراعيه الأيمن أسفل رأسه مستلقي علي ظهره وبدأ يغوص في نومه حتي شعر بها تبعد الغطاء عنه وتنام بجواره وتتشبث به بقوة حتي لا تسقط من ضيق الأريكة، أستدار لها علي جانبه ثم طوقها بذراعيه بقوة وفتح عيناه بتعب لها فقال بخفوت وهو شبه نائم:-
- إيه اللي جابك هنا مش طردتني..
همست له بحب وهي تضع يدها اليمني علي صدره واليسري حول خصره قائلة:-
- أنت عارف أني مبعرفش أنام غير في حضنك
جذب رأسها لصدره بحنان ثم وضع ذقنه فوق رأسها وبطنها المنتفخة تفصل بينهما فغاصت في نومها بجواره بين أحضانه...
في غرفة نومها كانت نائمة وملامحها بريئة مُطوقة وسادتها الصغيرة بذراعيها وشعرها الذهبي مُنسدل خلفها وبعض خصلاته تداعب وجنتها اليسري والغطاء علي نصفها السفلي، شعرت بشئ ناعمة خافت علي بطنها المنتفخة قليلاً ففتحت عيناها بتعب راغبة في نوم أكثر ووجدت طفلها الصغير عمر يجلس بجوار بطنتها المنتفخة ويقبلها ببراءة أطفال ناعمة فأبتسمت عليه وهي تمسكه بيدها ثم هتفت بحنان:-
- بتعمل إيه ياعمرو..
تذمر غاضباً من خطاها بأسمه وقال بأنفعال مُشير علي تلك الحسنة الموجودة بجانب شفتيه الصغار قائلاً:-
- عمل ( عمر ) ياماما مش عملو (عمرو) في حثنة اهي ( حسنة )
عقدت حاجبيها مصطنعة الأسف له لتراضي طفلها الصغير وقالت بحزن مُقوسة شفتيها للأسفل:-
- سوري ياعمر ماما صاحية تعبانه شوية ها بقي مقولتليش بتعمل ايه عندك
- ببوث ( ببوس ) أختي عثان(عشان ) نامت أمبالح من غيل ما أبوثها (امبارح من غير ما أبوسها )
قالها بطفولية مُبتسم لها، فضحكت عليه وسألته وهي تجذبه لحضنها أسفل الغطاء:-
- هههه من اللي علمك تعمل كدة ؟؟
رفع خصلات شعرها بيده الصغير ثم قال بعفوية أطفال:-
- بابا كل ما يجي من الثغل ( الشغل ) ويلاكيكي ( يلاقيكي ) نايمة معانا يعمل كته ( كدة )
ضحكت عليه وطوقته بسعادة وقوة علي براءته وهو يفعل مثل والده كل شيء يراه، كانت تغمرها سعادة العالم بأكمله علي أمتلكها طفل هكذا ورث الحنان من والده وطيبة القلب، دلف عمرو للغرفة وهو يناديها بضجر طفولي:-
- أنا جعان ياماما أثحي ( أصحي ) بقي
رفعت رأسها وهي تطوق عمر بذراعيها بدل الوسادة، وهتفت بخفوت:-
- حاضر ياحبيب ماما هقوم نعمل فطار سوا..
تشبت بالملاية والغطاء بمساعدة قدمها لكي يصعد فوق السرير بصعوبة من أرتفاعه، مسكت يده بيدها وساعدته فركض نحوها وأبعد عمر عن حضنها وأدخل نفسها بين ذراعيها قائلاً بغيرة من أخيه:-
- وأنا كمان ختيني ( خديني) فحضنك زي عمل ( عمر )..
فبكي طفلها الصغير فهو الآخر يريد آمه ثم ضحكت عليه وحملت عمر وهو يبكي وجعلته يجلس بالجانب الآخر وهي تتوسطهما وتقبل جبينتهما برفق، رفع عمرو يده بحنان ثم قال:-
- هنأكل ثيكولاتة ( شيكولاته )
ضحكت وهي تقول:-
- هناكل شيكولاتة وبسكويت وكيك وكل حاجة، تعالوا
وأنزلتهم من فوق السرير ثم ركضوا للخارج بسعادة طفولية، وقفت ترتدي تيشرتها فوق منامتها ذات الحمالات وخرجت خلفهم وهي تبعثر شعرها...
أسرعت أثير في خروجها من الغرفة وهي تمسك طفليها بيدها وتهتف بأستعجال:-
- بسرعة قبل ما بابي يمشي
- براحة ياأثير الدكتورة قالت براحة ومن غير حركة كمان
قالها علي بصراخها بركضها بعد خبر حملها وأكدت الطبيبة على راحتها في شهورها الأول، هتفت بسعادة وهي تحمل شنطتها قائلة:-
- حاضر وصلني في طريقك لماما بقى..
أشار إليها بنعم ثم قال:-
- ماشي، أهو هطمن هناك آنك مش هتتشاقي
خرجت معه بسعادة وهي تمسك أطفالها، هتف مالك بتساول:-
- مامي عمر وعمرو هيجوا النهاردة صح
- آه هيجوا هيروحوا فين يعني
قالتها بغيظ بعد أن تذكرت شقاوة أطفال أخاها وصداع يصيبها من مشاجرتهما وغيرتهما من بعضهم
فتحت جميلة باب الشقة ووجدت دموع وأطفالها، هتفت بسعادة قائلة:-
- حبايب تيتا جم
-أستلمي مش هتأخر في المستشفى
قالتها دموع بأستعجال بسبب تأخيرها على العمل بسببهم، ركض عمرو للداخل بسرعة وهو يقول:-
- كنتي بتعملي إيه ياجوجو فين جتو ( جدو )
- أدخل ياعمر..
قالتها جميلة وهي تراه متشبث بملابس أمه فهو دائماً يرغب بها ومُتعلق بها بجنون وزاد تعلقه بها بعد حملها بطفلتها، أنحني دموع قليلاً بتعب من بطنها وقالت بحنان وهي تمسح على رأسه:-
- أدخل ياعمورة ومامي وهي جاية هتجبلك حاجات حلوة كثير وهتوديك الملاهي
- أنتي مث هتتاخلي ثح ( مش هتتاخري صح)
قالها وهو ينظر لأمه بحزن، أشارت إليه بنعم فأبتسم بخفوت ودلف للداخل وذهبت هي للمستشفي
وقفت أمام المصعد بهدوء منتظرة وصله فأطلق انذاره وفتح الباب ودلفت رأت دموع بالداخل فضغط على رقم الطابق وهي تقول:-
- الجميل رايح فين
- لدكتورة حنان.
قالتها وهي تشير علي طفلتها الموجودة في أحشاءها، تذمرت سلمى عليها وقالت:-
- يابنتي انتي لحقتي وبعدين آنا ضد حملك ده ولادك عندهم ثلاث سنين ونص حد يعمل عملتك دي كنتي أستني لما تدخليهم المدرسة حتى على الأقل
توقف المصعد وخرجوا الإثنين معا وقالت دموع بأبتسامة تغمر وجهها:-
- حيلك حيلك مدرسة إيه ده ليه على مدرستهم ثلاث سنين وإلياس بيكبر يابنتي بعد ثلاث سنين هيكون عنده 48 سنه تقدري تقولي بعد سبع سنين كمان لما يجي يؤدي توتا المدرسة الناس هتقول أيه جدها، أنا مش معترضة على سنه آو حاجة بس حقه يفرح بولاده حتى لو ده هيتعبني أنا هستحمل عشانه وعشان سعادته..
- والله أنتي مجنونة وعقلك طار منك من ساعة ما اتجوزتيه
قالتها سلمى بأستنكار، فضحكت دموع عليها وعملت لها تردف قائلة:-
- شدي حيلك أنتي واقنعي خالك بحسن وأول متجوزوا هتعرفي أنا جنوني يستأهل، بس بسرعة يابت لاحسن العمر يمر بيكم زينا مع أن آنا وإلياس لسه شباب ومراهقين كمان
أنهت حديثها ودلفت للغرفة الطبيبة تتابع حملها وتطمن على طفلتها صحتها...
دلف إلياس الي شقة والده بعد يوم طويل من العمل ووجد والده يجلس في الصالون وحوله أحفاده الصغار الأربعة مالك، ماليكة، عمر، عمرو ويحكي لهم حدوتة وهم منتبهيين له بدقة، دلف للمطبخ ووجد أمه و أثير رحب بهم وسأل عن زوجته وحبيبة قلبه ليطمن عليها وعلي طفلته الصغيرة فاليوم موعد متابعتها لدي الطبيبة.
- دموع نايمة في أوضتك الحمل تعبها النهاردة وأخدت إجازة مفتوحة من الشغل
قالتها أثير وهي تحضر الأطباق للعشاء، فسألها بلهفة وهلع على صغيرته:-
- ليه وتعبها أزاي
أربتت جميلة على ظهره برفق مُبتسمة له تطمأن قلبه على محبوبته وقالت:-
- الدكتورة قالتها ممكن تولد في أي وقت عشان الطفلة خدت وضعها للخروج فأخدت أجازة وهتقعد معانا هنا وأياك تعارض أفرض تعبت وأنت في شغلك هتكون لوحدها خليها معانا هنا..
أشار إليها بنعم ثم خرج من المطبخ مُتجه لغرفته، دلف ورأها تقف أمام الدولاب مُرتدية فستان بسيط بيتي بكم وشعرها مسدول علي ظهرها، كانت تبحث عن حجاب مناسب مع فستانها بعد أن علمت بمجيء على اليوم على العشاء وشعرت بيده تطوق عنقها وكتفيها يجذبها له من الخلف، فأبتسمت له بسعادة وأستدارت وهي تمسك حجابها بقبضتها وضع قبلة علي جبينها بلطف، فقالت بخفوت:-
- متأخرتش النهاردة.
- عارف آن النهاردة معادك عند الدكتورة خلصت بدري وروحتلك المستشفى حسن قالي مشيت، تليفونك مقفول طول اليوم ليه
قالها وهو ينظر لعيناها بأيام وشوق لها يبث منهما، وضعت يديها على صدره بحنان تداعب أزرار قميصه بأناملها بطفولية بعد أن أخطأت بترك هاتفها مغلق مما جعله يقلق، ثم هتفت بطفولية شديدة وبراءة:-
- أصل هو فصل مني في الشغل وأنا جيت تعبانة خالص ونسيت أشحنه..
كبت ضحكاته على مظهرها الطفولي ولكنه لا يستطيع كبتهم أكثر فأنفجر ضاحكاً عليها ثم وضعت قبلة سريعة على زواية فمه فتوقف عن الضحك بأستسلام لأغواءها الطفولي فمسك رأسها بين كفيه بحنان وبعد خصلات شعرها عن وجنتها ثم أقترب فأغمضت عيناها بأستسلام له وهي تغلق قبضتها على قميصه وتتشبث به بحب، أقترب منها حتي أختلاط أنفاسهم وتلامست أنفهما معاً وأغمض عيناه هو الآخر وقبل آن يضع قبلته ويتذوق طعم شفتيها الكرزية فتح الباب ودلف عمر و عمرو ...
دلف عمر و عمرو بسعادة بعد أن علموا بوصول والدهم وهم يقولوا في أن واحد:-
- بابي جه... بابي بابي
زفر بضجر عليهم آما هي أنفجرت ضاحكة عليه، أستدار لهم بغيظ وقال:-
- نعم
- بابي عمل تلب ليكة ( عمر ضرب ماليكة )..
قالها عمرو وهو ينظر ل إلياس ببراءة فنظر لطفله الآخر مما جعله يخاف منه وتشبث بملابس أمه ثم قال بخفوت وخوف:-
- بابي هي اللي كثلت حثاني ( كسرت حصاني ) ومث عاوزه تتيني بلولة (ومش عاوزة تديني بالونة)..
وضعت دموع يدها علي رأسه بحنان وهي تنظر ل إلياس الذي لا يعلم كيف يعاقب طفل بعمر الثلاث سنوات أيضربه آما يغضب عليه ويصرخ، نظر لها بعجز فدائماً تخبره بأن يجعل أطفاله يتعلقوا به ويحبوه بدلا من أخافتهم ثم أبتسمت له بخفة فأزدرد لعوبه بهدوء فهو لا يعلم سوي الغضب والشراسة وقال بخفوت:-
- ينفع يعني تضربها مش مامي قالت متضربش حد ها، وبعدين كسرت لعبتك تعال قول لماما وهي هتجبلك واحدة جديدة ينفع كده ها..
أختبي عمر خلف ظهرها وهو يظهر رأسه فقط ويلف ذراعيه الأثنين حول قدميها ثم هز رأسه بلا، فهتف إلياس بحنان قائلاً:-
- متعملش كدة تاني
- حاتل ( حاضر )
قالها عمر بخوف قليلاً، أستدار إلياس لطفله الآخر وقرص أذنه بلطف وهو يقول:-
- أنا مش قولت متفتنش علي أخوك قولت ولا لا..
- الله يا إلياث مث( إلياس مش) بقولك مثايب(مصايب ) أبنك، أوعي ثيبني(سيبني) انت بتوكع (بتوجع )
قالها عمرو بتذمر طفولي وهو يتألم من يد والده ثم أفلت نفسه بصعوبة وركض للخارج فركض عمر خلفه، نظر لها بدهشة من حديث طفله ثم وقف وهو يقول:-
- أنتي جبتي الواد ده منين..
ضحكت بسعادة وهي تضع يديها علي صدره بدلال وقالت بعفوية:-
- ده أبنك ياقلبي
- أشك إن ده أبني انا ولادي مؤدبين مش عفاريت ولسانهم أطول منهم
قالها وهو يداعب خصلات شعرها بيده بدلال وضحكاتها تثيره بجنون وتتراقص علي أوتار قلبه وفور أنهاء جملته جذبها نحوه وهو يداعب أنفها بأنفه وأخيراً وصل لعشقه تلك الكرزتين عاشقاً لتلذذهما وتذوقهما حين أحتضن شفتيها بدفء ورقة شديدة يتلذذهم بدقة فتشبثت بملابسه بسعادة وهي تبادله حبه وعشقه ونبضات قلبها تتراقص مُطوقة نبضات قلبه معها...
دلف حسن لغرفتها وهو يصرخ بها قائلاً:-
- بقولك إيه آنا مش هستني أكتر من كدة، إحنا نتجوز ونحط خالك قدام الأمر الواقع
ضحكت عليه وهي تخلع البلطو الأبيض ثم أقتربت منه بدلال ووضعت يدها علي صدره تلعب بأزرار قميصه وقالت بحزن مصطنع وعفوية:-
- مالك ياابو علي، يرضيكي يعني أتجوز من وراء أهلي..
وضع يده علي يدها بحنان ثم قال بضعف وهو يتشبث بيدها ناظراً لعيناها بشغف:-
- مش قادر استني أكتر من كدة بتوحشيني حتي وأنتي معايا يابت نفسي أحضنك
ضربته علي صدره بيده بقوة وشراسة مُتمتمة بتحذير له:-
- أنت سافل وشكل وحشتك السكينة..
أصطنع الألم من ضربتها الرقيقة التي لا تؤلم طفل صغير واضعاً يده علي صدره ثم قال بتذمر وأنفعال شديد:-
- هو أنا بقولك عرفي آنا هتجوزك رسمي نكتب الكتاب والله ما هعمل فرح قبل ما يعرفوا
- برضو لا
قالتها عاقدة ذراعيها أمام صدرها برفض تام لفكرته، فأكمل حديثه بغضب وقد تحولت ملامحه لحزن شديد قائلاً:-
- يعني هو بمزاجي مانا دخلت البيت من بابه، ذنبي إيه آنا آن ابن خالك عايز يتجوزك أجبله آنا منين مطر فلوس هو بيعقدها عشان اقوله مش هتجوزها ويجوزك أبنه بس ده بعينه هو وأبنه أنتي بتاعتي ولو حد قربك والله اقتله بأيدي..
وضعت ذراعيها في خصرها بدلال وتعابير وجه طفولي ثم هتفت ببراءة تستفزه أكثر وتثير غضبه:-
- وفيها إيه ياحبيبي لما تخلي السماء تمطر فلوس الله خسارة فيا يعني
قالت حديثها قاصدة أغاظته لكنها بذات الوقت أثارت رغبته بها هي أكثر من غيظه، تعابير وجهها الطفولية التي ترسمهم بدلالها الزائد عليه تجعله يرغب بتقبيل كل انش بوجهها وعيناها الباسمة وهي تراقص رموشها أعلي وأسفل تجعله يرغب بتقبيلهم دون أنتظار للثانية أخري...
رمقها بنظرة شغف مهوس بها ثم تمتم بخفوت شديد قائلاً:-
- لا مش خسارة فيكي ياحبيبتي بس أعملها ازاي دي ده لو قالي خلي السماء تمطر مطر طبيعي مش هعرف هو انا اللي بمطرها ده ربنا
- أتصرف بقي ياأبو علي خلينا نتجوز الله هنفضل كدة العمر كله آنا عايزة اتجوز بسرعة
قالتها بغضب وأنفعال، فصمت قليلاً يفكر لوهلة ثم هتف بجدية:-
- والله وأنا عايز اتجوز حاضر هفكر فيها دي، يلا خليني اروحك
أخذها وخرج من المستشفي وهو شارد يفكر...
في تمام الساعة الثالثة صباحاً، صعدت للفراش بطفولية مُرتدية منامتها القصير تصل لركبتها بحمالات رفيعة وشعرها الذهبي منسدل علي ظهرها بحرية، كان نائماً علي بطنه مُحتضن وسادته بذراعيه فأربتت علي ظهره برفق مُتمتمة بخفوت:-
- إلياس، إلياس أقوم
- امممم
تمتم وهو نائم دون النظر لها أو فتح عيناه، فهتفت بصوت أعلي قليلاً قائلة:-
- إلياس قوم بقي.
فتح عين واحدة يتفحصها بها وهي تجلس علي ركبتيها وشعرها منسدل علي الحانبين وتبدو أميرة فاتنة وفائقة الجمال ببساطتها فسألها وهو يعود لنومه مجدداً:-
- في إيه يادموع صاحية ليه دلوقتي تعالي نامي ياحبيبتي
عضت شفتيها بطريقة طفولية وخجل ثم أردفت بهمس وهي تفرك أصابعها ببعضها بتوتر:-
- أنا عايزة مانجو
فتح عيناه علي مصراعيها بذهول أهي لم تقتلع عن تلك العادة ولما دائماً تقظه فجراً تريد أشياء كهذه، فهتف بتذمر وهو يجذبها من ذراعها لتنام بحضنه قائلاً:-
- نامي ياحبيبتي بكرة اجبلك جنينة مانجو بحالها.
تذمرت عليه وهي تضع يدها علي بطنها بغضب وهي تصرخ بغضب:-
- آنا عايزة مانجو دلوقتي قوم هتلاقي مانجو اعااااااااااا
مثلت عليه البكاء وهي تضرب أطراف قدمها بخفوت شديد في السرير خوفاً من ألم بطنها وظلت تصرخ به، وضع يده علي فمها بهلع يمنع صراخها وقد يسمعه والديه في الخارج والجيران رافعاً جسده للأعلى فوقها يفزع من صراخها وطفولتها التي تتمسك بطلبها ولا تعلم الأنتظار وتدري شئ واحد هو أن طلبها ينفذ في الحال، أردف مُتمتماً بعجز فمن الممكن أن تظل تصرخ طالبة بما تريد قائلاً:-
- حاضر حاضر هأنزل ربنا على المفتري.
- انا مفترية عشان بأكل بنتي، طب إيه رأيك بقى هتنزل كل يوم في نفس الوقت يا ظالم يا مفتري ياعديم القلب والمشاعر
قالتها بحزن وتذمر عليه بغضب وأنفعال، أتسعت عيناه بذهول من حديثها وقال بضجر منها:-
- انا كل ده مين فينا اللي عديم المشاعر ها جوزك نايم تعبان وتصحي عشان تاكلي مانجو ها ياللي مفيش في قلبك رحمة.
قالها وهو يبتعد عنها بعجز عن رفضه مجبوراً على تنفيذ طلبها والنزول الأن، فضحكت بسعادة وهل تجلس علي السرير قائلة:-
- أوعي توريها لحد عشان ميأكلوهاش منك، وأمشي براحة عشان بابا هيصحي يصلي، أوعي ترن الجرس يابيبي خد المفتاح معاك
فضحك عليها وكأنها ترسله في مهمة قومية وخرج بملابس بيته وهو يأخذ تيشرته يرتديه فوق فنالته ذات الحمالات العريضة ثم بعثر شعره الفوضوي بيده خارجاً من الغرفة...
ساعة مرت عليها وهي جالسة فوق سريرها تغمرها سعادة وهي تشعر بطعم المانجو في حلقها وهكذا رائحتها لم تستطيع الإنتظار اكثر هي وطفلتها أسرعت للنافذة تنتطره بها رأته قادم هناك ضربت بقدمها علي الأرض بسعادة وقد تحققت رغبتها واضعة يدها علي بطنها المنتفخة قليلاً رغم حملها في نهاية لحظته لكن يبدو أن طفلتها ضئيلة كأمها..،
رأته يدخل من بوابة العمارة فركضت للخارج بسرعة رأت ضوء غرفة حبيب مشعل علمت أنه مستيقظ لصلاة الفجر وقيام الليل توقفت في الطرقة أمام باب غرفتها كطفلة صغيرة ببهجة وبسمة مُشرقة، فتح باب الشقة ودلف ثم أغلقه أشارت إليه بيدها بدون حديث تحذيره من أصدار اي ضجة وأن يخطو علي أطراف أصابعه ففعل كما قالت، أنفجرت ضاحكة عليه وهو يبدو كلص يقتحم المنزل خائفاً من أن يسمعه أصحاب المنزل، نظر نحوها وهو يراها تقف هناك بمنامتها واضعة يديها علي فمها تكتم صوت ضحكاتها ثانية جسدها للأمام قليلًا وتهتز كلياً من شدة ضحكاتها وشعرها يتمايل معاها مداعباً خصرها بأثارة..،
اقترب منها بخفوت شديد وهو يتأمل جمالها الطفولي وضحكاتها المغمورة بسعادتها وبهجتهها مُمددة ذراعيها للأمام لتأخذ منه المانجو، وصل أمامها وصدمت حين أحتوي شفتيها بشغف بين شفتيه ويده بجوار عنقها يجذب رأسها نحوه مُتلذذاً تلك الكرزيتين، ضربته بقبضتها علي صدره وصدمت حين أقترب أكثر راغباً بأدخلها للغرفة فعادت للخلف وهو يقترب حتي دلفت من باب الغرفة مُستسلم لحبيبها وقبلاته الناعمة تلف ذراعيها حول عنقه ومدت ذراعها الايسر للأمام أكثر تغلق باب الغرفة به ثم تعود به لعنقه تحتويه، وضع الأكياس من يده علي المكتب المجاور للباب وذهب بها نحو السرير مُعتصر خصرها بيذراعيه حاملها للأعلي لتبقي بمستواه...
أستيقظت أثير صباحاً حين شعرت بشئ خافت علي شفتيها ففتحت عيناها ووجدته مُمدد بجوارها يطبع قبلات سريعة علي شفتيها فأبتسمت له وأستدارت نحوه تغرق جسدها بين بحار ذراعيه ورأسها علي صدره فهتف مُتمتماً:-
- أنا هقوم أروح الشغل، متروحيش للدكتورة لوحدك لو ماما مراحتش معاكي أتصلي بيه أجي معاكي
- حاضر ياروحي.
قالتها وهي تتشبث به بذراعيها، فقال مُحذراً لها بخوف عليها:-
- أثير بلاش شقاوة مع الولاد وزعيق عشان العصبية غلط عليكي
- ماهم اللي بتشاقوا وبيعملوا عقلهم بعقل عمر وعمرو الصغيرين، بيتخانقوا علي كل حاجة ياعلي مش عايزني ازعق واتخنق معاهم بينرفزوني
قالتها وهي تخرج رأسها من صدره وترفعها للأعلى ناظرة له، فوضع قبلة علي جبينها بلطف ثم قال بحنان:-
- أنا هكلم ولادك ميعملوش حاجة ويسمعوا الكلام
أبتسمت له بسعادة وعادت لحضنه تغمض عيناها بحنان...
- تاتا (تيتا ) الحقي مامي بتثوت (بتصوت ) وعاملة تعيت جامت ( تعيط جامد )
قالها عمرو وهو يركض في الشقة يبحث عن جميلة باكياً بهلع لأول مرة في حياته يري آمه هكذا، خرجت جميلة من الغرفة وهكذا حبيب من البلكونة ودلفوا معه إلى غرفتها ووجدوها علي الأرض بجوار سريرها تضع يديها علي بطنها وتصرخ وملابسها مبللة يبدو أن كيس الماء انفض وحان وقت خروج طفولتها وبجوارها عمر لم تختلف حالته عن حالة اخاه يبكي ووجه شاحب ماسكاً بيدها وهي تصرخ وتتألم...
دلف إلى المستشفي كالمجنون بعد أن أتصلوا وأخبره بدخولها لغرفة العمليات من أجل أحضر طفلته إلى حياتهم وهذا العالم، ركض كالثور الهائج في حالة يرثى بها ويمتلكوا مجموعة مشاعر مختلطة خوف , قلق , سعادة , نهاية أنتظار, شوق لرؤية طفلته وأميرته الصغيرة تنير حياته ولهفة علي حبيبته الصغيرة، وصل لغرفة العمليات وهو يتنفس بصعوبة من شدة الركض وعليه جبينه حبيبات العرق ووجد أسرته وأطفاله الصغار يجلسوا بجوار أثير خافون بعد رؤية أمهما أبكي وتصرخ في لحظة شعورها بخرج طفلتها وطلق الولادة، وجههم شاحب اللون ومنكمشين في ذاتهم يمسكون ببعضهم وبمجرد رؤيته ركضوا له معاً وتشبثوا به، سأل بتلعثم مع ألتقاط أنفاسه:-
- دموع فين ؟؟ ولادت ولا لسه
- بابي مامي بتعيت ومليتة ( بتعيط ومريضة).
قالها عمر بخوف وهو يمسك فقدمه بخوف ويرتجف ثم قال عمرو بخوف شديد هو الآخر:-
- بابي بنتك الثوثة تلبت مامي واللجل ختها مننا بتعيت ( بابي بنتك السوسة ضربت مامي والرجل خدها مننا بتعيط)
جثو علي ركبته بحنان وهو في حالة هلع مثلهم تماماً كأنه طفلها الثالث وقال بحنان وهو يمسح علي رأسهم:-
- متخافوش مامي بتعيط عشان عايزة تشوف بنتها وهي هتجيب أختكم عشان تلعب معاك باللعب بتاعتكم وتأكلوها شيكولاته هي مش مريضة هي كويسة
- يعني مامي هتخلج ( هتخرج) وتلعب معانا وتجيب ثيكولاتة ( شيكولاتة ).
سأله عمر ببراءة وهو يمسح دموعه بأنامله الصغيرة، أشار إليه بنعم، دقائق معدودة ثم خرجت الممرضة تبشرهم بأنهاء ولادتها وزرقهم بطفلة في قمة جمال أمها وأخذوها مع زوجته الي غرفتها، ركض لغرفتها بسعادة مُشتاق لرؤيتها هي أكثر من طفلته ولكنه بنفس الوقت مُشتاق لرؤية أميرته الصغيرة، دلف الي غرفتها ووجد سلمي معاها بالغرفة تضع المحلول لها في الكانولا وصوت طفلته يعُم بالغرفة بأكملها تبكي يبدو أنها جائعة منذ لحظتها الأول وهي بسرير صغير بجوار سرير أمها، أسرع نحوها بسعادة فخرجت سلمي وهي تردف باسمة:-
- رضعيها لأن واضح أنها جعانة.
أنهت جملتها وهي تغلق باب الغرفة، أنحني بجسده نحوها يقبل جبينها وعليها الكثير من حبيبات العرق يبدو عليها التعب ووجهها شاحب وأنفاسها عالية، أردفت بخفوت شديد وتلعثم:-
- إلياس، توتا هاتها.. عايزة أشوفها
- حاضر ياقلب إلياس أرتاحي أنتي بس..
قالها بحنان وهو يمسح علي رأسها برفق، ألتف لسرير طفلته وعيناه عليها بحب تبكي وتشبه أمها كثير وشعرها الذهبي وملامحها الصغيرة، حملها بين ذراعيه ونبض قلبه مع لمسها كأنه لأول مرة يحمل طفل بين ذراعيه وضع قبلة علي يدها الصغيرة ورسمت بسمة مُشرقة علي شفتيه، أخذها إلي دموع رفعت يدها بتعب تلمسها بعد أشتاق لها منذ أن شعرت بها روح في رحمها، ضحكت رغم تعبها بسعادة وقالت:-
- توتا جت ياإلياس..
- ربنا يخليهالنا ياحبيبتي ويخليكي ليا
قالها وهو يداعب خصلات شعرها بحنان، قربها بيده الأخرى نحو أمها فوضعت قبلة علي جبينها برفق وهي تتشبث بذراعه بتعب وحب...
دلف للغرفة الجميع وركضوا الأطفال بسعادة طفولية نحوها وهم ينادوها:-
- مامي مامي..
وركضوا نحوها وكأن روحهم عادت برؤيتها، وضع الطفلة بجوارها لكي يحمل أطفاله ويجعلهم يجلسوا على السرير بجوار قدمها ويتأملوا الطفلة وهي تبكي بجوار أمها...
- حمد الله على سلامتك يا دموع تتربي في عزكم
قالها حبيب وهو يجلس بجوارها على المقعد، فسألت أثير بسعادة مازحة معاهم قائلة:-
- هتسموها إيه، أثير حلوة مش هعترض والله.
رمقها عمرو بنظرة أستياء وغضب شديد عاقداً حاجيبه تماماً كوالده حين يغضب وقال بتهديد وأستنكار هائج:-
- أنتي بتثميها( بتسميها ) ليه هي أختك أنتي ده أختي آنا وعمل ( عمر ) أحنا آللي نثميها( نسميها ) أنتي مالك يا أثيل الثوثة (أثير السوسة ) أنتي ,, أثمها تلنيم ( أسمها ترنيم ) توتا
- سوسة ياحيوان بأبو لسان طويل.
قالتها أثير بغضب وهي تضرب رأسه بخفة، فصرخ بها وهو يقف علي السرير ماسكاً بيد إلياس حتي لا يسقط من صغر السرير قائلاً:-
- بابي حوث الثاحلة الثليلة دي عننا ( بابي حوش الساحرة الشريرة دي عننا )
فضحك الجميع عليه، نظر عمر علي أخته الصغيرة وقال ببراءة ضاحكاً عليها:-
- مامي دي بتاكل ثبواعها ( صوابعها )، عملو بث دي ثغننته اووي ( عمرو بص دي صغنتوتة اوي).
رمق عمرو أثير بغضب وهو يعض لسانه بأسنانها ثم أشار إليها بسبابته بتحذير وقال بحذر طفولي:-
- أياك تبثي عليها ولا تثرقها مننا ( أياكي تبصي عليها ولا تسرقيها مننا)
فضحك إلياس و دموع عليه ثم ذهب نحو ترنيم يشاهدها وهي تبكي فنام على بطنه فوق قدم دموع رافعاً قدميه للأعلي بجوار أخته يلعبها بسعادة مع أخاه مبتسماً عليها وهي توقفت عن البكاء وضحكت لهم بخفة وهم يداعبوه أصابعها الصغيرة بيدهما، نظر إلياس لها ثم عليهم بسعادة وتمنى دوم سعادته هو وعائلته الصغيرة فشعر بيدها الصغيرة تحتضن يده برفق...
تااابع ◄ راقصة الحانة