رواية أسمى معاني الغرام الفصل التاسع
مازن وهو يجز علي اسنانه ويقبض علي يده: هو انتو لسه شوفتو فضايح الفضايح كلها جايه.
وكان ينظر بنظرات كلها غضب وكانه يخطط لشئ ما او يدبر امرا
معتصم: طب يلا ندخل وبعد كده يحلها ربنا
دخلا الثلاثه الي الفيلا دخل مازن الي غرفته وهو غاضب وصعدا معتز ومعتصم الي غرفة فادي نظر معتز الي معتصم قائلا بقلق شديد: انا مش مستريح لطريقة كلام مازن وخايف يعمل حاجه مجنونه ويودي نفسه في داهيه.
معتصم بقلق: وانا كمان مش مطمن لطريقة كلامه وحاسس انه ناوي علي نيه سوده ربنا يستر وما يعملش لنا مشكله كبيره
معتز: ربنا يستر ويعديها علي خير
معتصم بحزن والم: بصراحه انا عذره اللي هيسمعه من تريقه كتير قوي وخصوصا انها ناويه تعمل فرح(تنهد )مكنتش متخيل اننا مش فارقين معها للدرجه دي يعني كانت حتي تعمل حساب لصورتنا قدام الناس.
معتز بالم: معلش هي بس السكينه سرقها شويه و...
قاطعه معتصم بحزن: انت مصدق الكلام اللي بتقوله ده
وكان ينظر الي عينه فتهرب معتز منه ونظر بعيدا وتنهد قائلا: اهو بحاول اقنع نفسي هي في الاخر
(وتردد للحظات واكمل) امي
معتصم وهو يجز علي اسنانه بغضب: للاسف فعلا هي(تنهد )امي.
وظلا الاثنان صامتين لبعض الوقت ثم قام كلا منهم يكمل مذاكرته دون اي كلام.
اما مازن بعد ان دخل غرفته ظل يلف بها من شدة الغضب ويلقي باي شئ ياتي امامه ويطرحه ارضا وهو يصرخ قائلا: اه اه اه اه يعني انت يا امي اللي تعملي فيا كده تكسريني ارفع راسي ازي قدام الناس.
وقع علي الارض وانفجر في البكاء وهو يخبط بيده علي الارض قائلا: ليه يا امي كده ليه بدل ما تقفي معايا تكسريني ليه...
وظل مكانه يبكي لبعض الوقت ثم قام ومسح دموعه وكان عينه يخرج منها شرار قائلا: بس لاء انا مش هسكت لازم اتصرف اعمل حاجه ولازم افكر كويس عشان معملش حاجه تضيعني
ودخل الحمام لياخذ حمام ليهدأ ويستطيع التفكير.
دخلت ناديه الي غرفتها وهي غاضبه تخبط بقبضة يدها علي راحة يدها الاخري بغضب وهي
تقول لنفسها: لازم اشوف حل للموضوع ده مش مسيبه يبوظ كل حاجه انا مصدقت اني خلاص هتجوز واعيش اعمل ايه دلوقتي
ووضعت يدها علي ذقنها وقالت: اه فكره اكلم سعيد اكيد هلاقي عنده حل.
اخرجت الهاتف من حقيبتها وطلبت الرقم ولحظات ورد سعيد قائلا: اهلا بعروستنا الحلوه.
ناديه بضيق: عروسة ايه بقي شكل مازن هيخرب الدنيا عمال يتخانف وخايفه يبوظ الفرح.
سعيد: سبيه عليا انا هكلمه واعقله وافرحي انت وانبسطي ملكيش دعوه بيه.
ناديه بتفكير: هتعمل ايه يعني فهمني؟
سعيد: متقلقيش نفسك انت بس وسبيها عليا هو انت مش عارفني يعني.
ناديه بتفكير: لاء عرفاك كويس قوي والا مكنتش كلمتك اصلا.
سعيد: ايوه كده سيبي الحاجات دي عليا انا واستعدي انت عشان تبقي احلي عروسه.
ناديه بضحكه: اكيد طبعا احلي عروسه وهي دي فيها كلام طول عمرك جدع معيا يا سعيد
سعيد بضحك: وهديه مني ليكي اسبوع عسل في شرم الشيخ حاجه اشبشيال عشان عروستنا الحلوه.
ناديه بسعاده: لاء كده كتير قوي عليا يعني تكلفة الفرح وكمان اسبوع عسل مش عارفه اودي جمايلك دي كلها فين.
سعيد بمزاح: كله بحسابه وبعدين هو احنا معرفة امبارح دي عشرة عمر وده اقل من حقك كمان.
ناديه بتعجب: حقي! حق ايه؟
سعيد بمكر: ما تخديش في بالك ده هزار عادي يعني وعشان ماتزعليش هخليه شهر في شرم عشان تنبسطي وتفرحي ومتقلقيش خالص من ناحية مازن سبيه عليا انا عارف هسكته ازي اطمني انت بس.
ناديه بتفكير: تمام كده طمنتني سلام بقي دلوقتي.
وانهت المكالمه معه وهي تقول في عقلها: يا تري ايه اللي في دماغك يا سعيد وايه الكرم ده لازم وراه حاجه عموما مش مهم المهم انه هيبعد مازن ويحللي المشكله دي
وبدأت ترتب بعض الاغراض الخاصه بها
انتهت وعد من روية كل الحالات التي اتت اليها في المسجد وعادت الي الفيلا نظرت في الحديقه فلم تجد احد فدخلت نظرت في البهو فلم تجد احد فذهبت الي غرفة فادي لتخبره بعودتها فدقت الباب وانتظرت فردت عليها مديحه من الداخل قائله: ادخل يااللي علي الباب
فتحت وعد الباب ودخلت قائلة: اسفه علي التاخير هطلع حالا اجيب العلبه واجي اعمل الجلسه.
فادي: مفيش تاخير ولا حاجه انفضلي.
فهزت راسها بالمرافقه وخرجت من الغرفه وصعدت الي غرفتها احضرت العبله بالادويه لعمل الجلسه وعادت ودقت الباب ودخلت فالباب مفتوح
وعد: ممكن ترجع راسك لوره عشان ابدأ الجلسه.
فاعاد فادي راسه للخف ووضعها علي المسند وقفت وعد خلف الكرسي وبدأت في الجلسه رن هاتف مديحه
مديحه: هخرج ارد علي التليفون وارجع تاني.
وخرجت وهي ترد علي الهاتف كان فادي مبتسما وكانت وعد متعجبه من ابتسامته لكنها لم تساله.
فادي بابتسامه: اول مره اخد بالي انك بتكوني قريبه مني كده وانت بتعملي الجلسه.
وعد بتوتر: ايه.. اه لو متضايق...
قاطعها قائلا: بالعكس انا مبسوط وفرحان اني قريب منك كده.
وعد بتوتر اكثر وهي تبتلع ريقها: ده... ده كويس عشان العلاج.
فادي بابتسامه: طب لما هو كويس عشان العلاج انت متوتره ليه كده؟
وعد وهي تحاول ان تداري توترها: انا مش متوتره ولا حاجه انا كويسه جدا.
فادي بابتسامه: امال ليه حاسس بالتوتر في حرارة نفسك اللي بيجي علي وشي.
وعد بخجل شديد وتوتر اكبر وهي ترتفع للاعلي بقدر الامكان لبتعد عنه: انا اسفه جدا مقصدتش انا بس بقرب عشان ابقي شايفه كويس.
فادي بضحه بسيطه: انا مقصدتش اني اتضايقت بالعكس بس اول مره احس بحد قريب مني قوي كده واكون مبسوط من قربه
وعد بخجل شديد وكلام متقطع: ما.. ما... انا... انا ما قصدتش انا بشوف شغلي بس
وكانت تخرج الكلام بصعوبه من شدة الخجل والتوتر.
شعر فادي بخجلها وتوترها الشديد فابتسم قائلا: ممكن تقعدي تستريحي شويه حاسس انك تعبتي الجلسه المره دي طولت قوي.
وعد بخجل وتوتر: انا ماتعبتش بس هسيبك ترتاح شويه ممكن تعدل راسك.
فادي بابتسامه: ممكن اسالك سؤال وتجوبيني بصراحه.
وعد بتوتر وتعجب: اكيد طبعا اتفضل.
فادي بتردد: هو انا شكلي بقي ايه حاسس اني مش فاكر شكلي خالص.
شعرت وعد بالالم علي حاله فهل ممكن لشخص ان ينسي شكله فقالت بتاثر: تقصد ايه بانك مش فاكر شكلك يعني؟
تنهد فادي بالم قائلا: يعني شكلي لسه زي ما هو ولا عجز حاسس اني بقالي سنين في الضلمه دي واني بقيت عجوز قوي.
تالمت وعد لكلماته وقالت: الياس والحزن اكتر شئ يعجز البني ادم يمكن اكتر من العمر والسنين وانت مستسلم للياس وده غلط لازم تقاوم وماتنهزمش بسهوله..
فادي بحزن والم: انا عمري ما كنت ضعيف ولا بستسلم بسهوله بس الضلمه دي صعبه قوي واليوم فيها بيعدي كانه ايام ليل ملوش اخر مهما انام علي امل اني لما اصحي اشوف النور مفيش فايده مفيش نور ابدا.
تالمت وعد جدا لكلماته الحزينه المؤلمه وقالت بابتسامه حزينه: الصعب الحقيقي انك قافل علي نفسك في الضلمه دي افتح بيبان الامل واسمح للنور يدخل قلبك قبل عنيك انت اللي تعبك الضلمه اللي جوي قلبك مش اللي في عنيك سيب قلبك يختار لك طريقك القلب ديما بيكون صادق
فادي بابتسامه حزينه: خايف اسيب نفسي وامشي وري قلبي وانصدم (وتنهد) بس عموما هحاول لكن انت مارتديش علي سؤالي شكلي بقي ازي.
وعد بتوتر: انا مش بعرف اوصف كويس طب ما تسال طنط اكيد هتعرف توصفك احسن مني.
فادي بابتسامه: ماما بتحبني ومش هتعرف توصني لانها شايفه الصوره اللي بتحبها في ابنها وبعدين انت دكتوره يعني اكيد بتعرفي توصفي وعموما هسهلها عليكي بصيلي واوصفي اللي شيفاه مش عايز اكتر من كده
توترت وعد جدا فهذه اول مره يطلب منها احد هذا الطلب وكيف لها ان تنظر لوجه شاب غريب عنها وتتامله ولكنها لم تجد مفر فنظرت اليه وبدأت تصف ماتري قائلة: عنيك وسعه ولونا بني جميل منخيرك مش كبيره ولا صغيره حجمها حلو وشك مدور ولك ذقن خفيفه ولون شعرك اسود.
ولم تسطتع ان تكمل ونظرت الي الارض من الخجل فشعر فادي بخجلها وابتسم قائلا: ايه ده معقول انا شكلي حلو كده ولا انت اللي شيفاني كده.
زاد توتر وعد وخجلها فهي لم تكن تريد ان تنظر اليه من البدايه وتصفه فتلجلجت قائاه: انا وصفت اللي شايفاه مجبتش حاجه من عندي وبعدين رجع راسك لورا عشان اكمل الجلسه.
ابتسم فادي بسعاده لشعوره بخجلها الشديد واعاد راسه الي الخلف واسندها علي ظهر الكرسب قامت وعد اخذت نفس عميق واخرجته وهي تفتح قبضة يدها وتغلقها لتخفف من شعورها بالتوتر واقتربت منه وبدأت تكمل الجلسه.
فادي بمزاح: انما مقولتليش شعري وهو متسرح احلي ولا وهو منكوش.
تفاجأة وعد بالسؤال وتلجلجت في الاجابه فهي تفهم انه يمزح فقالت بتوتر شديد: مختش بالي هو ناعم وفي الحالتين بيبقي كويس.
فادي بابتسامه: متشكر ليكي جدا لانك وصفتيني بطريقه جميله خليتيني اقدر اتخيل شكلي واقدر اشوف نفسي تاني بشكل حلو.
وعد بتوتر شديد وخجل: مفيش داعي للشكر وده شئ كويس وهيفيد في العلاج.
شعر فادي بخجلها وترترها وكان سعيد به
فادي بابتسامه: ايه ده بجد طب الحمد لله.
وعد بخجل وتوتر: انت وترتني جدا وانا كده مش عارف اركز ممكن تهدي كده شويه عشان اعرف اديلك الحقنه
فادي بابتسامه: حاضر انت تامري انا هسكت خالص ومش هتكلم.
اغمضت وعد عينيها وفتحتهم واخذت نفس واخرجته لتهداء وامسكت الحقنه واكملت الجلسه
ظل فادي صامت وهو مبتسم وسعيد بخجل وعد انتهت وعد من الجلسه فابتعدت قليلا قائلة بتوتر: خلاص الجلسه خلصت تقدر ترتاح وبكره هيكون في جلسه طويله زي دي بس عايزه اسالك عن حاجه وتركز في الاجابه كويس ممكن.
فادي: اكيد طبعا اسالي.
وعد: انت سعات بتشوف زي شعاع نور بيظهر ويختفي او زي ما يكون ضوء من علي بعيد.
فادي بتعجب: ايوه فعلا سعات بس عرفتي منين؟
وعد: كده يبقي العلاج بيجيب نتيجه والامل في الشفا اكبر من الاول.
فادي: ده الحجات دي بشوفها من فتره بس مكنتش بقول لاني مش بحب اكدب علي نفسي بامل كداب.
وعد: لاء طبعا انت غلطان يا استاذ فادي ديه بوادر ان العلاج بيجيب نتيجه وعموما متشكره انك عرفتني.
فادي: ممكن اسالك انا بقي سؤال؟
وعد: اتفضل.
فادي: انت روحتي بيت مراضي غيري قبل كده؟
وعد: ايوه كان في بنت رافضه العلاج تماما وروحت لها وفضلت معها فتره.
فادي: يعني مروحتيش لحد تاني؟
وعد: لاء انا جيت لان دكتور مصطفي بيحبك وهو طلب ده مني كطلب شخصي ولولا كده مكنتش جيت.
فادي بابتسامه: متشكر.
وعد: العفو عن اذنك.
فادي: ماتتاخريش عليا الصبح هستنا الجلسه.
وعد بتلعثم وتوتر: طيب حاضر.
وذهبت مسرعه صعدت الي غرفتها وهي في شدة الخجل راتها مديحه وهي تصعد لغرفتها فتعجبت من توترها وجريها بسرعه وكانها تهرب من شئ فذهبت الي فادي وسالته
مديحه: مالها دكتوره وعد يا فادي هي بتجري كده ليه؟
فادي بابتسامه: ملها وعد يا ماما انسانه جميله (تنهد) ورقيقه وبتتكسف قوي
مديحه بسعاده: انسانه جميله وبتتكسف قوي قولتلي بقا ربنا يسعد قلبك يا حبيبي يارب وافرح بيك.
فادي بسعاده: ويباركلي فيكي يا ماما يا ست الكل يا احلي ام في الدنيا كلها.
مديحه بسعاده: ياه يا حبيبي متعرفش انا سعيده قدزايه من امتي ما شوفتش الفرحه علي وشك وعد فعلا دكتوره شاطره.
فادي بابتسامه: ده حقيقي هي فعلا دكتوره شاطره جدا كمان.
مديحه بسعاده: طب يا حبيبي تحب تتعشي؟
فادي: لاء انا هريح شويه لان الجلسه كانت طويله وراسي وجعتني.
مديحه: طب يا حبيبي اسيبك ترتاح.
وتركته وذهبت قام هو من علي الكرسي واستلقي علي السرير وهو يتذكر كل ما دار بينه وبين وعد ويبتسم وظل هكذا لبعض الوقت حتي ذهب في نوم عميق اما وعد بعد ان صعدت الي غرفتها ظلت تقف خلف الباب لبعض الوقت وتتذكر كلماته وتبتسم بخجل وتذكرت ملامح وجهه وهي تنظر له وابتسمت بخجل شديد وشعرت ان قلبها يدق بسرعه فوضعت يدها علي صدرها وبدأت تاخذ نفس وتخرجه كي تهدأ نفسها ثم دخلت الحمام لتتوضأ فهي تعرف ان الصلاه ستهدأها وظلت بغرفتها حتي الصباح استيقظت صلت الفجر ونزلت تمشت قليلا وعادت الي الفيلا وصعدت الي غرفتها حتي ارسلت اليها مديحه لتناول الافطار فغيرت ملابسها ونزلت الي الاسفل وجدت فادي يجلس هو ومديحه علي الطاوله ينتظرنها لتناول الافطار معا اقتربت من الطاوله
وهي تشعر بتوتر وخجل
وعد بخجل: صباح الخير.
مديحه بابتسامه: صباح الورد عليكي حبيبتي.
فادي بابتسامه: صباح الخير.
جلست وعد في الكرسي المقابل لفادي وبدأو جميعا في تناول الطعام في صمت ارادت مديحه قطع هذا الصمت الذي اصابهم
مديحه: هو معاد الجلسه امتي؟
وعد: بعد الفطار ان شاء الله عشان استاذ يزيد هيجي يا خد راي استاذ فادي في بعض الحجات تبع شغل الشركه.
فادي: انت لسه مصره بلاش تضيعي وقته.
وعد: يظهر انك بخلان علينا بالاستشاره.
فادي بضحك: بخلان... عموما انت حره لو اقدر اساعده هساعده.
وعد: شكرا ليك.
فهز فادي راسه دون كلام لحظات وقامت وعد وقفت قائلة: انا خلصت اكل هروح اجهز الحاجه للجلسه علي ما تكملو اكل براحتكم عن اذنكم.
مديحه: اتفضلي يا بنتي.
ذهبت وعد الي غرفتها لتستعد للجلسه رغم توترها وقلقها وبعد ان انتهي فادي من الطعام دخل الي غرفته ينتظرها كي تبدأ الجلسه اما مديحه اخذت الهاتف واتصلت بمعتز فهي قلقه عليه هو معتصم منذ ان كلموها لحظات واجابها معتز الذي فرح جدا عندما راي رقمها قائلا: صباح الخير والورد علي ست الكل.
مديحه بابتسامه: صباح الفل والسعاده عليك يا حبيبي عامل ايه انت ومعتصم؟
معتز بابتسامه حزينه: الحمد لله احنا بخير ومعتصم قاعد جنبي يذاكر اهو.
مديحه بقلق: ربنا ينجحكو يا حبيبي يارب بس انا ليه حاسه بالحزن في صوتك؟
معتز وهو يداري المه: مفيش حاجه بس معتصم كان زعلان مع واحد صاحبه وانت عارفه معتصم بقي واڤورته.
لم تصدق مديحه ما قاله وتاكدت ان هناك شئ يخفيه عنها لكن ليس بيدها شئ فقالت: الحمد لله طب ادهولي اكلمه عشان اسلم عليه وهديه.
فاشار معتز لمعتصم لياتي ليكلمها لكن معتصم اشار بالرفض وعينه تمتلئ بالدموع فتردد معتز وقال بتوتر: معلش اصله دخل الحمام.
تاكدت مديحه من شكوكها وزاد قلها لكنها لم تبديه له قائله: طيب يا حبيبي اسيبك تكمل مذاكرتك مع السلامه.
انهت مديحه المكالمه وتنهدت بالم وحزن وقالت في عقلها: يا تري فيك ايه يا معتصم انا كده مش قلقانه اكيد في حاجه حصلت اعمل ايه واسال مين ده حتي المحامي بقاله فتره مسافر وكل مااسال عنه يرد عليا مدير مكتبه وكلت امري لله هو عنده الحل.
وذهبت الي غرفة فادي ودخلت جلست معه تنتظر وعد.
انهي معتز المكالمه واقترب من معتصم الذي عاد للبكاء مره اخري بدأ يربط علي ظهره بحزن والم قائلا: كفايا عياط بقي واهدي عشان تعرف تركز وتلحق تعوض شئ من اللي فات وكمان عشان ماما مديحه متحسش بحاجه كفايا عليها اللي هي فيه ومش هتتحمل مش عايزين نتعبها
معتصم ببكاء: كل ما افتكر اللي عملته معاهم هي وفادي مقدرش احوش دموعي احساس وحش قوي حاسس اني ندل وجبان.
معتز بحزن: انت انخدعت ومكنتش تعرف واول معرفت اديك رجعت فخليها علي الله وهو قادر يحلها من عنده ولازم تركز وتفوق عشان تلحق تعوض شئ من اللي فات يلا قوم اغسل وشك والبس عشان تروح جمعتك وانا كمان هنزل اروح الدورس اللي وريا.
معتصم وهو يمسح دموعه: عندك حق فعلا لازم افوق واركز واشوف دروسي ومتشكر ليك انت طلعت اخ جدع رغم انك اصغر مننا بس طلعت اعقل منا.
معتز بابتسامه: مفيش بين الاخوات شكر ويمكن لو مكنتش قابلت خالي وعرفت منه الحقيقه كنت صدقت زيكو.
معتصم بتفكير: معتقدش حبك الشديد لفادي وماما مضيحه مكنش هيخليك تصدق رغم اننا بنحبهم زيك واكتر.
معتز بحزن: انت عشتو مع امي فتره لكن انا كنت علي طول مع ماما مديحه كنت يادوب بدخل علي النوم ومكنتش بتتكلم معايا كانت ديما سايباني ومكبره دماغها مني.
معتصم: فعلا ده حقيقي هي كانت بتخاف تروح تقولهم عشان كنت صغير ومش فاهم لكن احنا كنا اكبر فكانت تقعد تكلمنا وتحكلنا قد ايه هي مقهوره ومظلومه وقد ايه هي بتضحي عشانا وكان ديكا مازن يعيط عشانها وتصعب عليه ويقعد يبوس فيها ويراضيها.
معتز بالم: حاول تنسي كل ده ويلا شوف مستقبلك وانا كمان هشوف مستقبلي.
فهز معتصم راسه بالموافقه وقام دخل الحمام غسل وجهه وخرج من الحمام نظر الي معتز.
معتصم: انا هنزل اغير هدومي في اوضتي وكمان هبص علي مازن اطمن عليه.
معتز: خلاص ماشي انا كمان هغير هدومي واستعد عشان انزل.
معتصم: هخلص لبس واستناك تحت.
معتز: مش هتاخر عليك انا جبت ليا لبس هنا.
خرج معتصم من الغرفه ونزل الدرج وجد مازن خارج من غرفته متجه الي باب الفيلا ويبدو عليه الغضب الشديد فناده معتصم
معتصم: مازن استني رايح فين؟
توقف مازن ولم ينظر اليه قائلا: رايح الشركه هكون رايح فين يعني اهو اشوف شغلي علي ما افكر في حل للفضيحه اللي هتعملها لنا امك.
معتصم بحزن: اهدي وملوش لزوم تعمل حاجه الموضوع هيعدي لو سكت لكن لو عملت مشاكل الجرايد هتاخدها حجه وتبقي سيرتنا علي كل لسان وهتبقي الفضيحه اكبر.
مازن وهو مكانه دون ان ينظر له: طيب طيب هفكر في كلامك ده انت اصلا واحد بارد انا معرفش انت معتز جايبين البرود ده منين.
وبدأ يتحرك نحو الباب ليخرج وفتح باب الفيلا وقال بضيق لمعتصم دون ان ينظر اليه وهو يجز علي اسنانه: هو انت فاكر ان الصحافه اصلا هتسكت ومش هتتكلم من غير ما انا اعمل مشاكل انت بيان عليك عبيط.
وتركه وذهب الي الشركه وقف معتصم ينظر عليه بحزن وضيق وتنهد ودخل الي غرفته ليغير ملابسه ليذهب الي الجامعه ركب مازن السياره ووصل الشركه دخل وصعد الي مكتبه وهو غاضب جدا لم يكلم احد وظل في المكتب يلف به ويتحرك في ارجاء الغرفه بغضب وهو يتافف وينفخ حتي دق الباب ودخل سعيد المحامي وراي الغضب علي وجهه
سعيد بتصنع: مالك يا مازن ايه اللي مزعلك كده ومضايقك؟
مازن بغضب: يعني ما انتاش عارف الفضيحه اللي هتعملها امي منتاش العارف البلوه اللي احنا فيها.
سعيد بتصنع: يا خبر ايه اللي حصل ولا يكون قصدك جوازها طب وايه الفضيحه في كده؟
مازن بغضب: انت كمان هتقولي مفيش فضيحه بكره تلاقي الجرايد منزلا صورها واللي ما يشتري يتفرج هتبقي سيرتنا علي كل لسان.
سعيد بمكر: ماتقلقش سيب الموضوع ده عليا انا اعرف ناس في الصحافه هخلصك معاهم الموضوع ده ماتخفش انت بس وخليك في شغلك
مازن بغضب: هتحل مشكلة الصحافه طب واللي هي بتعمله ده اصلا صح تروح تتجوز هي معها ثلاث رجاله ولا هتقولي انت كمان ده حقها.
سعيد بمكر: اكيد غلطانه طبعا بس متنساش انها معشتش ودفنت نفسها عشانكم ومينفعش تيجي تحرمها منه دلوقتي اديها عذرها بردو وبعدين مدام مفيش فاضيح خليها بجميله واسكت.
مازن بغضب: انا فعلا هسكت بس عشان الفضايح ومدمت هتسكت الجرايد مش هفضح انا الدنيا
سعيد: ماتقلقش انت خالص وركز في شغلك انت بس قولي اخبار المشروع ايه؟
مازن: خلاص هنروح بكره نخلص اجرأت القرض وبعدها ناخد الفلوس ونبدأ شغل.
سعيد بمكر: ايوه هو ده المهم عشان تثبت نفسك وتغطي علي شهرة فادي اسيبك انا واروح اظبت موضوع الجرايد ده.
مازن: اتفضل عمري ما هنسي ليك وقفك جنبي وقت ماتخلي الكل عني.
سعيد: جميل ايه بس ده اسمه كلام انا ماشي سلام.
خرج سعيد بابتسامه ماكره وهو يقول في عقله: من مصلحتي انك متفكرش غير في القرض عشان نخلص ونسيبك بقي تشيل انت الليله.
وخرج سعيد من المكتب والشركه هدأ مازن بعض الشئ وبدأ يتابع عمله.
...
اتت وعد ومعها العلبه ودقت باب الغرفه المفتوح فاشارت لها مديحه بالدخول
مديحه بابتسامه: ادخلي يا حبيبي.
دخلت وعد بخطي بطيئه فهي تشعر بخجل شديد فهي ما تزال تذكر الحوار الذي دار بينها وبين فادي تحركت خطوتين ووقفت
وعد بخجل: جاهز للجلسه؟
فادي بابتسامه: اه جاهز بس مش هينفع علي الكرسي راسي وجعتني جدا امبارح.
وعد: طب خلاص انا ممكن اجيب مسند و...
قاطعها قائلا: لاء انا هنام علي السرير وانت اعملي الجلسه وانت قاعده جنبي.
تلجلجت وعد وتوترت فهكذا ستكون قريبه منه اكثر من الاول قائلة:طب ماينفعش تشوف حل تاني؟
فادي: معلش مش قادر اتحمل وجع الدماغ ده تاني
وعد باستسلام: طب امري لله اتفضل
قام فادي من علي الكرسي واستلقي علي السرير وكان في وسط السرير ليترك لها مساحه واسعه للجلوس اقتربت وعد وجلست علي استحياء وكانت تشعر بحرج شديد وضعت العلبه وجلست اخذت نفس واخرجته ومدت يدها الي راس فادي لتبدأ الجلسه كان فادي يبتسم فهو يشعر بخجلها وكانت مديحه هي الاخري تجلس معهم وانتقلت علي كرسي فادي لتكون قريبه وتري ملامح وجه وعد التي كان يبدو عليها التوتر الشديد حتي ان يديها ترتعش
فادي بابتسامه: ايه مالك انت تعبانه ايدك بترتعش خالص.
وعد بتوتر: معلش الوضع كده يوتر وهاخد وقت علي ما اقدر اهدي.
فادي بابتسامه: معنديش مشكله استني موريش حاجه.
اخذت وعد نفس واخرجته واغمضت عينها وفتحتهم وشعرت انها بدأت تهدأ فبدأت في الجلسه وهي تبتعد عنه قدر الامكان.
كان فادي يشعر بارتباكها وتوترها فابتسم قائلا: الله ريحة البرفن بتاعك جميل قوي.
فانتفضت وعد من مكانها وهبت واقفه وقالت بتلعثم: هو... باين قوي انا حاطه تحت الهدوم؟
فادي بابتسامه: ماهو لما تكوني قريبه مني كده لازم اشمه.
زاد توتر وعد وقالت: استاذ فادي مينفعش كده انا مش هعرف اعمل الجلسه كده.
فادي بضحك: خلاص بلاش جلسه اصلا.
وعد بضيق: ماينفعش لازم الجلسه.
مديحه بضيق: بس انت يا بنتي متوتره خالص وايدك بتترعش خلاص خليها وقت تاني.
وعد بتوتر: المفروض الفتره الجايه ازيد عدد الجلسات ومدتها وبالطريقه دي مش هينفع.
مديحه: طب خدي استراحه كده تهدي وتعالي كملي ويمكن ربنا يسهل ونلاقي حل.
وعد: فعلا لازم نلاقي حل انا هخرج دلوقتي اقف في الهوا بره شويه وارجع.
مديحه بضيق: طيب يا بنتي روحي.
خرجت وعد مسرعه وهي تجري وقفت في الحديقه نظرت مديحه لفادي بضيق وعدم فهم
مديحه بعدم فهم: انا مش فاهمه انت بتعمل معها كده ليه حرام عليك البنت طيبه ومحتومه.
فادي بابتسامه سعيده: صدقيني يا ماما انا مش قاصد اضايقها انا بس ببقي سعيد قوي وهي قريبه مني.
فهمت مديحه مايقصده فادي فابتسمت قائلة: حتي لوكان راعي انها بنت مؤدبه ومش هتعرف تعملك الجلسه كده.
فادي بابتسامه: انا فعلا راسي وجعتني جدا امبارح مش بتدلع يعني ومقصدتش ادياقها.
مديحه بتفكير: طب اسمع انا جتلي فكره حلوه هجيب الكنبه اللي في الاوضه التانيه وانت تنام عليها وهي تعملك الجلسه وكده يبقي احسن.
فادي بابتسامه: خلاص وانا موافق فكره حلوه.
مديحه: طب هروح ابص عليها واشوف الشاغلين ينقلو الكنبه.
تركته وخرجت وهي تبتسم وتشعر بالسعاده وهو الاخر كان يبتسم وكلما تذكر توتر وعد يضحك خرجت الحديقه فوجدت وعد تقف فاقتربت منها
مديحه: وعد يا بنتي هديتي؟
نظرت اليها وعد بابتسامه متوتره: اه الحمد لله دقيقه وهدخل.
مديحه: طيب يا حبيبي وانا خلاص هجبلك كنبه من الاوضه التانيه واحطها ينام عليها فادي وانت تقعدي علي الكرسي جنبها وتعملي الجلسه.
وعد بفرح: فكره كويسه شكرا ليك يا طنط ربنا يكرمك يارب.
مديحه وهي تضحك: حلوه منك طنط متقوليش مدام مديحه تاني بقي.
وعد بتنبه وابتسامه: حاضر.
دخلت مديحه لتري الشاغلين لنقل الاريكه وظلت وعد مكانها وهي تاخذ نفس وتخرجه تحاول تهدأ نفسها فهي لا تعرف ماذا بها لماذا كل هذا التوتر فهي طبيبه وهذا عملها ومن الطبيعي ان تقترب من المرضي لكنها لاتفهم لما قلبها يدق بسرعه هكذا كلما اقتربت منه ولما كلماته ترترها اكثر من الازم فبدأت تفتح يدها وتغلقها لتخفف مت توترها قليلا واذا بشاب ثلاثيني قمحي اللون مفتول العضلات قوي البنيه يقترب منها قائلا: مالك يا وعد واقفه كده ليه وشكلك متوتره ليه.
نظرت اليه وعد وابتسمت قائلة: يزيد... لاء مفيش حاجه كويس جيت بسرعه.
يزيد بابتسامه: ها اخبارك ايه؟
وعد بابتسامه لتداري تورترها: الحمد لله انا بخير يلا تعالي اعرفك علي استاذ فادي.
يزيد بابتسامه: يلا بينا.
دخلا الاثنان معا وعندما راتهم مديحه يدخلان معا نظرت الي وعد بتعجب فابتسمت وعد فهمت انها تريد ان تسالها من هذا
وعد بابتسامه: استاذ يزيد مدير الشركه جه وانا في الجنينه بره.
مديحه بقلق: اهلا يا بني اتفضل دقيقه هيظبطو بس الكنبه وندخل جوي.
يزيد بابتسامه: اهلا بيكي وعد بتشكر فيكو جدا.
مديحه: وعد انسانه جميله وعشان كده بتشوف الناس كلها جميله.
يزيد: فعلا وعد من اجمل الناس اللي اتعملت معاهم.
كان فادي يجلس علي طرف السرير ويسمع الحوار بينهم وعندما سمع كلام يزيد تلاشت البسمه من علي وجهه وظهر عليه الغضب.
دخلا الاثنان معا وعندما راتهم مديحه يدخلان معا نظرت الي وعد بتعجب وكانها تسالها من هذا ففهمت وعد فابتسمت قائلة: اعرفك يا طنط استاذ يزيد مدير الشركه جه وانا في الجنينه بره.
شعرت مديحه بقلق من طريقة تعامل وعد مع يزيد فهي تشعر باعجاب فادي بوعد ولو ان هناك شيء بين وعد ويزيد قد يسبب انتكاسه لفادي
مديحه بقلق: اهلا يا بني اتفضل دقيقه هيظبطو بس الكنبه وندخل جوي لفادي.
يزيد بابتسامه: اهلا بحضرتك وعد شكرت فيك جدا.
مديحه بابتسامه: وعد انسانه جميله وعشان كده بتشوف الناس كلها جميله.
يزيد: فعلا وعد من اجمل الناس اللي اتعملت معاهم.
كان فادي يجلس علي طرف السرير ويسمع كل ما يقال وتلاشت البسمه من علي وجهه وظهر عليه الغضب انتهي الشغالين من وضع الاريكه وخرجو من الغرفه دخلت مديحه ومعها يزيد ووعد.
وعد بابتسامه: استاذ فادي اعرفك علي يزيد مدير الشركه اللي كلمتك عنه جه لحضرتك زي ما قولتلك.
تضايق فادي جدا من كلام وعد عنه باريحيه كانه شخص قريب منها جدا حتي انه لم يلاحظ يزيد الذي اقترب منه ومد يده ليسلم عليه ظل فادي مكانه ولم يتحرك فقالت مديحه بحرج: فادي حبيبي يزيد بيمد ايده يسلم عليك.
فمد فادي يده قائلا: اسف اصلي اعمي ومشوفتوش ايده.
يزيد بابتسامه: انا اللي اسف جدا كان لازم اتكلم واقول حاجه تعرفك اني مداد ايدي اسلم عليك.
نفخ فادي بضيق قائلا: اعتذار مقبول اهلا بيك اتفضل.
شعرت وعد بغضب الفادي التي لا تفهم سببه ولكنها فسرته انه مازل يظن انها تهزء منها فقررت الخروج وتركهم.
وعد بتردد: طب اسبكم انا تشتغلو وابقي اجي بعد ما تخلصو شغل.
فادي بضيق: انت مش كنتي بتقولي الجلسه مهمه هتمشي ليه؟ ولا خلاص مبقتش مهمه؟
وعد باحراج: مش هينفع اعمل الجلسه ويزيد موجود.
تضايق فادي اكثر عندما قالت اسم يزيد دون القاب لكنه لم يعلق
يزيد بحرج فهو يري غضب فادي الذي لا يفهم سببه: ابدأي انت الجلسه يا وعد عشان متاخريش العلاج وانا هفضل قاعد استني لما تخلصي براحتك.
كان فادي يجز علي اسنانه من الغضب فلاحظت ذلك وعد فقالت بتردد: مش عايزه اعطلك يا يزيد انا عارفه ان وراك شغل كتير.
يزيد: مفيش عطله ولا حاجه انت عارفه ان الدنيا واقفه بسبب المشكله اللي حصلت منا حكيتلك.
شعرت مديحه ان غضب فادي يزيد وهي لا تفهم ما سبب هذا الغضب ففكرت ان تهدأ الامور قليلا قائلة: ماتقوم يا فادي يلا حبيبي تعالي نام علي الكنبه ووعد تبدأ الجلسه علي ما نقدم ليزيد حاجه يشربها.
يزيد بابتسامه: متتعبيش نفسك انا هشرب مع استاذ فادي بعد الجلسه عشان نركز في المشكله لانها كبيره وصعبه.
اخذ فادي نفس وزفره ليخفف من غضبه قليلا قائلا: اتمني يكون في مشكله بجد والا رد فعلي مش هيعجبك.
شعرت مديحه ان غضب فادي زاد اكثر وتضايقت من اسلوبه ولكنها لا تريد احراج فادي امامه فقالت ليزيد بخجل: معلش يا يزيد يا بني اصل فادي متدايق شويه فمتزعلش منه وانت يا فادي متنساش انه ضيف عندنا.
فادي بضيق: معلش مقصدتش.
يزيد: مفيش حاجه انا عارف الحاله اللي انت فيها ومقدرها.
فادي بضيق: يظهر ان وعد كلمتك عني كتير.
يزيد باحراج: فعلا هي كلمتني عنك وشكرت فيك جدا.
لم تهدأ كلمات يزيد من غضب فادي ولكنه لم يجد ما يقوله فقام واستلقي علي الاريكه ووضع راسه علي الوساده واتت وعد وجلست بجواره عند راسه علي كرسي وبدأت في الجلسه
فادي: قولي يا يزيد انت تعرف وعد اقصد شغال في الشركه من زمان؟
يزيد بابتسامه: لاء بقالي خمس شهور بس الحقيقه الشركه كان ماسكها راجل محترم جدا ومؤتمن لكن قضاء الله جه فاضتريت امسكها انا.
فادي: وانت دارس ايه اصلا؟
يزيد: انا دارس تجاره بس كنت شغال في المستشفي مع وعد وشغل المستشفي اسهل بكتير بصراحه.
وعد بابتسامه: يزيد مدير شاطر قدر يوازن بين ادارة الشركه والمستشفي.
زاد غضب فادي عندما علم انه كان يعمل معها في المستشفي وبدأ يجز علي اسنانه من الغضب.
فادي بغضب: لما هو شاطر جاي ليه يسألني؟
لاحظ يزيد ان غضب فادي يزيد ولكنه لا يفهم سببه فحاول تهدأته بالكلام
يزيد بابتسامه: لاني محتاج حد عنده خبره زيك انا سمعت عنك كتير صيتك مسمع جامد قوي.
توترت وعد من غضب فادي الذي يزيد وشعرت انها لن تستطيع تكملة الجلسه فقالت: استاذ فادي هدي اعصابك ماينفعش كده مش هينفع اكمل الجلسه كده.
فادي وهو يحاول ان يدري غضبه: وانا ايه اللي هيضايقني بس كملي الجلسه انا كويس.
شعرت وعد ان لا فائده من الكلام فقررت الخروج قائلة: هو كده مش هينفع انا هخرح وسيبكم شويه ولما تخلص شغلك مع يزيد وتهدي ابقي ارجع عن اذنكم.
شعرت مديحه ان وجدها هي الاخري دون فائده فقالت: طيب يا بنتي انا كمان هاجي معاكي واسبهم يشتغلو اعملكو ايه تشربوه.
جلس فادي علي الاريكه قائلا: قهوه يا ماما عشان اركز لان راسي وجعاني جدا.
يزيد: وانا كمان قهوه مظبوط بعد اذنك عشان اعرف اركز.
مديحه: حاضر من عيني.
خرجت مديحه ووعد وكان يبدو الغضب الشديد علي فادي رغم محاولته ان يداريه لاحظ يزيد غضبه لكنه قرر ان يتجاهله قائلا بابتسامه: يلا نبدأ يا استاذ فادي؟
تنهد فادي قائلا: اتفضل انا سمعك قول ايه المشكله العويصه اللي عندك.
وكان فادي يقبض يد ويضرب عليها باليد الاخري من الغضب كان يزيد متفهم غضبه ولم يتضايق
من سخريته منه وفتح ملف كان معه وبدأ يقرأ منه وفادي يستمع كان في البدايه فادي يستمع بعدم اهتمام لانه يظن انه سيسال في امر تافه لكن عندما سمع المشكله فهم انها مشكله صعبه بالفعل فتغيرت ملامح وجهه من الغضب الي الاستماع باهتمام وبعد ان انتهي يزيد من القرأه وجه له فادي الكلام قائلا: الموضوع ده فعلا مش سهل ومش هيتحل ببساطه لازم تعمل خطوات ولازم اقولك ازي تعمل كل خطوه واشرحهالك واحده واحده ولازم تعملهم كلهم يعني مش هينفع تليفون.
يزيد: انا عارف ده وعشان كده جيتلك ومردتش اتصل بالتليفون.
فادي بتفكير: طب انا هقولك دلوقتي اول خطوه تعملها ازي بس تنفذ كل حاجه من غير اي اخطاء.
يزيد: متقلقش اشرح وانا هفهم ان شاء الله.
فادي: بس انت كده هتحتاج تيجي كل يوم عشان اقولك كل خطوه بالتفصيل.
يزيد: معنديش مشكله في ده هاجي ان شاء الله.
دخلت احدي الشغلات بالقهوه ووضعتها وذهبت اخذ يزيد الفنجان الذي ناحية فادي واعطه له واخذ فنجانه وبدأ بشربه
يزيد بابتسامه: معلش دوشت دماغك معايا.
فادي: لا ابدا بالعكس انت خلتني احس اني لسه عايش من تاني.
يزيد: فاهم شعورك ده وحاسس بيك شعور الياس وحش قوي.
فادي بيضيق وسخريه: اه فاهم كنت اعمي وفتحت مش كده؟
يزيد بابتسامه: كنت فاقد للبصر والحمد لله ابصرت.
تفاجأ فادي بكلامه قائلا: انت بتتكلم جد كنت اع... اقصد فاقد للبصر فعلا.
يزيد بابتسامه: ايوه انا اتولد فاقد للبصر وعشت عمري كله تقريبا (تنهد) مرجعليش الا من سناتين او اقل.
فادي بتعجب: وقدرت ازي تعيش السنين دي كلها في الضلمه دي؟ انا بقالي سنه واحده ومش قادر اتحملها.
يزيد بابتسامه: عمري ما حسيت بالضلمه اللي بتقول عليها دي بالعكس كنت بشوف كل حاجه بقلبي اوضح من دلوقتي كمان.
فادي بتعجب: ممكن ده ازي كنت بتشوف احسن من دلوقتي وهو فعلا ممكن حد يشوف بقلبه؟!
يزيد بابتسامه: كل صوت كنت بسمعه كنت بعديه علي قلبي الاول وكنت بشوف صاحبه علي حقيقته لكن دلوقتي ساعات انخدع بنظراتهم الكذابه وكلامهم المعسول.
فادي بتفكير: انا كنت مفكر ان وعد بتقولي كده بس عشان نفسيتي تتحسن واحاول اشغل باقي حواسي.
يزيد بابتسامه: تعرف انا ساعات دلوقتي لما احس ان الشخص اللي قدامي كداب اغمض عيني واسمعه بقلبي وفعلا بكتشف حقيقته.
فادي بتعجب: ليه حاسس في صوتك بسعاده وانت بتتكلم علي الايام دي.
يزيد بسعاده: لانها كانت اسعد ايام حياتي امي كانت ديما تقولي انت مميز وفقدك للبصر ميزه يكفي انك بتشوف كل واحد بالصوره اللي انت عايزها مش بالصوره اللي عايزك تشوفه فيها.
فادي بتعجب: مميز! تعرف ده اغرب كلام سمعته مامتك دي ست غ...
قاطعه يزيد: ست جميله اعظم ام في الكون حولت من طفل عاجز لطفل ناحج خلتني اعيش وسط الناس رافع راسي وعمري ماحسيت للحظه انها مكسوفه مني او من عجزي واصلا عمري ما حسيت اني عاجز.
فادي: فعلا ام عظيمه جدا ربنا يباركلك فيها.
يزيد بتسامه حزينه وصوت ملئ بالالم: الله يرحمها.
فادي بضيق لانه تسبب في حزنه: انا اسف الله يرحمها.
يزيد بابتسامه حزينه: طب اسمحلي انا عشان اروح علي الشركه ابدأ اول خطوه وهجيلك بكره ان شاء الله احكيلك كل اللي حصل وتقولي علي الخطوه التانيه.
فادي بضيق: مكنتش عايزك تمشي بصراحه كنت عايز اتكلم معاك اكتر استريحت للكلام معاك.
يزيد بابتسامه: بكره ان شاء الله اقعد معاك اكتر وكمان عايز رقم تليفونك عشان لو احتجت حاجه اكلمك.
فادي باحراج: هديلك رقم والدتي عشان تليفوني مش شغال مش بستعمله.
يزيد: ليه انت ممكن تحوله وتستعمله لوحدك.
فادي: انا عارف انه ممكن يتحول لفاقدي البصر بس مش عارف استعمله ازي.
يزيد: طب هو مشحون وانا اعمله لك دلوقتي؟
فادي: لاء للاسف مش مشحون انا راكنه بقاله فتره طويله.
يزيد بتفكير: اقولك هقول لوعد هي تشغله لك وتعلمك ازي تستعمله هي بتعرف.
كان فادي كلما سمعه ينطق اسم وعد دون القاب يشعر بالغضب ولكنه لا يعرف سببه اخذ نفس وزفره قائلا:: خلاص لما تيجي هبقا اقولها.
يزيد: ولو احتجتك اكلمك علي تليفونها علي ما تتعلم.
فادي بضيق: وهي مديالك رقمها ليه اصلا؟
يزيد بابتسامه وتعجب من سؤاله: ايوه طبعا مش احنا شركه في الشركه وكمان انا مدير الشركه يعني طبيعي يكون معايا رقمها عشان الشغل،.
فادي بضيق وهو يجز علي اسنانه: اه صح نسيت انما انتو شركه يعني انت مش مدير الشركه بس؟
يزيد بابتسامه: ايوه يظهر انها نسيت تقولك.
فادي بضيق: وهي تقولي ليه اصلا (واكمل في عقله) انا حياله مريض بتعالجه.
فابتسم يزيد وهو ينظر له وكانه فهم ان ما اغضبه منه من البدايه هو طريقة تعامله مع وعد قام وقف وهم بالخروج قائلا: عن اذنك نتقابل بكره ان شاء الله.
فادي بتنبه: هاه ان شاء الله.
خرج يزيد وجد وعد تجلس مع مديحه في البهو
يزيد: استاذنكم انا عشان يدوب كده الحق ابدأ شغل اه صحيح وعد هجبلك معايا بكره شوية اوراق ترجعيها وتمضيها ماشي.
وعد بضيق: هو كل شويه ما قولتلك اعملك توكيل وخلاص واريح دماغي من الموال ده.
يزيد: لاء كده احسن كل واحد يدير حقه بنفسه سلام (ونظر الي مديحه) عن اذن حضرتك.
مديحه: مع السلامه يا بني.
خرج يزيد وهو سعيد سار حتي وصل الي سيارته وركبها وتحرك بها دخلت وعد لفادي دقت الباب وظلت مكانه فهو مفتوح
وعد: اعصبك هديت شويه ارجع اكمل الجلسه؟
فادي وهو يحاول ان يدراي غضبه: ايوه تعالي.
استلقي فادي علي الاريكه وجلست وعد علي الكرسي وبدأ تكمل الجلسه.
فادي بضيق: هو انت تعرفي يزيد من زمان؟
وعد: لاء من ثلاث سنين بس.
فادي: بس واضح ان علاقتكو كويسه بتتكلمو بدون تكلف يعني هو بيقولك ياوعد وانت بتقوليله يزيد كده عادي وكمان شريكك في
الشركه.
وعد بالم: ايوه فعلا هي اكتر من الشغل.
فادي: انا عرفت انه كان اع... اقصد فاقد للبصر هو انت اللي عالجتيه؟
وعد بالم: لاء انا اتخرجت السنه اللي فاتت وهو اتعالج من سناتين.
فادي: هو قريبك؟
وعد بالم وامتلاءت عينيها بالدموع: ايوه هو كل اللي باقي من عيلتي.
شعر فادي بالحزن والالم في صوتها وشعر ان كلامه قد زاد المها فتضايق من نفسه لانه كان سبب في المها فقال لها بحرج والم: اسف اني دايقتك بكلامي وقلبت عليكي المواجع.
اغمضت وعد عينها وفتحتهم بالم وتنهدت وهي تمنع دموعها من النزول: مديقتنيش ولا حاجه بس الدنيا هي اللي مسابتنيش في حالي كل شويه تخبط فيا وتاخد مني حد بحبه.
تاثر فادي جدا من كمية الالم التي في صوتها ولم يجد ما يقوله ففضل السكوت حتي انتهت من الجلسه وقامت لتخرج من الغرفه فنادها فادي
قائلا: ممكن اطلب منك طلب؟
لفت وعد ونظرت اليه قائلة: اتفضل.
فادي: يزيد قالي انك ممكن تعلمني ازي استعمل التليفون بتاعي ممكن؟
وعد: حاضر هروح بس اغسل ايدي واجي احوله واعلمك ازي تستعمله.
خرجت وعد وذهبت الي الحمام وغسلت يدها وخرجت كانت تحاول ان تمنع دموعها من النزول ظلت امام باب الحمام لبعض الوقت حتي استطاعت ان تتمالك نفسها وذهبت الي فادي بالغرفه دقت الباب ودخلت كان فادي ينتظرها
فادي بحرج: لو مش عايزه تعلميني انا ممكن استنا يزيد بكره عشان متعبكيش.
وعد بالم: لاء ابدا مفيش تعب ولا حاجه ده جزء من شغلي.
كان فادي يشعر بالالم الشديد في صوتها ولا يعرف ماذا يفعل فقال بضيق: انا حاسس ان صوتك متالم وحاسس اني السبب انا اسف.
وعد بالم: وانت ذنبك ايه منا قولتلك الدنيا هي اللي مش بتسيب حد في حاله ديما تفرقنا عن حبيبنا وتاخدهم منا
فادي بحزن: فعلت عندك حق هي الدنيا اسف مره تانيه اني فكرتك بحزنك.
وعد بالم وحزن: ومين قالك اني ممكن انسي انا بشغل نفسي عشان مفكرش واتوجع زياده لكن الحزن والالم في قلبي مابيقلش بالعكس بيزيد.
فادي بضيق: انا كده حاسس بالذنب اكتر ومش عارف اعمل ايه.
تنهدت وعد بالم: وهتعمل ايه يعني انت ملكش اي ذنب اصلا.
فادي بتردد: ممكن اطلب منك طلب.
وعد: اتفضل استاذ فادي.
فادي بتردد: ممكن بلاش استاذ ديه وتقوليلي فادي علي طول من غير القاب.
وعد بتوتر: هحاول.
فادي بابتسامه: هو الموضوع صعب قوي كده؟
وعد بخجل: لاء ابدا بس هي تعود.
فادي بابتسامه: يبقي خلاص اتعودي تقوليلي فادي.
وعد بخجل:اوعدك اني احاول فين التليفون عشان اظبط هولك.
فادي بابتسامه فهو فهم انها تتهرب: موجود علي الكمودينو هناك (واشار علي مكانه)
تحركت وعد واحضرته وقامت بتشغيله
وعد: انت فصله من زمان؟
فادي: ايوه فصلته لاني مش بستعمله الشاحن موجود في الدرج لو محتاج شحن.
وعد: هظبته واعلمك ازي تستخدمه واحطه علي الشحن.
فتحته وعد وبعدها فتحت الاعدادت وقامت بتظبيته وجلست بالكرسي بجوار الاريكه التي يجلس عليها فادي وشرحت له كيفية استعماله
وعد: كده انت تقدر تستعمله تليفون ونت كمان.
فادي: الحمد لله كده استعماله سهل شكرا.
وعد: مفيش داعي للشكر تطلب حاجه تانيه عشان معاد الصله قرب وهروح الجامع.
فادي: استني بقي بعد الغدي ونروح سوي.
وعد: حاضر عن اذنك.
فادي: اتفضلي.
ذهبت وعد الي غرفتها وجلس فادي يفكر ويسال نفسه.
فادي في عقله: انا ليه بتنرفز كل ما اسمع يزيد بيناديها باسمها او هي تناديه باسمه؟ خايف من ايه يا فادي قلقان علي ايه؟ وليه نفسك تقرب منها قوي ليه سعيد بوجدها جنبك وخايف من بعدها لما يخلص العلاج وليه بفكر فيها كتير وبفتكرها كمان كتير افتكر ريحتها صوتها ضحكتها حتي غضبها وزعلها.
تنهد واغلق عينيه وعاد الي الخلف واسند راسه علي ظهر الاريكه
فادي في عقله: مش عارف هو ممكن اكون...
وظل كما هو حتي اتت اليه والدته تناديه
مديحه: فادي حبيبي يلا عشان نتغدي.
اعتدل فادي وفتح عينيه قائلا: حاضر ياماما انا جاي اسبقيني انت وانا هحصلك.
سبقته مديحه وجلست علي راس المائده ظل هو مكانه للحظات ثم قام ولحق بها علي المائده وجلس بالكرسي المجاور لها اتت وعد هي الاخري وجلست بالكرسي المقابل لفادي وتناولو جمعيعا الطعام دون كلام وبعد ان انتهو من الطعام قامت وعد قائلة: انا هطلع اتوضي واستعد عشان اروح الجامع.
فادي: وانا هخلص اكل واتوضي واستناكي.
مديحه: وانا كمان هاجي معاكم.
تركتهم وعد وصعدت الي غرفتها توضأت واستعدت ونزلت وجدت مديحه وفادي قد استعدا وخرجو معا جميعا الي المسجد وبعد الصلا عاد فادي ومديحه الي المنزل وبقيت وعد لبعض الوقت تري بعض المرضي وبعد ان انتهت عادت الي الفيلا وصعدت الي غرفتها وفي موعد الجلسه اتت الي غرفة فادي دقت الباب ودخلت بعد ان اذن لها.
وعد: معاد الجلسه.
قام فادي مع علي كرسيه واستلقي علي الاريكه وبدأت وعد بالجلسه كان فادي صامت بفكر في اجوبه لاسئلته يريد ان يعرف سر اهتمامه بها لكنه فضل الصمت الي ان يتاكد من ما بداخله اولا ويضا ليفهم ما شكل العلاقه بين وعد ويزيد ظلت وعد صامته هي الاخري تفكر ما سر غضبه هل حالته النفسيه تاخرت مره اخري لما هي مهتمه بالامر اكثر من الازم لما تفكر به كثيرا انتهت الجلسه وذهبت وعادت الي غرفتها وظلت بها واتت مديحه وجلست مع فادي وظلت معه حتي خلد الي النوم.
كان معتصم ومعتز يجلسان ينتظران مازن الذي تاخر كثيرا وهم قلقين جدا عليه
معتصم بقلق: انا مش عارف هو راح فين ومش بيرد علي التليفون ليه؟
معتز بقلق: انا خايف يكون عمل حاجه في الراجل اللي ماما هتتجوزه.
معتصم بقلق: هو متهور صحيح بس مش للدرجه دي.
معتز بقلق: طب ماهو اتاخر جدا وحتي ماما هي كمان لسه لحد دلوقتي مجتش.
معتصم بقلق: انا معاك ان الموضوع يقلق بس مش للدرجه دي.
سمعا الاثنان صوت سياره تركن في الحديقه فقاما ليري من اتي فاذا بالباب يفتح ويدخل مازن الذي اكمل الي الداخل دون حتي ان ينظر لهم مما اثار غضبهم جدا فندي عليه معتصم
معتصم بغضب: انت يا استاذ رايح فين مش شايف اننا مستنينك؟
التف اليهم مازن وهو ينظر بلامبلاه قائلا: عايزين ايه مني؟
معتصم بغضب: يعني احنا قاعدين نستناك وقلقلنين عليك وانت بمنتهي البرود داخل من غير حتي متقول سلامو عليكو؟
مازن بابتسامه بارده: ماتزعلش سلام عليكو عايز حاجه تاني؟
معتز بضيق: هي دي الطريقه اللي تكلم بيها اخواتك يا مازن ولا خلاص مش فارق معاك حد؟
مازن بغضب: ايوه مش فارق معايا حد لا انت ولا هو ولا حتي امك اللي هتفرج علينا الناس ارتحت؟
معتصم بغضب: اتكلم عن امك باسلوب احسن من كده عيب يا اخي دي لا هي تربيتنا ولا دي اخلقنا.
مازن بغضب: لاء يا حبيبي هي دي تربية واخلاق ابن ناديه عايزه ايه
فنظر اليه الاثنان باستغراب من كلمته.
اكمل بغضب: ايوه انا ابن ناديه الطماعه اللي دخلت البيت وباعت نفسها للراجل اللي كان فيه عشان الفلوس وزي زيها عايز الفلوس وبس ومش هدور علي حاجه غيرها انتو بقي روحو عيشو في الاوهام والكلام الفاضي بتاع ماما مديحه انا بقي مش هدور علي حاجه غير الفلوس باي شكل وباي وسيله فهمتو.
وتركهم ودخل الي غرفته وهم في حالة صدمه من كلامه نظر معتز لمعتصم بالم
معتز بالم: مسكين الصدمه خلتو فقد توازنه.
معتصم بالم: للاسف اللي عرفنا كان صعب عليه هو بالزات لانه اقرب واحد لها.
في نفس اللحظه فتحت الباب ودخلت ناديه وهي تحمل الكثير من الحقائب فنظرت اليهم بعدم اهتمام واكملت الي غرفتها ادخلت الحقائب وخرجت نظرت اليهم قائلة: انا همشي بكره الصبح وهرجع علي بيتي الجديد خلاص.
معتز: مبروك يا ماما ربنا يفرحك.
ناديه: ومالك بتقولها كده من غير نفس عموما متشكره.
معتصم: لا من غير نفس ولا حاجه احنا نتمني ليكي كل سعاده بس احنا خايفين عليكي كل ما في الامر.
ناديه بضيق: انا مش عيله صغيره عشان تخاف عليا.
معتز: انما لسه تلت ايام علي الفرح هتروحي ليه من دلوقتي؟
ناديه: انا راحه منتجع طبي هفضل فيه التلت ايام دول عشان اعمل شوية تظبيت كده لنفسي اريح اعصابي من القلق والتوتر اللي عملتهولي.
معتز: وماله يا ماما روحي براحتك ريحي اعصابك (اكمل في عقله) واحنا نولع
ناديه: لو فكرتو وغيرتو رايكو حبيتو تحضرو الفرح...
قاطعها معتصم: معلش اعفينا احنا من الموضوع ده احنا هنبقي نتصل بيكي نطمن عليكي.
ناديه بضيف: طيب هدخل انام عشان السهر مش حلو لبشرتي.
وتركتهم وعادت الي غرفتها وصعدا الاثنان الي غرفة فادي جلس كلامهم امام كتابه ينظر اليه لبعض الوقت لا يستطيعا التركيز
معتز: يلا نذاكر وربنا يعدي الايام دي علي خير.
معتصم: ربنا يحلها بقي من عنده خلينا في مذاكرتنا احسن اهو حاجه تلهينا وخلاص
وبالفعل نظر كلا منهم في كتابه يذاكر يحاول ان ينسي ما يحدث حوله ويضع همه في المذاكره فهما يشعران ان الامر لن يمر علي خير ويشعران بالقلق علي مازن وفي الوقت نفسه خائفا عليه ان يفعل شئ يضر به نفسه.
في الصباح استيفظت وعد ونزلت من غرفتها وجدت مديحه تجلس في البهو فاقتربت منها
وعد بابتسامه: صباح الخير.
مديحه بابتسامه: صباح الورد.
وعد: هخرج اتمشي شويه.
مديحه: اتفضلي يا حبيبي بس كنت عايزه اسالك سؤال؟
وعد: اتفضلي.
مديحه: انا شايفه حالة فادي النفسيه اتغيرت كتير عن الاول والحمد لله بس كنت عايزه اعرف حالة عنيه؟
وعد بتردد: بصراحه مقدرش اديكي رد دلوقتي بعد يومين كمان من الجلسات هقدر اعرف مدي استجابة العين مع العلاج.
مديحه: طيب يا بنتي علي ما تتمشي وترجعي اكون جهزت الفطار.
وعد بابتسامه: ان شاء الله.
واذا بفادي يخرج من غرفته وينادي علي وعد
فادي: وعد ممكن ثانيه بعد اذنك
فتوقفت والتفت اليه قائلة: خير في حاجه؟
فادي بابتسامه: ممكن اخرج اتمشي معاكي.
تفاجأة وعد وتوتر من طلبه قائلة: تتمشي معايا ازي يعني؟
فادي بابتسامه وكانه شعر بتوترها: كنت متضايق ومخنوق وعايز اخرج اتمشب معاكي لو هديقك بلاش؟
وعد بتوتر وتلعثم: هو طبعا مش هيضايقني بس...
قاطعها فادي قائلا: انا فاهم ايه اللي مضايقك وعندك حق طب ينفع نقعد في الجنينه علي ما الفطار يجهز لو مش هيضايقك
ابتلعت وعد ريقها وقالت بتردد: مفيش مشكله ان شاء الله نقعد في الجنينه.
فادي بابتسامه: متشكر ليكي جدا.
وعد بخجل: مفيش داعي للشكر ده شغلي.
تضايق فادي من ردها ولكنه لم يبدي لها الامر اما هي كانت تشعر بارتياح فهي كانت تشعر بخجل شديد كيف تخرج وتسير معه في الطريق وحدهم الي جانب ان هذا لا يجوز شرعا ان تخرج معه دون محرم تحرك فادي باتجاه الحديقه وكانت وعد تسير الي جوراه تراقبه كي لا يتعثر كان فادي يشعر بها وهي تسير بجواره رغم بعدها عنه بعض الشئ وشعر بسعاده فهذا ليس عملها انما هذا اهتمام كان يداري سعادته عنها حتي يتاكد من مشاعره وعندما وصلو الحديقه تعثرت قدمه ومال للامام فامسكته وعد بسرعه من ذراعه فاعتدل وابتسم قائلا:مشتكر ليكي انك لحقيتي قبل مااقع.
وعد بحرج بعد ان تركت ذراعه وابتعدت عنه خطوتين: مفيش داعي للشكر... امشي بس خطوتين كمان في الجنينه وهجيب كرسين نقعد عليهم.
فتحركا بخطا بطيئه وهي تراقبه بقلق حتي توقفا فدخلت بسرعه لتحضر كرسيين فبتسم فادي فهو شعر بهت وبقلقها عليه عادت واحضرت كرسيين وضعت واحد له قائلة: اتفضل اقعد الكرسي وراك.
ظلت تراقبه حتي جلس ووضعت الاخر لها علي بعد مسافه صغيره منه وجلست هي الاخري.
فادي بابتسامه: متشكر ليكي جدا بس ممكن اسالك انت ليه ديما تحطي الكرسي بتاعك بعيد عني كده.
وعد باحراج: عادي يعني عشان تكون برحتك لو حبيت تتحرك.
فادي بابتسامه: براحتي اه...
شعرت وعد باحراج شديد وخجل فتكلمت في شئ اخر
وعد باحراج: بتحس بفرق لما بتقعد في مكان زي الجنينه بتكون الشمس طالعه ونورها شديد.
فادي: مش فاهم قصدك من السؤال؟
وعد: اقصد في عنيك؟
فادي: اه فهمت بسيط زي ما تكوني في قبر مثلا وتحسي انك قربتي تخرجي.
صدمت وعد من تشبيه قائله: تشبيك غريب قوي هو في حد بيخرج من القبر.
تنهد فادي قائلا بالم: انا كنت حاسس اني في قبر ومكنتش عارف اخرج منه بس الحمد لله دلوقتي حاسس اني هخرج منه.
وعد بابتسامه حزينه: غلطان الحياه جميله رغم كل الالم اللي فيها بس لازم نعشها صح ونشكر ربنا عليها.
فادي: الحمد لله والشكر لله بس ليه ديما صوتك حزين ومليان بالالم رغم ان سنك لسه صغير؟
تنهدت وعد بالم قائلة: عشان هي الدنيا كده ديما تجرحنا وتوجعنا بس احنا لازم نصبر ونطلب من ربنا العون علي وجعها والمها ماهي الدنيا دار ابتلاء.
فادي بتعجب: ايه الكلام الكبير قوي ده واضح ان اللي اتعرضتيله من الم اكبر من احتمالك
انا احاسس في صوتك بالم شديد.
وعد بالم: هو فعلا الالم اللي جويا شديد بس من رحمة ربنا بينا انه بيدي الالم علي قد احتمال كل شخص.
فادي بتعجب: امال الناس اللي بتياس وتنتحر بتعمل كده ليه؟
وعد: لانهم فقدو ايمانهم بالله وان ديما ربنا له حكمه من كل شئ بيحصل لنا بس احنا اللي مش بيبقا عندنا صبر.
فادي بتفكير: في ديه عندك حق فعلا احنا اللي معنداش صبر.
سكت فادي ووعد للحظات حتي قطع الصمت صوت مديحه التي اتت اليهم قائلة: يلا ولاد الفطار جاهز.
فادي: حاضر يا ماما هنيجي.
قام فادي ووعد ليدخلا واذا بصوت من خلفهم فالتفت وعد ونظرت اذا به يزيد
يزيد بابتسامه: السلام عليكم
وعد بابتسامه: وعليكم السلام اهلا يا يزيد.
تضايق فادي عندما شعر بالسعاده في صوت وعد لمجئ يزيد
فادي بضيق يداريه: اهلا يا يزيد اتفضل.
يزيد بابتسامه: معلش اسف اني جاي بدري كده.
فادي بابتسامه فاتره: ولا يهمك هي بس ممكن تكون تعب عليك انت اكيد عشان تيجي في المعاد ده لازم تكون صاحي من الفجر.
يزيد بابتسامه: ده الطبيعي بتاعي بقوم من الفجر كل يوم اصلي واروح علي شغلي.
فادي: انا كمان كنت متعود علي كده قبل (وسكت للحظات) الحادثه واللي حصلي.
يزيد: بكره ان شاء الله تعدي المرحله دي وترجع لحياتك تاني وهتفتكرها وتضحك عليها كمان.
فادي بتعجب: واضحك عليها كمان انت متفائل قوي.
يزيد بابتسامه: اجمل شئ في الدنيا التفاؤل ربنا ينعم عليك بيه.
فادي بابتسامه: ماشي يا سيدي يلا تعالي.
وعندما راته مديحه ابتسمت قائله: اهلا بيك يا يزيد يا بني اتفضل تعالي تفطر معنا.
يزيد: انا فطرت بس بصراحه مقدرش ارفض دعوت حضرتك لاني من زمان مفترتش مع حد.
سعد فادي بكلامه فهذا يعني انه يتناول الطعام مع وعد وان العلاقه بينهم عمل فقط.
اقترب يزيد من فادي امسك ذراعه قائلا: يلا بينا ندخل سوي انجچيه مع بعض انا وانت.
فادي بابتسامه: يلا بينا.
وضع يزيد ذراعه في ذراع فادي وساري معا حتي وصلا الطاوله واتت وعد ايضا ومديحه وجلسو علي المائده مديحه علي راس المائده وبجوارها فادي ويزيد وبالجها المقابله لهم وعد
وبدأو في تناول الطعام.
يزيد بابتسامه مليئه بالشوق: ياه من زمان قوي مااكلتش مع حد وحشتني قوي اللمه علي الاكل وجو الاسره الجميل ده.
وتنهد بالم وامتلاءت عينه بالدموع تنهدت وعد
وابتلعت ريقها واغمضت عينها وفتحتها بالم شديد وحاولت ان تتمالك نفسها كي لا تسقط دموعها.
مديحه بابتسامه حزينه: وانا كمان وحشتني لمة العيله.(واكملت في عقلها) وحشتني قعدتي وستكم يا ولادي امتي نرجع نتلم تاني.
شعر فادي بالشوق والحنين للمة اخوته حوله ولكن المه جدا تصرفهم معه فاخذ نفس وزفره بغضب يحاول ان يداريه وساد الصمت للحظات وشعر يزيد انه تسبب في الالم للجميع مما اشعره بالاحراج الشديد.
قطع الصمت فادي قائلا: هو انت مش عايش انت ووعد في بيت واحد؟
يزيد: لاء طبعا انا عايش في شقتي لوحدي.
فادي: يعني وعد عايشه لوحدها؟
وعد بالم: لاء معايا الدادا انا خلصت اكل هطلع اجهز الحاجه عشان الجلسه ولما تخلصو وتكون جاهز للجلسه ابعتلي عن اذنكم.
قامت مسرعه وصعدت الي غرفتها ودخلت واغلقت الباب وجلست علي طرف السرير وهي تحاول ان تمنع دموعها من النزول.
شعر يزيد بالضيق انه تسبب في الم وعد وتضايق وقام وقف قائلا: انا كمان خلصت متشكر يا طنط علي الفطار الجميل.
مديحه: بالهنا والشفا حبيبي بس انت حتي مكلتش حاجه.
يزيد بابتسامه: اتعودت مخرجش من البيت من غير فطار.
قام فادي هو الاخر قائلا: انا كمان خلصت تعالي ندخل الاوضه نقعد فيها نشرب القهوه.
كان فادي يريد ان يساله ماذا فعل ولكنه فضل الا يشعره انه ملهوف لمعرفه الامر
يزيد: يلا وكمان عشان احكيلك اللي حصل وتقولي اعمل الخطوه التانيه ازي.
فادي: ايوه لازم تحكيلي الاول ايه حصل في الخطوه الاولي بالتفصيل وبعد كده نتكلم عن الخطوه التانيه.
يزيد بابتسامه: تمام يلا بينا.
فادي: ماما استأذنك خلي حد يبعت لنا القهوه.
مديحه بابتسامه: حاضر يا حبيبي.
امسك يزيد ذراع فادي ودخلا معا الي غرفة فادي وجلسا يتحدثان كانت مديحه تشاهد يزيد وهو ياخذ يد فادي وتالمت لانها كانت تتمني ان يكون اخوته معه وهم من يساعده صعدت الي غرفتها وهي حزينه دخلت واغلقت الباب جلست علي السرير بجوار الكومدينو وبدأت في البكاء فتحت درج الكومدينو واخرجت صوره محمد ونظرت لها.
مديحه ببكاء: وحشتني قوي يا محمد اه(بتنهيده بالم) شايف اللي وصلنا ليه الاخوات اتفرقو عذابك وعذابي راح علي الفاضي وبردو اتفرقو كنت عايز تجبلو اخوات يسندو اهم سابو وجه الغريب خد بايده وسنده اه قلبي وجعني قوي من اللي وصلنا ليه (بتنهيد )اه يا محمد محتجاك قوي جنبي تاخدني في حضنك وتطبطب عليا وحشتني قوي.
وازادت في البكاء وهي تحتضن صورة محمد واغمضت عينها وظلت مكانها لبعض الوقت.
كان فادي ويزيد دخلا الغرفه وجلسا يتحدثان وحكي يزيد لفادي كل فعله في الخطوه الاولي فقال فادي بسعاده: برافو عليك عملت الخطوه مظبوطه ايه ده استاذ يابني.
يزيد بضحك: تلميذك يا معلم قولي بقي الخطوه التانيه.
فادي: هقولك بس نشرب القهوه اللي جت دي.
فنظر يزيد اذا باحد الخادمات احضرت القهوه ووضعتها لهم شعر يزيد بسعاده فهذا معنها ان فادي بدأ يتغير ويتعود علي استعمال حواسه الاخري
يزيد بسعاده: فعلا القهوه جت.
فادي للخادمه: نادي لدكتوره وعد تيجي تعمل الجلسه.
الخادمه: حاضر.
خرجت الخادمه واكمل فادي ويزيد حديثهما
وصعدت لتنادي علي وعد وصلت الي غرفتها دقت الباب ردت عليها وعد من الداخل: ايوه مين
الخادمه من الخارج: استاذ فادي بيقولك تيجي تعملي الجلسه.
وعد من الدخل: حاضر روحي انت انا هحصلك.
كانت وعد تجلس مكانها منذ ان صعدت الي الغرفه وكانت الدموع تتصاقط من عينها رغما عنها فهي تشعر بالم شديد بداخلها اخذت نفس شديد واخرجته ومسحت دموعها وقامت اخذت ادوتها ونزلت كانت مديحه ماتزال بغرفتها قامت توضأت وصلت وجلست تدعي لمحمد وتترحم عليه وتدعي لابنأوه بالهدايه وصلاح الحال وصلت وعد الي باب غرفة فادي دقت الباب ودخلت فالباب مفتوح
وعد: استاذ فادي يلا عشان الجلسه.
فادي: طب اقعدي شويه الاول.
يزيد: كده خلاص انا فهمت وان شاء الله هنفذ الخطوه التانيه واجيلك بكره اقولك النتيجه.
فادي: تمام بس انا كنت عايز اتكلم معاك شويه بعد الجلسه ممكن؟
يزيد بابتسامه: اكيد طبعا.
قام فادي استلقي علي الاريكه وبدأت وعد في الجلسه.
يزيد بتعجب: انا معملتش جلسات زي دي ليه؟
وعد: حالتك كانت مختلفه.
يزيد بابتسامه: بس انت عرفتي منين انت اصلا مكنتيش موجوده وقتها.
وعد: لان ده شغلي انا دكتوره وعارفه الحاله اللي كانت عندك.
فادي: هو مش انت اللي عالجتي يزيد.
بدي علي وجه وعد الالم وامتلاءت عينها بالدموع وقالت: لاء مش انا.
فادي: انا فكرت انكو اتعرفتو وهو بيتعالج.
يزيد ليغير الحديث: ايه رايك تشتغل معايا في الشركه؟
فادي بتعجب: وهشتغل ازي وانا كده؟!
يزيد: هعلمك القرأه والكاتبه بطريقه بريم.
فادي بتفكير: لما اتعلم اقولك علي قراري انما واضح انك شاطر قوي في القرأه والكتابه بطريقة بريم.
يزيد بابتسامه: انا كنت بعلمها للناس من وانا في ثانوي.
وعد: انا خلصت الجلسه هسبكم وانا.
خرجت وعد وقام فادي وجلس
فادي: ليه بحس ديما في صوتك سعاده وانت بتتكلم عن الايام قبل ما يرجعلك بصرك.
يزيد بسعاده: لانها كانت اجمل ايام حياتي.
فادي: معقوله كنت سعيد مع الضلمه الفظيعه دي؟!
يزيد بسعاده: انا اتولدت فيها وامي الله يرحمها كانت ديما تقولي انت مميز وان الضلمه دي احنا اللي بنصنعها لنفسنا لكن الحقيقه النور في قلوبنا مش في عيونا.
فادي: اه نفس الكلام اللي بتقوله وعد.
يزيد: بس انا مقتنع بيه كان ديما جويا سؤال وكنت عايز اعرف اجبته.
فادي: سؤال ايه؟
يزيد: انه الاصعب انك تتولد في الضلمه وماتكنش شفت ابدا ومتعرفش شكل اي حاجه ولا انك تكون شوفت فتره وعرفت شكل كل حاجه وبعدين ماتشوفش.
فادي: سؤال صعب بس اعتقد انك تبقي عارف شكل الحاجه افضل من انك متبقاش عارف.
يزيد: ودي الاجابه اللي عرفتها لما رجعلي بصري كنت راسم صوره لكل شئ حوليا لكن الصوره اختلفت لما شوفت بعيني فهمت جمله كانت امي بتقولهالي ديما.
فادي: جملة ايه؟
يزيد بابتسامه حزينه: كانت ديما تقولي العين سعات بتخدع وتخلينا نشوف غلط لكن القلب بيشوف الصوره الحقيقيه وعشان كده انت بتشوف احسن منا.
فادي بتعجب: بتشوف احسن منهم وجة نظر غريبه قوي.
يزيد: لما رجعلي بصري كان في ناس بشوفهم شياطين لاني عارفهم علي حقيقتهم وعارف الشر اللي جواهم لما شوفتهم معرفتهمش شكلهم حلو مش ممكن تصدق انهم كذابين وان جواهم كل الشر ده.
فادي بتفكير: في دي عندك حق ده انا كمان شوفته بعنيا المحنه دي عارفتني مين اللي بيحبني ومين اللي بينافقني.
يزيد: فعلا المحن ديما بتكشف لنا الناس.
فادي: ممكن بقي تقولي ازي اسعد ايام حياتك هي اللي عيشتها قبل ما يرجعلك بصرك.
يزيد: ياه دي حكايه طويله.
فادي: لو مايضيقش احكيها.
يزيد: هحكيها يمكن الالم اللي جويا يخف شويه (تنهد) هجيب من البدايه لما اتولد كفيف امي لفت بيا علي كل الدكاتره اللي تعرفها واللي متعرفهاش ورغم ان ظروفها كانت علي قدها بس مقصرتش ولما ياست سكتت كان لسه الزرع ده مطلعش بس بدأت تعملني كل حاجه علمتني اعتمد علي نفسي والدي مات وانا عندي اربع سنين وكانت خايفه لو جري لها حاجه اتبهدل علمتني حتي اعمل الاكل لنفسي اغسل لبسي اكوي كل شئ ممكن انك تتخيله.
فادي بابتسامه: امك ست عظيمه وكانت خايفه عليك واللي عملته صح.
تنهد يزيد بابتسامه حزينه: فعلا ده صحيح وكل اللي علمته ليا نفعني دخلتني مدرسه اتعلمت القرأه والكتابه بطريقة برايم كنت اشطر واحد في المدسه كل المدرسين كانو بيحبوني جدا لاني ذكي وبفهم بسرعه وكانو كل زمايلي بيحبوني عشان كنت اعلمهم ازي يتعملو مع اللي حوليهم ويميزوهم ازي حاجات زي كده يعني وكنت سعيد جدا عمري ما حسيت اني عاجز (تلاشت البسمه من علي وجهه) الا يوم ما اتوفت امي كان يوم صعب قوي كنت وقتها في تانيه ثانوي عمري ما بنسي اليوم ده ابدا.
واغمض عينيه بالم شديد وبدأ يتخيل الامر كانه يراه
في شقه بسيطه مكونه من غرفتين كان يعيش يزيد هو ووالدته كان يزيد بغرفته وخرج يبحث عن والدته
يزيد بقلق: ماما انت فين ماما روحتي بدور عليكي مش لاقيقي ليه ماما ماما.
اتجه الي المطبخ بحث عنها لكنه لم يجدها خرج الي غرفتها وبحث بها لكنه لم يجدها.
يزيد بقلق وخوف: هي راحت فين بس معقوله تكون خرجت بس متعوده تقولي اه تكون راحت عند جراتنا ام عصام بس هي مش بتروح هناك بردو الا لما تقولي اروح اسال عليها عندهم وخلاص يمكن حصل حاجه وجريت بسرعه وملحقتش تقولي.
توجه نحو الباب فتح باب شقته ودق باب الشقه المجاوره له فتحت له جارته ام عصام
يزيد بحرج: معلش انا اسف هي امي عندكو مش لاقيه في البيت كله.
ام عصام بخضه: ازي يا بني امك عمرها ما بتخرج غير لما تعرفك عشان ماتقلقش عليها.
يزيد بقلق: طب ممكن تيجي تدوري عليها في البيت عشان مش لاقيها وخايف يكون حصل لها حاجه.
ام عصام بقلق: حاضر يا بني هجيب المفتاح واجي معاك.
دخلت احضرت المفتاح واتت ودخلت معه الي الشقه وهي تجري بحثت عنها في المطبخ والحمام ودخلت االي غرفتها فوجدتها واقعه علي مصليتها في الارض اسرعت اليها وامسكتها وهي تصرخ: ام يزيد ردي عليا ام يزيد قومي ايه اللي وقعك كده ام يزيد ام يزيد...
اتي يزيد مسرعا علي صوت صراخها وهو يتخبط ويتعثر في الاثاث وجلس الي جوار والدته علي الارض وامسك يدها ووضع يده علي وجهها يتحسسها فوجدها بارده جدا فبدأ يصرخ قائلا: ماما رودي عليا ماما ارجوكي رودي ماما انت مش بترودي ليه ها ماما فيكي ايه ماما.
وبدأ يهزها بيده ويحركها لكنها لا تتحرك ولا تنطق
فاصابته هستريا وبكاء: ماما رودي عليا ماما انت جسمك بارد كده ليه ماما اوعي تسيبني انا مليش غيرك ماما مااااااااااااامااااااااااا
ام عصام ببكاء: يا حبيبتي يا ام يزيد فيكي ايه ياختي ردي عليا طب ردي علي ابنك يزيد يلا قوم معايا نشلها بسرعه ونوديها المستشفي قوم يلا اصلب طولك كده وقوم.
يزيد بهتريا وبكاء: لاء لاء ماما ماما ردي عليا ماما متسبنيش ماما ماما ارجوكي انا مليش غيرك في الدنيا ماما ماما اااااااااا.
ام عصام ببكاء: طب انا هروح اخلي ابو عصام يجب دكتور وانت شلها حطها علي السرير.
يزيد ببكاء: حاضر هشلها احطها علي السرير.
خرجت ام عصام وذهبت الي شقتها وحمل يزيد والدته ليضعها علي السرير ولكنه فقد تركيزه فلم يعرف اين السرير فظل يحملها علي يده ويلف مكانه وكانه ضائع في الطريق اتت ام عصام وجدته يلف بها مكانه ففهمت انه لا يعرف مكان السرير فوجهته الي السرير وضعها عليه وقامت هي بتغطيتها ظل هو بجوارها يبكي حتي اتي الطبيب وكشف عليها
الطبيب بحزن: البقاء لله.
يزيد ببكاء: لاء لاء ماما ماما مليش غيرك في الدنيا مامااااااااااا (وازدادا في البكاء).
الطبيب الي ام عصام: هو ده ابنها؟
اشارت ام عصام براسها نعم وهي تبكي
الطبيب بحزن: معلش يا بني البقاء لله لازم تقوم دلوقتي تخلص الاجراءت عشان تلحق تدفنها قبل العصر احنا قربنا علي الظهر.
يزيد ببكاء: قولي ايه الاجراءت وانا هعملها.
الطبيب: انا هكتب التقرير لكم دلوقتي وروح علي مكتب الصحه.
ام عصام ببكاء: اكتب وانا هخلي ابو عصام يعمل هو الاجراءت هو اكيد مش في وعيه دلوقتي ومش هيعرف.
الطبيب: طيب خلاص.
كتب الطبيب التقرير وقدمه لام عصام ومد يده ليعزي يزيد لكنه لم يرها فهو كفيف
ام عصام: مد ايدك يا يزيد الدكتور مداد ايده يعزيك معلش يا دكتور.
الطبيب:هو كفيف؟
ام عصام ببكاء اومأة براسها نعم
الطبيب: انا اسف مكنتش اعرف البقاء لله.
خرج الطبيب هو وام عصام لتعطي الورقه لزوجها
يزيد ببكاء شديد: مبقتش شايف يا امي اول مره احس اني اعمي مش شايف الدنيا ضلمه قوي يا امي ضميني يا امي عشان النور يرجع تاني لعيوني امي امي اروجكي متسبنيش يا امي.
وازداد في البكاء عادت ام عصام وقفت الي جوار يزيد وربطت علي كتفه قائلا ببكاء: ربنا يصبرك يا بني كانت ونعم الام ونعم الجاره ست ملهاش زي اهي دي اللي يتحزن عليها العمر كله اه يا حبيبتي يا ام يزيد.
يزيد ببكاء: انا مش عارف ايه الاجرأت اللي بتتعمل معلش انت كنتي زي اختها بالظبط اعملي انت الاجراءت وهاتي مغسله... وكفن... اه يا امي اه...
ام عصام ببكاء: حاضر يابني ان مكنتش اعمل لامك اعمل لمين.
فتح يزيد عينيه وهو يبكي بكاء شديد ونظر الي فادي قائلا: عمري ما حسيت بالالم ده الا يومها اول مره احس ان الدنيا ضلمه كنت موجوع قوي فضلت موجود في الاوضه لحد مغسلوها وكفنوها مكنتش دريان بالدنيا كنت زي العيل التايه مش عارف بعمل ايه لحد ما جه راجل كبير جارنا ربنا يباركله لاحظ حالي قعد جنبي وطبطب عليا وقلي كلمتين فوقوني وخلوني رجعت تاني اقف علي رجلي واكمل باقي حياتي قالي اوعي يا بني تضيع تعب امك هدر اوعي تبوظ اللي قعدت سنين تزرع فيه عشان لحظة ضعف او انكسار افتكر كل شئ علمته لك وافتكر انك انت امتداد عملها متخلوهش يقف وتخصر كل شئ.
فادي ببكاء: عنده حق اوعي تعمل زي وتضيع كل شئ في لحظة ياس اوعي تخصر كل حاجه مش عارف ليه حاسس ان الكلام ده موجه ليا انا.
يزيد ببكاء: لان الكلام ده موجه لكل انسان مش عشان لحظة انكسار يضيع كل شئ الرجل الصح لما يقع يقوم يقف تاني ميفضلش علي الارض مش كده ولا ايه.
فادي وهو يمسح دموعه: كده عندك حق.
يزيد وهو يمسح دموعه: من بعدها فوقت ورجعت تاني لحياتي والسنه اللي بعدها طلعت الاول علي الثانويه العامه ودخلت كليه تجاره.
فادي بتعجب: تطلع الاول تدخل تجاره ليه؟
يزيد: عشان الاقي وقت اشتغل مع الدراسه ماهو معاش والدي صغير ماينفعش وكمان عشان كنت بروح اعلم بعض فاقدي البصر القرأه والكتابه بطريقة برايم وفضلت كده لحد لما اتخرجت واشتغلت في الشركه اللي انا مديرها دلوقتي كنت بروح كل يوم بعد الشغل علي دار رعايه تبع الشركه اعلم فيها الناس اللي هناك القرأه والكتابه وهناك اتعرفت علي حب عمري كله اجمل انسانه ممكن تعرفها وتشوفها ضحي ملاك نازل من السما.
تنهد يزيد وسكت للحظات ثم نظر بساعته قائلا: معلش بقي لازم امشي وهاجي بكره اكمل.
فادي بابتسامه: وانا هستناك اوعي تتاخر.
يزيد: لاء مش هتاخر وهجبلك معايا هديه.
فادي: هدية ايه؟
يزيد: مش هقولك هسيبك متشوق لبكره سلام.
فادي: مع السلامه.
خرج يزيد كانت وعد ومديحه تجلسان في البهو القي عليهم التحيه
يزيد: سلام عليكم انا ماشي.
مديحه: ما تقعد يا بني تتغدي معنا.
يزيد: معلش عندي شغل مره تانيه ان شاء الله.
وعد: مع السلامه.
يزيد: اه افتكرت هجبلك بكره ورق تمضيه ماشي.
وعد: ماشي يا سيدي ما دمت مصر.
ذهب يزيد وقفت وعد وامسكت حقيبتها ونظرت الي مديحه قائلة: هدخل اعمل فحص لعين استاذ فادي عشان اشوف نتيجة الجلسات.
ذهبت الي غرفة فادي دقت الباب ودخلت
وعد: استاذ فادي تسمحلي اشوف عنيك.
كان فادي شارد وافاق علي صوتها قائلا: ها اه اتفضلي.
اقتربت وعد منه لتبدأ الفحص
فادي بتردد: مين ضحي؟
صدمت وعد من السؤال ووقعت من يدها الحقيبه
في الارض وارتبكت...
تااااابع ◄ أسمى معاني الغرام