-->

رواية أسمى معاني الغرام الفصل العاشر

 

 ذهب يزيد وقفت وعد وامسكت حقيبتها ونظرت الي مديحه قائلة: هدخل اعمل فحص لعين استاذ فادي عشان اشوف نتيجة الجلسات.
ذهبت الي غرفة فادي دقت الباب ودخلت
وعد: استاذ فادي تسمحلي اشوف عنيك.
كان فادي شارد وافاق علي صوتها قائلا: ها اه اتفضلي.


اقتربت وعد منه لتبدأ الفحص
فادي: مين ضحي؟

صدمت وعد من السؤال ووقعت من يدها الحقيبه وتوترت ظلت صامته للحظه والتقطت الحقيبه من علي الارض ثم قالت بالم شديد وعينيها تمتلئ بالدموع: ضحي تبقي اختي.
فادي بقلق: طب ليه كل القلق ده لما سالتك وليه صوتك حزين وموجوع؟
وعد وهي تحاول ان تمنع دموعها من النزول: هسالك شوية اساله بس مهم قوي تجوبني عليها.
فهم فادي انها لا تريد ان تجيب علي اسئلته
فادي: هجاوب كل اسئلتك اسالي.

تنهدت وعد بالم وقالت: معلش اسفه بس لما احس اني قادره اجوبك هجوبك قلبي موجوع قوي والكلام عنها بيزد وجعي.
شعر فادي بالالم والضيق لانه تسبب في حزنها فقال باسف: انا اللي اسف اني سالت ومكنتش متخيل ان سؤالي هيسبب لك الالم ده كله.
وعد بالم: مفيش داعي للاسف انا اللي ممكن اوفر شويه.

فادي: كلنا سعات بنكون اوفر لما نفكر بعاطفيه زياده ونسيب العقل عارفه قبل ما تيجي هنا كانت الدنيا بالنسبه ليا كبوس نفسي اخلص منه لكن اتعلمت منك ازي احب الدنيا واحب الحياه.
جلست وعد بالكرسي بجوار الاريكه وبدأت بالبكاء قائلة: انا نفسي احكي واقول كلام كتير بس خايفه وجعي يزيد خايفه الجرح اللي جويا يوجعني اكتر.
فادي: بالعكس الكلام بيخفف الالم ويدواي الجراح.

وعد ببكاء: فجأه الدنيا فضيت عليا فجأه بقيت وحيده فجأه كل اللي بحبهم سابوني كل ما ادخل الفيلا ببقي عايزه انادي علي بابا وعلي ضحي بس عارفه انهم مش هيردو عليا بحاول ابان قويه متماسكه بس الحقيقه اني مكسوره موجوعه قوي.
فادي ببكاء: كانك بتتكلمي عني بس تفتكري انه اصعب انك تخصريهم وهما موجودين وبعدهم عنك باختيارهم ولا يكون غصب عنهم احساس مؤلم قوي انك تكوني عبيء علي كل اللي حاوليكي.

وعد وهي تمسح دموعها: اكيد المك اكبر بس عارف انت حظك احسن عندك امل انهم يرجعو لكن انا لاء انت ممكن لو اشتقت لهم تروح وتشوفهم حتي ولو من بعيد لكن انا لاء (تنهدت تنهيده بعمق شديد ) انا الدنيا فضيت من حوليا ومليش امل تتملي من جديد.
واغمضت عينها واخذت نفس وزفرته بكل ما بها من الم ووجع.

شعر فادي بالالم الشديد في زفرتها وتالم لالمها قائلا بتنهيد: معاكي حق المك اشد قوي
بس انت فعلا قويه والا مكنتيش قدرتي تساعديني اخرج من اللي كنت فيه متشكر ليكي جدا متشكر لانك دخلت حياتي وغيرتي فيها حاجات كتير.
وعد بابتسامه حزينه: انا كمان متشكره انك خلتني اتكلم حاسه براحه حاسه جزء من الحمل اللي علي قلبي اتشال كنت بخاف اتكلم لالمي يزيد لكن الكلام ريحني.

فادي بابتسامه: طب الحمد لله اني قدرت اخفف عنك ولو جزء بسيط واتمني اني اقدر اشيل عنك كل حملك واخفف المك واكون دوي لجراحك زي ما كنتي دوي لجراحي.
وعد بخجل: دوي لجراحك عموما متشكره ليك جدا بس معلش مش هعرف اكمل الكشف دلوقتي ممكن اخليه وقت تاني.
فادي: اكيد طبعا الوقت اللي يريحك.
وعد: شكرا عن اذنك.

صعدت وعد الي غرفتها وظل فادي مكانه لكنه عاد الي الخلف ووضع راسه علي ظهر الاريكه واغمض عينه وهو يقول في عقله: بتداوي جروح الناس وجرحها بينزف بتخفف عن غيرها المهم وهي مش عارفه تخفف المها مسكينه بتتعذب مش عارف ليه كان نفسي اخدها في حضني واطبطب عليها كان نفسي امسح دموعها باديا واقولها انا معاكي وجنبك ومش هسيبك بس خفت مش عارف ايه اللي خوفني عجزي ولا انها تكون مشغوله بغيري.

كانت مديحه تقف بالقرب من الباب وسمعت كل ما دار بينهم من حوار كانت تشعر بسعاده فابنها عاد الي حالته الطبيعيه وايضا تشعر ان قلبه مال لوعد وهي فتاه رائعه لن تتمني له افضل منها دخلت الي المطبخ لتتابع اعداد الطعام اما وعد بعد ان دخلت غرفتها جلست علي سريرها تتعجب وتقول في عقلها: انا ليه قولتله الكلام ده ليه بحس براحه في الكلام معاه وليه بتوتر قوي لما بقرب منه لازم اسيتر علي نفسي اكتر لحد مااخلص العلاج وامشي لاء امشي وارجع تاني للوحده من يوم ما جيت هنا واحساسي بالوحده قل(تنهدت )ما انا كده كده لازم همشي لو اني اتعودت علي وجدي هنا وبحس بسعاده مش عارفه ايه سببها وفي نفس الوقت خايفه يكون مجرد وهم.

واستلقت علي سريرها واغمضت عينها وظلت بغرفتها تفكر في كل ما حدث معها من يوم قدومها الي العزبه حتي اتي موعد الغداء جاءت اليها احدي الخادمات ودقت الباب قائله: الغدي جاهز يادكتوره.
جلست وعد واخذت نفس وزفرته قائلة: حاضر انزلي انتي وانا هحصلك.
ظلت مكانها للحظات ثم قامت ظبتت حجابها
ونزلت لتناول الغداء معهم اقتربت من الطاوله وجذبت الكرسي المقابل لفادي وجلست
وعد: معلش اسفه علي التاخير.

مديحه: مفيش تاخير ولا حاجه.
فادي: في جلسة علاج بعد الغدا؟
وعد: ان شاء الله وهعمل الكشف اللي مكملتوش.
فادي: ان شاء الله لكن انت هتعمليلي كشف ازي ومفيش هنا اجهزه؟
وعد بابتسامه: ده فحص يدوي ومع بعض الاسئله بقدر احدد هل عينك بتستجيب للعلاج ولا لاء.
فادي بابتسامه: انا بسال بس عشان افهم لكن انا متاكد انك دكتوره شاطره.
وعد بابتسامه: متشكره لثقتك دي.

بدأو تناول الطعام فضل فادي عدم الكلام فخوفه ان تكن مشغوله بغيره ويخصرها اكبر من رغبته ان يخبرها بمشاعره التي اصبح شبه متاكد منها
تناول الجميع الطعام في صمت حتي توقفت وعد قائلة: انا خلصت اكل هطلع اجيب حاجات الجلسه واجي.
فادي: وانا كمان خلصت هروح استناكي في الاوضه.
مديحه: بالهنا والشفا يا حبايبي.

صعدت وعد الي غرفتها لتحضر ادوتها ودخل فادي الي غرفته جلس علي الاريكه ينتظرها لحظات واتت وعد دقت الباب ودخلت دخلت مديحه الي الغرفه هي الاخري وجلست علي الكرسي بجوار السرير قائلة: ربنا يكرمك يا بنتي من يوم ما جيتي وحال فادي اتغير.
وعد بابتسامه: مفيش داعي للشكر ده شغلي.

مديحه بابتسامه: محدش يقدر ينكر اللي عملتيه مفيش دكتور بيروح لمريض في بيته وبتهيالي انك مروحتيش لمرضي قبل كده.
وعد بخجل: فعلا انا ماروحتش غير لبنت واحده ولولا ان دكتور مصطفي شكر جدا في فادي وقال ان امره يهمه مكنتس حاجي.
فادي بابتسامه: الحمد لله ان في حد امري يهمه اتمني يكون امري يهمك انت كمان.
وعد بتلجلج: اكيد طبعا امرك هيمنا كلنا.
فابتس قائلا: يعني امري يهمك؟

وعد بخجل: هاه اه طبعا ممكن بقي تتفضل عشان نبدأ الجلسه.
ابتسم فادي من خجلها واستلقي علي الاريكه ووضع راسه علي مسند صغير وكانت وعد تجلس علي الكرسي بجوار الاريكه فبدأت الجلسه
وعد: استاذ فادي ممكن اعرف هل بتحس بفرق بين الليل والنهار؟
فادي: لو تقصدي في الرؤية فبسيط جدا زي نقطه في بحر.
وعد: طب واول لما بتصحي من النوم؟

فادي: ساعات احس بشبوره او غمامه علي عيني وبعدين ترجع الضلمه تاني.
وعد: هو كده يبقي في عمليه المفرض تتعمل بعد يومين ودي مهمه جدا.
فادي: مين اللي هيعملها لي؟
وعد بابتسامه: متقلقش الدكتور مصطفي هو اللي هيعملها.
فادي: بس انت اللي بتعلجيني يبقي انت اللي تعمليها مش هو.

وعد بابتسامه: دي ثقه غاليه جدا اشكرك عليها بس انا معملتش اي عمليات قبل كده لكن هكون موجوده في العمليه.
فادي بابتسامه: خلاص وانا موافق مدام هتكوني معايا.
شعرت وعد بالخجل ولم تتحدث كانت مديحه تتابع الحوار بابتسامه دون اي تعليق.
فادي بابتسامه فهو يشعر بخجل وعد: ايه رايك نقعد في الجنينه شويه بعد الجلسه؟
وعد: معلش مش هينفع عشان العصر قرب وهروح الجامع.

فادي: خلاص نروح سوي الجامع وماما كمان تيجي معانا هي بتحب الصلاه في الجامع.
كان فادي يريد رفع الحرج عنها بوجود والدته معهم وكانت مديحه تفهم ذلك فهزت راسها بالموافقه.
وعد: خلاص انا خلصت الجلسه هطلع اتوضي واستعد للصلاه علي ما تتوضو انتو كمان.
فادي: خلاص اتفقنا.

خرجت وعد من الغرفه وهي تفكر في تغير فادي الي هذا الحد وبدأت تشعر بالخوف والقلق ان يكون تعلق مرضي فهذا يحدث كثيرا في مثل هذه الحلات واكثر ما يقلقها ارتيحها له ورغبتا في البقاء معه فهي لا تستطيع ان تحدد حقيقه مشاعرها فوكلت امرها لله صعدت الي غرفتها توضأت وغيرت ملابسها ونزلت كان فادي ومديحه قد استعدا وذهبو معا الي المسجد وبعد ان انتهت الصلاه عاد فادي ومديحه الي المنزل وظلت وعد جلس فادي ووالدته في غرفه فادي
فادي: هي وعد مجتش معاكي ليه؟

مديحه: كان في ناس مستنينها هتكشف عليهم.
فادي بسعاده: انسانه طيبه قوي بتساعد ناس كتير.
مديحه: فعلا انسانه جميله ربنا يسعدها يارب.
فادي: ممكن تطلبي من حد في المطبخ يعملي قهوه.
مديحه: هعملهالك بنفسي كمان.
فادي: شكرا يا ماما يا احلي ماما في الدنيا.
مديحه: عنيا ليك يا حبيبي.
فادي: تسلميلي يارب.

ذهبت مديحه الي المطبخ واعدت القهوه وعادت بها وشربها معا وظلا يتحدثان حتي اتي موعد صلاة المغرب ولم تعد وعد بعد وكان فادي يشعر بالقلق عليها ففكر فادي ان يذهب للصلاه ويطمأن عليها.
فادي: ماما ايه ريك نروح نصلي المغرب في الجامع؟

كانت مديحه تشعر بقلق فادي علي وعد فابتسمت وقالت: اه فكره حلوه واهو نطمن وعد اتاخرت ليه وحتي نقعد للعشا نصليها ونرجع.
فادي بابتسامه: هي فعلا اتاخرت وانا قلقان عليها قوي.
مديحه بابتسامه: ربنا يريحك قلبك يا حبيبي.
تنهد فادي قائلا: ربنا يسمع منك يا ماما يارب.
مديحه بضحك: طب يلا بينا.

تحركا الاثنان معا وذهبا الي المسجد وظلا به حتي صلا العشا وعادا معا جلسا بغرفة فادي لكن وعد لم تعد وزاد قلق فادي عليها جدا وكان ويحاول ان يداري قلقه عليها ولكن والدته كانت تشعر به.
فادي بقلق يداريه: هي الدكتوره وعد مجتش لحد دلوقتي ليه؟
مديحه بابتسامه: هو فعلا موضوع يقلق هي قالتلي انها هتشوف واحده تعبانه وتيجي علي طول.
فادي: يعني كان زمانها خلصت من بدري كده الموضوع ما يطمنش.

مديحه: متقلقش هي بس يمكن الحاله طولت معها شويه والغايب حجته معاه.
شعرت مديحه ان قلق فادي اكثر من قلق عادي فارادت ان تعرف ما بداخله فقالت بتفكير:وانت بتسال ليه وقت ماتيجي هتعملك الجلسه ده لو اللي قلقك الجلسه مش حاجه تانيه.

فادي بتوتر: حاجه ايه بس عادي كل الحكايه انها اتاخرت قوي وهي دلوقتي مسؤله منا ولازم نطمن عليها.
مديحه بابتسامه: ليه لازم هي عيله صغيره دي دكتوره وعاقله وعارفه كويس هي بتعمل ايه.
فادي بضيق: يوه يا ماما بقي من الاخر انا قلقان عليها فيها حاجه دي؟!
مديحه بابتسامه: مفهاش حاجه بس قولي قلقان ليه عليها كده دا انت مكنتش طايقها اول ماجت وكنت عايز تتطفشها.
فادي بضيق اكثر:يا ماما خلاص بقي عايزه توصلي لايه؟

مديحه بابتسامه: مش عايزه اوصل لحاجه انا عرفت خلاص اللي عايزه اعرفه.
فادي بضيق: طيب ماشي ممكن تخلي حد يروح الجامع يشوف وعد اتاخرت ليه انا قلقان عليها قوي ومش هرتاح الا لما اطمن عليها.
مديحه: حاضر هروح اخلي حد يروح يسال عنها.
تركته مديحه وذهبت الي غرف الخدم لتطلب من احدهم الذهاب الي المسجد وفور ذهابها اتت وعد وقفت علي باب الغرفه دقت الباب وتقدمت خطوتين قائلة: السلام عليكم.

فادي بغضب: ايه اللي اخرك كده كنتي فين كل انا كنت هتجنن من القلق عليكي.
وعد بصدمه من غضبه: انا اسفه مقصدتش اتاخر بس كان في حاله عندها خراج جنب عنيها وكان لازم افضيه واتاخرت علي ما عقمت الادوات اللي في عيادة المركز الطبي.

شعر فادي بضيق لانه كلمها بغضب واقترب منها خطوتين قائلا: انا اللي اسف اتنرفزت عليكي من غير سبب بس خوفت تتوهي واو يكون جري ليكي حاجه.
وعد بخجل: انا كمان اسفه كان لازم ابعت حد يعرفكو اني هروح المركز الطبي.
كانت مديحه قد عادت ورات وعد وكانت تقف وتسمع الحوار بينهم فدخلت الغرفه وهي
تقول: خلاص يا وعد محصلش حاجه احنا بس قلقنا عليكي.

التفت وعد لها قائلة: معلش متوقعتش انكم هتقلقو عليا اسفه هاطلع حالا اجيب الحاجات واعمل الجلسه انا سفه علي التاخير.
فادي بتذكر: الجلسه اه صحيح ده انا كنت ناسي. وعد بتعجب وتردد: امال انت كنت متضايق ليه؟
فادي بتردد وتوتر: يعني ماقلقش عليكي ما... ما انت مسؤله مني طول ما انت هنا وكمان اتعودت علي وجدك جنبي.
وعد بابتسامه وتعجب: مسؤله منك! جايز عن اذنكم هطلع اجيب ادواتي.

تحركت وعد وهي تفكر في كلام فادي وازداد قلقها فلو انه تعلق مرضي ستكون مشكله لكنه لو انه شئ اخر ماذا سيكون رد فعلها وما حقيقه شعورها هي وصلت الي غرفتهااحضرت الادوات ونزلت الي غرفة فادي الذي كان يجلس هو ووالدته في الغرفه دون كلام دخلت وجلست علي الكرسي بجوار الاريكه دون اي كلام واستلقي فادي علي الاريكه وبدأت وعد بالجلسه ظل الصمت سائد حتي قطعته مديحه قائلة: ممكن يا وعد تفضلي معنا لما نرجع القاهره وتكملي انت علاج فادي؟

وعد بتردد: معتقدش انكو هتحتاجوني في القاهره لان هو هيعمل العمليه ويفضل في المستشفي لحد ما يتفك الرباط والعلاج اللي بعد كده هيكون حجات بسيطه ممكن اي حد يعملها مش لازم دكتور.
مديحه: بس انا استريحت ليكي ومش عايزكي تسبينا يعني تكوني انت المسؤله عن علاج فادي.
وعد: ده طبعا شرف ليا بس الامر في ايد دكتور مصطفي.
فادي: خلاص بسيطه انا هكلمه بس انت موفقه الاول.

وعد بتردد: اكيد اي شخص محتاج مساعده مش هتاخر ده واجبي كادكتوره.
شعر فادي بالضيق من كلام وعد لكن لم يتحدث وظل صامت انتهت وعد من الجلسه وقامت
وعد: عن اذنكم.

صعدت وعد الي غرفتها وهي تشعر بتوتر شديد وارتباك لا تعرف سببه اما فادي قام من علي الاريكه واستلقي علي السرير دون كلام فشعرت والدته انه تضايق من كلام وعد فقامت وربطت علي كتفه وملست علي شعره قائلة: الصراحه احسن طريق عشان تعرف اللي عايزه انا طلبت منها تفضل كدكتوره لكن لو عايزه تفضل علي طول ده في ايدك انت ومحدش غيرك يقدر ياخد الخطوه دي
فادي بقلق:انا فاهم قصدك يا ماما ونفسي بس خايف مش عايز شفقه من حد.

مديحه بابتسامه: و هو انت متخيل ان واحده زي وعد ممكن تقبل انها تعيش مع واحد شفقه عليه لاء طبعا يا بني الكلام ده ممكن لو هي بنت غلبانه مش دكتوره وصاحبة شركه.
فادي بقلق: مش عارف يا ماما مش عارف خايف اول مره احس بالخوف والقلق ده.
مديحه: خايف من ايه يا حبيبي انت اي بنت تتمناك.

فادي: خايف تكون مرتبطه بواحد تاني مش عارف هعمل ايه ولا هتصرف ازي.
مديحه بابتسامه: سبها علي الله يا حبيبي ونام دلوقتي هو ديما عنده الحل.
فادي بابتسامه قلقه: ونعم بالله عندك حق هنام تصبحي علي خير.
مديحه: وانت من اهله.

تركته مديحه وصعدت الي غرفتها توضأت وصلت وجلست تدعي الله ان يصلح حال فادي ويرزقه بالزوجه الصالحه كانت وعد في غرفتها مستلقيه علي سريرها تفكر في كل ما حدث وتحاول ان تفهم تصرف فادي حتي ذهبت في النوم وفي الصباح استيقظت وعد كالعاده وبعد ان تناولت الفطار مع فادي ومديحه احضرت ادواتها وبدأت في الجلسه لفادي الذي كان شارد تماما ولم يتحدث معها انتهت من الجلسه وقامت لتذهب
وعد: خلصت الجلسه والجلسه التانيه هتكون بعد الغدي ان شاء الله.

فادي بشرود: شكرا.
تحركت وعد نحو الباب فنداها فادي قبل ان تخرج
فادي: هو يزيد هيجي امتي؟
التفت وعد ونظرت اليه قائلة: معرفش هو قالك هيجي بدري ولا متاخر؟
فادي: مقلش بس قال مش هيتاخر.

وعد: طلما قالك مش هيتاخر يبقي مش هيتاخر يزيد مابيرجعش في كلمه بيقولها وعموما لو محتاج حاجه ممكن اعملها انا علي ما يزيد يجي؟
فادي: ممكن نقعد في الجنينه شويه علي ما يجي يزيد؟
وعد: مفيش مشكله هطلع الحاجات الاوضه واجي نقعد في الجنينه.
فادي: وانا هسبقك واستناكي في الجنينه.

صعدت وعد الي غرفتها اعادت الادوات ونزلت وجدت فادي ينتظرها في الحديقه كان يجلس علي كرسي ويضع الكرسي الاخر بجواره فاقتربت منه وتنحنحت واخذت الكرسي وضعته علي بعد مسافه صغيره وجلست فابتسم فادي من تصرفها
فادي بابتسامه: حلو جو العزبه كتير كنت افكر اعيش هنا بس ارجع عن الفكره عشان الشركه.

وعد: انا كمان سعات بحس ان العمر قصير قوي مش محتاجه نضيعه في الجري وري الدنيا بس بردو بيرجعني وعدي لبابا اني ارعي المستشفي واحافظ عليها.
فادي: بس مش غريبه ان دكتور زي والدك يعمل شركه.
وعد: سالته السؤال ده قالي ان المستشفي محتاجه اللي يصرف عليها عشان يقدر يكتر القسم الخيري.

فادي: والدك كان راجل ذكي وبيفكر صح
وعد: الله يرحمه كان اطيب انسان ممكن تتعامل معاه.
فادي: الله يرحمه.واذا بصوت يزيد ياتي من ناحية الباب
يزيد: السلام عليكم.
فادي بابتسامه: وعليكم السلام اهلا بالناس اللي جايه متاخره.

اقترب يزيدوكان يحمل بيده حقيبه بلستكيه ووقف بجوار فادي قائلا: معلش كنت بخلص شوية شغل عشان اقعد معاك برحتي.
فادي بابتسامه: لو كده يبقي خلاص سماح المره دي.
يزيد: ايه رايك بقي بما ان الجو الحلو هنا اجيب كرسي واقعد معاك هنا نتكلم ونخلص شغلنا؟
فادي: فكره حلوه احسن من الخنقه جوه.

يزيد وهو يقدم له عصي صغيره وكتاب: اتفضل الهديا اللي قولتلك عليها.
فاخذها فادي وبدأ يتفحصها بيده قائلا: ايه دي عاصيه من بتاعت...
اكمل يزيد: بتاعت فاقدي البصر عشان تعرف تتحرك براحتك وده كتاب بطريقة برايل عشان اعلمك فيه.
فادي بابتسامه حزينه: هديه جميله وانا كنت محتاج لها.
وعد: فعلا هديه جميله تسمحولي اسبكم واروح انا؟

يزيد: خدي معاكي الورق اللي هتمضيه راجعيه وامضيه وهاتيه.
وعد: حاضر هاته عشان امضيه.
يزيد: راجعيه الاول.
وعد: انا واثقه فيك وعارفه انك مش هتسرقني يبقي لزومه ايه القراءه ووجع العنين؟
يزيد: بصي الصح صح وده مايزعلش لو مارجعتهوش هزعل.
وعد: حاضر هارجعه هاته ماشي.

اخذت وعد والاراق من يزيد وصعدت الي غرفتها لتراجعها وتمضيها جلس يزيد علي كرسي وعد
فادي بتعجب: انت ليه بتصر انها تقرأهم؟
يزيد: عشان تتعود لان ممكن في اي وقت اكون مش معها ومش عايز حد يسرقها.
فادي: وانت ممكن تروح فين؟
يزيد: الاعمار بيد الله وهي ملهاش حد غيري.

فادي: انتو ليه بتتكلمو عن الموت ومحسسني انكو في التسعين من عمركو ايه يا بني انت لسه صغير وهي كمان..
يزيد بابتسامه: بس هي دي الحقيقه الموت ممكن يجي في اي لحظه ويمكن فراق حبيبنا وجعنا قوي.
فادي: تقصد ضحي اللي اتكلم عنها امبارح.
تنهد يزيد بالم: هو في غيرها الانسانه الوحيده اللي حبيتها.
فادي: ممكن تحكيلي عنها يعني تقولي اتعرفتو ازي اتقبلتو فين حبيتها ازي؟

يزيد تنهد بالم: حكيلك انا لسه فاكر اول مره قابلتها بنت لذيذه جدا تحبها من اول لحظه كنت في دار لفاقدي البصر بعلم بعض منهم القرأه بطريقة برايل وكانت هي متعوده تروح هناك كل فتره تكشف عليهم واللي ينفع يتعالج ويرجعله بصره يعالجوه لسه فاكر صوتها وكلامه الجميل وهزرها مع كل اللي في المكان وفرحة الموجدين كلهم بيها وبدخولها عليهم.

تنهد واغمض عينه وبدأ يتخيل الامر كانه يراه.
كان يزيد يجلس في قاعه ومعه بعض فاقدي البصر يلتفون حول طاوله صغيره ويزيد يعلمهم القراءه بطريقة برايل ودخلت فتاه جميله ترتدي فستان واسع وحجاب طويل تدفع بعربه صغيره عليها بعض الادوات الطبيه تعلو وجهها ابتسامه جميله تزيد من جمالها
الفتاه بابتسامه: يلا كله يركز معايا هنا معاد الكشف جه.
احد النزلاء: اهلا دكتوره ضحي اتاخرتي علينا ليه؟

ضحي بمزاح: معلش ياعم عصام كانت عنيا وجعاني هنعمل ايه بقي باب النجار مخلع هههههه
عصام بمزاح: طب اسمعي في دكتوره شاطره اسمها ضحي روحي لها هههههه.
ضحي بمزاح: سيبك مني بقي وقولي اخبار العلاج اللي ادهولك ايه ريحك؟
عصام: اه الحمد لله ريحني جدا يا بنتي.

ضحي: فين الجداد اللي هنا عشان اكشف عليهم الاول وبعدين ارجع لكم تاني.
احد النزلاء: يظهر ان الناس كلها فتحت الا احنا مجاش حد جديد ههههههه.
ضحي وهي تضحك: يارب مايبقاش حد ابدا فاقد للبصر ياعم هاشم بس انا شايفه وش جديد قاعد معاكم.
هاشم: اه تقصدي يزيد اكيد ده بيجي يعلمنا القرأه والكتابه ربنا يجزيه خير.

ضحي: يعني صاحب علم يبقي اقل حاجه نقدمها له اننا نشوف لو نقدر نساعده ان بصره يرجعله.
واقتربت ضحي من يزيد قائلة: استاذ يزيد تسمحلي اكشف عليك؟
يزيد بحرج: بس انا مش نزيل هنا.
ضحي: مش مهم لو ليك يبقي ده حقك.

اقتربت ضحي وبدأت في فحص عين يزيد وبدي علي وجهها سعاده شديده وفرح
ضحي بسعاده وفرح: حالتك كويسه جدا وكل اللي محتاجه جراحه بسيطه او اتنين ويرجع النور لعنيك.
يزيد بتعجب: هو حضرتك تعرفيني قبل كده؟
ضحي بتعجب: ليه السؤال ده؟

واقتربت ضحي من يزيد قائلة: استاذ يزيد تسمحلي اكشف عليك؟
يزيد بحرج: بس انا مش نزيل هنا.
ضحي: مش مهم لو ممكن يرجع النور تاني لعنيك يبقي ده حقك.
اقتربت ضحي وبدأت في فحص عين يزيد وبدي علي وجهها سعاده شديده وفرح
ضحي بسعاده وفرح: حالتك كويسه هي كل اللي محتاجه فترة علاج وبعدها جراحه بسيطه او اتنين ويرجع النور لعنيك.
يزيد بتعجب: هو حضرتك تعرفيني قبل كده؟
ضحي بتعجب: ليه السؤال ده؟

يزيد: يعني حاسس انك فرحانه قوي اني طلع ينفع اني اتعالج حتي اكتر مني.
ضحي بسعاده: هو مش الطبيعي اننا نفرح لفرح غيرنا انا بفرح جدا لما اقدر اقدم مساعده بسيطه لانسان وادخل السعاده والسرور علي قلبه.
كان يزيد يستمع الي ما تقول وهو متعجب ان يكون هناك احد يملك هذه المشاعر الجميله
يزيد باحراج: بس انا مش من نزيل هنا ومش هينفع...

قاطعته ضحي: المستشفي بتعالج اي حد ينفعله العلاج مش شرط نزيل في اي دار هخلص كشف وتيجي ومعايا للمستشفي انت وكل شخص هتكون حالته تسمح بالعلاج.
يزيد: رغم اني مش فارق معايا بس هاجي معاكي مقدرش ارفض دعوه جميله من شخص رقيق زيك.
ضحي بخجل: متشكره علي كلامك الجميل بس مش بحب النوع ده من المجاملات هروح باقي العنابر وارجع تكون خلصت شغلك ان شاء الله.

هز يزيد راسه بالموافقه وهو يفكر كيف لفتاه ان ترفض مجامله من شاب وايضا دون ان تجرحه فهذا يدل علي ذكاءها كان شارد الذهن افاق علي صوت ضحكاتهم وضحي تقول قبل ان تخرج
ضحي: طيب انا كده اطمنت عليكو اروح باقي العنابر واجي اخد استاذ يزيد سلام مؤقت.
هاشم: مع السلامه يا احسن واحلي دكتوره في الدنيا كلها.

ضحي بمزاح: ماشي هعديهالك يا عم هاشم هههه بس اخر مره.
هاشم بمزاح: انا زي ابوكي بردو هههههه.
خرجت ضحي واكمل يزيد تعليم النزلاء وبعد ان انتهي وقبل ان يخرج من العنبر اذا بضحي تنادي عليه.
ضحي: استاذ يزيد استاذ يزيد.
يزيد: ايوه يا دكتوره.

ضحي: اتفضل يلا معانا عشان نروح المستشفي نبدأ الفحوصات الازمه عشان نحدد امتي هيبتدي العلاج.
يزيد باحراج: بس يعني انا مش عايز اتعالج ومش هدفع فلوس في حاجه ملهاش لازمه.
قاطعته ضحي قائله: ازي تقول كده مدام لسه في امل يبقي لازم تحاول محدش طلب منك فلوس ولا هيطلب منك.
يزيد بضيق:بس انا متعودتش اقبل صدقه من حد.

ضحي: اتفضل معانا اعمل الفحوصات وابقي اتكلم مع الدكتور في الموضوع ده.
كان يزيد شبه متيقن انه لن يجد اي علاج ولكنه
خرج معها وراسه مليئه بالافكار هل مازال انسا طيبين يساعدون غيرهم دون سابق معرفه ام ان هناك ثمن عليه دفعه وسيكتشفه هناك ظل شارد الذهن يفكر في الامر حتي ركبو السياره معها كانت تجلس بجوار السائق وهم معا بالخلف اخرجه من شروده حوارها مع الشخص الذي يجلس جواره.

ضحي بزعل: ينفع كده يعني يا عم يسري تبقي تعبان ومتقولش ما انا بسال كل مره ماقولتش ليه؟
يسري: يا بنتي انت دكتوره عيون واللي تعبني مش تخصصك فمرضتش اقولك.
ضحي: المستشفي فيها كل التخصصات ولو اي حد تعبان يقول انا نبهت علي الاداره ونبهت عليكو عشان ده مايحصلش تاني ماشي يا عم يسري؟
يسري: حاضر يا بنتي.

مر الوقت بسرعه ووصلو الي المستشفي دخلو جميعا اوصلت ضحي عم يسري الي احد الاطباء ووصته عليه وسارت مع يزيد
يزيد: ممكن اعرف احنا هنروح فين؟
ضحي: هنعمل شوية فحوصات ونشوف ايه المطلوب بالظبط وبعد كده نعمل اجرأت الحجز في المستشفي عشان تبدأ العلاج.
يزيد: معلش ممكن اعرف ايه اللي هتستفادو بيه من علاجي؟
ضحي: ممكن اسالك سؤال؟
يزيد: اسالي.

ضحي: انت لما بتعلم الناس في الدار بتاخد اجر؟
يزيد: لاء انا بعمل ده لوجه الله.
ضحي: واحنا بنعمل ده لوجه الله.
فابتسم يزيد قائلا: متشكر ليكي بس باكد تاني انا مقبلش صدقه من حد.
ضحي: لما تتكلم مع الدكتور اتفاهم معاها في ده بس ممكن اسالك سؤال؟
يزيد: اتفضلي.
ضحي: ليه قولت مش فارق معاك انك تشوف تاني؟

يزيد بابتسامه حزينه: لان اللي كان نفسي اشوفها سابتني خلاص وتركت دنيتنا خلاص انا كان نفسي اشوفها هي بس.
ضحي: يا بختها عشان تحبها الحب ده كله.
يزيد بالم: ده ميجيش شئ جنب حبها ليا مفيش حد في الدنيا ممكن يحبني قدها الله يرحمها.
ضحي:بصراحه عندي فضول اعرف مين دي؟
يزيد والدموع تملاء عينه: امي احب انسانه لقلبي كان نفسي اشوفها (وتنهد) بس خلاص.

ضحي وقد امتلاءت عيونها بالدموع: اكيد عندك صوره لها بعد العمليه ابقي شوف الصوره وعارف كمان الاموات بيحسو بينا وبيشوفونا واكيد هتبقا فرحان لما تشوف.
يزيد ببكاء: فرقها وجعني قوي اكتر شئ تعبني وكسرني محستش بالضلمه الا لما سبتني كانت ديما تدعيلي اني اشوف وكنت اقول لها انا مش عايز اشوف غيرك ولما ماتت مبقاش فارق معايا اني اشوف.

تنهدت ضحي ببكاء قائله: علي الاقل انت لك ذكريات معها ممكن تصبرك انا بقي اتحرمت من امي وانا طفله وحتي ذكرياتي معاها قليله جدا وملهاش ولا صوره عشان اشوفها.
يزيد وهو يمسح دموعه: اسف اني اتسببت في دموعك بس متشكر ليكي انك هونتي عليا المي.
ضحي وهي تمسح دموعها: مفيش داعي للشكر ده شغلي.
يزيد بتعجب: شغلك ازي يعني مش فاهم؟

ضحي: الحاله النفسيه للمريض مهمه وكنت عايزه اخليك متحمس للعلاج.
يزيد: انا فعلا متحمس للعلاج عشان اشوف الملاك اللي قدامي.
ضحي بمزاح: تاني كده بقي هزعل لو قولت كلام من ده تاني مفهوم.
يزيد بابتسامه: مفهوم.

واكملا طريقهما ودخلا الي غرفه الفحص وبعد الفحص اتي طبيب في الخمسينان من عمره به بعض الشبه من ضحي وجلس امام يزيد
الطبيب: شوف يا استاذ يزيد حالتك مش سهله محتاجه فتره علاج وبعدها جراحه وعملية زرع.
يزيد: طب الحاجات دي هتتكلف كتير.
الطبيب بابتسامه: هو حد طلب منك فلوس؟

يزيد: انا بشتغل في شركه وليا تامين يعني الشركه تدفع ثمن علاجي.
الطبيب بابتسامه: بس احنا مش عايزين منك فلوس ومش بناخد...
قاطعه يزيد قائلا: انا مقبلش صدقه من حد انا.
اخرج يزيد كرت من جيبه وقدمه للطبيب واكمل: ده الكرنيه بتاع الشركه اتصلو بيها وهما يدفعو لكم ويتخصم من التأمين بتاعي ولو محتاجين اكتر يتخصم من مرتبي.

اخذ الطبيب الكرنيه ونظر به وابتسم قائلا: حاضر هنتصل بالشركه ونفذ لك كل اللي انت عوذه بس دلوقتي هنحجزلك هنا ونبدأ العلاج.
يزيد: ان كان كده ماشي.
الطبيب: هتيجي ممرضه دلوقتي تنقلك للاوضه اللي هتفضل فيها طول فترة العلاج والدكتوره ضحي هتجيلك تعرفك الخطوات اللي هنعملها.
يزيد: طب مش الافضل تشوفو الشركه الاول هتقبل تكلفة العلاج ولا لاء.
الطبيب بابتسامه: ماتقلقش انا هتصل بيهم بنفسي وهخلص لك الاجرءات كلها.

وتركه وذهب واتت احدي الممرضات واخذته الي غرفه صغيره من الغرف المميزه.
الممرضه: دي الاوضه بتاعتك فيها ثلاجه صغيره جنب السرير والدكتوره هتيجي بعد شويه وتقولك نظام العلاج بتاعك.
يزيد: متشكر جدا.
خرجت الممرضه وبدأ يزيد يتعرف علي الغرفه عن طريق عد الخطوات ولمس الحوائط ومعرفة اماكن الاساس بها ليستطيع التحرك بها بأمان اتت ضحي ودقت الباب
يزيد من الداخل: ايوه مين؟

ضحي من الخارج: انا دكتوره ضحي ممكن ادخل؟
يزيد بابتسامه: اكيد طبعا اتفضلي.
فتحت ضحي الباب ودخلت وتركته مفتوحا كان يزيد يقف بجوار باب حمام الغرفه فشعرت ضحي بالاحراج ظنت انه سيدخل الحمام
ضحي: اخرج علي استني بره؟
وضع يزيد يده وامسك باب الحمام ففهم ابتسم قائلا: انا مش داخل الحمام بس بحب لما ادخل مكان اتعرف علي كل ركن فيه وانت كده عرفتيني ان ده حمام شكرا.

ضحي بابتسامه: اسفه بس فكره حلوه ديه واضح انك شخص ذكي.
يزيد بابتسامه: متشكر علي المجامله ومش بتضايق لما حد يجاملني.
ضحي بابتسامه: مش كل الناس بتجامل بنيه صافيه في بيجامل بنيه تانيه.
يزيد: في ديه عندك حق وانا مزعلتش بالعكس انا احترمتك لانه انسانه محترمه وتستحق الاحترام.

ضحي بخجل ومزاح: ما علينا ممكن تتفضل عشان اقولك علي العلاج اللي هتمشي عليه مده خمس شهور وبعدين نعمل العمليه الاولي وبعدين عملية الزرع.
يزيد: بس دي فتره طويله ومينفعش اقعدها كلها في المستشفي.
ضحي: ممكن تكلم دكتور محمود تروح الشغل وترجع علي هنا لحد ما يتخلص فترة العلاج.
يزيد: خلاص لو كده ماشي هو مين الدكتور اللي هيعملي العمليه؟
ضحي بابتسامه: الدكتور محمود صفوان.

يزيد بتعجب: الدكتور محمود صفوان بس ده دكتور كبير وممكن تبقي اجرة عليا وانا خايفه الشركه ترفض.
ضحي بابتسامه: انت لما اتكلمت معاه طلب منك فلوس؟
يزيد بتعجب اكبر: هو الدكتور اللي كلمني ده هو محمود صفوان الدكتور المشهور بس ده شخص متواضع جدا واتكلم معايا بكل زوق.
ضحي: الدكتور محمود متبرع بكل العمليات دي مجانا ومش بياخد عليها اجر.

يزيد بابتسامه: نادر دلوقتي لما الواحد يلاقي حد زي كده ربنا يباركله والتامين هيغطي تكلفة الفتره الباقيه.
ضحي: وبعدين انا مش قولتلك ان احنا هنتكفل بكل تكاليف العلاج لزومه ايه انك...
قاطعها يزيد قائلا: انا قولتلك قبل كده مقبلش صدقه من حد انا بشتغل وليا تامين الشركه تدفع لكم وتخصمه بعد كده من مرتبي مش مشكله.
ضحي بتعجب: ناس كتير مش بتسال عن اي شئ بتوافق من غير تفكير حتي انما انت شخص غريب مصر تدفع واحنا اللي بنرفض.

يزيد بابتسامه: اخاف اخد حق شخص غيري مستحق لده وانا اقدر ادفع.
ضحي: لسه الدنيا فيها خير.
يزيد: فعلا لسه الدنيا فيها وانت اكبر دليل علي ده متشكر ليكو انك خلتيني اعرف ده.
ضحي: مفيش داعي للشكر طول ما ربنا موجود ديما الخير موجود لو عايز حد يكون معاك مرافق ليك يعني تقدر تجيب.
يزيد بحزن: لاء مش لازم.

ضحي: عشان ماتزهقش من القعده لوحدك خلي حد يقعد معاك.
يزيد بحزن: مليش قرايب انا عايش لوحدي.
ضحي بضيق: انا اسفه مقصدتش.
يزيد: بس انا ممكن اساعدكم في اي حاجه هنا في شغل المستشفى.

ضحي بتفكير: هي فكره بردو هعرضها علي با... دكتور محمود وارد عليك هروح دلوقتي اجبلك العلاج عن اذنك.
يزيد بابتسامه: اتفضلي (واكمل في عقله) انت الملاك اللي ربنا بعتهولي.
ذهبت ضحي واتت بعد بعض الوقت واحضرت معها بعض الادويه وضعتها بجواره
ضحي: دي الادويه بتاعتك هتاخدها بانتظام ومن غير اي تاخير ماشي.
يزيد: حاضر هحفظ المواعيد عرفيني بس كل دوا معاده امتي وانا هعلمهم.

بدأت ضحي تخبره بموعد كل دواء وهو يمسكه ويضع عليه علامه كي يميزه عن الاخر كانت ضحي تري ما يفعل وهي متفاجأه بتصرفاته وذكاءه فهو يعتمد علي نفسه في كل شئ
يزيد: كده خلاص انا عرفت كل دوه يتاخد امتي وازي متنسيش تساليلي الدكتور علي موضوع اني اروح الشغل وارجع ابات هنا؟
ضحي بتعجب: حاضر الدكتور محمود هيجيلك بعد شويه اساله واتفق معاه كمان علي موضوع المساعده في المستشفي.
يزيد: متشكر ليكي تعبتك معايا.

ضحي: مفيش داعي للشكر ده شغلي.
يزيد: هنتظر دكتور محمود.
ذهبت ضحي وهي متعجبه من يزيد فهي منذ تخرجها لم تري شخص مثله بهذا الذكاء.
وبعد بعض الوقت اتي الدكتور محمود هو وضحي دق الباب ودخل بعد ان اذن له يزيد اقترب الطبيب من يزيد وهو يجلس علي طرف السرير قائلا: السلام عليكم.

يزيد: وعليكم السلام اهلا يا دكتور انا اسف لما قبلتك اول مره مكنتش اعرف انك الدكتور محمود صفوان.
محمود بتعجب: هتفرق معاك في ايه انا بعمل شغلي وبس ده اولا ثانيا بقي موضوع الشغل مفيش فيه مشكله تقدر تروح كل يوم وترجع باليل مفيش مشكله.

يزيد: انا ممكن اخد العلاج في مواعيده واوفر لكم الغرفه عشان لو مريض تاني محتاجها.
محمود بابتسامه: ده ما ينفعش لازم نتابع حاله اعصاب العين لان احنا بنبها عشان بقالها كتير مش شغاله فلازم نتابع كل شويه حالتها.
يزيد: طب خلاص اجي كل يوم بعد الشغل تطمنو عليا واسيب الاوضه لغيري.
محمود: مفيش مشكله بس اول اسبوع هتفضل معنا عايز تروح الشغل وترجع باليل مفيش مشكله وبعد كده ممكن تروح بس تيجي كل يوم تعمل الجلسه وتمشي مفيش مشكله.

يزيد: خلاص خلال الاسبوع ده ممكن اساعد في اي حاجه معاكو.
محمود: ماشي انت بتعرف تعمل ايه او عايز تساعد في ايه؟
يزيد: انا بعمل برامج كمبيوتر ممكن اعمل لكم سستم للمستشفي يسهل لكم الشغل بتاعكم.
محمود: خلاص هكلم الاداره واشوف لاني مش المدير لوحدي فماينفعش اوافق من غير ما ارجع لهم.
يزيد:خلاص ممكن اساعد في اي حاجه الف مع دكتوره ضحي علي المرضي اساعدها في اي حاجه.

محمود: مفيش مشكله لكن قبل العمليه الاولي الافضل انك تريح هما اربع ايام وبعدهم العمليه والدكتوره ضحي هي المسؤله عن علاجك طول الفتره دي.
يزيد:خلاص تمام مفيش مشكله.
كان الدكتور محمود ينظر ليزيد باعجاب شديد لعزة نفسه وذكاءه الشديد الذي لاحظه عليه
محمود: كده انت عرفت كورس العلاج بتاعك وخلال اليومين الجاين هنعملك شوية تحاليل واشعات تعرف موعدها وتتواجد فيها
يزيد: متشكر ليك وللدكتوره ضحي.

محمود: مفيش داعي للشكر ده واجبنا هتابع حالتك من دكتوره ضحي وهشوفك كل فتره لحد يوم العمليه ان شاء الله يلا بينا يا ضحي.
ضحي: عن اذنك استاذ يزيد همر عليك قبل ما اروح عشان اطمن عليك.

خرجا وتركاه جلس بالغرفه لبعض الوقت وبعدها نام وفي اليوم التالي ذهب الي العمل وعاد في اخر النهار دخل غرفته لدقائق وخرج يلف علي العنابر يجلس مع المرضي ويتحدث اليهم ويخفف عنهم وفي المساء عاد الي غرفته واتت اليه دكتوره ضحي دقت الباب ودخلت ووقفت علي بعد مسافه من يزيد
ضحي بابتسامه: اخدت العلاج في معاده؟

يزيد: ايوه اخدته.
ضحي: الممرضه قالت لي انك مقعدتش في اوضتك من ساعت ما رجعت من الشغل وكنت بتلف علي العنابر.
يزيد: يعني بشوف الناس واتكلم معاهم عشان مزهقش من القعده لوحدي.
ضحي: الممرضه كمان قالت لي انك اتكلمت مع الشاب اللي في اوضه سبعه وقدرت تقنعه بالعلاج.
يزيد بابتسامه: ايوه فعلا سمعت صوته بيزعق ويتخانق ومش عايز يتعالج فكلمته وهو اقتنع معملتش حاجه.
ضحي: متشكره ليك بصراحه كلنا غلبنا فيه ومقتنعش انت اقنعته ازي.

يزيد: كلكو كلمتو لكن هو كان شايف انكو مش حاسين بوجعه لكن انا زيه وحاسس بوجعه فاقتنع ده كل ما في الامر.
ضحي بامتنان: شكرا دي خدمه كبيره انقذت روح انسان لانه كان في طريقه للياس والانتحار.
يزيد بابتسامه: انا مستحقش الشكر انت اللي تستحقيقيه لان لولا انك جبتيني هنا مكنتش ساعدته.
ضحي: الشكر لله وحده هو صاحب الفضل علينا كلنا.

يزيد بابتسامه: عندك حق الحمد لله ان ربنا بعتك ليا والا مكنتش هفكر ابدا اني اتعالج.
ضحي بابتسامه: ربنا يديم عليك نعمة الحمد طب انا همشي دلوقتي وهعدي عليك بكره الصبح قبل ما تمشي علي الشغل ان شاء الله.
يزيد بابتسامه: هستناكي اوعي تتاخري.

ارتبكت ضحي وخرجت دون ان تتكلم جلس يزيد وهو يبتسم فهو كان يرها بقلبه ويشعر بخجلها استلقي علي السرير وظل يفكر بها لبعض الوقت حتي غلبه النوم وفي اليوم التالي قبل ان يذهب الي العمل اتت ضحي ودقت باب غرفة يزيد فاذن لها فدخلت فكان يجلس علي الاريكه فاقتربت منه
ضحي بابتسامه: صباح الخير.

يزيد: صباح الورد والفل.
ضحي: اخدت العلاج بتاعك في معاده؟
يزيد: بصراحه لاء مخدتش اي دوي لحد دلوقتي.
ضحي بضيق: ليه ما اخدتش اي دوي؟
يزيد: محدش جابلي اكل وحاولت اخرج اشتري اكل اللي علي البوابه رفضو يخرجوني.

ضحي بغضب: يعني ايه ما يجيبوش لك اكل وهما عارفين انك لازم تاخد علاجك قبل ما تمشي ده تهريج انا اسفه هيجيلك الاكل حالا.
يزيد بصرامه: لاء متشكر مش عايز منهم اكل ومتخليش حد يجبلي حاجه انا هاخد العلاج معايا واشتري اكل وانا رايح الشغل واخد العلاج هناك.
ضحي بغضب: لاء طبعا ده حقك ولازم تاخده.

وقف يزيد وقال بغضب: لاء متشكر انا اللي غلطان اني مجبتش معايا اكل امبارح وانا جاي
ضحي بغضب اكبر: استاذ يزيد انت دافع ثمن الاكل ده يعني ده حقك وانا هروح حالا للاداره اشوف ازي ده حصل.
تركته وخرجت وهي غاضبه ذهبت الي الاداره وهو ايضا خرج خلفها وهو ينادي عليها
يزيد: دكتوره ضحي لو سمحتي استني دكتوره ضحي استني.

خرج يزيد يحاول اللحاق بضحي فتعثر ووقع فسمعت صوت ارتطام قدمه بالارض فنظرت عليه فوجدته علي الارض فاسرعت اليه كان قد قام من علي الارض ولكن قدمه قد اصيبت
ضحي بضيق: ايه بس اللي جابك ورايا استاذ يزيد؟
يزيد وهو يتالم من قدمه: مكنش ينفع اسيبك تتسببي في اذي حد انا عارف ان في تخفيض معمول ليا ومش من حقي اطلب شئ فملوش...

قاطعته ضحي: الكلام ده غير صحيح كل اللي بيجي هنا بيتعالج مجانا ده نظام المستشفي وانت لما اصريت تدفع الفلوس بتاعتك هتتحط لعلاج مريض تاني ادارة المستشفي مش هتاخدها بس الدكتور محمود مرديش يقولك عشان ماتضيقش.
يزيد: حتي لو كان انا مش عايز انا هشتري اكل وهخليه لنفسي في الثلاجه بتاعتي وكل يوم هعل حسابي عشان ده مايتكررش معلش ارجوي ريحيني.

ضحي: انا فاهمه ومقدره شعورك بس لازم اعرف ايه سبب اللي حصل ده عشان لو حد بيسرق في المستشفي او بيغلط لازم يتحاسب الموضوع مش خاص بيك وبالنسبه ليك انا هجيب لك اكل من عندي بس لو سمحت ارجع الاوضه واسمحلي انظف لك الجرح اللي في رجلك.
يزيد: حاضر مدام كده خلاص انا هدخل الاوضه.

فتحرك يزيد ناحية الغرفه وهو يميل قليلا بسبب الالم في قدمه دخل وجلس علي الاريكه احضرت ضحي بعض الضمادات كان يزيد قد شمر بنطاله وكشف الجرح في ساقه وضمدته له.
يزيد: متشكر ليكي جدا.
ضحي: مفيش داعي للشكر انا هروح اجبلك الاكل الاول وبعدين اشوف ازي ده حصل.

واذا باحدي العاملات تاتي ومعها عربة الطعام وتدخل ويبدو عليها الاسف
العامله باسف: احنا اسفين جدا استاذ يزيد محدش قلنا انك هتخرج بدري والمفروض يجليك بدري بس الدكتور نبه علينا وكل يوم هيجيلك في نفس المعاد طول الفتره اللي موجود فيها هنا وكمان عرف ان الامن منعك من الخروج بالخطاء وجزاهم علي ده اتفضل الاكل احنا أسفين.
يزيد: متشكر ومفيش اي مشكله.

العامله: الدكتور محمود عاوزك يا دكتوره ضحي اطلعي له لو سمحتي.
ضحي: حالا طالعه اهو عن اذنك يا استاذ يزيد وارجوك كل الاكل وخد الدوا عشان التاخير غلط.
يزيد بابتسامه: حاضر اللي تامري بيه.
خرجت ضحي وذهبت الي الدكتور محمود قربت العامله الطعام الي يزيد
يزيد: متشكر جدا بس معلش عندي سؤال.
العامله: اتفضل.

يزيد: هي الدكتوره ضحي مخطوبه او متجوزه؟
العامله بتعجب: لاء انما بتسال ليه؟
يزيد: سؤال عادي يعني بس متعرفيش هي ساكنه فين؟
العامله: لاء بس هي دكتوره طيبه جدا ومتواضعه مش زي باقي الدكاتره بتتكلم مع الكل باسلوب حلو ومن يوم ما اشتغلت مشوفتهاش زعلت حد انا لسه متعينه هنا جديده بس مفيش في اخلاقها.

يزيد بابتسامه: متشكر.(واكمل في عقله) قولتلي اهم اللي عايز اعرفه والباقي هيكون سهل ان شاء الله.
تناول يزيد طعامه واخذ دوائه وخرج ذهب الي العمل وعاد في موعده احضر بعض الاطعمه وضعها في ثلاجته وخرج يلف علي العنابر
في المساء اتت اليه ضحي دقت الباب ودخلت.
ضحي بابتسامه: السلام عليكم.

يزيد بسعاده: وعليكم السلام اهلا بالدكتوره الجميله.
ضحي: مش قلنا بلاش الهزار ده ولا ازعل.
يزيد: انا مقولتش حاجه انا وصفت حاجه حاسسها حاسس انك جميله قوي ورقيقه وتشبهي الملائكه.
ضحي بصرامه: استاذ يزيد لو سمحت بلاش الكلام ده ممكن؟
يزيد: حاضر انت تؤمري يا دكتوره.

ضحي بضيق: بردو ماشي اخدت علاجك ولا لاء؟
يزيد بابتسامه: اخدته في معاده متقلقيش انا فاهم وهخلي بالي.
ضحي: في دكتور هيجي من المعمل الصبح هياخد منك عيانات عشان التحاليل وفي حقنه هاجي ادهالك بكره ان شاء الله.
يزيد: خلاص هقعد من الشغل بكره ان شاء الله هستناكي.
ضحي: في بعض الادويه مهمه لك هجبهالك بكره او بعده هسال الدكتور واكد عليك بكره.
يزيد بابتسامه: هستناكي بكره.

تضايقت ضحي من طريقة كلامه وقالت بحده: مش هتاخر ان شاء الله.
وخرجت بسرعه شعر يزيد بغضبها لكنه ابتسم من اعجابه بادبها واخلاقها وفي اليوم التالي اخذ الدواء في موعده وانتظر ان تاتي ولكنها تاخرت كثيرا فخرج وسال عنها بالاستقبال فاخبروه انها لم تاتي فعاد الي غرفته وجلس بها وهو غاضب
يقول لنفسه: معقول تكون زعلت.

واذا بطبيب يدق الباب ويدخل قائلا: استاذ يزيد انا الدكتور فارس جاي اديك الحقنه بدل دكتوره ضحي.
يزيد بقلق: ليه هي الدكتوره ضحي فين؟

تضايقت ضحي من طريقة كلام يزيد وقالت بحده: مش هتاخر ان شاء الله.
وخرجت بسرعه شعر يزيد بغضبها لكنه ابتسم من اعجابه بادبها واخلاقها وفي اليوم التالي اخذ الدواء في موعده وانتظر ان تاتي ولكنها تاخرت كثيرا فخرج وسال عنها بالاستقبال فاخبروه انها لم تاتي فعاد الي غرفته وجلس بها وهو غاضب
يقول لنفسه: معقول تكون زعلت.

واذا بطبيب يدق الباب ويدخل قائلا: استاذ يزيد انا الدكتور فارس جاي اديك الحقنه بدل دكتوره ضحي.
يزيد بقلق: ليه هي الدكتوره ضحي فين؟
فارس: الدكتوره ضحي اجازه النهارده.
يزيد بقلق: حصل لها حاجه تعبانه؟
فارس: معرفش هي اتصلت الصبح واخدت النهارده اجازه عموما لما تيجي بكره ابقي اسالها المهم اخدت العلاج بتاعك في معاده؟

يزيد بضيق: ايوه اخدته.
فارس: جه حد من المعمل اخد منك العينات عشان التحليل؟
يزيد: ايوه جه من بدري.
فارس: طب اتفضل نام علي السرير عشان الحقنه هتبقي في عصب العين ولازم تفضل مريح بعدها ومتقومش وخلي بالك هي فيها نسبة مخدر يعني الافضل ماتحولش تتحرك.

يزيد: حاضر (اكمل في عقله) احسن عشان محسش بالوقت الانتظار صعب وانا مش عارفه اتعلقت بيها كده ليه بسرعه.
استلقي يزيد علي السرير وجلس فارس بجواره واعطاه الحقنه وخرج ظل يزيد مكانه كان يشعر بدوار ولحظات ونام استيقظ بعد عدت ساعات صلي ونام مره اخري وظل هكذا حتي اليوم التالي يستيقظ يصلي وينام او ياكل وياخذ الدواء اتت ضحي في اليوم التالي وسالت عنه الممرضه فاخبرتها انه ظل نائم طوال الوقت فتعجبت من الامر وشعرت بالقلق وذهبت اليه علي الفور دقت الباب ودخلت وجدته نائم فنادته
ضحي بقلق: استاذ يزيد... استاذ يزيد ممكن تصحي؟

فتح يزيد عينيه وانتبه الي ان الصوت الذي يناديه هو صوت ضحي فقام وهو مبتسم
يزيد بابتسامه: دكتوره ضحي انت جيتي؟
ضحي بضيق: ايوه جيت انت فعلا نايم من امبارح؟
يزيد بحزن: ايوه بس ماتخفيش اخد العلاج في معاده ماتاخرتش.
ضحي بتعجب: طب ليه كده هو العلاج تعبك؟

يزيد بحزن: انا نفسي مش عارف بس لما عرفت انك مش هتكوني موجوده حسيت اني مش عايز اصحي عايز الوقت يمر بسرعه علي ما ترجعي.
ظلت ضحي صامته لا تعرف ماذا تقول له فهي متفاجأه من كلامه
يزيد: عارف انه تصرف غريب بس عارفه لما امي ماتت كان عندي احساس شبيه بده بس اقوي كان نفسي وقتها مصحاش ابدا واروح لها انما انا كنت عارف انك هتيجي وهتصحيني وعشان كده كنت مستنيكي.
شعرت ضحي بخجل شديد وتلجلج وقالت بتردد: طب انت اخدت العلاج النهارده؟

يزيد: ايوه اخدته.
ضحي: طب ممكن تيجي معايا عشان لازم نعمل فحص عشان نشوف نتيجة العلاج عشان نكمل عليه ولا نغيره.
يزيد بابتسامه: اكيد طبعا اروح معاكي في اي مكان.
قام يزيد من علي السرير وسار بجوار ضحي وتحركا معا وهم صامتين كانت ضحي شارده في كلام يزيد حتي افاقها صوت يزيد ويده موضوعه امامها
يزيد بخضه: حاسبي هتخبطي في الباب.

عادت ضحي الي الخلف خطوتين وهي في حالة زهول كيف لاحظ ذلك وكيف هي شردت الي هذا الحد وكان يزيد كان يعرف ما يدور في راسها
يزيد بابتسامه: انا عرف عدد الخطوات لحد باب الاوضه بتاعت الفحص وكنت سامع خطواتك وعرفت انك هتخبطي في الباب ولانك ساكته ففهمت انك سرحانه.

ضحي بتعجب: فعلا انا كنت سرحانه بس انت...
(وسكتت للحظات واكملت) عرفت منين اللي بفكر فيه؟
يزيد بابتسامه: لاني حطيت نفسي مكانك وتوقعت هتفكري في ايه.
ضحي بزهول واعجاب: انت شخص عجيب انا مش فاهمه ساعات بحس انك عبقري.

يزيد بابتسامه: الحكايه كلها اني اتعودت استعمل كل حواسي عشان اعوض حاسة البصر اللي فقدتها.
اكملت ضحي بابتسامه: فبقيت بتشوف احسن من المبصرين هي دي فعلا العبقريه.
وظلت واقفه مكانه وهي تنظر له وتهز راسها ابتسامه متعجبه كان يزيد يشعر بها وبنظراتها ولكن لم يبدي لها كي لا تشعر بالحرج تنحنحت واخذت نفس واخرجته قائلة: طب يلا اتفضل معايا.

وفتحت باب الغرفه ودخلت ودخل هو خلفها وترك الباب مفتوح جلس علي الكرسي ولحظات واتي الدكتور محمود واقترب من يزيد
محمود بابتسامه: ازيك يا يزيد اخبارك ايه؟
يزيد: الحمد لله منتظم في العلاج.
محمود: طب هعملك الفحص دلوقتي وانت يا ضحي روحي هاتي التحاليل بتعته.
ضحي: حاضر حالا.

خرجت ضحي لتحضر التحاليل من المعمل وبدأ محمود فحص اعين يزيد
محمود: قولي بتحس باي فرق من ساعت ما بدأت في العلاج؟
يزيد: يعني ساعات هو فرق بسيط.
محمود: بص يا بني انت حالتك من اصعب الحلات اللي قبلتها في حياتي واي تقدم فيها يعتبر انجاز بس عايزك تطمن ان شاء الله بعد فترة العلاج الجايه والعمليه الوضع هيتغير وينفع الزرع ان شاء الله.

يزيد بابتسامه: انا مش قلقان اصلا انا اتعودت علي العيشه كده واصلا مش عارف لو رجعلي بصري هتفرق في ايه يمكن لو مكانتش دي وصية امي مكنتش اهتميت ولا حولت اكمل معاكم اصلا.
محمود بابتسامه: انت شخص غريب جدا! بحس انك عبقري وعندك كميه من الرضا مشوفتهاش عند حد قبل كده
يزيد بابتسامه: لا غريب ولا عبقري انا فعلا زي ما انت قولت عرفت ان سر السعاده في الرضا
محمود باعجاب: فعلا عندك حق سر السعاده هو الرضا بس لو الناس تفهم..

يزيد: الحمد لله فضل ربي
اتت ضحي واعطت الاوراق لمحمود
ضحي: دي كل التحاليل بتاعته.
اخذها محمود ظل ينظر بها ويتفحصها وبدي عليه الضيق وقال: التحاليل ممتازه بس فصيلة دمك من نوع نادر جدا وهيكون صعب نلاقي متبرع من نفس الفصيله.

ضحي بابتسامه: فعلا نفس فصيلة دمي شوفتها وعرفت ان ده هياخر العمليه شويه.
يزيد بابتسامه: ما انا قولت من الاول ملوش لزوم العلاج عموما متشكر علي تعبكم.
محمود بابتسامه: بس محدش قال ان العلاج مش هينفع احنا هنمشي كل الخطوات للعلاج وهنعمل العمليه الاولي وهنوصل لحد عملية الزرع وننتظر المتبرع بس.

يزيد:وطلما فصيلة دمي نادره وصعب نلقيها لزومه ايه تضيع وقتكم شوفو حد تاني هو اولي.
ضحي بابتسامه: غريب جدا يعني تقنع نزيل غلبنا كلنا في اقناعه وترجع انت في كلامك؟
محمود: فعلا عرفت اللي انت عملته واعتقد انك محتاج حد يقنعك انت كمان.
يزيد بابتسامه: خلاص هكمل العلاج من غير اقناع عشان وصية امي.

محمود: خلاص يبقي تستمر علي نفس الدوي لفتره شهر وبعد شهر هشوف يا اغيره يا تكمل عليه وبعد الخمس شهور نعمل العمليه.
يزيد: ان شاء الله عن اذنكم ارجع اوضتي.
ضحي: طب استني اوصلك وارجع.
محمود: لاء خلاص وصليه وروحي شوفي اللي وراكي.
خرجت ضحي مع يزيد وتحركا
يزيد: ينفع اروح معاكي العنبر يعني اسعدك في اي شئ.
ضحي بتفكير: مفيش مشكله.

ذهب معها يزيد حتي انهت عملها وبعده اوصلته الي غرفته وقبل ان يدخل قال: ممكن كل يوم الف معاكي كده حسيت براحه وسعاده.
فكرت ضحي ان هذا سيساعده علي تكملة العلاج فقالت: مفيش مشكله.

وبعد ان انتهي الاسبوع عاد يزيد الي بيته لكنه كان ياتي كل يوم بعد العمل ياخذ جلسة العلاج ويبقي مع ضحي يلف علي العنابر ويمازح المرضي حتي اصبح كل منهم يشعر انه اصبح شئ مهم في حياة الاخر مر الخمسة اشهر علي هذا الحال اتي موعد الجراحه وكان هذا الامر يؤلم يزيد جدا فهو يعلم انه بعد الجراحه لن يحتاج المجئ الي المستشفي ولن يري ضحي وقد اصبحت كل حياته فقرر ان ياخذ موقف وفكر ان يكلم دكتور محمود.

وكان يوم الفحص الاخير لتحديد معاد الجراحه
وبعد انهي محمود له الفحص تشجع يزيد وقرر ان يتحدث اليه
يزيد بتردد:انت انسان طيب وانا حبيتك جدا وحاسس انك زي والدي لو ده يعني ما يديققكش.
محمود بابتسامه: اي اب يتمني يكون عنده ابن في ذكاءك وانا فعلا بتمني لو كنت خلفت ولد كان يبقي زيك.
يزيد بسعاده: ده شرف ليا ويشجعني اني اطلب منك خدمه؟
محمود بتعجب: خدمة ايه؟

يزيد بخجل: بصراحه ومن غير لف ودوارن انا معجب جدا بالدكتوره ضحي وكنت عايز اعرف ايه ظروفها وهل ممكن لو اتقدمت لها تقبلني ولا لاء يعني ممكن تقبل شخص في ظروفي.
محمود بتفكير: مش فاهم انت عايز مني ايه اكلمهالك يعني؟
يزيد بخجل: بصراحه انا كل اللي عرفته عنها انها مش مرتبطه بس معرفش يعني دكتوره زيها ممكن تفكر تربط حياتها بانسان زي؟
محمود: عشان موضوع انك مش بتشوف يعني ولا تقصد حاجه تانيه؟

يزيد: اكيد حضرتك تعرف ظروفها الماديه كويس يعني لو هي من عيله كبيره وغنيه اكيد مش هترضي بواحد زي بيحاول يبني نفسه بنفسه وكل اللي يمكله شقه ورثها عن ابوه ومبلغ وديعه في البنك يدوب يجب لها الشبكه والفرش وبيشتغل في شركه يعني هيعيشو بمرتب صغير
يعني ممكن تبقي حياه متعبه بالنسبه لها.
محمود: بس هي دكتوره وممكن تساعد معاك في المصاريف.

يزيد برفض: لاء طبعا انا راجل مقبلش ان مراتي تصرف عليا ولا حتي تساعد.
محمود:يعني هتقعدها من الشغل؟
يزيد: دي دكتوره ومش ممكن امنعها بس مش هاخد حاجه من مرتبها ولا اخليها تصرفه علي البيت بس قبل كل ده عايز اعرف من حضرتك يعني لو كلمتها وعرضت عليها الجواز ممكن توافق ولا مفيش فرصه ليا يعني؟

محمود بتفكير: اقفل علي الموضوع ده دلوقتي لانها جايه وهبقي ارد عليك بعدين ومتفتحش معها اي كلام الا لما ارد عليك.
يزيد: حاضر.
دخلت ضحي قائله: اسفه علي التاخير ايه نتيجة الكشف؟
محمود: الحاله اتقدمت كتير واعتقد كده خلاص يزيد قرب يسبنا خالص عشان زمانه زهق منا.
يزيد بحزن يداريه: انا عمري ما زهق منكم ابدا.

ضحي بحزن: ايه ده صح هيعمل العمليه يعني خلاص مش هيجي تاني ويلف معايا علي المرضي ده المرضي هيزعلو قوي.
يزيد بحزن: انا كمان مبقتش اقدر ابعد عنهم.
لاحظ محمود الحزن علي وجه ضحي وفي صوتها رغم محاولتها اخفاء الامر بابتسامه بدي منها حزنها اكثر هز محمود راسه بتفهم قائلا: معاد العمليه الاولي بكره ان شاء الله وبعدها ولما نلاقي متبرع نعمل الزرع ان شاء الله.

يزيد بحزن: مش فارق معايا انا مشيت الخطواط زي ما طلبتو مني وبس لكن الباقي ده بتاع ربنا وانا راضي.
محمود: طب خلاص هتفضل معانا من النهارده عشان نجهزك للعمليه.
يزيد: حاضر هعمل كل اللي تقول عليه.
محمود بابتسامه: بكره تبقي صايم عشان العمليه.

يزيد: ان شاء الله عن اذنكم انا اروح اوضتي.
ضحي بتردد: هوصله للاوضه واجي.
محمود: ابقي مري علي العنبر بعد ما توصلي يزيد.
يزيد: ممكن اروح معها العنبر الف علي المرضي.
محمود بتفهم: مفيش مشكله.

كانت ضحي متعجبه من استاذن يزيد من الدكتور محمود فهو لم يفعلها من قبل لكنها لم تعطي الامر اهتمام وذهبا الي العنبر وظل معها حتي انتهت من عملها واوصلته الي غرفته كان سعيد جدا بوجده معها لم يتحدث معها في شئ كما طلب منه محمود دخل غرفته وظل بها وفي المساء اخذ دواءه واتت ضحي دقت الباب ودخلت واقتربت من السرير كان يزيد يجلس علي السرير ينتظرها كي ينام
ضحي: السلام عليكم اخبارك ايه دلوقتي؟

يزيد بابتسامه: وعليكم السلام انا بخير اخدت علاجي في معاده وكنت مستني لما تيجي عشان انام.
ضحي بابتسامه: واديني جيت اهو يلا نام عشان العمليه بكره.
يزيد: هتكوني موجوده في العمليه؟
ضحي: ان شاء الله.
يزيد: يبقي كده انا مطمن اني هسمع صوتك بكره.
ضحي بخجل: طيب تصبح علي خير عن اذنك.
يزيد بابتسامه: وانت من اهل الخير.

خرجت ضحي وهي تشعر ان هناك شئ يجذبها اليه وانها تكون سعيده جدا وهي معه استلقي يزيد علي السرير بعد خروج ضحي وظل يفكر فيها لبعض الوقت حتي ذهب في النوم وفي الصباح اتت بعض الممراضات وقامت بتجهيزه واخذه لغرفه العمليات كان طوال الطريق وهو يبحث عن صوت ضحي في كل الاصوات التي يسمعها علي امل ان يسمع صوتها ادخله غرفة العمليات وجلس علي سرير العمليات ينتظر الطبيب ولحظات واتي الطبيب وكانت معه ضحي عندما سمع يزيد صوتها ابتسم وكأن روحه قد عادت اليه لاحظ ذلك محمود فهو منذ ان دخل الغرفه وكانت عينه علي يزيد اقتربا من يزيد وهو يلاحظ نظرات ضحي المتركزه علي يزيد وكانها تريد ان تطمأنه بانها اتت ابتسم محمود وقد فهم ان الشعور بينهم متبادل
محمود بابتسامه: ازيك يا يزيد اخبارك ايه مستعد للعمليه يا بطل؟

يزيد بابتسامه: ان شاء الله مادمتو معايا فانا مطمن.
ضحي بابتسامه: اتفضل يلا نام علي السرير عشان نبدأ.
استلقي يزيد علي السرير وهو مبتسم فقد فهم ان ضحي كانت تسمعه صوتها ليتأكد من وجودها في الغرفه بدأ الدكتور باجراء الجراحه وبعد ان انتهت وافاق يزيد من البنج نقلوه الي غرفته مره اخري جلست ضحي معه في الغرفه وهو كان مازل لم يفيق وبدأ يتكلم وينادي
يزيد بصوت ضعيف: انا فين انا خرجت من اوضة العمليات ولا لسه في حد هنا معايا ولا انا لوحدي.

اجابت ضحي التي كانت تجلس بجوار السرير: ايوه يا استاذ يزيد انا معاك هنا في الاوضه عايز حاجه؟
يزيد بابتسامه وصوت ضعيف: متشكر ليكي انك فضلتي جنبي كنت خايف افوق من البنج وابقي لوحدي.
ضحي بخجل: هو انت ملكش اي اقارب خالص؟

يزيد بابتسامه حزينه: كلهم بعدو بعد ما ماما ماتت خافو لحسن يتدبسو في خدمتي.
ضحي بالم: معلش متزعلش انا هفضل جنبك لحد ما تفوق خالص.
يزيد بسعاده: انا كده لازم اشكرهم انهم كانو السبب انك تفضلي جنبي.
ضحي بابتسامه: مش قلنا بلاش الكلام ده ولا اسيبك وامشي.
يزيد بابتسامه: لاء خلاص هسكت خالص بس ارجوكي خليكي معايا بحس براحه وانت جنبي.

شعرت ضحي بالخجل الشديد وظلت صامته ابتسم يزيد وتنهد من خجلها الذي شعر به رغم انه لم يراه ولكنه تاكد انها تبادله شعوره ظل صامت ولم يتحدث اتي محمود كان الباب مفتوح فدخل اقترب من ضحي وضع يده علي ظهرها
محمود بابتسامه: اخبار يزيد ايه يا ضحي؟
ضحي بابتسامه: فاق الحمد لله وكان بيكلمني دلوقتي.
يزيد بابتسامه: انا كويس الحمد لله.

محمود بابتسامه: الحمد لله الرباط هيتفك من علي عينك خلال اسبوع وبعدها هتخرج من المستشفي وترجع لحياتك عادي واول ما نلاقي متبرع متناسب مع فصيلة دمك هنكلمك ان شاء الله.
يزيد بتردد: متشكر ليك جد بس...

قاطعه محمود: مابسش هجيلك تاني اطمن عليك وهعرفك اللي كنت عايز تعرفه.
ضحي بتعجب: هو كان عايز يعرف ايه؟
محمود: بعض التفاصيل عن العمليه انا ماشي دلوقتي.
وتركهم وذهب ظل يزيد صامت حتي ظنته ضحي نائم فخرجت وتركته لحظات واتي الدكتور محمود ودخل وجلس الي جواره وعندما شعر به يزيد قام وجلس مكانه
يزيد: متشكر انك جيت يا دكتور محمود.

محمود بتعجب: عرفت منين ان انا محمود؟
يزيد بابتسامه: انا بعرف كل واحد من صوت خطوته وكمان البرفان بتاعك مميز جدا.
محمود بابتسامه: ذكاءك الشديد هو اكتر شئ لفت انتباهي ليك جدا.
يزيد باحراج: انا عايز اسالك عن موضوعي بس خجلان منك جدا.
محمود بابتسامه: وانا جاي اتكلم معاك فيه.
يزيد بقلق: اتفضل.

محمود: ضحي بنت لاب معندوش غيرها هي واختها وكل اللي يهمه في الدنيا سعادتهم وبس هل انت هتقدر تسعد ضحي؟
يزيد يتردد: لو قصدك عشان كوني ض...
قاطعه محمود: لاء طبعا انا من اول ما اتعملت معاك وانا شياف انك بتشوف احسن من ناس كتير النور في عنيهم لكن قلوبهم ضلمه اللي قصدته من سؤال ايه اللي هتقدمه لضحي؟

يزيد بابتسامه: هدقدم لها حبي واخلاصي ولو اقدر اديها روحي مش هتاخر انا يمكن مملكش ثروه كبيره بس هحاول اوفرلها الحياه الكريمه وهحاول اسعدها علي قد ما اقدر انا مش عارف ازي في الفتره دي حبيتها قوي كده وبقيت نفسي اسعدها بقيت حاسس وهي جنبي اني ملكت الدنيا كلها.
محمود بتفكير: لو قولتلك ان اهلها ظروفهم صعبه وهتضطر...

قاطعه يزيد: انا مش محتاج شئ من فلوس شغلها ولو اقدر اساعدهم اكيد مش هتاخر اهلها اكيد هيبقو اهلي وابقي سعيد جدا لو قبلوني فرد منهم.
محمود بابتسامه وبتفكير: كلام جميل بس المهم التنفيذ.
يزيد بابتسامه: واضح انك تعرف والدها كويس وده هيسهل عليا الامر عشان انا عايز اخطبها اول ما اطلع من المستشفي.
محمود:طب وليه السرعه دي؟

يزيد: مش هقدر اتحمل بعدها عني انا اتعودت اني اسمع صوتها كل يوم واكون معاها وخلاص مش هعرف اعيش من غيرها وفي الوقت نفسه مش هينفع اكلمها لان ده حرام ومش عايز اجي هنا كل شويه عشان محدش يقول عليها حاجه الفتره اللي فاتت انا موجد هنا بصفتي مريض.
محمود بتفكير: خايف من ربنا ولا خايف علي سمعتها؟

يزيد: خايف من ربنا ده قبل كل شئ واكيد يهمني سمعتها ومحبش حد يمسها بكلمه.
محمود بابتسامه: طيب انا هكلم والدها واخدلك منه معاد اخر يوم ليك هنا وهاخدك بعربيتي من هنا علي بيته علي طول تطلبها منه.
يزيد بسعاده: عمري ما هنسي جميلك ده ابدا.
محمود: مفيش جميل ولا حاجه حبك لضحي هو الشئ اللي شفعلك عندي اه قبل ما اخرج ماتتكلمش مع ضحي في اي حاجه ماشي.

يزيد بابتسامه: حاضر هصبر لحد لما تقولي.
خرج محمود وترك يزيد الذي كاد يطير من الفرحه بكلامه ظل يزيد بغرفته لم يخرج منها وفي المساء اتت ضحي دقت الباب ودخلت كان يزيد مستلقي علي السرير اقتربت ضحي من السرير ونادت: استاذ يزيد انت صاحي؟
يزيد بابتسامه: ايوه صاحي.

قام وجلس مكانه
ضحي بابتسامه: فكرتك نايم كنت همشي بس قولت انادي عشان كنت عايزه اتاكد انك اخدت علاجك؟
يزيد: ايوه اخدته بس لسه حاسس بدوخه هو لسه اثر البنج؟
ضحي: لاء ده اثر العمليه ومعلش هيفضل معاك يومين علي ما يروح.
يزيد: طب هينفع اخرج من اوضتي في اليومين دول؟

ضحي: الافضل خليك فيها عشان ماتتعبش في تلفزيون ممكن اشغلو لك تسمع في حاجه خلال اليومين دول.
يزيد: لاء شكرا انا هطلع كتاب من اللي معايا واقرأ فيه.
ضحي: وانا هجيلك كل يوم اطمن عليك وهنغيرلك علي الجرح بعد بكره ان شاء الله.
يزيد: ان شاء الله.

ضحي: طب عن اذنك بقي عشان اشوف شغلي.
يزيد: ماينفعش تفضلي معايا شويه؟
ضحي بتوتر: لاء عندي شغل كتير عن اذنك.
تنهد يزيد بحزن قائلا: خلاص مش هعطلك عن شغلك اتفضلي.

خرجت ضحي وهي تشعر ان قلبها ينبض بسرعه وقفت علي الباب للحظات ثم تحركت اما يزيد استلقي مره اخري علي السرير ومر اليوم التالي علي نفس الحال لم يتغير شئ سوي قدوم بعض المرضي من العنابر المجاوره له لزيارته فهم يحبونه كثيرا لاهتمامه بهم وعندما علمو انه قام بجراحه اتو اليه وفي اليوم الثالث اتي الدكتور محمود مع ضحي دقا الباب ودخلا الغرفه كان يزيد يجلس علي السرير فاقتربا منه
محمود: السلام عليكم عامل ايه دلوقتي يا يزيد؟

يزيد بابتسامه: الحمد لله بفضل الله بخير.
محمود: هغيرلك علي العمليه النهارده تمهيدا لفك الرباط بعد اربع ايام.
ضحي بابتسامه: واضح ان الدكتور بيحبك جاي يغيرلك علي العمليه بنفسه.
يزيد بسعاده: انا كمان بحبه جدا وبعتبره زي والدي.
محمود: وانا كمان بعتبرك زي ابني ولو كان عندي ابن كنت اتمني يكون زيك في رجولتك واخلاقك وذكاءك.
ضحي وهي تبحث عن شئ: امال فين الشاش والقطن اللي كان هنا؟
يزيد: جت ممرضه خادتهم امبارح.

محمود: معلش روحي هاتي غيرهم بسرعه علي ما افك انا الموجدين.
خرجت ضحي لتحضر غيرهم وبعد ان تاكد محمود من ذهابها قال بصوت منخفض: اتفقتلك خلاص مع والد ضحي بعد ما نفكلك الرباط يوم الخميس ان شاء الله هاخدك ونروح له.
يزيد بقلق: انا مش عارف اشكرك ازي ولا اوفي جميلك ده ازي.

محمود: مفيش جميل ولا حاجه المهم ضحي ماتعرفش انا اتفقت مع بابها اننا نعمل لها مفاجأه وهي يومها هتكون اجازه يعني ماتكلمهاش في حاجه اتفقنا.
يزيد بسعاده: اتفقنا.
محمود: طب قفل بقي علي الكلام ضحي جايه اهه.

اتت ضحي واحضرت الشاش والقطن وغير محمود له الاربطه واطمأن علي العمليه وذهبا معا هو وضحي اتي يوم فك الرباط وكان يزيد طوال هذه الايام ملتزم بوعده مع الدكتور محمود ولم يتحدث مع ضحي لكنه كان يحلم بهذا اليوم ويعد له الساعات فمنذ ان عرفها وامتلاء قلبه بحبها وهو يتمني ان تكون تبادله نفس الشعور وتكون رفيقة عمره اتي محمود دق الباب ودخل الغرفه
محمود: السلام عليكم.

يزيد بسعاده: وعليكم السلام اهلا يا دكتور مستنيك من بدري.
محمود بابتسامه: اه مستنيني ما واضح لميت حاجاتك ومجهز نفسك واضح انك مستعجل قوي علي الخروج زهقت مننا ولا ايه؟
يزيد بابتسامه: حضرتك عارف انا مستعجل علي ايه.
محمود بسعاده: عارف بعد ما افك الرباط هخلص حبة حاجات بسيطه واجي اخدك من هنا عشان نتحرك.
يزيد: علي خير ان شاء الله.

فك محمود الرباط ليزيد وتركه وذهب لينهي عمله وخرج يزيد يودع اصداقاءه في العنابر الاخري وغير ملابسه وارتدي بدله انيقه وصفف شعره وتعطتر وجلس ينتظر محمود ولحظات واتي محمود وعندما راه محمود ابتسم من تانقه فهذا التأنق يدل علي جديته في الامر واهتمامه به وشعر محمود علي ملامحه القلق والخوف اقترب منه محمود بابتسامه قائلا: واضح انك جاهز يلا بينا.
يزيد بقلق: يلا بينا بس انا خايف يعني والدها ممكن يرفضني
محمود: هتزعل لو بابها رفضك؟

يزيد: اكيد طبعا انا بحلم باليوم اللي هنبقا فيه مع بعض.
محمود: طب هتعمل ايه هتحاول تكلمها من وراه مثلا وتهربو؟
يزيد بحزن: لاء طبعا لكن هحاول اروحله مره تانيه واكلمه لكن عمري ما هعمل حاجه تغضب ربنا وكمان انا بحب ضحي يعني عايزه تكون مرفوعة الراس قدام الكل ومش ممكن اخليها تغضب ابوها.

سعد محمود جدا بكلام يزيد الذي يدل علي اخلاقه العاليه والتزانه بدينه امسك يد يزيد وخرجا معا وركبا السياره كان محمود يجلس علي كرسي القياده ويزيد الي جواره لاحظ محمود التوتر الشديد علي يزيد والقلق فاراد ان يخفف التوتر
محمود: انا معرفش حاجه عنك ماتحكيلي شويه عنك.
يزيد: انا انسان بسيط من اسره متوسطه اتربيت يتيم امي هي اللي ربتني وعلمتني الاعتماد علي النفس في كل شئ.

وظل طوال الطريق يزيد يحكي عن نفسه وعن حياته ومحمود يستمع له حتي وصلو الي منزل ضحي فاذا بها فيلا جميله في حي راقي كان يزيد لا يري ذلك ولكن شعر من الهدوء في المكان وصوت البواب وهو يتحدث الي محمود ورائحة الزهور في حديقة الفيلا زاد توتر يزيد وشعر ان هناك شئ مريب في الامر وان ما قاله محمود يختلف عن الحقيقه.

 

 تااااابع ◄