-->

رواية أسمى معاني الغرام الفصل الحادى عشر

 

 

 وظل طوال الطريق يزيد يحكي عن نفسه وعن حياته ومحمود يستمع له حتي وصلو الي منزل ضحي فاذا بها فيلا جميله في حي راقي كان يزيد لا يري ذلك ولكن شعر من الهدوء في المكان وصوت البواب وهو يتحدث الي محمود ورائحة الزهور في حديقة الفيلا زاد توتر يزيد وشعر ان هناك شئ مريب في الامر وان ما قاله محمود يختلف عن الحقيقه فوقف مكانه


محمود: ايه وقفت ليه؟

يزيد: هو اللي احنا دخلنها دي فيلا؟
محمود: ايوه فيلا وفي منطقه راقيه كمان.
يزيد بتردد: هي ضحي عايشه هنا؟
محمود: ايوه.
يزيد بضيق: ليه مقولتليش من الاول دكتوره زيها وواضح انها من عيلة كبيره هتقبل واحد زي ليه؟ معلش يلا نرجع انا مش ههزق نفسي بعد اذنك متشكر لتعبك معايا.

محمود بضيق: انت شايف ان انا عيل صغير وهجيبك هنا عشان تتهزق؟
يزيد باحراج: لاء طبعا بس...
قاطعه محمود: انت جاي معايا وانت مش واثق فيا؟
يزيد: حاشه لله لاء طبعا انا واثق في حضرتك انا اسف بس لما حسيت ان المكان راقي خوفت يفكرو اني طمعان فيهم.
محمود: ماتخفش تعالي وانت هتتاكد بنفسك.

هز يزيد راسه بالموافقه وسار معه وصلا امام باب الفيلا ودق الجرس فتحت ضحي الباب وكانت تعلو وجهها ابتسامه عريضه لكنها تحولت الي دهشه عندما رات يزيد معه ظلت مكانها تنظر لهم بدهشه حتي افاقها صوت محمود
محمود: ممكن توسعي عشان نعدي؟
ضحي بتنبه: اه طبعا اكيد اتفضلو.
محمود: اندهي لوعد هي كمان.

دخلا محمود ويزيد وجلسا في البهو ظل يزيد صامت ينتظر بترقب لحظات وعادت ضحي ومعها وعد وقفتا الاثنتين بجوار الكرسي المقابل لمحمود ويزيد قام محمود وقف بجوارهم وابتسم قائلا: اسمحلي يا يزيد اعرفك ببناتي ضحي ووعد هما كل حاجه في حياتي.
قام يزيد واقفا من الصدمه وقال في زهول: ضحي بنتك طب ليه مقولتليش وليه... انا مش فاهم حاجه.
محمود بابتسامه: اقعد الاول وانا افهمك (نظر الي بناته) معلش سيبونا لوحدنا يا بنات ولما اندهلكو تيجو.

ضحي بتعجب: حاضر يا بابا.
خرجت الفتاتان وجلس محمود بجوار يزيد الذي كان مازل واقفا امسك محمود ذراع يزيد وجذبه واجلسه قائلا: اقعد يا يزيد واسمعني كويس الكلام اللي هقوله ده مش هعيده تاني.

هز يزيد راسه بالموافقه دون كلام
محمود: بص يا بني انا اب ملوش غير بناتي وميهمنيش في الدنيا غير سعادتهم وبس طول الوقت وانا خايف يجي واحد طمعان ويلعب بعواطف واحده منهم زرعت فيهم حب الدين وعلمتهم الاخلاق والمبادئ كنت عارف ان الدين هو الحمايه لهم من كل فتن الحياه لما كلمتني عن ضحي ومشاعرك ناحيتها فهمت وقتها انك ماتعرفش انها بنتي حبيت اتاكد من صدق كلامك وكمان كاي اب اسال عنك كويس يمكن تكون مستغرب ان من اول مكلمتني تقبلت الامر ببساطه رغم صعوبه ظروفك بس انا مؤمن ان الاهم هو الشخص واي ظروف مهما كانت ممكن تتغير اما نقطة الفلوس والمستوي الاجتماعي ده كلها شكليات لان الانسان بدينه واخلاقه هما دول اهم حاجه وانا شوفت فيك الاخلاق والتدين والقلب النضيف واتكدت انك انسان صادق واي اب مايتمناش لبنته واحد احسن من كده بس سؤال الوحيد اللي يهمني هتقدر تسعدها وتحافظ عليها؟

يزيد بابتسامه قلقه: انا فعلا من يوم ما عرفتها وانا بحلم اني اسعدها وافرح قلبها وبعد كلامك وثقتك الغاليه ديه بقي واجب عليا اني اعمل كل ما بوسعي وكل اللي اقدر عليه عشان الحزن ميقربش منها ولا الدموع تشوف عيونها.
محمودبابتسامه: انا حاسس بالصدق في كلامك وصوتك وده مش من دلوقتي لاء من اول ماتعملت معاك وشوفتك بس بردو كان لازم اسالك واسمع منك ودلوقتي هنادي لضحي ووعد واسالها قدامك.

يزيد بقلق: مش الافضل تسالها بينك وبينها الاول؟
محمود بتفهم: اكيد لو مش عارف بنتي مكنتش هقولك كده اطمن ماتخفش.
فابتسم يزيد قائلا: انا مطمن لانها بنتك وربنا يقدرني واكون قد ثقتك ديه.
نادي محمود علي الفتاتان فاتت وجلستا بالكرسيين المقابلين ليزيد ومحمود
محمود بابتسامه: انت طبعا يا ضحي مستغربه من زيارة يزيد لينا واكيد عايزه تعرفي ايه سببها؟

احمر وجه ضحي خجلا ونظر للارض قائلة: اه... طبعا.
وكانها تفهم مايريد فهي تشعر بحبه لها
محمود بابتسامه: طب يا ستي يزيد جاي طالب ايدك.
زاد خجلها اكثر ولم تتكلم ونظرت الي الارض مرة اخري.
محمود بابتسامه: اقول السكوت علامة الرضا.

ظلت تنظر في الارض بخجل فقالت وعد بابتسامه: متكسفاش يا بابا بقي.
يزيد بابتسامه: بس انا كان نفسي اسمع رايك يا ضحي واطمن انك بتبدليني نفس شعوري.
ضحي بخجل شديد: اللي يقوله بابا انا موفقه عليه.
تهلل وجه يزيد قائلا: ربنا يقدرني واقدر اسعدك واخلي البسمه اللي علي وشك تدوم العمر كله.
محمود بابتسامه: هو ده اللي مستنيه منك ومتاكد انك مش تغزلني.

يزيد بابتسامه: انا عايزك تعرف ان من اللحظه دي همي الوحيد في الدنيا انها تكون سعيده ايه رايك نقرأ الفتحه دلوقتي ونعمل حفله خطوبه وبعد لما اعمل العمليه ان شاء الله يتم الجواز.
محمود بتفكير: انت ليه عايز تستني بعد العمليه خايف ان ده يفرق معها.
يزيد بتردد: عشان اول وش اشوفه بعد العمليه هو وش ضحي وكمان اشوف الفرحه في عنيكيها
وكمان مش عايز اكون حمل عليها ولو لحظه واحده
ضحي بخجل: لاء طبعا انا مش موافقه علي الكلام ده.

نظر اليها محمود بتعجب هو ووعد وتلاشت البسمه من علي وجه يزيد وتحولت الي دهشه وقلق
محمود بتعجب: ايه اللي انت مش موافقه عليه؟
ضحي بخجل: انت عايز تستني لبعد العمليه فاكر ان ده يفرق معايا بالعكس انت شوفتني بقلبك وده المهم عندي.
يزيد:مش عايز اكون حمل عليكي ولو للحظه واحده.
ضحي بخجل: انت عمرك ما هتكون حمل عليا وبعدين انت مش بتقول انك بتشوف بقلبك انا عايزك ديما تشوفني بقلبك لان العين ممكن تخدع.
حتي بعد العمليه ان شاء.

يزيد بابتسامه: انت مكانك جوا قلبي انت قلبي نفسه وانا معاكي بس انت ايه ذنبك تتجوز شخص ضرير.
ضحي: بس انا محستش انك ضرير.
ابتسم محمود وهز راسه فقد فهم ما تقصده ضحي قائلا: افهم من كلامك يا يزيد لو كانت العمليه ما نجحتش مكنتش هتخطب ضحي.
يزيد بالم: انا مش عايز ابقي عبئ عليها كل اهلي هربو لما امي ماتت خافو ليشيلو حملي فمش هحمل حد همي.

محمود بتفكير: قولي يا يزيد لو بعد ما عملت العمليه ورجعلك بصرك حصل لضحي حادثه لقدر الله وفقدت هي بصرها هتسبها؟
يزيد بابتسامه: انا مش قليل الاصل انا لو اقدر اديها عنيا وقتها مش هتاخر.
محمود بابتسامه: وانا بنتي بنت اصول وطلما وافقت عليك هنحدد معاد الجواز وموضوع العمليه ده سيبه لوقته قولت ايه؟
يزيد بابتسامه: اللي تقول عليه يا عمي انا موافق عليه واتمي تقبلوني فرد من العيله دي.

محمود بسعاده: انت من اللحظه دي انت بقيت واحد من عليتنا وزي ما انت قولت هنقرأ الفتحه دلوقتي ونعمل الشبكه بعد اسبوع عشان هنسافر انا ووعد ونقعد شهر بره مصر ولما نرجع نحدد معاد الكتاب الدخله.
يزيد: انا شقتي جاهزه وضحي تروح المحل اللي يعجبها تنقي الفرش كله علي زوقها.
محمود بتردد: لو فعلا حابب تكون فرد من عليتنا ممكن اطلب منك طلب؟
يزيد: اكيد طبعا اللي تقول عليه.

محمود: انا مليش غير بناتي دول ومش عايزهم يبعدو عني فلو تقبل تعيش معانا هنا انت وهي واديك شايف احنا مسافرين علي طول يعني الفتره اللي هبقي هنا عايز تكون بنتي معايا.
يزيد بتفكير: انا مقدرش ارفض طلبك بس اسمحلي اشتري لها اوضة نوم جديده.
محمود بابتسامه: وانا موافق وهيبقي لكم اوضتين فوق تعيشو فيهم براحتكو.

يزيد: طيب طلما انت هتسافر بعد الخطوبه علي طول يبقي نشتري في خلال الاسبوع ده اوضة النوم والشبكه ونعجل بالجواز وانا عندي وديعه بملغ كنت عاينه لجوازي ومكنتش بقرب منه خالص لدرجة اني كنت ناسيه اصلا حتي لما كنت في المستشفي واتكلمنا في موضوع العمليه والعلاج مفتكرتوش.
محمود بابتسامه: موضوع الفلوس ده مش مهم بالنسبه ليا وانا قولتلك والمهم تكون ضحي سعيده وكمان ايه لزوم الاستعجال ما تاخدو فتره تتعرفو علي بعض.

يزيد بخجل: انا نفسي يتم النهارده قبل بكر (تنهد) لكن فترة الخطوبه هنتعرف فيها ازي وحضرتك مش موجود يعني مش هقدر ازورها ومينفعش اروح لها المستشفي عشان ده مكان عملها ومحبش اتسبب لها في مشكله غير ان اصلا ده حرام الخطوبه وعد بالزواج يعني شرعا ماينفعش اخرج معها.
محمود: كلام مظبوط طب خلاص هنقرأ الفتحه دلوقتي والخطوبه بعد اسبوع ولما ارجع من السفر ان شاء الله نحدد موعد الجواز.
يزيد: امري لله خلاص موافق وربنا يحنن قلبك عليا ومتسبنيش اتعذب كتير.

محمود بضحك: ماشي يا سي يا يزيد لك طلبات تانيه؟
يزيد باحراج: ممكن طول فترة الخطوبه اكلم ضحي في التليفون.
محمود بضحك: هتجاوز عنها دي.

ضحكت ضحي ووعد وكانت السعاده تبدو علي ضحي جدا قرأو الفاتحه واتفقو علي موعد ليذهبو ليشترو به الذهب والغرفه بعد يومين
وبقي معهم يزيد لبعض الوقت ثم ذهب وبعد يومين التقو جميعا امام احدي محلات الذهب الكبيره اقترب محمود من يزيد الذي كان ينتظرهم ووضع يده علي كتفه قائلا: ازيك يا يزيد.
يزيد بابتسامه: الحمد لله.
ضحي بخجل: عامل ايه دلوقتي؟

يزيد بسعاده: كنت تعبان بس اول ما سمعت صوتك خلاص التعب راح.
ضحي بخجل: ممكن يكون من اثر العمليه انت بتاخد العلاج في معاده؟
يزيد: بصراحه نسيته امبارح.
محمود: يبقي ده السبب يا استاذ بلاش تنسي تاني.
ضحي بخجل: لو نسيت تاني هزعل منك.

يزيد بحب: وانا مقدرش علي زعلك مش هنسي تاني ابدا.
محمود بضيق: طب يلا ندخل ولا هنفضل هنا كتير.
يزيد باحراج: انا اسف يلا ندخل.
دخلو جمعيا وكانت وعد معهم وقفت ضحي امام الفترينه ويزيد علي بعد مسافه منها ووقف محمود يراقبهم من سافه قريبه
يزيد لعامل المحل: لو سمحت هات مجموعه من الخواتم الالماظ عشان تنقي منهم خاتم.

ضحي بتعجب: اشمعني يعني الماظ؟!
يزيد بحب: اقل حاجه اقدر اقدمها لكي.
ضحي بخجل: بس انا مش بحب الالماظ.
يزيد بحب: طب قولي انت بتحبي ايه وانا اجبهولك.
محمود من خلفهم بحده: خلصي يا ضحي ونقي خاتم.
ضحي: حاضر يا بابا.

احضر لها العامل مجموعه من الخواتم فاختارت واحد وقالت: ايه رايك في ده يا يزيد.
فمد يزيد يده وامسكه لكنه لم يعجبه
يزيد: مش حلو ده نقي واحد غيره.
كان صغير الحجم جدا وقطعة الالماظ به تكاد تبان منه.
يزيد للعامل: ممكن تجبلي واحد اتقل من ده عشان ده ضعيف.

فاختار العامل خاتم ثقيل ويبدو من شكله انه غالي جدا لكنه فخم ورائع الجمال اعطاه العامل ليزيد في يده فامسكه وتفحصه
يزيد بابتسامه: هو ده اكيد هيبقي جميل شوفي المقاس كده يا ضحي.
اخذته ضحي وضعته في اصبعها فكان مقاسه مظبوط عليه
وعد باعجاب: الله جميل جدا في ايدك يا ضحي زوقك عالي قوي يا يزيد.
يزيد بابتسامه: اكيد والا مكنتش اختارت ضحي اغلي هديه من ربنا ليا.

ضحي بخجل: طب خلاص نقينا الخاتم يلا نمشي بقي.
يزيد: لاء لسه هات يا بني سلسله من اللي بيتحط فيها صوره.
ضحي: صوره اشمعني يعني؟
يزيد بحب: عشان تحطي صورتي وصورة عمي واختك وتخليهم جنب قلبك ديما.
ضحي بخجل: حاضر هخليهم كلهم جنب قلبي.

فاحضر عامل المحل سلسه جمليه وشكلها رقيق ولكنها ثقيله في الميزان وضعها في يد يزيد
يزيد: بالظبط هي دي اللي عايزها اعمل الفتوره بقي.
اقتربت وعد من ضحي واحتضنتها: الف مبروك يا وعد ربنا يتملك علي خير.
محمود بسعاده: مبروك يا ضحي مبروك يا يزيد.
يزيد بسعاده: الله يبارك فيك يا عمي.

حاسب يزيد علي الشبكه وقدمها لمحمود
يزيد: خليها معاك يا عمي.
محمود: بس المفروض تفضل معاك.
يزيد: انا سايب قلبي مع بنتك فمش هخاف علي حبة دهب اكيد معاك هيبقي في امان.
محمود بابتسامه: ماشي هعديهالك المره دي ويلا بينا.
خرجو جميعا من محل الذهب
يزيد: هنعدي علي محل المفروشات تنقي ضحي اوضة النوم اللي تعجبها وبعدين نروح.
محمود: ماشي يلا بينا.

وبالفعل ذهبو جميعا واختارو غرفة نوم جميل واوصلو يزيد الي منزله وعادو هم الي منزلهم وتمت الخطوبه في موعدها وكان حفل جميل وسافر محمود وضحي وكان يزيد يكلم ضحي كل يوم يطمأن عليها ويتحدث اليها بعض الوقت ومر الشهر وعاد محمود من السفر واتي يزيد لزيارتهم دخل وجلس في البهو وجلس محمود بجواره وجلست ضحي ووعد بالكرسي المقابل له
يزيد بسعاده: حمدالله علي السلامه ياعمي.
محمود: الله يسلمك اخبارك ايه.

يزيد بابتسامه: الحمد لله بس تعبان زهقت من الوحده وكنت عايز نحدد معاد الجواز.
محمود بابتسامه: لحقت زهقت ده انت وضحي لسه مختوبين من شهر واحد.
يزيد: انا عايش لوحدي من يوم ما اتوفت امي بس عمري ما حسيت بالوحده زي الايام دي.
محمود بتعجب: غريبه قوي الحكايه دي!

وعد بابتسامه: لانك الاول كنت راضي بالوحده لان ملهاش بديل لكن دلوقتي عندك بديل فاصبح الصبر صعب.
يزيد: تحليل دقيق قوي.
وعد بابتسامه: اصل ده كان بحث عملنا وانا اخدت احسن علامه فيه.
محمود بضحك: ياواد يا جامد انت وجايه بقي طلعي ابحاثك علينا.
وعد بضحك: لاء بس افتكرت فقولت اعرفكم قد ايه انا شاطره.
ضحي بابتسامه: وهو حد قالك اننا عندنا شك في ده.

يزيد: فعلا كل اللي قالته وعد صحيح الوقت بقي بيمر عليا طويل جدا.
محمود: خلاص هتكلم مع ضحي واحدد معاه معاد واقولك عليها يلا بينا بقي عشان نتغدي.

قام الجميع وجلسو علي مائدة الطعام وتناولو الطعام وبقي يزيد معهم لبعض الوقت بعد الغداء وذهب وحدد موعد الزواج بعد شهر ورغم رفض يزيد في البدايه لكنه قبل وتم الزواج في الموعد وبعد مرور شهر من الزواج كان يوم ميلاد ضحي وكانت حزينه لان والدها ووعد كان مسافران ولن يستطيع القدوم بسبب اختبارت وعد فاراد يزيد ان يفعل شئ يسعد به ضحي فكر كثيرا واتصل بوعد واتفق معها علي ان تساعده واعد لها مفاجأه جميله في المساء عادت ضحي من المستشفي كان يزيد ينتظرها ليتناولا الغداء معا دخلت ضحي وكانت سعيده احتضنها يزيد بحب
ضحي بسعاده: ايه الاستقبال الجميل ده يظهر اني وحشتك قوي.

يزيد بسعاده: انت اصلا بتوحشيني وانت معايا وفي حضني فمبالك وانت بعيده عني وكمان حاسس في صوتك ب
سعاده ياتري ايه السبب؟
ضحي بسعاده: حضرت النهارده فك رباط العمليه لواحد مريض ورجع له بصره ياه علي كم السعاده اللي شوفتها في عنين اهله وحبيبه ياه يايزيد احلي شئ في الكون هو الفرحه دي ياه يا يزيد بستني اليوم ده بفارغ الصبر عشان تشفني بعنيك زي ما شوفتني بقلبك.

يزيد: مش محتاج اشوفك بعنيا انا شايفك وبعرف حتي لون لبسك.
ضحي بمزاح: يا سلام طب انا لبسه لون ايه بقي؟
يزيد: لبسه الفستان الفسدقي والطرحه الوردي بلون الورده اللي في الفستان.
ضحي بتعجب: ايه ده بقي افهم بقي عرفت ازي؟

يزيد: انا حافظ كل فساتينك وكل لبسك انا حافظ كل حاجه عنك حافظ لون عنيكي ولون شعرك انا بشوفك بقلبي ومش محتاج اشوفك بعنيا انا حفظك جوي قلبي عشان انت روح قلبي وكل حياتي.
ضحي بسعاده: وانت كمان روح قلبي وكل حياتي ربنا يباركلي فيك يارب.
يزيد بسعاده: يلا تعالي غيري هدومك ونقعد نتغدي سوي.
ضحي: يلا بينا عشان انا هموت من الجوع.

دخلا الاثنان معا وعلي باب الغرفه امسك يزيد يدها وقال: استني افتحي انت باب الاوضه وادخلي.
ضحي بتعجب: ليه اوعي تكون عامل مقلب.
يزيد: انا عمري عملت مقالب.
ضحي:بصراحه لاء بس مستغربه يعني.
يزيد: بطلي رغي بقي وافتحي وادخلي وانت هتعرفي.

فتحت ضحي الباب وهي متحفزه وعندما فتحت تناثر عليها قطع الورد المجفف فتفاجأت ووضعت يدها علي فمها ونظرت الي الغرفه التي امتلاءت بالزهور والبلونات الطائره ومعلق بها بعض الهديا وصندوق صغير يرتفع عن الارض بمنظر جميل ورائع تحمله بلونات مكتوب عليه احبك وعيد ميلاد سعيد بالانجلزيه وقفت ضحي تنظر الي منظر الغرفه بسعاده وزهول والتفت احتضنت يزيد بحب وسعاده وعيناه ممتلاءه بالدموع من شدة السعاده مسح يزيد دموعها بيديه وقبلها في خدها قائلا: ايه الدموع ديه بقي انا عملت كل ده عشان افرحك واسعدك.

ضحي بابتسامه سعيده: انا متخيلتش ان دي المفجأه اللي قالت عليها وعد انت اجمل يزيد في الدنيا كله.
يزيد بسعاده: وانت اجمل ضحي في الكون كله يلا بقي افتحي البوكس وشوفي الهديا اللي جبتها ليكي بس عايز اصورك عشان لما اعمل العمليه اتفرج علي الفيديو لاني كان نفسي اشوف الفرحه اللي في عنيكي وانت بفتحي الهدايا
ضحي ببكاء: حاضر.

واخرجت الهاتف من جيبها وضبطت الكاميرا واعطتها ليزيد ودخلت تفتح الصندوق تخرج مافيه وهو يصورها وكانه يرها ويحرك الكاميرا مع صوت حركتها وكانت هي سعيده جدا بالهدايه التي اختارها لها يزيد بحب.
فتح يزيد عينه وتنهد تنهيده مليئه بالالم الشديد واكمل: عشت معها اسعد ايام حياتي عمري كله هي السنه اللي عشتها معها.
فادي بتأثر: ايه اللي حصل بعد كده؟

يزيد بالم: الدنيا مسابتنيش اعيش سعيد كان لازم توجعني وتعذبني.
فادي بالم: هي الدنيا كده لازم تعذبنا.
يزيد: ماهي دار ابتلاء واحنا لازم نصبر ونرضا بالقضاء.
فادي: هو ايه اللي حصل بعد كده خلاك تبقي حزين كده؟

نظر يزيد في ساعته قائلا: ياه انا اتاخرت قوي مش هينفع اقعد تاني همشي دلوقتي لكن هاجي بكره وهعمل حسابي اقضي اليوم كله معاك.
فادي: انت بتهرج انا عايز اعرف ايه اللي حصل انت هتمشي ومش تكمل.
يزيد: معلش لازم امشي عشان الوقت اتاخر.

فادي: انت مش جاي متاخر وقولت انك خلصت الشغل بدري عشان تقعد معايا برحتك عايز تمشي ليه دلوقتي
يزيد بابتسامه: معلش الوقت سرقني ولازم امشي قبل الضلمه عشان اعرف اجيلك بكره من بدري وهقضي اليوم كله معاك بس علي الله ما تزهقش مني واتقولي روح
فادي بضحك: لاء مش هقول بس انت ماتتاخرش وبعدين اقعد اتغدي معنا وبعدين امشي
يزيد: معلش خليها بكره بقي عشان يادوب كده اروح ويبقالي عندك غدي.

فادي: خلاص بكره نفطر ونتغدي ونتعشي كمان.
يزيد: ماشي كلامك سلام.
فادي: مع السلامه.

تركه يزيد دخل اخذ الاوراق من وعد بعد ان مضته كله وسلم علي مديحه وذهب دخل فادي الي غرفته جلس علي الكرسي يفكر في كل ما قاله يزيد.
فادي لنفسه: الدنيا دي مش بتسيب حد في حاله ديما وجعه القلوب بس ياتري ايه اللي حصل بين ضحي ويزيد يعني يا يزيد تسبني متشوق كده طب ما اسال وعد ولا...

تركه يزيد دخل اخذ الورق من وعد بعد ان مضته كله وسلم علي مديحه وذهب دخل فادي الي غرفته جلس علي الكرسي يفكر في كل ما قاله يزيد.
فادي لنفسه: الدنيا دي مش بتسيب حد في حاله ديما وجعه القلوب بس ياتري ايه اللي حصل بين ضحي ويزيد يعني يا يزيد تسبني متشوق كده طب ما اسال وعد ولا... (تذكر انه عندما ذكر اسمها توترت واوقعت الادوات من يدها) بلاش اسال وعد هستنا لبكره وخلاص.

اتت وعد الي غرفة فادي ودقت الباب كان الباب مفتوح
فادي: ادخلي يا وعد.
دخلت وعد ووقفت علي بعد مسافه من فادي
وعد: معاد الجلسه.
فادي: اه كنت ناسي.
قام فادي واستلقي علي الاريكه ووضع راسه علي المسند وجلست وعد علي الكرسي بجواره وبدأت الجلسه قائلة: المفروض نسافر بكره او بعده بالكتير القاهره عشان تعمل العمليه.
فادي: ايه زهقتي مني خلاص وعايزه تمشي؟
وعد بتلقائيه: لاء طبعا بس...

قاطعها فادي قائلا: بجد مزهقتيش مني ولا من وجدك معايا؟
وعد بتلعثم وتردد: ها وهزهق من ايه انت انسان طيب وطنط كمان حنينه جدا و... و...
فادي بابتسامه: طب ماتخليكي معانا ونكمل العلاج هنا.
وعد بتوتر: لاء لازم نرجع اصل العمليه دي مهمه جدا لنجاح العلاج.

تنهد فادي قائلا: خلاص امري لله بس كده بقي يبقا تيجي معانا وتكوني المسؤله عن علاجي.
وعد بتوتر: حاضر هقول لدكتور مصطفي ومعتقدش انه هيرفض.
ابتسم فادي من توترها قائلا: طيب يبقي خلاص بقا نروح بكره مع يزيد لما يجي نقضي اليوم مع بعض ونسافر سوي.
وعد بابتسامه متوتره: ده يزيد هيفرح قوي.
فادي بابتسامه: يزيد انسان جميل وانا حبيته جدا.

وعد: هو فعلا كده هكلم دكتور مصطفي عشان يعمل الاجراءت اللازمه لدخول المستشفي بكره ان شاء الله.
فادي: ان شاء الله قوليلي يا وعد انت عمرك ما حبيتي قبل كده؟
شعرت وعد بالخجل واحمر وجهها قائلة: حبيت ازي يعني ما هو لازم تحب اللي حوليك عشان تقدر تتعامل معاهم.
فادي بابتسامه: لاء انا اقصد الحب التاني انك تحبي شخص وتتمني تكملي حياتك معاه.
وعد وقد زاد خجلها وتلعثمت في الكلام: مبحبش الكلام في الحاجات دي (وقامت وقفت) عن اذنك انا خلصت الجلسه.

وخرجت وهي مسرعه صعدت الي غرفتها فهي كانت متوتره من كلام فادي اما فادي قام وجلس علي الاريكه وهو يبتسم من خجلها وبدأ يتذكر كلام يزيد عن ضحي وكيف انه كان يراها بقلبه فهو لاول مره يشعر انه يري وعد بقلبه بوضوح شديد اتت والدته وراته وهو يجلس ويبتسم فاقتربت منه وجلست الي جواره ونظرت اليه بسعاده قائلة: ربنا يسعد قلبك يارب.

فادي بابتسامه: ويباركلي فيكي يا ماما يارب.
مديحه:مش هتقولي ايه سر السعاده دي؟
فادي بتفكير: الحب جميل قوي يا ماما بغير الانسان بيشيل الضلمه اللي جوه ويحط مكانها نور بيغير حياته بيخلي كل شئ واضح بيشيل الضباب احساس جميل قوي.

مديحه بمزاح: قولتلي بقي بيحط مكانها نور ولا وعد.
فادي وهو يضحك: اه بيحط مكانها وعد (تنهد بسعاده) مكنتش اعرف ان الحب جميل قوي كده.
مديحه بتنهد: اه من الحب هو بيتعب القلب قد الحب وهو بردو اللي بيريح القلب ويدويه الحب ده حاجه غريبه متقدرش تعيش من غيره مهما كنت بتتعذب بيه.

فادي بمزاح: ايه الكلام الكبير ده دا انت شاعره بقي وانا معرفش.
مديحه بابتسامه: انت بتتريق عليا.
فادي بانكار: لاء طبعا انا بس مستغرب بعد الالم اللي شوفتيه من الحب لسه بتامني بيه؟
مديحه بابتسامه: ياااااه يا فادي هو حد عاش قصة حب زي احلي قصة حب.
فادي بتعجب: معقوله رغم ان بابا جرحك واتجوز عليكي وبتقولي كده.

مديحه: ماهو يا حبيبي اللي بيحب بيسامح وبعدين محمد فضلني انا عليها ده حتي يوم دخلته عليها سبها وجالي هو ظلم نفسه مظلمنيش انا.
فادي: بس اللي اعرفه ان اصعب حاجه علي الست ان جوزها يروح لوحده تانيه.
مديحه: انت قولت يروح لكن ابوك مراحش لوحده تانيه هو كان فاكر انه هيخلف منها عيال وتبقي ملهاش حقوق نسي انها انسانه وليها مشاعر ولما خد باله من ده كان الاوان فات ومبقاش فيها روجوع.

فادي: عايزه تقولي يعني زي الناس اللي بتقول ان الست مجرد معون والراجل هو الاساس والكلام الفاضي ده.
تنهدت مديحه بابتسامه قائلة: ما انت قولت كلام فاضي هو كان خايف عليك انك تبقي وحيد.
فادي بتحسر: اه خايف ابقي وحيد وانا دلوقتي ايه علي الاقل مكنتش هحس بالحسره علي اخواتي اللي باعوني في اول محطه.

مديحه بحزن: لاء يا حبيبي متقولش كده هما علي عنيهم غشاوه هتتشال وهترجعو لبعض تاني وبكره تقول ماما قالت انتو ولاد حلال يا حبيبي وولاد الحلال ما يكلوش بعض ممكن يجو علي بعض شويه لكن بيرجعو تاني وبكره الايام تثبتلك كلامي.
فادي بضيق: عشان اللي بيقولو الام مجرد معون يفهمو ان الام هي الاساس ولازم يكون لها تاثير ما هي اللي بتربي.

مديحه: وعشان كده انا متاكده انهم هيرجعو يا حبيبي عشان انا اللي مربياهم مش ناديه انا ليه فيهم زيها بالظبط وهقولك تاني بكره الايام تثبتلك كلامي ممكن يتاثرو بيها لفتره لكن اكيد هيرجعو من تاني.
فادي: مش هاجدلك كتير هستني الايام.
مديحه: قولي بقي ايه موضوع وعد؟

فادي بابتسامه وهو يتهرب من الكلام: وعد بتقول لازم نروح القاهره عشان اعمل العمليه فاتفقت معها انها تحجز لنا في المستشفي وبكره لما يجي يزيد نروح معاه وهي هتكلم دكتور مصطفي يخلص لنا كل الاجراءت (تنهد) وربنا يعمل اللي فيه الخير.
مديحه بابتسامه: وماله يا حبيبي ناخد بالاسباب والشفا من الله بس مش ده اللي كنت بسال عنه لكن عموما خلاص مش مشكله هروح اشوف الغدا اخباره ايه.

فادي بابتسامه: كله باوانه يا ماما(واكمل في عقله) لما اسمع بقيت قصة يزيد وضحي هاخد قراري لكن دلوقتي هصبر واستنا.
تركته وذهبت لتري الغداء وقد قررت ان تنتظر حتي يتحدث هو اليها ويخبرها بالامر دون ان تساله وظلت وعد بغرفتها حتي موعد الغداء ارسلت اليها مديحه فنزلت تناولت الغداء معهم وبعدها كان موعد الجلسه ومر اليوم بسرعه.

في الصباح استيقظ معتز وصلي الفجر وجلس علي مصلاه يفكر في كل ما يحدث معه حتي قطع تفكيره صوت معتصم وهو يقول: مصحتنيش ليه اصلي معاك؟
معتز: قولت اسيبك شويه واصحيك قبل الشروق علي طول صعبت عليا كنت قاعد تذاكر طول اليل.
اخذ معتصم نفس وزفره قائلا: كنت بحاول الهي نفسي عشان مفكرش في حاجه.
معتز بضيق: سبها علي الله مفيش بايدنا حاجه.

معتصم بحزن: كان نفسي موضوع الفرح يكون مجرد كلام لكن امبارح اتاكدت.
معتز بتعجب: اتاكدت ازي؟
معتصم بحزن شديد:لما كنت في الجامعه زميلي قعدو يلقحو عليا بالكلام وهما ماسكين دعوة الفرح مقدرتش اتحمل سبت الجامعه وجيت حتي من غير ما اكمل المحضرات.
معتز بغضب: شباب تافه وقليل ربايه.

معتصم بحزن: وهما قالو حاجه غلط واحد مخلفه ثلاث رجاله راحه تعمل فرح ميتريقوش ليه.
معتز بضيق: مش عارف اقولك ايه ربنا يستر لسه كمان الصحف والمجلات والفضيحه هتبقي بجلال.
معتصم بقلق وغضب: ربنا يستر علي مازن وما يعملش حاجه مجنونه.
معتز بتعجب: بصراحه انا مستغرب انه ساكت لحد دلوقتي بس خايف يكون السكوت اللي يسبق العاصفه.
معتصم بحزن وضيق: ربنا يستر وما يعملش حاجه تزود الفضايح.
معتز بتفكير: اعتقد لو المجلات سكتت ده هيهديه شويه.

معتصم بضيق: بس ربنا يستر وميبعتلوش واحد زي اللي لقحو عليا الكلام في الجامعه.
معتز بضيق: ربنا يستر يلا قوم اتوضي صلي عشان نقعد نذاكر ومن هنا لحد بالليل هيكون كل شئ بان
قام معتصم ودخل الحمام وقام معتز وجلس علي المكتب يذاكر.

استيقظ فادي وتوضأ وصلي وجلس في غرفته
 ينتظر قدوم يزيد ليعرف منه ما حدث كان يجلس بغرفته يعد الساعات والدقائق حتي اتي يزيد كان فادي يجلس علي كرسيه فدق يزيد الباب ودخل
يزيد: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ازيك عامل ايه؟
فادي: وعليكم السلام الحمد لله بفضل الله.
يزيد: مالك يا عم قالقهم عليك ليه؟
فادي: مين قلقان عليا؟

يزيد: والدتك ووعد لقيتهم قلقانين عليك عشان قاعد في اوضتك من ساعت ما صحيت مخرجتش ومرضتش تفطر.
فادي بابتسامه: يعني وعد قلقانه عليا؟
يزيد بمكر: اه وعد قلقانه عليك اكيد طبعا لازم تقلق مش انت المريض بتاعها.
فتلاشت الابتسامه من علي وجه فادي قائلا: المريض بتاعها جمله غريبه شويه (تنهد بشرود).

فهم يزيد ان فادي تعلق بوعد فابتسم قائلا: ايه روحت فين خليك معايا.
فادي بتنبه: ها ما انا معاك هروح فين يعني.
يزيد بابتسامه: امال سرحان في ايه ومين واخد عقلك؟

فاديبتهرب: هقولك بس لما تكمل الحكايه وتقولي حصل ايه معاك انت وضحي بس عايز اسالك عن حاجات مش فاهمها الاول وبعدين احكي.
يزيد: حاضر هكمل وهجاوبك علي كل اسئلتك بس دلوقتي لازم تفطر وتاخد علاجك وبعدين نقعد نحكي.
فادي: لاء هقول لماما تجيب الفطار هنا نفطر وانت بتحكي وبعدين ابقي اخد العلاج.

يزيد: اللي يعجبك انت حر.
فنادي فادي علي والدته فاتت اليهم
فادي: معلش يا ماما خليهم يجبو لنا الفطار هنا هفطر انا ويزيد وقولي لوعد تخلي الجلسه الظهر.
مديحه: اللي يريحك يا حبيبي.
خرجت مديحه ولحظات واتت احدي العاملات بالطعام وضعته وذهبت.
فادي: يلا اتفضل نفطر سوي تجوبني وبعدين تحكي وتحكي.
يزيد: ماشي اسأل وانا هجاوب.

بدأ يتناول الطعام قال فادي: عايز افهم انت قولت انك كنت بتشتغل وانت بتدرس عشان مدياتك علي قدها وبعدين قولت عندك وديعه وجبت منها شبكة ضحي واوضة النوم كلام متناقد ممكن توضيح؟

يزيد بابتسامه: افهمك ببساطه الوديعه والدتي هي اللي عملتها وانا طفل دي فلوس نهاية الخدمه بتاعت بابا الله يرحمه وكانت كل فتره تحوش مبلغ وتحطه عليهم عشان يكبر ولما بقيت في الجامعه كنت بشتغل عشان اجيب مصاريفي عشان مقربش منهم عشان ماما الله يرحمها كانت ديما تقولي اوعي تقرب منهم سبهم لجوازك ولما اشتغلت بعد الجامعه كل ما كنت احوش مبلغ ازود الوديعه.

فادي: طب ليه لما اصريت تدفع فلوس علاجك مفكرتش تاخد منهم؟
يزيد بابتسامه: انا كنت شبه متاكد اني مليش علاج وقولت مش مشكله ولو اتخصم جزء من مرتبي لكن مش هخسر الوديعه مايبقاش خساره من كله.
فادي بتردد: انت اتولدت فاقد للبصر يعني متعرفش الالوان ازي كنت بتعرف الوان لبس ضحي؟
يزيد بابتسامه حزينه: ماما كانت ديما توصفلي كل لون وكانت بتشبهم بحاجه معينه منكرش اني لما شوفت اكتشفت اني مكنش كل لون زي ما تخيلته بالظبط.

فادي: اتمني مكنش دياقتك باسألتي
يزيد بابتسامه: لا ابدا مضيقتنيش ولا حاجه بالعكس انا سعيد انك كنت مركز في كلامي للدرجه دي.
فادي بمزاح: مركز بس ده انا من امبارح مستنيك عشان اعرف الباقي يلا بقي احكي ولا هتسبني كده متشوق اعرف الباقي.
تنهد يزيد قائلا: حاضر هكملك مش عارف اقولك ايه او ابدأ منين بس الحقيقه اني كنت عايش حلم جميل قوي مكنتش عايز اصحي منه ابدا كنت عايش السعاده كلها كنت طاير في السماء مكنتش متخيل ان كل شئ ممكن يضيع في لحظه.
فادي: ليه ايه اللي حصل؟

تنهد يزيد قائلا: ضحي زي اي زوجه كان نفسها تكون ام وبدأت تتكلم معايا وتلمحلي انها عايزه تعرف ايه سبب تاخر الخلفه وانا مكنش عندي مشكله اننا نشوف ايه السبب وبدأنا رحلة البحث كنت حاسس ان ضحي مخبيه عليا حاجه بس مش عارف ايه هي كانت اول مره مبقاش فاهم ايه اللي جوها كان ده واجعني قوي ان مش قادر اشوف عنيها واعرف منها ايه اللي مخليها متالمه وموجوعه قوي كده مر علينا شهرين وانا حاسس اننا بنبعد عن بعض مقدرتش اتحمل قررت اتكلم معها واصارحها وافهم منها.

تنهد يزيد واغمض عينيه وبدأ يتخيل الامر كانه يراه.
كان يجلس يزيد وضحي في البهو علي الاريكه وكان وجه ضحي شاحب ويبدو عليها الضعف الشديد اقترب يزيد منها وضع يده علي ظهرها وامسك يدها بيده الاخري قبل يدها ووضعها علي صدره قائلا: مالك يا حبيبتي ليه حاسس انك مخبيا عليا حاجه ليه بقالي فتره حاسس انك بعيده عني حاسس ان في حاجه تعباكي ومش عايزه تقوليلي هو ينفع تخبي علي حبيبك؟

ضحي بتأثر وهي تسند راسها علي كتفه: وهو انا ليا حد غيرك اشاركه افراحي واحزاني مش انت حبيبي وروحي وقلبي وكل دنيتي.
فضمها الي صدره قائلا: طبعا انا حبيبك وانت حبيبتي وروحي وقلبي وعقلي وعشان كده عايز اعرف ايه اللي وجعك قوي كده ومش عايزه تقوليه ولا عشان مش شايفك مش هحس بيكي؟

نزلت الدموع من عين ضحي قائلة: عارفه انك حاسس بيه وموجوع معايا بس مش عايزك تتالم اكتر من كده عايزك تكون سعيد مش عايزه الدموع تشوف عنيك.
يزيد وهو يمسح دموعها بيده: وانت مفكره انك لما تخبي عليا كده مش هتالم كده المي هيبقي اكبر عشان مقدرتش اخفف عنك المك اوعي تخبي عليا حاجه واكيد لما نتشارك الالم سوي هيبقي اخف.

ضحي ببكاء: هقولك واشيل من قلبي الهم يمكن فعلا تخفف عني المي.
يزيد بحب: اكيد هخففه ان مكانتش انا اللي اخففه مين هيخففه عنك.
ضحي ببكاء اكثر: يعني مش هتنساني وتحب واحده غيري.
يزيد بخضه: ضحي حبيبتي قولي في ايه خضتيني انت تعابنه حبيبتي ايه اللي تعابك قوليلي وقعتي قلبي.
ضحي وهي تحاول ان تتوقف عن البكاء: انا مش هخلف ابدا عمري ما هكون ام ولا هجبلك اولاد.

اخذ يزيد نفس وزفره بقوه قائلا: بقي ده اللي يخليكي تعيطي كده مش مهم خلفه مش لازم اطفال انت بنتي وحبيتي انا كنت عايز اطفال عشانك انت عشان يكونو حته منك يكون فيهم ريحتك مش اكتر من كده لكن طلما انت معايا فكل الدنيا ملكي مش عايز منها شئ تاني.
ضحي ببكاء شديد: يعني مش هتسبني وتتجوز واحده تانيه عشان...

فقاطعه ووضع يده علي شفتيها قائلا: هوس ايه الكلام ده في حد يبقي معاه حياته ويروح يدور علي تفاهات انت حياتي ومقدرش اعيش من غيرك اوعي تقولي كده تاني انت فاهمه.
وضمها لصدره مره اخري وازادادت هي في البكاء وكانت تتمسك به كانها خائفه ان يتركها او يبتعد عنها.
يزيد بابتسامه حزينه: كل العياط ده عشان الاطفال انا مش عايز من الدنيا غيرك انت وبس.

ضحي ببكاء: وانا كمان مش عايزه من الدنيا غيرك انت وبس وعشان كده اخدت اجازه من بكره هفضل معاك في البيت لمدة شهر.
يزيد بسعاده وهو يمسح دموعها بيديه: وانا كمان هاخد اجازه شهر ونروح نتفسح في كل مكان نلف الدنيا مع بعض ايه رايك؟
ضحي بابتسامه حزينه: موفقه اقضي معاك باقي عمري كله.

يزيد بحب: ليا شرط كل مكان نروح فيه نتصور عشان لما يرجعلي بصري نشوف الاماكن دي تاني مع بعض.
ضحي بحزن: وعشان كمان كل ما تشفها تفتكرني وتبتسم وتضحك.
وازادادت في البكاء وهي تختبئ في صدره فربط علي ظهرها وضمها اليه اكثر بقوه وكانه يريد ان يخباءه داخله: كفايا بقي عياط قومي معايا يلا تعالي نعمل اكل سوي عشان انت خاسه خالص ومختاجه تتغذي كويس.

ضحي وهي تبتعد عنه وتمسح دموعها: خلاص خليك انت وانا هقوم اعمل اكل ولما اخل...
قاطعها قائلا: لاء هنكون سوي الشهر ده هنعمل فيه كل حاجه سوي اتفقنا؟
ضحي بابتسامه حزينه: اتفقنا.
وقاما ودخلا المطبخ معا ومر ثلاث اسابيع وهم معا يذهبان كل يوم الي مكان ويتصوران به حتي اتي اتصال من والد ضحي بدي عليها الحزن قائله ليزيد: يزيد انا مضطره اسافر اسبوع لبابا ووعد ومش هتاخر.

يزيد: خلاص نسافر سوي واهو حتي نكمل اجازتنا ونتفسح ونكمل البوم الصور.
ضحي بتفكير: ماشي بس هيكون في وقت مش هبقي فاضيه وهروح لبابا ووعد المستشفي وهسيبك لوحدك.
يزيد: وتسبيني لوحدي ليه ما اجي معاكي
ضحي بتهرب: لاء مش هينفع اصلي هبقي في شغل وهتزهق فالافضل انك تفضل في الفندق.

يزيد بابتسامه: ماشي يا ستي هتحمل بعدك الوقت اللي هتروحي فيه بس بشرط نعوض الوقت ده بعد ما ترجعي.
ضحي بحزن تداريه: وانا موافقه يلا بقي نستعد عشان نسافر بكره.
يزيد: ان شاء الله.
وسافرا في اليوم التالي وبعد ان وصلا المطار تعجب يزيد من عدم قدوم ايا منهم لاستقبالهم
يزيد بتعجب: غريبه لا عمي ولا وعد جم يستقبلونا في المطار ليه؟

ضحي بالم: انا اللي طلبت ده اول يومين هنقضيهم نتفسح ونتصور في كل مكان وبعد كده هروح لهم انا.
يزيد بقلق: ليه حاسس في صوتك بحزن هو حد منهم تعبان؟
ضحي بحزن: لاء انا بس حبيت نكون لوحدنا اليومين دول قبل ما نفترق.
يزيد بضيق: احنا عمرنا ما نفترق ابدا ماتقوليش كده تاني مفهوم.
ضحي بحزن: مفهوم حاضر مش هقول.

يزيد في عقله: ليه ديما حاسس ان في حاجه مخبياه عني ليه حاسس اني عاجز اعرف ايه اللي جواكي حاسس اني اعمي وده وجعني قوي بس لازم ماحسسكيش لحد لما اقابل عمي واكيد هعرف منه كل حاجه.
ضحي بابتسامه حزينه: يلا يا حبيبي عشان نبدأ البرنامج اللي عملاه لنا.
تنهد يزيد قائلا: يلا بينا.

وذهبا معا وقضي بالغعل يومين من اجمل ايام حياتهم وفي صباح اليوم الثالث في الفندق كانت ضحي تجلس علي مصليتها حزينه وزابله اتي اليها يزيد وجلس بجوارها وحوطها بذراعيه وامسك يدها بيده.
يزيد بحب: تقبل الله.
ضحي: منا ومنك ما انت سبقتني وصليت لوحدك.
يزيد: مهنش عليا اصحيكي قولت لسه وقت الفجر ممتد شويه.

ضحي بقلق وتوتر: الحمد لله صليته حاضر انا همشي بعد ساعه هروح لبابا في المستشفي واحتمال اتاخر عليك.
يزيد بقلق: حبيبتي مالك ليه حاسس ان في حاجه مخبياه عليا قوليلي ان مكنتيش تقوليلي هتقولي لمين؟
ضحي بحزن: مفيش حاجه بس وعد تعبانه شويه وانا هروح اطمن عليها.

يزيد: ربنا يطمنك عليها مش هتغدي هستناكي.
ضحي: لاء اتغدي انت انا هتغدي مع بابا ووعد.
يزيد: خلاص اجي اتغدي معاكو.
ضحي بتهرب: لاء مش هينفع عشان هنتغدي في المستشفي.
يزيد: خلاص هستناكي علي العشا.
تنهدت بالم: قول يارب.
يزيد بابتسامه: يارب.

ضحي: هقوم البس عشان امشي انا جمعت كل حاجتنا في الشنط مش باقي الا حاجات بسيطه وواعتدلت ونظرت له وعينيها تملتئ بالدموع ثم احتضنته بقوه وكانها تودعه وكان هو ايضا يحتضنها بتعجب من تصرفها الغريب ولكنه لم يسالها وبعد بعض الوقت تركته وقامت استعدت وخرجت وهي تنظر له وكانها تودعه الامر الذي زاد القلق داخل يزيد فهو لا يراها ولكن يشعر بها وبالمها الذي لا يعرف سببه وظل جالس يفكر في الامر حتي اتي اليه اتصال هاتفي فاسرع اليه ظنا منه انها هي امسك الهاتف واجاب
يزيد: ايوه يا ضحي ياحبيتي.

محمود بحزن شديد: ايوه يا يزيد انا عمك محمود مش ضحي(وتنهد كانه يخرج نارا من جوفه) هيجي واحد من المستشفي دلوقتي يجيبك هنا لقينا متبرع خلاص وهنعملك العمليه دلوقتي.
يزيد بتعجب: بس هنا العمليه هتتكلف كتير وانا مش...
قاطعه محمود: مش وقت الكلام ده لازم تتحرك بسرعه جهز كل حاجاتك عشان هترجع من المستشفي علي مصر.
يزيد بتعجب: حاضر طب فين ضحي كنت عايز اكلمها؟!
محمود بحزن وبكاء يداريه: ضحي مع وعد هتشوفها بعدين مع السلامه.

وانهي المكالمه كان يزيد في حالة زهول وشعر ان هناك امر ولكن لا يريدون اخباره به جمع يزيد اغراضه المتبقيه فضحي كانت قد جمعت كل شئ قبل ان تذهب اتي بالفعل شخص من المستشفي واخذ يزيد وذهبا الي المستشفي وتم ادخاله الي غرفة العمليات مباشرة وبعد اجراء الجراحه خرج يزيد وبعد ان افاق تم نقله لغرفه عاديه وبعد ساعات بسيطه اتي اليه محمود وكان حزين جدا جلس الي جواره فهو كان نائم واستيقظ عندما اتي.

يزيد: اهلا يا عمي فين ضحي وحشتني عايزه اسمع صوتها واطمن عليها؟
محمود ببكاء يداريه: قاعده مع وعد عشان تعبانه شويه وكمان احنا هنسافر دلوقتي علي مصر في طياره خاصه.
يزيد بتعجب: طب ليه مش هنستنا لما افك الرباط؟!
محمود بالم: حصل حالة وفاه عندنا ولازم نرجع حالا علي مصر.
يزيد بعدم فهم: طب خلاص يا عمي انا جاهز.

وبالفعل سافرو في نفس اليوم الي مصر في طياره خاصه دخل يزيد المستشفي ليكمل باقي علاجه دخل معه محمود اوصله الي غرفته وقبل ان يتركه ويذهب ناده يزيد
يزيد بقلق: هي ضحي فين مسمعتش صوتها خالص في الطياره هي ضحي حصل لها حاجه؟
محمود ببكاء يداريه: ابدا بس هي جالها برد ومش قادره تتكلم واليومين الجاين هتكون معنا في العزا ومحدش منا هيعرف يجيلك لحد يوم فك الرباط من علي عينك.

يزيد بحزن: هقعد كل ده من غير ما اسمع صوتها او اكلمها ده كتير قوي وصعب طب خليها تكلمني بس اطمن عليها مش هقدر اتحمل بعدها الوقت ده كله.
محمود ببكاء يحاول ان يدرايه: ياريت كان ينفع ياريت.

وتركه وخرج مسرعا وهو يبكي بحرقه والم شديد ظل يزيد بغرفته طوال هذه الايام والقلق يكاد يقتله وفكر اكثر من مره في الهرب من المستشفي والذهاب اليهم ولكن الادويه التي كان ياخذها كانت تسبب له الدوار فلم يستطع فحاول سؤال احد من الممرضين او العمال بالمستشفي لكن الكل كان يتهرب من الاجابه واتي يوم فك الرباط من علي عينه واتي الدكتور محمود ووعد وكانا وحدهم مما اثار غضب يزيد ورفض ان يفك الرباط من علي عينه.

يزيد بغضب: فين ضحي يا عمي مجتش معاكم ليه؟ انا هتجنن من القلق عليها انا كنت ههرب من المستشفي واجي عشان اطمن عليها لكن الدوي مدوخني ومعرفتش اخرج.
محمود بحزن: اهدي وخليني افكلك الرباط وانا هفهمك كل حاجه.
يزيد بضيق: لاء مش هفك الرباط الا لما تيجي ضحي.

محمود بحزن وبكاء: لما تفك الرباط هتشوف ضحي ده وعد مني انا عارف انك عايزها تكون هي اول شخص تشوفه.
يزيد بقلق: انا عايز افهم انت بتعيط ليه ووعد كمان بتعيط ليه وضحي فين مجتش معاكم ليه؟
واذا بصوت ضحي ياتي من ناحية الباب: يزيد حبيبي ايه مش عايز تشوفني ولا ايه؟

اتي يوم فك الرباط من علي عين يزيد واتي الدكتور محمود ووعد وكانا وحدهم مما اثار غضب يزيد.
يزيد بغضب: فين ضحي يا عمي مجتش معاكم ليه؟ انا هتجنن من القلق عليها؟
محمود بحزن: اهدي وخليني افكلك الرباط وانا هفهمك كل حاجه.
يزيد بضيق: لاء مش هفك الرباط الا لما تيجي ضحي.

محمود بحزن وبكاء: لما تفك الرباط هتشوف ضحي ده وعد مني انا عارف انك عايز تكون هي اول شخص تشوفه.
يزيد بقلق: انا عايز افهم انت بتعيط ليه ووعد كمان بتعيط ليه وضحي فين مجتش معاكم ليه؟
واذا بصوت ضحي ياتي من عند الباب: يزيد حبيبي ايه مش عايز تشوفني ولا ايه؟
يزيد بابتسامه: ضحي حبيبتي قربي مني تعالي جنبي طمنيني عليكي.
وحاول ان يقوم ليقترب منها فاوقفه محمود وهو يبكي قائلا: مش سمعت صوتها يلا خلينا نفك الرباط بقي.

فجلس وهو لا يشعر براحه من صوت محمود ولكن الافضل ان يفك الرباط لينكشف كل شئ امامه بدأ محمود بفك الرباط ودموعه لم تتوقف ازال الرباط كاملا وبدأ يزيد يفتح عينه ليري النور لاول مره في حياته وهو يامل ان يكون اول وجه يراه هو وجه ضحي التي لطلما حلم بهذه اللحظه بدأ ينظر حوله لكنه لم يجد احد سوي شاشة تلفزيون كبيره وبها صوره لفتاه جميله تبتسم واشتغل الفيديو وبدأت الفتاه تتكلم: يزيد حبيبي اول صوره وقعت عليها عينك هي صورتي زي ما اتمنيت بالظبط كان نفسي اكون معاك بنفسي لكن ده قدر ربنا وانا راضيه بيه.

يزيد بصدمه: ضحي انت ضحي زي ما تخيلتك بس ليه فيديو ليه مش حقيقه ضحي ضحي واقترب من الشاشه ولمسها بيده
ضحي ببكاء عبر الشاشه: يزيد حبيبي انا عارفه انك قوي ومؤمن وهتصبر علي قضاء الله معني انك بتتفرج علي الفيديو ده اني قابلت وجه كريم حلمت كتير قوي باللحظه دي اعشها معاك اتمنيت كتير قوي انك تشوفني بعينك بس مش بأيدي ربنا اراد كده عايزاك تحافظ علي الامانه اللي سبتها لك ومتعيطتش ابدا وتبتسم علي طول زي ما اتعودت اشوفك (وازدادت في البكاء) هتوحشني قوي قوي بحبك قوي قوي اوعي تنساني.
يزيد بصدمه وعدم تصديق: انا مش فاهم مش فاهم عمي محمود وعد انتو فين ردو عليا حد يفهمني ضحي فين.

اسرع فتح الباب وجد محمود ووعد يقفان عرفهم من بكائهم فنظر اليهم بصدمه قائلا: ضحي فين ردو عليا ضحي فين هي اللي في الفيديو صح انا عرفتها زي ما تخيلتها بالظبط بس انا مش فاهم هي فين اوعو تقولو انها لاء لاء هي مسافره وهترجع صح مش كده عمي قولي انها هترجع مسبتنيش لاء لاء.
محمود ببكاء شديد: وحد الله يا بني ده امر ربنا وملناش فيه حاجه.

يزيد بصدمه وعدم تصديق: يعني ده حقيقي يعني ضحي خلاص مش هشوفها تاني انا عملت العمليه بس عشان اشوفها تقوم تسبني لاء لاء انتو بتضحكو عليا صح وكمان امانة ايه اللي سبتهالي هاه امانة ايه
فازداد بكاء محمود ووعد ولم يستطع احد منهم ان يجيبه نظر اليهم والي بكاؤهم وبدأ يده ترتعش وهو يرفعها ببطئ حتي وضعهم علي عينه ببكاء شديد قائلا: امانتها هي عينها اللي بشوف دلوقتي بيها كانت هي المتبرع هعمل بيهم ايه انا كنت عايز اشوفها هي دلوقتي هشوف بعيونها هي
(وابتلع ريقه بالم وصرخ ) لاء لاء لاء ضحي حبيبتي راحت وسابتني لاء ضحي انا مليش غيرك انا عملت العمليه عشان اشوفك ضحي لاء لاء لاء..

ووقع في الارض منهارا وهو يقول: يارب الصبر من عندك يارب اه اه اه اه اه اه اه قلبي اه اه اه مش قادر قلبي وجعني يارب يارب صبرني،اه اه
فجسي محمود علي ركبته واحتضنه وهو يبكي قائلا: معلش يا بني قضاء ربنا وانت مؤمن وهتصبر وتحافظ علي امنتها مش كده
يزيد ببكاء وهو يضرب بيده علي الارض: اه اه اه اه اه ليه مقولتليش من اول يوم ليه مخلتنيش اقف في عزاها وودعها لاخر مره ليه اه اه
محمود ببكاء شديد: مقدرتش يا بني مقدرتش لان دي كانت وصيتها انك ماتعرفش الا يوم فك الرباط من علي عينك وانا مقدرتش اخلفها وكمان ده كان لازم عشان العمليه متبوظش.

يزيد ببكاء: يارتها باظت وهي ماسبتنيش يارتها بقيت ومكنتش شوفت هشوف ايه وهي مش معايا انا كنت عايز اشوفها اشوف ضحكتها اشوف عيونها انا بقولها بحبك اشوف الحب في عنيها واشوف السعاده اللي فيهم هشوف ايه دلوقتي ولا اشوف ليه ليه.
وخبط بقبضته علي الارض وازداد في البكاء فربط محمود علي كتفه وهو يبكي قائلا: انا عارف انك اقوي من كده وهتقدر تتغلب علي حزنك ومش هتستسلم ابدا وهتنفذ وصيتها وتحافظ علي الذكره اللي سبتها ليك.

يزيد ببكاء: اه اه اه قلبي وجعني قوي اه اه اه فرقها صعب قوي طول الايام اللي فات وانا هتجنن ومش قادر متحمل غيابها بالعافيه علي امل اني هشوفها في النهايه بس للاسف هي سابتني وسابت الدنيا كلها اه اه.
محمود ببكاء: كل ما هتبص في المرايا هتشوف عنيها جزء منها يعني ضحي حبتك اكتر من روحها وانا عارف انك انت كمان حبيتها حب حقيقي ومتاكد انك هتحافظ علي امنتها مش كده.

هز يزيد راسها بالموافقه وهو يحاول ان يمنع نفسه من البكاء فاحتضنه محمود وهو يبكي هو الاخر وكانت وعد تجلس علي الارض وضع القرفساء الي جوارهم تبكي هي الاخري.
رفع يزيد راسه وفتحه عينه وبدأ يمسح دموعه وهو يحاول ان يبتسم بالم ويقول: ومن يومها وانا بحاول احافظ علي امنتها وكل لما توحشني اغمض عيني اشوفها بقلبي وافتكر انها عيشه جوي قلبي مش بس في عنيا.

فادي ببكاء: يااااااااه نهايه حزينه جدا لقصة حب جميله جدا وانت بتحكي اتمنيت انك تشوفها ولو مره واحده وحزنت قوي لما ماشوفتهاش صعب قوي الاحساس ده.

يزيد بتنهيدة الم: فعلا كانت ايام صعبه جدا بس اللي هون عليا وقتها وجود عمي محمود جنبي كان بالنسبه ليا بمسابة اب وجودي جنبي خلاني اتخطي الفتره دي واقدر اقف علي رجلي تاني (تنهد بالم) لكن الدنيا وجعتني اكتر بفراقه انا فاكر اخر كلام ليه معايا قبل ما يسافر كانه كان بيودعني
اغمض يزيد عينيه وتذكر كلماته وهي ترن في اذنه قائلا: يزيد يا بني انا مسافر ومش عارف ان كنت هرجع تاني ولا لاء.

اراد يزيد ان يتحدث فاشار له بيده ن يسكت
واكمل: بس عارف انك جدع وعشان كده اخترتك لضحي وجوزتهالك لاني كنت عايز لها راجل بجد قبلك كتير جولي كانو عايزنها بس كلهم كنت بشوف الطمع في عنيهم وكلامهم انت الوحيد اللي حسيت الصدق في كلامك وعشان كده جوزتهالك وحتي بعد ما ماتت كنت متاكد انك الوحيد اللي هتحافظ علي ذكرها وعمرك ما هتنسها مش معني كده اني بقولك متحبش تاني ولا تعيش بالعكس الراجل الصح يحفظ الذكري في قلبه ويعيش حياته من غير ما ينسي ولا يجرح اللي بيحبه انا كل اللي عايزه منك انك تخلي بالك من وعد وتحافظ عليها اعتبرها زي اختك الصغيره انا سايبها عندك امانه حافظ عليها واحميها انا كتبتلك ثلث ثروتي وقبل ما تتكلم ده حقك حق ضحي (تنهد بالم) عايزك تطلع منه علي روحها واوعي تنسها من داعاءك.

فتح يزيد عينه وقال بالم: فاكر نظراته ليا كانت بتقول كلام كتير مش فاهمه ولا قادر انسها.
اخذ نفس عميق واخرجه واكمل:فراقه كان صعب جدا ومؤلم بس موته في الكعبه كان هو الشئ اللي صبرنا شويه خلنا علي الاقل نطمن عليه خلي النار اللي جونا تبقي هديه.
فادي بحزن: ياااااه ووعد عاشت كل الالم ده موت اختها وموت باباها كده ورا بعض مسكينه اتالمت قوي.

يزيد بحزن: المشكله انها مش قادره تخرج بره حزنها بتحاول تشغل كل وقتها بين المستشفى والسفر هنا وهناك ومع ذلك لسه محبوسه جوي الحزن ده مخرجتش منه.
فادي بحزن: انت كنت عايزه ايه من بنت في سنها المفروض تحلم باالسعاده والفرح لقيت الموت والحزن والالم.

يزيد بحزن: عشان كده بحاول اخفف عنها بس طبعا ده صعب وخصوصا بعد ما سبت الفيلا ورجعت شقتي بعد ما عمي مات.
فادي بحزن: مسكينه قوي يا وعد شيله حمل كبير قوي.
يزيد: بس تعرف حاسس انها افضل من يوم ما جت هنا وجودها مع والدتك خرجها شويه من اللي كانت فيه.
فادي: كلامك ده فرحني جدا ويسهل عليا اللي بفكر فيه.
يزيد: ايه بقي اللي بتفكر فيه؟

فادي: هقولك بس الاول عايز اسالك هي وعد ملهاش اي قرايب خالص اخلان اعمام؟
يزيد: ولدتها كانت يتيمه ولما عمي اتجوزها اخواته رفضو جوازه منها وعشان كده ساب البلد وجه القاهره وبعد عمي ما مات جه عمها وقعد شويه انا فكرته جاي عشان بنت اخوه ولحمه والكلام ده يعني وقولت حد هيكون معها ويخفف عنها بس للاسف مقعدش كان جاي خايف علي الورث يعني خايف تطالب بحقها اللي عنده ولما لقها مش هطالب مشي وسكت مقابل انه ماطلبش بحقه اللي عندها ده اللي حسيته منه.

فادي بحزن:يا اه دي ظروفها وحشه قوي يعني حتي اللي المفروض يحميها سبها ومشي.
يزيد: وعشان كده بقيت انا كل عيلتها واهلها كل همي اني اشوفها سعيده وتلاقي انسان يحبها ويخاف عليها ويكون سندها.
فادي بابتسامه: انت ما حسسني انك ابوها؟

يزيد بابتسامه: ما هو عمي الله يرحمه قبل ما يموت وصاني عليها ومن وقتها اعتبرتها اختي الصغيره كان بيتكلم بطريقه غريبه زي ما يكون كان حاسس انه مش راجع.
فادي: فكرنتني ب بابا قبل ما يسافر كان بيوصيني علي اخواتي وكانو مش هيرجع بس الغريب انه رجع ومات تاني يوم كان يوم صعب قوي (تنهد) الحمد لله.

يزيد: ليه بحس بالم في صوتك لما بتجيب سيرة اخواتك؟
فادي بحزن: بابا اتجوز علي ماما عشان يجبلي اخوات يكونو جنبي في وقت الشده (بابتسامه حزينه) واهو لما جت الشده ملقتهمش.
يزيد بحزن: انا بقي عمري ما كان ليا اخوات عشت وحيد وكل قرايبي سابوني واتخلو عني اللي بإردته واللي غصب عنه علي الاقل انت هيجي عليك يوم واخوتك يرجعو تاني ويبقي لك اهل وعزوه لكن انا... ولم يكمل.

فادي: بالعكس الالم اللي جويا اكبر عارف لما تبقي متاكد ان مفيش حد معاك خلاص مش فارقه لكن انك تكون متوقع من حد حاجه ومتلقهاش اصعب بكتير.
يزيد بتفكير: في دي يمكن عندك حق.
واذا بوعد تدق الباب وتقول: الجلسه يا استاذ فادي.
فادي بابتسامه: اتفضلي.

تحرك وجلس علي الاريكه ثم استلقي ووضع راسه علي المسند دخلت وعد وجلست علي الكرسي وبدأت الجلسه
يزيد: انت قرأتي الورق اللي مضتيه ولا لاء؟
وعد بابتسامه: بصراحه لاء.
يزيد بابتسامه: مفيش فايده فيكي ابدا.
وعد بمزاح: يعني مثلا انت هتسرقني مثلا هتسرق مالك؟
يزيد بابتسامه: خلاص انا مش هقولك تاني انت حره.

وعد: استاذ فادي الدكتور مصطفي خلاص حجز لك في المستشفي وكل حاجه جاهزه.
فادي: خلاص بعد الجلسه هاخد يزيد افرجه علي العزبه علي ما تخلصو الغدي نتغدي ونمشي.
وعد: تمام خلاص انا خلصت بس خليك مريح شويه كده وبعدين اتحرك.
فادي: حاضر.

قامت وعد وذهبت
يزيد: في حاجه بقي نتفرج عليها في العزبه ولا هتوجعلي رجلي علي الفاضي؟
فادي بابتسامه: مفيش احلي من العزبه ده انا هفرجك علي جمال عمرك ما شوفته في حياتك كلها.
يزيد بابتسامه: ماشي يا عم هعمل مكالمة تليفون ونتحرك علي طول.
امسك يزيد هاتفه وطلب رقم وانتظر قليلا لكن لم يجب عليه احد فوضع الهاتف في جيبه وقام وقف قائلا: يلا بينا.

فادي وهو يقوم من علي الاريكه: يلا بينا اسمع بقي في هنا شوية اماكن في العزبه ملهاش زي.
يزيد بمزاح: وريني ايه الاماكن اللي ملهاش زي دي.
فادي: ماشي بس اسمع بقي كل مكان قبل ما نوصل عنده هوصفه لك وانت تقولي زي ما هو ولا اتغير عشان بقالي كتير مشوفتهاش.
يزيد بمزاح: اه قول كده بقي انت هتستغلني مش فسحه ولاحاجه هاهاهاها.

فادي بمزاح: لاء عايز اتاكد من ان عمليتك نجحت ولا لاء عشان اطمن علي نفسي هاهاهاهاها.
وخرجا معا وهما يمزحان ويضحكان كانت مديحه مشغوله في اعدد الحقائب والاستعداد للسفر ووعد كانت هي الاخري بغرفتها تجمع اشيئها وتستعد هي الاخري للسفر.

كان معتز ومعتصم في هذا الوقت يجلسان في البهو ويبدو عليهم الهم والحزن فهذا يوم زواج ناديه نظر معتصم لمعتز بقلق قائلا: انا خايف علي مازن جدا.
معتز بقلق: انا كمان خايف عليه بقالو يومين مبيكولش في البيت وبيجي متاخر.
معتصم: حتي الشركه بيروح يقعد ساعه ولا اتنين ويمشي ده حتي المشروع الكبير اللي عمله سايبه لشريكه ومش مهتم بيه خالص.

معتز: انا خايف يكون ناوي علي بلوه يعملها في الفرح.
معتصم بضيق: ماهو عنده حق يعني ينفع في سنها ده وعندها ثلاث رجاله وتروح تعمل فرح وتلبس عروسه دي فضيحه.
تنهد معتز بحزن قائلا: المهم دلوقتي مازن مش هنسيبه يضيع.
معتصم: هنعمل ايه يعني ربنا يستر والحمد لله لحد دلوقتي مفيش جرايد كتبت عن الموضوع وده يطمن شويه.

معتز: تصدق صح فعلا شئ غريب بس كده احسن الحمد لله اعتقد كده مازن هيبقي اهدي شويه.
معتصم:بس لازم بردو نتكلم معاه ونشوف اخباره عشان نطمن.
معتزبقلق:خلاص نستنا بالليل ونتكلم معاه ونحاول نفوقه انا خايف يضيع نفسه او يمشي في سكه غلط.
معتصم: قادر ربنا ينجيه زي ما نجاني.

معتز: عندك حق بس احنا بردو هنحاول وان شاء الله ربنا يساعدنا.
معتصم: يارب.
معتز: انا هطلع احاول اذاكر شويه.
معتصم: وانا كمان هطلع معاك وبالليل يحلها ربنا.
وصعد الاثنان الي غرفة فادي فهم مازلا يقمان بها.

اقترب موعد اذان العصر وكان وفادي ويزيد عائدين الي الفيلا
يزيد: بقولك ايه انا شايف جامع ومعاد العصر قرب تعالي ندخل نصلي.
فادي: يلا بينا نصلي ونروح.

دخلا الاثنان الي المسجد وجلسا حتي اتي موعد الصلا وصلاه وبعدها خرجا معا وعادا الي الفيلا وعلي باب الفيلا رن هاتف يزيد فنظر به قائلا: معلش يا فادي ادخل انت هرد علي التليفون واحصلك.
فادي: ماشي.

وقف يزيد في حديقة الفيلا يجيب علي الهاتف ودخل فادي الي الفيلا سمع صوت وعد تتحدث في الهاتف وتضحك فلفت انتباهه ضحكها فوقف يستمع اليها وهي تتحدث
وعد بضحك: يا واد يا جامد انت.
تجمد فادي مكانه واشتعل من الغضب من هذا الذي تكلمه بهذه الطريقه؟

وعد بمزاح: يا روح قلبي ماشي نتقابل ان شاء الله في المستشفي بكره.
ازداد غضب فادي واقترب منها كانت تجلس علي كرسي الطاوله ووجها للجه الاخري ولم تراه فوقف بجوارها وخبط بيده علي الطاوله خبطه قويه افزعتها فقزت من مكانه وقفت بعيدا عنه ونظر اليه بتعجب من غضبه الشديد الواضح علي وجهه قائلة: خير في ايه يا استاذ فادي؟
فادي بغضب شديد: مين اللي كنتي بتكلميه وتهزري معاه كده؟
وعد بتعجب من سؤاله: دي واحده صاحبتي.

فادي بغضب اكبر: وصاحبتك بتقولي لها ياواد يا جامد ويا حبيبي قلبي؟
وعد بضيق: انا حره اكلم صاحبتي بالطريقه اللي تعجبني انت بتزعق ليه؟
فادي بغضب شديد: وانا بقي المفروض اصدق الكلام ده؟
وعد بغضب: تصدق ما تصدقش انت حر انا مسمحلكش انك تشك في اخلاقي اصلا.

ضرب فادي الطاوله بيده بغضب قائلا: لاء مش حره انت طول ما انت موجوده هنا مسؤله مني ولازم اعرف كنت بتكلمي مين.
وعد باستنكار:دي حياتي الخاصه وانا قولت لك انها صاحبتي انت اللي مش عايز تصدق انت حر.
كان يزيد قد انهي مكالمته ودخل وسمع صوتهم المرتفع فاقترب من فادي وامسك ذراعه من الخلف قائلا: اهدي يا فادي ما ينفعش كده روحي انت ياوعد.
وعد بغضب: فاهمه اني مش بشتغل عنده عشان يتحكم بالطريقه دي.

فادي بغضب: وانا مش بسالك عشان بتشتغلي عندي وعمري ما عملتك كده حتي لما كنت عايز اطفشك.
وعد بغضب: امال بتتكلم بالطريقه دي ليه وبتزعقلي ليه دي صاحبتي واحنا بنهرج مع بعض كده مش عايز تصدق ليه؟
فادي بغضب: انا بحبك ومستحملتش اسمعك بتكلمي حد بالطريقه دي.
صدمت وعد من كلمته وتجمدت مكانها من الصدمه لم تجد ما تقوله
فادي: ايوه بحبك معرفش امتي ولا ازي بس هو ده اللي حصل وكنت بفكر اقولك ازي ولما سمعتك بتكلمي كده خفت تضيعي مني محستش بنفسي الا وانا بزعق انا اسف مقصدتش ازعلك.

ظلت وعد مكانه لا تعرف ماذا تفعل او تقول فكلامه كان مفاجأه لها لم تكن تتوقعها مما جعلها تتوتر ولا تعرف بماذا تجيب فشعر فادي بتوترها فقال: انا عارف اني فجأتك بكلامي لكن مقدرتش اتحمل فكرة انك تضيعي مني.
وعد بتوتر: مش عارفه اقولك ايه انت فجأتني وانا مش عارفه افكر.
فتدخل يزيد قائلا: طب روحي اوضتك انت دلوقتي وانا هتكلم معاه ممكن؟

هزت وعد راسها بالموافقه وصعدت علي الدرج فاذا بمديحه تقف اعلي الدرج وتنظر لها وتبتسم قائلة: ممكن اتكلم معاكي؟
هزت وعد راسها بتردد ودخلتا معا غرفة مديحه وجلستا علي طرف السرير
مديحه بابتسامه: انا عارفه ان كلام فادي فجاءك بس انا حاسه بيه دي اول مره فادي يحب ابني عمره ما كان له علاقه ببنات ولا حتي يعرف يتعامل معاهم وكنت سعيده لما لقيته حبك واتمنيت انك تحبيه انت كمان.

وعد بتردد وخوف: ده ممكن ما يكونش حب اصلا انا الدكتوره بتاعته وممكن يكون تعلق مريض بالطبيب مش اكتر.
مديحه بابتسامه: لاء انا اعرف ابني كويس ابني بيحبك وبيحبك قوي كمان.

وعد بخوف وتردد: مش عارفه انا خايفه انا شايفه كل اللي حبه اتعذبه واتالمه من الحب بابا لما حب ماما اهله رفضو اضتر يسيب البلد لهم وراح عاش هو وهي في القاهره وبعدها ماتت وسابته بتعذب ويتالم لوحده ويزيد حب ضحي وهي كمان ماتت وسابته يتالم ويتعذب (وتنهدت)
مديحه بابتسامه: انت كده بتظلمي الحب ده قدر يا بنتي ولازم نرضي بيه واللي بيحب حتي عذاب الحب بيبقي بالنسبه ليه جميل.

وعد بحيره وخوف: مش عارفه.
مديحه: طب انت بتحبي فادي ولا لاء؟
وعد بابتسامة خجل: مش عارفه بصراحه مش عارفه. مش قادر احدد مشاعري.
مديحه بابتسامه: طيب فكري لحد لما نرجع القاهره واكيد هتلاقي الاجابه وهتتاكدي من حب فادي ليكي.
وعد بتفكير: حاضر هفكر عن اذنك.
خرجت وعد ودخلت الي غرفتها واغلقت الباب وجلست علي طرف السرير تفكر فلديها شعور غريب لم تشعر به من قبل ولا تفهم لما هي سعيده بكلامه وغضبه وتشعر بتخبط وارتباك.

اما فادي بعد ان صعدت وعد ظل مكانه للحظات لا يعرف كيف فعل ذلك فشعر به يزيد فاراد ان يمازحه قائلا: ايه يا عم حد يقول لوحده بحبك كده بردو؟
فادي بابتسامه: معرفش ايه اللي حصل اول ما سمعت صوتها واتخيلت انها بتكلم راجل عقلي طار مني وحسيت اني قلبي وجعني قوي.
يزيد بضحك: يعني علي الرجاله لما تقع في الحب بتبقي حالتها كرب.

فادي بضحك: ماشي يا عم متجيش الا منك ماشي ده انت اول واحد خفت منه.
يزيد بتعجب: خفت مني ليه بقي ان شاء الله؟
فادي: كنت خايف تكون بتحبها يعني.
تنهد يزيد قائلا: انا مش ممكن احب بعد ضحي انا قفلت قلبي عليها ومعتقدش اني ممكن اي واحده تقدر تفتحه.
فادي بابتسامه: الحب ده شئ جميل قوي ومؤلم قوي بس فعلا منعرفش نعيش من غيره.

تنهد يزيد ووضع يديه علي كتف فادي قائلا بمزاح: بقولك ايه سيبك من الحب ووجع القلب يلا يبنا ندخل جوي علي ما يحضرو لنا الغدا ولا هو هيبقا وجع قلب وبطن كمان؟
فادي بضحك: ماشي يا عم متزقش انت بس ولا هتكلني بدل الغدا.
يزيد بمزاح: بصراحه انا جعان جدا وممكن اكلك معنديش مشاكل.
فادي وهو يضحك: خلاص يا عم هقول لهم يحطو الاكل خلاص.

نادي فادي علي الخدم وطلب منهم وضع الطعام علي الطاوله وارسل لمديحه ووعد لتاتيان لتناول الطعام معاهم وضع الطعام واتت مديحه ووعد وجلستا وجلس فادي ويزيد وبدأ الجميع تناول الطعام دون كلام وبعد ان انتهو ذهب كلا منهم واستعدو للسفر وخرجو جميعا من الفيلا وركبو السياره كان فادي يجلس بالكرسي المجاور للسائق بجوار يزيد ومديحه ووعد في الخلف تحركت بهم السياره كان الكل صامت طوال الطريق وكان كل منهم يتحاشي الكلام مع الاخري حتي وصلو الي المستشفي وكان المساء قد حل.

في هذا الوقت كان معتز ومعتصم يجلسان في البهو ينتظران مازن وهم قلقان عليها واذا به يدخل عليهم وهو يترنح وكانه مخمور وعندما راهم نظر اليهم وضحك قائلا: ايه ملكم بتبصولي كده ليه؟
قام معتز ومعتصم وقفا ونظرا اليه بغضب
معتز بغضب: بشوف اخويا الكبير قدوتي وهو راجع البيت بالمنظر ده.
معتصم بغضب: انت سكران ابن الحج محمد بدارن اللي مات يوم رجعته من الحج بيسكر ويشرب خمره؟

 

 تااااابع ◄