-->

رواية راقصة الحانة الفصل السادس

 

 

 أستيقظ إلياس صباحاً علي صوت هاتفه ألتقته وفتح الخط دون أن يري أسم المتصل وهتف بصوت مبحوح:
- الو.
- أستاذ إلياس
قالتها كارما بهدوء شديد، أعتدل في جلسته بتعب وهو يفرك عيناه يقول:


- ايوة مين معايا.

أجابته بثقة وهي تنظر للورق علي مكتبها:
- الصحفية كارما مرات معتصم.
فتح عيناه بقوة وهو في أنتظار مكالمتها وقال برحب شديد:
- اه أهلا وسهلا.

- عشان مضيعش وقتك ووقتي أنا عايزة اقابلك النهاردة وياريت يكون في مكان عام وزحمة تعرفي تجي السينما النهاردة
قالتها بحزم وجدية، أجابها بسعادة من تعاونها معه قائلاً:
- أعرف الساعة كام.
هتفت بتحدي شديد وهي تنظر لعدد الضحايا بالمئات قائلة:
- 7 بليل في فيلم كرتون هبعتلك العنوان فرسالة مع السلامة.

وأغلقت الخط، أستعد بنشاط وخرج من غرفة يتثاءب وعاد خطوة للخلف بدون ارادته حين ظهرت أمامه من العدم وقال بتلعثم:
- واقفة كدة ليه ومروحتيش المدرسة ليه.
أقتربت خطوة منه وعيناها تشع نار قاتلة ووجنتها حمرة من غضب ثم هتفت بنبرة غليظة:
- أنت كنت بتكلم واحدة.

أبتسم علي غيرتها وملامحها الطفولية معاها وقال يشاكسها لكي يغضبها أكثر ويغيظها:
- امال هكلم واحد.
ومر من جانبها ببرود مصطنع، أستدارت تنظر عليه بصدمة. وعيناها تفتحهما علي مصراعيهما وهتفت بصدمة صارخة به تسأله:
- واحدة ست.

أجابها وهو يدخل المطبخ ببرود مُستفز ليثير غضبها أكثر مُنتقم من نومها إمس:
- أومال راجل يا دموع اه ست فيها إيه ياحبيبتي لما أصحي من النوم وأكلم ست أصبح ليها جريمة.
عقدت ذراعيها أمام صدرها بغيرة قاتلة وتغلق قبضتها بقوة حتي لا تفقد أعصابها وتقتله في تلك اللحظة، أقتربت منه ومسكت ذراعه تديره لها وقالت بأنفعال:
- طب ما تصبح عليا أنا ولا أنا مش عاجبك.

نظرها لها من القدم للرأس وقال بأستياء مصطنع:
- هو أنتي ست أنتي طفلة صغيرة علي كلام الكبار ده لما تكبر هتعرفي.

جزت علي أسنانها بغضب وهي ترفع يديها أمام وجهه وتغلق قبضتيها بغيظ قبل أن تضربه لم يتمالك نفسه إكثر وأنفجر ضاحكاً عليها، حدقت بيه بنظرة مُخيفة وضربته بقدمها في قدمه بقوة وغيظ والغيرة تنهش في قلبها وهو يخبرها آنه تحدث مع امرأة غيرها وقالت بشراسة:
- آنا هوريك انا كبيرة ولا طفلة وست لا راجل.

وتركته ورحلت غاضبة منه، ذهب خلفها لكنها أغلقت الباب بغضب بوجهه كالعادة، طرق الباب مرات عدة ولم تفتح أو تجيبه، دق باب الشقة ذهب ليفتح ووجد شاب أمامه ويحمل في يده كشكول سأله بهدوء:
- اي خدمة.

- دموع موجودة يا عمي
قالها الشاب وهو ينظر للداخل يبحث بنظره عنها، وقع سؤاله علي إلياس كدلو من المياة الباردة سقط عليه ثم لمس الكهرباء فتلقي صدمة كهربائية، تفحصه بعيناه من القدم للرأس بغيرة أكثر من غيرتها بكثير ما فعله بها بمزاح يحدث به الآن بجدية، كاد أن ينطق ولكن بتر حديثه صوتها من الداخل:
- أنا خلصت.

أبتسم الشاب لها فأستدار إلياس لها وهو يعض شفتيه السفلى بغضب وقال:
- مين ده تعرفيه.
أجابته باسمة بعفوية تغيظه أكثر:
- ده شادي زميلي في درس الانجليزي أعرفك ياشادي عمه إلياس.

رد عليها بأنفعال أكبر قائلاً:
- بس.
- بس أزاي يعني
قالتها بذهول من سؤاله فمسك يدها ورفعها أمام عيناها قائلاً بأنفعال:
- اللي لبسها دي لعبة وخطيبك.
أجابته بتحدي وتمرد عليه قائلة:
- لما أنت تقول لأهلك انا أقول لصحابي.

وتركته ورحلت مع صديقها وهو يشتعل من الغضب والغيرة أنهكت قلبه العاشق دلف إلي الداخل يغير ملابسه يستعد للذهاب إلى والده ليخبره بخبر خطبته...
نزلت دموع للأسفل وتوقفت أمام العمارة وتغيرت تعابير وجهها الي الغضب وهتفت بأشمئزاز وهي تحدق به بشراسة قائلة:
- أنت مين اللي سمحلك تيجي لحد بيتي.

غمز شادي لها بعيناه وقال بغزل:
- عشان أثبتلك آني بحبك ومش خايف من الضابط بتاعك ده وإن حبي ليكي حقيقي مش تسلية زي ما بتقولي.
أشاحت نظرها عنه وهي تزفر بضيق ثم هتف بغيظ شديد:
- أنت مش خايف علي نفسك آنا لو قولت لعمه أنك بضايقني هيقتلك فيها.

أجابها بسخرية وهو يمسك ذقنها بلطف قائلاً:
- يقلتني ههه وعمه مش عمه ده خطيبك برضو في واحدة حلوة وجميلة زيك تتخطب لواحد قد أبوها ولو بتحبيه مكنتيش نزلتي معايا دلوقتي وخليته قتلني.
صرخت به بغضب وأنفعال وهي تدفع يده بقوة بعيد عنها وتقول:
- أنت مالك يا بارد أنت ويدك تبقي جنبك وأنت بتتكلم بدل ما أقطعهالك.

ضحك بسخرية عليها وهي تهدده ويدير رأسه بلا مبالاة وهو يضحك ليقع نظره علي إلياس وهو يقف علي باب العمارة وعيناه كالصقر مثبتة عليه وتشع غضب بعد أن رأه يلمسها بيده ووجنتها أحمرت بعد أن تدفق الدم برأسه من غضبه كما ظهرت خطوط عرضية بجبينه وهو يعقد حاجبيه، أزدردت لعوبها بخوف من ما سيفعله وهو بغضبه هذا، أقترب منهم ومسك يدها بقوة ثم جذبها خلفه يخفيها عن نظر هذا القذر الذي لمسها وعيناه متشابكة بعين شادي وهتف بتهديد وهو يجز علي أسنانه بنبرة غضب مُخيفة قائلاً:
- لو مش عايزني أقتلك فعلاً تغور من وشي.

كادت أن ينطق شادي مما ثار غضبه وقبل آن ينطق بكلمة تلقي لكمة قوية علي وجهها جعلت دماءه تتدفق من أنفه وأسقطته أرضاً فحين يتعلق الأمر بطفلته فهو هي أكمل أستعداد لخضوع حروب وقتل الألف، أنتفض جسدها مع لكمته ووضعت يدها على فمها بتلقائية...

صرخ إلياس به وهو يضع يده علي جراب مسدسه وهتف بأنفعال قائلاً:
- آنا مبديش غير فرصة واحدة ومش بتساير معاك ياروح أمك...
مسكت يده قبل أن يخرج مسدسه وهتفت ببراءة وخوف قائلاً:
- عمه خلاص والنبي الناس بتتفرج علينا.

نظر حوله ثم لها وأخذها من يدها وأدخلها سيارته بقوة وغضب وأغلق الباب ثم ركب وقاد بها صامتاً، ظلت تختلس النظر له بأرتباك ثم هتفت قاطعة للصمت بهدوء شديد:
- عمه أنا...
بتر الحديث من فمها وهو يصرخ بها قائلاً:
- تقولي إيه آنك نزلتي من بيتي واحد زبالة زي ده وخليته يلمسك.

نظرت أرضاً بخوف من صراخه وهي تعض شفاتها السلفي بأحراج من فعلتها، صرخ بها أكثر قائلاً:
- يلمسك هو بتاع إيه.
نظرت له وأبتسمت كالبلهاء علي غيرته عليها، أدار رأسه للأمام يكبت غضبه وهو يري بسمتها، يعلم بأن تلك البسمة كفيلة بان تزيل غضبه صمت قليلاً ونظر لها مجدداً ورأها مازالت تبتسم، سألها غيظ قائلاً:
- بتضحكي.

أشارت إليه بنعم وهتفت بعفوية قائلة:
- اه بضحك كنت هتموت الواد.
أجابها بسرعة وتلقائية دون تفكير:
- عشان انتي محدش يلمسك غيري وقال بيحبك من اديله الحق يحبك ده انتي بتاعتي لوحدي وأنا بس اللي ليا حق أحبك انا بس أنتي فاهمة.

أبتسمت وهتفت ببراءة وهي تمسك يده وتشبك أصابعهم معا:
- فاهمة أنت وبس.
نزع يده من يدها ولفها حول كتفها وهو يجذبها لصدره أبتسمت بسعادة تغمرها وقلبها ينبض بأسمه...

أستيقظت دموع من نومها بفزع وهي تصرخ بلا بعد أن رأته في حلمها فنظرت حولها بهلع شديد تبحث عنه وهي تعلم بأنه غير موجود، قامت من سريرها وفتحت الستارة التي تحيط سريرها الصغيرة وتناولت البلطو الأبيض بيدها الصغيرة هاربة من أحلامها به وتفكيرها التي لا يتوقف بسببه ثم خرجت من مكتبها ذاهبة إلى مرضاها، رأت حسن أمامها ومرت من جواره دون أن تتفوه بكلمة واحدة، مسكها من ذراعها برفق وقال:
- إحنا متخاصمين ولا إيه .

قالت ببرود شديد ولا مبالاة تعلمتهم من حبيبها دون النظر له:
- لا هنخاصم ليه، عن أذنك عشان عندي شغل.
وأبعدت يده عنها ورحلت بلا مبالاة، زفر حسن بخفوت وذهب خلفها...

في غرفة حبيب هتف بصراخ قائلاً:
- أنت أتجننت يا إلياس تجوز دموع دي عيلة وكمان إيه جاي تقولي خطبتها ولبسنا الدبلة مش جاي تشاورني آو تأخذ أذني لا بتقولي للعلم بالشي عجبك عجبك مش عجبك اتفلق صح.
أجابه إلياس بهدوء وهو يقف من كرسيه قائلاً:
- ممكن طيب توطي صوتك دموع بره وممكن تسمع، عيلة آو مش عيلة دي تخصني لوحدي بس.

صرخ حبيب بأنفعال أكبر قائلاً:
- ما تسمع أعمل ايه، هتجوز قاصر ياإلياس عايز تتجوز حقك بس مش تتجوز واحدة قد عيالك.
هتف إلياس بضيق وهو يضع يديه في جيبه بغرور قائلاً:
- أنا حر أتجوز اللي تعجبني وأنا بحب دموع وهتجوزها.

رمقه حبيب بعيناه وهتف بجدية:
- طب هتجوزها أصغر منك ممكن لكن هتجوز رقاصة ياحضرة الضابط ولا فاكرني مش عارف أنت أتلميت عليها فين وجبتها منين، واحد مقضي حياته في الكباريهات والديسكوهات هيجيب واحدة منين.
أتسعت عيناه بذهول علي مصراعيه وتنحنح بهدوء وقال بفخر:
- دموع طالبة في ثانوية عامة وهتبقي دكتورة وأنا فخور بخطيبتي وعاجبني كدة.

كاد أن يصرخ به حبيب معارضاً ذلك الزواج لكنه أوقفه طرقات باب الغرفة ودلفت دموع وهتفت برفق ووجه عابث حزين بعد أن سمعت صراخهم من الخارج قائلة:
- عمه أنا همشي عشان أتاخرت علي الدرس...
أدار حبيب رأسه عنها بغضب، أبتسم لها وهو يعلم بأنها سمعت معارضة والده للزواج منها وخطي نحوها خطوات ثابتة وهتف بحنان قائلاً:
- بلاش الدرس النهاردة خليكي مع أثير.

أدرفت برقة شديدة وهي تنظر له قائلة:
- ما طنط معاها ولسه علي والماذون هيجوا بليل هروح وأجي بسرعة.
- تعالي بس نتكلم برا
قالها وهو يأخذها للخارج بعيد عن والده، نظرت لـوالده وهي تخرج رأته يحدق بها بأشمئزاز، أدارت رأسها هاربة من نظراته المُخيفة وخرجت معه.

وقف علي يجهز بدلته وبدلة والده الذي يعانده ولم يستيقظ من نومه حتي الآن، دلف إلي غرفة والده وهتف مُبتسماً:
- قوم يابابا العصر إذن قوم عشان تصلي المغرب قرب يأذن.
صرخ به جلال بتعب وهو يضع الغطاء علي وجهه متمرداً علي زواج أبنه قائلاً:
- مش قايم مالكش دعوة أنت هتتحاسب بدلي خليك في حالك.

أبتسم علي عليه وأقترب جلس على السرير وأشاح الغطاء عنه ثم قال بمزح مردفاً:
- وبعدين معاك يابابا أنت هتفضل تدلع كدة كتير شكل ناوي تتجوز من وراءي وبتمهدلي الموضوع صح قوم ياراجل أنت بدل ما أطلقك وأتجوز غيرك.
زفر جلال بضيق ثم جلس علي السرير ورمقه نظرة حادة بغيظ شديد وقال ببرود:
- قوم أخرج برا يالا بدل ما أغير قراري وأحلف ما أروح في حتة.

ضحك علي وهو يقف من مكانه بخوف وهتفت بخوف:
- لا علي إيه الطيب أحسن .
ثم خرج من غرفة، نظر جلال علي صورة زوجته المعلقة علي الحائط وقال مُحدثها:
- أبنك كبر يا وفاء وهتيجوز، هو اللي أخترها بنفسه مش عايزك تقلقي عليه خلاص والبت محترمة وكله بيشكر فيها، خلاص هقدر أجيلك وأنا مطمن عليه أنه مش لوحده...
تتنهد تنهيدة قوية ثم وضع يده فوق قلبه بتعب وهو يتنفس بصعوبة...

سألته بفضول وهو يقود بها وتنظر علي الشوارع الجديدة قائلة:
- إحنا رايحين فين.
مسك يدها بيده بلطف ثم أجابها مُبتسماً:
- هفسحك شوية علي ما يجهزوا هم.

توقف بسيارته أمام السينما ونزلت معاها، اشتري لها فشار ودخلوا إلى الفيلم جلسوا معاً، تشبثت بذراعه وهي تأكل الفشار بسعادة وتشاهد الفيلم، هتفت كارما وهي تجلس بجانبه من الجهة الاخري بصوت هامس قائلة:
- ممكن أعرف مطلوب مني ايه.

أجابها بخفوت شديد وهو يضع يده علي فمه يخشي إن تسمعه دموع :
- تساعديني اقبض عليه ووصل لدليل ملموس.
سألته بأهتمام قائلة:
- وأنا هستفاد أيه لما أسجن جوزي و أبوه بنتي.

نظر لها بدهشة وقال بأستغراب:
- هو مش المفروض آنك طلبتي تقابلني عشان وافقتي تشتغلي معايا.
هزت رأسها بأستنكار وهتفت بقلق قائلة:
- اه بس عشان أساعدك لازم أنت توافق علي شرطي الأول.

- شرط إيه
سألها بجدية وهو ينظر للأمام، فأجابته وهي تبتسم لطفلتها الجالسة بجوارها:
- آنا هساعدك وكل حاجة وهديك الدليل لما أوصله بس قبل ما تطلع قرر القبض علي معتصم تسفرني آنا وبنتي وجدتي برا.

قال بهدوء مبتسماً لها:
- موافق.
- انا همشي هتلاقي ورقة في علبة الفشار فيها رقم تليفون لو عوزتني كلمني عليه متتصلش على رقمي عشان معتصم بيقلب في التليفون.

قالتها بهدوء مُحذرة له ثم وقفت وهي تمسك يد طفلتها ووضعت علبة الفشار على الكرسي وذهبت، أخذ الورقة ثم نظر لدموعها رأها تشاهد الكرتون وهي تتحدث مع طفل صغير بجوارها وقف ثم أخذها وعاد للبيت.

وقف سعيد بجوار مكتبه وتنحنح بهدوء يشير لبدء حديثه ثم قال بهدوء:
- معتصم بيه في حاجة كدة حصلت وعايز أقولك عليها.
سأله معتصم بلا أهتمام وهو منشغل بأعماله في الأوراق المتناثرة على سطح مكتبه:
- قول.

- مدام كارما قابلت الضابط آللي اسمه إلياس مرتين وبصراحة آنا مش مطمن خصوصاً أنها قبلته بعد ما جت الشركة وأصرت آن في مخدرات وأدوية فاسدة
قالها سعيد بهدوء شديد خوفاً من غضب هذا العاشق الولهان بحبها وقد يقتل أذا تفوه بكلمة واحدة عنها، رفع معتصم رأسه له وعلى وجهه علامات الدهشة من حديثه وبنفس الوقت غضب قاتل له يعلمه بأن نهايته بدأت حين تفوه بحديثه عنها...

خرج إلياس من غرفة والده بعد شجارهما مجدداً علي طرقات باب الشقة فتح مُبتسماً ودلف علي فصافحه ثم أهله وجلسوا في الصالون والأغاني مٌشغلة وبعض الفتيات ترقص، دلف إلياس للداخل متجه إلى غرفة أخته دق الباب أولاً ففتح له أمه ودخل، رأي أخته كحورية الجنة ترتدي فستانها الأحمر بذيل طويل من الخلف واسع وتلف جحابها الذهبي وعلي رأسها تاج فضي وتضع القليل من مساحيق التجميل، أبتسم لها وهو يقترب ثم قبل جبينها وهتف بحنان:
- الف مبروك ياعروسة.

- الله يبارك فيك ياحبيبي عقبالك يارب لما أفرح بيك
قالتها بسعادة وهي تنظر علي دموع فوقع نظره علي طفلته وهي تجلس علي السرير ترتدي حذاءها منحنية للأسفل، كانت تجلس منحنية وشعرها مسدول علي الجانبين يخفي وجهها عن أنظاره وتغلق قفل حذاءها رأت يده تغلقه له، رفعت جسدها ونظرها للتقابل عيناهما معاً شعرت بنبضات قلبها القوية وكأنه علي وشك الأنفجار بداخل صدرها، تأملته وهو يرتدي بدلته السوداء وقميصه الأبيض وكرافته سيموني لون فستانها ويرفع شعره للأعلي..،

تأملها بانبهار شديد مُرتدية فستان سيموني اللون طويل وله ذيل بدأ من الخصر طويل مسدول علي الأرض من الخلف وبكم شفاف مغلق الصدر والظهر لا يظهر منها سوي عنقها النحيل وعظمتين الرقبة اللتان يزيدها جمال علي جمالها شعرها الحرير مسدول علي ظهرها وأكتافها مع تاج فضي رقيق فوق رأسها وحلق أذن طويل يصل لأكتافها وترتدي صندل بكعب عالي لأول مرة في حياتها لتخفي قصرها به أمام الجميع وتضع بعض مساحيق التجميل، مسك يدها بين يديه بحنان مُبتسماً بسعادة علي طفلته التي نضجت في ملابسها تخفي طفولتها وبراءتها عن الجميع دق قلبه بجنون وهوس لها وهي تخفي أحلي ما بها ولا تظهره إلا له وحده.

سألته بخفوت شديد وخجل من وجود أمه وأخته قائلة:
- شكلي حلو.

رفع نفسه قليلاً وهو يجثو علي ركبتيه ويمسك رأسها بين يديه ثم وضع قبلة علي جبينها بحنان دون خجل من وجود أمه أو أي شيء فهو لا يخجل من حبها ويريد أن يخبر الكون كله بأنه يعشقها هي وحدها، تبسمت بسعادة له فأخرج من جيبه علبة مستطيلة الشكل وفتحها رأت بها سلسلة ذهب علي شكل قلب صغير رقيق جداً علقها بعنقها بسعادة ثم مسكت القلب بأناملها الصغيرة وهي تبتسم له..،

وقف وهو يأخذ ذراعها ويثني ذراعه ليضعه به مُحتويها وفعل المثل لأخته وخرج بهما الأثنين للضيوف كان الجميع يتسائل عن تلك العروسة الطفلة التي بجواره أعطي أخته للوالده وراءه يرمق دموع بغضب علم بأن لن يفلح الأمر مع والده إلا أذا وضعه بالأمر الواقع، أوقف الأغاني فنظر الجميع عليه، نظر حبيب له بغضب وهو يعلم ماذا سيفعل.

مسك يدها بيده ثم هتف إلياس بصوت مرتفع يسمعه الجميع قائلاً:
- أقدملكم دموع خطيبتي.

ذهل الجميع وبدأ أقاربه يتسائلوا عنها وكيف ومتي حدث ولا تعلم أمه كيف تجيبهم، أخرج علي الشبكة من الشنطة ووضع دبلته في خنصرها ليلعن للجميع أنها ملكه وحده وبعض الاساور في معصمها وسلسلة عليها صورته، صرخوا الاطفال بسعادة طفولية:
- المأذون جه جه المأذون جه جه.

جلس علي، جلال، حبيب مع المأذون ووقفت أثير أمامهم وهي تراه يضع يده في يد والدها ويتمتم مع المأذون، وقف إلياس خلف كرسي والده ويمسك يدها فأنحني عليها قليلاً وهتف بأثارة في أذنها قائلاً:
- عقبالنا يا حبيبتي.

أبتسمت له وهي تغلق قبضتها علي يده بقوة وسعادة ثم هتفت ببراءة:
- وهتحط أيدك في أيد مين.
وضع يده خلف ظهرها يجذبها له بعد أن رأي شابين من العيلة يمروا من جانبها يخشي إن يصطدم بها أحدهما وهتف بدفء حتي لا تحزن علي موت والدها:
- في إيدك ياقلبي هو في أحلي منها عشان أمسكها.

نكزته في خصره بذراعها بخفوت وقالت بطفولية:
- يا بكاش علي فكرة ياعمه أنت بياع كلام.
- بذمتك بعد بكاش دي ينفع عمه هو أسم إلياس وحش ولا مش عاجبك منطقتهوش ولا مرة هموت وأسمعه طالع من الشفايف الكرزية دي
قالها وهو يغازلها ويغمز لها بعينه اليسري، كادت أن تعانده ويتشاجره كعادتهما ولكن أوقفها صوت المأذون وهو يقول:
- الشاهد التاني.

أخرج إلياس بطاقته وأعطاها له وتم عقد القرآن وأصبحت زوجته شرعاً، وقف وقبل رأسها ثم أخذها إلى والده فقبلت يده بخفة ثم قالت مُبتسمة:
- خالو أنا...
قطعها هو وهو يربت علي رأسها بحنان ثم هتف بتهكم قائلاً:
- عارفة لو زعلتي علي هعمل فيكي إيه .

ضحكت له بسعادة وقالت تعارضه:
- المفروض حضرتك توصيه هو عليا.
أجابها علي وهو يقف بجوارها قائلاً:
- قام بالواجب ياختي قبل ما أجي ساعة ونص محاضرة عشانك.

ضحكت له وبارك لهم الجميع ثم أخذها ونزل ومعه إلياس و دموع
أوقفه علي بتمرد وغضب وهو يمسك يدها قائلاً:
- أنت رايح فين واحد خارج هو ومراته.
- مراته، مالكش دعوة أنا خارج أنا وخطيبتي
قالها بسخرية ثم بلطف وفتح باب السيارة أدخلها ورفع ذيل فستانها وأعطاه لها ثم أغلق الباب وركب بجوارها وقاد بها...

فتح باب سيارته لها وركبت ثم هو، هتفت بخجل شديد ووجنتها حمراء من وجودها معه وحدها وتوترها في يوم كهذا:
- إحنا هنروح ف...
بتر جملتها قبل أن تكملها بقبلة على شفتيها بحنان صدمت من فعلته وأتسعت عيناها علي مصراعيها ثم أبتعد عنها وهتف بحب وهو يمسك يدها بحنان وينظر لعيناها:
- حاجة كنت هموت وأعملها من أول مرة شوفتك فيها وأنتي بتعيطي وخايفة ومسكت نفسي بالعافية لحد ما تبقي حلالي.

تنحنحت بخجل شديد وزادت حمرة وجنتها وهي تتحاشي النظر له ثم هتفت بأرتباك شديد:
- ماشي بس متكررهاش تاني غير بعد الفرح ممكن.
أجابها بسرعة وتلقائية وهو يشغل محرك سيارته:
- طبعًا.
قاد بها وقلبها لم يتوقف عن النبض فهو سعد بتلك القبلة ظلت تضع أناملها علي شفتيها من تاره لأخرى بسعادة وبريق عيناها يزيد من سحرهما وجاذبيتهما...

دخل معتصم غرفته بغضب مكتوم بداخله يمثله في برود شديد بعد أن سمع حديث سعيد ، ركضت نحوه بهدوء وعانقت أبعدها عنه ببرود ودلف إلى غرفة الملابس، دلفت خلفه بهدوء وهتفت بعفوية:
- بكلمك من الصبح متردش عليا أنت كويس ؟؟.

أجابها ببرود مُستفز قائلاً:
- كنت مشغول كويس.
أقتربت منه وهمست بتوتر ملحوظ وهي تفرك أصابعها ببعضها وقالت:
- كنت عايزك في موضوع.
نزع قميصه وألقي به ثم هتف بألم يعتصر عقله بسبب خيانتها له:
- بعدين يا كارما.
صرخت به بغضب وأنفعال شديد:
- لا مش بعدين دلوقتي ماهو مش معقول يكون في واحد يستفزني أكتر من مرة وأنت مش مهم عندك غير الشغل.

أستدار لها بدهشة وسألها بفضول:
- واحد مين وبيستفزك ازاي.
أجابته بخوف وهي تنظر أرضاً بوجه عابث قائلة:
- ضابط أسمه إلياس جالي مرة في النادي ولما جيت أكلمك مهتمتش ونمت والنهاردة جالي السينما.

دهش من حديثها فإذا خانته كما قال سعيد لما ستخبره بما حدث، أقترب منها ثم وضع سبابته أسفل رأسه ورفعها له و سألها بغضب مكتوم وهو يري خوفها بعيناها:
- جالك ليه وقالك ايه.
- بقولك أبعد عن طريقه وبيعرفك آن قدر يوصلي آنا وبنتك زي مانت قدرت توصل لمراته وأبنه، معتصم أنا خايفة أنت مشوفتهوش بيتكلم أزاي ده عينه بطق شر.

ضمها إلى صدره بحنان وهو يربت بيديه علي ظهرها يطمئنها، عانقته بسعادة وهي تبتسم بخبث وتتذكر كيف رأت رجال سعيد وهم يراقبوها وبالتأكيد أخبره برؤيتها لــ إلياس فهي تدري بأنها لتكمل مهمتها وتكشف فساده يجب أن تنال ثقته بها حتي لا يغضب ويحرمها من طفلتها في أي وقت.

- متخافيش ياحبيبتي أوعدك ميظهرش في حياتك تاني خالص
قالها معتصم بحنان وهو يطوقها بين ذراعيه، بكت بتمثيل وموهبة وهي تردف قائلة:
- آنا خايفة عليك وعلي اريج بنتنا ياحبيبي.
وضع قبلة على كتفها بحنان وأكتفي بذلك وهو يفكر بهذا الشبح الذي يطارده...

أخذها وذهب إلى أستوديو تصوير لألتقاط بعض الصور لهما كصور خطبتهما ثم خرج بها يتمشوا معاً، رأها تحرك يديها علي ذراعيها من الطقس البارد نزع جاكيته ووضعه عليها وهو يقول بضيق:
- مش عارفة أننا في الشتاء أزاي تلبسي خفيف كدة.

أجابته باسمة وهي تتشبث بذراعه بحب قائلة:
- مكنتش أعرف أني هنزل الشارع.

- لما يجيلك برد كويس يعني
قالها وهو ينظر لها بخوف عليها، أبتسمت له بسعادة وهتفت ببراءة:
- لا مش كويس يلا نروح عشان آنا تعبانة وصحي بدري وعندي مدرسة بكرة.

أشار إليها بنعم هو ينظر لها بحب، وعادوا لبيتهما وقف معاها أمام غرفتها وهو يمسك يدها، تركت يده وخلعت جاكيته وأعطته له وهي تقول برقة ساحرة:
- شكرا.

نظر لها بحب وأعجاب بمظهرها وفستانها، بادلته النظرات بحب ثم شعرت بيده تلف حول خصرها النحيف بأثارة ويجذبها له وعيناه تذهب نحو شفتيها، وضعت يدها علي صدره برقة ولم يصبح بينهما شئ وأنفاسها تختلط مع بعضها وقبل آن يضع قبلته عليها ويتذوق طعم شفتيها التي طالماً حلم به يرن هاتفه، فضحكت بقوة عليه أبتعد عنها وأخرج هاتفه رأي أسم صديق له في العمل أجابه فوضعت قبلة علي خده الأيمن وهو يتحدث في الهاتف ودلفت إلي غرفتها مُسرعة تختبي منه مع ضربات قلبها وتوترها، أخذ هاتفه ودلف إلى غرفته بضجر...

أستيقظ إلياس فجراً علي صوت صرختها وصوت الأمطار قوية في الخارج مصاحبة برعد شديد، فتح باب غرفته بسرعة لكي يذهب لها ورأها تقف أمام غرفته بالفعل يبدو أنها كان تطرق الباب وهي تبكي وتصرخ بقوة مُرتدية بيجامة شورت وردي وتيشرت واسع بقط وشعرها مسدول علي ظهرها وتحتضن بين ذراعيها دميتها، فور فتحه للباب ألقت دميتها علي الأرض وعانقته بخوف وهي ترتجف وتلف ذراعيها حول خصره ورأسها علي صدره وتبكي بشهقات قوية عالية، سألها بخوف وهو يمسح علي شعرها بحنان:
- حصل إيه .

هتفت بصوت مبحوح وسط بكاءها قائلة:
- عمه ممكن أنام جنبك آنا خائفة أنام لوحدي.
هتف بتهكم وهدوء قائلاً:
- مينفعش ياحبيبتي، أنتي خايفة من إيه حلمتي بكابوس.

هزت رأسها بلا، صدر صوت الرعد مجدداً أقوي من السابقة فأنتفض جسدها بين ذراعيه نفضة قوية ألجمته صدمة قوية من نفضتها وهربت من حضنه الي سريره وأختبت تحت الغطاء ولا يعلم لم ترتعش بقوة هكذا، ذهب الي السرير بهدوء وأدخل نفسها تحت الغطاء فتشبثت به بقوة وهي تبكي وتنادي أمها:
- ماما متسبنيش أنا خائفة ياماما.

وما هي إلا دقائق معدودة وفقدت وعيها وهي تتشبث به بقوة، علم بأن بكاءها وخوفها لهم علاقة بالماضي ووالدتها فطوقها بحنان مُعتقد بأنها غاصت في نومها فوضع قبلة علي جبينها بحنان وأسند رأسه علي رأسها ونام هو الأخر، يعلم بأنها لا تريد منه سوي أحتواءها في لحظة خوفها...

نزلت أثير من شقتها وفور خروجها رأته يقف أمام سيارته، هتف علي بمرح وهو ينظر لساعته قائلاً:
- ساعة ينفع أستن المدام ساعة كدة ها والبنات راحة جاية تعاكس فيا ينفع.
قهقهت من الضحك عليه وهي تقترب منه بخطوات ثابتة وقالت بغيرة تلتهب قلبها:
- بيعاكسوك ليه كل الدبلة دي مش باينة ولا لازم أكتب علي دماغك أنك متجوز وبتاعي لوحدي .

قرصها من خدها بلطف ضاحكاً عليها وقال بمزاح:
- أنتي بتغيري يابيضة والله وعرفتي الغيرة يا أثير الله يرحم لسانك الطويل اللي عايز قصه.
ضربته علي ذراعه بقوة ثم أردفت بنبرة قوية قائلة:
- عايز قصه ها.

ضحك عليها وعلي ضربتها الرقيقة التي لا تؤلم طفل صغير حتي، ثم قال بألم مصطنع وهو يضع يده مكان ضربتها:
- أنتي بتضربي كمان ده مش لسانك بس اللي عايز قصه واضح أنك كلك علي بعضك عايزة قصك.

أردفت بغرور مصطنع وهي تعقد ذراعيها أمام صدرها قائلة:
- اه بضرب وخاف مني ها متقولش دي رقيقة وبتكسف لا ده كان زمان.
قهقه ضاحكاً وهو يقترب منها حتي ألتصق بها بكتفه، هتف بخفوت هامساً لها قائلاً:
- بحبك.

أزدردت لعوبها بصعوبة من أرتباكها لعد أعترفه بوضوح شديد بحبه لها ونطق تلك الكلمة التي تتمناها منذ أن رأته، أحمرت وجنتها بلون الدم وهي ترفع نظرها له بخجل وذهول وصدر منها صوت الفواق فأنفجر ضاحكاً عليها وقال بحب وهو يضع سبابته أسفل رأسها:
- ههههه كمان زوغطة يابيضة ومبتتكسفيش ههههه والله أنتي عسل ياروحي.

وضعت يدها علي فمها بخجل ثم نكزته بذراعها الآخر في بطنه وقالت بخجل:
- أسكت بقى أنت إيه اللي جابك معندكش شغل.
- أنتي شايفة إيه
قالها وهو يشير على نفسه، مسكته من ذراعه بخوف ولهفة شديدة حين أنتبهت لزيه الرسمي الذي أرتداه حين ذهب لإنقاذها عندما خُطفت، وقالت بقلق شديد وهي تديره تتفحص ملابسه:
- أنت رايح فين.

أبتسم وهو يأخذ يدها بين كفيه ويربت عليها بحنان يطمئنها قائلاً:
- مهمة كدة في الشغل هنقبض على تاجر مخدرات متقلقيش دي حاجة عادية وبكرة تتعودي.
- أتعود إيه بس وزفت إيه، خلي بالك من نفسك ومتخليش حد يأذيك لأن مش هسمحلك بكدة ولا حتى أنك تتشلفط فاهم مش هسامحك لو أديت نفسك ده أمر
قالتها بلهفة واضحة في ملامحها وهي تنظر لعيناه وتوصيه بخوف عليه وتأمره، أجابها مُبتسماً لها:
- حاضر بس متخافيش كدة المفروض تكوني أتعودتي خلاص ده عمي وأخوكي في نفس المجال.
صرخت به بخوف قائلة:
- أنت حاجة تانية، إلياس هيروح معاك.

أشار إليها بلا، خلعت سلسلتها من عنقها وعلقتها بعنقه بحب وهتفت بحذر وتهديد:
- عارف لو أذيت نفسك بخدش صغير هعمل فيك ايه.
وضع قبلة علي جبينها بلطف مُبتسماً لها...

دلف العسكري إلى مكتبه وصمت قليلاً منتظره، هتف إلياس بجدية ورسمية:
- ويقفل المحضر في ساعته وتاريخه، تعال أمضي يابني.
هتف العسكري برسمية شديدة قائلاً:
- في واحدة برا ياباشا عايزة تقابل حضرتك.
- مين دي ؟؟
سأله إلياس بأستغراب، فأجابه العسكري:
- بتقول من طرف دموع.

أجابه إلياس بدهشة من حديثه:
- دخلها يابني وخد الواد دا رجعه الحجز.
أخذ المتهم وخرج وبعد ثواني دلفت فريدة ، تغيرت تعبير وجهه للأشمئزاز وقال:
- هو أنتي خير آيه اللي حدفك علينا ؟؟.
أجابته وهي تجلس دون أن يأذن لها:
- عايزك في موضوع يخص دموع أنت مش خطيبها دلوقتي والمسئول عنها.
جلس علي كرسيه بضجر وسألها بفضول:
- خير أرغي.

شغلت له الهاتف علي تسجيلات حديث سيد و نارين وقتلهم لوالدة دموع صدم في بداية الامر وشعر أنه ظهر في حياتها ليحميها من هذه العصابة ويسترد حق أمها، سألها بشك وأستغراب:
- وأنتي جاية تقولي دلوقتي ليه مش غريبة شوية.

أجابه بهدوء وهي ترمقه بنظرة صادقة:
- عشان بحب زي ما أنت بتحب دموع، عشان من مصلحتي آنك تقبض علي نارين عشان أعيش حياتي واخرج من سجنها، عشان مش عايزه تسيبني أمشي أنتوا قفلتوا الحانة وسيد مات بس هي محتفظة بالبنات لحد ما الزبائن يتصلوا بها وتبعتنا.

هز رأسه بالموافقة بلا مبالاة لأمر وقال بأهتمام:
- ماشي سيبني آنا أفكر في الموضوع ده وأكلم حد في المباحث الجنائية يساعدنا، مع السلامة.
وقفت وأستاذنته ثم توقفت أمام وهي تمسك مقبضه الحديدي وأستدارت له ثم هتفت بقلق وفضول قائلة:
- هي دموع كويسة.
أجابها وهو ينظر للأوراق الموجودة أمامه قائلة:
- كويسة طول مانتوا بعيد عنها.

- لا أنا قصدي النهاردة صحيت كويسة أصل أمبارح كان فيه مطر ورعد وبرق وهي بتخاف منهم وبيجلها حالة نفسية وغالباً بيمغمي عليها
قالتها للتوضيح الأمر له، رفع نظره بدهشة بالفعل هذا ما أصابها أمس، سألها بفضول أكبر عن طفلته:
- دا بيحصلها ليه من غير سبب.

أجابه بحزن وشفقة علي هذه الطفلة قائلة:
- بيفكرها بليلة قتل أمها لما خرجت ومرجعتش وهي كانت بتعيط كان كلها مطر ورعد.
أشار إليها بنعم وأن ترحل، خرجت وجلس يفكر بها وإلى أي مدي عانت طفلته في حياتها وفكر بأن أقل حق لها عليه أن يسترد حق أمها ويعاقب من قتلها وحرمها من حنان أمها وجعلها راقصة...

جلست في مكتبها تبحث عن الإنترنت حول قضايا المتعلقة بشركاته وصدمت حين رأت أمام كوارث حدثت بالفعل، أتصلت كارما به بصدمة لكي تخبره بما وجدت...

جلست في غرفتها طول اليوم تنتظر مكالمة منه يخبرها بأنه أنهى مهمته بنجاح وعاد لها ولم يتصل وصلت لأقصى مراحل القلق عليه وتمالك الخوف مُستحوذ علي قلبها بأكمله، دق باب غرفتها فتحت بأنكسار وخوف ورأته أمامها يقف وعلي وجهه بعض الكدمات والجروح، أبتسم لها فور فتح الباب فأبتسمت له وعانقت بأرتياح وهي تتنفس الصعداء وبدأت ضربات قلبها تهدأ، طوقها بذراعيه وهتف بحب قائلاً:

- حبيبي طلع بيحبني اهو وبيقلق عليا.
هتفت وهي تشد بيديها علي عنقه بخوف عليه قائلة:
- آنا قلبي كان هيقف من الخوف والقلق وبتصل وأنت مبتردش عليا.

أجابها علي بمزاح وغزل قائلاً:
- لو الخوف هيخليني أخد الحضن ده بعد كل مهمة أنا راضي.
ضربته علي ظهره بقبضتها فتألم بخفة، أبتعدت عنه بهدوء وهلع تسأله بخوف:
- أنت اتعورت في حاجة بتوجعك.

أجابها وهو يحدق بعيناها بسعادة تغمره بسبب خوفها عليه:
- آسف منفذتش أمرك اتشلفطت غصب عني.
أردفت بحنان وهي تبعثر شعره من الغبار وترتب علي صدره بقوة من الرمال قائلة:
- المهم آنك رجعتلي بالسلامة ياحبيبي.

نظر لها بدهشة من حديثها المعسول ثم مسك يدها ورن هاتفه فتح الخط وهو يمسك يدها بيده الاخري، وأتسعت عيناه بصدمة وترك يدها بعد أن تحولت ملامحه للغضب ممزوج بخوف شديد، نظرت له بصدمة...

أردفت بحنان وهي تبعثر شعره من الغبار وترتب علي صدره بقوة من الرمال قائلة:
- المهم آنك رجعتلي بالسلامة ياحبيبي.
نظر لها بدهشة من حديثها المعسول ثم مسك يدها ورن هاتفه فتح الخط وهو يمسك يدها بيده الاخري، وأتسعت عيناه بصدمة وترك يدها بعد أن تحولت ملامحه للغضب ممزوج بخوف شديد، نظرت له بصدمة وسألته بقلق:
- في إيه.

صرخ وهو يركض للخارج بغضب شديد:
- أنت أتجننت يا إلياس.
ذهبت خلفه ولم تنجح في أيقافه، سألتها أمها بدهشة:
- علي راح فين.
- معرفش ياماما إلياس أتصل به خرج يجري
قالتها بقلق وهي تغلق باب الشقة...

- يعني أنت هتتأخر برا
قالتها دموع بحزن عميق وهي تجلس علي كرسيها أمام مكتبها، أجابها بصوت ناعم ودفء قائلاً:
- اه ياحبيبتي خلصي مذاكرتك ونامي وأتغطي كويس عشان البرد.
تمتمت بخفوت وهي تسند رأسها علي مكتبها غاضبة، قائلة:
- حاضر.

أغلق معاها الخط ونظر علي باب الشركة بتحدي، فتح باب سيارته الآخر وركب علي ثم هتف بغيظ من تصرفات صديقه:
- خلاص بيقت بلطجي وبتتهجم علي الشركات.
إجابه إلياس وهو يخرج مسدسه من درج السيارة قائلاً:
- عشان أجيب دليل وأخلص منه وأرجع حق تيا وأبني وأعيش مطمن علي دموع لما تنزل من بيتي محدش هيأذيها.

صرخ علي به بشراسة وإنفعال قائلاً:
- من أمتي لما بنقبض علي حد بنجيب الدليل بالطريقة دي من أمتي ياحضرة الضابط بندخل زي الحرامية .
لم يعقب علي حديثه وترجل من سيارته مسرعاً فأسرع علي خلفه...

أقتربت كارما منه وهو يجلس علي مكتبه وعانقته من الخلف وهي تلف ذراعيها حول عنقه بحنان وتهمس في أذنه بأثارة:
- حبيبي مش كفاية شغل كدة.
أجابها وهو يدير رأسه لها مُبتسماً، وقال بهيام وهو ينظر لعيناها كالمخدر بسحرهما ونبرة صوتها:
- خلاص أهو ياقلبي آخر ورقة.

أبتعدت عنه بضجر شديد ولفت كرسيه صاحب العجلات من الأسفل تجاهها ثم جلست فوق قدمه بدلال وهتفت بخفوت شديد وهو تداعب خصلات شعره بأناملها:
- يعني الورقة دي أهم مني يامعتصم.
وضع يده علي خصرها النحيل ويعود بظهره للخلف تاركاً القلم من يده ثم هتف وهو يجذبها لتلتصق بصدره بسعادة قائلاً:
- أنتي عارفة ومتأكدة أن مفيش حاجة أهم منك ياكارما في حياتي كلها.

أجابت وهي تقف وتجذبه من يده قائلة:
- طب تعال نتأكد سويا قبل ما بنتك تصحي.
أخذته خارج المكتب و هي تنظر علي هاتفه الموجود علي مكتبه بأنتصار فهدفها الحقيقي أبعده عن هاتفه آو أغلقه...

تسلل الي الشركة هو و علي بحذر حتى لا يظهر في الكاميرات آو يراه الأمن، ودخل الي الأرشيف وبدأ البحث في الملفات بسرعة بمساعدة صديقه...

دق جرس الشقة، تركت دموع القلم من يدها بملل ومسكت كوب النسكافية في يدها وخرجت من غرفتها وفتحت الباب دون النظر في الكاميرا رغم تحذيره الشديد لها، إتسعت عيناها بصدمة وهي تري رجلان يرتدان الاسود بأجسام ضخمة، سقط من يدها الكوب وكادت آن تركض للداخل آو تصرخ ولكن مسكها أحدهما بسهولة بسبب جسدها الضئيلة ووضع يده علي فمها يمنعها من الصراخ وهو يرفع جسدها للأعلي بعيداً عن الأرض وظهرها مقابل صدره وأغلق الأخر باب الشقة ثم أخرج مسدسه ووضع كاتم للصوت به وهي تراه وتقاوم بخوف وبدأت دموعها تنهمر و ترتجف وهي تراه يستعد لقتلها دون أن يشعر أحد بها...

ظل يبحث في الملفات ووجود تحاليل للأدوية تظهر نسبة المخدرات بها، وصفقات غير مشروعة جميعها بالمخدرات والهروين ويتلعب معظم ب بالأدرينالين مما يزيد قتل المزيد من البشر في تجاربه، فتح أجهزة الكمبيوتر وتسلل للملفات والبريد الإلكتروني بين شركة معتصم وتجار المخدرات بالخارج يتفقوا علي نسبة والكمية المطلوب والأسعار، جمع الأدلة التي يحتاجها وما يفوقها وخرج كما دخل دون أن يشعر به أحد...

أرسال إلياس رسالة لها يخبرها بأتمام المهمة، فأبتسمت بسعادة ونظرت عليه وهو نائم في فراشه عاري الصدر بحزن وألم قلب خذله حبيبه وأتجهت إليه بأنكسار ووضعت قبلة علي جبينه تودعه بها ثم وضعت ظرف بجانبه علي وسادتها وهتف بحزن وأنكسار:
- سامحني ياحبيبي يعلم ربنا أن عمري ما حبيت حد قد ما بحبك بس كمان ربنا مرضيش باللي بتعمله وقتلك للابرياء وعمري ما هقدر أعيش معاك وأتمنك علي حياتي وحياة بنتي وأنت بتأكلنا حرام من دم ناس، آنا هبعد عشان بنتنا وأبنك اللي جاي مش عايزهم يعيشوا في بلد الناس تقول علي أبوهم تجار مخدرات سامحني ياأغلي ما أملك...

وضعت يدها علي بطنها بحنان تتذكر طفلها الجنين الموجود بأحشاءها ولم تخبره عن وجوده وتساقطت دموعها ثم خرجت من الغرفة الي غرفة طفتلها وغيرت ملابسها وملابس طفلتها وهي نائمة ووضعت الباسبور في الشنطة ورأت صورة طفلتها معه أخذتها ورحلت وهي تحمل طفلتها علي كتفها وأخذت جدتها العمياء مُتجه إلى المطار تاركة هذه البلد خلفها مع حبيبها الذي خذلها وفقدت الثقة به لتبدأ حياة جديدة من أجل أطفالها فقط وقلبها يتلهمه الوجع حتي تحول لرماد مبعثر في صدرها...

توقف بسيارته أمام العمارة وترجل منها بتعب وصعد الدرج حتي وصل أمام شقته وفتح الباب ووجود كوب النسكافية أسفل قدمه منكسر الي مئات الجزئيات المتناثرة على الأرض، أخرج مسدسه من جرابه ودلف بخوف عليها، رأها علي الأرض مقيدة ولاصقة علي فمها تمنع صراخها، رأته يدخل فصرخت بخوف تحذره من وجودهم بالشقة ولكنه لم يفهم شئ من أنينها أقترب منها بهلع ثم جثو علي ركبته وينزع عنها اللاصقة فصرخت وهي تري الرجل يأتي من خلفه قائلة:
- عمه...

بتر الحديث من فمها ركل قوية تلقاها في ظهره من الرجل، جذبه الرجال من ملابسه بقوة بعيداً عنها وهي تصرخ، لف جسده بمهارة ولكم الرجل في وجهه بقوة، فكسر الأخر الكرسي على ظهره أسقطه أرضاً، صرخت بخوف عليه وهي تزيد في بكاءها وأرتجافها، رأها تبكي وترتجف وهي على الأرض مقيدة الأيادي، فوقف بغضب من رؤية دموعها وأرعبها هكذا ولكم الرجل بقوة وقف الأخر خلفه فضربه برأسه في أنفه فنزفت، حاولت فك قيدها بأسنانها ونجحت، ألتقت مسدسه بسرعة من الأرض وأطلق طلقة نارية في قدم الرجل أسقطه أرضاً ثم سمع صوت صرختها القوية، أستدار ورأي الرجل الأخر يمسكها بذراعه حول عنقها ويضع مسدسه في رأسها أقترب خطوة بهلع وأوقفه الرجل بحديثه:
- أهدي كدة ياعم الشقي لحسن الامورة تتعور.

- سيبها
قالها إلياس بهدوء يخفي خلفه خوفه ولهفته عليها من يد هذا الرجل، مسح الرجل أنفه من الدماء بزفر وتعب من العراك ثم هتف بلا مبالاة وهو يمرر مسدسه علي جسدها بأغراء ليثير غضبه لكي ينحني هذا العاشق له قائلاً:
- وحياة قميص النوم والعسل اللي عمري ما شوفت في جماله غير في الأفلام لو أتشقيت لأخليك تترحم عليها.

أنتبه لملابسها وهي ترتدي قميص نوم قصير يظهر اقدامها النحيفة عارية لونه أسود مفتوح الصدر وعاري الظهر بالكامل وشعرها مسدول علي ظهرها وهي ترتجف بين ذراعيها وتبكي صامتة وهي تنظر لعيناه بخوف وترسل لعيناه رسالة واحدة ( أنقذني)، عقد حاجبيه بغضب شديد من رجل أخر يلمسها وهي هكذا غيره ويري جسدها...

هتف بهدوء وهو يتنازل عن غرور قائلاً:
- سيبها وأنا هعملك اللي عايزه.
أجابه الرجل وهو ينظر له بتحدي قائلاً:
- أنا جاي برسالة واحدة من سيدك معتصم بيقولك ألعب بعيد عن مراته وبنته وإلا...

وأطلق رصاصة نارية من مسدسه علي إلياس فسقط أرضاً مغمي عليه، صرخت بهلع وهي تراه يسقط أمام عيناها بعد أصابته، دفعها الرجل علي الأريكة بقوة ونظرها لها بأنتصار وقبل آن يخطي خطوة واحدة منها تلقي رصاصة من إلياس في ظهره أسقطته جثة هامدة، وقفت من مكانها بهلع شديد وهي ترتجف وأسرعت له وهي تجلس علي الأرض بجواره، هتفت بخوف باكية:
- أنت كويس.

رفع قميصه مبتسماً لها يريها إنه يرتدي قميص واقي من الرصاص أسفل ملابسه، عانقته بفرحة من سلامته، بدلها العناق بحب فشعر ببرودة ظهرها العاري أسفل يده، أبتعد عنها وقال بغضب وغيرة:
- إيه اللي ملبسك كدة وازاي تفتحي الباب كدة.

أشارت له علي روبها الفرو الموجود على الأرض ثم هتفت ببراءة:
- كنت لابسه الروب ده والله.
صرخ بها وهو يقف بغضب قائلاً:
- وأزاي تخرجي من أوضتك كدة أصلاً هو مش آنا راجل وعايش معاكي.
أجابته ببراءة وهي تنظر للأرض بأسف:
- أسفة أنا مقصدتش وكنت لابسه الروب ومكنتش هتشوف حاجة والله.

- أدخلي غيري هدومك عشان هتصل بالقسم ويجي الضابط يعين ويعمل محضر
قالها متجاهلاً حزنها، دلفت إلى غرفتها باكية أتصل بصديق له وجاء بقوي من القسم وعين المكان وأخذ جثة الرجل والرجل المصاب وذهبوا، دق على باب غرفتها برفق وهو يناديها:
- دموع.

فتحت له وعيناها حمراء وأنفها منتفخة من كثرة البكاء لصراخه عليها، رفع رأسها بسبابته لتتقابل عيناهم معا، فهتف بحنان قائلاً:
- متزعليش يادموع أنا ببقي هتجنن لما بفكر مجرد تفكير آن ممكن حد يشوفك غيري أو يلمسك بغير عليكي حتي من نفسي مبقصدش ازعلك بعصبيتي عليك قد ما بكون خايف عليكي.

- عارفة وأسفة والله أني خرجت كدة بس الباب رن كتير خوفت تكون نسيت المفتاح ومتعرفش تدخل وتروح تبات عن طنط وتسبني لوحدي
قالتها بأسفة وهي تعود للبكاء، ضمها لصدره بحنان يحتويها في لحظة خوف من تركها وحدها، ثم قال بهدوء:
- عمري يادموع ماهسيبك لوحدك أبدا.

لفت ظهرها حول خصره فتألم من ظهره بتعب، أبتعدت عنه بخوف وقالت:
- أنت اتعورت صح.
وأخذته من ذراعه بقوة وجعلته ينام علي الأريكة في الصالون ونزعت له قميصه رأت جرح في ظهره جلست تطهره برفق ثم تضغط عليه بقوة ليتألم فهتف بغضب:
- آنا مش قولتلك الجسم ده ملكي أزاي تأذيه كدة ها، مش حذرتك متتخانقش عشان متأذيش نفسك وأنت ملكي.

أبتسم علي أمتلاكها له وهتف بخفوت وهو ينام أمامها قائلاً:
- متأسف أخر مرة.
قوست شفتيها بحزن للأسفل وأكملت ما تفعل...

أستيقظ معتصم صباحاً علي صوت المنبه، مد يديه يغلقه ثم أستدار للجانب الأخر مغمض عيونه ويمد يده بجانبه يبحث عنها ليضمها له ولم يجدها فتح عيناه ولم يجدها جلس علي السرير بتعب يفرك عيناه ثم رأى الورقة بجانبه أستغرب وهو يلتقطها وفتحها وصدم من محتواها ( معتصم أنا عارفة أنك مصدوم دلوقتي ومستغرب بس تأكد أن وأنت بتقرأ الورقة دي أنا هكون برا البلد دي ببنتي لأني مقدرش أعيش مع تاجر مخدرات بيقتل كل يوم وكل لحظة مئات الابرياء..،

أنا مقدرش أعيش مع إنسان معرفهوش أنت مستحيل تكون معتصم اللي حبيته من سنين مستحيل أكون غبية كل السنين دي ومخدوعة فيك، مش أنت الزوج اللي بحلم به ولا حتي الاب المناسب لولادي، أنا سيبتك وأنا عارفة أني هتعذب في غيابك بس عذابي في غيابك أرحم من عذابي في وجودك، معتصم لو لسه بتحبني ولسه باقيلي حاجة جواك آنا وبنتك طلقني ومتدروش علينا غير لو صلحت من نفسك وتتنازل عن كل أملاك للايتام والجميعات الخيرية وتبدأ بنضافة من غير طرق غير مشروعة وقتها بس ممكن أرجعلك وأبقي معاك انا وبنتك وأبننا صحيح أنا حامل وميشرفنيش تكون اب لوالدي طول مانت كدة، بحبك وهفضل طول عمري بحبك رغم وجعي منك... كارما ) صدم من حديثها ولأول مرة تتساقط دموعه علي تركها وأخذ أطفاله منه وحبيبته التي طالما حلم بها وبسعادتها هي، خرج كالمجنون من الغرفة يبحث عنها ولم يجدها في القصر بالفعل ذهب لمكتبه وأتصل بالمطار وتأكد من خروجها من البلد في تمام الساعة الثانية بعد منتصف الليل، ضرب المكتب بقبضته وهو يصرخ كالمجنون بخسارته لها...

دلفت دموع الي غرفته بنشاط وحيوية دون أستأذن، أستراد بدهشة يعطيها ظهره وهو يغلق أزرار قميصه ويهتف بفزع:
- مش تخبطي قبل ما تدخلي.
أقتربت منه بسعادة وهتفت بمكر طفولي قائلة:
- بتعمل إيه ها ها.
بعدها عنه وهو يستدير وقال:
- في واحدة عندها أمتحان تصحي فايقة كدة ها.

أقترب منه وهي تزفر للأعلي بشفتيها لكي تبعد خصلات شعرها عن وجهها بأغراء أبتعد هو بخطوات للخلف حتى ألتصق بالدولاب وحاصرته هي فهتف بأرتباك من قربها ونظراتها الخبيثة:
- عايز إيه.
عقدت حاجبيه له وهتفت بغضب:
- مخدتش مصروف ماهو مش معقول هروح الامتحان من غير مصروف.

أخرج أمواله من جيبها وأعطاها مصروف لها تركته وأستدرت فتنتهد بأرتياح عادت له مُسرعة فألتصق بالدولاب مجدداً بتوتر، فهتف بحب:
- عمه ينفع اخد بوسة واحدة تشجيع للأمتحان عشان أجوب صح.
مسكها من كتفها وأدارها للباب بقوة ثم هتف بجدية قائلاً:
- لا مينفعش مع السلامة.
فخرجت عابثةالوجه، أبتسم عليها بسعادة وأخذ جاكيته وخرج...

خرج كالمجنون يبحث عنها في المطار وهو يعلم بأنها رحلت ولكنه يبحث على أمل أن يجدها وهو يعلم بأن هذا لن يحدث، أتصل سعيد به وأخبره بصدور أمر أعتقاله والشرطة تبحث عنه ففر هارب بعيداً عن أنظار الجميع وهو يتواعد بالأنتقام من إلياس بعد أن فقد كل ما يملك حبيبته وأطفاله ولا يوجد ما يخسره...

بحث عنه في كل شركته وفيلته ومزرعته ولا يوجد أثر له، رن هاتفه بأسم أثير فأجابها بملل:
- أيوة يا أثير.
- إلياس دموع مرجعتش من المدرسة لحد دلوقتي وماما بتقول أنها مركبتش الباص مع البنات...

أتسعت عيناه على مصراعيها بصدمة وهو ينظر لساعته يجدها التاسعة مساءاً وموعد عودتها الثانية ظهراً مر سبعة ساعات ولم تعود، أنزل يده بالهاتف بصدمة وهو يتذكر هروب معتصم وأنتشار خبر انه مطلوب القبض عليه...

 

تااابع ◄