-->

رواية راقصة الحانة الفصل الخامس

 

 دلفت دموع الي غرفة أثير وصدمت حين رأيتها علي الأرض غارقة في الدماء فصرخت بخوف وهرعت نحوها وهي ترتجف فهي تخشي الدماء وترأها تسيل من أنفها بكثرة حتي أغرقت وجهها بأكمله، دلفت جميلة و حبيب وصدمت أمها تماماً، حاولوا أفاقتها أكثر من مرة ولم يستطيعوا أخذوها ونزلوا للأسفل فتحوا السيارة ووضعوها، توقفت سيارة إلياس وهرع نحوهم وهو يسأل بخوف:
- في إيه.



مسكت دموع بذراعه بخوف وهي تهتف بتلعثم باكية بخوف:
- عمه آنا لاقيتها كدة علي الأرض.

ركبت جميلة بالخلف مع أبنتها و حبيب بالأمام، أخذها من يدها وأركبها سيارته وقاد خلفهم وهي تضم يديها لبعضهم بقلق مُستحوذ عليها، قاد كالمجنون بها، وصلوا للمستشفي دلفت جميلة للداخل لتحضر دكتور حملها إلياس علي ذراعيه ودلف خلفهم بها حتي أخذوها منه، أجلس دموع بجوار أمه وذهب للأستقبال يسجل دخولها رن هاتفه برقم علي فتح الخط ووضع الهاتف علي أذنه يتمتم بسرعة:
- لحظة، أسمها أثير حبيب الهادي، أيوة يا علي.

سأله علي بفضول بعد ذكر أسم حبيبته:
- أنت فين ؟؟.
أجابه وهو يأخذ الوصل الدخول من السيدة قائلاً:
- في المستشفي.

أنتفض علي وضغط علي فرامل السيارة بقوة حتي أصطدم صدره بالمقودة وقال بذعر وقلق عليها:
- أثير جرالها حاجة.
قصي عليه ما حدث، أدار سيارته لأتجاه المعاكس ليذهب إلى حبيبته...

خرج الدكتور من الغرفة أسرع الجميع له، فسأله حبيب بخوف سكنه منذ ساعتين حين رأها في دماءها:
- خير يا دكتور طمني بنتي مالها.

أربت الدكتور علي كتفه مراعياً له ولسنه الكبير وخوفه الشديد الواضح ثم هتف مُبتسماً:
- خير يا حاج هي كويس الحمد لله بس شكل في حاجة مزعلها او ضغط عليها وهي السبب في النزيف ده والحمد لله آنا أديتها دواء وهبعتلها ممرضة تديها حقنة وهتبقي كويسة زي الحصان بس بلاش زعل او عصيبة علي الأقل في الوقت الحالي.

سألته جميلة بأرتياح قليلاً:
- يعني هي فاقت دلوقتي وكويسة تروح معانا.
أجابها الدكتور بهدوء قائلاً:
- هي كويسة وفاقت تقدره تدخلولها بس بلاش مروح النهاردة خليها للصبح نطمن عليها أكتر.

جاء علي يركض نحوه وقلقه واضح في ملامحه، توقف أمامهم وقال بتلعثم وهو يلتقط أنفاسه:
- أثير فين وجرالها ايه.
نظروا جميعاً لبعضهم ثم له فقال إلياس بهدوء شديد:
- أدخلها.
نظر لهم بأحراج ثم دلف إلى الغرفة بتهكم وهو يخشي من مواجهتها لكن قلبه يكاد يقتله القلق عليها ولم يهدأ إلا برؤيتها...

كانت تجلس علي السرير هادئة كعادتها تنظر للمرضي الآخرين بشفقة وخوف من وجودها مع أشخاص أغراب، توقف أمام سريرها أتسعت عيناها بدهشة من وجوده وأدارت رأسها للجهه الأخري تنفر منه بغضب يحتوي قلبها منه ومن تنازله عنها رغم تسارع قلبها له الذي يزيد بكل مرة تراه بها أكثر من السابقة، تعلم بأنها تحبه وتعشق عصبيته الزائدة ورجولتها الخشنة تعشقه بعيوبه كما هو ولكن هذا القلب العاشق غاضب وخائب الأمل بحبيبه ولا يستطيع فعل شئ معه أو معاقبته فحين تعاقبه بالخصام والفراق تعاقب قلبها معه، جذب الكرسي وأغلق الستارة علي سريرها ليتحدث معاها وحدهم بعيد عن أنظار المرضي وأهلهم، جلس بجوارها وتأملها وهي ترتدي حجابها البسيطة يبدو أن أمها من وضعته فنص شعرها يظهر من المقدمة والجانب، وعيناها العسليتين يسكنهما حزن كبير ممزوج بنظرة حنين له وأشتياق تخبروه بما يخشي لسانها قوله، أردف بحنان وهو ينظر ليدها اليسري والكانولا الطبية معلقة بها بالملحول قائلاً:
- ألف سلامة عليكي.

رمقته بنظرة غضب وقالت بتمرد بوجه عابث:
- الله يسلمك مع السلامة وريني عرض كتافك، أنت إيه اللي جابك حاجة عجيبة والله.
هتف بخفوت وهو ينظر لها بحزن شديد يسكن ملامحه بوضوح قائلاً:
- جت عشان أطمن عليكي إيه مش من حقي أطمن عليكي بعد ما عرفت أنك في المستشفي وأنا متأكد أنه بسببي.

قهقهت ضاحكة بسخرية وقالت بأستهزاء من حديثه:
- تطمن لا والله كتر خيرك، ومين قالك أنه بسببك ده أخر حاجة ممكن أعملها آني أزعل علي إنسان أنا نفسي مش فارقة معاه قال بسببك قال.
وأدارت رأسها للجهه الأخري وشعرت بدمعة تجمعت في جفني عيناها، وضع سبابته أسفل ذقنها وجعلها تنظر له أشاحت نظرها بعيد عنه وهو يمسك رأسها فسقطت دمعتها رغماً عنها...

هتف بألم يعتصر قلبه من رؤية دموعها تنهمر بسببه قائلاً:
- أنا دلوقتي أتأكد آني مستاهلكيش فعلاً، لما دموعك تنزل بسببي وتدخلي المستشفي بسببي يبقي مستاهلكيش ياأثير ولا أستاهل قلبك وتبقي كتير عليا.

تألم قلبها من حديثه وهو يثبت لها أنه تنازل عنها مجدداً فلعنت قلبها علي عشقه لهذا القاسي وعديم الرحمة بها وبقلبها، فصرخت به بإنفعال وهي تبعد يده عنها بقوة قائلة:
- أنت فعلاً متستاهلنيش الراجل اللي يتنازل عني وميحاربش عشاني يبقي ميستاهلش ضفر مني، الراجل اللي يخاف يواجه أبوه ويقنعه أنه عايزني يبقي آنا خسارة فيه، الراجل اللي يقبل الهزيمة من قبل ما يحاول يبقي مليزمنيش، صدقني آنك حتي لو دخلت بيتي وطلبتني أنت وأبوك وكل عيلتك ولو وقفت علي رأسك مش هتجوزك ولا عايزك.

كانت تتحدث ودموعها تنهمر في تزايد مستمر وكلماتها متقطعة بسبب شهقاتها التي تدل علي ألمها رغم رفضها له، سقط حجابها علي كتفها من شدة أنتفضت جسدها أثناء حديثها، أقترب منها بحنان ومسك حجابها ولفه لها مجدداً يخشي إن يري شعرها مادامت ليس حلاله ويحق له رأيته، رفعت نظرها له باكية بشدة وترتجف بين ذراعيه بذهول من فعلته وبرود أعصابه وهي ترفضه مدي حياتها، نظر لعيناها يحتضنهما بعيناه بدفء مادام لم يستطيع ضمها هي إلي صدره ليطمئنها ثم هتف بلهجة دافئة مليئة بمشاعره الذي لم يعترف بها ويده تربت علي رأسها فوق حجابها قائلاً:

- أنا متنازلتش عنك ياأثير أنا سحبت طلبي عشان أنتي جوهرة غالية لازم تتصان عشان أنتي ست البنات كلها وزيك زيهم وأكثر شويتين مينفعش يبقى عندي أهل وأب وعم وخالين وأجي أطلبك لوحدي لازم أخليك زي كل البنات أدخل بيتك مع رجالة العيلة كلها أطلبك من أبوكي ولي أمرك ورجلك الأول، سحبت طلبتي عشان عم حبيب هو رجلك الأول مينفعش يبقى عايش وفي نفس وأروح أطلبك من أخوكي وفي بيته عشان أبويا مش عايز أبوكي..،

عشان أنتي بنته الوحيدة وأكيد زي كل أب مستني اللحظة اللي يحط أيده فأيد عريسك ويكتب كتابك ويسلمك بأيده له ويوصيه عليكي مينفعش أحرمه من كل اللحظات دي اللي مش هتكرر عشان أرضي أبويا، سحبت طلبي عشان غلطت لما طلبتك من عمته كان لازم أطلبك من راجل، أنا متنازلتش عنك وعمري ماهتنازل عنك مهما حصل أنا بعدك عن الضغط بتاع أبويا ومعارضته لحد ما أحل مشاكلي معه واجيلك بيتك زي كل البنات وأقعد آنا وأبويا والرجال كلها وتتشرطي أنتي زي كل العرايس وزيادة كمان ومقللش من عم حبيب وكرامته كرجل ولا كأب لان ببساطة بنته جوهرة صعب تلاقي زيها مش رخيصة ولا بايرة ولا حتي فيها عيب عشان أدخل أطلبها لوحدي ولا حتي أجبره علي الموافقة علي اي حاجة بابا هيقولها عشان الخلاف اللي بينهم وعشان ميزعلش بنته ولا يزعلني يجي علي نفسه ومش عايز يجي يوم وأبويا يخيرك بيني وبين زيارة أهلك عشان الخلاف اللي بينهم عايزك تعيشي في بيتي رأسك مرفوعة متنحنيش أبدا عشان أنا هأخدك رأسك مرفوعة من بيت أهلك..،

يا أثير آنا ببساطة بحل مشاكلي الأول وجايلك جايلك، أنا متنازلتش عنك عشان تدخلي المستشفي بسببي أنا كل اللي عملته أني لاقيتك نجمة في السماء مش اي حد يوصلها وعشان أوصلها لازم أكون قداها بجد وأستاهلها وعشان أستاهلها لازم أحارب عشانها من غير ما أدخلها في حربي عمرك شوفتي ملك يدخل حرب ويأخد ملكته معاه عشان تتصاب لا بتقعد في قصرها مُعززة مُكرمة...،

أوعي فيوم تقولي أني أتنازلت عنك أنا عندي 31 سنة وعمري ما عوزت حاجة قد مانا عايزك وعمري ما دخلت حياتي كلها ست تحت أي مُسمي ولا حتي صديقة لحد ما قابلتك بعد ما كبرتي بقيت هتجنن عليكي ومش عايز غيرك وأكتفيت بيكي من عالم الستات كلها لا من العالم كله رجال وستات، أوعي تمرضي ولا تتعبي تاني أوعي تأذي نفسك بأي طريقة لأنك بقيتي حلمي الوحيد اللي يارب أطلع قده وربنا يقدرني وأحققه...

كانت تستمع لحديثه بذهول مع كل كلمة صغيرة يتفوه بها ينبض قلبها بقوة وجنون له شعرت برغبة شديدة في عناقه وهو يتحدث عنها هكذا وعن رغبته بها وكيف جعلها ملكة في حرب ونجمة تلمع بالسماء وجوهرة لؤلؤ غالية ونادرة، توقفت عيناها عن البكاء وشعرت بأنها لم تستطيع البقاء في هذا السرير أكثر ولا تريد الدواء فهو أعطاها ما يكفي لشفاءها وتلاشت جروح قلبها وبكاءه بحديثه وأصبح قلبها وكأنه جديد لم يجرح يوم ولم يشوهه شئ نقي بهذا الحديث وحبه العاذب بداخلها ومشاعره المقدسة التي تبث منه مع كل حرف يتفوه به، أبتسمت له كالبلهاء وهي ترفع رأسها للأعلي له وهو يقف ومازالت يديه علي رأسها وينظر للأسفل لها بدفء وعيناه تخبرها بفيضان من العشق يسكن بداخله لها وحدها صدق حقاً حينها قال بأنه أكتفي بها وحدها...

تمتمت له ببراءة مُبتسمة له بسعادة تراقص قلبها الصغير:
- قول والله.
أنحني قليلاً حتي أصبحت رأسه مقابل رأسها وهتف بخفوت يهمس لها وحدها يخشي إن يسمعه أحد أخر غيرها قائلاً:
- والله .

عضت شفاتها السفلي بخجل شديد من قربه هكذا منها وأنفاسهم تختلط مع بعضهم البعض بسبب قربه هكذا وتوردت خدودها بلون الأحمر من شدة خجلها، مظهرها الطفولي وهي تداعب شفتيها الصغيرة بأسنانها خاجلة منه وحده كفيل بأن يجعله يضحك عليها فهتف بثقة يغازلها بحب قائلاً:
- أهو أنا مجبنيش للأرض ولبسني فقلبك ودبسني فيك غير الفراولة دي وكسوفك اللي عمري ماشوفته غير فيكي.

أشاحت نظرها عنه للأسفل بخجل أكثر من غزله بها وهتف بخفوت شديد وصوت مبحوح من خجلها قائلة:
- بس لو سمحت عشان بتكسف.

فزاد أحمرار وجهها أكثر فضحك بخفوت عليها وقال بهيام:
- أحلي كسوف وأطعم فراولة وبطلي كسوف عشان لو أحمرتي أكتر من كدة هرتكب جريمة وأتسجن بسببك ده لو طلعت من تحت أيد أخوكي وأبوكي فيا نفس ومموتنيش.

رفعت نظرها له بحزن شديد وقالت بأندفاع خوفاً عليه:
- بعد الشر عليك.

أبتسم لها ثم أبتعد عنها وعاد لكرسيه بجوار السرير فهتف بقلق عليها قائلاً:
- أوعي تفكري بغباء تاني وتمرضي وتدخلي المستشفي وتتعبي تاني متقلقنيش أكتر عليكي وتزودي همي لأن لو جرالك حاجة هقع ومش هقدر أقف تاني، أنا بستقوي بيكي ياأثير.

أشارت إليه مُبتسمة بالموافقة، سألها بجدية يريد أن يطمن قلبه عليها وهو ينحني للأمام ويضع ذراعيه علي ركبته قائلاً:
- أنتي هتستنيني مش كدة مش هترفضني لما أجيلك زي ما قولتي صح.
أبتسمت كالبلهاء ونبض قلبها بهوس له وقالت بخفوت وخجل يستحوذ عليها قائلة:
- اممم هستناك.

أبتسم لها بحب ودلفت جميلة إلى الغرفة مع الجميع وفتحوا الستائر أستغربوا بسمتها المرسومة علي شفتيها ببهجة مُشرقة وعلموا جميعاً بأنها تصالحت معه ورضاها حبيبها، جلسوا معاها قليلاً وأستاذنوا جميعاً وتركوا أمها معها، ذهب حبيب للبيت و إلياس مع دموع إلى بيته، أما علي ذهب بغضب مكتوم بداخله بعد دخول حبيبته إلى المستشفى بسببه الي منزل خاله الكبير حمدي عمره في منتصف السبيعنات ليتحدث معه في موضوع زواجه منها لكي يقنع والده ويقف في صفه من أجل حبه...

أستعدت كارما للذهاب معه الي الشركة وهي تشعر بشئ غريب به منذ الصباح وهو يجري العديد من الأتصالات والمكالمات بتوتر ملحوظ وكلما أقتربت منه يتوقف عن الحديث بالفعل هناك شئ يخفيه عنها، ذهبت للشركة وشعرت بشي أغرب وكأن الجميع علي علم بمجيئها اليوم جهزوا لها عصير مع قهوته وثرثرة الكثير من المؤظفين من حولها عليها نظرت له بأشئمزاز وقد تأكدت من كل كلمة بالمقال بالتأكيد أخفي كل شئ يتعلق بفساده قبل مجيئها بأتصالاته الكثير صباحاً، تتنهدت بزفر وضيق وعلمت بأنها لم تجد شئ اليوم ولن تصل لشئ...

وصل إلياس صباحاً علي القسم وترجل من سيارته، رأي سيارة المساجين تقف أمام باب القسم و سيد يركب بها مع رامي يتذكر حديثها أمس معه...

وقف إلياس أمام المرآة يخلع قميصه بتعب بعد عمل شاق في القسم طوال اليوم ومشوار المستشفى سمع طرقات خفيفة على باب غرفتها أرتدي تيشرته بسرعة وفتح الباب رأها تقف أمامه وترتدي بيجامة بيتي لونها سماوي شورت قطن يصل لركبتها واسع وبيجامة قط مغلقة الصدر واسعة وتستدل شعرها الكاستاني الناعم على ظهرها وكتفها الأيمن وخلف أذنها اليسري وتمسك بيدها دمية متوسطة الحجم، سألها بهدوء وهو يتأمل بساطتها وطفولتها:
- منمتيش ليه مش عندك مدرسة بكرة.

أردفت بخفوت وتردد ملحوظ علي ملامحها قائلة:
- عمه ممكن أقولك على حاجة متستناش عشان تخلي بالك من نفسك.
عقد حاجبيه بأستغراب شديد من حديثها وقال بإيجاب:
- ماشي تعالي.

وأخذها للخارج وجلسوا في الصالون معاً قصت عليه حديث سيد معاها وتهديده وهكذا المكالمة الهاتفية من المجهول وطلب قتله وقالت بخوف عليه وهي تمسك يده برفق:
- عمه متخرجش لوحدك لحد ما تقبض على المجرم ده أسأل سيد عليه وهو هيقولك عليه هو عارفه كويس.

أبتسم لها لكي يخفي خوفها ويطمئنها ثم قال بحنان وهو يربت على يدها لكي يزيل الخوف من قلبها:
- متخافيش عليا ثم أنا ضابط وراجل وأعرف أدفع عن نفسي كويس وطالما طلب منك يبقى هو خايف يقابلني وجبان صح.

أشارت إليه بنعم فأبتسم لها وهو يفكر بما لا تفكر به هي وعقلها الصغير وهو أن سيد على علم برجل كبير يحركه وطالما قبض عليه فهناك حلان لا ثالث لهم آما سيحاول قتل سيد قبل أن ينطق بشئ يضره أو سيحاول تهريبه من الحكومة...

ركب سيارته مجدداً وهو يري علي يركب في المقدمة وقاد خلف سيارة المساجين عن بعد ليراقب جيداً الطريق حتى يصل للنيابة، وحدث ما توقعه ظهرت سيارتين أحدهما أمام سيارة الشرطة تعوق طريقها والأخرى في الخلف وحدث تبادل طلقات نارية بين الشرطة والرجال الملثمين، أخرج إلياس مسدسه وأستعد وأطلق طلقاته مع الشرطة من الخلف فهرب الرجال بسيارتهم بعد قتل العديد منهم بطلقات على و إلياس والعساكر وإصابة أحدهما وقتل الأخر، ذهب إلياس إليهم...

خرج جلال من غرفته وهو يتكئ على عكازه وقال بتهكم:
- أزيك يا حمدي.
أبتسم حمدي ووقف يصافحه ثم قال بهدوء ما قبل العاصفة:
- مالك يا جلال مزعل على منك ليه، هو ده أبنك آللي مراتك وصيتك عليه، بقى البنت اللي يختارها تقوله لا وتحلف ما تجوزها له وتكسر بخاطره كدة وفرحة قلبه تكسرها.
تتنهد جلال بضجر وقال بضيق:
- يعني هو جالك يتشكيلك مني ابن ال...

بتر حديثه حمدي بأنفعال بحديثه:
- ما تكبر لحد يا خي فيها أيه لما يشتكيلي منك ما الخال والد برضو وأنت كسرتله فرحته وصغرته قدام إختك وجوزها وقدام البت آللي بيحبها، هان عليك يا جلال تكسر أبنك كده وهو طول عمره رافع رأسك وسط الناس والكل بيحسدك عليه وعلى أخلاقه أبنك الوحيد تعمل فيه كدة يعني هو يخاف عليك من الزعل وعلى صحتك وأنت متخافش عليه أبدا ده يصح ياراجل يا عاقل.

زفر جلال بغضب وقال بأستياء ورفض بأصرار شديد:
- برضو مش هجوزه بنت الراجل ده ولا هحط أيدي فأيده.

صرخ به حمدي مُنفعل يهدده بحديثه:
- ماله الراجل ده لواء سابق في الداخلية وأخوها رائد قد الدنيا وأمها مديرة مدرسة وقبل كل ده أختك يعني عيلة ترفع رأسك وسط الخلق كلها وبعدين متقولش بنت الراجل ده دي بنت أختك والبت ما شاء الله عليها ربنا يحميها زي الفل ومحترمة وأنا سألت عليها قبل ما أجيلك، رافض ليه عشان الخلاف التافه آللي بينك وبين أبوها خلاص هو بلغ عنك وأنت شيلت القضية لواحد تاني هي الآية معكوسة ولا ايه بدل ما اللواء آللي يقول مش هناسب تاجر مخدرات أنت اللي تقول لا، أسمع لما أقولك آنا مش هلاقي عروسة زي دي لابن إختي ياتوافق وترفع رأس أبنك قدام الناس وتروح تخطبهاله بنفسك ياأما هأخده آنا غصب عنك وعنه وهخطبهاله.

- طب أبقي أعملها أنت وهو وأنا يبقى أبني مات وقبل ما ترجعوا من عندهم هكون خدت عزاءه وقطعت علاقتي بيك ومدخلكش بيت ثاني طول ما انا عايش
قالها جلال بأنفعال وهو يصرخ به ويقف.

وقف حمدي معه وقال بتفاهم وهدوء:
- يا جلال أنت مش باقيلك كثير والدكاترة كل شويه يقلقونا عليك متقفش قصاد أبنك وتكسر قلبه الواد بيحبها جوزه آللي بيحبها عشان تصونه وتسعده عشان لو جرالك حاجة تبقي مطمن عليه وعلى سعادته وأن في حد سانده وواقف جانبه، آنا راجل كبير وكل يوم عند دكتور شكل ومعنديش عيال وعلى هو أبني آللي مخلفتوش ومش هاين عليه كسرت قلبه وحزنه آللي باين فعيناه وهو باقي وخايف عليك وجاي على قلبه أنت منفسكش تشوف عياله قبل ماتموت ويجريه حوالك ويقولولك ياجدو ويلعبوا معاك ولا إيه .

صرخ جلال بأنفعال شديد وهو يتجه لغرفته:
- برضو لا لو عياله هيكون من البت دي يبقى مش عايزهم، ومع السلامة عشان عايز أنام .
خرج حمدي من الشقة خائب الأمل وأتصل بــ على يخبره برفض والده الشديد وتمسكه برأيه...

خرجت نارين من غرفتها مُسرعة وهبطت للأسفل، أوقفتها فريدة بحديثها قائلة:
- راح فين.
هتفت نارين وهي تتجه للباب بغضب وعيناها تشع نار قائلة:
-راحة أنتقم من بنت الكلب دي اللي وديت جوزي في داهية...

مسكتها فريدة من يدها وقالت بتهديد:
- خدي هنا أنتي راحة فين أنتي ناسيه أنها عايشة مع الضابط يعني قبل ما توصلي ليها هيوصلك هو للسجن أقعدي وفكري صح بتخطيط.
جلست نارين بتهكم وأقتناع بحديثها وهي تتواعد بالكثير لها.

جهزت دموع العشاء بعد أن أنهيت دراستها ومذاكرتها وجلست تنتظره في الصالون مرت ساعة وأثنين ولم يعود حتي غفوت في نومها علي الأريكة وهي جالسة، دلف من باب شقته في تمام الساعة الثانية بعد منتصف الليل رأي الأضواء مشعلة وهي نائمة علي الأريكة وترتدي جلابية بيتي قصير تصل لركبتها وشعرها حر طليق علي ظهرها يزيد من جمالها الطفولي...،

وضع هاتفه والمفاتيح ومسدسه علي الترابيزة وأقترب بخفوت شديد منه تأملها بحب وشوق وجلس بجوارها وهو يداعب خصلات شعرها بحنان ويبعدها عن وجهها ليراه بوضوح ويتأمله حتي يكتفي منها فهو لم يراها منذ يومين بسبب عمله، شعرت بيديه ففتحت عيناها ببطئ وفور رؤيته أمامها أبتسمت أبتسامة ساحرة له ولفت ذراعيها حول عنقه ورأسها علي صدره وهتفت ببراءة وهي نائمة:
- أتاخرت ليه ياعمه.

أجابها وهو يطوقها بذراعيه ويمسح على رأسها بحنان قائلاً:
- كان عندي شغل يا دموع، أيه اللي نيمك هنا ضهرك يوجعك.
تشبثت به بقوة وقالت بخفوت شديد وهي مغمضة العيون:
- مستنياك.

حملها علي ذراعيه ودلف بها إلى غرفتها، أنزلت رأسها مُتكية علي كتفه وهو يحملها وقالت بحب:
- عمه آنا عايزة أقعد معاك شوية بقالي كتير مشوفتكش.
أنحني قليلاً وأنزلها على السرير برفق ثم هتف مُتمتماً:
- لا دلوقتي تنامي عشان مدرستك بكرة.

قوست شفتيها للأسفل بحزن عميق وقالت بضيق:
- بكرة الجمعة أجازة.
وضع الغطاء عليها ثم قال بخفوت ناظراً لعيناها:
- نامي دلوقتي وبكرة نتكلم.
وأطفي الأضواء لها بحنان وخرج من الغرفة، تشبثت بغطاءها ودبدوبها الكبير ونامت بحضنه حزينة...

في المستشفي العام كانت تجلس في الكافتريا مع صديقها دكتور حسن تخصص جراحة عامة مثلها وزميلها وصديقها الوحيد في الجامعة ثم العمل...

سألها حسن بفضول شديد:
- وإيه اللي خليكي ترفضي عرض الجواز من دكتور مدحت مادام سبتي القاهرة كلها باللي فيها ولا في أمل ترجعي لإلياس.
نظرت للأرض بحزن وأنهمرت دموعها مع ذكر أسمه وهتفت بخفوت شديد:
- عمه قصدي إلياس مات أتقتل.

صعق من جملتها وقال بصدمة ألجمته:
- مات هم اللي قتلوه أكيد صح.
أجابته وهي تمسح دموعها بيدها الصغيرة قائلة بوجع شديد وكأنها فارقته أمس وليس من 8 سنوات:
- اه معتصم قتله بعد ما عرف أتفاقه مع كارما عشان يقبض عليه.

سألها مجدداً بشفقة علي حالها:
- ازاي.
إخذت قهوتها ووقفت متجاهلة سؤاله وذهبت إلي غرفتها تغير ملابسها وتستعد لبدء جراحة لأحد المرضي وعقلها شارد بالماضي يتذكره بالتفاصيل وكأنه كان أمس...

أستقيظت دموع صباحاً ووجدت يجهز الفطار، ركضت نحوه بسعادة وسألته بسعادة:
- أنت معندكش شغل النهاردة صح.
أشار إليها بنعم ثم قال بلطف وهو يقرص خدها:
- روحي خدي دوشك علي ما أخلص الفطار وبسرعة.
أبتسمت وركضت إلي الحمام بسعادة جنونية، لم يتمالك نفسه أكثر وأبتسم عليها وأكمل ما يفعل...

ظل جلال طول الأيام التي تمر يفكر بحديث حمدي معه ومحاولاته الكثير بأقناعه بالزواج فقد لعب علي أوتار قلبه فهو مشتاق ليري أحفاده قبل وفأته وخصوصاً بعد أن أخبره طبيبه بأن قلبه لن يصمد إكثر فقد تلف بأكمله، أخرج هاتفه وأتصل بــ حمدي يخبره بأنه يريد مقابلته ثم أغلق الخط بدون توضيح عن السبب...

جمعت كارما شجعتها وبدأت تبحث في أمر الشركة، دلفت فاطمة الي المكتب ورأتها تعمل بجهد فأردفت وهي تجلس علي مكتبها:
- مش قولتلك سيبلي آنا الموضوع ده، أنتي بتنعكشي وراء جوزك.
أجابتها وهي تبحث علي اللاب قائلة:
- ماهو عشان جوزي آنا اللي بدور معتصم مهما غضب وأتعصب عمره ما هيأذيني كبيره يتخانق ويحرق الورق اللي معايا وخلاص.

أردفت فاطمة بخوف من حديثها قائلة:
- لا دوري براحتك أنتي حرة مع جوزك ياختي.
أكملت كارما ما تفعله بثقة وهي رسمت خطتها بأن تعلم الجميع أمر فساده ثم تطلب الطلاق منه ولن تبقي معه يوم واحد بعدها.

خرجت من غرفتها ترتدي بنطلون جينز مقطع من الركبة وتيشرت بنص كم تدخله في البنطلون واسع وشعرها مسدول علي ظهرها، وقف يتأملها وقلبه ينبض بجنون لها وعيناه تأبي البعد عنها، أقتربت منه بخجل وقالت بطفولية:
- عمه آنا خلصت.

أقترب أكثر منها فأزدردت لعوبها بصعوبة وهي تنظر لعيناه مباشرة وهمس لها بخفوت قائلاً:
- أنا ينفع أعمل حاجة وأتعاقب عليها بعدين.
رفعت كتفها للأعلي بأستغراب وقالت ببراءة:
- معرفش حاجة إيه طيب...

بتر الحديث من فمها بسرعة وهو يخرج للخارج وينفي من رأسه فكرة لمسها قبل الزواج رغم رغبته الشديدة بتذوق شفتيها الصغري وتلذذهما، خرجت خلفه بسعادة وحماس لذهابها للملاهي لأول مرة في حياتها...

أخذها وذهبوا للملاهي وهو يمسكها من يدها يخشي إن يفقدها وسط الزحام ويلعب معاها جميع الألعاب، كتم ضحكاته حين أنفجرت باكية بسبب رغبتها بأحد الألعاب ولكنها قصيرة عن الطول المحدد مسح لها دموعها وأخذها وذهبوا إلى رجل النشال أبتسمت بسعادة وهي تشير علي دمية جميلة ترغب بها وتعلم بأنه سيحضرها من أول محاولة فهو ضابط ويعلم النشال جيداً وبالفعل أصاب الهدف وأحضر لها الدمية وأشتري لها أيس كريم توقف أمام أحد الألعاب ومسكت يده تترجاه قائلة:
- نركب دي ياعمه بليز وحياتي.

أشار إليها بلا وقال بحزم وخوف عليها:
- لا يعني لا خطر وممكن تقعي منها.

ثم أخذها من يدها وذهبوا إلى مطعم وطلب الطعام لهما وهي تخاصمه أبتسم عليها وهي صامتة ومُتكية على كرسيها وتتحاشي النطر له، جاء الطعام ولم تقترب لتأكل قطع شرائح اللحم في طبقه بالكامل ثم وضعه أمامها وأخذ طبقها، قال وهو يقطع طعامه دون أن ينظر لها:
- كلي عشان كدة هنتاخر على السينما .

أعتداء في جلستها بسعادة وذهول تسأله بفرحة وقد نسيت خلافهما:
- بجد هنروح سينما.
أنفجر ضاحكاً على طفلته آلتي تغضب من أقل الأشياء وتسعد من أبسطها وقال وهو يأكل مُتمتماً:
- اه بس تأكلي لو مأكتيش هنروح .

مسكت شوكتها وبدأت تأكل بسعادة وأستعجال، أنفجر ضاحكاً عليها وهو يأكل، أنهوا طعامهم وذهبوا إلى السينما ودخلوا فيلم رومانسي جلسوا متشابكين الأيدي ويده الأخري حول أكتافها همست له بخفوت شديد هامس له بدفء:
- عمه آنا بحبك.

أشاح نظره عن الشاشة بصدمة بعد تسارع قلبه المجنون بها ثم نظر لها وعيناها تحتضنه بقوة وتخبره بأن لا يتركها وحدها أبدآ، فهتف بهمس لها شديد:
- وأنا بحبك وبعشقك يادموع.

غمرت له بسعادة وقالت وهي تضع يدها على فمها وتهمس له:
- طب ينفع أعمل أنا حاجة وأتعاقب عليها بعدين.
نطر لها بصدمة وفهم قصدها فهتف بحزم صارم قائلاً:
- أياكي تعملي حاجة أستني لما نتجوز وأعملي براحتك.

ضحك له ببراءة وأستدارت له وهي في كرسيها وتسبثت بقميصه من صدره وجذبته نحوها وهتفت بهمس شديد:
- بوسة واحدة بس واحدة بس.
أبعد يدها عنه وخرج من السينما فخرجت خلفه، يعلم بأنها أذا فعلت لن يستطيع منعه نفسه عنها وكبت رغبته بها فهو يقاومها بقدر الإمكان رغماً عنه، خرجت خلفه ركضاً تصرخ بصوت عالي:
- واحدة بس والله ياعمه، ياعمـــه واحدة بس.

نظر للخلف عليها بصدمة والجميع ينظر عليها بأستغراب، وصلت أمامه وهي تصرخ به وتترجاه قائلة:
- واحدة بس واحدة...
وضع يده علي فمها بغضب من تصرفها ونظرات الجميع عليهم وأخذها للسيارة أدخلها وأغلق الباب، ركبت بجوارها وهي تمسك بساعده وتقول ببراءة وهي ترمش له بعيناها:
- واحدة بس والله.

- أسكتي يا دموع الناس بتتفرج علينا بسببك
قالها بجدية وقاد سيارته مُسرعاً...

نزعت عن رأسها الطقية الطبية وهي تخرج من غرفة العملياا ثم دلفت دموع إلى غرفتها بالمستشفي تريدي زي الجراحة بتهكم وأرهاق بعد أن أنهيت جراحتها بنجاح جلست علي مكتبها وتسند رأسها علي ظهر كرسيها بأرهاق ثم تتنهدت بقوة تستعد لفحص مريض جديد أقترب من المكتب ووقع نظرها علي صورته معاها حين كانت صغيرة ففتحت درج مكتبها وأخرجت منه ورقة فتحتها ثم تأملتها بقلب مجروح وهي ورقة حياتها وقلبها الذي توفي حين وصل خبر وفأته منذ 8 سنوات، عقد زواجها العرفي به ولم تكن تعلم بأنها توقع علي شهادة وفاته فقد توفي بنفس اليوم وأصبحت أرمله له عمرها 17 عام...،

اعتقدت بأنها تمضي علي بدأ حياتها الوردية معه حياة مليئة بمئات تشابك الأيدي وألاف الأحضان وملايين القبلات والهمسات وطوال عمرها بحبهما المقدس بمشاعره الصادقة لم تكن تعلم بأن حياتها ليست سوي حلم أنقلب لكابوس بموته حين تركها هو وخلف كل وعوده معاها ولم يوفي بأي وعد لها ولكنه وفي بوعد لم يقطعه لها فقد وفي بوعد رحيله وتركها وحيدة رغم علمه بأنها لا تملك سواه ولا تعشق غيره كبرت وكبر حبه بداخلها بعد أن حصلت علي لقب أرملة له لم تكمل السن القانوني بعد آما آلان كبرت أرملة له بعد أن حققت وعدها له وحلمها وأصبحت جراحة ماهرة..،

انهمرت دموعها علي وجنتها وهي تقرأ أسمه علي عقد الزواج العرفي إلياس كم أشتاقت له بجنون وتمنت آن تنطق أسمه من بين شفتيها ويسمعه لكنها الآن تنطقه بين صدرها لا يسمعه سوي قلب أنهكه الألم ووجع الفراق حتي قتل بداخل ضلوعها، مسحت دموعها بسرعة حين فتح الباب ودلفت ممرضة لها تقول:
- يادكتورة المريض اللي في أوضة 330 فقد الوعي.

خرجت مُسرعة وهي تجذب البلطو الأبيض بيدها تاركة خلفها عقد الزواج مع صورته وماضيها يطاردها كشبح ظلها الأليم وبكاءها المستمر فحتي الأن لم تنال منه تلك القبلة التي صرخت بالشارع طالبة بها وعدها بأنه سيتركها تفعل ما تريد بعد زواجهما ولكنه ذهب وتركها وحيدة هنا...

نزل علي من سيارته مسرعاً بعد حديث حمدي له وصعد الي شقة والده وفتحت له الخادمة، دلف كالمجنون بسعادة ويقول:
- بابا.
أردف جلال بأشمئزاز وهو يدير رأسه قائلاً:
- شايف جه يجري أزاي أسرع ما بيجي لما بقوله تعبان.

جلس علي بجواره وقبل رأسه بسعادة وقال:
- أخس عليك ده أنت الأصل.
أبعده جلال عنه وقال بأنفعال شديد:
- أصل في عيناك يكون في علمك أنه مش موافق علي الجوازة دي وهجوزك غصب عني بس عشان الحق اشوف ولادك قبل ما أموت ومادام أنت مش عايز تجوز غيرها أشبع بيها.

كاد علي آن يتحدث ولكنه قطعه حمدي وهو ينكزه في ذراعيه لكي يصمت ويقول:
- هنروح نخطبها أمتي.
أجابهما جلال بغضب وهو يزفر قائلاً:
- بكرة نتنيل ونروح.
ضحك علي بسعادة وقبل يده ورأسه وركض خارجاً لكي يتصل بـ حبيب ويخبره بذهابهم لكي تفرح حبيبته وتستعد ليومهما المنتظرة...

دلف إلي شقته وهي خلفه تصرخ طالبة بتلك القبلة قائلة:
- واحدة بس والله ياعمه بوسة واحدة بس.

دلف إلي غرفته متجاهلها وأغلق الباب في وجهها يبدو وأنها جنت علي الأخير، وقف خلف الباب يهدي من روعه ويسيطر علي قلبه وهو علي وشك أطاعتها ولكنه لن يكتفي بقبلة واحدة فقط مثلها، ضربات قلبه تتزايد وهي تصرخ به بغضب من الخارج وتدق الباب طالبة بقبلة ببساطة وكأنها تطلب منه مصروف مدرستها.

جرحت دموع يدها بالمقص وهي تقص الشاش الطبي وشاردة في ماضيها كعادتها التي أعتادت عليها منذ سنوات كثير وتخشي هذه العادة بجنون فإذا شردت هكذا بغرفة العمليات ستنتهي بقتل مريض بسبب شرودها، أقترب حسن منها بهلع ومسك من يدها الشاش وحاول أيقاف النزيف وطهره لها وقال بغضب وإنفعال:
- ينفع كدة مش قولتلك تبطلي تفكير في الشغل بتأذي نفسك بس أسمعي الكلام وروحي لدكتور نفسي يعالجلك الموضوع ده قبل ما توصل معاك لقتل مريض وأذيت نفسك.

جذبت يدها من يده وقال بحزم وتحدى:
- آنا مش مجنونة عشان أروح لدكتور نفسي يادكتور حسن.
صرخ بها بغضب شديد وصوت مرتفع:
- مجنونة يادموع مجنونة بتحبي واحد ميت.

دمعت عيناها بألم من جملته وهو ينطقها بستهون وأستهزاء لمشاعرها تركته وذهبت إلى غرفتها باكية وتعاتب الجميع فلم يفهم إحد مشاعرها أحبته كأب وحبيب وعائلة لا تملك سواه أبقت معه تحت سقف واحد يراعها ويحميها أدخلها المدرسة وبفضله وصلت للجامعة وأصبحت جراحة ماهرة، كيف آن تنساه هو أول شخص في حياتها وأول حبيب تعشقه وأول شخص مسك يدها وقبل جبينتها وأول من أهدها وردة وهدية هو أول كل شئ في حياتها كيف آن تخرجه من بالها وهو حياتها وروحها، جهشت في البكاء وتلعن قدرها السيء الذي أبعده عنها بتلك الطريقة البشعة...

جلست في الفصل تنتظر مجيء حنين صديقتها الوحيدة في المدرسة ولم تأتي مثل أمس وقبله بدأت يومها الدراسية بملل حتى قطعها دخول إلياس الفصل صدمت بدهشة من وجوده ويطلب الأذن لها أخذها وخرج سألته بفضول:
- أنت جيت ليه.

إجابها وهو ينزل الدرج يحمل شنطتها المدرسية:
- عشان أخدك تروحي تساعدي أثير وتجهزي قبل ما الناس تيجي.
عقدت ذراعيها بتمرد وقالت بأستياء:
- اه عشان أثير طيب.
ضربها علي رأسها بخفة فزفرت بتنهيدة قوية وهي تحدق به غاضبة.

وصل علي مع والده و حمدي يبدو الأستياء علي جلال ولكنه حبيب تغاطي عن الأمر نكزه أبنه في ذراعيه فتنتهد بقوة ونظر لـ حبيب وقال:
- آنا يسعدني ويشرفي أطلب أيد أنسة أثير بنتك لأبني علي.
أبتسم حبيب بسعادة وقال بتكلف:
- الشرف ليا والله أنا عمري ما هلاقي عريس لبنتي أحسن من علي.

إجابه جلال بضيق مُنفعل قليلاً:
- طبعاً عمرك ما هتلاقي زيه.
نكزه علي في ذراعه وهو يقول بأحراج:
- بابا.
هتف حمدي بهدوء لتلطيف الجو بينهما قائلاً:
- أمال عروستنا فين.
أجابه إلياس وهو يكتم ضحكاته علي موقف صديقه وهو يكاد ينفجر غضب من حديث والده قائلاً:
- جايه حالاً.

خرجت أثير مع دموع وهي ترتدي فستان بكم سيموني اللون وتلف حجابها وتضع ميك اب خفيف جداً، وقف علي بذهول من جمالها وترك والده يقول ما يريد، أقترب إلياس منها وهي تقف بعيداً ويتأملها وهي ترتدي فستان قصير يصل لركبتها وبكم شفاف مفتوح من الصدر لونه موف وشعرها مسدول بحرية، وقال وهو يجز علي أسنانه بغضب شديد:
- إيه اللي لابسه ده يادموع أجرى أستري نفسك.

أردفت بخفوت وهي تتشبث به وتقول:
- ممكن واحدة بس.
نظر لها بصدمة وقال بغضب:
- واحدة إيه وزفت ايه أجرى يابت الرجالة بتتفرج عليكي.
زفرت بضيق من رفضه وقالت بتحدي:
- مش داخلة ها بقي.
وذهبت تجلس بجوار أثير أغلق قبضته بغضب وغيرة وهي تجلس وسط الرجال هكذا وذهب خلفها، أنفعل علي بحديثه قائلاً:
- لا نخليها شبكة وكتب كتاب مرة واحدة.

فهم حبيب قصده ليكي يضمن أتمام زواجهما ولا يعطي فرصة لوالده يعترض فيما بعد ووافق علي طلبه، جلسوا جميعاً يقراوا الفاتحة وعيناها تتشبث بعيناه فقد وفي بوعده لها بأن يأتي لبيتها بعيلته ويطلبها من والدها وفي بكل وعوده لها فتبسمت له وهو يختلس النظر لها وهو يقرأ الفاتحة وضربات قلبه تتزايد من الفرحة غير مصدقاً حتي الآن بأنه ستزوجها بموافقة والده...

دلف العسكري الي الحجز وصعق حين رأى سيد علي الأرض قطع شرايينه خرج بهلع وأبلغ الضابط عنه ما رآه وجاءت سيارة إسعاف ووجوده قد فارق الحياة مُنتحر.

ذهب إلياس إلى النادي وجلس علي الترابيزة وقال بخفوت وهو يمسك الجريدة:
- رائد إلياس كلمت حضرتك في التليفون خليكي زي مانتي ومتبصيش وراكي.
سمعت كارما جملته من خلفها ولم تستدير كما طلب وسألته:
- خير حضرتك طلبت تقابلني ليه...
ذهب إلياس إلى النادي وجلس علي الترابيزة وقال بخفوت وهو يمسك الجريدة:
- رائد إلياس كلمت حضرتك في التليفون خليكي زي مانتي ومتبصيش وراكي.
سمعت كارما جملته من خلفها ولم تستدير كما طلب وسألته:
- خير حضرتك طلبت تقابلني ليه...

أجابها وهو يقبل في الجريدة بهدوء:
- محتاج مساعدتك عشان أقبض علي جوزك، آنا مش هقولك ليه ولا هفرض عليكي تساعديني لما أقوم خدي الجرنال من علي الترابيزة هتلاقي جوا تقارير أنا كاتبها عن جوزك وفساده وجرايمه بس معيش اثبت يخلي أطلع أمر اعتقاله وبعدها قرري هتساعديني ولا لا.

وترك الجرنال ورحل، وقفت وهي تنادي علي طفلتها الصغيرة أثناء لعبها وأخذت الجرنال بسرية ورحلت...
خرج إلياس من النادي و علي ينتظره في سيارته فتح باب السيارة وركب بجواره...
- أنا مش موافق ولا مقتنع باللي بتعمله ده
قالها علي بتذمر وهو يشعل محرك السيارة.

تتنهد إلياس بهدوء ثم هتف بلهجة جدية للتوضيح:
- ليه بقي كارما بدور وراء جوزها وبتروح تقابل أهالي الضحايا ده دليل كافي ان عندها مبادئ ومش قابلة بفساد جوزها.

أجابه علي بأقتناع وخوف عليه قائلة:
- كلام منطقي، بس كارما بتدور وراء جوزها وهي متأكدة آنه مش هيأذيها لأنها أم بنته لكن أنت لو حاس انك رجعت تدور وراءه تاني يبقي الله يرحمك، وبعدين مش يمكن كارما عايزة توصل لدليل عشان تواجه بس بقوة مش تنشر فساده ولا عايزة يتقبض عليه وبكدة ممكن تطلع من هنا علي معتصم وتقوله كل حاجة.

أردف إلياس بثقة وهو يخرج هاتفه من جيبه قائلاً:
- الصحفية اللي ترفض وسائط جوزها ومكانة رئيس تحرير وتقرر تبدأ من الصفر بمجهودها زي باقي زمايلها مستحيل تكون بدور عشان مواجهة تافة بينها وبين جوزها، كارما هي السلاح اللي هنقضي علي معتصم بيه فهمت، اقفل علي الموضوع ده عشان أكلم دموع.
وضع هاتفه علي أذنه وأتصل بها...

- رجلي بيتصل يادموع
قالتها حنين وهي تجلس في غرفتها، خرجت من المطبخ ركضاً حين سمعت جملتها تحمل صنية الساندوتشات والعصير وضعتها على المكتب بسرعة وألتقت هاتفها وأجابته:
- عمه.
أتاها صوته عبر الهاتف وهو يقول بهمس حتي لا يسمعه علي :
- واحشتيني بتعملي إيه.

جلست علي السرير بسعادة وقلبها ينبض بأسمه وحده وتزيد ضرباته وهي تستمع لصوته وصوت أنفاسه ثم هتفت بخفوت وخجل قائلة:
- بذاكر مع حنين وأنت كمان واحشتني جدا ياعمه بقالي أسبوع مش بشوفك بسبب شغلك ومدرستي.
أبتسم ببهجة وهتف بعفوية ونبرته دافئة يحتوي قلبها بها قائلاً:
- أنا جاي كمان ساعة ونص ساعتين جهزي نفسك هخرجك النهاردة مكان جديد وألبسي تقيل الجو بدأ يسقع.

أردفت ببراءة وهي تلعب بأصابعها في ركبتها قائلة:
- حاضر خلي بالك من نفسك.
أجابها بخفوت شديد من وجود صديقه بجواره وهمس يلعب علي أوتار قلبها الصغير ويذيبه في بحر عشقه قائلاً:
- بحبك.

- وأنا مش بحبك بس أنا بعشقك وبتنفسك
قالتها بدلال يفرط قلبه العاشق ويذيبه حتي يكتفي بعشقها هي وحدها فقط، نبرتها الدافئة زادت من ضربات قلبه وأرتباكه وأثارت رغبته أكثر بها وبضمها في تلك اللحظة تمني لو كانت أمامه لكان سرق عيناها بعيناه لعالم أخري لا يري ولا يسمع به سواها هي فقط، أغلقت الخط معه وتتنهدت بأرتياح وهيام شاردة بصوته وصورته في مخيلتها وصرخت حين رأت حنين تجلس خلفها مباشرة، رفعت حاجبها بدهش من صديقتها وسألتها بفضول:
- رجلي ده إلياس صح.

أبتسمت كالبلهاء وهتفت بحب ونبرة هادئة وهي تمدد جسدها علي السرير وتنظر للسقف قائلة:
- رجلي وبس، ده رجلي وولي أمر وحبيبي وحياتي ورحي وكل دنيتي، ده عمري اللي جاي وسعادتي وحلمي عمه هو كل حاجة ليا هو أنا اللي من غيره لا أكون.
مدد حنين جسدها علي السرير بجوارها تنظر لصديقتها وعشقها الذي يفيض من نبرتها الحنونة وعيناها العاشقة وسألتها بفضول:
- هو الحب بيعمل كدة.

نظرت دموع لها وأبتسمت بفخر بحبيبها ثم تمتمت بسعادة تسكن عالمها الصغير بسببه هو:
- وأكتر من كدة لما يكون مشغول جدا في الشغل ويتصل يطمن عليا، ولما يقعد يأكل مع أصحابه في القسم وقبل ما يحط حاجة في بوقه يتصل يسالني كلتي ولا لا، ولما يتصل يهزر معايا ويضحكني قبل ما يطلع اي مهمة عشان مقلقش عليه رغم انه مبيقوليش بس بعرف، ولما يكون راجع تعبان الفجر وهيموت ويشوفني ويمنع نفسه عشان ميدخلش اوضتي ويحرم دخولها عليه لحد مانتجوز، لما بعد كل خناقة بينا وأنا عارفة أني غلطانة وبدلع عليه هو اللي ينزل يشتري هدية ويصالحني...،

لما مرتبه يقرب يخلص قبل الشهر ويحرم نفسه من أي حاجة عشان لو أنا عوزت حاجة، لما كل وقت يكون فاضي فيه يخرجني خروجة جديدة عشان مزهقهاش من قاعدة البيت، لما يمسك أيدي لحظة خوفي، لما يبوس رأسي ويحضني بعد كل لحظة رومانسية،لما أخرج أنام في الصالة ويقدر يشوفني عشان عارفة اني وحشته وهو مش هيدخل هنا، لما أدخل المطبخ أبوظ أي حاجة المهم أعمله أكل يأكله بدل أكل الشغل، لما أنفذ تعليماته بالحرف مش عشان بيتحكم فيا لا عشان بحبه وهو بيعوضني ومش رميني يبقي أنا عدت معه كل مراحل الحب وصلت لعشقه بجنونه.

أبتسمت حنين وقالت بهيام:
- هو الحب حلو بالشكل ده.

قامت دموع من مكانها بأستعجال لكي تتجهز قبل وصله ثم هتفت ببراءة:
- الحب حلو كدة عشان العلاقة مبنية علي أهتمام وتقدير ومهما يمر ومهما أنشغلنا عن بعض عمرها ما بتفقد شغفها وشوقها ودايما عايزين أكتر عشان حامينا علاقتنا وحبنا من لحظة ملل أو ضيعنا وقتنا في الخناق وخصام بنتخانق بس مبنديش للخصام أكتر من دقائق.

فتحت الدولاب وأخرجت ملابسها عبارة عن بنطلون جينز وتيشرت بكم وبلطو جلدي ثم ركضت للحمام بأستعجال تريد أن تتجهز سريعاً قبل وصول حبيبها فهي مشتاقة له بهوس لم تراه منذ أسبوع تكتفي بسمع صوته في الهاتف فقط...

دلف معتصم الي غرفة نومه مساءاً بعد أن مر علي غرفة طفلته الصغيرة، وجدتها تجلس علي السرير تمدد قدمها بأرتياح وتقرأ كتاب ترتدي بيجامة حرير ذات اللون الكحلي وشعرها مسدول علي كتفها الأيمن، خلع جاكيته وهو يقترب منها وقلبه يتسارع في نبضه من جمالها وهدوءها جلس أمامها ولم تخرج نظرها عن كتابها أقترب منها ووضع قبلته المعتادة على وجنتها فأغمضت عيناها بأشمئزاز من لمسه وهي تفكر كيف قتل العديد من الابرياء بأدويته، ثم نزل يضع قبلة علي خدها بلطف ويديه تحتوي ذراعيها تجذبها له أكثر، هتفت بضيق وكتابها يسقط منها مع جذبه لها قائلة:
- معتصم مش وقته.

أجابها بخفوت شديد ونبرة دافئة مليئة بالحب والشغف وهو يكمل ما يفعله ويقبل خدها الأخر ويستمر يجذبها حتى ألتصقت بصدره قائلاً:
- وحشاني جداً ياروحي.
حاولت مقاومته وهي تحرك جسدها بضيق بين ذراعيه وتهتف بتمرد:
- معتصم خليني أشوف البنت الأول طيب، بجد آنا تعبانة.

أبتعد عنها وتركها تخرج من بين ذراعيه وأحضانه وهتف بلهفة وخوف شديد عليها يتفحصها بكل مكان بعيناه قائلاً:
- مالك ياحبيبتي فيكي ايه أجبلك دكتور.
نظرت لعيناه بضعف وكيف تحاربه وهي عاشقة له منذ إكثر من 12 عام غارقة في عشقه وأسر عيناه صراع كبير بداخلها عقلها يراه مجرم قاتل أما قلبها يراه عاشق فقط، هتفت بأحراج من نظرات خوفه عليها قائلة:
- سلامتك ياحبيبي آنا كويسة.

مسك يدها بين كفيه بحنان ودفء وقال بتفاهم مُبتسماً لها:
- خلاص ياحبيبتي بلاش مادام أنتي مش عاوزه وأنا مقدرش أغصبك وأسف لو زودتها عليكي وضغطت على رغبتك، كملي كتابك وأنا هأخد حمام.

نظرات عيناه لها و أعتذاره لها علي لمسها دون رغبتها وجعلتها ملكة أمراة بطريقته هكذا وأهتمامه لرغبتها رغم رغبته بها جعلتها تضعف أمامه وقلبها يخرس عقلها المتمرد في تلك اللحظة، وضع قبلة في قلب كفها بعد أعتذاره وكاد أن يقف لكنه أوقفها تشبثها به حين أغلقت أصابعها على قميصه من فوق صدره، نظر لها فأبتسمت له أبتسامة ساحرة أقتربت وهي تجلس علي ركبتها فوق السرير أمامه ووضعت قبلة علي خده برفق نظر لعيناها بتساؤل وأعطته الإجابة حينما لفت ذراعيها حول عنقه مُبتسمة له أبتسم لها وهو يحاوط خصرها بذراعيه وينزلوا فوق السرير ويمسك ريموته الكنترول وهو يحتضن شفتيها بشفتيه بقبلة ويغلق الأضواء...

توقف إلياس بسيارته أمام العمارة ثم ترجل منها وكان على الصعود للأعلي لكنه توقف على درج العمارة حين رأها تنزل أمامه برقة وخطوات ثابتة ترتدي فستان سماوي بكم وبه حزام سماوي من الخصر منتهي برابطة خلف ظهرها يظهر نحافتها قصير يصل لركبتها ومعلق الصدر والظهر وتحمل بيدها بلطو جملي اللون جلد وشعرها تماماً كما يعشقه مُسدول على ظهرها حر ترتدي حذاءها الرياضي كعادتها فضحك عليها وهي تنزل على حذاءها وصلت أمامه وأعلاه بدرجتين فأصبحت بطوله الأن...،

ابتسمت له بسعادة وأموت وجنتها من نظرات أعجابه وأنبهاره بها تزيد حماتها من جمالها الساحر الذي جعل سيد يوما ما يجعلها راقصة بسببه وعيناها الخضراء كانت أقل ما يقال عنها ملكة جمال العالم الصغيرة آو حورية من جنة هبطت على الأرض، كان ينظر لها بأنبهار شديد لأول مرة ترتدي فستان في خروجها معه وتضع ملمع شفايف لأول مرة يزين شفتيها ذات اللون الكرزي مُشتاق بجنون لها بلا حدود أسبوع بأكمله لم يراها رغم أنها معه تحت سقف واحد أراد أن يشبع عيناه من النظر لها ولملامحها وعيناها آلتي أسرته من أول لقاء لهم بالحانة...،

ظلت تحتضن عيناه بعيناها صامتة تنتظر أي رد فعل آو تعقب منه عليها تنتظر كلمة يتفوه بها تكفيها لكنه كالمعتاد فعل غير ما تتوقعه هي صعد درجة الدرج آلتي تفصل بينهما وأحتضن رأسها بين كفيه الكبار ثم وضع قبلة علي جبينها بلطف طويلة تنفست بأشتياق وكأنها كانت تحت الماء منذ زمن طويل وصعدت للتنفس الأن رفعت يديها الأن تضعهم فوق خصره من الإمام أرتدت آن تبقي هكذا طول حياتها وأن يتوقف الوقت بتلك اللحظة شعرت بشفتيه الدافئة تلتصق بجبينها بقوة وكأنه يريد ألتهم وجنتها بهما أغمضت عيناها مستمتعة بتلك اللحظة يتناغمها ضربات قلبه وكأنه يصدر موسيقى عشق تليق بلحظتهما..،

تمسك برأسها بقوة وأشتياق وهو يشم رائحة شعرها الفريدة يريد الأن ضمها بصدره وحملها على ذراعيه ثم يركض هارباً بها بعيد لأرض لا يسكنها بشر يسكنها فقط عشقهما وهما.. أبعد شفائه عن جبينها برفق أحداً عيناه لعيناها تأملها وهي مغمضة آلعيون وتفتحهما ببطئ شئ ليبث منهما نظرة حب دافئة ممزوجة ببراءتها وكأن عيناها ألقت تعويذة عليه فتلك اللحظة التي فتحتهما بها فرغب بجنون في تذوق عيناها الخضراء بشفتيه ولكنه نفر تلك الرغبة مقاوماً لها بكل قوته مسك يدها بيده بحب ونزل بها فتح باب السيارة لها وجعلها تركب أولاً ثم هو وقاد بها...

سألها بهدوء وهو يربت على يدها بأصابعه المتشابكة معاها:
- معلش ياحبيبتي أتاخرت عليكي أضطرت أسلم تقرير القضية النهاردة في الحجز آللي حجزته راح علينا تحبي نروح فين ؟؟.
أرتبكت بخجل شديد وهي تحاول أن تبدأ جملتها بنطق أسمه لأول مرة من شفتيها ولكنها لم تنجح فهتف بخفوت:
- ولا يهمك ممكن نروح اي مكان.

نظر لها وهو يقود ثم هتف بهيام وحب ونبرة دافئة قائلاً:
- أنتي منفسكيش تروحي مكان معين هوديكي.
عضت شفاتها السفلي بخجل وهي تنظر له وهو يتبادل النظرات بينها وبين الطريق ثم هتفت بسعادة طفولية:
- أنا نفسي أمسك أيدك ونمشي علي الكورنيش مع هواء النيل وتشتريلي أيس كريم ووردة حمرة ونتصور سوا كتير ونخلص ونروح نأكل كشري في أي محل بدل المطاعم الفخمة اللي بتودهالي.

ضحك عليها بسعادة وهتف بجدية مُبتسماً لها وهو يغير طريقه بالسيارة قائلاً:
- يبقي نروح الكورنيش وناكل كشري.
كادت إن تقفز من مكانها بسعادة وقالت:
- قول والله.
نظر لعيناها مباشرة بشغف وهتف بنرة ناعمة بهمس شديد قائلاً:
- والله.
أحمرت وجنتها بلون الدم من شدة خجلها بسبب همسه ونبرته...

أخذها علي معه في حفلة زفاف أحد أصدقاءه وذهبت مع. الفتيات وأبقي هو مع أصادقاءه ونظره عليها يراقبها يعلم بأنها متمردة ولكنها تخشى وجودها مع أشخاص لا تعرفهم ظل يحدق بها وهي تجلس علي كرسيها وترتدي فستان لونه موف بكم للمحجبات وتلف حجابها الذهبي وجهها خالي من المكياج بأستثناء عيناها تزينهما بكحل شفتيها بأحمر شفايف لون فستانها..،

أدارت رأسها بملل ورأته يتحدث مع صديقه وهو يضحك بشدة مُرتدي بنطلون جينز وقميص موف فاتح وعليه بيلزر أسود اللون وشعره مرفوع للأعلي، وقفت بملل وهي تمسك شنطتها الفضية الصغيرة بيد فستانها آلتي يعوق قدمها وخطواتها بوسعه بيد وذهبت نحوه شعرت بخوف شديد حينما تغزل بها شاب أخر وهي تمر من أمامه وصلت بجواره وشعرت بالشاب يأتي خلفها نظرت أيد حبيبها وأدخلت يدها الصغيرة في قلب كفه بلطف...

- يا راجل طب أعزمني أنا جاي وش
قالها علي لصديقه وهو يضحك معه، شعر بشئ دافئ يلمس يده وكأنه يختبئ بحضن كفه من العالم الخارجي، نظر ليده ورأي يدها تتشبث بيده أستأذن صديقه ورحل ولم يهتم على رفع نظره لها وهتف بخفوت شديد يتغازل بها قائلاً:
- يخربيت جمالك هو في كدة.

أعتقدت بأنه يتغزل بمظهرها وأخفضت رأسها بخجل أرضاً، فقال مجدداً بحب وهو يغلق قبضته على يدها الصغيرة يحتويها:
- أول مرة بنت تمسك أيدي وبالرقة دي.
رفعت رأسها بذهول أهو يتغزل بلمسة يدها وليس بها، سألها بخفوت شديد قائلاً:
- هو مش كتب كتابنا بكرة برضو.

أشارت إليه بنعم مُبتسمة فهتف وهو يذهب بها قائلاً:
- حلو جداً تعالي نسلم ونمشي من هنا لأحسن أتخنقت.
أبتسمت بسعادة وهو يمشي بها ماسكاً يدها، مر من أمام الشاب بها ولم تعري انتبه له فهي بأمان الأن ومعه وحده تشعر بأمان وطمأنينة...

كانوا يمشوا معاً على الكورنيش مُتشابكين الأيادي كما طلبت والهواء القوى يداعب خصلات شعرها ويجعله يتطاير معه بقوة والبسمة تعلو شفتيها، توقف وحملها من خصرها بسهولة من صغر حجمها وجعلها تجلس علي سور الكوبري ولف ذراعيه حول خصرها وضعهما خلف ظهرها حتى لا تسقط للخلف، رفعت يدها تلعب بخصلات شعره الأمامية وترقعها للأعلي بعد أن بعثرهم الهواء وهو يتأملها بقلب عاشق وطامع بعشقها إلى بلا حدود، جاءت لهم سيدة تحمل ورد ومات يدها له بوردة وقالت:
- يارب تجوزها يارب يابيه خد مني وردة.

أبتسم لطفلته وأسندها بذراعه الأيسر وأخرج الأموال بيده اليمنى وأعطاها للسيدة وأشتري لها وردة ذهبت السيدة لغيره، مد يده لها بالوردة ضاحكاً لها وقال بأمل:
- يارب تتجوزها يارب آمين ده آنا عايز مصر كلها تدعيلي أتجوزها آللي مجنناني دي وقبلتني لمراهق واخد البت بتاعه على الكورنيش.

ضحكت وهي تأخذ منه الورد بسعادة طفولية وتشاكسه ببراءتها:
- يارب وأمين ويارب أتجوزه، أنا مجنناك ماشي بكره تشوف الجنان على أصله.
سألها بنفاذ صبر وفقد قدرته على تحمل المزيد من الانتظار قائلاً:
- فاضل قد إيه .

نظرت ساعتها وأجابته بحزن عميق بعد أن قوست شفتيها للأسفل كارهة الإنتظار أكثر قائلة:
- 10شهر و27يوم و 8ساعات و 16 دقيقة 23 ثانية.
ضحك عليها وهي تحسبها بالثواني وزفر بضيق وهو يشبك أصابعه ببعضهم خلف ظهرها قائلاً:
- لسه كل ده يا مُصبر صبرني وقويني.

ضحك بسعادة طفولية وهي تميل بظهرها للخلف فمسكها بقوة بخوف من أن تسقط منه في النيل وتغيرت تعابير وجهه للهلع ورعب عليها، أردفت بخفوت شديد وهي تضع يدها فوق أكتافه تستند عليه من السقوط عليها بعد أن جذبها بخوف قائلة:
- أنا بحبك لدرجة أني نفسي متسبنيش أبدآ لحظة ولا حتى تروح الشغل وبتواحشني على طول وعلي بالي طول الوقت لدرجة لما بكتب واجباتي بشيل الأسامي آللي في الكتاب وأكتب أسمك أنت، عمه متسبنيش أبدآ حتى لو مش عايز تتجوزني آنا موافقة وراضية بوجودك جنبي.

أخرج من جيبه عبلة صغيرة مربعة الشكل وفتحها، رأت خاتم زواج بها رقيق الشكل سليق بأصابعها النحيل وهتف بحب وهو ينظر لها ويده الأخري خلف ظهرها قائلاً:
- تتجوزني يادموع ؟؟
دمعت عيناها الخضراء من السعادة غير مصدقة فعلته هذه وهزت رأسها بالموافقة، أبتسم لها ومسك الخاتم بيده ووضعه بخنصرها الايمن وقال يتيماً وهو يحاوطها بيده:
- حطي أيدك في جيب القميص وطلعي دبلتي.

أخرجت الدبلة فمد يده اليمنى لها مسك يده بيد والأخرى بالدبلة ووضعتها في خنصره وهتفت ببراءة مُردفة:
- أنت دلوقتي بقيت ملكي وبتاعي مش مسمحولك تأذي نفسك ولا جسمك ده ملكي آنا.
- ملكك من أول لحظة شوفتك فيها حاضر
قالها بسعادة وهو يغمز لها بعيناه نظرت علي يدها والخاتم يزينها بسعادة تغمرها كالبلهاء ثم نظرت له بشغف وهتفت برقة شديدة ودلال قائلة:
- عمه أنا نفسي أحضنك ينفع.

نظر لعيناها وبريقها الساحر له وهتف بتهكم قائلاً:
- حضن بس عمه نفسه في حاجات كتير بس بما آني رجل قانون وأفهم فيه آللي نفسي فيه يعتبر جريمتين الأولى أنك قاصر والثاني فعل فاضح في الطريق العام.
ضحكت وهي تلف ذراعيها حول عنقه وتعانقه بقوة وتهتف في أذنه بسعادة طفولية قائلة:
- شا الله يأخدوني عشر شهور سجن.

بادلها العناق وهو يضغط بيده على ظهرها ويرفعها برفق وهي تتعلق بعنقه وأنحني قليلاً لينزلها أرضها حتى تصل قدمها للأرض، أبتعدت عنه ومسك يدها بجنون وركضوا معاً وهم يضحكوا بقوة من قلبهما وذهبوا إلى محل كشري وطلبوا طبقين نظر لساعته ووجدها 12 في منتصف الليل جاء النادل ووضع الأطباق قلب طبقه وأعطاه لها ثم قلب طبقها له أكلت من طبقها وأرادت مشاكسته فقالت بطفولية وعناد:
- دوقني كدة من طبقك طعمه عامل أزاي.

ضحك علي فعلتها آلتي اصبحت عادة لها وهم يأكلوا معاً وقال:
- بطلي رخامة يابت عايز أكل.

ضحكت عليه وأكلت من طبقه تشاكسه فاعل المثل معاها فضحكت كيف يكون رجل بسنه ويعاندها هكذا ويلعب معاها، أنتهوا وخرجا معاً وهو يمسك يدها اليسرى ويقف يدفع الحساب وتنظر هي على دبلتها بفرحة تغمرها والآن أنتقلت من حبيبته إلى خطيبته وتنتظر على أحر من الجمر آن تنتقل الي زوجته، أخذها وأشتري لها أيس كريم وهكذا يكون حقق لها أمنيتها بالكامل..،

أوقف سيارته أمام العمارة نظر عليها ورأها نائمة بجواره ورأسها مُتكية علي الباب ترجل من سيارته وفتح الباب كادت رأسها أن تسقط أقترب بسرعة ووضع يده أسفل رأسها أخذ البلطو من فوق قدمها مسكه بيديه ثم حملها علي ذراعيه بحنان وأغلق سيارته وصعد بها بتذمر شديد ووجه عابث أراد أن يحتفل معاها بمناسبة خطبتهما لكنها تركته ونامت..،

فتحت باب الشقة ومنها الي غرفتها يضعها بفراشها وخرج مسرعاً فهو يأبي دخلوا الي غرفتها، فتح الثلاجة ورأي التورتة التي أشترها من أجل أحتفالهما فتذمر بوجه عابث لا يستطيع الغضب آو التمرد عليها فحقاً تأخر الوقت ويبدو أنها تعبت اليوم من المدرسة الي الدرس والعودة للبيت للمذاكرة وخروجها معه بالتأكيد إرهقت جسدها دلف إلي غرفته لكي ينام هو الأخر...

نزلت فريدة الي الأسفل تحمل شنطة ملابسها أوقفتها نارين بسؤالها:
- أنتي راحة فين وإيه الشنطة دي.
صرخت فريدة وقد وصلت لأقصى مراحل التحمل قائلة:
ماشية من القرف ده آنا عملت بأصلي وفضلت معاكي الشهر ده بعد ما جوزك مات لكن اكتر من كدة لا.

صدمت حين مسكتها نارين من شعرها بقوة ودفعتها للداخل وهي تصرخ بها قائلة:
-امشي انجري جوا لحد ما زبون يتصل وتروحيله.
أغلقت الباب بغضب ودخلت، نظر فريدة بغضب وإنفعال تتواعد بأن تقضي عليها الأن وأخرجت هاتفها وأتصلت...

 

تااابع ◄