رواية سجينة ثوب الرجال الفصل السابع
استيقظت بهيره سعيده جدا، فهى لم تحلم يوم ان تذهب الى حديقه لا الى مدينة ملاهى، اردت ان تفعل شى تشكر بيه عبير لكن هى لا تعرف ماذا، فأعدت بعض الحلوى وفكرت ان تأخذها لعبير وبناتها، لكنها كانت خائفه فهى لم تعتاد ان تذهب الى احد، ترددت لبعض الوقت، واخذت الحلوى كانت خائفه ومرتبكه وقفت على باب شقة عبير تتلفت يمينا ويسارا ودقت بابها، لحظات وفتحت ابنة عبير الكبيره هدير ( طفله فى الثانيه عشر من عمرها تشبه والدتها كثيرا ) ابتسمت سعيدة: ابله بهيره تعالى اتفضلى.
ابتسمت بهيره ودخلت وهى تشعر بالخجل، سبقتها هدير الى البهو قائله: تعالى ماما وهمسه قاعدين جوه دول هيفرحو قوى لما يشوفكى.
سمعت عبير صوتها وفرحت بقدوم بهيره على خطوه مثل هذه، وقفت بهيره بخجل وهى تحمل سنية الحلوى، ابتسمت عبير قائله: اقعدى يابهير وحطى السنيه عندك.
وضعت بهيره السنيه وكشفتها قائله: عملت لكم حلويات هتعجبكم.
قامت همسه(طفله فى العاشره من عمرها ) ونظرت عليها قائله: الله دى جميله خالص انا بحب البسبوسه جدا.
واخذت قطعه وتذوقتها وقالت منبهره بجملها: الله دى حلوه قوى ( حوطت السنيه بيديها قائله ) دى بتاعتى انا محدش هياخد منها.
اقتربت منها هدير قائله: يا سلام لاء طبعا انا اللى هاخدها انسى يا ماما.
ابتسمت عبير قائله: انتو هتتخنقو عليها قبل ما تدوقنوى ولا ايه؟
ضحكتا الاثنان واخذت كل منهم قطعه وقدمتها لها اعجبتها جدا قائله: الله بجد حلوه قوى يا بهيره
فرحت بهيره قائله: جبت وصفتها من النت وعِملتها كنت خايفه متكونش زينه.
ردت همسه بمزاح: زينة ايه دى بسبوسه.
ضحكن جميعا نظرت عبير لبهيره قائله: انما ليه تعبتى نفسك كده؟
نظرت للاسفل بخجل: مفيش تعب ولا حاجه حبيت افرحكم كيه مافرحتونى.
ابتسمت عبير: بس احنا كمان انبسطنا بوجودك معنا مش كده يابنات.
همسه: ايوه انا فرحت لما ركبتى معايا القطار ماما مش بترضى تركبه.
هدير: وانا كمان فرحت انك دخلتى معايا بيت الرعب هما الاثنين مش بيرضو يدخلوه معايا.
نظرت لها عبير: شوفتى انك انت كمان فرحتينا بوجودك معنا.
ابتسمت بهيره بخجل ولم تتحدث.
همسه: اعملى حسابك كل مره هنروح هتاجى معنا.
هدير: ايوه طبعا.
فرحت بهيره: ربنا ما يحرمنى منيكم ابدا.
ظلت معهم لبعض الوقت وعادت الى شقتها وهى سعيده فلاول مره تشعر لها اسره وعائله يحبونها ويسعدون لوجودها معهم.
عاد حازم من البلد واتى معه والده، ذهب الى العياده ليطلب من على ان بخبرهم، دخل العياده واقترب من المكتب قائلا: السلام عليكم كيفك يا استاذ على؟
نظر اليه على مبتسما: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته اهلا يا استاذ حازم.
ابتسم حازم: كنت عايز اجى ازور بهيره ابوى جه من البلد وبده يشوفها.
هز على راسه: تمام هكلم الدكتوره دلوقتى واستاذنلك منها.
اتصل على بها واخبرها وبعد ان انها الماكلمه نظر اليه: هما مستنينكم.
حازم: لازم تاجى ويانا مينفع نروح الدار ومفهاش راجل.
تنبه على قائلا: ايوه ماانا هروح بس فى جلسة ليزر جوه مع الممرضه، هتخلص واقفل العياده وانزل عشان مفيش حد مع الممرضه.
حازم: خلاص لما تخلص رن على تلفونى ونتجابل ونروح سوى.
على: تمام.
حازم متعجبا: هى جلسات ايه دى؟
ابتسم على واشار على احد اللوح المعلقه على الحائط، مكتوب عليها جلسات ليزر لتنظيف البشره، فهم حازم وأبتسم وشعر بالحرج قائلا: معلش مختش بالى عن اذنك.
خرج حازم وبعد ان انهى على عمله، اتصل به وقابله هو والده عند باب منزل عبير، صعدو معا ودق جرس الباب، فتحت بهيره ونظرت الى خالها تنتظر ان ترى ردة فعله عند رؤيتها، ابتسم مهران سعيدا: بت اختى الغاليه اتوحشتك كتير.
ظهرت ابتسامه كبيره على شفتيها من السعاده قائله: اتوحشتك اكتر ياخال.
اقترب منها واحتضنها بحنان وهو يستنشق عطرها قائلا: فيكى ريحة امك الله يرحمها كانك جطعه منها.
دخلو جميعا من عند الباب وجلسو فى البهو كانت عبير تجلس هناك، اشارت اليها بهيره: دى الدكتور عبير يا خال هى اللى ساعدتنى وجفت جارى.
وضع يده على صدره واشار لها: جميلك ده فوج راسنا وعمرى لا انا وبنت اختى هننساه ابدا.
ابتسمت قائله: جميل ايه بس دى اختى الصغيره، وربنا يعلم محبتها فى قلبى قد ايه.
مهران: ربنا يجزيكى خير يا دكتوره.
نظر حازم لبهيره مبتسما: كيفك يابهيره يعنى مسلمتيش عليا ولا حتى بصيتى ناحيتى.
ابتسمت: فرحتى بخالى طيرت عجلى لما بشوفه كانى شايفه عليتى كلها.
حازم: اذا كان اكده مزعلانش.
ضحك مهران: وهو انت تجدر تزعل منيها بردك.
ضحكت بهيره: وهو فى واحد يزعل من خيته بردك.
كان على يتابع الحديث بصمت، مع ابتسامه مصطنعه، ليدرى بركان الغضب الذى بداخله، من نظرات حازم لها، وحديثه معها وشعوره ان مجيئ والده قد يجلعه اقرب لها منه، قامت بهيره احضرت بعض الفاكه والحلوه وضعتها امامهم، وقدمت لكل منهم طبق، تلاقت عينه بعينها وهو ياخذ منها الطبق، وكأن نظرتها هدأت ناره وطمأنت قلبه، وكأنها تشعر به وتعرف ما بداخله، لكن سرعان ما عادت النار تتأجج مره اخرى من مزاحهم معا، وظل هو هكذا بين نار قلبه والامل الذى ملاءه من نظرتها، حتى قام خالها وقف قائلا: طب احنا هنمشى دلوك ولما تحددو معاد ويا المحامى تبلغونا عشان بدى اجابله.
وقف على قائلا: بامر الله هكلمه النهارده واحدد معاه معاد وابلغك.
مهران متذكرا: فى حاجه لازما تعرفيها، عمك اتشل وشاكر كان محبوس متهمينه بكتل نواره.
فزعت بهيره ووضعت يدها على صغرها قائله: لاحول ولا قوة الا بالله، هما صحيح بهدلونى وكسرونى بسك بردو محبش ليهم الضرر ربنا يشيفيه يارب.
مهران مبتسما: عارف انك بت اصول وميهنش عليكى العشره، بس كمان لازم تعرفى ان المسؤال دلوك عن كل حاجه هو شاكر.
خبطت بيدها على فخذها قائله: بس انت جولت انه محبوس؟
مهران: لاه ماهو خرج، بس المهم عايزك متخافيش كلنا وياكى.
ونظر الى حازم فقام هو الاخر قائلا: كلنا وياكى اوعاكى تخافى يابت عمتى.
هزت راسها بالموافقه دون كلام، فهذا الامر بقدر ما يؤلمها ويحزنها عليهم يشعرها بان شرهم قد زاد.
نظرت عبير الى على: ابقى عدى عليا بعد ما تقفلو العياده.
على: هو فى جلسات بالليل؟
عبير: ايوه فى جلسه متاخره شويه بس انا نسيت ابلغك بيها امبارح.
على: تمام عن اذنكم.
وظلت هى معها لبعض الوقت تهدأها وتطمانها، خرج الثلاثه وقد تجدد الامل فى قلب حازم، فمجئ والده معه جعل فرصته فى ان تسامحه اكبر، اما على فقد زاد المه ووجعه فهو يرها تضيع منه ولكن لايمكلك شئ، فقد رأى السعاده والفرح فى عينها عندما رات خالها، ورأى كم سعادتها لوجوده الى جوارها، وهو حتى لايملك ان يعترف لها بحبه، عاد الى العياده جلس بها مهموا وحزينا.
كانت رقيه تجلس فى غرفة سماح، منذ ان ذهب المحامى دخل شاكر لها: عامله ايه دلوك يا اما؟
نظرت اليه: بخير ياولدى.
تردد قائلا: قررتى ايه ياما المحامى مستنى ردنا.
اخذت نفس وزفرته وامتلاءت عينها بالغل والحقد: اموفجه ياولدى، جول للمحامى يجول لهم اننا هنشهد وياها فى المحكمه، واننا ندمانا على اللى عملنا فيها.
شاكر: بس هو كلمنى وجالى ان الوصايه اكده كمان هتروح منا.
ابتسمت بمكر: زين جوى اكده.
شاكر: بس اكده هى تبجا جويه ومهنجدروش نكسروها، والارض كلها هتضيع واحنا مهنخدوش حاجه، عندى ناخد الخمسين فدان احسن.
نظرت اليه بسخريه: وهو انت فاكر اننا هنطولهم مخلاص المحامى جلك، المحامى بتاعها مالك يده من الورج، يعنى هى خلاصنه، وفجنا هنبجا احنا اللى كسبانين، موفجناش يبجا خسرنا كل حاجه، ورجع كل اللى حدنا هما العشرين فدان بتوع ابوك، دول لو منجصوش كمان.
شاكر غاضبا: كيف ده لاه طبعا اسمعى انا هروح اجتلها ونخلصو من اليله دى.
نظرت اليه برفض: انت معتفهمش ياواد، لو جتلتها هيتهموك انت فيها، لانك صاحب المُصلحه الوحيد فى ده فهمت، وكمان هما اكيد محرصين وعملين احطايتهم، شغل ادماغك دى.
صرخ بها: واه يعنى اسيبها تاخد كل فلوسنا وارضنا؟
ربطت عل كتفه بمكر: لاه هناخد كل حاجه بس برضاها.
نظر لها ساخرا: بجا بعد ما جويت مفكره انك هتجدرى تكسريها تانى.
ابتسمت بخبث: انا عارفه انا بعمل ايه زين.
قبض على يده رافضا: لاه مهسبهاش ليك الا لما افهم المره دى.
نظرت اليه بحنق: هفهمك بس كل حاجه فى وجتها.
جز على اسنانه: ماشى هصبر بس ياويلها منى، هتشوف ايام اسود من الليل الغطيس.
نفخت فى غضب: افهم ياغبى، زمان البت دى كان ابوها مجويها على الكل، ومكنتش هجدر عليها ابدا، لكن لما امها ماتت بعد ابوها على طول، كانت مكسوره وانا مستنش عليها ادتها على نفوخها، مش ضرب لاه اللى زى دى الضرب مايكسرهاش، خليتها تشوف نفسها عفشه وملهاش جيمه، ومتصلحش تكون ست من الاساس، فاى راجل هيتدوزها يبجا عمل لها جميله، تفضل تبوس يده ورجله كمان انه رضى بيها، لكن دلوك خلاص ده مبجاش ينفع لازم يكون فى ترتيب تانى، خابر مين الشاهد بتاعها واللى بيساعدها.
شاكر بلهفه: مين؟
ابتسمت ماكره: خالها وولده حازم، ملحظتش انه من بعد ماماتت ادلى مصر ومرجعش الا من كام يوم، وامبارح ادلى هو وابوه كمان.
تعجب شاكر: وعرفتى كيف؟
بتفاخر: من اول المحامى جال معها شهود، دورتها فى دماغى لجيت مفيش غيرهم، مرت مهران جالتلى ان ابنها طفش من بعد الدانزه ومعودش، وكلمتها من شويه عشان اتاكد جالتلى انهم اتدلو عشان يجبو جهاز بتهم من اهناك، وضحت اكده ولا لسه، وكمان مين غيره هياخد الوصايه عليها.
فكر شاكر: تصدجى صُح اكده بانت، بس اكده احنا اتجرتسنا.
نظرت بخبث: وهما اللى بدأو وميعرفوش اللى مستنيهم ايه؟
ابتسم منتصرا: اكده ابجا اطمنت هروح اكلم المحامى.
خرج من عندها وهو يشعر بزهو الانتصار، اما هى جلست تفكر بمكر وخبث لِتُحكم خطتها.
فى المساء اتى على لعبير كما طلبت منه، وقف ينظر لباب شقة بهيره، وهو يتمنى ان تفتح ويرها ويتحدث معها، فبداخله كلام كثير يتمنى ان يبوح به لها، تنهد ودق باب خالته لحظات وفتحت له قائله: اهلا يا على تعالى.
دخلت امامه واغلق الباب ولحق بها، جلست ونظرت له: بقولك ياعلى المدراس هتبدأ خلاص كمان اسبوعين وكنت عايزه منك مساعده.
على: اءمرى يا خالتى.
عبير: عايزك تسال فى المنطقه على مدرسة ثانوى للبنات عشان نقدم ورق بهيره.
على: بس مش بدرى شويه لسه المحامى رفع القضيه والموضوع هياخد وقت.
عبير: ما انا فاهمه بس عايزين نجهز عشان بعد كده الوقت هياخر وتضيع عليها السنه.
على: خلاص انا اصلا سالت وعرفت مدرسه، وماما تعرف الناظره بتاعتها، وكلمتها وهى قالتلى انها تقدر تساعدنا بس لما القضيه تخلص.
تعجبت: امال بتقولى لسه بدرى واتاريك مخلص كل حاجه اهو.
تنهد متحسرا: مملكش لها حاجه غير انى اساعدها، حتى حبى ممكلش انى اصرح لها بيه، ومش عارف هعمل ايه لما...
لم يستطع ان يكمل ربطت على كتفه قائله: مش يمكن ميحصلش انت ليه واثق انها هتتجوزه؟
اندهش من انها تفهم مايدور فى راسه: ماهو مش معقول بعد ما يساعدها ويقف جنبها ترفضه.
عبير: سبها على الله وهو اكيد عنده الفرج.
على: ونعم بالله، اه صحيح انا كلمت المحامى والمفروض نروحله بكره، عشان قال ان عنده كلام مهم.
ابتسمت قائله: طب انت قولت لحازم؟
على: ايوه كلمته وهو قال انه هيقايلنا هناك عند المحامى.
عبير: طب ماتعدى تجبهم بالعربيه بكره، ونروح كلنا سوى؟
على: عرضت عليهم بس رفضو، قالو انهم هيكونو فى مشوار وهيقبلونا هناك.
ابتسمت: خلاص هنتسناك بكره عشان نروح.
على: بامر الله عن اذنك همشى بقا.
خرج وتركها وهى تفكر فى حل لهذا الامر، ولكن كان عليها التأكد من مشاعر بهيره اولا، وفى اليوم التالى فى المعاد اتى اليهم، ركبو جميعا السياره، بهيره فى الخلف وعبير فى الكرسى الامامى الى جواره، قالت عبير: قولى يا على هى الدكتوره ميرنا اتصلت ابيك؟
على: ايوه وقالت هتجيب حالات النهارده وبكره.
نظرت الى المرأه تلاحظ نظرات بهيره وتوترها، وابتسمت قائله: دمها زى العسل ميرنا دى، فاكر لما اتكعبلت على السلم لولا انت لحقتها وامسكتها من ذرعها كان زمانها اتكسرت.
ضحك على: ايوه واللى طلع عليها هستريا الضحك وفطسنا كلنا من الضحك.
كانت بهيره تتابع حوارهم، وانقلب توترها الى غضب وزاد غضبها عندما قالت انه امسك ذرعها، فقالت فى غضب: كيف يعنى يمسك دراعها، وهى تضحك حرمه متختتشيش صحيح، وكمان تاخد رقمه وتحدته فى التلفون، ايه ده هو مفيش خشه ولا ايه؟
ابتسم على سعيدا من غيرتها الواضحه جدا فى كلامها، ضحكت عبير قائله: دى ست كبيره قد والدته يا بهيره دكتوره زميله وبتجى ساعات لما جهاز الليزر بتاعها يعطل.
تلجلجت بهيره قائله: مجصدتش انا بس يعنى اتضايجت اسفه يا استاذ على.
تنهد على قائلا: ملوش لوزم الاسف (واكمل فى عقله) كفايا انه عرفنى مشاعرك واللى فى قلبك ليا.
ابتسمت عبير: ولا يهمك يا بهيره، على عمره ما يزعل منك ابدا، (ونظر الى على ) مش كده ياعلى.
ارتبك على ولم يجيب، ابتسمت بهيره ولم تتحدث حتى وصلو المكتب، وجدو مهران وحازم ينتظروهم امام الباب، صعدو معا جميعا ودخلو الى المحامى، اشار على الى مهران قائلا: خال الانسه بهيره عم مهران.
جلال: اهلا بيك يا استاذ مهران.
مهران: اهلا بيك يا استاذ.
جلال: انا بعتلكم عشان محامى عم بهيره جانى من يومين كان جاى يشترينى.
غضب مهران: يشتريك كيف يعنى؟
جلال: فاكر انى ممكن ابيع القضيه بقرشين، بس انا رفضت، وبعدها اتصل بيا وقالى انه كلمهم وفرحو قوى برجوع بهيره، وهيشاهدو معها فى المحكمه كمان.
مهران باندهاش: كيف يعنى هو ده ممكن؟
جلال: اه طبعا لان مصلحتهم انها ترجع، عشان هترجع ارضهم اللى عمها ادها لنواره، وهيورث نصها اخوها.
حازم: اه يعنى الارض هترجع باسم بهيره فيتلغى بيعها لنواره.
جلال: بالظبط كده، ومعنى كده ان القضيه هتبقا اسهل مما كنت متخيل بكتير، بس واجب عليا احذركم انى مش مستريح لهم.
مهران: ماهو ميدخلش عجل حد انهم عملو كل ده عشان الارض وبعد اكده يسيبوها بالسهوله دى.
جلال: انا مش صعيدى بس اكيد عندكم عوايد وتقاليد مختلفه.
فكر مهران: ايوه عندنا بس متشغلش بالك انت هنحلها بامر الله.
جلال: كده كمان الوصايه هتتنقل لخالها عشان حالة عمها الصحيه متسمحش.
تفاجاء مهران قائلا: واه ليه اكده معايزش انا.
جلال: ماهو هى ملهاش حد غيركم، ومش معقول هندي الوصايه لغريب وخالها موجود.
مهران: طب مينفعش تفضل فى يد عمها كيه ماهى؟
جلال: تقصد ابن عمها لانه هو المتولى كل شؤن ابوه حاليا.
انتفضت بهيره: لاه كل الا شاكر لاه تبجى فى يد خالى.
مهران: متخافيش يابتى خلاص اللى بدك ايه.
جلال: طب تمام خلاص القضيه ماشيه كده، وخلال شهرين او ثلاثه هناخد حكم ابتدائى، انا رافعها مستعجل.
قامو جميعا وقفو ليخرجو فقال جلال: مطلوب دفعه تانيه من الاتعاب الزياره الجايه.
بهيره: تمام عجابها معايا ان شاء الله.
خرجو جميعا ونزلو قال على: ماتيجى يا عم مهران تركب معنا انت وحازم نوصلكم بالعربيه؟
مهران: معلش يا ولدى عندنا مشوار هنخلصه ونروح اتفضلو انتو.
على: اللى يريحك ياعمى.
مهران: هنشمى احنا عشان نلحقُ مشورانا بالاذن.
تركوهما وذهبا وركبو السياره، واوصلهم على الى المنزل، كانت بهيره شاردة الذهن طوال الطريق، ولم تنطق كلمه واحده، مما اقلق على وعبير عليها.
دخل فايز غرفة شاكر قائلا: امى راحت وين ياشاكر عما ادور عليها ملجهاش؟
شاكر ببرود: مخبرش دخلت اوضة ابوى ملجتهاش.
فايز: راحت وين يعنى؟
شاكر: لما تاجى هنعرف.
كان شاكر يستعد للخروج تعجب فايز: انت رايح وين دلوك؟
شاكر: هنزل اروح للمحامى اشوف ايه الاخبار احنا هنفضل جاعدين اكده مستنين لحد ميتا.
نفخ فايز بزهق: عندك حج انا كمان مليت ومعرفش انتو ناوين على ايه فى موضوع بهيره؟
شاكر: منا جولتلك امبارح عايز تعرف ايه تانى؟
فايز بتفكير: عايز اعرف هى ناويه على ايه، كيف هتخلى بهيره توافج على الدواز؟
نظر اليه شاكر: لو عرفت ابجا جولى انا اصلا زمجان ومطيجش نفسى فهملنى لحالى.
دخلت عليهم رقيه نظرت الى شاكر: رايح وين دلوك؟
شاكر بزهق: خارج مطياجش نفسى فيها حاجه دى؟
رقيه: ايوه اجعد عندى كلمتين لازما اجولهم.
جلس قائلا: جولى سامعك اهو.
اخذت نفس وزفرته: عروستك اللى كنا نسينها دى كلمتها وجولتلها على موضوع بهيره ده ولا لاه؟
شاكر متذكرا: واه كنت ناسيها خالص دى.
رقيه: وانا كمان بس الصبح لجيتها عم تتصل وتسال عن اخبارى.
شاكر متخوفا: اوعى تكونى جولتيلها على حاجه؟
رقيه: لاه مجولتش بس لازما تجولها عشان نظبط امورنا جبل لما تعاود بهيره.
نفخ بزهق: يعنى اسيب الجمر دى واتجوز بهيره؟! لاه طبعا انا هجنعها واتدوزها هى وبهيره.
رقيه: خلاص ابجا كلمها واجنعها فاهم.
شاكر وهو يخرج ناحية الباب: ايوه فاهم ولو انى معرفش كيف اجنعها دى.
خرج وتركهم نظرت الى فايز قائله: ايه رايك انت ياولدى؟
فايز: معارفش يااما الموضوع كبير وانت خابره ان عروسته، ابوها من كبرات البلد ومهتوفجش ابدا انها تتدوزه على دره.
رقيه: وكمان لو اخوك هو اللى سابها يبجا هيروح علينا الدهب ابوك جاب لها دهب كتير.
فايز متحيرا: مخابرش هو وافج ليه يجيب لها كل الدهب ده؟
رقيه: عشان يخلص الدوازه بسرعه ويفضى لدوازه.
فايز بزهق: واه يااما مخلاص هى ماتت وهو خلاص بجا كانه مش عايش من الاساس، انسى بجا.
نظرت اليه غاضبه: انا خلاص مزعلناش بس كل اللى احنا فيه ده بسببه وبسبب دوزته السوده دى، المهم دلوك انت مستعد تتدوز بهيره لو عروست اخوك رفضت انه يتدوزها عليها.
فكر قائلا: اموافج بس اعتقد ان شاكر هو اللى مش هيوافج وممكن يزعل كمان.
زمتت شفتيها قائله: خابره ده زين بس وجتها يحلها ربنا المهم انك موافج.
فايز ماكرا: وانا هرفض ليه بهيره بت عمى وخبرها زين وكفايا ان الارض هتعاود لنا تانى.
ربطت على كتفه قائله: ربنا يكملك بعجلك ياولدى.
وتركته وخرجت وظل هو جالس يفكر فى الامر فهو يعرف اخوه جيدا ولكن ايضا الامر يعجبه، فسيكون هو المتحكم فى الجزء الاكبر من الارض.
فى المساء عاد شاكر وكان مازل غاضبا، دخل له فايز وجلس معه قائلا: فكرت فى كلام امك ولا لاه.
شاكر: افكر فى ايه الموضوع مامستهلش اصلا، انا رادل اتجوز بدل الحرمه اربعه يعنى مش من حجها تعترض.
فايز: الكلام ده لما تكون بجت مراتك، لكن انت خاطبها بس يعنى من حجها تختار.
شاكر: ده كلام خايب انا هتدوز الاتنين، وبعدين هى لازما تبجا خابره ان بهيره دى مجرد خدامه ليا انا وهى بس.
فايز: بص ياخوى مفيش واحد هتوافج على الكلام ده، فكر بعجلك وانا خابر انك هتتصرف صُح.
تركه فايز وخرج جلس على طرف السرير يقول لنفسه: يعنى اسيب جمر زى دى عشان اتدوز واحده لاليها شكل ولامنظر ده كلام يعنى.
وقام دخل الحمام.
عاد حازم والده الى المنزل كان يعيشا فى غرفة بهيره منذ اعطته المفتاح، وضعو بعض الامتعه كانت معهم وجلسو يرتاحو، بعد بعض الوقت قال حازم: انت ايه اللى زعلك يا بوى من موضوع الوصايه ده؟ حسيتك زمجان منه جوى؟
مهران بعبوس: مكنتش عايزها تبجا تحت وصايتى عشان ولاد عمها ميجولش انى ساعدتها عشا اللفلوس فهمت.
حازم: بس انت مكنتش تعرف اصلا.
مهران: ومين هيصدج ياولدى، خصوصا لو اتجزوتها هيثبت الموضوع ده.
عبس حازم هو الاخر: هى مالها بتغفلج ليه اكده.
اخذ نفس وزفره قائلا: معلش ياولدى اللى عايزه ربنا هو اللى يكون، بس انا عايزك تكون راجل بحج انت فاهم.
حزم مستفها: تجصد ايه يعنى؟
مهران: يعنى سواء كانت ليك او لغيرك، هى فى حمايتك وتحت جناحك، متخليش حد يمسها انت فاهم.
هز حازم راسه بحزن فهو يتمنى ان تكون حبيبته، ولكنه سينفذ طلب والده حتى إن اضتر ان يكسر قلبه، ولكن لن يحزنها مره اخرى.
ربط مهران على كتفه فقد شعر بالمه قائلا: معلش يا ولدى فى اخطاء بنرتكبها وتفضل ملازمنا كتير، بس كمان بنتعلم منها صحيح بنتوجع لكن ربنا بيهونها.
تنهد قائلا: تقجصد ايه يابوى؟
ابتلع غصة فى حلقه قائلا: ياولدى لو مكنتش رفضتها زمان مكنش بجا فيه مشكله من الاساس، لكن انت فاكر زين، ام شاكر عملت ايه وجتها، وكيف جالت اننا كنا طمعانين فى ارضها، وانها وعتها وخلتها رفضت، وعملت نفسها جدعه واصيله على حسابنا، ودلوك هتبجا فرصتها كبيره.
حازم: يعنى انت معايزنيش اتجوزها يابوى؟
مهران: لاه ياولد لوهى موفجه مهيهمنيش ايها كلام، بس خايف اصلا لو جولنا دلوك نبجا بننتهز الفرصه ونستغلها فهمتنى ياولدى.
زاد المه وفهم ان الامر اصبح معقد فهز راسه قائلا: ايوه فاهمك يابوى، ومتخافش انا هسابها لوجتها واللى عايزه ربنا هو اللى هيكون.
لاحظت عبير القلق على بهيره وهم فى السياره، فدخلت لها فى شقتها فى المساء للتطمأن عليها، جلست معها ونظرت لها قائله: ايه مالك شيفاكى قلقانه قوى وخايفه؟
اخذت بهيره نفس وزفرته: مش مطمنه لولاد عمى وموفجتهم واستكانتهم اكده مفهماش هما عملو اكده ليه؟
فكرت عبير: يمكن عشان حالة عمك الصحيه.
بهيره: لاه مظنيش اعتقد انهم بيدبرو حاجه ومهيسكتوش.
عبير: طب تفتكرى ايه يعنى اللى ممكن يعملوه.
ابتلعت غصه فى حلقها: حاجات كتير جوى انتِ متعرفهمش دول جبروت.
عبير: حتى بعد عمك ما اتشل ومبقاش يقدر يعمل حاجه.
بهيره: المشكله مش فى عمى لحاله مراته اشرمنه بكتير، وولده شاكر صوره منه ميفرجوش عنه فحاجه.
عبير: يبقا لازم نفكر كويس ونكون مستعدين لاى غدر منهم.
بهيره: كيف يعنى؟
عبير: سبيلى الموضوع ده افكر فيه شويه وابقا اقولك.
بهيره: وانا بثج فيكِ يادكتوره.
وجلست معها بعض الوقت وتركتها وذهبت، جلست بهيره تفكر فى الامر وهى خائفه فمعرفتهم بانها ماتزال حيه هذا وحده يرعبها.
انهت عبير العياده دخل لها على قائلا: هقفل ونمشى.
اشارت له: اقعد ياعلى عايزه اتكلم معاك شويه.
تردد على وجلس: ايوه ياخالتى فى حاجه؟
ترددت للحظات وقالت: انت مستعد تقف جنب بهيره بجد؟
نظر لها متلهفا: ايوه طبعا منغير سؤال لو طلبت روحى هديهلها منغير تفكير.
نظرت اليه: هى محتاجك انت مش روحك ياعلى.
سكت فظروفه صعبه وهو لايستطيع ان يقدم لها شئ، ابتلع غصة فى حلقه: هو وانا اقدر اعمل ايه ماانت عارفه ظروفى.
عبير: بس هى مش محتاجه الا راجل جنبها يسندها وبس.
تنهد بحزن: مش هكون اكتر من حمل عليها، انت عارفه انهم محتاجين مرتبى مقدرش اتكفل ببيت تانى.
عبير: هى مش محتاجه منك مصاريف ولا...
قاطعها: انا اللى محتاج انى اصرف عليها، محتاج احس انى راجل فى عنيها، محتاج احس انها مسؤله منى بجد، ازى هرفع عينى فى عينها وانا مش قادر اكلها.
عبير: مين قال انك مش هتقدر ليه بتقول كده، انت بتشتغل وبعدين هى محتاجه راجل جنبها يحميها ويخاف عليها، وانا شايفه انك تقدر تكون الراجل ده.
اخذ نفس وزفره: انا فعلا اتمنى اكون سندها وامنها مش بس حبيبها، اكون ابوها واخوها واعوضها عن كل العذاب اللى شافتو فى حياتها، بس مقدرش ادى وعد مش هقدر اوفى بيه.
ابتسمت قائله: بالعكس انت الوحيد اللى هتقدر تعمل ده وانا متاكده من ده.
قام وقف: انا مش عايز اعشم نفسى بحلم بعيد، ابن خالها جاى اصلا عشان هو اللى يحميها ويتجوزها، وانا مش هعلق نفسى بامل عمرى ماهقدر اوصله، وبلاش ياخالتى تعيشينى فى حلم عمره مايتحقق، انا هسبقك على العربيه.
وتركها وقلبه يحترق الما فحبيبته تحتاجه، وهو لايستطيع ان يقف الى جوارها، لايملك حق الاختيار، جلست عبير تفكر فى الامر وتحسبه من كل الاتجهات، فهى تعلم جيدا ان بهيره لو عادت دون ان تتزوج سيكون هذا تدمير لها، فهم لن ينتظرو حتى تخرج مره اخرى، وقامت لحقت به وركبت السياره وعادت المنزل.
عاد مهران الى البلد وفى اليوم التالى، ذهب الى منزل دراغام وجلس معه قائلا: كيفك ياحاج درغام؟
درغام: الحمد لله بخير وحمدالله على سلامتك عرفت انك عاودت من مصر امبارح.
مهران: الله يسلمك انا جاليك فى موضوع مهم.
درغام: جول انا سامعك.
مهران: انت طبعا تعرف بت اختى بهيره.
درغام: الله يرحمها كانت غلبانه وأست كتير.
مهران: بهيره حيه مامتتش.
دراغام متعجبا: كيف ده؟
مهران: هجولك.
قص عليه مهران كل ماحدث،.
درغام مزهولا: كيف اكده وليه البت مجالتش لصفيه لما كلمتها فى العزا؟
مهران: يعنى هى ام شاكر كانت هتسيبها تتحدت وياها لحالها.
جز على اسنانه: انا اكدت عليها تاخد البت بعيد وتكلمها لحالها، بس يظهر عشان الدوازه مش على هواه مسمعتش كلامى، المهم هى فين دلوك؟
مهران: فى مصر حدى ناس اعرفهم زين ومطمن عليها حداهم، وولدى حازم اهناك جريب منهم.
نظر اليه رافضا: كيف اكده يعنى ايه تجعد اهناك لحالها؟
مهران: تفتكر ينفع ترجع دلوك، وعزمى فى حالته دى؟وانت خابر شاكر ولده طايش ومحدش هيجدر عليه، وكمان البت خايفه، والمحامى جال مترجعش الا لما تخلص الجضيه وترجع عايشه عند الحكومه.
درغام غاضبا: واه محامى ومحكمه كيف ده يعنى؟ من ميتا واحنا بندخل الحكومه بينا؟
مهران: من يوم ماعزمى كسر كلام جعدة الرجاله، واصر يدوزها ولده غصب عنها، ومعملش احترام لحد، وكمان جاب دثه وجال انها دثتها ودفنها، تفتكر بعد اكده كان ينفع البت تعاود اهنه؟
سكت درغام للحظات فكلامه صحيح وقال: زين بس دلوك عزمى لابجا يهش ولاينش.
مهران: وولده زيه معيسمعش كلام حد، وانت خابر ده زين.
درغام: يبجا لازما الرجاله اللى تحكم بجعدتها فى مصر.
مهران: ماهو انا جاليك عشان اكده، مش انت كبير البلد وانت اللى تجدر تحكم عليهم.
درغام: خلاص هنعمل جعدة رجاله واللى يحكمو بيه يمشى عليكم.
مهران: اماله يتعمل وجت متحب انا موجود، بس انا خابر انك تجدر تخلص الموضوع منغير جاعده، البت فى حماى ومعاى دلوك لحدت ما الجضيه تخلص.
فكر قائلا: خلاص زين مدام هى فى حمايتك يبحا خلاص طلما انت مطمن، يبحا زين هى تحت يدك، لحد ما الجضيه تخلص، بس هنعمل جعدة رداله عشان محدش يركبنا الغلطه.
مهران: زين يبجا اتفجنا بالاذن انا بجا.
درغام: اذنك معاك.
خرج مهران وبعده بقليل خرج درغام، كانت صفيه تسترق السمع وعلمت بما حدث مع بهيره، امسكت الهاتف واتصلت بوالدة خطيبة شاكر واخبرتها بالامر، انهت المكالمه ووضعت الهاتف قائله بشماته: احسن يا رقيه، عشان تبجى تاخدى العروسه اللى منظره عليها لولدى، وانا كأنى معرفش حاجه.
وضحكت بمكر وخبث.
دخلت عبير وجلست مع بهيره، احضرت لها بعض الحلوى قائله: دوجى عاميلى وجوليلى رايك.
اخذت قطعه وتذوقتها قائله: الله جميله قوى اسمها ايه دى بقا؟
بهيره بابتسامه واسعه: دى الروانى حلويات صعيدى، انما عجبتك صُح؟
عبير باعجاب: رائعه تحفه واضح انك شاطره فى حاجات كتير.
بهيره: الحمد لله اهو اكده على كدى.
عبير: انما قوليلى هتعملى ايه لو خالك قال لازم تسافرى البلد؟
تلاشت البسمه من على وجهها وظهر مكانها الخوف والقلق: معرفاش ده هو ده اللى مخوفنى ومعرفاش اعمل ايه.
عبير: لازم تكونى حاسمه امورك وواخده قرارك.
اخذت نفس وزفرته: ماهو كمان مينفعش ابجا هنه لحالى، الاول كنت هجعد ويا عمى عمري، لكن دلوك مينفعش لازما اعاود وهى دى المشكله.
عبير: انت خايفه من رقيه وولادها صح؟
بهيره: ماهم ماهيسبونيش فى حالى.
عبير: هو فى حل يخليكى تقعدى هنا ومحدش منهم يقدر يتكلم.
بهيره فى لهفه: حل ايه ده وانا اعمله؟
عبير: انك تتجوزى حد من هنا.
صدمت بهيره ونظرت لها باعين زائغه: اتدوز مين يعنى؟وبعدين اخاف يكون حد طمعان في هو التانى.
فكرت عبير قائله: اكيد خالك هيفكر فى الموضوع ويحاول يحله.
عبست بهيره وتاففت: ماهو انا خايفه من اكده، خايفه يكلمنى على حازم وانا مهتدوزوش ابدا.
عبير: ليه؟
بهيره: لانه جرحنى ومجدراش لحد دلوك انسا وجعه، لما خالى كلمنى زمان كنت فرحانه عشان ههمل بيت عمى واخرج من النار اللى انا فيها، لكن كلامه حسسنى انى رخصيه جوى ومليش تمن، وده وجعنى جوى وزود الكسره والحسره اللى جواى، خلانى احس كانى جربه والكل عيهرب منها، هو سبب انى استسلمت وجتها ورضيت بالذل والهوان.
عبير: بس اللى فهمته انك من الاول كنتى مذلوله وساكته؟
ابتلعت غصه فى حلقها: لاه كنت بعافر بحاول اخرج من تحت جناحهم، لكن كلامه خلانى مجدرتش حتى ارفع راسى.
شعرت عبير من الالم فى عينها انها، تعشمت به ان يخرجها من ماهى فيه، لكنه خذلها فى وقت كانت كالغريق الذى يتلعق باى شئ، حتى لو كان طوق من نار، سيحرق يده حتى يخرج من الماء، ربطت على كتفها قائله: يعنى لو فى شخص مستعد يتجوزك بس ظروفه صعبه شويه ممكن تقبلى.
شعرت بهيره بالخجل ونظرت الى الاسفل وتلجلجت: لو بيحبنى بجد ميهمنيش الظروف والحاجات دى.
ابتسمت عبير: واحد بيحبك جدا كمان بس خايف ميقدرش يساعدك لان ظروفه صعبه.
شعرت بهيره انها تقصد على وتمنت ان يكون هو بالفعل وقالت بصوت لا يكاد يخرج: ه هو هو، هو مين طيب.
ضحكت عبير قائله: مش هقولك دلوقتى، لما تتاكدى انه بيحبك بنفسك، وتطمنى هقولك.
تنهدت بهيره: وانا هتاكد كيف وانا معرفهوش.
فكرت قائله: انا مش هقولك هو مين، بس انا متاكده انك هتعرفيه لوحدك، بصى يا بهيره انا عارفه ان اللى شوفيته هيخليكى خايفه من اى حد يقرب منك، بس مش كل الرجاله زى ولاد عمك، فى راجله بجد مش لابس ثوب الرجال وبس.
تنهدت بحزن: انا خابره خايفه وجلجانه ومعيزاش اكون حمل على حد، انت اكيد فاهمنى.
عبير: اللى بيحب حد عمره مابيشوفه حمل عليه، فاهمنى وعموما هسيب الوقت هو اللى يطمنك.
هزت راسها دون كلام فهى تعرف انها تقصد على، ولكن حتى رغم شعورها بالميل نحوه، تخاف ان يكن اعجاب وانبهار، باول شخص حقيقى تراه يساعدها دون مقابل، وتشعر يوم انها عبئ عليه، كانت عبير هى الاخرى تفهم الامر فربطت على كتفها قائله: هسيبك بس عارفه انك هتفكرى صح وتحكمى عقلك.
وتركتها وخرجت وهى متاكده انها ليست رافضه ل على، ولكنها ماتزال خائفه ولا تشعر بالامان.
اتصلت والدة عروسة شاكر برقيه، واخبرتها انها علمت بامر عودة بهيره وان على شاكر الاختيار، فابنتها لن تقبل بدره، وايضا هى تخاف من ان حبه لبهيره يجعله يظلمها، طلبت منها رقيه ان تعطيها فرصه لتحدث ولدها، فوافقت انهت المكالمه ونادت على فايز ودخلت غرفة شاكر قائله له: دلوك انت هتتجوز عروستك يعنى بهيره مهتكونش ليك.
شاكر: ايش عجب عاد؟!
رقيه: امها كلمتنى ولما عرفت بالموضوع رفضت ان بنتها تدخل على دره، وجالت تختار ياهى يابهيره.
غضب شاكر: وهى بهيره دى حرمه من الاساس، لازما تبجا خابره انى هتدوزها بس عشان الارض.
رقيه: مرضياش بتقول لاه وانت لازم تاخد قرارك فى الحكايه دى.
شاكر رافضا: يعنى اسيب الجمره دى عشان ادوز بهيره لاه خلاص معايزش بهيره.
رقيه: زين يبجا هيتدوزها فايز جولت ايه؟
زاد غضب شاكر قائلا: كيف يعنى يتدوزها بعد ما رفضتنى لاه ده يبجا كنه بيهزجنى.
كان شاكر يقول كلماته تلك ليدرى الحقيقه التى بداخله، انه يرفض ان يكون اخوه هو من يملك الارض والنقود وهو الاصغر منه لكنه لا يريد ان يقول ذلك صراحت.
نظرت اليه غاضيه: اسمعنى زين مش وجت الكلام ده، خد قرارك عشان ننظمو امورنا ونخلص.
صرخ قائلا: يعنى ايه هو انا حرمه...
قاطعته بتحذير: بجولك ايه معيزينش وجع دماغ، ام عروستك اتكلمت وخيرتك، ولازما تختار الموضوع خلص.
خرج وهو غاضب يبرطم: ايه الكلام الفاضى ده هما فكرين ايه انا رادل وحر اعمل اللى بدى اياه، (وهو يخفض صوته)جال اسيبها لفايز جال، وابجا انا اللى بشتغل عنده احمار انا اياك.
نظرت الى فايز وقالت: عجبك اللى عمله اخوك ده؟
اخذ فايز نفس وزفره ونظر لها بمكر قائلا: ماهو عنده حج بردو يااما يعنى بعد مارفضته تتدوز اخوه كيف يعنى ( واكمل فى عقله) لازما ابين انى زعلان عشان اخوى عشان لما اتدوزها ابجا عملتلهم جميله.
اخذت نفس وزفرته بضجر قائله: طب جولى انت ايه الحل احنا فكرنا فى كل حاجه ونسينا موضوع عروسته ده.
فايز متصنع الحيره: معرفش يا اما اعمل ايه؟! انا هروح وراه واحاول اكلمه واجنعه.
رقيه: وانا هكلم امها واحاول تانى اجنعها، بس المشكله ان البت رافضه، بتجول انها خايفه لما يتحوز اللى كان بيحبها، وهيموت عليها من الزعل، ينسها وتبجا كانها ملهاش وجود فى حياته.
ابتسم شامتا قائلا: يعنى اللعبه اللى عملتيها عشان يختار اى بت تعجبه انجلبت عليه.
ضربت على راسها بنواح: واجعه مرابربه ومطينه وعما تغفلج وتتنيل اكتر، روح حصل اخوك وحاول تجنعه انه يوافج على اى حل منيهم ونخلص.
تصنع الحزن قائلاً: حاضر يااما هروح احصله.
وخرج يلحق به وجلست هى تفكر فى الامر، كيف تحله وماذا تفعل، رن جرس الباب فتح احد العمال، واذا به اخو عروس شاكر ياتى بحقيبه صغيره، نزلت واخذته منها قائله: ايه ده ياولدى؟
اخو العروسه: مخابرش امى جالتلى اجبهالك واعاود سلام عليكم.
امسكت العلبه فتحتها ونظرت بها وجدتها شبكت ابنها، فامسكت ذقنها وقالت بمكر: الموضوع ده عايز تفكير وهى اكده حلت لنا جزء كبير من المشكله، كتر خيرها بس اللى مجننى هى دريت من وين؟!
نزلت عبير وبهيره ليركبا السياره، مع على وحازم ليذهبو للمحامى فقد طلبهم جميعا، ركبتا الاثنتان بالخلف وتحركت السياره.
عبير: السلام عليكم معلش اسفين على التاخير.
على: مفيش تاخير ولا حاجه.
حازم: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته كيفك يادكتوره؟ وكيفك يابهيره؟
ابتسمت عبير: الحمد لله شكرا لسؤالك.
بهيره: تسلم يارب ياواد خالى.
نظر الى علي قائلا: متعرفش هو المحامى عايزنا ليه؟
كان على يحاول ان يدرى غيرته، فكلما سمعه يكلم بهيره قلبه يشتعل، فلم ينتبه لسؤاله، فخبطه على ذراعه واعاد السؤال، تنبه على ونظر اليه: لاء معرفش هو قال فى حاجه مهمه ولازم نروح كلنا.
حازم: خير ان شاء الله.
وظلو صامتين حتى وصلو مكتب المحامى، صعدو الى المكتب ودخلو وجلسو.
على: السلام عليكم يا استاذ جلال.
ابتسم: وعليكم السلام اهلا بيكم، انا طلبتكم عشان ابلغكم ان معاد الجلسه اتحدد خلاص الاسبوع الجاى يوم الثلاث.
على: الجلسه دى هى اللى المفروض بيشهد فيها الشهود؟
جلال: بالظبط يعنى استاذ حازم ووالده لازم يكونو موجودين، وانت كمان يا انسه بهيره، وحد من ولاد عمك او المحامى بتاعهم انا كلمته وبلغته.
حازم: وانا هكلم ابوى وابلغه عشان يجى.
بدى على بهيره الخوف قائله: يعنى انا لازم اروح يومها؟
جلال: ايوه عشان يشوفوكى وياكدو انك انتِ بهيره مش واحده تانيه، بس متقلقيش محدش منهم يقدر يقربلك فى المحكمه.
على بحده: يقربلها واحنا موجودين ازى يعنى.
حازم غاضبا: ليه هو انت شيفانا عيال جدامك ولا ايه؟
جلال: ملوش لزوم الكلام ده ياجماعه انا فهم خوفها وهى عندها حق تخاف، اى حد مكانها لازم يخاف، بس انا بطمنك انت هتكونى فى حماية القانون.
على: واحنا كلنا هنبقا معاكى واوعى تخافى واحنا موجودين.
حازم: جد الجول اللى يمسها احنا نجطعه.
جلال: طب تمام كده خلاص تعملو حسابكم تستعدو وتجهزو، ومحدش يتاخر خصوصا انت يا بهيره.
هزت راسها بالموافقه دون كلام فقد امتلاء قلبها بالخوف والقلق.
على: طب الورق بعد كده هياخد قد ايه؟
جلال: متقلقش مش هياخد وقت طويل طلما طلع حكم محكمه خلاص، بنستنا بس مدة النقد، وبعدين بيطلع الورق اللى يثبت انها عايشه، وتقدر تطلع بطاقه من جديد.
قامو جميعا ليخرجو اخرجت بهيره بعض النقود ووضعتها على المكتب قائله: جزء الثانى من الاتعاب.
اخذهم جلال وخرجو جميعا، اوصلهم على بالسياره الى بيتهم ونزل هو وحازم، نظرت عبير الى على قائله: بقولك ايه يا على استنى متمشيش عايز اروح ازور ساميه وحشتنى.
ابتسم على: دى هتفرح جدا، وحتى ممكن حتى نوصل حازم فى الطريق.
بهيره بخجل وارتباك: طب هطلع انا بجا عن اذنكم.
حازم: هتطلعى لحالك.
ابتسمت عبير: متخفش البواب قاعد وفى امن كمان، ومحدش يقدر يطلع ولا ينزل فى العماره، منغير مايعرفو هو طالع لمين.
هزت بهيره راسها ودخلت العماره، ركبو هم السياره اوصلو حازم، واوصل على خالته الى منزله نزلت من السياره قائله: هتطلع معايا؟
على: لاء هروح العياده فى جلسات هناك هتابعها.
عبير: طب خد العربيه وابقا اروح انا بيها باليل لما ترجع.
على: لاء خليها معاكى عشان عندى كام مشوار كده بعد العياده.
عبير: انت حر.
تركته وصعدت الى منزله، رنت الجرس فتحت لها ساميه، سيده فى اواخر الاربعينات تشبه عبير كثيرا فرحت بها قاله: حبيبتى عبير وحشتينى جدا تعالى ادخلى.
دخلتا الاثنتان وجلستا معا نظرت ساميه لعبير بسعاده: ايه بنتى بقالك فتره مش بتيجى؟
ابتسمت عبير: معلش انت عارفه الشغل بقا، المهم انا جايلك فى موضوع مهم.
ساميه: موضوع ايه؟
عبير: موضوع بخصوص على ابنك.
تنهدت بحزن: على اه يعنى عليه صعبان عليا، بقاله فتره مش على طبيعته وديما مهموم وزعلان، مش عارفه ليه انا كنت هجيلك اسالك بس الشغل بقا.
عبير: وانا جيالك عشان كده.
ساميه بلهفه: انت عارفه ايه اللى عمل فيه كده؟
عبير: ايوه عارفه وهقولك، وانا عارفه انك هتفهمى وتساعدينى كمان.
قصت عليها عبير قصة بهيره، امتلاءت عيونها بالدموع ولم تمتلك نفسها وبدأت فى البكاء قائله: فى حد كده ايه دول معندهمش مشاعر ازى يعملو فيها كده وليه عشان الفلوس.
عبير: الفلوس عندهم اهم من اى حاجه وعشان الفلوس ممكن يأذوها تانى وهى المفروض ترجع لهم بعد القضيه،
نظرت لها غاضبه: لاء طبعا تبقا مجنونه لو رجعت دول مايتورعوش يعملو فيها اى حاجه.
عبير: وهو ده اللى بفكر فيه، وافتكرت لما كانو اعمام بناتى عملين مشاكل، المحامى وقتها قالى ان الجواز سعات بيبقا حل للمشاكل دى، وانا اتخنقت معاه ساعتها وقولتله جواز ايه وكلام فاضى ايه، قالى ان يقصد جواز البنات مش انا ولكن لصغر سنهم مش هينفع، لكن فى موضوع بهيره ده بالذات فعلا الحل هو انها تتحوز، وتسد عليهم الطريق، وعشان كده جيتلك عشان تساعدينى.
ساميه: اساعدك في ايه؟
عبير ببعض التردد: على ابنك بيحبها، وهو ده سبب الحاله اللى هو فيها، عارف انها هتسيبه ومش هيقدر يحميها، وده طبعا تعبه جدا.
تنهدت بحزن عليه: حبيبى يابنى اتريه على طول سرحان ومش طايق نفسه.
عبير: انا عندى حل بس ابنك مش راضى.
ساميه: حل ايه؟
عبير: يتجوزها وهى مش هترفض.
ساميه: بس هى معها فلوس، وابنى حتى معندوش شقه هيتجوزها ازى؟ وليه بتقولى انها مش هترفض؟
عبير: لانى فاهمها كويس، وكمان لمحت لها، وحسيت انها هى كمان بتحب على بس خايفه، هى مش محتاجه غير راجل يحبها ويحميها، وعلى بيحبها، محتاجه تحس بالامان، ومتقلقيش هى طيبه جدا ومتخفيش عمرها ماهتزعله.
ساميه: ماهى اكيد طيبه والا مكنوش قدرو يعملو فيها كده، بس على نفسه عزيزه قوى ومش هيقبل ده على نفسه.
عبير: ولو راحت منه وجراى لها حاجه، هيعيش متعذب ومش هيسامح نفسه ابدا.
تنهدت بحزن: مش عارفه اقولك ايه بس.
عبير: بصى انت من ناحيه وانا من ناحيه، هنقنعه ونخليه يوافق، وياستى لو على الفلوس انا هساعده، ويبقا يسددهم لما يشتغل بعد ما يخلص تعليم.
ساميه: واضح انك بتحبى البنت دى قوى.
عبير: حسيتها زى واحده من بناتى، لما عمامهم طمعو فيا عشان الفلوس، حسيت انهم لو جرالى حاجه هيبقو زيها، فقولت لما اسعادها واقف جنبها ربنا يحمليلى بناتى.
ساميه: زى المثل ما بيقول صنائع المعروف تقى الكفوف.
عبير: وكمان ربنا فى عون العبد مدام العبد فى عون اخيه، وهو اللى انا عاوزه انا ربنا يكون ديما مع بناتى.
ابتسمت: صح كده وان شاء الله ربنا يباركلك فيهم، ويعينك على تربيتهم، عموما انا هكلم كامل واحاول اقنعه وابقا ارد عليكى.
عبير: متتاخريش عشان الوقت.
ساميه: حاضر بقولك ايه تعالى بقا نعمل كوبيتين شاى نشربهم سوى.
قامت عبير: يلا بينا.
دخلتا معا المطبخ ليعدا الشاى.
دخلت رقيه غرفة شاكر قائله: جوم يا ولدى جولى عملت ايه فى جعدة الرجاله اللى كان عاملها مهران عشيه؟
كان مستليقا قام قائلا: حكمو ان بهيره ماتعودش الا لما تخلص الجضيه؟
رقيه: عشان اكده كنت راجع زعلان ومتنرفز؟
شاكر: واه يااما معيزنيش اتضايج يعنى ولا ايه؟!
رقيه: وهو انا جولت حاجه ياولدى انما جولى هى الجضيه هتخلص امتى؟
شاكر: مخابرش المحامى كلمنى وجلى انهم حددو الجلسه بتاعتها السبوع الداى.
رقيه: انت هتروح المحكمه؟
شاكر: لاه ماريحش ولا جاى المحامى هو اللى هيروح.
رقيه: طب جولى نويت ايه فى موضوع عروستك؟
شاكر: معرفش يا اما معرفش.
رقيه بمكر: طب اسمع بجا، دلوك عروستك بعتت الشبكه من كام يوم اكده، وجالت لو هو عايزنى يجبها وياجى تانى بس مفيش دواز عليها.
غضب شاكر: يعنى ايه ده هى حرمه هتمشى كلامها عليا.
رقيه: ايوه اكده اهو ده اللى اجصده اننا نطنشهم ومنردش عليهم لان اكده عيب.
شاكر: بس اكده الدوازه هتبوظ.
رقيه: لاه احنا هنسكت خالص مهنتكلمش، بس هنشوف موضوع بهيره هيرسى على ايه، وبعدين ناخد قرار فهمت.
شاكر: لاه خلاص معايزهاش خلاص البنات كتير مجتش عليها دى، تغور فى داهيه.
تعجبت قائله: غيرت رايك يعنى، عموما احسن بردك الدهب ده جه فى وجته، احنا معناش ولا جرش فى الدار، بيعه نفك زنجتنا ونسدد ديونا ولما تاجى بهيره وتتدوزها تاخد من فلوسها وتخطب اللى تعجبك.
شاكر: بس انت مجولتيش اصلا كيف هتخلى بهيره توافح؟
رقيه بخبث: وانا فى المستشفى شوفت حرمه كانها مصطوله، يحركوها كيه مايحركوها تروح وياهم استغربت، لانها صاحيه واعيه ومهتجولش لهم لاه على حاجه، فسالت الممرضه جالت انها واخده برشام، بيعمل دماغ ويخلى الواحد اكده، لهو صاحى ولا نايم ويعمل اللى تجوله عليه منغير ميفكر.
شاكر: اه خابره ده مخدرارت بيخادوها الشباب الخايب عشان ينصطل، بس كانو مديناها منه ليه فى المستشفى.
رقيه: لاه هما ما ادوهاش هى خدته بالغلط وكانو جايبنها عشان يفوجوها، فسالت الممرضه عنه وعرفت بيتباع وين، وجبت منه، ولما تاجى بهيره هحطه لها فى اى مشروب، واخليه تجول جدام الكل انها موافقحه على الدواز منك، ونكتب الكتاب وتاخدها اوضتك كمان، ويبجا الموضوع خلص ولما تفوج تكون الفاس وجعت فى الراس، ومتجدرش تعمل حاجه.
نظر اليه باعجاب: واه يااما انت طلعتى واعره جوى.
ابتسمت بتفاخر: اسمع خد الدهب بيعه دلوك، وانا هكلم ام العروسه واجولها مفيش نصيب.
شاكر بغيظ: رغم انها طالعه من عينى كانت زينه جوى.
رقيه: البنات كتير وبعدين مدام معاك جرش الف بنت تتمانك.
فكر قائلا: صُح ادوز اللى احسن منها كمان.
رقيه: وانا كمان ناويه على جيت بهيره احضر فرح كبير، عشان جدام الكل ميبجاش علينا عيب.
قام شاكر وقفا: هاتى الدهب ابيعه، وادفع الفلوس بتاعت عم درغام واحبلك الباجى.
رقيه: غير خلجاتك على ما اروح ادبهمولك.
خرجت احضرتهم واعتطهم له واخذهم وخرج، باعهم وسدد ماعليهم من نقود لدرغام، واعاد الباقى ل والدته، واتصلت رقيه بام العروسه واخبرتها ان الامر انتهى، وان مافعلوه اغضبهم جدا، لكنها كانت متعجبه من تغير موقف شاكر بهذه السرعه.
خرجت رقيه من غرفتها وجدت فايز فى طريقه للخروج، فنادته اتها، فنظرت له قائله: جولى يافايز هو ايه اللى حُصل فى الجلسه خلا اخوك وافج يسبيب عروسته بالسرعه دى؟
تأفف فايز: ولدك فرج علينا الرداله كلهم، خلا منظرنا عفش.
زهلت قائله: كيف ده واه عليك ياشاكر كيف يعمل اكده؟
فايز مغطاظاً: ولدك ده جننى، واجف يزعج فى الرداله ويجول كيف يعنى تاخدو ارضى ومالى تدوهم لحد تانى، الارض ارضى حجى ومعسمحش لحد ياخدها، انا وبوى اللى بنراعها من يوم موت عمى تبجا حجنا، حاولت اسكته لكنه مدنيش فرصه حتى اتكلم، كانه بروده وفرجعت فينا.
لطمت خدها معدده: ياوجعه مطينه ليه اكده فرج علينا الخلج.
جز على اسنانه: حماه كان جاعد فى الجعده ويا الرداله، بصله بصه خلتنى اجول يا ارض انشجى وابلعينى، وبدل ما يليمها لاه زودها وساج العوج ازياده، جامو الرداله وسبوه ومشو، حكمو انها متعودتش الا بعد ما الجضيه تخلص.
ضربت بيدها على راسها: يامرك يا رقيه يامرك بجا تعمل فينا اكده ياولدى، اترى امها لما كلمتها ردت عليا بطريجه عفشه وانا جولت انها عديمة الزوج.
فايز غاضبا: وهو الرادل استنى ده جاله اهناك اياك تهوب ناحية دارنا تانى، وشبكتك احدك.
عددت قائله: اه ياحزنى ومرى من بعدك يا عزمى لو كنت واجف على رجلك مكنش حد جدر يعمل اكده فى ولدك.
صرخ فيها فايز: ولدك هو اللى غلطان فرج علينا الخلج.
نهرته: لو ابوك بصحته مكنش جدر يتكلم، ولا يتحدت ويشمت فينا الخلج اكده.
تحرك فايز ذاهبا وهو غاضب ويبرطم قائلا: ماهو ده سبب جلعكم فيه لما مرعتو، كان مفيش رادل زين غيره حاجه طلع الواحد من خلجاته.
نادت عليه رقيه عدة مرات لكنه اشاح لها بيده وتركها وذهب، قبضت على جلبابها وهى تشده قائله بغيظ: كله منك يا بهيره الكلب انت، لو مكنتيش هربتى مكنش كل ده حُصل، بسك لما تعاودى هطلعه كله على عنيكى.
وكانت عينها مليئه بالغضب والحقد.
دخل على الى غرفة عبير قائلا: خلصنا خلاص ومفيش جلسات تانى كمان.
عبير: طب ادخل اقعد عايزه اتكلم معاك.
تردد للحظات فهو يعلم انها ستتكلم فى موضوع بهيره، فكر قائلا: معلش اصل...
قاطعته: على اقعد عايزك فى موضوع مهم ومش هينفع التاجيل.
ابتلع ريقه وجلس عابسا: اتفضلى انا سامعك.
عبير: انت بتحب بهيره فعلا ولا لاء؟
نظر لها فى حزن وتنهد قائلا: بحبها جدا ومش عارف اعيش بسبب فكرة انها خلاص هتمشى، وكمان مقدرش استغل ظروفها انا مش ندل ولا انتهازى.
غضبت ونظرت اليه قائله بتهكم: فعلا مش ندل فهتسبها لقمه طريه لابن عمها ياكلها، ويدمر حياتها، زيك زى حازم هو جبان وانت ضعيف.
غضب على وجز على اسنانه بألم: لاء انا مش ضعيف بس كمان مش...
قاطعته بحده: مش ايه ها مش ايه؟! على انت مش بتحبها فعلا وبتدور على حجه عشان متساعدهاش.
احتد قائلا: انا لو اتجوزتها هبقا استغليت ظرف هى فيه مش بساعدها، وانا مقدرش اعمل فيها كده، مقدرش اظلمها معايا بظروفى دى، مقدرش اكون حمل عليها بدل ماابقا سند ليها، (تنهد بالم ووجع وجز على اسنانه) خالتى انا مقدرش حتى اصرف عليها، مش اجيب لها شبكه ولا ادفع مهر، انا مش قادر اجيب لنفسى قميص هتجوزها بأيه وعايشها ازى؟! انا مش ندل ولا ضعيف، انا عاجز، عاجز (امتلاءت عينه بالدموع) عارفه يعنى ايه ابقا عاجز احمى حبيبتى، عارفه انا عامل ازى انا مبقتش عارف انام ولا اصحى، مش عارف اعيش اصلا، هموت من الالم والوجع اللى جوايا، ومش عارف اعمل ايه؟! شايف حبيبتى بتضيع منى ومش قادر اعمل حاجه.
انهمرت الدموع من عينه وهو يلهث من كم مابه من الم وحسره على نفسه، وحبه الذى يضيع منه، وهو لايستطيع انه ينقذه، تنهدت عبير بوجع فهى تشعر به وتعلم جيدا ما به، قامت جلست الى جواره ربطت على كتفه قائله: عارفه اللى بتقوله كله وحاسه بيك بس انت اللى مش قادر تفهم بهيره هتموت لو سبتها، ومش كنايه او تشبيه لاء هتموت حرفيا، هتموت مشاعرها وروحها مش جسدها متفتكرش انهم هيدوها اى فرصه حتى تتنفس.
نظر لها مندهشا: بهيره اتغيرت ومش هتسمح لهم...
قاطعته: انت فاكرهم بنى ادمين زينا لاء دول محصلوش وحوش، مش هيسمحولها انها تفكر ترفع راسها تانى ولا حتى تنطق، على انت املها الوحيد، خالها مش هيقدر يساعدها، ولا يجوزها ابنه لان ده هيضره، وهى كمان مش هتقبل على نفسها ده، انت كده بتجنى عليها.
ابتلع ريقه بحسره متاوها: اه اه اه انا مكسور من جويا عجزى كسرنى لا انا قادر احميها ولا قادر ابقا حمل عليها.
مسحت على شعره بحنان: فكر بعقلك واسال قلبك هتلقيهم مع الصح، اتجوزها واحميها مش لازم يكون جواز حقيقي، خليه جواز سورى وبكده تبقا مستغلتهاش، وقدامها فرصه تانيه لو هى حست انها مش عايزك.
نظر لها بامل: وهى هترضى بده يعنى مش هتفهمنى غلط.
ابتسمت قائله: بالعكس هتكبر فى عينها وتقدرك، فكر براحتك واهستنا ردك بكره قبل الجلسه.
نظر لها واخذ نفس وزفره محاولا تهدأة البركان الذى بداخله، هز راسه بالموافقه وقاما معا وخرجا، اوصلها بالسياره وعاد الى منزله وهو يفكر فى الامر.
فى صباح اليوم التالى قبل الجلسه، اتى على الى شقة عبير، فتحت له نظر لها قائلا: مستعدين ولا لسه؟
عبير: ادخل لسه شويه خبط على بهيره لسه مخلصتش.
دخل على واغلق الباب نظرت اليه تنتظر رده ففهم ابتسم قائلا: انا فكرت وحسيت انى غلطان فعلا وانى لو اتخليت عنها هبقا فعلا بدمرها، بس فى مشكله بابا وماما هقنعهم ازى؟
ابتسمت قائله: المهم انك موافق، والباقى ده سيبه على ربنا.
على: ونعم بالله بس لازم ناخد بالاسباب.
عبير: بص بعد الجلسه نكلم خالها وبعد كده نشوف الباقى تمام.
فكر قائلا: تمام هنزل انا تحت استنى فى العربيه على ما تجهزو.
عبير: طب خد معاك مفتاح العربيه، شوف البنزين كده عشان لو عايز يتزود نبقا نعدى نزوده فى الطريق.
اخذ على المفتاح ونزل الى السياره، رن هاتف عبير نظرت به وجدته ساميه اختها بابتسمت وفتحت: حبيبتى ساميه ايه الاتصال الجميل ده؟!
ساميه: انت الاجمل قولت اصبح عليكى قبل ما انزل على الشغل، واقولك انى كلمت كامل وصعبت عليه البنت جدا وقال انه موافق مش هسيبها لولاد عمها ينهشو فيها، وان هو واثق ان على راجل وهيحفظها ويحميها.
عبير بثقه: انا لو مش متأكده ان على راجل وهيحافظ عليها، مكنتش اتكلمت ربنا يباركلك فيها.
ابتسمت بسعاده: ويباركلك فى بناتك ياحبيبتى.
عبير: اسمعى بقا النهارده الجلسه بتاعتها، وبعد الجلسه بامر الله هكلم خالها، لما اخد منه موافقه هكلمك تيجى انت وكامل عشان تتكلمو معاه وتتفقو.
ساميه: طب انا هكلم كامل واقوله عشان يعمل حسابه.
عبير: انا مجهزه كل حاجه الجاتو والساقع وان شاء الله نحتفل كلنا بيهم.
ضحكت قائله: ده انت كنتى متأكده من موفقتنا بقا.
بابتسامه واسعه من السعاده: لانكو انتو اللى ربيتو على كده فأكيد مش هترفضو.
ضحكت هى الاخرى: ربنا يتمها على خير.
انهت المكالمه وذهبت الى شقة بهيره وجدتها مستعده ولكن يبدو عليها القلق الشديد والخوف، ربطت على ظهرها قائله: ايه الخوف ده كله مالك قلقانه من ايه؟
بهيره باعين زائغه وصوت ملئ بالتوتر: معرفاش هعمل ايه لو لجيت حد منيهم اهناك، خايفه شاكر غبى ومعيتفاهمش.
عبير محاوله تهدأتها: لاء طبعا اولا ميقدرش يعمل حاجه فى المحكمه، ثانيا بقا كلنا معاكِ انا وخالك وحازم وعلى، ومحدش هيقدر يقرب منك واحنا معاكى، اوعى تخافى، ويلا عشان على مستنينا تحت.
ابتلعت غصة فى حلقها وهزت راسها بالموافقه، وتحركت معها وكانت ماتزال خائفه، راها على وهى قادمه الى السياره ويظهر عليها الرعب والتوتر الشديد، فاسرع اليها قائلا: ايه كل الرعب والخوف ده متخفيش احنا معاكى، ومحدش يقدر يقرب منك.
هزت راسها بالموافقه دون كلام، تمنى على ان يحتضنها ويشعرها بالامان، ولكن منعه خوفه من الله، لكنه ظل الى جورهم حتى ركبتا السياره، جلست عبير الى جوارها محاولا تهدأتها، ركب على هو الاخر: هنعدى على حازم وعم مهران ناخدهم معنا عشان ميتأخروش، انا كلمتهم وهما جاهزين.
تحركت السياره وزاد توترها وخوفها، ورغم كل محاولات التهدأها لها الا انها ظلت متوتره حتى بعد اخذ خالها هو وحازم معهم.
خرجت رقيه هى وفايز من غرفة عزمى بعد ان ساعدها فايز لتغير ملابسه وتحميمه، فهو دائما من يساعدها فى هذه الاشياء، جلسا فى غرفة فايز نظر لها: النهارده جلسة بهيره المحامى كلم شاكر وخبره.
عبست قائله: عشان اكده اخوك متضايج وجايم من بدرى طفشان بره الدار.
فايز: جولتله يروح يحضر الدلسه، بس هو مرضيش وكمان انا خوفت ليروح يجل عجله ويعمل لنا مشكله.
حركت فمها يمينا وويسارا وهى تشير بيدها: اه ماهى ناجصه مش كفايه الفضيحه اللى فضحهالنا فى البلد.
فايز: انما صحيح يا اما، انت ليه دايره تجولى انك فراحنه بعودة بهيره، وانها عمرها متهرب منك، وانها عاشجه لشاكر وهو كمان عاشجها، وان عمها عمري هو اللى عصها عليكى ووزها تسيبه، عشان طمعان فى فلوسها، وان خالها متوالس وياه عشان يدوزها لولده، وياخد هو الفلوس والارض، انا مفهمش ايه الكلام الغريب ده وليه؟!
نفخت بضيق: كنت فاكرك بتفهم مش غبى زى اخوك، افهمك يا والدى، دلوك شاكر بعد البت ماماتت عمل انه حزنان عليها وهيموت عليها، فجولت استفاد من الحكايه دى، وكمان امنع خالها من انه يدوزها لولده فهمت.
نظر اليه منبهرا: واه ده انتِ طلعتى واعره جوى يا اما، انا مفكرتش اكده واصل.
رقيه بعبوس: ماهو لازما اجول اكده عشان لما البت تاجى وتجول جدام الكل انها موافجه على الدواز، يبجا كلامى كان صُح ومهران ميبجاش له عين يتحدت، ولو كان فكر يعجد عليها لابنه جبل لياجى عشان يحميها، يخاف لان ده هيأكد كلامى فهمت.
فايز: طب وايه اللى خالكى تفكرى انه ممكن يعجد عليها بس، مايمكن يدوزهاله على طول؟
رقيه: الواد مرايدهاش، ابوه لما جاله زمان انه يدوزهاله مرديش، وبالعافيه اجنعه انه يكتب عليها، ويجول قدام الناس انه هيتدوزها، وتكمل علامها وبعدها يسابها تتدوز اللى بدها اياه فهمت.
فايز: وانت جبت من وين الحديت ده؟
رقيه: مرات مهران حكتلى ماهى معيزاش الواد يتدوزها، انا كرهتها فيها وخليتها متفكرش حتى انها تاخدها لوالدها فهمت.
نظر لها متحفزا: لاه ده انت يتخاف منك اكده.
رقيه بتفاخر: هو انت فاكرانى ايه لاه انا عامله حساب كل حاجه، مجفلها له عشان ميجدرش يتحرك، روح انت دلوك دور على اخوك وهاته عشان نشوف هنعمل ايه فى موضوع الفرح.
فايز: فرح ايه اللى بدك تعمليه؟! ابويا مرضان والفلوس يداوب على الجد هتيجبى من وين؟
رقيه: هنتصرف ان شاالله حتى نستلف بالفايظ، المهم لازما الفرح ده، عشان البت تاجى على اهنه، ماهو انا مستناش لو الموضوع عده واتنسا خطتى هتبوظ، لكن فى حموتها اكده تبجا خلصت، وكل اللى هندفعه هناخده لما تبجا البيت ويانا.
فايز ماكرا: بس انا سالت على البرشام ده وعرفت انه مهينفعش، وخالها هيعرف انها مش فى وعيها، ويغفلجها على دماغنا.
لطمت وجهها: واه كيف ده يعنى كل ترتيبى راح وهنخسر كل حاجه.
فكر قائلا: لاه مهنخسرش ولا حاجه، اسمعينى زين انا عمرى ماعملت بهيره عفش، وهى معتكرهنيش، اول ماتاجى هتعامل معها كانها ملكه واخليها متشوفش رداله غيرى، وبدل ماتوفق غصب عيبجا برضها صُح.
نظرت اليه متعجبه: كيف مفكرتش فى اكده.
ابتسم ماكرا: ماهو انت ماشيه ورا شاكر وبس، هى معايزاش شاكر اخدهاانا، وبالكلمه الزينه هتعمل كل اللى بدى اياه، وبعد ما تبجا مارتى ابجا اعملى اللى بدك اياه بجا بس الاول اوجعها.
رقيه: واه ده انت طلعت واعر جوى، بس اخوك معيرضاش بده، وممكن يخربط كل الحديت وكمان كيف هتدوز اخو اللى كان بيحبها ولا انت نسيت اننا جولنا ان شاكر عاشجها.
فايز بخبث: وهى دى هتصتعصا عليكى فكرى فيها دى وحليها خابرك زين، وبعدين انت بردك رقيه مش اكده ولا ايه.
فكرت قائله: ماشى فكره زينه بس بردك لازم نعمل الفرح انا جولت للناس كلها ومينفعش ارجع فى كلامى، واخوك هحاول معاه وربنا يستر بجا.
نظر اليه بخبث: اسمعى متجوليش له حاجه ويوم الفرح نبجا نجوله ان الحبايه منفعتش واننا هنحاول فى مره تانيه، ونفاجاءه لما الحكايه تخلص.
نفخت قائله: فكره بردك عموما خلاص خليها اكده احسن.
ابتسم منتصرا: اتفجنا هروح اشوفه فين واجيبه عشان نشوف موضوع الفلوس ده، اه وكمان بلاش احكاية انه بيحبها وهى عشجاه دى وكفايه اننا منعنا دوزها من حازم.
رقيه: ماشى روح شوف اخوك وربنا يعديها على خير.
تركها وذهب وعادت هى الى غرفة عزمى، جلست الى جوار السرير دون النظر اليه، كان يشعر ان هناك اشياء تحدث لا يفهمها، ولكنه لا يستطع ان يسأل ما الامر، فهو حتى لا يستطيع الكلام، فبدأ يزوم لكنها كانت شارده ولم تسمعه حاول تحريك جسده دون فائده، حتى يأس واغمض عينه محاولا النوم، ليتوقف عن التفكير فبداخله الم وحسره على نفسه، فبعد ان كان يملك هو كل شئ، اصبح عاجز عن اى شئ.
انتهت الجلسه وخرجو جميعا وقفو عند الباب نظر لهم جلال: القضيه كده خلاص، قدمها كام يوم وناخد الحكم ونبدأ فى الاجرأت الباقيه.
على: هو عدم مجيهم ده ممكن يضر بالقضيه؟
جلال: انا كنت متوقع كده اصلا، المحامى بتاعهم عقر ومش هيخليهم يجو، المهم اللى بعد كده، ناصحيتى ليكى انسه بهيره مترجعيش الا بعد ماتتجوزى، لانهم مش هسيبوكى فى حالك، ولحد لما تبقى على زمة راجل انتِ فى خطر منهم.
نظرت عبير الى على فكلام المحامى اكد على كلامها، نظر مهران الى حازم وتافف قائلا: طب اعموما هنشوف احنا الموضوع ده، المهم دلوك مطلوب منا حاجه تانى؟
جلال: لاء خلاص اتفضلو انتو، هرجع المحكمه عندى قضيه تانيه.
تحركو جميعا نحو السياره، وقف مهران قائلا: طب عن اذنكم احنا يالا ياولدى.
عبير: طب ممكن تتفضل معنا شويه، كنت عايزه اتكلم مع حضرتك شويه.
فكر مهران: ماشى ناجى نتكلم.
ركبو جميعا السياره ووصلو المنزل وصعدو شقة بهيره، جلسو جميعا صامتين، تنحنحت عبير: استاذ مهران حضرتك سمعت كلام المحامى، وبتهيألى كده الافضل ان بهيره تفضل هنا فتره وبلاش ترجع البلد.
تردد مهران قائلا: لاه مينفعش فى حكم رداله، وده مينفعش نخالف، لازما تعاود اول ماتخاد الورج اللى يثبت انها حيه.
ارتعبت بهيره قائله: هو مين اللى عمل مجلس رداله؟
مهران: كان لازم يابتى عشان محدش يركبنا الغلط، انت خابره عويدنا زين.
عبير: بس المحامى قال فى خطر لو رجعت.
زفر فى غضب: مخابرش اعمل ايه مجفله وملجلهاش حل.
عبير: انا عندى حل.
نظر اليها قائلا: حل ايه جولى؟
عبير: بهيره تتجوز ومترجعش الا ومعها راجل، وبكدا الموضوع ينتهى اصلا.
حاول حازم التحدث، امسك مهران يده واشار له بعدم الكلام، فهو قد اخبره بما قالته رقيه، قبض على يده بغضب واشاح بوجهه بعيدا، نظرت عبير الى على فهز راسه بالموافقه فابتسمت قائله: انا بطلب ايد بهيره ل على ابن اختى.
نظر اليها حازم متفاجأ وطأطأ راسه فهو لا يملك اختيار، ابتسم مهران قائلا: على ردل زين بس يعنى.
على: انا عارف ان ظروفى صعبه، بس انا هكتب الكتاب بس وهى هتيجى تعيش هنا، لحد ماتخلص تعليمها وبعد وكده يبقا لها حرية الاختيار تكمل او لاء.
مهران: تجصد جواز على ورج يعنى تحميها بيه لحدت متخلص علام؟
على: ايوه وانا بتعهد قدامك وقدامها، انها لو قالت فى اى وقت عايزه تنهى الموضوع هنفذ فورا.
اخذ مهران نفس وزفره قائلا: هو اللى عملته معها انت وخالتك، ميعملش حد الا اذا كان ابن اصول، ورادل زين والامر يرجع لبهيره.
على: انسه بهيره لو عايزه اى ضمانات انا مستعد، انا مش طمعان فيكى ولا قاصد اى شئ غير مساعدتك.
نظرت بهيره اليه فتهرب من عينها خوفا من ان ترى حبه لها، فيشعر انه اجبرها على شئ، شعرت بالاطمانان رغم ذلك وتنهدت قائله: اللى يجوله خالى انا موافجه عليه.
ابتسم على ونظر الى مهران الذى ابتسم هو الاخر قائلا: يبجا على بركة الله، ان شاء الله نكتب الكتاب يوم ماتسافرى، بس هنعرف ناخد الجسيمه ويانا؟
على: معتقدش لانها بتاخد وقت، لو تحب نكتب قبلها عشان تكون طلعت.
مهران: زين خلاص يبجا اتفجنا، حددو المعاد ويا المأذون وخبرونى، هتدلى واجى اكتب الكتاب واعاود، واجى يوم ماهى هتعاود اخدها، بس خليك فاكر انها مش مرتك ده بس على الروج.
عبير: الا اذا حبت بهيره تغير الاتفاق.
مهران: اكيد بس وجتها تخبرونى الاول زين.
ابتسم على قائلا: اكيد طبعا.
قام مهران وقف قائلا: طب نمشى احنا دلوك؟
اشارت عبير: لاء ازى ماماة وباباه على جاين دلوقتى عشان يتعرفو عليك.
جلس مهران مره اخرى، نظر على حازم الذى كاد ينفجر من الالم، فحبيبته تتزوج من غيره وهو لايستطع ان يفعل شئ، فهو من فعل هذا بنفسه، كان يتنهد ليخرج بعض الهواء من داخله فقد تهدأ نيرانه، حاول تصنع الابتسامه لكن الامر صعب عليه، قامت عبير ذهبت الى شقتها، واخذت معها على لاحضار بعض الاشياء، كانت تريد ان تترك لهم المجال ليتحدثو معها على راحتهم، نظر مهران لبهيره بنظره منكسره قائلا: بهيره يابت اختى لو معايزاش الدوازه دى جولى، انا كنت عايز ادوزك ولدى بس بعد ما بجت الوصايه وياى مبجاش ينفع، انت خابره زين اللى اتجال عليا زمان، ومرت عمك مستنش لما تعودى، شاعت فى البلد انى طمعان فيكى لولدى.
حازم متالما: سامحينى يابت عمتى انا سبب كل اللى انت فيه ده، سامحينى مجدرتش احميكى زمان ولا دلوك.
تنهدت بهيره قائله: انا مزعلاناش منك يا واد خالى، الموضوع خلص خلاص، وعلى رادل زين ياخالى وانا موافجه عليه، انا من يوم مجيت اهنه وانا فى حمايتهم هو وخالته.
مهران بابتسامه حزينه: يعنى مزعلانش منى يابتى مجدرش احميكى زمان، ودلوك عشان احميكى هديك لرادل هو اللى يحميكى.
ابتسمت بهيره: لاه ياخالى وجفتك جارى دى بالدنيا بحالها، وعمرى ماانساها ابدا، وانت يا حازم انت بجيت اخوى الكبير مش اكده ولا ايه؟
ابتسم حازم حزينا وابتلع ريقه قائلا: اه طبعا امال ايه، وانا هبجا موجود اهنه ديما وجت ماتحتاجينى هتلاجينى.
دق الباب ودخلت عبير هى وعلى ومعهم بعض الحلوى، اتى والدى على هم الاخرين وعرفتهم عبير على الجميع، اقتربت ساميه من بهيره واحتضنتها قائله: بسم الله ماشاء الله عروستك زى القمر يا على، طول عمرك زوقك حلو.
كامل: اكيد طبعا (نظر الى مهران ) انا عايزك يا حاج متقلقش ابدا على بهيره، احنا هنا هنبقا عيلتها الجديده، وانت يابهيره من النهارده بقيتى بنتى الثالثه.
ابتسمت بهيره بخجل: ربنا يخليك يا عمى ويباركلى فيكى ياخاله، معرفاش اجولك ايه كلامك خجلنى جوى.
اخرجت عبير علبه صغيره بسعاده: دى بقا شبكة العريس هى حاجه كده صغيره، خدى يا ساميه لبسيها للعروسه.
اطلقت ساميه زغروده واخذتها والبستها لبهيره التى احمر وجهها خجلا ونظرت الى الاسفل، وزعت عبير الحلوى عليهم، وبعد ان اكلوها قام مهران قائلا: استاذن انا بجا عشا هشترى حبة حاجات قبل لاسافر.
قام حازم ونظر عليهم باعين مليئه بالحزن ورسم بسمة على وجهه قائلا: الف مبروك يا على.
كامل رافضا: ايه ده خليكو شويه نتانس بيكم.
مهران: الجيات كتير وهنتجابل تانى فى الكتاب.
عبير: ممكن ياعلى تروح توصلهم بالعربيه.
مهران: لاه لاه ملوش لزوم.
عبير: لاء ازى انزل معاهم يا على.
على: اكيد طبعا اتفضلو هوصلكم، وارجع اخد بابا وماما اوصلهم هما كمان.
سلم مهران على كامل وخرج هو وحازم ومعهم على، جلست ساميه الى جوار بهيره قائله: انا عارفه ان على ظروفه على قدها، بس هو راجل لما يوعد يوفى بوعده.
اكمل كامل: وزى ماقولتلك يا بنتى من النهارده انت بنتى، مش عايزك تخافى من حاجه ولو عايزه اى حاجه متتردديش.
هزت بهيره راسها بالموافقه وظلو يتحدثون معها، كى يتعرفو عليها اكثر، اوصل على مهران وحازم الى منزلهم وقبل ان ينزلا، نظر مهران الى على قائلا: اسمع يا ولدى كلمتين هجولهم لك لازما تفكر فيهم زين.
على: اتفضل.
مهران: لازم تعرف ياولدى ان الناس دى مش ناس عاديه، والحكايه دى احكايه واعره، وممكن تكون بزواجك من بهيره بتعرض حياتك للخطر، انا كنت هدوزها ولدى ومهيفرجش معاى الخطر ده، بس للاسف مرت عمها ماسبتش فرصه ليا، هى اشاعت فى البلد انى انا وعمري الله يرحمه، اللى عصيناه عليهم عشان اخدها لولدى، عشان ابجا انا اللى اخدت الورث كله، وربنا يعلم انى مجصديش الا حميتها، عشان اكده سكت، بس كان لازما عليا احذرك ياولدى انهم مهيسكتوش بسهوله.
ابتسم على قائلا: انا مش خايف على نفسى، انا مش فارق معايا اموت او اعيش، المهم بهيره متتازيش، انا مستعد افديها بعمرى كله.
ربط مهران على كتفه قائلا: جد الجول ياولدى، انا خابر معدنك من اول ما شوفتك بس ده حجك على انى احذرك.
على: متشكر ليك واطمن بهيره فى عنيا.
مهران: لحد مايتكتب الكتاب ملكش صالح بيها، واول متجهز الورج شيعلى هاجى دوغرى، اكتب الكتاب واتفج معاكم على اليوم اللى هترجع فيه البلد.
على: بامر الله متقلقش.
نزلا الاثنان كان حازم صامت لايجد ما يقوله، فهو يتالم ولكن لا بديل امامه، عاد على الى منزل بهيره، اتصل بوالديه لينزلو ليوصلهم، فهو كان يتمنى ان يتحدث الى بهيره ولكنه لن يفعل لانه قد وعد خالها بذلك، نزلا والديه وذهبا معه، كان يشعر بالخوف والقلق، فهو لا يعلم هل سيسطتيع حمايتها حقا، ام انه اعطى وعدً لن يستطيع الوفاء به.
تاااابع ◄ سجينة ثوب الرجال