-->

رواية أباطرة العشق ( عشق من نار ) ( عندما تعشق الفرسان ) الجزء العاشر

 

 مقدمه

 انا اشتاق، انا اريد، انا اتمناك ان تكون نصفى الاخر المُكمل لى، ولكن يبدو للزمن راي اخرٌ، اصبح اشتياقنا تمرد على قوانين عالم متغطرس سلب مننا الارادة واعتقل امانينا حتى اصبحنا كعُلبة صفيح آكلها صدأ القسوة والظلم .. اصبح لقانا حدثًا منافى لقواعد الطبيعة كتلاقي خطى سكة حديد اذا اجتمعا كثرت ضحاياهم ! فإلى أين المفر ؟!"



امامك انا امرح، اغرد بترانيم حبٍ غير متناهى، وحدك الذي يمتلك زمام السيطرة علي مرحى وحزنى، بسمتى وعبثي، دلالى وتمردى، معك اصبحت مغيبه عن العالم كله لا اريد إلا اياك كأنك لى طينًا خلقت منه وإليه اعود، هو فقط يالله احفظه لى من كل شر يطوف حوله ...

 امامك انا امرح، اغرد بترانيم حبٍ غير متناهى، وحدك الذي يمتلك زمام السيطرة علي مرحى وحزنى، بسمتى وعبثي، دلالى وتمردى، معك اصبحت مغيبه عن العالم كله لا اريد إلا اياك كأنك لى طين خلقت منه وإليه اعود، هو فقط يالله احفظه لى من كل شر يطوف حوله ...

تحاوط ذراعه بقوة كمن يخشي الفراق مُلصقه جانبها بجسده لتداعب اصابع قدميها بمياه الشط قائله بدلال
- محممممد .. انت سرحان في ايه !

وضع (محمد) كفه بجيب بنطاله القصير قائلا بتنهيده
- قلقان يا (يسر) .. حاسس في حاجه، فجاة كده قلبي اتخطف وعاوز ارجع البلد ..

تركت ذراعه بعفويه طفل لتقف امامه واضعه ذراعيه على خصرها قائله
- انت بتهزر صح ؟! ولا عاوز تنكد علينا وخلاص !

دفع مياه الشط بقدمه وهو يحاوط عنقها بتلقائيه قائلا
- مش قصدى والله، انت سالتى وانا جاوبت ..

رفعت كفها كى تتشبث بكفه المثبت فوق كتفها قائله بدلال
- وبعدين يا استاذه دى اسمها خيانه ! انت ازاي تفكر في حاجه غيرى وانا جمبك ! هاا بص لى هنا وانا بكلمك .

ابتعد عنها بمرح لينحنى قليلا وينثر قطرات المياه بوجهها قائلا
- اهو انتِ اللى هتقلبيها فيلم هندى !

شهقت بصوت عال وهى ترد له موجه شديده من المياه التى ركلتها بقدمها
- بقي كده يامحمد ! طب خد بقى ..

ركض امامها قليلا ثم ركل المياه بقدمه مرة اخري قائلا بمزاح
- خلى بالك رش الميه عداوة !

- وانت لسه شووفت حاجه .. خليك فاكر انت اللى بدأت ..

ظلت تداعبه بقطرات المياه القوية التى بللت ملابسهم فاقترب منها محمد ليحملها بين ذراعيه قائلا
- خلاص بقي .. الواحد مايعرفش يهزر معاكى شويه !

تغنجت فوق ذراعيه بدلال قائله
- اقولك ايه نزلنى كده لسه مخدتش حقى منك ..

رفع حاجبه مستنكرا ثم انحنى قليلا لينزلها قائلا بضحك وهو يركض امامها
- ورينى بقي هتعملى ايييه ..

ركضت خلفها بسرعه قائله
- انت هتخلع من اولها خد هناااااا .

تجاهل محمد حديثها تماما مكملا في ركضه على الشط الذي ملئته الظُلمه والعتمه، لحقت (يسر) به بسرعه فائقه حتى تشبثت بعنقه من الخلف رافعه ساقيها بحركه طفوليه ..
- طالما مش اد الكلام بتتحدانى ليه !

رجع ذراعيه للخلف ليريح جسدها فوق ظهره قائلا بمرح
- حرمت خلاص ... اخر مرة ..

رفعت ذراعها لاعلى بحركه نصر قائله بفرح
- ايوه كده ... تعيش ياسو ..

" خلى بالك على بنات عمك ياسليم .. العتامنه لاه لاه ياولدى "
كانت اخر جملة اردفها (راجح الهواري) وهو يلفظ انفاسه الاخيره وعيناه تنطوف بين الحاضرين إلا ان علقت بعينى (سليم) النائم على فخذه .. ارتعد جسد سليم خوفا وحزنا محاولا ان يحرك جسده عنوة عنه
- قوم ياهواري ... قووم بلاها مِقلدة عاااااد، عارف انى مش ههون عليك ... قوم يلا متفرحش العتامنه فينا !

هز جسده اكثر من مرة، تراجع الجميع للخلف واعتلى صوت النواح والصراخ، احتضنت وعد ابنتها بقلق وهى تتراجع للخلف .. مرر حمزه الخياط انامله فوق عيني راجح ليغلقهما بكف مرتعش مرددا
- لله الامر من قبل ومن بعد ...

جث عماد على ركبتيه ليقبل كف جده بصعوبه وحلق جاف حتى تقطرت دموع عينيه علي كف جده قائلا
- مكنش ينفع تسيبنا دلوق ياهواري !

القى عاصم على الهام نظرة يأس فهزت رأسها باستسلام وملامح منكمشه مردده بحزن
- مافيش في ايدينا حاجه !

احتشد اهل البيت من غفر وسكان حولهم والحزن خيم على حلقات شملهم، اخترق النقيب حمزه صفوف الجميع وبيده البطاقه الشخصيه لدى ( فايز ) فارسل نظرة صوب خاله فهم مغزاها فانعقدت ملامحه بهمٍ جديدٍ .. طبع سليم قُبلة أخيره فوق جبين جده ثم نهض بجسد مهتز وقدمين لم تتحمله فمسح دموعه بطرف كمه قائلا بتوعد وهو ينظر للنقيب حمزه
- العتامنه صح !

اتسعت عيون الحاضرين منتظرين رد حمزه على سؤاله فخيم نوع اخر من الخوف والحزن علي قلوبهم، لم ينتظر سليم رده فاستدار سريعا بجسده كى يجذب سلاح من احد الغفر قائلا بحده
- الليله النصبه عندنا هتبقي عشره عنهم .. ورحمتك ياهواري ماهخلى حد فيهم عايش ..

صرخت عفاف متوسله وهى تتشبث في كمه
- لاا .. لا ياسليم ياولدى، متقهرش قلب امك عليك ...
سحب (سليم) ذراعيه بصعوبه مرددا بتوعد
- الحرب قامت ياما خلاص ...
ثم اسرع الخطى نحو سيارته .. فتضاعف العويل والصراخ، اقتربت ( ماجده ) من ( عفاف) قائله بتوسل
- سليممم عيروح منينا يامراة عمى .. اتصرفىى ..

جثت عفاف على ركبتيها وهى تصرب بخذيها بحسره وصوت مبحوح
- ولادى راح منى خلاص ... ياااااسليمم ..

وقف حمزه الخياط بسرعه ملقيا نظرة آمرة نحو صهره قائلا
- الحقه ياحمزه يلاا

اندفعت ( عشق ) بقلق
- بابا ! لا لا ياحمزه ..

تجاهل ( حمزه )حديثها ثم تحرك نحو سيارته ليصعدها ويقودها بسرعه فائقه خلف سليم الذي اوشكت مصابيح اناره سيارته على الاختفاء .. اقترب حمزه الخياط من ابنته طابعا قبلة خفيفه على جبينها بحنو
- اهدى يابتى ! دا شغله ...

وعلى الجهه الاخري انحنى عاصم وعماد ليحملا جثمان راجح الهواري داخل القصر، فتحرك خلفهم الجميع بخطوات متثاقله بالهم والثأر الذي يفتح ابوابه على مصرعيه .. دلفت ثريا الى اسفل ويعلو ثغرها ابتسامه ماكره لتراقب الوضع بعيون جليديه يلمع منها بريق الشر، ارتفع صوت العويل والصراخ اكثر فأكثر حيث النساء جلسن جنبًا يواسون بعضهم البعض .

" صافى ! تحبى تتعشي هنا ولا بره ؟! ... "
اقتحم ( مجدى ) غرفة صفوة مردفا جملته التى لم يتمها عندما سقطت عيناه على حقائبها المُنضبه جنبا، فرمقها باستغراب شديدٍ، فقال وهو يقترب منهما
- اى الشنط دى ! في ايه ..

انتهت صفوة من ضب شعرها على هيئة ذيل حصان ثم ارسلت له نظرة ساخره المرآه قبل ان تلتفت بجسدها نحوه مرددا ببرود
- اي ! دى شنطى ...

مط شفته لاسفل مستفهمًا وهو ينظر في ساعة يده
- ايوة يعنى ليه حاطاهم كده ؟!

عقدت ذراعيها امام صدرها وهى تخطو نحوه بخطوات سلحفيه
- اااه منا نسيت اقولك صحيح .. اووف يخربيت النسيان، مش انا لازم امشي !

عقد حاجييه باستغراب اشد قائلا بتساؤل
- تمشي ! انت مالى النهارده ؟!
اطلقت ضحكه انثويه عاليه وهى تقترب منه بثقه مردفه
- هقولك .. انا قررت اننا لازم نطلق دلوقت .. عشان يابن الناس جو الجواز والرومانسيه والهبل دا مابياكلش معايا .. ها قولت اييه !

قبض على رسغها بقوة وهو يجذبها إليه وينهرها بغضبٍ مكبوت
- ماتتعدلى ! وطلاق اي اللى بتتكلمى عنه ! انت جري لمخك حاجه ..
ابتعدت عنه بانسيابيه وعود مختال منتصب قائله بثبات
- يوووه ونسيت اقولك دى كمان ! او شكلك انت اللى نسيت .. اسمع يابيشمهندس انا واحده مقعده مابطقش اسم الرجاله اصلا لانكم سبب كل مصيبة في الزمن دا، انا حقيقي بكرهكم ومش هتردد للحظه لو جاتلى الفرصه اسيب الدنيا كلها واهرب لعالم خالٍ من مكركم وشركم وانانيتكم .. مختصر كلامى يعنى مايغركش جو الحنيه والشويتين دول اللى دخلت عليك بيهم، وانت صدقت دى مشكلتك بقي ... طلقنى يا مجدى ...

وقف في منتصف الغرفه مصدوما، محاولا استيعاب ثلجية كلماتها يرمقها بعيون وضيعه جعلتها تتصاغر امامه شيئا فشيئا، غريبن معشر النساء اذا احببن احدهما فرش له من مشاتل الحب طُرقًا، وإذا كرهن أحدهما نفرن من معشر الرجال باكمله ونسجوا خيوطهم ليصطادوهما كما تصطاد انثي العنكبوت فرائسها ..

استدار مجدى نصف دائره واضعا كفيها على رابط خصرها الجلدى قائلا بعند
- وقولت قبل كده مش طلق الا ...، افتكر انك عارفه الشرط ..

ضحكة اخري انطلقت من ثغر حواء وهى تقترب من حقيبتها الحلديه بانتصار
- مش بقولك كلكم صنف واحد، على العموم كنت عامله حسابى ... دى .

مد انظاره نحو الورقه المطويه بيده قائلا بتعجب
- اى دى بقي يابت الهواري !

تحركت بخطوات شامخه وهى تفتح الورقه قائله بدلال
- دى ورقه بيضه ملهاش معايا اى تلاتين لازمه، بس تلزمك اوى ...

دنى منها ( مجدى ) وهو يستمع لها باهتمام قائلا بثقه
- هااا .. يا ريت تجيبي كل اللى عندك عشان تشوفى اللى عندى انا كمان ...

صوت نفس طويل خرج من رئتها متحررا من نيران كيدها، فالتوى ثغرها بمكر وشرعت ان تحرك ثغرها لتنطق الا ان اوقفها صوت رنين هاتفه .. حاول ان يتجاهله مجدى قائلا
- سيبك .. هااا كملى عشان شكل ليلتنا مطولة ..

نظراته ارعبتها مما جعلها تتراجع للخلف ويبدو على ثغرها المنتفض بعض القلق، فبللت حلقها الجاف عدة مرات قائله بقوة مستجمعه
- تقدر ترد على فكرة .. عادى مش ورانا حاجه ..

- دا عماد ومفتكرش انه عنده اهم من موضوع تحرير القطه، هااا هاتى اخرك معايا يا صفوة ... !

تنحنحت بخفوت وهى ترمقه بعيون متأرجحه بين الورقة التى بيدها وهاتفه الذي عاد صوت رنينه مرة اخرى مما جعل مجدى يزفر مختنقا ليرد عليه بغضب خيم دخانه على نبرة صوته
- في ايه ياعماد !

اردف عماد بهدوء
- مجدى ! تعالى ضروري ..

كور اصابع يده بغضب متمالك قائلا بتأفف
- اجى فين ؟! هو في ايه !

عماد باسف
- البقيه في حياتك .. راجح الهواري تعيش انت ..

اتسعت عيون ( مجدى ) متلألأه بالدموع محاولا تفهم كلماته قائلا بعدم تصديق
- عماد ! انت واعى لكلامك ..!

مرر عماد كفه على شعر رأسه قائلا
- مافيش وقت يلا تعالى عشان تلحقوا الدفنه ... مجدى متسوقش انت تعالى مع السواق افضل ..

ثم اغلق عماد الخط تاركا مجدى في دوامة احزانه ودموعه الهاربه لاول مرة رغم عنه وكأن ما بداخله فاض كيله فتراجع ليجلس على اقرب اريكه عندما شعر بتثاقل قدميه، راقبت صفوة تغيره المفاجئ فاقتربت منه بفضول مردده
- فى ايه !

نظر في عيونها طويلا ثم قال:
- راجح الهواري مات !

تجمدت في موضعها تتلقى صاعق كلماته قائله بعدم تصديق
- اييييه ! لا طبعا مستحيييييل .. جدى ! انت بتهزر صح ؟! الهواري مات ؟! مات وهو زعلان منى ؟! لالا قول لى ان الكلام دا مش صح وانه في غيبوبة او تعبان شويه وهيفوق، بص اكيد في حاجه غلط .. يلا بينا نروح البلد دلوقت هو اكيد مستنينا وشكلنا وحشنااه .. بس مكنش ينفع يهزر معانا بالطريقه دى ! مجددددى .. انت ساكت ليه !

مسح الدموع المتقطره من عينيه ثم وثب قائما
- يلا بينا مافيش وقت .. يلااا

- ما كفايه دلع بنات مرق عاد ياوجد وتخلصى المأذون مش وراه غيرنا إياك !

طرقت ( ساميه ) على باب غرفة (وجد) المغلقه فتسببت فى فزع الاختين معًا .. ندبت ( ورد ) على وجنتيها بخوف
- يالهوى ياوجد ! هيكتبوا كتابك وانتِ متجوزة .. يامري .

سحبت وجد قسيمة زواجها وهى تلتقط انفاس الخوف والقلق مردفه بتحدٍ
- لازم اتصرف واللى يجري يجري .. هيعملوا ايه يعنى هيقتلونى ! مش مهم المهم معصاش ربنا واوقع نفسي في مصيبه ...

ركضت ( ورد ) صوبها لتتشبث برسغها بتوسل
- وجد .. انتِ واعيه لكلامك يابت ابوى ! عاوزه تودى روحك في داهيه ...

عاودت ( ساميه ) الطرق مرة اخري:
- اباي عااااد ... وبعدين ياست الضكتورة ..

زفرت وجد بنفاذ صبر قائله
- والله ما في داهيه غير اللى واقفه بره دى .. وانا لازم اتصرف .. وسعى ياورد .

سالت قطرة ضعف من طرف عينى ورد داعية ربها بتوسل
- استرها يارب ..

فتحت وجد باب غرفتها اخيرا فرمقت ساميه باشمئزاز مما جعلها تنظر لها بسخريه قائله
- من اولها دلع ياست وجد ..

لم تجيبها وجد واكتفت بسيرها بخُطى مهزوز نحو السلم، نظرت لها ساميه متوعدة مردفة بهمس
- مفكرة اننا هنموت في دباديبك ! كلها مصالح يا وجد لحد ماولدى يقعد ويتربع ويدوس على الكل واولهم انت .. الصبر حلو بس .

رفع ادهم عينيه نحو وجد المدلفه من اعلى قائلا بفرحه
- وأهى ست الضكتورة وعروستنا وصلت يلا بقي يامولانا !

بللت وجد حلقها عدة مرات وهى تهبط بخطوات متثاقله ململمة شمل كلماتها، خفق قلبها هلعا عندما اردف حيدر بشموخ
- يلا يامولانا شوف شغلك ..

ارتعش شدقها بارتباك حتى لمست قدمها ارضيه المنزل قائله بتردد
- الجوازه دى مش هتتم ..

وقف ادهم وحيدر معًا بمجرد ما انتهت من جملتها يراقبوها بعيون ناريه، فاقترب منها عمها بهيئته الموقرة وشظايا الشر تتقاذف من عينيه قائلا بغضب مكتوب
- ست الضكتورة عتقول اييه !

تراجعت خطوة للخلف وهى ترمقه بعيون متأرجحه وهى تعتصر باناملها قسيمة زواجها لتقول
- انا .. انا .. محتاجه بس افكر شويه ياعمى ملهاش لازمه العجله دى ...

ثبت عينه عليها طويلا ثم اصدر نغمه متردده من شدقه
- ااااااااه ! دلع بِنته يعنى .. شوف شغلك يامولانا يلااا دا دلع عرايس ..

التفت حيدر ليعود لمجلسه مرة اخري ثم اوقفه نداء وجد المرتجف
- عمى ... دا مش دلع بنات !

ندبت ورد على وجنتيها بقلق وهى تراقب اختها من اعلى، فاكملت وجد كلامها وهى تفرك بكفيها بقلق بلغ ذروته
- لازم تفهم ان الجوازه دى باطله ...

لم تكمل وجد جملتها حتى اقتحم احد الغفر مجلسهم بجسده المرتعش وهو يعلق سلاحه بكتفه قائلا
- الحق .. الحق ياحيدر باشا الحق شكلها الحرب قامت ..

التفتوا جميعا نحو الغفير، فاردف ( ادهم ) بقوة
- في ايه ياغفير الغبرة انت كمان .. ماتنطق ..

- نصيبة جنابك ..

نهره حيدر بقوة
- ماتنطق يا ولد المحروق ..

- فايز بيه تعيش انت ..

شهق الجميع بصوت عالٍ هز جدران القصر، فتهجم حيدر قائلا بقوة
- كيف ده حصل .. انطق ..

ازداد الرعب والفزع بجسد الغفير فاكمل قائلا
- واحد من رجالتنا اتصل وقال وقت مابينفذوا المهمه الظابط نسيب حمزه الخياط رصاصته جابت فايز من اخر الدنيا فقضت عليه ..

احتشد الجميع حولهم بفزع، فاردفت كوثر بحسره
- ياكبدى عليك بافايز لسه مدخلتش دنيا .. حصلت امك وابوك وانت لسه في عز شبابك ..

حيدر بقلق
- والرجاله فين دلوق !

- كلهم هربوا .. والحكومه متنتوره في قصر الهواره عشان راجح الهواري هو اللى اتلقي الطلقه بدل سليم ...

صدمة اخري شقت قلب وجد، فصرخت في وجه عمها قائله
- انت اى ! عاوز تقلبها مجزرة .. عاجبك اللى بيحصل فينا دا، روح ياشيخ منك لله .. البلد والشوارع ناقصه دم ؟! انتوا ماعتفكروش ليه .. واي ذنب الهواري وفايز اللى راحوا في الرجلين ... منك لله ياعمى .. ربنا ينتقم من كل جبار مابيرحم ..

صفعها عمها بكل قوته كأنه لقى ما يفرغ به شحنات غضبه، فصرخت وجد بصوت اعلى
- فكرك الضرب هيحل حاجه ! فتحت في وشنا بحور دم مش خلصانه، وياعالم الدور على مين ! باعت تقتل سليم ! واهى جات في راجح التقوا بقي الحرب اللى هتحرق قنا بحالها ...

لم تكاد تنتهى وجد من كلامها حتى رُجت جدران القصر بضربات رصاص سليم وصوته الجمهوري
- اطلع لى هنا ياحيدر ... اطلع يلا، ورحمة الهواري ما اخلى دكر فيكم عايش فيها ..

ثم عاد مرة اخري ليفجر مخزون سلاحه بغل، ركض الغفر خلفه لانه اقتحم بوابه القصر باسلوبه الهمجى الذي تسبب في اصابه احد الغفر ... ارتسمت على وجظ ابتسامه شماته
- هااا اشربوا عاد، مش هترتاحوا غير لما عيلة فيكم تخلص على التانيه .. يارب تكون ارتحت ..

شد ادهم اجزاء سلاحه متوعدا
- والله وجيت برجليا ياسليم ..

ساميه بلهفه: لا ياولدى .. لا بلااش دم، متقهرش قلب امك عليك ..

ادهم بغل: دا متهجم علي بيتنا يعنى مش هاخد فيه يوم ياما .. تقلقيش دا قدملى السلاح اللى هيتقتل بيه على طبق من فضة ..

خلع الخوف قلب وجد من جوفها خشية علي سليم ان يصيبه مكروه، اخترق صوت رصاصة سليم نافذة القصر قائلا
- ناويين تتخبوا كيف الولايه كده كاتير ! الرصاصة الجايه هضربها في نفوخكم ..

صرخ النساء بالداخل بسبب رصاصته الطائشه التى تمركزت في صورة حيدر العالقه فوق الحائط، ثم استدارت وجد مرتعده لتردد بخفوت
- دا مجنون ! انا لازم اطلعله ...

ادهم بقوة وبصيغة آمرة
- خطوة كمان ياوجد ورصاصتى اللى هتجى فيكِ .. تقعدى مطرحك متتحركيش وانت ياعمى يانخلص على ولد المحروق دا ياما هنعيش طول عمرنا مذلولين ...

وجد صارخه بعتاب
- انت عاوز جنازه تشبع فيها لطم ولا اييه ..

تجاهل ادهم وحيدر حديثها، استدار حيدر بجسده لتقى عيناه على المأذون المختبئ خلف المقعد الخشبي بخوف، فامر غفره قائلا
- ولد الهواري لو طلع منها على رجليه انا هقتلكم كلكم ...

ثم تقدم بخطوات ثابته نحو الباب مجمهرا
- انت مش عاوز تجيبها لبر ليييييه ياولد الهوارى !

فجر سليم طلقات رصاص سلاحه بعشوائيه مما جعلهم يختبئون خلف اعمده وجدران القصر، وصل بعض الغفر من الخلف ليقيد اغلبهم حركه سليم والاخر يجذب منه السلاح بقوة، وبعد محاولات عديدة انتصرت الكثرة على الشجاعه، فأسر الغفر سلاح سليم مما بث الاطمئان فى جوف حيدر ورجاله، فاقترب ادهم بفظاظه

- اااه انا لو قتلتك دلوق مش هاخد فيك يوم، تحب الرصاص تيجى فين ! ولا اقولك انا عاوز اتكيف بقتلك فسيبنى انا اختار ..

- متحامى في رجالتك يا ادهم ! لو راجل يلا صدري قدامك اهو فجر طبنجتك كلها يلا فكرك هخاف وادراى ورا الحيط ! تبقي غلطان ! احسنلك تنفذ كلامك لانى مش هرحمك لو عشت فيها ..

جمهر حيدر وهو يصوب سلاحه نحو سليم قائلا
- وانا مش هكسر بخاطرك، انت بس تحلم والعتامنه يحققوا .. وهنخلوك تحصل جدك دلوق ..

خرجت وجد من باب القصر لاهثه ومتوسله
- لا ياعمى بلاش والنبي ..

خفق قلب سليم عندما رأها تبتعد عنه اكثر فاكثر اصبح قربها يحتاج لمعجزه إلهيه، فرت دمعه وجع من طرف عينه فسرعان ما اختفت بذقنه وهو يراقبها بحسره، زاح حيدر وجد بعيدا ليرفع فوهة سلاحه مرة اخري نحو سليم قائلا
- اللى يتهجم علي بيتنا في نص الليل موته رحمه ! هتتشاهد ولا اتوكل على الله !

ابتسامه ساخره مرت نسائمها على ثغر الجميع ماعدا وجد واختها، فالفتك بسليم الهواري قد حان موعده ..

دلف حيدر درجتى السلم ليصبح موازيا لسليم ويقف ادهم علة يساره قائلا
- باصص على وجد ! متقلقش دى ناقصة تربيه وهنربيها بس نخلص من التعلب الاول ...

بلل سليم حلقه بغضب منتظرا مصيره، ثم قرب خطوة منه موشكا ان يكشف ستار السر ويخبر الجميع بانها زوجته ومن يقترب منها او يمسس بها شر كمن حفر قبره بيده ولكن مصابيح سيارة النقيب حمزه زغللت عيون الجميع حتى صفت بجوار سيلرة سليم، فهبط منها بعجل وهو يحمل سلاحه ليقول بتهديد
- اللى حصل دا اتاكدوا مش هيعدى على خير ...

قهقهه حيدر قائلا
- اخر حاجه كنت اتوقعها ان تارنا يبقي معاكم ياسوهاجيه !

رمقه حمزه بسخريه
- مفتكرش انك بالغباء اللى يخليك تلعب مع سوهاجى من نسل الخياط باشا ..

ثم اتجه نحو سليم قائلا
- يلا ياسليم بطل فوضي .. البلد فيها قانون واتاكد ان حقك هيرجع تالت ومتلت ..

- مش ماشي ياحمزه الا لما اقتلهم او يقتلونى !

نهره حمزه بحزم
- وانت مين قالك انى هسيبك .. يلا ياسليم اتحرك ..

نظر حيدر لادهم ثم لرجالهم منفجرين في غيبوبة ضحكهم الساخر .. فاردف حيدر بسخريه
- دول مفكرين اننا هنسمحلهم يطلعوا منها على رجليهم !

التفت اليه حمزه وهو يرمقه بنظرات حادة
- مفتكرش ان قدامك حل تانى !

حيدر بسخريه: انت يابنى بتقول شر للبيع ! ما انت كنت في بحريه بتحارب اعداء الوطن و تتكافئى في الاخر باك نجمه على كام مليم تمشي بيهم حالك، جاى ليه لوجع الراس هنا ؟!

- لا مانا كيفي ماعيتظبطش غير لما نطير رقاب الرووس اللى جايبه لينا وجع الراس ..

ثم استدار بجسده نحو سليم بنبره اقوى
- سليم قولت يلا نمشي ..

رفع سليم بؤبؤ عينه نحو ادهم الذي استعد ليصيب النقيب حمزه برصاصة الغدر وبدون تفكير جذب سلاح حمزه من كفه لتسبق رصاصته رصاص ادهم التى انحدرت عن هدفها، صرخ الجميع من النساء عندما وجود كتف ادهم ملطخ بالدماء، رمق حمزه سليم بعتاب ثم نهره سليم بقوة
- كان عاوز يقتلك يااحمزه ..

شد اجزاء اسلحه الغفر اخترقت الاذان مصوبة نحو حمزه وسليم كحلقة حصار، جث حيدر على ركبته قائلا
- ادهم قوم متفرحهمش فينا يا ولدى

ادهم متأوها: انا انا بخير ياعمى .. المهم خلص عليهم ميطلعوش منها على رجليهم ..

في اقل من دقيقه انشر حشود من الشرطه في قصر العتامنه مما جعل رجالهم يتراجعون للخلف مطأطأين الراس .. فاقترب الظابط ( فريد علوان ) من حشدهم قائلا بشموخ وهو ينظر لحمزه
- في حاجه ياحضرة الظابط !

رمقهم حمزه بتوعد
- لا ياباشا سوء تفاهم بس وهيتحل ..

ثم استدار فريد نحو حيدر وادهم
- حيدر باشا ممكن تتفضل معانا على القسم عشان تخلص الاوراق اللازمه وتستلم جثمان ابن اخوك ..

حاله من الذهول خيمت على الجميع .. وقف حيدر ببطء وهو يومئ برأسه باستسلام
- علم جنابك ...

صرخ ادهم مزمجرا
- حقي ياعمى .. اقبض على ولد الهواري ياحظابط .. داخل بيتنا يتهجم علينا وكمان طخنى بالنار ..

مط فريد شفته لاسفل متعجبا وهو ينظر لحمزه بتساؤل، فتدخل حيدر سريعا وهو يرمق ادهم بحده ليقول
- لا يابيه محصلش .. دا سوء تفاهم زي ما الباشا قالك ..

- تمام .. اتفضل معانا ...

 

- تتصرفى وتجمعى لى طيارة نازله قنا دلوق .. يلا .
صرخ محمد بوجه موظفه الاستقبال عندما علم بخبر وفاة جده، مسحت يسر دموعها محاولة تهدئته
- محمد ! اهدى مش كده ..

انفعل محمد اكثر
- قولت اتصرفي يلا ..

انتفضت الموظفه وهى تجري اتصالات اخري بالمطار .. ثم اردفت بعد عدة دقائق حاولت يسر بهما تهدئه محمد قدر المستطاع .. ثم اردفت الموظفه
- يافندم مافيش غير طياره واحده نازله الاقصر بعد ساعه .. دا اسرع حل لحضرتك وتقدير من هناك تاخد عربيه على قنا .. وفى تانيه نازله سوهاج بس دى هتقلع بعد ساعتين

شرع محمد بالتحدث ولكن اوقفته يسر سريعا وهى تجذبه من رسغه
- خلاص خلاص احجزى في اى حاجه .. يلا يامحمد .. محمممد يلاااا

- طب حاولى تانى يمكن يرد !

- اوووفر مابيردش ياورد مابيردش

ثم القت وجد جسدها على مخدعها متألمه وهى تندب حظها
- اااه ياورد .. دى اتعقدت اكتر، يالهوى ! الدم بقي فيها للركب !

جلست اختها بجوارها وهى تعقد ساقيها وتضع كفها فوق خدها
- والله ماعارفه اقولك ايه .. اي النحس بتاعكم دا !

- معقوله ياورد يكون جوازى من سليم تمرد على النصيب والقدر ! خايفه خايفه احسن بعد دا كله مايكنش ليا في الاخر، انا وهو استقوينا ومهمناش حد، تفتكري ربنا بينتقم مننا !

- لا لا ياوجد .. متقوليش كده .. ربنا ارحم بكتير من انه ينتقم منكم عشان حبيته، ربنا بس بيدوقك طعم المر عشان تستطعمى طعم الحلو كله بعدين، اصبري ما ضاقت الا ما فرجت ياختى ..

- فين بس ! دى بتتعقد اكتر واكترررر ...

دخلت ساميه عليهما بوجه مكتظ
- قومى شوفى جرح ولدى ! يلااا .

وجد بتافف: جرحه سطحى يعنى مش مستاهله كل الفيلم الهندى دا ..

ارتفعت نبرة صوت ساميه
- ايوة ايوة ! تلاقيكى مقهورة عشان مخلصتيش منه وقولتى ياريتها الرصاصه رشقت في قلبه وخلصت .. بس انسي ياوجد ادهم هيفضل واقفلك كده زى الشوكه فالزور ... ومتفتكريش انك هتهربي منه ... تعالى شوفي جرحه يلا ..

" في قصر الهواري "

ركضت ماجده لتحتضن سليم الداخل من باب القصر بصحبة حمزه .. فتشبثت بعنقه هامسه بقلق
- موتنى من الخوف عليك ياسليم ..

اكتفى سليم بأن يفك قبضتها ويبتعد عنها بانسيابيه وجسد متعب، مقتربا من عماد
- جدك فينه !

- تقلقش ياسليم .. جدك في الاوضة جوه مع الرجاله عشان الدفنه هتكون الصبح .. يكون مجدى ومحمد وصلوا .

خناحر طعنت بها قلوب الاغلبيه، فانسكبت دمعه من طرف عينى سليم وهو يزيح عماد عن طريقه مقتحما الغرفه التى يوجد بها جده ليُغسل .. فوقف بعيدا عنه يراقبه بقلب يتمزق اشلاء وبين كل فترة الاخري يزيل دمعه بطرف كمه قائلا لنفسه
- موتك اللى نزل دموع سليم ياهواري .. ياريتك سبت الرصاص تيجى فيّ كانت هتبقي اهون من خنجر وفاتك ..

#فلاش بااك ..

" سرحان في ايه ياهواري ! "

- اااه ياااسليم ياولدى ... ياما نفسي اغمض عينى وافتحها ألقى كل الاراضي دى مرفوع عليها اسم الهواري ... اااااه لو دا بس يحصل ..

ربت سليم على كتفه بعفويه
- طيب واى اللي مانعك ..! ادينى شويه فلوس بس وانا واخلى قنا كلها تحت رجليك ..

- ااه ياسليم .. لو على الفلوس جاهزه .. بس هتقنع كيف فلاح ماعيفهمش غير في ارضه وعرضه انه يبيع !

- طيب سيبها عليا وفى اقل من شهرين كل الجنة الخضرة اللى عاجباك دى هتكون لك وبس ! المهم انك تفرح .

- مش فرحه ياسليم، دا عزوه وخير لغيرنا وسند ليك ولعيالك .. اللي هيفرح فيها الغبي، عمر الكفن ما كانله جيوب ياسليييم .. دى حاجه عشان لما يجي يوم وان جيت على بالك تقول الله يرحمك ياهواري رفعت راسنا وسط الخلق ..

#بااااااك

" حققت كل اللى نفسك فيه، ومشيت ياهواري، وسبت ضهر سليم عريان " ..

 

" في صباح اليوم التالى "

كالاحجار السوداء المنتشره في صحراء قنا بالاخص بمدافن آل الهواري، ظل الشيخ يردد بعض الايات القرانيه حتى ختم حديثه ب
( يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (27) ارْجِعِي إِلَىٰ رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً (28) فَادْخُلِي فِي عِبَادِي (29) وَادْخُلِي جَنَّتِي (30) )

صرخت عفاف بصوت عال حزين قائله
- اااااه ياوجع قلبى عليكككك ياعمى !

فالتف حولها زوجات اولادها يربتون على كتفها .. اما عن ثريا فكانت تراقب العالم خلف نظارتها السوداء كى لا تنكشف ستائر الشماته من عينيها ..

ربت حمزه الخياط على كتف سليم الجالس فوق قبر جده قائلا بنبرة مواسية
- اجمد ياسليم .. كلنا عارفين غلاوة الهواري عندك .. بس دا قدر ومكتوب ياولاد ..

جلس عماد بجواره قائلا
- سليم يلا قوم، لازم تكون اجمد من كده واسمع الكلام ..

تدخل محمد في الحوار
- قوم ياسليم عندنا تار لازمن نريحوا الهواري في تربته، قوم نشوف اللى ورانا ولولوة النسوان دى مش هتجيب فايده ..

نهر حمزه الخياط ( محمد ) بقوة
- انت كيف متعلم وعتقول حديتك الماسخ دا يادكتور! ماتستهدوا بالله ..

محمد بغل: الدم ناره ما عتنضفيش غير بالدم ياحمزه بيه .. مفهاش دى متعلم ولا جاهل ..

مجدى بحكمه: محمد .. بطل جنان انت كمان .. ويلا بينا ..

محمد بعفويه: انا مش متحرك من هنا غير لما اخد تار الهواري ..

اقترب منه مجدى بقوة وهو يتحدث من خلف اسنانه
- يخربيت جنانك اسكت ولم دورك ..

حمزه بهدوء: اسمع كلام اخوك يادكتور ... والحق مسيره يرجع .. يلا قوموا يارجاله شيلتكم تقيله ...

وعلى حدا في مقابر آل عتمان انتهوا من مراسيم الدفن لجثمان فايز، فهمس ادهم في اذن حيدر قائلا
- عمى .. المصيبه دى مش هتعدى .. ودم فايز هيتاخد من نسيب الخياط ..

تنحنح حيدر بخفوت
- الصبر حلو واللعب بقي احلى، دم عمك سالم اتاخد خلاص .. دلوق تارنا مع الخياط ونسيبه وياقاتل يامقتول ..

- طب وجوزى من وجد !

رمقه حيدر بنظرة معاتبه فقال من خلف اسنانه المنطبقين
- جري لمخك اييه .. مش زعلان على ولد عمك يا ادهم ! ماتصبر اباى عليك !

- الوقت عيجري ياعمى .. ولازمن نستغل كل ثانيه وبصراحه انا رايدها وهموت عليها ... وهتبقي ضربه في الجون لسليم ...

استدار حيدر بجسده وخلف حشد عظيم من غفره ورجال العائله فاقترب منه كبير العتامنه بشموخ
- انتوا مش ناويين تجيبوها لبر ياحيدر انت وولد اخوك ! خليت راسنا في الطين ..

طأطأ حيدر رأسه
- احنا قاعدين فى حالنا يارفاعى بيه، مش عارف المصايب عترف فوق راسنا ليه ..

رفاعى بفظاظه: سلسال الدم لازمن يقف ... كفايه راح فيها ولد اخوك والهواري .. اعقلوا وهنجتمعوا كلنا الليله عشان نوصلوا لحل ...


بعد مرور نصف ساعه

احتشاد من مجموعه السيارات تسير خلف بعضها على الطريق الزراعى ومن الجهه المقابل احتشاد اضخم يضم آل الخياط وآل الهواري بداخل سياراتهم التى تسير ببطء خلف بعضها، الا ان عاق الطريق بالثلاث عائلات ..

زمجرت رياح غضب محمد
- واللع وجم لقضاهم برجليهم ..

نهره عماد بقوة
- بطل بلطجه واتلمم .. ولم دورك ..

يسر الجالسه بالكنبه الخلفيه قائله بتوسل
- والنبي يامحمد بلاش جنان !

القت نورا نظرة خاطفه على عماد الجالس امامها ثم بللت حلقها بحزن مردفه بهدوء
- لازم تهدى يامحمد ..

ارتفع صوت تلكسات السيارات المزدحمه، فهبت رياح الغضب من جوف سليم الذي يقود سيارته التى بها امه وزوجته، ويدون تفكير فتح صندوق سيارته واخرج منها سلاحه وهو يدفع باب السيارة بقوة ليدلف منها ..
- جيتوا لقضاكم يا ولاد ال ...

فعل سليم اشعل النيران بجوف محمد الذي فتح باب سيارته بقوة وركض خلف أخيه مجمهرا
- لازمن تعرفوا ان دم الهواري غالى قوى، ومش هيتسااااب ياعتامنه ..

على حد فُتحت ابواب السيارات كلها ودلف الجميع منها واعتلت فوهات البنادق باتجاهات معاكسه، دلف ادهم وحيدر من سيارتهم فهتف حيدر قائلا
- ماتمرقوا يومكم ياهواراي ..

انقض محمد على سترته بجنون وهو يرجه بقوة
- وكمان ليكم عين وعترفعوا راسكم قدامنا

صدر صوت شد اجزاء السلاح اخترق الاذان ممزوجا بصوت صراخ عفاف ويسر
- محمممممممممممممممممممد...

تتساقط انت من بين يدى كحبات الرمل التى كلما ضغطت عليها لتبقي تشاجرت لتفر هاربه، وكلما بسطت لها كفى تقطرت واحده تلو الاخر كخيط متصل من يراه يتسائل .. أ بيدها اشواكٌ لتنجو منها بتلك السرعه ! انت بحياتى هكذا اقف دومًا على شفاِ اشواقك متشبثه بكل ما اوتيت من ضعف وحب، ولكن المرعب انها شائكه، حادة، اطرافها تمزق قلبى اشلاء، وان تركتها تمزقت روحى بُعدًا وفراقًا  .. لدى قلب يعشقك ولكنك بعيدًا جدًا للحد الذي اعجز عن وصفه الا اننى احترق غيابا تلك المرة ... - نهال مصطفى

ارتفع صوت تلكسات السيارات المزدحمه، فهبت رياح الغضب من جوف سليم الذي يقود سيارته التى تقطن بها امه وزوجته، وبدون تفكير فتح صندوق سيارته واخرج منها سلاحه وهو يدفع باب السيارة بقوة ليدلف منها ..
- جيتوا لقضاكم يا ولاد ال ...

تصرف سليم اشعل النيران بجوف محمد الذي فتح باب سيارته بقوة وركض خلف أخيه جاهرا
- لازمن تعرفوا ان دم الهواري غالى قوى، ومش هيتسااااب ياعتامنه ..

على حِدى فُتحت ابواب السيارات كلها ودلف الجميع منها واعتلت فوهات البنادق باتجاهات معاكسه، دلف ادهم وحيدر من سيارتهم فهتف حيدر قائلا
- ماتمرقوا يومكم ياهواره ..

انقض محمد على سترته كإنقضاض اسد ثائر وهو يرجه بقوة
- وكمان ليكم عين وعترفعوا راسكم قدامنا يااااا

صدر صوت شد اجزاء السلاح اخترق الاذان ممزوجا بصوت صراخ عفاف ويسر
- محمممممممممممممممممممد ...

لكمه قوة سقطت على فك حيدر جعلت الدماء تتقطر من بين اسنانه وهو يتراجع للخلف، شد سليم اجزاء سلاحه عازما على أخذ الثأر، اصدرت وجد صوت صرخه مرتفعه وهى تضع كفيها فوق ثغرها، وعلى المقابل جهرت عفاف
- لااااا لا ياسليم ياولدى لاااا ..

جذب محمد السلاح من اخيه قائلا بتحدٍ
- انا اللى هاخد تار جدى ياسليم ..

صرخ سليم بوجهه مزمجرا
- محمد... قولتلك حدش هياخد تار جدى غيرى ..

انفجر ادهم قائلا
-  ايييه هتتسايروا كاتير ! طب روحوا الاول خدوا عزاكم واتفقوا وشوفوا مين هيقتل فيكم نكون احنا روحنا واتغدينا ومستنينكم كُمان ..

غُرزت فوهة بنادق الخفر في ظهر سليم ومحمد .. نظرت عفاف بعيون منهارة لابنها الاكبر متوسله .. فتحرك مجدى وعماد سويا تحت انظار الجميع .. فهتف عماد قائلا
- نزل سلاحك يامحمد ... انت اغلى من انك تلوث يدك بدم واحد زي دا .. حقنا هناخدوه بالقانون

محمد معاندا
-  الدم مافهوش قانون ياعماد .. والنبي خليك انت بس في قانونك وسيبنى انا اخلص البلد كلها من شرهم ..

نفض ادهم بقايا الاتربه من فوق سترته ليقول ساخرا
- اسمع كلام اخوك ياسليم ..

ثم رفع نظره نحو النقيب حمزه قائلا بنبرة توعديه
- سلسال الدم غير طريقه .. وقريب الحق هيرجع لاصحابه ..

القت وعد نظرة خاطفه على زوجها ( حمزه الخياط ) الذي تدخل سريعا لانهاء العبث والفوضي التى خطفت انظار اهل البلدة واحتشد الجمهور حولها فوجه كلامه لكبير العتامنه
- ياريت تعقل ناسك يابيه ... وانت ياسليم يلا بطل لعب عيال ونزل سلاحك .. التار بحوره ماعتفضش ياولدى ..

اقترب النقيب حمزه ايضا منه وهو يضع يده على السلاح المصوب نحو صدر ادهم قائلا
- عارفك اعقل من انك تعملها .. يلا ياسليم يلا ..

تبادل كلٌ من سليم واخيه محمد النظرات طويلا حتى اخذ قراره تدريجيا وهو يطأطأ سلاحه وعيونه الشرسه تحرق اعين العتامنه جميعا ليقول بتوعد
- صوح .. التار اللى عيتاخد بالدم عيريح .. والموت راحه ليكم من اللى ناوي اعمله فيكم ..
ثم اقترب من اذن آدهم ليقول بتوعد
- هخليك تتمناه ولا هتطوله

ثم شيع نظرة خاطفه نحو ( وجد) الواقفه على جمرات الخوف وتراقبه بعيون متأرجحه ليقول
- الصبر حلو يااااااا ..

استدار سليم بجسده، ومن خلفه محمد اخيه الذي ارسل نظرات ناريه عليهم جميعا حتى تحرك ببطء شديد نحو سيارته .. عادت الحركه الى مجراها المعتاد .. كل منهما صعد سياراته وبداخلهم مزيج من المشاعر ما بين الكره والانتقام .. الحب والفراق .. الدم والنار .. الخوف والقلق ..

اتكأت وجد بظهرها لاسفل وهى تنزف اخر دمعه من بحيره عيناها التى التقت بعيناى سليم الذي مر بجوارها في جزء من الثانيه ليصدر صوت قلبها قائلا
- كل يوم بتتعقد اكتر ياسليم ... ياتري بكرة مخبي لينا ايه !

" في سيارة محمد "
- انت اتجننت ! كنت هتودى نفسك في داهيه .. كده بردو يامحمد عاوز تقتل؟!

انفجرت يسر في كلمات العتاب التى انطلقت من ثغرها سريعا بدون فاصل ممزوجه بانفاس الحزن التى اختلطت بمياه الخوف المتقطره من مُقلتيها .. ضرب محمد مقود السيارة بكفه هاتفا
- يسر ... مش عاوز اسمع كلمه من فضلك !

- لا يامحمد منا مش هسكت .. كل يوم بكتشف فيك حاجه جديده واديك دلوقت عاوز تقتل وتحرمنى منك العمر كله ..

- يسرررررررر قولت اسكتى ..

زالت دموعها الجاريه فوق وديان وجنتيها وهى تبلل حلقها الذي جف من علقم الهم الذي يطاردهم كالشبح
- طول ما انت مش ناوى ترجع عن اللى في راسك دا يبقي طريقنا مش واحد ياابن عمى ...

رمقها بطرف عينه بنظرات تطوى بين ثناياها عتابًا وغضبًا ملتزما صمته الذي خيم عليهم طوال الطريق.


" فى قصر العتامنه "
" مافيش صوان هيتنصب غير لما ناخدوا تار ولدنا الغالى .. مممم الف رحمه ونور عليك يافايز ياولد الغالى "

جهر ( حيدر ) بجملته وهو يدلف من باب سيارته ويرتب سترته فوق كتفيه قاصدا ارتفاع نبرة صوته لتخترق اذان الجميع .. لحق آدهم بخطاه مردفًا
- هنجيبه من ناب الاسد ياعمى .. ماتقلقش انت بس..

-" انتوا ناويين على ايه ! مش كفاياكم خراب عاد ! عاوزين ايه تانى .. بركة الدم دى مسيرها ايه ياعمى !"
انفجرت ( وجد) بنبرتها الغاضبه لتنهرهم من الخلف وهى تسرع خطواتها نحوهم .. استدار كلا من حيدر وآدهم بفظاظه فاردفت ادهم قائلا
- مالكيش مُصلحة بالحديت دا انت ياوجد !

- ايه اللى ماليش مُصلحه ! مكفكمش موت راجح الهواري وفايز ! عاوزين تخلصوا على العيلتين نفر نفر .. في شرع مين دا .. !

هتف آدهم قائلا
- وحق ابوكى ياست الضكتوره ..

- لو التار والدم هيرجعوه كنت مسكت الالى وفرغته في النجع كله .. لكن اللى بتعملوه انتوا دا خراب في خراب نهايته هنمشي كلنا في جنازتكم يوم بعد التانى ..

اتسعت حدقه عينى آدهم مصدوما
- وه وه وه .. كُمان عتفولى علينا فى وشنا ياوجد ..

- وليييييه المفروض ان دى الحقيقه اللى مش واخد بالك منها ولا ايه ياولد عمى ؟!

شرع ادهم بالحديث ولكن اوقفه حركه كف حيدر التى اشارت إليه ليصمت
- خبر ايه اومال ياوجد .. من ميته الحريم عيدخلوا في شغل الرجاله .. كان حد طلب منك تحملى سلاح يابتى ! تقلقيش رجاله العتامنه يكلوها نيه ...

شرعت لتتفوه بالثوارات التى اشتعلت بجوفها من لهيب كلماته الخارجه من ثغر جوفه المُثلج .. ولكنه وضع حدا اخرا لها ليردف بقوة
- كوثر ... تعالى عقلى بتك وقوليلها تحط عقلها فى راسها ..

قبضت كوثر على ساعد ابنتها وهى ترمقها بنظره قويه تشتعل بها نيران التوعد
- اتحركى قدامى ياوجد ..

تأوهت قليلا محاوله التخلص من قبضة امها التى كانت اقوى من مقاومتها .. تحركت امام انظار الجميع اللذين احرقوا ظهرها بنظارات حقد تطوى بين ثناياها ثورة على وشك الانداع لتطيح بكل من يعترض طريقها ..

تنهد ادهم مردفا
- وبعدين ياعمى .. هنعملوا ايه ..

اردف حيدر بنبره اشبه بالثقه
- كله معمول حسابه متقلقش !

بدت على ادهم معالم الارتباك لينثنى قليلا هامسا في اذن عمه بنبره مرتجله
- عمى .. دا حمزه الخياط ! مش اى حد .. لازمن تكون عنينا في وسط راسنا ولا ايه ..

تأهب بالتحرك نحو مجلسه فلحق به آدهم بعجلٍ .. فاجابه حيدر وهو يطلق ضحكه ساخره
- طالما كل حاجه مدروسه زين يبقي ولا حمزه الخياط ولا عشره زيه هيمنعونا من اللى عاوزينه !

اجابه مندفعا:
- ايوووه  ..بس عاوز اعرف ايه اللى انت عاوزه !

توقفه عن مسيره فجأه ليرمقه بنظره اخرى كانت اشبه بشد اجزاء السلاح قبل اندلاع رصاصته ليقول
- اللى طير راس ولد عمك نطير راسه ...

تجمدت الدماء بعروق آدهم لوهلة وهو يبلل حلقه عدة مرات
- يعنى !

نفس عميق اخترق رئتى حيدر ليلقى بعدها بقذيفه كلماته
- مهر وجد بت عمك هو تار فايز اللى راح غدر .. بشرط مش عاوز نقطه دم واحده تطرطش على سمعتنا ياادهم .. مفهوووم ! .. بالمختصر شغل على نضافه ...

( تكمن بعض اللعنات فى اناسي يخترقون عالمنا ليشكلوه بالصورة التى ترق لهم .. كقطعة صلصال وقعت في يد طفلٍ عابث يريد ان يشكلها كيفما يتراءي له هواه .. ).

- عوزاكى تسمعى كلامى زين ياوجد .. والا قسمًا عظمًا ادفنك حيه بيدى .. مفهوم يابت سالم ..

جهرت كوثر بجملتها الاخيره وهى تطيح بابنتها ارضا ليرتطم جسدها بارضيه الغرفه فتصدر انينًا مكتوما .. فالكارثه هنا تكمن فى ملجاك ومأواك الوحيد ينقلب ضدك .. كنت اظن ان الجيش الوحيد الذى يواكب سيره معى كتفى بكتفه يتلقى طعنات وخيبات الزمن بدلا منى هى " امى" ولكن ما الحل اذا تحول ذلك الجيش لعدوى الاول الذي اود ان اتخلص منه ! كنت اتمنى ان تكونى سلاحى بدلا من ذراعى الذي بُتر في حربٍ لم تبدو بوادر نهايتها حتى الان .. فالحين يتلقى قلبى طعنه اقوى لتنثره اشلاء .. الان اصبحت احارب لوحدى .. وتلك اصعب حقيقه  يواجهها المرء فى حياتك .. انه جيش نفس الاول والاخير والاوحد ..

بعد صمت ساد لبرهه تُرك فيه زمان الامر لنظرات الاعين قد تبوح بما تكنه .. فهتف وجد مردفه
- انا نفسى افهم انت معايا ولا ضدى .. انت ليه مش عاوزه تفهمى انك انت اللى باقيالى !

اتسعت حدقة عينى كوثر التى يحاصرها الكحل من جميع الزوايا
- انا مع اللى يهدى السر ياوجد .. وانت مصممه تعندى وتدخلى حرب خسرانه .. انا يابتى عاوزاكى مرتاحه وعاوزه ليكى حياه خاليه من اى هم وغم ..

التوى ثغرها جنبًا لتطلق ضحكه ساخره
- ااه والحياه الوردى دى مع سي ادهم .. مش كده !

- وماله ادهم .. راجل وسيد الرجاله والف مين تتمناه .. طول عمرنا اتربينا ياوجد على انه البت ملهاش غير ولد عمها .. اما انت العلام خرب مخك ونسيتى العادات والتقَاليد يابت سالم ... لكن هقول اى غير الله يرحمه طلعك على عينك ..

اطرقت وجد بخذلٍ
- ياريته كان عايش .. كان زمان قلب وجد دلوق متهنى وخالى من اى وجع .. لو كان عايش كان هيحارب معاي مش ضدتى يااااااااا... يام زين !

- "هدى السر ياوجد وارضي بالمكتوب .. واى عوج تانى انا اللى هعدلك .. "

كانت تلك اخر جمله انبثقت من ثغر كوثر التى مزجتها بنظراتها الناريه قبل مغادرتها للغرفه وغلق بابها بكل ما اوتيت من قوة، تاركه ابنتها تعتصر قلبها الما وتندب حظها عتابًا ..

( احلامنا بسيطه وسهله كل ما نريده ملجئًا وقت الضياع .. دفء وقت البرد .. شخص ما يخبرك طوال الوقت انه يُحبك ويعيش لاجلك فتحب نفسك بوجوده وتعافر في صخور الحياه لاجله .. كنت اريد وطنا في صورة شخص ولكنى نسيت ان الاوطان دائما محتله .. والنصره لمن خاض الحرب للنهايه حتى لطخت دماء الروح دروبها ).

فُتحت ابواب السيارات على مصرعيها فى آنٍ واحد، ليدلف منها سكان قصر آل الهوارى بصحبة عائله حمزه الخياط ..

جهر عماد  للخفر بصيغة آمرة
- عاوز اكبر نصبه صوان لراجح الهوارى .. وكمان حد يروح ينقل الخبر الجرايد .. لازمن البلد كلها تعرف ان اللى مات دا راجل لا شافت ولا هتشوف البلد فى عظمته راجل تانى ..

تدخل محمد سريعا ليقطع وتيره الاوامر .. مردفا
- مافيش نصبه غير لما تار جدنا يتاخد ياعماد ..

ثم اكمل سليم قائلا
- ونار راجح الهوارى هتبرد الليله ..

ادفع مجدى نحوهم مردفا بحكمه
- وايه كمان ياخوى .. عاوزها حرب لحد ما العيلتين يتصفوا ..
اندفع سليم قائلا
- شاالله تبقي مجزرة .. دم راجح الهوارى مش هيكفيه رووس العتامنه كلهم ..

اطرق عماد قائلا
- اللى قتل راجح اتقتل ونبقي خالصين .. حسابهم عند ربنا دلوق ..

جهر محمد بصوت كالرصاص اخترق آذان الجميع
- طول ما راس التعلب موجوده يبقي مافيش خلصان ياولد ابوي .. ولو كلامك دا هيبرد نارك من اللى قتلوا جدك يبقي تنقطنا بسكاتك .. ومكنش حد طلب منك تمسك سلاح وتاخد التار .. سيب التار للرجال ..

اكتظت ملامح وجه عماد اكثر ليقول بلومٍ
- خبر ايه يامحمد .. انت نسيت انك عتتكلم مع اخوك الكبير ..

شرع محمد ليفجر بركانيه الثائره ولكن سرعان ما تدخل حمزه الخياط قائلا بفظاظه
- والله عال يا هوارة نجحوا العتامنه انهم يقلبوكم على بعض بدل مايخلوكم يد واحده ..

تدخلت عفاف المختبىء نصف وجهها خلف سترتها السوداء
- حمزه بيه انا فى عرضك .. ولادى مليش غيرهم ولازمن تعقلهم وتحط حل للحرب اللى عاوزين يقوموها ..

وجه سليم حديثه لامه قائلا
- التار مافهوش عواطف ياام عماد .. وانت مخلفتيش وربيتى رجاله عشان يلبسوا طُرح ويداروا جنبك وماياخدوش تار جدهم اللى البلد كلها عايشه فى خيره ...

تجمع السيدات بعيدا عن موقفهم ليراقبوا الموقف بخوف وهلعٍ يعكس صورة مما تكنه قلوبهم التى تتوق على مراجل ..

احتضنت وعد ابنتها لتطمئنها ثم انضمت لهم الهام وهى ترتل " استر يارب "

تقف ثريا بهيبتها الملفته ووجهها الذي ينبعث منه دخان الشماته .. لترسل نظراتها على بناتها الاتى يترقبن الموقف باهتمام بالغ ..

واخيرا وضع حمزه الخياط حدا لجدلهم اللامتناهي قائلا
- الأمور دى ما تتحلش اكده .. خشوا ريحوا والليله لينا مجلس نتسايروا فيه ... وأنت ياعماد كمل اجراءات النصبه .. راجح الهوارى سايب اسود فى ضهره مش شويه بلطجيه ..

تحرك ثغر سليم كى يعترض ولكن صرامه حمزه الخياط كانت اقوى من اى اعتراض فهتف قائلا
- دا امر ياسليم مش قابل لاى جدل .. روح ريح جسمك وبالليل هنشوفوا حل ... واللى عاوزكم تتاكدو منه ان الحق هيرجع ياولاد الهوارى ...

 

" فى احدى غُرف قصر الهواري "

- انت مش هتقعد هنا يوم كمان ياحمزه ..
بنبره قويه تحمل جيوش من القلق والارتباك يكسو جوف صاحبها اندفعت ( عشق ) بجملتها وهى تجفف دموع عينيها الجاريه ..

نزع حمزه سترته السوداء وهو يجيبها بسخريه
- عشق حمزه الخياط بقيت مديري ولا ايه ! لا وكمان بتدى أوامر ..

وضعت كفها وراء ظهرها كأنها تقاوم وجعًا ما بداخلها .. فاردفت باغتياظ
- حمزه انت شايف انا بتكلم ازاى وانت بتتكلم ازاى ! انت مش مدرك حجم المصيبه اللى احنا كلنا فيها .. العيله دى شرانيه ومش ناويه على خير ..

دار بجسده ليضع قدمه فوق المنضده ويفك رباط حذائه قائلا
- عشق دا شغلى .. انت اللى شكلك مش مدركه كلامك .. فكرى فالكلام قبل ماتقوليه

ضغطت على شفتها السفليه بألم مكبوتٍ
- انت اللى مفتكرتش انا من غيرك هعيش ازاى ولا هعمل ايه ..

ضحك ساخرا وهو يقول ببرودٍ
- هتبقي ارملة النقيب حمزه .. تصدقى لقب حلو ..

اندفعت نحوه بخطوات سريعة وهى تتشبث بدزاعه لتوقفه امامها قائلة ببكاء
- الواضح انك مش بتفكر فيا خالص .. حمزه يانا يا شغلك هنا !

ابتسم بفتور وهو يقترب منها محاولا ان يبث الطمأنيه بجوفها فشرع بوضع كفه على كتفها فبعدته عنها بقوه .. تنهد حمزه بيأس
- عشق ممكن ملكيش دعوة بشغلى ..

ردت بنبره اكثر حزم
- حمزه ياشغلك دا ياانا !

- دا جنان ؟!

بللت حلقها بمراره لتردف بسخريه تخفى خلفها قهره
- صح هو فعلا جنان .. انا بخيرك بين شغلك كل حياتك وبين مراتك وابنك يادووب ..

- لا دانت اتجننتى رسمى !

- حمزه انا عاوزه اطلق ...

 

 

" فى شقة عماد "

حالة من الحزن خيمت على جميع افراد العائله حتى ساد الصمت معظم اوقاتهم .. جلست نورا بجوار عماد بهدوء محاوله اخراج كبت جوفه مردفه
- البقاء لله ياعماد ..

اخد نفسًا طويلا كأنه يريد ان يطير احزانه التى تقرضه من الداخل في الهواء متكئاً للخلف فأطرق قائلا
- سبحان من له الدوام يانورا ..

فركت كفيها بارتباك بين محاوله خلق اي حديث معه
- تحب اجهزلك حاجه سريعه تاكلها لسه اليوم طول .. وو

رد متأففًا
- نورا انا مش طايق اسمع كلمه ..

- بس ماينفعش انت من امبارح مكلتش حاجه ياعماد .. ساندوتش بس تتسند عليه معدتك

رد بعصبيه
- انت بترغى كتير ليه .. قولت مش عاوز اكل ..

سالت سريعا دمعه من طرف عينيها التى قصدت ان تبعدهما عن مرمى انظاره .. شعر بشيء ما بداخله يهمس له معاتبا فاردف سريعا محاولا تبرير عصبيته
-  نورا كل الحكايه انى ماليش نفس .. وهاخد دش ونازل اصلا ..

- محصلش حاجه خلاص براحتك

وثب قائما متخذا قراره وهو يقول
-  ممكن غيار بس .. عشان الحق انزلهم

وقفت خلفه .. فاطرقت باسف
-حاضر اللى تشوفه ..

 

" فى شقه مجدى "

- حقيقي انا مش فاهمه انت مصنوع من ايه ! وكمان ليك نفس تنام ! انت مش بيجى فى بالك جدك عامل اى دلوقت ف تربته وانت نايم ومرتاح .. شوف ازاى ياعينى على رجاله الهوارى !

اشعلت ( صفوة )  انارة الغرفه التى اقتحمتها بجبروت وصوت اهتزت له الجدران وهى تدنو من مخدع مجدى الذي نهض مفزوعًا اثر ثرثرتها قائلا
- وانت عاوزانى اعمل ايه يعنى !

ضحكت ساخره وهى تجلس امامه
- تخليك راجل زى سليم ومحمد وتشيل سلاحك على قلبك وتاخد بالتار ..

رمقها بنظره نارريه تحمل بين ثناياها عتابا وتوعدا
- مش هحاسبك على كلامك دا دلوق .. لكن قسما عظما ياصفوة لو ماتعدلى ماحد هيعدلك غيرى ..

وضعت ساق فوق الاخرى وهى تدير جسدها هاتفه
- طبعا .. انتوا ياصنف الرجاله كده .. مابتعرفوش تعملوا رجاله غير على الستات .. اما وقت الجد بتقلبوا فيران وتيجوا تستخبوا فى اوضكم وتناموا كمان .. شوف ياخى ! هااا حسره على الرجاله ..

كانت اخر جمله لها ممزوجه نهايتها بصرخه عاليةٍ اثر رد فعل مجدى الذي سحبها بكل قوته من شعرها المطوى ليرتطم ظهرها بالفراش .. لازال ممسكًا بشعرها ولازالت تتلوى بين يديه كسمكه وقعت في يد صيادها للتو ..ضغط اكثر على شعرها فارتفع صوت صراخها  .. فجهر مجدى قائلا

- انا عارف انه مش وقته ولا اوانه ولا انا فاضي لتربيتك دلوقت .. بس واللى خلق الخلق ياصفوة ماعندى مانع النصبه تبقي اتنين النهارده واخليكى تنامى الليله جنب جدك ..

ارتفع صوت صراخها اكثر وهى تتشبث بكفه القابض على شعرها وهى تتقلص ألما محاوله اثاره استفزازه اكثر

-عارفاك اجبن من انك تعملها واخرك كلام وبس ..كان اولى انك تروح تاخد حقك من عدوكم الحقيقي و بدل ماتتشطر عليا انا روح اتشطر على اللى قتلوا جدنا وسايبهم عايشين لحد دلوق .. -ثم اطلقت ضحكه مختلطه بالصراخ والالم قاصده اثارة ثورة غضبه  - عشان تبقي تصدق انك اخرك تتشطر على ست يابيشمهندس ..

سحبها بقوه من شعرها لمقدمه مخدعه ولم يلفت انتباه قلبه صوت عويلها المتألم فكلماتها كانت كافيه انى تشعل كل براكينه الخامده .. اصبحت صفوه اسيره بين ركبتيه تتاوه وجعًا مع صفعه قويه على خدها اطاحت براسها للجهه الاخرى مندهشه من رد فعله .. فهى لم تتوقع ابدا ان اثارة غضبه تلك المرة امرا يسيرا فكان كافيًا لها إلقاء عود كبريت غير مشتعل في حقل بترول لتفجره .. تحول مجدى امامها لشخصٍ لم تعرفه من قبل .. عينياه تشيعان بنيران غضب اثارة الفزع بجسدها .. صوته تلك المره اكثر حده على عكس هدوءه المعتاد .. قوته اخترقت كل حواجر مبادئه ليفترس بضحيته التى تقدمت له على طبقٍ من فضة ..

تشبثت صفوة بذراعه تلك المرة ترجوه بعيناها ان يتركها .. ولكن ضباب غضبه كان اقوى من اى نظره .. تلفظت صفوة انفاسها بتثاقل وهى تسحب جسدها بعناء من تحت حصاره صارخه باسمه قبل ما يكمل حملة تفريغ غضبه المكتوم قائله بتوسل وهى تقبض على كفه بنظره منكسره لم يراها من قبل
- لا يامجددددى ...

لوهله شعر مجدى بتجمد كل اعضائه .. فكيف ترك الزمام لشيطانه يقوده بتلك الهمجيه .. امطرت سحابه الضباب من فوق عينيه ليري الدماء الذي يسيل من انفها وفمها معا .. اذن برصاصه اخرى اخترقت قلبه .. اصبحت تحته يده كطير زبيح يسبح في دماء روحها السائله .. التقطت نفسا طويلا كمن يستفيق من غيبوبته للتو وهو يملا انظاره من هيئتها التى تبدو بطفلٍ يتعلق بأول درجات القوة ولكن الريح كانت اقوى من تشبثه فاطاحت به تحت رحمة قاتلها ..

تعكز مجدى على ما تبقي بجوفه من حبٍ ليبتعد عنها بتثاقل وهو يندب قلبه عتابا ولوما .. انكمشت صفوة حول نفسها كالقرفصاء وبجسدٍ منتفضت وعيون متأرجحه تترقب خطوات مجدى نحو المرحاض تاركا للمياه مهمه اطفاء ثورة انفعاله ..

 

 

- عال والله البيه بقي بلطجى وكل تفكيره فى التار والدم .. انا انام جمبك ازاي بعد كده .. ولا اقول لابننا ايه لما يسالنى عنك .. متخيل الاجابه .. اقوله ابوك قاتل فاتسجن ولا كان رايح يقتل فاتقتل .. ماترد عليا ؟!

تقف خلف الباب مستنده عليه بظهرها بكل قوتها كى تمنعه من الخروج بسلاحه الذي اعلن نشانه ضحيته .. عزم محمد امره فقراره غير قابل لاى جدل فتلفظ قائلا
- يسر اختفى من وشي ..

نبره معانده اكثر حده
- اوعى واقولك اتفضل اقتل يامحمد .. جدنا هيكون مبسوط وانت رايح تلوث يدك بالدم ؟!

وضع محمد سلاحه داخل سترته وهو يرتب لاسته الصوف
- وفكرك راجح هيكون مبسوط واحنا سايبين اللى قاتلينه يتمتع بالدنيا ...

صرخت بوجهه قائله
- عمرها ماكانت دار متعه يادكتور .. ربك عادل يمهل ولا يهمل ولكل ظالم كفيته وداهيته .. سيبهم لربنا وهو هيرجعلك حقنا وزياده .. جدنا عمره انتهى خلاص ذاته خلص من الدنيا واللى قتله كان سبب بس .. زي مابيقولوا لو صبر القاتل ع المقتول كان مات لوحده .. اعقل يامحمد وحياتى عندك ..

دنى منها محمد ليبعدها عن الباب قائلا
- يسر خولص الحديت انتِ بتحاولى تقنعينى باايه ؟! البس طرحه وانزل اخد عزى جدي واقعد اولول زى النسوان ..

- لا روح اقتل عشان الناس تقول عليك برافو وبطل وقتلت اللى قتلتوا جدك .. بس انت مش هتسمع ولا كلمه من الشكرانيات الكدابه دى لانك ساعتها بيكون حبل المشنقه بيتلف حولين رقبتك .. كسبت انت ايه على كده ؟!

اتسعَ قفصه الصدرى ليمتلا بالهواء يبدو عليه ان كلامها تسرب داخل انفاسه متسللت من زاويه قلبه تحديدا .. حضنت كفه بكفيها ثم طالت النظر في عينيه .. فالمرأة حينما تحب تمتلك اسلحه خاصه لتخضع كيان حبيبها تحت تاثيرها .. دنت يسر منه جهة قلبه وهى تحدثه بنبره منخفضه متوسله
- اعقل يامحمد عشانى .. صل على النبى كده واخزى الشيطان .. اقولك على حاجه تيجى نصلى ركعتين كده وندعى لجدنا هو دلوقت عند الاحسن منى ومنك ياحبيبي ولو التار والدم هيررجعه كنت شلت سلاحى على قلبى ونزلت قبلك .. متقفش كده تعالى وانا هوضيك بنفسي ..

ثم رسمت على ثغرها ابتسامه خفيفه بصعوبه كى تطمئنه
- يلا يامحمد عشان خاطرى .. رحمة جدك ..

اغمض عينيه لبرهه محاولا استيعاب قسوة الكلمه التى خدشت قلبه .. طوال عمره يحلف بحياة وعمظه جده فجاء اليوم بمنتهى القسوة ليحلفه برحمة من تحامى عمرا بقوته وجبروته .. فك قبضة يدها بهدوء ثم طوق عنقها بذراعها مستعيذا من الشيطان وهو يتراجع لداخل منزله .. وضعت كفها على ظهره لتربت عليه بحنو وترسل له ابتسامه رضا هامسه
- انت قوتى اللى ماينفعش في يوم اخسرها يامحمد .. يسر بتستقوى بوجودك جمبها ..

اكتفى بضمها اكثر كأنه يعتذر لها عن كل ما بدى منه اثناء تغيبه وخضوعه لثورات انفعالاته ..

 

" الباقيه في حياتك ياسليم "

رسالة نصيه اخترقت هاتف سليم الذي لفت انتباه ضياء هاتفه الصامت .. التقط هاتفه ليفتحها ويتفحص الاسم جيدا .. ثم تفوه بمرارة
- وكمان ليكِ عين تعزينى ياوجد !

اخذ قراره سريعا ليحادثها هاتفيا كأن سُقم قلبه تذكر علاجه الفعال للتو .. كأن شيء ما بروح في حاجه ليُرمم .. طعنه قويه اصابت قلب سليم عندما تذكر غيابها .. المسافات التى تتباعد بينهما .. قوة تجاذب روحه لقربها مع انها شيء يتنافر مع قوانين الطبيعيه ولكن برغم من آلامه فآماله بمعجرة تذوب تلك العواقب لتلقي بها بين ذراعين تحديدا .. تعمد ان يخطو بعيدا عن مسامع ماجده وهو يستمع لرنين اتصاله بها على عجلٍ حتى صعق قلبه بفولت صوتها الوهن

- سليم !

تنهيد قويه خرجت من فمه ليفيق من سطوها
- ااه سلييم ياوجد ..

صمت كلاهما لبرهه ثم اردفت
- مكنتش متوقعه انى ممكن اسمع صوتك بعد اللى حصل ..

- لازم تحطى فى راسك ان كل حاجه هتحصل بعد النهارده خارج كل توقعاتك ..

اردفت باندهاش وهى تقف بتثاقل
- كيف !

اجابها بنبره ساخره
- كيف ماانت جايه تعزى في القتيل اللى قتلتوه ..

- سليم انت عارف ان محدش فينا له ذنب فى كل اللى حصل واللى بيحصل ..

- واللى هيحصل دا بتاعى انا ..

صمت كلاهما قليلا ثم هتفت وجد متوسله
- انا مش عاوزه اخسرك ياسليم ..

اخذ قسطا كافيا من التفكير قبل ان يجيبها .. فتسلح بسلاح البرود رغم ثورته ‏فكيف للمرء أن يتظاهر باللامبالاة، وقلبه يحترق .. فاطرق قائلا
- من النهارده محدش فينا هيخسر ياوجد .. خسرنا كتير قوى .. فكفايه اكده ...

-" وجد ! وجد ياسليم ؟! بت قتالين القُتله "
اقتحمت ماجده الغرفه التى يقطن بها سليم جاهره بجملتها الاخيره التى تعكس دخان إحتراق من جوفها .. تلعثمت الكلمات بداخل فمه فتحدث بثبات مصطنع
- اقفلى دلوق ياوجد ..

وجد بتوتر: سليييم ..
بنره اقوى فزعتها:
- قولت اقفلى ياوجد ..

القى هاتفه بعيدا ثم نظر لماجده قائلا
- وزعلانه ليه ؟!

- انت ايه معندكش دم .. ناسها يدهم ملطخه بدم جدك ..

- ماجده راسك مش رايقالك .. اوعى اكده من طريقى ..

تشبثت بذراعه بكل مااوتيت من تحدٍ لتقف سيره .. فاردفت بذهول صراخه بوجهه
- انت ايه ! بتدوسي على قلبى بميت جزمه وقولنا ماشي .. لكن دم جدك اي ياسليم .. دم راجح الهوارى اللى كلنا عايشين من خيره مهزش ف راسك شعره تفوقك ! ليه كده ياابن عمى .. سايب الحب اللى جايلك وفاتحلك دراعته وانت مصمم تجرى ورا نار وهم هتحرقك وتحرقنا كلنا ..

اجابها بيأس وغلب مكبوت
- الحاجه الوحيده اللى اتخلقت جونا من نار .. اتخلقت عشان تحرق اى حاجه تقف فى طريقه .. حلاوة العشق ناره مش اللى يجيلى لحد عندى .. وانا عشقى لوجد من نار حلفت ماهى منطفيه غير بيها .. فأنا شايف ان لو في حد المفروض مايتعلقش بوهم تبقي انت .. مش انا ..

كلماته كانت كجلاد كل صفعه على جدار القلب اقوى من سابقتها .. شيء ما بداخلها يحترق، يتألم، ينثر شظايا وجعا كافيا ان يمزق روحها لأجزاء .. شرعت ماجده ان تجداله كعادته ولكن تلك المرة اخترق جدار منزلهم اصوات عاليه مجهولة المصدر .. ركضت سليم سريعا نحو النافذه
- اي الصوت دا !

وعلى الناحيه الاخرى بعدما افرغ محمد ويسر صلاتهما ركضوا سريعا نحو شرفه منزلهم ليترقبوا مصدر ذلك الصوت الجمهورى التى اهتزت له الجدران ..

وكذلك الأمر بالنسبه لنورا وعماد الذي ارتدى جلبابه سريعا ثم تحرك نحو نافذة غرفتهم .. ثارت نورا مندهشه
- اي الصوت دا ياعماد ..

اما عن مجدى فركض سريعا لاسفل وهو يلفح عبائته على كتفه ليرى ايضا مصدر الصوت القوى الذي خلع قلبه ..

" ف القصر "

نهضت عفاف وثريا من مجلس السيدات الاتى اصيبين بالذعر .. وعلى حِدى ركضت وعد صوب زوجها بعيون مرتجفه .. فاسرع الخفير ركضا وهو يمسك بسلاحه قائلا

- " الحق ياحمزه بيه نصيييبه وحلت على النجع كله "...

تااابع ◄