-->

رواية راقصة الحانة الفصل الثانى

 

 

 أستيقظ " إلياس" صباحاً علي صوت خطوات هادئة في الخارج، أخرج مسدسه من أسفل وسادته وقام من فراشه بخفوت دون أن يصدر أي صوت ووضع يده علي الزناد وفتح باب غرفته بخفوت شديد وخرج إلي الخارج وأتبع صوت الخطوات فوجد نفسه أمام غرفتها...



وقفت " دموع " أمام الدولاب وأخرجت ملاية للسرير ثم ذهبت نحوه وغيرت ملايته المُتسخة، فتح باب غرفتها ثم دلف " إلياس " يحمل في يده مسدسه، نظرت له بخوف وعيناها تتجول بين عيناه ومسدسه فأزدردت لعوبها بخوف حين أقترب منها خطوة واحدة ..

- أنتي صحيتي أمتي ؟؟
سألها بنبرة باردة وهو ينزل مسدسه يتخطي عن سبب دخوله لغرفتها دون سبب ملموس وواضح، يخشي إن يخبرها بأنه تعرض للقتل وقتلت زوجته ومازال لا يعلم من يريد قتله وأن كان سيحاول قتله مجدداً.
أردفت بصوت مبحوح خافت من رؤيتها لمسدسه، قائلة:
- من ساعة كدة.

أستدار لكي يخرج دون آن يهتم ولمح بطرف عيناه في مرآة التسريحة، ظل أحدهما خلف شرفة غرفتها، ألتف لها مجدداً وهو يحاول أن يُشتت أنتباهاحتي لا تشعر بالخوف أو تُعلم ذلك الشخص بأنه رأه... فقال مُردفاً:
- أنتي فطرتي ولا لسه ؟؟

- لسه، تحب أحضرلك فطار
قالت بأبتسامة تنبث من عيناها، أشار إليها بنعم وعيناه علي الشرفة، يريدها أن تخرج من الغرفة قبل أن ينشر رياح عاصفته في المكان،أقتربت خطوة منه مُتجهة إلي الباب...

رأي ذلك الشخص يخرج مسدسه ويكسر بيه شرفة غرفتها، صرخت " دموع " بفزع فجذبها من يدها وأخافها خلف ظهره وأطلق رصاصة نحو النافذة دون أنتظار شئ، ركض نحو الشرفة وفتحها ولم يجد أحد، نظر في الشارع فوجد ذلك الرجل يركب علي الموتسكل خلف صديقه وهرب...
ألتف لها ورأها تقف مُنكمشة في ذاتها وترتجف أهي تركت حياة الحانة لتعيش بحياة مُخيفة يسكنها الرعب مُهددة بالموت - غيري هدومك وأجهزي عشان نخرج

مر من أمامها شارداً يفكر فيما حدث، أوقفه صوتها وهي تقول:
- أنا معيش هدوم
أشار إليها بنعم دون أن يستدير لها، خرج من الغرفة ثم عاد إليها ببعض الملابس الخاصة بزوجته المتوفية، تجهزت من أجل الذهاب معه إلي حيث لا تعلم...

دلف سعيد إلي مكتب " معتصم " وجده يجلس علي كرسيه أمام المكتب يباشر عمله بأتقان ومهارة، أقترب منه ثم مد يده بملف يضعه على المكتب، وقال مُحدثه:
- التقرير اللي حضرتك طلبته
ترك معتصم الورق من يده ومسك الملف وقال بجحود:
- عملت ايه في الموضوع التاني.

وقف " سعيد " يضم كفيه أمامه بخذلان وقال بخفوت وخوف من هذا الرئيس الغاضب:
- ملحقش يدخل الشقة، إلياس شافه فأضطر يهرب قبل ما يمسكه ويكون ورقة لتهديد حضرتك
قذف " معتصم " الملف بوجهه غاضباً من فشل رجاله المتكرر، وضرب المكتب بقبضته وقال:
- عشان أغبيه، حتة ضابط مفعوس مش عارفين تخلصوني منه، مش قادرين علي الشغل ولا قده قولولي وأنا أجيب غيركم يشتغل بربع مرتبكم.

- يافندم إلياس مش زي أي ضابط، إحنا قبل ما خطي الخطوة بيكون مستنينا، إحنا غلطنا لما فكرنا أن موت مراته هده وكسره...
أتجه " معتصم " إلى الشرفة واضعاً يديه الأثنين في جيبه مُلتزم الصمت ويكبت غضبه بين ضلوعه، نظر " سعيد " أرضاً يعلم ان صمته هدوء ما قبل العاصفة، أخرج "معتصم " تنهيدة قوية من بين ضلوعه ثم قال مُحدثه بمكر:
- أخبار أخته ايه ؟؟

أبتسم " سعيد " بشر وقال بجدية:
- في جامعتها دلوقتي
فتح " معتصم " شرفة المكتب وأتجه نحو مكينة القهوة ثم أحضر فنجانه وهو يقول بجدية ونبرك تهديد مُحذره من أي خطأ:
- عايز أشوفها، وأياك من أي غلط المرة دي، مفيش حاجة أسمها رجالتك، لو مجبتهاش آنا هأخدك رقبتك الحلوة دي من علي كتفك...

وضع " سعيد " يده اليسري علي عنقه وأزدرد لعوبه وقال بصوت مبحوح:
- تمام يافندم
أشار إليه " معتصم " بالرحيل وهو يرفع فنجانه إلي شفتيه ثم أرتشف القليل منه بعد أن غادر مساعده وهو يفكر بأعماله المتوقفة بسبب هذا الضابط الذي يدعي الشرف والكرامة فلديه كبرياء أكبر من أموال "معتصم " وبحار لا يستطيع أحد أقافها أو جعله ينحني له..

دق جرس الباب، خرجت " أثير " من غرفتها ثم فتحت الباب ورسمت بسمة مُبهجة علس شفتيها فور رؤية أخاها أمامها فعانقته بسعادة وهي تقول مُردفة:
- أخيراً أفتكرت أن ليك أخت تسأل عليها ياحضرة الظابط

أبعدها عنه وهو يقول ببرود:
- أمك هنا
نكزته في كتفه تساكشه بحديثها:
- يا سلام قول بقي أنك جاي تصالحها، عندك في المطبخ

- خليها معاكي
قالها وأتجه إلي الداخل، نظرت بأستغراب له ورأت " دموع " تقترب منها من خلف الحائط خائفة وصامتة ويظهر عليها توترها بوضوح، أكتفت ببسمة صغيرة وأدخلتها إلى الداخل...

دلف إلي المطبخ ووجد أمه تقف أمام البوتاجاز وتطهي الطعام، أردف ببرود شديدة:
- أمي
سمعت صوته وأصطنعت الغضب حتى أنها لم تلتف له، أقترب منها وقال:
- ممكن خدمة منك.

أستدارت له بذهول فهو لم يأتي لمصالحتها كما أعتقد الجميع بل جاء لسبب أخر يجهله الجميع ويعلمه هو فقط، سألته بفضول:
- خير ياحضرة الظابط
ضحك ساخراً فالجميع يردعوا بضابط الشرطة في حديثهم بدلاً من أسمه، جلس علي أحد الكراسي وقال:
- في بنت برا غلبانة جدا مالهاش أهل ولا حد...

بترت " جميلة " الحديث من فمه بحديثها قائلة:
- وجايبهالي عشان أساعدها، دي بقي اللي أبوك شافها في بيتك ولا واحدة غيرها
أشاح نظره بعيداً عن عيناها ثم وضع يديه في جيبه مع تنهيدة قوية وزفر من تعقبهم علي تصرفاته كطفل صغير، وقال:
- هي عندها 17 سنة.
زفرت أمه بضيق من تصرفاته وخرجت من المطبخ، قائلة:
- لما أشوف أخرتها معاك يابن بطني

دلفت للصالون وهو خلفها فرأتها تجلس مع " أثير " تتفحص المكان بعيناها وتنكمش في ذاتها وكفيها يحتضنان بعضهما البعض بتوتر، أقتربت منها " جميلة " بذهول من جسدها الضئيلة وعيناها البريئة الممزوجة بنظرة خوف من العالم بأكمله وكافة الناس أجمعين، جلست " جميلة " بجوارها ثم نظرت له بشفقة علي حال هذه الطفلة ثم أردفت بصوت حنون وهي تربت علي كتف " دموع " قائلاً:
- أسمك إيه ياحبيبتي ؟؟

نظرت " دموع " له بأرتباك فأشار إليها بنعم، عادت بنظرها إلي أمه ثم قالت بخفوت:
- دموع أسمي دموع
شهقت " أثير " بذهول وقالت:
- ليه الأسم الحزين ده
- أثير قومي أدخلي جوا
قالتها " جميلة " بصرامة بعد أن رمقتها بنظرة جدية حادة، وقفت " أثير " ودخلت إلي غرفتها، أربتت " جميلة " علي قدم " إلياس " بحنان وقالت بإبتسامة:
- قوم شوف وراك إيه

وضع يديه علي ركبتيه مصاحبها بتنهيدة خفيفة ووقف، وقفت " دموع " بسرعة مع وقوفه، أردفت " جميلة " بهدوء مُبتسمة ,, قائلة:
- أقعدي يابنتي هو هيروح شغله، ولا هتروحي معه الشغل
نظرت " دموع " له بخوف من تركها في هذا المكان الغريب، كانت نظرتها تترجاه بعدم تركها هنا وحدها، أشار إليها بإيجاب ودلف إلى غرفة أخته..
جلست " جميلة " معاها وأبتسمت لها وبدأت تسألها عن حياتها وتخشي " دموع " أخبارها بحقيقة كونها راقصة حانة...

نزلت " نارين " من الأعلي ووجدت " فريدة " تجلس علي أحد الكراسي أمام البار وترتشف كأس من العصير..
أردفت " نارين " بغيظ قائلة:
- هي الهانم مورهاش شغل، قومي أنجري نضفي المكان مع باقي البنات
صرخت " فريدة " بتذمر وهي تقف وتضرب البار بيدها، قائلة:
- حاضر

ودلفت إلي الداخل، جاء " سيد " إليها وجلس بجوارها، نظرت له بأشئمزاز ثم للأمام وقالت:
- يعني المحروسة مشرفتش، ولا أنت ناوي تسيبها هربانة كتير ولا أنت مستغني عن رقبتك لما تلف حوالها حبل المشنقة

- هجبها النهاردة، بليل تكون عندك وتحت أيدك
قالها وهو يقف بملل وغيظ من تصرفات " دموع " وهروبها...

تجولت " أثير " في المول وسط محلات الملابس بصحبة " دموع " لكي تشتري لها ملابس جديد كما أمر أخاها الأكبر ..
أشتروا الكثير ثم جلسوا في كافي المول، جلست " أثير " تراقب هذه الطفلة التي بصحبتها وتأكل الأيس كريم بأنبهار وسعادة تعلو وجهها ساكنة عيناها الخضراء لتجعلهم أجمل بكثير...

كانت تنظر حولها بذهول من عدد البشر الموجودين حولها في هذا المكان الذي لم تراه مثيل له من قبل في حياتها أو أحلامها، وبسمة مُشرقة مرسومة علي شفتيها الصغار...
دفعت " أثير " الحساب وخرجوا معاً من باب المول الخارج

- هنروح فين ؟؟
سألتها " دموع " بسعادة وعيناها تنتظر أن تخبرها بذهابهما لمكان أخر غير هذا ولا يعودان للبيت
مسكت " أثير " ذقن " دموع " بسبابتها بلطف مُبتسمة لها وقالت مُردفة:
- هنشتري هدية صغيرة من " إلياس" ليكي
نظرت " دموع " لها بدهشة وقالت بسعادة تغمرها غير مُصدقة ما قالته وأن هذا الوحش سيهديها هدية، مُردفة:
- بجد

وفور أنتهاءها من جملتها ووقفت سيارة سوداء أمامهما الأثنين، أستدارت " دموع " بقلق بسيط ونظرت للسيارة، ترجل رجلان من السيارة وماهي إلا ثواني معدودة وأخذوها في السيارة تاركين خلفهم الأخري...

وصل " إلياس " إلي شقته وأخرج مفتوحه وقبل آن يضعه في الباب رن هاتفه برقم مجهول غير مُسجل، فتح الخط وباب الشقة معاً

- آلو
قالها بهدوء كالمعتاد،أتاه صوت " معتصم " مُحدثه قائلاً:
- إيه الجبروت ده ياأخي، شهرين بدورلك علي نقطة ضعف غير المدام الله يرحمها ومش عارف أوصل لحاجة، أنت إيه

ضحك " إلياس " بأستفزاز وبرود واضح ثم قال:
- آنا قدرك الأسود اللي نهايتك علي أيده بس متستعجلش
ضحك " معتصم " بالمثل بأستفزاز أكبر ثم قال:
- مش يمكن أكون أنا قدرك الأسود، خد كلام في حد حبيبي أوي عايز يسلم عليك

دلف " إلياس " إلي المطبخ ثم فتح الثلاجة واضعاً هاتفه علي أذنه، أخرج زجاجة مياة ليروي عطشه ثم توقف مكانه بصعقة قوية حين أتاه صوت أخته الصغري عبر الهاتف وهي تبكي وتناديه بخوف:
- إليـــاس، ألحقني أنا خايفة أوي هم هيموتوني زي تيـا

رفع يده علي جبينه بخوف وعجز حين سمع صوت أخته وذكرته بمرت زوجته، قال بهدوء مُصطنع مُطمئنها:
- لا يا أثير متخافيش ياحبيبتي هم مش هيأذوكي...
بتر " معتصم " حديثه من فمه حين أخذ الهاتف بعيد عنها، وقال بجدية ممزوجة بأستفزاز وغرور:
- مستنيك ياحضرة الضابط في مكتبي بعد ساعة، مش محتاج منك غير أننا نتكلم شوية، متتأخرش لأحسن تترحم عليها ولا مش باقي علي حرايمك في عيلتك خالص...

كبت " إلياس " غضبه بين ضلوعه وأنحني لرغبة هذا العدو فهو قتل زوجته ولا يريد موت أخته هي الأخري، وقال بعجز:
- هجيلك بس متأذهاش
- مستنيك يا حضرة الضابط
قالها " معتصم " بأنتصار وأغلق الخط...

ظلت " جميلة " تبكي بخوف علي أبنتها وقالت:
- أنا عايزة بنتي يا حبيب، هاتلي بنتي.. كله بسببك أنت أختي مخطوفة وهيقتله بسببك.

صرخ " إلياس " بغضب شديد وهو يقف أمامهما، قائلاً:
- كله بسببي عشان بعمل شغلي بضمير ومبقبلش بالحرام، معلمتنيش ليه يا سيادة اللواء أن الزمن ده الشريف لازم يموت وينحني، معلمتنيش ليه إن مبقاش في حاجة إسمها أخلاق وشرف وضمير وإن ده زمن الفلوس والنفوذ بس.

صمتت " جميلة " بوجع وقلبها مقبوض من الخوف علي أبنتها، لم يعقب " حبيب " علي حديث أبنه، أتجه " إلياس " نحو الباب ثم أوقفته أمه وهي تمسك يده وتقول بهلع:
- أنت رايح فين ؟؟

-رايح أرجعلك بنتك، متخافيش هم مش هيأذوها هم عايزني أنا
قالها " إلياس " وهو ينظر لعين أمه بثقة وشفقة علي حاله
أردفت بخوف وهي تتشبث بذراعه بكلتا يديها قائلة:
- طب ما أنت كمان أبني.

نزع يدها من فوق ذراعه وخرج تاركها خلفه غاضباً ولم ينتبه بأن تلك الطفلة التي أحضرها بنفسه إلي بيت أمه لم تعود تماماً كأخته ولا يعلم أين هي...
وصل " أليـــاس " أمام شركة الشربيني التجارية للأستراد والتصدير، نظر إلي المبني الضخم بتمنع ثم أخذ تنهيدة قوية وخطي أول خطواته تجاه الشركة وبمجرد وصوله إلى البوابة وجد رجلان يرتدان الزي الرسمي ( بدلة سوداء ) في أنتظاره نظر لهما بزفر وأتجه معهم إلي المصعد فأشار أحدهما إليه بالدخول أولاً فدخل بشك وفور أغلق باب المصعد أقتربوا منه وقاموا بتفتيشه وأخذوا مسدسه، رن هاتفه مُعلن عن وصول رسالة نظر إلي كلاهما ووجدهما ينظروا له فقال بأستفزاز رافعاً أحد حاجبيه لهما:
- أتفضلوا معايا أحسن..

فنظرا الي الإمام، وجد الرسالة من " علي " فتحتها وكان محتواها ( أنا تعقبت سلسلة أثير هطلع علي هناك مع الرجالة ولما أخلص هطمنك عليها حاول تماطل في الحوار عشان أكسب أكبر قدر من الوقت.. علي )
نظر علي الرجال ثم عاد إلى هاتفه كتب رسالته ( هستني رسالتك تطمني)
وأغلق الشات ووضعه في جيبه ثم أخذ نفس عميق ليستعد للمواجهة...

جالسة " أثير " تبكي وهي تنظر حولها تتأمل المكان برهبة وخوف، شعرت بخصلة شعرها تداعب جبينها بخوف فرفعت يدها وأدخلتها تحت حجابها المُبعثر بيد مُرتجفة بخوف وهي تستمع لصوت خطوات تقترب من باب الغرفة، فتح الباب ودلف رجلان وقال أحدهم بنبرة مُخيفة:
- هي هترجع أمتي ؟؟

أجابه صديقه بلا مبالاة وثقة تامة من حديثه:
- مش هترجع إحنا هنستني الأمر ونخلص عليها ونريحها.
شهقت بهلع من جملته وزاد بكاءها وهو يخبرها بأنها علي حافة الموت، نظر نحوها الرجل الأول ثم مرر لسانه علي شفاته السفلي بأعجاب وشهوة ثم نكز صديقه في ذراعه:
- مش واجب نريحها قبل ما تقبل اللي خالقها.
نظر له صديقه وأبتسم بخبث ثم هتف بضجر:
- بسرعة قبل ما الباشا يتصل.

أرتجفت بخوف شديد وضمت قدميها إلى صدرها بخوف وهي مُقيدة القدم واليد في الأريكة وحاولت أن تصرخ ويعوقها تلك اللاصقة الموجودة علي فمها، أقترب الرجل منها خطوتين وقبل آن يخطو الثلاثة فتح الباب بقوة فنظروا نحوه ووجد " علي " يدخل وهو يرتدي زيه الرسمي ومعه أحد رجال الشرطة ويصوب مسدسه عليهم، تنفست " أثير " الصعاد بإرتياح وقد وصل طوق نجاتها...،

أخرج أحدهما مسدسه وأطلق رصاصة علي الشرطة الأخر أصابت قدمه، خرجت صرخة مكتومة قوية من " أثير " من الخوف وهي تراه يقتل بلا رحمة فأطلق " علي " رصاصة علي أحدهما فسقط أرضاً مُتألماً من قدمه فهجم عليه الأخر ومسك يديه ويضغط الأثنين علي الزناد وتخرج رصاصات طائشة وهي تصرخ بخوف من أن تصابها أحد هذه الطائشات، دفعه الرجل نحوه بقوة فسقط فوقها وهي تبكي وتقابلات عيناهما معاً لأول مرة ودموعها مع نظرات الخوف التي تسكن عيناها تضعفه وضع طرف حجابها علي عيناها ثم هتف بحنان قائلاً:
- متخافيش أنا هنقذك، متبصيش أنتي.

تركها وحجابها فوق عيناها تشيح عنهما هذه المناظر المُخيفة ثم ذهب إلي هذا الرجل وأطرحه ضرباً...

وصل " إلياس " إلي مكتب " معتصم " فدخل ووجده يجلس علي مكتبه بإرتياح وهو ينتظره دون عمل.
- نورت ياسيادة الرائد مكتبي المتواضع
قالها " معتصم " بثقة وهو يحرك كرسيه يميناً ويساراً.

نظر " إلياس" إلى المكان من حوله ثم هتف ببرود مُصطنع يخفي خلفه قلقه الشديد علي أخته الصغري، قائلاً:
- كان لزومه إيه كل ده عشان تقابلني مع أن يا شيخي مكتبي في القسم مفتوح لأمثالك 24ساعة.

قهقه " معتصم " بفخر ووقف من كرسيه مُحدثاً " إلياس " بفخر وأستفزاز لغيظه.. قائلاً:
- أكيد طبعاً، بس علي حد علمي أنك في أجازة مفتوحة من ساعة ما المدام أتكلت علي اللي خالقها، شوف ياخي إحنا الرجالة كدة نقضيها خناق معاهم ليل ونهار وأول ما يسبونا نحس أنهم خدوا روحنا معاهم، المهم خلينا في الشغل.

أغلق " إلياس " قبضته بغضب مُتألم من حديثه ولكنه أخاف هذا الألم بداخل قلب موجوع ورسم إبتسامة مزيفة ثم قال بفخر:
- إحنا مفيش بنا شغل ولا عُمر ما هيكون في بنا غير أني أحط حبل المنشقة حوالين رقبتك.
قهقه " معتصم " بصوت مرتفع مُستفز ثم جلس علي الأريكة وأشار إليه بالجلوس وهو يهتف بثقة، قائلاً:
- أقعد أقعد ياسيادة الرائد الموضوع متعلق بحياة أختك.

جلس " إلياس " ووضع قدم على الأخر ويديه في جيبه وقال ببرود كالمعتاد يستفزه:
- حياة أختي آنا قادر أخلصها منك مالكش دعوة بيها خليك في اللي يخصك.

هتف " معتصم " وهو يمد يديه له بسيجارة، قائلاً:
- أنا عايزك تشتغل معايا وسيبك من شغل الداخلية دي مبيأكلش عيش ومرتبك آنا متأكد أنه مبيقضيش مصاريفك وأنت لسه صغير وشاب وسيم وبكرة تنسي وتتجوز تاني وتعيش حياتك ولا أنت مبسوط وأنت عايش كدة كل ما تطلع مهمة متقبش عارف هترجع ولا لا.

أقترب " إلياس " منه ونظر إلي يده الممدود بالسيجارة ورفع نظره إلي " معتصم " ونظر لعيناه بشجاعة وأحتقار ثم هتف بغرور قائلاً:
- شغل الداخلية ده شرف ليا ميعرفهوش أمثالك علي الأقل آنا عارف نهايتي فيه هموت شهيد لكن أنت...

أبتسم " إلياس " بسخرية ثم أكمل حديثه، قائلاً:
- هتموت خاين تاجر مخدرات فاسد.. بمعني أصح كلب وراح هتخلي بنتك ومراتك ميقدروش يواجه المجتمع لأنهم أهل خاين لكن أنا مراتك وبنتي اللي قتلتهم كانوا هتكرموا في يوم من الأيام لأنهم عائلة بطل مات وهو بينقذ العالم من شر واحد زيك فاسد... .

أغلق " معتصم " قبضته بغضب مكتوم من سخرية هذا الرجل الأقل منه مالاً وأكثر منه شأناً، وهتف بتهكم مُهدداً له تهديد صريح، قائلاً:
- ما إحنا لازم نتفق الأتفاق اللي يرضيني عشان سلامة الأمورة اللي عندي لأن زعلي وحش ومش محتاج أفكرك بيه.

ضغط " إلياس " علي أسنانه بغيظ وهتف بتحدي في حديثه وعيناه قائلاً:
- وأنت جايبني هنا وأنت عارف كويس أننا مش هنتفق ولا هحط أيدي في أيدك الوسخة دي.

أخذت القوي الرجال جميعاً الموجودين بالمكان، كانت تجلس في مكانها وتراقب المكان بعيناها الملوثة من دموعها ووجهها شديد الأحمرار من كثرة البكاء وملابسها مُبعثرة مع حجابها الذي يظهر بعض الخصلات منه يدل على حالتها الفوضوية، وعيناها تتشبث بــ " على " وهي تتذكر عيناه حين سقط عليها وتقابلات عيناهما معاً وشجاعته لمواجهة هؤلاء الذئاب فهل أخاها يفعل هكذا ويقاتل مثل صديقه، لاحظ " على " نظرتها المصلطة عليه، أعتذار من أصدقاءه وأقترب منها وهو يضع مسدسه في جرابه المعلق حول خصره حتى وصل أمامها وجثو على ركبتيه وهتف بنبرة هادئة:
- أنتي كويسة صح ؟؟.

صدم منها حين وضع يدها على جبينته فوق جرحه وقالت بخفوت وخوف يمتلكها عليه:
- أنت أتعورت جامد، الراجل شلفطتك بسببي.

أتسعت عيناه على مصراعيها متأملاً ملامحها وهو ينظر لها داخل عيناها العسليتين كشعاع من الذهب وخصلات شعرها الأسود الناعمة تداعب جبينها مع بشرتها متوسطة البياض شاحبة من الخوف وملامحها الصغيرة هكذا شفتيها الصغار باللون الوردي، كانت تبدو كوردة بسيطة داخل بستان الحياة يميزها جمالها الساحر، أبعد يدها عنه بهدوء وقال:
- دا عادي في شغلنا المهم أنتي تكوني كويسة لأحسن أتجزء عليكي في شغلي.

أدركت خطأها بلمسه هكذا دون أذن أو حق، فأشاحت نظرها بعيداً عنه وأردفت بصوت مبحوح بإحراج من فعلتها قائلة:
- كويسة شكراً لحضرتك..
وقف من مكانه وذهب نحو الضباط وهتف بجدية قائلاً:
- يلا يابني عايز نمشي من هنا خدهم على البوكس، وأجمع القوى بسرعة.

نظرت عليه وأبتسمت كالبلهاء عليه وهي تتأمله بزيه الرسمي مكتوب على ظهر قميصه الواقي من الرصاص ( police ) شعره مرفوع للأعلي مُثبت بجل الشعر وكأنه لم يخضع لمعركة من قليل ولم يتأثر شعره بل أبقي كما هو وبشرته حنطية مصاحبة بزوج من العيون الرمادية ساحرة لمن ينظر لهما، كان ينظر علي أصدقاء ولمح عيناها تنظر عليه فأرتبكت منه وأشاحت نظرها بسرعة، أخرج هاتفه من جيبه وأرسل رسالة لــ " إلياس "...

أردف " معتصم " بغضب من حديثهما وعدم أتفاقهما، قائلاً:
- أنت إيه مبتتهدش مش خايف علي أختك، أنا بمكالمة مني أخليك تترحم عليها ولو عايز سيادة اللواء والمدام كمان معنديش مانع بإشارة مني ميبقالكش حد في الدنيا كلها.

أبتسم " إلياس " بإحتقار له من تهديده بقتل عائلته وقال:
- معتقدش يا معتصم بيه، الوحيد اللي في أيده موت بني آدم وحياته اللي خلقني وخلقك...
رن هاتفه مُعلن عن وصول رسالة من " علي " فتحها وأبتسم فور قرأتها ( المهمة تمت وأنسة أثير وصلت البيت بسلامة، أخرج من عندك ).

وقف " إلياس " بإنتصار وقال:
- أستئذان آنا كفاية قرف لحد كدة.
وأتجه نحو مكتب " معتصم " وأخذ مسدسه ورفعه له وهو يردف قائلاً:
- بتاع حكومة ده عُهدة.

وقف " معتصم " من مقعده وقال صارخاً بتهديد:
- هتندم يا إلياس ورحمة أمي ماهتشوف أختك تاني غير جثة.
توقف " إلياس " عن المشي وأستدار له وقهقه بأنتصار ثم هتف بثقة وغيظ قائلاً:
- اللي متعرفهوش أن أختي في بيتها مُعززة مُكرمة عن أذنك.
وحيه بيده وخرج من المكتب مُبتسماً وهو يتواعد بأن يسترد حق زوجته وحق كل كلمة تفوه بها هذا العدو...

سألتهما " أثير " وهي تجلس علي الأريكة وتبحث حولها:
- دموع فين مش شايفها.

- معرفش مرجعتش من الصبح
قالتها " جميلة " وهي تتذكر هذه الطفلة الصغيرة الغائبة بعد أن فاقت من صدمتها، دق الباب ففتح " حبيب " ووجد " إلياس " دلف إلي الداخل وهو خلفه أطمئن علي أخته وسلامتها وقف ليذهب وبحث حوله عن " دموع " لكي يأخذها معه ولم يراها سألهما:
- فين دموع مش شايفها ؟؟.

أزدردت أمه لعوبها بصعوبة وخوف من رد فعله علي أهمالها لأمانة أحضرها، وأخبرته بعدم وجدها وكأنها ألقت حجر ناري مُشتعل عليه ألتهمه، خرج من المنزل كالمجنون يبحث عنها وهو يعلم بأنها لا تعرف أي شيء في العاصمة سواه هو فقط وجاهلة لكل شئ وبريئة لأبعد الحدود تثق بكل ما حولها وأي شخص تراه، قاد سيارته في الشوارع كالمجنون باحثاً عنها، تذكر حديثها عن " سيد " وزوجته وكيف يعاملها ويأبي خروجها من الحانة، لف مقودة سيارته لطريق العكسي ذاهباً إلي الحانة...

خرجت " فريدة " من غرفتها وسمعت حديث " سيد ونارين " معاً.
- يعني أنت هتجبها معاك
قالتها " نارين " وهي تربت علي كتفه بثقة، فأجابها بإنفعال وهو ينزل الدرج:
- لا أنا لما أمسكها في أيدي هقتلها بنت الكلب قبل ما تفتح بوقها وتقول حاجة زي أمها.

أبتسمت بسخرية ثم هتفت بمياعة زائدة توافقه علي أفعاله، قائلة:
- ماشي متتأخرش وطمني أول ما تخلص.

أشار إليها بنعم مع وصوله للطابق الأسفل فوجد " رامي " ينتظره أشار إليه وخرجوا معاً، جلست " نارين " علي البار بمزاج رايق وسعادة تغمرها فهي ستتخلص من هذه الفتاة أبنة زوجة زوجها السابقة كالعقبة في حياتها وتشكل خطر كبير عليهم، وبعد نصف ساعة من الأنتظار فتح باب الحانة بقوة ودلف " إلياس " سقط الكأس من يدها بإرتباك منه أقترب منها وهو يبحث بعيناه عنها ويناديها بصوت عالي:
- دمــوع... دمـــوع...

نظر نحوها وسألها بنبرة قلق:
- دموع فين آنا عارف أنها عندكم.
قهقهت من الضحك بمياعة وهتفت مُردفة بإستفزاز:
- دموع مين قالك أنها عندنا دي هربت مع واحد من الزبائن لتكون حبتها ياحضرة الضابط، في واحد عاقل ومحترم زيك يحب رقاصة كل يوم مع واحد، أنت خيبت ظني فيك والله.

صرخ غاضباً بوجه " نارين " وقد أشتعلت نيران الغضب والقلق معاً لأقصي درجاتهم:
- دموع فين، أنطقي.
أردفت " نارين " ببرود مُستفز مصاحبه مياعة زائدة، قائلة:
- الدموع في العين ياحضرة الضابط، أخترلك اي واحدة في البنات وأنا تحت أمرك.

مسكها من ذراعها بقسوة وجذبها له بأنفعال شديد وعيناها تأبي نظرات عين هذا الصقر المُخيف ثم أزدردت لعوبها العالق في حلقها بخفوت شديد.
- يبقي تشرفينا في القسم تقعديلك يومين ثلاث مع أشكالك في الحجز لحد متعرفي هي فين وتنطقي وقواضي الأداب مفيش أكتر منها عندنا وفي المخروبة دي...
قالها " إلياس " بتهديد صريح موجه لها ولهؤلاء العاهرات وعيناه تبث نار غضب تكاد تحرقها بالمكان معاً.

نزعت يدها من يده بثقة ثم هتفت بغرور ترد له تهديده بلهجة مُستفزة تزيد من غضبه، قائلة:
- وماله مش الحجز عندك ياحضرة الضابط فيه مكان لدموع معايا أصلي مبروحش في أي مكان من غيرها...

بتر الحديث من فمها حين مسكها من شعرها بقوة وأخرج مسدسه من جانبه ووضعه أسفل رأسها ثم قال بإنفعال:
- لأخري مرة هسألك دموع فين...

قطع حديثه صوت هاتفه مُعلن عن وصول رسالة، دفعها بقوة وأخرج الهاتف من جيبه ثم فتح الرسالة من رقم مجهول وصعق حين رأى محتواها ( لو فضلت تضيع وقتك مع الحرباية دي هتترحم علي دموع، سيد أخدها راح يقتلها بنفسه.. ألحقها قبل ما يقتلها...)، ركض خارجاً كالثور الهائج وفتح باب سيارته ثم دلف إلي مقعد السائق وأغلق الباب ثم وضع حزام الأمان يقطعه رنين هاتفه... .

خرج " على " من القسم ليلاً مُنهك من عمله بعد أنقذ " أثير " شاردة في نظرة عيناها الخائفة وهي تبكي مُلوثهما بدموعها الحارة، قطعه صوت " دموع " باكية وهي تناديه وتقترب منه:
- يا كابتن.

نظر لها ثم حوله بإستغراب شديد من تلقيبها له، وصلت أمامه فقال بأستغراب:
- كابتن ماشي، إيه اللي جابك هنا ومعيطة ليه كدة.
أردفت بصوت مبحوح من كثرة البكاء بخفوت، قائلة:
- ممكن تروحني لعمه.
ضحك بإرهاق من التعب وقال بسخرية:
- كابتن وعمه أنتي مسخرة والله.

ثم أخرج هاتفه وأتصل بــ " إلياس" أخبره بوجودها معه...
بعد ساعة وصل " إلياس" إلي القسم بعد أن وصل لحالة لا يرثي بها من القلق والخوف عليها، دلف إلي القسم ثم إلي مكتب " علي " وفور دخوله وقفت " دموع " وهي مازالت تبكي ولم تتوقف أقترب منها بهلع وسألها وهو يقف أمام وأصوات أنفاسه عالية وسألها بقلق:
- أنتي كويسة، كنتي فين.

مسحت دموعها بأناملها وهي تشهق ببكاء، فأجابته:
- هم أخدوا أثير معرفتش أروح جيت هنا، عمه روحني معاك متسبنيش في الشوارع دي مُخيفة وفيها حراميه.

ضحك لأول مرة رغماً عنه بتلقيبها له " بعمه " والشوارع المخيفة، أبتسمت مع بكاءها علي ضحكه وغمازاته التي ظهرت مع ضحكته وهو يشيح نظره عنها ناظراً لــ " علي ".
- هنروح صح ؟؟
قالتها بسعادة وهي تنظر له، أبتسم ثم أشار إليها بنعم فهو لم يخطي بعلمه وكونها طفلة بريئة ساذجة.

جلس " سيد " مع " رامي " في السيارة أمام منزل " إليـاس " ينتظروا وصولهم، جاءت سيارة " إلياس " وتوقفت نزل هو أولاً ثم هي، أشتعلت نيران الغضب بداخل " سيد " ونزل من سيارته ومعه " رامي " يمسك في يده عصا حديدية...
ضحكت بسذاجة معه وهي تتجه نحو العمارة ثم هتفت ببراءة:
- يعني هتدويني المدرسة وأذاكر وأنجح بجد وأدخل كلية طب وأبقي دكتورة أعالج الناس الغلابة صح...

سألها بذهول من أمنيتها الجميلة في علاج الفقراء وهو يخطو بجوارها، قائلاً:
- أنتي عايزة تكوني دكتورة وتعالج...

بتر حديثه ضرب قوية بالعصا الحديدية علي ظهره من " رامي " أسقطته أرضاً وصرخت هي بخوف عليه ورعب أمتلكها من ظهور " سيد " مجدداً في حياتها، أخذها " سيد " من شعرها بقوة، أغمض " إلياس " عيناه مُستسلماً لتلك الضربة القوية وعقله يذكره بأنه فقد زوجته وطفله بنفس المكان والآن " دموع "...

سألها بذهول من أمنيتها الجميلة في علاج الفقراء وهو يخطو بجوارها، قائلاً:
- أنتي عايزة تكوني دكتورة وتعالج...

بتر حديثه ضرب قوية بالعصا الحديدية علي ظهره من " رامي " أسقطته أرضاً وصرخت هي بخوف عليه ورعب أمتلكها من ظهور " سيد " مجدداً في حياتها، أخذها " سيد " من شعرها بقوة، أغمض " إلياس " عيناه مُستسلماً لتلك الضربة القوية وعقله يذكره بأنه فقد زوجته وطفله بنفس المكان والآن " دموع "، ألتف جميعاً تاركوه علي الأرض وهي تقاوم بكل قوتها وتأبي الذهاب، حملها " رامي " علي كتفه جبراً وهي تصرخ به وتضربه، أسرع " سيد " أمامهم وفتح صندوق السيارة ليضعها به ورفع رأسه بهلع علي صوت أطلق رصاصة فرأى " إليـاس " علي الأرض كما هو وأطلق رصاصة من مسدسه فظهر " رامي "...

فخرجت صرخة قوية منها حين سقط وهي علي كتفه، أبعدت يده عنها وركضت نحو " إلياس" بخوف ثم جلست علي قدميها بجواره مسك يدها جيداً حتي لا يأخذها أحد منه ثم حاول الوقوف وهو يصوب مسدسه علي " سيد "
أنتفض " سيد " بخوف من أن يقتله كالأخر وركب سيارته وذهب، سقط " إلياس " علي الأرض بتعب فاقد الوعي، نادته بخوف شديد:
- عمه.. عمه رد عليا.

كانت جالسة في غرفتها على فراشها وتستمع لأغاني شاردة في نظرة عيناه الساحرة وشجاعته وهو يقاتل من أجل أنقذها، أبتسمت بسعادة تغمرها فور تذكرها لجملته:
- متخافيش أنا هنقذك...
أحتضنت " أثير " عروسته ببهجة أعترت قلبها، ضحكت أكثر وهي تنطق أسمه من شفتيها:
- علي، هو في كدة ياقلبي، علي
وضعت قبضتها علي قلبها الذي يدق كالمجنون به وأغمضت عيناها مُندمجة مع كلمات الأغنية ولحظاته البسيطة اليوم معها...

وقف " علي " أمام المرآة عاري الصدر يرتدي بنطلونه فقط، يعالج جرح كتفه البسيط وشعره مبلل بعد أستحممه، أنتهي من تطهير جرحه فرفع يده لجرح جبينته وحينها تذكر حين وضعت سبابهها الصغير علي جرحه وعيناها الخائفة عليه ورقتها مع جمالها البسيط رغم حالتها الفوضوية في هذا الموقف، أبتسم بهدوء واضعاً يده علي جبينه بحنان ويردف مُحدثاً صورته في المرآة قائلاً:

- أثير أسمها مش وحش علي فكرة ياعلي باشا ولا شكلها وحشة.
أتاه صوت من داخله يعرف أنه ينبع من عقله وأفكاره يقول:
- هي جميلة.
أجابه مُبتسماً لذاته في المرآة:
- جميلة بس وصوتها رقيق زي العصافير وبريق عيناها زي أشعة الشمس في لحظة الغروب فوق البحر.

سأله ذلك العقل بفضول شديد عن ما يحدث بقلب صاحبه:
- أنت حبتها ولا إيه، دي أخت صاحبك معقول الراجل أمنك أمانة وأتمنك علي أخته تروح تحبها من وراءه أخس عليك راجل ندل.
صرخ " علي " بصورته في المرآة بإستياء قائلاً:
- طب غور بقي من هنا مش عايز أسمع صوتك لحد الصبح كتك نيلة وش فقر طول عمرك.

وأخذ تيشرته بضجر من فوق كرسيه وأرتدته ثم تمدد علي سريره لكي ينام ولم يتوقف عقله عن مشاجرته وهكذا قلبه لم يتوقف عن التفكير بها...

أستيقظ " إلياس " صباحاً بتعب وهو يشعر بألم في ظهره أثر الضربة فشعر بثقل في يده، فتح عيناه ونظر إلي يده وجدها نائمة علي حافة السرير بجواره معاكسة له وتمسك يده بكلتا يدها يبدو أنها كانت تنتظره أن يعود لوعي فغلبها النوم من التعب وكثرة الأنتظار، نظر للسقف بملل دون حركة حتي لا يقظها وتذكر بعض لقطات أمس وهي تحاول الصعود به لشقته ولم تقوي علي حمل جسده أو مساندته بجسدها الضئيل فساعدها البواب وأبنه ولم يشعر بأي شيء بعدها، أعتدل في جلسته علي السرير وهو يتثاءب بكسل وجذب يده من يدها برفقها ثم قام من فراشه ووضع الغطاء عليها وترك الغرفة...

_ عملتي إيه ياماما في الموضوع اللي إلياس كلمك فيه
قالتها " أثير " وهي تأكل الكيك علي السفرة مع والدها ووالدتها.. .

أردفت " جميلة " وهي تقلب حبات السكر بالحليب بهدوء، قائلة:
- أديني كلمت واحدة حبيبتي في الأدارة ويارب توصل للملف بتاعها وبعدها هقدملها في المدرسة عندي مع بداية السنة الدراسية.

سألتها " أثير " بذهول وهي تترك الملعقة، قائلة:
- وهتلحقي ياماما ده الدراسة بعد أسبوعين.

أشارت إليها بنعم وقالت مؤكدة حديثها:
- أنتي ناسية إني مديرة المدرسة، أكيد هلحق المهم دموع تستعد بقي وتتأقلم علي المكان والبيئة أنتي ناسية أنها هتكون أكبر من كل الطلاب بثلاث سنين.

وقفت " أثير " ومسكت شنطتها وهي تقول:
- دموع شطارة وهتكون قدها، عن أذن حضرتك همشي عشان كدة هتأخر علي الكورس بتاعي وهيفوتني الأمتحان.

أردف " حبيب " وهو يقرأ الجريدة بلهجة صارمة، قائلاً:
- خلي بالك من نفسك، ومتتأخريش مش عايز أرن عليكي ومترديش عليا كفاية قلق.
- حاضر يابابا
قالتها وهي تسرع للباب لكي لا تتأخر أكثر عن موعدها...

خرجت " دموع " من الغرفة وهي تمطي جسدها بتكاسل وأرق شديد، تفرك عيناها بأناملها فوجدته يجهز الفطار علي السفرة من إجلها ويجلس علي الأريكة أمام التلفاز يشاهد الأخبار ويرتشف قهوته، أبتسمت بسعادة لسلامة صحته وركضت نحوه ثم جلست بجواره وهتفت بتساؤل:
- عمه أنت كويس مفيش حاجة بتوجعك.

ضحك وهو يدير رأسه للجهه الأخري علي تلك الكلمة التي تناديه بها " عمه " وقال وهو يلتف لها ببرود كالمعتاد من شخص مجروح حد الموت:
- إيه حكاية عمه دي آنا مش عجوز لدرجتي.

أردفت بخجل وهي تنظر له ببراءة، قائلة:
- حضرتك عندك كام سنة.
- 33 سنة
إجابها بتلقائية فور سؤالها، أبتسمت له وقالت ببهجة مُشرقة:
- طيب يعني حضرتك أكبر مني بــ 16 سنة يعني قد عمري مرتين تبقى عمه ولا لا.

قال بإقناع شديد من حديثها دون أي تعبير على وجهه:
- فعلاً أبقي عمه، قومي أفطرت عشان تنزلي تشتري مستلزمات مدرستك...

ترك الفنجان على الترابيزة ووقف متجهاً إلي المطبخ وهو يكمل حديثه قائلاً:
- يكون في علمك آنا مبحبش الطالب الفاشل مادام عايزة تكوني دكتورة لازم تذاكري كويس جدا.

أجابه بسعادة وهي تقف من مكانها:
- حاضر.
ألتف لها وقال محذراً:
- متثقيش في أي حد من اللي حواليكي مادام قررتي تعيشي وسط الناس لازم تعرفي أنهم غدارين ومتثقيش فيهم.

أشارت إليه بنعم وأقتربت منه بسذاجة ثم وقفت أمامه مباشرة وهتفت ببراءة مُردفة:
- على الأقل ينفع أثق فيك صح.

أستدار يعطيها ظهره وقال ببرود صارم:
- آللي زيك مش المفروض يثق في ضابط الشرطة.

شعرت بالأهانة من حديثه وتذكرت كونها مجرد راقصة حانة فرض القدر عليها هذا اللقب اللعين الذي يخشاه الجميع ويجعلهم ينفروه منها ومن قربها، فتجمعت دمعة في عيناها الخضراء تلوثهما وقالت بحزن شديد:
- بس أنا بثق فيك لأن بحس معاك بالأمان.

ذهل من جملتها فأستدار لها بسرعة ورأي بريق دموعها بداخل جفنيها، زفر بضيق من بكاءها وهتف بجدية:
- متتعوديش تعيطي علي كل كلمة تتقالك، متبينيش للي قدامك أنك ضعيفة لانه لو حس بضعفك هيدوس عليكي ويكسرك، الناس مش ملايكة زي ما في خيالك، الناس أخطر من أسد الغابة عليكي.

أشارت إليه بنعم وهي تحاول التوقف عن البكاء، وسألته بفضول:
- حضرتك نازل الشغل.

أستدار يعطيها ظهره ويقول ببرود وجحود قلب ميت:
- أنا في أجازة.

أسرعت هي إليه ووقفت أمامه مُبتسمة وعقدت ذراعيها أمام صدرها بغرور مُصطنع وملامح مضحكة ثم هتفت مُردفة:
- واضح إن الناس الشريرين كسروك أنت كمان، المفروض تقف من تاني وتنتقم منها متبطلش تحاول أنك ترجع حقك وتنفذ هدف، عن أذنك.

ودلفت إلي غرفتها، وقف مكانه يفكر في حديثها وكأنها ألقت عليه دلو من المياة الباردة لم يشعر بشئ سوي وهو يغير ملابسه ويأخذها لبيت أمه ومنه يذهب إلى القسم مُتجهاً إلي مكتبه ويلغي أجازته عائداً إلي عمله...

أختباء " سيد " في الحانة بخوف من تهور " إلياس " ولا يعلم ماذا حدث لرامي بعد أن تلقي رصاصة من ذلك الشرس... .

خرجت " أثير " من مركز اللغات بعد أن أنهت محاضرتها مع صديقتها " سارة ".
- علي كدة نحمد ربنا أنك رجعتلنا سليمة
قالتها " سارة " بإرتياح بعد أن قصت عليها " أثير " ما حدث وخطفها...
أبتسمت " أثير " وهتفت مُردفة:
- اه.

رمقتها " سارة " بعيناها وقالت بخبث:
- إيه الإبتسامة دي ها شكلك مخبية عني حاجة والله.
ضحكت " أثير " بخجل وقالت نافية هذا الحديث:
- لا لا لا محصلش مفيش حاجة أخبيها هخبي إيه يعني...
-ماشي مصيري هعرف يابيضة
قالتها " سارة " وهي تقف وتشير إلي الأتوبيس.

خرج " إلياس " من مكتبه بزفر وأغلق الباب بقوة.

- مالك شايط ليه من أولها
قالها " علي " وهو يأتي من خلفه، أجابه " إلياس " بضيق وهو ينظر أمامه:
- هو حد يشوفك وميشطتش أصلا، أنا رايح أشوف الطب الشرعي وصل لحاجة في القضية المنيلة دي علي دماغ اللي جابوها.

قهقه " علي " بقوة من أعماق قلبه ثم هتف مُردفاً:
- من أمتي القواضي بتبقي منيلة بنيلة ها، ولا قاعدة البيت حلوة ضباط أخر زمان.

أستدار " إلياس " له ثم رمقه بنظرة جدية وهتف برسمية قائلاً:
- ثابت ياحضرة الضابط .

وبتلقائية وضع " علي " يده بجوار جبينه وقال بألية:
- تمام يافندم.

أبتسم " إلياس " له بسخرية وقال:
- أنت مدور مكتب ياسيادة النقيب عن أذنك .

وتركه وخرج، عض " علي " شفتاه السفلي بغيظ وعاد إلى مكتبه بضيق ويحدث العسكري:
- دخلي يابني المتهم اللي عندك الله يخرب بيوتكم في اليوم المنيل دا... .

جلس يحقق مع المتهم ما يقارب لساعة إلا ربع ونفذ كل صبره بسبب دوران المتهم عليه وأنكره، سمع صوت مرتفع وضجيج شديد من الخارج وقف من مقعده وخرج إلي الخارج وصرخ بالجميع بنفاذ صبر وعدم تحمله للضجيج أكثر قائلاً:
- إيه يابهايم أنتوا أحنا فين هنا فبيت أبوكم، مش عايز أسمع صوت كلب فيكم.

أزدردت " أثير " لعوبها بخوف من شراسته ولهجته الحادة مع العساكر والمجرمين، أشار العسكري عليها هي وصديقتها وقال برسمية:
- ياباشا هم اللي بيتخانقوا ومش صابرين اننا نفهم منهم حاجة.

نظر نحوهم وذهل من وجودها بالقسم وتفتعل الشجار مع المجرمين، سألها بجدية وهو يضع يديه في جيبه بغرور قائلاً:
- خير يا أنسة عاملة دوشة ليه.

جمعت شجاعتها وتغاطت عن كونه وسيم أكثر اليوم برجولته وحدته في عمله وقالت بثقة:
- من ساعة ما دخلت بقول عايزة أعمل محضر ضد الحيوان ده.

أجابها الشاب وهو يضع يده علي كتفها لكي يديرها له قائلاً:
- يا أثير أنا مقصدتش حاجة من اللي في دماغك دي، حضرتك إحنا زملاء مفيش حاجة...

وقبل آن يكمل حديثه بترته هي من فمه بصفعة قوية علي وجهه ثم تردف بأشمئزاز وأحتقار قائلة:
- تاني مرة أيدك الحلوة دي متلمسنيش، وأحنا مش زملاء وحتي لو، ده ميدكش الحق تحط أيدك علي وسطي ياحيوان... .

نظرت الي " علي " وسألته بضيق قائلة:
- مكتب إلياس منين ياحضرة الضابط أخويا يعرف يجبلي حقي كويس من الأشكال دي.

أبتسم " علي " بتكلف وقال بهدوء:
- هو مش موجود بس أنا موجود وحقك هيرجع متقلقيش أتفضلي.. .

أنتفض هذا الشاب من مسار الموضوع وسيتحول لقضية بسببها، كادت أن تذهب خلفه مع " سارة " حتي أوقفها هذا الشاب وهو يمسك يدها ويردف بخوف:
- خلاص أنا أسف مش هتكرر مفيش داعي لمحضر وقضية أنا...

إستقبل لكمه قوية علي وجهه من " علي " أرجعته خطوة بدون إرادته، وصرخ " علي " بالعسكري الواقف أمامه بإنفعال شديد وغيرة من لمسه لهذه الفتاة التي لعبت بأوتار قلبه حتي سكنته بنظرة واحدة:
- خده ياعسكري لقحه في الحجز علي ما أفضاله وأبقي أتسل عليه ونشوف حكايته إيه ننوس عين أمه ده.

أخذها ودلف إلى مكتبه وطلب لها عصير هي وصديقتها، ثم سألها بهدوء:
- ايه الحكاية بقي.

كادت أن تجيبه ولكن قطعتها "سارة " بالحديث قائلة:
- أقول لحضرتك محسن...

سألها ببرود وهو يجلس علي كرسيه خلف المكتب، قائلاً:
- محسن مين.

- اللي حضرتك دخلته السجن معانا في الكورس ومن أول يوم عينه علي أثير أكمنها حلوة يعني وكل مرة وأحنا مروحين يعرض علينا أنه يوصلنا بس أحنا طبعاً بنرفض وبنتخانق معاه ده مرة حتى حاول يمسك أيدها بس هي رزعته بالقلم...
قالتها " سارة " بعفوية حتي قطعتها " أثير ".

نكزتها " أثير " في ذراعها بإحراج وهتفت بخفوت شديد وهي تضع يدها على وجهها تختبئ منه:
- موتك على أيدي النهاردة، متحكيله حكايتي من يوم ما أتولد أسكتي فضحتيني.

أبتسم " على " عليها ووضع يده أسفل رأسه مستمعاً بأعجاب لحديثهما وقال بفضول:
- كملي.

نظرت " سارة " لها بخوف من تهديدها ثم أزدردت لعوبها وقالت:
- بس كدة حضرتك النهاردة وأحنا مروحين عرف أنها أتخطفت فأصر يروحنا وأحنا رفضنا كالعادة راحة حط أيده على وسطها عشان متمشيش روحنا لمنا الناس عليه وجبنا علي هنا...

نقل نظره إليها فنظرت بسرعة أرضاً بأحراج شديد من هذا الموقف، سألها بقلق عليها واضح في عيناه:
- المهم أنتي كويسة ؟؟.

أشارت إليه بنعم، وقف بغضب شديد وغيرة عليها من هذا الفاسق وخرج من مكتبه يتواعد بأن يلقيه أسوء عقاب...

عاد " إلياس " إلي بيت والده مع أخته بعد أن أنهى الموضوع وأخذ تعاهد من " محسن " بعدم التعرض لها مجدداً، دلف إلي الداخل وأغلق الباب ثم أستدار ووقع نظره عليها وهى تجلس علي الأرض أمام ترابيزة الصالون وتذاكر بجهد وأتقان وشعرها البنى الناعم مسدول علي الجانبين يداعب وجهها، أقتربت " جميلة " منه وهتفت بحنان:
- حمد الله بالسلامة ياحبيبي أقعد أتعشي معانا بقي.

- تسلملي هتعشي في البيت
قالها " إلياس " وهو ينظر عليها وهي تكتب في الأوراق المتناثرة حولها، سمعت صوته فرفعت رأسها ناظرة له وفور تلقي عيناهما معاً رسمت بسمة طفولية علي وجهها ووقفت ذاهبة له وكأنه والدها وعاد من عمله.. وقفت بجواره وقالت بسذاجة:
- أتاخرت ليه، طنط جبتلي كتب عشان أذاكر.

مسح علي رأسها بحنان وقال:
- ذاكرتي يعني، المهم يلا خلينا نروح ونتكلم في البيت.

- خليها هنا هتنام مع أختك، أنت راجل وعايش لوحدك مينفعش
قالتها " جميلة " بجدية وهي ترمقه بنظرة تحذير من حديث الجيران عنه، مسكت " دموع " يده بخوف وقالت:
- أنا عايزة أروح مع عمه.

نظر ليدها المتشابكة بيده ثم لعيناها وهي تترجاه بأن لا يتركها هنا وحدها، تحدث وهو ينظر لعيناها الخضراء بهدوء شديد:
- دموع هتروح معايا يامي، محدش له حاجة عندي.

لا يعلم ماذا تفعل عيناها له منذ أول لقاء لهما معاً، أبتسمت له بسعادة تغمرها كالبلهاء وأخذها من يدها متشابكة بيده وخرج بها من الشقة حاملاً لها شنطتها في يده الأخري، فتح لها باب السيارة أولاً وجعلها تركب نظر ليديهما وكأنه يأبي أن يترك يدها زفر بضيق وهو يسحب يده من كفها الصغير ثم أغلق الباب لها وألتف ليركب هو الأخر بنرفزة، قال بهدوء:
- شكلك تعبانة نامي لما نوصل هصحيكي.

ضحكت له وهي تستدير له علي مقعدها تعطي ظهرها للباب وأردفت بعفوية قائلة:
- لا مش هنام، أنت روحت الشغل صح.

أشار إليها بنعم، أكملت حديثها ببراءة قائلة:
- المهم متكونش زعلت من كلامي أنا بجد خايفة عليك حسب اللي فهمته إنهم قتلوا مراتك وكانوا عايزين يموتك أنت مينفعش تقعد من الشغل وتهرب الهروب مش حل قد المواجهة مع أني خايفة عليك جداً من المواجهة دي.

نظر لعيناها وهو يقود سيارته وتذكر ما حدث بأكمله وخوفها عليه أبتسمت له ببراءة فأبتسم لها رأي سيارة نقل تأتي من جواره خلف بابها بسرعة قصوي علم بأنها ستقتلهما معاً، جذب رأسها بهلع وأخباها بصدره وهي مُبتسمة بدهشة من فعلته وبسرعة البرق صدمت السيارة سيارته من جانبها وأنكسر زجاج نافذة الباب بظهرها وأنقلبت سيارته نتيجة الصدمة القوي وهي بين صدره...

تااابع ◄