-->

رواية عذاب قسوته الفصل الرابع والاخير

 

 عاد "فريد" للمنزل فصعد للأعلى وهو يرجوا الله أن تصفح عنه خطيئته ليبدأ حياته معها من جديد، يود أن يخطو معها من جديد،فهو أدرك أن قلبه يخفى حبٍ إليها، بداخله وعداً قاطع بأن يعوضها عما عانته معه ولكن عليه أن يجعلها تسامحه اولا على ما جناه فى حقها فى بادئ الأمر، كاد بتسلق الدرج ولكنه إنتبه لوالدته التي تحاول إرضاء الصغيرة الباكية بشتى الطرق، فأسرع إليها بلهفة _مالها "عهد"؟!



رفعت الحاجة "زينب" رأسها بتفحص_أمال فين "ربهام" أنا بستانكم من ساعتها وبحاول أسكتها لحد ما ترجعوا هي مش بتسكت غير معاها..
أجابها "فريد" بذهول_هي "ريهام" مش فوق؟!..
تطلعت له بصدمة _لاا مش فوق أنا مفكرة أنها معاك من ساعتها..
ختمت ملامحه بالحزن ليزاورها الشكوك فقالت بغضب_أوعى تكون زعلتها عشان كده سابت البيت ومشيت ؟
خرجت الكلمات متلعثمة لتصرخ به بغضب _ليه كدا يا "فريد" ليه كدا يابني؟!..

ثم صاحت بصوتٍ متأثر للغاية_ دي تعبت وإستحملت كتير وفوق كل ده كانت بتحبك وبتحب بنتك كأنها بنتها بالظبط وأديك شايف "عهد" مش بتسكت غير معاها وعماله تبكى ومش راضية تسكت...
قطع صمته أخيراً قائلاً بيأس _كان غصب عني .

أجابها بألم وقلبه يعاني، حملت الصغيرة وتوجهت للأعلى لتستدير له بملامح يشوبها الغضب من تصرفه قائلة بحدة لأول مرة أزعل منك، إنت مكنتش كده أبدا، مش عارفه إيه اللي غيرك كدا؟!
أجابها بضيق_يا أمي إفهميني .
أشارت له الحاجة "زينب." بحزن_مش عايزة أفهم حاجة،لما تبقى ترجعها بيتها تاني يمكن يبقى في كلام بينا
وتركته وصعدت للأعلى فلم يحتمل البقاء أكثر فجذب مفاتيح سيارته ليتوجه سريعاً لمنزلها ...

أحب والد "فاطمة" "حسام" فأخبره بأن منزله يرحب به بأي وقتٍ يشاء، طافته السعادة فجعلت قلبه العاشق على وشك الصراخ بهوس الجنون..

طاف بسيارته دون أن يحدد وجهته فوجد ذاته أسفل منزلها، يعلم بأن الوقت متأخر للغاية ولكنه لم يتمكن من محاربة قلبه بالاعتذار لها، صعد فريد للأعلى فطرق الباب ليجيبه والدها بعد وقتاً ليس بطويل فقام بصوت يغمره النوم_ مين ؟!
تنحنح "فريد" بحرج _.أنا "فريد" يا عمى .
أسرع بفتح الباب قائلاً بلهفة_خير يابني في حاجه؟

أجابه بهدوء_أنا أسف إنى جيت فى وقت متأخر زى ده بس أ...
قطعه بصوتٍ يجاهد للحديث _"ريهام" بنتي كويسة؟
أدرك بأن تخمينه صحيح فلم تأتي لوالدها!،؛ فأسرع بالحديث_ كلنا بخير انا بس كنت معدي من هنا، فقولت أطلع أطمن عليك، وأشوفك لو كنت محتاج حاجة .
إبتسم بود وهو يشير له بالدخول _والله فيك الخير يا ابنى، أدخل .

جلس على الأريكة ببسمة يرسمها بالكاد ليبادر بأسئلته عن أخباره فقال ببسمة ساخرة_اهو زي مانت شايف بقضي يومي بالطول وبالعرض واغلبه يقضيه بالمطبخ..
تعالت ضحكات "فريد" قائلاً بمرح_ لا خف ش
من دخول المطبخ كدا مش هتعرف تقوم من مكانك...
لم يتمكن من كبت ضحكاته فقال بصعوبة بالحديث _ يجزيك يابني...

ثم قال بجدية _والله البت "ريهام" دى بنت حلال وربنا عوضها..
ثم تنهد بألم حينما عاد للماضي _أنت متصورش يا ابنى هى تعبت قد إيه مع الزفت طليقها ده منه لله..
وأستند بجذعيه على الاريكة بحزن_صراحة انا اللي غلطان وغصبتها على الجوازة دى، هى مكنتش بتحبه ولا عايزاه، بس أنا كنت مصمم انها تتجوز بعد ما فسخت خطوبتها من إبن عمها وأنت عارف الناس مش بتبطل كلام جوزتهاله وندمت للأسف طلع بني آدم زبالة، كل يوم يصبحها ويمسيها بعلقة وتجيلى وشها وارم من الضرب وجسمها مزرق .

وأنا كمان إيه ؟ باجي عليها وأقولها إصبرى ومفيش بنت عاقلة تسيب بيت جوزها .
لغاية مفيوم يا ابنى الجيران أتصلوا بيا وقالولى إلحق بنتك، كان هتموت فى إيديه، ورحت لحقتها سايحة في دمها أخذتها على المستشفى وفضلت فترة تتعالج من الكدمات دا غير العلاج النفسي ..
وزفر بغضب فأنحنت ملامح وجهه كأنه يرى التجربة القاسية التي مر بها من جديد _وقدمنا بلاغ فيه وإتحبس فرفعنا عليه قضية وطلقها منه لله حسبى الله ونعم الوكيل فيه .

ثم تطلع له ببسمة سعادة_بس الحمد لله ربنا قدر ولطف وأهو عوضها براجل شهم وابن حلال زيك كده ولعلمك المرة دي مأجبرتهاش سبتها تختار وأختارتك أنت..
أنصت إليه "فريد" جيداً والألم يعتصر قلبه على ما مرت به وما أقترفه بها فقد كان أسوء منهم،شعر بأن ليس هناك فرق بينه وبين هذا الهجمي الذى تزوجته بل قد يكون أشد قسوة منه،نهض عن مقعده ثم إستدار ليزيح دمعات عيناه التي هبطت حزناً على من سكنت الفؤاد فنهض والدها هو الأخر قائلاً بأستغراب _أيه يا ابنى قمت ليه ؟

أجابه دون النظر إليه _ الوقت أتأخر جداً ...
قال الآخر بحزن _طب خليك قاعد معايا شوية، أو حتى أستنى أعملك حاجة تشربها.. .
أكتفي ببسمة بسيطة _لا ملهوش لزوم، معلش وقت تانى، أنا لازم أنزل دلوقتى..
وتركه "فريد" وهو في حالة لا يرثى لها فكاد أن ينشق قلبه قلقاً عليها لا يعلم إلى أين ذهبت ولا كيف حالها فكيف له بالصمود أذاً...

إستند على سيارته ليتمتم بخفوت والألم يلمع بعينه _ أليقها بس وأنا هعوضها عن كل اللي شافته معايا ومع الحيوان دا.
وتوجه بسيارته في معظم أرجاء المدينة لعله يجدها فى أحد الطرقات ولكن للأسف لم يجدها فرطم المقود بيديه بغضب لا مثيل له_هتكون راحت فين بس ؟...
طافه فكره بأن تكون صدمتها سيارة وهي بطريقه لوالدها، مجرد التفكير بالأمر جعل جسده ينتفض خوفاً فاستدار بسيارته ليبحث في المشافي ومركز الشرطة ومع كل مكان كان يخطو به كان يستمع لصراخ قلبه المتألم ليشعر بألم يساوره لأول مرة حتى أنه لم يشعر به حينما توفت من ظن أنها من سكنت قلبه فربما الأن علم ماذا تعني له؟!

بالمشفى...
ذهب "حسام" ليطمئن على حالة العم "صابر" بعدما علم أن حالته صارت مستقرة وقد تم إستجوابه من الشرطة فبناء على ذلك تم القبض على "منى" التى بدورها إعترفت على "فؤاد" وتم تصريح النيابة بالقبض عليه وتفتيش منزله،ليجدوا بمنزله ملف القضية،فتم توجيه الأتهام له بإنه خلف صفقة الحديد المغشوشة، فبدوره أدلى بإعترافه على صديقه "سليم" حتى لا يتحمل القضية بمفرده لذلك، تم إغلاق قضية "زين العابد" بعدما تقدم للمحكمة ما يكفي لأسقاط هذا الأتهام عنه وتم إتخاذ الأجراءات اللازمة لإخلاء سبيله وبراءته مما نسب إليه..

لم يجد فريد فائدة من البحث، فلم يعثر عليها فى اى مكان، فاضطر إلى الرجوع إلى منزله يجر بقايا الخيبة ويكاد الندم والحسرة يفتك به، ولج ليلقي بذاته على أقرب مقعد والأنهاك يستحوذ على معالم وجهه فيجعله كمن كبر أعواماً في بضعة دقائق، إقتربت منه والدته بلهفة_ها يا "فريد" طمني...
أجابها بحزن يسبقه بلهجته_"ريهام" مرحتش عند باباها، ودورت عليها فى كل مكان ملقتهاش، ومش عارف هى ممكن تكون فين ؟
لطمت صدرها بيديها _يا حبيبتى يا بنتى ليكون جرالها حاجة ؟

زفر بألم _ ربنا يستر، أنا قلقان عليها أوي...
تطلعت له بنظرة مطولة ثم قالت بغموض_دلوقتي قدرت تحس بيها!، بعد ما خلاص خسرتها!..
رفع عيناه لها قائلاً بنبرة إنكسار_حرام عليكِ يا أمي أنا مش ناقص، كفاية اللي أنا فيه .
إجتازها الألم لما قالته فأقتربت منه لتربت على كتفيه بحنان _معلش يا ضنايا، أن شاء الله هترجع من نفسها وربنا يصلحلكم الحال .

همس بصوتٍ خافت يطوفه الأماني_ يارب يا ماما يارب
أشارت له بهدوء_أطلع ارتاح شويه، والصبح إن شاء الله يكون ربنا فرجها من عنده.
أكتفي بأشارة بسيطة من رأسه ثم توجه لغرفته بثبات يعاكس نيران هذا القلب، إرتمي بثقل جسده على الفراش ليصدح هاتفه برنين رفيقه، أخرج هاتفه ليرفعه لوجهه بثبات فأستمع لصوته الساخر _إيه يا باشا، ده أنا مردتش أتصل، وقلت اسيبك تأخد راحتك مع الحنين والأشواق...

أجابه بغضب _وهو طول مأنا شايف خلقتك هيجيلي شوق وحنين أزاي؟!
"حسام" بصدمة_هببت إيه تانى ؟ خربتها وقعدت على تالها، مانا عارفك قفل وغشيم..
زفر بسخرية _هو أنا لحقت أعمل حاجه أنا رجعت ملقتهاش اصلا فى البيت ومش موجودة عند باباها ولا فى اي مكان..
"حسام" بأستغراب _غريبة جداً...

أجابه بصوتٍ يطوفه الجراح_هتجنن مش عارف بجد أعمل أيه ؟
أسرع بالحديث بعد سماع صوته المتأثر بما حدث _هتلقيها بأذن الله هي ممكن كانت محتاجة فترة تبعد فيها مش أكتر وأكيد هترجع تاني...
إبتسم بسخرية_بعد اللي عملته معتقدش..
زفر "حسام" بغصب_دايماً على طول كدا على العموم من النجمة هكون عندك، ندور عليها مع بعض وإن شاءالله نلاقيها .
"فريد" بحزن _ياررب يا حسام..

فتحت عيناها بجفن ثقيل للغاية، لم ترى من أمامها سوى أشباح الظلام تندمس تدريجياً حتى سطع الضوء فتسلل بخفة لعيناها، وقعت نظراتها على الفتاة التي تجلس بجوارها فقالت "راتيل" ببسمة هادئة_أحسن دلوقتي؟.

إبتسمت "ريهام" مشيرة إليها بخفوت وهي تمرر أصابع يديها على يدها التي تغلفها الشاش الأبيض على أثر الكسور المبرحة التي لحقت بذراعها، حملت "راتيل" حقيبتها قائلة ببسمة هادئة_أنا مضطرة أنزل لشغلي بس هحاول ارجع بدري مش عايزاكي تتعبي نفسك عشان دراعك وأنا كلها ساعتين وهجيب الغدا وأنا رجعة
إبتسمت "ريهام" بوهن على تلك الفتاة البريئة التي قذفها الله بطريقها لتنقذها من الهلاك بعدما قررت إنهاء حياتها، هوت الدموع على وجهها حينما تذكرت ما كان سيحدث بها حتما حتى أن "راتيل" تعاطفت معها للغاية..

أنفضت عن ذاتها تلك الأفكار المتزحمة التي تغلفها بطبقات من الاحزان، فتحملت على ذاتها لتنهض عن الفراش لتتجه للحمام الملحق بالغرفة، حملت قطرات المياه بين أصابعها لتسكبها بقوة على وجهها لتزيل ذكرياته الأليمة، رفعت عيناها للمرآة المعلقة أمامها لترى أمامها شتات إمرأة لماتها الأحزان وتربص بها الأنين لينثر من تبقى من ألام بداخل قلبها الهزيل.

أشاحت بوجهها سريعاً عنها ثم خرجت هروباً من رؤية هذا الضعف الذي يذكرها بما مر من حياتها، أنهت الرواق الطويل فوقفت تتأمل الشقة من أمامها، وجدتها في حالة من الفوضى العارمة حيث يطوف بها علب الطعام الجاهز وملابس مبعثرة بكل مكان فيبدو أنها تعيش بمفردها، تحملت "ريهام" على ذاتها لتبدأ رحلتها بتنظيف المنزل بيدها السليمة، عانت بعض الشيء ولكنها حاولت كثيراً حتى تخرج ذاتها من التفكير به،إستعانت بالله وقامت بالترتيب بقدر ما إستطاعت حتى مر الوقت سريعاً فلم تشعر به إلا حينما ولجت "راتيل" حاملة أكياس الطعام، تصنمت محلها بأنبهار من جمال المنزل وترتيبه البلدي للغاية فأقتربت منها قائلة بصدمة ساخرة_هو أنا دخلت شقة غلط ولا أيه ؟

تعالت ضحكات "ريهام" قائلة بصعوبة بالحديث _لا هي،بس كانت محتاجة ترتيب مش أكتر .
"راتيل" بحرج_أنا فعلاً كنت مبهدلاها من قلة الوقت، تكليف بالنهار وشغل باليل فى المستشفى.
ثم قالت بحدة_بس ليه تتعبى نفسك وأنتِ تعبانة أصلا، وكمان بإيد وحدة، أنتِ جبارة صراحة، ماشاءالله عليكِ.
أجابتها ببسمة هادئة _ولا تعب ولا حاجة، أنا كنت بسلي نفسي عشان الوقت يمر .
إبتسمت "راتيل" بخبث_ سي "فريد" وحشة ولا أيه ؟

تبدلت ملامحها للحزن حتى أن دموعها إنسابت دون توقف فأقتربت منها سريعاً قائلة بمزح لأسعادها_ما كنا كويسين وبنضحك، قلبتيها غم ليه تانى ؟
رسمت البسمة على وجه "ريهام" فقالت بحزن_اللي وحشتنى بجد هى "عهد"، متصوريش قد إيه بحبها ؟، شغلة تفكيري جداً مش عارفة هي عاملة أيه ؟، أكيد مغلبة ماما "زينب" عشان مش بتسكت غير معايا، بس أعمل إيه ؟ الظروف هى اللي أجبرتنى إنى أعمل كده .
ربتت "راتيل" على كتفيها بحزن_معلش، بكرة إن شاء الله الأمور تظبط وترجعى تخديها فى حضنك .

إبتسمت "ريهام" بسخرية_مستحيل اللي انكسر يتصالح في يوم من الأيام انسى أني أرجعله...
" راتيل" بمرح_طب عينى فى عينك كده .
وضعت عيناها أرضاً بحزن فهي تعلم بعدم مقدرته على إتخاذ مثل ذا القرار...

إقتربت منها "راتيل" قائلة بسخرية _شوفتى أهو أنتِ حبه بيرفرف بالقلب وشوية والعيون هتطلع قلوب حمرا
تعالت ضحكات *ريهام " فقالت بعدم تصديق_ .أنا مش عارفة أنا حبيتك وأخذت عليكي بسرعة كدا أزاي؟.
قالت " راتيل" ببسمة ألم _يمكن عشان مرينا بنفس التجربة ونفس الألم..
تطلعت لها "ريهام" بأهتمام _مش فاهمه تقصدي ايه؟..

وضعت الطعام على الطاولة بهيام بماضيها العسير مع طليقها فجلسوا يتناولون الطعام سوياً لتقص لها "راتيل" عن حياتها المؤلمة التي قضتها مع طليقها حينما أضاع عمره على تناول المحرمات والخمر والمخدرات حتى أنه لم يكتفي بذلك بل كان يسرق مالها ومتعلقاتها وحينما إكتشفت الأمر كاد بقتلها وقضت لها أيضاً رحلة كفاحها لتقبل عائلتها بطلاقها المحتوم، إستمعت لها "ريهام" بحزن على ما مرت به فحقاً أصبحنا بمجتمع أصبح يلعن المرأة المطلقة بصورة مريضة حتى أنه يهاجم من لم يحالفه الحظ بالزواج!

رفع "حسام" هاتفه ليطلبها حينما شعر بأنه بحاجة للحديث معها فأبتسم بمكر حينما وجد حجته... .
أتاه صوتها الرقيق قائلة بخجل _السلام عليكم..
أجابها ببسمة واسعة _وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته يا بطوطة..
تمتمت "فاطمة" بغضب _برده " بأيجاز وهروب زوجته، أنصتت له بتركيز ثم قالت ببسمتها المهلكة _متقلقش هعرف اوصلها..
ضيق عيناه بأستغراب_أزاي؟..

أجابته بهدوء _في جروبات حريمي عددها كبيير جدا بيساعدوا بعض في أي حاجة أنا بس عايزة صورة ليها وأنا أنزلها وأكيد أي حد شافها هيدلنا على أقله حتى نطمن أنها بخير..
أجابها بشك _وتفتكري هنوصلها؟..
أجابته بتأكيد _أكيد وممكن فى دقايق،كل بيت حالياً بقى فيه نت فيمكن اللي شافها أو قاعدة عنده يبلغنا بمكانها.
."حسام" بجدية_ ربنا يجمعه بها..
قالت ببسمة بسيطة لرؤية جديته تمحي مرحه بالأقات التي تناسبها

إاتصل "حسام" بفريد وأبلغه الأمر، فأسرع "فريد" بأرسال صورتها لفاطمة التي وضعتها بالجروبات التي تجمع أكثر من مليون إمرأة حتى يتم الوصول إليه مسرعاً..
بمنزل "راتيل"...
أنتهوا من تناول الطعام فقالت "راتيل" بمرح_الحمد لله أقوم بقى اعملنا كوبيتين شاى فى الخمسينة كده.
تعالت ضحكات "ريهام" قائلة بسخرية_.والله أنا خايفة متطلعش فى الخمسينة وتطلع فى العشرينة وبطنى توجعنى.
"راتيل" بغضب _بقى هو كدا؟ .

أجابتها "ريهام" بتأكيد _اه كده، فخلينى أنا اعمله احسن
أسرعت "راتيل" بالحديث_..بس عشان دراعك.
أجابتها بلا مبالة _لا دى حاجة سهلة متقلقش.
وبالفعل ولجت للمطبخ لتعد الشاي تاركة "راتيل " منغمسة بهاتفها لتصعق حينما كانت تتصفح الفيسيبوك إذ بصورة "ريهام" أمامها على أحد الجروبات الخاصة بالسيدات فقرأت محتوياته لتشرد من جديد ولكن تلك المرة بعزيمة لعودتها لمن أختاره قلبها!

بينما تتصفح "راتيل" الفيس فتفاجئت بصورة "ريهام" أمامها، عادت بقراءة (البوست) مجدداً لتجده مرسل من أكونت بإسم "فاطمة"، توقفت لوهلة أمامه فيبدو لها من حديثها بأنه تعشقه حد الجنون لذا وبعد تفكير عميق قررت التحدث لتلك الفتاة فما أن أجابتها حتي أبلغتها بأنها علي علم بمكان" ريهام" ولكنها لن تخبرها عن شيء الا حينما تخبرها برقم زوجها فعليها الحديث معه أولاً، انصاعت "فاطمة" لمطلبها فبعثت لها برقم "فريد" فتفقدت "راتيل" "ريهام" لتجدها مشغولة بأعداد المشروبات إليهم، تسللت بخفة لشرفة غرفتها ثم أخرجت رقم هاتفه لتحدثه والارتباك يكاد يتمكن منها...

ساعات قليلة تحصى علي اليد منذ أن تركته ولكنه يشعر بأنها كالأعوام!، بات علي يقين بأنها تمكنت من لمس نبضات قلبه لتتربع علي عرشها بتمكن، ابتسم "فريد" بألم علي ذكرياتها الي
لحقته دون توقف منذ أن تركته، قطع شروده صوت رنين هاتفه، جذبه "فريد" ليتأمل الرقم المجهول بتأفف من كونه عميل جديد، وصع الهاتف بجواره ليشدد علي خصلات شعره بحزن، أغلق عيناه بألم ليعود هاتفه بالرنين مجدداً فجذبه بتأفف: - الو...

استجمعت" راتيل" شجاعتها فقالت بهدوء: - حضرتك أستاذ "فريد"؟.
ضيق عيناه باستغراب أيوا أنا، مين معايا؟..
أجابته بارتباك: -  أنا بكلم حضرتك بخصوص مدام "ريهام"..
استقام "فريد" بجلسته بلهفة فين؟، معاك؟... طيب كويسة؟!..
حدثت ذاتها بهيام: - ما الراجل هيموت عليها أهو، يبقى مغلطتش لما أتصلت بيه .
تنحنحت بثبات: - ما تقلقش هى بخير.
أجابها بلهفة سرحت بحبها لها: - طيب هي فين عايزأسمع صوتها...

ابتسمت بخبث: -  مش لما نتفق الأول؟!..
أسرع" فريد." بالحديث: - أنا مستعد اديك المبلغ اللي حضرتك تطلبيه، المهم أسمع صوتها وتكون بخير
صاحت "راتيل" بلهجة يكمنها الغضب فلوس أيه اللي حضرنك بتتكلم عليها أنا صديقة واللي يهمي مصلحتها عشان كدا طلبتك...
قال بحزن: - أنا بعتذر منك بس أنا ملهوف عليها فكرة اختفاء ها دي خلت عقلي عاجز عن التفكير...
أجابته بتفهم: - ولا يهمك، عموماً أنا زي ما قولتلك يهمي مصلحتها عشان كدا كلمتك من وراها لو عرفت هتزعل مي...
=ياريمت تكملي جميلك وتقوليلي مكانها فين؟..

جلست "راتيل" علي المقعد بغرور مصطنع: - هقولك بس لما تجاوبي بصراحة علي سؤالي..
"فريد": - إتفضلي؟

قالن بخجل: - أنت بتحبها ؟
أجابها بتلقائية: -  جداً..
ثم قال بعدما أستعاد ثباته: - أكيد بحبها لأنها مراتى.
تمتمت بصوت منخفض سمعه جيداً: - طالما بتحبها أمال مبهدلها معاك ليهكدا!..
إبتسم بحرج من الواضح أنك عارفة كل حاجة..

أجابته بحزن: -  عارفة ومش هقولك على مكانها، غير لما توعدنى إنك تعاملها بما يرضى الله، وتعوضها خير عن اللي شافته بحياتها.
قل بصدو: - أنا أقسمت عل ده فعلا بس دا ميمنعش ال اوعدد، ممكن أشوفها بقى؟.. .
ابتسمت بفرحة حينما شعرت بلهجته المفعمة بالحب فقالت ببسمة رضا: - هبعتلك العنوان في رسالة حالأ...
وأغلقت الهاتف معه لترسل له العنوان بسعادة وإقتناع بما فعلته...

كانت تنظر للشعلة التي تحاوطها النيران من جميع الاتجاهات بشرود يختمه الدمعات، دمعات تقتص لماضيها الذي يلاحقها كلما هربت منه، أردت أن تحيى حياتها بصورة طبيعية ولكنها كانت تحرم من أبسط حقوقها، إعتادت نظرة النساء لها بأشمئزاز لكونها مطلقة فما أن تزوجت حي عادت تجلد ذاتها مجددا!.. حملت الكوب الساخن إلي "راتيل" التي تجلس بالخارج تكبت بسمة المكر فهي تعلم بأن علاج جراحها ستداوى بعد قليل، خرجت "ريهام" للشرفة لعل الهواء ينعش نيران القلب المجروح...

إنحنت بجسدها لتستند علي السور الخارجي؛ فوقفت تتأمل حركة السيارات من أمامها بشرود، تهاوت الدمعات علي وجهها لمجرد تذكره، مرت الدقائق ومازالت موجة الماضي تستحوذ علي تفكيرها، استقامت بوقفتها بذهول حينما تسللت إليها رائحة البرفيوم الخاصة به، إبتلعت ريقها الجاف بتوتر فأستدارت ببطء لتجده يقف خلفها بعينان تكاد تلتهمها شوقاً، طالت النظرات فيما بينهما لتقطعها كلماته التي لفظها ببطء عن تعمد لتشعر بصدقها: - وحشتيي..

بقيت محلها تتطلعه بصمت، وقعت عيناه علي يديها التي تحاوطتها الجبيرة فأسرع إليها بلهفة إيدك مالها؟..
تراجعت للخلف خطوة حي لا يلامسها؛ فتطلع لها بحزن: - أنا فعلاً غلطت يا "ريهام" بس أنت كمان غلطي لما خبيي علياكل دا..
أجابته بدمع ولهجة ساخرة: - وأنت إدتي فرصة، أنا كنت كل ما بقرب منك خطوة كنت بتبعدني عنك ألف...
أقترب ليقف أمامها فجذب يدها برفق ليطبع قبلة رقيقة علي أصابعها جعلت وجنتها تكسو بحمرة الخجل: - كنت غلط ورجعت شوفت الصح...
تطلعت له بثبات: -  وأيه الصح من وجهة نظرك؟..

مرر يديه علي وجهها تاركاً عيناه تتعمق بنظرات عيناها: - اني بحبك يا"ريهام"..
ارتجف جسدها علي أثر كلماته التي تختبرها لأول مرة فأكمل حديثه: - بحبك وندمان علي اللي عملته ومش طالب منك غير أنك ترجي معايا عشان نبدأ حياتنا من جديد رفعت عيناها بدموع غزت قلبه فلامته عيناها بصمت ليشدد من إحتضانها بين يديه هامساً بصوته الرجولي الجذاب: - هعوضك عن كل لحظة جرحتك فيها يا عمري...

أغلقت عيناها باستسلام بكلماته الهالكة، شدد من إحتضانها بسعادة لعثوره عليها أخيراً، ولجت "راتيل" للداخل لتضع الحلوى من يديها علي الطاولة ببسمة سعادة: - الأمور شكلها إتحلت ما بينكم...
إبتعدت عنه سريعاً بخجل فابتسم بخفوت قائلاً بإمتنان: - أنا مش عارف أشكرك ازاي بجد..

أجابته "راتيل" وقد لمع الدمع بعيناها: - متشكرنيش علي حاجة، حافظ عليها بس، مش كل الستات الملطقات محظوظة أنها تعيش وتكمل من جديد فصدقي لما بتجيلها الفرصة بتعمل المستحيل عشان العلاقة دي تنجح فياريت تقدردا وتقدرحبها ليك..
إقتربت منها "ريهام" قائلة بدموع كثيفة: - علاقتنا متنهتش؟..
أشارت لها بفرحة: - لا طبعاً أنت بقيي صديقي يا "ريهام" وأكيد هزورك على طول..
ابتسمت بسعادة ثم تبادلن رقم الهواتف لتغادر معه بعدما قطع لها وعود قاطعة ببدأ حياتهم من جديد.

بمنزل "فاطمة"...
إستمعت لطرقات خافتة علي باب المنزل فأرتدت حجابها لترى من هناك؟، إحتل الذهول ملامح وجهها حينما لم تجد أحداً فخرجت بضعة خطوات لتتفحص الدرج فأذا بشيي يلمس قدماها، أخفضت نظراتها بفزع لتجد علبة حمراء اللون مغلفة بحرافية ليعلوها شريطين باللون الأبيض فجعلها أنيقة للغاية...

جذبتها "فاطمة" للداخل بذهول فأخذت تحرر محتوياتها لتتفاجأ بحاسوب رمادي اللون مثل ما كانت تتمى الحصول عليه، رفعت يدها علي فمها لتكبت شهقاتها من هول الصدمة فجذبت الورقة المطوية أسفله بلهفة لتقرأ محتوياتها ببسمة تتسع شيئاً فشيء..
"عارف أنك مش بتحتفلي بعيد ميلادك فحبيت أحتفل بيه أنا، كل سنة وأنت طيبة يا بطوطة والسنة الجاية نحتفل بيه ببيتنا"..
ابتسمت بهيام فحسام ينجح دائماً بلمس قلبها بكلماته وأفعاله التي تأسرها بسحره الخاص!...

بمنزل "فريد"...
ولج للداخل بصحبتها، فأسرعت لغرفة الصغيرة أولأ، وجدتها غافلة في فراشها فأحتضنتها بدموع تسري بالعينان شوقاً للقاء، صعدت الحاجة" زيذب" خلفها فولجت للغرفة قائلة بعتاب: - كدا يا بنتي تقلقيي عليك بالشكل دا وتخرجي من غير ما تقوليلي!..
وضعت عيناها أرضاً بخجل معلشي يا ماما كنت محتاجة أكون لوحدي شوية..
ربتت علي ظهرها بتفهم عدت علي خيريا حبيبتي...

ابتسمت بألم فأشارت لها الأخرى بهدوء: - روي أوضتك ريي شوية شكلك تعبان يا روي...
قبلت يدها ببسمة رضا ثم توجهت لغرفتها بهدوء، إنسحب "فريد" لغرفة مكتبه فأخرج هاتفه ليأتيه صوته بعد دقائق معدودة.
"حسام": - أيوا يا "فريد"...
أستند بظهره علي المقعد بثبات: - عملت أيه؟..
أجابه بثقة: - الرجالة قامت معاه بالواجب خد علقة مووت عشان يحرم بعدكدا يفتح لسانه بالباطل عن أي حد...

تعالت ضحكات "فريد" بتسلية: - يستاهل عشان يعرف هو بيتكلم عن مين الكلب دا...
إبتسم "حسام" قائلأ بسخربه لوعايزه مع الرجالة يروقوه للصبح اوي وأهويبقي طاهرة بدل "طلعت".
شاركه "فريد" المزح لا مش للدرجة دي يا جدع ساعة كمان وخليهم يمشوه..
: - أنت تؤمر يا إكسلانس..
وأغلق الهاتف ثم وضعه بجواره متوجهاً للصعود للأعلى..

بغرفة "فريد"...
كانت تحاول أن تنزع عنها ملابسها ولكن وجدت صعوبة فالجبيرة تشل حركة ذراعها، شهقت فزعا حينما وجدته يقترب منها فحاول مساعدتها قائلا بهمس: - .تسمحيلى أساعدك ؟ إرتجفت حينما لفح صوته وجهها فأكتسحت الحمرة وجهها بأكمله، إبتسم بمكر: - متقلقيش أنا هساعدك بس مش أكتر.. واسرع بالفعل بمعاونتها علي تبديل ثيابها، علت أنفاسهما باضطراب كلما اقترب منها، حاول السيطرة على رغباته الجياشة فطبع قبلة بسيطة علي جبينها قائلاً بصوت متقطع: - هسيبك ترتاحي شوية وهروح أنام مع "عهد" .

علمت بأنه يريد ترك مساحة خاصة بها فيخشي أنها مازالت غاضبة مما فعله من قبل، هم بالرحيل فتمسكت بقميصه بخجل فتطلع لها بعدم تصديق، جلس جوارها يتأملها بنظرات مطولة تاهت هي بها ليقربها إليه ليروي شغفه المهوس بها ليجذبها لعالمه الخاص بهما بعدما صنعه هو لأجلها، لأجل من تمرد القلب عشقاً لها!...

انقضي شهرا كاملاً قضاه "فريد" معها ومع ابنته الصغيرة، الملاك المدلل لريهام فكانت لها الأم الي حرمت منها، بذل بتلك المدة قصار جهده ليعوضها عن عذاب قسوته اللعينة فأكتشف مدى عشقه لها...
بشرفة الغرفة الخاصة بالصغيرة...

كانت تجلس علي الأرجوحة وهي تحمل الصغيرة بين يديها فتعالت ضحكات الصغيرة بسعادة، تابعها "فريد" بنظرات أخجلتها للغاية فأخذت تداعب الصغيرة حي تهرب منها، وكالعادة يعلو هاتفه برقم رفيقه الذي يعده "فريد" بالثرثار..
رفع هاتفه بغضب مصطنع: - عايزيه علي الصبح يا "حسام"؟ اجابه بسخرية: - إيه يا عم شهر العسل اللي مبيخلصش دا؟!
"فريد" بغضب: - . يا ساتر يارب على النق، يعى ولا ده عاجب ولا ده عاجب.

تعالت ضحكاته فقال بمرح لا عجبى يا سيدى، بس الشغل محتاجك ولا نقفلها ونعيش بالحب! .
كبت ضحكاته قائلا بمكر: - لما اشوف بس أنت لما تتجوز مواعيدك هتبقى عاملة أزاي؟..
=هتلاقيي فى الشغل من تاني يوم .
تعالت ضحكات "فريد" بصدمة: - معقولة ليه ؟

: - مش عارف يا فريد يا خويا البت منشفاها عليا أوي . "فريد" بشماته: - والله جدعة وعندها حق، هو فعلاً لخطوبة لها حدود بدال مفيش عقد وأنت الصراحة بتسوء فيها . "حسام" بغضب: - أنت ما بتصدق تلاي فرصة تشمت فيا؟!...
تعالت ضحكاته بتأكيد بصراحة أه..

زمجر الاخر بغصب فقال "فريد" بجدية: - طب ما تعقد القران مستي أيه؟
أجابه بغيظ: - مهي بتحجج كل يوم بحجة شكلها خايفة مي..
"فريد" بخبث: -  أقولك حطها قدام الأمر الواقع، وروحلها والمأذون فى إيديك وهكون معاك اشهد على العقد.
"حسام." بفرحه: - عفارم عليك، خلاص هعدي عليك بالليل أخدك ونعدي على المأذون ونروح.
"فريد" بضحك: - تمام التمام.

وبالمساء...
كانت "فاطمة" تتابع ملف إحدى القضايا فى منزلها حى سمعت صوت أحد يناديها من أسفل العمارة، فخرجت مسرعة لتصعق حينما رأت "حسام" يقف بالأسفل، والسماء مزبنة بعدد مهول من البلايين الحمراء على هيئة قلوب وبعض من الزهور ليصيح بغمزة من عيناه: - .+بحبك يا بطووط، تقبلي تجوزيي..
إتسعت عيناها من الدهشة فراقبت حشد الجيران الذين يتابعون ما يحدث من النوافذ باهتمام فصاحت بضيق: - أنت مجنون صحيح!.

أجابها بهيام: -  بحبك يا بطوطة ومش همشي من هنا إلا لما توفقى على كتب الكتاب ومعايا "فريد" هيشهد وا لمأذون هيخلص..
اخرج "فريد" رأسه من نافذة السيارة قائلاً بسخرية وعيناه تتأمل سكان العمارة المحدقون بهم: - الحيوان دا خلى فضحتنا بجلاجل فأنجزي بسرعة الله يكرمك..
والد "فاطمة" باعجاب وبسمة يشوبها عدم التصديق والله خطيبك دا عسل ودمه لوز اللوز، انا ذات نفسي معنديش مانع نكتب الكتاب الوقتي وبعد بكرا الفرح
"فاطمة" بسخرية: - متتجوزه أنت وتقدملي خدمة العمر..

تعالت ضحكاته قائلاً بصعوبة بالحديث: - لوكان ينفع مكنتش أتاخرت عليه...
ثم أستكمل حديثه: - وافقي بقى بدل ما الفضيحة اللي هو عاملها تحت دي توصل للشارع كله كفايا سكان العمارة..
ابتسمت بفرحة محاولة رسم الثبات: - أمري لله...موافقة
( بارك الله لكم وبارك عليكما وجمع بينكما في خير)..

كلمات قالها المأذون ليعلن زوجهما فقام "حسام" بألقاء المنديل وأسرع لاحتضانها بحب وشوق...
حاولت دفشه بعيداً عنها وخاصة من وجود "فريد" والجميع لتصرخ بغضب: - أبعد عي بقولك.
"حسام" بمرح: - لا خلاص، مفيش بعد، كتبنا الكتاب وعلينا الجواب، وبقيتي مراتي يا بطوطة..

وبعد مرور أربع سنوات.
اتجهت" فاطمة" لمن يقف علي بعداً منها فقالت بضيق بقولك إيه ي "حسام".
أجابها "حسام" بتذمر: - نعمين؟..
"فاطمة" بضيق أنا مش مستريحة للواد "معاذ" إبن "فريد" ده..

"حسام." باستغراب: - ليه يا آخرة صبرى، مهو ولد لذيذ ودمه خفيف زى عمه أهو! .
رمقته بضيق مش شايف لازق لبنتنا إزاى؟!، ورايح جي وراها فى كلحتة.
تعالت ضحكاته بعدم تصديق دول أطفال يا بطوطة، الولد مكملش ٣سنين و" عائشة" يدوبك سنتين ونص!..
صاحت" فاطمة" بغضب: - ماليش فيه خليه يبعد عنها عشان ميتعودش على كده .
"حسام" بغيظ: - نعملك أيه يعي عشان ترتاي نجيب المأذون ونكتب عليهم هماكمان!..
"فاطمة" بغضب: - أنت بتهزر ؟

"حسام": - أنت اللي بتهزري.
ذمت فمها بضيق فأشارلها "حسام" علي" فريد" وأريهام"
بهيام متعمداً لأثارة غضبها: - شايفة عصافير الغرام دول، بصي
بيزقزقوا من الحب إزاى كأنهم متجوزين إمبارح مش زي ناس كدا عايشة علي الخشن.

تطلعت له "فاطمة" بغضب مميت: - قصدك إيه ؟ تمتم "حسام" بمرح: - لا مش قصدى حاجة،أنا حاسس إنى متجوز "جعفر أيوب".
علي مسافة قريبة منهما كانت تجلس بجواره بخجل فقالت بهيام بعيناه الساحرة: - بتحبي يا "فريد"؟
إنكمشت ملامحه بأستغراب: - لسه بتسأليى؟، أنا بأعترف أني أخذت نصيي من الفرح لما حبيتك، أنا كنت وصلت لمرحلة كره النفس وأنت اللي رجعتيي أحلم من جديد
ثم قال ويديه تحتوي يدها وعيناه تتربص بعيناها: - كلام الحب كله ميقدرش يوصف حى ليك.

قالت بخجل وعيناها أرضاً: -  بس مكنتش أتصور أن عوض ربنا جميل كده.
جذبها إلي أحضانه بهيام، دق هاتفها برسالة فرفعتها ببسمة هادئة ليخمن "فريد" بصاحبتها فقال: - "راتيل"؟..
أشارت إليه قائلة بفرحة: - أه هي، بتبلغي أنها حامل..
ثم قالت بدموع السعادة: - الحمد لله ربنا عوض عليها صبرها بعد جوازتها الاولي اللي كانت بسبب تأخرحملها... ربنا يكملها علي خير يارب
إبتسم قائلاً بمحبة: - هأتصل بكرا أهي" زين"..

تطلعت له بعشقأنت كنت السبب بعد ربنا بالجوازة دي، متعرفش "راتيل" بتدعيلك أزاي!..
تعالت ضحكاته بمرح: - ربنا يستر وميتخانقوش وتدعي عليا
شاركته الضحكات قائلة بصعوبة بالحديث: - لا متقلقش أنا محذرها من النقطة دي من قبل ما توافق علي الجوازة دي عشان كدا خلتها تجيلك المكتب ورتبنا لقعدتهم مرة تانية عشان توافق وهي مقتنعة.

تطلع حوله بتفحص فتطلعت له باهتمام، إقترب منها قائلاً بخبث: - طب ما تيجي نعمل زيهم ونلم جميل على جميلة ونجيب بيي كمان أنا المرادي عايز بنوتة بس بشرط تكون قمر زيك..
تطلعت له بخجل: - موافقة بس بشرط.
ضيق عيناه بغضب: -  شرط أيه دا!

تطلعت له "ريهام" ببسمة هادئة: - لوربنا رزقنا ببنت نسميها "ليان"
تطلع لها بنظرة عميقة فلم يتوقع أن تختار ذلك الأسم المحبب لقلبه ولكن لم يستطيع التفوه به خوفاً على مشاعرها فهو حقاً يعشقها حد الجنون ولكن مازالت هناك غرفة من قلبه تحمل ذكريات زوجته الراحلة، قالت حينما طال صمته: -  في أيه؟ أنا قولت حاجه غلط؟!
أستقام "فريد" بجلسته: - لا طبعاً بس ليه عايزة الاسم ده ؟

أجابته وعيناها تتأمله ببسمة رقيقة: - لأن أنا حبيتك عشان شفت فيك قد إيه إنسان وفي ومخلص، وأنا خلاص أتأكدت إنك بتحبي، وأني مش في حياتك مجرد بديل فعشان كدا عايزة بني
"عهد" تفضل متذكرة إسم والدتها الله يرحمها.
قبل" فريد" يدها بعشق إنت إنسانة جميلة أوى يا "ريهام" أنا فعلا بعشقك..
ثم طبع قبلة عميقة علي جبينها: - ربنا يخليك ليا ول "عهد" ومعاذ"
أجابته بغمزة عيناها المرحة: -  "ليان".

تعالت ضحكاتهم سوياً وبالفعل بعد تسعة أشهر رزقهم الله "ليان" كما تمنت لتحذف هذة المطلقة القسوة من قلبه، لتستكمل طريقها معه، يدها بيديه وخطاها تسبقه، يتوجها عشقه له بمرجان خاص من الورود العتيقة ليدون قاموس العشق أقصوصة المطلقة ومن تمرد قلبه بقسوة الفراق ليخوض معركة مصيرية بين عذاب قسوته وعشقها الأهوج فحطمت هي حواجز القلاع ليعلنها معشوقته لأخر الازمان!...
تمت
 أرجوا أن تكون نالت إعجابكم

 

النهاية ◄