رواية الطريق الصعب الفصل الثالث

 

 

 شوفت العربيه جايه عليهم وقبل ما افتح باب العربيه لقيت غاندي جري عليهم بسرعه واخدهم في حضنه ودخل بيهم على البيت تاني كانت حالة غاندي غريبه جدا كان متعصب جدا وعمال يزعق ومكنتش فاهمه بيزعق لمين
كارينا باسف والم: انا اسفه انا السبب في ده انا اللي اسريت اننا نخرج كنت غلطانه ارجوكي سامحيني وقولي لغاندي يسامحني.



راني: ملوش لزوم الكلام ده يا كارينا وانت كنت هتعرفي منين ان في سواق مجنون هيجي واحنا بنركب.
كارينا بحزن: بس غاندي متضايق وزعلان وعمال يزعق ومش فاهمه حاجه من اللي بيقوله.
راني: هو بقاله فتره مش طبيعي معرفش ماله شويه وهيروق لوحده
كارينا: وكمان مش فاهمه ليه غضبه زاد بعد مكلمة التليفون اللي جاتله اول ما دخلنا؟

راني بحزن والم: انا مابقتش عارفه ماله كل يوم حالته بتسوء عن اللي قبله وعلي طول قاعد في الاوضه لوحده
كارينا بحزن: طب ادخلي كلميه وحاولي تهديه.
راني: الافضل خليه لوحده لحد لما يهدي انا الحمد لله خلاص هديت من الخضه هقوم اعملك شاي.
كارينا: لاء انا هاروح عشان عندي شغل بدري وعمي قالي في ضغط شغل الاسبوع الجاي كله ومش هعرف اجيلك فيه هتصل اطمن عليكي كل يوم وعلي الاولاد وغاندي.

راني: مش عارفه اقولك ايه بس جزاك الله كل خير على كل اللي بتعمليه معنا.
كارينا: انت اختي وغاندي اخوي وده احساسي نحيتكو مش مجرد كلام ولازم تبقي عارفه ان كلامك ده بيزعلني انتي فاهمه.
راني بابتسامه حزينه: عارفه بس، قاطعتا كارينا: لا بس ولا حاجه انا ماشيه دلوقتي وشوفي جوزك بطل زعيق شكله هدي وهتصل بيكي كل يوم انا ماشيه.

وبوست العيال وسلمت عليها ومشيت كنت حزينه وزعلانه لاني مش هعرف ابقي معاهم في محنتهم دي عشان الشغل وفعلا الاسبوع كان في شغل كتير لدرجة اني مكنتش بتصل بيها الا بالليل قبل ما انام ورغم اني كنت حاسه ان صوته مش مظبوط بس كنت بقول اكيد من المشكال اللي عندهم لحد ما في يوم اتصلت بيا وكانت منهاره من شده العياط لدرجه اني مكنتش فاهمه منها حاجه روحتلها بسرعه عشان افهم فيه ايه قعدت اهديها لحد ماهديت شويه وعرفت اسالها.

كارينا بالم: بطلي عايط وفهميني حصل ايه؟

راني ببكاء شديد: من يوم العربيه ماكانت هتخبطنا انا والاولاد وهو اتغير ويمكن اكتر من ساعت التليفون الي جاله معرفش ايه الي حصل خلاه مش على بعضه ومش طبيعي ما انت كنتي شايفه كان عامل ازي بس كنت بقول اللي هو فيه مش شويه ولازم اعذره واصبر عليه لحد النهارده الصبح كان خارج بساله رايح فين
واغمضت عينيها وبدأت تتذكر الامر
راني: غاندي رايح فين يا حبيبي.

غاندي بالم وهو ينظر الي باب الشقه: ماشي خلاص تعبت منك ومن حياتي معاكي خلاص هرجع لابويا كفايا فقر بقي.
امسكته راني بالم وصدمه: بصلي هنا وقولي انت بتقول ايه سمعني تاني.
غاندي دون ان ينظر لها: قولتلك هامشي سبيني بقي وكفيا عليا فقر انا زهقت منك ومن العيال والبيت انا ماشي.
راني بصدمه: انت كداب مش ممكن تكون بتتكلم بجد صح غاندي، غاندي رد عليا.

اعطها ظهره وتحرك نحو الباب وكان وجه ملئ بالحزن والالم اغمض عينيه وابتلع ريقه وقبض على يده فتح عينيه وقال بالم وغضب: قولتلك خلاص زهقت منك مش عايزك لا انت ولا عيالك فاهمه
وخرج دون ان ينظر لها وقفت راني في صدمه من هول ما سمعت ووقعت في الارض وانهارت من البكاء.

فتحت راني عينيها وهي تبكي: هو ده كل اللي حصل مش فاهمه ايه اللي جد خلاه يعمل كده انا مش مصدقه حاسه اني في كبوس ونفسي اصحي بقي، وارتمت في حضن كارينا وازدادت في البكاء.

فضلت تعيط لحد ما نمت من شدة التعب اتصلت بعمي وقولتله اني هبات عند راني عشان غاندي مسافر واعتذرت عن مرواح الشغل اليوم اللي بعده الغريب ان عمي وافق ومعتوضش قومت عملت اكل كنت مش فاهمه مش قادرة استوعب اللي حصل انا بحلم ولا صاحيه معقوله بعد كل الحب ده معقوله ينسي راني اللي كان هيموت عليها اللي ساب اهله عشانها وساب الدنيا كلها عشانها طب والاسلام هيسيبو بردو ولا كده كان كدب وغش كان عقلي واقف عن التفكير خالص سمعت صوت راني صحيت دخلت لها.

كارينا: كملي نوم عشان ترتاحي.
راني بالم: وهتيجي منين الراحه بعد ما كل شئ راح.
كارينا: راني اللي اعرفها مش ضعيفه وايمانها بربنا كبير قوي وهو اللي بيقويها.
راني بالم ومراره: ونعم بالله انا بس قلبي وجعني وحاسه اني مكسوره ومجروحه.
كارينا بالم: قومي نتوضي ونصلي ونلجأ لله وهو عنده الفرج.
راني: عندك حق يلا بينا
قمنا واتوضينا وقعدنا نصلي وندعي ربنا وبعدها قعدنا نقرأ قرءن لحد ما حسيت انها هديت شويه.

راني بالم: انا هبدأ من بكره ادور على شغل اصرف منه على عيالي.
كارينا: انا هجي اعيش هنا معاكي عشان اخلي باللي من الاولاد معاكي.
راني: متلخبتيش حياتك عشاني انا لازم اتعود اعيش لوحدي ولازم اعتمد على نفسي انا مشكلتي بس في العيال هو ديهم فين وانا في الشغل؟
كارنيا بعد بعض التفكير: عندي فكره اسمعي وديهم الدار عند مدام اميرتا انت عارفه هي بتحبك قد ايه واكيد مش هترفض.

راني: فكره كويسه وهو ارجع تاني للدار ومتابعة الاولاد تصدقي وحشوني.
كارينا: وانا كمان وحشوني قوي يبقي خلاص ننام دلوقتي والصبح نروح.

ودخلنا ننام او عملنا نايمن لحد ما الولاد صحيو قمنا واكلناهم ونزلنا سوي روحنا الدار بس محدش فينا قدر يقول الحقيقه ل مدام ميرتا فاهمنها ان راني زهقت وعايزه تشتغل وان غاندي سافر كنا حاسين انها فاهمه بس هي كمان ماكنتش بتسال سبنالها الاولاد وخرجنا والحمد لله لقينا شغل ل راني كنت حاسه ان راني مش عاجبها الشغل بس قبلت بيه وخلاص وفضلت معها اليوم ده وبقيت كل يوم ارجع من الشغل على عندها وكنت سعات ابات معها كانت بتمثل عليا انها اتعودت على بعد غاندي وانا كنت بمثل عليها اني مصدقاها مكنش حد فينا قادر يسال التاني او حتى يجيب سيرته كان نفسي اساله اساله كتير ولما اطمنت ان وضع راني استقر وانها بتحاول تتعايش فكرت ادور على غاندي بس الغريب اني ملقتهوش نهائي ومعرفتش اوصل له فكرت اروح لوالده في الاول خفت لكن شجعت نفسي وروحت دخلت مكتبه مكتب فخم جدا وواضح ان الشركه كبيره قوي رغم اني بشتغل في شركة عمي وسمعت كتير عنها لكن دي اول مره ادخلها قعدت على الكرسي جنب المكتب.

رمبير (والد غاندي): اهلا وسهلا مين حضرتك وعايزه تقابليني ليه وايه الامر الخاص اللي قولتيه للسكرتيره انك لازم تدخلي عشانه؟
كارينا بعد تردد: انا كارينا صديقة راني مرات غاندي.
نظر رامبير بغضب شديد وكان نار ستخرج من عينه: ايه اللي جايبك هنا اطلعي بره وقولي ل اللي بعتاكي ماتفكرش تيجي هنا تاني والا هندمها على عمرها كله وهحصرها على عيالها زي ما حصرتني على ابني وحرمتني منه بره بره.

اتفزعت من غضبه واسلوبه وخرجت وانا مش فاهمه هو غاندي ساب راني ليه لما هو مرجعش لابوه طب وهو راح فين فضلت افكر من غير ملاقي جواب لسؤالي بس قررت اني مش هقول ل راني كفايا عليها اللي هي فيه ومرت الايام وبعد شهر رجعت من الشغل على الدار لقيت راني خدت العيال ومشيت بدري روحت لها على البيت
كارينا: السلام عليكم
راني: وعليكم السلام حمدالله على السلامه.
كاربنا: ايه اللي روحك بدري كده وفين العيال؟

راني: العيال نايمين، وتنهدت، اما الشغل المدير طردني.
كارينا: طردك ليه ده كان مبسوط من شغلك جدا؟
تنهدت راني بحيره: معرفش النهارده اداني مرتبي ومشاني.
كارينا: خلاص ولا يهمك بكره ندور على غيره.
راني: ان شاء الله.
وفعلا دورنا ولقينا شغل واتكرر نفس الموضوع.

واستمر الحال على كده كام شهر لحد في يوم كنت فاضيه فقعدت مع العيال بدل ما نوديهم الدار على ماهي ترجع من الشغل وكانت بقالها فيه اسبوعين بس اتصلت بيها اشوف اخبرها ايه واطمنها على الاولاد لاقتها بتعيط سالتها في ايه
راني ببكاء: صاحب الشغل طردني بردو اعمل ايه واروح فين بس وليه كده حرام عليهم كده.
كارينا بفزع: اهدي طيب هودي العيال على الدار واجيلك اكلم صاحب الشغل وافهم فيه ايه خليكي مكانك.

وبسرعه نزلت وديت الاولاد الدار ورحت لها بسرعه اول ما وصلت لقيتها واقفه تعيط وحالتها صعبه جريت عليها بسرعه وحضنتها وبدأت اهديها
كارينا: اهدي يا حبيبتي بلاش عياط بقي كفايه.
راني بالم وقهر: ليه انا عملت ايه اجرمت لما اجوزت واحد حبيته ليه كل الذل ده ليه ليه
كارينا ببكاء: اهدي ارجوكي كفايا عياط امسحي دموعك وتعالي ندخل للمدير نفهم منه ها يلا كفايا عياط بقي.

هديت شويه ومسحت دموعها وبدأت تتمالك اعصابها وبنرقب انا وهي من الباب عشان ندخل ولقينا غاندي خارج وقفنا انا وهيا في زهول مش مصدقين معقوله مش ممكن
راني بصدمه وزهول وبكاء: انت مش ممكن اخر واحد اتصور انه ممكن يعمل كده ليه ليه دانا بتبهدل واتمرمت عشان عيالك انا حبيتك وصدقتك هو ده ذنبي اللي بتعاقبني عليه ليه ليه منك لله انا بكرهك قد كل حبي ليك بكرهك.

وجريت بسرعه وركبت العربيه كنت واقفه في زهول من كلام راني المؤلم جدا وسكوت غاندي ودموعها اللي شوفتها
كارينا بصدمه: بتعيط بجد دي دموع حقيقيه بجد يعني انت ايه انا مش قادره افهم.

فضل ساكت بيبصلي وعنيه بتقول كلام مش فاهمه وعايز يقول كلام بس مقالش ومشي من قدامي بسرعه ماكنتش فاهمه في ايه وده ليه في حاجه مش فاهمها. اخدت راني ومشيت وعديت على الدار اخدت الاولاد كنا ساكتين طول الطريق مفيش الدموع اللي ماكنش حد فينا قادر يحوشها او يمنعها دخلنا الشقه وفضلنا ساكتين هنتجنن مش ممكن ده معقول ده ممكن غاندي فضلت مع راني لحد لما حسيت انها هديت شويه وخرجت كنت مش عارفه اعمل ايه واروح فين ولقيت نفسي بروح على الجامع ورحت للامام وكلمته وحكتله كل اللي حصل وحسيت انه حزين وزعلان بس زي ما يكون عارف كل حاجه.

عبد الله بعد تردد: في شئ لازم تشوفيه تعالي معايا هوديكي مكان واكيد هتفهمي كل حاجه.
مشيت معاه وانا مش فاهمه حاجه وافكار كتير في دماغي واسأله وصلنا لبيت حنب الجامع
عبد الله: اسمعي يا بنتي احنا هنطلع فوق في حاجه لازم تشوفيها.

فبصيتلو وهزيت راسي وانا مش فاهمه بس كنت حاسه ان في شئ مهم وطلعنا فوق السطح كان في عشه صغيره شكلها غريب ولما قربنا منها سمعت صوت عياط فقربت من العشه اشوف مين اللي بيعيط كنت خايفه ومش فاهمه في ايه ولما قربت لقيته غاندي معقوله يكون هو طب ازي وليه
كارينا بصدمه: انت طب ازي وليه انا مش فاهمه
واول ما سمع غاندي صوتي اتنفض من مكانه بفزع وقرب مني وكانت نظراته غريبه مليانه رعب وخوف.

غاندي بفزع ورعب: كارينا!، في ايه حد من العيال جرا له حاجه وراني كويسه رودي ارجوكي متوقعيش قلبي.
كارينا بتعجب وزهول: انا مش فاهمه انت سبت راني عشان تيجي تعيش هنا وليه بتتسبب في طردها من الشغل وباي حق دلوقتي بتسال عليها
غاندي بحزن: انا اتسبب في طردها انت ظلماني انا عملت كل ده عشان راني والولاد يبقو في امان.

عبد الله بحزن: كارينا يا بنتي اهدي لازم تعرفي الحقيقه مش هينفع الي هما فيه غاندي يا بني انت تعبان وهيا تعبانه
غاندي بالم: انا فعلا تعبان بس مش مهم المهم هما يبقو في امان انا مستعد اتحمل اي شئ بس هما يكونو في امان العذاب اللي عايش فيه ممكن اتحمله لكن مش اقدر العذاب لو حصل لهم حاجه.
كرينا بعدم فهم: عايزه افهم ممكن احد يفهمني.

غاندي بحزن: انا هقولك كل حاجه فاكره يوم لما العربيه كانت هتخبط راني والعيال اليوم ده انا شوفت العربيه دي كانت عربيه والدي انا عارفها وعارف السواق لما شفتها فهمت ان ابويا بيهددني بيهم واتاكدت لما كلمني في التليفون وقال لي بالحرف ان ما بعدتش عنهم هقتلهم لك واحصرك عليهم بقيت هتجنن ازاي ابويا يعمل كده روحتلو اكلمو وبدأ يتذكر الامر
فتح غاندي باب مكتب والده ودخل له.

غاندي بالم: بابا انت، عايز تقتل ولادي؟
رمبير وهو ينظر له بغضب: مش انت حرمتني منك هحرمك منهم زي ما حرمتني منك.
غاندي باستنكار: دول احفادك حته منك وشيلين اسمك امتدد ليك.
رمبير بغضب: دول ولاد راني وهي حرمتني من ابني الوحيد ولازم اعذبها زي ما عذبتني
غاندي بالم وصدمه: ومفكرتش فيا مافكرتش هتعذب قد ايه ولاده مجاش في بالك.

رمبير بغضب: انت ابني وهترجعلي وان ماكنتش هتبعد عنهم وتسيب الدين ده وترجع تعيش معيا هقتلهم لك انت فاهم.
غاندي بصدمه: وانا مش هسيب الدين ده، ابتلع غاندي ريقه واغمض عينه واكمل بالم: ان كان بعدي عنهم هيريحك هبعد عنهم بس توعدني انك تسبهم في حالهم.
رمبيير ببعض التفكير: ماشي وانا موافق هبعد عنهم موقتا بس لو خلفت وعدك ورجعت لهم يبقي ملكش كلام معيا.

غاندي بالم شديد وضيق: وانت كمان لو خلفت وعدك انسي ان لك ابن اصلا.

وخرجت من عنده وقررت اني ابعد راني والاولاد بس مكنش ممكن اني اقول الحقيقه لراني لانها كانت هترفض وخوفي عليها وعلي الاولاد هو اللي خلاني اخد القرار وحكيت للامام وطلبت مساعدته فجبلي الاوضه دي وكنت بتابع اخبار راني وكل لما صاحب شغل كان يمشيها ارحولو واترجي انه يرجعها لكن طبعا اوامر والدي اقوي من انه يخالفها وساعت ما شوفتوني خارج من المكان اللي كانت بتشتغل فيه كنت بترجاه يرجعها الشغل تاني لكن بدون فايده وحصل اللي حصل.

كارينا وعينيها قد امتلأت بالدموع: يعني انت كنت بتتعذب هنا وهي بتتعذب هناك ده مش حل ومش صح.
غاندي بالم وكسره: يعني كنت اسيب ابويا يقتلهم ولا اتحمل شوية عذاب.
كارينا وهي تمسح دموعها: اسمع انت لازم ترجع لراني وانتو مع بعض هتقدرو تتحملو الالم وجدكو مع بعض هيهون عليك وعليها وهيديكو القوه.

غاندي بالم: انا نفسي ارجع انا هنا مش عايش وانا بعيد عنهم انا ميت هما روحي وحياتي بس خايف ارجع اخصرهم واخصر كل شئ ياريت يكون في حل ياريت..
كارينا بالم: انتو ليكو ايه هنا في الهند سافرو اي بلد تانيه ابعد عن ابوك وعيش انت وراني وكفيا عذاب بقي
غاندي بالم: ياريت كان ينفع ياريت.
كارينا: ايه اللي يمنع؟

عبد الله: اسمع يا غندي يا بني كلام كارينا صح سافرو وسيبو البلد ولو على مصاريف السفر ده يتدبر ربنا موجود وهنقدر نحلها
كارينا: دي اصلا مش مشكله انا ادفع مصاريف السفر كلها وهديكو مبلغ تعيشو بيه لحد لما تشتغل وتقدرو تظبتو اموركو.
غاندي بغضب: لاء طبعا اخد فلوسك ليه انتي ذنبك ايه؟
كارينا: غاندي انت اخويا وراني اختي وكمان انا هديملك سلف يعني تعمل حسابك تردهم.

غاندي: الكلام هياخد وقت واكيد والدي هياخد باله ومش هيسبنا نسافر
عبد الله: اسمع يا غندي انا عندي شقه في منطقه تانيه وبعيده عن هنا ايه رايك تنقل فيها انت وراني لحد ما تخلصو اوراق الصفر؟
كارينا: وكده تبقي كل المشاكل اتحلت يلا بقي نروح لراني عشان قلبها هي كمان يرتاح.
غاندي باستسلام: خلاص بس كل الفلوس اللي هاخدها منك هيكون دين في راقبتي هسدو ليكي اول لما اشتغل واظبت حالي.

كارينا: وانا موفقه يلا بينا بقي نروح ل راني والولاد.
عبد الله: طب وهتعملو ايه في المراقبه اللي على بيت راني.
كارينا: مراقبة ايه؟ مين اللي بيراقب بيتها؟

غاندى بنظره منكسره: ايوه بابا بيراقب بيت راني من ساعت ما سبتها على امل انه يعرف مكاني.
كارينا: طب هنعمل ايه لو قربت من البيت هيشوفك وكمان كده هيشوفك وانت بتتنقل للبيت اللي هتنقل فيه يبقي لازم حل.
عبد الله: فعلا دي مشكله مش سهله لان والد غاندي لو عرف بموضوع السفر ده هيهد الدنيا لازم ما يعرفش لحد لما الموضوع يخلص.
غاندي بحزن: بس ازي؟

كارينا بتفكير: انا جتلي فكره حاجه زي الافلام انا دلوقتي هروح لراني واحكي لها كل حاجه وانت يا غاندي تتنكر في زي الامام وتيجي على انك هو وشويه ويجي الامام من الباب الخلفي عشان لما يخرج من الباب محدش يشك في حاجه لانك وجيت في زي الامام ومخرجتش اللي بيراقب هيشك في الموضوع ونسبهم مع بعض للصبح عشان يلمو حجتهم براحتهم وبكره الصبح انا هاجي وهكون لبسه بالطو بزعبوط وادخل وبعدين هيلبس غاندي البلطو ويحط الزعبوط ويخرج بيه هو ويركب العربيه مع راني ويلفو شويه بالعربيه يتفسحو وطبعا المراقبه هتكون وراهم انا بقي في الوقت ده اخد حجاتهم اللي لموها من البيت اوديها الشقه اللي انت قولت عليها وارتبها لهم ولما تجهز اتصل بيهم ونتفق يدخلو محل له بابين هما يخرجو من الباب التاني ياخدو تاكس وانت يا فضيلة امام تكون معاهم توصلهم الشقه وانا اخد العربيه الف بيها شويه عشان المراقبه ماتخدش بالها واروح على بيت راني واقعد شويه واروح.

غاندي بتعجب: دي فعلا خطه ولا الافلام بس فكره حلوه بكده نهرب من تحت ايد والدي ونقدر نسافر بره الهند ونعيش في امان.
كارينا: خلاص اتفقنا انا هسبكو وروح على راني واحكي لها.
وسبتهم فعلا ومشيت روحت لراني ودخلت البيت كانت قاعده تعيط قعدت جمبها وطبتبط عليها وبدات اتكلم عشان امهد لها.
كارينا بتردد وهي تنظر لراني بخوف وقلق: راني مافكرتيش ان غاندي ممكن يكون برئ.

راني بنظره حزينه واعين باكيه: يا ريت يكون برئ وانا ظلمتو عارفه مش هزعل هفرح انه مكدبش عليا مغدرش بيا بس ازي ده احنا شوفنا هناك رايح يتسبب في طردي ليه عملتلو ايه طب كان يسبني مش عشاني عشان ولاده ولا دول خلاص مابقوش في حسابتو عمري ما تخيلت ان غاندي الحنين الطيب اللي كان بيخاف عليا وعلي والاد من الهوي يعمل فينا كده وليه انا مش عارفه ليه نفسي افهم.
كارينا: انا هفهمك كل حاجه.

راني وهي تنظر لكارينا بتعجب ودموعها على خدها: هتفهميني ايه انت كنتي فين وعرفتي ايه؟
كارينا: انا كنت عند غاندي واتكلمت معاه غاندي سابك عشان والده هددو بقتلك.
راني وهي تمسح دموعها: هدود ازي انا مش فاهمه؟
كارينا: فاكره العربيه اللي كانت هتخبطك انت والعيال فاكره اليوم ده؟
راني: ايوه فاكره طبعا ده اليوم اللي من ساعتها وغاندي اتغير وبقي مش طبيعي.

كارينا: اهو في اليوم ده جه تليفون لغاندي كان والده هددو بقلتلك انتي والاولاد فمكنش قدام غاندي اختيار غير انه يبعد عنكو يا اما يخصركو للابد ومكنش ممكن يقولك عشان كان خايف عليكي من والده
راني بعدم تصديق مع فرحه وبكاء: يعني غاندي مغدرش بيا غاندي لسه بيحبني وعمل مجبر يااااااه الحمد لله الحمد لله.
ساجدة شكرا لله وسجدة كرينا معها
كارينا بسعاده وبكاء وهي تحتضن كارينا: كنت خايفه متصدقنيش.

راني ببكاء: انا كنت بدعي ربنا انه يطلع برئ ومايكونش خاين حتى لو كان هيبعد عني مش مهم المهم مايكونش كداب.
كارينا ببكاء: انت طيبه قوي وجميله قوي.
الباب خبط بسيط لراني وقولت لها: عارفه مين على الباب ده غاندي جاي يصلحك
راني بسعاده وتلجلج: بجد غاندي جاي انا فرحانه فرحانه قوي هقوم اغسل وشي على ما تفتحي الباب مش معقول يجي يلاقيني كده.

فتحت الباب لغاندي وانا بضحك على طيبه راني وقلبها الابيض دخل غاندي وهو بيدور على راني زي ما يكون اللي بيدور على روحه واول لما شافها خارجه من الحمام وبتبصلو وتبتسم كان روحه رجعتلو تاني ورجع يتنفس من جديد جريو الاثنين على بعض كانو عايزين يحضنو بعض بس اتكسفو من وجودي.

غاندي بحب وشوق وهو يمسك يد راني وينظر الي عينها: وحشتيني وحشتيني قوي والشوق قاتلني في بعدك ماكنتش عايش كنت من غير روح انت روحي وحياتي ارجوكي سامحيني بعدي عنك كان غصب عني.
وضعت راني يدها على فامه وهي تنظر الي عينه وقالت: متقولش كده انت الحياه بالنسبه ليا انت النفس اللي بتنفسو حتى لو بعدت وسبتني عمري ما ازعل منك انا كنت زعلانه عليك والحمد لله اطمنت انك بخير ومارجعتش للضلال تاني.

غاندي وهو ينظر لعين راني: عمري ما هبعد تاني الجنه في قربكم والعذاب كله في بعدكم.
كنت ببصل لهم وابتسم من جمال حبهم اللي باين من شوقهم اللي في عنيهم وفي لمسة ايديهم لبعض من كلامهم واحساسهم حسيت اني شكلي وحش قوي ومبقتش عارفه اعمل ايه ففكرت اني ادخل اعمل شاي واسبهم شويه مع بعض
تنحنحت كارينا: بقول ايه انا هدخل اعمل شاي اصلي نفسي في كوبايه شاي حد عايز معايا اعملو على ما يجي الامام.

راني بخجل: اه اعملي لنا شاي معاكي واحنا هندخل نبص على الاولاد جوا.
فدخلت المطبخ اعمل شاي وانا سعيده جدا وبدعي ربنا يبارك لهم في بعض ويسعدهم كمان وكمان وفي اللحظه دي اتمنين ان ربنا يرزقني بواحد يحبني زي ما غاندي حب راني وضحي بكل شئ عشانها مكنتش اعرف ايه مخبيا الايام فضلت في المطبخ لحد ما جه الامام من الباب الخلفي ودخل.

عبد الله: الحمد لله انكو رجعتو لبعض غاندي اشرح لراني كل شئ واحنا هنمشي بقي دلوقتي ومتنسوش تجهزو حاجتكو كلها يلا بينا يا كارينا
وخرجنا انا والامام روح الامام على بيته وانا ركبت عربيتي وروحت كنت في غايه السعاده كنت حاسه اني بحلم حلم جميل وكنت خايفه اصحي على كبوس روحت البيت كان عمي لسه مجاش قعدت استنيتو وبعد ساعه تقريبا جه لقاني قاعده مستنيه
عمي(اميت) بتعجب: كارينا قاعده مستنياني خير في ايه؟

كارينا بسعاده: مفيش حاجه بس كنت عايز اخد بكره اجزه فقولت استناك واقولك.
اميت بابتسامه: وماله انما عايزه اجازه ليه بقي.
كارينا: راني صاحبتي لقيت شغل اخيرا وقولت اخدها افسحها هي واولادها بكره.
اميت بمكر: وهتغيبيها من اول يوم شغل كده ياخدو فاكره وحشه عنها.
كارينا بتفكير: لاء ماهي هتبدأ الشغل من بعد بكره اصل بكره اجازه في المكان اللي اشتغلت فيها عشان صاحب الشغل عنده مناسبه خاصه.

اميت بمكر: خلاص ماشي بس بكره بس.
كارينا: شكرا يا عمي
وطلعت اوضتي وبعد ما غيرت هدومي عشان انام حسيت اني جعانه قوي مهو انا من الصبح مع راني وغاندي ونسيت اكل نزلت عشان اعمل حاجه اكلها اصل المطبخ تحت وانا معاديا عشان اروح المطبخ سمعت صوت عمي بيتكلم في التليفون لفت نظري اسم الشخص اللي بيكلمه.

اميت: بص يا رمبير انت طلبت مني ابلغك باي اخبار اعرفها عن مرات غاندي واللي عرفته قولتو لو اعرف حاجه تانيه مش هقولها ليه وبعدين ماتدخلنيش في الموضوع ده تاني ماشي مع السلامه.

كارينا لنفسها: معقوله يا عمي توصل للدرجه دي وانا اللي كنت بستغرب كنت ليه بتسال عن راني وانا بسلامه نيه كنت اقولك بس الحمد لله ولا مره كنت بقولك مكان شغلها ولا على ايه ماهو عرفه بردو واتسبب في طردها عموما الحمد لله اننا عملنا حسبنا.

ودخلت المطبخ عملت اكل واكلت ونمت كنت فرحانه جدا وسعيده لراني وغاندي انهم اخير هيخرجو من تحت ايد والد غاندي واللي مش فاهمه ايه سر كرهه الشديد للاسلام وتاني يوم الصبح لبست البلطو وخرجت عديت على الماركت اشتريت حجات كتيره جدا مليت الكرسي الخلفي اكل وحلويات قولت عشان يبقي معاهم اللي يكفيهم الفتره الاولي على ما يخلصو الورق بتاعهم ويسافرو عشان ميخرجوكش كتير وحد يشوفهم ويعرفهم ويبلغ والد غاندي وصلت البيت خبط فتحت ليا راني.

راني بسعاده: اهلا بحبيبة قلبي اتفضلي
كارينا وهي تعطتيها بعض الحقائب: خدي دخلي دول جوا على ما اجيب الباقي
راني بضيق وهي تاخذ الحقائب: ايه كل الحجات دي انت بتهرجي هنعمل بيهم ايه؟
كارينا: هتكلوهم يعني هتعملو بيهم ايه امال الفتره اللي هتقعدوها في شقه الامام هتاكلو وبعدين ده مش ليكي ده للاولاد.
راني بامتنان: مش عرفه هردلك جميلك ده ازي؟
كارينا: بلاش كلام فاضي.
خرج غاندي من الغرفه.

غاندي لسعاده: ازيك يا كارينا انت جايه جاهزه وايه كل الحجات دي؟
كارينا: بص بقي انت وهي مش عايزه كتر كلام يلا خد البلطو واخرجو اتفسحو وانا هروح الشقه اجهزها ماشي.
غاندي: مش عارف اقولك ايه ده لو راني لها اخت ماكنتش هتعمل معها كده.
كارينا: هو مش الاسلام بيقول المسلم لاخيه المسلم كالبنيان وانا بقي بحب اعمل بالحديث ده.

تنهد غاندي بالم: ياريت ابويا وامي كانو يفهمو ده ويدخلو الاسلام كل يوم بدعي لهم في صلاتي ان ربنا يهديهم ويدخلو الاسلام.
راني بابتسامه: ان شاء الله يا حبيبي ربنا يقبل دعوتك ويهديهم للطريق الصحيح
كارينا في عقلها: انت بتدعي لهم ونفسك ربنا يهديهم وهو بيخطت ازي يأزيكن مسكين يا غندي ربنا يهديهم لك.
راني: ايه سرحتي في ايه؟
كارينا: هاه، مفيش بفكر هعمل ايه لوحدي لما تسبوني وتسافرو هاعمل ايه.

فاحتضنتها راني: ومين قال اننا هنسيبك ما انت اكيد هتجلنا مش كده ولا ايه.
كارينا بابتسامه حزينه: اكيد طبعا بس يلا بقي عشان الحق اروح اروق واظبط لكم الشقه لميتو كل حاجه ولا لسه في حاجه؟
راني: لاء خلاص كل حاجه جاهزه.

كارينا: طيب وخلعت البلطو واعتطه لها واكملت، خدي ادي البلطو لغاندي يلبسو مفتاح العربيه في جيبه والرخص بتاعت العربيه في التبلو بتاع العربيه ويلا روحو بقي اتفسحو والامام هيجي اول لما يتاكد ان المراقبه مشيت وراكم
لبس غاندي البلطو وخرجو كلهم وركبو العربيه واتحركو وشويه ولقيت الامام بيخبط على الباب
فتحت له.

عبد الله: يلا انا جبت عربيه هاتي الشنط والحاجه عشان نتحرك بسرعه هوصلك الشقه وفي بنتين هيجولك هناك هيساعدكي في ترتيب الشقه والشقه فيها كل الاجهزه اللي ممكن يحتاجوها
كارينا: حاضر بس كنت عايزه اقولك على حاجه حصلت امبارح
عبد الله: قولي في ايه.
كارينا: امبارح سمعت عمي بيكلم والد غاندي وبيبلغه اخبارنا انا وراني بس انا مقولتش لراني ولا غاندي.

عبد الله: الحمد لله ان احنا عملنا احتيطتنا وعموما الموضوع مش مهم لان خلاص راني وغاندي مش هيرجعو هنا تاني وربنا ينجيهم من ازاهم ان شاء الله.
كارينا: ان شاء الله ربنا يسترها عليهم.
وخرجنا انا والامام ورصينا الشنط في العربيه واتحركنا واول ما وصلنا الشقه لقينا البنات اللي قال عليهم موجودين هناك ولما دخلنا الشقه لقناهم روقوها ونظفوها فدخلت انا والامام.

عبد الله: الشقه اهه والبنات نظفوها على ما ترصي الحجات في الثلاجه واكون انا روحت هناك واتصلي بيا بعد ما تكلميهم عشان اقابلكو واجيبهم على هنا وربنا ييسر الامور.

ومشي الامام ورصيت انا الحجات في الثلاجه وعملت لهم اكل عشان لما يجو يلاقو حاجه ياكلوها وسبت الشنط بتاعت اللبس بتاعهم ليهم هما يرصوها بنفسهم واتصلت على تليفون راني لكن التليفون مقفول قولت يمكن في منطقه ما فهاش شبكه استنيت شويه واتصلت تاني بردو التليفون مقفول فطلبت تليفون غاندي فرد عليا راجل غريب
كارينا: لو سمحت مش ده تليفون غاندي؟
الهاتف: حضرتك تعرفي صاحب التلفون ده؟

كارينا بقلق: ايوه ده زوج صديقتي هو ضاع منه؟
الهاتف: حاجه زي كده ممكن تتفضلي تشرفينا في القسم.
كارينا بفزع: قسم ليه هو حصل ايه؟
الهاتف: اتفضلي بس حضرتك وهتعرفي كل حاجه.
كارينا: طب ممكن اعرف قسم ايه؟
واخدت منه اسم وعنوان القسم ونزلت جري بسرعه عشان اعرف فيه ايه واول ما وصلت القسم دخلت للضابط.

كارينا: ايوه يا فنده انا جايه اسال على تليفون غاندي جوز صاحبتي راني في واحد رد عليا في التليفون وقالي اجي خير في ايه.
الضابط بتردد: حضرتك اللي رديتي عليا في التليفون هو صاحب التليفون يقرب لك ايه؟
كارينا بخوف: زوج صاحبتي هو فيه حاجه حصلت
الضابط بتردد: تعرفي حد من اهله؟
كارينا برعب: هو في ايه متقول ايه اللي حصل لهم.

الضابط: ممكن اعرف اسم حضرتك؟
كارينا بتوتر: كارينا احمد ممكن بقي تقولي ايه اللي حصل لهم وهما فين؟
الضابط: هما كانو واخدين عربيتك؟
كارينا بتوتر: ايوه ممكن تقولي حصل لهم ايه انا اعصابي باظت.
الضابط: طب ممكن تيجي معايا مشوار وبعدها اكيد هتفهمي.
كارينا بعصبيه: انا مش هتحرك من هنا الا لما اعرف ايه اللي حصل؟
الضابط: هما عملو حادثه وهما دلوقتي في المستشفي وكنا عايزينك تيجي تتعرفي عليهم.

كارينا ببكاء: طب هما كويسين حد فيهم جرا له حاجه ارجوك طمني.
الضابط: اتفضلي معنا وهناك هتعرفي كل حاجه.

خرجت مع الضابط وانا في بعيط وغاية الرعب ومية سؤال في دماغي ياتري جري ليهم ايه طب هو الظابط مرضيش يقولي ليه كان قلبي مقبوض وكنت حاسه ان الطريق طويل والوقت بيمشي ببطئ شديد وكان خوفي بيزيد كل ما نقرب من المستشفي على قد ما كنت عايزه الوقت يمشي بسرعه عشان اعرف ايه اللي حصل على قد ما كنت مرعوبه وقلبي هيقف من الخوف وكنت بعيط بطريقه مش طبيعيه ومش عارفه ابطل عياط لحد لما وصلنا المستشفي كنت حاسه ان دقات قلبي زي ماتكون طلبه بتدق في وادني ومش قادره اتمالك اعصابي كنت ماشيا بخطوات بطيئه جدا وبتنفس بصعوبه وفضلنا ماشين في المستشفي رغم انها مسافه صغيره بس كنت حاسه اننا ماشين بقلنا ساعات واول ما وصلنا عند باب اوضه بصلي.

الضابط بخوف وتردد: بصي يا انسه انت بتعيطي من وحنا جوا القسم انا عارف ان الموقف هيكون صعب عليكي واللي هتشوفيه جوه مؤلم جدا بس عايزك تتعرفي على الاشخاص اللي جوا هما صحبتك وجوزها ولا لاء.
حسيت ان جسمي كله بيتنفض والدنيا اسودت في عنيا وحسيت اني مش قادره اتحرك من مكاني كنت حاسه اني مش قادره اخد نفسي
الضابط فتح الباب ودخل وقرب من اول سرير ومسك الملايه وبدأ يرفعها.

الضابط: انسه لو سمحتي ممكن تقربي هنا وتبصي تقوليلي دي صاحبتك ولا لاء؟
قربت من السرير بخطوات بطيئه جدا ومرعوبه وكنت بدعي ربنا انهم مايكنوش هما وقف بجانب السرير.

كارينا وهي ترتجف وتبتلع ريقها وتتنفس بصعوبه نظرت على الشخص النائم على السرير برعب وفزع تجمدت مكانها عندما وجدتها راني صرخت بصوت مبحوح ملئ بالحزن والالم: راني رانيييييي رودي عليا كلميني متسبنيش يا راني مليش غيرك في الدنيا رانيييييي اه يا راني يا رفيقة عمري يا حبيبتي قلبي متسبنيش يارني
واترميت عليها وانهرت من العياط.

الضابط: انسه كارينا لو سمحتي اهدي عشان تشوفي الجثه التانيه وتقولي لنا ده جوزها ولا لاء
اتسعت عيون كارينا ونظرت بفزع: هو كان معاها في نفس الحادثه
الضابط: ايوه.
فقربت من السرير الثاني وقلبي كان هيقف من الرعب واول ما رفع الضابط الغطا وقعت في الارض حسيت اني مش قادره اقف على رجلي من شدة الالم اللي جويا.

كارينا بفزع وانهيار: غاندي انت كمان يا غندي اروح فين سبتوني ليه انا مليش غيركو اهههههههه اههههههههههه الصبر من عندك يارب الصبر من عندك يارب
الضابط: انسه كارينا هتقدري تكملي باقي العرض ولا كفايا كده.؟

كارينا وهي تنظر له بفزع وانهيار شديد: هو لسه في تاني باقي ايه ماخلاص، ابتلعت ريقها واكملت بصوت متقطع: مش باقي الا الاولاد هما كانو معاهم يبقي لاء لاء لالالالالا للللللللللللللا يارب يارب الصبر يارب يارب
الضابط: طب هما على السرير اللي هناك ده هكشفهم وانت قومي عشان تبصي عليهم.

راح الضابط ورفع من عليهم الغطا وانا شديت نفسي بالعافيه ووقفت اول ما بصيت عليهم وشوفتهم محستش بنفسي الا وهما بيفوقوني في اوضه تانيه فتحت عنيا وبصيت يمني وشمال على امل الاقي نفسي في البيت ويطلع كبوس لكن من غير فايده لقيت نفسي في المستشفي والضابط قاعد على كرسي جنب مني وبيبصلي
الضابط: فقوتي ولا لسه عشان عندي بعض الاسئله كنت عايز اسالك عليها.

كارينا ببكاء شديد وهي تجلس: اسئلة ايه تاني مش كفايا صحبتي وجوزها اللي راحو دول في لحظه اسئلة ايه انا حاسه اني هموت وراهم.
الضابط: لازم تهدي وتجوبي عشان الموضوع فيه شبه جنائيه لان الفرامل مقطوعه بفعل فاعل يعني كان في حد قاصد.
كارينا بتذكر ببكاء: عمي قال ل والد غاندي اني هاخد راني افسحهم يبقي هو مفيش غيره انا مشوفتش اب بالقسوه دي دا الحيونات مش بتعمل كده اههههههههههه.

الضابط: مش فاهم تقصدي والد غاندي اللي مات في الحادثه هو اللي قتل ابنه؟!
كارينا ببكاء والم: ايوه والد غاندي حاول قتل راني ووالدها قبل كده واحنا كنا بنحاول نهربهم من الهند عشان ميأزيهمس وعملنا خطه بس يظهر انه كان عايز يموتني انا وراني غاندي مات غلط.
الضابط: انا مش فاهم ممكن تفهميني؟
فحكيت له كل حاجه من اول جواز راني وغاندي لحد الخطه اللي عملنها لهروبهم.

الضابط: كده فهمت بس للاسف واضح ان والد غاندي شخص له نفوذ وممكن ما تقدريش تاخدي حقهم.
كارينا ببكاء: انا عايزه مساعدتك بس اني اخدهم ادفنهم قبل والد غاندي ما يعرف عشان هو دلوقتي مسلم وماينفعش اسبهم يا خدو الجثه يحرقوها.

الضابط: هو ده ممكن اساعدك فيه بس كده يبقي لازم تخلصي الاجرأت بسرعه وانا هكلم الطبيب يخلص التقرير بسرعه وانت شوفي ايه التجهيزات اللي لازم تعمليها وعلي بالليل تكوني خلصتي ودفنتيهم لان اكتر من كده والده هيكون عرف اكيد
كارينا ببكاء: حاضر هجهز كل حاجه بسرعه.

خرج الضابط من عندي وانا كانت مش قادره افكر خالص هو اللي انا فيه ده حقيقه ولا كبوس مش قادره اصدق راني وغاندي راحو كده بس لازم احميهم عشان والد غاندي ما يخدش جثة غاندي ويحرقها فغمضت عيني للحظه وحاولت افضي ذهني واركز فافتكرت الامام وطلعت تليفوني واتصلت بيه معرفش قولتله ايه ولا قولتله ازي بس كان كل اللي في دماغي انه يجهز كل حاجه بسرعه عشان ادفنهم قبل الليل ما يجي وجه الامام وفعلا قدرنا ندفنهم بسرعه قبل الليل خلصنا الدفن وخرجت من النقابر على الشركه بتاعت والد غاندي طلت له مكتبه زقيت الباب ودخلت وكنت في قمة غضبي ولبسي مبهدل وعنيا منفخه من العياط وشكلي باين عليه الحزن الشديد وكنت في حالة صعبه.

كارينا بغضب: انت مش بني ادم انت احقر انسان شوفتو في حياتي.
رمبير بغضب: انت ازي تدخلي من غير استاذان وعايزه ايه نظر لملابسها وحالتها وتعالت ضحكاته ونظر لكارينا نظرة غل وحقد
رمبير بشماته: اه شكلك جايه من عزه هههه اخيرا خلصت منها بس مش فاهم انت نجيتي ازي من الحادثه عموما احسن تستاهل وياريت ماتجيش هنا تاني يلا بره.

كارينا ببكاء: بكره تعرف انا نجيت ازي بس ساعتها مش هتضحك لاء هتبكي بدل الدموع دم بس ساعتها انا مش هشمت فيك عشان انا مش زيك.
وخرجت من المكتب والشركه مقدرتش اروح البيت ازي اقدر اعيش مع عمي بعد اللي حصل ده شارك في جريمة قتل وليه مايكنش متفق معاه اهي فرصه يخلص مني وتبقي الشركه كلها له لوحده اخدت اوضه في فندق وبعت رساله لعمي اني مش هرجع البيت تاني وقفلت التليفون
وبعد كام يوم جاني عمي في الفندق.

اميت بنظرة انكسار: كارينا اوعي تصدقي اني ممكن افكر اقتلك انت مهما كان بنت اخويا واخر حاجه من ريحته ومش ممكن ابدأ اازيكي.
كارينا بقسوه وغضب: وانا المفروض اصدق الكلام ده وارجع معاك الفيلا مش كده؟
اميت بضيق: لاء انت حره ترجعي او لاء انما انا جيت ابرأ نفسي قدامك.
كارينا بحده: مش انت اللي قولتلو اني هاخدهم افسحهم انا سمعتك وانت بتكلمو في التليفون.

اميت بندم: مكنتش اعرف انه هيقتلهم كنت فاكر انه هيراقبهم بس وعموما انا غلطان في دي كمان ارجوكي تسامحيني انا مش مجبر اني اجي واكلمك انا بعمل ده عشان انتي بنت اخويا
كارينا: خلاص انا مصدقاك بس مش هقدر ارجع الفيلا تاني ممكن تجبلي شقه تانيه وتشفلي اي شغل بره الهند لاني مش هقدر اعيش هنا تاني.
اميت: خلاص هنفذ لك اللي انت عايزه.

ومشي عمي وعرفت بعد كده ان والد غاندي طلع من القضيه وانه لما عرف انهار ودخل المستشفي هو والدته بس ماكنش يفرق معايا خلاص
نظرت كارينا الي روهيت وهي تمسح دموعها فهي كانت تبكي وهي تحكي: والباقي انت عارفه واغمضت عينيها واخذت نفس عميق وتنهدت وفتحت عينيها واشارت بيدها
كارينا: المقابر اهه يلا بينا تحب تدخل معايا ولا تقف بره
روهيت وهو يمسح دموعه فكان يبكي مع كارينا: لاء هدخل معاكي.

ودخلا المقابر ووقفت على كل قبر تقرا بعض الايات وتدعو لهم كانت روهيت ينظر لها ويتعجب فهو لا يفهم ما تفعله ولكنه احرج ان يسالها فهي في حاله سيئه وما قصته عليه مؤلم لدرجه شديده ابكته هو نفسه فظل ينظر لها في صمت وبعد ان انتهت وخرجا من المقابر اذا بوالد غاندي ووالدته امام المقابر فنظرت اليهم بغضب
كارينا بغضب: ايه الي جابك هنا ليك عين تيجي بعد ما قتلت ابنك بأيدك.

لم يرد عليها والد غاندي ونظر لها بنظره حزينه مكسوره مليئه بالحصره والالم ثم ادار وجهه عنها
فاقتربت منها والدة غاندي ونظرت اليها بترجي وانكسار وهي تبكي بحرقه والم.

والدة غاندي بترجي وبكاء: ارحمينا يا بنتي ارحمي قلب ام انفطر على ابنها الوحيد ام بتتعذب كل لحظه وهي شايفه دم ابنها في ايد ابوه ارحميني انا بتعذب في كل لحظه نفسي اعرف ابني اندفن فين انا عارفه ان المسلمين مش بيحرقو الجثمان قولي يمكن لما اقف على قبره تهدي النار اللي في قلبي.

كارينا ببكاء وهي تنظر لواده بغضب: وانتو ما رحمتهوش ليه كنت عايزين تحرمو من عياله وتعذبو يهون عليكو ابنكو تحرقو قلبو على والدو وتحسرو عليهم مفكرتوش ان ممكن يكرهكو وان عمره ما ياسامحكو ولا انت اصلا ماعندكوش قلب عشان تحسو بيه.
والدة غاندي ببكاء: معاكي حق في كل كلمه بس مليش دعوه انا لو اعرف اللي ابوه ناوي عليه كنت حذرته انا اتحرمت منه حي وميت اتحرمت حتى اشيل عياله ولو مره.

كارينا بنظره غاضبه: وليه مجتيش ليه ورا باباه وزورتيه كان هيفرح بزيارتك كان نفسو بس تسبو يعيش حياته ليه دمرتو حياته وهو حي وجاين دلوقتي عايزين ايه.
والدة غاندي ببكاء: انا نفسي اشوفه مره واحده في الحلم وميكنش زعلان مني كل ما اشوفه في المنام واقرب منه يسبني ويمشي نفسي يقف بيصلي يتكلم معايا حتى الحلم مش طايلها.

كارينا ببكاء: لحد اخر لحظه في عمره كان بيدعلكو وبيتمني لكم الخير وانتو بتفكرو في قتله وعايزه يكلمك ويبصلك ربنا بينتقم منكو زي ما عذبتو وهو عايش وحرمتو من اولاده ومراته لو سمحتي انا مش هقدر اساعدك قلبي مش مطاوعني مش قادره اعرف اللي قتلوه مكانه انا اسفه
والدة غاندي ببكاء: طب قوليلي اعمل ايه عشان يسامحني واشوفه مره واحده في الحلم من غير ما يسبني ويمشي.

نظرت اليها كارينا وقد رق قلبها لحالها وتذكرت كلمات غاندي وهو يقول وبدعي لابويا وامي ان ربنا يهديهم للاسلام فكرت ان تقول لها ولكن خافت من رد فعل والده ظلت صامته للحظات ثم قررت ان تخبرها ولن تبالي بغضب والده ففي النهايه هو من قتله
نظرت اليها والدة غاندي ببكاء وترجي: ردي عليا يا بنتي ريحي قلبي.

اخذت كارينا نفس عميق واستجمعت كل قوتها: لو عايزه فعلا يسامحك حققي له حلمه، وابتلعت ريقها واكملت، وادخلي انت وابوه الاسلام
رمبير بغضب وحزن: احنا غلطنا اصلا لما جانا عشان نكلمك اسلام ايه اللي ندخله انا بكره الدين ده دمر حياتي وخسرني حجات كتير ودلوقتي تقوليلي ادخله انت مجنونه.

كارينا بالم شديد: فعلا انا مجنونه عشا صدقت دمعكو وقلت انكو ممكن تحاولو تسعدو بعد ما مات زي ما كان بيتمني لكم السعاده وهو عايش هو كان بيحبكو وبيفكر فيكو ديما وانتو كنتو بتفكرو ازي تعذبوه عموما انا مقدرش اخبي عليكم مكانه بس مش هقدر اقول لكم المره دي لما اجي المره الجايه ان شاء الله وياريت تفكرو انتو كمان تريحو في تربة وتحققو له رغبته وعن اذنكو بقا ونظرت الي روهيت واكملت، ممكن نمشي.

هز روهيت راسه بالموافقه وتحركا معا كانت كارينا تبكي وروهيت يسير بجوارها وهو حزين لاجلها لكن لا يعرف ماذا يفعل كي يخفف عنها ظلا صامتين حتى وصلا الجاليه فهي قريبه من المقابر كانت كارينا قد هدأت وتوقفت عن البكاء
نظرت كارينا الي روهيت: وصلنا الجاليه هعرفك على احد المشايخ فيها واسيبك تتكلم معاه شويه وهدخل انا جوه في ليا اصحاب جوا بنات بتشتغل فيها
روهيت بتعجب: طب ليه ماتفضليش معانا واحنا بنتكلم؟

كارينا: عشان تبقي براحتك تسال على كل اللي عايز تعرفه وكمان صحباتي اللي جوه وحشوني وعايزه اسلم عليهم.
روهيت: خلاص ماشي اتفقنا
دخلا الجاليه كان هناك احد المشايخ يجلس على احد المكاتب فاقتربا منه
كارينا: السلام عليكم.
الشيخ: وعليكم السلام اهلا يا كارينا يا بنتي
كارينا: اهلا بحضرتك معايا شخص عايز يتعرف على الاسلام ممكن؟
الشيخ بابتسامه: طبعا اكيد اهلا بيك يا بني.

كارينا وهي تشير على روهيت: روهيت كبور مدير الشركه اللي بشتغل فيها.
فمد روهيت يده وسلم عليه
روهيت بابتسامه: اهلا بحضرتك.
الشيخ: اتفضل اقعد وانا هجاوبك على اي سؤال عايزه.
كارينا: طب اسبكم انا وادخل جوا عن اذنكم.
وتركتهم كارينا ودخلت وجلس روهيت مع الشيخ.

 

 تاااابع ◄  

أحدث أقدم

نموذج الاتصال