-->

رواية لقاؤنا صدفة الفصل الأول


 تقديم الرواية

انها ضعيفة.. هشة، ليس لديها القدرة على التعامل مع هذا العالم القاسي، الا يكفي انها يتيمة وقد عانت في هذا الملجأ الذي لم يكن مأوى لها بداً.
اما هو كان لعوب.. كانت غايته ان يتخلص من الزواج المُدبر الذي دبرته أُمه له، وكانت هي المتوفرة له.
اقتباس من الرواية

في ميتم قديم .. يشهد جدرانه ع الظلم و الحرمان و القسوة .. ليس فقد جدرانه بل ايضا اجسام هؤلاء الفتيات تشهد ع الامها و تعذيبها
رجاء بصوتها المزعج: يلى خلصوا مسح و انتوا خلصوا تلميع
الفتيات بخفوت: حاضر
رجاء بغضب: تعالي يا بت يا مريم
نهضت مريم بسرعة من ع الأرض و اتجهت لها
مريم مخفضة رأسها
رجاء وهي تضربها: هي دي طريقة مسح دي
مريم بألم: انا اسفة
رجاء بقسوة: اية اسف دي هصرفها فين .. يلى روحي كملي شغلك

الفصل الأول

في فيلة كبيرة افراد عائلة آل محمود جالسون ع سفرة الطعام الفاخرة الممتلأة بأكثر من عشر اصناف طعام
سوزان: خف شووية يا محمود ع ابنك
محمود: يعني؟
سوزان: يعني براحة ع ابنك في الشغل انت مخلية شايل كل الشغل
محمود: هو اشتكى؟
سوزان: لا
محمود: خلاص يبقى متطلعيش كلام، و غير كدة هو شايل بس قسم واحد يعني ولا حاجة قدام الخمس اقسام اللي انا ماسكهم
سوزان بإستنكار: برضوا
محمود بحزم: خلاص بقى عايز اعرف اكل.

سوزان بضيق: سكت
محمود: هو فينوا؟
سوزان بضيق: راح الشغل و مرضاش ياكل ولا لقمة بسبب شغلك
محمود بإبتسامة: كدة كويس انا عايزة كدة
نظرت لة بغيظ و اكملت طعامها.

في الشركة
تدخل السكرتيرة التي ترتدي ملابس محتشمة
هبة: استاذ مراد سوزي هانم اتصلت
مراد وهو ينظر في الورق: ها و كانت عايزة اية؟
هبة: كانت بتوصي حضرتك انك مترهقش نفسك في الشغل
اطلق ضحكة عالية وقال: ماما و مش هتتغير، ماشي يا هبة كتر خيريك
هبة بإبتسامة خفيفة: عن اذنك
وغادرت، فور خروجها اتى اتصال ل مراد
امير: ها يا عم النهارضة في حفلة هتيجي؟
مراد: اكييد هاجي انت بتهزر مثلا.

امير: افتكرت انك تبت بعد اللي شفت اللي عملتوا انت قدام ابووك
مراد: ههههههه لا دي كانت مسرحية، بس انا لسه في إنحرافي بس قدام ابويا و امي عامل اني المطيع و الملتزم في الشغل وكدة
امير بسخرية: و السكرتيرة المحتشمة دي
مراد: هاهاهها و دي من التمسيلية برضوا، فكك دلوقتي، المهم بليل ع الحفلة
امير: اووكي يا كووتش، و الحفلة هتتعمل في مكان جديد
مراد: فين؟
امير: الديسكووا.

مراد: ههههه ما دة مكان كل مرة ثم سمع صوت والدة
مراد بسرعة: اقفل اقفل الوالد جة
و اغلق الخط و نظر للورق الموجود امامة
دخل محمود فوقف مراد ع الفور إحتراما لة و تقدم و قبل يد والده
محمود برضا: ربنا يحميك ل شبابك يا ابني
مراد: تشرب اية؟
محمود: مش عايز بس جيت اطمن عليك
مراد بإبتسامة: اكيد ماما موصية
محمود: هههه اكييد، المهم خلصت ورق الصفقة و شيكت عليها؟
مراد: اهو قربت اخلصها.

محمود: كوويس اووي، هتيجي الفيلة و لا؟
مراد: لا النهارضة هخرج مع امير
محمود: ماشي بس متتأخروش في الخروجة عشان الشغل
مراد: حاضرنهض محمود و غادر
مراد: يلى بقى انا اخلص الورق دة بسررعة و اطير اروح الحفلة.

(( مراد هو الوريث الوحيد ل شركات آل محمود للمفروشات هو شاب في 27 من عمرة، هو شاب وسيم ذات الشعر الأسود و البشرة القمحية و العين البني الغامق و تظهر سوداء اللون، هو يستغل وسامتة بآسر قلوب الفتيات، هو ممتاز و مجتهد بعملة جدا، وايضا شاب يحب الأستمتاع بالفتيات )).

في ميتم قديم، يشهد جدرانة ع الظلم و الحرمان و القسوة، ليس فقد جدرانة بل ايضا اجسام هؤلاء الفتيات تشهد ع الامها و تعذيبها
رجاء بصوتها المزعج: يلى خلصوا مسح و انتوا خلصوا تلميع
الفتيات بخفوت: حاضر
رجاء بغضب: تعالي يا بت يا مريم
نهضت مريم بسرعة من ع الأرض و اتجهت لها
مريم مخفضة رأسها
رجاء وهي تضربها: هي دي طريقة مسح دي
مريم بألم: انا اسفة
رجاء بقسوة: اية اسف دي هصرفها فين، يلى روحي كملي شغلك.

اومأت برأسها و اكمل عملها
(( مريم فتاة يتمية الأم و الأب تعيش في هذا الملجأ مع هذة العجوز التي لا يوجد في قلبها ذرة رحمة لهؤلاء اليتامى، هي في 20 من عمرها، ذات الشعر البني القصير و البشرة السمراء و العين العسلي ))
بعد إنتهاء الفتيات من عملهم جلسوا ع الطبلية المتهالكة و بدأوا في اكل نصيبهم من الطعام اليومي العدس
رجاء: انا داخلة ارتاح مش عايزة اسمع صوتو اتجهت لغرفتها
اصبحوا الفتيات يتحدثون بهمس.

ريم: ها يا بسبس النهارضة دوري انا و مريم صح؟
بسنت: ايوة النهارضة دوركم انتوا الاتنين استعدوا
ابتسمت ريم بسعادة
مريم: بس هنلبس اية؟
بسنت: عيب عليكي انتي مش عرفاني ولا اية؟
مريم بحزن: بس انا مش هعرف البس الفساتين اللي معاكي
بسنت بضيق: لية إنشاءالله
مريم بحزن: عشان الجروح و التشووية اللي في جسمي دة
بسنت بشفقة: امممم هنشفلك واحدة ميظهرش العيوب دي.

اومأت برأسهاريم بحماس: ها يا بسبس طب قوليلي الأجواء في الأماكن دي اية؟
ياسمين بهيام: مكان تحفة، و شباب قمر و ناس رااقية اووي
بسنت بغضب: هي سألتني انا
ياسمين: اووبس اسفةريم: انا متحمسة اوووي، وانتي يا مريم؟
مريم: انا خايفة لنتأفش، اصل انا منحووسة دايما
بسنت: ههههههه كل مرة مش بنتأفش يعني المرة دي هنتأفش، لا إنشاءالله ربنا يستر
مريم: ربنا يستر.

بسنت: يلى يا ريم و مريم عشان تختاروا فساتين قبل ما الولية الأرشانة دي تصحى
مريم و ريم: حاضر
ياسمين وهي تضع يدها ع وجهها: ااخخ امتى يجي دوري تااني.

اخرجت الفساتين و بدأت ريم و مريم في إختيار فستان لها
اختارت ريم فستان، هذا http: //img. ewaaan. com/imgcache/1147308. jpg
ريم بإنبهار: رووووعة انتي منين بتجيبي الفساتين دي؟
بسنت: سرالمهنة، المهم انتي يا مريم هتختاري اية؟
مريم بإبتسامة: انا هختار الأحمر
بسنت: اووكي اختياركم حلوو و انا لما لبستوا قبل كدة كان عاجبهم اووي
ريم: و انتي هتلبسي اية؟
بسنت: دة@
مريم: بس دة كااشف اووي
بسنت: فري اووي بالنسبالي.

مريم: براحتك
سمعوا صوت رجاء فأخفوا الفساتين بسررعة و خرجوا
رجاء: كنتوا فين يا بت منك ليها؟
بسنت: ابدا يا حجة دة إحنا كنا بنرتب السراير
رجاء: امممم ماشي، يلى اعملولي اكل اكلوا
بسنت: حاضر
رجاء: في كام كيس لحمة جوة؟
مريم: واحد بس
رجاء: ماشي اعملهولي
دخلت ريم و مريم و بسنت المطبخ الضيق
بسنت: اعملوا انتوا الأكل للولية دي
ريم: لية إنشاءالله مش هي طلبت منك انتي؟
بسنت: مش هاخدكم النهارضة الحفلة ولا اية.

مريم: ماشي، خلاص يا ريم تعالي نعمل انا و انتي
ريم بضيق: استغلالية
بسنت بغيظ: حسبي الله ونعم الوكيل في الولية دي، يعني هي بتاكل لحمة و فراخ و اكل عدل و تأكلنا إحنا عدس كل يوم
مريم بحزن: ربنا ع الظالم، و هياخدلنا حقنا كلنا إنشاءالله
ريم و بسنت: إنشاءالله
ثم سمعوا صوت الفتيات وهم يتألمون
بسنت بحزن: ربي ينتقم منها، بتشوة جسمهم
مريم و الدموع في عينيها: زي ما شوهت ظهري و رجلي بضربها.

ريم: ربنا كبير ومش بيضيع حق حد، يلى نخلص الأكل بتاعها بدل ما تبهدلنا
مريم: ماشي.

مساءا
بسنت بهمس: ها خلصتوا
ريم بهمس: انا خلصت
مريم بهمس ايضا: و انا جاهزة بس خايفة
بسنت: متخفيش، صحيح روحي و هاتي التليفون
مريم بفزع: تلفون مين؟اوعي تقولي
بسنت بإبتسامة: اة هو بتاع الولية الأرشانة اللي اسمها رجاء
مريم: لا اخاف، و كمان لو حصلوا حاجة هتسلخني
بسنت بنفاذ صبر: متخفيش مش هتسلخك، هتروحي ولا امشي بدونك
مريم: حاضر حاضر
و تسحبت ع اصابع قدميها ل غرفة العجوز القاسية رجاء و اخذت الهاتف و خرجت.

مريم بقلق: ربنا يستر، عشان لو حصل حاجة للموبايل دة هتموتنا
ريم: هههه هو دة موبايل اصلا
بسنت: يلى بقى اتأخرنا
ريم و مريم: حاضر.

وصل امير و مراد الحفل الصاخب تجمعت حولهم الفتيات
مراد: هاا فين البنت اللي بتجيب بنتين معاها كل يوم؟
امير: اهاا قصدك بسنت، انت وقعت ولا اية؟
مراد: لا، بس داخلة مزاجي
امير: عموما هي جاية
وصلت بسنت و مريم و ريم الحفل
امير وهو يصفر: شووف بقى
نظر مراد للأتجاة الذي ينظر لة امير
امير بهيام: البنتين اللي معاها المرة دي صوااريخ
مراد بإبتسامة جانبية جذابة: حلووو اووي.

ثم نظر امامة وقال بخبث: شكلها هتبقى ليلة حمرا
قهقه امير، اتت بسنت امامهم
بسنت بدلع: اتأخرنا؟
امير: ابدا، تعالوجلست بسنت ملتصقة ب امير و جلست مريم و ريم بجانب بعضهما ينظرون حولهم بإستغراب للأجواء
مريم تحدث نفسها بإنزعاج: انا اية اللي خلاني اجي الأماكن دي مش ليا، مكنش ينفع اجي، يارب سامحني انا كنت فاكراها حفلات زي اللي شفتها في التلفزيون مش اللي شايفاة دلوقتي.

ريم تحدث نفسها بسعادة: واااو بقى و اخيرا جيت هنا، انا عايزة استمتع شووية
اتى شاب و قدم يدة لها لإصطحابها للرقص فوافقت ونهضت معة ريم
بسنت بدلع: ما تقووم يا امير نرقص
امير بخبث: يا عيوون امير
نظرت مريم حولها بضيق ثم لاحظت انظارة المثبتة عليها
مريم تحدث نفسها: يووة يعني لازم يسيبوني كدة
فجأة وجدتة واقف امامها
مراد بإبتسامة جذابة: ترقصي؟
نظرت لة و قالت بصوت خافت: مش عايزة.

امسك بيدها و اوقفها و سحبها لنصف القاعة و وضع يدة ع خصرها و بدأ في تحركيها للرقص
كانت تنظر لة تحاول تستوعب حركتة السريعة التي اخذتها لمنتصف القاعة
مراد بهدوء: مينفعش واحدة زيك ترفض ترقص معايا
مريم بعدم استوعاب: ها؟
مراد: استمتعي بالرقصة
شعرت بحركة يدة العابثة فقشعر بدنها، فلم تعلم من اين اتت لها تلك الشجاعة التي جعلتها تبعدة عنها و تصفعة، فتنخفض اصوات الموسيقى و ينظر الجميع لهما.

اقتربت بسنت من مريم وهمست في اذنها بفزع
بسنت: انتي عملتي اية يا غبية
مريم بخوف: مش عارفة
بسنت وهي تلطم: ليلتنا سووودة
نظرت لها مريم وهي تكاد ان تبكي
مريم: هيعمل اية؟
كان ينظر لها و وجهة اصبح احمر اللون من شدة غضبة، قال بهدوء مخيف
مراد: انتي واعية للي عملتية
مريم بصوت مرتجف: مش عارفة
ضحك الجميع فنظر لهم مراد فصمتوا
مريم تكاد ان تبكي: انا اسفة، مش، مش عارفة عملت، عملت كدة ازاي، ازاي انا.

مراد و هو يكور قبضتة: اسفك مش مقبول
من كثرة خوفها عرقت يديها فأنزلق الهاتف من يدها فوقع ع الأرض و إنكسرت شاشتة
ريم بفزع: الموبايل
بسنت في سرها: ياالهوي، ليلتنا طين
نظرت للهاتف و بكت و نزلت ع ركبتيها لتأخذة ولكنها وجدتة يضع رجلة ع الهاتف و يدعس علية رفعت ناظريها فقال بسخرية
مراد: كدة خلصنا و تركها و ذهب
بسنت تمسك قطع الهاتف المبعثرة وتقول بحسرة
بسنت: هنعمل اية؟
مريم ببكاء: مش عارفة.

بسنت بغضب: كل دة بسببك، انتي اللي هتتحمليها
ريم: اهدي يا بسنت عليها شووية
و ساندت ريم مريم
امير: هتمشوا؟
بسنت: اة للأسف
امير: هتيجي بكرة؟
بسنت: هحاول، سلام يا بيبي
وقبلتة و غادرت مع مريم و ريم
ذهب امير ل مراد
امير: اية اللي انت عملتوا دة
مراد بلامبالاه: مش ذنبي، هي غلطت و انا خدت حقي، لا نص حقي كمان
امير بضحك: بس البت وشها جاب الوان حرام عليك
مراد: تستاهل.

شعرت رجاء بالعطش فنهضت من عز نومها لتشرب ثم عادت لغرفتها و وضعت يدها ع الطاولة الصغيرة الموجودة بجانب سريرها لم تجد الهاتف فأردت نظارتها الطبية
رجاء: فين الموبايل؟
سمعت صوت همس فخرجت من غرفتها و رأتهم
رجاء بصوتها المزعج: اقفوا عندكم
وقفوا في اماكنهم بصدمة و خوف
رجاء بغضب: اية اللي انتوا لابسينوا دة؟ و منين جيين؟ و ازاي خرجتوا اصلا بدون معرفتي؟
بسنت بصوت مرتجف: اا، هو، اا ا.

رجاء بصوت عالي يملأة الغضب هز الملجأ كلة: انتي هتأوأيلي انتوا بتعملوا اية في الساعة دي برا؟
ثم لاحظت الهاتف المكسور الممسكة بة مريم
رجاء: دة الموبايل بتاعي؟
اخفت الهاتف خلف ظهرها بخوف فتقدمت رجاء و امسكت يدها بعنف و نظرت للهاتف المكسور ل مئة قطعة
اتجهت رجاء لغرفتها بصمت و خرجت بعد ثواني و بيدها العصى، و ضربت ثلاثتهم و لكن من نال ع النصيب الأكثر هي، مريم
نائمة ع سريرها المتهالك، تبكي بقهر و تتألم.


اليوم التالي، صباحا
في الشركة خصيصا في مكتب مراد
مراد ع الهاتف: جيبيلي قهوة سادة يا هبة راسي بتلف
هبة: حاضر يا فندم
واقفل الخط و اغمض عينة و اعاد رأسة للخلف، بعد دقائق رن هاتفة، نظر للشاشة وجدها والدتة
مراد: زيزي هانم بتتصل بيا مخصوصسوزان: ازيك يا مراد يا حبيبي؟مراد: الحمدالله، متصلة عشان زي كل مرة
سوزان: لا، بس باباك تعبان شووية فمش هيجي الشركة فألغي كل الإجتماعات و المقابلات.

مراد: اممم حاضر، و انا اول ما اخلص شغلي هاجي اطمن علية
سوزان بحزن: علية بس؟
مراد بإبتسامة دافئة: و انتي كمان طبعا
سوزان: ماشي يا حبيبي، متتأخرش، سلام
مراد: سلامدخلت هبة و قدمت لة القهوة و خرجت للتابع عملها.

في الملجأ فتحت عينيها بألم و نهضت من فراشها ببطئ و اتجهت للحمام الصغير جدا و دخلت، خلعت ملابسها و فتحت الماء لتنزل ع جسمها العاري المجروح، كانت تتألم بسبب الجروح الموجودة ع ظهرها، دموعها الامها و قهرها اختلطت مع الماء وضعت يدها ع وجهها و اصبحت تبكي بمرارة و تناجي ربها في سرها: ياارب ارحمني من العيشة دي، انا كبرت بدون ام و لا اب و عشت مع واحدة عجوزة قااسية عليا و معندهاش قلب، يارب ريحني بقى يااارب.

اقفلت السنبور و ارتدت ملابسها و خرجت من الحمام، وجدت بسنت و ريم و فتيات آخرى متجمعين يتحدثون بهمس عن شيء فأقتربت منهم لتشاركهم
بسنت: انا سمعت النهارضة الصبح الولية رجاء دي كانت بتتكلم في التليفون
ياسمين: عن الراجل العجوز دة برضوا
بسنت: اة، و عرفت حاجة، هيجي النهارضة هنا
ريم بخوف: هيختار واحدة مننا
بسنت: لاا، دة حاطت واحدة في دماغوا
ياسمين: مين؟
بسنت: مريم
مريم بفزع: انا، لا لا مستحيل.

بسنت: اة انتي، ففكري في طريقة بقى تخلعي، او اعملي زي ما البت سمية عملت
ريم: اه اه اعملي زي اللي عملتوا سمية، مثلت انها ماشية مع واحد و كدة فطردتها رجاء
مريم: بس لو عملت كدة هروح فين بعدها؟
بسنت: ارض الله وااسعةسمعوا صوت رجاء
بسنت بسرعة: فكري بسررعة
و بعها نهضوا جميعا و انشغل كل شخص بما املت علية العجوز رجاء من اعمال
رجاء ل مريم: البسي و انزلي السوق تشتري شوية حاجات ليا.

اومأت مريم برأسها و اردت عباء و خرجت متجهة للسوق.

نهض من كرسي مكتبة و خرج
مراد ل هبة: انا هروح عشان مش قادر، الغيلي إجتماع النهارضة
هبة: حاضر يا فندم، وسلامة حضرتك
مراد: شكرا يا هبة
وغادر الشركة و ركب سيارتة اتصل مراد ب والدته
مراد: ازيك يا سوزي؟
سوزان: مراد حبيبي، انت جي دلوقتي صح؟
مراد: هي هبة لحقت خبرتك؟
سوزان: اها، المهم عايزة منك خدمة و انت جي
مراد: اممم
سوزان: هاتلي و انت جي علبة شوكولاتة و ورد
مراد: لية؟

سوزان: هنروح النهارضة ل خالك عشان موضوعك انت و الاء
مراد بضيق: مش إحنا قفلنا الموضوع دة
سوزان: دة لمصلحتك ي، قاطعها بنفاذ صبر: عارف هتقولي اية، ماشي هجيب الحاجة بس مش اكيد اجي معاكوا
سوزان: لما تيجي نبقى نتكلم، انت جيب الحاجة الأول
مرد: اوكي، سلام
بعد دقائق اتصل بة امير
مراد: كويس انك اتصلت، كنت لسه هتصل بيك
امير بمرح: القلوب عند بعضها، ها كنت عايز اية؟
مراد: عايز محل ورود كويس
امير: لية؟

مراد: انت عارف موضوع الاء و الأرتباط
امير: اهااا، و لية بتسألني انا يعني
مراد: اصل انت كل يوم و التاني بتجيب لواحدة شكل
امير: هاهاهاها ماشي، بص هقولك ع المحل اللي بجيب منوا، هو في السوق و الراجل عارفني انا هكلمو و احجزلك و انت روح و خدوا
مراد: اوووكي كدة احسن و اريحلي
امير: عد الجماايل، يلى اقفل عشان الحق اكلموا و هبعتلك عنوان المكان بظبط
مراد: ماشي، سلام.

وصلت مريم للسوق و اشترت الأغراض التي طلبتاها منها العجوز رجاء و لكن ظل غرض واحد لم تجدة فسألت العجوز الجالسة ع الأرض تبيع العنب
مريم: لوسمحتي كان في هنا صبانة راحت فين؟ قفلت؟
العجوز: اها صبانة يوسف
مريم: ايوة هيا
العجوز: نقلها الحج يوسف لأول السوق هتلاقيها جمب بياع الورد
مريم: ماشي شكراو عادت لبداية السوق.

في فيلة آل محمود
سوزان: جهز نفسك هنروح النهارضة عند اخوك عشان الاء
محمود بضيق: ابنك مش عايزها سيبية براحتة يختار اللي يميل ليها
سوزان بغضب: لا طبعا، ابني طيب و ممكن اي واحدة من الشارع تضحك علية و توهمة بالحب و تسرقوا مني
محمود بنفاذ صبر: خلي ابنك يختار اللي هيكمل معاها حياتوا عشان مش تجبرية ع واحدة و بعدين يخذلك و يجبلك اللي عايز يتجوزها
سوزان وهي تنهض بضيق: انا هسيبك ترتاح احسن.

في محل الورد
بائع الورد: اتفضل امير بية وصاني ع الباقة دي
مراد: اممم لا مش عايز ورد ابيض و بنفسجي، هاتلي الورد الأحمر دة
بائع الور: حاضر
بعد دقائق علا صوت المرأة العجوز بإهاناتهم و إتهام احدهم بالسرقة
بائع الورد: حسبي الله و نعم الوكيل فيها، كل يوم تعمل نفس الفصل في البنت الغلبانة دي
مراد بفضول: هو في اية برة؟

بائع الورد: الولية دي حاطة البنت اليتيمة دي اللي اسمها مريم حاطاها في دماغها فكل يوم بتنزل فية السوق بتعملها مشكلة و تبهدلها قدام الناس
مراد: محدش حاول يساعد البنت دي اللي اسمها مريم؟
بائع الورد: صراحة محدش بيدخل عشان نتقي شر الولية دي
مراد: امممم
ثم خرج من المحل و اصبح يشاهد ما يحدث لا يرى إلا ظهر هصة الفتاة
العجوز: انتي سرااقة يلة هااتي الفلووس يا حرمية
مريم ببكاء: ممعيش فلوس واللهي، انا مسرقتش حاجة.

العجوز امسك بشعرها و تتألم مريم
العجوز: هربيكي من اول و جديد، يا حرمية يا كذابة
و هنا سمعوا صوتة الأجش: بسس
نظرت العجوز لمصدر الصوت وقالت بغضب: انت بتكلمني انا؟ انت واعي لنفسك يا انت
مراد وبدأ علية الغضب: اسمي مراد، و اتكلمي معايا عدل
ثم تقدم تحت انظار الجميع و ابعد يد العجوز عن شعر الفتاة و خبأها خلفة دون ان يرى وجهها، اخرج المحفظة من جيبة
مراد: عايزة كام؟
العجوز: الف.

مراد وهو يخرج الف جنية: ماشي هديكي الفلوس اللي عايزاها بس توعدي انك متضايقيش البنت دي
العجوز بعد تفكير: امممم ماشي، وعد
و اعطاها الألف جنية
العجوز ل مريم: ها رحمك يا مريم مني
نظر لها بإستحقار ثم امسك بيد الفتاة و اتجة خارج مجمع الناس هذا، و وقف امام سيارتة
مراد: كويسة؟
اومأت برأسها مراد: طب بصيلي
رفعت ناظريها و نظرت لةمراد بإستنكار: انتي؟
دققت بة و تذكرتة، عادت للوراء بخوف
امسكها من ذراعها فشعر بإرتعاشها.

مراد: مش هعملك حاجة اطمأنت قليلا
مراد: حاليا
مريم بخفوت: شكرا لحضرتك لأنك ساعدني
مراد: و لو كنت اعرف انك انتي مكنتش هساعدك، عموما اركبي اوصلك عشان حالتك صعبة
نظرت لة بإمتنان و ركبت و هو اتجهة للمحل و اخذ سلة الورد و عاد للسيارة
مراد: حطي حزام الأمان
نظرت لة بإستغراب
مريم بإحراج: يعني اية؟
نظر لها بسخرية و اقترب منها فأنكمشت هي، و وضع الحزام حولها و اقفلة
مراد وهو يشغل السيارة: فين بيتك؟

قالت لة العنوان لم يعرفة بالتأكيد فكانت ترشدة.

رجاء: تعالي يا بت يا ريم و بسنت
ريم و بسنت: نعم
رجاء: تعالو ارموا الزبالة
ريم بأرف: حاضر
بسنت في سرها: ياارب صبرني ع الأرف.

وصلوا امام البي
تمريم بإبتسامة رقيقة: شكرا، و اسفة تعبتك
ثم رأت ريم وبسنت ينظرون لها من بعيدة و يشيرون لها بإشارات
بسنت: شطوورة بنت الأية جابتوا منين دة، لازم تستغل
ريم: حلوو اووي، استغلي الموقف يا مريم
بعد ثواني كانت خلفة رجاءرجاء بغضب: كل دة بترموا الزبالة
بسنت بخبث: الحقي مريم في السيارة مع واحد
رجاء: نعم؟
نظرت للسيارة
امسكت مريم بيد مراد وقالت مريم: اسفة، بس معلش ممكن تكمل التمسيلية دي.

نظر لها بإستغراب
ثم اقتربت منة و وضعت يدها خلف رقبتة و مثلت كأنها تقبلة
مريم امام شفتية بخجل: اسفة اني بحطك في موقف زي دة، بس خليك كدة دقيقة
رجاء مصدووومة و ريم و بسنت ع شفتيهم إبتسامة خبيثة
لمعت فكرة في ذهن مراد
مراد في سره: اممممم يلى نتسلى شووية
وضع شفتية ع شفتيها و قبلها، وهي مصدوومة.



ابتعد عنها و ابتسم بسخرية و قال
مراد: كدا اتساوينا
لم ترد و خرجت من السيارة بسرعة وغادر هو و على وجهة علامات السخرية
داخل الملجأ تقف مريم وهي ترتجف امام رجاء الغاضبة
رجاء وهي تصفعها: انتي فلتي اوووي من ايدي، انا هرميكي زي الكلاب برة الملجأ دة اللي مأويكي
ثم اكمل رجاء وهي تمسك بشعر مريم بقوة و تسحبها لخارج الملجأ: اكيد طالعة زي امك و ابوكي اللي جابوكي بالحراام، و انا مش عايزة اشكالك عندي.

و القتها في الخارج كالقمامة
رجاء: اتفوووة
وصفقت الباب
نهضت من ع الأرض وهي تبكي، كلمات تلك العجوز تتكرر في ذهنها (( اكيد طالعة زي امك و ابوكي اللي جابوكي بالحراام، بالحرام، بالحرام ))
مريم: انا غلطانة لأني سمعت كلامك يا بسنت، هروح فين دلوقتي؟

في فيلة آل محمود
مراد بنفاذ صبر: خلاص هاجي معاكي
سوزان بإبتسامة: ماشي يا حبيبي، اقنع بقى ابووك يجي
مراد: هو هيجي لوحدوا انا عارف بابا
محمود: ها انا جاهز
مراد: شوفتي
سوزان بسعادة: حلووو اووي يلى نروح عشان منتأخرش، فين الور؟
مراد: في العربية، يلى
سوزان: يلى يا حبيبي.

ريم ببكاء: خايفة ع مريم
بسنت بلامبالاه: ارض الله واسعة هتروح في اي حتة، او ممكن تروح مع الواد اللي باستوا
ريم بغضب: انتي عارفة سبب انها تعمل كدة
بسنت: فكك منها بقى.

مريم جالسة ع الرصيف تبكي وجدت إمرأة في الأربعون من عمرها تحدثها
مروة بطيبة: مالك يا بنتي؟
نظرت لها مريم
مروة: محتاجة مساعدة؟
مريم ببكاء: مش لاقية مكان اقعد فية
مروة: امممم، طب توافقي تشتغلي خدامة في فيلة؟
مريم بأمل: يااريت، يبقى اي مأوى ليا
مروة بإبتسامة سمحة: طيب قومي معايا يلى
مريم بإمتنان: شكرا لحضرتك
مروة: انتي زي بنتي، صحيح اسمك اية؟
مريم: اسمي مريم
مروة: عاشت الأسامي يا مريم.

في منتصف الطريق
سوزان: اوووبس نسيت الشال بتاعي
محمود: مش لازم يعني
سوزان بضيق: لا لازم، رجعني يا مراد هجيبوا و نروح
مراد بإنصياع: حاضر
سوزان بإبتسامة: يسلملي ابني المطيع
وصلوا امام الفيلة و ترجلت سوزان من السيارة و دخلت الفيلة و جلبت الشال معها و اتت ان تغادر اوقفتها رأيسة الخدم
مروة: سوزي هانم، حضرتك انا جبت خدامة تشتغل معانا و إحنا كنا محتاجين خدم.

سوزي: امممم اوكي، لو هي جوود اووكي سيبيها تشتغل و بليل ابقى اشوفها
مروة: شكرا ل حضرتك.

مريم بعد ان ارتدت ملابس الخدم
مريم: شكرا اووي لحضرتك، لولاكي مكنتش عارفة كنت هعيش فين
مروة: قلتلك انتي زي بنتي، يلى بقى ع الشغل عشان نلحق نخلص، وبليل هتقوليلي ع كل حكايتيك
اومأت برأسها و ذهبت لتعمل.

سماح بنفاذ صبر: يلى يا الاء ادخلي
الاء: ع فكرة يا ماما انا مش موافقة ع اني ارتبط ب مراد
سماح: دة لمصلحتنا يا هبلة
الاء بضيق: مليش دعوة
سماح بغضب: طب ادخلي و خلصيني
الاء بتحذير: حتى لو قرأنا النهارضة الفاتحة و كدة، صدقيني مش هكمل و تركت والدتها و خرجت لهم و القت عليهم السلام و جلست
سوزان: ندخل بقى في الموضوع، محمود هيتكمل
محمود: إحنا جايين نطلب الاء لأبن عمتها مراد
مدحت: نتشرف طبعا، رأيك يا الاء.

الاء: ...
سماح: موافقة طبعا الاء، يلى نقرأ الفاتحة
سوزان: يلى
الاء في سرها: مش هتم الجوازة دي
و قرأوا الفاتحة
مراد: عن اذنكم
سماح: ماشي لية يا حبيبي؟
مراد: ورايا شغل، عن اذنكم و غادر
الاء: طالعة اوضيو غادرت
سوزان: مبرووك علينا
سماح: صح، مبروك علينا.

عادت سوزان و محمود للفيلة
محمود بضيق: ابنك كان ساكت طوول القعدة و ة بيدل انوا رافض و باين ع البنت انها مش عايزة و مش راضية ع اللي بيحصل
سوزان: هيحبوا بعض بعدين
محمود: انا طالع اريح
و صعد لغرفتة
سوزان: مروة، مروة
اتت مريم
مريم: الدادة مروة مش موجودة
سوزان: انتي مين؟ الخدامة اللي جابتها مروة النهارضة؟
مريم: ايوة يا سوزي هانم
سوزان وهي تتفحصها: امممم مش بطالة، طيب اعمليلي ناسك
مريم بإستغراب: حاضر يا فندم.

و اتجهت للمطبخ
مريم ل سندس( زميلتها من الخدم ): يعني اية ناسك؟
سندس: ههههههه زي حالتي مكندش عارفة يعني اية، المهم دة ناسكافية
مريم: اممم و ازاي يتعمل؟
سندس: خلاص انا هعملوا و شوفيني و اتعلمي
مريم: ماشي.

محمود يتحدث مراد ع الهاتف
محمود: مش هتيجي النهارضة؟
مراد: هسهر مع امير
محمود: اخر يوم هخليك تسهر و تبات برة الفيلة، من بكرة عايزك تكون في الفيلة
مراد: إنشاءالله
مساءا، في غرفة الخدم
مروة: ها يلى قوليلي قصتك.

مريم: انا يتيمة من صغري، كبرت في ملجأ و رئيسة الملجأ اسمها رجاء، قاسية علينا اووي كان بتضربني و مش بتأكلني احيانا و تعمل كل حاجة ممكن تتخيليها، مشفتش يووم حلو في حياتي كلها، صحبتي في الملجأ سمعتها و هي بتكلم الراجل العجوز اللي بيجي كل سنة ياخد واحدة مننا عشان يتجوزها و هو اختارني هو عجوز اووي بس شيطان زي رجاء، تقص عليها ما حدث لهذة اللحظة.

اليوم التالي في فيلة آل محمود مروة: خدي القائمة
دي انزلي السوق و ههاتي الحاجات دي يا مريم، عم إبراهيم برة قوليلوا ياخدك
مريم: حاضر
و اخذت القائمة و الفلوس و خرجت ل عم إبراهيم و اتجهوا للسوق
كانت تتجول في السوق فجأة وجدت من يضع يدة ع كتفها، انتفضت في البداية و سرعان ما استعادت هدوءها
ريم وهي تحضتن مريم: مريم انتي كويسة الحمداللهم
ريم: ريم، وحشتيني
ريم: و انتي كمان، انتي بتعملي اية هنا؟

مريم: انا بشتغل في فيلة
ريم: طب طنتيني عليكي، اياكي ترجعي، دي رجاء بدور عليكي
مريم: لية؟
ريم: اصل العجوز لما عرف انها طردتك بهدلها و هددها بحاجة و لازم ترجيك
نظرت لها مريم بخوف
ريم: متخفيش، انتي خلصي بسرعة و ارجعي ع الفيلة، و عقبال ما اهرب انا كمان
مريم: هديكي عنوان الفيلة عشان لو هربتي تلاقي المكان دة، الناس طيبة اووي
ريم: ماشي كتبت لها العنوان في ورقة
مريم: امانة عليكي متدهوش لحد
ريم: وعد، يلى امشي بقىم.

ريم: سلامو ذهبت للسيارة و وضعت الأكياس و الملتزمات
إبراهيم: جبتي كل حاجة
مريم: دقيقة اتأكدو نظرت في القائمة
مريم: في حاجة ناقصة، هنزل اجيبها
إبراهيم: ماشي
و نزلت من السيارة لتجلب الشيء الناقص
إبراهيم: نعم يا مروة؟
مروة: تعالى حالا سوزي هانم عايزاك
إبراهيم: مريم مش معايا لسه بتشتري
مروة: هي هتعرف الطريق و هتيجي لحالها
إبراهيم: ماشي جاي
و غادر
اشترت مريم الغرض الناقص و عادت لمكان السيارة ولكن لم تجدها.

مريم بإستغراب: راح فين عم إبراهيم؟
تحركت في المكان وبحثت عن السيارة بين السيارات لم تجدة
مريم بإحباط: هعمل اية دلوقتي؟
تتلفت بناظريها حولها، توقفت عن التحرك، بلعت ريقها بصعووبه، بعدها جرت بكل سرعتها و هو خلفها.

تااابع ◄