-->

رواية لست مميزاً الفصل السادس

 

 (عند فارس وايثار )
استيقظت ايثار في موعد صلاة الفجر، خرجت من الخيمه دخلت الحمام توضاءت وخرجت، وجدت فارس ينتظرها امام الباب قائلا: استتيني نصلي سوى.
فهزت راسها بالموافقه، دخل هو الي الحمام وتوضاء وخرج، صلا معا وبعد ان انتهيا تحركت لتدخل الخيمه فندها قائلا: استني اعملي حسابك هنروح الشركه النهارده بدرى شويه.
ايثار: حاضر مش هنام ولما تيجي تمشي اند...



قاطعها قائلا: انا مش بقولك عشان تقولي كده، وبعدين انت لسه زعلانه من اللي حصل؟! المفروض انا اللي ازعل مش انتي.
شعرت ايثاربالحيره قائله: انا مش فاهمك اصلا، انت بتتحكم فيا كده ليه؟! انت مشترتنيش ان...
تضايق من كلامها ولم ينتظر حتى تكمل، وقأطعها قائلا: اسمعي لو سمعتك بتقولي الكلام ده تاني هزعل بجد، لاني كنت واضح معاكي وقولتلك اني بحبك وبعشقك، وغضبي كان من غيرتى عليكي، يعني من حبى ليكي ومش اشتريتك والكلام الفاضي ده.

ونظر لها بحزم فشعرت بالخجل والندم قائله: انا اسفه بس عقلي مشوش مانمتش امبارح كويس، وحاسه اني تعبانه شويه.
ابتسم لها فارس قائلا: خلاص انا مش زعلان، ومدام تعبانه خليكي، بلاش تيجي معايا الشركه واقعدي ريحي.
كانت ايثار تشعر بالخوف والقلق من مقابلة عمار وغضب فاري
فقالت: مش للدرجه دي هاجي الشركه، بس ارجوك حاول تتحكم في غضبك شويه.
نظر لها فارس مستفهما: جوبي علي سؤالي اللي سالتو امبارح والموضوع هينتهي.
وكان ينتظر منها ردا يريحه.

فاخذت نفس وزفرته قائله: انا مش هقولك محبتش عمار، بس هو خدعني ووجع قلبي، وانا مش قادره اسامحه علي ده.
اخذ فارس نفس وزفره قائلا: يعني انتي بتحبيه فعلا، بس جرحو ليكي هو اللي مزعلك منه، ولا خلاص نسيتي حبه، وليه اتفزعتي عليا امبارح لما اتخبط بالطريقه دي؟

نظرت باعين زائغه وتنهدت وابتلعت ريقها قائله: منكرش اني منجزبه ليك ومرتاحلك، وبحس بسعاده وانا معاك، معرفش ده يبقي حب ولا لاء، بس الاكيد ان موضوع عمار انتهي بالنسبه ليا.
فضمها اليه واغمض عينه بسعاده فكلامها طمأنه، اما هي اغمضت عينها، فبداخلها الم لا تعرف سببه، هل حقا قصتها مع عمار انتهت ام مازل لها بقيه، فجرحها منه مازل ينزف، تركها فارس وقبل ان تدخل الخيمه، امسك يدها ونظر اليها قائلا: بحبك بحبك قوي.

وظل ينظر الي عينها واقترب منها ليقبلها، فابتعدت عنه وشعرت بالحرج وضعت يدها علي راسها قائله: معلش هدخل ارتاح شويه قبل ما نروح الشركه.
وتركته ودخلت الخيمه بسرعه وهي مرتبكه، وظل هو واقفا مكانه ينظر عليها بخيبة امل فرفضها المه، عاد وجلس مكانه حتي موعد الشركه، نادي عليها فاتت اليه، وخرجا معا دون اى كلام بينهم حتي ركبا السياره وتحركت بهم، ظلا صامتين لبعض الوقت، حتى قطع فارس الصمت قائلا: هنخلص شغل النهارده بدرى، عشان نروح نشترى فستان الخطوبه، وكمان كتب كتاب ريم بالليل، وطبعا لازم تلبسي فستان جديد.

فكرت ايثار قائله: هو خلاص باباك حدد معاد الفرح؟
فارس: ما انا كنت هقولك بعد ما صليناوبعدين نسيت، الخميس هتكون الخطوبه والكتاب، والفرح بعد شهر وهيكون فرحنا مع فرح ريم وفهد.
فهزت راسها بالموافقه وهي صامته، فهي تشعر انه غاضب منها، لانها رفضت ان يقبلها، ولكنها لم تستطع ان تسمح له بذلك فداخلها مازل مرتبك، ولم تريد ان تحدثه في الامر فمازل قلبها متالم.

وصلا الشركه وصعد الي المكتب، وبداءا العمل رن هاتف فارس، فنظر به فوجده رقم غريب فاجاب قائلا: السلام عليكم.
الهاتف: وعليكم السلام فارس فهمي صاحب عمار صفوت؟
فارس متعجبا: ايوه مين حضرتك؟
الهاتف: انا عمك صفوت والد عمار، انت اكيد مش فاكرني متقابلناش غير مره واحده، لما جيت لعمار في الجامعه.
فارس: لاء ازى يا عمي فاكر حضرتك اءمر؟

صفوت مترددا: الامر لله يا بني، كنت عايز اقابلك واتكلم معاك في موضوع خاص بعمار، تحب اجيلك الشركه ولا نتقابل بره؟
تحير فارس من طلبه هل يريد التحدث فى امر ايثار، وماذا سيجيبه فرد عليه قائلا: قولي حضرتك فين وانا اجيلك بنفسي؟
صفوت: هقولك اسم الفندق وهستناك في المطعم، نفطر سوي ونتكلم.
فارس: هاجي لحضرتك حالا، بس من غير فطار انا فطرت شكرا لحضرتك.

اعطاه اسم الفندق وانهي المكالمه، وشرد قليلا يفكر ماذا يريد منه، قطع شروده صوت ايثار قائله: في حاجه؟
فارس متنبهً: لاء مفيش انا هنزل مشوار، وهجيب فطار ليا وليكي معايا، مش هتاخر ان شاء الله.
وتركها وذهب الي الفندق للقاء والد عمار.

(عند سليم بفرنسا )
اخذ جون سليم الي شقه بمنطقه بعيده نوعا ما، ادخله بها قائلا: هذه شقة صديق لي ستبقي بها الفتره القادمه، حتي استطيع اخراجك من فرنسا.
غضب سليم قائلا: لكني اريد ان امسك بنادين اعرف لي مكانها، متاكد انهم سيخرجو من مخبأهم بعد ان انتهت القضيه.
جون: لا اعلم قد يحطاتو خاصة بعد هروبك من الشرطه.

فكر سليم قائلا: اعتقد انك محق في ذلك، فالمحامي الخاص بهم ذكي، ولن يفوته هذا الامر، يجب ان اجد خطه لجعلهم يخرجو من مخبأهم.
جون: لن يخرجو مادمت حر طليق، والا يكون غباء منهم.
سليم: قد يظنو اني مختباء ويخرجو ولكن بحرص.
جون: لا اعتقد اظن انهم سيخرجو الي المطار فقط، مادمت لست محتجز.
سليم: الا يستطيع صديقك بالقسم، اخبارهم بالكذب اني حبست فيخرجو؟
جون: لا الامر ليس بسهل كما تظن.

فكر سليم قائلا: هل تستطيع تهريبي لو تم القبض علي؟
جون: لا الافضل ابقي بعيد ومختباء، وان اردت الخروج اخرج متنكر.
سليم، : لا مشكله سابقي واخذ حقي بمصر، منهم ومن رمزي هذا الخائن الذي باعني.
جون: اظن ان المحامي فرانس هو من غواه، للانتقام منك لانك لم تدفع، اخبرتك انه ليس بالشخص الذي سيترك حقه ابدا.
سليم: كنت ساعطيه نقوده، عندما اخذها من عم نادين، لكنه لم يصبر.

جون: هو اخذها واعتقد ان سهراتك التي سرفت عليها الكثير منذ مجياءك هي سبب غضبه.
سليم: لن اكون هنا ولا استمتع بعض الوقت، والنقود التي معي لن تكفي لي وله، المهم الامر انتهي، حاول اخرجى من هذه التهمه، او دبر لي العوده الي مصر، وان استطعت الوصل الي مكان نادين، تكن كل الامور قد حلت.
جون: ساحاول فعل ما استطيع.

سليم: هل يوجد طعام وشراب هنا بالشقه؟
جون: لا دبر امورك وحاول تحمل البرد حتي احضر لك طعام، لانه لا يوجد مدفاءه هنا، لديك بعض الاخطيه استعملها حتي اعود لك بالطعام.
سليم: واحضر لى بعض الشراب لكى اتفاء به
فهز راسه بالموافقه وتركه وذهب لاحضار الطعام

(عند حاتم بفرنسا )
اتصل حاتم بمراد قائلا: ايوه مرادايه الاخبار عندك؟
مراد مستاءً: للاسف الكلب سليم هرب من البوليس، ومحدش يعرف هو راح فين.
غضب حاتم جدا قائلا: لا حول ولا قوة الا بالله طب وايه الحال دلوقتي؟
مراد: الافضل خليك مكانك، لانه طلما هرب يبقي له ناس هنا، والافضل لنا انك تفضل مستخبي انت ونادين، وعرف نادين عشان تاخد حذرها.

حاتم غاضباً: ماشي هتصل بيها واقول لها، وان شاء الله علي معاد الطياره نروح ناخدها ونطلع علي المطار علي طول.
انهي حاتم المكالمه مع مراد واتصل بنادين لحظات واجابت قائله: اهلا يا عمي.
حاتم: اهلا يا بنتي انا اتصلت بيكي عشان احذرك ان الزفت سليم هرب، ولازم تفضلي متداريه لحد لما نجيلك بعد بكره، ناخدك علي المطار ان شاء الله.
حزنت نادين قائله: لا حول ولا قوة الا بالله حاضر يا عمي، هحرص وافضل مكاني، وربنا يعدي اليومين دول علي خير.

حاتم: ان شاء الله، وانا هبقي اتصل بيكي تاني اطمن عليكي.
نادين: ربنا ما يحرمني منك ابدا يارب.
وانهت المكالمه ووضعت الهاتف واذا بمارك ينظر لها قائلا: هل حدث شئ جديد؟

نظرت اليه نادين فى حيره، فهى كانت تريد الذهاب او الهروب، فداخلها ارتباك لا تفهمه، اخذت نفس وزفرته قائله: للاسف استطاع سليم الفرار من الشرطه، وطلب مني عمي البقاء مكاني، وتوخي الحذر كي لا يستطيع الوصل الي مكاني.
سعد مارك فهو يتمنى ان تبقى معه ولكنه دارى سعادته عنها كى لا تغضب قائلا: هذا يعني انكي ستبقي معي ليوم اخر.

وكان ينظر الي عينها فارتبكت قائله: ايوه هفضل لحد لما يجو ياخدوني علي المطار.
لم يغضب هذه المره لتحدثها بالعربيه، وظل ينظر الي عينها فتهربت من نظراته، لكنه ظل ينظر لها قائلا: اتعرفي كنت حزين لانكي ستتركيني، ولكن الان سعيد لانكي ستبقي معي لبعض الوقت.

ارتبكت نادين من كلامه ونظراته قائله: اما انا اشعر بالغضب والحزن لبقائي بهذا الوضع الصعب.
تفهم مارك غضبها قائلا: اعرف انك غاضبه، ومعكي حق، انا ايضا اتمني لو تعرفنا في وضع افضل من ذلك، ولكن لا اظن اني كنت ساكون سعيد لرؤيتك، لو رايتك بشكل مختلف.
تعجبت نادين من كلامه قائله: لم افهم ماذا تقصد؟

ابتسم مارك قائلا: اقصد اني كنت ساظل اظنكي غريبة اطوار، ولن اعرف انك اروع فتاة رايتها في حياتي كلها.
ارتبكت نادين ونظرت الى الاسفل قائله: انت تبالغ قليلا انا فتاه عاديه كاى فتاه.
نظر لها مارك باعجاب قائلا: لا بالعكس انت مختلفه، لا تشبهي اي فتاه رايتها، بكي نقاء لم اره من قبل، ولديكي فطنه وذكاء جعلتني اغير را ئي بالمسلمين كلهم، في هذه الفتره الصغيره.

ازداد خجل نادين وتوترها قائله: اشكرك علي هذه الكلمات، واتمني لك السعاده في باقي حياتك.
شعر مارك بالسعاده من كلامها قائلا: هل يمكن ان اتي لى زيارتكم بمصر يوما ما؟
ابتسمت نادين قائله: اكيد طبعا وقتما تريد.
شعر مارك بتوترها وخجلها الشديد، فارد ان يمازحها ليخفف منه قائلا: وان تم اتهامي في قضيه، هل ستخفيني في منزلك وتساعديني؟

فابتسمت نادين قائله: لن تتهم ان شاء الله وستكون ضيف كريم.
ظل صامت لبعض الوقت فداخله مشاعر جديده عليه لا يفهمها، فقام قائلا: ساذهب لشراء بعض الاشياء واعود، لو تحبي ان تاتي معي يمكنكي ان تتنكرى مره اخرى، وتاتي معي.

ابتسمت نادين قائله: لا شكرا، سابقي سانام لبعض الوقت.
مارك: التفي بغطائى وغطاءك كي لا تشعرى بالبرد ولن اتاخر.
فهزت راسها بالموافقه، تركها وخرج والتفت هي بالغطاء واستلقت علي مرتبتها، وذهبت في نوم عميق حتي استيقظت علي صوت فتح الباب، فنظرت كان مارك اعتدلت
ابتسم مارك قائلا: لقد نمتي حقا ظننتكي تمزحيا.

كان يبدو على نادين النعاس قائله: كنت اريد النوم لكن يبدو انك عدت بسرعه.
نظر لها مارك متفهما: احضرت بعض الاطعمه والحلوي لنحتفل ببراءتك، هيا قومي ساعد بعض الحلوى واخذ حمام ونبداء الحفل.
وضع الاشياء التي معه علي الطاوله الصغيره، وبدأ اعداد الحلوى وهي تجلس مكانها، تنظر اليه بزهول لا تعرف ما تقول، ولا تفهم ماذا يقصد بهذا الاحتفال

(عند عمار في ملحق الفيلا )
فتح عمار عينه بتثاقل شديد، فهو لم ينم حتي الصباح، قام وهو يتاوه من الم في راسه ويجذ علي اسنانه، امسك راسه بيده من شدة الالم، وتحرك وكانه يجر نفسه حتي دخل الحمام، اخذ حمام لعله ينعشه قليلا، خرج وارتدي ملابسه واستعد للذهاب، فدق الباب ففتح وجده احد الخدم قائلا: مدام ايمان بتقول لحضرتك تعالي افطر معانا.

عمار مرهقا: ماشي اسبقني وانا جاي وراك.
ذهب الخادم ودخل عمار احضر هاتفه، وسرح شعره كان قد نسي تسريحه، وذهب اليهم في الفيلا وجدهم يجلسون ينتظرونه
ابتسم عمار قائلا: صباح الخير.
بادله فهمي الابتسامه قائلا: صباح الخير يا حبيبي.
عمار وهو ينظر على مقعد فارس الفارغ هو وايتار: امال فارس وعرسته فين؟ هما مش هيفطرو معنا؟
ابتسمت ايمان قائله: لاء دا هما عندهم شغل بدرى وراحو الشركه.

عمار وقد خاب امله فى رويتهم قائلا: خلاص بعد الفطار اروح لهم الشركه.
فهمي متعجبا: كنت عايزهم في حاجه؟
عمار: كنت جايب مشروع حلو قوي له هعرضو عليه.
فهمي مازحاً: مشروع خلاص اخده منك انك، بدل ما تبقي منافس جديد انت وصاحبك.
ابتسم عمار فهو يعلم انه يمزح قائلا: ميغلاش عليك ياعمي، واكيد طبعا لو فارس موفقش هاجي لحضرتك.
فهمي جادا: لاء طبعا انا عايز شركة فارس تكبر وتبقي اكبر شركه كمان، يلا اتحدو سوى وكبروها.

تنهد عمار قائلا: ان شاء الله.
ايمان: فهمي خدنا معاك وانت ماشي اروح لريم ورباب، اشوفهم لوعايزين حاجه، وانت ابقي تعالي لنا علي هناك، انت وفارس وانت كمان يا عمار ابقي تعالي انت مش غريب.
تعجب عمار قائلا: خير في حاجه ولا ايه؟
فهمي سعيدا: كتاب بنت اخويا ريم النهارده، وخطوبتها مع فارس يوم الخميس ان شاء الله.

ذكره بجرحه الذى يؤلمه فصديقه الحميم سيتزوج حبيبته فابتسم ليدرى ما به من الى قائلا: ان شاء الله يا عمي هبقي اجي مع فارس وخطبيته.
فهمي: طب انا هطلع اكمل لبسي واجي، علي ماتخلص فطار واوصلك لهم الشركه.
كان عمار مازل يشعر بالالم فى راسه فنظر الى ايمان قائلا: انا اصلا خلصت فطار، بس ممكن يا طنط تخلي داد تعملي فنجان قهوه، عشان دماغي هتتفرتك من الصداع.

ايمان: الف سلامه عليك يا حبيبي.
ونادة للدادا وطلبت منها اعداد قهوه له، وبعد ان شربها تحركو جميعا معا.
كان فارس قد وصل الفندق وجلس مع والد عمار
نظر له فارس فى ترقب قائلا: اهلا بيك يا عمي.

ترددصفوت للحظات ثم قال: اهلا بيك يا فارس، انا عارف ان انت اقرب واحد لعمار وصديق عمره، ومهما كان يحصل بينكم خلافات كنتو بترجعو تسطلحو تاتي، وترجعو اخوات من تاني.
ازداد القلق بداخل فارس قائلا: خير يا عمي.
اخذ صفوت نفس وزفره مترددً: انا جيتلك عشان تقف جنب صاحبك في محنته، انا عارف انك جدع وبتقف جنب الغريب، واكيد هتقف معاه.

تعجب فارس قائلا: ممكن تدخل في الموضوع علي طول.
صفوت محرجا: معرفش ان كان عمار حكالك علي اللي حصل معاه ولا لاء، بس انا متاكد انك هتساعده.
فهم فارس ان الامر ليس متعلق بايثار فقال: لاء محكاش حاجه.
صفوت حزينا: عمار طلق مراته، وعمه طرده من البيت والشركه، وكان قاعد عند خالته، انا مش زعلان منه بس خايف عليه، اللي عمله كان صح، الغلط اني اخليه يتجوز واحده مش عايزها من البدايه.

صدم فارس من معرفته بهذا قائلا: هو حضرتك كنت تعرف انها مش عايزها من الاول؟
تنهد صوفت حزينا: للاسف ايوه، بس فكرته دلع بنات، ومحطتش في دماغي، وقولت الوضع هيتغير بعد الجواز، لكن الحقيقه انه بقي اسواء من الاول، واللي بوظها زياده اصرار اخويا علي عدم الطلاق، حتي بعد ما عرف ان عمار هيتجوز، واللي مفهمتوش موقف سهيله بنته واللي عملته.
فارس مستفها: ليه هي عملت ايه؟

صفوت: راحت تتحايل عليه يرجعها، قدام البنت اللي بيحبها فطلقها، وطبعا ومحمود اخويا عشان ينتقم لبنته، طرده من الشركه ووقفله الفيز اللى بيقبض بيها، وطرده من الفيلا، وانا اتخنقت مع محمود بس تعب ودخل المستشفي، فاضريت اسكت واستني فتره لما يهدي.
تضايق فارس وتحير فصديقه فى وضع صعب، فنظر اليه قائلا: طب انا اقدر اساعد عمار بايه؟

صفوت: هو جاب الفلوس اللى حوشها طول فترة شغله، وجه عشان يعمل مشروع معاك تكبر انت وهو، وانا متاكد انك مش هتخذله.
صدم فارس من طلبه فهو كان خائف من ان يطلبه منه قائلا: مش عارف اقول لحضرتك ايه بس...
قاطعه قائلا: انت صاحبه الوحيد واكيد مش هتتخلي عنه، كفايا انه خسر الشركه اللى المفروض انها شركة ابوه، وكمان خسر حبيبته يعني مبقاش له حد غيرك، انت صاحبه الوحيد.

وكان ينظر اليه بترجي فنظر اليه فارس وابتسم قائلا: حاضر يا عمي هقف جنبه واساعده.
صفوت ممتنن له: شكرا ليك يا بني، انت عارف هو قاعد في انه فندق، عشان عايز اقابله؟
فهم فارس انه لا يعرف شئ مما حدث، ولا يعرف بامر ايثار فهز راسه قائلا: موجود عندنا في ملحق الفيلا، والدتى طلبت منه يجى يقعد فيها لحد الفرح.
ابتسم صفوت وشعر بالاطمأنان عليه قائلا: طب الحمد لله كده انا اطمنت عليه، اخلص اللي جاي عشانه وابقي اكلمك، واعرف ايه اللي حصل وابقي اقابله.
فارس: طب استاذنك عشان عندي معاد بعد ساعه.

صفوت: اتفضل يا بني ومتشكر ليك جدا انت ونعم الاخ والصديق.
قام فارس تحرك ليعود الي الشركه وكانت راسه مليئه بالافكار.
اوصل فهمي عمار الي شركة فارس، واكمل الي شركته، صعد عمار الي مكتب فارس دق الباب ودخل، كانت ايثار تجلس وحدها بالمكتب
نظر لها عمار قائلا: امال فين فارس؟

تلجلجت ايثار وتضايقت من مجيئه وهى وحدها قائله: اهلا استاذ عمار، فارس راح مشوار وجاي علي طول.
فرح عمار لعدم وجود فارس فهى فرصه ليتحدث اليها: طب هقعد استناه علي ما يجي واهي فرصه تسمعيني.
تضايقت ايثار قائله: لو سمحت يا استاذ عمار الموضوع اللي بينا انتهي خلاص.
غضب عمار قائلا: مفيش حاجه خلصت، هو احنا لسه ابتدينا، تعالي هنا لو سمحتي عشان اعرف اتكلم معاكي.
ظلت ايثار مكانها قائله: ملوش لزوم الامر انتهي خلاص.

فاقترب من الكرسى الذي تجلس عليه، فقامت وقفت ونظرت له غاضبه: عمار مينفعش كده.
عمار وهو ينظر لها: انت اللي اضرتيني لكده، قولتلك عايز اتكلم معاكي وحقي عليكي تسمعيني.
اثار قربه غضبها قائله: اي حق اللي بتتكلم عنه، انت كداب قولت انك منفصل عنها وانها مش بتحبك اصلا، وهي جت تترجاك تفضل معها، وتخليها علي زمتك، انت مشوفتش كانت بتبصلى ازى، وقلبها مولع يعني دى واحده عشقاك وهتموت عليك.

تضايق عمار من كلامها قائلا: اقسملك بالله اني معرفش هي عملت كده ليه، انا وهي مفيش بينا اى شئ، وانا رميت عليها يمين الطلاق وبابا شاهد عليه، من اكتر من سنه، يعنى بقت محرمه عليا، واسالي بابا يقولك.
(ونظر الي عينيها بعشق) واكمل: انا عمرى ما حبيت حد قبلك، ولا هحب حد بعدك، انت حبيبتي وروحي وعمرى كله، انا مش بحبك بس انا بحلم باللحظه اللي تكوني ليا ومعايا.

وظل ينظر لها بحب وعشق، خانتها مشاعرها هى الاخرى ونظرت له بحب وعشق، وبقيا هكذا للحظات، مد عمار يده ليمسك يدها، فانتفضت وابتعدت عنه اتجهت ناحية الباب فلحق بها وامسكها من ذراعها قائلا: انت بتهربي مني ليه، عنيكي فضحتك وقالت كل اللي جواكي، ليه بتعذبيني وتعذبي نفسك.
شعرت ايثار بالغضب والندم على انها استسلمت لمشاعرها ونظرت له هكذا، ابتلعت ريقها واخذت نفس وزفرته قائله: الكلام ده مش صحيح انت فهمت نظراتي غلط ( واغمضت عينها) انا بحب فارس وهتجوزه.

غضب عمارمن كلامها فهو يعلم انها تقول ذلك لتبعده عنها: كدابه انت بتحبيني انا وقلبك معايا انا.
فجذبت ذراعها منه قائله: مش صحيح.. ونظرت الي عينه نظره سريعه وابعدت نظرها عنه واكملت: انا بحب فارس وهتجوزه خلاص.
فتح فارس الباب في هذه اللحظه

(عند مرام في امريكا )
ذهب سامح وشاكر كل منهم الي عمله، وجلست مرام مع اختها معا
مرام سعيده: ايه رايك بقي مادمت قاعده معاكي في البيت، اعمل اكله بيتي زمان شاكر وحشه الاكل البيتي، تلقيقي معملتيش من ساعت مابداء الحمل.
فرحت نهاد قائله: بصراحه مش ديما انا سعات بقوم اعمل، بس هو بيزعقلي عشان بتعب بعدها.
مرام وهى تدفعها ناحية غرفتها: خلاص ادخلي ارتاحي وقوليلي بس ايه عندك وانا اعمله.

نهاد وهى تبعد يدها عنها: لاء هاجي اقعد معاكي فى المطبخ وانت بتعملي، عشان نتكلم شويه مع بعض، وحشني الرغي والكلام، من ساعت ما جيت هنا وانا قاعده لوحدي، مفيش غير السعتين اللي بيقعدهم معاي شاكر، والاقي شكله تعبان اعمل نايمه عشان ينام ويرتاح، الشغل هنا صعب.
تالمت مرام لاجلها قائله: ماهو اللي صدر دماغه ومرضيش يستغل مع بابا في الشركه.

تنهدت نهاد قائله: هو مرتاح كده وانا مش بحب اضغط عليه، وبعدين هانت سنه كده ولا اتنين ونرجع خالص.
مرام: ان شاء الله قوليلي بقي عندك ايه اطبخه ليكو؟
نهاد متحمسه: باميه وانت عارفه بقي انا بحب الباميه بتعتك
ابتسمت مرام قائله: انا عارفه وهعملهالك بالطريقه اللي بتحبيها.

دخلتا الاثنتان المطبخ بداءت مرام في اعداد الطعام وجلست نهاد بجوارها
ترددت نهاد للحظات ثم قالت: كنت عايزه اسالك عن حاجه بس خايفه تزعلي
مرام: اسالي علي اللي عايزه.
نهاد متحيره: انت كان في زعل بينك وبين سامح اول ما جيتي؟ كنت حاسه ان عينك فيها لمعة حزن وانكسار.

فكرت مرام ان تخبر اختها بكل ما حدث، ولكنها ترددت فهي لا تريد ان ترى اختها زوجها بهذه الصوره، فاخذت قرارها قائله: مفيش لا حزن ولا انكسار الحكايه كلها اني بخاف من الطياره، وكنت لسه جايه وتعابنه.
اطمانت نهاد من كلامها: طب الحمد لله طمنتيني كنت خايفه عليكي.

بقيت الاثنتين معا في المطبخ، حتي انتهيا من اعداد الطعام، وفي المساء عاد شاكر وسامح، وبعد ان تناولو الطعام معا، دخلا سامح ومرام الي غرفتهم، استلقي سامح علي السرير، واستلقت مرام الي جواره، فاحتضنها وقبلها في جبينها قائلا: شكرا يا حبيبتي علي الاكله الحلوه دى، ربنا ما يحرمني منك ابدا.
مرام بحب: ولا يحرمني منك ابدا يا حبيبي، ويقدرني واقدر اسعدك.

سامح: ايه ريك نفضل هنا علي طول؟
تعجبت مرام من كلامه قائله: ازى يعني؟
ابتسم سامح قائلا: الشركه اللي جيت اعمل معاهم الشغل هنا، بيعرضو عليا اني اجي اشتغل معاهم، وهيوفرولي سكن وبصراحه انا عجبني العرض جدا، وشيافها فرصه حلوه، واديكي هتبقى مع اختك.

فكرت مرام قائله: مش عارفه بصراحه، طب هو انت لازم ترد عليهم دلوقتي، ولا ينفع تاجلها شويه؟
سامح: معاكي الوقت براحتك، انا قولتلهم اني مش هينفع اسيب الشغل مع باباكي، قبل ست شهور، فكرى فيهم برحتك.
تنهدت مرام قائله: بص يا حبيبي سبها علي الله، وهو عنده الخير كله.
ابتسم سامح قائلا: ونعم بالله.

بادلته مرام الابتسامه قائله: كلها يومين ونرجع مصر، واللي عايزه ربنا هو اللي هيكون، والمكان اللي هتبقي فيه انا معاك فيه.
سامح: هو انا اقدر ابعد عن حياتي، انت روحي وحياتي.
ونظر لها بحب واكمل: هدخل اخد دش واجيلك.
وتركها ودخل الحمام.

(عند نادين ومارك )
تعجب مارك من جلوسها ومشاهدتها له فنظر لها قائلا: هيا غريبة الاطوار تعالي ساعديني، وساعلمك بعض الاشياء الرائعه.
فابتسمت نادين والقلق يملاء قلبها، وقامت وقفت علي بعد مسافه منه، كان يعد بعد الحلوي وهو مبتسم نظر اليها قائلا: ركزى جيدا لاني ساترك لكي بعضا منها تعديه.

فهزت راسها بالموافقه وظلت تتابع ما يفعل، حتي انتهي فقالت: انها سهلة الاعداد ولكن يبدو انها شهيه.
اخذ قطعه بطرف الشوكه وقربها من فمها قائلا: تذوقيها.
فمدت يدها لتمسك بالشوكه فابعدها قائلا: بل خذيها من يدي لن المسك فقط خذيها.
وكان ينظر لها مترجيا، شعرت نادين بالحرج ولكنها لم ترد ان تضايقه، فالتقمتها بفمها وهزت راسها تعبيرا انها جميله.
مارك: هل يمكن ان تطعميني قطعه؟

فهمت نادين ما يريد لكنها تصنعت عدم الفهم قائله: خذ ما تشاء انا لم امنعك من شئ.
فهم مارك انها تتهرب منه فابتسم قائلا: بل اريدك ان تطعميني في فمي كما اطعمتك.
فكرت نادين ومازحته قائله: انا غريبة الاطوار كيف لي ان افعل ذلك؟

فضحك مارك قائلا: اه حقا غريبة اطوار، اسمعي انا انتهيت من اعداد الحلوي اعدي انت الباقي، وسادخل اخد حمام واتي لنبداء الحفل.
وتركها ودخل الحمام تنهدت واعدت باقي الحلوي، خرج مارك من الحمام ونظر لها قائلا: احسنتي اعددتيهم جيدا، ما رايك نبداء الحفل الان.
تضايقت نادين فهى لا تعرف ماذا يريد قائله: لا افهم حفل ماذا.
ابتسم مارك قائلا: لا تقلقي غريبة الاطوار سنرقص معا فقط.
نادين رافضه: لا ارقص.

ظنها مارك لا تعرف الرقص قائلا: لا تقلقي ساعلمك الرقص.
تضايقت نادين قائله: لا اريد تعلم الرقص اعتذر منك.
فكر مارك قائلا: لن نرقص معا اتعرفي رقصه الزومبا؟
تعجبت نادين قائله: سمعت عنها ولكن لا اعرفها.
ابتسم مارك قائلا: ساعلمك ايها او حتي لن نرقص، سنلعب بعض الرياضه لنشعر بالدفء كما فعلنا امس.
نادين: لا مشكله لنبداء الرياضه.

قام مارك بتشغيل اغنيه الزومبا من هاتفه، وبداء يتحرك ونادين تقلده نوعا ما، حتي تعبا الاثنان وجلسا كلا منهم علي مرتبته والتف بغطائه، وبعد بعض الوقت ذهبت نادين في النوم، حتي استيقظت علي صوت مارك يهذى بكلام غريب، فاقتربت منه ونظرت عليه، فوجدت وجهه احمر فلمست جبهته وجدتها مثل النار، ففزعت ماذا تفعل له...

(في شركة فارس )
فقبض عمار علي يده من شدة الغضب، وهو يجز علي اسنانه ونظر الي الاسفل، اقترب منها فارس وامسك يدها بسعاده قائلا: اللي انا سمعته صح انتي قولتي انك بتحبيني وهتتجوزيني؟
نظرت اليه ايثار بابتسامه وهزت راسها بالموافقه دون كلام،
فضمها اليه بسعاده وهو يقول: وانا بحبك وبعشقك كمان.

لم يستطع عمار تحمل الامر وخرج مسرعا، كانت ايثار تتابعه بنظرها حتي خرج، وسقطت بعض الدموع من عينها لكنها دارتها عن فارس.
نظر اليها فارس قائلا: انا فرحان قوي بكلامك ده، رغم اني كنت متضايق لما لقيت عمار معاكي لوحدكو، بس كلامك خلاني اعديهالو (واكمل في عقله ) وكمان عشان عرفت البلاوي اللي حصلت له بسبب حبه ليكي .

حاول النظر الى عينها لكنها تهربت من النظر له، كى لا يرى ما بها من الم، فتنهد واكمل: يلا نخلص شغلنا بدرى، عشان نلحق نشترى اللبس قبل الكتاب.
تحركا وجلسا علي المكتب ليكملا عملهم، اما عمار ظل واقف بالخارج لبعض الوقت، محاولا تهداءة نفسه، ولكن تفكيره انه قد يقبلها اويلمسها بشكل اخر، اشعله اكثر فدخل لهم مره اخرى، فهداء عندما وجدهم يعملون واقترب من المكتب قائلا: اسف اني دخلت من غير ما اخبط، بس انا اصلا جاى في شغل.
نظر اليه فارس بنظرة غضب واخذ نفس وزفره قائلا: ماشي تعالي اتفضل قول المشروع اللي عندك.

عمار وهو متيقن من رفضه: انا تقريبا شبه متاكد من رفضك ليه، بس انت صاحبي وحقك عليا، لما يكون حاجه فيها خير اعرضها عليك انت الاول.
وقدم اليه ملف به بعض الاوارق، امسكه فارس ونظر به، كانت ايثار تنظر في بعض الاوارق امامها، وتتعمد عدم النظر لعمار، فهي لن تتحمل نظرات العتاب التي ينظرها لها، منذ جلس امامهم، ظل عمار جالسا لبعض الوقت ينتظر رد فارس، وظل فارس ينظر في الورق، وهو في حيره من امره، ايساعد صديقه ويقف بجواره في محنته، ام يتركه من اجل حبيبته.
(عند فارس في الشركة )
ظل فارس يقلب في الملف ويقراء ما به، وكان عمار يشعر بالغضب من تجاهل ايثار لنظراته، فقام وقف قائلا: الملف معاك شوفه براحتك وأبقى قولي رايك عن اذنك.
خرج عمار مسرعا ظل يلف بالشوارع لكي يهداء، وعاد بعدها إلى ملحق الفيلا، اما فارس كان يفكر في الامر ولا يعرف ماهو القرار الصحيح، فقرر ان يعطي نفسه بعض الوقت للتفكير..

نظر فارس لايثار قائلا: بقولك ايه يلا نمشي مفيش شغل مهم.
تعجبت ايثارقائله: مش في معاد ليك بعد شوية؟
فارس عابساً: اتصل واعتذر وانا جاي، بيتبغدد عشان نجرى وراه ونتحايل عليه، وانا مش بحب النوع ده من الناس فهطنشه.
ايثار: طالما بيلاوع يبقى الاحسن فعلا البعد عنه.
فارس: طب يلا انا زهقت اصلا والملف بتاع عمار هاخده ادرسه براحتي في البيت.

وضع الملف في حقيبته وقامت ايثار وخرجا معا، اشتريا الفستان والبدلة وعادا الى المنزل وصعدا الى غرفتهم، كانت ايثار تحاول ان تداري ما بداخلها من الم عن فارس، كي لا يغضب ولكن فارس كان يشعر بها ولا يفهم ما بها، دخلت خيمتها وظلت بها صامتة، وجلس هو على احد الكراسى يفكر فى كل ما حدث، حتى دق الباب كانت الدادا قائلة: فى ضيف جه تحت عايز يقابل ايثار.

تعجب فارس وهو يقول فى عقله: ضيف مين ده اللى عايز ايثار لما نشوف (بصوت مرتفع)
حاضر احنا هننزل وراكي يا دادا.
ذهبت الدادا وتنهد فارس قائلا: ايثار انت صاحية؟
خرجت ايثار من الخيمة قائلة: ايوه سمعت يلا ننزل.
نزلا الاثنان معا واقتربا من المكان الذى ينتظرهم فيه الضيف.
فارس بابتسامة: السلام عليكم.

فقام الضيف وقف وعندما راته ايثار، تسمرت مكانها وامتلاءت عينها بالدموع، وابتلعت ريقها بصعوبة وابتسمت محاولة ان تداري ما بها من الم قائلة: اهلا عم صفوت.
تنهد صفوت فو يعلم ما بها من الم قائلا: اهلا يا بنتي.
ولم يستطع ان ينظر الى عينيها ونظر الى فارس بتعجب قائلا: فارس انت عريس ايثار؟

واخذ نفس وزفره بغضب وهو يجز على اسنانه ويقول فى عقله: ازى نسيت ان فهمي هو ابو فارس، مسكين يا عمار يا بني، يا ترى حالك ايه دلوقتي.
كان فارس يعرف ما يدور فى عقل صفوت، فتنحنح قائلا: اتفضل يا عمي معلش بابا اتاخر شوية انت عارف الطريق بقى.
فهز راسها بابتسامة خفيفه ليداري ما به من الم، وجلس وهو يبتسم أبتسامة مصطنعة.
شعر فارس بالالم لاجله فهو اب حزين على ما ال اليه حال ابنه.

ترددصفوت قائلا: الف مبروك يا ايثار يا بنتي ربنا يتملك على خير.
كان يبدو على ايثار الحزن فحاولت ان تداريه بابتسامه قائله: شكرا يا عمي.
مد صفوت يده ببعض الاوارق لها قائلا: خدي يا بنتي دى فلوس ابوكي الله يرحمه كان شيلهالك وموصيني مدهومش ليكي الا لما تيجي تتجوزي.
اخذتهم ونظرت بهم قائلة: كل ده؟!ده كتير قوي؟

صفوت: دى فلوس باباكى ومعاه مبلغ من المعاش كنت بحوشهولك، كل شهر ومرضتش اقولك الا لما تيجي تتجوزي زي ما هو طلب.
نظرت ايثار الى النقود وهى تقول فى عقلها: يا ريتك سبتهملى مكنتش اتحطيت فى الوضع الصعب اللى انا فيه ده
وتنهدت قائلة: الله يرحمه كان حامل همى وعايش ومنسنيش حتى بعد ما مات.
وتساقطت بعض الدموع من عينها فنظر لها فارس قائلا: بس هو مامتش هو عايش ديما في قلبك.

فهزت راسها بالموافقة ومسحت دموعها، واخذت نفس وزفرته بحزن والم، دخل فهمي قائلا: معلش اسف جدا على التاخير الطريق كان واقف.
قام صفوت وقف وسلم عليه قائلا: ولا يهمك خالص ما انا قعدت مع الاولاد على ما انت جيت.
ابتسم فهمي قائلا: بقى ولادنا اصحاب من زمان، واحنا يدوب نعرف بعض ده اسمه كلام.
ابتسم صفوت قائلا: عندك حق، بس انت عارف بقى الشغل وانت كمان عندك مشاغلك.

فهمي: بصراحة فعلا الشغل واخد كل الوقت الحمد لله.
اتت الدادا قائلة: الغدى جاهز.
فهمى: طب ابعتي حد ينادي عمار واحنا هنقوم نستنا على السفرة.
دادا: حاضر يا فندم.
فهمي: يلا يا جماعه قبل الاكل مايبرد.
شعر صفوت بالحرج قائلا: ملوش لزوم يعني...

قاطعه فهمي قائلا: ازى بقى ده اسمه كلام يلا اتفضل معانا ولا انت بخيل ولا ايه.
فابتسم صفوت وهز راسه بالموافقة وقامو جميعا وذهبو الى الطعام جلسو معا حول الطاولة اتى عمار قائلا: السلام عليكم.
فارس: وعليكم السلام اهلا يا عمار تعالى فى ضيف عايز يشوفك.
كان صفوت يجلس على الكرسى الذى امامه وظهره له، فالتفت اليه وقام قائلا: ازيك يا عمار.
تفجأ عمار قائلا: بابا انت جيت امتى؟

ابتسم صفوت واحتضنه قائلا: وحشتني يا بني كده تطول الغيبة على ابوك.
تالم عمار وتهرب قائلا: معلش كان عندي شغل كتير، وعارف انك مش فاضي.
تفهم صفوت تهربه قائلا: خلي العتاب بعدين يلا تعالى اقعد جنبي.
فهمي متعجبا: ماكنوش يومين دول اللى بعد عنك فيهم.

تالم صفوت فهم اكثر ولكنه اخفى الامر قائلا: هما فعلا يومين بس عدو كانهم شهور طويله.
شعر فهمي من كلامهم ونظراتهم ان هناك شئ بينهم فقال: انا ليه حاسس انكو زعلانين من بعض.
لم يتحمل عمار السكوت اكثر من ذلك قائلا: عشان دي الحقيقة، بابا كسر قلبي ووقف مع عمي بدل ما يقف معايا، وكان سبب وجع قلبي.
تالم صفوت من كلام عمار قائلا: معلش يا بني سامحني انا كبرت وتعبت، وسعات الواحد بيفكر غلط.

تالم عمار من كلمات والده ولم يتحمل نظراته قائلا: عموما يا بابا انا خلاص مش زعلان منك، انت بابا وعمري ما ازعل منك، بس ادعيلي حبيبتي تسامحني وترجعلي.
لم يفهم صفوت ما يقصده عمار، فايثار تجلس امامه وقد ارتبطت برجل اخر، وشعر بالالم الشديد الذى يشعر به عمار لكنه لم يجد كلمات تخفف عنه ففضل السكوت.

لاحظ فهم نظراتهم وقرر تغير الموضوع لتهدأت الجو قائلا: انما صحيح يا عمار ايثار كانت بتشتغل معاك في الشركة ازاي ومتعرفهاش؟
عمارمبتسما: معرفهاش ازاي دي كانت سكرتيرتي ومديرة مكتبي اكتر من سنة ونص (اكمل فى عقله)اجمل ايام عمرى.
تعجب فهمي قائلا: الله امال مقولتش يعني؟

فارس: لاء ماهو قالي يا بابا وبعدين عادي يعني.
فهمي: طب يلا ناكل بقى عشان تلحقو تجهزو عشان نروح كتب الكتاب، واعمل حسابك يا صفوت هتيجي معانا انت وعمار.
صفوت متعجبا: كتاب ايه؟
ابتسم فهمى قائلا: بنت اخويا هتنغدى ونروح ان شاء الله ومفيش اعذار كله معزوم.
صفوت: الف مبروك اكيد طبعا ربنا يتملها على خير.
وبعد تناول الطعام صعد فارس وايثار للاستعداد للذهاب، وجلس الباقي ينتظرهم حتى نزلا وذهبو معا لكتب الكتاب.

(عند نادين ومارك )
استيقظت نادين على صوت مارك يهذي بكلام غريب، فاقتربت منه ونظرت عليه، فوجدت وجهه احمر فلمست جبهته، وجدتها مثل النار ففزعت ماذا تفعل له، فامسكت هاتفها واخرجت رقم عمها، ولكنها تراجعت وطلبت سيلين، لحظات وأجابت قائلة: اهلين حبيبتي كيفيك.
نادين متوتره: الحقيني يا سيلين مارك سخن جدا وانا مش عارفة اعمل ايه.
فزعت سيلين قائله: شو حبيبتي.. اسمعي كل شقة في فرنسا فيها اسعافات اولية، طلعي منها دوى خافض للحرارة واعطيه ياهن.
نادين: معتقدش الشقة دي فيها.

تعجبت سلين فهى تعرف شقة مارك قائله: شو باقصدي شقة مارك اكيد فيا حبيبتي.
تذكرت نادين انها لا تعلم انهم تركو شقةمارك فقالت: احنا مش في شقة مارك، سليم عرف مكان شقة مارك، وجلنا هناك فاضطرينا نهرب لمكان تاني، وانا معرفش احنا فين اصلا.
فكرت سيلين قائله: طب اسمعي حبيبتي معاكي نت مو هيك؟
نادين: ايوه.

سلين: طب ابعتي الابلكيشين للمكان يللي انت فيه، وانا بجي وبجيب دكتور والحقك تمام.
نادين قلقه: تمام بس بسرعة عشان حرارته عمالة تزيد وانا مش عارفه اعمل ايه.
فكرت سلين قائله: طب اسمعي اعملي كمادات على راسه لحد ما جيكي.
نادين: حاضر.

انهت نادين المكالمة وارسلت لها موقعها من على الهاتف، واحضرت بعض الماء ومزقت حجاب يخصها، وبدأت في الكمادات على راسه، رن هاتفها فنظرت كانت سيلين فاجابت بسرعة قائلة: ايوه يا سيلين.
سلين: طلي حبيبتي الدكتور خبرني انك تعمليلو كمدات لوقت ما جيكي، انا وهو عشان السخونة غلط كتير عليه.
نادين: ايوه انا جبت مية وحطيت الكمادات على راسه وكل شوية بغيرها.
سيلين: مو بس هيك الدكتور قال لازم تبردي اديه ورجليه ورقبته وباطنه لكن بعدي عن صدره.
صدمت نادين قائله: وده اعمله ازاي؟

سلين: شوفي انت ارفعيله البنطلون لحد الركبة، ولو شلحتي ياه بكون احسن، ونفس الشئ بالجاكت وبايدك تبرديهم بمية باردة، وتظلي هيك لوقت ما احنا نيجي.
زادت صدمة نادين قائله: ها... يعني اقلعه هدومه واعمل كمادات على اديه ورجليه وراقبته.
سلين: وبطنه كمان حبيبتي ما تتاخري، لوقت ما يوعى ونحنا ما رح نتاخر ان شاء الله.
نادين متوتره: حاضر.

انهت معها المكالمة ووضعت الهاتف وهي مصدومة، كيف لها ان تفعل ذلك، اخذت نفس وزفرته بقوة واغمضت عينيها وفتحتها، وهي تغلق يدها وتفتحها فهي تشعر بتوتر شديد، من مجرد الفكرة فكيف ستفعل ذلك، نظرت عليه وقالت لنفسها:
انا مش ممكن اسيبه يموت، هو ساعدني كتير ووقف جنبي، بس اللي هي طالبه ده صعب قوي، (سكتت للحظات).. اعتبره تدريب فى الكشافة، زي اللي كنت بتفرج عليه في التلفزيون اه هو تدريب (متعجبه ) بس هقلعه ازاي، ده هو ضخم وانا مش هعرف اشيله، اه فكرة انا اخلع الكم الاولاني واقلبه، على جنبه واخلع التاني صح.

وبالفعل استطاعت ان تخلع عنه سترته، واحضرت باقي الحجاب الذي مزقته وضعته فى الماء واقتربت من يده لتبردها، ارتجفت يدها وترددت لبعض الوقت، كلما تخيلت انها ستلمس جسد رجل غريب تتوتر اكثر، فاخذت نفس وزفرته لعدت مرات، وبدأت تقرا بعض الاذكار وتستغفر حتى هدأت
وبدأت تبرد يديه ورقبته وبطنه، وتذكرت ان عليها تبريد قدميه فنظرت عليه بتردد قائلة: لاء مش هقدر اقلعه البنطلون انا هشمره بس صح اه.

وبالفعل شمرت البنطال وبردت قدمه، وظلت تضع له الكمادات حتى اتت سيلين هي والطبيب، فتحت لهم نادين بعد ان تاكدت منهم، دخلا الاثنان بدأ الطبيب فحص مارك، واقتربت سيلين من نادين قائلة: برافو عليكي حبيبتي حلو كتير يللي عملتيه.
انتهى الطبيب من الفحص ونظر الى نادين غاضبا: لماذا لم تفعلي ما قولته لكي؟

فى منزل محسن
دخلت ايمان غرفة ريم وجلست الى جوارها، ربطت على ظهرها قائلة: بصي يا بنتي عندي كلمتين عايزة اقولهم لك.
ابتسمت ريم قائله: اتفضلي يا طنط قولي اللي انت عايزاه.
ترددت ايمان للحظات وقالت وهى مبتسمه: انا عمري ما اعترضت على جوازك من فارس، بس لما عرفت انك انتي وفهد بتحبو بعض، هو ده اللي خلاني ارفض، لاني يصعب عليا تعيشي مع واحد وقلبك من واحد تاني، ولاني يهمني سعادة ابني وسعادتك انت كمان، ماهو انتي زي بنتي، وامك الله يرحمها كانت صاحبتي.

كانت رباب تقف الى جوار فنظرت الى ايمان قائلة معاتابه: بس انت يا طنط بقالك فترة بعدتي عنا، لا بقيتي تيجي ولا تزورينا بتسألي علينا بالتليفون حتى.
تنهدت ايمان قائله: انا عارفة انت عندك حق يا بنتي، بس اول ما امك الله يرحمها اتوفت، مكنتش قادرة ادخل البيت وهي مش فيه، وبعدها بفترة بداء الكلام على موضوع الجواز، ومرضتش اجي ويحصل مشاكل.

تفهمت ريم وابتسمت قائله: يا طنط انا فاهمة ومقدرة، شهد ديما كانت تقولي انك عايزه تيجي، بس مش عايزه تيجي الا لما تتحل مشكلة الجواز.
ايمان: والله يا بنتي انا مش فاهمة ايه تصليبة الدماغ اللي فيها ابوكي دي؟ يعني لو فهد وحش هقول عنده حق، انما الواد بيحبك وشاركي، وراح عمل كل اللى ابوكي طلبه منه.

تالمت رباب فهى تعلم انها سبب ذلك قائله: معلش يا طنط اللي حصل خلاه فقد الثقه في الكل.
ايمان: ايه مفيش بنت بتتخدع غيرك، ده مفيش اكتر من النصابين، وبعدين ده ما يعبكيش يا حبيبتي، ده دليل طبيتك واوعب تزعلي، هو ميستهلكيش اصلا، والحمد لله ان ربنا نجاكي منه على خير، وابوكي المفروض يفهم كده.
ريم: بابا فاهم بس خايف علينا زيادة شوية.

ايمان: بقولك يا رباب بعد فرح اختك كده ان شاء الله عايزكي تيجي معايا.
تعجبت رباب قائله: اجي فين يا طنط؟
ايمان: بصي انا وشهد بنروح دار رعاية للاطفال الايتام، وبنقعد معاهم مرتين في الاسبوع، بناخد لعب ولبس لهم وسعات بناخدهم نفسحهم بيكون يوم جميل وهى بقالها فتره مخنوقه وعايز تغير فايه رايك تيجى بدالها.

تحمست رباب قائله: بجد يا طنط ده يبقى فعلا يوم جميل بس تفتكري بابا هيوافق؟
ايمان مبتسمه: سبيها عليا دي، هبقى اخلي عمك يكلم ابوكي ويقنعه.
فأتت اليها رباب واحتضنتها قائلة: ربنا يخليكي ليا يا طنط ده انا اتخنقت من القعدة فى البيت، وكمان بعد جواز ريم هيبقا البيت فاضي عليا.
ريم مازحه: ليه هو انا هسيبك كل يوم هنطلك هنا.
فاحتضنتها رباب قائلة: ربنا ما يحرمني منك ابدا بس ابقي قابليني لو فهد سابك اصلا.

فضحكو جميعا
ايمان: هروح اشوف كل حاجة جهزت ولا لسه، المأذون قرب يجي يلا اجهزو انتو.
ريم: حاضر يا طنط.
شهد: مفضلش الا حجات بسيطة.
رباب: وخالتي اتصلت وقالت انهم جاين دلوقتي، ولولا ان فى ناس جم من البلد عشان يحضرو الكتاب والخطوبة، وكانو مشغولين بيعملو اكل لهم وكده كانو جم من بدري.
ايمان: طب يلا البسو على الكوافيرة ما تيجي.
وتركتهن وخرجت وبدأن هن يستعدن.

عند نادين ومارك
توترة نادين قائله: لقد فعلت كل ما قالته لي سيلين.
الطبيب: كان يجب ان تبردي فخذيه كي لا تؤثر السخونة على المناطق الحساسة بجسده، الم اوضح هذا الامر لكي سيلين؟
سلين: اعتذر نسيت ان اخبرها بذلك.
الطبيب: اذن تعالي يا انسة ساوريكي كيف تبردي جسده حتى تنخفض الحرارة.

بدأ الطبيب نزع بنطال مارك، وامسك قطعة القماش وبللها ومررها على قدم مارك من الفخذ حتى مشط الرجل، وفعل نفس الشئ في يديه وعلى راسه ووجهه ورقبته وبطنه، ونظر لها قائلا: فهمتي الان تفعلي له ذلك حتى تنخفض الحرارة، وانا ساعطيه حقنة واكتب بعض الادوية، يتناولها وستتحسن حالته بسرعة.

هزت نادين راسها بالموافقة دون كلام، فابتسمت سيلين قائلة: لو كان الامر يحتاج الى الذهاب الى المستشفى ننقله.
الطبيب: لا انه مصاب بالبرد ولكن برد شديد، كل ما يحتاجه هي الراحة، وبعد ان تنخفض حرارته سيتحسن.
سيلين: اكتب الأدوية وانا ساحضرها.

اعطى الطبيب حقنة لمارك وكتب اسماء الأدوية واعطى الورقة لسيلين قائلا: بعد ان يفيق يحتاج الى التدفاءة جيدا والمشروبات الساخنة، ويجب ان يتغذى جيدا حتى لا يضعف بسبب الدواء، هيا عليا الذهاب الان لديا جراحة ولا اريد التاخر.
نادين: شكرا لك.
فهز راسه وخرج لحقت به سيلين، اوصلته واحضرت الدواء وبعض انواع الخضار وعادت،

وضعت الطعام والدواء وقالت: حبيبتي جبتلك العلاج وهي شوية خضرا اعملي شوربة خضار.
نادين: شكرا ليكي انا بعمل كمادات اهو زي ما الدكتور قال.
سيلين محرجه: بعرف حبيبتي ان ها الموضوع صعب كتير عليكى، بس الضرورات تبيح المحظورات مو هيك.
تنهدت نادين وهزت راسها بالموافقة فقالت سيلين: معلش حبيبتي لو بايدي كنت بقيت انا معك، بس انا ظهرت من الشغل ولازم ارجعله هلأ.
نادين: كتر خيرك ومعلش لو عطلتك.

سيلين: رخ ازعل منك حبيبتي، انا مقولت هيك لتقوليلي هاد الحكي، بس قوليلي حبيبتي شو يللي صار كيف سليم عرف مكانكم.
فقصت عليها نادين كل ما حدث
تضايقت سلين قائله: اي هيك فهمت ربنا يهون هاليومينويمرقو بسرعة، لو احتجتي شئ حاكيني باجيكي فورا.
نادين: تسلميلي يارب.

تركتها سيلين وذهبت وعادت هي الى الكمادات، وظلت تفعل كما اخبرها الطبيب، وبعد مرور بعض الوقت فاق مارك وفتح عينه، نظر الى نادين قائلا بصوت ضعيف: اشكرك نادين.
توترت نادين وارتبكت عدنما سمعت صوته اخذت نفس وزفرته عدت مرات لتدارى ارتباكها وتنحنحت دون ان تنظر له قائله: لا داعي للشكر هل تشعر بتحسن؟

شعر مارك بارتباكها لكنه تصنع عدم الملاحظه كى لا يزيد من توترها قائلا: اشعر بتحسن.
نادين وهى تحاول ان تدرى ارتباكها: الحمد لله اعتقد ان حرارتك هدأت قليلا سأعد لك الطعام.
لم يفهم مارك سبب ارتباك نادين حتى بالبل قائلا: لما اشعر ببعض البلل حولي؟

زاد خجل نادين وتوترها قائله: اسفة... انها الكمادات... انتقل من على المرتبة... ونام على الاخرى، وساحضر لك ملابس لتغير ملابسك المبتلة.
حاول مارك التحرك لكنه لم يستطع فقال متألما: هل يمكن ان تساعديني فجسدي يؤلمني ولا استطيع الحركة.
تنحنحت نادين قائلة بتوتر: حاضر.

احضرت الملابس من حقيبته وضعتها على المرتبة التي تنام عليها، واقتربت منه وضعت يدها خلف ظهره، ووضع هو يده حول رقبتها واستند عليها، وقام كان يترنح فامسكته نادين بيدها من الامام، تحرك ببطئ حتى وصل الى المرتبة الاخرى، كانت نادين تنهج فهو ثقيل عليها تشعر بخجل شديد وقلبها يدق بسرعه فهى لم تقرب منه بهذه الطريقه من قبل.

كان مارك يسمع صوت نفسها العالى فهو يعرف كم هى خجوله فقال متالما: اسف فانا لا اعرف ماذا بي اشعر ان جسدي مفكك تماما.
ابتلعت نادين ريقها قائله: لا مشكلة هيا اجلس.
جلس وحاول ارتداء الحاكت لكنه لم يستطع فنادها قائلا: هلا ساعدتيني من فضلك.

تحركت نادين وهي تشعر بالحرج والخجل وساعدته في ارتداء الجاكت والبنطال، وساعدته في الاستلقاء على الاريكة، ووضعت فوقه الغطاء ولفته به جيدا، وقامت اعدت له الطعام واحضرته وضعته له قائله: هيا اجلس لتتناول الطعام.
حاول مارك الجلوس فتأوه قائلا: هل يمكن ان تساعديني؟

كانت نادين تنظر عليه وراته وهو يتالم، فقتربت منه وضعت يدها خلف ظهره ورفعته قليلا، ووضعت وسادتين خلف ظهره واجلسته قائلة: هل هذا جيد؟
كان مارك سعيد باقترابه منه لهذه الدرجه وكان يتمنى ان تبقى بقربه فتأوه قائلا: نعم جيد، اطعميني من فضلك فيداي كما ترى ضعفتين من المرض.
فهزت راسها بالموافقة كانت تشعر بالحرج فهى لا تعرف هل هو صادق ام يتصنع، بدأت في اطعامه دون كلام وهى تتهرب من النظر اليه، كان هو ينظر لها بسعادة ويقول في عقله: اشكر هذا المرض الذي جعلكي تقتربي مني هكذا.

انتهت نادين من اطعامه ورفعت الطبق، وعادت احضرت الدواء اخرجت حبة الدواء وقدمتها له قائلة: تفضل خذ الدواء.
مارك متأوه: ضعيه في فمي من فضلك فمزلت متعب.
ابتلعت نادين ريقها واخذت نفس وزفرته، ووضعت الحبة عند شفتيه ففتح فمه واخذها، ولمس اصبعها بشفتيه فارتبكت نادين، وابعدت يدها وظلت صامتة، تحاول ان تهداء فنظر لها مترجيا: هلا اسقيتني الماء رجاء.

فامسكت كوب الماء وسقته وقامت، وضعتهم على الطاولة وظلت بجوارها للحظات، تحاول تمالك نفسها، لاحظ مارك عليها الارتباك فابتسم قائلا: هل حرارتي ما تزال مرتفعة؟
فنظرت اليه نادين قائلة: اظنها قد انخفضت فالاحمرار الذى بوجهك قد زال.
مارك: ولكني اشعر ببعض السخونة هل يمكن ان تتاكدي.

فهمت نادين انه يريدها تلمس جبهته فقالت: لا تقلق هذا فقط من اثر التدفأة ساعد لك شيئا ساخنا.
مارك: لا داعي لا اريد الان، فلتجلسي وتستريحي فمأكد انكي متعبة، هي تعالي اجلسي وارتاحي.
كانت نادين تشعر بالارهاق فعلا فهي منذ الصباح وهي تعمل له الكمادات، فتحركت وجلست بطرف المرتبة بعيدا عنه اخذت غطاء اخر، ولفت به نفسها وجلست، نظر لها مارك بابتسامة قائلا: اشكرك على كل ما فعلتيه لي.
نادين: لا داعي للشكر فانت ساعدتني، وتركت عملك لاجلي وهذا اقل شئ اقدمه لك.
مارك: اعلم ان الامر شاق على نفسك كثيرا ولا اجد كلمات لشكرك.

فهزت نادين راسها بابتسامة وخجل دون كلام، فشعر مارك بخجلها ففضل السكوت، فبدأت نادين تنام وهي جالسة من الارهاق وسقطت راسها على صدرها فاستيقظت وحركتها يمينا ويسارا، واسندتها على الحائط وفتحت عينيها جيدا كي لا تنام، فبدأت عينيها تغلق من تلقاء نفسها، وهي تحاول ان تقوام حتى غلبها النعاس مره اخرى، ووقعت راسها فاستيقظت وانتفضت، فضحك عليها مارك قائلا: انت غريبة الاطوار نامي هنا الى جواري بدلا عن النوم جالسة.
توترة نادين قائله: لا لا لا شكرا انا بخير لست في حاجة الى النوم انا بخير.

مارك: لا تكابري انت مرهقة جدا والمرتبة الاخرى مبتلة، لن تستطيعي النوم عليها.
نادين: لا شكرا.
مارك مبتسما: كما تريدي.

وظل صامتا فهو يعلم ان النعاس سيغلبها مرة اخرى، فظل يراقبها حتى غلبها النعاس فعلا، ولكن هذه المرة كانت تضع راسها على قدميها، فمالت بجسدها كله فسندها بحنية ووضعها على المرتبة الى جواره برقة، كي لا تستيقظ وغطاها جيدا، ونظر الى وجهها وابتسم قائلا في عقله: كم انت جميلة وفاتنة، ولا اعرف لما وقعت بحبك، ولا اعرف ايضا هل يمكن ان تقبلي بحبي هذا ام لا؟
وتنهد مارك بحرارة واستلقى بهدوء الى جوارها.

عند محسن
بعد ان انتهو من كتب الكتاب، استاذن فهد واخذ ريم وخرجا معا ليتعشيا سويا، خرج فهمي وزوجته، وفارس وايثار وشهد وكان معهم عمار وصفوت
صفوت: عن اذنكم انا بقى يادوب اروح كده.
فهمي: ماتيجي تقعد مع عمار فى ملحق الفيلا عندنا.
صفوت: معلش مش هينفع عندي شوية مشاوير هخلصها بكره ان شاء الله فمعلش خليها مرة تانية.

فهمي: اللى يريحك بس تعالى معانا نوصلك في الطريق، وانت يا فارس خد صاحبك واختك معاك.
شهد مازحه وهي تغمز لفارس: انما انت يا استاذ فارس مش كنت اخدت ايثار وخرجتو تتعشو سوى انتو كمان.
ضحك فارس ولف يده حول خصر ايثار قائلا: انت بتقولي فيها يلا بينا يا ايثار نروح نتعشى ونعمل عرسان.
وضمها اليه وقرب خده من خدها، شعرت ايثار بالغضب لاقترابه منها بهذه الطريقة امام الجميع، فتصنعت الابتسامة لتدري غضبها قائلة: معلش يا فارس اصلي تعبانة شوية فخليها وقت تاني.

شهد مازحه: لاء ما ينفعش كده عايزه الرجالة يقولو علينا نكدين.
ايمان مازحه: مايهميكيش في كل الاحوال هيقولو.
ايثار مبتسمه: انا بس تعبانة مرة تانية ان شاء الله.
كان عمار يشتعل من داخله ولكنه يتصنع الابتسامة، كي لا يلاحظ احد، خصوصا ان فارس ظل ممسك ايثار وكانه يتحداه،
همست ايثار في اذن فارس وهي تجز على اسنانها قائلة: فك ايدك من حاولين وسطي عيب كده، احنا وسط الناس.

همس فارس قائلا: وسط الناس ولا عشان عمار واقف خايفة على مشاعره.
تضايقت ايثارمن كلامه قائله: بلاش كلام فاضي مش شايف باباك بيبصلك ازاي ميصحش كده.
كان فهمي ينظر له ليتركها ولكنه تجاهله، فاقترب منه وفك يده من حول خصرها وهمس فى اذنه غاضبا: احترم نفسك الناس وافقين، اعمل احترام للكبار اللي واقفين.

خجل فارس من نفسه قائلا: اسف مقصدتش.
حاولت ايثار الابتعاد عن فارس والوقوف بجوار شهد، لكنه امسك يدها وجذبها الى جواره قائلا: خليكي جنبي يا حبيبتي ماتبعديش.
فهزت ايثار راسها بابتسامة تداري خلفها الكثير من الغضب.
فارس: يلا بينا.

تحركو جميعا نحو السيارات ركبا والدا فارس السيارة ومعهم صفوت وتحركو، ركب عمار وفارس في الكرسيين الامامين وركبت ايثار وشهد بالخلف وتحركت السيارة، ظلو صامتين لبعض الوقت الى ان قطعت الصمت شهد قائلة: هو صحيح يا عمار ايثار كانت سكرتيرتك لفترة؟
عمار مبتسما: ايوه قبل ما تيجي القاهرة كانت سكرتيتي ومديرة مكتبي (تنهد واكمل في عقله ) ويرتها ما بعدت عنى.
شهد مازحه: شكلها سكرتيرة شاطرة وزمانك زعلان عليها قوي.
وضحكت دون صوت، فابتسم بالم قائلا: اكيد طبعا.

رن هاتف عمار وكانت نغمته اغنية عمرو دياب (يا هناه اللى انت تبقا معاه ).
توترت ايثار جدا من الأغنية وزادت دقات قلبها، وكانت تبتسم لتداري مابها من توتر، كان فارس يلاحظ توترها من مرآة السيارة وغضب، لكنه كان يداري غضبه، اعجبت شهد جدا بالاغنية قائلة: الله جميلة قوي الأغنية دي واضح انك غاوي عمرو دياب.
غضب فارس من كلامها فاجاب قبل ان يجب هو: من زمان قوي بس كنت فكرته بطل يسمعه.

فابتسم عمار وكانه تذكر شئ قائلا: عندك حق كان لازم ابطل اسمعه كان هيتسبب مرة فى موتي.
فزاد توتر ايثار وامسكت راسها بضيق فنظرت اليها شهد قائلة: ايه مالك ماسكة دماغك ليه؟
ايثار متالمن: صداع شديد ماسك دماغي بقاله شوية.
غضب فارس فهو يعرف ان الاغنيه ذكرتها بشئ فقال: يعني يا ريت تبطلي كلام يا شهد وكفايا رغي بقا.
فتضايقت شهد قائلة: حاضر.

احرجت ايثارمن كلام فارس قائله: مقصدش كده اتكلمي براحتك.
كان فارس يركز على ايثار ولا يلاحظ الطريق، حتى انه كاد يصطدم بسيارة اخرى، لولا ان صرخ عليه عمار قائلا: حاسب يا فارس هتموتنا.
فاوقف فارس السيارة فجاءة ففزعو جميعا
عمار غاضبا: ياريت تركز فى السواقة شوية خلينا نروح سولام.
فنظر اليه بغضب وهو يجز على اسنانه قائلا: حاضر.

وتحرك بالسيارة وسكت الجميع حتى وصلو الفيلا نزلو جميعا من السيارة، دخلت شهد الى الفيلا مباشرة دون كلام، فهي تشعر بالاستياء من كلام فارس، كانت ايثار خلفها فلحق بها فارس، ووضع يده على ظهرها فامسك به عمار وبعده عنها قائلا بغضب: ما تبطل الحركات دي بقا خليك محترم.
فارس غاضبا: ابعد انت وملكش دعوه دي مراتي وميخصكش مدام هي موافقة.
فنظر عمار الى ايثار قائلا: ردي عليه سكتيه.

فنظرت اليهم الاثنين بغضب وقالت: كفايا بقى انتو الاثنين اعقلو بلاش جنان.
وتركتهم وصعدت الى الغرفة، نظر فارس الى عمار بغضب وتركه وصعد خلفها بسرعة، ودخل عمار الى ملحق الفيلا وهو غاضب جدا، يخبط على الحيطان والابواب ويصرخ بدون صوت، وهو يجز على اسنانه قائلا: اااااااااااه اعمل فيك ايه يا فارس، مش هتبطل عند عقلي هيقف من التفكير خلاص اااااااااااه.
وارتمى على السرير وهو يحاول ان يهداء نفسه، وقام دخل الحمام ياخذ حمام دافئ عله يهدأه، اما فارس صعد وهو غاضب هو الاخر كانت ايثار في الخيمة، فنادى عليها قائلا: ايثار اطلعي هنا عايز اكلمك.

ايثار من الداخل: معلش تعبانة مش وقته.
ازداد غضب فارس قائلا: لاء دلوقتي اطلعي حالا والا هقطعها على دماغك.
ايثار غاضبن: بكره الصبح يا فارس تعبانة وعايزة انام.
فقطع فارس الخيمة ودخل ونظر لها قائلا: انت مراتي وادخل وقت ما انا عايز، وموضوع عمار ده انا هنهيه حالا دلوقتي.
نظرت اليه ايثار متحديه: وهتنهيه ازاي؟

فارس غاضبا: هتبقي مراتي بجد، وبكده خلاص الموضوع ينتهي، وهو ينساكي خالص.
زاد غضب ايثار قائله: متخيلتش انك شايفني رخصية كده، عموما كتر خيرك بكرة الصبح، همشي ومش هتشوف وشي تاني.
تنبه فارس انه جرحها بكلامه فاقترب منها قائلا وهو يشعر بالندم: اسف مقصدتش كده ابدا، الغضب هو اللي خلاني افكر كده، وبعدين يعني هو انا هعمل حاجة كده من غير موافقتك.

حزنت ايثار وامتلاءت عينيها بالدموع: نظرت عينك مكنش فيها موافقتي.
زاد شعور فارس بالندم قائلا: مقصدتش بس تعبت من عمار ومطاردته ليكي، عايز ابعده عنا وخلاص.
ايثار وهي تمسح الدموع التي سقطت منها: غضبك ده هيفضل لحد امتى، زعلت اختك وقطعت الخيمة مرة واتنين(وانفجرت في البكاء) انا اللى تعبت من غضبك ده، حرام عليك مش كفايا عليا اللي انا فيه.

حاول ان يقترب منها ليضمها ويهدأها فاشارت له بيدها قائلة: ابعد عني دلوقتي ارجوك متقربش.
ونظرت اليه بغضب شديد، فشعر انه لو اقترب منها سيزداد الامر سوء، فخرج من الخيمة وجلست هي على السرير تبكي وتتذكر كل ما حدث معها منذ سنوات...
فلاش باك
فى شركة صفوت
كان ابراهيم والد ايثار يجلس مهموما، فنظر اليه صفوت قائلا: مالك يا ابراهيم شكلك متضايقى وزعلان؟
ابراهيم: طلقت سناء امبارح وطردتها من البيت.
نظر اليه صفوت قائلا: لا حول ولا قوة الا بالله، كنت صبرت عليها شويه كمان، عشان متعملش لكم مشاكل.
ابراهيم: انا تعبت منها ومن مشاكلها، عمله مشاكل مع كل الناس، ومش سيبه حد في حاله، والاخر تاخد الفلوس تحوشها لنفسها، وتخدم البنت عندها.
صفوت: طب انت ناوي علي ايه؟

ابراهيم: هروح اطلقها في القسم، واسلمها كل حقوقها هناك، بس اللي خايف منه انها تعملي مشاكل وتضايق ايثار، خصوصا انها هترجع من المدرسه وتفضل لوحدها لحد مارجع، وانا مش عايز مشاكل.
فكر صفوت قائلا: طب اسمع طلما مصر علي الطلاق ايه رايك تجيب بنتك تشتغل معاك هنا؟
ابراهيم متعجبا: طب وهتشتغل ايه؟!

صفوت: سكرتيره تدخل لنا الناس، واهي تبقي جنبك وان عجبتها الشغلانه وفهمتها كويس، تدرسها وتفضل فيها بعد ما تخلص.
ابرهيم: فكره كويسه خلاص هقولها ومن بكره اجبها معايا.
صفوت: لاء روح هاتها من المدرسه علي هنا وفهمها كل حاجه.
ابراهيم: ماشي خلاص في معادها خروجها هروح اجبها ومعتقدش انها هترفض.

فى موعد خروج ايثار ذهب ابراهيم واحضرها الي الشركه، واخبرها ووافقت وتعلمت كل شئ بسرعه، وبعد مرور خمسة اشهر كان صفوت يجلس مع ابرهيم بمكتبه ويتحدثان
صفوت: بنتك دى يا سلام عليها ملهاش زى، اتعلمت كل حاجه في فتره صغيره، وكمان نجحت في الامتحانات وبتفوق.
ابراهيم سعيداً: الحمد لله هي ذكيه وشاطره، وكمان مبسوطه من الشغل، وعايزه تستمر فيه، وقالت هتدخل تجاره قسم ادارة اعمال، عشان يبقي علمي وعملي.

صفوت سعيداً: برافو عليها ربنا يباركلك فيها يارب.
ابرهيم مهموما: الحمد لله
صفوت: مالك يا ابراهيم ايه اللى قلقلك.

كان ابراهيم يشعر بقلق قائلا: مش عارف قلقان ومتضايق مش عارف ليه، ربنا يسترها ويعديها علي خير، المهم لو جرى ليا حاجه بنتي امانه عندك، اعتبرها زى بنتك والمكافاءه بتاعت نهاية الخدمه اللي ليا والفلوس اللى محوشها خليهم لها لجهازها، معرفش الدنيا مخبيه ليها ايه؟
صفوت: متكبرش الموضوع وتديله اكبر من حجمه شوية قلق وهيروحه.
ابراهيم: قلبي مقبوض ومقلق من سناء، مش مرتاح لسكوتها ده.
صفوت: وحد الله كده وربنا موجود
ابراهيم: ونعم بالله.

واكملو عملهم وعاد كل منهم الي منزله وفي اليوم التالي في الصباح، اتي ابرهيم الي الشركه بعد ان اوصل ايثار الي الدرس، كان هناك شجار بين ثلاث رجال امام باب الشركه، تعجب منه واقترب منهم قائلا: ابعد يا راجل انت وهو من هنا واعقلو بلاش خناق.
فنظر اليه احدهم غاضبا: ملكش دعوه خليك في حالك.

فتضايق ابراهيم من اسلوبه في الكلام، لكنه ابتعد عنهم وتحرك ليدخل الشركه فناده عليه احدهم قائلا: هيما فينك من زمان ولا نستني، ونسيت اللي عملته.
فتوقف مكانه للحظه اخذ نفس وزفره بغضب، واكمل طريقه دون ان ينظر له، فنادى عليه مره اخرى قائلا: اوعى تكون فاكر اني معرفتكش او هسيبك، ده انا بدور عليك من سنين لو راجل اقف وواجهني.

اشتعل وجه ابراهيم من الغضب وقبض علي يده وجذ علي اسنانه ولم يلتفت له، فركبو الرجال الثلاثه السياره وخرجو من النوافذ وكل منهم يمسك برشاش وقامو باطلاق النار عليه، انتفض جسده وبداء يهتز بقوه، من اثر دخول الرصاص جسده، فوقع ارضا والدماء تسيل منه كنفورة مياه، تحركت بهم السياره بسرعه، اسرع اليه عمال الامن امسكه اثنان وجرى واحد اخر وهو يطلق النار علي السياره ولكنه لم يلحقهم وسجل رقمها واتصل بالشرطه والاسعاف، نزل صفوت جريا من مكتبه علي صوت الرصاص، وجد ابراهيم ينازع الموت فاقترب منه وهو يبكي عليه فزعا: ابراهيم يا صاحبي اتحمل علي ما الاسعاف يجي، اوعى تموت.

ابراهيم بصوت ضعيف وهو يتالم: بنتي امانه عندك حافظ عليها واحميها.
ولفظ انفاسه الاخيره ومات نادى عليه صفوت بصوت عالي وبكاء قائلا: ابراهييييييييييم قوم يا ابراهيييييييم قوم يا صاحبي.
وانفجر في البكاء اتت سيارة الاسعاف والشرطه اقترب طبيب منه، وقام بفحصه وهز راسه بحزن قائلا: البقاء لله امر الله نفذ.
صفوت وهو يبكى: لا حول ولا قوة الا بالله خلص الاجراءت بسرعه اكرام الميت دفنه.
الطبيب اسفاً: للاسف ماينفعش ده اتقتل، ولازم نشرح الجثه احنا هاننقله دلوقتي للمشرحه، بس اوعدك اني هحاول اخلص التقرير بسرعه، عشان مايتبهدلش.

اشار الطبيب لرجال الاسعاف لياتو وياخذوه، ظل صفوت يتابعه بنظره حتي وضعوه بالسياره، اقترب من ضابط الشرطه قائلا: انا عايز اعرف مين اللي عمل فيه كده وعمل كده ليه؟
الضابط: انا اللي عايز اسالك هو كان ليه اعداء، الامن شهد ان اللي ضربون بالنار نادو علي اسمه الاول، وهو مردش عليهم.
صفوت متهربا وهو يبكى: معرفش بس حقه لازم يرجع، واللي عمل فيه كده لازم ياخد جزاءه، وبنته المسكينه لما تيجي هتعمل ايه، ربنا يصبرها علي ما بلاها، حسبي الله ونعم الوكيل.

وظل يحسبا عليهم انهي الضابط الاجراءت، واخذ الطبيب الجثه الي المشرحه نظر صفوت الي الامن متالما وحزين: ايثار هتيجي بعد شويه محدش يقولها حاجه، خليها تجيلي فوق وانا هحاول اقول لها بالراحه، عشان اخفف عنها الصدمه.
عامل الامن وهو يبكى: حاضر يا فندم، ولو اني مش فاهم يعملو فيه كده ليه، ده راجل طيب وزى السكر، عمره ما زعل حد، حتي بكلمه والكبير والصغير بيحبه؟

صفوت: ابرهيم كان انسان جميل ربنا يرحمه ويصبر بنته.
واذا بايثار تقف بجاور البوبه وتقول بفزع: انتو بتتكلمو عن مين؟ وايه الدم ده ايه اللي حصل وفين بابا.
اقترب منها صفوت قائلا ببكاء: اهدي بس يا بنتي وانا هقولك كل حاجه بس...
قاطعته قائله غاضبه: اهدى ليه هو في ايه والناس دى ملمومه ليه وفين بابا.
صفوت: معلش يا بنتي ده قدر ربنا وقضاءه هنعمل ايه.

فاشرت الي مكان الدماء وقالت فى فزع وبكاء: ده دم بابا... يعني بابا مات لاءءءءءءء لاءءءءءءءءء بابا لاءءءءءء انا مليش غيره في الدنيا لاء.
وتحركت كالمجنونه بالمكان وهي تبحث عنه قائله: طب هو فين، لاء انتو كدابين بابا فوق وهينزل دلوقتي، انا عارفه بابااااااااااا لاءءءءءء بابااااااا فاقترب منه صفوت محاولا ان يمسكها، فاشارت قائله وهي تمسح دموعها بهستريا: محدش يقرب مني انا عايزه بابا هو راح فين؟ رودو عليا انا هطلع ادور فوق، اكيد هو فوق صح لاءلاءءءءءءبابا لاءءءء.

اقترب منها صفوت قائلا ببكاء: اهدى يا بنتي ابوكي مش فوق هو في المشرحه.
ايثار بصدمه وهستريا: لاء لاء طب وديني عنده، عايزه اشوفه وديني عنده، ارجوك يا عمي صفوت وديني اشوفه اخر مره ارجوك.
تردد صفوت للحظات كيف لها ان تتحمل المنظر، ومع اصرارها اخذها الى هناك، لكن توقعه كان صحيح ولم تتحمل المنظر ووقعت فاقده للوعى، حملها صفوت واسرع بها الي داخل المستشفي، اتت اليه بعض الممرضات بالسرير النقال واخذوها الي احد الغرف، واتى الطبيب وبداء يحاول افاقتها، لكن دون فائده فنظر الي صفوت قائلا: للاسف عندها صدمه عصبيه.

صفوت متالما وهو يبكى: مسكينه مكنش لها حد غيره في الدنيا، ربنا يصبرها ممكن تجهز عربية اسعاف انقلها مستشفي خاصه؟
الطبيب: حالا هبعتلك حد من الادره يخلصلك الموضوع، وربنا يشفيها.
اخذها صفوت الي مستشفي خاصه ادخلها غرفه، وجلس الي جوارها لحظات، بداءت تفتح عينها وتنظر حولها، فرات صفوت يجلس الي جوارها، فنادة قائله وهى تبكى: عم صفوت فين بابا يا عم صفوت بابا راح فين؟

قام صفوت اقترب منها قائلا وهو يبكى: معلش يا بنتي ده قضاء ربنا واحنا مؤمنين مش كده ولا ايه.
ازدادت ايثارفى البكاء قائله: يعني ده ماكنش كابوس صح، بابا مات سابني لوحدى ومات، يا حبيبي يا بابا اه اهاهاه بابا دانا مليش غيرك في الدنيا، سبتني ليه، اروح فين بعدك يا بابا هو اللي كان ليا، كان صاحبي وابويا واخويا، كان كل دنيتي، يقتلوه ليه يحرموني منه ليه؟!، هو ازاهم في ايه رد عليا يا عم صفوت، (بصراخ وغضب) مين اللي عمل كده مين اللى قتله وقتله ليه، بابا عمره ما زعل حد ولا ازى حد، طب والله حرام عليهم يحرمونى منه ليه؟ اه يا حبيبي يا بابا، انا لازم اعرف مين اللى عمل كده واجيب حقه، لازم اعرف هما قتله ليه وهما مين.

صفوت وهو يبكى: النيابة بتحقق في الموضوع واكيد هنعرف بس انت قومي بالسلامه وفوقي كده.
ايثار وتبكى غاضبه: مش هسيب حقه ولا هسبهم بس اعرفهم، اه يا حبيبي يا بابا يارب الصبر من عندك اه اه اه اه.
وازدادت في البكاء فرن صفوت جرس استدعاء للممرضه، فاتت بسرعه فسمعت صوت بكاءها ونحيبها وراتها تبكي، فاسرعت نادت للطبيب اتي اليها واعطها حقنه اخرى مهدأه قائلا بتعجب: هي فاقت كده بسرعه ازى؟! انا مديها حقنه تنيمها للبكره هي بتشرب منبهات؟
صفوت وهو يبكى: ممكن عشان هي في ثانويه عامه.

الطبيب: عموما الحقنه دى هتهديها وتنيمها، ولو صحيت تاني هتكون اهدى، واعتقد يومين ثلاثه بالكتير وهتفوق وتبداء تتمالك نفسها.
صفوت: طب ممكن ممرضه تيجي تقعد معها طول الوقت، عشان انا همشي عشان عندى اجراءت دفن وجنازه وعزه.
الطبيب: مفيش مشكله هجيب ممرضه تفضل معها علي طول.

خرج الطبيب وظل صفوت معها حتي اتت الممرضه، تركها معها وذهب كانت حالته النفسيه سيئه جدا، وخرجت الجثه في اليوم التالي وتم دفنها ومرت ايام العزاء الثلاثه وايثار في المستشفي، كانت حالتها تتحسن ببطئ، وبعد مرور اسبوع تحسنت حالتها اكثر، وسمح لها الطبيب بالخروج، خرجت وهي حزينه تبكي مع صفوت، ركبت معه السياره اوصلها الي باب منزلها، وعندما راها الجيران اقتربو منها وقدمو لها التعازى، والكل حزين علي ما الت اليه حالتها، فوجهها كان شاحب جدا من الحزن ويبدو عليها الضعف والانكسار، اقتربت من الباب وضعت المفتاح في الباب، لكنه لم يدخل، فتعجبت حاولت مره اخرة
لكن الامر لم ينجح، فنظرت الي المفتاح فقد يكون مفتاح اخر، كان صفوت يراقبها فقال: في حاجه يا بنتي؟

ايثار متوتره: مش عارفه المفتاح مش بيدخل في الباب ليه؟
واذا بالباب يفتح وسناء تقف امامه وتنظر لهم بتحدى قائله: مش هيفتح عشان انا غيرت الكالون، بيتي وانا حره فيه.
فنظرت لها ايثار غاضبه: بيتك منين بابا طلقك من زمان، وانت مليكيش حاجه هنا.
سناء متحديه وهي تمسك العقد بيدها: ابوكى باعو ليه قبل ما يموت، والعقد اهو ممضى منه وعليه بصمته كمان.
صفوت غاضبا: انتي كدابه محصلش ابراهيم مبعش حاجه، والعقد ده مزور وانا هجيب البوليس واحبسك.
اخفت سناء العقد في صدرها ورفعت حاجبها وقالت ببرود: اعلي ما في خيلكو اركبوه.

ودخلت واغلقت الباب في وجههم
فازداد غضب ايثار واقتربت من الباب، وخبطت عليه بيدها خبطه اوقعته ارضا، فصرخت سناء وقالت: الحقوني هتموتني الحقوني المفتريه (بصوت خفيض ) لو ما مشتيش هقول لهم علي كل حاجه ووريني هتكدبيني ازى، خدى الراجل ده وامشي.
ونظرت اليها بتحدى وكان يبدو عليها الخوف الشديد منها، كان صفوت يقف الي جوار ايثار فامسك ذراعها قائلا: يلا يا بتني اقصرى الشر وانا هجبلك حقك بالقانون.

قبضت ايثار علي يدها ونظرت لها متحديه: وانا مش هسيب حقي انت فاهمه.
والتفتت الي صفوت واكملت: ماشي يا عم صفوت انا همشي معاك بس هاخد حجتي الاول.
كانت سناء تنظر لها فى فزع ورعب قائله: حاجاتك اه انا مجهزه لك خديهم وامشي.

وكانت تشير علي بعض الحقائب موضوعه بجوار الباب الواقع علي الارض، فاقتربت ايثار حملت بعضها، وحملت صفوت البعض الاخر، وخرجا وضعاهم بحقيبه السياره، كان الجيران يقفو يشاهدو ما يحدث في صمت، دون تدخل ركبا الاثنان السياره، وتحرك بها صفوت وهو غاضب، كانت ايثار غاضبه جدا وتحاول ان تهداء غضبها بالذكر والاستغفار، فنظر لها صفوت قائلا: اهدى يا بنتي وانا هكلم مسعد المحامي واخليه يرفع عليها قضيه، ويجبلك حقك.
ايثار غاضبه: وليه مانروحش القسم دلوقتي ونبلغ عنها، ونجيب قوة تسلمنا البيت؟

صفوت: ما احنا رايحين علي هناك وربنا ييسر الامور.
وصلا الي باب القسم اتصل صفوت بالمحامي، وقص عليه الامر وطلب منه الحضور معهم، فرد عليه مسعد قائلا: طب خلي ايثار تعملي توكيل قضايا وانا هاجي دلوقتي، القسم اشوف ايه الاجراءت لان الموضوع مش بالبصاطه دى، خصوصا انها هي اللي جوا الشقه وايثار بره.
صفوت: طب تمام هنروك علي السجل المدنى وانت تعالي لنا علي هناك.

مسعد: تمام هاخد منكم التوكيل وتروحو انتو وانا هعمل كل الاجراءت اللازمه وابلغك بالنتيجه.
تحرك صفوت بالسياره وشرح كل شئ لايثار في الطريق، وبعد اعدا التوكيل اتي مسعد اخذه وذهب، وتحرك صفوت بالسياره حتي توقف امام منزل قريب من الشركه نظر لها صفوت قائلا: بصى يا بنتي البيت ده ساكنه فيه اخت مراتي الله يرحمها، وهي ست طيبه جدا هخليها تشوفلك شقه ايجار، قريبه منها تقعدى فيها عشان ابقي مطمن عليكي، علي ما المحامي يرد علينا، ويقول عمل ايه.

هزت ايثار راسها بالموافقه قائله: حاضر يا عم صفوت اللي تقول عليه.
صفوت: طب يا بنتي خليكي هنا في العربيه، لحد لما اطلع لها اكلمها.
هزت راسها بالموافقه دون كلام نزل هو من السياره، وصعد الي العماره، ظلت مكانها حتي عاد صفوت ومعه سيده في الخمسين من عمرها، وجهها بشوش تردي حجاب طويل وعبايه واسعه فضفاضه، نزلت ايثار من السياره اقتربت منها السيده واحتضنتها بحنان قائله: معلش يا بنتي ربنا يصبرك، تعالي معايا في اوضتين فوق هقعدك فيهم، لحد ما الاقي لكي شقه قريبه مني.
ايثار وهى تبكى: شكرا لحضرتك.

السيده فى حزن: قوليلى طنط نسمه، واهدى كده ربنا يصبرك يا حبيبتي، تعالي معايا اقعدى عندى فوق، علي ما البواب يروقلك الاوضتين.
فصعدت معها الي شقتها وهي صامته، لا تتحدث باى شئ، دخلت وجلست بغرفة الجلوس، وذهبت نسمه الي المطبخ احضرت لها كوب عصير وضعته امامها قائله: اشربي العصير ده عشان تهدى شويه صفوت راح هيجبلك شوية فرش يحطهولك في الاوضتين.

ايثار: انا اسفه اني حملتك همي، بس انا مليش حد غير عم صفوت بعد ما بابا (لم يخرج صوتها من البكاء ) مات.
وعادت للبكاء جلست نسمه الي جوارها واحتضنتها قائله: معلش يا بنتي الدنيا دار ابتلاء، ولازم نصبر مش كده ولا ايه.
هزت راسها بالموافقه، وهى تحاول ان تمنع نفسها من البكاء، فربطت نسمه علي كتفها ومسحت علي راسها بحنان قائله: ربنا ينزل عليكي صبر من عنده ويبرد نارك.

ايثار وهى تبكى: يارب يارب يارب.
رن جرس الباب فقامت فتحت الباب، كان البواب اخبره انه جهز لها الغرفه، فصعدت هي وايثار اليها، دخلت ايثار الغرفه ونظرت بها، فهي غرفتين وحمام ومطبخ صغير.
نسمه: هي شقه محندقه كده علي ما الاقي لك شقه كبيره تاجريها، هما اجارهم رمزي عشان هي ملك لكل السكان اللي في العماره، بس هما مفوضيني اعمل فيهم اللي عايزه.

دخل صفوت ومعه بعض الرجال يحملون بعض الاثاث وبداؤ بوضعه بالغرفه، وبعد ان رتبوه كله ذهبو قال صفوت: هخلي البواب يطلع هدومك ولبسك من تحت، والمحامي كلمني وقالي ان الموضوع هياخد وقت، لان العقد اللي معها عليه امضة ابوكى وبصمته، وهو قال انه هيطعن فيه بالتزوير بس انت عارفه المحاكم حبلها طويله، واليوم عندها بسنه، وهي اللي قاعده جوه البيت ومش هينفع نخرجها منه، ولا ينفع تقعدى معها فيه.

اخذت ايثارنفس وزفرته قائله: يعني صاحب البيت راح هدور علي حيطان، الحمد لله هفضل في الاوضتين دول حلوين.
صفوت: خلاص اللي يريحك.
نسمه: طب انا هنزل اشوف البيت وارجع لك تاني.
ايثار: متعطليش نفسك يا طنط انا هرص حجاتي وانام شويه.

نسمه: مفيش تعب ولا حاحه انت زى بنتي، من ساعت ما شوفتك دخلتي قلبي.
اقتربت منها وربطت علي كتفها واكملت: رصي حجتك براحتك علي ما اجيلك تاني.
صفوت: معلش انا كمان هنزل اروح الشركه وهبقا اجيلك بكره تاني.
تنهدت ايثار قائله: انا هرجع الشغل من بكره، عشان احس اني شامه ريحة بابا في المكان.
صفوت قلقا: خليكي ريحيلك يومين الاول.

ايثار حزينه: لاء هرتاح في الشغل، كل مكان هناك ليه فيه ذكرى مع بابا، وده هيريحني اكتر هحس انه لسه معايا.
صفوت: خلاص اللي يريحك اعمليه انا ماشي.
نزل صفوت ونسمه وتركها وحدها، جزبت احد الكراسي وجلست امام باب الغرفه وهي تبكي بحزن شديد، واذا بيد صغيره تربط علي كتفها فنظرت اذا بها طفله صغيره تقول لها: معلش يا ابله متزعليش باباكي راح الجنه ولازم تفرحي له.

ايثار متعجبه وهى تبكى: انا عارفه يا حبيبتي بس الفراق صعب قوى.
الطفله: عارفه انا كمان بابا وماما ماتو سابوني لوحدى، ومليش حد غير تيتا، بس انا بطلت اعيط عشان انا بحبهم وبحب لهم الخير وهما راحو عند ربنا واكيد عند ربنا احسن من هنا.
نظرت لها ايثار متعجبه: انت صغيره قوى علي الكلام ده، مين اللي قالك كده؟
الطفله: تيتا هي اللي ديما تقولي كده لما اعيط.

اتت نسمه وهي تحمل سنيه بها بعض الطعام قامت ايثار امسكتها منها قائله: ليه تعابه نفسك كده يا طنط.
نسمه: دى حاجه بسيطه انا عارفه انك معندكيش اكل، فقولت اجبلك لقمه صغيره كده.
ايثار: مش عارفه اقول لحضرتك ايه متشكره ليكي جدا.

نسمه: بلاش الكلام ده، بصي عمك صفوت جايبلك ثلاجه اللي يتبقي من الاكل ابقي حطيه فيها، اه بس متشغليهاش سيبيها كام ساعه عشان متبوظش، مكان النقل انا هنزل عشان فى البيت عندى زمانهم جاين ويادوب اعمل لهم الاكل.
فهزت راسها دون كلام نظرت نسمه الي الطفله وقالت: توتا العسل شاطره خليكي معها.
توتا: حاضر يا طنط.

ظلت توتا مع ايثار لبعض الوقت ثم تركتها وذهبت، دخلت ايثار الى غرفتها واغلقت الباب، ارتمت علي السرير وانفجرت في البكاء، وهى تتذكر والدها ولحظاتهم معا، وظلت هكذا حتى غلبها النعاس، استيقظت في الفجر توضاءت وصلت، وجلست تدعى وتبكي فهي تشعر ان الدنيا اصبحت ضيقه عليها، غيرت ملابسه وخرجت ظلت تلف بالشوارع، وهي لا تعرف اين تذهب، فرغم انها اخبرت صفوت انها ستذهب الي الشركه، لكنها لم تستطع الاقتراب منها حتي، وبعد ان تعبت من كثرة اللف عادت الي غرفتها، ودخلت واغلقت علي نفسها، قلق عليها صفوت عندما لم تذهب الي الشركه، فاتي اليه واحضر معه بعض الاشياء، دق الباب وظل ينتظر ولكنها لم تفتح، فقلق اكثر فدق. الباب مره اخرى بصوت اعلي ففتحت الباب قائله: اسفه علي التاخير كنت نايمه.
كان وجهها اصفر ويبدو عليها الاعياء والتعب، فتضايق صفوت قائلا: ليه كده يا بنتي حرام عليكي انت شكلك تعبان جدا.

ايثار: انا كويسه انفضل.
واخرجت كرسيين من الداخل ووضعتهم فجلس واعطتها الاشياء التي معه قائلا: خدى عيني الحجات دى في الثلاجه وكلى الاكل ده.
ايثار حزينه: مليش نفس مش عايزه اكل.
صفوت حزينا: اسمعي يا ايثار اللي بتعمليه ده مش هيرجع ابوكى ولا هيفرحه، ابوكى مات ومكنش في شئ بيفكر فيه غيرك، تفتكرى باللي بتعمليه ده هيكون راضي عنك.
ايثاروهى تبكى: مش قادره قلبي موجوعنى عليه، صعبان عليا اللي حصله ومش قادره افكر تعبانه.

صفوت متاثرا: بصي يا بنتي انت لازم تبقي قويه، عشان اللي عمله ابوكى في حياته كلها مايضعش، انت زرعته اللي زرعها هتضيعيها ده يرضيكي؟
ايثار وهى تبكى: لاء بس مش بايدى تعبانه مش قادره، موجوعه صعبان عليا انه يموت بالطريقه دى، وكمان معرفناش مين اللي عمل كده.
صفوت حزينا: يا بنتي ده كله قضاء وقدر، واحنا مش ساكتين واكيد هنعرف مين اللي عمل كده فيه، وهنجيب حقه، لكن قوليلي لو جرلك حاجه، مين اللي هيجيب حقه مين اللي هيدعيله.

ايثار وهي تحاول ان تتمالك نفسها: حاضر يا عم صفوت هحاول، اقف علي رجلي تاني، وان شاء الله اجيب حقه من اللي عمل كده.
صفوت: طب يلا كلي الاكل ده مش همشي الا لما تاكلي.
ايثار متالمه: حاضر هاكل وان شاء الله، هحاول ارجع الشركه وكمان اعوض اللي فاتني من دروسى.
صفوت حزينا: ان شاء الله انت قويه وهتقدرى، والخروج والدراسه هيشغلوكي شويه.
ايثاروهى تحاول منع نفسها من البكاء: حاضر ان شاء الله.

فتح صفوت حقيبة الطعام واخرج سندوتش، واعطاه لها قائلا: كلى ده يلا عشان اطمن عليكي.
اخذته منه وبداءت تتناوله ببطئ شديد ظل صفوت معها حتي تناولته فقام قائلا: انا همشي دلوقتي وهجيلك بالليل ان شاء الله.
تركها وذهب وحزين عليها يدعو الله ان ينزل عليها صبر من عنده، بقيت لبعض الوقت ودخلت غرفتها، بدأت تتذكر والدها وهى تقول لنفسها: انا همش هعيط تانى عشان بابا يبقى راضى عنى، وهذاكر وهخلى بالى من دروسى ومش هعطل وقتى، ومش هنسا حقك وهعرف مين اللي قتلك، مش هبقي ضعيفه، يارب ارزقني القوه والصبر.

واخذت المصحف وظلت تقراء به حتي شعرت ببعض السكينه، اخرجت كتبها وبداءت تذاكر، في المساء اتي اليها صفوت وكانت معه نسمه، جلسا معها لبعض الوقت
نسمه: معلش يا بنتي معرفتش اطلعلك الصبح كنت تعبانه شويه.
ايثار: الف سلامه عليكي يا طنط، انا لو اعرف كنت نزلت اطمن عليكي.

نسمه: لاء ياحبيبتي انا عارفه اللي انت فيه وعذراكي، بس عايزاكى تبقي اقوى من كده، والدنيا يا بنتي يا ما فيها ماسى.
صفوت: ايثار مؤمنه بالله وقويه، واكيد هتقدر تصبر بس هي الصدمه في الاول اللى كانت شديده عليها.
تنهدت ايثار بحزن قائله: ونعم بالله، انا اللي وجعني انى معرفتش مين اللي عمل كده لحد دلوقتي.
صفوت: النيابه بتحقق واكيد هنعرف ونجبهم، ومش هسيب حق ابوكى ابدا متخفيش.
ايثار: ربنا يجزيك خير يا عم صفوت.

صفوت: انا شايف كتب واضح انك رجعتي تذاكرى تاني.
نسمه: ايوه يا بنتى اهتمى بمستقبلك وحياتك، ابوكى هيرتاح في تربته لما انت تنجحى في حياتك.
ايثار: ان شاء الله، عم صفوت المحامى مقلش حاجه عن موضوع البيت؟
صفوت: لسه هو حول الموضوع للفحص الجنائى، وهو اللي هيقول ان العقد مزور والبصمه كمان.
ايثار: انا متاكده ان بابا مبعش لها حاجه دى كدابه.

صفوت: انا عارف هو لو كان باعو كان اخد ورقه من عندى من الخزنه، وبعدين يبيعه ليه.
ايثار: ان شاء الله المحامى يثبت التزوير بتاعها، وتدخل السجن.
صفوت: ان شاء الله اسيبك انا وهبقي اجى اعدى عليكي تانى.
ايثار: هحاول اجى الشركه بكره.
صفوت: اقولك هعدى عليكي اخدك ونروك سوى ابقي اجهزى في المعاد.
ايثار: حاضر ان شاء الله.

نسمه: معلش يا بنتي انا كمان هنزل عشان التعب ما يزدش عليا، انا قولت اجى اطمن عليكى، والحمد لله بقيتي احسن هبقي اجيلك تاتى.
ايثار: متتعبيش نفسك انا هعدى عليكي وانا راجعه من الشغل بكره، عشان مصحكيش الصبح.
نسمه: خلاص هستناكى.

تركها وذهبا وظلت هي تحاول الهاء نفسها بالمذاكره، وفي اليوم التالي في الصباح استعدت للذهاب الي الشركه، اتي صفوت ورن علي هاتفها فنزلت له ركبت معه السياره، كان يبدو عليها التوتر والقلق لكنها حاولت التماسك، وصلا الشركه تحركت بخطى بطئه فهي تتذكر اليوم المشؤم، وما حدث به، بدات الدموع تنهمر من عينها ربط صفوت علي كتفاها قائلا: الله يرحمه ابوكى كان راجل طيب، كل الناس زعلت عليه، وفي شيخ قالي انه في حكم الشهيد لانه مات في شغله.

تنهدت ايثار بالم شديد قائله وهى تبكى: كان ابويا وصاحبي عوضني عن حنان امي الله يرحمها، عمرى ما هنساه ابدا وهفضل ادعيله طول حياتي.
صفوت: هو ده الصح ادعيلو ديما وافتكريه بالخير، وديما هتحسي انه معاكي وجنبك.
كان كل عمال الشركه يريدو تعذيتها، ولكن صفوت رفض كي لا تبكى اكثر ويزيد عليها الامر، صعدت معه ودخلت المكتب وتذكرت الكثير من الذكريات لها مع والدها لكنها حاولت التماسك وعدم الانهيار لاحظ صفوت ذلك فقال: هتبقي انت سكرتريتى ومديرة مكتبي، وهخلي معاكى عبير تساعدك عشان المذاكره.

ايثار: حاضر.
صفوت حزيناً: معلش انا عارف ان الموضوع صعب عليكي، بس انت قويه وهتقدرى تكملي وتنجحي.
فهزت راسها بالموافقه فدخل الي مكتبه، وجلست هي علي مكتبها، وبدات العمل وكانت تلهي نفسها به هو والمذاكره، كي تستطيع ان تكمل حياتها، مرت الايام بسرعه وانتهت امتحنات الثانويه وظهرت النتيجه احضرها لها صفوت كانت في مكتبها فخرج لها قائلا: مبروك يا ايثار النتيجه طلعت، جبتي تسعين في الميه الف مبروك يا بنتي.

ايثار: الحمد لله ربنا ماضيعش تعبي علي الفاضي.
صفوت: عندك اجازه النهارده بالمناسبه دى اخرجى اتفسحي.
ايثار: لاء شكرا انا هفضل هنا مش عايزه اخرج.
صفوت: اللي يريحك انا كنت عايزك تفكى وتغير انت مش بتروحى اى مكان من الشركه للبيت للمدرسه.
ايثار: مش فرقه كتير انا هغير خلاص ما انا هروح الجامعه.

رن هاتف صفوت فنظر به قائلا: طب هروح ارد علي التلفون وتركها ودخل يجيب الهاتف قائلا: ايوه يا عمار في حاجه؟
عمار غاضبا: انا راجع القاهره دلوقتي حالا انا زهقت من القرف ده مش جاى تانى.
صفوت عابسا: اهدا بس يا بني وقولي في ايه حصل ايه تانى؟

عمار غاضبا: انا جاى فرحان بابني وجايب لها هديا ليها وللمولود، ترميها في الارض وتقولى ايه القرف اللي انت جايبه ده، ومتجبش حاجه تاني بقولها اتكلمى باسلوب احسن من كده، تزعق وتعيط صعبت عليا قعدت جنبها ارضيها واطبطب عليها، تزعق تاني وتقولي متلمسنيش، انت معندكش دم مبتفكرش غير في نفسك، وبترضيني عشان عايز حاجه، يعجبك الكلام ده انا زهقت انا هرجع القاهره احسن.

صفوت: استني بس اقعد وانا هجيلك اكلمها واصلحك عليها.
عمارغاضبا: انا ماشي خلاص هي كل ما اجى اجازه تنكد عليا كده مش عايزنى خلاص نطلق لكن كده ما ينفعش.
صفوت: طب استني وانا جاى لك دلوقتي ماتمشيش.
عمار عابسا: حاضر هستنا.
خرج صفوت مسرعا نظر الي ايثار قائلا: انا هروح البيت بسرعه وارجع اجلي المقابلتين اللي عندى علي ما اجى.
ايثار قلقه: حاضر يا فندم بس في حاجه حصلت في البيت؟

صفوت بضيق: لاء مشكله بسيطه بين ابني ومراته هروح احلها وارجع.
تركها وذهب الي المنزل دخل وجد عمار يجلس ينتظره والشرار يتطاير من عينه اقترب منه قائلا: اهدى كده اقعد وانا هطلع اكلمها.
عمار غاضبا: اطلع بس انا همشي هسافر، انا من يوم ماتجوزتها واحنا في مشاكل، وانت اللي عمال تقولي اصبر عليها، وادى النتيجه بترمي الحاجه في وشي، هي فاكرنى بشتغل عندها انا جوزها.

تضايق صفوت قائلا: طب اهدى وانا هطلع لها دلوقتي.
صعد لها صفوت ودخل لها الغرفه قائلا: ايه يا بنتي ده ينفع كده حد يعمل كده؟
سهيله: اللي حصل بقي يا عمى كنت متنرفزه ومقصدتش وبعدين هو عارف انى تعبانه جاي يبوسنى ليه؟،
غضب صفوت من طريقتها فى الكلام قائلا: يعنى ايه تعبان وميبسكيش ليه؟ انت مش مراته، وبعدين ده حقه، انت من ساعت الحمل وانت مناعه يلمسك، قولنا معلش عشان الحمل وتعبانه، لكن دلوقتى ايه المشكله.

سهيله عابسه: الواد مطلع عيني مرتحش يعنى شويه.
صفوت غاضبا: ايه الكلام الفاضي ده، وبعدين هو جايب حاجه حتي لو مش عجباكى خديه واركنيها وخلاص.
سهيله: لاء ميجبش حاجه انا مش عايزها هو ده.
صفوت غاضبا: انا هقول لابوكى وهو حر معاكى.
خرج من عندها غاضب وقفت هي تنظر عليه وتقول في نفسها: قوله يمكن يخلصني من الجوازه دى.
نزل صفوت الي عمار قائلا: بص انا هقول لعمك وهو يتكلم معاها.

عمار غاضبا: انا مش عايز انت عارف عمى مش هيتفاهم ويضربها، وانا مقبلش انه يضربها وهي مراتى.
صفوت: طب خلاص اصبر عليها شويه وانا هكلمها تانى.
عمار: امرى لله بس مش هقعد معها في نفس الاوضه، هقعد في اوضتى لحد ما تشوف معها حل.
صفوت: ماشي يا بنى بس حاول تلتمس لها عذر، يمكن بس تعبانه من السهر بالواد طول اليل اعذرها.

عمار: حاضر يا بابا هعذرها، وكمان هبقا اخد منهاالواد، اريحها منه باليل، اما اشوف اخرتها ايه معها، بس تفهمها لو زعقت تاني انا مش هيحصل كويس.
صفوت: ربنا يصلح الحال هي بردو بنت عمك.
عمار غاضبا: طب انا هخرج اتمشي شويه عشان اهدى وارجع تانى.

عاد صفوت الي العمل، وخرج عمار تمشي قليلا وعاد الي المنزل، ومرت الاجازه دون ان يصطلح مع سهيله، وعاد الي دراسته في القاهره ومر عامان، وانهى عمار دراسته في القاهره، وعاد جلس يتحدث الي والده
صفوت سعيدا: هجهزلك مكتب وتيجي بقي تستلم شغلك في الشركه.
عمار مبتسما: ماشي يا بابا بس عايز اسبوعين الاول، اتفسح فيهم وبعدين ابداء الشغل.

صفوت: معاك شهر مش اسبوعين ياعم اهو يمكن ربنا يصلح الحال.
عمار: هى مش كانت بتقول ان اللي مضايقها ان بسبها واسافر، اديني رجعت اما اشوف اخرتها معها.
صفوت: هو حصل بينكو حاجه تاني؟

عمار: اتخنقت معايا امبارح، وراحت نامت في الاوضه التانيه، وسبتلى الواد كمان، وانا كنت راجع من السفر تعبان ومصدع، ومرضتش اكلمها بس خلاص انا جبت اخرى معها، ولو ماتعدلتش انا هطلقها واخلص، الاسم متجوز والفعل عازب، وكمان كل يوم خناق علي الفاضي والمليان
صفوت: ان شاء الله تتغير، لما تعرف انك هتفضل معها علي طول.
عمار: مش باين بس اديني هعمل اللي عليا، هم كل المتدينين زيها كده يا بابا؟

صفوت: ايه علاقة التدين بالمشاكل اللي بينكو يا بني؟
عمار: ما انا كل ما اقول لها تعالي نروح سينمااو مسرح، تقولي اتقي الله حرام هتودينا نتفرج علي الفسق والفجور، اقولها نقعد نتفرج علي فيلم تلوى بوزها، وتقولي انت عايز تدخلنا النار.
صفوت: معلش يا بني انت عارف عمك شديد ازى ومقفل عليها يمكن ده السبب.

فكر عمارقائلا: عمى الله يسامحه، ماهو السبب كل ما اكلمه يقولي اضربها اكسر رقبتها، الستات متجيش غير بالضرب.
صفوت: بص يا بنى هى كانت حجتها انك بعيد عنها اديك رجعت وربنا يصلح لكو الحال.
عمار: ماشى انا هحاول اما اشوف اخرتها.

بعد مرور شهر دخل عمار الي غرفة سهيله وهو غاضب قائلا: انت دلوقتي عايزه ايه الاجازه خلصت، واحنا في نكد وخناق ومش عايزه تجبيها لبر، قوليلي يا بنت الحلال عايزه ايه، وانا اعمله انا تعبت.
سهيله: انا مش عايزه حاجه.

عمار غاضبا: يعني اقولك نخروج ترفضي، اقولك نقعد مع بعض ترفضي، اجبلك هديه ترميها وتقولي وحشه، بصي انا خلاص جبت اخرى معاكى، ومن الاخر كده خلاص مش هينفع نكمل مع بعض.
سهيله: خلاص اللي يعجبك بس خليك فاكر ان انت اللي قولت مش انا.

زاد غضب عمار قائلا: يعني ايه انا اللي قولت، ماانا قولت من زهقي عمى قالي اضربك، بس انا مبحبش الاسلوب ده، وبعاملك احسن معامله، وانت اللي مش عجبك، وانا لا انا متجوز ولا انا عازب، وانت مش عايزه تتغيرى، يبقي خلاص نفترق بالمعروف.
سهيله ببرود: خلاص ماشي نفترق.
تضايق عمار من برودها قائلا: خلاص لما يجي عمي هكلمه واخلص معاه.
وتركها وذهب ظل خارج المنزل حتى المساء، عاد وجد عمه يجلس هو والده، فاقترب منهم قائلا: كويس انكم موجودين مع بعض عشان هقول الكلام مره واحده.

محمود: كلام ايه انت اتخانقت انت وسهيله تاني.
عمار: هو احنا من ساعت ما اتجوزنا واحنا بنعمل حاجه غير الخناق، بس خلاص انا زهقت من الموضوع ده، وقررت انهيه انا وسهيله هنطلق.
انتفص محمود من مكانه غاضب: معنديش بنان تطلق، ان كنت انت مش عارف تادبها اادبهالك انا، لكن مفيش طلاق.
عمار غاضبا: مش ده الحل الموضوع خلاص انتهي، وانا اتفقت معها ومش هرجع في كلامى.

محمود متوعدا وهو يتحرك ناحية الدرج: انا هطلع اكسر عضمها الكلبه دى، وهتمشي معاك زى الجزمه ومش هتعصالك امر.
يقف عمار امامه كي لا يصعد اليها غاضبا: هو انت شايفني ايه قدامك، انا مقبلش اني اعيش مع واحده مش عايزتى.
زاد غضب محمود قائلا: اندهالك دلوقتى تقولك ببقوها انها عايزك ومش هتتطلق منك.
عمار غاضبا: انت هتخليها تقولي بالعافيه، ده ما ينفعش انا مش عايزها خلاص، متلزمنيش ومش هغير راى، وانا هروح علي المأذون دلوقتي اطلقها واخلص.

امسك محمود صدره وصرخ: قلبي قلبي اه اه هتموتنى يا بن اخويا اه اه
اسرع اليه صفوت وحمله وتحركو به علي المستشفي، ودخل العنايه المركزه وبعد قليل خرج الطبيب قائلا: الحمد لله الحاله بسيطه هي وقت وهيبقا كويس.
كانت سهيله قد لحقت بهم وتقف بحزن علي والدها قائله: انا مستعده اعيش معاك زي الكلبه، زى ما بابا قال وهعمل اللي يعجبك.

فنظر لها عمار قائلا: اسمعي يا سهيله انا عارف انك زعلانه عشان عمي، بس انا مش حيوان عشان اقبل باللي قولتيه، انت من اللحظه دى مش مراتي، ولا علي زمتى، لكن مش هنفذ حاجه رسمي عشان عمى ما يزعلش، لكن لما الاقي بنت الحلال اللي تناسبني، وقتها هنفذ رسمي، وانت كمان ولو لقيتي الشخص اللي يناسبك، هقف معاكى واجوزك له بنفسي.
سهيله: خلاص اتفقنا.

عمار: خليك شاهد يا بابا، كده خلاص ان هي مش مراتى وملهاش عندى اى حقوق زوجيه، بس عشان عمى مايزعلش مش هنفذ رسمي.
صفوت: ماشي يا بنى ولو انه مش وقته بس خلاص طلما اتفقتو علي كده.
وخلال ثلاث ايام شفي عمه وخرج من المستشفي، ذهب عمار للشركه ليبدأ العمل بها وصل الى مكتب والده، لم تكن ايثار علي مكتبها فاقترب من الباب ليدخل، واذا بها تناديه قائله: يا استاذ لو سمحت لحظه.

فالتف ونظر لها بضيق وهو يتفحصها من اعلى لاسفل قائلا: نعم عايزه ايه؟
تضايقت ايثار من نظراته قائله: حضرتك عندك معاد مع استاذ صفوت؟
عمار بلامبلاه: لاء وهدخل.

ايثار: معلش يا فندم في نظام، ممنوع الدخول بدون معاد سابق، قولى اسم حضرتك هكلمه واقوله، لو قال تدخل من غير معاد هدخلك له فور.
فاعطاها ظهر وفتح الباب ليدخل فاسرعت لتمنعه، لكنه سبقها ودخل، اقترب من مكتب والده وهي خلفه قائلا: عجبك كده البنت دى مش عايزه تدخلنى ليك؟
قالت ايثار من خلف عمار: انا اسفه جدا يا فندم دخل بدون اذن.

فنظر اليه صفوت وابتسم قائلا: معلش يا ايثار ده عمار ابني سبيه وروحى انت.
ايثار: تمام يا فندم معلش يا استاذ عمار، لو كنت قولت انك ابنه كنت دخلتك على طول عن اذنكم.
وتركتهم وذهبت قام صفوت واقترب من عمار قائلا مبتسماً: اهلا بيك في شركتك، يلا تعالي هوريك مكتبك.
اخذ عمار نفس وزفره قائلا: نرفزتنى قوى البني ادمه دى.

صفوت: بالعكس بقي لو كانت سابتك دخلت، ومجتش وراك كنت قولت دى مش عارفه شغلها، ولا ايه يا باشمهندس.
ابتسم عمارقائلا: ايه سيبك منها وريني فين مكتبي وسلمنى الشغل.
صفوت سعيدا: يلا بس اتمنى تزيد الحماسه ونشوف شغل كبير.

ربط صفوت علي كتفه وخرجا معا، واخذه الي مكتبه وكان يبعد عن مكتب صفوت بعض الشئ، لكنه كان مكتب فخم ورائع فاعجب به عمار قائلا: ايه الزوق العالى ده واضح انه معمول حاجه اسبشيال.
صفوت مبتسما: اكيد طبعا ده مكتب ابني يعني لازم يبقي احسن مكتب في الشركه.
عمار سعيدا وهو يحتضنه: ربنا ما يحرمنى منك ابدا يا سيد الكل.

صفوت سعيدا: ماشى يا اونطجى بص بقي هبعتلك الملفات اللي هتشتغل عليها، مع ايثار وهنقلها مكتبك هنا، هى موظفه شاطره جدا، مديرة مكتب وسكرتيره ملهاش زى، وعشان كده هجبهالك.
عمار رافضا: لاء انا مش عايزها دى واضح من لبسها انها قفل وانا مش ناقص، مش عايز اتعامل مع النوعيه دى تانى، كفايا اللى عملتو فيا سهيله.

صفوت عابسا: مال دى ومال دى سهيله كانت مراتك، انما دى موظفه هتشتغل معاك والمقفله دى احسن من الصيعه، دى كل اللى يهمها شغلها وبس ومش هتلاقي احسن منها، وبعدين انا مش هقعد اقنعك، انا اصلا نقلتها خلاص، يعني ملوش لزوم الكلام، ده انا ماشي هبعتهالك.
عمار غاضبا: يا بابا ما ينفعش كده ده مش نظام شغل ده.

تركه صفوت وذهب وهو يقول: اكبر بقي وبلاش دلع هبعتهالك بالشغل.
نظر عمار غاضبا: ماشي انا بقي هطفشهالك، هكرها في اليوم اللى اتولدت فيه.
لحظات واتت اليه ايثار ومعها بعض الملفات، دقت الباب ودخلت، كان عمار يجلس علي مكتبه فنظر لها بغضب ولم يتحدث، اقتربت ايثار من المكتب، وضعت الملفات علي المكتب قائله: دى المشروعات اللى بعتها استاذ صفوت لحضرتك، عشان هتبقي مسؤل عنها.
عمار غاضبا: مشروعات ايه؟

ايثار: لو تحب اشرحهم لحضرتك كلهم.
عمار مستهزأً: اشرحى امال انت جايه ليه؟
ايثار: حاضر يا فندم.
وبداءت في شرحهم ملف ملف حتى انتهت منهم جميعا، ونظرت الى عمار قائله: كده انا شرحتهم كلهم، استاذ صفوت قالى معملش لحضرتك مقابلات النهارده، علي ما تدرس الورق براحتك، وتحدد المواعيد اللى تحبها.

قل غضب عمار بعض الشئ قائلا: ماشى اطلعى اقعدى بره، وخلي الفراش يعملى قهوه علي اقراء الملفات، يمكن تكونى نسيتي حاجه او لغبطى حاجه، ما انا عارف البنات كلها مسطوله.
تضايقت ايثارقائله: براحتك يا فندم عن اذنك.

تركته وخرجت جلست علي مكتبها، وهى تشعر بالضيق من اسلوبه في التعامل معها، اخرجت بعض الكتب وبدأت تذاكر، وبعد بعض الوقت نادها عمار بجهاز النداء الالى الذى على المكتب، فدخلت له واقتربت من المكتب قائله: ايوه يا فندم في حاجه؟
عمار معنفا: في حاجات ايه السطل اللي انت فيه ده، بتقولى معلومات عن المشروع غلط.
ايثار: انا مقولتش اى معلومات غلط، انا فاهمه شغلى كويس.

فقدم لها ملف غاضبا: وده يبقي ايه انت شرحتى كلام مش مظبوط عن المشروع، زودتى كلام مش موجود.
فنظرت بالملف قائله: لو حضرتك كلفت نفسك وقلبت الورقه، كنت لقيت كل اللى قولته.
وقلبت له الصفحه واشارت علي ما قالت بيدها، فزاد غضب عمار لكنه لم يجد ما يقول، فاشر لها بالخروج، فخرجت وهى تشعر بالغضب ولكنها جلست على مكتبها وعادت الى مذكراتها، لحظات وخرج لها وهو ممسك بملف اخر قائلا: ايه الاقترحات دى مين اللى كاتبها؟

ايثار: الاستاذ صفوت هو اللى اقترح المقابلات دى لحضرتك، وتنظيم المواعيد لها من ترتيبى.
عمار غاضبا: مترتبيش حاجه تانى، انت فاهمه؟ وبعدين ايه اللى في ايدك ده، انت جايه تذاكرى هنا؟
ايثار بغضب تدرايه: معايا اذن من الاستاذ صفوت بالمذاكره في اوقات الفرغ، واحنا لسه مبداناش الشغل، وعموما لو مضايقك الموضوع ده مش هذاكر هنا تانى.

عمار غاضبا: ايوه متذاكريش هنا تانى، انت موجده هنا عشان تساعديني وبس مفهوم.
ايثار وهى تجز على اسنانها من الغضب قائله: حاضر.

ووضعت الكتب في حقيبتها عاد عمار الى مكتبه، وظل يناديها ويعنفها لاتفه الاسباب، او يخرج لها ويعنفها وهى لا ترد عليه، انتهى يوم العمل وعادت الى منزلها، وحاولت ان تنسي ماحدث كى تهداء، مرت على نسمه وكانت قد احضرت لها بعض الاشياء، كانت قد طلبتها منها، رن جرس الباب فقامت ايثار فتحت االباب، فوجدت عمار علي الباب تلاشت البسمه من على وجهه وقال غاضبا: ايه القرف ده هو انا كل ما اروح مكان الاقي في وشي؟

فتضايقت ايثار ونظرت اليه غاضبه: انا طالعه يا طنط وهبقي اجيلك وقت تانى.
وصعدت الى شقتها دون ان تنتظر ردها، فنظرت اليه نسمه وهى غاضبه: ايه قلة الزوق دى يا عمار، حد يعمل كده البنت كتر خيرها كل يوم تجبلى طلابتى عشان ولاد خالتك مش فاضين، وتكون دى الطريقه اللى نشكرها بيها.

شعر عمار بالحرج من نفسه قائلا: معلش يا خالتى اصلها بتشتغل معايا، وانا اصلا مخنوق منها ومش طايقها.
نسمه: ده مش سبب مش عايزها معاك مشيها لكن متعاملهاش كده.
تضايق عمارمن نفسه قائلا: حاضر يا خالتى عشان خاطرك بس.
نسمه: طب ياريت تراضيها وتطيب خاطرها.
عمار: حاضر بكره ان شاء الله في المكتب.

وبقيا معها لبعض الوقت وفي اليوم التالى في الشركه، نادى عمار على ايثار فدخلت له، فنظر لها قائلا: معلش متزعليش من اللى حصل امبارح عند خالتى.
ايثار: حصل خير يا فندم بخصوص الشغل في معاد مع حضرتك بعد عشر دقائق، الملف موجود قداماك ممكن تراجعه عشان تعرف المقابله عن ايه.
عمار: ماشى اتفضلى.

خرجت ايثار وجلست اتى الضيف ودخل، وبعدها خرج عمار من المكتب ونظر لها قائلا: ايثار تعالى عايزك في المكتب.
تعجبت ايثار ودخلت خلفه
عمار: بكره تيجي بدرى خلى الفراش يغير مكان المكتب عشان الشمس ضاربه في وشي، ومش عارف اركز.
ايثار: حاضر يا فندم هتيجى بكره تلقى مكانه اتغير.
عمار: تعالى قوليلى ايه الدوسيهات دى وايه المكتوب فيها.
ايثار: حاضر يا فندم.

جلس على مكتبه وشرحت له كل ما بالدوسيهات وبعد ان انتهت قالت: اى اوامر تانيه يا فندم.
عمار عابسا: لاء شوفى وراكى ايه، وخلى الفراش يبعتلى قهوه وياريت متتاخرش زى امبارح.
ايثار: حاضر يافندم.
عمار بزهق: ايه حاضر يا فندم دى زهقتيني يا شيخه.
فهزت راسها دون كلام وخرجت.

ومر اسبوع وهو يتعامل معها معامله سيئه، لكنها لم تشتكى لانها لاتريد اغضاب صفوت، وكان لديها اختبار وتريد الذهاب فدخلت، له لتستاذن منه قدمت له ورقه قائله: ده اذن عشان اخرج عندى امتحان وعبير هتكمل مكانى لاخر اليوم، انا نظمت لها المواعيد وكل حاجه جاهزه.
عمار رافضا: مفيش خروج لما انت لسه بتتعلمى جايه تشتغلى ليه؟اتفضلى شوفى شغلك.

ايثار غاضبه: مش من حقك اصلا ترفض، انا واخده اذن من عم صفوت، وانا جيت استاذن منك بس احترما ليك (وضعت ورقه اخرى علي الكتب ) ودى استقاله امضي اللى يعجبك فيهم عن اذنك.
وتركته وذهبت وهى غاضبه اخذ عمار الورقه وخرج خلفها بغضب، لكنه لم يجدها فعاد الى مكتبه وهو يتوعدها قائلا: ماشى يا ايثار انا هعلمك الادب.
بعد انتهى عمار من العمل ذهب الى والده في مكتبه
عمار مازحا: بابا حبيبي وحشنى.

صفوت مبتسما: شكلك وراك حاجه قول.
عمار ضاحكاً: ايه ده هو انا مفقوس قوى كده، عموما هى مش حاجه وحشه، انا عايز اشكرك على ايثار، موظفه دؤبه وشاطره ملهاش زى فعلا، بس عندى سؤال هى متعينه ازى وهى لسه مخلصتش تعليم؟
صفوت: ماهى بنت مدير مكتبي القديم وصاحبى الله يرحمه، وانا بحبها زى بنتى لان الراجل ده له دين في رقبتى.
عمار متعجباً: دين ايه ده يعنى؟

صفوت: انقذ حياتى مره ومن وقتها واحنا اصحاب المهم بتسال ليه؟
عمار: كنت عايز اعرف بس اكمنها خرجت بدرى عشان الامتحان بتعها، وكمان عارف ان عمى صارم قوى فقبل ده ازى؟
صفوت: انت بتسال في حجات غريبه، انا اللى معينها وانا اللى بقبضها استسناء وعمك قبل بيها على كده.
عمار ماكرا: جميل طب ايه رايك بما انها بتشتغل معايا تخليني انا اللى اقبضها كل شهر؟

صفوت: وماله يعني انت هتسرق حقها ماشى ياعم من الشهر ده هتقبضها انت.
عمار بابتسامة نصر في عقله: وقعتى تحت ايدى يا ايثار هتشوفي ايام سوده.
وخرج هو ووالده وفي اليوم التالى دخل المكتب وهو مبتسم، جلس علي مكتبه ونادى على ايثار، فدخلت له ووقفت دون كلام، فنظر بابتسامه ماكره قائلا: انا وافقت علي الاذن بس هخصمه من مرتبك.

ايثار عابسه: اللى يريحك يا فندم اى اوامر تانيه؟
عمار مبتسما: ايوه خدى الورق ده اطبعيه كله، وهاتيه واه اعملى حسابك هتروحى متاخر النهارده، عندنا شغل كتير مفهوم.
اخذت ايثار نفس وزفرته قائله: مفهوم.
واخذت الورق وخرجت طبعته كله، ودخلت ادخلته وضعته على المكتب قائله: الورق اهو طبعته.
فنظر به قائلا: لاء عيديه تانى بخط اكبر، وبعد كده اى حاجه تتطبع بخط كبير من غير ما اقول.

شعرت ايثار بغضب لكنها خرجت دون كلام، جلس هو سعيد يشعر بزهو الانتصار عليها،
وظل علي هذا الحال حتى اتى موعد القبض، دخلت لتستاذن منه قائله: استاذن حضرتك هروح للاستاذ صفوت.
عمار: ليه؟
ايثار متضايقه: ممكن تبقي تساله عن اذنك.
عمار مبتسما: اه نسيت اقولك مرتبك معايا من الشهر ده، انا اللى هقبضك فكرينى قبل ما نروح ادهولك.

تضايقت ايثار جدا وقالت غاضبه: انا مش هفكرك، عايز تجبهم جبهم، مش عايز مش مسامحه فيهم.
وتركته وخرجت وامتلاءت عينها بالدموع، جلست علي مكتبها تكمل عملها، شعر عمار بالضيق من ما فعله فخرج وقف بجوار مكتبها، وضع لها ظرف به المرتب قائلا: مرتبك اهو وملوش لزوم كلامك البايخ ده انا مش هاكل حقك.

لم تجبه ولا حتى نظرت عليه، ظلت تعمل كما هى، ترك الظرف علي المكتب وعاد الى مكتبه
وهو غاضب، يشعر بالضيق بدلا من الفرح بانتصاره عليها، وبعد انتهاء العمل قرر المرور علي خالته، فخرج مبكرا ولم يتاخر كاكل يوم، قابل والده فنزلا معا وقبل ان يركب عمار السياره قال له صفوت: صحيح لما تتاخر ابقي خد معاك ايثار وصلها، متسبهاش تروح لوحدها عيب انت راجل، وميفوتكش حاجه زى كده.
عمار غاضبا: هى اشتكتلك ولا ايه؟

صفوت: لاء هى عمرها ما هتشتكى، انا عارف ايثار كويس بس انا قابلتها امبارح وهى مروحه متاخره، واتضيقت منك فقولت اكلمك ونسيت لما رجعت البيت.
عمار بعدم تصديق: اشتكت مشتكتش ده شغلها ولازم تتحمله.
صفوت عابسا: عمار متضايقش البنت عيب، دى ابوها سيبها ليا امانه انت فاهم.
عمار: ماشى حاضر.

ركب والده السياره وذهب ركب عمار هو الاخر السياره وذهب الى خالته وجلس معها
نسمه: قولى اخبارك ابنك ايه؟
عمار سعيدا: واد زى العسل، بحب العب معاه كل يوم لما اروح.
نسمه: ربنا يهدى امه وترجعو لبعض.

عمار رافضا: لاء خلاص انا معنديش استعداد ارجع للقرف ده تانى، دى كرهتنى في كل الستات بقولك شوفي سيره تانيه.
نسمه: خلاص متزعلش قولى ايثار عمله ايه معاك في الشغل؟
عمار متعجبا: كويسه انما بتسالى ليه؟

نسمه: شكلها خاسس اليومين دول خالص، وكل ما اطلع الاقيها سهرانه بتذاكر، صعبت عليا دى مسكينه.
تضايق عمارقائلا: طيب هبقى اخف عنها الشغل شويه.
نسمه: ربنا يكرمك يا حبيبى يارب.
عمار: طب انا ماشى بقى عن اذنك.

خرج عمار وهو يشعر بالضيق من نفسه لما فعله معها، وفكر ان يصعد اليها ويحاول ان يكلمها، تردد لحظات لكنه صعد دخل السطح لكنه لم يجدها، ووجد الغرفه مغلقه بداء يلف في السطح، حتي وقف فى مكان لا يظهر منه للغرفه، اتت توتا ودقت باب غرفتها، ففتحت لها وهى تقف داخل الغرفه، لكنه كان يرها دون ان تراه، ولفت نظره جسدها الرشيق وشعرها المنسدل خلف ظهرها، فهى ترتدى بادى وبنطال ضيق، ظل ينظر عليها ويتابعها وهي تتحدث مع توتا
ايثار: اسبقيني هغير واجى وراكى.

توتا: طب يلا بسرعه انا هموت من الجوع وتيتا مش راضيه تخليني اكل الا لما تيجى.
ايثار: طب اقولك هلبس الاسدال واجى معاكى استنى.
ارتدت الاسدال واغلقت الغرفه، وذهبت معها، كان عمار مزال مكانه، يقف يشعر بالاستياء منها قائلا في عقله: ايه البنى ادمه التفصه دى راحه تاكل عند الست الغلبانه اللى بتجرى علي اليتيمه وانا اللى كنت حاسس بالذنب ناحيتها.

ثم نزل الى خالته وهو متضايق ونظر لها قائلا: شوفتى اللى بتقولى عليها طيبه راحه تاكل عند الست الغلبانه دى واحده عديمة الاحساس.
نسمه بغضب: قبل ما تحكم على حد اسال الاول افهم يا استاذ.
عمار بضيق: افهم ايه بس دى تستاهل الحرق.
نسمه بغضب: لاء طبعا دى هى اللي بتصرف عليها هى وتوتا من يوم ما جت وهى اتفقت معها تجيب لها الاكل وهى تعمله وتاكل معاهم فهمت بقا وبعدين انت ايه اللى طلعك فوق؟

عمار بضيق من نفسه: تقصدى ان الاكل ده بفلوسها هى مش علي حساب الحاجه.
نسمه بغضب: ايوه وكل شويه تجيب لهم لبس وتاخد البنت تفسحها وتخرجها ربنا يبارك لها مرعيها كانها اختها.
عمار بضيق وغضب: ايوه انا ماشي انا غلطان اصلا انى طلعت عن اذنك.

خرج مسرعا وهو يشعر بالغضب والاستياء من نفسه وتذكر انه قد خصم مبلغ كبير من راتبها كى يعاقبها، وهى حتى لم تساله عنه، ظل غاضب ومتضايق حتى اليوم التالى في الصباح بعد ان ذهب الى الشركه خرج اعطها ظرف به بعض النقود قائلا: دى مكفاءه عشان انت مهتمه بشغلك.
ايثار دون ان تنظر لها: شكر.

عمار عابسا: ولو عايزه تذاكرى في وقت الراحه ابقى ذاكرى مش امنعك ولما اتاخر بالليل هبقا اوصلك.
ايثار عابسه: متشكره انا ملتزمه بالاومر وهبقا اذاكر في بيتي ومش عايزه حد يوصلنى انا بعرف اروح لوحدى.
عمار غاضبا: انت حره بس بابا هو اللى قال.
ايثار: هبقا اكلمه واشرحله الموضوع وهو مش هيزعل.
عمار غاضبا: اتفلقي انا رايح اشوف شغلى.

ودخل مكتبه وهو متضايق من ردودها عليه قائلا لنفسه: انا غلطان انى فكرت اعاملها عدل دى مينفعش معها الا كده.
وبعد مرور شهر اخر علي نفس الحال اتي محمود الي مكتب عمار نظر الي ايثار قائلا: تعالي معايا جوا لعمار بسرعه.
قامت ودخلت معه وقفت خلفه وقف عمار ونظر له قائلا: في حاجه يا عمي؟
محمود: روح المطار دلوقتي انت وايثار، استقبلو الوفد بتاع الشركه الالمانيه، وصلوهم الفندق وتعالو بسرعه، قبل معاد مازن الهورى
عمار: حاضر بس ايه لازمة ايثار؟

محمود: هي اللي هترجم لك كلامهم، يلا بسرعه عشان الناس دي مش بتحب التاخير في الموعيد.
عمار: حاضر هنتحرك حالا.
محمود: في عربيه هتكون في المطار هتاخدهم لحد الفندق، ايثار عارفه اسم الفندق وانت اكيد عارف كل تفصيل الشغل اللي معاهم.
خرج محمود وتركهم خرجت ايثار خلفه، تنتظر خروج عمار لحظات وخرج، نظر لها غاضبا: تعالي يلا عشان منتاخرش.

تحركا الاثنان بسرعه كان عمار غاضب جدا من ذهابها معه، ولكنه لم يرد ان يخبر عمه ركب سيارته وجلست هى الي جواره، تحرك بسرعه، لكنه من شدة غضبه لم يرى انه قد اخطاء الطريق.
فقالت ايثار: استاذ عمار حضرتك كده ماشي في طريق غلط.
فنظر لها عمار غاضبا: ملكيش دعوه ده طريق مختصر انتي ليكي انك توصلي وبس مفهوم.

ايثار عابسه: بس الطريق ده مليان حرميه وقطاعين طرق.
عمار ساخرا: هو انت شايفني عيل سيس، متخفيش حتي لو طلع علينا حرميه، انا معايا مسدس هضربهم بيه.
تضايقت ايثار ولكنها صمتت قام عمار بتشغيل المسجل وبداء عمرو دياب يغني (وماله لو ليله تهنا بعيد وسبنا كل الناس انا يا حبيبي حاسس بحب جديد مليني ده الاحساس... ).

ايثار في عقلها: يلا بجملة نتوه هو انت حاسس بحاجه، المهم ربنا يستر لاء ورايق قوي وعمال يغني مع الاغنيه.
لاحظ عمار ضيقها فشعر بالانتصار واندمج معها اكثر فهو كان يمثل الاندماج فيها ليضايق ايثار، واذا ببعض الرجال الضخام ظهرو امام السياره فاوقف عمار السياره بفزع واذا بهم قد حوطوها من كل جانب وهم يحملون الاسلحه البيضاء
احد الرجال بصوت اجش: انزل ياض من العربيه بسرعه سبها هي والبنت اللي معاك.

 

تااابع ◄