رواية لست مميزاً الفصل السابع
نظر لهم عمارغاضبا: مش هنزل ياكلب انت وهو.
ووضع يده علي المسدس ليمسكه، فزعت ايثار ونظرت اليه قائله: سيب المسدس هيقتلوك وياخدو العربيه، اللي واقف هناك ده معه رشاش.
عمار وهو ينظر لها غاضبا: اموت بس مسبش لهم عربيتي ولا اسيبك لهم، ليه هو انتي شيفاني ايه قدامك.
فكرت ايثارقائله: اسمع بس دول لازم نتعامل معاهم بالحيله مش بالمواجه، احنا هنعمل اننا هنسلم نفسنا وبره نضربهم ونجرى بالعربيه.
عمار ساخرا: انت اللي هتضربيهم بقي ولا انا؟
ايثار عابسه: من غير تريقه انا معايا الحزام الاسود في الكراتيه، واعرف اتعامل مع امثلهم كويس، بس انت متتهورش ممكن.
عمار عابسا: ماشي بس اول ما نلاهيهم نجرى بالعربيه بسرعه.
احد الرجال من الخارج غاضبا: انت هتنزلو ولا ننزلكو احنا بطريقتنا.
فتحت ايثار الباب وخرجت قائله: انا خرجت اهو محدش يقرب انا معيش حاجه اهو.
ورفعت ايديها للاعلي اخذ عمار المسدس واخفاه في جيبه، ونزل هو الاخر وهو يرفع يديه امام وجهه قائلا: انا نزلت اهو سيبونا بقي وخدو العربيه.
فنظر اليه احد الرجال متفحصه قائلا: لا يا حبيبي ده انت حلوه وتلزمنا، احنا شكل ليلتنا النهارده اخر روقان.
نظرت ايثار يمينا ويسارا تفكر في طريقه للهرب، ثم تصنعت الرعب وانها تقع علي الارض صارخه: حرام عليكو متأزونيش حرام عليكو.
اقتربت من الارض وملاءت يديها بالتراب، والقت بهم بتجاه عمار فاغمض عينيه من التراب، وهجمت عليهم تضربهم جميعا ببعض حركات الكارتيه، كان عمار يقف مغمض عينيه لا يرى شئ من التراب، ولكن يسمع صوت ضرب ووقوع البعض علي الارض واذا بها تقول له: اركب العربيه بسرعه وارجع لورى.
عمار غاضبا: انت غبيه بترمي التراب عليا بدل الحرميه؟
ايثار: مكنش قصدي يلا اركب العربيه بسرعه قبل ما يقومو،
عمار وهو يمسح عينيه من التراب: انت فين انا مش شايف حاجه من التراب .
ايثار: انت جنب العربيه اركبها بسرعه، وهتلاقيني جوها.
فتح عينيه بصعوبه وتحرك نحو السياره وركبها وجد ايثار بها نظرت له قائله: ارجع لوره بسرعه وانا هقولك نخرج من الطرق ده ازي.
تحرك عمار بالسياره وهو في زهول، وبالفعل دلته علي الطريق حتي خرجو ووصلو الي الطريق الصحيح، ظل عمار صامت يشعر بحرج شديد، فهو السبب فيما حدث وهي من انقذتهم وهو ايضا لا يفهم كيف فعلت ذلك، فاوقف السياره ونظر لها قائلا: ممكن افهم انت عملتي ده ازي ومنين عرفتي الطرق ده؟
ايثار متردده: مشينا فيه انا وبابا مره قبل كده، بس كنا في وقت بدرى عن كده، ومكنش فيه حرميه واللي عملته كله حركات كراتيه اتعلمتها.
لم يصدقهاعمار قائلا: يعني ازي تضربي كل الفحول دول ليه سوبرومن سيتك.
ايثار متردده: انا استعملت طرق في الكارتيه اتعلمتها، انك لما يكون قدامك شخص ضخم، تضربه في الاماكن القاتله، فيقع بسرعه بس ممكن يفوق تاني بسرعه، عشان كده قولتلك ارجع لورى عشان علي ما يفوقو نكون احنا بعدنا وبقينا في الامان.
لم يقتنع عمار لكنه تجاهل الامر قائلا: ماشي هصدق الكلام الفاضي ده، المهم متشكر عشان انقذتيني رغم اني انا السبب، ورغم اسلوبي معاك الوحش من يوم ما جيتي اشتغلتي معايا.
ايثار: مفيش داعي للشكر حضرتك ابن عم صفوت، وانت متعرفش انا بحبه قد ايه، انا بعتبره زى والدى بالظبط، لو ده مايضيقاش يعني.
عمار مبتسماً: لاء مايديقنيش ولا حاجه وانا بعتذر عن اسلوبي الوحش، وايه رائيك نفتح صفحه جديده، وننسي كل اللي فات.
ايثار مبتسمه: اعتبره اتنسي خلاص بس يلا بسرعه، عشان اتاخرنا علي الناس في المطار.
تذكر عمار قائلا: ياخبر انا نسيت.
تحرك بالسياره بسرعه ووصلا المطار، واخذا الضيوف واوصلوهم الي الفندق، وخرجا معا وركبا السياره ليعودا الي الشركه نظر لها عمار نظرة اعجاب قائلا: انتي شاطره قوي في اللغه الالماني برافو عليكي.
ايثارفى خجل: شكرا ليك بس انا بحب اطقن كل حاجه اتعملها.
فقال عمار مزحا: تتطقني.. ماشي يا ستي يلا بينا.
تحرك بالسياره واشغل المسجل مره اخرى، علي نفس الاغنيه فانزعجت ايثار قائله: الاغنيه دي تاني حرام هو عمرو هيعمل فينا ايه؟
فضحك عمار جدا وغير الاغنيه الي اغنية (قالك ندم عيب الكلام ده خلاص قدم ده انا اللي قولته علي يوم بعدنا لو جه في خيالك تتصدم) وبدأ يندمج مع الاغنيه، واذا بثلاث فتيات كاد عمار يصدمهن، لولا انه اوقف السياره في اخر لحظه، ارتطمت ايثار بالزوجاج غاضبه: لاء كده كتير ماينفعش ده عمرو كده بيسطعبت.
فعلت ضحكات عمار قائلا: بصراحه عندك حق بس ايه ده، في حد بيبقي لذيذ كده في وقت الغضب؟
ارتبكت ايثار قائله: انا مقصدتش انا بس اتضيقت من الاغاني
عمار مبتسماً: انا اسف مش هشغل اغاني تاني وانا سايق، هشغلهم في المكتب بس.
فنظرت عليه بتعجب ونظرت الي الجه الاخرى، وتحرك بالسياره وهو مبتسم.
عادا الاثنان الى الشركه دخل عمار مكتبه، لحظات دقت ايثار الباب ودخلت قائله: في دوسيه علي المكتب فيه كل شئ يخص مازن الهوارى.
عمار وهو يقلب فيه قائلا: تمام هشوفه على ما يجى.
خرجت ايثار وبعد لحظات اتى مازن الهوارى وكان غاضب جدا فادخلته ايثار لعمار وقف عمار واشار له بالجلوس قائلا: اهلا وسهلا يا مازن بيه اتفضل.
مازن غاضبا: انا مش جاى عشان اتفضل، انا عايز افهم ايه اللى حصل ده وليه؟
لم يفهم عمار قصده قائلا: طب ممكن توضح كلامك؟
مازن غاضبا: يعنى ايه العملا بتوع المانيا بعد ما يتفقو معايا، تقدمو لهم عرض ارخص، من امتى واحنا بنضرب بعض في السوق؟
عمار عابسا: الكلام ده غير صحيح، اللى حصل ان الشركه بعتت لنا وطلبت عرضنا، واحنا بعتنا مش اكتر، وبعدين من امتى واحنا بنعمل كده مع حد؟!
وقف مازن غاضبا وقال مستهزاء: انت يظهر ماتعرفش عمك ووسخته وعموما انا غلطان اصلا انى جتلك.
وقف عمار غاضبا: اتكلم بادب عن عمى مايصحش كده احترم نفسك.
تركه مازن وخرج غاضبا وهو يقول: انت باين عليك مش فاهم حاجه، وانا غبى انى فكرت ان الكلام ينفع معاكو، بس انا مش هسيب حق شركتى اللى هتضيع.
اسرع عمار ليلحق به، لكنه كان اسرع وركب المصعد، فتركه وذهب الى عمه ودخل له وساله غاضبا: عمى هو الكلام اللى قالو مازن الهوارى صح؟
محمود: اسمع يا عمار التجاره شطاره، واللى تغلب به العب به، والناس لما شافو عرضنا جولنا، يبقى خلاص ده حقنا ويلا روح شوف شغلك.
عمار غاضبا: يعنى الراجل كان عنده حق واحنا ظلمناه؟
محمود غاضبا: ده مش ظلم ده اسمه شطاره وذكاء، مش ظلم انت لسه صغير ومش فاهم حاجه، بكره تتعلم كل شئ.
عمار غاضبا: وانا مش هكمل مع الشركه دى.
محمود: خلاص ماشى سيب الموضوع عليا وانا هكمله.
فنظر له عمار بغضب وخرج وهو غاضب وعاد الى مكتبه، لاحظت ايثار غضبه فظلت علي مكتبها ولم تقترب منه، وبعد انتهاء العمل عادت الى منزلها، مرت على الجده هى وتوتا وتناولت معهم الطعام، وصعدت الى السطح فوجدت عمار يقف بجوار السور، ويبدو عليه الغضب.
فنظرت اليه ايثار وقالت متعجبه: في حاجه يا استاذ عمار؟
فالتف عمار ونظر لها قائلا: لاء انا كنت عند خالتى وقولت اطلع اقف في الهوه شويه، المكان هنا فى هوى جميل.
ايثار وهى تشعر بالحرج: فعلا المكان هنا فى هوه جميل.
ابتسم عمار قائلا: ممكن اقعد شويه هنا في الهوا؟
ايثار: اكيد طبعا اتفضل الشيزلونج ده مريح.
وكانت تشير على كرسى بجواره اشبه بالاريكه
عمار مبتسما، : متشكر ممكن اطلب فنجان قهوه؟
ايثار: حاضر يا فندم هدخل اعمله لحضرتك.
جلس هو على الكرسى ودخلت هى الغرفه اعدت القهوه وخرجت وضعتها له قائله: اتفضل القهوه.
اخذها وبدأ يرتشفها قائلا: حلوه قوى القوه دى واضح انه بن نضيف.
ايثار: فعلا انا اعرف مطحنه بتعمل البن جميل.
عمار: وانت كمان زبطه الفنجان عموما متشكر.
اتت توتا وتحضرت طبق به بعض الحلوى قائله: جبتلك الحلويات يا ابله عشان سبتيهم ومشيتى.
اخذت ايثار الطبق قائله مبتسمه: شكرا يا توتا تعالى كلى معايا.
توتا، : لا هنزل اتفرج مع تيتا الفيلم قرب يخلص سلام.
اعطت الطبق ل ايثار وتركتهم وذهبت مسرعه، وضعت ايثار الطبق امام عمار قائله: اتفضل حلويات تيتا بقا ملهاش حل.
عمار: شكلها باين بس انا لسه متغدتش ممكن اطلب دلفيرى واكل هنا؟
شعرت ايثار بالحرج الشديد فهى تخاف علي سمعتها من ان يره احد ففكرت قائله: طب انا عندى اكل دقيقه واحده اسخنه واجيبه لحضرتك.
ودخلت مسرعه قبل ان يجيب عمار، اسند عمار راسه علي ظهر الكرسى، واغمض عينيه لحظات وخرجت ايثار ووضعت له الطعام قائله: اتفضل هدخل اعملك شاى على ما تخلص عن اذنك.
فهز عمار راسه قائلا: متشكر ليكى ولتعبك.
تركته ايثار ودخلت تعد الشاى، وبدأ هو فى تناول الطعام وهو يتذكر موقف بينه وبين سهيله كانه يراه.
عمار متعب ومرهق: وحشتيني حبيبتي.
سهيله عابسه: طيب.
نفخ عمار قائلا: طيب يعنى بعد كل فترة الغياب وتقوليلي طيب موحشتكيش ولا ايه.
سهيله وهى تتصنع الابسامه: طبعا وحشتنى عايز ايه دلوقتى.
عمار عابسا: مش عايز حاجه متشكر، خلى دادا تعملى طفح عايز اكل مكلتش من الصبح.
نفخت بزهق قائله: اوف بقى دادا نامت هروح اعمل انا واجى.
وتركته وذهبت وعادت ومعها سنيه عليها خبز وبعض الجبن وضعتها امامه غاضبه: اتفضل الاكل اهو عايز حاجه تانى ولا اروح اتخمد؟
عمار غاضبا: ايه المعامله الزفت دى هو انا بشحت منك، انا جوزك وده حقي، وحقى كمان انك تقعدى معايا وتنامى جنبى.
سهيله عابسه: اوف انا راجعه من الكليه تعبانه، وعندى كليه تانى الصبح يعنى بدل ماتقدر تعبى عمال تطلب حجات.
عمار غاضبا: انت مش قولتى انك زهقانه من عدم وجودى، ادينى جيت اتكلمى كويس.
سهيله ببرود: اه فهمت (واخذت نفس وزفرته بزهق) حاضر هستنى لما تخلص اكل بس اسرع شويه.
عمار غاضبا: متشكر قوى على كرمك، مش عايز منك حاجه، انا اصلا غلطان انى جيت، قولت افسحك عشان عيد ميلادك.
سهيله عابسه: ايه الكلام الفاضى ده انت عايزنا نخش جهنم عشان كلام فاضي.
عمار غاضبا: اللى انت بتعمليه ده اللى ممكن يوديكى جهنم، انا ليا حقوق يا هانم وانت مش بتهتمي بيا ولا بتدهانى.
خلعت سهيله الحجاب من على راسها، والقت به على السرير وجلست قائله: عايز حقوقك اتفضل مش ناقصه ذنوب هى يلا يا سيدى.
عمار غاضبا وهو يشعربالقرف: مش عايز منك حاجه، كفايا قلبت وشك اللى مقبلانى بيها.
فقامت سيهله وتحركت نحو الباب قائله: انت اللى مش عايز، متجيش تقول بقا انى انا اللى رفضت، حاجه تقصر العمر.
ازداد غضب عمار قائلا: انت كمان اللى متضايقه انا غلطان انى جيت اصلا.
اخذ عمار نفس وزفره بحزن ونظر ناحية غرفة ايثار قائلا لنفسه: كلكو زى بعض جايبالى الاكل ومسخناه ومزوقاه، لكن لما تتجوزى هتعملى جوزك زى سهيله بالظبط، معرفش دين ايه اللى بتتمسحو فيه انتو اساءه للدين اصلا.
اكمل طعامه اتت ايثار وضعت له الشاى وكوب من الماء قائله: حضرتك عايز حاجه تانيه؟
اخذ عمار كوب الماء شربه وقام قائلا: لاء شكرا انا شبعت اصلا ومعلش مش هشرب الشاى عن اذنك.
خرج عمار وهو غاضب فتذكره لسهيله زاد من وغضبه، رفعت ايثار بقايا الطعام ودخلت الى الداخل، وفي اليوم التالى فى الشركه كان عمار غاضب طوال الوقت، ولا يتحدث الا باقل القليل، وظل على هذا الحال لمدة اسبوعين، كانت ايثار تتجنبه تماما ولا تتحدث في اى شئ، تفعل ما يطلبه فقط، انتهى وقت العمل بالشركه وخرجت ايثار، مرت علي صفوت سلمت عليه وجلست معه بعض الوقت وخرجت، نزلت وقبل ان تخرج من الشركه هجم بعض البلطجيه على الشركه، وبدأو بضرب رجال الامن وتكسير السيارات وهجمو علي سيارة عمار، كان هو بالدخال وامسك بمسدسه واخرج يده من نافذة السياره وضرب بعض الرصاص في الهواء، فضرب احد الرجال يده بعصى غليظه فوقع المسدس من يده وجزبه من داخل السياره وتجمعو جميعا حوله، وبدأو جميعا الضرب فيه، وهو يحاول ان يدافع عن نفسه ويحاول ضربهم، كان كل رجال الامن اما واقع فاقد للوعى من شدة الضرب او مصاب لا يستطيع الحركه...
فكرت ايثار بسرعه واخذت المسدس، وركبت السياره وتحركت بها للخلف، وهى تنظر جيدا حتى لا تدهس احد المصابين من الامن، وتحركت بها بسرعه نحو الرجال وبدأت فى اطلاق النار عليهم، فاصابت احدهم فى قدمه فهرع اخر لايقاف السياره، ووقف امامها فدهسته والتفت بالسياره من الجه الاخرى، فجرى رجلين منهم نحو السياره لضربها، فاستطاع عمار التخلص من كثرتهم حوله وجرى منهم وهم يحاولو اللحاق بها، فاسرعت ايثار اليه بالسياره، واطلقت رصاصه على احد الرجال واصابته فى ذراعه، فامسك ذراعه قائلا بصوت عالى: يلا كفايا كده اسندو بعض ويلا بسرعه احنا مش هنموت هنا.
رجل اخر: طب والود اللى انداس ده؟
الرجل: سيبو هو ونصيبه يلا بسرعه زمان البوليس جاى.
فابتعد كل الرجال واسرعو بالهروب فاسرعت ايثار بالسياره لتلحق عمار، الذى كان يجرى فاقصى طاقه له، فاسرعت وتوقفت امامه فكاد يرتطم بها ونظرت له قائله: اركب بسرعه.
وفتحت الباب ونزلت فاسرع هو متحاملا على نفسه وركب السياره، جلس على كرسى القياده وركبت هى الى جواره وتحرك بالسياره مبتعد عنهم، كان الدم يسيل من وجهه ويجذ على اسنانه من الالم فكل جسده مصاب، فنظرت اليه ايثار قائله: اطلع علي اقرب مستشفي بسرعه.
فاوقف عمار السياره ونظر لها غاضبا: انت مجنونه كان مكنتيش عارفه تنادى عليا، بدل ماتقفى قدامى كده، واتخبط في العربيه انت بتعرفي تسوقى اصلا؟
ايثار محرجه: ايوه بعرف بابا عملنى علي عربية عم صفوت، وكمان انا كنت بحاول اساعدك، وعموما انا اسفه، بس يلا روح اقرب مستشفي وبعدين اتخانق براحتك.
فنظر لها عمار بتعجب واخذ نفس وزفره، وتحرك بالسياره وذهب الى اقرب مستشفي، كان صفوت ومحمود قد نزلا على صوت الضرب، ورءايا السياره وهى تتحرك وبها عمار، اقترب محمود من بعض رجال الامن الملقين على الارض، للاطمأنان عليهم وامسك صفوت هاتفه يحاول الاتصال بعمار، لكنه لم يجيب، فاتصل بالشرطه وابلغهم بالامر، وطلب الاسعاف ايضا، ثم طلب عمار مره اخرى لكنه لم يجيب، فاتصل بايثار فاجابت قائله: ايوه ياعم صفوت.
صفوت بقلق شديد: عمار مش بيرد عليا ليه؟
ايثار: معلش نسي التليفون في العربيه، هو كويس الحمد لله الدكتور كشف عليه وقال كلها كدمات مفيش كسور.
صفوت: الحمد لله طمنتيني ربنا يطمن قلبك، طب خلصو وتعالو على الشركه، عشان البوليس هيجي يحقق ويشوف مين اللى عمل كده وليه.
ايثار: حاضر يا عمى صفوت اول ما يخلص الدكتور تغير علي الجروح هنيجى.
انهى معها صلوت المكالمه واتجه الي محمود قائلا: عرفت حاجه من الرجاله دول مين او عملو كده ليه.
محمود متهربا: لما تيجى الشرطه هنعرف.
تركه محمود وذهب يتفقد باقى المصابين، شعر صفوت ان هناك امر يخفيه عنه محمود او انه يعرف الفاعل، اتت الشرطه وبداءت التحقيق وامسكت احد البلطجيه، كان مصاب في كلتا قدميه، فقد داسته ايثار بالسياره، فاقترب الضابط من محمود وصفوت قائلا: الواضح ان الشخص اللى بعتهم كان عايز ينتقم منكم وخصوصا عمار.
صفوت غاضباً: ومين الكلب ده وليه عمل كده.
وصل عمار هو وايثار واقتربو منهم.
عمار قلقا: عرفتو مين اللى عمل كده وليه؟
الضابط: البلطجى اللى مسكناه قال انه واحد راجل هو اللى طلب منهم ده.
ووصف لهم الضابط ملامحه من كلام البلطجى فقال عمار: ده مازن الهوارى.
الضابط: انتو تعرفو؟
فنظر عمار وصفوت الى محمود الذى تكلم ببرود قائلا: ايوه ده منافس لينا ومتغاظ منا عشان اخدنا منه ثفقه مهمه بس متوقعتش انها توصل للبلطجه.
كان عمار وصفوت ينظران له بغضب شديد ولكنهم فضلو السكوت حتى انتهاء التحقيق، اتت سيارة الاسعاف واخذت المصابين وانتهى التحقيق وذهبت الشرطه هى الاخرى، لاستكمال الاجراءت في القسم، نظر صفوت الى محمود قائلا: عجبك اللى عملتو ده، اهو ابنى كان هيروح فيها مكنش له لزوم اللى عملته.
محمود عابسا: بقولك ايه اللى حصل حصل، وبعدين هو اللى غبي استفاد ايه من اللى عمله اديه هيتحبس.
عمار غاضبا: هو عنده حق ومحدش هيلوم عليه، وعلى فكره اصغر محامى هيطلعه منها.
اكمل صفوت غاضبا: يعنى لو كان ابنى راح لقدر الله، ما كنتش هياخد حاجه وكل ده عشان سفقه.
تركهم محمود وهو غاضب قائلا: يوه بلاش قرف بقي، اللى حصل حصل خلاص، وربنا نجا ابنك يعنى تحمد ربنا وخلاص، وبعدين دى شركتى وانا حر فيها.
وتركهم وذهب دون ان يلتفت لهم، وقف عمار غاضب جدا يقول: عجبك اللى احنا فيه ده انت السبب يا بابا، من زمان اقولك خليه يكتبلك ورق بحقك في الشركه، وانت مكبر دماغك واهى النتيجه بيتحكم فينا بفلوسنا.
صفوت غاضبا: مكنتش متخيل ان اخويا يعمل كده، وعموما انا هتكلم معاه، يلا تعالى معايا علي البيت عشان ترتاح.
عمار غاضبا: لاء انا مش راجع البيت ده تانى.
ايثار باحراج: طب عن اذنكم انا هروح.
عمار غاضبا: استنى انت راحه فين؟
ايثار مرتبكه: هروح.
عمار رافضا: لاء طبعا استنى اما اوصلك الوقت متاخر.
اغمضت ايثار عينها وفتحتهم وزفرت قائلا: خضتنى حرام عليك افتكرت في حاجه.
عمار: ماهو ما ينفعش تروحى لوحدك والدنيا ليل.
ايثار: بس انت تعبان ومحتاج تروح ترتاح، وانا هعرف اتصرف متقلقش عليا.
صفوت: لاء يا بنتى هو بيتكلم صح، مينفعش تروحى لوحدك فى وقت متاخر زى ده، وانت كمان يا عمار انت تعبان روح انت وانا هوصلها.
عمار: لاء انا مش هرجع على الفيلا تانى، انا هروك عند خالتى انا متضايق، ومش عايز اتخانق تانى مع عمى.
صفوت عابسا: يعنى ايه مش هترجع ده بيتك.
عمار غاضبا: بيتى منين انت مش سايب كل حاجه باسمه، وسيابه يتحكم فينا وكاننا بنشتغل عنده، انا مقبلش اللى هو بيعمله ده، انا هروح عند خالتى.
صفوت عابسا: يابنى عمك عارف كل ده وعمره ما نكره، بس هو عصبى شويه ولما يهدى...
قاطعه عمار غاضبا: خلاص يا بابا لما يبقى يهدى ابقى ارجع عن اذنك.
صفوت مستسلاما: طب يا بنى ابقى كلمنى طمنى عليك.
عمار: حاضر يا بابا يلا يا ايثار اركبى العربيه خلينا نمشى.
ركب هو وايثار وتحركا بالسياره، وركب صفوت هو الاخر وعاد الى منزله، وصلا عمار وايثار الى منزل خالته، صعد هو الى شقة خالته فتحت له وعندما راته فزعت من منظره قائله: يا حبيبي يا بنى ايه اللى عمل فيك كده؟
عمار مبتسما: الحمد لله يا خالتى انا بخير ينفع ادخل اقعد عندك يومين كده؟
نسمه: اكيد يا حبيبي ده بيتك تعالى، ادخل نام في اوضة سماح، ماهى من ساعت ما اتجوزت واضوتها فاضيه، بس قولى ايه اللى حصل لك ده ومين اللى عمل كده؟
دخلا معا احد الغرف وجلسا على طرف السرير، وقص عليها عمار كل ما حدث فنظرت اليه قائله: الحمد لله انك نجيت من ادهم، اكيد عمك عمل فى الراجل ده بلاوى انا عارفه الله يسامحه.
عمار: الحمد لله بس انا دلوقتى مش عايز ارجع الفيلا تانى.
نسمه: والله يا بنى ماعرفه اقولك ايه بيتى مفتحولك في كل وقت، بس هناك ابنك ومرتك.
عمار عابسا: خالتى قولتلك قبل كده مبقتش مراتى خلاص، ممكن بقى متجبيش سيرتها تانى، وبعدين كده احسن ينفع اقعد في شقتة امى، اللى هنا في البيت؟
نسمه: حاضر هشوف كده افضيهالك من المأجر، على اخر الشهر.
فكر عمار قائلا: انا بفكر كمان اسيب الشركه معاهم خالص، انا هحوش مبلغ من شغلى الفتره الجايه وارجع القاهره، صاحبى فارس عامل شركه صغيره، وعرض عليا اشتغل معاه فيها وانا ناوى على كده.
نسمه: وماله يا حبيبي انا عارفه انك شاطر وهتعرف تحوش، بس خلى الفتره اللى هتحوش فيها فتره تفكر فيها، وتاخد قرارك بتأنى.
عمار: حاضر يا خالتى.
نسمه: طب ارتاح انت وانا هحضرلك اكل، واجبلك لبس من بتاع عمرو ابنى.
تركته وذهبت احضرت له اللبس وقالت: بقولك ايه بدل ما نمشي المأجر، خليك هنا معنا وانت عارف عمك فتحى بيحبك، ومش هيتضايق من وجودك، وكمان خلى فلوس الايجار اهى تساعدك في التحويش.
عمار: ماشى يا خالتى فكره بردو.
نسمه: ربنا يصلحلك حالك يا بنى.
خرجت نسمه لتحضر له الطعام رن هاتفه فنظر به، فوجده والده فاجاب قائلا: ايوه اطمن انا كويس.
صفوت: طب يا حبيبي الحمد لله نام كويس، وارتاح وخد بكره اجازه.
عمار: طب يا بابا حاضر بلغ ايثار هى كمان عشان متروحش.
صفوت: ان شاء الله مع السلامه.
انهى معه المكالمه واحضرت له خالته الطعام ووضعته له، وبداء يتناوله وهو يفكر في تصرف ايثار، وانقذها له للمره الثانيه، انتهى من الطعام وادخل السنيه المطبخ، وراته خالته وجائت اليه قائله: مندهتليش ليه يا حبيبي اجى اشلها؟
عمار: انا الحمد لله كويس مش لازم اتعبك.
نسمه: تسلميلي يارب انت عايز حاجه تانى، عشان معاد العلاج جه وباخده وانام، وعمك فتحى عنده نبطشيه هو وعمرو مش هيجو الليله دى.
عمار: متشكر يا خالتى انا كمان هاخد العلاج وهدخل انام تصبحى على خير.
دخلا معا كل منهم الى غرفته اخذ عمار علاجه واستلقى على السرير ونام، وفى الصباح اتت نسمه للاطمانان عليه وضعت يدها على جبينه، ففتح عينيه ونظر لها قائلا بصوت نعسان: صباح الخير يا خالتى فى حاجه؟
نسمه مبتسمه: ابدا يا حبيبي باطمن عليك عامل ايه دلوقتى؟
جلس عمار وهو يتأوه قائلا: الحمد لله احسن كتير من امبارح بس حاسس جسمى مكسر.
نسمه: معلش يا حبيبي الضرب اللى اخدته هو السبب، عموما قوم خد دش دافى على ما احضرلك الفطار.
عمار: معلش يا خالتى تعبك معايا.
نسمه مبتسمه: تعبك راحه يا حبيبي ده من ريحة اختى الغاليه.
فقبلها فى جبينها وقام دخل الى الحمام، ودخلت هى الى المطبخ اعدت لها الفطار، واحضرته كان قد خرج من الحمام، وضعت له الطعام وبدأا تناوله معا، وبعد ان انتهيا حملت السنيه ودخلت بها المطبخ، واخذ هو دوءه وذهب اليها ليساعدها فسمعها تكلم ابنتها سماح قائله: هاتى الحاجه معاكى وانت جايه بس اتاخرى شويه.
سماح: ليه فى حاجه؟
نسمه: لاء عمار ابن خالتك هنا، وانت عارفه جوزك بيغير منه ازى، عشان ميعملكيش مشكله.
سماح: طب كده هنتاخر فى الاكل.
نسمه: مش مشكله نجيب جاهز.
سماح: خلاص اللى يريحك.
وانهت معها المكالمه، عاد عمار الى غرفته وهو يشعر بالضيق، انه تسبب فى القلق لخالته، وجلس يفكر ماذا يفعل، واخذ قراره وارتدى ملابسه وخرج لخالته قائلا: بقولك يا خالتى انا زهقت من النوم، نوحاسس انى احسن هخرج اتمشى شويه، وماتعمليش اكل هطلب كباب لنا عشان نتغدى بيه.
نسمه: لاء يا حبيبي ملوش لزوم، انا هعمل اكل ده حتى سماح جايه وهتساعدنى.
عمار: كده يبقى هجيب كباب واعمل حسابها هى جوزها عن اذنك.
وتركها وخرج، وقفت هى حائره هل سمعهم ولهذا خرج، وشعرت بالضيق لاجله، خرج عمار ذهب الى محل الكباب وصى على الطلب، واعطاهم العنوان والمعاد لايصاله، واخذ كيلو اخر، وذهب احضر زهور وشيكولاته، وعاد الى منزل خالته، ولكنه صعد الى السطح عند ايثار، وقف للحظات ينظر على غرفتها لا يعرف هل بالداخل ام لا، تردد ان يدق الباب، وبعد بعض التفكير دق الباب ففتحت ونظرت اليه قائله بتعجب: استاذ عمار فى حاجه؟
ابتسم عمار قائلا: بصراحه كنت عايز اشكرك على اللى عملتيه معايا، وعشان كده جيت (وقدم اليها الزهور والشيكولاته ) ممكن تقبلى منى الهديه دى، تعبير عن شكرى ليكى.
نظرت اليه ايثار فى زهول فهى لم تتوقع هذا، ولا تعرف ماذا تقول، فلاحظ ذلك عمار فقال مبتسما: انت اتخديتى كده ليه ده ورد مش قمبله.
فابتسمت ايثار وعضت شفتها السفله بخجل وقالت: مقصدتش بس محدش قدملى ورد قبل كده.
عمار سعيدا: يعنى انا ليا الشرف انى اكون اول واحد قدملك ورد، يبقى مينفعش تكثفينى.
فمدت يدها بخجل واخذتها ونظرت به فوجدت بعض الشيكولاته موضوعه مع الزهو، ر ففرحت قائله: الله الشيكولاته اللى بحبها ياه من ساعت ما بابا مات محدش جبهالى (نظرت اليه بامتنان)شكرا ليك جدا فرحتنى.
عمار سعيدا: انا اللى سعيد لانى كنت سبب الفرحه اللى على وشك دى.
نظرت الى الاسفل من الخجل قائله: شكرا ليك.
عمار محرجا: انا جايب غدى لينا نتغدى سوى ممكن ولا هتكسفينى؟
ايثار بخجل واحراج: معلش مش هينفع عشان تيتا وتوتا مستنيني.
عمار: طيب امرى لله اكل لوحدى، ممكن اقعد اكل هنا ولا ممنوع؟
ايثار: اكيد طبعا هجبلك الاطباق.
دخلت الى غرفتها احضرت له بعض الاطباق، وضعتها على الطاوله وحركت الكرسى، وضعته الى جوارها واحضرت ماء وضعته وقالت: اتفضل وهسيب باب الاوضه مفتوح، عشان لو احتجت تغسل ايدك، وانا هروح عشان هما مستنينى.
وتركته وذهبت وضع هو الطعام وجلس يتناوله، وبعد ان انتهى جمع الباقى وادخله الى الداخل فقد تبقى الكثير، وضعه فى المطبخ وغسل يده، وخرج جلس على الكرسى، وبعد بعض الوقت اتت ايثار فاقتربت قائله: خلصت غدى يا استاذ عمار.
عمار: ايوه الحمد لله ودخلت الاطباق جوه.
ايثار: طب عن اذنك هتدخل اوضتى.
عمارمحرجا: ممكن تعملى لى قهوه.
ايثار: حاضر هعملها لك.
دخلت اعدت له القهوه وخرجت وضعتها امامه قائله: اتفضل.
اخذها عمار وبداء يرتشفها قائلا: ممكن تقعدى معايا شويه نتكلم؟
ايثار محرجه: حاضر يا فندم.
عمار مبتسما: يعنى لو هيديقك امشى.
ايثار: لاء ابدا مش يضايقنى ولا حاجه.
عمار مترددا: هو فعلا الورد عجبك؟
ايثار مبتسمه: ايوه ليه حضرتك مستغرب؟
عمار: هو في بنات مش بتحب الورد، وممكن ترفضه من شخص عزيز عليها؟
ايثار: لاء طبعا الا اذا كان بيسبب لها حساسيه.
عمار: لاء مفيش حساسيه.
رن هاتفه فنظر به قائلا: عن اذنك هرد على التليفون.
فهزت راسها بالموافقه، واخذ الهاتف ووقف بجاور الصور واجاب، كان والده ظل يتحدث معه لبعض الوقت، وبعدها طلب خالته واخبرها انه ارسل لهم الغداء، وانه سيتغدى مع احد اصدقاءه، وعاد الى الكرسى فلم يجد ايثار فنادى عليها فاتت من الداخل
فنظر لها عمار قائلا: انا بعدت بس عشان صوتى ما يضايقيش.
ايثار مبتسمه: انا دخلت عشان اسيبك براحتك، اكيد المدام عايزه تطمن عليك.
تنهد عمار قائلا: مدام انا معنديش مدام.
ايثار متعجبه: بس عم صفوت كان ديما يحكى عن ابن حضرتك اسر.
عمار مبتسما: اسر هو الحاجه الوحيده اللى طلعت بيها من جوازى من بنت عمى، كانت جوازه غلط من الاول، والحمد لله خلاص صلحت غلطتى وسبتها.
ايثار: طب وابنك اسر هيتربي ازى؟
عمار: بالعكس سعات الانفصال بيكون افضل، عشان الاولاد ميتربوش فى اسره مهلهله، ويطلعو اولاد بايظين.
ايثار: ممكن يكون عندك حق، وعموما انت ادرى بحياتك.
قام عمار ووقف قائلا: طب اسيبك بقى وامشي ومتشكر على القهوه.
هزت ايثار راسها بالموافقه مع ابتسامه خفيفه، ذهب عمار الى منزل والده، احضر بعض الملابس وعاد الى منزل خالته، كان اليل قد اتى وذهبت سماح وزوجها،
وفى الصباح ركب عمار سيارته ليذهب الى الشركه، فراى ايثار تسير على بعد مسافه فاقترب منها بالسياره وسارى الى جوارها ببطئ ونادى عليها قائلا: ايثار تعالى اركبى معايا.
توقفت ايثار ونظرت اليه بتردد ولم تتحرك.
عمار: اركبى يالا عشان منتاخرش.
تردد للحظات وركبت وتحرك بالسياره
عمار: بدل بهدلة الموصلات انا رايح.
فهزت راسها دون كلام كان متعجب من سكوتها، فشغل الكست على اغنيه عمرو دياب ( ده لو اتساب لاء ده انا يجنى تعب اعصاب ده لو اتساب ليله ليلتين انا اعيش فى عذاب طب اعمل ايه )
صدمت ايثارقائله: ايه ده هو عمرو دياب بيغنى لكلب!
فضحك عمار بصوت عالى واوقف الكست قائلا: حرام عليكى يا بنتى، عمرو هيغنى لكلب بردو، يا مفتريه دمرتى الاغنيه.
ابتسمت ايثارقائله: مش هو اللى بيقول ده لو اتساب.
عمار مازحا: تصدقى صح هو اللى غلطان، انما ايه انت مش مسمعتيش اغانى لعمرو قبل كده؟
ايثار: انا مش بحب اسمع اغانى.
عمار: اه موضوع حرام وبتجيب الشياطين بقى وكده.
ايثار: نقطة حلال وحرام دى ثوابت مش محتاجه مناقشه، بس مش مره هى اللى هتوديك جهنم، لكن انا مليش فيها اصلا.
عمار: امال مين المطرب اللى بتحبى تسمعى اغانيه؟
تنهدت ايثار قائله: زمان كنت بسمع سعات، لكن دلوقتى خلاص مبقتش، من ساعت ما بابا مات، وحجات كتير في حياتى اتغيرت.
ونظرت باتجاه النافذه وتنهدة بالم وشوق.
عمار: اسف لو ضايقتك وقلبت عليكى المواجع.
ايثار وهى تنظر من النافذه: ومين قال انى نسيت او ممكن انسي، انا بس لازم اعيش.
وامتلاءت عينها بالدموع وساد الصمت لحظات ووصلا الى الشركه، نزلت ايثار وعمار وصعدا معا الى المكتب، دخل هو الى مكتبه وجلست هى على مكتبها، وبعد بعض الوقت اتى صفوت ودخل الى عمار، اقترب من المكتب قائلا: عمار انت جيت اخدت هدومك انت مش ناوى ترجع ولا ايه؟
قام عمار واقترب منه قائلا: يا بابا تعبت من تحكمات عمى وكده اريح ليا وليك.
صفوت عابسا: اريح ليا انك تبقى بعيد عنى، واريح ليك انك تبعد عن ابنك؟
عمار حزيناً: بابا انت عارف انا اقصد ايه، عمى بتحكم فى حياتى، واخرتها بيقول انها شركته، وانت مردتش عليه مش هستنا لما يقولة مع السلامه.
صفوت عابسا: انت مكبر الموضوع قوى، وهو بسيط مش لازم تعمل مشكله.
عمار: لاء انا مش مكبره ولا انت نسيت موضوع العربيه، اللى كنت واعدنى لو جبت مجموع كبير في ثانوى هتجبهالى، ولما روحت اجبها لقيتها هتتكب باسم عمى.
صفوت: يا بنى هو مكنش يقصد وبعدين ما انت حوشت واشترتها من فلوسك.
عمار غاضبا: اه وهو عملها خناقه ومشكله، وكان مصر انى ارجعها ولا نسيت، انا مش هسمح لده انه يحصل تانى.
صفوت: يا بنى ما انت عملت وقتها اللى فى دماغك، ومرجعتهاش وهو اتقبل الامر الواقع وسكت.
عمار: بص يا بابا انا معاك اهو فى الشركه، يعنى هتشوفنى كل يوم، وانا هاجى اشوف ابنى على طول، مش هبعد عنه ولا حاجه.
اخذ صفوت نفس وزفره قائلا: امرى لله اللى يريحك يا بنى.
وتركه وذهب ومر اليوم واتى موعد الخروج، فمر عمار على ايثار قائلا: تعالى معايا اوصلك بالعربيه بدل ما تروحى لوحدك.
ايثار متردده: معلش بلاش عشان هشترى حجات وانا مروحه.
عمار: عادى استناكى ايه المشكله.
ايثار محراجه: معلش مش هينفع نروح ونرجع مع بعض.
فهم عمار قائلا: اه فهمت انا اسف انا كان قصدى اريحك، لكن انا ميرضنيش انى اتسببلك فى اى ازى.
وتركها وذهبت شعرت بالضيق والاحراج، لكن هذا هو الافضل لها، تضايق عمار هو الاخر لكنه كان متفهم للامر، وقرر ان يكون التعامل معها فى حدود العمل فقط، ومر ثلاثة اشهر وبداءت الدارسه وكان يجب على ايثار الذهاب الى الجامعه، ولكنها كانت متخوفه من اخبار عمار بالامر، فدقت الباب ودخلت له وقفت امام المكتب وظلت صامته، وكان يبدو عليها التوتر والقلق فنظر اليها عمار قائلا: قولى اللى دخلتى عشان تقوليه انا سامعك.
تنحنحت ايثار وقالت متوتره: اصل الدراسه بدأت ولازم اروح الجامعه، عشان دى اخر سنه ليا وانا عايزه اجيب تقدير.
عمار: طب وايه المطلوب منى؟
زاد حرج ايثارقائله: دعاء زميلتى هتكون مكانى فى وقت غيابى، وانا هروح المحضرات المهمه بس، وهظبت لها كل حاجه يعنى الشغل مش هيتاثر خالص.
فقام عمار من على مكتبه ووقف
بالقرب منها، ونظر لها مبتسما: كل التوتر والقلق ده عشان تقولى كده، ولا يهمك روحى الجامعه واحضرى محضراتك، وانا هخلى بالى من الشغل ومتجبيش حد مكانك.
تعجبت ايثارمن طريقته فى الكلام قائله: بس مش عايز اسبب تعطيل للعمل بسبب عدم وجودى.
ابتسم عمار ونظر لها قائلا: لو حسيت انى محتاج حد مكانك هقولك، ولو انى معتقدش فى حد ممكن يملا مكانك.
ارتبكت ايثار جدا من كلامه ونظراته فنظرت الى الاسفل وقالت: شكرا لحضرتك ولكلامك عن اذنك.
كان هو ينظر اليها وعندما رفعت راسها للاعلى، ونظرت اليه نظر..
في عينها وقال: الله عنيكى جميله قوى، عامله زى البحر تخطف القلب من اول نظره.
تلجلجت ايثار ولم تستطع ان تنطق، وخرجت مسرعه وقفت خلف الباب تاخذ نفس وتخرجه، وهى تشعر بارتباك شديد وخجل، وابتلعت ريقها وجلست على كرسى المكتب، واغمضت عينها وبداءت تاخذ نفس وتخرجه ببطئ لتهداء، فهى لا تفهم ما حدث، ولا لما كل هذا الارتباك من نظراته وكلماته، اما عمار ظل مكانه ينظر عليها وهى تخرح ولا يعرف ماذا اصابه، اخذ نفس وزفره سعيدا: هو فى عيون كده بالجمال ده.
وتحرك الى مكتبه وجلس وهو سارح فيها بابتسامه سعيده، بعد بعض الوقت قامت ايثار وقفت على الباب، اخذت نفس وزفرته ودقت الباب فتحته وتقدمت خطوتين قائله: استاذ عمار فى مقابله لحضرتك بعد عشر دقائق والملف اللى قدام حضرتك، فيه المعلومات اللى محتاجها عشان المقابله.
نظر لها عمار وهى تقف امام الباب وكأنها لا تريد ان تقترب..
فابتسم قائلا: طب ممكن تيجى تقوليلي مكتوب ايه فى الملف؟
فاقتربت من المكتب ببطئ ونظرت الى الاسفل قائله: انا حافظه كل اللى فيه.
ابتسم عمار وهو ينظر لها: طب يلا انا سامعك قولى.
ابتلعت ايثار ريقها واخذت نفس وزفرته بتوتر وبداءت تشرح له كل ما فى الملف، وهو ينظر لها يتامل ملامحها بشرود، ولا يسمع ما تقول، انتهت ايثار من الشرح قائله وهى مرتبكه: تمام كده يا فندم انا كده قولت كل اللى فى الملف.
فلاحظت شروده ونظراته لها فشعرت بالحرج والخجل، وقالت بصوت مرتفع قليلا: استاذ عمار استاذ عمار انت سامعنى؟
فانتبه عمار لكلامها فابتسم قائلا: ايوه سمعك خلاص روحى انت.
فهزت راسها بالموافقه وخرجت وهى مرتبكه وتشعر بالخجل الشديد من نظراته لها، جلست على كرسيها تفكر لما تشعر بهذا الارتباك من نظراته، ولا تريد ان تبنى امال فى الهواء وتندم بعد ذلك، اتى الضيف ونادى عليها لكنها كانت شارده ولم تسمعه فخبط على المكتب ففزعت ونظرت اليه غاضبه: فى ايه بتخبط كده ليه؟
الضيف: اسف بس ندهت وانتى مسمعتيش.
شعرت ايثار بالحرج قائله: طب خلاص انا اسفه اتفضل استاذ عمار مستنيك جوه.
تضايقت ايثار من شرودها وعدم تركيزها، فتحاشت الحديث معه الا فى اضيق الحدود حتى انتهى العمل، فخرجت مسرعه كانت لا تريد ان يتحدث معها، واثناء سيرها فى الطريق اذا به يقف امامها بسيارته وينظر لها قائلا: اركبى عشان اوصلك.
توترت ايثار قائله: احنا مش نهينا الموضوع ده قبل كده؟
عمار مبتسما: ايوه بس الوقت متاخر ومش هينفع اسيبك تروحى لوحدك فى وقت زي ده.
تنهدت ايثار وركبت السياره دون كلام، تحرك عمار بالسياره وهو صامت، يريد ان يتحدث ولكن لا يجد ما يقوله، ولا يفهم ما سبب ذلك، ظلا على هذا الحال حتى وصلا الى المنزل، نزلت من السياره اومأة راسها مع ابتسامه خفيفه تحية له، وصعدت الى غرفتها، وصعد هو الاخر الى شقة خالته تناول الطعام معها هى وزوجها وابنها، وبعد بعض الوقت تحجج انه يريد ان يتمشى وخرج، وصعد الى السطح وجد ايثار تجلس تذاكر لتوتا فابتسم قائلا: السلام عليكم ايه ده هى الدراسه بدأت؟
ايثار محرجه: وعليكم السلام ايوه بقلها اسبوع.
توتا: وابله ايثار بتذاكرلى الحاجات اللى مش فاهمها.
فكر عمار قائلا: وانا كمان ممكن اساعد معها واذاكرلك انا كمان.
ايثار متردده: ملوش لزوم مش عايزين نتعبك معنا.
عمار مبتسما: توتا دى بنوته عسل وانا مبسوط انى هساعدها.
توتا: طب انت بقى هتساعدنى فى مادة ايه؟
فكر عمار قائلا: اممممم بصي يا ستى، قولى كل المواد اللى معصلجه معاكى وانا هختار.
توتا: خلاص اتفقنا هروح اجيب باقى الكتب واجى.
تركتهم توتا وذهبت فنظر عمار الى ايثار قائلا: ممكن تعمليلى قهوه لان قهوتك لا يعلى عليها.
فابتسمت ايثار: حاضر.
ودخلت اعدت القهوه وخرجت بها، كانت توتا قد عادت وجلست مع عمار يشرح لها قدمت له القهوه قائله: اتفضل توتا شاطره وبتفهم بسرعه متقلقش منها.
عمار مبتسما: طبعا انا متاكد من غير كلام، يلا اقعدى ذاكرى انت انا مبشغلش معايا حد اقل من امتياز.
فابتسمت ايثار قائله: امتياز ومعه مرتبة الشرف كمان.
عمار سعيدا: خلاص اتفقنا كل يوم هاجى اشرح لتوتا واساعدها، واسيبك تركزى وانا بقى مستنى المرتبه.
توتا بعفويه: طب ما تاخدو واحده من عندنا وخلاص.
فضحك الاثنان، ومر الترم الاول وهو ياتى كل يوم يساعد توتا فى المذاكره، فكانت هذه جحته للجلوس معها والتقرب اليها، حتى اصبحت شئ مهم جدا فى حياته، وايثار هى الاخرى تعودت على وجوده معهم، وبعد انتهاء الامتحانات دخلت ايثار الى عمار وقدمت طلب اجازه قائله: كنت عايزه اجازه اسبوع عش...
قاطعها عمار رافضا: لاء طبعا اجازه اسبوع مستحيل ازى اقعد اسبوع من غير ما اشوفك (بتلجلج )اقصد الشغل هيقف.
فشعرت ايثار بالخجل من كلامه وتوترت قائله: اصل... اصل صاحبتى جايه من القاهره وكانت عايزنى افسحها، وكمان انا وعدت توتا انى افسحها فى الاجازه.
فتضايق عمار واخذ نفس وزفره قائلا: امرى لله موافق بس ثلاث ايام بس مش اسبوع، مقدرش اتحمل بعدك، اقصد عدم وجدك فى الشغل اكتر من كده مفهوم.
ايثار بخجل وابتسامه تداريها: مفهوم.
وخرجت مسرعه كى لا يرى سعادتها من رفضه لبعدها عنه، جلست على كريسها وهى تشعر بسعاده غريبه من كلامه واذا به يقف الى جوارها قائلا: انت مبسوطه قوة كده ليه؟ هاه.
نظرت اليه ايثار بتفاجاء وتلجلت فى الكلام قائله: ما اصل... صاحبتى اه صاحبتى جايه وانا بقالى كتير ماشوفتهاش مفرحش يعنى.
فنظر عمار الى عينيها قائلا: بجد هو ده السبب؟
فابعدت ايثار نظره عنه قائله فى توتر: ايوه هو هو ده.
عمار سعيدا: عموما هصدقك يلا عدلى الاجازه وهاتيها.
توترت ايثار قائله: اجازه... اه الاجازه حاضر هعدلها.
فتركها ودخل وهو سعيد وقف خلف الباب، فتحت ايثار الباب فكاد يقع، فامسكته من ذراعه وجذبته فاقترب منها جدا وامسك ذراعيها بيديه، ونظر الى عينها فابتعدت بسرعه وعادت الى الخلف، فابتسم عمار قائلا: متشكر قوى مش عارف لحد امتى هتفضلى تنقذينى كده.
وتنهد وهو ينظر لها بحب واغمض عينيه وجزبها اليه وضمها الى صدره وتنهد بحراره، وفتح عينيه وجدها مكانها، ففهم انه كان يتخيل فابتعد بسرعه وجلس على مكتبه، تحركت ايثار وقدمت له الورقه واخذها ومضها، اخذتها وخرجت دون كلام كانت تشعر بخجل شديد، لاقترابها منه لهذه الدرجه وقلبها يدق بسرعه، جلست على كرسيها تقول فى عقلها: انا مالى قلبى بيدق بسرعه كده ليه؟وحاسه انى بنهج وكانى كنت بجرى؟ وحاسه ان جسمى مطلع صهد، انا ايه اللى بيجرالى وده سببه ايه؟
مر اليوم، وفى الثلاث ايام الاجازه كانت تخرج مع نادين كل يوم، وتعود فى المساء، وكان هو قد امتنع من الصعود الى السطح، بعد انتهت توتا من الاختبارت، لكنه لم يستطع الصبر حتى عودتها للعمل فصعد، كانت لم تعد بعد فجلس ينتظرها على الكرسى، ففكر ان يحركه ويقربه من الصور ولكنه تفاجاء بانه ثقيل جدا، ولم يستطع تحريكه فقال لنفسه متعجبا: ايه ده الكرسى زى الدهيه بس هى حركته قدامى اكتر من مره، بس ازى ده انا مش عارف ازحزحه حتى، غريبه قوى دى.
وجلس عليه وبعد بعض الوقت سمع صوتها، وهى تتحدث هى وتوتا وتمزحان، وعندما راته ايثار وقفت مكانها فى خجل فابتسم قائلا بشوق: وحشتينى وحشتينى قوى يا.. توتا.
وكان ينظر الى ايثار فازاداد خجلها وظلت مكانها اقتربت منه توتا قائله: انت كمان وحشتنى قوى يا عمو عمار، عارف انا وابله ايثار خرجنا ورحنا اماكن جميله، وروحنا سينما انا مبسوطه قوى.
عمار سعيدا: يا بختك خرجتى واتفسحتى مع ايثار وانا لاء.
فنظرت اليه ايثار بخجل ونظرت بعيد،
فقالت توتا: كنت قولت وجيت معانا مش ينفع يا ابله ايثار؟
عمار بابتسامه وهو ينظر على ايثار وهى تتهرب من النظر له: للاسف مينفعش دلوقتى لكن مسيره يوم هينفع.
توترت ايثار قائله: انا هدخل اغير هدومى.
عمار بابتسامه: استنى اصل وحشانى قوى (فنظرت اليه ايثار بخجل شديد ) قوهتك.
تلعثمت ايثار قائله: هاه قهوتى اه حاضر هعملك فنجان.
وكان عمار ينظر الى عينها بحب وعشق فدخلت بسرعه الى الغرفه، ظل هو ينظر عليها بشرود حتى افاقته توتا قائله: انا كمان هروح لتيتا عشان احكى لها باى يا عمو عمار.
وتركته وذهبت فنظر عمار الى باب غرفه ايثار، فاذا بها تخرج بالبدى والليجن باللون الاسود، وشعرها منسدل على ظهرها، وتحمل فى يدها سنية القهوه، فاقترب منها واخذ سنية القهوه وضعها جانبا، وامسك يدها قائلا: تسمحيلى بالرقصه دى.
وشغل اغية شرين انا كلى ملكك واخذها بين ذرعيها وبداء يرقص معها، وهو ينظر الى عينها فهمس فى اذنها قائلا: بحبك قوى ومش قادر خلاص ابعد عنك تقلبي تكونى حبيبتي وكل دنيتى.
فاوماءت براسها بالموافقه بسعاده تملاء تعبير وجهها، فاقترب منها ليقبها واذا بصوت ايثار تقول: استاذ عمار... استاذ عمار انت روحت فين القهوه.
فنظر فى اتجاه الصوت فاذا بها ايثار، بنفس ملابسها وحجابها وتحمل سنية القهو، ففهم انه كان يتخيل فاخذ القهوه وشربها بسرعه، وتركها وذهب دون اى كلام، تعجبت ايثار من تصرفه ودخلت الى غرفتها واغلقت على نفسها، نزل عمار الى خالته وجلس معها والسعاده تملاء عينيها فقالت خالته: مش هتقولى ايه سر السعاده اللى فى عنيك دى؟
تنهد عمار سعيدا: بحب يا خالتى بحب عاشق هيمان.
نسمه عابسه: طب ومراتك مفكرتش فيها؟
عمار عابسا: يا خالتى قولتلك مش مراتى، خلاص طلقتها، وعلى فكره سالت شيخ لما كلميتني، وقالى كده هى مش مراتى ومحرمه عليا.
نسمه عابسه: اه بس قدام كل الناس هى مرتك ومكتوبه على اسمك، وانت كده بتظلمها.
عمار غاضبا: ابوها هو اللى عايز كده مش انا يعنى هو اللى ظلمها.
نسمه غاضبه: لاء انت كمان ظالم، لانك منعتها انها تتجوز.
عمار غاضبا: انا مامنعتهاش اصلا، وقولتلها لو لقيت اللى ينسابها انا اللى هجوزهلها بنفسي.
فكرت نسمه قائله: ايه رايك فى اللى يحب واحده متجوزه؟
عمار بعفويه دون تفكير: يبقى ندل وجبان.
نسمه: يعنى انت سبتها للندل والجبان، لان مفيش محترم هيقرب منها وهى متحوزه.
صدم عمار من كلامها قائلا: ايه انا مفكرتش كده خالص، عموما خلاص انا مش ممكن اشارك فى ظلم، وهروح لبابا بكره واقوله انى هنهى موضوع سهيله ده خالص، حتى لو هيحصل فيها مشكله مع عمى.
نسمه: هو ده الصح يا بنى، انما مش هتقولى بقا مين دى اللى شغلت بالك وخطفت قلبك؟
نظر اليها عمار بسعاده قائلا: معلش يا خالتى مش هينفع اقولك الا لما اكلمها الاول، عشان ميكونش فى احراج.
نسمه: تستاذن منها يعنى انك تعرفنى بيها؟
عمار مبتسما: لاء اطلب منها الجواز وتوافق، عشان انا لسه معرفش رايها، متخفيش مش واحده صايع معها يعنى، دى انسانه محترمه جدا.
نسمه مبتسمه: طمنتنى يا حبيبي ربنا يصلحلك حالك.
وفى صباح اليوم التالى فى الشركه ذهب لوالده فى مكتبه دق الباب ودخل
صفوت مبتسما: اهلا يا عمار تعالى اقعد.
جلس عمار نظر لوالده وابتسم قائلا: بابا انا هتجوز.
صفوت متعجبا: تتحوز طب وسهيله واسر؟
عمار: اسر ابنى وعمرى ما هتخلى عنه، انما سهيله انا طلقتها من زمان وهنفذ رسمى، وجاى عشان اعرفك انى سوء اتجوزت، او متجوزتش هطلقها رسمى.
اخذ صفوت نفس وزفره قائلا: مش عارف اقولك ايه بس مقدرش الوم عليك، عموما سبها على الله قولى مين اللى هتتجوزها.
عمار: مش هينفع اقولك الا لما توافق الاول.
صفوت: انت لسه مكلمتهاش يعنى؟
عمار: ايوه لسه هفتاحها واخد رايها، بس قولت اخلص موضوع سهيله الاول.
صفوت: طب خلاص اللى يريحك بعد الشغل ابقى تعالى باليل اتكلم مع عمك، وربنا يسترها بقا.
عمار باصرار: بابا الموضوع بالنسبه ليا منتهى، يعنى مش هرجعها لو حصل ايه.
صفوت عابسا: خلاص يا عمار انا فاهم، يلا روح شوف شغلك وانا هكلم عمك اشوفه عمل ايه فى المزاد.
عمار: مزاد ايه؟
صفوت: شركة مازن الهوارى بتتباع فى المزاد العلنى بعد ماهو مات.
عمار غاضبا: عمى ده مستفذ جدا، يعنى يتسبب فى خراب الشركه وموت الراجل بحصرته عليها، وكمان رايح يشتريها.
صفوت قلقا: دماغه نشفه ومبيسمعش كلام حد، قولتله بلاش ابنه هيكون هناك وخايف عليه.
عمار غاضبا: عمى ده مش هيجبها لبر ابدا، عن اذنك.
وتركه وعاد الى مكتبه وهو غاضب، دخلت ايثار وضعت ملف على المكتب قائله: ده الدوسيه بتاع المشروع اللى طلبت منى اجمعلك معلومات عنه.
فاخذ عمار الملف ونظر به قائلا: اقعدى يا ايثار.
ايثار: شوفه براحتك ولو احتجت حاجه اندهلى.
عمار عابسا: اقعدى يا ايثار انا متضايق متضايقنيش زياده.
فجلست ايثار على الكرسى امام المكتب فقام عمار وجلس بالكرسى امامها ونظر لها قائلا: اسف لو اتعصبت عليكى بس فعلا متضايق جدا.
فظلت ايثار صامته تنظر الى الاسفل، فاخذ عمار نفس وزفره قائلا: ايه مش هتسالينى ايه اللى مضايقنى؟
ايثار متردده: اتفضل قول انا سمعاك.
فنظر اليها وجدها تنظر الى الاسفل فقال: ايثار بصي لى هنا معرفش اكلم حد هو مش باصصلى.
فاخذت نفس وزفرته ورفعت راسها ونظرت اليه قائله: اتفضل اتكلم.
نظر عمار الى عينيها بابتسامه خفيفه، واتكأ على طاوله صغيره بين الكرسيين وهو ينظر لها قائلا: الله عنيكى جميله قوى نستنى ايه اللى كان مضايقنى.
فشعرت ايثار بالخجل والضيق ونظرت الى الجه الاخرى، فتضايق عمار قائلا: تؤتؤتؤتؤ بصيلي هنا بتبعدى عينك عنى ليه؟
فقامت وقفت متوتره: استاذ عمار لو سمحت مبحبش الاسلوب ده عن اذنك.
وتحركت لتخرج من الباب فاسرع خلفها قائلا: استنى انا اسف مقصدتش اضايقك بس فعلا عنيكى حلوه قوى (فنظرت اليه بغضب ) خلاص انا اسف، اقعدى بجد متضايق وعايز اتكلم معاكى، عشان اهدى شويه ممكن ولا هيضيقك؟
ايثار متردده: اتفضل انا هسمعك بس من غير كلام عن عنيا والكلام ده ممكن؟
عمار مبتسما: حاضر همسك نفسي بس تعالى يلا اقعدى وبعدين ردى عليا، مش تسبينى اتكلم وانت ساكته بحب اسمع صوتك.
زاد توتر ايثار قائله: حاضر هقعد، بس التزم لو سمعت وبلاش كلام بعيد عن اللى مضايقك.
ابتسم عمار وهو ينظر لها: حاضر.
فتحركت ايثار من امامه وجلست على الكرسى فاحضر الكرسي الاخر من امامها، وجلس الى جوارها، فشعرت بالارتباك والخجل ولم تتحدث بشئ
عمار وهو ينظر لها: متضايق من تصرافات عمى وسكوت بابا ليه، سلبية بابا دى مضايقانى جدا.
ايثار: هو مش عايز يخصر اخوه، وده مش شئ وحش متزعلش منه، واعذره هو ملوش حد غيره.
عمار: ويعنى اللى بيعمله عمى ده صح؟! خرب بيت الراجل ورياح كمان يشترى شركته؟
ايثار عابسه: هو طبعا تصرف غلط، بس الكبار ما ينفعش نقول لهم ده صح وده غلط، لكن نوجهم باسلوب حلو وطريقه ذكيه.
عمار عابسا: يعنى طلعتينى انا الغلطان صح.
ايثار: انا مقولتش كده بالعكس، انت صح بس الطريقه هى اللى غلط، غير اسلوبك وطريقة تعاملك معاه، واكيد هتلاقيه اتغير.
اخذ عمار نفس وزفره بضيق قائلا: ماشى هجرب ومتشكر انك سمعتينى واتكلمتى معايا.
ايثار مبتسمه: مفيش داعى للشكر، كل واحد بيحتاج سعات لحد يتكلم معاه ويفضفض.
عمار مبتسما: وانا فى الخدمه اى وقت محتاجه تفضفضى، قولى بس وانا هسمع كل اللى هتقوليه.
توترت ايثار قائله: طب ممكن تقوم بقى عشان اخرج اشوف شغلى
عمار مبتسما وهو ينظر لها: اتفضلى هو انا حايشك.
فقامت وقفت فقام هو الاخر واقترب منها فعادت الى الخلف والتصقت بالمكتب وبدا عليها الغضب، فلاحظ عمار غضبها فابتعد من امامها فخرجت مسرعه، كانت تشعر بغضب شديد، وظلت تتحرك فى الغرفه يمينا ويسارا بغضب، وهى تستغفر وتقول اذكار، حتى هدأت وجلست على مكتبها تكمل عملها
ولم تتحدث معه فهى غاضبه منه ومن نفسها، وبعد انتهاء ذهب عمار الى مكتب والده فلم يجده، فاتصل به لحظات واجاب
عمار: ايوه يا بابا انت فين؟
صفوت: انا فى المستشفى.
عمار بصدمه: مستشفى ليه ايه اللى حصل؟
صفوت: عمك جاتله ذبحه صدريه، واتنقل المستشفى وهو فى المزاد.
عمار عابسا: حصل ازى ده اكيد حد زعله.
صفوت حزينا: ابن مازن الهوارى هزقه وطرده من المزاد قدام الناس كلها، عمك مستحملش وقع من طوله.
عمار: مفيش فايده فيه عمى ده قولناله بلاش يروح وادى النتيجه.
صفوت حزينا: الحمد لله قدر الله وماشاء فعل، المهم متفتحش معاه موضوعك بقى لحد ما يتحسن، الدكتور قال ياخد اجازه شهرين من الشغل ومحدش يزعله نهائى.
تضايق عمار قائلا: حاضر مش هتكلم الا لما يخف، امرى لله انا جاليك على المستشفى.
ومر اسبوع على هذا الحال، وهى تتحشى التعامل مع عمار الا فى اضيق الحدود، حتى انه لاحظ ذلك، ولكن لذهابه الى عمه كل يوم بعد العمل لم يستطع التحدث معها، خرج عمه وعاد الى فيلته واستقرت الحاله نوعا ما، كان عمار يشعر بالضيق من معاملة ايثار له ويريد التحدث اليها، لكنها لا تعطيه الفرصه وكانت الدراسه ستعود بعد يومين، وكان هذا اخر يوم فى الاسبوع بعد انتهاء العمل خرج ليتحدث معها، فلم يجدها كانت قد خرجت فغضب، وخرج هو الاخر مسرعا على امل ان يلحق بها، وعند سيارته نادى عليه شخص غريب شكله غير مريح، بدأ يتحدث معه وهو لا يفهم منه شئ، مرت ايثار بجوارهم فنظر اليها عمار ونادها فتوقفت، ونظرت اليه ففزعت واسرعت اليه ضربت الرجل الذى يقف معه على معصمه، بسيف يدها كان يحمل سكينا وسيطعن به عمار، ففزع عمار هو الاخر وصرخ الرجل بهستريا: اه اه اه ايدى اتكسرت يا مفتريه كسرتى ايدى اه اه اه.
فاتى بسرعه رجال الامن من عند البوابه، وامسكو به وكان الكل ينظر الى منظر يد الرجل بتعجب، فالكسر مضاعف وشديد وهى خبطته بيدها، كيف يحدث ذلك فنظر لها عمار بصدمه قائلا: انت شوفتيه ازى؟ وازى كسرتيها كده؟!
توترت ايثارقائله: مش المهم تعرف هو عمل كده ليه (ونظرت الى الرجل ) قول عملت كده ليه والا هكسر ايدك التانيه.
فزعر الرجل قائلا: واحد دفعلى فلوس وقالى اقتله، وهو اللى قالى على فكرة المطوه عشان ميلحقش ينجى منها، واعرف اهرب بس معرفش انت طلعتيلى مين، اه اه اه ايدى الحقونى ودنى المستشفى اه اه.
عمار غاضبا: اسمه ايه الراجل ده انطق.
الراجل متالما: معرفش انا مبسالش انا مالى، انا ليا فلوسى وبس، اه اه اه حرام عليكو.
عمار للامن: خدو واعملو الازم للمحضر.
اخذه موظف الامن ونظر عمار لايثار قائلا: انت ازى من خبطه ضعيفه زى دى كسرتى ايده الكسر ده؟
توترت ايثار وقالت وهى تتهرب من النظر له: السكينه اللى في ايده هى السبب بس.
لم يصدقها عمار قائلا: طب اركبى هوصلك اكيد اعصابك بايظه ومخضوضه.
ايثار محاوله الرفض: لاء انا كويسه ملوش لزوم...
عمار غاضبا: اركبى وانت ساكته يلا.
اخذت نفس وزفرته بضيف وركبت السياره، وركب هو الاخر وتحرك بالسياره دون كلام، ولكنه سار فى اتجاه غير اتجاه المنزل، فتضايقت ايثار قائله: استاذ عمار انت رايح فين ده مش طريق البيت؟
عمار عابسا: عايز اتكلم معاكى فهنروح مكان نتكلم فيه.
ايثار غاضبه: اتكلم وقف العربيه واتكلم، لكن مش هروح معاك فى اى مكان.
عمار غاضبا دون ان ينظر لها: انا خطفتك وهتكلم معاكى فى المكان اللى انا عايزه.
ايثار غاضبه: يعنى ايه خطفتنى، وقف العربيه حالا بدل ما اكسر الباب وانط منها.
اوقف عمار السياره ونظر لها غاضبا: يعنى نقف وست الناس والكل يقعد يتفرج علينا، هنروح مكان هادى نتكلم براحتنا.
ايثار غاضبه: ايوه طبعا، يعنى ايه نتكلم لوحدينا اصلا ده ما ينفعش.
اخذ عمار نفس بغضب واخرجه قائلا: هو ماينفعش اقعد اتكلم معاكى لوحدينا، عايز اقولك كلام كتير وعايزك تسمعينى.
ونظر الي عينها بترجى فنظرت ايثار الى الجه الاخرى فتحرك بالسياره، فنظرت له ايثار غاضبه: انت بتتحرك ليه وقف العربيه؟
لم يجبها عمار ولم ينظر لها حتى، نظرت الى الطريق فوجدتهم يبتعدو عن العمار، ويسيرو فى طريق خالى فزاد غضبها قائله: انت هتوقفها ولا اكسر بابها دلوقتى وانط منها.
فلم ينظر اليها حتى فامسكت ايثار الباب بغضب وخلعته فى يدها، فتوقف عمار من الصدمه ونظر لها بتعجب، فنزلت من السياره وهى تمسك بالباب بيدها، فنزل هو الاخر ووقف امامها قائلا: انت مجنونه كسرتى العربيه، يلا تعالى
موتينى بيه، يلا عشان ابقى اول شهيد فى حبك.
فنظرت له ايثار بصدمه وزهول من كلامه واشارت بيدها الاخرى وهى تقول: انت بتحبنى انا.
اقترب عمار منها وقف على بعد مسافه صغيره منها قائلا: ايوه بحبك بحبك بجنون مش بفكر الا فيكى، وهتجنن بقالى كام يوم عشان حاسس انك زعلانه منى، ومش عارف زعلانه ليه.
ايثار مصدومه: انت بتحبنى انا بس انت متعرفش عنى حاجات كتير...
قاطعها قائلا: لاء اعرف اللى يخلينى احبك، اعرف طيبة قلبك وحنيتك اعرف جدعنتك وشهمتك، اعرف شاطرك وذكاءك واعرف عنيكى اللى توهتونى من اول نظره.
كانت ايثار ترى الحب فى عينه ولا تعرف بماذا تجيب فابتسم لها قائلا: ايه مستهلش حبك؟
ايثار بحزن والم: واحد زيك يحبنى انا ليه، انا واحده اتحكم عليا اعيش وحيده، خايفه ااقرب من اى حد يخاف منى ويهرب.
وكانت تشير بالباب وكانه تقصد قوتها تلك، ففهم عمار الى ما تقصده فقال مبتسما: هو فى حد يشوف الجمال ده وما يخفش بس يخاف عليه مش منه.
تنهدت ايثار قائله: انت فاهم قصدى.
عمار: لاء مش فاهم ممكن تفهمينى؟
طأطأت راسها قائله: بابا الله يرحمه كان عنده قوه اكتر من خمسين راجل، يعنى جدى لما قاس قوته وهو صغير كان كده، مقسهاش تانى، بعدها وانا ورثتها منه، ومحاولتش ل انا ولا بابا نقسها ونعرف قد ايه.
تعجب عمار من طريقتها وشعورها بالخجل، من قوتها وكانها ذنب وليست ميزه، فنظر لها قائلا: ايثار ارفعى راسك وبصيلى هنا.
فلم تتحرك وظلت تنظر بالارض فاكمل: ارفعى راسك وبوصيلى هنا بدل ما اجى ارفعها انا.
فرفعت راسها ونظرت له فقال: مين قال ان القوه دى عيب فيكى، دى ميزه ازى تفكرى كده؟
ابتلعت ايثار ريقها بالم وامتلاءت عينيها بالدموع قائله: مين هيعيش مع وحش زى مين هيحب واحده ممكن فى لحظة غضب...
قاطعها عمار قائلا: ايه الكلام الفاضى ده، انت وحش ده اجمل وحش ده ولا ايه (فنظرت اليه وابتسمت بحزن)وبعدين القوه نعمه ادهالك ربنا، يعنى هديه من ربنا اوعى تفكرى كده تانى، وبعدين يعنى هو عشان خلعتى باب عربيتى، ولا كسرتى ايد واحد، ولا ضربتى كام بلطجى، كده خلاص هخاف ابسلولتلى اطلاقا.
فابتسمت ونظرت له قائله: اسفه بجد اسفه مكنش قصدى اكسر الباب بس انت عصبتنى.
عمار سعيدا: فداك كل العربيات اللى فى الدنيا متسواش دمعه من عنيكى.
واقترب منها اكثر حتى اصبح مقابل لها ونظر الى عينها فتراجعت الى الخلف خطوه فابتسم قائلا: مين فينا بقى اللى خايف دلوقتى؟
ايثار مبتسمه: ده مش خوف منك، ده خوف من ربنا حرام تقرب منى كده.
عمار سعيدا: خلاص انا اسف مش هعمل كده تانى، لحد ما تبقى مراتى وقتها بقا هقرب اكتر بكتير.
تعجبت ايثار فى خجل: مراتك.
عمار بحب: ايوه طبعا مراتى ده لو قبلتى؟
ايثار متردده: هو ممكن فعلا تربط حياتك بيا؟! مش خايف يعنى مش هتندم يوم عل...
قاطعها قائلا: اندم لاء طبعا، انا فعلا ندمان على انى مقابلتكيش من زمان، ندامان على العمر اللى ضاع قبل ما اقابلك، وبعدين هو وانت فعلا شايفه نفسك وحش؟
ايثار متوتره: مرات بابا كانت بتقول انى وحش، وعمر ما حد هيرضي يتجوزنى او يربط حياته بيا.
عمار غاضبا: ايه الست دى ازى تقول كده، وانت ازى تصدقى الكلام ده، ايثار حبيبتي لازم يكون عندك ثقه فى نفسك اكتر من كده، دى كانت بتقول كده عشان خايفه منك مش اكتر.
ايثار مبتسمه: المشكله انى عارفه ده وفاهمه، والحمد لله عندى ثقه فى نفسي، المشكله فى الناس مش فيا.
عمار: عندك حق فى دى، انا كمان كنت بطلت اثق فى الناس، بس انت رجعتيلى الثقه دى.
ايثار مبتسمه: انت انسان جميل متشكره ليك.
عمار مازحا: لاء الشكر الحاف ده ما ينفعش.
ايثار: يعنى ايه حاف مش فاهمه؟
فكر عمار قائلا: بصي يا ستى احنا نركب العربيه دلوقتى، ونروح على البيت وانا هبقى اقولك هتشكرينى ازى.
ايثار مبتسمه: لاء يا استاذ انسى مش هشكرك اصلا، خلاص بس يلا بينا عشان اتاخرنا.
عمار ضاحكً: بقى كده ماشى بس عايز ردك على طلبى قبل ما نمشي.
ايثار متردده: لو تقصد موضوع الجواز سبلى وقت افكر، وانت كمان تفكر.
عمار: ماشي يا ستى بس ليا طلب ومش هتنازل عنه.
ايثار: طلب ايه؟
عمار: تسميحلى اقرب منك الفتره دى.
ايثار: تقرب منى يعنى ايه؟
عمار: يعنى تكلمينى عن نفسك واكلمك عن نفسي نتعرف على بعض اكتر.
ايثار متردده: طب هفكر وارد عليك بكره بس يلا بينا.
عمار مبتسما: وانا هستنى ردك يلا بينا.
ايثار متردده: طب والباب ده هنعمل فيه ايه؟
عمار مبتسما: هاتى هحاول اشبطه مكانه وان معرفتش هحطه فى شنطة العربيه وانت اركبى ورا عشان متقوعيش.
فهزت راسها بالموافقه وهى تشعر بالخجل الشديد لانها تسببت فى ذلك، حاول عمار تركيب الباب لكن دون جدوى فوضعه بحقيبة السياره، وركبا وتحركا بالسياره اوصل ايثار حتى المنزل، نزلت هى وذهب هو ليصلح السياره، صعدت ايثار تناولت الطعام مع توتا وجدتها، وصعدت الى غرفتها وظلت تفكر فى الامر، وقبل ان تنام صلت استخاره وتركت الامر لله، وفى اليوم التالى كلما دخلت ايثار المكتب لعمار، كان ينظر لها كانه يسالها عن ردها، وهى تنظر اليه وتخرج دون كلام، حتى قرر عمار ان ينهى الامر فنادها فاتت اليه وقفت بجوار المكتب فقام وقف امامها ونظر اليها قائلا: مستنى ردك من الصبح مش هتحنى عليا بقى؟
ايثار بابتسامه خفيفه: بص هو موضوع الجواز ممكن ناجل الكلام فيه لحد بعد الامتحانات، انت عارف السنه دى اخر سنه، وانا مش عايزه حاجه تعطلنى، وكمان خلاص مش باقى الا الترم التانى وهو اصلا صغير.
تنهد عمار قائلا: امرى لله موافق طب الموضوع التانى؟
ايثار متردده: ليا شرط فيه؟
عمار: شرط ايه؟
ايثار: مفيش حاجه تغضب ربنا، بمعنى مينفعش نخرج مع بعض، وانت فاهم قصدى.
عمار مبتسما: اكيد طبعا انا عايز ابداء علاقه حلال، فمش هبداها بحاجه حرام، دى هتبقى زى فترة الخطوبه كده، نتعرف على بعض فى حدود الشرع، بس انا كمان ليا شرط ومش هتنازل عنه؟
ايثار متردده: شرط ايه؟
عمار مبتسماً: تقوليلي يا عمار مسمعش استاذ دى تانى منك ابدا مفهوم.
ايثار مبتسمه: مفهوم بس قدام الناس هقولك يا استاذ عمار مفهاش كلام.
عمار: ماشى يا ستى موافق، يلا بقى اقعدى معايا نتكلم شويه، عشان الفتره الجايه مش هشوفك كتير بسبب الجامعه.
نظرت اليه ايثار وهو ينظر بترجى ان تجلس، وهزت راسها بالموافقه، وجلست على الكرسى بجوار المكتب، وجلس هو امامها
وظلا يتحدثان لبعض الوقت، حتى قامت ايثار وخرجت لتنهى عملها، ومر الفصل الدراسى الثانى وانتهت الامتحانات، وفى اخر يوم امتحانات اتت ايثار بعد الاختبار الى الشركه، ودخلت المكتب لعمار فهو كان ينتظرها، دقت الباب ودخلت عندما راها عمار قام من على المكتب واقترب منها قائلا: هاه عملتى يا حبيبتي فى الامتحان؟
ايثار مرهاقه: الحمد لله هو كان صعب بس حليت كل الاسئله.
عمار مبتسما: امتياز ان شاء الله.
فابتسمت ايثار وهزت راسها قائله: ان شاء الله.
عمار بحب: تعالى بقى اقعدى معايا شويه وحشتينى قوى، وهموت واقعد معاكى، ومن ساعت مابدأتى الترم التانى مبقتش اشوفك الا خطف.
ايثا مبتسمه: ازى بقا وانت كل يوم بتيجى تقعد معنا وتذاكر لتوتا.
عمار: انا بقعد اذاكر لا بعرف اتكلم معاكى ولا ابص لعنيكى.
ايثار: اه قول كده بقى.
عمار بحب: لاء انا هقول بحبك بحب عنيكى بحب كل حاجه فيكى بعشق كلامك بستنا اللحظه اللى تجمعنى بيكى.
فنظرت ايثار الى اسفل بابتسامن خاجله ولم تتحدث فابتسم عمار ابتسامه واسعه قائلا: مش هتردى عليا بقى وتقوليلي امتى هنتجوز؟
ايثار بخجل شديد مع ابتسامه: هو انا لسه وافقت اصلا.
عمار سعيدا: ايه ده هو وانا مقولتكيش مش انت وافقتى خلاص.
فضحكت ايثار بدون صوت ونظرت اليه قائله: بجد مكنتش اعرف.
عمار بسعاده: اديكى عرفتى اهو يلا قولى بقا امتى هنتجوز؟
ايثار فى خجل: لاء طبعا لسه بدرى انا يادوب لسه مخلصه امتحنات، لما النتيجه تطلع.
عمار: لاء طبعا نتيجة ايه، انت عايزه تخللينى جنبك، مليش دعوه بالنتيجه، انا خلاص مش قادر اصبر اكتر من كده.
ونظر لها بحب واقترب منها قليلا وقال: تعرفى انى كل يوم اقعد اتخيل يوم فرحنا واتخيلك بفستانك الابيض الجميل.
ايثار فى خجل: متكسفتيش بقا.
عمار سعيدا: اكسفك امال لو قولتك انى بتخيل وانا برقص معاكى، على اغنية انا كلى ملك تعرفيها.
ايثار وقد زاد خجلها: لاء معرفاهاش واسكت بقى.
عمار بحب: تعرفى ان فى اغنيه كل ما اسمعها احس ان عمرو بيغنيها ليكى انت
ايثار مبتسمه: ليه انا اغنية ايه دى بقى.
عمار بحب وهو بنظر الى عينها: يا هنا اللى انت تبقا معاه والناس جنبك شيفاه واحن كلام يتقال واياه يا هناه اللى انت تبقا معاه.
ايثار فى خجل: قوله عيب يا عمرو اصبر شويه بدل ما ندخل النار.
ضحك عمار وتنهد قائلا: اه انا اللى مولع نار وقلبي من حبك خلاص احتار ريحينى وقولى قرار.
فضحكت ايثار ورفعت كتفايها وقالت: قرار خلاص استريحت.
ضحك عمار قائلا: اه يا جباره.
ايثار بمزاح بوجه عابس طفولى: انا جباره اخس عليك انا زعلانه ومخصامك.
عمار بحب: احلى جباره فى الدنيا اسمعى بقى كفايا هزار وحددى معاد؟
ايثار فى خجل: حاضر اسبوع بس كده ارتاح من الامتحانات.
عمار: امرى لله استنى اسبوع وانا كمان بقى هقول لبابا.
ايثار: طب هخرج انا بقى.
عمار: استنى فاضل حاجه بسيطه وهخلص شغل ونروح سوى.
ايثار: لاء مش هينفع عشان هشترى شوية حاجات قبل ما اروح.
عمار مبتسمه: خلاص ماشى.
قامت ايثار تركته وخرجت واكمل هو عمله وذهب الى والده دق الباب ودخل جلس قائلا: بابا انا عايز اجى النهارده اكلم عمى واخلص معاه موضوع سهيله، عشان خلاص هتجوز.
صفوت مبتسما: ايه العروسه وافقت خلاص.
عمار سعيدا: الحمد لله ريحت قلبى ووفقت.
صفوت: مين هى بقى؟
عمار سعيدا: ايثار.
تلاشت البسمه من على وجه صفوت قائلا: ايثار مين؟
عمار متعجبا: ايثار ابراهيم انت تعرف ايثار غيرها؟! فى ايه انا قولت هتفرح انا عارف انت بتحبها قد ايه.
صفوت عابسا: صحيح انا بحبها بس متوقعتش ابدا انك تحبها، انا شاغلتها معاك لانى عارف ان عمرك ما هتفكر فيها.
زاد تعجب عمار قائلا: انا مش فاهم انت مش عجباك ايثار انت اكتر واحد عارفها.
صفوت متردداً: ماهو انا عشان عارفها كويس مش ممكن اخليك تتجوزها، انت متعرفش عنها حاجه.
عمار: لاء اعرف عنها كل حاجه انا بحبها جدا، ومقدرش اعيش من غيرها.
صفوت غاضبا: لاء طبعا دى ممكن تتحول لوحش، هتتجوز وحش؟
صدم عمار من رده كيف له ان يفكر بهذه الطريقه نظر اليه
غاضبا: انت ازى تقول عنها كده؟المسكينه اتريها كانت خايفه من الناس كلها، ايثار الملاك دى تقول عليها وحش ازى.
صفوت غاضبا: هى ما قالتش لك على القوه اللى عندها؟
عمار: قالت وشوفتها بعينى كمان، بس القوه دى عمرها ماتستخدمها ضدى، دى انقذنتى من الموت اكتر من مره وانت عارف ده.
صفوت غاضبا: انت متخيل لو حصل بينكو خلاف وخبطتك خبطه هيجرى لك ايه؟
تالم عمارقائلا: ايثار عمرها ما تضرنى، ايثار بتحبنى زى ما بحبها واكتر، وقوتها دى ليا مش عليا.
صفوت رافضا: انت مش فاهم انا خايف عليك، انا شوفت قوة ابوها حاجه مرعبه.
عمار مصرا: بابا انا لو متجوزتش ايثار مش هتجوز غيرها، انا سلمت قلبي لايثار ومش هتخلى عنها ابدا.
لم يجد صفوت مع اصراره غير الاستسلام قائلا: خلاص انت حر، وبعدين حل مشكلتك مع عمك الاول.
تنهد عمارقائلا: افهم من كده انك مش هتقف معايا فى موضوع عمى؟
صفوت: لاء مش هقف معاك ولا ضدك وانت حر.
حزن عمارلتخلى والده عنه قائلا: شكرا يا بابا انا هاجى باليل اكلم عمى عن اذنك.
وخرج وهو غاضب، ركب السياره وظل يلف بها بعض الوقت، وذهب الى الفيلا دخل وجلس مع عمه ووالده، وبداء يتحدث قائلا: عمى انت عارف ان انا وسهيله منفصلين بقلنا فتره، وانا قررت اطلقها خلاص.
فقام محمود وقف غاضبا: انت بتقول ايه انت عايز تطلق بنتى؟
عمار عابسا: انا فعلا رميت عليها اليمين ومفضلش غير التسجيل، وبابا شاهد على الكلام ده.
محمود غاضبا: فى كفاره ممكن تتعمل لكن مفيش طلاق انت فاهم.
قام عمار وقف غاضبا: الموضوع انتهى خلاص وكمان انا خلاص هتجوز غيرها.
نظر اليه محمود قائلا: انت عايز تتجوز انت حر، لكن مفيش طلاق انت فاهم، مفيش طلاق.
عمار غاضبا: انت بتقول كده ازى دى بنتك، انت كده بتظلمها حرام عليك.
محمود: بنتى وانا حر فيها عايز تتجوز اتجوز، بس سهيله هتفضل على زمتك، انت عايز واحد يجى ينصب عليها، وياخد شقايا وتعبى السنين دى كلها.
ازداد غضب عمار جدا وشعر انه لو تحدث سيغضب ابيه، فخرج دون يرد على عمه، كانت سهيله تقف فى الاعلى تشاهد ما يحدث، وغضبت جدا ونظرت بمكر قائله: ماشي يا عمار يا جبان، انا هعرف ازى اخلصها.
ودخلت الى غرفتها واغلقت على نفسها، خرج عمار غاضب جدا ركبا سيارته وتحرك بها، وصل امام منزل خالته، ولكن لم يشعر بنفسه الا وهو فى السطح عند ايثار، كانت ايثار ترتب المكان امام الغرفه وراته وهو قادم ويبدو عليه الغضب الشديد، ففزعت واقتربت منه قائله: عمار مالك فى ايه شكلك متضايق قوى وزعلان؟
عمار غاضبا: مش عارف اخرتها ايه مع عمى ده، اعمل معاه ايه انا تعبت منه.
ايثار: معلش يا عمار عشان خاطر باباك اصبر عليه.
عمار غاضبا: انا صابر عليه من زمان، فلوس بابا وكاتب كل حاجه باسمه، حتى لما بابا وعدنى بعربيه بعد نتيجة الثانويه العامه جبها وكتبها باسمه، وزعل لما رفضت اخدها، وعمل مشكله لما حوشت واشتريت عربيه، بقى زعلان انى كتبتها باسمى، ودلوقتى بيتحكم فى حياتى، انا زهقت تعبت منه.
ايثار: تعرف كنت اتمنى يكون عندى اهل، حتى ولو وحشين، (تنهدت وامتلاءت عينها بالدموع)عمك ممكن يكون قاسى، بس اكيد بيحبك ووقت الشده هتلاقيه، اصبر عليه وان شاء الله بكره يتغير، الوحده شى وحش مايعرفهاش الا اللى عشها.
نظر اليها عمار والى كمية الالم فى عينها، والحزن فى صوتها وابتسم قائلا: ايه كل الوجع ده اسف، انى قلبت عليكى المواجع.
ابتلعت ريقها واخذت نفس وزفرته، بابتسامه لتمنع الدموع من النزول من عينها قائله: هى متقلبه لوحدها، متزعل نفسك وسيب الايام هتصلح اللى بينك وبين عمك.
نظر لها مبتسما: انت انسانه جميله قوى وانا بحبك قوى قوى.
فابتسمت ايثار ونظرت الى الارض من الخجل
عمار بخيبة امل: ايه مش هتقولى وانا كمان بحبك قوى؟
زاد خجل ايثار ولم تنطق، ط ولم تنظر له، فابتسم عمار قائلا: طب خلاص متقوليش بلسانك بصيلى وانا هشوفها فى عنيكى.
فظلت تنظر الى الاسفل وهى تبتسم بخجل شديد، فزادت باسمة عمار قائلا: طب وحياة عمار عندك تبصيلى.
فظلت تنظر الى الاسفل بخجل شديد، فقال عمار بحزن مفتعل: يعنى كده مش بتحبينى يا خساره انا زعلان.
فنظرت اليه ايثار بخجل قائله: مقدرش على زعلك بس انا بتكسف، وكمان هقولها بس مش دلوقتى.
عمار سعيدا: يعنى بتحبينى زى ما بحبك، وقلبك ملكى زى ما قلبى ملك صح.
فهزت راسها بالموافقه ونظرت الى الاسفل فقال عمار: توءتوءتوء متبعديش عنيكى عن عنيا تانى خلينى اعيش فى بحرهم.
فنظرت اليه وظل ينظر الى عينها، وشعر انه لن يتمالك نفسه ويقترب منها ويقبلها، فابتعد قليلا قائلا: انا همشى بقى مش هقدر افضل اكتر من كده.
وخرج مسرعا وقفت ايثار تنظر عليه وهى سعيده، فقد شعرت به دخلت غرفتها واستلقت على سريرها، وتنهدت تنهيده ساخنه مليئه بالحب والعشق واغلقت عينها بسعاده، وفى الصباح ذهبت الى الشركه وجلست على مكتبها، واذا بسهيله تدخل عليها المكتب، نظرت اليها بنظرات احتقار وغل قائله: انت بقى ايثار؟
فنظرت اليها ايثار بتعجب قائله: مين حضرتك وتعرفينى منين؟
نظرت اليها سهيله من اعلى لاسفل بنظرات حقد قائله: انا مرات عمار، اللى انت عايزه تخطفيه منى، وتحرمى ابنه منه.
فقامت ايثار واقفه مكانها من الصدمه قائله فى زهول: مراته ازى هو قالى انكو انفصلتو.
نظرت له سهيله باستهزاء مع ابتسامه صفراء: كذب عليكى انا لسه على زمته، وجايه اصالحه وارجعه ليا وده حقى.
ابتلعت ايثار ريقها بالم وامتلاءت عينها بالدموع، ولم تستطع ان ترد عليها، فابتسمت سهيله ابتسامة انتصار، وتحركت نحو الباب فتحته ودخلت وتركته مفتوح، تحركت ايثار لاارديا تنظر من الباب على ما سيحدث، انتفض عمار عندما راى سهيله وقف امامها: ايه اللى جابك؟ ايه اسر جرا له حاجه؟
اقتربت منه سهيله ووضعت يدها على كتفه بدلع قائله: ايه موحشتكش يا ميرو، كده كل الفتره دى سايبنى يا وحش، مكنش قصدى ازعلك.
فابعد يدها عنه مستنكرا: ايه قلة الادب دى، انت نسيتى اننا مطلقين ابعدى ايدك.
سهيله متصنعه: مين قال كده هما حبة زعل وهيروحو، وانا خلاص مش قادره اتحمل بعدك.
عمار غاضبا: سهيله الموضوع انتها خلاص ايه الكلام ده.
سهيله بدلع: واحده بتحب جوزها وعايزه(بحده) ولا عشان خلاص لقيت واحده تانيه هتسبنى وتنسا ابنك.
عمار غاضبا: يظهر ان انتى اللى نسيتى انى طلقتك.
سهيله بحزن مصطنع وهى تحوطه بذراعيها: انت اللى نسيت حبنا، ونسيتنى مش كنت بتقولى نفسي اجيب بنت شبهك، ايه خلاص الهانم بتاعتك نستك كل حاجه.
ابعد يده عنه بغضب قائلا: متجبيش سريتها على لسانك، دى ضفرها برقبتك، وحتة الورقه اللى بنى وبينك هلغيها خلاص.
تنبه ل ايثار وهى تقف امام الباب فنظر لها فزعا: ايثار متفهميش غلط.
نظرت اليه ايثار وهى تبكى قائله: غلط ايه واحده جايه تصالح جوزها، يبقى فين الغلط؟
اسرع عمار واقترب منها قائلا: لاء مش صح صديقينى انا طلقتها، مفيش بينى وبينها حاجه، انا مكدبتش عليكى هى اللى كدابه.
نظرت اليه بغضب وهى تبكى: ليه بتكدب عليا ليه؟! انا عملتلك ايه حرام عليك ليه ليه؟!
وتركته وخرجت تجرى، جرى عمار خلفها وكانت تجرى بسرعه وهو يجرى ليلحق بها، حتى لحق بها فى احد الشوارع بجوار الشركه، امسكها من ذرعها وهى تجرى فتوقفت ونزعت ذراعها منه ونظرت اليه وهى تبكى وغاضبه: عايز منى ايه تانى مش كفايا اللى عملته؟ جاى تكدب عليا تانى، حرام عليك انا عمرى ما قربت من حد، ولا امنت لحد، وقربت منك وامتنلك، ليه تعمل فيا كده ليه؟ ازيتك في ايه منك لله منك لله.
عمار ببكاء وهو ينظر لعيناه قائلا: اقسملك بالله انى طلقتها، بس شفوى مش عند مأذون، وانهامحرمه عليا كمان، هى كدابه معرفش عملت كده ليه؟! ارجوكى صديقنى.
نظرت اليه ايثا وهى تبكى فى حيره فهى ترى الصدق فى عينه لكن ماراته من سهيله يكذبه فصرخت به قائله: اصدقك ازى فى واحده هتذل نفسها لراجل، الا اذا كانت بتحبه وعايزاه.
عمار مستنكرا: عمرها ما حبيتنى، عمرها ما قالت كلمه حلوه، انا مش فاهم هى بتعمل كده ليه؟! صدقينى انا محبتش حد غيرك، ومش ممكن اكدب عليكى، انا بحبك يا ايثار ودموعك دى وجعانى قوى، مش مستحملها.
ازدادت ايثار فى البكاء قائله: دموعى لانى صدقتك ووثقت فيك، وانت مش اهل للثقه دى، انت كداب (بصراخ ) كداب ابعد عنى مش عايزه اشوفك تانى ابعد.
وتحركت وهو خلفها يحاول ان يكلمها، فتعسرت قدمه فى حجر على الارض، فوقع وجرحت راسه، فالتفت ايثار على صوته وهو يتالم من الوقعه، وراته وهو يرتطم بالرصيف، فاسرعت اليه كان قد فقد الوعى من الخبطه، فصرخت ايثار فزعه: عمار عمار عمار رد عليا كلمنى، ارجوك عمار يا ناس الحقونى اى حد يلحقنى بسرعه.
فاتى بعض الناس وحملوه وذهبو الى المستشفى، كانت ايثار معه ودموعها لم تتوقف، قام الطبيب بفحصه وعمل الاشعه اللازمه، ووضعه فى غرفه عاديه، كانت ايثار معه فى كل خطوه، جلست الى جواره وهى تبكى، فنظر لها الطبيب قائلا: اهدى يا مدام جوزك بخير، بس هو اغمى ليه بس من اثر الوقعه، لكن الحمد لله مفيش ارتجاج فى المخ، وهو سليم شويه وهيفوق.
فهزت ايثار راسها ببكاء، خرج الطبيب وتركها معه، وضعت راسها على السرير بجواره وظلت تبكى، فاق عمار وفتح عينه وراها تبكى الى جواره، فرفع يده وضعها على راسها قائلا بصوت ضعيف: كفايا عياط بقا انا فوقت اهو.
رفعت ايثار راسها ونظرت اليه وهى تبكى قائله: انت كويس انت سليم مفكش حاجه صح؟
عمار مبتسما: طلما انت جنبي ابقى سليم، دموعك دي عشانى انا بتعيطى من الخوف عليا.
ايثار وهى تبكى: كنت هموت لو جرى لك حاجه، مش تخلى بالك حرام عليك ليه تعمل فيا كده ليه؟
ابتسم عمارقائلا: عشان اعرف غلوتى عندك، لو اعرف ان وقوعى كده، هيخلينى اشوف لهفتك دى عليا، كنت وقعت من زمان.
ايثار بعفويه: بعد الشر عنك اموت لو جرى ليك حاجه.
عمار سعيدا: يعنى مصدقانى انى طلقتها وانها كدابه، مصدقه انى بحبك انت وبس، ومقدرش ابعد عنك، الموت عندى اهون من انى اخصرك.
ايثار وهى مشوشه: معرفش معرفش، مش فاهمه، جويا لغبطه كتير ومش عارفه افكر، لما شوفتك واقع على الارض ومش بترد عليا، كنت هتجنن حسيت ان قلبى هيقف حسيت انى ب...
ولم تستطع ان تكمل اغمضت عينها وتساقطت منها الدموع، فتحت عينها ونظرت له ببكاء وتنهدت بالم، نظر لها عمار بحب قائلا: يا رتنى وقعت من زمان عشان اسمع منك الكلام الحلو ده، واعرف ان غلوتى عندك بالشكل ده.
اتى صفوت فى هذه اللحظه ودخل مفزوعا على عمار، وهو يقول: عمار مالك يا حبيبي جرى ليك ايه؟عمار ماله يا ايثار حصله ايه؟
عمار بصوت ضعيف: انا كويس يا بابا مفيش حاجه، وقعت بس اتخبط فراسى والحمد لله انا كويس اهو.
صفوت قلقا: الحمد لله يعنى الدكتور طمنك مفيش نزيف، ولا ايه حاجه تخوف.
ايثار حزينه: ايوه الحمد لله الدكتور قال مفيش ارتجاج ولا حاجه، وشويه وهيبقى كويس.
صفوت: الحمد لله بس هو ايه اللى حصل، وخلاك تخرج من الشركه فى وقت زى ده؟
نظرت ايثار الى الارض بحرج ولم تجيب فاجاب عمار قائلا: سهيله بتسطعبت وجايه الشركه بتقول انها لسه مراتى، وعايزه اصلحها، وايثار زعلت وجريت عشان الحقها، وافهمها الحقيقه اتقعبلت ووقعت فى الارض، وايثار لحقتنى وجابتنى على هنا، انقذت حياتى للمره الرابعه.
نظر صفوت الى ايثار وعينيها الزابله من كثرة البكاء، واخذ نفس وزفره دون كلام، جلس على كرسى اخر بجوار السرير، وهو يتابع نظرات عمار لايثار، المليئه بالحب والعشق، وخجل ايثار ونظرها الى الاسفل فتنحنح قائلا: روحى انت يا ايثار انا هفضل معاه شكلك تعبان.
نظرت اليه ايثار بترجى فهى لا تريد ترك عمار وهو تعبان قائله: انا مش تعبانه هطمن على عمار وامشى على طول.
صفوت مترددا: اصل سهيله جايه هى ومحمود واسر بعد شويه، عشان يطمنو عليه، ومش عايز يحصل مشاكل.
نظرت اليه ايثار وهى تحاول ان تنطق، ولكن لم تجد الكلمات التى تقولها.
فقال عمار غاضبا: قولها متجيش، مش عايز اشوفها، واول حاجه هعملها لما اخرح من هنا، انى اطلقها رسمى.
صفوت عابسا: اهدى يا عمار انت تعبان، مينفعش نقول لحد جاى يطمن عليك، ميجيش خصوصا دى ام ابنك وبنت عمك.
قامت ايثار وقفت فامسك عمار ذراعها قائلا: يبقى ايثار هتفضل عشان تعرف هى وعمى انى هتجوز ايثار، وموضوع سهيله خلصان.
اخذت ايثار نفس وزفرته بالم قائله: معلش يا عمار طلعنى انا من الموضوع ده، انا همشى ولما تحل مشاكلك مع عمك انا فى بيتى.
عمار وهو ممسك بذراعها: لاء متمشيش وتسيبني خليكى جنبى.
تنهدت ايثار بالم قائله: ارجوك انا تعبانه ومشوشه والافضل انى امشى، وكمان مش عايزه اسببلك مشاكل ارجوك سبنى امشى.
عمار مصرا: لاء هتقعدى ولازم الكل يعرف انك هتبقى مراتى خلاص.
واذا بمحمود عند الباب هو وسهيله واسر، نظر محمود لايثار غاضبا: هى دى االلى انت هتتجوزها؟
فنظرت ايثار اليه بخوف ولم تتحدث، فقالت سهيله ببكاء مصطتنع: ايوه يا بابا دى اللى سابنى وجرى ورها دى اللى رمانى انا وابنى عشانها خطافة الرجاله السفله والواطيه.
فقام عمار غاضبا وهو يجز على اسنانه قائلا: اخرصى انت اللى زباله وواطيه، هى احسن منك مية مره، واياكى اسمعك تتكلمى عنها مره تانيه، انت فاهمه؟
محمود غاضبا: لاء يا سي عمار، هو انا عشان وافقت انك تتجوز عليها، هتسطعبط لاء انا مسمحلكش، واوعى تنسى ان كل حاجه باسمى، يعنى ممكن اطردك بره انت وهى فاهم.
عمار غاضبا: ومين قالك انى هقعد فيها اصلا، لشركتك ولا بنتك تلزمنى.
نظر محمود بغضب لصفوت قائلا: عجبك اللى بيقوله ابنك ده، انا ماشى ولما تربى ابنك ابقى تعالى كلمنى، يلا يا سهيله.
سهيله وهى تتصنع البكاء: مش هاين عليا اسيبه وهو تعبان يا بابا، حتى لو ظلمنى وجرحنى.
محمود غاضبا: يلا بلاش كلام فارغ.
واخذها وخرج هى واسر، نظر صفوت الى عمار غاضبا: انت ايه اللى عملته؟! ده ازى تقول لعمك كده، وانت يا ايثار ايه مصدقتى لقيتى راجل ولزقتى فيه، كفايا كنتى هتموتيه، ولا فاكره انى صدقت انه وقع، انا متاكد انك زقتيه وربنا ستر المره دى، ولحقتيه عايزه ايه تموتيه؟
نظرت اليه ايثار بصدمه، فلم تتوقع ان يقول لها ذلك، فهو اخر شخص تتخيل ان يرها بهذه الصوره، فقالت وهى تبكى: انت متخيل انى ممكن اقدر اازى عمار انا اااانا.
عمار غاضبا: ايه الكلام الفاضى ده يا بابا، انا قولتلك انى اتقعبلت وقعت، ليه تظلم ايثار حرام عليك.
صفوت غاضبا: قولتلك بلاش منها، هتعيش معها ازى، دى واحده فى الغضب ممكن تتحول لوحش، كفايا بقى كدب انا مش عبيط.
صدمت ايثار من الكلمه، فكيف تتحمل ان من تعتبره والدها يرها وحشا، افجرت فى البكاء قائله: انت شايفنى وحش؟! شايف انى ممكن اضر حد بحبه، انت اخر واحد اتوقع انه يقول كده، ده انا كنت بعتبرك والدى، وكنت فرحانه عشان هقرب منك اكتر، بجوازي من عمار ليه حرام عليك ليه ليه...
وخرجت تجرى وهى تبكى، قام عمار لكن لم يستطع ان يجرى خلفها، فنظر الى والده بخيبة امل وحصره قائلا: حرام عليك ليه كده؟! دمرت حياتى مرتين، مره بسلبيتك وضعفك قدام اخوك، وسبته يتحكم فيا ويذلنى بفلوسك، ودمرتنى تانى دلوقتى، لما كسرت قلب الانسانه الوحيده اللى حبيتها، حرام عليك، دى كانت بتعبرك ابوها ليه كده ليه؟
لم يتحمل صفوت كلام عمار وشعر بتانيب الضمير وبدأ يبكى قائلا: سامحنى يا بنى انا مش عارف قولت كده ازى، بس خوفى عليك هو السبب سامحنى.
عمار وهو يبكى عليها متالما لاجلها: مش عارف هقدر اسامحك ولا لاء؟ بس دلوقتى لازم الحق ايثار بسرعه.
وتركه وخرج وهو يكاد تحمله قدمه، كانت ايثار قد عادت الى منزلها، لكن لم تستطع البقاء جمعت حقيبتها واخذت كل اشياءها وذهبت، واخذ مكان اختباءت به لعدة ايام، وبعدها سافرت الى القاهره، اما عمار بحث عنها فى كل مكان، ولم يياس ابدا، كان لديه يقين انه سيجدها، انهى موضوع سهيله وجمع كل ما ادخره من نقود، وذهب الى القاهره، على امل ان يجدها هناك.
عوده من الفلاش باك
عند نادين ومارك
استيقظت نادين وفتحت عيناها، فزعت عندما رات مارك الى جوارها، بدأت تتحس ملابسها وحجابها بيديها، حتى اطمأنت ان ملابسها كامله وحجابها سليم، فهدأت قليلا اغمضت عينها واخذت نفس وزفرته عدت مرات، كان مارك متستيقظ وراها عندما استيقظت، ولكنه تصنع النوم كى تطمأن، نظرت نادين على وجهه فوجدته احمر، فقلقت ان تكون حرارته ارتفعت مره اخرى فوضعت ظهر يدها على جبينه وعلى خده لتطمأن، ففتح عينه ونظر لها فابعدت يدها بسرعه قائله بتوتر: كنت بطمن على حرارتك بس الحمد لله مفيش سخونيه.
ابتسم مارك قائلا: لم تتكلمى بالعربيه لم افهم شئ.
تذكرت نادين انها تكلمت بالعربيه فوضعت يدها على جبينها وانزلتها قائله: اعتذر لم اركز جيدا ساقوم اعد لك الطعام لتاخذ دواءك.
مارك مبتسما: الن تصلى اولا؟
نادين متعجبه: ماذا اصلى... اه نعم ساصلى... ولكن ساضع لك الطعام تتناوله وانا اصلى.
مارك: لا صلى اولا واعدى الطعام لست جائعا.
فهزت نادين راسها بالموافقه دون كلام، دخلت الحمام توضاءت وخرجت نظرت لمارك قائله: هل يمكن ان تدير وجهك ولا تنظر على وانا اصلى؟
مارك متعجبا: لماذا؟
نادين متردده: لانى لن استطيع التركيز فى الصلاه وانت تنظر لى (فى عقلها) وكمان حرام بس لو قولتلك حرام مش هتفهم ده.
مارك: حاضر سافعل مدام هذا طلبك.
فادر مارك وجهه وبدأت الصلاه، كانت تشعر بتوتر رغم علمها انها لا ينظر عليها، ولكن وجدها معه يسبب لها التوتر، لكنها حاولت الهدوء قدر المستطاع، كان مارك يتمنى ان ينظر عليها فهو يريد ان يرى هذه الصلاه، ولكن احتارما لرغبتها لم يدر وجهه ابدا ناحيتها، حتى انتهت من الصلاه، نظرت على مارك وجدته ينظر الى الجه الاخرى، فابتسمت وقامت اعدت له الطعام واحضرته له قائله: اتفضل الطعام جاهز.
مارك: هل اكلتى؟
نادين: ماذا ساكل بعد ان تاخذ دواءك.
مارك: لا لن اكل حتى تاكلى انت ايضا، هناك شطائر فى هذا الكيس هل اكلتيها؟
واشار على كيس موضوع على الطاوله.
نادين: لا لم اكلها.
مارك عابسا: اذا لم تاكلى من الامس هيا احضريها وكليها.
نادين: سافعل ولكن كل انت ايضا وخذ دواءك.
مارك: احضريها وابدأى باكلها وساكل انا.
فقامت نادين احضرت الكيس وفتحته، واخرجت شطيره وبدأت فى تناولها، وبعد ان اكلت منها قطمتين قالت: هيا تناول انت ايضا طعامك.
مارك: هل يمكن ان اتزوق الشطيره؟
وضعت الشطيره لتخرج له واحده من الكيس، فاشار لها مارك قائلا: لا اريد التى معك.
نادين: لقد اكلت منها فخذ اخرى افضل.
مارك مبتسما: لا اريد التى اكلتى منها هل هذا ممكن؟
قدمتها له نادين قائله: تفضل كما تريد.
فاخذها مارك وبدأ يتناوله من مكان الذى كانت تتناول منه قائلا: كم هى رائعه.
وكان ينظر الى نادين ارتبكت نادين من نظراته، واخرجت شطيره اخرى، وبدأت فى تناولها دون كلام، تناول مارك شطيرته واكل الطعام الذى احضرته له، واخذ الدواء ونظر الى نادين قائلا مبتسما: اتعبتك معى كثيرا.
نادين: لقد فعلت لى الكثير وهذا اقل ما اقدمه لك.
مارك مبتسما: هل يمكن ان اطلب شئ اخر.
نادين: تفضل اطلب ما تريد.
مارك: اريد دخول الحمام ولكنى اشعر انى ان وقفت ساقع، فهل يمكن ان تساعدينى.
نادين متوتره: نعم ساساعدك حتى تصل الى باب الحمام.
مارك مبتسما: اوفق هيا اقتربى منى لاستند عليكى.
اخذت نادين نفس وزفرته وابتلعت ريقها وتحركت، جلست الى جواره فوضع يده حول رقبتها، وبدأ يقوم بصعوبه فقال: ضعى يدك خلف ظهرى لاستطيع التوازن.
فهزت نادين راسها بالموافقه بخجل، ووضعت يدها خلف ظهره، قام وقف وبدأ يتحرك ببطئ شديد، وفجأة مال الى الامام قليلا، كاد يقع فاسندته نادين بيدها الاخرى قائله: هل انت بخير؟
مارك: نعم ولكن فقدت التوازن قليلا، هل يمكن ان امسك فى ذراعك كى لا اقع؟
هزت نادين راسها بالموافقه، وقد احمر وجهها جدا من شدة الخجل، فبعد ان امسك ذراعها اصبح محتضن لها، اوصلته حتى باب الحمام، سند يديه على باب الحمام ودخل واغلق على نفسه، وقفت نادين بجاور الباب اسندت ظهرها على الحائط وهى تتنفس بصعوبه، وقلبها يدق بسرعه وكأن جسدها يخرج صهدا، بعد بعض دقائق خرج مارك قائلا: نادين اين انت؟
فنظرت اليه من جواره قائله: انا هنا هل شعرت ببعض التحسن الان؟
مارك مبتسما: نعم هل اقتربتى لاستند عليكى؟
تنحنحنت نادين بتوتر شديد واقتربت منه، وضع يده حول رقبتها ونظر اليها ففهمت انه ينتظر ان تضع يدها خلف ظهره فوضعتها، وامسك ذرعها ولكنه تحرك هذه المره بسرعه وقبل ان تجلسه على المرتبه، نظر لها قائلا: مملت النوم هل يمكن ان نبقى واقفين لبعض الوقت ونلف فى ارجاء الغرفه؟
وكان ينظر لها بترجى
فى غرفة فارس
كان فارس يجلس على كرسى قريب من خيمة ايثار، ويسمع صوت بكاءها ويشعر بالندم على ما قال، قام وقف واقترب قليلا من الخيمه، ونظر على القطع الذى احدثه بها، وراى القطع القديم الذى اصلحته ولم يستطع ان يقترب اكثر، ففكر ان يذهب يصالح اخته ويعود، فقد يجد طريقه يراضى بها ايثار، خرج من الغرفه وقف امام غرفة اخته ودق الباب قائلا: شهد انا فارس ممكن ادخل؟
شهد من الداخل حزينه: عايز ايه يافارس مش كفايا زعقتلى فى العربيه جاى تكمل.
فارس نادما: لاء طبعا انت اختى حبيبتي وميرضنيش انك تباتى وانت زعلانه منى، فجيت افهمك واراضيكى ممكن ادخل بقى؟ ولا هتسبينى على الباب للصبح.
شهد: خلاص ادخل.
فتح فارس الباب ودخل كانت تجلس على طرف السرير، جلس بجوارها وضع يده على ظهرها، ونظر لها قائلا: انا عارف ان معاكى حق تزعلى انى زعقت، بس هو كمان انسه جميله زيك تهزر، وفى معنا راجل غريب فى العربيه؟
نظرت اليه شهد بخجل قائله: اسفه مقصدتش بس يعنى هو صاحبك فمفكرتش انك هتزعل.
فارس مبتسما: هو صاحبى ده مش راجل؟ وبعدين يعنى ايثار اللى اشتغلت معاها بتقوله يا استاذ عمار، وانت تناديه باسمه كده ده ينفع يعنى؟
شعرت شهد بالخجل ونظرت الى الاسفل قائله: بصراحه ماينفعش انا اسفه، بس يعنى الكل بيتعامل معاه عادى جت عليا يعنى.
فنظر اليها قائلا: بجد بتكلمى جد؟
شعرت بالاحراج قائله: لاء بهزار انا اسفه، بس انا عارفه انك بتعتبره زى اخوك، فمتوقعتش انك هتتضايق، وانا اسفه مش هتتكرر تانى.
فضمها اليه وقبل راسها قائلا: هى دي اختى الجميله الحلوه المؤدبه، اللى بحبها واموت فيها كمان.
شهد سعيده: وانا كمان بحبك جدا بس ياريت تبطل عصبيه ونرفزه (بمزاح)الله يكون فى عونك يا ايثار دى مستحملاك ازى.
فضحك فارس ليدارى ما به من الم فهى محقه ايثار تعانى من غضبه الكثير
شهد مبتسمه: عارف يا فارس لو تبطل عصبيه ونرفزه تبقى زوج مثالى واخ تحفه وابن رائع.
فارس ضاحكا: على كده بقى انا دلوقتى مش نافع.
فضحكت قائله: لاء طبعا انت احسن اخ فى الدنيا، وماما ديما تقول انك احسن ابن فى الدنيا، بس العصبيه دى ممكن تخصرك كتير، لازم تبطلها او على الاقل تتحكم فيها شويه.
فكر فارس قائلا: عندك حق وده اللى هحاول اعمله الفتره الجايه، اسيبك بقى تنامى تصبحى على خير.
فقبلته فى خده قائله: وانت من اهله يا اجمل اخ فى الدنيا كلها.
فارس ضاحكا: ماشى يا باكشه.
وتركها وخرج عاد الى غرفته، لكنه لم يسمع صوت بكاء ايثار فقال فى نفسه: صوت عيطها سكت يارب تكون هديت ادخل اكلمها.
فاقترب من القطع الذى احدثه فى الخيمه، ونظر عليها فوجدها قد نامت من كثرة البكاء، وتنهنه وهى نائمه، فشعر بالحزن عليها ظل ينظر لها لبعض الوقت، وذهب استلقى على مرتبته، كانت قد اخرجتها له قبل ان تدخل الخيمه، ظل مستقظا لبعض الوقت، يفكر فى كل ما حدث حتى غلبه النوم، وفى الصباح استيقظ فارس نظر فى ساعة هاتفه فوجدها التاسعه، فقام مسرعا ليذهب الى الشركه فوقف بجوار الخيمه، ونادى على ايثار قائلا: ايثار... ايثار حبيبتي يالا اصحى عشان متاخرين.
فتحت ايثار عينيها بنعاس قائله: معلش اعملى النهارده اجازه.
فارس مازحا: مينفعش انت لسه متعينه جديد اجازه ازى بس.
ايثار فى حده: معلش اعملى استثناء.
شعر فارس بالغضب فى صوتها فقال: طب قومى صلى الصبح وكملى نوم.
ايثار: صليت الفجر وظبتلك المنبه رن وصحاك بعديا.
فارس حزبنا: متشكر ولو انى مش هاين عليا امشى واسيلك وانت زعلانه.
فلم تجيب عليه، فتنهد واكمل قائلا: طب انا همشى وهقول لماما وشهد انك قاعده عشان تستعدى للفرح بكره.
ايثار: لاء متقولش عشان انا هخرج اجيب شوية حجات.
فارس عابسا: حجات ايه وهتخرجى لوحدك ليه؟ استنى اما اروح معاكى.
ايثار فى حده: شكرا هروح لوحدى.
فارس غاضبا: مفيش خروج لوحدك مفهوم.
ايثار عابسه: مفهوم.
تركها وذهب الى الشركه، ظلت هى بغرفتها لم تخرج منها، حتى اتت شهد دقت الباب ودخلت، فقد اخبرها فارس ان ايثار لم تذهب معه، اقتربت شهد من الخيمه ونظرت على القطع الذى بها، والقطع الاخر الذى صلحته ايثار وتضايقت قائله: ايه ده مين اللى عمل كده؟
عند حاتم
اتصل حاتم بمراد لحظات واجاب قائلا: اهلا ياحاتم.
حاتم: اهلا بيك بقولك اكدت الحجز الطيران؟
مراد: اه الحمد لله عديت على المطار وحجزت التذاكر خلاص.
حاتم: هنركب طيارة الساعه كام؟
مراد: الساعه ١٢باليل بامر الله.
حاتم: طب تمام على اخر النهار كده، تيجى بعربيه نعدى نجيب نادين من المكان اللى هى فيه، ونطلع على المطار على طول.
مراد: تمام اتفقنا جهزو نفسكم وكل حاجتكم، وكلم نادين هى كمان تجهز حاجتها على نفس المعاد.
حاتم: تمام.
انهى المكالمه ونادى على ماهر قائلا: ماهر سيب الاكل وتعالى دقيقه.
ترك ماهى اعداد الطعام واتى اليه قائلا: اامرنى.
حاتم: الامر لله يا بنى اطلب اخت مراتك، واطلب تستننا باليل عشان تودينا المكان اللى فيه نادين، عشان خلاص هنركب طيارة الساعه ١٢ ان شاء الله.
ماهر: حاضر هكلمها دلوقتى.
امسك هاتفه واتص بسلين لحظات واحابت: اهلين ماهر كيفك.
ماهر: الحمد لله بخير والمشكله اتحلت خلاص وهنسافر النهارده باليل ان شاء الله
سلين بفرح: الحمد لله كتير فرحتلك والله.
ماهر: الحمد لله بصي اعملى حسابك، بالليل هنعدى عليك تودينا عند نادين، ناخدها ونطلع على المطار على طول.
فكرت سلين قائله: خلاص تمام انا بروح لها اليوم واحكى معها لا تاكل هم.
ماهر: طب خلاص اتفقنا.
انهى معها المكالمه وعاد الى المطبخ ليعد الطعام اما هى ظلت تفكر وتقول فى عقلها: بروح لها اخبرها واشوف شو راح نعمل بخلص الشغل اللى معى واروح.
عند مارك ونادين
كان مارك ينظر ل نادين بترجى، نظرت نادين لمارك نظره جعلته يخجل من نفسه قائلا: لم اقصد ما فهمتى انا حقا مللت النوم.
نادين رافضه: اعتذر منك لا استطيع.
هز مارك راسه بالموافقه دون كلام، جلس على المرتبه وضعت نادين عليه الغطاء، وجلست على المرتبه الاخرى بعد ان قلبتها على الوجه الاخر، بعد مرور بعض الوقت، دق باب الغرفه كانت سيرين تنادى قائله: افتحى نادين حبيبتى انا سلين.
فقامت وفتحت الباب لها دخلت سلين قائله: كيفك حبيبتي وكيف مارك.
نادين: الحمد لله بدأ يتحسن.
اقتربت منه ونظرت عليه قائله: الحمد لله تحسنت حالتك كثيرا.
مارك مبتسما: نادين اعتنت بى جيدا.
سلين: جيد لان نادين ستذهب اليوم، واتيت لاتحدث معكم بهذا الامر.
تفاجاء مارك وحزن قائلا: لقد قالت انها ستذهب غدا؟
سيرين: ستركب طائرة الثانيه عشر مساء.
مارك حزينا: فهمت.
نادين: ساستعد واجهز امتعتى.
سيرين: ما رايكم ارى ان الافضل ان تعودو الى منزل مارك، وتذهبى من هناك.
نادين: نعم هذا افضل وايضا لى بعض الامتعه هناك.
سيرين: جيد اذا ساتى لكم بعد ساعتين واخذكم الى الشقه، ولكن عليكم توخى الحذر كى لا يكون سليم يراقب الشقه، ويسبب لكم المتاعب.
نادين: لا مشكله ولكن هل ستستطيع انت يا مارك؟
مارك حزينا: نعم تحسنت كثيرا لا تقلقي على.
سيرين: جيد ساذهب الان واتى لكم بعد ساعتين، ام اتاخر قليلا.
مارك: لا الافضل بعد ساعتين، لكى تتمكن نادين من جمع اغرضها بحريه.
سيرين: الى اللقاء بعد ساعتين.
تركتهم سيرين وخرجت ظل مارك ينظر الى نادين بحزن، قامت نادين جمعت كل اغراضهم من المكان، وترتبت المكان واعادت كل شئ الى مكانه، اما مارك ظل جالس حزين لا يتحدث، حتى اتت سيرين وذهبا معها، اوصلتهم الى شقة مارك، وتركتهم وذهبت على ان تاتى تاخذ نادين مع وعمها، دخلت نادين جمعت كل اغراضها، ورتبت له الغرفه وخرجت، وضعت الحقائب فى البهو، وجلست تنتظر مجئ عمها وسيرين، جلس مارك بالكرسى المقابل لها وهو حزين قائلا: سيحزننى جدا فراقك.
نادين: ستعتاد عليه لا تحزن واهتم بصحتك ولا تهمل دواءك.
تنهد مارك قائلا: هل كنت ستتركينى لو مازلت مريضا؟
فكرت نادين قائله: لا اعرف ولكن لا اظن انى استطيع فعل ذلك.
مارك: الا يمكن تاجيل السفر يوم اخر؟
نادين: لا الافضل ان اذهب، فانت تعلم ماذا فعل سليم، ولا اريد ايقاعك بمشاكل اكبر، يكفي ما حدث لك بسببى.
مارك حزينا: اتمنى ان لا تذهبى وتبقى معى اكثر، ولكن هل يمكن ان اوصلك للمطار؟
نادين محرجه: لا مشكله وساعرفك على عمى.
مارك: هل يمكن ان اكلمك على الفيس بوك بعد ان تعودى الى مصر؟
نادين: ممكن.
فكر مارك قائلا: هل هذا اميلك الخاص؟
نادين: لا هذا اميل العمل الخاص بالشركه لكن لا يتحكم به غيرى لا تقلق.
فابتسم مارك قائلا فى عقله: كيف نسيت انها غريبة اطوار لو فعلت غير ذلك، لما صدقتها اتمنى ان اخبرها بمشاعرى، لكنى سانتظر.
وفجاءه دق جرس الباب كثيرا وبطريقه هستيريه فقاما الاثنين مفزوعين ليريا من بالباب.
فى الشركه عند فارس
كان فارس يجلس فى مكتبه غاضب من افعاله، ويشعر بالضيق لانه اغضب ايثار، دق الباب ودخل شاب عشرينى اقترب من المكتب قائلا: ايوه يا فارس بعتلى ليه؟
فارس: اقعد يا يوسف وهفهمك.
جلس يوسف فى الكرسى امام المكتب، قدم اليه فارس ملف قائلا: فاكر عمار؟
يوسف مبتسما: ايوه طبعا معقول انساه.
فارس: طب خد الملف ده اقراءه كويس، وقولى ايه رايك فى المشروع ده.
يوسف: تمام بس ايه علاقة عمار بيه؟
فارس: عمار هو اللى مقدمه لنا عايز يشركنا بيه، فعايز رايك بمنتهى الحياديه ماشى.
يوسف: تمام ولو انى مظنش انه هيجيب مشروع وحش، وهو كان كلمنى عن مشروع قبل كده، لو هو ده يبقى فرصه ذهبيه لنا، لانه مشروع جامد جدا، وماكسبه عاليه قوى من كل النواحى.
فارس: تمام شوف الملف وادرسه كويس، ورد عليا ومتنساش تيجى الفرح بكره.
يوسف: معلش اعفينى انا انت عارف بابا فى المستشفى، وانا اللى ببات معاه، وبعدين ملحوقه اجيلك فى الفرح ان شاء الله، هسيبك بقى تشوف شغلك، واشوف اللى وريا سلام.
تركه وذهب رجع الى الخلف، واسند راسه على ظهر الكرسى قائلا: مش عارف اعمل ايه المشروع فعلا مكسب كبير، بس وجوده هنا معايا وايثار موجوده هيجننى، اعمل ايه دلوقتى؟
تااابع ◄ لست مميزاً