-->

رواية لست مميزاً الفصل الثامن

 

 عند ايثار وشهد
خرجت ايثار من الخيمه قائله: اخوكى مين يعنى اللى هيكون قطعها.
تضايقت شهد قائله: معلش هو كان متعصب امبارح جدا بس متوقعتش انه يتخانق معاكى.
ابتسمت ايثار قائله: عصبيته دى بقت مشكله.


شهد: عندك حق بس هو طيب جدا وهتلاقيه بعد شويه جاى يصلحك.

ايثار: انا عارفه بس مش معقول هنقضى حياتنا كده؟!كل يوم خناق، لازم يتحكم فى غضبه ويفهم ان ده بيخصره.
فكرت شهد قائله: بصراحه عندك حق، وانا معاكى فى ده، بس هو مع الوقت هيتغير.
ايثار: اتمنى ده، ربنا قادر على كل شئ.

كانت شهد تشعر بالخجل فهى تظن انها سبب عصبية فارس فنظرت اليها فى خجل قائله: هو بصراحه امبارح كان عنده حق، انا زودتها فى الهزار شويه، مكنش المفروض اهزر وعمار موجود.
ايثار متعجبه: انا فكرت ده عادى، لانكو بتعتبرو واحد من العيله.

شهد: بابا وماما بيحبو فعلا وبيعتبرو واحد من العيله، لكن التعامل بنا كان فى حدود، وعمرنا مهرجنا ولا كده، عمار اصلا مجاش عندنا غير كام مره، بس بابا شياله جميله انقاذ فارس من البنت بتاعت الجامعه.
ايثار: هو الموضوع كان كبير بقى؟

شهد: كبير قوى، فارس كان عاوز يتجوزها، وبابا وقتها حس ان فارس كان ممكن يعمل اى حاجه بس يتجوزها، وخاف عليه فوافق على الموضوع، واتكلم مع عمار لانه اقرب صاحب لفارس، وعرف منه ان البنت سبكه الدور على فارس، وهو هيمان خالص، واتفق معاه انه يلعب عليها ويخليها تبعد عن فارس، وفعلا البنت اول ما شاور لها عمار سابت فارس، وقتها فارس اتخانق مع عمار خناقه كبيره قوى، وفضلو متخصمين لفتره، وعمل مشكله لعمار وبعت لباباه صور لعمار مع البنت، وده كان سبب تعجيلهم بجوازه.

ايثار: طب ليه عمى فهمى مكلمش عمى صفوت وقاله الحقيقه؟
شهد: عمار رفض وقال انه موافق اصلا على جوازه من بنت عمه، ومعندوش مشكله وان باباه عارف الحقيقه.
ايثار: طب امال اصطلحو مع بعض ازى؟
شهد: هما اخدو وقتها فتره متخصمين، وعشان كده فارس محضرش فرح عمار، وبعد كده فارس فاق وشاف البنت على حقيقتها، وعرف ان عمار عمل كده عشان مصلحته، وسامحه واتصالح معاه.

ايثار فى عقلها: مسكين يا عمار. (وتنهدت بالم )
شهد: بقولك ايه سيبك بقى من الكلام ده، ما تيجى معانا نخرج، هنروح عند بيت عمى هنقعد قعدة بنات، صاحبتهم جاين وهيبقا يوم جميل.
ايثار: معلش بلاش هتكسف، معرفش حد منهم، وكمان مليش انا فى الحجات دى قوى.
شهد: خلاص اللى يرحيك، بس بلاش تفضلى حبسه نفسك كده، تعالى افطرى معنا انا وماما.
ايثار مبتسمه: ماشى يا ستى هاجى معاكى.

شهد متعجبه: انما قوليلي انا كل ما ادخل الاوضه الاقيكى بالحجاب، هو انت مش بتقلعيه حتى فى اوضة النوم؟
ايثار: فى الطبيعى طبعا بقلعه، لكن اخوك موجود فمش هقلعه.
شهد مستنكره: ايه ده انت عبيطه... سورى يعنى... بس فارس جوزك مش حرام عادى ايه الافوره دى!
ايثار: مش موضوع افوره، الاتفاق اننا مخطوبين مش متحوزين، وكمان انا مستريحه كده.
شهد مازحه: شكلك قرعه ومداريه علينا اعترفى يالا.
ايثار مبتسمه: ايوه انا قرعه واخوكى بقى جوز القرعه، وهطلعلك بالليل وارعبك عوووو.

فضحكتا الاثنتين
شهد مازحه: مش هتعرفى انا مش هبات هنا، هبات مع بنات عمى ااااه.
فكرت ايثار قائله: ايه ده بجد طب ممكن طلب؟
شهد: طلب ايه؟
ايثار: هقولك بس قوليلى الاول، انت هطلعى على الخطوبه كده من هناك؟
شهد: انت نسيتى ولا ايه احنا هنكون فى الكوافير، احنا حجزنا ليكى معنا.
ايثار: كوفير ايه؟! بس انا مش هعمل شعرى.

شهد ضاحكه: شكلك قرعه بجد... هتيجى بردو حتى لو قرعه، ده كوفير ستات بس، ممنوع الرجاله، وكمان العرسان هيجو ياخدكو من هناك، يعنى هتيجى.
شهد: اه كده فهمت خلاص، ماشى هبقى اجيلكم على هناك على العصر كده.
شهد: خلاص ماشى هنبعتلك العربيه يلا بقى عشان ننزل نفطر مع ماما.
ايثار: ماشى يلا وهقولك اللى عايزه منك واحنا نزلين.

عند مارك ونادين
اقترب مارك من الباب ينظر ليرى من بالباب، فاخذ نفس وزفره واشار لنادين، ان تطمأن وفتح الباب، اقتربت نادين وقفت تستمع الى الحديث بينه وبين جاره
مارك: هل هناك شئ؟

الجار: بعد ان ذهبت انت وصديقك بعدات ساعات، اتى الشخص الهمجى الذى كان يدق على الباب، وظل يدق على الباب ولم يذهب، الا عندما اخبرناه انك ذهبت، وعندما رايت ضوء فى الشقه، خفت ان يكون هو قد اتى واستطاع فتح الباب ودخل، لهذا طرقت الباب بهذه الطريقه.
مارك: شكرا لك، لقد عدت ولا اعتقد ان هذا الشخص سياتى مره اخرى، اطمأن.
الجار: جيد انك طمأنتنى فانا لا اريد رويته مره اخرى.

دخل الجار الى شقته واغلق الباب، واغلق مارك الباب ونظر الى نادين، التى كانت تقف على بعد مسافه منه قائلا: لا تقلقى.
وظل ينظر لها لبعض الوقت، ثم بدأ يفقد توازنه، فاستند على الحائط، فاقتربت منه نادين قائله: سيد مارك هل انت بخير؟
فلم يجبها وترنح اكثر وكاد يقع، فاسرعت اليه وامسكت به قبل ان يقع، وضع ذراعيه حول ظهرها واغمض عينيه وتنهد قائلا فى عقله: ليتنى استطيع ان ابقى هكذا لاطول وقت ممكن، ساشتاك لكى كثيرا.

كانت نادين تمسك به بقلق شديد وهى تقول: سيد مارك اجبنى رجاءا هل انت بخير.
فلم يجبها مارك وظل ممسك بها بين ذراعيه، فازادا قلقها قائله: سيد مارك راجا اجبنى هل اتصل بالطبيب، هل انت مستيقظ ماذا حدث لك.
فتمسك بها مارك اكثر كانه يضمها اليه، فتضايقت نادين فهى لا تفهم هل هو متعب ام يحتضنها، فقالت فى حده: سيد مارك اجبنى من فضلك، والا سافهم انك لست متعب وانك تتعمد ذلك.

ففتح مارك عينيه وتنهد بالم قائلا: لا تقلقى انا بخير لكن لم استطع التوازن، ساعدينى للجلوس فقط.
نادين: فك يديك عن ظهرى لاستطيع الحركه واساعدك.
مارك: دقيقه فقط اتمالك نفسي وافك يدى.

فتمسك بها اكثر واخذ نفس كانه يستنشق راحتها، وفك احدى يديه وسند بها على الحائط، فتحركت نادين واعتدلت، وضعت يد خلف ظهره، وبدأا يتحركا معا حتى وصلا الى الاريكه، جلس مارك ونادين الى جواره، اسندته على ظهر الاريكه، وامسكت مسند صغير وضعته الى جواره، وقامت احضرت اخر، وضعتها سندت بيها جنبه الاخر، وجلست على الكرسى الى جواره، فقلبها يدق بسرعه وتشعر بتوتر شديد وارتباك، فهى تشعر انه كان يحتضنها وليس متعب، وتشعر بغضب من هذا ولكن لا تستطيع ان تتحدث، فقد يكون متعب حقا، وهذا سيزيد من المه، فظلت صامته للحظات وهى تهدأ نفسها، ثم قامت لتعد له الطعام، ظل هو مكانه يتابعها بعينه دون اى كلام، حتى انتهت واحضرت له الطعام ووضعته امامه قائله: سيد مارك هيا تناول الطعام كى تاخذ دواءك.

فبدا مارك تناول الطعام دون اى كلام، وهو ينظر لها كانه يحفر صورتها داخله، انتهى من تناول الطعام، واخذ الدواء ونظر لها قائلا: هيا تناولى الطعام انت ايضا.
نادين: شكرا لا اريد الان ساكل عندما اجوع.
مارك بحزن: ساشتاق لك كثيرا لم اكن اتخيل ان ذلك.

فارتبكت نادين قائله: لا داعى لهذا الكلام، سنفترق بعد قليل ولن نتقابل مره اخرى، وماكد انك ستنسانى.
مارك بحب: لن انساكى ابدا، وايضا سنتلتقى قريبا، وانت هل ستنسينى؟
تلجلجت نادين وزاد ارتباكها قائله: لا اظن انه يمكننى نسيان هذه الايام ابدا.
ابتسم مارك قائلا: اي انك لن تنسينى، كنت متاكد من ذلك.

نظرت نادين للاسفل ولم تجيب وظلا جالسين، كان مارك ينظر لها ولا ينزل عينه من عليها، وهى ظلت تنظر الى الاسفل دون كلام، فهى كانت غاضبه وتشعر بالاستياء، وكلما تذكرت انه كان ممسك بها كانه يحتضنها، تشعر بالغضب، حتى اتت سيرين دقت الباب فتحت لها نادين
سيرين: اهلين حبيبتي يلا بينا عمك ناطرك بالسياره (، ونظرت الى مارك )كيفك مارك؟
مارك: بخير انتظرا ساتى معكم ساوصلها الى المطار.

توترت نادين قائله: لا داعى انت متعب وقد يزيد هذا عليك المرض.
سيلين: نادين معها حق سيد مارك الافضل ان تبقى.
مارك باصرار وهو ينظر لها: لا اريد ان ابقى معها لاخر وقت.

شعرت نادين بحرج شديد ونظرت الى الاسفل من الخجل، وفهمت سيلين ان هناك مشاعر داخل مارك لنادين، ففكرت للحظات وقالت: لا اعرف سيد مارك، لكن نعرف ماذا سيكون رد فعل عم نادين عندما يراك.
مارك: لا اظن انه سيتضايق فانا لم اضايق نادين.

اغمضت نادين عينيها وفتحتهم، واخذت نفس وزفرته، فهى تحمل هم اخبار عمها بالامر، وقد يكون قدوم مارك حلا لذلك فقالت: لا مشكله تعالى معنا سيد مارك، من الاساس انا ساخبر عمى والافضل ان تاتى
هيا بنا.
نزلو جميعا معا، كانت نادين تحمل حقيبتها وتسير فى المنتصف، بين مارك وسيلين حتى وصلو الى باب السياره، وعندما راى حاتم مارك نظر له ولنادين متتعجبا: مين ده يا نادين؟

عند فارس فى الشركه
دق الباب ودخل عمار لم يرى ايثار مع فارس، فنظر بعينه يبحث عنها ولكنها غير موجوده، فجلس بالكرسي امام المكتب قائلا: يا ترى اخبار المشروع ايه شوفت دراسة الجدوى؟
فارس: اه تمام بس انت عارف ان المواضيع دى مش بتتاخد كده، لازم ندرسها كويس، هندهلك مدير المشروعات يتكلم معاك.
امسك فارس هاتف واتصل بيوسف وطلب منه الحضور.

كان كلا منهم يتحاشى الحديث مع الاخر، لحظات واتى يوسف دق الباب ودخل، فقام عمار سعيدا: سوفه حبيب قلبي واحشنى.
احتضنه يوسف قائلا بسعاده: عموره حبيبي وحشانى جدا فينك يا بنى، يعنى كده الدراسه تخلص ومنشوفكش تانى.
عمار مبتسما: معلش بقا انت عارف الشغل، وعمى مصدق انى رجعت وساب كل الشغل عليا، وحصل شوية مشاكل كده نبقى نحكى فيها بعدين.
فارس: عن اذنكم انا دقيقه هروح الحمام واجى.

تركهم وذهب واكملا حديثهما
نظر يوسف الى عمار قائلا: كده بقى هتبقا معنا فى القاهره، يبقى هنتقابل كتير وهنتجمع زى زمان.
عمار مبتسما: ان شاء الله، بس قولى شوفت الورق بتاع المشروع.
يوسف سعيدا: اه شوفته ومبدائيا كده المشروع اللى مقدمه تمام، بس انت عارف بقا الشغل شغل.
عمار: اكيد طبعا انت لو متعملتوش كده انا اخاف اشتغل معاكو.
يوسف مازحا: ايه ياعم هتبداها من الاول ولا ايه؟
عمار ضاحا: ايه.

يوسف: انما قولى اخبارك ايه خلفت عيال تانى ولا لسه؟
ابتسم عمارابتسامه حزينه قائلا: لاء انا سبت مراتى طلقتها، وعشان كده هعيش هنا فى القاهره.
يوسف حزينا: لا حول ولا قوة الا بالله، ربنا يصلحلك الحال.
عمار مبتسما: سيبك من الكلام ده، قولى اخبارك انت ايه اجوزت ولا لسه؟
يوسف: لسه بابا تعبان شويه اليومين دول، اول مايفوق كده هبداء اشوف بنت حلال كده، وربنا يسهل ان شاء الله.
عمار: ربنا ييسرلك الخير.

يوسف: طب بص عشان معطلكوش، انا هدرس المشروع كويس وهرد عليك خلال الاسبوع الجاى تمام.
عمار: تمام.
رن هاتف فارس فامسكه عمار ونظر به قائلا: ده فارس نسى تليفونه، دى خطبيته بترن عليه.
يوسف: سيبه ولما يجي يبقا يكلمها هو.
عمار وهو ينظر على الرقم ليحفظه: اه معاك حق.

وضع عمار الهاتف مكانه، اتى فارس مسرعا وامسك الهاتف واخذه، اشار لهم انه سيجيب وخرج ليتحدث فى الخارج.
قام يوسف قائلا: طب انا همشي بقى، عشان عندى شغل كتير، ونتقابل يوم الحد ان شاء الله، ونتكلم فى الرد النهائي
عمار مبتسما: تمام اتفقنا.

خرج يوسف وعاد الى عمله، اخرج عمار هاتفه وسجل رقم ايثار باسم حبيبتي، وبدأ يبحث عن وتساب لهذا الرقم، فابتسم عندما وجد له، اما فارس كان يتحدث مع ايثار قائلا بسعاده: حبيبتي كنت متاكد انى مش ههون عليكى وهتكلمينى.
فلم تجيب ايثار فقال مره اخرى: شكلك لسه زعلانه بس مدام اتكلمتنى يبقا هتسامحينى.
ايثار فى جمود: انا عايزه اخرج اجيب حاجات ممكن.
تلاشت البسمه من على وجه فارس قائلا: يعنى انت متصله عشان كده بس.
ايثار: ايوه.

فارس غاضبا: مفيش خروج مفهوم، ولما اجيلك ابقا اخدك ونروح نجيب اللى عايزاه مع السلامه.
وانهى المكالمه بغضب اخذ نفس وزفره، ورسم ابتسامه مصطنعه على وجهه، ودخل الى عمار فى المكتب قائلا: يوسف مشى ليه؟
عمار بتعجب من ابتسامته الغربيه: عادى خلص ومشي وانا كمان ماشى، هروح لبابا الفندق وبعدين اروح عن اذنك.
فارس متحديا: ماشى اعمل حسابك بكره انت اللى هتسوقلى العربيه، انا وايثار مش انت صاحبى ولا ايه
تنهد عمار قائلا: ايوه طبعا صاحبك، بس انت اصلا اللى نسيت مش انا سلام.

وتركه وخرج وهو غاضب، رن هاتف فارس فنظر به وجدها والدته فاجاب قائلا: ايوه يا ماما.
ايمان: مال صوتك يا حبيبي انت متضايق؟
فارس: لا ابدا بس مصدع شويه.
ايمان: اصل كنت عايزك تيجى لنا عند محل الجوهرجى عشان تشترى شبكه لايثار.
فارس: حاضر هروح اجبها من البيت واجيلكم.
ايمان: لاء خليها لها مفجاءه تعالى لوحدك.
فارس: حاضر نص ساعه وهجيلك، مش انت عند نفس الجوهرجى اللى متعودين عليه؟
ايمان: ايوه.

انهى فارس المكالمه وخرج ركب سيارته وتحرك، لم يذهب عمار الى والده كان يشعر بغضب شديد، ففكر ان يذهب له ليلا، وعاد الى الملحق ليرتاح قليلا، دخل الحديقه واقترب من الملحق، وراى ايثار تقف فى الحديقه وتعطيه ظهرها

عند سليم فى فرنسا
دخل عليه جون غاضبا كان هو نائم، وحوله بعض زجاجة الخمر بدأ يناديه ويهزه، لكن دون جدوى، فاحضر ماء وسكبها على راسه فاستيقظ غاضبا وهو يقول صارخا: ايه الغباء ده حد يصحى حد كده؟
جون غاضبا: لم افهم ماقولت ولكن انت غبى اضعت اخر فرصه لنجاتك.
سليم عابسا: هل عرفت مكان نادين؟

جون: نعم واتصل بك منذ عدت ساعات، لاخبرك تلحق بها فقد عادت الى شقة مارك كما توقعت.
لم يفم سليم مقصده قائلا: هل وضحت كلامك؟
جون: عندما اخبرتنى انا ابحث عن نادين، فكرت انها قد تعود الى شقة مارك، لاخذ باقى متعلقاتها، فبعثت من يراقب الشقه، وعندما اخبرنى بمجيأهم اتصلت بك لاخبرك، لكن دون فائده لم تجيب وظللت اتصل حتى مملت فجأت اليك.

انتفض سليم من مكانه قائلا: طب يلا بسرعه عشان نلحق نمسكها، دى سنتها سوده بس هى تقع فى ايدى.
جون: انتظر حتى اتصل بالمراقب لتاكد انها مازلت بالشقه.
سليم: سادخل اخذ حمام حتى تنتهى من المكالمه حتى لا نتاخر.
دخل سليم الى الحمام اخذ حمام وخرج بالملابس الداخليه وبدأ يرتدى ملابسه قائلا: ماذا اجابك؟
جون غاضبا: تاخر الوقت، اتت سياره لتاخذهم الى المطار ولن نلحق بهم.

خبط سليم بقبضة يده على الحائط من الغضب قائلا: انا غبى ضيعت اخر فرصة نجاه ليا.
جون: اسمع لم يعد بقاءك هنا امنا، يجب ان تخرج ساجلب لك ثياب وادوات تنكر، لتسطيع الخروج والاختباء فى مكان اخر.
سليم: فتره فقط حتى تجد لى طريقه للعوده الى مصر.
جون: هذا الامر يحتاج الى المال، فكر كيف ستحضره وبعدها نجد الطريقه.
اخذ نفس وظفره غاضبا: سافكر فى الامر.
وكان ينظر باصرار ومكر

عند مارك ونادين
اقترب مارك من السياره ومد يده لحاتم قائلا: اهلا بك انا مارك صديق سيلين، استضفت نادين بشقتى الفتره الماضيه.
فنظر حاتم لنادين قائلا: ترجمى اللى قاله يا نادين.
نادين: ده مارك يا عمى صديق سلين استضفنى عنده طول الفتره اللى فاتت (ونظرت الى مارك) عمى لا يعرف الفرنسيه.
صدم حاتم ونزل من السياره، ونظر الى نادين وسلين غاضبا: انت ازى تقعدى نادين عند راجل غريب؟ وليه مقولتيش بعدها؟ وانت كمان يا نادين خبيتى عليا ليه؟ؤعنى بنت اخويا تبقى قاعده فى بيت راجل غريب وانا معرفش.

شعرت سيرين بالحرج الشديد فهى لم تتوقع ان يغضب قائله: ما كان عندى حل تانى ومكنت اقدر اقولك بعدها، لانك كنت هترفض، وممكن تعمل مشكله وكمان ان بثق كتير بمارك، وبعرفه كتير انسان محترم، وبعتذر لو ضايقتك بهالامر.

نظرت نادين الى الاسفل من الخجل قائله: معلش ياعمى مكنش فى مكان تانى، وكمان استاذ مارك شخص محترم زى ما قالت سيلين، وهو ساعدنى وقف جنبى، وانا اسفه جدا انى خبيت عليك بس كنت خايفه اقلقك عليا.
ظل حاتم غاضبا يخبط على السياره بيده، وهو يجز على اسنانه ونظر لهم قائلا: طب على العموم خلاص الموضوع انتهى دلوقتى، وخلاص ربنا حلها من عنده، هشكر مارك ونمشي.

ونظر الى مارك قائلا: سيد مارك هل تعرف الانجليزيه؟
مارك: نعم.
حاتم: اشكرك على اعتناءك بنادين طوال هذه الفتره.
ابتسم مارك قائلا: لا داعى للشكر فقد تعلمت الكثير من نادين، وتعرفت منها على هذا الدين، الذى من كثرة حبها له احببته.
فهدأت كلمات مارك بعض غضب حاتم فابتسم له قائلا: اسعدتنى كلماتك وسعدت بمعرفتك سيد مارك، وكنت اتمنى ان اتعرف عليك فى ظروف افضل من ذلك، وحتى لا يمكننى البقاء معك اكثر، فعلينا الذهاب للحاق بالطائره.

نظر اليه مارك مترجيا: هل تسمح لى بتوصيلكم الى المطار رجاء.
شعر حاتم بالحرج من طريقته المهذبه قائلا: الحقيقه ان السياره ممتلئه...
قاطعه مارك: لا مشكله معى سيارتى ساوصلكم بها واعود.
هز حاتم راسه بالموافقه قائلا: لا مانع.

اشار لهم على مكان السياره، وذهبو اليها وركبوها، بعد ان اخبرو مراد وتحركت بهم، وفى السياره قصت نادين كل ماحدث فى هذه الفتره، وما فعله من اجلها مارك، وصلو المطار نزلو جميعا، سلمت نادين على سلين قائله: مهما شكرتك مش هيوفيكى حقك بجد انت ونعم الصديقه.
ابتسمت سيلين قائله: انا سعيده حبيبتي انى اتعرفت على واحده متلك، متمسكه بدينها وعمرها ماتتنزل عنه ابدا، حتى فى اصعب الاوقات، اتمنى تكون كل فتاه مسلمه متلك.

احتضنتها نادين قائله: ايه الكلام ده تعرفى انك هتوحشينى قوى، لو جيتى مصر فى يوم لازم تيجى عشان اشوفك.
سيلين سعيده: اكيد حبيبتي باجى مخصوص مشان اشوفك.
نظرت الى مارك قائله مبتسمه: اشكرك على كل ما فعلت لاجلى، واتمنى ان يهديك الله الى الحق.

نظر اليها مارك وامتلاءت عينيه بالدموع قائلا: لا اريدك ان تذهبى، ولكن اعرف ان هذا صعب، ولكن اعدك انى ساتى اليكى قريبا.
فابتسمت نادين ولم تجيب، اقترب حاتم منها وسلم عليه قائلا: كل كلمات الشكر لن تكفى حقك، على ما فعلت من اجل نادين.
مارك مبتسما: كل كا فعلته لها قليل، امام اعتناءها بى فى مرضى ورعايتها لى.

فربط على كتفه وهز راسه تحية له، ونظر الى سيلين وهز راسه تحية لها ايضا قائلا: ومتشكر ليكى على تعبك معايا واسف لو اتعصبت عليكى.
سلين مبتسمه: مافى دعى للشكر ماهر جوز اختى ومتل اخى، وهيك اقل شئ اقدمه اله، ونادين انسانه جميله حبيتها كتير، وانبسط انى اتعرفت عليكم.
حاتم بابتسامه: واحنا كمان سعدا جدا لتعرفنا بيكى.

وسلمت على ماهر وودعته وودعتهم جميعا، كان مارك ينظر على نادين بالم لفرقها، وظل واقفا يراقبها بعينه حتى اختفت من امامه، تماما شعرت سيلين به، وبالالم الذى يشعر به، فربطت على كتفه مبتسمه: مارك الافضل لك ان تنسها فهى لن تكون لك.
مارك حزينا: لماذا الن تقبلنى لو دخلت هذا الدين؟

سيلين: ستقبلك ولكن ان دخلته عن اقتناع وحب، ولكن غير ذلك لا داعى للمحاوله.
فكر مارك قائلا: معكى حق هيا بنا ساوصلك واعود الى منزلى.
ركبا معا السياره اوصلها مارك الى منزلها، وعاد الى شقته، ساقته قدمه الى غرفة نادين، جلس على طرفه وبدأ يضع يده عليه، وكانه يتلمس اثرها عليه بشوق وحنين لها، اما نادين دخلت معهم وانتهو من الاجراءت، وركبو الطائره كانت نادين تشعر بالم داخلها ولكن لا تفهم سببه.

عند ايثار
كانت ايثار تقف فى الحديقه غاضبه، بسبب رفض فارس ان تخرج، راها عمار وهى تقف وظهرها له فاقترب منها قائلا: ايثار ممكن اتكلم معاكى؟
فالتفت ونظرت له قائله عابسه: معلش يا عمار انا اسفه، ملوش لزوم الكلام اللى بنا خلص خلاص.
اقترب عمار واصبح بينه وبينها خطوتين قائلا بحب: لاء مخلصش حبى ليك لسه موجود، حبك ليا لسه موجود يبقى لسه مخلصش.

ايثار وهى تهرب من النظر له: لاء لما تكدب عليا يبقى خلص، لما ابوك يرفض جوزنا يبقى خلص، لما قلبى يوجعنى بسببك يبقى خلص.
عمار متألما: انا مقدرش اتحمل انى اكون سبب فى جرح صباع من صوبعك، ازى اتسبب فى جرح قلبك ووجعه، انا مكدبتش عليكى فى كلمه واحده، ولو سالتى فارس هيقولك انى كنت مطلقها وانها كدابه.

ايثار وهى تنظر الى الاسفل: حتى لو صدقتك مش هقدر اتجوزك وعمى صفوت رافض، مش هقدر اتحمل نظراته ليا صعب عليا.
عمار متالما: ممكن تبصى لعنيا وانت بتتكلمى، عايز اشوف الكلام فى عنيكى، لانها عمرها ماهتكدب عليا.
ايثار وامتلاءت عينها بالدموع: مقدرش لانى على اسم راجل تانى، ونظرتى ليك حرام وكلامى ده كمان معاك حرام، ليه بتعذبنى وتعذب نفسك انسانى بقا وارتاح.

عمار وامتلاءت عيونه بالدموع هو الاخر قائلا: ياريت كنت اقدر بس بجد معرفتش انساكى، نسيت نفسى ولا نسيتكيش، انا سلمتك قلبى ومش عايزه، حتى لو هتكونى لغيرى، هفضل احبك بردو ومش هحب غيرك.
تصاقطت الدموع من عين ايثار قائله: ليه بتعمل فيا كده ليه بتعذبنى ليه حرام عليك.
تصاقت الدموع من عين عمار قائلا: انت اللى مصره تعذبينى وتوجعى قلبى، رغم انك بتحبينى واكبر دليل على كده مش عايزه تبصيلى، خايفه عنيكى تفتن عليكى.

اغمضت ايثار عينها بالم وفتحتهم وتنهدت قائله: كفايا بقا يا عمار ريح نفسك، عمرى ما هكون ليك خلاص، كل شئ راح انسى ومتعذنيش معاك.
ابتلع ريقه متألما ودموعه تنهمر: بصى لعنيا مره واحده وانا همشي، ومش هكلمك تانى، بس اشوفهم وحشونى قوى، نفسي اضمهم بعيونى.
تنهدت ايثار وهى تحاول ان تمنع الدموع من النزول: مقدرش مقدرش.
عمار متالما: طب وحياة عمار عندك.
فنظرت اليه نظره سريعه وابعدت عينها بسرعه قائله: امشي بقا وانسانى.

عمار متالما: انا همشى بس مش هنساكى، ولا هفقد الامل انك هتسامحينى، لانك عنيكى فى النظره السريعه دى، قالت كلام كتير قلبى حاسه وفهمه.
اغمضت ايثار عينها بالم وتنهدت، وظلت تنظر الى الاسفل، وظل هو ينظر لها وهو يرجع الى الخلف بظهره، على امل ان تنظر له، وقبل ان يدخل اراد ان يرى ابتسامتها التى اشتاق لها كثيرا، فامسك هاتفه وشغل اغنية عمرو دياب ( ده لو اتساب لا ده انا يجنى تعب اعصاب ) فابتسمت ايثار عندما سمعتها ونظرت تجاهه فتلاقت عيناهم فتنهد قائلا بهمس: وحشتينى.

فلم تتحمل ايثار وتحركت بسرعه ودخلت الى الفيلا، وقفت خلف الباب وهو مفتوح، تاخذ نفس وتخرجه كى تهداء دقات قلبها، واذا بيد تمسك ذراعها فالتفت بغضب قائله: سيب ايدى.
وتفجاءت عندما راته فارس قائله: فارس انت جيت امتى؟
فارس غاضبا: امال انت كنت فاكره مين ها؟ومين اللى عندو الجراءه انه يمسك ذراعك كده ردى؟

ايثار متوتره: الباب مفتوح وطبيعى انى اتخض، وخصوصا ان مفيش حد غيرى وانت رفضت انى اخرج.
فارس مستأً: يعنى ماكنتيش بتتكلمى مع عمار؟
فتركته ايثار وصعدت الى الاعلى دون ان تجيبه، فصعد خلفها دخلت الغرفه دخل خلفها واغلق الباب، واقترب منها وضمها الى صدره واخذ نفس وزفره قائلا: انا بحبك جدا وبغير عليكى، ومش متحمل فكرة ان حد غيرى بيفكر فيكى، ده بيجننى بخيلينى هولع اعذرينى وسامحينى.

ابتعدت عنه ايثار قائله: بس ده مايدكش الحق انك تغضب كل شويه، وتتخانق معايا بسبب ومنغير سبب.
فارس: انا عرف ان معاكى حق، بس انت كمان مريحتنيش وحكيتيلى اللى حصل بينك وبين عمار وده هيجننى.
ايثار عابسه: محصلش حاجه بينى وبينه، هو طلب منى الجواز وبعد ما كنت هوافق رفضت، مفيش اكتر من كده.
فارس غاضبا: امال ليه وشك جاب الوان وتوترتى لما اشتغلت الاغنيه فى المره الاولى، وعملتى نفس الشئ فى المره التانيه؟

ارتبكت ايثار وتلجلجلت قائله: كان فى ذكريات بينا للاغنيه دى، حصل موقف ولما اشتغلت افتكرته ده كل اللى حصل.
غضب فارس لانه شعر انها تخفى عنه الحقيقه قائلا: يعنى فى بينكم ذكريات، وطبعا هو بيشغلها عشان يفكرك مش كده، وانا الحمار اللى فى النص.
ايثار غاضبه: انا تعبت من الخناق والزعيق، وكده مش هينفع خلاص، اسمع يا فارس ان مكنتش هتبطل الاسلوب ده، يبقى ملوش لزوم نكمل مع بعض، بعد فرح بكره كل واحد يروح لحاله، وكده ابقى نفذت اتفاقى معاك.

فارس غاضبا: انا لغيت الاتفاق ده من زمان، ومش هسيبك وانسي بقى انك ترجعى لعمار انت فاهمه.
ايثاروهى تبكى: انا قولتلك قبل كده انا عمرى ما هكون لعمار، لان ابوه مش موافق على جوزنا، وانا مش هتجوز واحد من غير رضا ابوه انت فاهم.
صدم فارس قائلا: يعنى انت بتحبيه وهتسيبيه عشان كده؟ وليه عم صفوت رافض ده بيحبك وبيقول انك زى بنته؟
ايثار وهى تبكى: لاء وكمان عشان هو كداب، كدب عليا وقالى انه طلقها وهو مطلقهاش كداب غشاش.

سكت فارس للحظات فهو يعرف انه صادق وطلقها بالفعل اخذ نفس وزفره قائل: يعنى لو مش كداب كنتى اتجوزتى صح.
ايثار وهى تبكى: كفايا بقا اساله انا تعبت ارجوك كفايا خناق، ممكن ناخد هدنه لحد بكره بعد الفرح.
فكر فارس قائلا: موافق بس بشرط هتحكيلى كل اللى حصل بينك وبين عمار وبالتفصيل.

اغمضت ايثار عينها وقبضت على يدها وتنهدت قائله.: هحاول لان الموضوع صعب ومؤلم قوى (واكملت فى عقلها) عايزنى اقولك ايه عم صفوت رفضنى عشان شايف انى وحش وخايف على ابنه منى، وجعتنى كلمته دى قوى كسرت قلبى.
واغمضت عينها وهى تحاول ام تتوقف عن البكاء.
شعر فارس بانها متالمه جدا ففضل الانتظار قائلا: خلاص هستنا بس هعتبر ده وعد منك.

فلم تجيب عليه فاقترب منها، ومسح دموعها بيديه وضمها لصدره للحظات، تعجبت ايثار منه ولكنها لم تتحدث، فهى تتذكر كلام اخته، تركها وخرج جلس وحده لبعض الوقت، فهو كان يريد ان يهداء ولا يتشاجر معها، مره اخرى ومر الوقت، ويشعر بالذنب لانه لم يخبرها ان عمار صادق.
وفى المساء دخل الغرفه لينام فلم يجد المرتبه على الارض، فنادى على ايثار فلم تجيب، ووجد الخيمه مفتوحه فدخل ولم يجدها بالداخل.
فى غرفة فارس
وفى المساء دخل الغرفه لينام، فلم يجد المرتبه على الارض، فنادى على ايثار فلم تجيب، ووجد الخيمه مفتوحه فدخل، ولم يجدها بالداخل وراى ورقه موضعه على الوساده، فامسكها وبداء يقراء مابها وكانه يسمع صوت ايثار: فارس انا اسفه هنام فى اوضة شهد النهارده، عارفه ان ده هيضايقك ويزعلك، بس انا محتاجه ارتاح، تعبت من كتر الخناق معاك، وعايزه اسيبك تفكر بهدوء، تصبح على خير..

محلوظه (التليفون صامت يعنى لو رنيت مش هسمعه )
اخذ فارس نفس وزفره بغضب شديده، وطبق الورقه بين يديه حتى اصبحت كره صغيره، والقى بها فى الارض
قائلا بغضب وهو يجز على اسنانه: ماشى يا ايثار هسيبك تنامى لوحدك، بس دى اخر مره هتنامى فيها بعيد عنى.

واستلقى على السرير بغضب وظل مستيقظ لبعض الوقت، اما ايثار اغلقت باب غرفة شهد بالمفتاح، وغيرت ملابسها وارتدت ملابس النوم (بيجاما) واستلقت على السرير، فهى لاول مره تنام بدون الحجاب، منذ ان اتت الى منزل فارس، اغمضمت عينها محاولة ان تنام، لكن كلمات عمار ونظراته تطرادها، وفى الوقت نفسه شعورها بالذنب، لانها تفكر فى رجل وهى على اسم رجل اخر، وظلت على هذا الحال حتى غلبها النوم، وفى الفجر قامت توضاءت وصلت، خرجت ايمان من غرفتها لتحضر ماء، رات نور غرفة شهد مضاء فاقتربت وهى تقول فى عقلها: انا متاكده ان نور الاوضه كان مطفى، وبابها مفتوح ايه اللى قفلو (سكتت للحظات) اه تكون ايثار خدتها فرصه وجت تنام فيها، كل شويه بتاكد انها بنت محترمه وملتزمه بجد، عموما اكيد هيبان لما يصحو اروح اوضتى.

وذهبت الى غرفتها، فى الساعه العاشره استيقظ فارس وقام اخذ حمام وغير ملابسه، وامسك الهاتف وطلب رقم ايثار كانت قد استيقظت وتجلس على طرف السرير، تستعد لتدخل الحمام فاجابت قائله: صباح الخير يا فارس.
فارس: صباح النور صحيتى ولا لسه؟
ايثار وهى تتثاءب: صحيت خلاص.

فارس: طب يلا تعالى، عشان شويه ودادا هتيجى عشان تروق الاوض، واكيد هتدخل اوضة شهد.
ايثار: حاضر هغير لبسى واجى.
فارس متعجبا: هو انت معاكى لبس هناك؟
ايثار: ايوه طبعا جايبه معايا لبس، امال يعنى هنام بهدومى.
فارس مستنكرا: طب ما انت بقالك كام يوم بتنامى معايا فى الاوضه بهدومك، ايه الجديد يعنى؟
فرقت فى راسها قائله: تصدق صح عموما خلاص حالا هاجى.

وانهت المكالمه ودخلت الحمام، وغيرت ثيابها وعدلت الغرفه، وخرجت وذهبت الى غرفة فارس، كان هو فى الحمام، جلست على احد الكراسى خرج فارس من الحمام، وجدها تجلس فابتسم قائلا: صباح الورد على الورد.
بادلته ايثارالابتسامه: صباح الورد.

جلس فارس فى الكرسى المجاور لها قائلا معاتبا: بقى كده تسيبينى وتنامى لوحدك اهون عليكى.
ايثار فى خجل: معلش بقى قولت اسيبك تنام براحتك يوم.
نظر فارس الى عينها قائلا: وتفتكرى انى هعرف انام وانت بعيده.
ايثار مبتسمه: ما انت كنت بتنام قبل ما اجى لوحدك.
فارس: اديكى قولتى قبل ما تيجى، لكن خلاص طلما جيتى متبعديش عنى تانى ماشى.

شعرت ايثار بالحرج واخذت نفس وزفرته قائله: لسه شويه على الكلام ده، خلى كل شئ فى وقته احسن.
تضايق فارس من كلامها قائلا: ماهو ده وقته.
ايثار: لاء مش وقته، احنا اتفقنا اننا فى هدنه لحد لما الفرح يعدى، وبعد كده هنتكلم.
فارس عابسا: طب ماشى يا اثار نقفل على الموضوع ده دلوقتى ويلا ننزل.
وقام امسك يدها وجذبها ونزلا معا للاسفل.

عند نادين
وصلت نادين وعمها ومساعده والمحامى الى مطار القاهره، كانت نادين لا تصدق انها عادت مره اخرى وانتهى الكابوس، الذى كانت تعيش فيه، وكان عمها يشعر بها فهو ايضا لديه نفس الشعور، فربط على ظهرها ونظر اليها بابتسامه قائلا: الحمد لله رجعنا بالسلامه ياه كان كابوس وانزاح.
اخذت نادين نفس واخرجته كانها تستنشق الهواء قائله: يااه الحمد لله فعلا محستش بالامن الا لما خرجنا من المطار.
مراد: ربنا كريم يلا العربيه جات اهه، اتصلت امبارح بالشركه وقولتلهم يبعتوها.

ركبو جميعا السياره وتحركت بهم، اوصلت مراد الى منزله هو وماهر، وعادت ب نادين وحاتم الى فلتهم، دخلا الاثنان الفيلا وكانا ينظران اليها بشوق كبير، كانهم غابو عنها اعواما كثيره
نظرت نادين الى كل اركان الفيلا وكانها تتاكد انهم فعلا فى الحقيقه وليس حلم واقتربت من عمها قائله: ياه ياعمى البيت وحشنى قوى كانى بقالى سنين طويله كنت بعيد عنه.

ابتسم حاتم وهو ينظر للمكان كانه يحتضنه: عندك حق نفس احساسي، نفسي احضن الحيطان والارض، حاسس بشوق للمكان كله، كنت خايف لحسن مرجعش تانى، واسيبك تضيعى لوحدك فى الغربه.
نادين عابسه: بعد الشر عنك يا عمى، انا مليش غيرك فى الدنيا.
فاقترب منها وضمها وقبلها فى جبينها قائلا: ربنا يباركلى فيكى.
نادين: ويبارك فى عمرك يارب.

فابتسم لها حاتم ووضع يده فى يدها، وصعدا معا الى الطابق العلوى، دخل كل منهم غرفته، نظرت نادين الى كل ركن بغرفتها فى سعاده وهى تقول لنفسها: ياه الحمد لله مش مصدقه انى رجعت لاوضتى تانى الحمد لله.

جلست على طرف السرير واخرجت هاتفها من حقيبتها، ونزعتها عن رقبتها ووضعتها بجوارها، وفكت حجابها واستلقت على سريرها، واغمضت عينها، وبدأت تسترجع كل ما حدث، وتذكرت مارك فابتسمت، وتلاشت البسمه عندما تذكرت انها تركته مريض، فتنهدت بالم قائله: يا ترى هو عامل ايه دلوقتى تعب تانى ولا بقى كويس، عموما ربنا يجزيه خير، على كل اللى عمله معايا، بتمنى ان ربنا يهديه للاسلام.

اتتها راسله على المسنجر، فامسكت الهاتف ونظرت به قائله: ده مارك.
فقامت جلست وبدأت تقراء الرساله، وكانها تسمع صوت مارك: هل وصلتى الى بيتك غريبة الاطوار؟
فابتسمت نادين وكتبت له: نعم سيد مارك كيف حالك انت؟
مارك سعيدا: انا بخير، منذ ان عدت الى الشقه وانا اجلس فى غرفتك، فقد اشتقت اليك بسرعه.
ارتبكت نادين قائله: ستعتاد على عدم وجودى، المهم هل اخذت دواءك؟

مارك: لا انا بخير، تحسنت حالتى وساعود الى العمل اليوم.
نادين: لا بل ارتاح اليوم واذهب غدا، كى لا تسوء حالتك.
فابتسم مارك قائلا: هل انت خائفه على؟
توترت نادين قائله فى خجل: ماذا اقصد لا تتعب نفسك كثيرت.
مارك سعيدا: اتخيل وجهك الان وهو قد احمر خجلا وازددتى جمالا.
زاد خجل نادين قائله: سيد مارك لا احب هذا النوع من الكلام.

مارك ضاحكا: حاضر لن اكتب لك مثل هذا الكلام مره اخرى، وسابقى اليوم بالبيت، ولن اذهب الى العمل ولكن هل استطيع ان اكلمك مره اخرى.
نادين مبتسمه: لا مانع حتى كى اطمأن على حالتك.
مارك سعيدا: شكرا ليك غريبة الاطوار.
نادين: لا داعى للشكر.

انهت نادين المحادثه ووضعت الهاتف جانبا، وابتسمت بسعاده وهى تعض على شفتيها من الخجل، وقامت دخلت الحمام اخذت حمام، وصلت ونامت حتى استيقظت على دق باب غرفتها، قائلة بنعاس وهى مكانها: نعم سيد مارك.
فاجابها عمها من الخارج: افتحى يا نادين انا عمك احنا رجعنا مصر يا بنتى.

تنبهت نادين انها تكلمت بالفرنسيه، وانها عادت الى مصر، وانها لم تكن تحلم، فقامت وفتحت الباب لعمها قائله: اسفه يا عمى كنت لسه مدروخه من النوم.
حاتم مبتسما: ولا يهمك يا حبيبتي هم وانزاح خلاص، يلا البسي عشان نفطر ونروح الشركه.
نادين: بس النهارده الجمعه والشركه اجازه.

حاتم: ما انا جامع المديرين عشان اعرف منهم ايه حصل فى غيبنا وافهم كل حاجه البسى يلا.
نادين: حاضر يا عمى هغير هدومى وانزل، بس ممكن اعمل تليفون اكلم بس ايثار اطمن عليها هى ومرام.
حاتم: وماله يا حبيتى اتصلى، بس مرام لسه فى امريكا هترجع هى وسامح بكره، ان شاء الله عمك مراد قالى.
نادين: متشكره انك طمنتنى عليها هكلم ايثار واحصلك.

فهز راسه بالموافقه ونزل، اغلقت الباب وغيرت ملابسها، وامسكت الهاتف وطلبت رقم ايثار، وانتظرت حتى تجيب، كانت ايثار تجلس على الطاوله تتناول الطعام مع وفارس ووالديه، وعندما رات رقم نادين فرحت جدا، واستاذنت منهم لتجيب، واخذت الهاتف وابتعدت واجابت قائله: نادين حبيبتي وحشتينى جدا.
نادين سعيده: انت كمان وحشتينى جدا، قوليلى انت فين واخبارك ايه؟

تنهدت ايثار قائله: هنا فى القاهره، انما قوليلى انت رجعتى ولا لسه؟
نادين: رجعت الحمد لله عايزه اشوفك، ينفع تيجى بالليل نقعد مع بعض ونحكى.
ايثار: لاء انت اللى هتيجى، عشان تحضرى كتب كتابى.
نادين متعجبه: كتب كتابك ازى؟ وعلى مين وامتى وفين وازى؟!
ايثار: مش هينفع الكلام فى التلفون، بكره ان شاء الله هجيلك واحكيلك كل حاجه، بس اوعى تنسي تيجى باليل الكتاب.
نادين: اكيد طبعا هو ده معقول، بس قوليلى فين ومين العريس.

ايثار: العريس اسمه فارس فهمى، والمكان هبعتلك الالبيكشن بعد ما اخده منه، لانى معرفش حاجه فى القاهره، وخلى اجابة كل الاسئله بكره ان شاء الله.
نادين: خلاص بالليل هكون فى الكتاب انا وعمى والف مبروك.
انهت نادين المكالمه وهى تشعر بقلق من صوت ايثار، فصوتها ليس صوت عروسه سعيده، ان به الكثير من الحزن والالم تنهدت قائله: اكيد كل حاجه هتبان بكره، المهم دلوقتى انزل لعمى.
وقامت ونزلت الى عمها.

عند مارك
انهى مارك الحديث مع نادين ووضع الهاتف جانبا، وظل ينظر الى الغرفه التى كانت تقيم بها وهو مبتسم، يشعر بالشوق لها، استلقى على السرير وبداء يستنشق رواح الوساده، كانه يشم راحة نادين، ويبتسم وهو يتذكر ابتسامتها ووجهها الجميل، واخذ نفس وزفره قائلا: لقد تركتنى ولكن اخذتى قلبى معك، ليتك لم تاتى ولم اراكى، ويا ليتكى اتيت منذ زمن بعيد.

ظل صامتا لفتره رن هاتفه فنظر به اذا بها سيرين فاجاب قائلا: اهلا سيلين كيف حالك؟
سلين: انا بخير كيف حالك انت؟
مارك: تحسنت حالتى كثيرا، وساستريح اليوم واذهب الى العمل غدا.
سيرين: هذا افضل سأمر عليك بعد العمل للاطمأن عليك.
مارك: لا تتعبى نفسك انا بخير.
سيرين: كما تريد ساتصل بك مرة اخرى للاطمأن عليك.
مارك: شكرا لك.
انهى المكالمه وابتسم قائلا: اشكرك جدا سيلين لانك عرفتنى بهذه الفتاه، حقا لم اتخيل يوما ان غريبة اطوار كهذه قد تغير حياتى.
وظل مبتسما يتذكرها ويضحك.

عند فارس
انهت ايثار المكالمه مع نادين، وعادت الى الطاوله لتكمل تناول الافطار، اتى عمار هو الاخر وكان يسير خلفها لكنها لم تراه، جلست ايثار على الكرسى بجوار فارس، ووقف عمار امام الطاوله دون كلام
فهمى: مين صاحبتك دى اللى فرحك قوى اتصالها؟
ايثار سعيده: دى نادين محمد عابد.
فهمى: دى بنت محمد عابد الله يرحمه، صاحب شركة عباد الله للمقاولات.
ايثار مبتسمه: ايوه هى هو حضرتك تعرفها؟

فهمى سعيدا: ايوه اعرف ابوها الله يرحمه وعمها، ناس قمه فى الاحترام والالتزام، كل الشغل اللى عملنا معاهم كان بيخلص قبل معاده كمان.
ايثار سعيده: نادين هى صديقتى الوحيده.
فهمى: طب انا كمان هتصل بعمها، اعزمه على الكتاب وكمان عشان اشوفه، وحشنى جدا بقلنا فتره مشوفناش بعض.
كان عمار مازل واقفا مكانه فنظرت اليه ايمان قائله: ما تقعد يا بنى واقف ليه؟
عمار مبتسما: كنت مستنى لما تخلصو كلام براحتكو.
جذب كرسى مقابل لايثار وجلس به وبداء تناول الطعام.

فهمى: انا خلصت اكل هسبكم بقى واطلع، اجهز شوية حاجات عشان اسبأكم، واروح لعمك عشان قرايبنا اللى جاين من البلد.
ايمان: انا كمان خلصت هاجى معاك، اسمع يافارس اختك هتبعت العربيه تاخد ايثار على الكوافير بعد العصر، وانت وعمار تبقو تروحو تجبوها من الكوافير، على الساعه ثمانيه كده ماشى.

فارس: حاضر بس قولى لشهد انا هوصل ايثار خلى العربيه معاهم.
ايمان: طب ماشى اللى يريحك، اتفقو بقا مع بعض، واحنا هنطلع نلبس ونشوف اللى ورنا.
وتركوهم وصعدا الاثنين الى غرفتهم، كان عمار ينظر الى ايثار ولكنها تتجاهله، تضايق فارس منه وارد ان يضايقه، فقطع قطعه خبز على جبن بيده ووضعها عند فم ايثار مبتسما: كلى دى من ايدى يا حبيبتي.

فنظرت اليه ايثار بابتسامه واخذتها، واغلقت فمها فلمس فارس شفتيها بيده، ثم وضعها فى فمه قائلا: الله طعم شافيك جميل.
فتضايقت منه لكنها لم تعقب، لكن عمار اشتعل غضبا وقال له غاضبا: ماتحترم نفسك فى ايه؟
نظر له فارس بغضب: احترم انت نفسك الاول، قاعد تبصلها ماتنساش انها مراتى انت فاهم.

خجل عمار من نفسه قائلا: انا اسف فى دى عندك حق (قام وقف ) عن اذنكم انا هروح الملحق، وعلى المعاد هاجى عشان نروح نجيب ايثار من الكوفير.
وخرج مسرعا قامت ايثار هى الاخرى قائله: انا كمان خلصت اكل هلبس انزل اتمشى شويه وارجع ممكن؟
فارس: وماله انا كمان هاجى معاكى نتمشى سوى.
ايثار عابسه: معلش عايزه اتمشى لوحدى.
فارس رافضا: لاء مفيش خروج لوحدك مفهوم.
اخذت ايثار نفس وزفرته قائله: مفهوم عن اذنك.

وتركته وصعدت الى الاعلى، تضايق فارس من تعامله بحده معها، فصعد خلفها وجدها تجلس على احد الكراسى، فجلس بالكرسى الى جوارها قائلا: انا اسف مقصدتش اديقك بس خايف عليكى، انت مش من هنا وخايف تتوهى.
ايثار عابسه: لاء انت معندكش ثقه فيا، خايف اروح اقابل عمار.
فارس متهربا: لاء طبعا انا مفكرتش فى ده اصلا، ازى تتخيلى انى افكر كده.
ايثار عابسه: امال ليه مش راضى انى اخرج لوحدى؟

فابتسم فارس وامسك يدها ووضع يده الاخرى على وجنتها قائلا: عشان بحبك واخاف عليكى، مش معنديش ثقه فيكى فى فرق كبير.
ونظر الى عينها بحب فتنهدت ايثار ونظرت الى الاسفل قائله: طب ممكن تسبلي متسع من الحريه شويه، لان كده هتخنق انا متعودتش ان حد يتحكم فيا كده.

فارس: حاضر هحاول بس ده طبعى، اعمل ايه يعنى بغير جدا عليكى، مش بطيق انك تبعدى عن عنيا.
ايثار: لازم تتغير لو بتحبنى بجد هتتغير.
فارس مبتسما: بحبك بجد واكيد هنجح، عشان حبيبتي متزعلش منى، يلا قومى ننزل نتمشى ونجيب اللى كنت عايزه تشتريه امبارح.
تذكرت ايثار كلامه اخته عن غيرته الشديده، وفهمت ان الامر ليس بهذه البساطه فتنهدت قائله: خلاص مش عايزه اجيب حاجه هبقى اجبها بعدين.
فارس مبتسما: اللى يريحك حبيبتي.

قامت ودخلت الى الخيمه، واستلقت على السرير تفكر فى حل للامر، وامسك هو الهاتف وتحدث به، كان كلا منهم يتهرب من الحديث مع الاخر، بعد الغداء اوصل فارس ايثار الى مصفف الشعر وعاد، وقبل موعد الحفل اتى اليه
عمار، وتحركا معا ذهبا الى محل زهور، زين لهم السياره وذهبا الى مصفف الشعر، وقف امام الباب اتصل فارس على هاتف ايثار، لكنها لم تجيب فاتصل مره اخرى، فاجابته شهد قائله مازحه: عايز ايه متصل ليه دلوقتى؟

فارس مازحا: وهو انا كلمتك انت انا بكلم عروستى هى فين؟
شهد ضاحكه: كده طب ملكش عرايس عندنا، يلا بقا هش مش عايزين دوشه.
فارس ضاحكا: بطلى هزار بقى وهاتى ايثار.
شهد مازحه: يلا رأفة بحالك هنخرج بس قولى فهد جه ولا لسه؟
كانت هناك سياره مزينه اتيه، ووقفت بجوارهم وبها فهد
فارس: جه خلاص يا ستى يلا بقى.
شهد ضاحكه: حاضر اصبر شويه هيخرجو الاثنين دلوقتى.

اتى فهد وقف بجوار فارس، سلم عليه، واتى عمار هو الاخر وقف بجوار فارس من الجه الاخرى، كان عمار يرتدى بدله سواداء دون رابطة عنق، وكان فارس يرتدى بدله بيضاء تشبه بدلة عمار كثيرا ويضع رابطه باللون السماوى، وفهد يرتدى بدله سوداء، وبها خط لامع ويضع بيبيونه بدل رابطة العنق، لحظات وخرجت ريم اولا، وكانت ترتدى فستان وردى الون وحجاب بنفس اللون، ولكن اغمق درجه، وتضع تاج ذهبى على راسها، وكانت رائعة الجمال بالقليل من مساحيق التجميل تشبه الاميرات، ظل فهد ينظر لها وهو مبهور لشدة جمالها، وكان يتمنى ان يجرى عليها ويحتضنها، ولكن الخجل منعه فظل مكانه كانه تجمد، خرجت ايثار وهى ترتدى فستان سمواى وحجاب بنفس اللون، وتضع تاج من الزهوى فوق راسها، ولا تضع اى مساحيق تجميل، وتشبه الملائكه، نظر لها فارس بانبهار ولم يستطع الوقوف مكانه، اسرع اليها واحتضنها وحملها، ولف بها لفه كامله، وانزلها وقبلها فى جبينها..،

تشجع فهد واسرع هو الاخر واحتضن ريم ولف بها وقبلها فى جبينها، كان عمار يقف هو الاخر وهو مبهور من شدة جمالها، ويتنهد بالم وكانه يخرج نار من جوفه، عندما راى فارس يحتضنها ويقبلها، فتحرك وركب السياره ينتظرهم، كان فارس يمسك يد ايثار وينظر الى عينها ويقول بهمس: ايه الجمال ده انا كنت عارف ان فى مليكه فى السما اول مره اشوفهم على الارض.

نظرت ايثار للاسفل من الخجل قائله: كفايا بقى عيب كده.
فارس سعيدا: عشان خاطرك بس يلا.
ووضع يده فى يدها ونظر على فهد وهو يكلم ريم بهمس قائلا: ايه ده اميرة قلبى، وملكة عرش حياتى، ايه الجمال ده انا مش مصدق ان الجمال ده كله هيبقى بتاعى انا لوحدى.
ريم فى خجل وسعاده: ايه الكلام الحلو ده متكسفنيش بقى.
فضحك فهد قائلا: طب يلا بينا لحسن ابن عمك مستنينا.

ووضع يده فى يدها ونزلو جميعا، وذهب كل منهم الى سيارته، واتت شهد وركبت مع ايثار فى الخلف، وركب فارس فى الامام بجوار عمار الذى كان يجلس وبتصنع البسمه، كى يدارى النار التى تشتعل بداخله، كانت ايثار تشعر به وبالمه، ولكنها لا تملك له شئ، وكانت تتصنع البسمه هى الاخرى، كى لا يغضب فارس ويسبب المشاكل، تحركت بهم السياره وسيارة فهد خلفهم
شهد سعيده: ممكن يا استاذ عمار تشغل اغنيه حلوه للعرسان.

فهز راسه دون كلام وشغل اغنية عمرو دياب ( زى الملايكه اما تشوفها ورديه تحلم تقطفها مايتحكيش عليها انا لسه فاكر من يومها ساعت ما كنت بكلمها ضحكتها وعنيها )
نظرت شهد لايثار قائله: عمرو دياب بيغنى الاغنيه عشانك يا ايثار.
فارس سعيدا: فى دى عندك حق هى فعلا زى المليكه.

كان عمار صامت وما تزال البسمه المصطنعه على وجهه، ولكن دون ان يتكلم، كى لا يشعر بالمه احد، وصلو الى القاعه نزل فارس، وفتح الباب ل ايثار ونزلت ووقف الى جوارها، عاد عمار بالسياره وركنها بعيدا، واتت سيارة فهد ونزل هو وريم، ووقفت ريم بجوار ايثار، اتى والد ريم وصفوت وقف كل منهم بحوار خاصته، وتحرك العراسان لينتظروهم فى القاعه، تحركت العرائس حتى وصلو الى القاعه، وبدأ الاشهار بينهم، وبعدها ترك واحد منهم العروسه لعريسها، اخذ كل واحد عروسته ودخل بها، وجلسو على الكراسى المجهزه لهم، وبدأ الحفل ببعض الاغنى والاستعرضات، حتى موعد لبس الذهب، اتت شهد ورباب كل منهم تحمل صنيه مزينه، وبها طاقم الماظ، تفاجاءت ايثار بطاقم الالماظ، فهى لم تتوقع ان يحضروه لها شبكه، فنظرت الى فارس قائله متردده: ليه كده احنا لسه اصلا...

قاطعها فارس قائلا: هش بلاش كلام دى لحظه جميله نعشها ونتكلم بعدين.
كانت تشعر بالحرج والارتباك، بدأ فارس يلبسها طاقم الالماظ، كان عمار يجلس على طاوله مع والده، وهو يشتعل غضبا من فارس، الذى لم يترك يد ايثار، ويتقرب منها منذ جلس على الكرسى معها، كان والده يلاحظ غضبه، رغم الابتسامه المصطنعه على وجهه، فنظر له قائلا: اهدى يا بنى ملوش لزوم اللى انت فيه ده خلاص بقت لغيرك.

عمار وهو يحاول ان يدارى غضبه: انت مش شايف واقحته، ماسك ايدها وعمال يقرب وهو بيلبسها الكليه ازى السافل.
صفوت غاضبا: هى دلوقتى مراته يعنى ده حقه، واللى بتعمله ده لو حد خد باله هيبقى شكلك وحش قوى.
عمار وهو يتصنع الابتسامه: ما انا متنيل اهو وساكت، وحتى بوقى وجعنى من الابتسامه الهبله دى (واكمل فى عقله) ماشى يا فارس بتستغل الفرصه اه لو اطولك دلوقتى، كنت كسرت عضمك يا كلب، وهى كمان سيباه يمسك ايدها ويحضنها، انا مش طايق جويا نار، ولولا انى اخاف من زعلها هى مكنتش سكت، بس يعنى هتعمل ايه تزوقه وتعمل مشكله، بس لما تقع فى ايدى يا فارس.

وكان يقبض على يده من شدة الغضب وهو يراقبهم، انتهو من لبس الشبكه وسقف لهم الجميع، ونادى عامل الموسيقى قائلا: يلا العرسان يتفضلو معنا عشان الرقصه الكل يقعد لو سمحتو.

قام العرسان وقفو معا، ايثار مع فارس وفهد مع ريم، وكل واحد وضع يده على خصر عروسته، وهى تضع يدها حول عنقه، وهدأت الاضاءه وبدأت اغنية شرين ( انا كلى ملك ) لم يتحمل عمار، فهو كان يحلم بان يرقص معها على هذه الاغنيه فامتلاءت عينه بالدموع و خرج مسرعا، قبل ان يلاحظه احد، كانت ايثار تشعر به وبالمه، فهى تعلم انه يحلم بان يرقص معها على هذه الاغنيه، حاولت ان تسترق النظر اليه، لكنها خافت من يلاحظ فارس ويغضب، فظلت ترسم على وجهها ابتسامه لتدارى ما بداخلها من الم وقلق عليه، انتهت الرقصه وسقف لهم الجميع، وعادو وجلسو واتى اليهم المهنأين، واتت نادين الى ايثار فرحت ايثار برؤيتها واحتضنتها قائله: وحشتينى جدا ايه اخرك كده؟ من اول الحفله وانا بدور عليكى؟

نادين بسعاده وبعض الاحراج: انت كمان وحشتينى جدا معلش غصب عنى، عمى رجع من الشغل تعبان وريح شويه، واول ما صحى جينا على طول.
ايثار سعيده: خلاص المهم انك جيتى وشوفتك.
نادين: طب هسيبك دلوقتى عشان شكلهم، بيقولو لنا نمشى ونتكلم بكره.
ايثار: مش عارفه تقريبا هيجيبو التورته، عشان نقطعها اصلهم هيخلصو بدرى، عشان قرايبهم اللى جاين من البلد هيروحو.

نظرت لها نادين بقلق فهى ترى فى عينها اشياء لا تفهمها قائله: المهم الف مبروك ولو انى حاسه ان الموضوع فيه حاجه مش فاهمها
ايثار: هو فعلا فى حاجات هفهمك بعدين.
نادين: طب سلام دلوقتى هروح اقعد مع عمى.

تركتها نادين وجلست مع عمها، الذى كان يبدو عليه التعب الشديد، انطفاء النور واضاء من مكان دخول الكعكات، وكان هناك شابان بحملان مشعلان يقفان بجوار كل كعكه، قام العرسان وقف، توقفت الكعكات فى وسط القاعه، واقتربو منها امسك فارس يد ايثار وامسكا السكينه معا، وقطعا الكعكه فى الخمس ادوار، واخذ فارس قطعه بشوكه واطعمها لايثار، واخذت ايثار قطعه واطعمتها لفارس، وقطعا فهد وريم كعكتهم وفعلو مثلهم، وقامو بالتقاط بعض الصور لهم وبعدها قام الجميع لتناول الطعام، دخل العرسان مكان مخصص لهم.

كان صفوت قد خرج خلف عمار وظل يسير خلفه، حتى جلس عمارعلى قدميه فى مكان مظلم وظل يبكى، جلس صفوت الى جواره وربط على كتفه قائلا: كفايا يا ابنى متعملش فى نفسك كده، حرام عليك نفسك.
عمار ببكاء: مش قادر... مش قادر قلبى هيقف من الوجع اللى حاسس بيه، اه اه اه كنت بحلم باللحظه اللى هرقص معها على الاغنيه دى، اه بترقص مع راجل تانى ومش قادر امنعها، وانت السبب انت اللى بعدتها عنى ليه؟ خايف لحسن تاذينى، فتاذينى انت وتوجع قلبى، خوفها عليا وعلى زعلك خلها تبعد، وانت مخفوتش عليها ولا عليا ليه؟ انا ابنك وهى انت اللى مربيها وعارفها، وابوها كان معاك سنين، عمره مااستعمل قوته ضدك، بالعكس كان بيحميك بيها، حرمتنى منها ليه ليه وجعت قلبى ليه؟

صفوت وهو يبكى على بكاؤه: انا اسف يا بنى متخيلتش انك بتحبها قوى كده،
لو اعرف كنت ربط على قلبى بحجر، ولا اشوفك موجوع قوى كده سامحنى يا بنى.
عمار وهو يبكى: متخيلتش ان قلبى ممكن يوجعنى كده من بعدها عنى، حاسس انه هيقف من الوجع، تعبان مش قادر مش قادر.
وازاد فى البكاء وكان يتنفس بصعوبه من البكاء، لم يتحمل صفوت حالته قائلا: لاء يا بنى متعملش فى نفسك كده، انا هروح دلوقتى واقول الحقيقه لفهمى، واجوزهالك بس متعملش فى نفسك كده.

مسح عمار دموعه وقام وقف قائلا: لاء لو سمحت متدخلش خالص فى الموضوع ده، ومتقولش لعم فهمى شئ، انا همشى مش هقدر اكمل الفرح، وانت خد مفتاح العربيه، اديه لعم فهمى وقوله ان جانى صداع رهيب، وعشان كده روحت.
واخرج المفتاح من جيبه ووضعه فى يد والده، فاخذه قائلا: استنى هديهم المفتاح واجى معاك عشان اطمن عليك...
قاطعه عمار قائلا: لاء انا عايز ابقى لوحدى هتمشي شويه وارجع على ملحق الفيلا.
صفوت متالما لاجله: لاء طبع لايمكن اسيبك وانت فى الحاله دى.

عمار مصرا: لاء يا بابا انا عايز ابقى لوحدى، اعيد حسابتى تانى، فارجوك سبنى واطمن هبقى كويس، وجدك معايا هيتعبنى اكتر، معلش ارجوك.
صفوت مستسلما: طب بس ترد عليا على لما اكلمك التليفون، عشان انا مش هطمن كده.
حاول عمار رسم ابتسامه على وجهه لكن لم يستطع، فهز راسه بالموافقه قائلا: حاضر متخفش ابنك مش ضعيف، انا بس موجوع قوى، سامحنى لو جرحتك بكلمه عن اذنك.

وتحرك مسرعا عاد الى ملحق الفيلا، واغلق على نفسه، وجلس على الارض، وظل يبكى ويصرخ قائلا: اه اه اه مش قادر اتحمل اشوفها معاه، وانا عارف انها مش مراته، امال لو اصرت على الجواز منه هعمل ايه، اه اه اه يارب خفف عنى وصبرنى اه اه اه...

وبدأ يخبط على الحائط بيده عدت مرات، حتى شعر فى يده بالم شديد، فتوقف وامسكها بيده الاخرى، وقام واستلقى على السرير واغمض عينيه، وبدأ ياخذ شهيق وزفير لعله يهداءه قليلا،
اما صفوت عاد الى الحفله وجد الجميع قد انتهى من الطعام، وفهمى يبحث عنه فاتى اليه قائلا: انت روحت فين انت وعمار، بدور عليكم من بدرى روحتو فين؟

صفوت وهو يتصنع الابتسامه: ابدا اصل عمار جاله صداع ومقدرش يقعد، وادانى مفتاح العربيه ومشي معلش بقى.
فهمى قلقا: هو بقاله فتره شكله تعبان، شوف موضوع البنت اللى بيحبها ده وحاول تحله، متسيبوش متلخبط كده.
صفوت متالما: عندك حق لازم اشوف الموضوع ده واتصرف، بس مش دلوقتى خليها لوقتها.
فهمى: طب يلا تعالى انت ماكلتش هخلى حد من الجرسونات...
قاطعه صفوت قائلا: لاء انا مبكلش بالليل الدكتور مناعنى.
فهمى: طب خلاص تعالى اقعد معانا فاضل فقره واحده وهنروح.

دخلا معا الى القاعه وجلسو حتى انتهى الحفل، وخرج العرسان لركوب السياره، كانت ايثار ثبحث بعينها عن عمار لكنها لا تراه، فزاد قلقها عليه ولكنها لم تسال كى لا يغضب فارس، ركبا السياره وكانت تتوقع ان تجد عمار بداخلها، لكنها لم تجده، ووجدة السائق كانت تريد سؤاله عن عمار، ولكن خوفها من فارس اسكتها، ظلت صامته تفكر فى الامر لاحظ فارس شرودها فقال: سرحانه فى ايه؟

تنبهت ايثار: هاه ابدا مفيش مش سرحانه ولا حاجه.
نظرت الى الطريق واكملت: هو احنا رايحين فين؟
فارس مبتسما: هنكمل سهرتنا بره مش عرسان بقى.
ايثار عابسه: ولزومه ايه يعنى انا تعبانه وعايزه اروح.
فتضايق فارس قائلا: مينفعش لازم نروح، وطلما تعبانه هنقعد شويه صغيرين ونروح.
ايثار متوتره: طب خلاص ماشى.

لحظات ووصلا الى مطعم كبير فى وسط البلد، ودخلا وجلسا على احد الطاولات
فارس مبتسما: تحبى تاكل ايه؟
ايثار متوتره: لاء مش جعانه اطلب عصير فرش نشربه ونمشى.
فارس غاضبا فهو يفهم انها قلقه على عمار قائلا: انا بقى جعان وهطلب عشا وهتتعشي معايا مفهوم.
فنظرت اليه ايثار غاضبه: مفهوم.

اتى النادل واخبره بالطعام الذى يريده، وذهب نظر اليها فارس قائلا: فوكى التكشيره دى الناس يقولو علينا ايه؟
تصنعت ايثارالابتسامه قائله: اه نسيبت اننا المفروض عروسه وعريس.
احضر النادل الطعام وبداء فارس فى تناول الطعام، ومثلت ايثار انها تاكل، كان فارس يلاحظ غضبها، وبعد ان انتهيا من الطعام، بدأت موسيقه هادئه فقال فارس: ايه رايك نقوم نرقص سوى.

ايثار رافضه: فارس انا تعبانه، وارجوك نروح مش قادره اقعد اكتر من كده.
فارس عابسا: حاضر بس لازم نرقص مع بعض الاول، الكل فى القاعه مستنين العروسه والعريس يرقصو، وفهد وريم بيرقصو بقالهم شويه اصلا.
ايثار: يلا بينا نرقص حاضر.
فقامت واقترب منها وضع يده حول خصرها، ووضعت يدها حول رقبته، وبداا الرقص فهمس فارس فى اذنها قائلا: حطى راسك على كتفي عشان ميبانش اننا ساكتين.

فوضعت راسها دون كلام، وظلا هكذا حتى انتهت الرقصه، اشار فارس لفهد انهم سيذهبو، وان يبقو هم فهز راسه له انه فهم، وخرجا معا الى السياره، ركبا وتحركت بهم دون اى كلام، صعدا الى غرفتهم، واغلق فارس الباب ونظر الى ايثار غاضبا: ايه مش مستحمله تصبرى لحد ما ترجعى.
ايثار: بقولك تعبانه عايزه انام، ممكن تنام بقى ونتكلم بكره.
فارس غاضبا: لاء هنتكلم دلوقتى.

ايثار عابسه: عايز تعرف ايه اسال وهجوبك.
فارس: احكيلى كل اللى حصل بينك وبين عمار، من اول يوم اشتغلتى معاه لحد لما افترقتو.
ايثار: حاضر ممكن اقعد ولا لازم احكى واقفه؟
فارس: اقعدى وقولى.

جلست ايثار على احد الكارسي وقصت عليه كل ما حدث بينها وبين عمار، حتى دخلت عليهم سهيله، دون ان تخبره بامر قوتها ونظرت له تنتظر رده.
فارس: يعنى انت كنت بتحبيه فعلا، وكنتى هتتجوزيه؟
ايثار عابسه: ايوه وقولتلك قبل كده الكلام ده.
فارس غاضبا: بس دلوقتى خلاص انت بقيتى مراتى، ليا انا بتاعتى انا مفهوم.

ايثار غاضبه: فارس الاتفاق اللى بنا كان اننا فى فترة خطوبه، يعنى ملوش لزوم الكلام ده.
فارس: ماشى ادخلى غيرى هدومك عشان تنامى، وبعدين نتكلم.
اخذت ايثار ملابس من حقيبتها، ودخلت الحمام غيرت ملابسها وخرجت، فنظر اليها فارس غاضبا: هو انتى مش هتبطلى تقعدى معايا بالطرحه دى بقى.
ايثار رافضه: فارس احنا اتكلمنا فى الموضوع ده قبل كده، ملوش لزوم الكلام دلوقتى.

اقترب فارس منها قائلا: وانا بقى من حقى اشوف شعرك، وهتفكى الطرحه دى دلوقتى والا هفكها انا.
ايثار غاضبه: لاء مش هفكها وانا حره.
وضع فارس يده على حجابها وبدأ يفكه بيده، فامسكت ايثار يده وابعتدها بهدوء قائله: ابعد ايدك عايز تشوف شعرى هوريهولك.
وفكت هى الحجاب عن راسها، وكان شعرها ملموم كعكه كبيره فوق رقبتها، ففكه بيديه وفرده على ظهرها، تضايقت ايثار من لمسه لشعرها قائله: خلاص شوفته عن اذنك بقى.

همت لتدخل الى الخيمه، فامسك ذراعها وجذبها اليه، قائلا: هنام النهادره مع بعض على السرير.
فابعتدته ايثار عنها قائله: لاء طبعا فى بينا اتفاق.
امسكها فارس من ذراعيها وقربها منه مره اخرى وقرب وجهه من وجهها قائلا: انا لغيت الاتفاق والنهارده هتكون دخلتنا.
واقترب من وجهها ليقبلها...
فى غرفة فارس
همت لتدخل الى الخيمه فامسك ذراعها، وجذبها اليه قائلا: هنام النهادره مع بعض على السرير.
فابعتدته ايثار عنها قائله: لاء طبعا فى بينا اتفاق.
امسكها فارس من ذراعيها وقربها منه مره اخرى، وقرب وجهه من وجهها قائلا: انا لغيت الاتفاق والنهارده هتكون دخلتنا.

واقترب من وجهها ليقبلها قرب شفتيه لشفتيها، فنظرت له نظرة غضب شديد، جعلته توقف مكانه لم يستطع ان يقترب اكثر، حتى انه شعر ان نظرتها وحدها كفيله بقتله، كانت تنظر له بجمود وثبات ارعبه هو، فابتلع ريقه وتركها، ابتعد عنها واعطها ظهره كى لا ترى الخوف فى عينه، ظلت مكانها كما هى للحظات ثم قالت فى غضب: واضح جدا انك بتسيطر على غضبك، واضح ان كلامى كله معاك ملوش فايده شكرا.

وتركته اخذت هاتفها ودخلت الخيمه واغلقتها عليها، ظل فارس واقفا مكانه اغمض عينه، وهو يجز على اسنانه من الغضب، وهو يقول لنفسه بصوت خفيض: انا غبى كان لازم استيطر على غضبى، ومفيش اى كلام ينفع يتقال دلوقتى، للاسف لازم استنى للصبح.

وتحرك من مكانه دخل الى الحمام، اخذ حمام وغير ملابسه وخرج، جلس على الكرسى ولم يستطع ان يطلب من ايثار مرتبه لينام عليها، فقرر ان يبقى على هذا الكرسى حتى الصباح، كانت ايثار فى داخل الخيمه تشعر بغضب شديد، وتفكر فى الامر كله، وايضا كانت تشعر بالقلق الشديد على عمار، ولكن لاتعرف ماذا تفعل، امسكت هاتفه وفتحت النت لترى هل نادين موجوده ام لا، فهى تريد التحدث مع احد، لكنها لم تجدها فتركت الهاتف وهى تشعر بالاستياء، واذا برساله تاتيها على الوتس تنظر بها فتجدها من رقم غير مسجل عندها، فنظرت بها وقرأتها فى عقلها: ايثار انا عمار اسف انى بكتبلك دلوقتى، بس عارف انك اكيد قلقانه عليا، اطمنى انا بخير، مشيت لانى متحملتش اشوفه بيرقص معاكى، على نفس الاغنيه اللى حلمت انى ارقص معاكى عليها، ومحبتش انك تشوفينى وانا متضايق، فتزعلى وتنامى زعلانه.

كانت ايثار تقراء الرساله وتبكى فهو شعر بها وبالمها، وهى تسبب فى المه وجرحه، فتنهدت بالم شديد قائله بهمس: اه اه اه حتى مش هقدر ارد على رسالتك، سامحنى غصب عنى قلبى ملكك، لكن مش مكتبولى اكون معاك وجنبك، ارجوك سامحنى اه يا قلبى.
ارسل عمار رساله اخرى فبدأت تقرأها بعينها والدموع تنهمر منها: مش عايزك تعيطى عشان خاطرى، لو بتحبينى متعيطيش انا مقدرتش ارتاح الا لما شوفتك داخله انت وفارس، اطمنت انك بخير ارجوكى.

استمرت فى البكاء اكثر لم تستطع ان تتمالك نفسها، حتى ان صوت بكاءها ارتفع، وكان فارس يسمعه ويشتعل غضبا والما، يريد ان يدخل لها ولكنه خائف من ان تفهمه خطاء، فكتب عمار رساله اخرى: ارجوكى بطلى عايط والا هطلع دلوقتى ليكى، ومش هيهمنى غضب فارس ولا كلام اى حد.
فهدأت قليلا وتعجبت من معرفته ببكاءها، فكانه قراء افكارها وكتب لها: عارف انك عايزه تعرفى انا عرفت منين انك بتعيطى، بس قلبى حاسس بيكى وموجوع على وجعك.

فنظرت الى الهاتف نظرة عدم تصديق ولكنها توقفت عن البكاء فكتب لها عمار: اموشن ضاحك متخيل بصتك ليا دلوقتى، وفرحان بالبسمه اللى على شفيفك، دلوقتى وانت بتقراى الرساله، وهقولك عرفت منين انك بتعيطى بس بلاش تعيطى تانى.

كانت ايثار تبتسم فعلا وبدأت تقرا الرساله التى كتبها: انا كنت هتجنن لما رجعتو وحسيت انكو زعلانين مع بعض، وكنت خايف فارس يتخانق معاكى، ه ولقيت نفسي ببص على شباك اوضتكم، وشوفت خيالكم وانتو بتتخانقو، وبعدها الدنيا هديت، خوفت تكونى بتعيطى، فبعت الرساله وفجاءه لقيت فارس رايح جاى، فعرفت انك زيدتى فى العياط، وفارس سمع صوت عياطك، فمقدرتش اتحمل وبعت باقى الرسايل، حاسس بنار جوايا وانا حاسس بوجعك ومش قادر اجى امسح دموعك واخدك فى حضنى.

فنظرت ايثار بغضب فارسل اموشن ضاحك وكتب: عارف انك عايزه تحدفينى بالتلفون فى دماغى دلوقتى، بس انت عارفه انا بحبك قد ايه، وفعلا متحملش دموعك وخلاص بقا فكيها واضحكى ولا ابعتلك اغنية عمرو دياب وهو بيغنى للكلب ده لو اتساب.
فضحكت دون صوت.

فكتب: تصبحى على خير اطمنت عليكى وهعرف انام.
فابتسمت ووضعت الهاتف جانبا واذا بفارس يقطع الخيمه تماما وينظر لها غاضبا: مين ده اللى عمال يبعتلك رسايل وبتضحكى انت وهو عمار صح.
وامسك الهاتف ونظر به.

عند نادين
بعد ان عادت نادين هى وعمها دخل كل منهم غرفته، استلقت على سريرها وهى تفكر وتقول لنفسها: شكل فى سر ورا جواز ايثار بالطريقه ده اكيد فى حاجه.

سمعت صوت هاتفه يعطى اشاره ان هناك رساله، فنظرت اذا به مارك كتب لها: كيف حالك غريبة الاطوار اشتقت لكى كثيرا، اعرف انك لن تجيبى، ولكن ارسلت لك لاطمأنك على، اصبحت افضل كثيرا بعد ان سمعت نصيحتك ولم اذهب للعمل، اتت سيلين لزيارتى، واعدت لى بعض الطعام الشهى، اتعرفى اشعر بالوحده منذ تركتنى، لن اطيل عليكى تصبحين على خير.

وضعت نادين الهاتف وتنهدت وقالت: انسان غريب ربنا يهديه ويمن عليه بالاسلام، هو ده الشى اللى اقدر ارد بيه جميله عليا انى ادعيله.
واغمضت عينها، كان مارك هو الاخر يجلس على السرير، ويمسك الهاتف ويشاهد صورتها التى صورها لها دون ان تلاحظه، بدا يضع يده ويلمس الصوره وكانه بلمسها يلمس وجه نادين، فتحركت الصوره ففتح الحاسب الخاص واحضر الة طباعه، وطبع الصوره ووضعها الى جواره ونام، وهو ينظر لها قائلا: لا اعلم كيف اقلقتى نومى بهذه السرعه؟ ولما انت؟ وهل ما اشعر به حقيقه ام وهم؟ (تنهد)الايام هى من ستكشف الامر لى.
وظل ينظر الى الصوره حتى ذهب فى النوم.

فى غرفة فارس
نظر فى الهاتف لكنه لم يجد شئ، كانت ايثار تمسح كل رساله فور قراءتها، فقلب فى كل البرامج فلم بجد اى شئ فوضع الهاتف الى جوارها، وتنحنح قائلا بحرج شديد: انا كنت سامع صوت عياطك وميتحملتش
وكنت هدخل ليكى بس خوفت تتضايقى، وبعدين لقيت صوتك سكت فقربت ابص عليكى من القطع اللى فى الخيمه، ولما شوفتك بتبصي فى التليفون وبتضحكى متحملتش بصراحه و..

لم يكمل وظل واقفا مكانه للحظات، وهو يحرك يده ويحاول ان يجد كلامه يقوله لكنه شعر بالخجل من نفسه، فخرج من الخيمه دون اى كلام، كانت ايثار تنظر الى الاسفل فهى تشعر بالخجل من نفسها، فما فعلته خطاء ولكن لم تستطع ان تحكم على قلبها، استلقت على السرير وهى تفكر فى حل لهذا الامر، اما فارس جلس على الكرسى وهو يشعر بستياء كبير، فما فعله زاد الامر سوء، ظل جالسا على الكرسى لحظات، واخرجت ايثار مرتبه له لينام عليها، عندما راها فارس وقف وارد ان يكلمها لكنها لم تنتظر، وضعت المرتبه وذهبت فورا، اخذ فارس نفس وزفره بزهق قائلا لنفسه: اتخمد بقى عشان تبقى تبطل غضب.
فاستلقى على المرتبه حتى غلبه النوم، وفى الصباح استقيظ دخل الحمام اخذ حمام وتوضاء وصلى، وقف بالقرب من الخيمه وبداء ينادى على ايثار قائلا: ايثار... ايثار لوسمحتى ردى انا عارف انك زعلانه بس ممكن نتكلم؟

لم يسمع اى رد منها فتحرك ونظر بالخيمه من جه القطع، فلم يجدها ووجد السرير مرتب وعليه رساله، فاخذ نفس وزفره واخذ الرساله وبدأ يقرا ما بها كانه يسمعها بصوت ايثار: فارس اولا انا اسفه انى خرجت من غير اذنك، بس انت اللى اضرتنى لكده، اتكلمت معاك اكتر من مره عشان تبطل غضب لكن مفيش فايده، واللى حصل امبارح خلانى افقد شعورى بالامان معاك، وعشان كده كان لازم امشي، وكمان تاخد فرصه تفكر بهدوء وتتاكد من مشاعرك، وانا كمان اقدر افكر من غير محس بالضغط عليا، انا هروح عند نادين لحد لما اشترى شقه ليا اقعد فيها، وبالنسبه لباباك ومامتك انا هفهمهم انى كنت مستنيه روجوع نادين، عشان اروح اقعد عندها.

انزل فارس يده بالورقه واخذ نفس وزفره غاضبا: لو اتخنقت معها وزعلت هتزيد المشكله، ومينفعش اسبها تمشي اعمل ايه انا دلوقتى.
وخبط بقبضة يده على فخذه، ونزل الى الاسفل مسرعا، كان يظن انها ماتزال بالاسفل، فلم يجد سوى والدته تجلس على الطاوله، فنظرت اليه قائله: انت عملت ايه لعروستك خلتها مشيت؟
فارس متوترا: معملتش هى قالت ايه؟
ايمان ماكره: قالت انك اتخنقت معاها وانها هتمشي عشان كده.

ففهم فارس انها توقعه فى الكلام فنظر لها قائلا: هى قالت كده بردو ولا انت اللى عايزه توقعينى فى الكلام؟
ابتسمت ايمان فقد فهمها: طب يا ناصح قولى بقى مشيت ليه؟
فارس: هتقعد عند صاحبتها فتره يعنى كده افضل.
ايمان: ماشى خلاص انتو حورين فى حياتكم.
فارس: طب انا خارج ومش هتاخر.

ايمان مبتسمه: رايح فين تعالى ابوك خدها معاه فى العربيه، هيوصلها ويروح الشركه، عنده شغل متقلقش كده انشف شويه.
تنحنح فارس وهو يفرق فى شعره متوترا: انت فاهمه غلط انا رايح الشركه عندى شغل.
ايمان ضاحكه: شغل ايه يا ابو شغل انت ناسي ان النهارده اجازه فى الشركه.
زاد توتر فارس قائلا: طب خلاص هطلع اوضتى عن اذنك.

وصعد الى الاعلى، نظرت عليه ايمان وهى تقول مبتسمه وهى تضع يدها على ذقنها: الواد مش قادر على بعدها كام يوم رجاله خيبه.
وذهبت الى المطبخ اما هو فدخل الى غرفته، وامسك هاتفه وطلب رقم ايثار، كانت ايثار فى السياره مع والده فنظرت فى الهاتف قائله: ده فارس يا عمى ارد عليه؟
فهمى: لاء سبيه يرن وابقى كلميه لما تروحى عند صاحبتك.
ايثار فى خجل: انا اسفه على اللى حصل مكنتش احب ان دى تكون طريقة دخولى بيتكم.

فهمى مبتسما: الموضوع بسيط ولو كان فارس قال الحقيقه من الاول كان الموضوع خلص، شكلك بنت ناس ومحترمه، بس هو بقى حب يحل مشكلته، وعموما يا بنتى انا مقدر صراحتك، ولو انى كنت اتمنى ان ابنى هو اللى يقولى الحقيقه.
شعرت ايثاربالحرج قائله: اكيد هو هيقولك بس كان مستنى لما يطمن ان موضوع جوازه من ريم خلص.
فهمى مبتسما: اكيد ان شاء الله (واكمل فى عقله) اتمنى فعلا انه يجى ويقولى من نفسه.
ايثار: طب يا عمى انا مش هقوله انى قولتلك حاجه، عشان اديله فرصه يقول لحضرتك هو.

فهمى: خلاص يا بنتى تفقنا، وكمان وصلنا، ولولا انى متاخر على الشركه كنت دخلت معاكى سلمت على حاتم.
ايثار: شكرا عن اذنك.
نزلت ايثار من السياره ودخلت الفيلا التى تعيش فيها نادين، وقفت امام الباب، كان فارس يرن على هاتفها فاجبت عليه قبل ان تدخل قائله: ايوه يا فارس.
فارس غاضبا: انت مش بترودى عليا ليه من بدرى؟
ايثار: معلش كنت مع باباك فى العربيه وهو قالى مترديش الا بعد ما تنزلى.
فارس غاضبا: انت ازى اصلا تخرجى من غير اذنى؟

ايثار: انا اسفه بس انت مسبتش ليا اختيار، احنا بقلنا اسبوع، اتخنقنا فيه اكتر ما اتكلمنا، وده ماينفعش وانت مش عايز تبطل غضب.
زاد غضب فارس قائلا: تقومى تمشى وتسيبنى، لاء طبعا تجيبى حاجاتك وترجعى البيت حالا انا مش موافق.
ايثار: فارس ارجوك كده ما ينفعش، احنا عايزين نحل مشاكلنا بهدوء، لكن كده انت بتصعبه عليا وعليك.
فارس صارخا بها: وانا بقولك ترجعى دلوقتى حالا مفهوم.

ايثار غاضبه: لاء مش هرجع يافارس، ولو سمحت انا تعبت من الخناق، وياريت ننهى الموضوع على كده.
لم يفهم فارس ما تقصده قائلا: يعنى ايه ننهيه؟
ايثار فى حسم: بص يا فارس، اللى احنا كنا فيه كان وضع غلط، وانا كده صححته، ورجوع مش هرجع لحد ما اخد قرار نهائى.
شعر فارس فى كلامه بالاصرار، وانه لو تمسك بعودتها ستطلب الانفصال عنه، ففكر قائلا: طب انا هجيلك دلوقتى نتناقش ونتكلم، مش هينفع كلام فى التليفون.

ايثار رافضه: لاء مش دلوقتى، استنى هفكر واتصل بيك اقولك امتى.
فارس غاضبا: هو انا لعبه هتلعبى بيها، يعنى ايه استنى انا هاجى دلوقتى حالا.
ايثار فى حسم وغضب: يبقى ننهى الموضوع نهائى كده ما ينفعش.
فارس وهو يحاول ان يتمالك غضبه قائلا: خلاص هستنا منك تليفون عشان اجيلك.
وانهى المكالمه وخبط بقبضة يده على الحائط قائلا: ماشي يا ايثار، هسكت دلوقتى عشان مخصركيش، لكن مش هسمح ببعدك عنى.
دق باب غرفته فرد قائلا: ادخلى يادادا.

فتح الباب ودخلت شهد قائله: انا شهد ماما بتقولك انزل عايزك تحت.
فارس: فى حاجه حصلت؟
شهد: عمار عايز يمشى ولم حجاته خلاص.
صدم فارس قائلا: طب انا ننازل معاكى ( اكمل فى عقله) يكونو متفقين سوى عموما هيبان.
نزل الى الاسفل مع شهد، وجد عمار يضع حقائبه، ويقف مع ايمان عند الباب، فاقترب منهم عابسا: ايه الشنط يا عمار خير؟
عمار بمتسما: خير ان شاء الله انا كنت قاعد بس لحد معاد الحفله ولازم امشى بقى.

نظر اليه فارس غاضبا فى عقله: يبقى انت اللى حرضتها عشان تمشى، انا كنت حاسس ان فى سبب لمشينها كده، ماشى يا عمار تنحنح وقال لعمار: وهتروح فين؟
عمار: هأجر شقه واقعد فيها، واتفقت على شقه خلاص.
حاول فارس ان يدارى غضبه قائلا: خدت القرار فجاءه كده يعنى؟
عمار: لا فجاءه ولا حاجه، انا كنت ناوى على كده، كفايا انكم استضفتونى الفتره اللى فاتت، وبعدين انا هشتغل هنا، يعنى هتبقى اقامه دايمه، فمينفعش بقى استضافه.

فارس بابتسامه ماكره: اللى يرحيك استنى هجيب مفتاح العربيه ووصلك.
عمار: مش لازم تتعب نفسك.
ابتسم فارس ابتسامه بارده قائلا: انت صاحبى وده حقك عليا ثانيه واحده وراجع.
تعجب عمار من نظراته، ولكنه لم يبالى، صعد فارس الى الاعلى احضر المفتاح وعاد قائلا: يلا بينا.
ايمان حزينه: ابقة تعالى زرنا متنسناش بقى.
عمار: اكيد طبعا يا طنط، وشكرا ليكم بجد حسيت بسعاده، الفتره اللى كنت فيها معاكم.
ابتسمت ايمان قائله: البيت مفتوحلك فى اى وقت تحب تيجى.
عمار مبتسما: انا عارف يا طنط شكرا ليكى.

خرجا الاثنان ركبا سيارة فارس، وتحركت بهم كان فارس يبدو عليه الغضب، فنظر له عمار قائلا: مالك يا فارس شكلك متضايق من حاجه.
فاوقف فارس السياره فجاءه فارتطم الاثنان فى الزحاج فقال عمار غاضبا: انت مجنون هتموتنا.
نزل فارس من السياره بغضب شديد، فتح باب عمار وجذبه من ذراعه، واوقفه امامه وصرخ به فى غضب شديد: انت بتعصى ايثار عليا وتخليها تسيب البيت، انت كلب وخاين.

ولكمه فى وجهه، وارد ان يلكمه مره اخرى، فامسك عمار يده وصرخ به غاضبا: ايثار سابت البيت ازى وليه؟! انت عملت ايه وصلتها لكده انت غبى؟
فارس غاضبا: انت اللى شجعتها على كده بس بعينك اسبهالك.
عمار غاضبا: انت فعلا غبى، انا مكنتش اعرف اصلا انها مشيت، وازى تسبها تمشى هتروح فين ولمين؟ وهى ملهاش حد انت حيوان.
لكمه عمار بغضب شديد، امسك فارس ذقنه يعدل وجهه من اثر اللكمه قائلا: يعنى انت مكنتش تعرف انها مشيت، امال مشيت ليه؟
عمار غاضبا: مشيت لانى اضيقت من نفسي، لانك صاحبى وانا عمرى ما كنت خاين.

فارس غاضبا: انت اصلا خاين، بتحب مراتى، وخطفت منى اول حب ليا زمان، طول عمرك خاين.
نظر اليه عمارغاضبا: وانت طول عمرك غبى واعمى، ياسمين كانت بتضحك عليك، ووخداك سلم عشان تنجح، واول ما شورتلها سابتك، وانت بردو مصر انى سرقتها منك، ودلوقتى ايثار هى حبيبتى انا من الاول، وانت اخدتها يبقى مين اللى سرق مين، انت الخاين مش انا.

شعر فارس ان كلام عمار صحيح، فهو تاكد من ان ياسمين كانت تخدعه، لكنه لم يسامحه رغم انه ساعده، ومصر على البقاء مع ايثار، رغم تاكده من انها مازلت تحب عمار، شعر بالحقاره والضاءله لكنه اصر على المكابره قائلا: ايثار بقت مراتى يعنى مش كل شويه تقول حبيبتى، عيب احترم نفسك.
عمار غاضبا: ماشى هحترم نفسي بس هى راحت فين؟

فارس مترددا: راحت عند نادين، ممكن تسكت بقى واسمع هى لسه مراتى، يعنى متكلمهاش نهائى انت فاهم.
عمار غاضبا: انت اللى مش فاهم، ايثار لو مش هتبقى حبيبتى هتبقى اختى، يعنى انا اللى هقفلك لو زعلتها، لو عرفتك انك دوست لها على طرف، هيكون اخر يوم فى عمرك انت فاهم.

فارس غاضبا: متقولش حبيبتى الكلمه دى بتجننى.
عمار غاضبا: ايثار مشيت ليه عملت لها ايه؟
فارس متوترا: متعملتش حاجه هى قالت انها كانت مستنيا نادين لما ترجع، عشان تروح لها، ونادين رجعت امبارح خلاص.
اخذ عمار نفس وزفره قائلا: الحمد لله خوفت تكون اتخانقت معها وزعلتها، انا عارف انك متقدرش تمد ايدك عليها، بس مش هسمحلك انك تقعد كل شويه تزعق لها انت فاهم.

فارس متعجبا: ايه الثقه دى متاكد انى مش هضربها ليه يعنى؟! وعموما هو انت شايفنى ايه قدمك، مش انا الراجل اللى يمد ايده على واحده ست، وخصوصا مراته.
نظر اليها عمار وهو يقول فى عقله: كده ايثار معرفتوش موضوع القوه، يبقى لسه مأمنتش له، يبقى لسه بتحبنى.

ابتسم عمار ابتسامه خفيفه مما اغضب فارس قائلا: اياك تفكر انها عشان بعدت عنى يبقى خلاص، ايثار بتاعتى انا ومحدش هياخدها منى، انت فاهم.
عمار: اللى فاهمه كويس ان القرار قرار ايثار مش قرارك، ولا حتى قرارى، انا ماشى افتح شنطة العربيه خلينى اخد شنطتى.
فارس: لاء اركب هوصلك.
عمار غاضبا: لاء متشكر انا هروح لوحدى، افتح الشنطه وايما هسبلك الشنطه وامشي.
فارس: خلاص انت حر.

تحرك فارس وركب السياره وفتح لها الحقيبه، اخذ عمار حقيبته وتحرك بعيدا عنه، يبحث عن سياره اجره، وهو يشعر بالامل فقد تاكد ان ايثار لم تثق بفارس، والا كانت اخبرته بقوتها، حتى وجد سياره اجره وركبها، اما فارس تحرك بالسياره وهو يشعر بالغضب من نفسه، فقد ظلم صديقه وظلم ايثار، وتصرف بغباء لف بها لبعض الوقت، وعاد الى منزله وصعد الى غرفته، جلس به وحده وهو يشعر بالغضب.

عند ايثار
انهت ايثار المكالمه ورنت جرس الباب فتحت لها العامله
ايثار: نادين موجوده؟
العامله: ايوه اتفضلى وانا هطلع انده لها مش حضرتك ايثار؟
هزت ايثار راسها بالموافقه ودخلت وادخلت الحقيبه وضعتها بجوار الكرسى، وجلست على الكرسى، لحظات ونزلت نادين واتت اليها مسرعه احتضنتها فى سعاده قائله: ايثار حبيبتى وحشتينى كان نفسي اقعد معاكى امبارح، بس طبعا مكنش ينفع.
ايثار سعيده: انت كمان وحشتينى قوى.

رات نادين الحقيبه فنظرت لها وكانها تسال عنها ففهمت ايثار فشعرت بالحرج قائله: ممكن اقعد عندك كام يوم لحد ما اشترى شقه، واعيش فيها؟
لم تفهم نادين مقصدها قائله: امال انت كنتى عايشه فين الفتره اللى فاتت؟
توترت ايثار قائله: كنت عايشه فى بيت فارس.
نادين متعجبه: ازى يعنى مش فاهمه؟

ايثار متردده: الموضوع كبير ومش هينفع يتقال فى كلمتين، لو عمك هيرفض انا ممكن اروح فندق...
قاطعتها نادين قائله: معتقدش ان عمى هيرفض، بالعكس هيفرح بس كنت عايزه افهم.
ايثار: هفهمك كل حاجه بس الاول، استاذنى عمك وبعدين نفعد ونتكلم.
فهزت نادين راسها بالموافقه وصعدت الى عمها دق الباب ودخلت قائله: عمى كنت عايزه استاذنك، ان ايثار تقعد معايا كام يوم، لحد ما تجيب شقه وتقعد فيها لحد معاد فرحها؟

ابتسم حاتم قائلا: وليه تروح شقه خليها معانا لحد الفرح.
نادين سعيده: بجد يا عمى بعنى معندكش مانع؟
حاتم سعيدا: انت عارفه انا بحب ايثار قد ايه، وده اقل واجب نقدمه لها بعد اللى عملته معانا فى اسكندريه.
نادين سعيده: اه فعلا يا عمى دى ماكنتش بتسبنا الا على النوم، شكرا ليك ياعمى هنزل افرحها، بس ممكن اخد النهارده اجازه اقعد معاها؟
حاتم مبتسما: ماشى بس النهارده بس.
نادين سعيده: عن اذنك هروح لها.

حاتم سعيدا: يلا روحى وانا هلبس واروح الشركه اتاخرت قوى.
تركته ونزلت الى صديقتها بسرعه قائله: عمى وافق وقال كمان تقعدى لحد معاد الفرح.
ايثار: انا كده كده هشترى الشقه ومش هينفع...
قاطعتها نادين قائله: بلاش رغي بقا تعالى نطلع فوق هنيمك معايا فى اوضتى، ونبقى نتناقش فى ده بعدين.
ابتسمت ايثار قائله: خلاص ماشى يلا.
صعدتا الاثنتين ودخلتا غرفة نادين، جلستا على طرف السرير نظرت نادين لايثار قائله: ايه رايك فى اوضتى؟
ايثار مبتسمه: جميله جدا ووسعه تشبه اوضة فارس.
نادين: ممكن بقى تحكى ايه القصه من اولها؟

ايثار متوتره: ابدأ من اول السبب اللى جابنى هنا ولا من اول موضوع الجواز؟
نادين: من اللى يعجبك المهم احكى عشان افهم.
اخذت ايثار نفس وزفرته وبدأت تقص عليها كل ما حدث، وبعد انتهت نظرت اليها نادين فى غضب قائله: اللى حكتيه ده صح.
ايثار عابسه: ايوه.
نادين فى غضب: انت ارتكبتى ذنب كبير، وحرام انك تمنعى فارس من حقه، وغلطى فى حق نفسك لما اتجوزتى اصلا وانتى بتحبى واحد تانى.
صدمت ايثارقائله: انت بتقولى ايه؟! حقوق ايه احنا متفقين ملوش حقوق الا لما اوفق عليه، وانا لسه موفقتش.

اخذت نادين نفس وزفرته قائله: ازى متسأليش حد من المشايخ، قبل ما تعيشى معاه فى بيت واحد، لازم تفهمى انك طلما اتقفل عليكم باب واحد، بيقتى مراته شرعا وله عليكى كل الحقوق الشرعيه.
وقفت ايثار بصدمه قائله: ازى انت بتقولى ايه طب والاتفاق اللى بنا؟
وقفت نادين غاضبه: اتفاق ايه اللى بتتكلمى عنه، فى شرع انت ازى متعرفيش؟
ايثار فى صدمه: وهعرف منين احنا اتفقنا، وقولت الاتفاق ده ملزم يبقى خلاص.

نادين عابسه: لاء طبعا فى عقد جواز، يبقى انت كنتى نمتى فى اوضه تانيه، مكنش يبقاله حقوق، دخولك معاه اوضته ادله كل الحقوق.
جلست ايثار كانها تقع، وضعت يديها على صغريها وهى تقول فزعه: يعنى كده زوجه عاصيه وشايله ذنب انى رفضت، والماليكه قعده تلعنى، بس ازى انا مكنتش اعرف، لو اعرف مكنتش فضلت معاه فى اوضته لحظه واحده(ببكاء) اعمل ايه انا دلوقتى.
جلست نادين وربطت على ظهرها قائله: جهلك بالحكم الشرعى يرفع عنك الحرج، بس من لحظة ما عرفتى تتحسبى على ده.
ايثار وهى تبكى: يعنى لازم ارجع دلوقتى بيت فارس واديله كل حقوقه الشرعيه والا ابقى...

وازادت فى البكاء
احتضنتها نادين فى الم وحزن قائله: اهدى بس وبطلى عياط واكيد هنلاقى حل.
مسحت ايثار دموعها قائله: حل ايه ها ايه الحل اللى ممكن يتعمل، انا مش هرجع مش هينفع اكمل معاه، انا من يوم ما دخلت بيته ومفيش يوم منغير خناق، لاى سبب وكمان مقدرش اخدعه، انا لسه متعلقه بعمار.

اخذت نادين نفس وزفرته غاضبه: ده موضوع عمار ده راخل مشكله تانيه، ايه المشكله المعقده دى.
ايثار وهى تبكى: عرفتى بقى انى لازم اعيط على حالى واللى وصلت ليه.
نادين حزينه: بصى احنا ندخل نتوضى نصلى الضحى، ونقعد نفكر اكيد هنلاقى حل.
توقفت ايثار عن البكاء قائله: هو فى حل واحد بس، معرفش رد فعل فارس هيكون ايه، بس ايا كان رد فعله مش هرجع عن الحل ده.
نادين بقلق: حل ايه؟

فى شركة حاتم
وصل حاتم الشركه وجلس فى مكتبه، دق الباب ودخل مراد، وجلس على الكرسى بجوار المكتب قائلا: السلام عليكم قولت اعدى عليك قبل ما اروح مكتبى.
حاتم: وعليكم السلام اهلا بيك فى اى وقت، قولى ايه اخر المعلومات عن سليم؟
مراد: لسه هربان متقلقش، انا موصى واحد من رجالتى هناك يتابع موضوعه، ويقولى الاخبار اول باول، اطمن انت بس وقولى شكلك مهموم ليه كده؟
حاتم قلقا: خايف على نادين قوى، ملهاش غيرى فى الدنيا، واديك شايف وعارف اللى حصل.

مراد: متكبرش الموضوع ده حاجه عاديه، وممكن تحصل لاى بنت.
حاتم: تفتكر لو نادين بنت فقيره ومتملكش الثروه دى كلها، كان واحد زى سليم هيحاول يرسم عليها؟
مراد: انا فاهم قصدك بس الحمد لله ربنا نجاها، وانت معاها ربنا بخليك ليها ولا يحرمكوش من بعض.
حاتم قلقا: هو ده اللى خايف منه، لو جرى ليا حاجه مين هيحميها، ده وانا موجود حصل ده كله، ولولا ستر ربنا كان زمنا اتبهدلنا واتحبسنا وفى بلاد غريبه كمان.

مراد: انت ليه بتفكر فى ده ربنا يديك الصحه، وتفضل معها لحد ما تجوزها وتفرح بيها.
حاتم: انا نفسى الاقى راجل ابن حلال اقدر اأتمنه عليها، خايف يجرى ليا حاجه وتبقى وحيده.
مراد: متخفش عليها ربنا موجود، وهو اللى نجها من المشكله اللى فاتت، وبعدين يعنى هو جه عريس كويس وانت رافضته.
اخذ حاتم نفس وزفره عابسا: ماهو ده اللى مضايقنى، رغم جمالها الشديد بس كل اللى بيجى بيبقى طمعان فى ثروتها، لو الاقى راجل اطمن له اروح انا واكلمه، واهو المثل بيقول اخطب لبنتك.

فكر مراد قائلا: طب ايه رايك فى ابنى تامر، انا كنت بفكر اجوزه انت عارف انه رافض الجواز نهائى، وانه صاحبه مطلعين عليه عدو المراه، عشان ملوش اى علاقه باى بنت، ولو بنت جت تكلمه بيرخم عليها.
حاتم: مش عارف اعرض عليها الامر، بس مشكلة ابنك انه مش متدين، وهى ممكن مترداش بيه عشان كده.
مراد: طب اسمع، انا هجيبه هنا يشتغل معاك فى الشركه، وخليهم يتعرفو يقربو من بعض، يمكن لما تتعامل معاه يحصل قبول وتقبل بيه.

حاتم: طب وابنك هيقبل بالكلام ده، انت بتقول عدو المراءه.
مراد: متقلقش انا وامه بقلنا فتره بنزن عليه عشان يتجوز، واخيرا وافق وقالى اشوفله عروسه، هقوله عليها واخلى يجى يشتغل معها والباقى على الله.
حاتم: فكره كويسه بس انا مش هعرف نادين حاجه، عشان تتعامل معاه طبيعى فهمه كده.
مراد: تمام وكده احسن، عشان كل واحد منهم يحس انه اختار باردته، محدش اجبر حد فيهم على حاجه.

حاتم: يبقى اتفقنا تبعته من بكره ان شاء الله، وتفهمه ميجبش لها سيره ابدا، لحسن لو عرفت ممكن ترفض.
مراد سعيدا: متقلقش انت خالص كده اتفقنا، من بكره تامر هيجى يشتغل معاك هنا بدالى.
حاتم: تمام يلا بقى نتكلم فى الشغل، قولى خلاص كده سويت موضوع الفلوس، اللى اخدنها من حساب الشركه زى ما اتفقنا امبارح؟

مراد: الحمد لله الاجتماع بتاع امبارح ظبط كل حاجه، صحيح اتاخرنا فيه جامد، والمدرين كانو زعلانين عشان نزلناهم يوم اجازتهم، خصوصا انهم كانو شيلين الشركه فى غايبك الفتره اللى فاتت، بس خلاص كل تمام متقلقش.
حاتم قلقا: الحمد لله هات بقى الاوارق اللى معاك ارجعها وامضيهالك.
اخرج مراد بعض الاوارق من حقيبته واعطها له اخذها حاتم وبدأ ينظر بها.

منزل فارس فى غرفة ايمان،
دخلت شهد لوالدتها واقتربت منها متعجبه: ماما هو ايه اللى حصل ده ايثار مشيت ليه؟ وراحت فين؟
ايمان: مش عارفه يا بنتى انا الصبح لقيتها نزله بشنطتها، وقالت انها هتروح تقعد عند صاحبتها نادين، وانها كانت مستنيا روجعها من السفر الفتره اللى فاتت، وعشان كده قعدة عندنا، وان الصح انها تكون فى مكان تانى.

فكرت شهد قائله: يبقى ابنك نكد عليها الفتره اللى فاتت، خلها تخاف وتمشى ما انت عارفه.
ايمان: بالعكس اللى هى عملته ده هو الصح، وجدها معاه كده غلط، وهى كده بتصلح الغلط ده.
شهد قلقه: بس فارس ممكن مايقبلش ويعمل مشكله لها ولنا.
ايمان قلقه: الخوف بجد الموضوع يكبر، وعمك وابوكى يعرفو الحقيقه وتبقى مشكله بجد.
شهد: طب انت مامنعتيهاش ليه انها تخرج؟

ايمان: ابوكى قالى مليكش دعوه سبيهم يحلو مشاكلهم سوى، وطبعا هو ميعرفش الحقيقه، فمكنش ينفع اتكلم ولا اقول لها حاجه قدامه.
شهد فى قلق وتوتر: ربنا يستر بقا والدنيا ما تولعش تانى.
ايمان بتوتر: ربنا يستر ويعديها على خير.

 

تااابع ◄