رواية لست مميزاً الفصل التاسع
فى منزل نادين بغرفتها
توقفت ايثار عن البكاء قائله: هو فى حل واحد بس معرفش رد فعل فارس هيكون ايه، بس ايا كان رد فعله مش هرجع عن الحل ده.
نادين قلقه: حل ايه؟
ايثار: الانفصال هكلم فارس واقوله يطلقنى.
صدمت نادين قائله: ايه اللى بتقوليه ده؟! فرحكو كان امبارح، حاولى تراجعى نفسك وتدورى على حل تانى.
ايثار حزينه: ملهاش حل تانى، انت قولتى انى بقيت مراته وله حقوق شرعيه، وانا مش هقدر اعمل ده، يبقى ننهى الموضوع احسن، وقت ما اتفقت معاه كنت مفكره انى ابتديت انسى عمار، واعتقدت ان علاقتى بفارس هتخلينى مع الوقت انساه خالص، لكن كده مبقاش ينفع، لانى لو مقدرتش انساه هبقى بخدع فارس.
لم تفهم نادين قائله: مفهمتش تقصدى ايه؟
ايثار: لما اتفقت مع فارس كانت دى هتبقا فترة خطوبه، نتعرف فيها على بعض، ويا اما نحب بعض ونكمل، ايما نفترق زى اى اثنين مخطوبين، وموضوع الكتاب لانى كنت هعيش معاهم فى البيت، وشرعا طبعا ماينفعش ابقى موجوده الا لو كنت مراته، زى اى اثنين اتخطبو اتكتب كتبهم لحد ما يتم الجواز، وده بيحصل كتير عادى، وممكن ينفصله، لكن دلوقتى الوضع اختلف، وهبقى زوجه حقيقه.
نادين: اه... كده فهمت بس حسب اللى حكتيه معتقدش فارس هيوافق.
ايثار: يبقى قرارى صح، وهرفع قضية خلع، لانه بعد كل ده بردو مش هيفكر بعقله، يبقى بعد الجواز الحياه هتبقى مستحيله.
اخذت نادين نفس وزفرته قائله: بصراحه عندك حق.
ايثار: هروح اكلمه واقوله يجى، واتكلم معاه وانهى الموضوع ده.
خرجت ايثار وقفت بجوار الباب وامسكت الهاتف وطلبت رقم فارس، وانتظرت حتى اجاب قائلا: اتصلتى بسرعه كنت خايف تتاخرى عليا.
ايثار متردده: ممكن تيجى عشان اتكلم معاك؟
فارس: لاء انا هاجى عشان اخدك معايا.
ايثار عابسه: لما تسمع كلامى نبقى نشوف.
فارس متعجبا: فى ايه صوتك بيقول ان فى حاجه مهمه.
ايثار: فعلا هى حاجه مهمه ولازم تسمعنى الاول.
فارس قلقا: حاضر نص ساعه وهكون عندك ابعتى لى العنوان وتس.
انهت ايثار المكالمه وارسلت له العنوان، بعد ان اخذته من نادين وجلست معها، كانت ايثار خائفه من رد فعل فارس فهى تعرف عصبيته وغضبه، جلست صامته فلاحظتها نادين فربطت على كتفها قائله: متقلقيش اكيد فارس هيتفهم.
هزت ايثار راسها بالموافقه مع عدم اقتناعها بالامر، رن هاتف نادين نظرت به وفرحت عندما رات ان مرام تتصل بها، فاجابت قائله فى سعاده: مرام حبيبتى وحشتينى جدا.
مرام سعيده: انت كمان وحشتينى جدا، حاولت كتير اكلمك وانت فى فرنسا، بس تلفيونك كان مقفول، قولت انت نسيتى تحوليه دولى قبل ما تسافرى.
تنهدت نادين فى حزن: لاء حولته بس حصل حجات كتير اضترتنى انى اقفله خالص لما تيجى هحكيلك.
مرام قلقه: حجات ايه؟ بصى عموما انا هغير هدومى واخد شاور عشان افوق واجيلك.
نادين سعيده: هستناكى وعملالك مفجاءه هتفرحك قوى.
مرام سعيده: يا مفجاءتك يا مفجاءتك، هصبر لحد ما اجى عشان اعرفها.
نادين سعيده: واكيد هتفرحى بيها قوى يلا سلام.
انهت معها المكالمه واذا بهاتف ايثار يرن، فنظرت به فوجدته عمار، تعجبت من اتصاله ولكنها لم تجيب، ظلت تنظر للهاتف اسكتت الصوت وتركته يرن، كانت تتمنى ان تجيب، ولكنها تشعر ان هذا خيانه لفارس، فاخذت نفس وزفرته بحزن، كانت نادين تشاهدها وهى حزينه لاجلها، فهى فى وضع لا تحسد عليه، رن هاتف ايثار مره اخرى فنظرت به وجدته فارس فاجابت قائله: ايوه يا فارس.
فارس: انا على باب الفيلا ممكن تفتحى؟
ايثار: رن الجرس وحد من الشغالين هيفتحلك وانا هنزل اقابلك.
فارس: تمام.
اغلق فارس الهاتف، ورن جرس الباب فتحت له احدى العاملات وادخلته، لحظات واتت اليه ايثار كان مازل واقفا عندما راى ايثار اسرع اليها واحتضنها قائلا: وحشتينى وحشتينى جدا.
لم ترد عليه ايثار فاكمل: انا عارف انك زعلانه منى، وعندك بس اوعدك مش هزعلك تانى، بس متبعديش عنى.
ايثار فى عقلها: انت بتصعبها ليه يا فارس.
فارس: ايه مش هتردى عليا هتفضلى ساكته، وانا مش هسيبك الا لما تردى.
ايثار: مش هرد ليه اقعد نتكلم.
فارس ووهو محتضنها: طب ما نتكلم كده احسن.
ايثار متوتره: معلش اقعد عشان نعرف نتكلم كده مش هينفع.
شعر فارس بعدم تجاوبها معه فتركها، وجلس على الاريكه واشار لها لتجلس الى جواره، لكنها تجاهلته وجلست على احد الكراسى المقابل له، شعر فارس انها ماتزال غاضبه منه، فتنهد قائلا: واضح انك لسه زعلانه.
ايثار متردده: مش موضوع زعل فى موضوع مهم لازم نتكلم فيه.
فارس متعجبا: موضوع ايه ده؟
زاد توتر ايثار اخذت نفس وزفرته قائله: فاكر اول ما اتفقنا على الجواز قلنا ايه؟
تعجب فارس من السؤال قائلا: ايوه طبعا فاكر لكن ليه بتسالى دلوقتى.
فى شقة عمار
استلم عمار الشقه من البواب، ودخل وجلس دون ان ينظر بها، كان قلق على ايثار ويريد الاطمانان عليها، لهذا حاول الاتصال بها، وعندما لم تجب عليه ظل جالسا مكانه، فهو لا يعرف ماذا يفعل ليطمأن عليها، ظل جالسا وهو ممسك هاتفه فكر ان يرسل لها رساله، ولكنه عاد عن الفكره، خوفا من ان يكون فارس معها، ويتسبب فى شجار بينهم، ترك الهاتف الى جواره واخذ نفس وزفره قائلا: واخرته معاكى يا ايثار امتى هتصدقينى وتسامحينى.
وضع يديه على شعره واعاده الى الخلف، وقام اخذ حقيبته ودخل احد غرف الشقه، فهى غرفتين وبهو صغير وبها بعض الفرش فى حاله جيده، اخذ هو الغرفه الكبيره التى بها غرفه نوم كامله، اما الغرفه الاخرى بها سرير وخزانه قفط، وضع ملابسه فى خزانة الغرفه، واستلقى على سريره بملابسه، حتى دون ان يخلع حذاءه، رن هاتفه فامسكه بلهفه على امل ان تكون ايثار، نظر به فوجده والده فنظر بخيبة امل واجاب قائلا: ايوه يا بابا.
صفوت: ايوه يا حبيبي عامل ايه دلوقتى؟
عمار: الحمد لله بخير.
صفوت: ممكن تجيلى عايز اتكلم معاك شويه قبل ما اسافر.
عمار: حاضر مسافة السكه وهكون عندك.
انهى المكالمه ونزل اخذ سياره اجره، وذهب الى والده فى الفندق، صعد الى غرفته دق الباب ودخل، نظر اليه صفوت قائلا: تعالى نقعد فى البلكونه احسن.
هز راسه بالموافقه ودخل معه جلسا امام بعضهم، وكان بينهم طاوله صغيره، اخذ صفوت نفس وزفره مترددا: عمار انا عارف انى ظلمتك، لما سبت كل حاجه باسم اخويا محمود، بس متخيلتش انه يعمل كده.
انتظر صفوت ان يجيبه عمار باى شئ لكنه لم ينطق فاكمل: وعارف انى ظلمتك لما طلبت منك انك تتجوز سهيله وانا عارف انها رافضه.
عمار عابسا: انا اللى غلطان كان لازم اعرف انها هتبقى زى ابوها، متكبره وانانيه وميهمهاش غير نفسها.
صفوت عابسا: ميصحش تقول على عمك كده.
عمار غاضبا: هو اصلا كده، بس انا بقول على سهيله مش هو، وعموما خلاص انا هبداء حياتى هنا فى القاهره، خلاص اجرت شقه وهشتغل، سواء مع فارس او غيره، بس مش راجع اسكندريه تانى خلاص.
صفوت حزينا: اللى يعجبك يابنى، بس عايزك تنسى ايثار وتعيش حياتك بقى، هى اتجوزت خلاص.
عمار غاضبا: انسى لاء.. لكن اعيش حياتى اه، انا سبت البيت عندهم ومشيت عشان حسيت انى مسبب لها مشكله.
صفوت حزينا: كان غلط من الاول انك تروح هناك، وانت عارف انها كانت بتحبك.
زاد غضب عمار من قوله كانت وقال فى حده: هى اصلا لسه بتحبنى بس بتكابر.
صفوت غاضبا: طلما بقت على زمة راجل تانى، يبقى مينفعش تفكر فيها تانى خلاص، سبها تعيش حياتها.
عمار غاضبا: وليه مسبتهاش تعيش معايا؟ حرمتنى منها ليه؟ بتعذبنى ليه نفسي افهم.
صفوت حزينا: يا بنى قوتها مخيفه، انت متخيل ان ابوها مره شال ونش بايد واحده، ونش يعنى لو زقتك تجيب اجلك، انا خايف عليك، وعموما يا بنى انا غلطان، مكنتش متخيل انك بتحبها قوى كده، بس خلاص الامر انتهى انسى بقى.
عمار حزينا: انتهى مانتهاش مش مهم خلاص انسى انت بس ومتقلقش عليا.
صفوت فى حزن شديد: انا اسف يا بنى مكنتش اعرف ان الموضوع هيوجعك قوى كده.
تنهد عمار متالم: خلاص يا بابا انا مش زعلان، بس سبنى الملم جروحى وضمد جراحى، يمكن الالم اللى جويا يخف شويه.
صفوت متالما: يعنى انت سامحتنى خلاص؟
عمار: ايوه انت ابويا وعمرى مازعل منك، حتى لو ظلمتنى، المهم انت متبقاش زعلان منى.
صفوت مبتسما: عمرى مازعل منك ابدا ده انت امتدادى من بعدى.
ابتسم عمارحزينا: ماشى ياعم خلاص بس خلى بالك من اسر.
صفوت متنهدا: ابنك فى عنيا بس ممكن تفضل معايا النهارده لحد ما اسافر.
عمار: حاضر هفضل معاك لحد ما اوصلك للقطار.
صفوت مبتسما: ربنا يباركلى فيك يا حبيبى ولا يحرمنى منك ابدا.
عمار: ويباركلى فيك وميحرمنيش منك ابدا يا بابا.
قام صفوت وقف وفتح ذراعيه، واتى اليه عمار واحتضنه بحب قائلا: وحشنى حضنك قوى يا بنى، عارف انى وجعتك بس غصب عنى.
تصاقطت الدموع من عينه فمسحها عمار بيده وقبل يده قائلا: خلاص بقا انا مش زعلان.
فاحتضنه صفوت مره اخرى قائلا: ربنا يكرمك يا بنى ويفرح قلبك.
تنهد عمار قائلا: ايوه انا محتاج الدعوه دى قوى، نفسى قلبى يفرح.
صفوت مبتسما: ان شاء الله ربنا كريم يا بنى.
وظلا معا حتى اوصله الى القيطار فى المساء.
فى فيلا نادين
نظر فارس لايثار ينتظر ردها اخذت ايثار نفس وزفرته قائله: احنا وقتها اتفقنا لو مقبلتش الجواز منك هننفصل بهدوء صح؟
تضايق فارس قائلا: انت بتقولى الكلام ليه؟
ايثار متردده: لانى عرفت ان الاتفاق ده عشان يتم صح، كان المفروض كل واحد فينا ينام فى اوضه لوحده، وان دخولنا مع بعض اوضه واحده، يخلى الحواز ده جواز حقيقي، يعنى الاتفاق ده كانه مش موجود.
لم يفهم فارس قصدها قائلا: تقصدى يعنى انك كده بقيتى زوجه شرعيه ليا.
هزت ايثار راسها بالموافقه دون كلام، فنظر لها فارس بعدم فهم قائلا: ممكن توضحى اكتر عشان اللى فهمته كده...
قاطعته قائله: ايوه اللى فهمته صح فى الشرع نعتبر زوجين مش مخطوبين.
ابتسم فارس سعيدا: بجد انا مكنتش اعرف، بس تمام خلاص يلا نرجع بيتنا، ونبدأ حيتنا من اول وجديد.
ايثار ررفضه: لاء... انا اسفه انا مكنتش اعرف ده الا من شويه، وعشان كده كلمتك عشان ننهى الموضوع بهدوء، زى ما انفقنا.
تلاشت البسمه من على وحه فارس قائلا: ننهى ايه هو لسه ابتدينا؟ وبعدين انا قولتلك انى مكنتش اعرف زيك، يعنى مليش ذنب بتعقبينى ليه؟
ايثار عابسه: انا مش بعقبك بس ماينفعش افضل هنا، ولا ينفع ارجع معاك، الحل الوحيد اننا نهى الموضوع.
فارس غاضبا: ليه مينفعش ترجعى معايا؟
ايثار بنظره صارمه: لانى مش هينفع اكون لك زوجه.
فارس مصدوما: ليه لسه بتحبى عمار صح.
تنهدت ايثار قائله: الموضوع ملوش دعوه بعمار الموضوع...
قاطعها فارس غاضبا: امال له دعوه بمين هاه ردى.
نظرنت اليه غاضبه: له دعوه بيك، وبغضبك اللى مش بينتهى ابدا، انا تعبت لما لسه مبقلناش غير اسبوع واحد، واتخنقنا فيه اكتر من مره، ومش بس كده، ده انت اتعدين حدودك بدل المره اثنين وثلاثه، تقدر تقولى اكمل معاك ازى؟
فارس متهربا: ده من حبى ليكى وغيرتى عليكى، يعنى المفروض ميزعلكيش يفرحك.
ايثار غاضبه: يفرحنى! يعنى ايه افرح لما تزعق كل شويه وتنكد عليا، بسبب ومنغير سبب ده حب ايه ده.
فارس عابسا: خلاص اوعدك مش هغضب تانى ولا هزع...
قاطعته ايثار غاضبه: لسه قايل الكلام ده من شويه، واديك كنت بتزعق اصدقك ازى انا اسفه.
فارس غاضبا: اسفه يعنى ايه؟ مش هترجعى معايا البيت؟
اخذت ايثار نفس وزفرته قائله: ايوه مش هرجع، وزى ما دخلنا بالمعروف نخرج بالمعروف.
وقف فارس غاضبا: لاء طبعا انت هترجعى معايا البيت ودلوقتى حالا، ومش من حقك انك ترفضى، لانك مراتى شرعا دلوقتى، يعنى الموضوع خلص خلاص.
قامت ايثار ونظرت اليه غاضبه: فعلا هو خلص خلاص، والاختيار ليك يا اما تطلق بالمعروف، ويا اما هخلعك؟
صدم فارس من كلام ايثار نظر اليها قائلا مصدوما: تخلعينى يعنى ايه.
ايثار بنظره حسمه: يعنى اخلعك، انت مش رافض اننا نخرج بالمعروف زى ما اتفقنا، وانا مش هينفع اكمل معاك مع غضبك ده.
زاد غضب فارس قائلا: وانا مش هطلق، وهطلبك فى بيت الطاعه، وان مكنتيش هترجعى معايا برضاكى، هترجعى غصب عنك، انت مراتى ومش من حقك ترفضى.
نظرت اليه ايثار متحديه: اعلى ما فى خيلك اركبه، بس خليك فاكر انك انت اللى بدأت.
وتركته واتجهت لتصعد عند بداية الدرج، قالت دون ان تنظر له: اه وبالنسبه للشغل انا مستقيله.
وصعدت دون ان تنتظر رده، ظل فارس مكانه مصدوم من رد فعلها، ولا يعرف ماذا يفعل، هل يصعد خلفها وياخذها بالقوه، ولكن هذا سينهى العلاقه ببنهم نهائى، فهى ستكرهه وهو لا يريد ان يطلقها، اخذ نفس وزفره بغضب، وخرج واغلق الباب خلفه بقوه شديده، رجت المنزل كله، كانت نادين تجلس بغرفتها تنتظرها، وقد سمعت صوت شجارهم ولم تجد ما تقوله، جلست ايثار على طرف السرير بجوارها دون كلام.
نادين حزينه: مش عارفه اقولك ايه.
ايثار: متقوليش حاجه هو ده فارس مفيش فايده مش بيتغير.
نادين قلقه: تفتكرى هيطلبك فى بيت الطاعه زى ما قال؟
ايثار: لاء مظنش هيرجع يعتذر ويحاول يرضينى، عشان ارجع معاه، هو كل مره كده يتخانق ويزعق، وبعدين يندم ويجى يصالحنى ويراضينى، بس المره دى الوضع مختلف، انا مش هرجع معاه حتى لو عمل ايه.
نادين: يعنى مفيش امل انك تكملى معاه؟
ايثار: ما انا قولتلك عصبيته الزياده هتكرهنى فيه.
رن جرس الباب فابتسمت نادين قائله: اكيد دى مرام.
ايثار مبتسمه: انا نفسي اتعرف عليها، من كتر ما حكتيلى عنها.
نادين: يلا تعالى ننزل لها اعرفك عليها.
نزلتا الاثنتين لمقابلة مرام.
فى منزل مراد
عاد مراد الى بيته، فهو يسكن فى شقه تطل على النيل، اربع غرف كل غرفه بها حمام خاص بها، ومطبخ كبير وحمامين اخرين وبهو كبير، كانت زوجته تجلس فى البهو على صالون مدهب، دخل وجلس بالكرسى الى جوارها قائلا: السلام عليكم ازيك يا فريال.
فريال سعيده: وعليكم السلام اهلا يا مراد جاى بدرى النهارده يعنى.
مراد: لقيت عروسه حلوه لابنك قولت اجى الحقه قبل ما ينزل.
فريال سعيده: لسه داخل اهو لكن قولى مين العروسه دى؟
مراد: عارف حاتم اللى بشتغل معاه.
فريال: ايوه طبعا.
مراد: بنت اخوه.
فريال سعيده: نادين يا زين ما اخترت، دى بنت زى القمر ومحترمه جدا بس قول يارب هى ترضى بيه.
مراد: البنت غلبانه وطيبه، وابنك لو عرف يكسبها ويخليها تحبه، يبقى خلاص الجوازه خلصت.
فريال: خلاص كلمه هو جاى اهو.
اتى شاب فى الثلاثين من عمره، قمحى اللون يميل الى السمره، شعره اسود ناعم مصفف بشكل جميل، بلحيه خفيفه بجسد معتدل، اقترب منهم قائلا: ازيك يا بابا جيت بدرى النهادره يعنى.
مراد: اهلا تامر اقعد تعالى عايزك.
تامر مبتسما: عارف هتكلمنى فى موضوع الجواز تانى، وانا قولتلك معنديش مانع بس هتلى عروسه.
نظر له مراد قائلا: جبتلك العروسه بس هى ترضى بيك.
ابتسم تامر متفاخرا: هى مين دى اللى ترضى بيا هى تطول.
مراد: تطول انت عارف دى مين؟
تامر: مين يعنى؟
مراد: نادين محمد عابد، الوريثه الوحيده لشركة عباد الله.
تامر: اه دى جوازه ولا سفقه؟
مراد عابساوهو ينظر الى فريال: عجبك كلام ابنك ده؟
فريال وهى تنظر الى تامر: اولا دى بنت زى القمر، ادب واخلاق لو لفيت العالم مش هتلاقى ظفرها، وعشان كده لو رضيت بيك يبقى من بختك.
تامر ساخرا من كلامها: من بختى ماشى يا ستى، وانا موافق طب ايه المطلوب منى؟
مراد غاضبا: يعنى ايه المطلوب منك؟
تامر: يعنى هنروح نخطبها امتى طيب.
مراد: لاء انت هتيجى تشتغل معها فى الشركه، وتقرب منها، لو عرفت تكسب ثقتها، هنتكلم فى الموضوع معرفتش تنسا وندورلك على واحده تانيه.
تامر متفاخرا: مين ده اللى ميعرفش، لاء متخفش مش هما بيقولو عليا عدو المرأه، انا بقى فاتن النساء مش هتاخد فى ايدى يومين.
مراد ساخرا: طب يا ناصح شكلك خيبان، انا هقوم اغير هدومى، وانت اعمل حسابك بكره هتروح الشركه تتعرف عليها، اه اوعى تجيب قدامها سيرة جواز، انت هتشتغل هناك مكانى، لانى مش فاضى مفهوم.
تامر ضاحكا: مفهوم.
تركهم ودخل الى غرفته نظرت اليه والدته قائله: خلى بالك دى مش بنت من اياهم، زى اللى تعرفهم، دى بنت محترمه.
تامر وهو يقترب منها ويضع اصبعه على فمه مازحا: هوس واطى صوتك، انت عايزه يقفشنا ويعرف انى خرابها.
فريال عابسه: ربنا يهديك وتبطل قرف، من يوم ما اتعرفت على الواد الزباله ده، وانت بقيت زفت، وانا مش راضيه اقول ابوك عشان مايزعلش، يا اخى حرام عليك توب بقى واتعدل.
تامر ضاحكا بسخريه: اوعدك لو البنت عجبتنى هتوب، ومش هرجع للطريق ده تانى.
فريال عابسه: لو عجبتك بس قول هى ترضى بيك.
فقبلها فى خدها وقام قائلا: انت محساسنى انى هاخد السفيره عزيزه، كل البنان زى بعض سلام.
وهم بالخروج فنادته فريال قائله: مش هتتغدى معانا.
نظر اليها قائلا: لاء هتغدى مع اصحابى (واشار بيده) باى باى.
وتركها وذهب قامت هى لحقت بوالده.
عند فارس
خرج فارس وهو فى شدة الغضب ركب سيارته، وبدأ يخبط على عجلة القياده بيده بقوه قائلا: ماشى يا ايثار ماشى يا ايثار.
وتحرك بالسياره بسرعه شديده، ظل يلف بالسياره لبعض الوقت، لا يعرف اين يذهب او ماذا يفعل، حتى توقف بالسياره امام شركة والده، وضع يده على راسه واعاد شعره الى الخلف قائلا لنفسه: اطلع احكى ل بابا واخد رايه بس هيزعل منى؟( صمت للحظات ) طب ماهو كده كده هيزعل لما يعرف طلما الحكايه وصلت لكده يبقى هيعرف، انا هطلع احكيله واللى يحصل يحصل.
صف فارس السياره بالمكان المخصص للسيارات، وصعد لوالده، اخبر مساعدته ان تخبره انه يريد الدخول له، وانتظر حتى اخبرته ودخل قائلا: السلام عليكم عندك وقت اتكلم معاك شويه؟
فهمى متعجبا: حتى لو معنديش، افضيلك نفسى شكلك زعلان او متضايق من حاجه.
جلس فارس بالكرسى امام المكتب حزينا: فعلا انا متضايق جدا ومحتاج اتكلم معاك.
اخبر فهمى مساعدته بان لا تدخل عليهم احد، وقام فهمى وجلس بجوار فارس قائلا: خير يا بنى فى ايه.
تردد فارس للحظات واخذ نفس وزفره بقلق، وقص على والده كل ما حدث دون ان يخبره عن عمار، ونظر اليه ينتظر رده، بدى على فهمى الغضب ونظر الى فارس قائلا: يعنى انت عشان تخلص من جواز من واحده مش بتحبها، تجيب واحده متعرفش عنها حاجه وتدخلها بيتنا، افرض انها حراميه ولا نصابه، كان يبقى ايه الحال؟
فارس فى خجل: انا عارف انى غلط ومعترف بغلطى، والحمد لله طلعت بنت مؤدبه ومحترمه، وكمان بتهيالى لبسها يدل على اخلاقها، وده اللى شجعنى انى اوافق على كلام شهد، وكمان مفيش بنت هتعرض حياتها للخطر عشان واحد متعرفوش، الا لو كانت انسانه محترمه وجدعه.
فهمى عابسا: كلام صحيح بس برضو اللى عملته كان غلط، وكنت اتمنى انك تيجى تقولى من الاول، مش تستنى لما تحصل مشكله وتيجى تقولى.
فارس نادما: انا عارف انى غلط بس ممكن تسامحنى وتساعدنى؟
فكر فهمى قائلا: ماشى هسامحك، لكن اساعدك ازى انت متخيل انى لو كلمتها ممكن ترجع؟
فارس متحيرا: انا مش عارف اعمل ايه دبرنى.
فهمى: انت بتحبها فعلا وعايز تكمل معها، ولا كرامتك وجعاك من كلامها.
تعجب فارس قائلا: ايه السؤال الغريب ده؟
فهمى: ماهو بص يا بنى لو كرمتك هى اللى وجعاك، انسها وابعد دلوقتى احسن من بعدين، لكن لو بتحبها يبقى لازم تتغير، لان اللى حكيته بيقول انك هتعيشها فى عذاب.
فارس عابسا: انت معايا ولا معها انا ابنك مش هى.
فهمى: هى من يوم ما دخلت بيتى وانا اعتبرتها زى بنتى، وبعدين اللى مرضهوش لبنتى مرضهوش لحد.
فارس غاضبا: يعنى ايه اطلقها يعنى؟
فهمى غاضبا: لاء تبطل غضب وتتعامل معها صح، يعنى تقعد معها اسبوع تتخانق معها اكتر من خمس خناقات، امال هتعيشو باقى عمركو ازى ها رد؟
اخذ فارس نفس وزفره بغضب، ونظر الى الجه الاخرى دون ان يجيب، نظر اليه فهمى مترددا: بص يا بنى زمان انا كنت زيك، ولما اتجوزت امك كنت بتخانق معها تقريبا كل يوم خناقه، بسبب ومنغير سبب، وهى مستحملتش وسابتنى ومشيت وكنا خلاص هنطلق، بس الشركه اتعرضت لازمه ماليه كبيره، وكانت هتفلس، لقيت امك جايه وجايبه شيك بمبلغ كبير، وقالتلى انها مش عايزه ابنها يطلع يلاقى ابوه راجل فاشل بسبب الغضب..،
لان المشكله اللى حصلت للشركه بسبب غيرتى عليها، من واحد كان بيشتغل معانا، وانا طردته وفسخت العقد معاه، ادتنى الشيك، وسابتنى ومشيت منغير متاخد اى ضمنات، كبرت قوى فى نظرى وقتها، روحت صالحتها ورجعتا، وفهمت ان غضبى كان هيخصرنى كل شئ، قررت وقتها وانى اتحكم فى غضبى، واحكم عقلى فى اى حاجه قبل ما اعملها، ومهما يحصل بينى وبنها عمرى ما ازعلها، لانها علمتنى درس عمرى ما هنساه، واعتقد ده اللى بتعمله ايثار دلوقتى، وان مفقوتش ورجعت لعقلك هتخصر كل حاجه.
نظر فارس لوالده ممتنا: متشكر يا بابا كلامك خلنى افكر انى لازم اتغير، وافكر بعقلى واكيد هلاقى طريقه احل بيها مشكلتى معها، منغير ما اخصرها (اكمل فى عقله) ولا اخصر شغلى.
فهمى مبتسما: هو ده ابنى اللى ربيته وبقى راجل صح.
فارس مبتسما: عن اذنك هروح البيت وافكر فى حل واكيد هلاقيه.
فهمى مازحا: اتفضل يلا كفايا عطله بقا.
ضحك فارس ضحكه حزينه، وخرج ركب السياره وعاد الى المنزل، صعد الى غرفته استلقى على سريره، وبدأ يفكر فى حل للامر، وبعد بعض الوقت جلس مكانه وهو يقول لنفسه: فكره كويسه وحل كمان واعتقد ايثار مش هترفض بعد الغدى هاكلمها.
فى فيلا نادين
جلس الثلاثه معا بعد ان عرفت نادين على ايثار
مرام سعيده: كان نفسى اتعرف عليكى من زمان، من كتر ما حكتلى عليكى نادين.
ايثار سعيده: وانا كمان ديما نادين تتكلم عنك، وتحكى عليكى وسعيده جدا لانى شوفتك.
نادين سعيده: انا اسعد منكم انتو الاثنين، بلاش رسميات بقى وقولى عملتى ايه فى امريكا.
مرام فى خجل: اتفسحنا انا وسامح وقعدت مع اختى، سامح طلع طيب جدا وصادق فى كلامه.
نادين سعيده: ربنا يبارك لكو فى بعض ويهدى سرك.
مرام مازحه: حاضر يا تيتا.
فضحك الثلاثه
مرام سعيده: مالك بتتكلمى كده زى الجدات.
نادين ضاحكه: انا غلطانه انى بدعليك يارخمه.
مرام مبتسمه: ما انا عارفه وبرخم عليكى، قوليلى بقا ايه اللى حصل معاكى فى فرنسا؟
ايثار قلقه: انا كمان عايزه اعرف، بعد ما كلمتك تليفونك اتقفل ايه اللى حصل؟
اخذت نادين نفس وزفرته وقصت عليهم كل ما حدث حتى عودتها دون ان تذكر وجودها فى شقة مارك وهروبهم ومرضه.
مرام بغضب: يعنى الكلب اللى اسمه سليم ده مفهوش فايده احسن يستاهل اللى جرى له.
ايثار غاضبه: ده انسان سافل واللى جرى له ده اقل حاجه.
نادين قلقه: اللى خايفه من انه يرجع مصر تانى، ويعمل مشاكل وعمى من ساعت ما رجعنا وانا حاسه انه تعبان مكسور مش عارف.
ايثار حزينه: اكيد طبعا اى شخص مكانه، لازم يحس بالعجز انه مقدرش يحميكى.
نادين حزينه: عندك حق وخايفه عليه قوى.
مرام حزينه: متخفيش عمك قوى، بس هو مهموم وقلقان عليكى وده طبيعى.
ايثار: ده طبيعى فتره وهيروح.
تعمدت نادين اخفاء امر مارك عنهم، رغم انهم اقرب الناس اليها، فهى تشعر بالخجل والندم، انها بقيت معه فى شقته وحدهم، رغم انها كانت مجبره ولكنها تشعر بالندم على ذلك.
نادين لتغير الكلام: بقولكو ايه يلا تعالو ندخل المطبخ نعمل حاجه حلوه، بمناسبة اننا اتجمعنا النهارده.
مرام مازحه: ونعمل زى الافلام ونحدف الدقيق على بعض.
نادين ضاحكه: فاكره يا مرام كنا بنعملها كتير اللعبه.
مرام مبتسمه: اه فاكره بس للاسف النهارده مش هينفع، مش معايا لبس تانى وكمان سامح هيرجع بدرى.
نادين: طب خلاص سماح المره دى، انما اعملى حسابك تجيبى لبس ونعمل احلى حلويات.
مرام: ان شاء الله نتفق على يوم، عشان كمان ايثار محضرتش معانا قبل كده تجرب.
ايثار مازحه: هنعمل زى الافلام ونحدف الدقيق على بعض بقا وايه.
فضحك ثلاثتهم وقامت مرام قائله: معلش همشى انا بقى.
نادين حزينه: ايه ده مش هتتغدى معانا؟
مرام: معلش انا تعبانه اصلا من الطياره، بس عشان وحشانى قولت اجى اشوفك واطمن عليكى، وكان حظى جميل اتعرفت على ايثار، اللى ياما حكيتيلى عنها وكان نفسي اشوفها.
قامت ايثار قائله سعيده: انا كمان كان نفسى اشوفك، واتعرف عليكى، من كتر ما حكتلي عليكى نادين.
قامت نادين واحتصنتهم قائله: انا اسعد منكم انت الاثنين عشان اتجمعنا مع بعض.
احتضنتها هما الاخريتين، وظلا يمزحا حتى واصلا مرام الى باب الفيلا، وصعدتا الى غرفتها مره اخرى، جلست كل منهم بجاور بعضهم، ولكن كل واحده فى عالم اخر، اخرجهم من شرودهم صوت هاتف ايثار فنظرت به وجدته فارس ترددت لحظات واجابت قائله: ايوه يا فارس.
فارس مبتسما: متشكر انك رديتى، ومتاسف لو احتديت عليكى، ممكن اجى اتكلم معاكى شويه؟
فكرت ايثار قائله: هتتكلم فى ايه تانى الكلام خلص يا فارس؟
فارس: معلش ادينى فرصه اسمعينى يمكن كلامى يعجبك.
ايثار: طب هستاذن من عم حاتم الاول، عشان هو خلاص على وصول واقولك.
فارس: خلاص هكلمه انا واستاذن منه واجيلك.
ايثار: خلاص ماشى بس خليها بالليل عشان يكون اتغدى.
فارس: تمام خلاص اتفقنا مع السلامه.
ايثار: مع السلامه.
انهت ايثار المكالمه وانزلت الهاتف من على اذنها، وظلت تنظر له للحظات بشرود اخرحتها نادين من شرودها قائله: ايه عايز يجى؟
ايثار: ايوه بس مش عارفه ايه فى دماغو.
نادين: ايه اللى قلقك؟
ايثار: قلب ناعم وبيتكلم بترجى، ومش عارف اعمل ايه؟
نادين: انت عايزه ترجعى له؟
ايثار: مش دى النقطه، انا عامله زى اللى وقعه فى حفره، ومش عارفه اعمل ايه.
نادين: مش فاهمه؟
ايثار: ماهو انا لو رجعتله هبقى خاينه، لانى لسه بفكر فى عمار، محتاج وقت عشان اقدر انسى، ولو سبته هبقى فتحت الطريق لعمار (اكملت فى عقلها) وانا مش هقدر اقاوم وممكن اضعف قدامه، ومش هقدر اكون معاه بعد ما رفض عم صفوت.
اغلقت ايثار عينها وتنهدت بالم ربطت نادين على كتفها قائله: اديله فرصه اسمعيه وشوفى كلامه، وعلى اساسه حددى موقفك.
هزت ايثار راسها بالموافقه وقامت دخلت الحمام، نظرت عليها نادين متالمه قائله فى عقلها: مسكينه حطيتى نفسك فى وصع صعب جدا.
فى غرفة فارس
انهى فارس مكالمته مع ايثار، واستلقى على السرير وهو يفكر، ماسيكون رد فعل ايثار بعد ان يتحدث معها، ثم تذكر انه يجب ان يخبر والدته قبل ان يعود والده، ويخبرها هو بالحقيقه فتغضب منه، فقام مسرعا خرج من غرفته وذهب الى غرفتها، دق الباب ودخل قائلا: ممكن ادخل اتكلم معاكى شويه؟
ابتسمت ايمان قائله: اكيد طبعا يا حبيبي تعالى.
اقترب منها وجلس بالكرسى الى جوارها وتنحنح قائلا: كنت عايز اقولك حاجه بخصوص ايثار.
ايمان: قول انا سامعاك.
تلجلج فارس قليلا وقص عليها كل الامر دون ذكر امر عمار، ونظر لها ينتظر ردها، نظرت اليه وابتسمت قائله: وانت جاى تقولى دلوقتى ليه؟
فرك فارس فى راسه قائلا: بصراحه قولت اقولك قبل ما بابا يرجع ويحكيلك، وتزعلى يعنى بيدى لا بيد عمرو.
ضحكت ايمان قائله: ماشى يا بتاع عمرو، وانا خلاص مش زعلانه، بس حاول تصلح علقتك مع مراتك وتصالحها.
اخذ فارس نفس وزفره قائلا: اهو ادينى بحاول وكله على الله.
ابتسمت ايمان قائله: بص يا بنى اهم شئ بالنسبه للست هو الامان، وانت خلتها تخاف منك، حسسها بالامان وهى ترجعلك.
فكر فارس قائلا: يعنى مش الحب اهم شئ بالنسبه للست؟
ايمان: الحب مهم بس الامان اهم، لان مع وجود الامان ممكن يتولد حب ويكبر ويقوى، لكن منغير الامان ممكن يموت حب قوى جدا كمان.
ابتسم فارس وتعجب قائلا: اول مره اخد بالى من الكلام ده تعرفى ان عندك حق وكلامك صح، متشكر يا ماما فهمت غلطى وهصلحه صح.
وقبل يدها وخرج قابل شهد عند الباب فنظر لها قائلا: قوليلى هو انت قولتى لماما عن الاتفاق اللى بينى وبين ايثار؟
شهد متهربه: لاء مقولتش هو انا عيله ولا ايه.
واسرعت الى غرفتها واغلقت الباب، لحق بها فارس وقف خلف الباب قائلا: تبقى قولتى يا عيله.
وضحك فاجابت شهد من الداخل قائله: اه قولت ومش عيله.
فارس وهو يضحك: طب ماشى.
وتركها وعاد الى غرفته وهو يضحك، جلس على احد الكراسى، ونظر الى الخيمه وهو يقول فى عقله: كنت متهور وغبى، يعنى هى جايه هربانه من عمار، بدل ما اساعدها بقيت عبئ عليها(خبط بكف يده على راسه ) هتبطل تسرع امتى.
اخذ نفس وزفره بغضب، وارجع راسه على ظهر الكرسى، وبعد بعض الوقت دق باب الغرفه كانت الدادا تناديه لتناول الطعام، نزل فارس تناول الطعام معهم وبعد ان انتهى قام وقف قائلا: انا خارج عندى مشوار ومش هتاخر.
ابتسمت ايمان قائله: مشوار ماشى ابقى سلم لنا على المشوار.
ضحك فارس قائلا: حاضر يا ماما عنيا.
تحرك يصعد الى غرفته فنادته شهد قائله: فارس الاقى شغل ليا عندك؟
فالتف ونظر لها قائلا: شغل ايه يا بنتى هو انت تنفعى فى شغل؟
شهد بوجه عابس: اه طبعا انت متعرفنيش انا موظفه شاطره جدا.
فهمى ضاحكا: طب يا موظفه يا شاطره ما تيجى تشتغلى معايا انا؟
شهد مازحه: اصل يعنى الشركه عندكو كبيره، والشغل هيبقى كتير، انما عند فارس الدنيا رايقه.
فارس مازحا: قصدك ان الشركه عندى صغيره مش كده، طب مش هشغلك ايه رايك بقى.
فقامت شهد امسكت ذراع فارس قائله: انا بهرج معاك يا فروسى خلاص بقا
فارس مازحا: فروسى!ايه فروسى دى انت عمرك مادلعتينى بيها، وعشان خاطر الكلمه الغريبه دى مفيش شغل.
شهد ضاحكه: ماهو انت ملكش اسم دلع انا مالى.
وضع فارس ذراعه حول رقبتها قائلا: عايزه تشتغلى صحيح ولا بتهرجى؟
شهد مبتسمه: ايوه بصراحه زهقت من الروتين بتاع كل يوم عايزه اعمل تغير.
فارس سعيدا: خلاص يا ستى اهلا بيكى فى شركتى، بس خلى بالك الشغل شغل معنديش هزار.
ضحكت شهد قائله: تمام يا فندم متقلقش كله هيبقا تمام.
فاحتضنها قائلا: ماشى هخدك معايا بكره ونروح سوى.
ثم قبل جبينها وصعد الى غرفته، ليغير ملابسه ويستعد ليذهب لايثار، كانا والدها يشهدان الحوار بينه وبين اخته بسعاده.
فى منزل مرام
عادت مرام من عند نادين، اعدت الطعام حتى اتى سامح، دخل سامح احتضنها وقبلها فى وجنتها قائلا: وحشتينى جدا.
مرام سعيده: انت كمان وحشتنى قوى، اطلع غير على ما اغرف الاكل.
سامح: حالا هطلع اغير وانزل.
صعدا الى الغرفه غير ملابسه ونزل، كانت هى وضعت الطعام على الطاوله، سحب لها كرسى جلست عليه وجلس هو بجوارها، وبدأا تناول الطعام نظر لها سامح قائلا: تسلم ايدك ياحبيبتي الاكل رائع.
مرام سعيده: بالهنا والشفا يا حبيبي.
سامح: تحكيلى بقى عملتى ايه مع نادين؟
مرام: عرفتنى النهارده على صاحبتها ايثار، بنوته زى العسل من اسكندريه.
سامح: طب ونادين اتعرفت عليها ازى؟
مرام: هى ونادين اصحاب من زمان، كانو اتعرفو مره زمان وهما فى المصيف ومن وقتها بقو اصحاب.
سامح: طب ايه اللى جابها القاهره؟
مرام: بصراحه مسالتش ومش مهم، المهم انى مبسوطه انى عرفتها بنوته جميله.
سامح: وانا مبسوط عشان حبيبتى مبسوطه وفرحانه انا شبعت.
مرام: انت مكلتش حاجه اصلا.
سامح: معلش تعبان وعايز انام(بتثائب) حاسس انى بقال سنه منمتش.
مرام: طب اطلع اسبقنى هشيل الاكل ادخله المطبخ واحصلك.
سامح: لاء هشيله معاكى ونطلع سوى.
مرام: طلما تعبان اطلع ارتاح وانا هشيله.
سامح وهو يرفع صوته: طب خلاص صاحبتك هى اللى هتشيله معاكى اعترضى بقا.
مرام ضاحكه: انا اقدر ازعل صاحبتى.
فضحك الاثنان وحملا الاطباق ووضعوها فى المطبخ وصعدا معا الى الاعلى.
فى غرفة نادين
كانت ايثار تجلس على احد الكراسى، بعد ان تركتها نادين وذهبت الى عمها فى غرفته، بعد ان عاد من العمل، دق باب الغرفه كانت نادين قد عادت فتحت ودخلت قائله: يلا ايثار عشان نتغدى.
ايثار فى خجل: ما بلاش انا عشان عمك ميتضايقش.
ابتسمت نادين قائله: عمى هو اللى هيزعل لو منزلتيش، هو مستنينا تحت يلا قومى.
لفت ايثار حجابها ونزلت معها، جلست نادين بجوار عمها وايثار الى جوارها فنظر لها حاتم قائلا: اهلا بيكى يا ايثار يا بنتى، انت هنا فى بيتك يعنى ملوش لزوم الخجل.
ايثار متوتره: شكرا يا عمى.
حاتم: ايه شكرا دى وجودك هنا مع نادين بيفرحنى، يعنى انا اللى لازم اشكرك.
ابتسمت ايثار قائله: ده من زوق حضرتك.
حاتم: ربنا يسعدك يا بنتى، المهم نادين قالت لى انك عايز تشترى شقه.
ايثار: ايوه عايز يكونلى شقه فى القاهره.
فكر حاتم قائلا: تمام يا بنتى انا اعرف سمسار كويس، هكلمه يشوفلك شقه جنبنا هنا.
ايثار: شكرا احضرتك.
حاتم: اه صحيح خطيبك اتصل بيا، وهيجى بعد الغدى يقعد معاكى شويه، هو اكيد قالك بس قولت ااكد.
ايثار: اه قالى.
كانت ايثار تشعر بخجل شديد، ولا ترفع عينها من طبقها، فشعر بها حاتم، فانهى طعامه وقام قائلا: انا شبعت هطلع اوضتى ولما يجى فارس ابعتولى عن اذنكم.
نادين: اتفضل ياعمى.
وهزت ايثار راسها دون كلام تركهم حاتم وصعد الى غرفته، كانت ايثار تشعر بقلق وتوتر من مجئ فارس، فلاحظت نادين ذلك قائله: ايه بنتى مالك ايه كل القلق ده؟
ايثار متوتره: مش عايزه اسبب لكم مشاكل، وانا عارفه فارس ودماغه وخايف يجى يزعق ويتخانق.
نادين: بصى من كل اللى حكتيه فهمت ان فارس متهور، لكن مش غبى، وكمان انسان زوق جدا، فمعتقدش انه يعمل كده.
تنهدت ايثار قائله: اتمنى.
توقفت ايثار عن تناول الطعام وجلست صامته، فابتسمت نادين قائله: ماتكملى اكلك.
ايثار: شبعت الحمد لله.
نادين: هو انت اكلتى حاجه اصلا؟
ايثار: مليش نفس انا اكلت بس عشان عمى مايزعلش.
نادين: طب خلاص يالا نطلع فوق، على ما يجى فارس المغرب خلاص هياذن نصلى على ما يجى.
هزت ايثار راسها قائله: يلا.
صعدتا الاثنتين توضأتاوانتظرا حتى اذن المغرب وصلا، بعدها بقليل رن جرس الباب وفتحت احدى العاملات كان فارس ادخلته فى غرفة الضيوف، وصعدت اخبرتهم نزل حاتم، سلم عليه وجلس معه قائلا: اهلا بيك يا بنى.
فارس مبتسما: اهلا بيك يا عمى، اسف لو سببت لحضرتك ازعاج.
حاتم: عيب الكلام ده ايثار صاحبة نادين، ووجدها هنا بيسعدنى، واى ضيف لها يبقى ضيفى.
فارس: شكرا لزوق حضرتك.
اتت ايثار وقفت عند الباب القت التحيه، وجلست بالكرسى المجاور لفارس دون كلام، شعر فارس بالخجل وظل صامت هو الاخر، فوقف حاتم قائلا: طب هسبكم انا واطلع عندى شغل هخلصه.
وتركهم وصعد الى غرفته، كان فارس يتابعه بنظره حتى دخل غرفته، اخرج علبه صغيره من جيبه وشيكولاته من الجيب الاخر وقدمهم لايثار قائلا: ممكن تقبلى منى الهديه دى كعربون مصالحه.
اخذت ايثار نفس وزفرته قائله: مصالحة ايه المفروض ان كلامى كان واضح.
ابتسم فارس قائلا: ايوه كان واضح وفهمته كويس، وجاى اعتذر واقولك انى فهمت غلطتى، وطالب منك فرصه تانيه؟
ايثار: فرصه لايه انا تعبت من الخناق معاك، وبعدين انا قولتلك انى مش هينفع ارجع معاك.
فارس: وانا مش هطلب منك انك ترجعى معايا، و لا هطلب منك حقوقى مره تانيه، واوعدك انى هصبر عليكى لحد لما تحسى انك قادره تكملى معايا، انا اسف بجد اتسرعت واتصرفت باندفاع.
ونظر الى عينها مبتسما، نظرت له ايثار بتعجب من كلامه وموقفه، وهى تفكر ماذا تفعل اتقبل وتعطيه فرصه اخرى، ام تنهى الامر، شعر فارس بحيرتها فتح العلبه واخرج منها خاتم ذهب، شكله جميل امسك يدها والبسها اياه وقبل يدها قائلا: سواء قبلتى او رفضتى دول هديه منى او اعتذار، وانا مش مستعجل على الرد، خدى وقتك وفكرى واى قرار هتاخدى هساعدك عليه.
وضع الشيكولاته فى يدها وقام وقف، قامت ايثار هى الاخرى دون اى كلام فابتسم لها قائلا: عن اذنك انا ماشى.
التف ليذهب ثم تذكر شئ فنظر لها مره اخرى قائلا: اه استقالتك مرفوضه وتيجى الشغل من بكره، لان سواء هنكمل مع بعض او لاء مش هتسيبى الشغل.
التف وتحرك خطوتين باتجاه الباب، ثم عاد مره اخرى احتضنها وقبل جبينها وذهب، تابعته ايثار بنظرها حتى خرج دون اى كلام، واخذت الشيكولاته وعلبة الخاتم، وصعدت الى غرفة نادين، دخلت وجلست على احد الكراسى دون كلام، اقتربت منها نادين وهى تنظر على الشيكولاته والعلبه قائلا: يظهر انه عايز يصالحك فعلا جايبلك شيكولاته وهديه.
شردت للحظه وتذكرت مارك عندما احضر لها الزهرو والشيكولاته عندما اخافها، فتنهدت قائله: الشيكولاته بتحسن المود، وهو عارف انك متضايقه فجبهالك عشان يفرحك.
تنهدت ايثار قائله: انا مش قادره افهم الانسان ده ولا عارفه افكر اللى عمله، ده شوش تفكيرى اكتر.
نادين: انت مش متاكده من مشاعره ناحيتك؟ ولا عشان موضوع عمار؟
ايثار: مش عارفه فى نظره فى عين عمار، مشوفتهاش فى عين فارس، نظرة عاشق متيم ولهان مشتاق(تنهدت) لكن فارس بشوف نظره مش فهمها، نظره محيره ساعات احسها حب وعشق، وساعات احسها امتلاك.
نادين: هى الحجات اللى عملها معاكى، ممكن تكون عامله حاجز نفسي جواكى، لو عايزه راى اديله فرصه تانيه، وادى لنفسك انت كمان فرصه تقربى منه.
هزت ايثار راسها بالموافقه وهى تقول فى عقلها: صح عندك حق ادى نفسه فرصه اقرب منه، عشان انسى عمار واقدر اكمل حياتى.
نادين: يلا نتوضى ونصلى العشا على وشك خلاص.
ايثار: يلا وكمان عشان هروح الشركه بكره فهقوم من بدرى.
نادين: وانا كمان هروح الشركه عمى مصر.
توضاتا الاثنتين وصلتا وذهبت نادين الى عمها، رن هاتف ايثار فنظرت به وجدته عمار، ظلت تنظر للهاتف فى حيره اتجيب ام لا، حتى انتهت المكالمه، فوجدت رساله منه مكتوب فيها: اريد الاطمأنان عليكى ارجوكى ردى.
اغمضت عينها واخذت نفس وزفرته وهى تفكر فاعاد الاتصال، ترددت للحظات ثم احابت قائله: ايوه يا استاذ عمار فى حاجه؟
عمار قلقا: طمنينى عليك فارس قالى انك سبتى البيت، وانا من وقتها هتجنن عايز اطمن عليكى.
ايثار فى عقلها: هو مفيش فايدك فيك يا فارس ابدا، وقال عايز فرصه قال.
عمار مترددا: ممكن تردى عليا؟
تنحنحت ايثار قائله: اه تمام، انا كنت مستنيه نادين ترجع من السفر، ولما رجعت فقعد عندها لحد معاد الفرح، فى حاجه تانيه بتسال عنها؟
تنهد عمار قائلا: ليه القسوى دى عليا، وعموما خلاص انا اطمنت عليكى، وده المهم تصبحى على خير.
انهت المكالمه دون كلام اغمضت عينها، واخذت نفس وزفرته بالم قائله فى عقلها: مش عايزه اديك امل على الفاضى، كده احسن ومع الوقت هتياس وتنسى.
عادت نادين ودخلت جلست على طرف السرير قائله: لو مش حابه تنامى معايا فى الاوضه هنا...
قاطعتها ايثار قائله: بالعكس انا فرحانه انى هنام معاكى، انا زهقت من الوحده.
وجلست الى جوارها على طرف السرير.
نادين: عشان كده وافقتى انك تقعدى مع فارس فى اوضته.
تنهدت ايثار قائله: ممكن اخر فتره دى كنت مخنوقه جدا من الوحده، يمكن فى اسكندريه محستش بنفس الوحده دى.
نادين: انما انا عايزه افهم اول لما جيتى من اسكندريه مجتيش عليا ليه؟
ايثار محرجه: قولت اشتغل الاول، وبعدين اقبلك عشان مبقاش حمل عليكى، ولما خلصت الفلوس اللى معايا، ومبقاش قدمى اى حل غير انى اجيلك كلمتك.
نادين مازاحه: انت عايزه الضرب، يعنى مستنيه لما الفلوس تخلص، وتكلمينى انت اكيد مجنونه.
ابتسمت ايثارقائله: ممكن ليه لاء، سعات بحس انى مجنونه.
نادين ضاحكه: طب يلا يا مجنونه عشان ننام.
اخذت ايثار ملابس من حقيبتها، ودخلت الى الحمام لتغيرها، اتت بعض الرسائل الى هاتف نادين، فنظرت به، فوجدتها من مارك فتحتها وبدأت تقراها فى عقلها: كيف حالك غريبة الاطوار؟ اشتاق اليك كثيرا، اردت ان اطمأنك على قبل ان انام، انا بخير ذهبت الى العمل اليوم، كان يوم جيد عدت الى المنزل، اعددت الطعام وتناولته وحدى، اتعرفى اول مره اتناوله بالمنزل وحدى، وكنت اتخيلك معى.
تنهدت نادين بسعاده قائله فى عقلها: انسان غريب بس طيب.
خرجت ايثار من الحمام واستلقتا الاثنتان على السرير، وظلت كل واحده منهم تفكر لبعض الوقت، حتى ذهبت فى النوم.
فى فيلا فارس
عاد فارس الى المنزل وصعد الى غرفته، كان الكل بغرفه فلم يزعج اى منهم، غير ملابسه استلقى على سريره، واذا بالباب يدق فجلس قائلا: ادخل.
فتح الباب ودخل والده قائلا: توقعت انك تعدى عليا بعد ما ترجع، ولما مجتش قولت اجيلك انا.
وجلس الى جواره على طرف السرير.
فارس مبتسما: مرضتش ازعجك خصوصا ان الوقت اتاخر.
فهمى متعجبا: بس غريب انت قعدت كل الوقت ده مع ايثار؟
فارس بابتسامه احراج وهو يفرك فى شعره: بصراحه لفيت بالعربيه شويه بعد ما خرجت من عندهم.
فهمى: اه يبقى ايثار رفضت صح؟
تنهد فارس قائلا: هى لا رفضت ولا قبلت، كانت ساكته خالص مش بترد، وكنت حاسس انها مستغربه مش عارف ليه؟
اخذ فهمى نفس وزفره قائلا: اقولك ليه، عشان كانت متوقعه انك رايح تتخانق وتاخدها بالعفيه، متخيلتش انك هتاخد لها هديه، وتطلب منها تديك فرصه تانيه.
فارس متعجبا: وانت عرفت ازى انى اخدت لها هديه؟
ابتسم فهمى قائلا: يابنى انا ابوك من زمان وعارفك كويس.
فضحك فارس قائلا: تصدق صح انت ابويا بقالك كتير قوى.
فهمى ضاحكا وهو يربط على كتفه: عايزك تتعلم الدرس كويس، وتفهم ان عصبيتك هتخصرك متسبش نفسك لها فاهم.
فارس وهو يهز راسه مبتسما: فاهم.
فهمى: طب هسيبك تنام تصبح على خير.
فارس: وانت من اهل الخير ربنا ما يحرمنى منك ابدا.
فهمى: ولا منك يا بنى.
وتركه وخرج عاد الى غرفته، استلقى فارس مره اخرى وبداء يفكر لبعض الوقت، كانت ايمان تنتظر فهمى فى الغرفه لتعرف ما حدث، فقامت اقتربت منه قائله: هاه قالك ايه؟
فهمى: هتفكر بتهيالى لسه خايفه من فارس.
تنهدت ايمان بقلق قائله: مقدرش الوم عليها، بس من حقه انها تديله فرصه تانيه.
فهمى: من معرفتى بيها اعتقد انها هتديله فرصه تانيه، بس هتاخد وقت على ما تقرر،
دخلا الاثنان وجلسا على الكرسيين بالغرفه، نظرت ايمان اليه قائله: ليه حساك قلقان؟
فهمى: انا فعلا قلقان خايف يكون فارس اتسرع وميكنش بيحبها بجد.
ايمان: مش عارفه ابنك اصلا متسرع، وده اللى بيخوفنى عليه.
فهمى: الحاجه الوحيده اللى مطمنانى، ان البنت عاقله وفاهمه مش متهوره.
ايمان: وده بردو اللى مطمنى، وكمان وجود شهد معاهم ده مفرحنى، هتغير مكان وتغير مودها بقالها فتره زهقانه ومخنوقه.
فهمى: معلش مهى كل ما يجى لها عريس ميعجبهاش، او يطلع مش كويس.
ايمان: ويعنى اللى معجبوهاش كانو حلوين، ماهم كانو رجاله زى عدمها.
فهمى مبتسما: فى دى اه بصراحه الشباب بقى فيه اشكال تغم النفس، ربنا يهدى.
ايمان: ربنا يطلعنا منها على خير هروح اطمن على شهد وارجعلك تانى.
فهمى: هعمل تليفون على ما تيجى.
عند نادين
استيقظت نادين وايثار واستعدتا للذهاب، نزلتا الى الاسفل تناولتا الطعام مع حاتم وخرجو جميعا معا، اوصلو ايثار الى شركة فارس وذهبا الى شركتهم، دخل كلا منهم ال. مكتبه وبداء العمل، اتى تامر الى مكتب حاتم دق الباب ودخل، بعد ان استاذنت له موظفة الاستقبال، القى التحيه عليه وجلس فى الكرسى الذى امامه قائلا: بابا قالى اجى لحضرتك عشان امسك الشغل مكانه.
نظر اليه حاتم وتفحصه بنظره قائلا: اهلا بيك يا بنى، اعرف ابوك من سنين لكن دى اول مره اشوفك.
تامر: يعنى كنت حابب يكون ليا شغل بعيد عن بابا.
حاتم مبتسما: ده شئ جميل (قدم اليه ملف ) خد الورق ده وشوفه، اتناقش فيه مع نادين فى الاوضه اللى جنبى.
اخذ تامر الملف قائلا مبتسما: تمام عن اذنك.
اخذ الملف وخرج وهو مبتسم بتباهى، فقد فهم انه اعجب حاتم، وصل غرفة نادين دق الباب ودخل قائلا: السلام عليكم ممكن ادخل؟
نظرت اليه نادين متعجبه: اتفضل بس هى السكرتيره مش بره؟
تقدم عدة خطوات قائلا: لاء مش موجوده.
فقامت نادين وتحركت نحو الباب قائله: اتفضل حضرتك دقيقه واحده ورجعالك.
فهز راسه بالموافقه، وهو يتفحصه بعينه وهو يقول فى عقله: ايه دى جامده اخر حاجه، دى صاروخ محدش يقدر عليه، طلع زوقك عالى قوى يا بابا، بس دى محتشمه قوى اوقعها ازى دى بس.
جلس على الكرسى امام المكتب وهو ينتظرها لحظات وعادت وهى تحدث نفسها بهمس: راحت فين بس البنت دى، بس اما اشوف الاستاذ عايز ايه، وبعدين حسابى معها.
جلست على كرسيها قائله: اهلا اى خدمه.
تنحنح تامر قائلا: انا تامر مراد جاى همسك الشؤن القانونيه للشركه بدل بابا.
نادين: اهلا بيك.
قدم لها الملف قائلا: كنت جاى اناقش معاكى الملف ده.
اخذت نادين الملف وبدات تنظر به، كان هو قد فتحه وتعرف على مابه قبل ان يدخل لها، كان ينظر لها ويتاملها ويتمعن فى تفصيلها، بنظرات اعجاب شديد، حتى رفعت نظرها نحوه فنظر على الطاوله التى امامه،
نادين: تمام مفيش مشكله التعديلات دى كلها تمام شوف راى عمى.
تامر: عمك موافق اللى كان متبقى رايك انتى.
نادين: طب خلاص ابداء فى اجراءتك، وشوف ايه المطلوب.
تامر: خلاص هبدأ فيها واجيلك بكره ان شاء الله، نتناقش فى باقى الملفات، حاتم بيه هيبعتهم لك تشوفيهم وعلى مدار الفتره الجايه، نعدلهم سوى.
نادين: تمام هنتظر حضرتك.
وهزت راسها تحيه له قام هو الاخر ومد يده له قائلا: اتشرفت بمعرفتك.
ترددت نادين قائله: معلش مش بسلم على رجاله.
شعر تامر بحرج شديد وابتسم قائلا: انا اللى اسف عن اذنك.
والتف وهو يقول فى عقله: اما انا غبى قوى، يعنى بلبسها ده وهتسلم ابقى شغل دماغك متفضحناش مع القمرات (اخذ نفس وزفره) يوووووووه دى تحول، هفوووو يعنى ده كلام ازى بس بابا ميقوليش، ولا ماما عموما مش مهم المهم اوقعها.
وخرج ركب سيارته وذهب الى مكتبه
فى مكتب فارس
دخلت ايثار لم يكن فارس قد اتى، فجلست تنتظره فى مكتب الاستقبال، ولم تدخل الى المكتب، دقائق واتى فارس ومعه شهد، فرحت ايثار بشهد وقامت احتضنتها قائله: اهلا بالقمر المكتب نور النهارده.
شهد بسعاده وهى تحتضناها: منور بيكى من قبلى، انما انا زعلانه بقى كده تسبينا وتمشى، بعد ما اتعودنا على وجودك.
ابتسمت ايثار قائله: انت اكتر واحده قولت هتفهمنى ومش هتزعل.
شهد: انا فاهماكى بس بجد حبيتك.
ايثار مبتسمه: وانا كمان حبيبتك، بس كده افضل انما قوليلى ايه اللى جايبك من بدرى كده؟ايه هتشتغلى هنا معنا؟
شهد مازحه: ايوه طبعا امال ايه قولت اجى اشتغل معاكم مديره.
ضحكت ايثار قائله: يعنى يعنى ده المكتب كده هيزقتط بالمديره العسل دى.
فارس مازحا: الله الله ده انا اتبعت بقى فى اول محطه.
شهد مازحخ: لاء متخافش هعينك عندى سكرتير.
ضحك فارس قائلا: لاء كتر خيرك متشكر، يالا يا حلوه انت وهيا من هنا شطبنا ملكوش شغل عندى.
شهد مازحه وهى تدفعه: يلا يابابا يلا يا حبيبي امشى من هنا يلا عشان هنرش ميه.
فارس ضاحكا: هترشى ميه ده هو احنا فى قهوه بلدى.
وقف خلفهم الاثنين واحتضنهم بكلتا يديه قائلا: اسكتى بدل ما اشيلك انت وهى هيلا بيلا كده وارميكو بره.
شهد ضاحكه: انت تقدر ده المكتب من غيرنا يقف.
فارس فى جديه: يالا كفايا هزار، ايثار شهد من النهارده هتبقى هى السكرتيره للمكتب، وانت هتبقى مديرة المكتب تمام كده.
ايثار: تمام.
فارس: بصى يا شهد وقت الشغل مفيش هزار، يعنى مفيش اخويا واختى فى المدير والسكرتيره تمام.
شهد وهى ترفع يده عند راسها وتقف انتباه: تمام يا فندم.
فارس ضاحكا: انت هتبدائيها من الاول، خلى بالك انا بتكلم جد مش بهزر.
شهد بجديه: انا عارفه وفاهمه.
فارس: طب يلا تعالى جوا هفهمك ايه اللى هتعمليه، وتعالى انت كمان يا ايثار.
فتح باب المكتب ودخل وهم خلفه، احضر ورقه من على المكتب، وقدمها لشهد قائلا: ده جدول موعيد النهارده، محدش يدخل من غير استاذن، وعندك الديكتافون بره تقولى قبل ما اى حد يدخل، ونفس النظام لما التليفون يرن، فى اسامى مكتوبه عندك دول لما يتصله توصلينى بيهم على طول، وغيرهم تسالى الاول.
شهد: بس كده مش هعمل حاجه تانى.
فارس: لاء هيكون فى حجات بسيطه، هتقولك عليها ايثار، انما هى دي الاسسيات تمام.
شهد: تمام هخرج بره بقى استلم الشغل، بس مقولتليش هتربطلى مرتب كام؟
فارس مازحا: ايه هتربطلى لى هو واحنا فى محل بقاله.
شهد ضاحكه: معرفش بقى بشوفهم بيقولو كده فى الافلام.
فارس: يا دى الافلام اللى بوظت عقلكم دى، هيجى مدير شؤن العاملين يمضى معاكى العقد.
شهد: تمام يا فندم اروح اقعد على المكتب دلوقتى بقى واستلم شغلى.
فارس: تمام عشان اول معاد بعد شويه.
خرجت شهد واغلقت الباب خلفها، كانت تقف الى جواره فاحتضنها قائلا: وحشتينى وحشتينى قوى.
زهلت ايثار منه ولم تعطى اى ردة فعل، لاحظ هو جمودها فابتسم قائلا: ايه مالك مستغربه ليه؟
تنهدت ايثار قائله: لاء بجد المفروض مستغربش.
فارس: اولا ده حضن اخوى مفهوش اى حاجه، ثانيا بقى انا اتنزلت عن حقوي كزوج مش كصديق، مش انتى صاحبتى؟
هزت ايثار راسها مازحه قائله: ماشى يا عم صاحبتك، اما نشوف اخرتها ايه معاك.
فارس: يلا تعالى عشان يوسف هيجى بعد شويه، عشان نتناقش فى مشروع عمار.
ايثار: تمام.
جلسا الاثنان على المكتب، فارس على الكرسى، وايثار على كرسى اخر الى جواره، وبدأا فى العمل، اتى يوسف وقف ينظر على شهد باعجاب قائلا: انت السكرتيره الجديده؟
نظرت اليه شهد قائله: ايوه يا فندم مين حضرتك.
ابتسم يوسف قائلا: انا يوسف مدير المشروعات فى الشركه.
شهد وهى تنظر بالورق امامها: ايوه انت لك معاد بعد خمس دقائق، هستاذن لك عشان تدخل.
فجلس على الكرسى امام مكتبها قائلا: لاء هستنى معادى، انا بحب اجى بدرى واستنى.
شهد متعجبه: اللى يعجبك.
نظرت شهد بالاوارق امامها، وظل يوسف ينظر لها باعجاب وهى متجاهله نظراته، رن جهاز الاستعداء على مكتب شهد فاجابت: ايوه يا فندم.
فارس: اول لما يجى يوسف دخليه، عشان هو بيجى بدرى ويحب يستنى.
شهد: تمام.
ونظرت الى يوسف قائله: اتفضل يلا هو مستنيك.
قام يوسف وقف وهو ينظر لها، حتى فتح باب المكتب ودخل، كانت شهد تتجاهل نظراته وهى تقول فى عقلها: ايه ده عمره مشاف بنات، ده هيكلنى بعنيه بس بسم الله ماشاء الله بين عليه عبيط.
دخل يوسف المكتب، جلس على الكرسى امام المكتب دون كلام.
فارس: انت يا استاذ ايه مفيش سلام وكلام كده دخل فين سيتك.
يوسف شاردا: هاه فى حاجه؟
فارس عابسا: انت اللى فى حاجه سرحان فى ايه؟
يوسف: ولا حاجه، بالنسبه لمشروع عمار انا درسته كله، وزى نا قولتلك مشرو رائع هيرفع الشركه لفوق.
اخذ فارس نفس وزفره قائلا: يعنى مشروع يستحق اننا ندخله.
يوسف: مش هبقا ببالغ لو قولت اننا هنخصر كتير لو مخدنهوش.
فارس: خلاص تمام عمار جاى بعد شويه، عشان يناقش معايا التفاصيل.
يوسف: اهم نقاط القوه والضعف مكتوبين فى اخر صفحه فى الدراسه، وانا استغربت جدا ان حد يكتبهم، بس ده يدل على امانة عمار وصدقه.
ايثار: وفى كمان ثلاث ملاحظات مهمين قوى فى فى اخر سطر لازم تخلو بالكم منهم فى كتابة العقد
يوسف: واضح انك درستيه كويس.
ايثار: انا اللى طبعته للاستاذ عمار.
يوسف متعجبا: طبعتيه لعمار ازى مش فاهم؟
فارس: ايثار اشتغلت فتره كمديرة مكتب لعمار.
يوسف: اه تمام طب انا هروح للشؤن القانونيه اقولهم يجهزو العقد، واول لما عمار يجى ابعتلى.
فارس: تمام.
خرج يوسف واغلق الباب ونظر الى شهد قائلا: خلصت وهمشى.
فنظرت اليه بتعجب وهزت راسها دون كلام، ظل ينظر لها للحظات وذهب، بعد ان تاكدت شهد من ذهابه قالت لنفسها: ده فعلا اهبل بسم الله ماشاء الله.
وبعد بعض الوقت اتى عمار وعندما راها ابتسم قائلا: ايه ده انتى هتشتغلى مع فارس هنا فى الشركه.
نظرت اليه شهد مبتسمه: اه هبقى سكرتيره.
عمار: طب وايثار؟
شهد: هى مديرة المكتب.
عمار: اه تمام ممكن تستاذنيلى عشان ادخل.
شهد: حاضر
تحدث الى فارس واخبرته بمجئ عمار، فاذن له بالدخول ودخل القى التحيه، وجلس على الكرسى امام المكتب قائلا: قرأت دراسة الجدوى ولا لسه؟
فارس: قراتها وعجبتنى، ويوسف هيجى دلوقتى ومعه العقود، نمضيها ونتفق.
عمار: تمام.
اتصل فارس بيوسف وطلب منه الحضور هو مدير الشؤن القانويه(صبرى) وجلب العقود، وضعو الاوارق على المكتب وقراء كل واحد منهم عقده مضى عمار قائلا: تمام من بكره بقى ان شاء الله تجهزولى مكتب قريب من مكتبك.
مضى فارس هو الاخر قائلا: تمام فى مكتب جنب المكتب ده، بيفصل بينهم باب الاكرديون ده (واشار عليه ) هخليهم يجهزو لك.
يوسف: تمام يبقى انسه ايثار وانسه شهد هيبقو هما المسؤلين عن المكتبين، من هنا ورايح.
فارس مستنكرا: ايه ليه ده يعنى؟
يوسف: ماهو ده بند ضمن بنود العقد كان موصى بيه فى الورق.
شعر فارس بالغضب وقبض على يده قائلا...
فى مكتب فارس
يوسف: تمام يبقى انسه ايثار وانسه شهد هيبقو هما المسؤلين عن المكتبين من هنا ورايح.
فارس مستنكرا: ايه ليه ده يعنى؟
يوسف: ماهو ده بند ضمن بنود العقد كان موصى بيه فى الورق.
شعر فارس بالغضب وقبض على يده قائلا: وده مين اللى حط الشرط ده.
يوسف: ده مش شرط دى ملاحظات، كانت مكتوبه فى اخر الدارسه، ان طلما ان الشركه لسه بتقف على رجليها يبقى الافضل نخلى للمكتبين نفس السكرتريه، من باب التوفير يعنى.
فنظر فارس لعمار غاضبا: يعنى ده اقتراحك انت يا عمار؟
قبل ان يرد عمار قالت ايثار: انا صاحبة الاقتراح ده، كتبته فى الدراسه لما كنت بتشغل مع استاذ عمار.
ازداد غضب فارس وكاد يصرخ بها، ولكنه احرج من فعل ذلك امام من يعملون معه، فحاول ان يدارى غضبه قائلا: تمام يعنى كده العقود تمام ولا فى حاجه تانى.
لاحظ الجميع غضب فارس فقام يوسف قائلا: لاء تمام كده عن اذنكم انا يلا انت كمان يا صبرى.
قام صبرى وقف قائلا: تمام العقود معاكم عن اذنكم انا كمان.
خرجا الاثنان فهم يعرفان فارس عندما يغضب يكن سئ جدا، كان فارس ينتظر خروجهم ونظر لايثار بغضب قائلا: انت ازى تضيفى بند زى ده من غير ماتخدى راى؟.
ايثار بهدوء وهى تجلس مكانها: انا كتبته وقت ماكنت بشتغل مع عمار، ومكنتش اعرف اصلا انها شركتك، ونبهت فى كلامى مع استاذ يوسف، على التلت ملاحظات اللى فى الاخر، عشان تاخد بالك بس يظهر انك مقراتش الورق كويس.
ازداد غضب فارس قائلا: قصدك يعنى انى مش عارف شغلى كويس هاه رودى.
فقام عمار وقف نظر الى فارس غاضبا: ايه قلة الزوق اللى انت فيها دى؟ انت بتزعق لها قدامى؟ انت قليل الزوق والادب كمان.
نظر اليه فارس غاضبا: انت اللى معندكش ريحة الزوق، واحد بيتكلم هو ومراته مخرجتش ليه؟
عمار وقد ازداد غضبه: انت حيوان كمان، انت ناسي ان لسه فى شغل مخلصنهوش يا استاذ، وبعدين انا مسمحلكش انك تعلى صوتك عليها وانا موجود انت فاهم.
وخبط بقبضة يده على المكتب بغضب شديد.
خبط فارس هو الاخر على المكتب غاضبا: وانت مالك تدخل ليه اصلا ولا فاكر انها لسه تخصك؟
نظر اليه عمار متحديا بغضب: ايوه تخصنى ان مكنش عشان هى حبيبتى، فعشان انا ابن عم صفوت اللى فى مقام عمها، ولازم ادافع عنها واحميها.
قامت ايثار نظرت اليهم الاثنين فى غضب قائله: ايه اللى بتعملو ده؟! متجيبو مكرفون وتسمعو الشركه، عشان تيجى تتفرج على مديرنها المحترمين (موجه كلامها لعمار) اشكرك جدا يا استاذ عمار، وعمرى ماهنسا موقفك ده احترامى ليك، بس استاذنك تخرج وتسبنا واحنا هنحل مشاكلنا مع بعض.
نظر اليها عمار بنظرة عتاب قائلا: حاضر انا همشى.
وتحرك ليخرج وقبل ان يفتح الباب اخذ نفس وزفره قائلا: هاجى بكره عشان نفسخ العقد، وفى الف شركه تتمنى مشروعى، بس انا فضلت الشركه دى عشان كان فيها صاحبى.
وفتح الباب وخرج وترك الباب مفتوحا، كان قلب ايثار يعتصر المأ من اجل عمار، فنظرته لها جعلتها تشعر انها جرحته بكلامها، وقفت مكانه تتباعه وهو يخرج وهى تتمنى ان تلحق به،
وتعتذر له ولكنها لا تستطيع..
اقترب فارس من ايثار وامسكها من ذراعها قائلا: انت منبهتنيش ليه للكلام ده ولا اصلا كان عجبك الموضوع؟ عشان حبيب القلب يبقى جنبك؟
غضبت جدا من كلماته فكيف يتهمها بذلك، وقد جرحت عمار امامه، فنظرت اليه ايثار غاضبه: انا لو عايزه عمار مكنتش اتجوزتك اصلا، مكنتش بقيت موجوده معاك هنا، وانت اثبتلى انى كنت غلطانه لما اديتك فرصه تانيه.
شعر فارس بخطأه وانه تصرف بعصبيه زائده، وانه قد زاد الامر سوء فتلجلج قائلا: انا مقصدتش بس غضبى زاد لما...
قاطعته ايثار قائله: اسمع يا فارس انت لما جيت امبارح انا وفقت اديك فرصه، عشان مبقاش ظلمتك، لكن كده انت ضيعتها، وانا اسفه مبقاش عندى احتمال اكتر من كده.
فارس: يعنى هتسيبنى؟
تنهدت ايثار قائله: ده اختيارك عن اذنك، سيب دراعى خلينى امشى.
نظر فارس الى عينها فادارت وجهها للجه الاخرى، فترك ذراعها ونظر الى الاسفل، فتحركت وخرجت من المكتب وهى غاضبه، نادت عليها شهد قائله: ايثار استنى ممكن اتكلم معاكى؟
ايثار وهى تدارى عينها التى امتلاءت بالدموع، دون ان تلتفت لها: معلش يا شهد اسفه مش هقدر اتكلم دلوقتى خليها مره تانيه.
وخرجت مسرعه دون ان تنتظر ردها، دخلت شهد لفارس وجدته يقف مكانه، حزين خجل من نفسه ومن افعاله، لم يستطع ان ينظر لها فاقتربت منه وربطت على كتفه قائله: ليه كده يا فارس؟ ليه مسيطرتش على غضبك، ليه تضيع منك كل شئ خطيبتك وصاحبك ليه؟
اخذ نفس وزفره عابسا: مش قادر اتحمل نظرته ليها انت مش فاهمه حاجه اصلا.
تنهدت فى حزن قائله: مش عايزه افهم، بس عايزك انت تفهم انك كده غلط، بتضيع كل شئ حلو منك.
نظرت عليه بحزن والم وخرجت جلست على مكتبها، جلس هو الاخر على مكتبه ووضع راسه على كفيه، يشعر بالاسف الشديد فقد اضاع كل شئ.
فى فيلا فارس
استيقظت ايمان ونزلت اعدت الافطار، نزل فهمى هو الاخر وقد استعد للذهاب الى الشركه، نظر الى ايمان وابتسم قائلا: ايه الفطار الجميل ده؟
ايمان سعيده: احلى فطار لحبيبى وابو ولادى وعشرة عمرى.
فهمى: ربنا مايحرمنى منك ابدا يا عمرى.
ايمان: ولا منك يا حياتى.
جذب لها كرسى واجلسها، وجلس هو الى جوارها على راس المائده، وبدأا تناول الافطار
ايمان: ابقى ابعتلى العربيه على الظهر كده.
فهمى: خير عندك مشوار؟
ايمان: هروح لبنات اخوك عشان نبدأ نشترى الباقى من جهاز ريم.
فهمى: ربنا يجعلو فى ميزان حسناتك، خلى العربيه بقى معاكو.
ايمان: تمام ان شاء الله منا قولت ابقى معاهم الفتره دى.
فهمى: صحيح كويس انى افتكرت فى عريس متقدم لشهد.
ايمان: عريس ايه؟
فهمى: ابن واحد من رجال الاعمال، عملين معاهم شغل الفتره اللى فاتت، بصراحه مكنتش عايز احكى عنه الا لما يشوفها.
ايمان: هو شفها فين؟
فهمى: يوم كتب كتاب اخوها كنت عازمهم، وقولت لابوه لما كلمنى يخلى يشوفها يومها، وان عجبتك يكلمنى، لقيته متصل بيا امبارح وعايز يحدد معاد يجى يخطبها فى.
ايمان: طب مش لما بنتك تشوفه الاول وتقول رايها.
فهمى: ماهو هيجى عشان يتعرفو بس مقلق منه.
ايمان: انت سالت عنه؟
فهمى: ايوه الكل قال انه راجل بتاع شغل وملوش فى الف ولا الدوران.
ابتسمت ايمان قائله: طب ما حلو اهو ايه بقى اللى مقلقك منه؟
اخذ فهمى نفس وزفره قائلا: اخوته البنات متبرجات ولبسهم حاجه صعبه جدا، وامهم نفس النظام.
تضايقت ايمان قائله: عندك حق تقلك، بس ممكن يكون عشان ملوش حكم عليهم، عموما هيبان خليه يجى ونشوف.
فهمى: بفكر اخليه يروح لفارس فى الشركه واخليها تشوفه من غير ما تعرف.
ايمان: فكره حلوه، كلم فارس النهارده واتفق معاه.
فهمى: خلاص تمام انا خلصت اكل همشى بقا.
قام وقف قبلها فى خدها وخرج انهت هى طعامها وصعدت الى غرفتها.
عند ايثار
خرجت ايثار وهى غاضبه وعينيها تمتلئ بالدموع، وقفت للحظات امام باب الشركه، لا تعرف اين تذهب، لا تريد ان تحمل نادين همها اكثر من ذلك، ولا تستطيع العوده الى الفيلا فى هذا الوقت فلا احد هناك، تحركت وبدات تلف فى الشوارع، وهى تحاول منع دموعها من النزول، ظلت على هذا الحال لمدة ساعتين، حتى وجدت حديقه عامه فدخلت وجلست على احد المقاعد، ولم تستطع منع نفسها من البكاء اكثر، ظلت تبكى حتى شعرت ان احدا جلس بالقرب منها، فنظرت اليه بغضب فاذا به عمار، فنظرت الى الاسفل واستمرت فى البكاء..
تنهد عمار فى حزن شديد قائلا: كفايا عياط بقى حرام عليكى، انا هتجنن من ساعت ماشوفتك على باب الشركه، وداير الف وراكى فى الشوارع من وقتها.
نظرت اليه ايثار وهى تحاول ان تتوقف عن البكاء قائله: وايه اللى مشاك ورايا اصلا؟
عمار: مقدرتش اتحمل شكلك لما شوفت خارجه، وشكلك متضايق قلبى ماتحملش كان لازم اطمن عليكى.
ايثار وهى تبكى: حتى بعد ما كلمتك بقلة زوق وعملتك وحش؟
عمار: حتى لو قتلتينى مقدرش ازعل منك، انا قلبى ملك.
وتنهد وهو ينظر لها بحب، شعرت ايثار بالخجل من نظراته، وبدات تتوقف عن البكاء قائله: خلاص مش هعيط بس متبصليش كده.
عمار: حاضر طلما هبطلى عياط خلاص ماشى.
ايثار وهو تحاول ان تتوقف عن البكاء: انا اسفه مكنش قصدى اجرحك، بس غصب عنى ارجوك متحطنيش فى الموقف ده تانى، لو فعلا بتحبنى متتعبنيش.
ابتسم عمار ابتسامه حزينه قائلا: حاضر اللى تأمرى بيه، بس مشوفش دموعك دى تانى، انا مستعد اكسر الدنيا، ولا انى اشوف دمعه واحده فى عنيكى..
ونظر الى عينها وعينه تقول الكثير من الكلام، لم تستطع ايثار تحمل نظراته ونظرت الى الاسفل، فاغمض عينيه ومد يده امسك يدها، وقبلها ووضعها بجوار قلبه واذا بصوت ايثار يخرجه من شروده ويفهم انه كان يحلم قائله: انا همشى بقى عن اذنك.
وقامت لتذهب فنظر اليها وتنهد قائلا: طب ممكن طلب واحد؟
ايثار: لو هقدر مش هتاخر.
عمار مترددا: تيجى معايا نفطر سوى فى اى مطعم.
ايثار: معلش انت عارف ان ده مش هينفع انا اسفه.
اخذت نفس وزفرته بالم وابتلعت ريقها، وتحركت مسرعه قبل ان يناديها، ظل هو فى مكانه لبعض الوقت، يشعر وكان نارا تخرج من جوفه، الما لعدم مقدرته ان تكون معه وله، ثم قام وعاد الى شقته، اما هى فذهبت الى نادين بالشركه، دقت الباب ودخلت عندما راتها نادين ابتسمت قائله: ايه ده لحقتى خلصتى شغل بسرعه كده.
فكرت ايثار قائله: انا فكرت لقيت ان الافضل ليا انى اسيب الشغل مع فارس، عشان عمار هيشتغل معاه، وجودى هناك هيسبب مشاكل.
نادين: وهو وافق؟
ايثار متوتره: اه وافق لان ده الصح.
نادين: طب ايه رايك تبقى معايا هنا فى الشركه.
ايثار: بس يعنى...
قاطعتها نادين قائله: مبسش انا محتاجه حد معايا هنا، وانت اكيد دخلتى من غير ماحد يسالك انت راحه فين.
ايثار: ايوه فعلا مفيش حد بره.
نادين: اهى السكرتيره بتاعتى دى كل ما ادور عليها القيها فى اى حته، الا مكتبها، وكمان انا محتاجه مديره للمكتب مش سكرتيره وبس.
ايثار: طب خلاص ماشى بس عمك يشوفلى موضوع الشقه عشان انقل فيها.
نادين: انت بردو مصره؟
ايثار: ايوه معلش كده افضل.
ابتسمت نادين قائله: خلاص اللى يريحك يلا تعالى افهمك نظام الشغل.
بقيت معها ايثار الى اخر اليوم، وعادتا معا هم وعم نادين، وعندما وصلو الى باب الفيلا، وجدو فارس يقف بسيارته امام الباب ينتظرهم
فتضايقت ايثار وبدى عليها الغضب، ففهم حاتم ان هناك خلاف بينهم
فتنحنح قائلا: طب احنا هندخل نسبقك احنا.
نزلا الاثنان وسبقها الى المنزل، وظلت هى مكانها للحظات لا تريد النزول، عندما راهم فارس قد غادرو السياره نزل ووقف امام الباب الذى بجوار ايثار، نظر لها لكنها ادارت وجهها الى الجه الاخرى، ففتح الباب قائلا: ممكن تنزلى نتكلم؟
اخذت ايثار نفس وزفرته بغضب، ونزلت من السياره وقفت الى جوارها، اقترب منها فارس وحاول ان يمسك يدها فابتعدت عنه قائله فى حده: متلمسنيش لو سمحت اللى بنا انتهى وانت اللى نهيته.
فارس: انا عارف ان اى كلام اعتذار مش هيكفى، ومش لاقى كلام اقوله، بس معرفتش اروح وانا عارف انك زعلانه منى.
ايثار غاضبه: ومفكرتش فى ده ليه قبل ماتزعقلى قدام صاحبك؟
حاول فارس يتكلم لكنه لم يجد كلمات يقولها فظل صامتا، شعرت ايثار بمدى الاحراج والخجل الذى يشعر به فارس فتنهدت قائله: فارس انا معنديش حاجه اقولها الكلام خلص، وزى ما دخلنا بالمعروف نخرج بالمعروف.
وتركته ودخلت الى الفيلا، وظل هو مكانه للحظات، وضع يده على راسها اعاد شعره للخلف ونظر الى الاعلى، ونفخ بعض الهواء، وتحرك ركب سيارته وعاد الى منزله، صعد الى غرفته، اخذ حمام وغير ملابسه، وجلس على الكرسى، ينظر الى الغرفه ويتذكر ايثار وهو يشعر بالالم لانه اضاعها منه، دق باب الغرفه فرد قائلا: ادخل.
دخلت شهد وجلست بالكرسى المجاور له قائله: قلقت عليك لما اتاخرت، قولت اجى اطمن عليك.
كان فارس يشعر بندم شديد فنظر لها قائلا: حاسس انى غبى قوى، كل شويه ازعلها لما مبقش عندها رصيد ليا.
شهد: سبها تهدى دلوقتى وهى اكيد هتفكر تانى.
فارس: مش عارف حاسس انها مش ممكن تسامحنى المره دى، وبصراحه عندها حق.
شهد: انت بقى لازم تتغير، راجع نفسك ومشاعرك ناحيتها، هل انت فعلا بتحبها ولا لاء، وعلى اساس اجابتك هتعرف تتصرف.
فارس: انت ليه بتسالى؟! هو انا ممكن اكون فاهم مشاعرى غلط قوى كده؟
شهد: اللى بيحب حد بيخاف على زعله، مش يزعله كل شويه، ويدور على الحجات اللى تفرحه ويعملها، لكن انت كنت بتعمل العكس على طول الخط، راجع نفسك وهتلاقى كلامى صح.
سكت فارس قليلا ثم قال: جايز عموما كده كده هى مش راضيه تسمعنى فانا هسكت.
قامت شهد وقفت قائله: طب انا همشى بقى عشان عندى شغل بدرى.
فهز راسه دون كلام فاقتربت منه، وضمت اليها فقام هو الاخر وضمها قائلا: متشكر لانى كنت محتاج الحضن ده.
وقبلها فى جبينها فابتسمت له وخرجت واغلقت الباب، نظر نحو الخيمه وتذكر عندما احتضن ايثار وهى تبكى وقال لنفسه: انا زى سبتها تخرج وهى زعلانه، ومروحتش ورها، غضبى خلانى مفكرش حتى فى ده، اكيد كان هياكدلها حبى.
واخذ نفس وزفره بغضب، ودخل الخيمه واستلقى على السرير، وظل يفكر بها حتى غلبه النوم.
في فيلا محمود (الاسكندرين)
رن جرس الباب فتحت العامله كان شاب فى الثلاثين من عمره، اسمر الون شعره اسود ناعم مهذب، ذو لحيه صغيره، ضخم الجثه طويل القامه، نظر للعامله عابسا: الاستاذ محمود موجود.
العامله: ايوه يا فندم اقوله مين؟
الشاب: قوليله منتصر عمران فى بينا موعد.
العامله: اتفضل فى الصالون(واشارت عليه) وانا هطلع اندهله.
فدخل منتصر وهو ينظر على ارجاء الفيلا بعينه وكانه يتفحصها، وجلس فى المكان الذى اشارت عليه العامله، لحظات واتى محمود سلم عليه وجلس قائلا: اهلا وسهلا استاذ منتصر.
منتصر وهو ينظر الى الاسفل: اهلا بيك يا عمى.
محمود: انت اتصلت وحددت معاد، وقولت انك عايزنى فى موضوع خاص، خير ان شاء الله؟
تنحنح منتصر قائلا: انا يشرفنى انى اطلب ايد بنتك سهيله.
محمود: انت شوفتها قبل كده؟
منتصر: ايوه شوفتها فى الملاهى بتاعت النادى وهى وابنها.
محمود: وعارف انها مش هتتنازل عن ابنها، وانها هى اللى هتربيه؟
منتصر: ايوه وهيكون زى ابنى بالظبط.
فكر محمود قائلا: ماشى هاخد رايها وارد عليك تلفيونيا ان شاء الله.
منتصر: طب مش هتيجى تقعد نتكلم مع بعض الاول نتعرف؟
محمود: المره الجايه ان شاء الله.
احضرت العامله صنيه عليه كوبين من الشاى، وطبق كيك وضعتهم وذهبت
محمود: اتفضل اشرب الشاى وكلمنى عنك وعن شغلك.
اخذ منتصر كوب الشاى وارتشف منه رشفة وقال: انا بشتغل مهندس فى شركة بترول، بقعد فيها عشرين يوم، واجى اجازه عشر ايام، عندى شقه على البحر جاهزه من كله، مش ناقصها الا حجات بسيطه.
محمود: سبقلك الجواز قبل كده؟
تنحنح منتصر قائلا: الحقيقه ايوه اتجوزت بس اهلها خدعونى، وكدبو عليا ومقلوش انها مريضه بالسكر، فطلقتها بعد شهر من الجواز.
محمود متعجبا: وازى خلال الشهر ده معرفتش ان عندها سكر؟
منتصر: كانت بتتعمد تاخد حقن الانسولين فى الحمام، ومفهمانى انها مبتكولش اي حاجه فيها سكر، عشان بتحافظ على قومها ورشقتها.
محمود: بس يعنى مكنش ممكن تسامحها وتكمل معها؟
منتصر غاضبا: لاء طبعا، اللى تكذب متنفعش زوجه وام لاولادى، فعشان كده طلقتها قبل ما يكون فى بينا اولاد.
محمود: يعنى مفيش بينكم اولاد ولا حاجه؟
منتصر: لاء مفيش متقلقش مفيش نيه انى ارجعها.
محمود: تمام اهلك عايشين؟
منتصر: اه وهجبهم معايا فى الزياره الجايه ان شاء الله.
محمود: تمام ان شاء الله اللى فيه الخير يعمله ربنا.
قام منتصر وقف قائلا: طب اسمحلى انا بقى وهستنا منك تليفون.
قام محمود وسلم عليه قائلا: ان شاء الله.
خرج منتصر وامسك محمود الهاتف، واتصل بمدير مكتبه وطلب منه ان يسال عن هذا الشاب جيدا، وياتى له بالرد، انهى المكالمه ونظر ناحية غرفتها وهو يقول فى عقله: مش هقول لها حاجه الا لما اتاكد منه الاول، ويمكن ربنا يكون هيعوضها عن اللى شافته مع عمار الكلب ده.
فى غرفة نادين
كانت ايثار تجلس على الكرسى دون كلام، وهى غاضبه فمنذ ان ذهب فارس وهى على هذا الحال، فنظرت لها نادين قائله: يا بنتى اهدى وبلاش اللى انتى فيه ده.
ايثار غاضبه: مش فاهمه ايه البنى ادم ده جاى باى عين يكلمنى وجاى ليه اصلا.
نادين: بتهيالى هو قالك هو جاى ليه، وانت كمان لازم تهدى وتفكرى بهدوء، هو غلط محدش يقدر ينكرها بس انت لازم تهدى.
ايثار: بجد مش عارفه حاسه انى متضايقه جدا، ومش عارفه افكر.
نادين: عشان كده بقولك اهدى ادخلى اتوضى وصلى ركعتين لله، واقراى شويه فى المصحف هتحسى براحه.
فقامت ايثار ودخلت لتتوضأ اتت رساله الى هاتف نادين، كان مارك بدأت نادين تقرأها: كيف حالك غريبة الاطوار انتهى كورس الدواء وشفيت تماما، لكنى مشتاق اليكى جدا.
لم تجيبه نادين فانتظر لحظات واكمل: توقعت انكى لن تجيبى ولكنى ساكتب لكى حتى لو لم تجيبى ساحكى لكى كل ما حدث فى يومى.
ابتسمت نادين وهى تقراء، خرجت ايثار من الحمام، وافترشت المصلى وصلت، وجلست تقرأ فى المصحف، كان مارك مازل يبعث برسائل الى نادين، وهى تقراها وتبتسم ولا تجيب، حتى انهى الرسائل وودعها، وضعت نادين الهاتف وهى تقول فى عقلها: مش عارفه ليه بفرح قوى برساليك دى.
استلقت على السرير انتهت ايثار من القراءه، واستلقت هى الاخرى الى جوارها، وظلتا تفكرا لبعض الوقت حتى غلبهم النوم.
فى شقة مراد
عاد تامر الى المنزل فى المساء، كان والده نام ووالدته تنتظره، سلم عليها وجلس الى جوارها قائلا: حبيبتى يا ماما ايه اللى مخليكى مستنيانى؟
فريال: مستنياك عشان اعرف عملت ايه مع العروسه؟
تامر: اه يا ماما ايه دى!دى جامده اخر حاجه، دى صاروخ ميقدرش عليه اى حد مقولتيليش ليه؟
فريال: انا قولتلك انها حلوه قوى، بس انت مفهمتش، ها حسيت منها القبول.
تامر: مش عارف هى غير كل البنات اللى عرفتهم، ومش عارف اصلا دى الواحد يوصل لها ازى.
فريال: دى دخلتها من الادب والاحترام، اوعى تقولها كلام حلو او تحاول حتى تعبر لها عن جمالها.
تامر: اه تقصدى يعنى امثل عليها التدين والالتزام.
فريال: وتمثلهم ليه ما تتوب وترجع لله كده، وتبطل القرف اللى علمهولك صاحبك الزفت ده.
اخذ تامر نفس وزفره قائلا: والله ممكن، هو اصلا اختفى بقاله فتره، ومبقتش السهرات حلوه منغيره، وكمان نادين تستاهل.
فريال: ربنا يهديك يا بنى، لو ربنا راضى عنك هتاخد نادين، لانها ونعم الادب والاخلاق.
تامر مازحا: راضى عنة ليه يعنى ست الشيخه.
فريال: لاء بس بنت محترمه وجميله، وعمرك ماهتلاقى زيها.
تامر: ماشى يا ستى يلا ندخل ننام بقى.
فريال: يلا ربنا بهديك يا بنى ويصلح حالك.
تامر ضاحكا: امين.
دخلا الاثنان معا دخلت هى غرفتها، ودخل هو غرفته، عباره عن غرفة نوم كامله، وكرسين بجوار الباب، ومكتب صغير، وضع هاتفه على المكتب، واستلقى على السرير بملابسه، وظل يفكر فى نادين ويتذكره برغبه وشهوه، وقام دخل اخذ حمام، وغير ملابسه واستلقى على سريره ونام.
فى شركة فارس
اتى عمار الى الشركه دخل الى فارس بعد ان استاذن من شهد، اقترب من المكتب قائلا: نادى مدير الشؤن القانويه عشان ننهى الموضوع.
فارس: اقعد بس نتكلم الاول.
عمار عابسا: هنتكلم في ايه انت خلصت كل الكلام امبارح.
قام فارس وقف بالقرب من عمار قائلا: انا اسف اتفضل اقعد بقى.
فنظر اليه عمار وجلس على الكرسى بجوار المكتب، جلس فارس بالكرسى الذى امامه قائلا: اولا احنا اصحاب وعشره من سنين، والعشره متهونش وانا بعتذرلك تانى متزعلش بقى.
عمار: خلاص يا سيدى مش زعلان والشغل.
فارس: هنكمل المشروع زى ما اتفقنا، ومعتقدش هيحصل مشاكل تانى.
عمار: وغيرتك المجنونه هتعمل فيها ايه؟
فارس: ايثار سابت الشركه ومش هترجع تانى.
عمار: طب تمام مكتبى جهز؟
فارس: ايوه جهز اتفضل استلم شغلك، عشان نبدأ المشروع ومنضيعش وقت.
قام عمار قائلا: تمام.
قام فارس وفتح له الباب الفاصل بين المكتبين، دخل عمار الى مكتبه، وعاد فارس الى مكتبه، بدا عمار يفكر فى عقله قائلا: هى سابت الشركه بس ولا سابته هو كمان؟ بس مش باين عليه زعل، لو سابته كان بان عليه الزعل، مش عارف فارس سعات بيبقى غريب شويه، عموما المهم دلوقتى اشوف شغلى، وابدأ حياتى والباقى على الله.
كان فارس يدارى ما به من الم وحزن، فهو لا يريد ان يخصر عمله، كما خصر ايثار، ولا مانع ان استرد صديقه، تنهد قائلا فى عقله: كده احسن وجدها هنا مع وجود عمار، مكنش هيخلينى اعرف اشوف شغلى، قدر الله وماشاء فعل
رن هاتفه فنظر به وجده والده فاجاب قائلا: ايوه يا بابا.
فهمى: بقولك امبارح انت اتاخرت جامد، وانا كنت عايز اتكلم معاك.
فارس: طب قول انا سامعك.
فهمى: فى عريس جاى لاختك وكانت عايزها تشوفه منغير ماتعرف انه عريس.
فارس: فى فكره فى دماغك؟
فهمى: ايوه هو هيجليك المكتب، وانت خليها تتكلم معاه وتتعرف عليه.
فارس: تمام قولى اسمه وانا هتحجج باى حاجه واخليهم يتكلمو مع بعض.
اخبره والده باسمه والمعاد الذى سياتى فيه، وانهى معه المكالمه، فكر فارس قليلا ونادى على شهد اتت اليه فابتسم لها قائلا: شهد فى عندنا اجتماع بعد شويه، وفى ضيف هيجى واحنا فى الاجتماع، عايزك تشغليه على ما نخلص.
شهد: اشغله ازى يعنى؟
فارس: يعنى تتكلمى معاه فى اى حاجه.
شهد: تمام ولو فى حاجه عن الشغل اللى جاى فيه ممكن اكلمه عنها.
فارس: لاء لسه منعرفش هو جاى فى ايه.
شهد: تمام.
خرجت شهد جلست على مكتبها اتى يوسف نظر اليها قائلا: صباح الخير انسه شهد.
نظرت اليه شهد قائله: صباح الخير استاذ يوسف هو الاجتماع دلوقتى.
ابتسم يوسف قائلا: لاء انا بحب اجى بدرى شويه.
شهد: اه صح نسيت معلش لسه جديده معاكم.
نظرت شهد فى بعض الاوراق امامها، كان يوسف يتاملها بنظره وهو مبتسم، وكلما نظرت تجاه ينظر الى الاسفل، كانت تشهد تتجاهل نظراته، حتى اتى موعد الاجتماع فقالت: اتفضل يا استاذ يوسف معاد الاجتماع.
يوسف: طب عن اذنك.
قام يوسف ودخل الى مكتب فارس، ابتسمت شهد وهى تقول فى عقلها: شخص غريب بس مش عارفه حاسه انه عايز يقول حاجه، بس مش عارف شكله عبيط بين ولا ايه.
نظرت فى الاوراق امامها بعد نصف ساعه، اتى شاب وسيم يبدو عليه الثراء الشديد، يرتدى بذله احدث مديل وشعره مصفف باحتراف، ويضع برفان من اغلى الانواع، ابيض اللون وشعره بنى وعينيه عسليه وله لحيه خفيف، اقترب من المكتب قائلا: بنسوار.
نظرت اليه شهد قائله: اهلا يا فندم تأمر باحاحه.
الشاب متفاخرا: انا باهر المنسترلى فى عندى معاد.
تذكرت شهد قائله: ايوه يا فندم اتفضل، استاذ فارس عنده اجتماع هيخلص ويقابل حضرتك.
جلس باهر ووضع قدم فوق قدم، وبدأ يتفحصها بنظره قائلا: لبسك شيك جدا واضح ان زوقك عالى.
نظرت اليه شهد عابسه: شكرا.
باهر: بس الطرحه اللى على راسك دى مداريه كتير من جمالك، رغم ان واضح انك جميله قوى.
ابتسمت شهد ابتسامه فاتره قائله: شكرا.
باهر: تعرفى جسمك حلو ممكن تشتغلى منيكان، مامى عندها اكبر اتيليه ازياء فى مصر، ممكن تشتغلى معها.
تأففت شهد قائله: لاء مش حابه الفكره.
باهر: ليه دى شغلانه جميله ومساليه جدا، انا اشتغلتها فتره بس زهقت من البنات اللى بتجرى، وريا فمشيت.
نظرت اليه شهد بازدراء قائله: معلش بنات تافه.
باهر: عمرك ما حضرتى دفليه؟
شهد عابسه: لاء مش بحب الحجات دى، بتبقى مليانه بنات تفها وانا بتضايق منهم.
وظل يساله وهى تجيبه بفطور، حتى انتهى الاجتماع وخرج يوسف، من مكتب فارس وراى باهر نظر اليه متعجبا: مين ده يا انسه شهد؟
شهد: ده عميل للشركه وعنده معاد.
نظر باهر الى يوسف متعاليا: ومين انت يالى بتسال؟
فتضايقت شهد من طريقته قائله: ده استاذ يوسف مدير المشروعات فى الشركه.
باهر متعاليا: اهلا بيك.
شهد: اتفضل يا استاذ باهر ادخل استاذ فارس مستنيك.
قام باهر وتحرك بعظمه ودخل مكتب فارس، ظل يوسف واقف لبعض الوقت، ينظر الى شهد وذهب، سلم باهر على فارس وجلس امامه، ووضع قدم على قدم قائلا: جميله شركتك يا فارس.
فارس: شكرا ليك اتكلمت مع شهد ولا ملحقتش.
باهر: لاء اتكلمت معها ظريفه وكيوت، رغم انها عملتنى ببرود بس اعتقد ان ده طبيعى لانها متعرفش انى متقدم لها، وبتهايلى مش صعب انى احبها.
تضايق فارس من اسلوبه فى الكلام وتعاليه، لكنه لم يبدى له ونظر اليه قائلا: طب تمام هتكلم معاها واشوف رايها هى كمان وبابا هيبلغك.
قام باهر وقف قائلا: تمام على اتصال بقى عشان نحدد معاد نجي فيه، نخلص الموضوع باى.
واشار بيده وخرج نظر لشهد قائلا: باى يا انسه شهد اتمنى نتقابل تانى.
شهد: ان شاء الله.
وظل ينظر عليها ويتفحصها بنظره وخرج، نادها فارس فدخلت له قائله: ايوه يا فارس فى حاجه؟
فارس: لاء قولت اطمن لا تكونى اضايقتى من الكلام مع باهر، يعنى انت مش متعوده على الشغل.
شهد عابسه: لاء هو غريب كده شويه وملزق قوى، وشايف نفسه حبيتين، وبعدين ما واضح انكو متفقتوش ومعتقدش هيجى تانى.
فارس: وافرضى جه تانى هتضايقى؟
بدى على شهد الضيق قائله: لاء عادى ده شغل وانا مليش دعوه بيه.
ابتسم فارس قائلا: تقصدى انك متحبيش تشوفيه تانى.
شهد: هو طبعا يكون افضل انما كشغل، امرى لله مش مشكله نتحمله الحبه اللى قاعدهم.
ابتسم فارس قائلا: طب تمام.
خرجت شهد، وجلس هو يفكر لبعض الوقت، واتصل بوالده اخبره بالامر واكمل عمله.
تااابع ◄ لست مميزاً