-->

رواية لست مميزاً الفصل العاشر

 

 فى الشركه عند نادين اتى تامر الى مكتب نادين، وجد ايثار تجلس على مكتب الاستقبال نظر اليها بنظره متفحصه، اقترب من المكتب نقر على المكتب بيده قائلا: انت ياه.
فنظرت اليه ايثار بضيق قائله: ايوه يافندم.


تامر: انت مين؟
ايثار: انا السكرتيره الجديده تأمر بحاجه يافندم.
تامر: اه تمام عايز ادخل للانسه نادين ممكن؟
ايثار: اقولها مين؟
تامر: تامر مراد.

داست على زر الاستدعاء الالى قائله: نادين الاستاذ تامر مراد عايز يقابلك.
نادين: خليه يدخل وتعالى معاه وهاتى معاكى الاوارق.
ايثار: تمام.
اخذت ايثار بعض الاوراق من على المكتب وقامت قائله: اتفضل يا فندم.

فاشار لها بيده ان تدخل هى اولا فتحركت امامه فتحت الباب ودخلت، كان هو يقف مكانه يراقبها بنظراته من الاعلى للاسفل، دخل بعدها وهز راسه تحيه لنادين قائلا: السلام عليكم ازيك يا انسه نادين.
هزت نادين راسها تحيه له قائله: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته اهلا بيك يا استاذ تامر.
جلست ايثار بالكرسى المقابل لتامر، تعجب تامر بقائها معهم لكنه لم يبديها لهم، نظرت نادين الى ايثار قائله: ايثار اشرحى ل استاذ تامر التعديل اللى قولتى عليه فى العقود.

نظر تامر ل نادين بتعجب ونظر ل ايثار التى بدأت تشرح له التعديل، ازدادت دهشة تامر من شرح ايثار الفاهم جدا للقانون وبعد ان انتهت نظر لها قائلا: انت خريجة ايه؟
ايثار متفهمه: خريجة تجاره، بس انا اشتغلت فتره طويله كمديرة مكتب لشركه كبيره، فى الفتره دى اتعلمت حجات كتير عن الامور القانونيه فى العقود.
هز تامر راسها قائلا: اه كده فهمت، والتعديل تعديل جميل هبدأ اظبته واجيبه، هكون فى مكتب والدى عن اذنكم.

وقام وقف ولكن قبل ان يتحرك نظر لنادين قائلا: هى الانسه ايثار قريبتك؟
تعجبت نادين من سؤاله قائله: لاء بس هى اكتر من اخت بالنسبه ليا.
تامر: اه عشان كده لبسكو زى بعض تقريبا.
هز راسه تحيه لهم وخرج..

ابتسمتا الاثنتان وخرجت ايثار عادت الى مكتبها تكمل عملها، رن هاتفه نظرت به وجدته عمار، اخذت نفس وزفرته بالم ولم تجيب، وظلت تنظر الى الهاتف بالم فهى تتمنى ان تجيب، ولكنها لا تستطيع حتى انتهى الهاتف من الرن، فوضعته جانبا وعادت الى عملها، اتى تامر ومعه العقد قائلا: صلحت العقد ممكن ادخل؟

قامت ايثار قائله: اتفضل.
دقت الباب وفتحت ودخلت وهو خلفها، وضع العقد على المكتب قائلا: شوفى العقد غيرت كل اللى طلبتيه.
اخذت نادين العقد ونظرت قائله: تمام كده ممكن كل العقود بعد كده تبقى بنفس النظام؟
تامر: ان شاء الله.
فكر تامر ان يفتح معها بعض الاحاديث، لكن وجود ايثار جعله يتراجع قائلا: طب عن اذنكم انا.

وخرج من المكتب وهو يفكر فى الامر، نظرت ايثار الى نادين قائله: طب هخرج انا بقى.
نادين: شويه كده وتعالى عشان نراجع شوية اوراق مع بعض.
ايثار: هخلص شوية ورق واجى.
وخرجت جلست على مكتبها رن هاتفها نظرت به وجدته رقم بدون اسم، فكرت انه قد يكون عمار فهل تجيب ام لا.

فى منزل مارك (فرنسا)
كان مارك يجلس على طاولة الطعام ليتناول الافطار، نظر على الكرسى الذى كانت تجلس عليه نادين وتنهد قائلا: اشتقت لك كثيرا لا اعرف ماذا حدث لى منذ ان ذهبتى وانا لا افكر الا بكى، كنت اكره البقاء وحدى اصبحت احبه كى اتذكر كلماتك وهمساتك ولفتاتك لا اعرف كيف اخذتى قلبى وعقلى.
امسك هاتف ونظر به فكر ان يرسل لها رساله لكنه تراجع فقد تكون فى العمل، جلب صورتها ونظر لها وابتسم، رن هاتفه كانت سيرين فاجاب قائلا: اهلا سيرين كيف حالك؟

سيرين: انا بخير كيف حالك انت؟ هل انت بالبيت؟
مارك: بخير نعم بالبيت فاليوم عطله كما تعلمى.
سيرين: هل يمكن ان امر عليك لاطمان على حالك؟
مارك: اكيد طبعا تفضلى.
سيرين: نصف ساعه واتى اليك الى اللقاء.

انها معها المكالمه وتناول افطاره وحمل الاطباق وغسلها، وجلس يتصفح النت على هاتفه اتت سيرين ورنت جرس الباب فقام فتح لها فسلمت عليه ودخلت قائله: اهلا مارك اسفه على التاخير.
ابتسم قائلا: لم تتاخرى هيا تعالى ادخلى.
دخلت وجلست باحد الكراسى وجلس هو بالكرسى المجاور لها.
سيرين: هل انهيت العلاج؟

مارك: نعم اخذت اخره فى الصباح وذهبت الى العمل امس.
سيرين: جيد ماريك هل تاتى معنا سنذهب فى نزه؟
مارك: لا شكرا اريد فقط سؤالك.. (تردد قليلا ) افكر فى الصفر الى مصر لنادين.
شعرت سيرين بالحرج قائله: اسمع مارك اشعر ان وجدها معك قد جعل بينكم رابط من نوعا ما لكن هذا سيزول مع الوقت فانت وهى لا يمكن التقارب بينكم.
حزن مارك قائلا: لماذا هل هى على علاقه باحد فى مصر؟

سيرين متردده: الامر انها تحب دينها جدا، ولن تقبل باحد من دين اخر.
مارك: اذهب الى الجاليه واغير ديانتى هناك الكثير يفعل ذلك.
سيرين: لا نادين لن تقبل بذلك فذلك يعتبر غش.
مارك: اتعرفى معها حق هذا غش وقد زاد احترامى لها.
سيرين: لو لم تكن مسلما حقيقيا ومحب لهذا الدين لن تقبلك نادين.

فكر مارك قائلا: محبا لهذا الدين قد يكون صعب.
سيرين: الوقت كفيل بان ينسيك اى شئ ساذهب الان.
مارك: اشكرك على زيارتك.
سيرين: لا داعى للشكر الى اللقاء.
وسلمت عليه وخرجت جلس مارك يفكر احضر حاسبه الخاص وبدأ يبحث عن اى ابحاث تتحدث عن الاسلام.

عند سليم (بفرنسا)
نقل جون سليم الى غرفه فى مكان اخر اصغر، مما ضايق سليم جدا، وكان ياتى اليه مره كل يوم ليجلب له طلباته، دخل اليه كان نائما ايقظه وجلس الى جواره قائلا: هل فكرت كيف ستحضر المال؟
سليم بصوت ناعس: نعم وكنت انتظرك هل اعطيتنى هاتفك ساتحدث منه؟

اخرج جون هاتفه من جيبه واعطاه له، اخذه سليم وطلب رقم مصرى وانتظر لحظات حتى اجاب قائلا: ايوه مين معايا؟
سليم: تامر حبيبي وحشنى.
تامر مبتسما: مين سليم فينك يا بنى مختفى بقالك فتره؟
سليم: معلش اصلى مسافر وكنت عايز منك خدمه،؟
تامر: اؤمر انت عارف انا مقدرش اتاخر عنك.
سليم: كنت عايز مبلغ سلف هتقدر؟

تامر: حسب المبلغ، انت عارف انا مكتبى لسه على قده، ولولا اسم بابا مكنش اشتغل، اصلا بس الكل بيبصلى على انى ابنه وهبقا فاهم زيه.
اخذ سليم نفس وزفره قائلا: انا عايز مبلغ كبير، بس واضح انك مش هتقدر عليه، اسمع عندى فيلا فى مرينا انت عارفها اخدتك مره هناك.
تامر: اه فاكرها دى موقعها جامد.
سليم: تمام بعها وابعتلى فلوسها.
تامر: عشان ابيع لازم توكيل.

سليم: اعرضها ولما تلاقى المشترى قولى هعملك التوكيل هنا وابعتهولك.
تامر: تمام خلاص هبداء فى عرضها.
سليم: متتاخرش عليا.
انهى معه المكالمه واعاد الهاتف الى جون قائلا: تفضل هاتفك اريدك ان تذهب للمحامى فرانس وتطلب منه مساعدتى وسادفع له كل ما يريد.
جون: لا اظن انه سيصدقك؟

سليم: لا سيصدق فانا لا استطيع ان اخدعه هذه المره، ولكى يطمان ساكون عنده، وان لم التزم يمكنه تسليمى للشرطه بنفسه.
جون: هل انت مجنون قد يسلمك فورا.
سليم: لا المال عنده اهم شئ، وعندما يتاكد انه سياخذ نقوده سيساعدنى.
جون: اذن انتظر حتى تحضر النقود، وتحدث اليه ولا تضع روحك فى يده.

سليم: ليس لديا خيار، اصلا لاحضر نقودى يجب ان ارسل توكيل لصديقى بمصر، ولن استطيع دخول الجاليه المصريه، والا سيقبض على، لكن هو يستطيع ان يساعدنى فى ذلك فهمت.
جون: معك حق، ولكن هل العقار الذى ستبيعه فى مصر يجلب النقود الذى سيطلبها فرانس.

سليم: نعم انه عقار فى موقع حيوى جدا، وكنت قد تركته ليكون طوق النجاه لى، والان ساستعمله لاخرج من هنا واعود الى مصر، وهناك ساعرف كيف اخذ حقى منها واجعلها تندم على اليوم الذى ولدت به.
بقى معه جون لبعض الوقت وتركه بعدها وذهب، جلس سليم وحده يفكر بغضب قائلا لنفسه: مكنتش حابب ابيع الفيلا دى، بس يلا بقى مضطر، كنت عارف ان تامر هيستندل معايا، بس مش مهم له دوره هو كمان، لوليا كان زمانه خايب وبيتكسف يكلم اى بنت، انما طلع ناكر للجميل وندل.
وكان ينظر بتوعد واصرار

فى مكتب نادين بالشركه
امسكت ايثار الهاتف ونظرت به للحظات، ثم اجابت قائله: السلام عليكم مين معايا؟
الهاتف: وعليكم السلام كنت عارف انك مش هتردى على رقمى، فطلبتك من رقم تانى.
تنهدت ايثار قائله: عمار خير فى حاجه؟
عمار: كنت عايز اطمن عليكى وارجوكى متقفليش اعتبرينى عميل وردى عليا ممكن.
اغمضت عينها واخذت نفس وزفرته قائله: انا كويسه وبخير اطمنت؟

تالم عمارمن ردها قائلا: انت ليه بتعملينى كده؟! حرام عليكى ارحمينى، يعينى مش كفايا محروم انى اشوفك، كمان مقدرش اسمع صوتك، انت مش حاسه بيا وبوجعى؟
امتلاءت عين ايثار بالدموع وتنهدت بالم تحاول ان تداريه قائله: لاء م...

ولم تسطع ان تكملها وغلبتها دموعها، فتركت الهاتف من يدها، ووضعت يدها على وجهها، محاولة ان تتوقف عن البكاء، واخذت نفس وزفرته عدت مرات، حتى هدأت ومسحت دموعها، وامسكت الهاتف واجبت عمار، الذى كاد يجن من سماعه صوت بكاءها، قائله: معلش انا اسفه اصل التليفون وقع منى انا بخير اطمن.

تالم عمارفهو يسمع صوت بكاءها لكن لا يستطيع فعل شئ لها فتنهد قائلا: انا اسف انى اتسببت فى دموعك دى، بس كنت هموت من القلق عليكى اعذرينى.
ابتلعت ريقها فى الم قاله: مفيش داعى للاعتذار.
عمار: طب قولى اعمل ايه عشان اكفر عن ذنبى اللى هتقوليه هعمله.
تنهدت ايثار قائله: انا مش زعلانه خلاص، ملوش لزوم اى كلام، انت مش اطمنت عليا خلاص اقفل بقى.
عمار: حاضر هقفل بس قوليلى انت سيبتى الشغل ليه؟

ايثار: هو ده الصح، مينفعش ابقى موجوده فى مكان انتو الاثنين فيه، كده احسن ليا وليكم.
عمار: طب ممكن تبقى تردى عليا، انا مش عايز غير اسمع صوتك بس ممكن.
ايثار: موعدكش اقفل بقى لو سمحت.
تالم عمارقائلا: حاضر بس وحياتى عندك تبتسمى قبل ما اقفل.
ايثار: ومين قالك انى مكشره، انا مبتسمه اصلا اقفل بقى لو سمحت.

عمار مستسلما: حاضر هقفل متزوقيش، رغم انى عارف انك مش عايزه تفقلى، بس حاضر مقدرش ازعلك منى، ممكن اطلب منك حاجه قبل ما اقفل؟
ايثار: حاجة ايه؟
عمار: هبعتلك اغينه لعمرو دياب ممكن تسمعيها؟
ايثار رافضه: لاء طبعا انت ان ده ماينفعش.
عمار: وحياة عمار عندك، لو ليا مكان فى قلبك، هبعتها واسمعيها سلام ياروح عمار.
ايثار عابسه: عمار ميصحش ك...

انهى عمار المكالمه وضع الهاتف وهو يقول فى عقله: انا عارف ان اللى بعمله ده غلط وحرام، وذنب هتحاسب عنه، بس فعلا مش قادر قلبى مش ملكى، حبى ليها هو نقطة ضعفى، يارب سامحنى وساعدنى.
وضعت ايثار الهاتف بغضب قائله: اغنية ايه بس انت رايق (اكملت فى عقلها) او عايز يقولى رساله من الاغنيه (تنهدت) واخرتها معاك يا عمار، كل منك يا فارس، لازم تتخانق كل شويه، اعمل ايه انا دلوقتى.

اتت اليها نادين قائله: بقولك تعالى نخلص حبة الورق اللى عندى ده ونروح لمرام نقعد معاها شويه؟
ايثار: معلش اعفينى انا يعنى لسه متعرفه عليها امبارح مش هينفع اروح لها.
نادين: بلاش كلام خايب يلا تعالى مرام هتفرح قوى ومفيش شغل كتير.
ايثار: ماشى يلا.

قامت ايثار ودخلت معها المكتب وانهيتا كل الاوارق، ومرت نادين على عمها اخبرته، واخذ السياره بالسائق وذهبتا الى منزل مرام، وبقيا معها الى المساء، وعادتا الى المنزل، كان عم نادين قد عاد وينتظرهم، وجلستا لتناول الطعام معه،
حاتم: السمسار كلمنى النهارده، وقال ان فى كام شقه حلوين ومناسبين للسعر اللى انت عايزه.
ايثار: شكرا لحضرتك معلش تعبتك معايا.

حاتم: مفيش تعب ولا حاجه، بكره بعد الظهر ان شاء الله هعدى اخدكم نتفرج عليهم، واللى تعجبك نتفق عليها.
ايثار: ان شاء الله.
نادين: مع انى زعلانه انك عايزه تسبينى، بس ماشى يا ستى هاجى معاكم.
ابتسمت ايثارقائله: ربنا ما يحرمنى منك ابدا.
نادين: ولا منك يا قمر.

وبعد ان انتهيا من تناول الطعام صعدتا الى الغرفه، دخلت نادين الحمام لتغير ملابسها، اتت رساله الى ايثار فنظرت بها وجدتها من عمار، وتذكرت انه سيرسل لها اغنيه، فوضعت السماعات فى اذنها وبدات تسمع كانت اغنية (وماله لو ليله توهنا بعيد وسبنا كل الناس )فابتسمت تذكرت عندما تاهو وهاجمهم الرجال، فارسل لها اغنيه اخرى فسمعتها فزادت بسمتها فهى اغنيه ( ده لو اتساب لا ده دانا يجنى تعب اعصاب) وتذكرت عندما كانو بالسياره وضحكه على كلامها وتنهدت، ارسل اغنيه اخرى سمعتها تقول (فكرة انك روحت منى مش قابلها، شوف نهايه انا وانت غير دى نستهالها، دا انت لو هتقول نسيت واسمعها منك، بردو هعتبرك كأنك مش قايله)..

تساقطت الدموع من عينها ونزعت السمعات من اذنها ولم تكمل، فارسل لها رساله مكتوب فيها: امتى هتسامحينى وتصدقينى انا مجروح لجرحك، موجوع لوجعك، مش عايش فى بعدك ارجوكى ردى وريحى قلبى.
اغضمت عينها واخذت نفس وزفرته واغلقت الهاتف، ووضعته جانبا واستلقت على السرير، وهى تقول فى عقلها: اسفه يا عمار دى اخر مره هرد عليك فى التليفون، او حتى اقراء رسايل منك، (تنهدت) مش قادره اتحمل احساسى بالذنب اكتر من كده، عارفه انى ضعيفه قدامك بس هقوام ومش هستسلم لضعفى تانى، مش هسيب قلبى يخسرنى اخرتى.

خرجت نادين من الحمام جلست الى جوارها، وجدت رساله على الهاتف فنظرت بها كانت من مارك، فهى تعرف انه لن يتوقف عن ارسال الرسايل لها حتى لو لم تجيب، قراة رسالته ووضعت الهاتف هى الاخرى، واستلقت بجوار ايثار على السرير كانت كل منهم شارده

فى غرفة شهد
دق والد شهد باب الغرفه ودخل، كانت شهد تجلس على سريرها، فجلس على طرف السرير بجوارها قائلا: حبيبة بابا عامله ايه فى الشغل؟
ابتسمت شهد قائله: الحمد لله الشغل سهل.
فهمى: يعنى مش هتيجى بعد كام يوم وتقولى زهقت خلاص وعايزه اقعد؟
شهد مازاحه: لاء طبعا بنتك جامده، هو اسبوع وهرفع الرايه البيضا.

فضحك قائلا: ماشى يا بكشا اخوكى حكالى عن باهر اللى جه عندك، وقالى انك كنتى متضايقه منه جدا.
تعجبت شهد من اخبار فارس له قائله: طب وهو حكالك عنه ليه؟
فهمى: باهر ده عريس متقدملك، واحنا قولنا نعمل المقابله بينكم فى الشغل، عشان ميكنش فى احراج لحد منكم، بس فارس قالى انك مش طايقاه.
شهد: بصراحه يا بابا ده خنيق جدا وبارد، وتفكيره مختلف عنا فى حجات كتيرى.

فهمى: انا عارف هو من عالم تانى وحياته غير حيتنا، وعموما هو انا قولتلهم رايك، بس هما عايزنك تديله فرصه تانيه.
شهد: يعنى هياكل حبه سكر عشان يبقى حلو، ولا هيخفف دمه بميه ماهو هيفضل بارد ودمه تقيل بردو.
ضحك فهمى قائلا: لاء يا لمضه هو قال انه كان قاصد يعملك برخامه، وممكن يكون كلامه اللى حسسك انه مختلف عنا، يكون هو قاصده عشان يشوف رد فعلك، ويشوف دماغك شكلها ايه، وقال انك عجبتيه.

ضحكت شهد قائله: طب طلما الرخامه عجبته المره الجايه هعلقه.
ضحك فهمى قائلا: ماشى خلاص انا هديلهم معاد الجمعه الجايه هيجى هو وباباه.
شهد: ماشى امرى لله اتحمله الحبه دول، ويمكن يكون فعلا كان قاصد ولو انى مظنش، هكلم ايثار تكون معنا فى اليوم ده ينفع.
فهمى: اكيد طبعا واهى فرصه يمكن اخوكى يعرف يصالحها.
فقامت شهد واقفت قائله: هروح اقوله بقى وافرحه.
فهمى: ماشى يا ستى.

خرجا الاثنان معا، عاد فهمى الى غرفته، وذهبت شهد الى غرفة فارس، دقت الباب ودخلت بعد ان سمح لها، كان يجلس على طرف السرير داخل الخيمه فجلست شهد الى جواره قائله: مقولتليش ليه ان باهر ده عريس؟
فارس: بابا قالى مقوليكيش.
شهد: اممم ماشى يا عم، بابا قالى اديله فرصه تانيه، انت ايه رايك؟
فارس: انت صاحبة القرار مش انا، لو مش طايقاه ارفضى.
شهد: انا هديله فرصه بس عشانك انت.
فارس: طب وانا مالى؟

ضحكت شهد قائله: بابا هيعزمهم هنا يوم الجمعه الجايه، وانا قولت تبقى فرصه اعزم ايثار عشان تحاول تصالحها.
ابتسم فارس قائلا: تصدقى فكره، شكرا يا عسل ربنا ما يحرمنى منك ابدا.
شهد مازحه: يلا عد الجمايل، بس انت بقى طول الفتره دى، اتصل بيها وكلمها وحاول تحنن قلبها عليك.

تنهد فارس خجلا من نفسه قائلا: والله مش عارف اقولك ايه، انا مكسوف حتى اكلمها، ومش لاقى اى كلام يتقال اصلا.
شهد: البعد غلط هيزود المشكله، اتصل عليها ابعت لها ورد ورسايل على النت، حسسها انك هتموت عشان تصالحها، انما كده انت قولت بركه يا جامع وخلعت.

فكر فارس قائلا: تصدقى صح اما انا حمار صحيح، ازى مفكرتش فى كده.
شهد: لاء انت بتفكر بعقلية الراجل، مش العاشق، فكر بلغة القلوب هتلاقى الجواب، وان ملقتش تبقى لسه محبتش.
فارس: تصدقى رغم انك اصغر منى، بس طلعتى بتفهمى.
شهد متفاخره: طبعا يابنى ده انا ام الفهم كله.
فارس ضاحكا: ماشى يا فهيمه هانم، هعمل بكلامك وربنا يقرب البعيد.

شهد: عارف لما كنت تاخدنى فى حضنك وانا زعلانه، وتقولى انى محتاجه الحضن ده، كنت بقول انك هتكون احسن زوح فى الدنيا هتعامل مراتك بالمحبه واللين، وامتنيت واحد زيك يحينى ويكون سكنى مش بس سندى.
فارس: ايه الكلام الكبير ده، بس تعرفى عندك حق انت جدعه (قبلها فى وجنتها) انت عسل وانا بحبك.
شهد وهى تختضنه: وانا كمان بحبك يا اخوى وسندى.
وتركته وعادت الى غرفتها جلس هو يفكر فيما سيفعل ليحنن قلب ايثار عليه

فى شقة مراد
كان مراد يجلس مع فريال يتحدثان فى احد اركان البهو، اتى اليهم تامر قبلهم وجلس معهم قائلا: مساء الورد على الحلوين قاعدين كده ورايقين.
مراد مازحا: انت عايزنا نتخانق يعنى ولا ايه
تامر ضاحكا: انا اقدر انا بنكشكو بس.
فريال: ماشى يا بكاش قولى عملت ايه مع نادين؟
تامر: ولا اى حاجه، كل ما ادخل لها المكتب السكرتيرته بتاعتها تقعد معنا، ومعرفش اتكلم معها فى اى حاحه، وكمان خايف احاول افتح اى كلام تقفل او تفهمنى غلط.

فريال: طب هتعمل ايه؟
تامر: انا بفكر طلما هى عجبانى نتقدم رسمى.
مراد: مش عارف خلاص هكلم عمها واشوف.
قام تامر وقف قائلا: طب هدخل انام انا بقى تصبحو على خير.
تركهم ودخل غرفته، قالت فريال فى عقلها: مرحش يسهر مع اصحابه، يعنى ربنا بجعلها سبب فى هدايته يارب.
لاحظ مراد شرودها قائلا: ايه سرحتى في ايه؟

تنبهة فريال قائله: هاه بدعى ربنا يجعلها من نصيبه، بنت مؤدبه ومحترمه وفى منتهى الجمال.
مراد: اه فعلا ربنا يسمع منك، بكره هكلم عمها واحاول اقنعه كمان، يلا ندخل ننام دلوقتى.
فريال: يلا ربنا يحلها بقى بكره.
دخلا الاثنان الى غرفتهم، كان تامر قد غير ملابسه، وجلس على الكرسى بغرفته، ويتحدث فى الهاتف قائلا: اسمع بس دى فيلا حلوه قوى، وفى موقع خطير، عايزك تجبلى فيها اعلى سعر، دى بتاعت واحد صاحبى وعايز اخدمه فيها انت فاهم.
انهى المكالمه وقام استلقى على سريره، وظل يفكر لبعض الوقت حتى ذهب فى النوم

فى شركة فارس
كانت شهد تجلس على مكتبها، واتى يوسف وكان يمسك فى يده زهره حمراء، تنحنح وجلس على الكرسى امام المكتب قائلا: ازيك يا انسه شهد.
نظرت اليه شهد قائله: اهلا يا استاذ يوسف فى حاجه؟
يوسف: لاء بس (تلجلج ) كنت جاى اسال عمار على حاجه ممكن ادخل له؟
تعجبت شهد من كلامه قائله: اكيد طبعا خبط وادخل.

ابتسم يوسف وقام واقفا حرك يده ليقدم الزهره لشهد وتردد، وظل وقفا مكانه للحظات متردد يقدم لها الزهره ام لا، كانت شهد تركز فى بعض الاوراق امامها، ولاحظت انه مازل واقفا، فنظرت اليه قائله: انت واقف ليه متدخل ولا عايز استاذن لك انا.
يوسف مرتبكا: لاء هو بس اصل انا... هدخل اهو.

ووضع الزهره امامها على المكتب، ودخل الى غرفة فارس بدلا من ان يدخل غرفة عمار، من شدة ارتباكه، ضحكت شهد عليه، وامسكت الزهره وقربتها من انفها لتشمها، وابتسمت بخجل فالزهره افهمتها سر نظراته لها، وارتباكه كلما تكلم معها، دخل يوسف الى فارس واقترب من المكتب وهو يتصبب عرقا، فنظر اليه فارس قائلا: ايه مالك يا بنى عرقان وحالتك حاله؟
يوسف مرتبكا: مش عارف مالى من ساعت ما الانسه شهد اشتغلت هنا وانا مبنمش، وديما بفكر فيها، وكنت عايز اسالك تعرف حد من اهلها، او تعرف اى حاجه عنها؟

فهم فارس انه لا يعرف انها اخته، ففكر ان يتاكد من صدقه فقال: وانت عايز منها ايه؟
يوسف مرتبكا: بصراحه عايز اخطبها، انت عارف انا قايلك انى بدور على عروسه، بس بصراحه من ساعت ما شوفتها وانا حاسي بحاجه بتشدنى لها.
فارس: طب انت كلمتها قولتلها يعنى؟
يوسف: بصراحه كنت جاى اقول لها، وجبت لها ورده حمرا، وقفت قدمها واتنيلت زى ما شوفتنى كده، رميت الورده على المكتب ودخلت جرى، وبقى شكلى قدمها زباله.

ضحك فارس عليه قائلا: يا شيخ حرام عليك انت فضيحه.
واستمر فى الضحك، تضايق يوسف قائلا: ايه ده يعنى بدل ما تساعدنى بتضحك عليا.
توقف فارس عن الضحك قائلا: انت فعلا عايز تتجوزها؟
يوسف متلهفا: ايوه انا هموت عليها من ساعت ما جت، بس يا اخى سبحان الله كل ما اشوفها اتلبخ واتلجلج، ومعرفش اقول لها حاجه.

فارس: ماشى يا سيدى هى قريبتنا، هكلمها كده واجس نبضها واقولك، بس لو حبت تقعد من الشغل هتوافق؟
يوسف: شغل ايه ده اللى هبص عليه، الشغل ده حاجه ليها، هى عايزه تشتغل براحتها، انا عمرى ما اقبل فلوس من واحده ست، وخصوصا مراتى.
فارس: طب انا هشوفلك الموضوع ده، بس اوعى تفتح معها كلام ماشى.
يوسف باسما: انت طول عمرك صاحب جدع، انا همشى بقى سلام.

وقف عند الباب اخذ نفس وزفره، وتنحنح وفتح وخرج بسرعه، دون ان يتحدث اليها، ضحك فارس عليه، وقف ينظر على شهد التى كانت تضحك هى الاخرى، من ارتباك يوسف وهى تمسك بالزهره بيدها، وتضعها على وجنتها، عاد فارس الى مكتبه مبتسما، وهو يقول فى عقله: يوسف انسان محترم جدا، وانسان طموح جدا، بس كل خوفى انه يخاف ويتراجع لما يعرف انها اختى، على العموم هكلم بابا الاول واشوف رايه.

ثم امسك هاتفه وفتحه ليطلب والده، فاتى رقم ايثار امامه
فتذكر كلام شهد وقرر ان يتطلبها، انتظر لحظات لكنها لم تجيب عليه فقال فى عقله: كنت متوقع انها مش هترد، بس مش هينفع كلام فى التليفون، هروح لها النهارده واحاول اصالحها، وبابا كمان خلى الكلام معها باليل.
وضع الهاتف واكمل عمله

فى شركه نادين
كانت ايثار تجلس على مكتبها، تشعر بالغضب من اتصال فارس بها، اتت نادين تسالها على شئ فلاحظت غضبها قائله: ايه يا بنتى مالك ايه اللى مضايقك كده؟
ايثار غاضبه: فارس بيرن عليا وانا بصراحه مش طايقه اسمع صوته.
نادين: انت بتهرجى ده جوزك، وماينفعش اللى بتقوليه ده.
ايثار: انا اصلا لو مطلقنيش هخلعه.

نادين: طب اهدى كده واسمعيه يمكن يكون عنده كلام مقنع.
تنهدت ايثار قائله: ما انت شوفتى لما اديته فرصه عمل ايه.
نادين: بصى ده طبعه ومش هيتغير بالساهل، لازم تصبرى الا اذا كنتى انت بتتلككى عشان تسبيه.
سكتت ايثار لم تجد ما تقوله، فكلام نادين صحيح، هى تتمنى ترك فارس والعوده لعمار، لاحظت نادين شرودها فقالت: ايثار لازم تاخدى قرارك لكن مينفعش كده.

اخذت ايثار نفس وزفرته فى الم قائله: عندك حق، انا سبت نفسى للغضب عملت زيه، (واكملت فى عقلها) ومشيت ورا قلبى وفرحت باتصال عمار ومحاولته انه يرجعلى.
ربطت نادين على كتفها قائله: لازم تهدى وتفكرى صح.

هزت ايثار راسها بالموافقه دون كلام، تركتها نادين وعادت الى مكتبها، وظلت ايثار تشغل نفسها بالعمل كى لا تفكر، حتى اتى حاتم واخذهم ارهم الشقق، واختارت ايثار احداهن واتقفت عليها، وعادو الى الشركه، وفى المساء بعد عودتهم اتى صندوق هديا ل ايثار، استلمته وهى فى زهول، وجدت خطاب صغير موضوع عليه، فامسكته وبدات فى قرأته: اسف حبيبتى عارف انى كنت غبى لما زعلتك، ولما مردتيش عليا قولت ابعتلك رسول عنى، شوية ورد ومعاهم اعتذار، على شكل هدايا ارجو تقبليها منى المحب لك دائما فارس.

انزلت يدها بالورقه الى اسفل، واخذت نفس وزفرته بغضب قائله: بعت هديه يعنى هى دى اللى هتخلينى اسامحك.
نظرت اليها نادين قائله: خديه فوق وافتحيه يمكن يكون باعتلك حاجه خاصه، وكمان احنا مش قولنا هتهدى وتفكرى بهدوء، وكمان عشان متبقيش ظلمتيه.
ايثار: ماشى حاضر هطلع افتحها فوق.

حملتها وصعدت بها الى الغرفه، وضعتها فى ارض الغرفه وفتحت الصندوق، وجدت قطعة شيكولاته بحجم كبير، فاخذتها، فارتفع من تحتها بلون هليم، ارتفعت حتى سقف الغرفه ومعلق بها بعض الخيوط، مكتوب فى اخرها بخيط لامع سامحينى باكتر من لغه، نظرت اليها ايثار واخذت نفس وزفرته بضيق، ونظرت بالصندوق مره اخرى فوجدت قطعة شيكولاته اصغر من السابقه، فاخذتها فارتفعت من تحتها بلونة هليم اخرى، ومعلق بها بعض الخيوط فى اخرها كلمه احبك باكثر من لغه، فنظرت اليها ايثار وقد زال الغضب من على وجهها، ونظرت بالصندوق مره اخرى، وجدت به قطعة شيكولاته بحجم اصغر فاخذتها، ارتفعت بلونه هليم اخرى معلق بها بعض الخيوط، مكتوب فى اخرها اشتقت اليك باكثر من لغه، فابتسمت ايثار ونظرت بالصندوق وجدت خطاب فاخذته وبدات تقراءه: اسف بحبك وحشتنى ده كل الكلام اللى نفسى اقولهولك، بس عارف انى زعلتك، وغلطى كبير وعارف انى ان قلبك اكبر وهيسامح، ويدنى فرصه اخيره، واوعدك انى اتحكم فى غضبى، ولو محصلش انا اللى هخرج من حياتك نهائى، لانى هكون وقتها مستهلكيش، بحبك وحشتينى وانا وقلبى بقولك تسامحينى.

اخذت نفس وزفرته وجلست على طرف السرير، وهى تمسك الخطاب، وتنظر الى البلونات وتفكر فى كلامه وهى تقول فى عقلها: يمكن اكون ظلمته فعلا، بردو وجود عمار معنا فى نفس المكان جننه، واكيد بعد ما ابعد وميبقاش فى تعامل بينى وبين عمار، غيرته هتقل واحس بحبه وانسى عمار نهائى، وتتحل المشكله بس خايفه اكون بضحك على نفسى واظلمه اكتر اعمل ايه يارب حلها من عندك.
قطع تفكيرها رنة الهاتف نظرة به فوجدته فارس، فنظرت اليه تجيب ام لا ان اجابت هذا يعنى اعطاؤه فرصه اخرى...
فى فيلا محمود
دخل محمود غرفة سهيله جلس الى جوارها على طرف السرير ربط على ظهرها قائلا: عامله ايه بنتى؟
سهيله: الحمد لله بخير.
محمود: طب يا بنتى انا عارف انى ظلمتك لما جوزتك غصب عنك بس كنت خايف عليكى ليجى واحد طمعان فى فلوسك، وقولت عمار ابن اخويا وهيخاف عليكى ويحميكى.

سهيله: خلاص يا بابا اللى حصل حصل بقى وهو خلاص راح لحاله ومش عايزه افتكره تانى (فى عقلها ) كفايا عليا تانيب الضمير اللى تعبنى من ساعت اللى حصل.
محمود: طب يا بنتى فى واحد متقدملك دلوقتى وانا سالت عنه هو ابن ناس محترمين شغال فى شركة بترول ومدياته مرتاحه يعنى مش هيبص لفلوسك.
سهيله: اللى تشوفه يا بابا انا موفقه عليه.

محمود: هو هيجى هنا هو واهله الخميس الحاى عشان تشوفيه وتتكلمى معاه ولو مش عجبك هرفضه.
سهيله: ربنا يعمل اللى فيه الخير.
محمود: طب يا بنتى انا عارف انك عاقله عموما هو جاهز ولو عجبك هيتم الجواز خلال شهر.
فهزت راسها بالموافقه دون كلام فربط على كتفها مره اخرى وخرج، جلست هى تفكر وتقول لنفسها: يا ترى شكله ايه ده راخر وياترى هيطلع طمعان هو كمان ولا لاء ربنا يستر بقا.

فى غرفة نادين
ظلت ايثار تنظر الى الهاتف بتردد تجيب ام لا، اخذت قرارها فى النهايه واجابت عليه قائله: ايوه يا فارس.
فارس مبتسما: متشكر انك رديتى عليا وادتينى فرصه تانيه اوعدك انى هتحكم فى غضبى المره دى.
ايثار: طب يا فارس ماشى.
فارس: طب ممكن اجى اشوفك دلوقتى؟
ايثار: معلش خليها وقت تانى.

فارس: خلاص اللى يريحك بس اعملى حسابك انك معزومه عندنا يوم الجمعه.
ايثار: فى حاجه ولا عزومه عادى.
فارس مبتسما: فى عريس جاى لشهد وهى عايزاكى معها مش انت صاحبتها.
ايثار: اكيد طبعا شهد صاحبتى واختى كمان اكيد هاجى.
تنهد فارس قائلا: طب امتى هشوفك بقى؟
ايثار: ممكن تخليها ليوم الجمعه؟

فارس: ايه... حرام عليكى ده كتير قوى مقدرش.
ايثار: معلش محتاجه استجمع نفسى الفتره دى فمعلش.
فاري مستسلما: خلاص امرى لله بس كل يوم هكلمك فى التليفون.
ايثار: خلاص ماشى.
فارس: مش عايز اقفل عايز افضل اتكلم معاكى.
ايثار: معلش مش هينفع نادين معايا فى الاوضه.

فهم فارس انها لا تريد التحدث اليه اكثر فقال مبتسما: خلاص هقفل دلوقتى بس هبقا اكلمك تانى.
انهت معه المكالمه وظلت تنظر الى البلونات وهى شارده، جلست نادين الى جوارها وربطت على كتفها قائله: ايه ندمانه انك رديتى عليه؟
ايثار منتبها: لاء مش ندمانه لان هو ده الصح عشان مبقاش ظلمته، هديله فرصه اخيره، وادى نفسى فرصه يمكن مقدرتش احس بحبه بسبب الخناقات الكتير.
نادين: انت بتديله فرصه وبتدى نفسك صح.

ايثار: صح عشام لما اخد قرارى مرجعش اندم عليه.
نادين: اه فهمت، تعرفى انى زيك، عمى دلوقتى قالى ان تامر مراد عايز يتجوزنى وبيقولى عايز منى رد.
ايثار: وانت رايك ايه؟
نادين: مش عارفه مش حاسه ناحيته باى حاجه لا حلو ولا وحش.
ايثار: بس انت على الاقل معاكى حريتك لكن انا لاء.
نادين: مش عارفه حاسه ان عمى عايزنى اوافق عليه بس انا مش مطمنه له.
ايثار: طب ما تديله فرصه واتكلمى معاه.

نادين: بفكر فى كده يمكن لما اتكلم معاه ارتاح له.
ايثار: وهتتكلمى معاه فى الشركه؟
نادين: لاء انا اتفقت معاه هيخليه يجى هنا فى البيت، وعشان الشغل هيجى الجمعه الجايه.
ايثار: ملقتيش غير الجمعه؟
نادين: فى حاجه واركى الجمعه؟

ايثار: اه يا ستى فارس عازمنى عندهم عشان فى عريس جاى لشهد وعايزنى ابقى معاهم.
نادين: خلاص خليكى معاهم مش مشكله انا اصلا مش عايزه اقابل تامر ده.
ايثار: لاء قابليه والافضل انى مش هكون موجوده.
نادين: ليه يعنى؟
ايثار: انا بحس بالاحراج من وجودى هنا عندكم.
نادين: اه عشان كده اشتريتى الشقه صح.

ايثار: انت عارفه انا اشتريتها ليه وكمان لازم اتنقل ليها لان ده الصح وجودى هنا مش صح.
نادين: اه صحيح ليه مخدتيش الشقه الكبيره وخدتى الصغيره ما عمى قال هيسلفك.
ايثار: كده احسن دى على قد فلوسى وكمان فيها مطبخ كامل بكل اجهزته، وانا كنت محتاجاه وباقى الفرش هجيبه على مهلى.
نادين: خلاص يبقى لك عندى هديه بمناسبة الشقه بس هعملهالك مفجاءه ماشى.
ايثار: كفايا اللى عملتيه معايا طول الفتره دى بكره ان شاء الله هتنقل الشقه الجديده.

نادين: ليه مستعجله كده خليكى معايا لاخر الاسبوع.
ايثار: ما انا معاكى بقالى كام يوم اهو وكمان هنبقى مع بعض فى الشركه.
نادين: خلاص يبقى تفضلى معايا بكره وتنقلى بعده مفيش كلام تانى.
ايثار مبتسمه: خلاص اتفقنا.
وظلتا الاثنتان معا فى الغرفه

فى منزل فارس
انهى فارس المكالمه مع ايثار وذهب الى غرفة والده دق الباب ودخل قائلا: بابا ممكن اتكلم معاك؟
فهمى: اكيد طبعا تعالى.
تقدم فارس وجلس بالكرسى بجوار والده قائلا: امال ماما فين؟
فهمى مبتسما: راحت تتكلم مع شهد تحاول تقنعها بالعريس.
فارس مترددا: هو انت عايزها تتجوزه يعنى؟
فهمى متعجبا: اكيد يعنى بس بتسال ليه؟

فارس: بصراحه محبتوش حسيته متعجرف كده ومغرور، وشهد كمان مش مستلطفاه.
فهمى: انا كمان حسيت كده بس يمكن لما تتكلم معاه تانى نظرتها تتغير.
فارس: بصراحه هو فى عريس تانى، هو مش نفس مستوى العريس ده المادى، بس انسان محترم وانا اثق فيه.
فهمى: ده مين ده؟
فارس: يوسف زميلى فى الشركه.

فهمى: اه يوسف انت حكيتلى عنه، واعرف اهله ناس محترمين هما صحيح على قدهم، بس ولد مؤدب جدا وطموح، بس مفكرتش يكون طمعان فيها يعنى.
فارس: لاء ده ميعرفش انها اختى اصلا.
فهمى: ازى يعنى؟

فارس: انت عارف يوسف خجول جدا، ومجاش البيت هنا ولا مره ومشفهاش معايا ابدا، ولما جت اشتغلت فى الشركه هى مقالتش وانا مقولتش، مش بقصد بس جت كده، فهو فكرها بنت عادى بتشتغل فى الشركه، وعجبته وحاول يكلمها بس اتلخبط وارتبك، فقالى على اساس اساعده يعنى.
فكر فهمى قائلا: طب بص متكلمهاش قبل يوم الجمعه، لما تشوف العريس ده مره تانيه، فضلت على رأيها نشوف صاحبك.
فارس: خلاص اتفقنا عن اذنك.

هم فارس ليقوم فامسكه فهمى من ذراعه قائلا: استنى رايح فين قولى الاول عملت ايه مع ايثار؟
فارس مبتسما: يعنى تقريبا كده قربنا نصتلح.
فهمى: انا مش هسالك عن تفاصيل، بس خلى بالك دى كده هتبقى اخر فرصه ليك معها، يعنى مش هينفع خناق تانى.
تنهد فارس قائلا: انا عارف وده اللى مخوفنى خايف اخصرها.

فهمى: لو حبك لها حقيقي هو اللى هيخليك تحارب عشانها، وتتحدى اى ظروف.
فارس حائرا: مش عارف خايف مقدرش اسيطر على غضبى مره تانيه، بس اكيد بحبها ومش عايزه اخصرها.
ابتسم فهمى وهز راسه بالموافقه دون كلام، خرج فارس وعاد الى غرفته، اتت ايمان وجلست مع فهمى فقص عليها كل ما دار بينه وبين فارس فنظرت اليه قائله: اسال عن يوسف ده كويس، ولو هو انسان محترم فعلا يبقى الاختيار لها هى.
فهمى: هى لما تكلمتى معها حسيتيها مش عايزه باهر خالص.

ايمان: يعنى محستش انها مبسوطه ولا متحمسه هى بتنفذ بس عشان متزعلكش.
فهمى: هو الكل قال عليه انه بارد شويه، بس اللى عجبنى فيه انه محترم ومش بتاع بنات.
ايمان: اهى عموما هتتكلم معاه تانى، واللى فيه الخير يعمله ربنا.
فهمى: ايوه اللى فيه الخير يعمله ربنا.

عاد فارس الى غرفته جلس على سريره ونظر الى الخيمه وما احدثه من قطوع قائلا لنفسه: هو ليه كل ما كلم حد منهم يقولى لو حبك لها حقيقي؟ هو انا مش باين عليا انى بحبها، ومعقول هى كمان تكون حاسه بنفس الشئ (سكت للحظات ) صح... صح هى كده شايفه زيهم ومن قبلهم، كده ابقى فهمت واعتقد عندها حق، هتحس بحبى لها ازى وانا بتعصب عليها كل شويه، واتخانق معها بسبب ومنغير سبب، هى معها حق وهما كمان، بس لازم اثبت لهم كلهم، وهى قبلهم مدى حبى لها.

اخذ نفس وزفره واستلقى على السرير ونظر على النجوم المضيئه التى وضعتها ايثار، قام جلس مبتسما قائلا لنفسه: فكره حلوه هعملها بكره ان شاء الله هتبقى مفجاءه حلوه هتفرحها لما تيجى يوم الجمعه.
وظل جالسا لبعض الوقت واستلقى على سريره مره اخرى

فى شقة ايثار
بعد يومين اتت ايثار ونادين الى شقة ايثار لتنتقل اليها، دخلتا الاثنتين نظرت نادين ل ايثار قائله: غمضى عينك بقى عشان تشوفى المفجأه.
ايثار مبتسمه: مفجاءه ايه مش هغمض.
نادين مازحه: بلاش راخمه بقى وغمضى بدل ما اربط الطرحه على عينه.
ايثار ضاحكه: بقى كده ماشى يا ستى امرى لله غمضت اهو.
اغمضت عين وتركت الاخرى فخبطت نادين على كتفها وهى تضحك قائله: انت بتستعبطى غمضى عنك كويس.
ايثار بوجه عباس: ماشى حاضر هغمض.

ضحكتا الاثنتين واغمضت ايثار عينها، وامسكت نادين يدها وبدأت تتحرك فى البهو، وكان المطبخ مفتوح عليه، وتحركتا نحو الغرف فهى غرفتين بداخل ممر صغير، ومعهم حمام كبير للشقه، وصلتا عند باب غرفة النوم اول غرفه بالممر، وبها حمام صغير خاص بها، اوقفتها نادين قائله: افتحى عينك بقى.
فتحت ايثار عينها ونظرت بالغرفه، وضعت يدها على فمها من المفاجأة، اشترت لها نادين غرفة نوم جديده باللون الفضى، امتلاءت عين ايثار بالدموع قائله منبهره: ايه المفجاءه الجميله دى فى حد يعمل كده!

نادين فرحا: متخيلتش انها هتفرحك قوى كده، دى اقل هديه اقدر اقدمهالك.
فاحتضنتها ايثار بسعاده شديده قائله: فرحتينى قوى ربنا ما يحرمنى منك ابدا.
امتلاءت عين نادين بالدموع قائله: ولا يحرمنى منك ابدا (مازحه) متقلبهاش نكد بقى وتعيطى.
فابتسمت ايثار وعبست وبوجهها مازحه قائله: ماشى يعنى انا نكديه.

نادين ضاحكه: انت النكد نفسه
ضحكتا الاثنتين واكملت نادين:
دى حاجه بسيطه تعبرلك عن حبى لكى ويلا بقى عشان تحطى هدومك فى الدولاب.
ايثار مبتسمه: يلا بينا.
فتحت اول ابواب الخزانه فوجدتها مليئه بالفرش والاغطيه فنظرت الى نادين قائله: ايه ده؟
نادين مبتسمه: ايه هتنامى من غير غطا يعنى وشوية ملايات وفوط(وهى تشير بيدها على الفرش والسرير) الشئ لزوم الشئ.
نظرت اليها ايثار بسعاده قائله: مش عارفه اشكرك على كل ده ازى.

نظرت اليه نادين بغضب مصطنع: بطلى الكلام ده يا بت انتى بدل ما اضربك ويلا نرتب الحاجات انت ناسيه عندنا شغل يالا.
ايثار مبتسمه: يلا بينا.
قامتا رتبت كل ملابسها فى الخزانه، وبعد انتهيا خرجتا معا وهم فى البهو قالت نادين: انت هتسيبى الصاله والاوضه دى فاضين كده؟
ايثار: مش دلوقتى هجيب كل حاجه بس براحتى، وعلى مهلى انا مش محتاجه حاليا غير اوضة النوم، وبصراحه انا كنت عامله حسابى هنزل اجيب مرتبه انام عليه، لحد ما اجيب اوضه براحتى.

نادين: طب وليه ماخليكى عندى لحد ماتكملى فرشها؟
ايثار: معلش كده احسن، مش عايزه اضايق عمك اكتر من كده.
نادين: لو سمعك كان زعل منك، عموما هسيبك براحتك يلا عشان نروح الشركه.
خرجتا وذهبتا الى الشركه، وعند مكتب ايثار رن هاتفها فنظرت وجدته فارس، فاشارت لها نادين انها تدخل الى مكتبها، ردت ايثار عليه قائله: ايوه يا فارس؟
فارس مبنتسما: صباح الخير صباح الورد وحشتينى بحبك.

ابتسمت ايثار قائله: انت يا بنى مش كنت لسه مكلمنى امبارح قبل ما انام لحقت وحشتك؟
فارس: انت يتوحشينى وانت معايا وبعدين انت معاقبانى ومش راضيه تخلينى اجى اشوفك، اهو بصبر نفسى واسمع صوتك.
ايثار مبتسمه: معقاباك انا مش معقاباك ولا حاجه، بس لازم تتعلم الصبر.
تنهد فارس قائلا: هتعلم كل حاجه بس واحشنى اعمل ايه يعنى.

ايثار مازحه: شوف شغلك يا استاذ، مش عندك شغل، متعطلنيش بقى مش فاضيالك.
عبس فارس مازحا: يعنى كده يعنى طب انا زعلان بقى، وهخصمك ساعتين بحالهم سلام.
وانهى المكالمه ووضع الهاتف، وانتبه لعمار الذى كان يستمع اليه وهو يتحدث اليها، فنظر اليه فوجده يجلس مشتعل من الغيره، ويخبط على قدمه من شدة الغضب، فابتسم ونظر الى الجه الاخرى، دق الباب ودخل يوسف جلس على الكرسى امام المكتب قائلا متلهفا: ها عملت ايه؟

فارس متعجبا: فى ايه؟!
يوسف متضايقا: فى ايه يعنى موضوع شهد كلمت حد من اهلها؟
فارس: لسه هروح عندهم يوم الجمعه هكلمهم لك اهدى بقى.
يوسف: مش قادر خايف لو راحت منى هتعب قوى انا بقيت مجنون بيه ومش عارف افكر غير فيها.
فارس ضاحكا: ايه الرجاله الخايبه دى متنشف كده يا ض فى ايه؟
يوسف: خايف حد يخطبها، انا بحمد ربنا ان محدش خطبها لحد دلوقتى، كنت هخصر كتير.
فارس متعجبا: لحقت حبيتها قوى كده بالسرعه دى؟

يوسف: بصراحه شوفتها مره قبل كده وعجبتنى قوى، عكسها ولد وحاول يمسك ذرعها، راحت ضرباه قلم محترم وسبته ومشيت، الواد من ربكته وقع فى الارض، كل اللى واقفين شتمو ومشيو، بس كان نفسى اشوفها تانى، واول لما جت هنا واشتغلت فرحت، ولقيت نفسي بفكر فيها ليل ونهار، ومش شايف حد غيرها.

فارس: خلاص ياعم يوم الجمعه هجبلك الرد، بس زى ما اتفقنا اوعى تفتح معها سيره.
يوسف: امرى لله هستنى عن اذنك.
وتركه وخرج اتى اليه عمار متعجبا: هو بيتكلم عن شهد اختك صح.
نظر اليه فارس قائلا: ايوه بس هو ميعرفش انها اختى.

ابتسم عمار قائلا: يوسف انسان طيب وبصراحه لو ليا اخت متمناش لها احسن منه، كفايا اهتمامه بابوه وراعيته ليه.
فارس: انا كمان بقول كده، بس هسالها الاول وبعدين فى عريس تانى، جاى لها يوم الجمعه وبابا قال تشوفه الاول.
عمار: ربنا يعمل اللى فيه الخير، بس سبوها هى تختار دى حياتها وهى اللى هتعيشها.
فارس: متخفش يا صاحبى.

ونظر اليه بابتسامه، بادله عمار الابتسامه فقد اسعدته كلمته يا صاحبى، فمنذ بدا بينهم الخلاف وهو لم يعد يقولها له، عاد عمار الى مكتبه وهو يتمنى ان يستعيد حبيبته، دون ان يخصر صديقه الامر الذى اصبح شبه مستحيل.

فى شقة ايثار
فى يوم الجمعه استيقظت ايثار وبعد ان تناولت افطارها، وقفت تعد كوب من القهوه فى المطبخ، رن هاتفها فى الغرفه فاخذت الكوب ودخلت، نظرت بالهاتف وجدته فارس فاجابت قائله: صباح الخير.
فارس مبتسما: صباح الورد والسعاده على حبيبة قلبى اللى وحشتنى ووجعة قلبى.
ايثار: سلامة قلبك.

فارس: قلبى تعبان من بعدك مش هتيجى بقا؟
ابتسمت ايثار قائله: لسه بدرى هاجى من دلوقتى اعمل ايه على بعد الظهر كده.
فارس: ايه لاء طبعا البسى دلوقتى وهاجى اخدك من بيت نادين.
ايثار: لاء مش هينفع، بص انا هخرج بعد شويه اجيب شوية حاجات، وبعدين هبقى اجى لكم على الفيلا.
فارس: حجات ايه اللى هتجبيها دى؟
ايثار: حجات بناتى بتسال ليه؟

فارس مازحا: ايه ده هو انت بنات.
ايثار ضاحكه: لاء طبعا دى اشعات.
فارس ضاحكا: ايه ده طلعت اشعات هاهاهاهاه.
ايثار: يلا سلام بقى.
فارس: لاء مينفعش انتى واحشنى ومش عايز اقفل.
ايثار مبتسمه: شويه وهاجى مش هتاخر ان شاء الله.
تنهد فارس قائلا: امرى لله مع السلامه.
ايثار مبتسمه: مع السلامه.

انهت المكالمه ووضعت الهاتف جانبا، وقامت بترتيب بعض الاشياء بالشقه، واعدت بعض الاطعمه وخزنتها لباقى الايام، واخذت حمام وارتدت ملابسها وخرجت، اشترت بعض الاشياء، وضعتها فى الشقه وذهبت الى منزل فارس، دقت الباب ودخلت كانو جميعا يجلسون فى البهو، اقتربت منهم مبتسمه قائله: السلام عليكم.

نظرو لها بابتسامه وقام فارس مسرعا اليها واحتضنها قائلا: وحشتينى وحشتينى جدا كده كل ده تاخير.
تفاجأة ايثار بفعله ولم تجد ما تقوله من الاحراج والخجل، فهو لم يراعى ان الجميع موجود بالمكان، تنحنح فهمى عدة مرات كى يبتعد فارس ويترك ايثار، لكنه ظل محتضنها بشده، فقالت ايثار بصوت خفيض وهى تجز على اسنانها: سبنى باباك اتضايق ميصحش كده.
تمسك فارس بها اكثر قائلا بهمس: لاء مش هسيبك وحشتنى ومصدقت خدتك فى حضنى.

فازداد غضب ايثار واخذت نفس وزفرته عدة مرات، كى تهدأ نفسها كى لا تدفعه بقوه، فهى لا تريد ايزاؤه، فلاحظ فارس غضبها فابتعد عنها ووقف الى جوارها، نظرت ايثار الى الاسفل من الخجل وقد احمر وجهها خجلا، فقامت شهد وجزبتها من يدها قائله: تعالى معايا على فوق عندى كلام كتير قوى عايزه اقوله.

تحركت معها ايثار وكانها تهرب منهم، فهى تشعر بحرج وغضب من فارس، نظر فهمى الى فارس باسف شديد وهز راسها بغضب وتركه وذهب، اقترب منه ايمان وربطت على كتفه قائله فى ضيق: كان ممكن تحضنها بردو بس بعد ما تسلم علينا، وكان هيبقى شكلك احسن، ومش هتحرجها ولا تحرجنا احنا كمان، او حتى كنت حضنتها حضن سريع.

فارس: يا ماما انا مقصدتش انا اتصرفت بعفويه مش قصدى.
ايمان: يا بنى الاول كلنا كنا عارفين انها مراتك، وبينكم قصة حب وبنتقبل اى حركات من ديه منغير احراج للبنت، لكن بعد ما كلنا عرفنا الحقيقه تصرفك ده يزعلها مش يفرحها، فارس فكر قبل ما تتصرف بلاش كده.

تركته ايمان وذهبت الى المطبخ، تضايق فارس شعر انه تصرف بغباء مره اخرى احرج نفسه وايثار، وزاد الامر سوءا فاخذ نفس وزفره غاضبا، وضع يده على راسه واعاد شعره للخلف ثم للامام قائلا: هو انا كل ما اجى اكحلها اعميها، ايه القرف ده يوه انا زهقت بقا.
صعد الى غرفته وجلس بها، كانت شهد مع ايثار فى غرفتها، جلست ايثار وهى مرتبكه وتشعر بحرج شديد، فربطت شهد على ظهرها قائله: فارس ميقصدش يحرجك هو بس اتحرك ورى مشاعره بدون تفكير.

تنهدت ايثار بالم قائله: انا فاهمه بس ده معناه انه مش هيتغير.
ابتسمت شهد قائله: وليه متقوليش انه من شدة حبه ليك مقدرش يستنى.
نظرت اليها ايثار قائله: سيبك من الموضوع ده قوليلى ايه حكاية العريس ده بقى؟
ضحكت شهد قائله: عريس ايه انت صدقتى، انا وفقت انه يجى بس عشان اخليكى تيجى واشوفك.
ايثار مازحه: بجد طب كنتى قولتلى وانا اجى منغير ما تتعبى الراجل.

ضحكت شهد قائله: انا بتكلم جد على فكره مش بهرج.
ايثار متعجبه: ازى يعنى؟
شهد: افهمك...
قاطعهم صوت دق على الباب فتح فارس ودخل قائلا: ممكن اتكلم معاكى يا ايثار؟
تنهدت ايثار قائله: اتفضل انا سامعاك.
فارس: لاء تعالى فى اوضتنا نتكلم براحتنا.
ايثار رافضة: وليه منتكلمش هنا.
فارس راجيا: معلش عشان خاطرى.

قامت ايثار تحركت وذهبت معه الى غرفته دخل هو خلفها واغلق الباب، نظر اليها فارس فوجدها غاضبه فاقترب منها قائلا: انا مش فاهم ايه اللى مزعلك منى قوى كده؟
ايثار غاضبة: انت فعلا مش فاهم ولا فاهم وبتستعبط؟
تنهد فارس قائلا: فاهم وبستعبط.
ايثار وقد ازداد غضبها: وشويه وهتقولى سامحينى وانا غلطان صح.
غضب فارس من طريقتها قائلا: لاء مش هقول.

فنظرت اليه ايثار بغضب وادارة وجهها للجه الاخرى، اخذ فارس نفس وزفره قائلا: عارفه ليه؟ لانى لما حضنتك كان كل قصدى احسسك بحبى ليكى، ولهفتى عليكى، وتعرفى قد ايه كنت مشتقالك، وانى حتى لو عارف ان ده غلط مش مهم المهم انك تحسى بيا وباللى جويا.

فى منزل محمود
كان محمود يجلس فى مكتبه يراجع بعض الاوراق، واتى اليه اتصال هاتفى من مدير مكتبه، وبعدها صعد الى غرفة سهيله دق الباب ودخل كانت تجلس على طرف السرير بجوار اسر، اقترب منها قبل اسر وجلس الى جوارها ونظر لها قائلا: مدير مكتبى لسه مكلمنى سال عن العريس، وبيقول الناس اللى فى الشركه كلهم بيشكرو فيه جدا، وفى اخلاقه.

سهيله: خلاص يا بابا لو انت مطمنله انا معنديش مانع.
محمود: خلاص هكلمه واخليه يجى تشوفيه وتتكلمى معاه، وان عجبك نتفق على كل حاجه.
سهليه: خلاص اللى تقوله.
خرج من غرفتها واتصل به لحظات واجاب قائلا: اهلا يا عمى.
محمود: اهلا بيك يا منتصر شوف الوقت اللى ينا سبك وتعالى انت والدك ووالدتك.
منتصر: ينفع دلوقتى لانى مسافر بكره الموقع، ومش هرجع الا بعد عشرين يوم.
محمود: ماشى يا بنى تعالى.
منتصر: نص ساعه واكون عندك.

انهى محمود المكالمه، واخبر سهيله كى تستعد، واخذ اسر اعطاه لاخيه صفوت، وبعد نصف ساعه اتى فعلا منتصر ولكن دون والديه، دخل سلم على محمود قائلا: معلش يا عمى بعتذر عن والدى والدتى لان ماما تعبت فى اخر لحظه واحنا خارجين.
محمود: الف سلامه عليها ولا يهمك اتفضل.
منتصر: ان شاء الله يكون فى نصيب ونيجى كلنا مره تانيه.
محمود: ان شاء الله.

اتت سهيله القت التحيه وجلست بجوار والدها، نظر اليها منتصر قائلا: اهلا بعروستنا الحلوه.
سهيله وهى تنظر الى الاسفل: اهلا بيك.
منتصر: يا ترى مين الشيخ اللى بتحبى تسمعى القرأن بصوته؟
سهيله مبتسمه: الشيخ عبد الباسط عبد الصمد والشيخ مشارى راشد العفاسى.
منتصر: دول من اجمل الاصوات وياترى بتروحى تصلى فى انه مسجد؟
سهيله مرتبكه: مش بروح افضل مكان لصلاة الست هو بيتها، وبالتحديد غرفة نومها.
منتصر سعيدا: صح كده انت ست عاقله، واكيد طبعا بتابعى مسلسلات تركى وهندى؟
سهيله: بصراحه لاء مليش فى الحجات دى.

منتصر: يبقى انا اخترت صح، واتمنى اكمل حياتى معاكى، انا راجل دوغرى لا بروح مسارح ولا سينمات، ولا ليا فى الهلس ده.
سهيله سعيدة: وانا كمان مبحش حاجه من ديه.
منتصر: طب عموما لو انت حابه نتحوز فى الاحازه الجايه انا شقتى جاهزه.
محمود: هنشوف ونرد عليك ان شاء الله.

قام منتصر وقف قائلا: طب اسمحلى، انا عشان بحب اصلى فى المسجد بتاعى، ومش عايز اتاخر ولو وافقتو اتصل بيا ونتفق عل كل حاجه.
وقف محمود قائلا: طب حتى كنت شربت الشاى بتاعك.
منتصر: معلش مره تانيه عن اذنكم.
اشار بيده وهز راسه تحيه لسهيله وخرج، نظر محمود لسهيله قائلا: فكرى وقوليلى رايك واللى عايزه هعمله.
سهيله بخجل: الراى رائك يا بابا.
محمود مبتسما: اه الراى راى يعنى موفقه.

اقترب منها وقبل راسها قائلا: ربنا يجعله عوض ليكى عن اللى شوفتيه.
هزت سهيله راسها بالموافقه وصعدت الى غرفتها، وهى تشعر بقلق شديد، فكلمات والدها اخافتها، فهى من ظلمت عمار، فكيف سيعوضها الله وهى ظالمه، فقالت فى عقلها: انا كنت مضطره معملتش كده من نفسى واكيد ربنا هيسامحنى.

فى غرفة فارس
اغمضت ايثار عينها وفتحتهم بالم ونظرت اليه قائله: انا اسفه مقصدتش ازعق بس انت كسفتنى قوى.
فارس مبتسما: متخيلتش انك هتتكسفى قوى كده، يعنى انا حضنتك اكتر من مره قبل كده.
ايثار فى خجل: مش معنى انك عملت كده قبل كده، انى مش هتكسف، وبعدين بعد ما كلهم عرفو الحقيقه مينفعش.
فارس: فاتتنى دى انا اسف ولو انى زهقت من كتر ما اتسفت.

ايثار: خلاص انا مش زعلانه يلا ننزل لهم تحت.
فارس: ماشى يا ستى ولو انى كنت عايز اقعد معاكى شويه.
ايثار: انا هنزل تحت مش هروح.
فارس: ما انا عارف تعالى نقعد فى الخيمه شويه عملت فيها شوية تعديلات.
ابتسمت ايثار ودخلت معه الخيمه فاشار لها على الاعلى فنظرت فابتسمت بسعاده قائله: الله ايه ده صورتى دى؟

فارس: ايوه حطيتها فوق، عشان كل ما افتح عنيا اشوفك، اهو اصبر قلبى على بعدك.
نظرت اليه ايثار قائله: ماشى ياعم يلا بقى ننزل.
فارس: انت مالك مسروعه على النزول ليه هو انا هكلك.
ايثار ضاحكه: لاء طبعا انا مش خايفه منك بس مش حابه نفضل لوحدنا كتير يلا بقى.
فارس مستسلما: امرى لله يلا هما اصلا كمان زمان العريس وابوه جاين دلوقتى.

خرجا الاثنان من الغرفه، ونزلا الى الاسفل، وبالفعل دقائق واتى العريس ووالده، عندما راته ايثار تضايقت جدا وصعدت الى الاعلى قبل ان يروها، قابلتها شهد تعجبت من صعودها قائله: فى حاجه هو بابا بعتك تندهيلى؟
ايثار متلجلجه: لاء ابدا بس اتخنقت فطلعت.
شهد مازحه: يبقى اكيد شوفتى العريس حاجه تخنق بارد جدا ولا يطاق.
ايثار متعجبه: امال وفقتى يجى ليه؟

شهد: بابا يا ستى قالى اديله فرصه تانيه يمكن اغير راى لما اقعد معاه.
ايثار متردده: معتقدش...
قاطعتهم الدادا قائله: يا شهد بابا عايزك تنزلى.
شهد: حاضر يا دادا.
ايثار: طب انزلى انت وانا هحصلك.
شهد: تعالى معايا انا مش عايزه انزل اصلا.
ايثار: حاضر هنزل (واكملت فى عقلها) وربنا يستر بقا.

نزلتا الاثنتين دخلتا جلست شهد بجاور فهمى وايثار الى جوارها تضايق باهر جدا عندما راى ايثار لكنه دارى الامر عنهم.
فهمى مشيرا عليهم: دى شهد بنتى ودى ايثار عروسة فارس ابنى.
باهر مبتسما ببرود: اهلا بيكى يا ايثار بتهايالى انى شوفتك قبل كده صح.
ايثار: ايوه لما جيت اقدم عشان اشتغل عندكم فى الشركه.
باهر: اتمنى سوء التفاهم اللى حصل ما يأثرش على ارتباطى بالجميله شهد.
ايثار عابسة: انا نسيته خلاص.

باهر: وانت يا شهد اتمنى متكونيش زعلتى منى، لما كنت فى المكتب، بصراحه انا اتعمدت اضايقك عشان اشوف رد فعلك.
شهد مبتسمه ببرود: لاء ابدا مفيش حاجه الموضع خلص وانا نسيته.
باهر: ممكن تيجى نتكلم فى الفارنده براحتنا.
فهمى: لاء طبعا ما ينفعش اتكلمه زى ما انتو عايزين هنا.

باهر: كنتى عايز نبقى على راحتنا اكتر يعنى، عايز اعرف ايه نوع البرفن اللى بتحبه، مين ممثلها المفضل، ومين المطرب اللى بتحب اغنيه، كده يعنى.
فهمى: وايه المشكله انها تجوابك هنا جوابيه يا شهد.
شهد: عادى يعنى مفيش برفن معين، بغير النوع كل فتره بزهق ومفيش مطرب معين ولا ممثل.
باهر: اوكيه.

اتى فارس وجلس بجاوار ايثار قائلا: اهلا يا باهر اهلا يا عمى.
احضرت الدادا الشاى والكيك وقدمته لهم وخرجت.
باهر: هى شهد بتشتغل ليه معاك يا فارس، ليه مشتغلتش مع عمى.
فارس: يعنى هى بتشتغل عشان تتسلى مش اكتر مش شغل بمعناه يعنى.
والد باهر: ايه رايك يا فهمى تعالى معايا نتكلم لوحدنا عايز اتكلم معاك بخصوص الشغل.
فهمى: تعالى ندخل المكتب.

قام فهمى ووالد باهر وذهبا الى المكتب.
قامت شهد قائله: عن اذنكم هطلع اوضتى دقيقه وارجع.
باهر مبتساما: اتفضلى.
تركتهم وصعدت الى غرفتها نظر فارس الى باهر قائلا: وانت شغال مع والدك ولا ليك شغل لوحدك.
باهر: لاء انا حبه مع مامى وحبه مع بابى حسب الشغل اللى يعجبنى.
وقفت ايثار قائله: معلش هروح اشوف طنط عن اذنكم.

تركتهم وذهبت لوالدة فارس فى المطبخ، وجدتها تتحدث فى الهاتف فوقفت الى جوارها، رن هاتف فارس فنظر به وارد انهاء المكالمه فقال باهر: رد براحتك انا كمان هقوم اعمل مكالمة تليفون.
فاخذ فارس الهاتف وابتعد عنه ليجيب على عمار، انتهز باهر الفرصه وصعد الى الاعلى ليبحث عن شهد، راته ايثار فصعدت خلفه دون ان يرها، وصل عند غرفة شهد ودخل دون استاذان، فالباب كان مفتوحا، بدا ينظر بها يمينا ويسرا قائلا: واو اوضتك حلوه قوى واضح ان زوقك حلو.

تفاجأت شهد بوجوده فى الغرفه، فهى لم تراه عند دخوله قامت وقفت قائله: انت ايه اللى جابك هنا ودخلت اضدتى كده ازى منغير اذن؟
باهر ببرود: اذن من خطبيبتى وبعدين انت اللى ادينى الاذن، لما طلعتى عرفت انك قاصده عشان اطلع وراكى، ونتكلم براحتنا.
كانت ايثار تقف بالقرب من الباب دون ان تراها شهد، وتستمع الى حديثهم وتعجبت جدا من دخول باهر هكذا، وانتظرت لتسمع رد شهد لتعرف هل هى فعلا قصدت ذلك ام لا.
عند سليم فى فرنسا
كان جون يجلس مع سليم
سليم: لما تاخرت عليا كل هذا الوقت؟
جون: بسبب فرانس كنت اريد ان اتى اليك بعد ان التقى به واتفق معه.
سليم ملهوفا: وماذا حدث معه؟

جون: طلب منك ان تسلم نفسك ويذهب هو الى القسم ويطلب ان تخرج معه للسفاره لعمل توكيل له وهناك تقوم بعمل التوكيلين.
سليم رافضا: لا اثق بكلامه قد يتركنى وما الذى ياكد لى كلامه الا يمكن ان ياتى موظف من السفاره وعمل التوكيل لى داخل القسم؟
جون: انا ايضا فكرت فى ذلك وعندما سالته عن ضمان اجاب لا ضمانات.
سليم: اذن لا يريد مساعدتى حتى لو يتنازل عن نقوده التى عندى.
جون: قد يكون اخذ اكثر منها من عم نادين.

سليم: معك حق اذن لا يوجد حل سوى ان تزور لى اوراق باسم اخر اخرج بها من فرنسا واعود الى مصر.
جون: الامر صعب ويحتاج الى نقود كثيره.
سليم: انت تثق بى اليس كذلك؟
جون: هذا صحيح لكن انا لا املك نقودا.
سليم: كم اقل مبلغ تحتاجه؟

جون: لا اعرف بالضبط ولكن احتاج مبلغ ادفعه لمن سيزور لك الاوراق وهولاء ياخذون الكثير من النقود.
سليم: ساتصل بصديقى فى مصر واحاول معه اعطينى الهاتف.
اعطه جون الهاتف اخذه وطلب تامر لحظات واجابه قائلا: اهلا يا سليم كويس انك اتصلت لقيت مشترى للفيلا وعايز يخلص وهيدفع كاش.
سليم: طب تمام خد منه عربون لحد اما اجى واخلص معه البيع.
تامر: طب وليه ما يبقى البيع مره واحده على طول.

سليم: انا محتاج مبلغ مية الف دولار ومش هينفع اعملك التوكيل دلوقتى، فاضمنى عنده وهات منه المبلغ كعربون وابعته ولا خايف تضمنى.
تامر متهربا: لاء مش القصد طبعا انا اضمنك بس معرفش هو هيوافق ولا لاء.
سليم: لو ضمنتى عنده اكيد هيوافق انت لك اسمك واسم والدك ومتخفش مش هخلى بيك يعنى.
تامر: يا راجل عيب الكلام ده احنا اخوات خلاص ماشى هطلبهم منه وابعتهملك.
سليم: حولهم الاول وابعتهم على اسم واحد صاحبى هبعتلك اسمه.

تامر: تمام خلاص بس مش هينفع الا يوم الحد عشان النهارده وبكره اجازه فى البنوك.
سليم: خلاص تمام مع السلامه.
انهى سليم المكالمه واعطى الهاتف لجون قائلا: سيرسل لك يوم الاحد مئة الف دولار هل يكفون؟
جون: ساسال واجيبك غدا.
سليم: سانتظرك.

تركه وذهب جون نظر سليم فى غضب قائلا: ماشى ياتامر بقى خايف تضمنى لولا بس انى محتاجلك كنت عملت معاك السليمه وعموما لما ارجع مصر هعرف اخد حقى منك انت ونادين.
انهى تامر المكالمه ووضع الهاتف قائلا لنفسه: انا اصلا مش واثق منه بس هساعده، بردو العشره متهونش وكمان عشان ده يبقى اخر تعامل بينى وبينه، عشان ناوى ابطل سهر وسرمحه بقا واتعدل، لازم اعقل عشان الجوازه تتم.

فيلا فارس غرفة شهد
ظلت ايثار مكانه تستمع لما يدور بين شهد وباهر، كانت شهد غاضبه من دخول باهر غرفتها ومن كلامه فردت عليه قائله: ايه الكلام الفاضى ده يعنى ايه طلعت عشان تطلع وريا.
باهر متعجبا: ده الطبيعى اى واحده بتعمل كده مع خطيبها.
شهد وقد نفذ صبرها: مين قال انك خطيبى مين قال انى ممكن اقبلك اصلا؟

باهر مستنكرا: ليه هو فى بنت فى مصر ترفض باهر بيه اوسم شاب فى مصر.
شهد ساخره: تقصد ارخم شاب فى مصر ابرد شاب فى مصر ايه الغرور اللى انت فيه ده.
باهر مستاءا: اوه نوو ايه ده انت بيئا خالص سوفاج انا ماشى حالا مش ممكن افضل ولا لحظه.
وتحرك ليخرج من الغرفه فوجد ايثار امامه تنظر له مبتسمه قائله: احسن انت مفكر انك ممكن تتجوز بنت زى شهد دى بعينك.

نظر اليها باهر بتعالى وغرور قائلا: مبقاش الا البيئه اللى زيك اللى تتكلم انا معرفش شاب زى فارس ازى هيتجوزك اصلا.
فنظرت اليه ايثار بغضب وازدراء ولم تجيبه، فازداد غضبه من نظارتها ونزل مسرعا وهو غاضب جدا نادى على والده قائلا: بابى تعالى بسرعه انا مش ممكن افضل فى البيت ده ولا ثانيه، انا اتهنت يا بابى.

اتى اليه والده مسرعا ليرى ماذا هناك اقترب منه قائلا: فى ايه باهر مين زعلك.
باهر غاضبا: البنت اللى فوق دى وصاحبتها الاثنين بيئه خالص ومش ممكن نرتبط بحد منهم.
كانت شهد وايثار تقفان فى اعلى السلم تشاهدان ما يحدث اقترب فهمى من باهر قائلا: هما فوق ضايقو ازى يعنى؟
باهر غاضبا: انا طلعت فوق عشان اكلم شهد ونقعد براحتنا، هزقتنى وطردتنى من الاوضه، وزعلت عشان دخلت منغير استاذان.

نظر اليه فمهى فى غضب شديد قائلا: انت مين اصلا سامحلك تطلع فوق، انت فاكر ان البيت هنا استطبل، تدخل مكان ما يعجبك.
والد باهر محاولا تهدأة الامر: باهر ميقصدش حاجه، هو بيتصرف على طبيعته، متزعلش يافهمى.
كان الشرار يتطاير من عين فهمى ويريد ان يضرب باهر ولكنه منع نفسه فهم فى بيته
نظر الى باهر قائلا: احمد ربنا انك فى بيتى والا كان هيكون ليا تصرف تانى.

باهر غاضبا: ايه ده انت ناس سوفاج خالص انا مش ممكن افضل هنا يلا يا بابى
شعر والد باهر بحرج من ابنه قائلا: انا اسف معلش هو عايش بره ميعرفش العدات هنا.
تضايق باهر من اعتذار والده قائلا: متعتذرش يا بابى، يلا نمشى خلاص انا مش عايز اتجوز البنت دى.
فهمى غاضبا: بنتى اصلا مترضاش تتجوزك.

باهر متعجرفا: كل بنات مصر تتمنى تتجوز باهر بيه المنسترلى، مش تفرق من بنت بيئه زى دى.
اتى فارس على اثر الصوت كان مازل يتحدث فى الهاتف قائلا: استنى عليا دقيقه ياعمار.
انزل الهاتف من على اذنه ونظر الى والده قائلا: فى ايه يا بابا مالك يا باهر بتزعقو ليه.
فهمى غاضبا: البيه طلع فوق الاوضه عند اختك، وكمان زعلان انها زعقتله وبيلخبط فينا.

فارس غاضبا: ازى يطلع فوق وفى بنات فوق (موجها الكلام لباهر )وانت مش قولت هتتكلم فى التلفون، ولا كنت بتقول كده عشان توزعنى وتطلع فوق.
وارد فارس ان يهجم عليه ويضربه فامسكه فهمى قائلا: عيب كده دول ضيوف فى بيتنا.
فسكت فارس ونظر لباهر نظرة غضب ارعبته، فخرج مسرعا وهو يقول: او نو ايه الناس الفرى باد دى، انا مش ممكن افضل هنا ابدا او ماى جد.
والد باهر محرجا: انا اسف معلش اسف ليكم كلكم عن اذنكم.

خرج مسرعا خلف ابنه، نزلت شهد وايثار نظر اليهم فهمى قائلا: كنت متاكد انى بنتى بمية راجل، برافو عليكى يا شهد، وبرافو عليكى يا ايثار واضح انكم روقتو.
اتت ايمان على صوت هى الاخرى، تنبه فارس ان عمار معه على الهاتف فاشار لهم وتحرك بعيدا قائلا: ايوه يا عمار معلش نسيتك على التلفون.
عمار: ولا يهمك خلاص شوف ايه المشاكل اللى عندك، وانا هبقى اكلمك وقت تانى نخلص كلامنا.

فارس: طب ماشى خلاص انا لما افضى هكلمك.
انهى عمار المكالمه ووضع الهاتف قائلا: خلاص كده، اللى كنت عايز اعرفه عرفته.
وقام مسرعا اخذ مفتاح سيارته ونزل، انهى فارس المكالمه ووضع الهاتف فى جيبه وعاد اليهم، كانو قد جلسو يتحدثون فانضم اليهم وجلس معهم قائلا: انا عايز افهم انتو عملتو ايه فيه جننه كده؟
فهمى متعجبا: وصحيح ليه اتضايقتى ومشيتى اول ماجه يا ايثار.

ابتسمت ايثار قائله: قبل ما اقابل فارس كنت قدمت فى كذ شركه، عشان استغل كانت شركتهم من ضمنهم، وكانو عاملين امتحان صعب جدا، معداش منه الا انا وكام بنت تانين، وكنت انا افضلهم واول ماشفنى، اتعفرت وبقى يقولى (وهى تقلد طريقته فى الكلام ) ايه ده مش ممكن ايه القرف اللى لبساه ده، مينفش تشتغلى هنا كده، لازم تغيرى وتلبسى حاجه عدله، انت هتشتغلى مع باهر بيه يعنى هتبقى فوق المستوى.
فضحك الجميع عليها وهى تقلده قال فارس: وانت ايه اللى سكتك عليه؟

ايثار ضاحكه: وهو حد قال انى سكت، انا قولتله هو انت فاكر انى ممكن اشتغل مع واحد زيك، انا كنت فاكره انى هشتغل مع مدير محترم، اتعفرت واتنرفز وقعد يشتم بالفرنساوى، فاكر انى مش هفهم، فرديت عليه وهزقته وخرجت، وعشان كده اول لما شوفته مشيت يعنى محبتش اكون سبب فى المشاكل.
فهمى مبتسما: شاطره اديتله الطريحه التمام، (موجا الكلام الى ايمان ) انما انت بقى دخلتى المطبخ مخرجتيش منه ليه؟

ايمان: لقتيهم جاين رجاله بس، فقولت مش طالعه، وبعدين شكل العريس ميصرش، وقولت اكيد شهد هتديله على دماغه.
ضحك فهمى قائلا: اه يا ناصحه.
فضحك الجميع اتت الدادا واخبرتهم ان الطعام معد، فقام الجميع ذهبو وتناولو الطعام،

وبقيت ايثار معهم حتى المساء، خرج معها فارس لتوصيلها، كان عمار يقف بسيارته على بعد مسافه من الفيلا، ينتظر ليري ايثار، وعندما خرجت هى وفارس ظل يراقبها بشوق شديد، وهو يقول فى عقله: وحشتينى قوى مشتقلك مشتاق لعنيكى ولصوتك(تنهد) ليه بتعذبينى وتعذبى نفسك، لحد امتى هتفضلى تبعدينى عنك، حتى المكالمه حرمتينى منها، ورسايل الوتس اللى كانت بطمنى عليكى، اه لو اقدر اجرى عليكى واخدك فى حضنى، اه لو اقدر اخدك واهرب بعيد، اه من وجع قلبى اللى حسه اه، امتا تحنى عليا امتى.

تحرك فارس بالسياره تحرك عمار وظل يسير خلفهم بمسافه، كى لا يراه فارس، وصلا فارس وايثار الى منزل نادين، نزل فارس وفتح باب السياره، نزلت ايثار وقف امامها ونظر اليها قائلا: خلاص مش زعلانه منى؟
ايثار مبتسمه: لاء مش زعلانه سبنى بقى اعدى؟
فارس وهو ينظر لها بحب: لاء مش عايز خليكى قريبه منى كده على طول.
ايثار: فارس بلاش دلع سبنى اعدى بقى.
تنحى جانبا قائلا: اتفضلى بس انا زعلان.

ايثار: ماتزعلش يوم الجمعه نتقابل ونقعد مع بعض كمان.
فارس رافضا: ايه لاء طبعا الجمعه ده بعيد قوى نتقابل بكره.
ايثار: بلاش تهريج انت عارف انى عندى شغل ومش فاضيه.
فارس: اخ يا خبر نسيت خالص معلش، بس بردو يوم الجمعه بعيد قوى ايه رايك نتغدى مع بعض يوم الحد؟
ايثار: خليها الثلاث ماشى.
فارس: امرى لله هعدى عليكى يوم الثلاث، واخدك من الشركه ونتغدى سوى.
ايثار: خلاص اتفقنا.

تحركت ايثار خطوتين فامسك فارس ذراعها، محاولا جذبها لكنه لم يستطع، فنظرت اليه قائله: فى حاجه؟
تعجب فارس قائلا: انا كنت بحاول اشدك بس غريبه مش فاهم ليه معرفتش.
ايثار متعجبه: طب وبتشدنى ليه؟
فتحرك فارس واحتضنها قائلا: مش قادر اسيبك من غير ما اخدك فى حضنى.
فابتسمت ايثار قائله: مفيش فيك فايده بس انا مش زعلانه.
قبلها فارس فى راسها قائلا: وانا بحبك قوى.

وظل ينظر الى عينها للحظات، وتركته ودخلت الى الفيلا، وعاد هو الى السياره وظل واقفا حتى دخلت، اما عمار لم يتحمل رؤيته لفارس وهو يحتضنها فتحرك بسيارته، وهو غاضب وظل يلف بها لبعض الوقت.
دخلت ايثار الفيلا وصعدت الى غرفة نادين، سلمت عليها وجلست معها وبدأتا تتحدثان
نادين: يعنى تسبينى فى يوم زى ده؟

ايثار مجرجة: بصراحه اتكسفت من عمك، يعنى خوفت يتضايق من وجودى.
نادين: عمى عمره ما هيتضايق من وجودك.
ايثار: كده احسن المهم قوليلى حصل ايه؟
اخذت نادين نفس وزفرته قائله: جه تامر هو وبابه ومامته ست محترمه جدا، كنت قابلتها فى النادى قبل كده اكتر من مره.
ايثار: طب وانطباعك انت عن العريس مش عن امه؟
نادين: مش عارفه مش حاسه ناحيته بحاجه يعنى مش عارفه؟
ايثار: يعنى فى قبول ولا مفيش؟

نادين متحيرة: مش عارفه جويا احساس مش فاهمه يعنى لا حاسه انى عايزه ولا رافضه.
ايثار: محتاجه تتكلمى معاه تانى عشان تحكمى صح.
نادين: بجد مش عارفه بحس فى تصنع فى كلامه وحركاته، مش بحسه طبيعى كده.
ايثار: فى ناس كده عموما ادي نفسك وقت تفكرى فيه.
نادين: هو ده اللى نوية عليه، وطلبته من عمى شوية وقت افكر فيه.
ايثار: فكرى كويس واوعى تتسرعى، اديكى شايفه التسرع هو سبب اللى انا فيه.
نادين: متقلقيش هاخد وقتى براحتى، انما قوليلى حصل ايه مع عريس شهد؟

فقصت عليها ما حدث وظلتا معا لبعض الوقت، ثم خرجت ايثار لتعود الى شقتها، وهى فى الطريق مرت على احد المحال لشراء بعض الاشياء، كان عمار هو الاخر يشترى شئ من محل اخر بجوار المحل التى به، وراها وتعجب من وجودها فى هذا المكان، فظل يراقبها حتى انتهت وخرجت، وذهبت الى العماره التى بها شقتها، فتعجب من دخولها اليها، فسأل البواب عنها فاخبره انها تسكن بها، فعاد الى سيارته وهو سعيد يقول لنفسه: ياه اخر حاجه كنت اتوقعها دى، انا وايثار جيران، مفيش وبينى وبينها الا كام عماره، بس انا مش هقول لها وكل يوم هشوفها وهى مروحه، اهو اصبر قلبى لحد ما تسامحنى وتدينى فرصه تانيه، بس لازم اكون حريص، عشان لو عرفت انى عرفت شقتها ممكن تغيرها انا عارفها.
وتحرك عاد الى شقته

فى منزل فارس
عاد فارس الى منزله سعيدا، صعد الى غرفته جلس على طرف السرير، مبتسما يتذكر كلامه مع ايثار، وتذكر محاولته لجذبها فقال متعجبا: صحيح هى ليه فجأه لما جيت اشدها حسيت انى بشد جبل، دى حتى لما خدت بالها، كانت كأنى كنت بطبطب عليها مش بشدها، ايه الهبل اللى انا فيه ده يعنى هيكون ايه، عادى يعنى انا مأفور الموضوع.

واستلقى على السرير لبعض الوقت وبعدها قام اخذ حمام ونام، فى الصباح قبل ان يذهب للشركه ذهب الى والده دق الباب ودخل قائلا: صباح الخير يا بابا ممكن اتكلم معاك شويه؟
فهمى: صباح الورد تعالى.
اقترب فارس قائلا: كنت عايز اسالك عن موضوع يوسف هو مستنى ردى.

فهمى: والله يا بنى مش عارف هو ولد مجتهد، ووالده راجل محترم، ومشهود له طول عمره بالنزاه والشرف بس يعنى...
قاطعه فارس قائلا: ماديته مش ده اللى تقصده، هو معايا فى الشركه مدير المشروعات مش موظف عادى.
فهمى: والله يا بنى مش عارف، يعنى بعد باهر المنسترلى صاحب شركه من اكبر الشركات فى مصر، لمدير فى شركة لسه بتبتدى.
فارس مبتسما: انا فاهم قلقك بس الحاجه اللى مطمنانى انه انسان محترم ومكافح.
فهمى: طب هو مشفنيش ولا مره وميعرفنيش؟

فارس: ايوه فعلا.
فكر فهمى قائلا: اقوله انك كلمت اهلها وانى عايز اقابله وتكلم ومعاه.
فارس: طب وشهد مش هتاخد رايها؟
فهمى: لو اطمنت للولد وحسيت انه صادق فى كلامه، هاخد رايها.
فارس: خلاص هقوله واحدد معاه معاد وابلغك بيه تمام.
فهمى: تمام.

خرج فارس واخذ شهد وذهبا معا الى الشركه، وبعد بعض الوقت اتى يوسف دخل الى مكتب شهد، وكان يمسك فى يده زهره حمراء وقف امام المكتب تنحنح قائلا وهو مبتسم: صباح الخير يا انسه شهد.
نظرت اليه شهد متعجبه: صباح الخير يا استاذ يوسف فى حاجه؟
كان يوسف ينظر اليها بشرود، يتمنى ان يخبرها بمشاعره، ولكنه منتظر رد فارس، فتنبه الى كلامها قائلا: ايوه كنت عايز اقابل فارس.

نظرت شهد فى جدول المواعيد قائله: مفيش فى الجدول موعيد دلوقتى تقدر تدخل له.
فهز راسه بالموافقه وظل ينظر حتى اقترب من الباب، وضع الورده على مكتبها، ودخل مسرعا الى فارس، كانت شهد تنظر فى الاوراق امامها لتهرب من نظراته، اخذت الورده وقربتها من انفها واستنشقتها بابتسامه، دخل يوسف جلس على الكرسى امام المكتب قائلا: هاه عملتلى ايه؟
تنصنع فارس النسيان قائلا: موضوع ايه مش فاكر؟

يوسف متضايقا: انت بتهرج اوعى تقولى انك نسيت تكلمها؟
ابتسم فارس قائلا: انت مدلوق كد ليه يا بنى؟اعقل كده وارسى.
يوسف: يعنى كلمتها ولا لاء؟
فارس: بصراحه لاء مكلمتهاش.
تضايق يوسف جدا وتافف غاضبا، فابتسم فارس قائلا: بس كلمتلك باباها.
نظر اليه يوسف متلهفا قائلا: وقالك ايه اوعى تكون مخطوبه؟

ضحك فارس قائلا: لاء يا سيدى مش مخطوبه، بس هو عايز يقابلك الاول قبل مايكلم بنته تقابله امتى؟
يوسف: لو ينفع دلوقتى اروح اقابله.
فارس ضاحكا: اهدى يا بنى كده ايه السربعه دى، هو راجل فاضى ده عنده شغل.
يوسف: طب خلاص اروح اقابله باليل، شوف الوقت اللى يناسبه واروح ازورهم وقابله.
فكر فارس قائلا: ايه رايك تيجى تقابله عندنا فى الفيلا؟

يوسف مترددا: بلاش الفيلا، عشان مبقاش بعشم الراجل بمستوى اعلى من مستوايا، نتقابل فى اى مطعم يعجبه.
اعجب فارس برده قائلا: تمام خلاص هكلمه واحددلك معاه معاد، وابلغك بس اوعى تفتح معها سيره انت فاهم.
يوسف: حاضر انا مش من النوع اللى ممكن العب بمشاعر البنات، لو وافق والدها وهتكون حلالى، وقتها بس هكلمها.

تركه وخرج يوسف مسرعا فهو لايريد ان يتحدث مع شهد، ضكت شهد من خروجه بهذه السرعه، وهى تمسك الزهره بيدها، فقد اخبرتها الزهره ماخجل ان يقوله، اتصل فارس بوالده واخبره بما حدث، فاجابه قائلا: طب اسمع حددلى معاه معاد النهارده فى وقت البريك بتاعكم، وقولو يقابلنى فى المطعم القريب من شركتكم.
فارس: خلاص ماشى هكلمه دلوقتى واقوله.
انهى فارس المكالمه مع والده واتصل ب يوسف واخبره

فى شركة نادين
كانت نادين وايثار تعملان فى المكتب، ودق الباب وفتح ودخل تامر قائلا: السلام عليكم ممكن ادخل؟
نادين: اتفضل يا استاذ تامر احنا بنراجع شوية شغل.
فدخل وجلس على الكرسى امام المكتب، وكانت ايثار تجلس على الكرسى المقابل له، فقامت وقفت قائله: طب انا هخرج عن اذنكم.
تركتهم وخرجت نظر تامر الى نادين قائلا: انا جاى حسب الاتفاق، اننا نتكلم كل يوم شويه عشان نتعرف على بعض.
نادين: انا فهمت ده.

تامر: انا عارف ان الموضوع محرج شويه، بس انا فعلا حابب اننا نقرب من بعض الاول.
فهزت نادين راسها بالموافقه مع ابتسامه خفيفه
تامر متردد: ايه اكتر اكله بتحبيها؟
نادين: مفيش حاجه معينه كل الاكل بيعجبنى.
تامر: طب ايه المكان اللى لما تحبى تتفسحى بتروحيه؟
نادين: مفيش مكان معين بردو.
تامر مترددا: ايه الحلم اللى بتتمنى تتحقيقه؟

فكرت نادين قائله: عمرى ما فكرت فى حلم معين، يعنى مش عارفه بس مفيش حاجه معينه على بالى دلوقتى.
تامر مبتسما: انا بقى كان ليا احلام كتير وانا صغير، لكن لما كبرت كلها اتغيرت، بس دولقتى بقا عندى حلم جديد عايز احققه.
وكان ينظر لها وكانه يقول انها هى هذا الحلم، شعرت نادين بالخجل من نظراته، فنظرت الى الاسفل ولم تجيب، شعر هو بخجلها فقام وقف قائلا مبتسما: همشى انا بقى وابقى بكره اجى نتكلم شويه عن اذنك.

تركها وخرج، دخلت لها ايثار لتحدثها، اتى سامح والتقى ب تامر قبل ان يخرح نظر له قائلا: سامح حبيب قلبى، فينك يا بنى بقالى فتره مش بشوفك.
سامح متعجبا: تامر انت بتعمل ايه هنا؟
تامر: بشتغل هنا لكن ايه المقابله البارده دى، مش تفرح كده اننا اتقابلنا.
سامح محرجا: معلش اصلى بعدت عن الشله كلها، وربنا تاب عليا من القرف اللى كنا فيه.
تامر: عندك حق انا كمان نوية ابطل القرف ده، انما انت جاى الشركه هنا ليه؟

سامح: انا شغلى عباره عن مشاريع، وعامل مشروع مشترك بين الشركه هنا وشركه تانيه، ومن الطبيعى انى اجى هنا، لكن انت سبت مكتبك وجيت تشتغل هنا، ده اللى غريب.
تامر: لا انا جاى هنا مكان والدى لفتره، وهرجع مكتبى تانى.
خرجت ايثار من مكتب نادين، وجلست على مكتبها، فربط تامر على كتف سامح قائلا: طب همشى عشان تشوف شغلك، وهستناك تيجى تقعد معايا بعد ما تخلص.

ذهب تامر الى مكتبه، واقترب سامح من مكتب ايثار قائلا: عندى معاد مع الانسه نادين.
نظرت اليه ايثار قائله: حضرتك استاذ سامح؟
سامح: ايوه.
قامت ايثار فتحت باب الغرفه قائله: اتفضل هى فى انتظارك.
دخل سامح واقترب من المكتب، كان يشعر باحراج شديد، فهو من ساعد سليم على ما فعل معها، تنحنح قائلا: انسه نادين.
فنظرت اليه نادين وابتسمت قائله: اهلا يا استاذ سامح اتفضل.

جلس سامح على الكرسى بجوار المكتب، وقدم لها بعض الاوراق قائلا: اتفضلى دى كل الاوراق، عشان تعرفى اخر ما وصل له المشروع، وخلال الفتره الحايه هاجى كل اسبوع، واجبلك تقرير بكل جديد.
نادين: تمام اتفقنا.
قام سامح قائلا: طب عن اذنك انا.

فهزت راسها بالموافقه خرج سامح، وسال عن مكتب تامر وذهب اليه، دخل مكتبه وجلس على الكرسى امام المكتب، قام سامح وجلس امامه قائلا: قولى مش بتشتاق للسهرات بتاعتنا وتحاول...
قاطعه سامح قائلا: لاء طبعا انا ندمان على العمر اللى ضاع فى القذاره دى، وبحمد ربنا انه بعتلى مرام عشان اتغير.
تنهد تامر قائلا: انا كمان ناوى ابعد عن السكه دى خالص، بس خايف ارجع احن للسهرات والحجات دى تانى، وبصراحه ناوى اتجوز.

سامح: اوعى تخدع اللى هتتجوزها وقول لها الحقيقه.
تامر متردد: بصراحه مش هينفع اقول لها حاجه، يعنى خايف اقول لها اخصر ثقتها.
سامح: الصح انك تقول لها.
تامر: على فكره بقا فى شيخ قالى ان مش المفروض اقول لها، طلما ربنا سترها عليا، انا مينفعش اكشف ستره واقول لها.
سامح متحيرا: بصراحه معرفش، بس عموما لو توبتك نصوحه اكيد ربنا هيكرمك، انا همشى بقى وهبقى اعدى عليك لما اجى المره الجايه سلام.
تامر: سلام.
تركه سامح وذهب، وظل هو يفكر فى كلامه.

فى احد المطاعم
كان يوسف ينتظر فهمى على احد الطاولات، لحظات واتى اليه وقف امام الطاوله قائلا: انت يوسف صح.
قام يوسف وقف قائلا: ايوه حضرتك والد شهد؟
مد فهمى يده له قائلا: ايوه اهلا بيك فارس قالى على رقم الطربيزه عشان كده جتلك على طول.
سلم عليه يوسف قائلا: انا اتشرفت بحضرتك اتفضل.

جلس فهمى بالكرسى المقابل ل يوسف، اشار يوسف للنادل وطلب منه عصير طازج، وتنحنح بخجل قائلا: فارس اكيد كلم حضرتك عن الموضوع اللى عايز اكملك فيه.
فهمى مبتسما: ايوه قالى بس عايز اسمع منك.
يوسف محرجا: انا معجب بالانسه شهد وعايز اتجوزها، انا عندى شقه جاهزه على الفرش فى منطقه حلوه، وبشتغل مدير المشروعات فى شركة فارس.
فهمى: طب واهلك؟

يوسف: والدتى متوفيه من سناتين وليا ثلاث اخوات بنات، والثلاثه متجوزين وبابا قاعد فى شقته، جنب اختى الكبيره وهى اللى بترعيه.
فكر فهمى قائلا: بس الشركه اللى انت شغال فيها دى لسه صغيره، وممكن تقع فى اى وقت، يعنى وقتها هتعيش بنتى منين؟
يوسف: لاء اطمن الشركه الحمد لله ماشيه كويس، وان شاء الله تكبر، وكمان انا ليا تامين وبعدين الرزق على الله.

فهمى: ونعم بالله، طب شوف يا بنى شهد بنتى الوحيده، ملهاش غير اخ واحد بس، وانا عندى ملك يعنى مسيرها في يوم هتكون صاحبة فلوس...
قاطعه يوسف قائلا: الحاجه دى متخصنيش، هى هتبقى مراتى وانا المسؤل عنها، وحتى شغلها لو هتكمل فيه فلوسه لها مش هاخد منها مليم.
فهمى: انا سمعت ان الشركه بتاعتكم داخله مشروع كبير صح؟
يوسف: ايوه صح.

فهمى ماكرا: ايه رايك عندى عرض ليك، تجبلى تفاصيل المشروع ده، ويتعمل باسمك وهتاخد مبلغ كبير، وهتتعين معنا فى الشركه، وهجوزك شهد.
يوسف رافضا: ايه الكلام ده لاء طبعا لا يمكن، انت عايزنى اسرق صاحبى، واخون المكان اللى بشتغل فيه، لاء طبعا مش ممكن اعمل كده.
فهمى: حتى لو ده هيحرمك من شهد، اللى بتحلم بيها وهتموت عليها.

قام يوسف وقف قائلا: انا عايز اتجوز واحده تعنى على طاعة الله، ونكون مع بعض فى الجنه، مش تكون سبب فى دخولى النار.
فهمى: جنة ايه ونار ايه بس ده شطاره وفهلوه، متكبرش الموضوع.
نظر اليه يوسف باسف والم قائلا: يا خصاره بنت زى شهد، يكون لها اب يتكلم كده، عن اذنك طلبى مش عندك.
قام فهمى قائلا: اسمع بس متتسرعش معاك لحد بكره تفكر وترد عليا.
يوسف: للاسف وقت حضرتك خلص، ولا يمكن ابيع نفسى واخصر اخرتى.

وتركه دفع ثمن العصير وذهب، خرج فهمى خلفه وظل يتابعه لبعض الوقت، وعاد الى شركته، وفى المساء ذهب فارس الى غرفة والده دق الباب ودخل نظر اليه قائلا: امال ماما فين؟
فهمى: بتكلم بنات عمك.

فارس: هو ايه اللى حصل مع يوسف، ده كان زعلان قوى ومتضايق، بس مرضيش يقولى حاجه غير مفيش نصيب.
ابتسم فهمى سعيدا قائلا: لانه راجل صح، وهو ده اللى يستاهل ياخد اختك.
فارس متعجبا: منين مفيش نصيب، ومنين يستاهلها انا مش فاهم حاجه.

فهمى: هفهمك.
وقص عليه كل ما حدث
فارس سعيدا: طب انت بقى ناوى على ايه؟
فهمى: هتعزمه عندنا يوم الجمعه الجايه، وهفهمه كل حاجه ونحدد معاه معاد الخطوبه.
فارس: طب وهتسيبه كده طول الفتره دى منغير مانعرفه حاجه، حرام ده صعبان عليا قوى.
فهمى: عايز اشوف صبره هيتحمل ويفضل ساكت ولا لاء.
فارس: ايه القسوه دى حرام كده طب افرحه واقوله.

فهمى ضاحكا: اسكت انت بكره لما تبقى اب هتفهم اللى بعمله، وعموما لو عايز تقوله ابقى قوله بس بعد يوم او اثنين.
فارس: حاضر طب وشهد هتتكلم معاها امتى؟
فهمى: تعالى نروح لها دلوقتى نسالها.
خرجا الاثنان معا ودخلا الى غرفة شهد نظر فهمى لشهد قائلا: الجميل قاعد فى اوضتها بتعمل ايه؟
شهد: ولا حاجه كنت قاعده على النت شويه.

لاحظ فارس زهرتين فى كوب على المكتب، فنظر لها قائلا: ايه الورد الجميل ده، مكنتش اعرف انك بتحبى الورد.
شهد مرتبكه: عادى يعنى عجبنى فاشتريته.
فهمى: ايه رايك فى يوسف اللى شغال معاكو فى الشركه.
زاد ارتباك شهد قائله: يوسف مين مش فاكره حد اسمه يوسف.
فاتسم فارس قائلا: يوسف اللى بيجى كل يوم المكتب.
تلجلجت شهد قائله: اه افتكرته ده شاب مؤدب ماله بتسال عنه ليه؟

فهمى: اصله طلب ايدك بس انا قولت اكيد انت مش هتفتكريه فرفضته.
شهد بارتباك شديد وخجل: لاء انا فاكره بس يعنى كنت اه..
فهمى مبتسما: افهم من كده انك موافقه عليه.
شهد بخجل وهى تنظر الى الاسفل: اللى تقوله يا بابا.
فهمى ضاحكا: اللى اقوله يعنى موافقه، عموما انا كمان شايف انه ولد كويس.
ازداد خجل شهد قائلا: متكسفنيش بقا يا بابا.

فاحتضنها وقبلها فى جبينها قائلا: ماشى مش هكسفك بس محدش فيكو بقى يتكلم معاه، لحد يوم الجمعه عشان نفجاءه.
شهد: تفجاءه ازى يعنى مش فاهمه.
فقصا عليها كل ما حدث، واتفقا معها على عدم اخباره قبل يوم الجمعه.

عند سليم (فرنسا)
يوم الاحد مساءا اتى جون الى سليم وجلس معه قائلا: ارسل لى صديقك النقود.
سليم: جيد اذن متى تحضر لى الاوراق لاعود الى مصر.
جون: ذهبت الى الرجل الذى اعرفه، واتفقت معه سيزور لك جواز سفر خلال ايام، وساحجز لك على اول طائره.
سليم: جيد.

جون: ساحضر لك صوره تتنكر بها يوم سفرك، ولكن احترس فاى خطاء سيتم القبض عليك.
سليم: لا تقلق انا اكثر منك حرصا على هذا.
تركه جون وذهب جلس سليم ينظر بمكر وخبث قائلا: هرجع لك يا نادين، وهعرف ازى انتقم منك، واعرفك مين هو سليم، والكلب اللى اسمه رمزى هو كمان، وانت كمان يا سى تامر هعرف كل واحد مقامه.

 

تااابع ◄